Professional Documents
Culture Documents
محمد ناشر (اتر التطور التكنولوجي على هوية التشكيل للعمارة في ص
محمد ناشر (اتر التطور التكنولوجي على هوية التشكيل للعمارة في ص
مــــــقـدمـــــــة
مع بداٌة الحضارات واستمرارها كان لكل حضارة احت ٌياجات خاصة من العمران ولذلك كان لكل حضارة
مفهوم للعمارة والعمران ،ومع اختالف الحضارات والثقافات انعكس كل ذلك التطورعلى العمارة والعمران
ومع بداية القرن العشرين ظهرت اكتشافات جديدة في مواد البناء مما أدى الي ظهور مباني جديدة وحديثة
ومدن كبيرة وواسعة تختلف تماما عن مدن ومباني ما قبل القرن العشرين.وقد اثر هذا التطور التكنولوجي
على هوية العمارة والعمران في العالم وخاصتا في نهاية القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين وذلك
بسبب التطور الكبير في التكنولوجيا الرقمية واالتصاالت والتدهور الحاصل في الطبيعة من حيث المناخ
والحفاظ علي الطاقة باالعتماد على الطاقة المتجددة الذي انعكس على العمارة والعمران بشكل واضح وزاد
من تأثير العولمة في مجال العمارة والعمران .مما أدى الى فقدان بعض الدول الى الهوية في العمارة المحلية
اما تأثير التكنولوجيا علي هوية العمارة والعمران في اليمن فقد بدا التأثير في المدن الواقعة في جنوب اليمن
والتي كانت تحت االستعمار البريطاني مع بداية القرن وظهر ذلك في مدينة عدن من المباني التي تم تنفيذها
في شارع المعال .اما في الجزاء الشمالي من اليمن والذي كان منغلقا عن العالم فقد بداء التأثير بشكل ملموس
بعد ثورة .1962
منهجية البحث:
ينتهج هذا البحث المنهج التحليلي على محورين محاور:
األول :يتناول بعض المصطلحات والمفاهيم التي لها صلة بالبحث (التاثير-التكنلوجيا -العولمة -الهوية-
العمارة والعمران ).
الثاني :كيف اثرت هذه المفاهيم على هوية التشكيل للعمارة والعمران في مدينه صنعاء
صنعاء-المدينة القديمة –يوضح هوية التشكيل المعماري
المحور األول :المصطلح المفاهيم المتعلقة بالدراسة
()1-1التاثير
معنى التاثير لغويا :تعريف و معنى التأثير في معجم المعاني الجامع -معجم عربي عربي
تأثير (اسم (:
• مصدر اثر ب /أثر على /اثر في
• تاثير جانبي :مفعول سلبي لدواء ونحوه ،
• التاثير( :علوم النفس) احساس قوي ملحق بعواقب فعالة
معنى التاثير اصطالحا
تعريف و معنى التأثير انطال قا من قول جان جاك رسو أن المنازل تشكل المدينة و أن المواطنين يشكلون
الحاضرة (العقد االجتماعي) فان تصرف البشر هو الذي يظهر من خالل تاريخ المدن وتاريخ الحضر على
السواء ،وإعادة تملك فضاءات المدنية ،والتكيف معها ويرسون قواعدها ومن خالل وجهة نظرالدكتور سراج
الدين حيث عرف هذ ا التاثير بقولة بانه عبارة عن الية عمل مستمرة ،ومتكاملة ،وتفاعلية في ظل سياق العالم
والمجتمع االسالمي المعاصر المتصف بسرعة التغير
اصطالحا :تعريف و معنى التأثر انطالقا من مقترح
-ايتلسون ايت ال .-أن كل االبنية تلمح ولو قليال للتفاعل الذي يتولد إما حسب وظيفة الفراغ او بشكل عشوائي
-.عبر وينستون تشرشل عن تاثير العمارة على سلوك االنسان نحن نصنع أبنيتنا ومن ثم هي تصنعنا وتنظم
مجرى حياتنا "حيث رأى أن تصميم البيئة التي يعيش ويعمل الناس فيها ال بد أن تؤثر عليهم.
