Professional Documents
Culture Documents
تمثلات عمال المؤسسة الصناعية العمومية للعمل
تمثلات عمال المؤسسة الصناعية العمومية للعمل
0203/20/02 : اتريخ االستالم 0203/20/20 :؛ اتريخ القبول 0203/20/02 :؛ اتريخ النشر
Abstract الملخص
This article is part of a fieldwork تندرج هذه الورقة البحثية يف اطار عمل ميداين
(monographic study). Our main objectif (دراسة مونوغرافية) اليت مشلت عمال
is to study the perceptions and
représentations of workers in the
املؤسسة اجلزائرية للسباكة بوهران وحدة الفو املتواجدة
industrial public entreprise ALFON ابلقطاع احلضري قمبيطة
located in واملعروفة من طرف سكان مدينة وهران بـ مؤسسة
Oran, and commonly known by the ديكرو على اسم مالكها السابق الفرنسي ديكرو.
inhabitants of this city under
حاولنا يف هذه الدراسة القيام مبقاربة مفهوم العمل من
the name of its French owner ‘Decro’.
We intend to know the representations of خالل متثالت العامل الصناعي يف إطار
these workers about: work, the public العمل العمومي املأجور ،للمؤسسة الصناعية
industrial company, and its social العمومية ،وحمليطه االجتماعي داخل وخارج العملية
environment inside and outside, and this
اإلنتاجية.
to draw up the profile of this worker and
his relationship to work
Keywords: Work, Workers, كلمات مفتاحية :العمل ،العمال ،متثالت العمل،
Représentations, Industriel public املؤسسة الصناعية العمومية .سوسيولوجيا العمل.
entreprise
133
حمزة زريقات حسنية
-1المقدمة :
يقترح المقال مقاربة العامل الصناعي قصد فهم سلوكه في إطار العمل العمومي المأجور .لهذا
الغرض قمنا في مرحلة سابقة باإللمام بالدراسات واألطروحات التي تناولت منظور العامل
للعمل في بعده السوسيولوجي ،باإلضافة إلى الدراسات األجنبية التي تناولت العمال بالمؤسسات
الصناعية في أوروبا خاصة ،نذكر على سبيل الذكر ال الحصر أالن توران ،جورج فريدمان،
ميشال كروزييه ،دومينيك ميدا وغيرهم.
تعتمد هذه الورقة البحثية على نتائج المعطيات الميدانية لمحور بحث الخاص بنا بعنوان :
" العمل ،العمال والخطابات حول الفعل النقابي بالمؤسسة الصناعية" في إطار مشروع بحث
المؤسسة (وآخرون ،ز )6102-6102 ،بمركز البحث في األنثروبولوجيا االجتماعية والثقافية.
صرحنا من خالله مجموعة من التساؤالت حاولنا االجابة عليها بالدراسة المونوغرافية التي
شملت عمال المؤسسة الجزائرية للسباكة بوهران وحدة الفو المتواجدة بالقطاع الحضري قمبيطة
والمعروفة من طرف سكان مدينة وهران بمؤسسة ديكرو على باسم مالكها السابق الفرنسي.
في فهم :من هو العامل الصناعي اليوم في المؤسسة الصناعية ساهمت نتائج الدراسة
العمومية ؟ ماهي نظرته للعمل الذي يقوم به ،هل صورة العامل الصناعي الشائع التي سادت
سنوات التصنيع التي شهدتها الجزائر سنوات السبعينات الزالت راسخة؟.
