Professional Documents
Culture Documents
يهدف البحث الحالي الموسوم (االبعاد المفاهيمية والجمالية للضوء في فنون مابعد الحداثة) للتعرف
على االبعاد المفاهيمية والجمالية للضوء في فنون ما بعد الحداثة ،ودورهما في تمثالت االشتغال في
حركات الفن المعاصر(رسما ،وتصميما) ،وقد تضمن البحث أربعة فصول ،عُني الفصل األول ،ببيان
مشكلة البحث من خالل االجابة عن السؤال :ماهي االبعاد المفاهيمية والجمالية للضوء في فنون ما بعد
الحداثة؟ وأهميته والحاجة إليه ،اما هدف البحث فكان :معرفة (االبعاد المفاهيمية والجمالية للضوء في
فنون ما بعد الحداثة).فيما كانت حدود البحث :دراسة االبعاد المفاهيمية والجمالية للضوء في فنون ما بعد
الحداثة( :الفن البصري -الفن الضوء حركي ،والفن المفاهيمي -الفن لغة) في الحقبة الزمنية الممتدة من
عام ( )1013-1589في أوربا وأمريكا ،وتحديد أهم المصطلحات الواردة في عنوان البحث وتعريفها.
وعُني الفصل الثاني باإلطار النظري والدراسات السابقة ،حيث تضمن اإلطار النظري مبحثان ،فكان
المبحث األول(الضوء بين المفهوم والجمال) ،أما المبحث الثاني فتم فيه استعراض(:تمثالت الضوء في
الفن) أما الفصل الثالث فقد اشتمل على إجراءات البحث ،فاستعرض :مجتمع البحث :حيث لم تستطع
الباحثة األحاطة بمجتمع البحث؛ ألتساعه الهائل ،فقامت بجمع أطار للمجتمع بلغ عدده ( )100عمال فنيا
وتصميميا لفنانين ،ومصممين ضمن حدود البحث ،وعينة البحث :تم اختيار تحليل عينة البحث البالغة
( )4أنموذجا بطريقة قصدية .وفي منهج البحث :تم أختيار المنهج الوصفي لتحليل عينة البحث ،أما
الفصل الرابع فشمل نتائج البحث ،واالستنتاجات ،والتوصيات ،ومن أهم النتائج التي توصلت إليها
الباحثة ما يأتي:
.1تمثلت االبعاد المفاهيمية من خالل الكشف عن المرئي والمحسوس لمفاهيم الضوء التعبيرية
والجمالية والنفسية .كما في انموذج العينة رقم( .)4 ،3 ،2 ،1
.2ان االبعاد الجمالية للقيم اللونية ليست ثابتة لألشياء واالشكال بل أنها ناتجة عن تبدل الضوء الساقط
عليها .كما في انموذج العينة رقم(.)4 ،3 ،2 ،1
اما االستنتاجات التي توصل اليها البحث كاالتي:
.1بفضل التقدم العلمي والتكنولوجي لجأ الفنان المعاصر من خالل المالحظة والتجريب الى استثمار
التقنيات الجديدة ومنها الضوء والتقنية الضوئية ،بعد ما كان الضوء في الفن الحديث وجوده وصفي
اساسي في العمل الفني ،أي انه يعبر عن الزمن الذي تجري فيه االحداث.
.2يعد الضوء منبع الحياة ،وهو لغزا في حياتنا فوجوده مهم في جميع الفنون الحديثة والما بعد حداثية،
ألنه المؤثر الفعلي في استجابة المتلقي وردود افعاله العاطفية والنفسية من خالل االنعكاسات الضوئية
االبعاد المفاهيمية والجمالية للضوء في فنون ما بعد الحداثة سوسن هاشم غضبان العلي. م.م
اي، فالعالقة بين الضوء والرؤية البصرية عالقة وجودية ترابطية،لألشكال على العين البصرية
.بمعنى لوال الضوء ألصبح الوجود عدم معتم ال اشراقة فيه وال ضياء
Research Summary
2 The aesthetic dimensions of color values are not fixed for objects and shapes,
but are caused by the change of light falling on them. As in the sample sample
number (1, 2, 3, 4(
44 2021 نيسان/العدد التاسع والعشرون/ املجلد السادس والعشرون/ مجلة نابو للبحوث والدراسات
ابعاد الشخصية المهمشة في نصوص وليد اخالصي المسرحية م .م .سوسن هاشم غضبان العلي
2 Light is the source of life, a mystery in our lives and its presence is important
in all modern and postmodern arts, because it is the actual effect on the
recipient's response and his emotional and psychological reactions through the
light reflections of the shapes on the visual eye, the relationship between light
and visual vision is an existential relationship. In the sense of the light would
not be the presence of lack of darkness does not shine in it or dia.