-راى ويل سومر أن المعماريين والمخططين يتعاملون مع المبني بتجرد دون أخذ االنسان وتفاعله فيها بعين
االعتبار ويظهر ذلك في بعض االفكار
()2-1التكنولوجيا:
-اصلها كلمه اغريقية مشتقة من كلمتين هما ( )Technoوتعني المهارة الفنية أو عمل اليد وكلمة ( )Logos
وتعني العلم او الدراسة ومن ذلك فأن مصطلح تكنولوجيا يعني تنظيم المهارة الفنية والمعرفة في تحقيق
األهداف المنشودة والتغلب على الصعوبات
()1
شكل()1
المرجع
()1اروى مبارك -اثر التكنولوجيا في استراتيجية التاصيل -المجلة العراقية للهندسة المعمارية العدد الثاني جامعة التكنلوجيا العراق بغداد2017-
هى علﻢ الﺼﻨاعة والﺘقﻨﻴة .كما إنها فﻦ استخدام اﻵالت واألدوات والﺨامات ومصادر الطاقة لتسهيل العمل
وزيادة اإلنتاج .كما عرفت على انها علم دراسة الخطوات التطبيقية الفنية الواسعة واتصالها بالمعرفة .وانها
مجموعة من المعارف والخبرات والمهارات المتاحة والمتراكمة والمستنبطة لتشغيل االالت واألساليب والنظم
المرتبطة باإلنتاج والخدمات ()2
-قاموس أكسفورد –
فى القﺮن الﺨامﺲ عﺸﺮ عﺮفﺖ الﺘﻜﻨﻮلﻮجﻴا بأنها وصﻒ للﺤﺮف اﻵلﻴة ،كما " دائﺮة الﻤعارف
الفﺮنﺴﻴة؛ بأنها فﻦ اسﺘقالل الﺤﺮف والﻤهﻦ اسﺘقالال عقلﻴا عﻦ الﺪراسة العلﻤﻴة ،وفى القﺮن الﺘاسع عﺸﺮ تﺤﺪث
" Karl Markesعﻦ الﺘﻜﻨﻮلﻮجﻴا الﻄﺒﻴعﻴة وقﺼﺪ بها أعﻀاء الﻨﺒاتات والﺤﻴﻮان الﺘى تﺴﻨﺪ اإلنﺘاج وتعﻴﻦ
علﻴه.
-اسبيناس Espinass
عﺮف الﺘﻜﻨﻮلﻮجﻴا الﻤﺠﺘﻤعا بأنها دراسة القﻮاعﺪ العلﻤﻴة للفﻨﻮن والﺼﻨاعات الﻤﺴﺘعﻤلة فى المجتمعات
الﺮشﻴﺪة ،وهى فﻦ اإل نﺘاج للعﻤلﻴات الﻤادية الالزمة لة .وإذا كان الﺒﺤﺚ العلﻤى هو أساس الﺘقﺪم ،فﺈن
الﺘﻜﻨﻮلﻮجﻴا هى تﺤﻮيﻞ ثﻤار هﺬا الﺒﺤﺚ إلى مﻮارد وأجهﺰة ومعﺪات قابلة لالستخدام في الﺤﻴاة .والﻨﻮاحى
العلﻤﻴة والﺘﻜﻨﻮلﻮجﻴة تﺆثﺮ بﻨﺴﺒة كبيرة على حﻴاة االنﺴان وسلوكة وحركاتة وتﻨقله بﻴﻦ سﻜﻨه ومقﺮ عﻤلة
ومركز خﺪماته الﻤﺨﺘلفة ،ولﻢ تﺪع له غﻴﺮ القلﻴﻞ مﻦ الﻮقﺖ ليرجع إلى ﻃﺒﻴعﺘه اإلنﺴانﻴة
-ارنولد بيسي
بأنها لﻴﺴﺖ مﺠﺮد األداة أو الﻮسﻴلة الﺘى يﺴﺘﺨﺪمها اإلنﺴان فى حﻞ مشاكلة والﺘﺤﻜﻢ فى بﻴﺌﺘه ،بﻞ هى
العﻤلﻴة الﺘى البﺪ أن تﺘﺴع لﺘﺸﻤﻞ الﻈﺮوف االجﺘﻤاعﻴة الﺘى أفﺮزت هذه األداة أو الﻮسﻴلة وكذلك الﺠﻮانﺐ
الﻤﺨﺘلفة للﺴلﻮك االجﺘﻤاعى فﻴﻤا يﺨﺺ تﻄﺒﻴقها ،وفى هذا اإلﻃار تﺼﺒح الﺘﻜﻨﻮلﻮجﻴا عﻨﺼﺮا ذوا ثالثة ابعاد