بحثا لفهم وتفسير سلوك العامل و تمثالته للعمل الصناعي ونظرته للعمل الذي يقوم به ،في
اطار العمل العمومي المأجور المضمون الذي تضمنه المؤسسات العمومية في اطار عقد العمل
غير محدد المدة ،استنادنا في التحليل على نتائج سلسلة الدراسات التي أجريت ضمن إطار
مشروع البحث بعنوان SNS " :الصناعة والمجتمع" ( ،Chikhi ،Gueridو )0826 ،Kenz
بين العامل الكالسيكي والعامل الشائع المنتشر في والتي فرق فيها الباحث جمال غريد
المؤسسات الوطنية العمومية ،ودراسة الباحث فؤاد نوارحول األشكال الجديدة للعامل الصناعي
اين ادرج الباحث العامل ضمن ثنائية عامل" كالسيكي/شائع) ".نوار.( 2012،
134
تمثالت عمال المؤسسة الصناعية العمومية للعمل
135
حمزة زريقات حسنية
136
تمثالت عمال المؤسسة الصناعية العمومية للعمل
االستعمال المكثف لآلالت التقنية في كل قطاعات النشاط من شأنه أن يحدث تغييرات جذرية
وعميقة في التنظيم والبنية المهنية للمؤسسة الصناعية
).(Touraine, Dubet, & Wieviorka, 1984
من منظور آخر يري كل من ميشال كروزييه وفريدبرغ أن العامل بالمؤسسة يطمح الى بناء
عالقات سلطة وشبكة عالقات استراتيجية في اطار اجتماعي مبني على التبعية كما ال يخفي
على الباحثين في مجال سوسيولوجيا العمل والتنظيم أن أي مؤسسة تبني في اطار نسق
اجتماعي جانب منه رسمي وهي مجموع الق اررات واللوائح التنظيمية المسيرة للمؤسسة وجانب ثان
يبني في اطار العالقات االجتماعية والثقافية والتي تخضع لمؤثرات داخلية غير رسمي
تشكل خصوصية كل مؤسسة على حدى ،يعود مصدرها إلى ما سماه ميشال وخارجية
كروزييه" بهامش الاليقين "فالسلوك دائما معنى دون أن يكون بالضرورة عقالنيا" ( Crozierو
.)0811 ،Friedberg
في اعتقادنا ان نظرة العمال للعمل وتمثالتهم للعمل الصناعي بالمؤسسة الصناعية في إطار
العمل العمومي المأجور من أهم المتغيرات التي نستطيع من خاللها معرفة مدى قدرة العمال
على التأقلم مع البيئة المهنية التي يعيشون فيها بما في ذلك ردود االفعال السلوك الناجم عن
التغيرات المرتبطة بالظروف المحيطة بالعمل .
137
حمزة زريقات حسنية
الوقت الذي تمت فيه عملية التنمية من خالل حرق مراحل التي مرت بها التجربة االوروبية
في التصنيع أدي ذلك في االخير الى ظهور نمط جديد من العامل الصناعي الذي اصطلح
عليه بالعامل الشائع .ويذكر ان " ال وجود للعامل على العموم ،الوجود فقط لعمال
خصوصيين" (غريد، 0888، ،ص)01
داخل المصنع لعالقة جديدة بالزمان والمكان وان االندماج في البنيات "…تبنى يضيف
البيروقراطية الوظيفية هما امران كافيان لإلثبات تكون البروليتاري الصناعي الكالسيكي في
الجزائر .فال يبدو أن الضروريات االقتصادية قد تغلبت على الثقافات المحلية ولكنها تمكنت من
حمل العمال على اتباع نوع من االزدواجية في السلوك .فهذا السلوك هو من جهة اذعان
وخضوع لعدد معين من النماذج الصناعية وهو من جهة ثانية تصدي ورفض للخلفية الثقافية
التي تطفي على هذه النماذج ابعاد دالالتها المتميزة" (غريد ،0888 ،ص.)01
من هذا المنطلق فإن تمثالت العمال للعمل الصناعي ونظرتهم للعمل في إطار العمل
المضمون الذي يكفله العمل العمومي بالمؤسسات الصناعية الوطنية تختلف باختالف المراحل
التي مر بهه العمل الصناعي في الجزائر ومتأثر بالخصوصية الثقافية المحلية والتي تلعب دو ار
مهما في بلورة ماهية العمل الصناعي والتي من خاللها يمكن مقاربة العامل الصناعي وفهم
سلوكاته اليومية.
