You are on page 1of 6

‫مواضيع علم النفس العمل والتنظيم‬

‫االختيار والتوجيه المھني‬

‫‪ -1‬االختيار المهني‪:‬‬
‫هو العملية التي يتم من خاللها تحديد مدى صالحية المتقدمين لش غل الوظ ائف الش اغرة‪ ،‬وذل ك من خالل‬
‫المفاضلة بينهم على أسس معينة من أجل انتقاء األنسب من بينهم وتعيينهم في الوظائف المناسبة التي تتفق‬
‫مع قدراتهم واستعداداتهم‪ ،‬ومن ثم استبعاد غير المناسبين منهم‪.‬‬
‫وتبدأ عملية االختيار فور االنته اء من التحدي د الكمي والن وعي لكاف ة الم وارد البش رية الالزم ة للمنظم ة‬
‫الناتج عن عملية تخطيط الموارد البشرية‪ ،‬ومن ثم عبر توصيف كامل لكافة الوظائف المطلوبة‪ ،‬ه ذا ومن‬
‫الناحية العملية ال يمكن أن تبدأ هذه المرحلة إال بعد إتمام كافة اإلجراءات المتعلقة بالتوصيف‪ .‬خاصة فيم ا‬
‫يتعلق بالوظائف الجديدة الناتجة عن مقتضيات تخطيط الموارد البشرية‪.‬‬

‫‪-1-1‬تعريف االختيار المهني‪:‬‬


‫هي العملية التي تمثل مرحلة تطوير واكتشاف مؤهالت االفراد للعمل في المنظمة‪.‬‬
‫أما ماهر فيعرف االختيار بأنه تلك العمليات التي تقوم بها المنظمة النتقاء أفض ل المرش حين للوظيف ة ه و‬
‫الشخص الذي تتوافر فيه مقومات ومتطلبات شغل الوظيفة أكثر من غيره‪ ،‬ويتم هذا االختيار ال تي تطبقه ا‬
‫المنظمة‪.‬‬
‫وبذلك يمكن القول إن عملية االختيار هي عملية غربلة وتصفية مجموعة االف راد ال ذين تم اس تقطابهم من‬
‫خالل مجموعة من مراحل تحديد االفراد الذين يملكون خصائص ومواصفات ال تي تنطب ق على متطلب ات‬
‫الوظائف الشاغرة في المنتظمة‪ ،‬تمهيدا لتع ييهم في تل ك الوظ ائف‪ ،‬أي اختي ار الش خص المناس ب للمك ان‬
‫المناسب‪.‬‬
‫‪-1-2‬إجراءات االختيار المهني‪:‬‬
‫تتطلب عملي ة االختي ار القي ام ب إجراءات وخط وات معين ة ح تى يتم اتخ اذ الق رار باختي ار وتع يين أح د‬
‫المترشحين‪:‬‬
‫‪-1‬االستقطاب واستقبال طلبات وطالبي العمل‪.‬‬
‫‪-2‬الفحص االولي لطلبات التوظيف والمقابلة المبدئية‪( .‬مطابقتها لما جاء في اإلعالن واستكمال بعض‬