البعد الفني (التكتيكي) والبعد التنظيمي والبعد الثقافي واألخالقي ()2
فنستنتج مما طرح سابقا عن التكنولوجيا بانها مجموعة العوامل والوسائل المستخدمة في الربط بين منظومتي
الفكر والمادة باعتبارها المؤشر على التطور الحاصل في استخدام القدارت العقلية والمهارت والوسائل المتاحة
وصوال الى تحقيق التواصل ضمن عمليات التحول الحاصل في الشكل والمادة .ويرى الباحث ان التكنولوجيا
()3
هي استخدام ما توصل الية البشر من معرفة وتقنيات حديثة لتحقيق الرفاهية
المرجع
2-Spilier, Neil,”Digital Architecture Now”, Thames & Hudson Ltd., United Kingdom, 2008.p.16
()3احمد فتحي ابرهيم-العمارة اإلقليمية المعاصرة " كمدخل للتوفيق بين الهوية المحلية للعالم العربي وعولمة األطر الحاكمة لعمارة المستقبل جامعة
السويس مصر قسم التخطيط العمراني 2015مارس العدد الثامن عشر
-التطور التكنولوجي:
-مﻨﻈﻮمة أسالﻴﺐ عﻤﻞ وأداء مﺘﺒادل مابﻴﻦ اإلنﺴان واﻵلة وتﺤﻮى فى مﻀﻤﻮنها ذكاء متراكما.
-مﺠﻤﻮعة األسالﻴﺐ واألدوات الﺘى يﺴﺘﺨﺪمها الﻤﺠﺘﻤع فى إنﺘاج احتياجاتة ومﺘﻄلﺒاته وفى إنﺠاز وﻇائفه
المختلفة .وكذلك مقﺪار األسﺘفادة مﻦ الفﻜﺮ اإلنﺴانى لﺘﻄﻮيع الﻤادة واسﺘﺨﺪامها فى خﺪمة العلﻢ )4(.
كان للكثير من التطورات و االبتكارات التكنولوجية في مجال التشييد و االنشاء دور كبير في دفع المعماريين
لالبداع ،وبالتالي تحقيق أفكارهم وأحالمهم المعمارية االبداعية ،حيث أصبحت التكنولوجيا المستخدمة في
االنشاء في كثير من المباني المحرك الرئيسي للفكر المعماري وبخاصة خالل القرن العشرين .فقد أدت متطلبات
اال نشاء وما يحتاجه من ابتكار مواد جديدة ،وما ينتج عنها من شكل إنشائي إلى بزوغ الفكرة المعمارية من
منطلق االنشاء في المبنى )5(.
()2-2-1العولمة
للعولمة مفاهيم كثيرة ولكن قبل ذكر تعريفها ال بد ان نبدا بالتمييز بينها وبين العالمي كما يقول د.محمد عمارة
ان العالمية هي نزوع في االفكار والفلسفات واالداب والفنون والثقافات والحضارات فالعالمية هي ثمرة للتفاعل
الحر واالختيار بين الحضارات المتعددة والمتمايزة وتمثل القاسم المشترك والجامع لهذه االمم والحضارات اي
المشترك االنساني بينهما والذي ال ينفي تمايزها في الخصوصيات والمحليات.