ُنالك العديد من االمور والظواهر الطبيعية التي تحيط بنا تحتاج إلى الفهم اوالً :مشكلة البحث .ه َ
وال ّتأمل وال ّتفكر ،ومن هذ ِه أه ّم األمور التي َنراها ونعيش بفضلها هو الضّوء؛ ومنذ قديم َّ
الزمان اهت َم
واالستمتاع فيما
ِ العلماء بتحليل ظواهر الضوء ،ومعرف ِة أسرار ِه المرئية الذي ُتبصرهُ العين البشرية
تلمس ُه من ألوان أساسها الضوء ،فهو أساسُ الحياة في هذا الكون ومنها استمدَ االنسان مفاهيم ومعاني
فأصبح(الضوء والظالم او العتمة)
َ والخير من الضو ِء،
ِ الظالم والراح ِة
ِ كثيرة منها الخــوف والشر من
عناصر
ِ تشكل ثنائية رافقت االنسان الى يومنا هذا في مختلفِ المفاهيم الحياتية ،وهو عنصر مهم من
العمل الفني لِما يلعب ُه من دور مهم في تشكيل ذلك العمل وتحقيق البعد الجمالي والمتعة ،وابراز الدالالت
كالفنون
ِ والمالمح التناغمية والدرامية ..لذا فقد تجسد الضوء بمفهوم ِه الفني الجمالي في الفنون المرئية
َ
بــــرز وبصورة واضحة وبطاقة عالية في الفن التشكيلي التشكيلية والفوتوغراف والسينما وغيرها اذ ان ُه
يشكالن فضاء بصريا تتحرك في ِه مركبات عالمية ِ له قيم تعبيرية ورمزية ،وأصب َح الظال ُم والضو ِء
عديدة ضمن بنية العمل الفني.
والضوء في العمل الفني بمثابة الرو ُح بالجس ِد ،فلو تتبعنا هذا العنصر نجدهُ كان يوما ما من العناصر
العناصر الى ان اصبح على يد (ليوناردو
ِ التابعة للتكوين العام ،ثم جاءت مرحلة بدأ يتميز فيها عن باقي
الظل ومن خالل تناقضاتهما الحادة يتشكل العمل الفني ،وما ان ح َل ِ الحوار بين ُه وبين
ِ دافنشي) نوعا من
واصبح موضوع العمل الفني االساسي ،بل هو َ لعنصر الضو ِء،
ِ القرن السابع عشر حتى كانت السياد ِة
النفس
ِ خالل حوار عال بين المساحات الفاتحة والداكنة فتصل اصداؤهُ الى ِ التركيب النغمي لها من
لتخلق فيها عاطفة او راحة نفسية .كل ذلك يتوقف على اثر التناقض(عبد الوهاب،2002،
َ البشرية
ص .)31فالضوء هو شعاع مرئيّ ينتش ُر بخطوط مستقيمة ضمن أوساط موحدة التركيب وقادرة على
تولي ِد تأثيرات على شبكي ِة العين وتسمى هذه بالتأثيرات الضوئية ،اذ ان للضو ِء االثر الكبير في ادراكِ
وتذوق االعمال الفنية الحديثة والما بعد حداثية وتشكيالتها الفنية المختلفة ،حيث ان استخدام الضوء
االبعاد المفاهيمية والجمالية للضوء في فنون ما بعد الحداثة م .م .سوسن هاشم غضبان العلي
بصورة صحيحة يولد انعكاسات مهمة بالنسبة لإلنسان فهو عامل مؤثر على طبيع ِة سلوك ِه ،ويؤثر أيضا
ت المتعدد ِة
تغير األلوان لتلك الموجودا ِ
ِ على الموجودات الواقعية (االثاث ،العمارة )..فهو ُيأثر على
الزمن ،لذا يجب دراسة االبعاد المفاهيمية والجمالية للضوء فيِ الخامات والموا ِد القابلة للتغيير بمرور
فنون الحداثة وما بعد الحداثة .ومن هنا حاولت الدراسة الحالية اإلجابة عن مشكلة البحث التي تتحدد
باإلجابة عن السؤال اآلتي :ماهي االبعاد المفاهيمية والجمالية للضوء في فنون ما بعد الحداثة؟
ثانياً :أهمية البحث والحاجة إليه .تجلّت أهمية البحث والحاجة إليه كون ُه ُيعد دراسة معرفية يجمع بين
موضوعتي المفاهيمي والجمالي للضوء ،والكشف عن العالقة المترابطة بينهما ،ومقارباتهما في فنون ما
بعد الحداثة .كذلك يقدم رفدا معرفيا لطلبة كليّات ومعاهد الفنون الجميلة والفنون التطبيقية وأقسام التربية
الفنية والهندسة المعمارية والتصميم والمشتغلين في مجال الفن والنقد والمتذوقين للفنون عموما.
رابعاً :حدود البحث .يتحدد البحث الحالي في دراسة االبعاد الجمالية والمفاهيمية للضوء في فنون ما بعد
الحداثة( :الفن البصري؛ الفن ضوء -حركي ،والفن المفاهيمي؛ الفن لغة) في الحقبة الزمنية الممتدة من
عام ( )1013-1589في أوربا وأمريكا .
.1االبعاد)Dimensions( :
لغة (:البُعد) :جاء في المعجم الوسيط هو إتساع المدى .ويقولون في الدعاء( بُعْ دا لهُ) هالكا .وقالوا إنه أً .