‫البيانات الغير واضحة من خالل المستندات)‪ .‬فإذا كانت البيانات الشخصية مرضية فانه سيخضع لإلج راء‬
‫الموالي‪ ،‬وفي الحالة العكسية يحجب عن القبول‪.‬‬
‫ويضيف ماهر الخطوات التالية‪:‬‬
‫‪-3‬االختب)))ارات (النفس ية والشخص ية‪ ،‬الق درات واالس تعدادات‪ ،‬األداء‪ ،‬س عة االس تجابة‪ ،‬القيم‬
‫واالتجاهات‪ ....‬الخ)‪ .‬فإذا كانت نتائج االختب ارات مرض ية فان ه سيخض ع لإلج راء الم والي‪ ،‬وفي الحال ة‬
‫العكسية يحجب عن القبول‪.‬‬
‫‪-4‬المقابالت (الفردية والجماعي ة‪ ،‬المخطط ة والغ ير مخطط ة‪ ،‬ح ل المش كالت‪ ،‬تحم ل الض غوط‪....‬‬
‫الخ)‪ ،‬إذا كان التأثير الشخصي والعرض المهني مرض ي يس مح ل ه باالنتق ال إلى اإلج راء الم والي‪ ،‬وفي‬
‫الحالة العكسية يحجب عن القبول‬
‫‪.‬‬
‫‪ -5‬مراجع))ة التزكي))ات والتوص))يات (معرف ة تام ة بالمتق دم‪ ،‬الثق ة‪ ،‬الموض وعية) ف إذا أف ادت تل ك‬
‫التوصيات‬
‫بصالحية المتقدم يسمح له باالنتقال إلى اإلجراء الموالي وفي الحالة العكسية يحجب عن القبول‪.‬‬
‫‪-6‬الكشف الطبي (التأكد من صالحية المرشح من الناحية الطبية في الوقت الحالي)‪ ،‬فإذا كان صالحا‬
‫طبيا يتم اتخاذ القرار بالقبول والتعيين‪ ،‬وفي الحالة العكسية يحجب عن القبول‪.‬‬
‫وفي العادة يتم تصميم خطوات االختيار حسب مازن بأحد أسلوبين‪ :‬األسلوب التعويضي‪ ،‬واألس لوب غ ير‬
‫التعويضي‪ .‬ففي األسلوب التعويضي فيتم النظر في نتائج جميع المعايير المستخدمة لالختيار‪ .‬فوجود ع دد‬
‫من المهارات لدى المتقدم يعوض عن النقص في المهارات األخرى‪.‬‬
‫فالحصول على درجة عالي ة في امتح ان الق درات على س بيل المث ال‪ ،‬يع وض عن الحص ول على درج ة‬
‫منخفضة في امتحان الميول مثال‪ .‬أم ا في األس لوب غ ير التعويض ي تتض من عملي ة االختي ار سلس لة من‬
‫الحواجز والعقبات التي ينبغي للمتقدم أن يجتازه ا جميع ا‪ .‬ويتم اس تبعاد المرش ح عن دما يفش ل في اجتي از‬
‫واحدة أو أكثر من هذه الحواجز أو العقبات‪.‬‬