اما العولمة فيري د .محمد عمارة انها تعني القسر والقهر واالجبار على لون من الخصوصية الحضارية بعولمه
القهر ليكون عالميا في اطار صراع الحضارات الذي قام به الغرب .في العالمية يختار االنسان اما في العولمة
ال خيار لإلنسان .وفي دليل المصطلحات السياسية يعرف العولمة بانها مصطلح حديث يشير الى التأثير الكبير
الذي يحدثة العالم الخارجي على الشأن الداخلي في جميع جوانب الحياة االقتصادية واالجتماعية والسياسية
والثقافية اال ان هناك فريق اخر ينظر الى العولمة نظرة مختلفة ويري انها فرصة لتالقي االفكار وتقارب
الشعوب حيث يعرف د.جالل امين العولمة بانها تعنى التضاؤل السريع في المسافات الفاصلة بين المجتمعات
اإلنسانية ()6
و مما سبق يتضح ان جوهر العولمة عبارة عن ثالث عمليات العملية االولى :تتعلق بانتشار المعلومات
والتكنولوجيا بحيث تصبح مشاعة لدى جميع الناس والعملية الثانية :تتعلق بتذويب الحدود بين الدول والعملية
()7
الثالثة :هي زيادة معدالت التشابة بين الجماعات المجتمعات والمؤسسات.
ارتبط مفهوم التكنولوجيا بالعولمة وسبب في انتشار مايسمى الطراز العالمي (العولمة) حيث أدى التطور
التكنولوجي في الدول الغربية الى ظهور تقنيات جديدة في مواد البناء وتم استيرادها من بقية دول العالم
ومنها اليمن الى ظهور هوية عالمية موحدة في الحلول والتشكيالت المعمارية .
المرجع
مرجع سابق– 4- Spilier, Neil,”Digital Architecture Now”,
-5د .خالد محمود هيبة -العمارة المعاصرة والتكنولوجيا :رؤية نقدية لتأثيارت التكنولوجيا الرقمية على التوجهات المعمارية السائدة مع مطلع القرن
الحادي والعشرين -مجلة جامعة أم القرى للهندسة والعمارة -العدد 2013 1
-6احمد فتحي ابرهيم-العمارة اإلقليمية المعاصرة " –مرجع سابق
()3-2-1الهوية
-جاء في الموسوعة العربية الفلسفية تفسير مصطلح الهوية ( )Identityالهوية ماهية الشئ بوصفة منفردا
متميزا عن غيرة بينما جاء في قاموس التراث األمريكي ( ) Americac Heritage Dictionary
تعريف الهوية بأنها مجموعة من الخصائص التي تعرف الشئ ذاته وتميزة عن غيرة وتعتبر الهوية
هي االساس للشعور باالنتماء ,وهي الوسيلة التى تجعل الناس يحددون مواقعهم كأعضاء في المجتمعات
المحلية والجماعات .والهوية تكون جماعية ال فردية ومتجددة متطورة ال جامدة و قد أدت األنماط الجديدة
في حركة ال سكان والتطور في وسائل النقل والتقدم في االتصاالت االلكترونية الي ضعف العالقة بين مكان
()7
اإلقامة والهوية وانتقلت تلك العالقات تدريجيا من حالة ٌاجتماعية المجتمع ٌ الى حالة اجتماعية الشبكات.
في األعوام األخيرة إقترن مصطلح العولمة بفقدان الهوية المميزة لكل دولة و الهوية الحضارية للمجتمع على
التواصل مع حاضره وماضيه و إن لم يتمسك المجتمع بهويته ,فهو يتخلى عن جذوره وعن كينونته.
ويبدو واضحا وبشكل رئيسي أن تأثير العولمة على النتاج المعماري يكمن في مسألة التهجين أو المزج بين
ثقاف تين مختلفتين .فالبيئة المشيدة والمباني التي تشملها تبدي عدم تجانس تام ،وأصبح عددا كبيرا من المدن
في شتى أرجاء المعمورة يحتوي مشهدأ متنافرة تتجاو ر فيه انماط وطرز معمارية محلية ووافدة من بيئات
أخرى ،بما يجمع العصور واألماكن معا ،في الحيز الواحد ،وبما ينتج مزيج متناقض يجمع بين جماليات
تنتمي إلى موطن ومناخ بعينه ،وأخرى تنتمي إلى موطن ومناخ مغايرين
وأصبح البعض يرى العولمه ظاهرة عامة تسعى إلى خلق قوالب فكرية متشابهة في جميع أنحاء العالم قوالب
بال روح و المذاق فريد)8(.
