Professional Documents
Culture Documents
ابتسام خليل
باحثة بجامعة محمد الخامس السويسي
مركز دراسات الدكتوراه كلية الحقوق – سال
لقد اضحت قضايا الكوارث التي تحدثها الطبيعة نتيجة التقلبات المناخية من بين أولويات السياسات العامة للدول المتقدمة ،إذ يتم تخصيص
برامج و نفقات خاصة للتدبير والحد من المخاطر المفاجئة والمحتملة للطبيعة .و يعد خطر[ ]1الفيضانات من أهم الظواهر التي تحتاج لتدبير
محكم سواء قبل حدوثها بالتنبؤ واالحتياط أو بعدها بمحاولة التقليص من تفاقم الظاهرة بإصالح األضرار المخلفة عبر البرامج المستعجلة
التي تضعها الدولة ،خاصة أن التقدم التكنولوجي والصناعي والتدخل البشري المجحف في حق الطبيعة يجعل من التقلبات المناخية واحتمال
حدوث الكوارث المفاجئة ظاهرة متوقعة .
والمغرب كغيره من الدول تعرض للعديد من الكوارث الطبيعية من زالزل وفيضانات حاول من خاللها تطوير طرق تدبيره للتقليص من
الخسائر،إال انه الزال يحصد كل سنة خسائر مادية وبشرية تدفعنا لتسليط الضوء على نماذج الفيضانات المدمرة التي عاشها ،ونذكر على
سبيل المثال فيضانات وادي أوريكا سنة 1995إذ كانت حصيلتها ثقيلة ( 240قتيال وخسائر مادية كبيرة) .فيضانات شمال المغرب في اكتوبر
( 2008طنجة ،تطوان ،الفنيدق والتي كانت حصيلتها حسب األرقام الرسمية 28قتيال ،وانهيار 200منزل عتيق وانهيار قنطرتين في اقليم
الناضور وخسائر مادية هائلة بسبب المياه التي غمرت العديد من المباني والمنشآت العامة وكذا المنطقتين الصناعيتين بطنجة) فيضانات
وادي المالح سنة 2002والتي أغرقت مدينة المحمدية وخلفت خسائر مادية كبيرة.
ثم فيضان وادي بهت[ ]2سنة 2009والتي غمرت حوالي 3000هكتار من األراضي في منطقة الغرب ودمرت حوالي 2700منزل ،
وتركت آالف األشخاص بدون مأوى في أقاليم سيدي سليمان وسيدي قاسم باإلضافة الى عشرات القتلى.
تلتها التساقطات المطرية 30و 29نونبر من نفس السنة التي خلفت خسائر هائلة وضحايا أزيد من 40قتيال بمدينة الدار البيضاء .وهذه أول
مرة في تاريخ المدينة تسجل تساقطات بهذه الكمية والقوة والتي بلغت 178ملم ،أي ما يعادل تساقطات نصف سنة ووجدت المدينة نفسها يوم
30نونبر معزولة عن باقي المدن[ ]3حيث غمرت المياه الشوارع والطرق وشلت الحركة تماما اضطرت معها السلطات إلى تعطيل الدراسة
وأغرقت المياه أحياء الصفيح والعديد من األحياء وأجزاء من الطريق السيار ،وغمرت المياه المنطقة الصناعية لسيدي البرنوصي مخلفة
خسائر هائلة يصعب تقديرها في الوقت الراهن .وأدى سقوط حافلة تقل المستخدمين بين بوزنيقة والمحمدية الى مقتل أزيد من 20شخصا،
ودمرت قناطر في تاونات وتارودانت ،وشملت هذه الفيضانات مناطق الحسيمة والفنيدق ومدنا أخرى..