نح غيروح ْزم ويقال( :بُعدَك) :يُحذرهُ شيئا من خلفهِ( .ال َبع َيد) المتنائي .قالواَ :ت َ
لذو بُعْ د :ذو رأي عميق َ
(فمكث غير َبعيد):أي أقام قليال .ويقال هذا أم ٌر َبعيد .والذي ال قرابة بينك َ بعيد ،وفي التنزيل العزيز
وبينه(مجمع اللغة العربية ،2004 ،ص.)33
ب .إصطالحاً :البُعد خالف القرب ،وهو عند القدماء أقصر امتدادا بين الشيئين ،فمن قال منهم بالخالء
جعل البعد امتدادا مجردا عن المادة ،قائما بنفسه ،ومن أنكر الخالء جعله قائما بالجسم(صليبا،1331،
ص .)213خالف الشيء وضد قبل ،فاذا افردوا قالوا :هو من بُع ُد ومن قب ُل رفع ،ألنهما غايتان
مقصود اليها ،فإذا لم يكن قبل وبعد غاية فهما نصب ألنهما صفة (الفراهيدي ،2003،ص.)143
.2المفهوم (.)Concept
فه َم َفهما وفهامة ِ
وفهامة وفهامية األمر أو المعنى) :علم ُه وعرف ُه وأدرك ُه( .فهّم وأفهم ُه األمر): أً .
لغةِ ( :
جعل ُه يفهم ُه تفهّم الكالم :فهّمه شيء بعد شيء(.تفاهم القوم) :فهم بعضهم من البعض( ،الفهم) :تصور
هم) :السريع الفهم .الفهّامة :الكثير الفهم (البستاني،1232،ص .)123 الشي وإدراكهِ( .ال َف ِ
ب .اصطالحا ً( :الفهم) وحدة قابلة للجدال ،بحيث يمكننا إدراكها خارج اللغة ،بشكل ذهني خالص كما لو
كانت مستنبطة من دوال .ويقابل (المفهوم) موضوعا خياليا أو واقعيا(علوش ،1231،ص-171
44 مجلة نابو للبحوث والدراسات /املجلد السادس والعشرون/العدد التاسع والعشرون /نيسان 2021
ابعاد الشخصية المهمشة في نصوص وليد اخالصي المسرحية م .م .سوسن هاشم غضبان العلي
.)172والمفهوم ما يمكن تصوره وهو عند المنطقيين ما حصل في العقل سواء أحصل فيه بالقوة أم
بالفعل ،والمفهوم والمعنى متحدان بالذات فإن كال منهما هو الصورة الحاصلة في العقل أو عنده،
وهما مختلفان باعتبار ِه القصد والحصول فمن حيث إن الصورة مقصودة باللفظ سميت معنى ،ومن
حيث أنها حاصلة في العقل سميت بالمفهوم ،والمفهوم هو" جميع الصفات المشتركة بين أفراد الصنف
الواحد ،يسمى بالمفهوم اإلجمالي أو" مجموع الصفات الداخلة في الحد والصفات التي تلزم لزوما
منطقيا ويسمى بالمفهوم الضمني " ،أو" مجموع الصفات الذاتية التي يتألف منها الحد ويسمى
بالمفهوم الحاسم" أو"مجموع الصفات التي يدل عليها اللفظ في ذهن فرد معين أو في اذهان معظم
األفراد في إحدى الجماعات ويسمى بالمفهوم الذاتي"(صليبا ،1331،ص. ) 404 -403
وتعرف الباحثة االبعاد المفاهيمية-اجرائيا :بأنها رؤية معرفية تضم مجموعة من المبادئ واألفكار
التي تربط المعرفة المتوالدة في عقل الفنان والمتمثلة بآلية وأسلوب الفن الضوئي وجمالياته في فنون
الحداثة ومابعد الحداثة
.3الجمالية ( ) Aestheticism
و(جمالء)
َ فهو(جمِيل) والمرأةُ َ
(جميلة) َ (جمُل) الرجل بالضم ( َجماال)
الحسن وقد َ الجمال)َ : أً .
لغةَ ( :
أيضا بالفتح والم ّد ،والحسن وهو يكون في الفعل والخلق ،والجمال مصدر الجميل
والفعل(ج َمل)،وجمّل ُه أي زيَّن ُه ،والتج َمل تكلَف الجميل ،والجمال يقع على الصور والمعاني(ابن
منظور ،ب.ت ،ص )134-133
ب .اصطالحاً :الجمال هو فعل وإشعاع مستمر من الداخل الى الخارج ،والجمال الحق يخلق نفسه في
كل آن ،وفي كل حركة من حركات ِه (بدوي ،1422 ،ص.)421والجمال هي صفة تلحظ في األشياء
وتبعث في النفس سرورا ورضا ،وكذلك هي إحدى القيم الثالث التي تؤلف مبحث القيم العليا وهي
عند المثاليين صفة قائمة في طبيعة االشياء وبالتالي هي ثابتة ال تتغير ويصبح الشيء جميال في ذاته
أو قبيحا في ذاته .بصرف النظر عن ظروف من يصدر الحكم ،وعلى عكس هذا يرى الطبيعيون أن
(الجمال) تعارفت عليه مجموعة من الناس متأثرين بظروفهم وبالتالي يكون الحكم بجمال الشيء أو
قيم ِه مختلفا باختالف من يصدر الحكم (مدكور ،1233،ص .)32والجمال عند فالسفة وعلماء القرن
العشرين ،فيرون إن ثمّة خاصة مشتركة بين األعمال الفنية المعاصرة كلها ،قد تكون هي ال ّتوازن،
وقد تكون تكامل أدوات التعبير الفني مع ما تعبّر عنه ،تجعل هذه األعمال
جميلة(خشبة،1227،ص)104
وتعرف الباحثة األبعاد الجمالية –اجرائياً :هي رؤية معرفية واحكام استطيقية تربط الضوء بأسس
العناصر التشكيلية والعالقات التنظيمية لفنون الحداثة وما بعد الحداثة.