لغويا
المعجم الوسيط (ال ِعمارةُ)
()9
المرجع
(- )7احمد فتحي احمد ابرهيم جامعة السويس مصر قسم –مرجع سابق
( - )8العولمــة واثرهـا على النظـام العمرانـي م مازن ظافر الجامعة التكنلوجية العراق قسم العمارة 2019نوفمر
فن تشييد المنازل ونحوها وتزيينها وفق قواعد معينة. و (ف ُّن ال ِعمارةِ)ُّ :
-مجمع اللغة العربية بالقاهرة-
العمران :طرفا الكمين ،وهما العمران ,و :-اللحمتان المتدليتان على اللهاة.
عمر هللا وعمرك هللا ما فعلت ،وعمرك هللا افعل وإال فعلت؛ وأصله عمرتك هللا تعميرا أي سألته أن يطيل
عمرك؛ وهو من األسماء الموضوعة موضع المصادر على إضمار الفعل المتروك إظهارة.
-والعمارة ( :بكسر العين) في اللغة العربية هي( السكن ،اإلقامة ،االهل) فالفعل عمر المكان (بفتح الحروف
الثالثة) يعنى سكن المكان ،او اقام فيه ،وبذا يكون الم كان قد (عمر) (بضم الميم) بمن فيه ،والبيت معمور
،أي مسكون أو اهل .أما العمارة (بفتح العين) فهي ما يعتمر به ،أي يوضع على الرأس ،من عمامة ،أو قبعة
،أو تاج)8(.
-والعمران :هو البنيان أو ما يعمر به المكان ،وتحسن حالته من كثرة األهالي فيه .أما العمران عند ابن
خلدون فهو المجتمع ،اذ يعرفه بكونه التساكن في (مصر) أي في مدينة أو في (حلة) أي في قرية ،لألنس
)11(.
واقتضاء الحاجات ،لما في طباعهم من التعاون على المعاش
( )6-2-1التشكيل:
تعريف التشكيل :هو تجميع وترتيب مكونات مجرده في أشكال ومساحات منظمه تعطي
اإلحساس بالقبول الوحده والتناغم.
التشكيل في التصميم المعماري :هو عمليه استخدام المفردات التشكيليه كعناصر أساسيه (قائمه علي المبادئ
واألسس التصميميه) وتحويلها الي كتل وفضاءات بنظام مفيد وظيفيا ومقبوال .وهو عباره عن صياغه المكونات
المعماريه إلنتاج مالمح تشكيليه وعالقات وظيفيه جديده ،مثلما ينحت الفنان الكتله حيث أنه يخرج منها بأشكال
ومساحات منتظمه لتخرج من الغموض إلي أشكال ً ذات معان مميزه ،فالشكل المعبر اليبدو معبرا اإل حين
يقوم المصمم بتشكيل الماده الي عمل معماري.
التشكيل في المباني :هو عباره عن تجميع وترتيب الفراغات المختلفه لتكوين وحده سكنيه تحقق لإلنسان
متطلباته ورغباته وتعطي اإلحساس بالقبول والحيويه والجمال.
ا ن نمط تشكيل المباني يتغير تبعا لعوامل متعدده ومنها العامل اإلقتصادي واإلجتماعي والبيئي الذي ً يؤدي
دورا كبيرا في عمليه تشكيل الكتل وطرق تنظيمها فضالعن المواد وطرائق اإلنشاء ً فضال والتكنولوجيا.
المرجع
-- 9معجم متن اللغة-أحمد رضا-صدر1377 :هـ1958 /م
-10المعجم الوسيط-مجمع اللغة العربية بالقاهرة-صدر1379 :هـ1960/م
–11رهيف فياض –من العمارة الى المدينة –دار الفارابي –بيروت لبنان 2010-
)6-2-1العمارة في مدينة صنعاء
يقصد بمصطلح العمارة الصنعانية التقليدية "هو كل بناء معماري قام مصممه بمراعاة االعتبارات االجتماعية
والبيئية والثقافية السائدة في مجتمعنا وفي مدينة صنعاء " .ومن هذا التعريف يتبين أنه ينبغي مرا عاة كل من الجانب
المادي الذي تمثله الخصائص الفيزيائية لكل من البيئة الطبيعية والبيئة المشيدة المحيطة ،والجانب النفسي الذي
تمثله المعتقدات الدينية والثقافة والموروثات االجتماعية حتى تكون عمارة ذات هوية مميزة .وقد تميزت هذه
العمارة بوجود عدد من العناصر والمفردات المعمارية التي تكررت على نطاق واسع في المدينه القديمة ،على
ما يحمل بداخله من مالمح التنوع والتعدد والتباين داخل الثقافة الواحدة ،ولم تكن هذه المفردات شكلية وال
جمالية فقط ،بل استطاعت أن تقوم بكل وظائف العمارة من وظائف إنشائية ،وفراغية ،وبيئية ،وبصرية ،
()12
واجتماعية ،ونفسية.