مما سبق يتضح ان مخاطر الفيضانات ال تزال مطروحة بشدة مما يستدعي التساؤل عن سبب عدم الحد من هذه الظاهرة او على األقل
التقليص من الخسائر التي تخلفها سنويا ،هل من نقص في النصوص القانونية ام في غياب إستراتيجية شاملة في التدبير تضع كل التوقعات
المحتملة لتفادي األضرار المحتملة.
لمعالجة الموضوع سنسلط الضوء على النصوص القانونية التي لها عالقة بتدبير مخاطر الفيضانات بما فيها قانون البيئة ثم قانون الماء الى
جانب قانون التعمير (أوال) ثم اإلستراتيجية الوطنية والدولية المبذولة للتقليص من خطر الظاهرة (ثانيا).
وبهدف تدبير أحسن لخطر الفيضان أسندت هذه المهمة إلى وكالة الحوض المائي للقيام بعملية المراقبة وحماية الملك العام المائي من أي
عرقلة لحركة سيالن المياه بكيفية مضرة لنطاق الفيضانات[ . ]5وتسمح وكالة الحوض للمالك بوضع حواجز لحماية ممتلكاتهم من طفوح
مياه المجاري ويمنع إقامة األغراس أو بنايات أو إيداع على األراضي الواقعة بين مجرى الماء وحواجز الحماية (المادة ، )97إال أن الواقع
العملي يثبت وجود بنايات مقامة في ضفاف األنهار مما يجعلها مهددة بخطر الفياضان خاصة في فصل الشتاء.
ولقد تم إحصاء ومعاينة 158منزل مهدد بخطر الفيضان وانهيارات ضفاف الوادي على طول وادي الناشف ووادي إسلي جهة المغرب
الشرقي كمثال ،هذه المنازل تدخل في المناطق الحاجزة (مجال الخطر) المحددة في ما بين 40متر و 95متر انطالقا من ضفة الوادي (سنة
.)2008وحسب المادة 102من القانون 95-10فإن مهمة إنجاز البنيات التحتية الضرورية لحماية السكان وممتلكاتهم من خطر الفيضان
أسندت إلى الجماعات المحلية و إلى لجن العماالت و األقاليم[.]6
كما يشكل قانون الماء 95-10تحوال نوعيا في تدبير قطاع الماء في المغرب بالرغم من كونه جاء متأخرا مقارنة بفرنسا 1964و الجزائر
.1983ذلك انه اتى بتوجهات جديدة على المستوى المؤسساتي :اي إحداث وكاالت األحواض المائية و عددها سبعة موزعة عبر التراب
الوطني .كما أنيطت بوكاالت األحواض المائية مهمة وضع وتنفيذ مخططات للتهيئة المندمجة للموارد المائية التابعة لنفوذها ومنح الرخص
الخاصة باستغالل الفرشات الباطنية و المياه السطحية ثم تتبع و مراقبة جودة الماء وتتبع حاالت الفيضانات من أجل حماية السكان وممتلكاتهم
والملك العام المائي .وتعتبر وكالة الحوض المائي الوصي الشرعي في األمر بتفعيل و تطبيق المواد المتعلقة بمحاربة الفيضان في قانون
الماء كالتالي:
تمنع ان تقام بدون ترخيص في األراضي التي يمكن أن تغمرها المياه الحواجز والتالل والتجهيزات األخرى التي من شأنها أن
تعرقل سيالن مياه الفيضانات ما عدا إذا كان الغرض من هذه اإلقامة هو حماية المساكن والملكيات الخاصة المتاخمة
لوكالة الحوض أن تأمر مقابل التعويض عن األضرار بتغيير أو بحذف الحواجز والبنايات والمنشآت األخرى مهما كانت
وضعيتها القانونية إذا ما تبين أنها تعرقل سيالن المياه.
عندما تقتضي المصلحة العامة ذلك يمكن لوكالة الحوض أن تفرض على المالك المجاورين لمجاري المياه القيام بإقامة حواجز
لحماية ممتلكاتهم من طفوح مياه هذه المجاري.