‫‪-3‬أهداف االختيار المهني‪:‬‬


‫تتوجه معظم أهداف اختيار وتعيين الموارد البشرية الكفأة كما ي رى بل وط إلى تحقي ق الحاج ات الرئيس ية‬
‫التالية‪ :‬حاجات المؤسسة ‪-‬حاجات األفراد ‪-‬االلتزام بقوانين العمالة‪.‬‬
‫حسب القحطاني تتمثل أهداف عملية االختيار فيما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬تحديد مدى توافر الخصائص الفردية كمتطلبات الزمة لشغل الوظيفة‪.‬‬
‫‪ -2‬وضع أساس سليم لعملية التدريب‪ ،‬حيث أن الفرد المناسب للوظيفة يسهل تدريبه وتقل تكلفة تدريبه‬
‫عن الفرد غير المناسب‪.‬‬
‫‪-3‬إعداد قوة عمل فعالة ومنتجة من خالل االختيار الفعال‪.‬‬
‫‪ -4‬تحقيق درجة رضاء عالية بين العاملين من خالل شعورهم بالتكيف مع وظائفهم وبإمكانية تحقيق‬
‫التقدم في المسار الوظيفي‪.‬‬
‫‪-4‬أهمية االختيار المهني‪:‬‬
‫يعتبر مازن عملية االختيار وظيفة أساس ية من وظ ائف إدارة الم وارد البش رية؛ ألن نج اح المنظم ات في‬
‫تحقيق غاياتها إنما يعتمد بصورة أساسية على مدى توافر األكفاء ألداء مهام الوظائف فيه ا‪ .‬ومن هن ا ف إن‬
‫استخدام الوسائل الموضوعية الختيار األفراد لشغل الوظائف‪ ،‬يعد أساس يا لتحقي ق ه ذه الغاي ة‪ .‬فمن خالل‬
‫استخدام هذه الوسائل يمكن الكشف عن أنسب األفراد لشغل الوظائف المناسبة وفقا لما يتمتعون به ق درات‬
‫ومع ارف ومه ارات واس تعدادات‪ .‬وبالت الي يمكن تحقي ق المواءم ة بين متطلب ات العم ل وق درات الف رد‬
‫واستعداده‪ .‬وهذا التواؤم يعد أمرا بالغ األهمية للمنظمة‪ ،‬وللفرد نفسه‪ ،‬على حد سواء وهذا له ت أثير مباش ر‬
‫إيجابي في مستوى اإلنتاجية‪ ،‬ومستوى الرضا ال وظيفي‪ .‬والى ج انب تحقي ق الكفاي ة اإلنتاجي ة للمنظم ات‬
‫والرضا الوظيفي لألفراد‪ ،‬فإن االختيار السليم لألفراد يؤدي إلى تجنب الكثير من اآلث ار الض ارة ال تي ق د‬
‫تنجم عن سوء االختيار كزيادة المال والجهد الذي ستتحمله المؤسسة‪.‬‬
‫إن أهمية عملية االختيار المهني في المنظمة ترتبط بالتكاليف العالية التي تسخرها المنظمة لالستقطاب‬
‫والتعيين‪ ،‬مما يعني ضرورة االهتمام باالنتقاء السليم والفعال لألشخاص المتقدمين للعمل بالمنظمة حتى ال‬
‫تضيع تلك النفقات دون تحقيق اله دف من ص رفها‪ .‬باإلض افة إلى ارتباطه ا بقانوني ة وش رعية إج راءات‬
‫االختيار تماشيا مع القوانين التي تنص على عدم التمييز والمساواة في التوظيف‪.‬‬
‫فسوء االختيار المهني يؤدي إلى العديد من النتائج السلبية التي يمكن حصرها فيما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬العامل غير الكفء أقل إنتاج ا من غ يره‪ ،‬كم ا ونوع ا‪ .‬ف الفوارق بين األف راد في الق درة على أداء‬
‫عمل‬
‫معين شاسعة‪ .‬ولقد ظهر أن االختيار العلمي السليم يؤدى إلى زيادة في اإلنتاج قد تصل إلى أربع ة أمثال ه‪.‬‬
‫كما دل البحث على أن هذا الفارق الكبير في اإلنتاج ال يرجع إلى فوارق في الرغبة أو التحمس للعمل ب ل‬
‫إلى فوارق فعلية في القدرات العقلية أو اليدوية‪.‬‬
‫‪- 2‬العامل غير الكفء يحتاج إلى مدة أطول من التدريب‪ .‬ومن ثم إلى نفقات أكثر ومع هذا فليس هناك‬
‫ما يضمن وصوله إلى مستوى المهارة المطلوبة‪.‬‬
‫‪ -3‬العامل غير الكفء في إنتاجه يتقاضى من األجر ما يتقاضاه زميله ذو اإلنت اج الوف ير الجي د‪.‬وتل ك‬
‫خسارة مادية تتحملها المنظمة باإلضافة إلى ما يترتب على ذلك من الشعور بالالعدالة لدى العامل الكفء‪.‬‬
‫‪ -4‬كمية األخطاء التي يرتكبها العامل غير الكفء مما يؤدى إلى عطب اآلالت وتلف األدوات وتب ذير‬
‫في استخدام المواد الخام‪ .‬باإلضافة إلى ما يتورط فيه من حوادث تتحمل الشركة أعباءها وعواقبها وتدفع‪.‬‬
‫‪ -5‬العامل غير الكفء مصيره في أكبر الظن أن يترك عمله طائعًا أو كاره ا مم ا يض طر الش ركة أو‬
‫المصنع إلى توظيف عمال جدد واألنفاق على تدريبهم‪ .‬لفترات تط ول أو تقص ر ‪ .......‬باإلض افة إلى م ا‬
‫يحدثه ترك العمال ألعمالهم من ارتباك واضطراب في اإلنتاج‪ ،‬واساءة لسمعة الشركة‪.‬‬
‫‪-6‬أن سوء توافق العامل غير الكفء مع عمله قد يجعله مصدرًا للشغب والمت اعب وانخف اض ال روح‬
‫المعنوية لزمالئه‪.‬‬