العامل الصناعي ينتمي الى محيط خارجي يلعب فيه مجموعة من األدوار وله مكانة
اجتماعية معين ومحيط داخلي ،اي داخل التنظيم الصناعي الذي يلزم عليه تبني فكر
ومنظومة ثقافية جديدة .يذكر الباحث موالي الحاج وضعية العامل الصناعي في المؤسسة
الصناعية الوطنية فيقول " عندما ينتقل الفرد ليعمل في المؤسسة فإنه ينقل معه ممتلكاته
السوسيو -ثقافية اوما يسمى ( " HABITUSموالي الحاج ،0888 ،ص ص.)14-71 .
الدراسة الثالثة لبيار بورديو التي تعتبر مرجعية في مفهوم العمل والعمال في الجزائر والتي
قسم من خاللها الباحث العمال الجزائريين الى مجموعتين متمايزتين تختلف نظرتهم للعمل
138
تمثالت عمال المؤسسة الصناعية العمومية للعمل
وهم العمال المستقرون الذين يصارعون من أجل االستقرار المهني وفق نمط العمل،
والتمسك بمراكز عملهم والعمال الغير مستقرون الذين يبذلون قصارى الجهود للتوصل الى
استقرار مهني( (BOURDIEU, 1977, p.10والدراسة الرابعة للباحث دراس عمر التي
يحيلنا من خاللها الى واقع الحراك المهني في الصناعة البتروكيماوية والتي ربطها بتصورات
العامل الجزائري لنفسه وللعمل الذي يقوم به .
من بين النتائج التي توصل إليها الباحث أن العامل الجزائري لم يكتسب بعد العقالنية
االقتصادية والفعالية في العمل اذ مازال يعتبر نفسه اجي ار اكثر من منتج وال يولي اهتماما
كبي ار في تحقيق الجوانب غير المادية للعمل كتحقيق شخصيته وانمائها مثال وافتخاره بالعمل
الذي يقوم به وانتمائه لفرقة عمالية معينة بل كل االمور تدل على تواجد العامل الجزائري في
المصنع ما هو اال انتظار استالم المرتب الشهري ال اكثر وال اقل في هذا المجال (دراس،
.)0827
139
حمزة زريقات حسنية
الوظيفة الحالية ،على اعتبار أن الظروف التاريخية للعامل الصناعي تتحكم في تشكل الطبقة
العمالية بعد االستقالل (جابي.)6110 ،
اصول العمال وممثليهم من حيث االنتماء الجغرافي ،االصول الحضرية والريفية مع اختالفاتهم
االجتماعية والثقافية ،احالتنا الى اسئلة جوهرية تم ادراجها في استمارة البحث المونوغرافي بناء
على خالصة اعمال الباحث جمال غريد حول العامل الشائع ذلك ان بناء فكر عمالي يتشكل
وفق االنتماءات الجغرافية للعمال والتي تنعكس على سلوكهم وتصرفاتهم تجاه العمل .وأن بداخل
المصنع تبني عالقة جديدة بالزمان والمكان كما أن االندماج في البنيات البيروقراطية الوظيفية
(،Guerid هما امران كافيان إلثبات تكون البروليتاري الصناعي الكالسيكي في الجزائر
،Chikhiو .)0826 ،Kenz
140
تمثالت عمال المؤسسة الصناعية العمومية للعمل
الظروف المادية ،االجتماعية والثقافية تبعث في نفس العامل شعو ار باالرتياح خاصة في حالة
اتفاقهم مع أعضاء فرقة اإلنتاج التي ينتمون إليها ،غير اننا لمسنا لدى لعمال وحدة الفو شعو ار
باإلحباط بنسبة %22من امتناع المسؤولين عن اشراك العمال في اتخاذ الق اررات ،من تعامل
االدارة مع عمال الورشات من خالل االجابة حول تأثير الظروف االقتصادية الحالية على
االنتاج بالوحدة ،حيث اتفق معظم المبحوثين على اجابة واحدة وهي أن العمل يسير بنفس
الوتيرة اي بشكل جد عادي ،في حين أن األجر لم يتغير حيث صرح لنا عامل بوحدة التلحيم "
ما تبدلش ريتم (وتيرة) الخدمة والمنتوج كاين بصح الخلصة ما زادتش" ،هذا التصريح
باإلضافة الى الجدول المبين ادناه يوضح ربط العامل الصناعي ارتفاع األجور ضمن خانة سوء
تسيير اداري وحقرة المسؤولين وال عالقة له بمعدل انتاج الوحدة من خالل ربط عالقة بين
جهدهم المبذول وارتفاع اجورهم ،في تصورهم أن العامل هو شريك في العملية االنتاجية في
حين تعتبرهم االدارة عمال اجراء .