المرجع
-12الفن المعماري والفكر الديني في اليمن القديم /تأليف منير عبد الجليل العريقي /الطبعة مدخل إلى العمارة
()13 عناصر التشكيل لواجهات العمارة التقليدية في مدينه صنعاء
المرجع
--13د .س ٌميرةالشاوش-تقٌيم تحقٌق مقومات االستدامة فى التجمعات والمبانى السكنٌية فى عمارة المدن الٌمينيٌة التقلٌيدية -مد ٌينة صنعاء القد ٌيمة -قسم العمارة-
جامعة صنعاء
المحور الثاني :تاثير التكنولوجيا على هوية التشكيل للعمارة والعمران في صنعاء
وقد كان للكثير من التطورات و االبتكارات في مجال التشييد و االنشاء دور كبير في دفع المعماريين لالبداع،
وبالتالي تحقيق أفكارهم وأحالمهم المعمارية االبداعية ،حيث أصبحت التكنولوجيا المستخدمة في االنشاء في
كثير من المباني المحرك الرئيسي للفكر المعماري وبخاصة خالل القرن العشرين .فقد أدت متطلبات االنشاء
وما يحتاجه من ابتكار مواد جديدة ،وما ينتج عنها من شكل إنشائي إلى بزوغ الفكرة المعمارية من منطلق
االنشاء في المبنى .وقد كان هذا التاثير محليا اما بشكل ايجابي يتماشي محافظا على الهوية باسلوب يجمع
مابين الحلول التكنو لوجية بافكار نابعة من ثقافة محلية في اليمن او بشكل سلبي يطمس الهوية ويتجهة الى
عولمت االفكار واستعارت الحلول الجاهزة من الثقافة الغربية دون اعتبار للجانب الثقافي في اليمن عامتا
ومدينة صنعاء خاصتا .كما ان اهمال التطور التكنولوجي والحفاظ على اسلوب البناء التقليدي اليعتبر حل في
التصدي للعولمة.
في نهاية القرن الماضي وبداية القرن الواجد والعشرين تطور االقتصاد وفتح مجاالت التنمية االقتصادية
واالجتماعية ،حيث ظهرت األنماط المعمارية في أشكال غربية عن العمارة في مدينه صنعاء وكان هذا ناتجا
عن تأثير ثقافي وتأثير اقتصادي الذي طرأ مؤخرا حيث دخلت انماط معمارية جديدة سواء في المساكن
الخاصة أو او غيرها من المباني العامه .كانت نتيجة التأثر بالهجرة الخارجية للمواطن اليمني وانبهاره بالتقدم
التكنولوجي الذي ظهر في الدول الخارجية وهنا خضع العمل المعماري إلى العديد من المؤثرات االقتصادية
والثقافية واالجتماعية لصاحب المبنى ،وازدحمت عمارة صنعاء بخليط غريب من األنماط المعمارية وفقدت
العمارة المحلية جذورها االجتماعية والبيئية ،وطغت عمارة المادة المصنعة على العمارة اإلنسانية(.)14
()1-3-1اتجاهات المعمارين في مواجهة العولمة والهوية
ان اهمال قضايا مثل الحفاظ على الهوية المحلية ،والخصوصية الثقافية ،والتالئم مع طابع المحيط العمراني
هي احد المسببات في ضعف موقف المعماري تجاه التطور التكنولوجي وشكل من اشكال عدم القدرة على
التعامل مع القضايا الرئيسية التى تمثل مشكلة البلد.