يمنع إقامة أغراس أو بناء أو إيداع على األراضى الواقعة بين مجرى الماء وحواجز الحماية المنشأة بالجانب المباشر لهذا
المجرى[.]7
فمثال تساهم وكالة الحوض المائي لملوية في تدبير خطر الفيضان بمنطقة نفوذها[ ،]8فقد قامت الوكالة بتتبع عدد من حاالت الفيضانات
وإعداد مجموعة من الدراسات الشخصية لمواقع مهددة بخطر الفيضان ،كما ساهمت في بناء مجموعة من السدود التلية والحواجز للحد من
تدفق الحموالت نحو المدارات الحضرية كما هو الحال بمدينة بركان :حيث أشرفت على إنجاز السدين التليين المنزل و سيدي علي بن يخلف
وسد قيد الدراسة على واد إسلي لحماية مدينة وجدة من الفيضانات .كما تقوم وكالة حوض ملوية بتتبع واردات السدود و التحكم فيها انطالقا
من شبكة من المحطات الهيدرولوجية و الميترولوجية[ ]9على طول واد ملوية.
تدبير خطر الفيضانات في قانون التعمير
يهدف التعمير أساسا الى تخطيط تنمية المدن وتنظيم الحياة فيها ،ويقوم على توفير التجهيزات الضرورية للتحكم في استعمال األرض
باعتبارها الركيزة األساسية له .و تعتبر البيئية عامال مؤثرا بصفة مباشرة على نوعية البناء و بالتالي على سياسة الدولة في مجال التعمير.
إذ يمكن للتعمير أن يؤثر في المكونات البيئية على اعتبار أنه جزء ال يتجزأ منها ،ويمكنه أن يحافظ على العناصر الطبيعية إذا ما تم احترام
القوانين المنظمة له خاصة منها ما يتعلق بالمخططات والتصاميم التي تحدد مجاالت استعمال األراضي ،الشيء الذي قد يقلص خطر حدوث
الفيضان اذا ما تم ضبط بنوده ،كما يجب أن يتم احترام رخصة البناء لتصميم التهيئة و التنطيق و يجب احترام المعطيات البيئية كرفض
رخصة البناء عندما يكون المجال المعني غير موصول بشبكة تطهير او توزيع الماء ،وفي نفس السياق اذا كان البناء المرخص له يقتضي
اقالع اشجار موجودة على هذا المجال يتعين على صاحب الرخصة طلب ترخيص خاص لذلك[.]10
فقد جاء في المادة 47من قانون التعمير[ ]11انه ال تسلم رخصة البناء اذا كانت األرض المزمع اقامة المبنى عليها غير موصولة بشبكة
الصرف الصحي او شبكة توزيع الماء الصالح للشرب .بيد انه يمكن تسليم الرخصة وان لم يتوفر هذا الشرط اذا كانت طريقة الصرف
الصحي و التزويد بالماء تتوفر فيها الضمانات التي تستلزمها متطلبات النظافة و الصحة وذلك بعد استطالع رأي المصالح المختصة في هذا
الميدان.
كما تنص المادة السابعة من قانون 90-25المتعلقة بالتجزئات العقارية على رفض القيام بتجزئة بوجه خاص إذا كان العقار المراد تجزئته
غير موصل بشبكات الصرف الصحي والطرق وتوزيع الماء الصالح للشرب و الكهرباء ،وهو ما يتنافى بطبيعة الحال مع نمط السكن
العشوائي المتواجد على هوامش المدن حيث انعدام قنوات التطهير مما يضع احتمال حدوث الفيضان مرتبط بكمية التساقطات.