.4الضوء ()the light
ت عنهُ
حأيبي َّْن ُ
َ حتىوض
َ أت عنهُ
وضو ُ
السراجَّ .رق لنا،و ِّ
الب ُ
قالأضاء َ
َ ،وي
لك ُياء:ماأضاء َ
َ الض
أ .لغ ًةّ :
ور،وهمامترادفان،اوالضوءاقوىواسطع ُّ
)و(الضوء):الن ُ حتىأضاء(.الفراهيدي،2003،ص22
َ
االبعاد المفاهيمية والجمالية للضوء في فنون ما بعد الحداثة م .م .سوسن هاشم غضبان العلي
ٍ
اإلكتساب،منجسمآخر، النورلمابالع َر ِ
ضو منالن ِ
ور،اوالضوءلمابالذاتكضوءالشمسوالنار.و ُّ
َ
كنورالقَ َمر(.مجمعاللغةالعربية،2004،ص)143
ب.اصطالحاً:تلكالحالةالفيزيائيةالتيتوضِّحطبيعةاألشكالإنكانتمسطّحةاوكرويةاومنحنيات
باإلضافةالىابرازطبيعةالقساوةواللمعانوالنعومةوالجمود(.المفتي،2003،ص)142ويمكنتعريفهُ
على انهُ المصدر األساسي للحياة البصرية حين يخاطب العين والعقل والوجدان ويسهم في تشكيل
األجسام وابرازها(.عبد الوهاب ،2002،ص .)24وتعرف الباحثة الضوء_ اجرائياً :هو تقنية تراكبية
صدر اشعاعاً متعدد األلوان تفترش سطوح الموجودات بصرية تكونت بفعل النجاحات العلمية ،تُ ِ
المادية،انعكستآثارِهاعلىبراعةالفنانالمهار
يةوعلىالقيمالجماليةوالفنيةفيفنونمابعدالحداثة .
اذن االبعاد المفاهيمية والجمالية للضوء :هي مجموعة من العالقات والتركيبات البنائية البصرية
الناتجة من تقنية الضوء (الثقافة والفكر والمعرفة والفلسفة) لتحقيق غايات ذات دالالت تعبيرية ورمزية
وحتى وظيفية ضمن بيئة تواصلية محكومة بالتطور التكنولوجي والتقني العلمي .
ت وتميز تشكيالتها مفهوم الضوء في الفيزياء والفلسفة :الضوء هو الطاقة التي تحيط بالموجودا ِ
اإلنسان من الناحي ِة الروحية والفيزياوية ،فكان الضو ُء
ِ والوا ِنها بعضها عن البعض .هذه الطاقة أثرت في
بنقل الفن
نتاج اعمال ِه الفنية ،فان ما ُيسهم ِِ للفنان الحديث والما بعد حداثي في
ِ والمحفز
ِ العام َل المحركِ
عناصر نجاح العمل الفني.
ِ التعامل مع الضو ِء كعنصر اساسي من
ِ إلى الجانب اإلبداعي هو
الضوء ما هو اال صورة من صور الطاقة ،التي ترسل الشمس الى االرض على هيئة اشعاعات
مرئية وغير مرئية ،ويمكن ان يتولد الضوء صناعيا اذا مر بتيار كهربائي في اسالك متصلة بمصباح.
بالعين
ِ ُ
يخترق الفضا َء لكننا ال نراه اال اذا ارتط َم (عبد الوهاب ،2002،ص )11والضوء هو الطاقة ،ان ُه
يخترق نافذةُ الغرف ِة ينتش ُر في
ُ الشمس الذي
ِ العين ،مثال ضوء
ِ الجسم الذي يعكسُ هذا الضوء على
ِ او
ت الى ان يتوقف انتشارهُ بواسط ِة اجسام ما داخل الغرف ِة ،ثم من كل نقطة موجودة على
جميع االتجاها ِ
ِ
كل جسم يتم انعكاس الضوء حامال معه الصورة الى البصر(ظاهر،1272،ص.)132ويتكون الضوء من
ِ
بحكم انعكاس قسم من الوان الطيف .ان القاعدة التي يستعملها ِ الوان الطيف ،اذن هو يلون االجسام
الرسام هي ذات االلوان التي تخص الطيف (ظاهر ،1272،ص .)33أي ال توجد االلوان اال بوجو ِد
التاريخ الطويل عبر
اكتسب الضو ُء َ
َ ُ
حيث اللون،
ِ الضوء ،وعندما ال يوجد ضو ُء يصب ُح ك ُل شيء اسود
ِ
والقيم الجمالية وحتى الوظيفية
ِ للفن صفات ومميزات عامة وشاملة ،ابرزت العدي ُد من الدالال ِ
ت والمعاني
لبنية االعمال الفنية الحديثة و الما بعد حداثية.