141
حمزة زريقات حسنية
جدول رقم ( )11يوضح الترابط بين الفئة المهنية ونظرة العمال إلى العمل
ما هي نظرتك للعمل (صف لنا العمل الذي تقوم به)؟ المجموع
القوى العاملة لقمة عيش حرفة عمل اجر الحصول بدون
شاق على تكوين اجابة
142
تمثالت عمال المؤسسة الصناعية العمومية للعمل
ذلك ما لمسناه لدى عمال وحدة الفو لدى طرحنا التساؤل في حالة عدم امكانية الوحدة على
مواصلة نشاطها ،حيث فضل اكثر ما نسبته %40.6من العمال التسريح بمبلغ مالي؛ هم حسبنا
من العمال المقبلين على االحالة على التقاعد ومن العمال الحاملين لمشروع مقاوالتي نتيجة
امتالكهم لخبرة مهنية بالوحدة ولحرفة ساهمت في تبلور هذا التصور.
هذا الطرح يتوافق مع ما توصل اليه ماكس فيبر لمسائل العمل والذي يعد منظوره للعمل ذا توجه
مجتمعي نظر الرتباط العمل والعامل بالنظام االجتماعي الكلي ،من خالل اهتمام ماكس فيبر
بمسألة الثقافة والقيم والمعايير المستنبطة من طرف العامل من نظم ومعاير وانساق قيمة وقد دعا
فيبر الى ضرورة اجتهاد الباحث في تفهم دالالت ذلك الفعل الموجه ومعانيه ،اعتبر سلوك هذا
األخير داخل مجال عمله وخارجه سلوكا خاضعا وموجها قيميا من قبل جملة ما يستنبطه من
مجتمعه .لم يكتف فيبر بالنظر للعمل في محيط ممارسته الضيقة بل وضعه في إطاره المجتمعي
والشمولي( .التايب)6100 ،
الظروف السابقة الذكر ساهمت في انتشار شعور عدم الرضى عن الظروف المهنية بالوحدة وساهم
في انتشار اشكال الالمباالة ،فالنسب الموضحة في الجدول ادناه ،توضح هشاشة العالقة التي
تجمع بين العمال في الورشات واالدارة وهو صراع يمكن ان يكون كامنا ،فاإلدارة حسب العمال
تستغل طاقاتهم قصد تحقيق اقصى ربح ممكن غير انهم ال يستفيدون من نسبة االرباح ،في المقابل
يشعر العمال ان الرابط الوحيد بينهم وبين اإلدارة هو الحصول على األجر.
تمثالت العامل الصناعي للعمل بوحدة الفو ال تتجاوز التعريف الفيزيقي للعمل على اعتبار أن العمل
جهد فيزيقي او نشاط جسدي غايته الحصول على انتاج ،حيث زاوجت اجابات المبحوثين العمل
الصناعي بالحرفة أو المهنة لغاية الكسب المادي فقط أي الحصول على األجر والبقاء في ضمان
العمل العمومي المأجور .
143
حمزة زريقات حسنية
جدول رقم ( )12يوضح الترابط بين الفئة المهنية و تمثالت العمال للعمل الذي يقومون به.