ويبقى التطبيق الفعلي للقانون واهنا أمام تدخالت ونفوذ المنعشين العقاريين حيث البناء فوق الدرجات النهرية السفلى الزال يطرح إشكاال في
هذا المجال .ولتدبير األخطار الطبيعية عامة والفيضانات باألخص تم نشر مجموعة من الدوريات الوزارية لتدبير خطر الفيضان تهدف الى
التقليص من المخاطر المحتملة كالتالي:
دورية لوزير الداخلية رقم 2DU//2167 / DUAبتاريخ 14نونبر 1984تتعلق” بتجنب الخسائر التي يمكن أن تنتج عن
الفيضان.
دورية لوزير الداخلية رقم DAG/1288 / DGAIبتاريخ 25أكتوبر 2000تتعلق “بالوقاية من الحموالت لألودية وقت
اإلعالن عن حالت الطوارئ”.
دورية لوزير الداخلية رقم DGA 26 /بتاريخ 19يناير 2001تتعلق” بمهمة الوقاية وتدبير األخطار”.
دورية للوزير المنتدب المكلف باإلسكان و التعمير رقم 824/2173بتاريخ 20فبراير 2003تتعلق” بمخطط الحماية الجهوي
من الفيضان و اللجنة اإلقليمية للماء”.
دورية مشتركة لوزير الداخلية و اإلسكان و إعداد التراب الوطني عدد 08بتاريخ 7يناير 2005تتعلق “بإرساء آليات تنسيق
العمليات التي يقوم بها مختلف الفاعلين المحليين لمكافحة خطر الفيضان”.
إلى جانب الدوريات نجد التخطيط الحضري الذي يعتبر بدوره غاية في األهمية إذ يساعد على إجراء مقاربة إجمالية لمخاطر الفيضانات ،
ويعتبر الرافعة الرئيسية للحد من المشكالت التي تسببت فيها الفيضانات المفاجئة والغمر الساحلي ،فغالبا ما يكون دور المؤسسات العمومية
باألساس موجه نحو عمليات التحضير والعمل على الوقاية من المخاطر المحتملة و المتوقعة للكوارث الطبيعية وعلى رأسها الفيضانات .ومن
خالل التخطيط الحضري يمكن وضع استراتيجية لحماية السكان من المخاطر في مناطق التعمير المستقبلي .وفي هذا الصدد فمن األولوية
الحرص على التنفيذ الفعال والتطبيق الجيد ألنظمة البناء وللتعمير[.]12
اإلستراتيجية الوطنية والدولية في مواجهة خطر الفيضانات .1
أصبحت البيئة اليوم إحدى االنشغاالت الكبرى لمعظم الدول وإحدى أعمدة مسلسل التنمية في مختلف البلدان التي تتعبأ لرفع تحدي بلوغ تنمية
منسجمة تضمن رغد عيش المواطنين دون المساس بمستقبل األجيال القادمة[ ،]13مما يحتم وضع استراتجيات للتعايش مع التقلبات الطبيعية
التي قد تهدد سالمة وأمن اإلنسان.
وقد عرف المغرب مجموعة من الفيضانات الكارثية الناتجة عن التقلبات المناخية مما استدعى وضع سياسة للحد او التقليص من تفاقم أخطار
الظاهرة (ثانيا) مستندا بالدول المتقدمة واإلستراتيجية المتبعة دوليا (اوال).
والهدف من هذه المخططات[ ]15حسب توصيات “هيوغو” هو التقليص الفعلي والملموس من الخسائر البشرية والخسائر المادية والتوترات
االجتماعية واالقتصادية وتدهور البيئة،.لكن يجب االعتراف بأن أكبر المؤتمرات الدولية للدول والمنظمات الدولية في مجال تدبير الكوارث
والمخاطر الطبيعية لم تسفر حتى اآلن سوى عن إعالنات تتضمن توصيات مباديء ومخططات عمل ،دون بلوغ مستوى تنفيذ قانون او
اتفاقية دولية .والفكرة كانت دائما هي وضع اهداف على المستوى الدولي وترك الدول تختار الوسائل لبلوغها .بمعنى ضرورة « التفكير
شموليا ،والعمل محليا ».
