Professional Documents
Culture Documents
محاضرة 1
محاضرة 1
يتطلب النش اط العلمي تحض ي ار ذهني ا ،ذل ك ألن ه ال يمكن اعتب ار العلم مج رد مجموع ة من
المعارف التي ينبغي تعلمها ،بل هو إضافة على ذلك ،نشاط منتج للمعرفة عن طريق البحوث
والدراس ات ،إن الموق ف واالس تعدادات الخاص ة به ذا النش اط وال تي ينبغي أن يتص ف به ا ك ل
باحث علمي نسميها بالروح العلمية.
تتميز (تشمل) الروح العلمية مجموعة من الخصائص يمكن تلخيص أهمها في الشكل الموالي:
مساءلة
مالحظة
استدالل مشاهدة(،
)تعريف ،تقييم
روح
علمية
منهج موضوعية
التحكم قدر(
القيام بتنظيم( االمكان في
)منسق )الذاتية
تفتح ذهني
االبتعاد عن(
الحس
)المشترك
1
المالحظة:
هي فعل فحص الظاهرة بكل اهتمام وعناية ،تتشكل المالحظة حسب ( )Selye1973من
ثالث مراحل متسلسلة :المشاهدة (كوني أالحظ معناه أنني أشاهد أو أعاين) ،التعرف والتحديد،
ثم القياس والتقييم.
المساءلة:
تنطلق المعرفة العلمية من المساءلة التي تعتبر بمثابة المفتاح الذي ال غنى عنه لفتح أبواب
المعرفة (بالنسبة إلى الروح العلمية ،فإن كل معرفة هي جواب لسؤال ،إذا لم يكن هناك سؤال ال
يمكن أن تكون هناك معرفة علمية) )G.Bachelard1967(.
إن طرحنا لألسئلة يعني أننا نشك في سالمة األسس التي تقوم عليها بعض األشياء ،أو أننا
نريد أن نتساءل من جديد حول بعض المعتقدات أو الثوابت المقبولة من طرف اآلخرين .إن
الشك ال يعني عدم االعتقاد في أي شيء بل األصح في العلم هو التفكير في أن كل إثبات أو
تأكيد سيظل مؤقتا ،فالشك يسمح بطرح األسئلة التي من شأنها أن تؤدي إلى االكتشاف.
إن المساءلة المشار إليها سابقا ال تكون اعتباطية أو عفوية ،بل هي نتيجة لفعل رزين ومتعقل
وقائم على االستدالل .يتصف االستدالل بخاصية التجريد الذي هو في الواقع (التجريد) القيام
بعملية عزل جزء مكون لكل بواسطة التفكير (العقل).
مثال :اللون األخضر هو منتوج لونين أوليين األزرق واألصفر ،إن ما نقوم به في هذه الحالة
هو الرجوع إلى المصطلحات التي بنيت بمساعدة االستدالل.
المنهج:
2
كل باحث هو مطالب باحترام المسعى الذي هو في الواقع طريقة دقيقة وصحيحة ومنظمة وفقا
لمنطق غير مرن ،أي مسعى صارم .فالمنهج عبارة عن سلسلة من المراحل المتتالية المتتالية
ال تي ينبغي اتباعه ا بكيفي ة منس قة ومنظم ة .كم ا أن دق ة نت ائج ك ل دراس ة تتوق ف على س المة
المنهج المعتمد في هذه الدراسة.
في بعض الحاالت يبتعد الواقع عما هو معترف به عامة من طرف الجميع ،في حين أن تفتح
الذهن يتضمن فكرة احتمال عدم مالءمة الواقع مع األفكار الملقنة والمكتسبة.
على ال روح العلمي ة أن تتقب ل تج اوز األحك ام والحس المش ترك المتف ق علي ه وأن تبتع د ق در
اإلمك ان عن العفوي ة في التفك ير .إنه ا مطالب ة بقب ول وج ود ط رق أخ رى لتص ور األش ياء ،غ ير
تلك التي تعودت عليها.
الموضوعية:
هي م يزة ك ل م ا يص ف ش يء أو ظ اهرة بص دق ،أي ك ل م ا يمنح تم ثيال مطابق ا للواق ع.
فالموض وعية هي إذا بمثاب ة مث ل أعلى يس تحيل بلوغ ه ،فب الرغم من أنن ا نطمح إلى وص ف
ص ادق لم ا نش اهده أو نس معه ،إال أن م ا نش اهده أو نس معه يتم وف ق كيانن ا المتض من للش عور
واالحساس واألحكام والتجارب والمعارف ،وبالتالي فالموضوعية أمر نسبي يجب التقيد به قدر
اإلمكان.
3