ب ،كانت اولى تناو َل االنسان الرؤية واالبصار والضو ِء بالدراس ِة والمالحظ ِة واخضاع ِه للتجار ِ
المحاوالت لمعرف ِة ماهية الضوء عند اليونان والرومان على ي ِد علمائهم وفالسفتهم :ارسطو ،فيثاغورس،
افالطون وغيرهم ،فبحثوا عن علم الضوء عدة قرون ،فاكتشفوا بعض الحقائق والمفاهيم العلمية،
وأخطأوا في جانب آخر ،فظهروا ان سبب الرؤية االنسان لألجسام هو ان عين المشاهد ترسل اشعاعا
48 مجلة نابو للبحوث والدراسات /املجلد السادس والعشرون/العدد التاسع والعشرون /نيسان 2021
ابعاد الشخصية المهمشة في نصوص وليد اخالصي المسرحية م .م .سوسن هاشم غضبان العلي
الى ذلك الجسم فتراه (الحسون ،1230،ص )1فمصدر الضوء هو عين المتلقي هي التي تقوم بأرسال
الضوء نحو االجسام فتحدث الرؤية وهذا االعتقاد خاطي عند اليونان.
ان المفهوم األولي للضوء عند اإلغريق أرتبط (بالشمس) كانت االساس في تحرير العالم من الظلمة
التي كانت تسيطر عليه ،وتمثل الشمس الها من آلهة اإلغريق ،ويعتبر( افالطون) الشمس مصدر نمو
األشياء ،وهي كذلك مصدر النور الذي به ترى تلك األشياء ،وكذلك الخير ،فهي مصدر الحقيقة وكذلك
مصدر معرفتها ،فهي بذلك مصدر االنسان للخالص من الشر وتمسكه بالخير ،ومصدر تطهير النفس،
وعند افالطون وارسطو ،كانت الشمس العالمة التي تتمثل بها النفس العاقلة ،والعالمة الكبيرة التي تجمع
عالمة الضوء واألبصار(محمد ،2007،ص )10اما العلماء المسلمين خالل القرون الوسطى كان لهم
دور كبير في التح ّقق من هذه النظريات القديمة ،وفي تصحيح الكثير من المفاهيم ومن هؤالء العلماء:
الكندي ،الفارابي ،ابن سينا ،وابرزهم في هذا المجال العالم العربي(الحسن بن الهيثم )1032-214الذي
أثبت في بحوثه المشاهدة لوضع نظرياته لتبيان كيفية الحصول على االبصار وشروحات طبيعة الضوء،
والوظيفة الرئيسيّة له ،كذلك اكد ان الضوء هو ظاهرة ومفهوم سايكولوجي يعتمد على قوة االشعاع
وفتر نظرية الرؤية القديمة التي شاع مفهومها عندَ واحساس بصري ،وله زمنا لالنتقال
االغريق(حيدر،ب.ت ،ص.)231اما العالم الفرنسي(ديكارت) سنة ،1330اعتقد ان لون االجسام تتغير
في الضوء عندما ينعكس الضوء من اجسامها وحتى ذلك الوقت كان االعتقاد ان الضوء ال لون له ،وذلك
اللون يعود الى االجسام ،الضوء هو الذي يجعلها مرئية (حيدر،ب.ت ،ص .)231فكان أحد العلماء الذين
عكفوا في القرن السابع عشر على دراسة الضوء واللون ،وذلك ألنّ معظم العلماء في ذلك الوقت بدأوا
يشكون في صحة أفكار أرسطو ،لذا فقد رفض ديكارت المقولة األرسطية الخاطئة بأنّ األلوان هي مزيج
من الضوء النقي والعتمة وهي النظرية التي ظ ّل جوته متمسكا بها فيما بعد(عبد الوهاب،2002،
ص .)213ومن العُلماء الذين درسوا الضّوء لما له من تصوّ رات علميّة هو العالم اإلنجليزي (إسحاق
نيوتن )1727-1342الذي أوضح أن الضوء األبيض الذي نراه هو عبارة عن طيف من األلوان
الطيف السبعة ،وقد اكتشف ذلك من خالل المنشور الزجاجي؛ حيث قام بتسليط األخرى ،وهي ألوان َّ
الضَّوء األبيض على المنشور الزجاجي ،فتحلل الضوء إلى سبعة ألوان ،هي ألوان الطيف السبعة .درس
(نيوتن) الضوء وخصائصه من ناحية ميكانيكية ،فقال إنّ الضَّوء عبارة عن سيل من الجُسيمات ال َّدقيقة
جدا ،وتنتشر في الفضاء بخطوط مستقيمة(،الحسون،1230،ص .)7ومن خالل ما تم ذكره ترى الباحثة
هنالك مجمل من المفاهيم والتعريفات التي وردت للضوء بأعتباره مادة -الضوء هو" الطاقة
ت منها األشعة تحت الكهرومغناطيسية المشع ِة والمنبعث ِة ،التي تحتوي على مجموع ِة من االشعاعا ِ