كما يجب ان تذهب الترتيبات المؤسسية إلدارة مخاطر الكوارث الطبيعية عموما والفيضانات خصوصا الى ما هو ابعد من االستجابة في
حاالت الطوارئ ،اذ نجد لدى الكثير من البلدان هيئة تنسيق قائمة بذاتها معنية بإدارة مخاطر الكوارث و مسؤولة عن تنسيق تقييمات
المخاطر ورسم خرائط المناطق المحفوفة باألخطار ،ومساندة وضع السياسات واألطر التشريعية .لكن هذه الهيئات نادرا ما تتوفر لها القدرة
او التفويض للتأثير على القرارات المتخذة على اعلى مستوى على صعيد السياسات .اما البلدان ذات البرامج الفاعلة إلدارة مخاطر الكوارث
فتتواجد بها عموما هيئات متخصصة ذات نفوذ سياسي كبير ،ويوجد مقرها غالبا في مكتب رئيس الوزراء او رئيس البالد و احيانا في مكتب
وزير التخطيط او وزير المالية[.]16
ثانيا :سياسة الدولة للتقليص من اخطار الفيضانات.
شرعت الدولة المغربية منذ مدة في محاولة الحد من أخطار الفيضانات[ ]17على األراضي الزراعية ومختلف المنشئات البشرية وذلك عن
طريق بناء السدود كإحدى اآلليات الوقائية ،إذ تم بناء ما يزيد عن 100سد كبير وسدود تلية .وهكذا ساعدت سياسة مشاريع تأسيس السدود
بالقدرة على تجميع 1405مليار متر مكعب من الماء ،مما سيحد من خطورة الفيضانات والرفع من المساحات المروية وتوفير الماء للشرب
و إنتاج الطاقة الكهرومائية.
كما تم إنشاء شبكة مهمة تقوم بجمع المعلومات عن الحاالت الميتيرولوجية االستثنائية عبر مختلف المحطات الموزعة عبر التراب الوطني ،
فالمحطات التي تساهم في تتبع حالة األخطار الهيدرولوجية تصل الى 175محطة منها محطة رئيسية بمقر المديرية العامة للمياه بالرباط
تتصل بشكل مباشر مع 11محطة جهوية موزعة داخل مقرات وكاالت األحواض المائية ،وهي بدورها تقوم بجمع المعطيات عبر 165
محطة محلية موزعة بمختلف مناطق المغرب ،أي عبارة عن محطات ميتيرولوجية أو محطات هيدرولوجية لقياس الصيب[.]18
كما بادر المغرب[ ]19منذ شهر نونبر 2008الى وضع آليات تساعد على تقليص آثار الفيضانات ،وذلك بإنشاء صندوق خاص لمكافحة
أخطار الكوارث الطبيعية يهدف الى تمويل العمليات الميدانية في حاالت الطوارئ ومساعدة السكان ألمتضررين والتركيز على الجانب
الوقائي.
رهان تقليص مخاطر الفيضانات بالمغرب
للتقليص من اخطار الفيضانات البد من وضع استراتيجية وقائية ضد هذه االخيرة تتطلب بناءا على التجارب المأساوية التي عرفها المغرب ،
اتخاذ إجراءات تقنية قبل وأثناء وبعد الكارثة
قبل الكارثة ،وبشكل عام يجب دراسة ومعرفة هذا المعطى ومخاطره بشكل علمي من خالل الرجوع ودراسة التجارب وأيضا من خالل
شهادات الناس الذين عاشوا هذه التجارب وأيضا من خالل أعمال البحث ،إال أنه ال يمكننا التعامل بشكل فعال مع هذا المعطى إذا لم تكن لدينا
معرفة مسبقة بحجمه وانعكاساته على النظام االجتماعي والطبيعي.