‫‪-2‬التوجيه المهني‬
‫التوجيه المهني اصطالح عام يقصد به مساعدة الفرد على فهم نفسه ومش كالته أي ا ك ان نوعه ا وعلى أن‬
‫يفهم البيئة التي يعيش فيها حتى يصبح أكثر إنتاجا وأكثر استغالال إلمكانات ه وإمكاني ات البيئ ة ال تي يعيش‬
‫فيها‪ .‬فهو يستهدف الكشف عن أحسن عمل يالءم شخص ًا معين ًا فه و يب دأ من الف رد ويرك ز اهتمام ه في ه‬
‫ويعمل على تقديم المعونة واإلرشاد للفرد حتى يختار المهنة التي يحتمل النجاح له فيه ا فه و يتن اول ف ردًا‬
‫واحدًا وعدة أعمال ممكنه له (الكشف عن أحسن عمل يالءم شخصًا معينًا‪ ،‬ويقوم على أساس أن كل إنسان‬
‫يجب أن يجد عمال بين مختلف الوظائف االجتماعية حتى إن كان عاجزًا أو مريض ا أو ذا عاه ة وبالت الي‬
‫فهو عملية إنسانية‪.‬‬
‫‪-1‬تعريف التوجيه المهني‪:‬‬
‫عرفه ربيع ‪ 1996‬على انه مساعدة الفرد على اختيار مهنة تناسبه وعلى إع داد نفس ه له ا وعلى االلتح اق‬
‫بها وعلى التقدم فيها على نحو يكفل النجاح فيها والرضا عن نفسه‪.‬‬
‫أما عويضة يرى أن التوجيه المهني يقصد به مساعدة الفرد على أن يخت ار بنفس ه وتحت مس ؤوليته مهن ة‬
‫تتناسب مع استعداداته وقدراته وميوله على نحو يكفل له النجاح في مهنته وعن ذاته وتحقيق المنفعة لذات ه‬
‫وللمجتمع في وقت واحد‪.‬‬
‫ما عرفه سوبر بأنه عملية مساعدة الفرد على إنماء وتقبل صورة لذات ه متكامل ة ومالئم ة ل دوره في ع الم‬
‫العمل وكذلك مساعدته على أن يختبر هذه الصورة في العالم الواقعي وأن يحولها إلى حقيقة واقعي ة بحيث‬
‫تكفل له السعادة وللمجتمع المنفعة‪.‬‬
‫بينما يعرفه فرج عبد القادر بأنه تلك العملية التي يتم بها اختيار انسب عمل لفرد معين‪.‬‬
‫من التعاريف السابقة يتضح أن التوجيه المهني عملية مركبة تتألف من سلسلة العمليات المتصلة المتكاملة‪:‬‬
‫‪-‬اختيار مهنة على أساس ما لدى الفرد من ميول وقدرات وسمات‪.‬‬
‫‪ -‬األع داد والت دريب على المهن ة المخت ارة‪ .‬وه ذا يقتض ي المعرف ة بن وع الت دريب ومدت ه ومكان ه‬
‫وشروطه‪.‬‬
‫‪ -‬االلتحاق بالمهنة‪ ،‬وهذا يتطلب اإلحاطة بمجاالت العمل المختلفة للمهنة المختارة‪ ،‬ومساعدة الفرد‬
‫على االلتحاق بها‪.‬‬
‫‪ -‬التقدم في المهنة‪ ،‬ويكون ذلك بتبصير الفرد بما يطرأ على مهنته من تقدم وتغير وتطور وتجديد‪.‬‬
‫وتعريفه بالطرق التي تساعده على الترقي في مهنته‪.‬‬
‫ال تقتصر مهمة التوجيه المهني على مساعدة الفرد على اختيار المهنة التي تناسبه‪ ،‬بل تتجاوز ذلك‬
‫تبعا للتعاريف والعمليات السابقة يمكن اعتبار التوجيه المهني عملية سيكولوجية كما جاء به دويدار وال تي‬
‫تهدف إلى تحقيق ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬مساعدة الفرد على التعرف على خصائص مجموعة من المهن وواجباتها وهي مجموعة المهن التي‬
‫يحتمل أن يختار واحدة من بينها‪.‬‬
‫‪ -‬مساعدة الفرد على تقبل الدور الذي يقوم به في عالم العمل‪.‬‬
‫‪ -‬مساعدة الفرد على اتخاذ القرار بشأن اختيار المهنة على أساس تحقيق الرضا عن ال ذات من خالل‬
‫المهنة التي سيشغلها ومدى إشباع حاجاته النفسية واالجتماعية وتنمي ة قدرات ه المختلف ة عن طري ق العم ل‬
‫بهذه المهنة‪.‬‬
‫‪ -‬مساعدة الفرد على معرفة الق درات العام ة والخاص ة واالس تعدادات والمه ارات والم ؤهالت ال تي‬
‫تتطلبها مهنة معينة من المهن التي يحتمل أن يختار من بينها والش روط المهي أة والمس اعدة على االلتح اق‬
‫بهده المهن‪.‬‬