ويجد المعماري نفسه أمام ثالثة اتجاهات للتعامل مع عولمة األطر الحاكمة لعمارة المستقبل:
اإلتجاه األول :مسايرة العولمة وطمس الهوية:
وفيها يتم استيراد األفكار واألشكال القادمة إلينا من الغرب ،بما تحمله من مواد بناء حديثة قد ال تتوافر
محلية ،وتكنولوجيا بناء ذات تقنية عالية ،دون اعتبار لهوية محلية مميزة أو لخصوصية ثقافية ،أوتوافق
مع المحيط العمراني.
المرجع
-14خصائص العمارة اليمنية أشكالها واتجاهات تطورها/تأليف الدكتور محمد بن محمد العلفي /الطبعة األولى
اإلتجاه الثاني :تأكيد الهوية ومغايرة العولمة:
وهذا االتجاه يبحث عن التأكيد على الهوية والحفاظ عليها من خالل مخاصمة الجديد والهروب من المستقبل،
واعتبار أن االعتمادعلى مالمح سطحية شعبوية ،أو تكرار عناصر بعينها كما هي من المفردات الموروثة
للعمارة اليمنية هو السبيل الوحيد لتحقيق األصالة أو التأصيل ،مما ينتج عنه في النهاية عمارة تقليد ضعيفة
وسطحية وساذجة.
اإلتجاه الثالث :الدمج والتوفيق بين الهوية المحلية والعولمة:
وينتج عن هذا االتجاه عمارة واعية تستخدم المفردات المعمارية الموروثة والمترسخة بمهارة ،وقد تعيد
تفسيرها وصياغتها من خالل جهد حقيقي يسعى للتفاعل مع المحيط ،ومع تاريخه وإرثه الثقافي ومشاكله
المعاصرة من خالل استخدام أقصى إمكانات البيئة المتاحة ،إضافة إلى المواد والتقنيات المعاصرة ،وهي
بذلك تعمل على إيداع تكوينات معمارية جديدة متأصلة ثقافية ،تجدد الهوية وتعيد إليها شبابها .وهذه النزعة
اإلقليمية ،ليست بمفهوم جديد ،فهي تعبر عن جهود كثيرة تبذلها سلسلة طويلة من المعماريين الذين يعارضون
نهج االستبدادية والقياسية ،وعالمية التصميم ويحاولون تقديم طرق وبدائل جديدة لجعل المباني والمناظر
الطبيعية والمدن تعتز بخصوصية اإلقليم الموجودة به .وتجعلها تقدم بيئة فريدة من نوعها ،من حيث المواد،
والطابع الخاص لثقافتها ،وطريقة الحياة لشعبها.
لذا تعتبر الدراسة االتجاه األول مشكلة ،والثاني ليس حال ،بينما االتجاه الثالث "الدمج والتوافق بين الهوية
المحلية والعولمة" ،الحل المثالي المطروح والذي يجب على المعمارييين اليميين العمل به واتخاذه إطارا
حاكما لجميع أعمالهم ،وشرطأ تضعه الجهات المسئولة في اليمن للموافقة على تصميمات المعماريين اليمنيين
وغيرهم ،ال سيما تلك الخاصة بالمباني العامة.
وفي مايلي سيتم عرض مجموعة من المبانى التى عالجت هذه المعضلة بشكل سلبي او ايجابي .
اإلتجاه األول :مسايرة العولمة وطمس الهوية
(شكل 1مول في صنعاء –شارع النصر -مثال يوضح اتجاة معماري يساير العولمة دون اعتبار للهوية المحلية) –الباحث
(شكل 2مبنى تجاري في صنعاء –-مثال يوضح اتجاة معماري يساير العولمة دون اعتبار للهوية المحلية) –الباحث
في الشكل 1و -2استخدام مواد بناء حديثة من االستيل و(اللكبوند) والمسطحات الزجاجية,
في شكل ( )2نالحظ استخدام نفس العناصر المستخدمة في مباني المدينة التقليدية مع تغيير الوظيفة من
سكنية(مبنى خاص) الى كلية(مبنى عام)اال ان شكل المبنى يوحي بانه سكني اكثر من كونة كلية ,ويعتبر توجة
اثر بشكل سلبي على ا لعمارة في اليمن نظرا لعدم ارتباطة باالبداع واالبتكار لدى المهندس وانما نسخ ونقل من
الماضي توافق.