والملمس
ِ تسقط على األشيا ِء المختلف ِة الموا ِدُ الحمراء ،واألشعة المرئية واألشعة فوق البنفسجية ،وعندما
إلخراج ما
ِ البصر(العين)
ِ خواص االنعكاس واالنكسار واالنتشار واالمتصاص ،فأنها تثي ُر حاس ِة
ِ وبفعل
ِ
في داخلها من معاني وابعاد ودالالت الى الواقعي المحسوس .وللضَّوء العديد من الخصائص منها:
.1طول الموجة :هو المسافة بين قمة موجة من الموجات الكهرومغناطيسية والموجه التالية و اما تكون
طويلة او قصيرة ،لذا فأن االشعاعات تختلف بأختالف طول هذه الموجة
االبعاد المفاهيمية والجمالية للضوء في فنون ما بعد الحداثة م .م .سوسن هاشم غضبان العلي
.2التركيب :الشيء المركب ،مجموعة عالقات متآلفة ،أي ان اذا تداخلت الموجات التي يتركب منها
الضوء فأن لونه يختلف بحسب كمية هذا التداخل( .عبد الوهاب ،2002،ص.)3
.3الشدة :يختلف الضوء باختالف شدة طاقته (كميته) مثال شدة الضوء الصادر من شمعة واحدة ،تقل
عن شدة الضوء الصادر من مصباح كهربائي .وتعرف شدة االستضاءة بأنها مقدار الطاقة التي تسقط
عموديا في الثانية الواحدة على وحدة المساحة من السطح المضاء والعوامل التي توثر في شدة
االستضاءة هي (قوة إضاءة المصدر الضوئي .ومربع البعد بين مصدر الضوء والسطح
المضاء.وزاوية سقوط األشعة على السطح المضاء .ولون الضوء فالعين أكثر حساسية للضوء
األخضر المصفر واقل حساسية للضوء األحمر واألزرق(النجم ،2001،ص .)114ومن خصائص
الضوء؛ انتشاره في الفضاء ،وتعرضه لالنكسار واالنعكاس.
َّ
اوالً :انعكاس الضوء -إن رؤية العين لألجسام تتم عندما تعكس تلك األجسام الضوء الساقط عليها ،أي
أن تلك األجسام تغير من اتجاه انتشار الضوء ،وتغيير اتجاه الشعاع الضوئي بتلك الصورة يعرف
اصطالحا بانعكاس الضوء وبناء على ذلك يمكن تعريف انعكاس الضوء بأنه تغيير اتجاه الشعاع
الضوئي عندما يصطدم بسطح عاكس فالسطح العاكس قد يكون سطحا مصقوال أو نصف مصقول أو
خشنا ويكون مستويا أو محدبا أو مقعرا(مجذوب ،2007،ص.)222فهو ارتداد الضوء الساقط على
سطح فاصل بين وسطين إلى الوسط الذي قدم منه ويعتمد مقدار الضوء المنعكس من سطح الجسم على
المادة المصنوع منها ذلك السطح وعلى الزاوية التي يصنعها الضوء معه وعلى لون الضوء الساقط
وعلى طبيعة السطح فإذا سقط الضوء على سطح ما انعكس جزء منه ومر البعض األخر من خالل
األجسام الشفافة وامتص الباقي من لدن ذلك السطح(النجم،2001،ص.)113
ثانياً :انكسار الضوء -وهي ظاهرة التغيير المفاجئ في مسار شعاع ضوئي عند انتقاله من وسط مادي
شفاف إلى وسط مادي شفاف أخر يختلف عنه في الكثافة والضوئية ،وتوصل العلماء إلى وجود ارتباط
بين ظاهرة االنكسار وظاهرة اختالف سرعة الضوء في األوساط المختلفة فتوصلوا إلى أن سرعة
الضوء المختلفة في تلك األوساط هي السبب في حدوث ظاهرة االنكسار(عليان ،2007،ص.)72
ثالثاً :انتشار الضوء -ان الضوء ينتشر خالل األوساط المتجانسة في خطوط مستقيمة ويستدل على ذلك
بتكوين الظالل عندما يعترض مسار األشعة الضوئية عائق معتم فإذا كان مصدر الضوء نقطيا كان الظل
هو المسقط الهندسي العائق أما إذا كان مصدر الضوء ممتدا فان المسقط الهندسي للعائقين يتكون من
منطقة ظل داخلية ومنطقة شبه ظل خارجية متدرجة الظلمة(الحياني ،2003،ص.)2
جماليات الضوء في الفن وعالقته بالعناصر التشكيلية واالسس التنظيمية :كثيرا ما يستخدم الفنان
الضوء في معالجة منظوماته التشكيلية للوصول الى غايات قد تكون منها جمالية او وظيفية او
تعبيرية او رمزية .