‫‪ -‬مساعدة الفرد على أن يكون صورة متكاملة خالية من التعارض والص راع وتتالءم م ع اس تعدادات‬
‫الفرد ودوافعه وميوله وقيمه وظروفه االجتماعية‪.‬‬
‫‪2-‬أهمية التوجيه المهني ‪:‬‬
‫يرى عيسوي أن التوجيه المهني يركز على االهتم ام بمس تقبل الف رد في المهن ة ال تي ي دخلها ويس عى إلى‬
‫التنبؤ بنجاح الفرد أو فشله في مهنة معينة قبل الدخول فيها‪ ،‬الن دخول الفرد في مهنة ال تناسبه تس بب ل ه‬
‫الخسارة الفادحة‪ .‬وعلم النفس يحاول أن يساعد الفرد على اختيار مهن ة بواس طة تط بيق اختب ارات تنبؤي ة‬
‫ثابتة وصادقة وفوق ذلك يسعى لتحسين تكيفه طبق ا إلمكانيات ه الذاتي ة وتبع ا للف رص البيئي ة المتاح ة ومن‬
‫المعروف أن تكيف الفرد مع مهنته يساعده على أن يصبح أكثر تكيفا في جميع مظ اهر حيات ه االجتماعي ة‬
‫واألسرية واالقتصادية والنفسية‪ .‬كما تتضح أهميته في أن الفرد الذي يوض ع في وظيف ة مناس بة ل ه ت زداد‬
‫كفايته اإلنتاجية ويتفوق في عمله ويتحقق له الرضا النفسي فال يشعر ب النقص أو بالفش ل أو اإلحب اط‪ ،‬ب ل‬
‫تزداد ثقته بنفس ه وترتف ع روح ه المعنوي ة وفي ذل ك منفع ة ل ه جس ميا ونفس يا ومنفع ة لمنظمت ه وأس رته‬
‫ومجتمعه‪ .‬فأهمية التوجيه المهني تكمن في تحقي ق األه داف المرج وة من ورائ ه ال تي من خالله ا يتحق ق‬
‫التوافق الشخصي واالجتماعي للعاملين‪ ،‬فالفرد إذا كان ناجحا في عمله محبا له انعكس ذلك على شخصيته‬
‫فحقق لها السعادة والشعور بالثقة‪ ،‬وستظهر آثار ذلك في التفاني في عمله‪ ،‬كما يمكن أن يكون اقل عرضة‬
‫لحوادث العمل‪ .‬حيث أثبتت الدراسات أن أكثر العمال استهدافا لإلصابة هم أولئك الس اخطون على عملهم‪.‬‬
‫فمن خالل التوجيه المهني السليم يتحقق االستقرار االجتماعي داخل المنظمة فال يفكر العاملون في التم رد‬
‫ويؤدي كل منهم دوره عن رضا واقتناع‪.‬‬
‫‪-3‬خطوات برنامج التوجيه المهني‪:‬‬
‫تحدد خطوات التوجيه المهني فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬دراسة تحليلية شاملة تكشف عن قدراته المختلفة فيتم تفحص قدراته الجسمية و الحس ية و الحركي ة‬
‫و استعداداته العقلية و مستوى طموحه و سماته االجتماعية و الخلقية المختلف ة و ك ذلك أس لوب حيات ه أي‬
‫طريقته الخاصة في معاملة الناس و في حل ما يعترضه من مشكالت و صعوبات ‪ ،‬وكذلك فحص ص حته‬
‫النفسية و ذلك الن سوء التوافق المهني أي عجز الفرد عن التوافق و االنسجام مع بيئته المهني ة ق د يرج ع‬
‫إلى اض طراب في شخص يته و ليس إلى نقص في اجته اده و اس تعداده و يش ترط أن تك ون ه ذه الدراس ة‬
‫علمية موضوعية تقوم على القياس الكمي ما أمكن و ليس على التقديرات و االنطباعات الذاتية‪.‬‬
‫‪ -2‬تحليل المهن واألعمال المختلفة من نواحيها الفنية والص حية واألمني ة واالقتص ادية‪ ،‬ومن حيث م ا‬
‫تتطلبه من استعدادات ومهارات وسمات مختلفة‪.‬‬
‫ويضيف فرج عبد القادر خطوة أخرى تتمثل في‪:‬‬
‫‪-3‬الموازنة بين متطلبات المهنة وم ا يمتلك ه الف رد من ق درات واس تعدادات ومي ول وس مات وتحدي د‬
‫المهنة التي تناسبه ويحتمل له النجاح فيها‪.‬‬
‫في حين عويضة أضاف خطوة أخرى تتمثل في‪:‬‬
‫‪ -4‬وضع خطة شاملة للتدريب والتوظيف والمتابعة‪ ،‬فعملية التوجيه تتطلب تضافر الجه ود من هيئ ات‬
‫مختلفة وإسهام أخصائيين من نواح متعددة من أطباء ونفسانيين ومهندسين وأخصائيين في القي اس النفس ي‬
‫وأخصائيين في التوجيه المهني‪ ،‬باإلضافة إلى مكاتب منظمة للتشغيل والتوظيف وبرامج متجددة للتدريب‪.‬‬