% compris
الفئة
أعوان التحكم dansالفئة 73,3% 6,7% 13,3% 6%,7 100,0%
المهنية
المهنية
144
تمثالت عمال المؤسسة الصناعية العمومية للعمل
العامل الصناعي بوحدة آلفو لم يتعدى منظوره للعمل الصناعي الجانب المادي أي العمل قصد -
الحصول على األجر نهاية كل شهر ،ذلك حسبنا لغياب تنشئة مهنية صناعية نتيجة لفشل
المؤسسة الصناعية العمومية في ارساء لثقافة المؤسسة الحديثة.
-في المجتمعات الصناعية أشكال االندماج على اختالفها تقوم على أساس النشاط المهني ،فهو
عامل في إدماج اإلنسان في مجتمعه وفي محيطه ويجعل لوجوده االجتماعي معنى الذي
يضمن للعامل الحماية المادية وبناء عالقات اجتماعية وتنظيم للوقت وللفضاء ،فنجد غالبية
العمال المبحوثين نظرتهم لعالم العمل قائمة على أساس مادي بحت وهو(األجر).
-نتائج الدراسة تماثلت بتوافق مع ما قدمه األستاذ جمال غريد حول العامل الصناعي المتواجد
في المؤسسات الوطنية العمومية او ما اصطلح على تسميته ب "العامل الشائع " الذي يعتبر
نفسه عامل أجير يبيع جهده العضلي مقابل اجر معلوم والذي يختلف في تمثالته وتصوراته
عن العامل الصناعي الكالسيكي أي العامل المنتج.
-قد تكون تمثالت العمال حول العمل الصناعي بوحدة الفو حالة خاصة نظ ار لطبيعة العمل
بالورشات ،غير انها طبعت تصورات العامل بوحدة آلفو حول ماهية العمل الصناعي وجهل
غالبية العمال للمعنى الحقيقي للعمل الصناعي بالورشات ،إذا ما قارناها بمحدودية مستواهم
التعليمي الذي يحد من حظوظ امكانية حصولهم على عمل خارج الوحدة وهم من فئة عمال
التنفيذ.
الحديث مثال عن التوظيف عن طريق الوساطة بالوحدة امر جد عادي لدى العمال والحديث -
عنه امر طبيعي في غياب تسيير عقالني يخلو من االشكال التقليدية للتوظيف المبني على
تساهم في اإلعداد للعامل الصناعي بالمنظور الكالسيكي المنتشر في العشائرية والقرابة
اوروبا .أكثر من نصف المبحوثين قد استفادوا من الوساطة للحصول على منصب بالوحدة.
145
حمزة زريقات حسنية
-النشاط المهني يضمن للعامل الحماية المادية وبناء عالقات اجتماعية وتنظيم للوقت وللفضاء،
فنجد غالبية العمال المبحوثين نظرتهم لعالم العمل قائمة على اساس مادي بحت وهو(األجر)،
فالعامل الصناعي حسب عمال الفو ليس بحاجة الى تكوين نظري للعمل بالورشات ،بل إن
التمرن في الميدان كاف لكي يمارس المستخدم مهامه في منصب عمله ،على اعتبار أن
العالقات مع المؤسسة الصناعية العمومية ومع العمل ضمنيا موجودة حاليا ضمن العالقة
"مؤسسة /سوق /منصب عمل" اكثر مما هي موجودة ضمن العالقة "مؤسسة /مدرسة" (نوار،
،6101ص.)40
-إجابات العمال داخل الوحدة مجتمع البحث تبين أن العامل الصناعي مازال بعيد عن المنظور
الحديث للعامل ضمن فضاء العمل ،حيث يحقق العامل في هذا المنظور االنتماء والتضامن
والتعبير وبالتالي يحقق ذاته لينتهج سلوكات عقالنية مرتبطة بالعامل الكالسيكي.