فالضوء اقترن منذ فجر الخليقة بكل ما هو حق وخير وجمال ،واقترنت العتمة بكل ما هو عدم وشر
وقبح ،ولم يكن ثمة شيء يعدل الضوء خطرا في عيون االنسان االول التي شغلت باألفالك المضيئة في
محيط السماء الالنهائي مثلما شغلت النار المتوهجة حتى حارت بينهما .وبين الضوء والعتمة كان الظل
يخفف من سطوة الضوء ووهجه ويبدد شيئا من حقيقته ويجلو كثيرا من جماله ،ثم صار الضوء مجازا
يرجع الى البصيرة بعد ان كان حقيقة ترجع الى البصر ،وكثر المجاز المتعلق بالضوء ومن ثم بالظل
90 مجلة نابو للبحوث والدراسات /املجلد السادس والعشرون/العدد التاسع والعشرون /نيسان 2021
ابعاد الشخصية المهمشة في نصوص وليد اخالصي المسرحية م .م .سوسن هاشم غضبان العلي
وال عتمة كثرة مفرطة في الفكر االنساني وكل ما ينطوي فيه من لغة ومعتقدات وعقائد آمن بها واعتنقها
على مر العصور ،ففي اللغة كان هناك الوجه المشرق والخلق المشرق وتقابله ظلمات الجهل وسوداوية
الفكر(الكيال ،2011،ص .)32فالضوء يرتبط بالجمال الن االخير هو ظاهرة (ديناميكية) متغيرة ال
يمكن ألحد أن يشعر به ذاته في لحظتين مختلفتين ،وهو غير منفصل عن إدراكنا له ،إنه في تطوره
أو(تغيره) يختلف من شخص الى آخر ،ومن لحظة الى أخرى(الليل والنهار مثال) ،إن ُه كهذه الحياة ال
تتوقف لتلتفت الى الوراء(شلق،1232،ص .)10فالجمال متطوّ ر ومتحول نحو األحسن (كما يحسه
الفنان ،والمتلقي ،والمرتبط بزمان ،ومكان ما) ،ألنه يهدف الى الكمال ،فاألعمال الفنية الحديثة
والمعاصرة تق ّدم و ُتجمِّل كلها ،وال تبقى على حال واحدة .إذن الجمال شعور ،الذي يشعر بهذا الجمال هو
اإلنسان وهي صفة طبيعية فيه ،فهو يفهم الجمال بوساطة مشاعره ،أو إن الجمال صفة في األشياء ُتدرك
بمشاعرنا وواضح إن الشعور الجمالي هو إدراك ،وشعور بشيء ما أو بموضوع ما اي ان االتجاه
الجمالي هو ذلك الذي يكون لدينا فيه شعور وذلك الشعور يكون في عمل أو منتج فني جمالي
ما(رمضان،د.ت ،ص .)11كان الضوء عنصرا مهما في الفن منذ ما قبل التأريخ ،فاللوحات التي وجدت
في الكهوف (السكو) وغيرها ص ُِو ِرت وشوُ هِدت من خالل التغيرات التي تحدث في الضوء(التنويعات
والتبدالت) ل ُتضيء بجماليات اشعة الشمس المنتشرة والمتغيرة الزجاج الملوّ ن في جدران الكاتدرائيات
القوطية ساحاتها الداخلية بالضوء الملون لتحدث تأثيراتها الخاصة المرتبطة بالرهبة والخوف والخشوع
(عبد الحميد ،2003،ص )121-124وكان الفن قبل مجيء عصر النهضة فنا دينيا ،كنسيا ،الرتباطه
الشديد بمؤسسات الكنيسة وهيمنتها عليه ،لقد رفضت الكنيسة اللوحة التي تنضح بالعواطف واالنفعاالت
النفسية ،أو تصور جمال الجسم االنساني ،أو تبرز االشياء الجميلة من حول االنسان ،أو تضفي المرح،
وتشيع البهجة والقوة على واقع الحياة(عبد الوهاب ،2002،ص .)17-13ويعتمد الجمال الفني على القيم
اإلجتماعية ،والتأريخية ،واألخالقية ،ومن هذا أصبح الفن ذا نفع وفائدة ،وتكون صفة الجمال قد انتقت
عنه ومثل ِه مثل الدين ،على الرغم من إن أكثر فالسفة وعلماء الجمال يعتقدون بأن الجمال ليس له غرض
نفعي ،إنما هو مقصود لذات ِه وليس لوسيلة لشيء آخر(سعيد،2001،ص )40إذن فقد تميّز عصر النهضة
بإحياء الجمال المتجسّد في نماذج الفن المختلفة ،حيث كان الفنان يزاول مهنا عديدة ،ويتعرّف على
الصناعات المختلفة على يد أساتذة الفن منها العمارة ،الرسم و النحت (عطية ،2002،ص )12وفي
تأريخ الفن هنالك اعظم فنان استخدم الضوء وامكانيات ِه اال وهو (رامبرانت) ،فجماليات الضوء والظل
في لوحات ِه ليس وسيلة لتجسيد الحجم ،المكان ،األشكال ،وإنما وسيلة تكشف الجوانب الشاعرية والسمو