– البد أن تكون هناك أيضا سياسة وطنية في مجال التربية و التحسيس بمخاطر الفيضانات واستعمال جميع وسائل التواصل المتاحة (وسائل
اإلعالم المتوفرة ،المدرسة ،الجمعيات…).
البد أيضا من وضع نظام للوقاية واإلنذار المبكر بهدف تقليص مخاطر الفيضانات[ ]20من خالل ما يسمى بمحطات اإلنذار المبكر
وهي عبارة عن مخاطر تتوفر على شبكة من نقط اإلنذار إلخبار السكان المهددين والسلطات والمصالح المختصة عبر إشارات اإلنذار.
االستعداد للخطر ،ويتعلق االمر بإجراءات يتعين اتخاذها للتحكم في التدخل ،من قبيل تنظيم تمرينات افتراضية دورية تهم عمليات التدخل.
يمكن الوقاية من مخاطر الفيضانات من خالل :
عمليات تهيئة أحواض مائية والسيما تعزيز البنيات التحتية مثل السدود والحواجز على طول مجاري األنهار لتقليص صبيب
المياه خالل موسم االمطار.
االخذ في االعتبار المناطق ذات المخاطر الكبيرة خالل وضع تصاميم التهيئة العمرانية.
تعزيز االطار التشريعي او على االقل تطبيق النصوص القانونية الموجودة حول الوقاية من مخاطر الفيضانات والموجودة في
قانون 95/10المتعلق بالماء .حيث تنص الفصول المتعلقة بمخاطر الفيضانات على منع البناء بالقرب او في سفح مجرى
األودية وكذا انجاز البنيات التحتية الضرورية للوقاية ومكافحة الفيضانات من طرف وكاالت انجاز البنيات المائية التي هي
مؤسسات عمومية تتوفر على الشخصية المعنوية واالستقالل المادي.
تنظيم حمالت تطهير السيما في المدن لتفادي اختناق وامتالء قنوات التطهير والصرف الصحي خالل موسم التساقطات.
اما خالل الكارثة يجب إطالق مخطط للتدخل و االسعاف وهذا المخطط الذي يجب ان تعده السلطات الحتواء الكارثة يتضمن عددا من
االجراءات :
– خلق لجن لليقظة والتنسيق داخل وزارة الداخلية بالتعاون مع مختلف القطاعات االخرى المعنية بالفيضانات.
– اإليواء الفوري وتوزيع المساعدات الغذائية و االدوية و االغطية على االشخاص المتضررين.
– تعويض المتضررين.
هكذا ،وبالرغم من الجهود المبذولة من طرف الدولة المتمثلة في تعدد المخططات وبرامج التنمية وإصدار قوانين البيئة وتدبير الموارد
الطبيعية ،فكل ذلك لم يمنع من تردد االخطار التي اصبحت وتيرتها عالية وأخطارها المادية والبشرية مهولة وفي تزايد ،اذ ال تزال حصيلة
الفيضانات في المغرب تكون دائما كارثية لسبب بسيط وهو أن االستراتجيات الوطنية في مجال الوقاية من مخاطر الفيضانات ال تأخذ بعين
االعتبار كل اإلجراءات الضرورية لتخفيف هشاشة المغرب أمام هذا المعطى الطبيعي وتقوية قدرته على المواجهة .صحيح أنه من الصعب
احتواء أسباب التغيير المناخي على المدى ألقصير ولكن تبقى بلورة استراتيجية للتأقلم مع التغيير المناخي أمرا ممكنا لتقليص الخسائر.