-7الخاتمة
نتائج التحقيق الميداني تتطابق ومنظور سعيد شيخي ( ،Chikhi ،Gueridو )0826 ،Kenz
حول تحليل اوضاع المؤسسات الوطنية مفادها أن العصرنة بها تمت في جانبها المادي فقط دون
مراعاة للجانب الثقافي للعمال مما انجر عنه غياب للعناصر الضرورية لعصرنة االفكار والتمثالت
الخاصة بالعمال ونضجهم الفكري والمهني وذلك نتيجة لعصرنة لم تحصل بسبب سرعة النموذج
التنموي نفسه الذي امتاز على حسب جمال غريد بحرق للمراحل انتج عامل صناعي يختلف في
نضجه الفكري والمهني عن العامل الصناعي االوروبي .وهو ما وضحه الباحث جمال غريد
بسياسة حرق المراحل كما ان النتائج التي توصلنا اليها من خالل الدراسة المونوغرافية وتحليل
البيانات الشخصية بوحدة آلفو تشير الى أن العامل الصناعي بوحدة الفو هو العامل الذي يقطن
بالقطاع الحضري ،من اصول شبه حضرية في الغالب ،منظوره للعمل الصناعي ال يتعدى منظور
العامل الشائع الذي ساد المؤسسة الصناعية العمومية في سنوات السبعينات والثمانينات من القرن
الماضي (حسب تعريف السوسيولوجي جمال غريد) ،محدود المستوى التعليمي ،يبني عالقة أداتيه
146
تمثالت عمال المؤسسة الصناعية العمومية للعمل
محضة مع العمل و لم يكتسب بعد العقالنية االقتصادية والفعالية في العمل ،مازال يعتبر نفسه أجي ار
أكثر منه منتج ،وال يولي اهتماما كبي ار في تحقيق الجوانب غير المادية للعمل كتحقيق شخصيته
وإنمائها مثال وافتخاره بالعمل الذي يقوم به ،بل كل المعطيات التي استقيناها من التحقيق الميداني
تدل على أن تواجد العامل الجزائري في المصنع ما هو اال انتظار استالم المرتب الشهري ال اكثر
وال أقل ،هذا الطرح يتوافق ومنظور االستاذ دراس عمر حول العامل الصناعي الجزائري وهو ما
يفسر بعض السلوكات السلبية لعمال الورشات بوحدة ألفو .
بناء على ما ورد اعاله واستنادا على تحليل ميشال كروزيه للتنظيمات ،اصبح من المسلم انه مهما
كانت درجة عقلنة تنظيم العمل ،فإن العامل يحتفظ بهامش من الحرية يستعمله بصفة استراتيجية
تمنحه قوة التفاوض مع التنظيم منها مشاكل العمل بورشات الوحدة حيث اجمع العمال من خالل
اجاباتهم على انتهاجهم الستراتيجيات مختلفة بإيصال شكواهم الى االدارة أو إلى مسؤوليهم والتي
تختلف باختالف انتماءاتهم الجهوية والعروشية ومدى صالبة شبكة عالقاتهم االجتماعية بالورشات،
ظروف مماثلة تؤدي الى ضعف قدرة العامل بوحدة الفو على التركيز والشعور بعدم الرضى عن
العمل وفي الكثير من الحاالت تنحو منحى سلبي كتأدية العمل المطلوب من دون رغبة او دون
الكفاءة المطلوبة وبالفعالية المرجوة وهذا ما لمسناه من خالل خطابات العمال بورشة الفوالذ
خاصة.
فمنهم من ينتهج استراتيجية المطالبة الرسمية باستشارة المسؤول المباشر على اعتباره الوسيط بينه
وبين تحقيق مطالبه ،وفئة ثانية استطاعت أن تنسج عالقات جيدة مع ممثلي النقابة وفئة اخرى
تحاول تقبل االوضاع على انها امر طبيعي واالمتثال اليه واعادة إنتاجه بالمؤسسات الوطنية قاعدة
ومن خالفها استثناء.
147
حمزة زريقات حسنية
148