ِ(:شكل 4مبنى سكني تجاري-يوضح مبنى اخذ من ا ِ(:شكل 3حامعة صنعاء-يوضح مبنى اخذ من ا
لهوية المحلية مع استخدام تكنلوجيا البناء الحديثة) -الباحث لهوية المحلية مع استخدام تكنلوجيا البناء الحديثة)
(شكل ) 6مباني سكنية –صنعاء يوضح نموذج لمباني حديثة بطابع محلي) -الباحث
(شكل) 7جامعة 21سبتمبر–صنعاء يوضح نموذج لمباني حديثة بطابع محلي) -الباحث
النتائج والتوصيات:
زوال التعددية الحضارية والهوية الثقافية سيحكم علينا بالتقليد للحداثة الغربية والعولمة
الحفاظ على الهوية المحلية والخصوصية الثقافية مسألة ال تقل أهمية عن الحفاظ عن البيئة وترشيد
الطاقة.
العمارة اليمنية المعاصرة تفتقر الى الهوية ومفسدة للبيئة من حيث التلوث واهدار المواد.
االفراط في استخدام التكنولوجيا والنظر الى المبنى انه ألة قد يوصلنا الي طراز دولي جديد.
نجاح بعض المشاريع في تقديم نموذجا يربط بين القديم والحديث وبين االصالة والمعاصرة
تطوير المفردات المعمارية للعمارة المحلية مع استخدام الجوانب اإليجابية من التكنولوجيا
عمل دورات توعوية للمعمارين حول كيفية التوفيق في استخدام التكنولوجيا مع الحفاظ على الهوية
المحلية
المراجع :
-1وى مبارك -اثر التكنولوجيا في استراتيجية التاصيل -المجلة العراقية للهندسة المعمارية العدد الثاني جامعة التكنلوجيا العراق بغداد.2017-
-2Spilier, Neil,”Digital Architecture Now”, Thames & Hudson Ltd., United Kingdom, 2008.p.16
()3احمد فتحي ابرهيم -العمارة اإلقليمية المعاصرة " كمدخل للتوفيق بين الهوية المحلية للعالم العربي وعولمة األطر الحاكمة لعمارة المستقبل
جامعة السويس مصر قسم التخطيط العمراني 2015مارس العدد الثامن عشر
مرجع سابق– 4- Spilier, Neil,”Digital Architecture Now”,
-5د .خالد محمود هيبة -العمارة المعاصرة والتكنولوجيا :رؤية نقدية لتأثيارت التكنولوجيا الرقمية على التوجهات المعمارية السائدة مع مطلع
القرن الحادي والعشرين -مجلة جامعة أم القرى للهندسة والعمارة -العدد 2013 1
-6احمد فتحي ابرهيم-العمارة اإلقليمية المعاصرة " –مرجع سابق
-7احمد فتحي احمد ابرهيم جامعة السويس مصر قسم –مرجع سابق
-8العولمــة واثرهـا على النظـام العمرانـي م مازن ظافر الجامعة التكنلوجية العراق قسم العمارة 2019نوفمر
-- 9معجم متن اللغة-أحمد رضا-صدر1377 :هـ1958 /م
-10المعجم الوسيط-مجمع اللغة العربية بالقاهرة-صدر1379 :هـ1960/م
–11رهيف فياض –من العمارة الى المدينة –دار الفارابي –بيروت لبنان 2010-
-12الفن المعماري والفكر الديني في اليمن القديم /تأليف منير عبد الجليل العريقي /الطبعة مدخل إلى العمارة
-13د .س ٌميرةالشاوش-تقٌيم تحقٌق مقومات االستدامة فى التجمعات والمبانى السكنٌية فى عمارة المدن الٌمينيٌة التقلٌيدية -مد ٌينة صنعاء القد ٌيمة -قسم
العمارة-جامعة صنعاء
-14خصائص العمارة اليمنية أشكالها واتجاهات تطورها/تأليف الدكتور محمد بن محمد العلفي /الطبعة األولى