وختاما تتطلب فاعلية ادارة مخاطر الفيضانات [ ]21ان تعمل الحكومة على المستوى الوطني مع المجتمعات المحلية واألطراف االخرى
صاحبة المصلحة المباشرة و بتنسيق مع المجتمع الدولي كما يجب ان تتولى مسؤلية ضمان سالمة المواطنين وممتلكاتهم ،ولدى الحكومة
الصالحية والقدرة على تشجيع البحوث وتوفير سلع النفع العام وتنفيذ برامج واسعة النطاق للحد من مخاطر الفيضانات .كما ان الحكومة
قادرة على وضع السياسيات و التشريعات التي تقدم الضوابط والحوافز الصحيحة موضع التنفيذ للحد من مخاطر الكوارث .ويستلزم العمل
الفعال قوة التآزر بين الحكومات والهيئات المحلية والوكاالت الخارجية المخصصة و القطاع الخاص ،والمجتمع المدني واألوساط العلمية
واألكاديمية.
[]1مفهوم الخطر يعني عمومًا أي طارئ طبيعي أو تكنولوجي محتمل .وبعبارة أخرى يتعلق بأي ظاهرة أو نشاط بشري من شأنه أن يؤدي
إلى خسائر في األرواح البشرية أو خسائر في الممتلكات أو اضطرابات اجتماعية أو اقتصادية أو تدهور في البيئة .و بصفة عامة ،وحسب
طبيعة الطارىء ،يمكن أن تكون مصادر المخاطر متنوعة ،ويمكن تقسيمها الى صنفين كبيرين.
صنف المخاطر الطبيعية وهي نوعان :صنف المخاطر الجيولوجية والتكتونية مثل الزالزل والبراكين والنيازك ،والصنف الثاني هو المرتبط
بالمخاطر المناخية أو الهيدروجوية ،مثل الفيضانات واألعاصير والجفاف والتصحر واالنهيارات األرضية وحرائق الغابات واجتياح
الجراد… إلخ .وهناك صنف المخاطر التكنولوجية ،مثل المخاطر المرتبطة بتدهور البيئة والتلوث (الهواء ،الماء ،التربة) والمخاطر النووية
والمخاطر الكيماوية والبيولوجية والمخاطر المرتبطة بالحرائق في المنشآت الصناعية والتجارية.
[ ]2محمد خيرات “غياب استراتجية شاملة للوقاية تجعل حصيلة الفيضانات كراثية” جريدة االتحاد االشتراكي 06/12/2010
[http://www.aljazeera.net/news/pages/db13a486-5e8d-4b88-83c3-540219cea78f ]3
[ ]4بنيحي محمد :قانون الماء (.المادة 1من قانون )10.95منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية و التنمية,سلسلة نصوص ووثائق
الطبعة األولى ,2005مطبعة المعارف الجديدة الرباط ص 386
[ ]5ظهير شريف رقم 1.95.154صادر في 18من ربيع االول 16 /1416غشت ، 1995بتنفيذ قانون رقم 10-95المتعلق بالماء
(الجريدة الرسمية عدد 4325بتاريخ 20شتنبر .1995
[ ]6محمد خيرات ” غياب استراتيجية شمولية تجعل حصيلة الفيضانات كارثية” جريدة االتحاد االشتراكي 06/12/2013
[ ]7المواد 97-94من قانون 10-95السالف الذكر
[ ]8أحدثت هذه الوكالة بمقتضى مرسوم رقم 2-00-475الصادر في 17شعبان الموافق ل 14نونبر 2000و الصادر بالجريدة الرسمية
بتاريخ 23نونبر 2000عدد 4850
[ ]9الهيدرولوجية او علم المياه هي دراسة المياه وتوزيعها فوق األرض ودراسة صفاتها وخصائصها الطبيعية والكيميائية وتفاعلها
مع البيئة والكائنات الحية .اما الميترولوجيا فهو علم إجراء عملية القياس مع تحديد نسبة الخطأ المترتبة على عملية القياس .ويشمل هذا العلم
جميع النواحي النظرية والعملية في القياس .ومن ثالث كميات رئيسية هي الطول والكتلة والزمن يمكن اشتقاق جميع الكميات الميكانيكية
األخرى مثل المساحة والحجم والتسارع والقدرة .وأي نظام شمولي للقياس العملي يجب أن يتضمن ثالث أسس على األقل ،تشمل قياس
الكميات الكهرومغناطيسية ،ودرجة الحرارة ،وشدة اإلشعاع مثل الضوء.