‫‪-4‬أسس التوجيه المهني‪:‬‬


‫إن عملية التوجيه المهني ليست بالعملية التي تعتمد على االجتهادات والرغبات الشخصية وإنما مجه ودات‬
‫منظمة تستند إلى أسس عديدة أهمها‪:‬‬

‫‪ -‬النظر إلى الفرد على انه ذاتية متميزة‪ ،‬و بالرغم من التشابه بين البشر جميعا في شخصياتهم ‪ ،‬ف ان‬
‫ثمة فروق بينهم في النواحي الجسمية والعقلية و االنفعالية و الجسمية‪.‬‬
‫‪ -‬التوجيه عملية مشتركة بين شخصين يقدم فيه احدهما ما لديه من معلومات و خبرات لشخص يشعر‬
‫بأنه أمام مش كلة ال يس تطيع التغلب عليه ا بنفس ه‪ ،‬وال يع ني أن األول مل زم بتق ديم النص يحة وأن األخ ير‬
‫مكلف بااللتزام بها‪.‬‬
‫‪ -‬ينبغي أن يكون التوجيه مبنيا على أساس معرفة الفرد و قدراته و تحصيله الدراسي و فرص العمل‬
‫المتوافرة‪.‬‬
‫‪-‬احترام الفرد و االعتراف بحقه في اختيار المهنة المناسبة‪.‬‬
‫‪ -‬مساعدة األفراد على تبني الموضوعية العلمية في تفكيرهم وسلوكهم بذال من الطموح الذي ال يستن‬
‫إلى أساس واقعي‪.‬‬
‫‪ -‬مساعدة األفراد على معرفة مصادر قوتهم وضعفهم عند اتخاذ القرار المناسب الختيار المهنة‪.‬‬
‫‪ -‬انه من الخطأ االعتقاد أن الفرد المعين ال يصلح إال لمهنة معينة وأنه غير قاب ل للتغي ير ف الفرد ليس‬
‫معدا أو مولودا لكي يناسب مهنة محددة وال يصلح لسواها‪.‬‬
‫‪ -‬أن ال يختار الفرد مهنة لمجرد انه رأى أنه ا ناجح ة أو ان ه رأى أشخاص ا ن اجحين فيه ا ف الفرد ال‬
‫ينبغي أن ينق اد وراء اآلخ رين آو أن ي دخل مهن ة لمج رد التقلي د و المحاك اة فنحن ال نس تطيع أن نأخ ذ‬
‫شخصيات اآلخرين أو نمتلك ظروفهم‪.‬‬
‫‪ -‬إن نم و الف رد في المهن ة يت أثر بالوراث ة والبيئ ة والعوام ل النفس ية واالجتماعي ة والتعليمي ة‬
‫والفيزيولوجية للفرد‪.‬‬
‫‪ -‬الحرمان الزائد ألي مظهر من مظاهر النمو البشري يعيق عملية النمو النفسي والمهني‪.‬‬
‫‪-5‬الفرق بين االختيار والتوجيه المهني‪:‬‬
‫قد يخلط البعض بين االختي ار والتوجي ه المه ني فيظن ون إنهم ا عمليت ان متش ابهتان وه ذا غ ير ص حيح‪،‬‬
‫فالفرق يكمن‪:‬‬

‫في أن االختيار المهني عملية تهدف إلى اختيار أك ثر األف راد مالئم ة للعم ل من بين ع دة أف راد متق دمين‬
‫لشغل وظيفة معينة أما التوجيه المهني فيه دف إلى مس اعدة الف رد على اختي ار مهن ة تناس به وعلى إع داد‬
‫نفسه لها وااللتحاق بها‪ ،‬إضافة إلى تقديم النص ح ل ه باالبتع اد عن مهن معين ة‪ .‬إال أنهم ا يتفق ان من حيث‬
‫الهدف البعيد وهو المواءم ة بين العام ل وعمل ه‪ ،‬ك ذلك يتفق ان من حيث مص ادر المعلوم ات الض رورية‬
‫إلصدار األحكام وهي دراسة الفرد دراسة شاملة من ناحية‪ ،‬وتحليل المهنة أو العمل المعين تحليال مفصال‬
‫لمعرفة متطلباته المختلفة الفنية والسيكولوجية وغيرها‬

You might also like