[EL Yaagoubi Mohamad ‘’permis de construire et environnement au Maroc’’ revue marocaine ]10
.d’administration local et de développement n 44-45 mai-aout 2002 p70
[ ]11الجريدة الرسمية ،بتاريخ .15/07/1992ظهير شريف رقم 1.92.31صادر في 15من ذي الحجة 17/ 1412يونيو .1992بتنفيذ
القانون رقم 12.90المتعلق بالتعمير.
[Rappeur final « adaptation ou changement climatique et aux désastre naturel des villes côtières ]12
d’Afrique du nord » 23 aoute 2011 . p :6
[La préservation de l’environnement et le développement durable dans les textes juridiques ]13
.Marocains : Ministère de l’aménagement du territoire et de l’Eau et de l’environnement
[ ]14أنواع بطيئة :تتكون من هطول األمطار المستمر ،أو ذوبان الثلوج بسرعة تتجاوز قدرة قناة النهر .وتتمثل أسبابها في األمطار
الغزيرة الموسمية ،واألعاصير االستوائية ،والرياح واألمطار الحارة التي تؤثر على تجمع الثلوج .العقبات غير المتوقعة للصرف،
مثل انهيار ارضى أو ثلجى ،أو من الحطام يمكن أن يسبب بطء الفيضانات النظري للعرقلة.
أنواع سريعة :يشمل الفيضانات الناجمة عن هطول األمطار(كثافة العواصف الرعدية) أو اإلفراج المفاجئ من المنبع وراء مصادرة
خلف السد ،واالنهيارات األرضية ،أو الجليدية.
الفيضانات الساحلية :وغالبا ما تكون بسبب العواصف الشديدة البحرية ،أو نتيجة لخطر آخر مثل تسونامي أو إعصار) .اندفاع العواصف،
وإما من األعاصير المدارية أو اإلعصار خارج المدار
[ ]15محمد خيرات في حوار مع االستاذ والباحث بكلية ابن مسيك اللبيضاء “ ،غالم زهور ” غياب استراتيجية شمولية للوقاية تجعل
حصيلة الفيضانات في المغرب كارثية /التحاد االشتراكي 06.12.2010
[ ]16تقرير سينداي ” ادارة المخاطر من اجل القدرة على مواجهة المخاطر في المستقبل” حكومة اليابان ،البنك الدولي ،والصندوق
العالمي للحد من الكوارث والتعافي من اثارها .ص 25
[ ]17شاكر الميلود “االخطار الهيدرولوجية على السطح و المدارات الحضرية بالمغرب” دراسة بشعبة الجغرافيا كلية االداب والعلوم
اإلنسانية الرباط .ص 6
[ ]18شاكر ميلود مرجع سابق ص 6
[BANQUE AFRICAINE DE DEVELOPPEMENT, ROYAUME DU MAROC PROPOSITION ]19
VISANT L’OCTROI D’UN DON DE 1.000.000,00 USD AU TITRE DE L’AIDE D’URGENC E AU
PROGRAMME D’ACTIONS POUR ATTENUER LES EFFETS DES INONDATIONS DANS LA
REGION DU GHARB, Novembre 2009 ; p :3
[ZAHOUR G ” STRATEGIES DE GESTION DES RISQUES D’INONDATIONS AU MAROC ]20
“Chercheur à la Faculté des Sciences Ben M’Sik, Casablanca
[ ]21تقرير سينداي ” ادارة المخاطر من اجل القدرة على مواجهة المخاطر في المستقبل” حكومة اليابان ،البنك الدولي ،والصندوق العالمي
للحد من الكوارث والتعافي من اثارها .ص 25