الروحي في الشخصية فعادة ما يُضيء جزء من الوجه ،اليد او أي تفصيل آخر تاركا البقية في نصف
عتمة لنرى وجوه شخوص آخرين بمالبسهم وحليهم(كوستين ،1227،ص.)107
اما في الفكر الحديث والمعاصر ،وابتداء من ستينات القرن الماضي طرأت على الحضارة في
االوربية مستجدات غيرت معالم الحياة ،وظهر ما يسمى بـ(مجتمع مابعد الصناعة) او(مجتمعات
الكومبيوتر)او(مجتمعات االستهالك) ،وقد أثرت في الفنون خاصة الفنون الضوئية والبصرية ..حدث
ذلك بعد ما تبين أن التقدم التكنولوجي وإنتاجاته أثر على المستوى الجماهيري تأثيرا هائال على نوعية
المعرفة ،أذ دخل كل شيء لغة الكومبيوتر والفن الرقمي ،وفي إطار هذا الفكر لم يعد مهما الوصول الى
الحقيقة أو غاية يسعى لها الفكر أو الفن والهدف هو الدهشة والجمال والقدرة على االنجاز وكسب الفائدة
االبعاد المفاهيمية والجمالية للضوء في فنون ما بعد الحداثة م .م .سوسن هاشم غضبان العلي
والمنفعة(مطر ،د.ت ،ص.)144وشهد هذا العصر االنتقال من المدنية الجمالية للضوء الى المدنية
االنتاجية لتقنيات لتخطيط سياسات جمالية ولتحقيق طموحات الفنان وتطلعاته المستقبلية في تكوين جمالية
المستقبل ،وذلك عن طريق تربية االنسان الجمالي المبدع من خالل الترقب القتناص الومضات الجمالية
واالشارات االبداعية لعنصر الضوء(عبدة ،1222،ص .)32فأقترب الضوء في مجال االستعمال
التجريدي والرمزية على الرغم من تحوّ له إلى لون محسوس ،بينما يصبح رمزي في أقصى صور
الرمزية في فن الشعر ،أل ّنه غير مدرك بحاسة البصر ،وال يمكن للعين رؤيته كما في النحت والتصوير،
وقد تسمع األُذن إيقاعه عن طريق الحدس ،وتتابع تقلباته من مفردة إلى أخرى ،ومن بيت إلى آخر ،ومن
صوت إلى صمت ،أ ّنهما الشعور والالشعور في صور عدة ،فكيف يتابعه المتلقي إذ يشعر بدفء
وجماليات الضوء في العمل الفني(الكيال ،2011،ص )43وتعد العناصر التشكيلية في الفنون عامة وفن
التصوير خاصة مفردات يستخدمها الفنان في بناء نتاجاته الفنية ،فكل عنصر يحمل معنى وداللة تعبيرية
ونفسية وتشكيلية وجمالية يسعى الفنان ابرازها وعالقتها مع بعضها بصورة واخرى ،بحيث يحقق
النجاح لقراءتها من قبل المتلقي منها:
.1الوحدة :وهي إحدى المبادئ االساس في عملية البناء والمظهر للعمل الفني ،فهي ال تعني بتجمع
العناصر والوحدات بصورة منسجمة وموحدة فحسب ،بل ُتعنى بوحدة الفكر ووحدة الشكل ووحدة
االسلوب ،وهذه العالقة يتصرف بها الفنان حسب خطابه والتأثير المطلوب أحداثه عند
المتلقي(رياض ،1273،ص)302-170
.2اللون( :)Colourبمعنى الكلمة هو ذلك التأثير الفسيولوجي (أي الخاص بوظائف أعضاء الجسم)
الناتج عن شبكة العين ،سواء كان ناتجا عن المادة الصبغيه الملونة أم عن الضوء الملون فهو إذا
إحساس وليس له أي وجود خارج الجهاز العصبي للـكائنات الحية إما علماء الطبيعة فيقصدون بكلمة
اللون تلك األشعة الملونة النـاتجـة عن تحلل الضوء (الطيف الشمسي)(ظاهر ،1272،ص )7ولما
كان اللون أحد هذه العناصر ،وهو بطبيعته ال ينفصل عن الضوء ،فإنّ من المسلم به إ ّنه انطباع يولده
الضوء على العين فيضفي بعدا جديدا في ميدان البصريات والجماليات ،إذا ما استخدم بذكاء ومنطقية
كجزء من الفن الضوئي ،خاصة إذا ما استوعب الفنان الضوئي الحقيقة القائلة بأنّ اللون هو
الجمال،والضوء هو روح هذا الجمال(عبد الوهاب،2002،ص.)21
.3الشكل( :)formهو احد أساسيات التكوين االعمال الفنية أو أنه يعطي معنى للتكوين والوظيفة؛ مؤكدا
على الخطوط الخارجية العامة للشيء ،أو أنه اضافة بعض من درجات التنظيم إلى األشياء إال إذا
كان الشكل ال يمكن تمييزه ،فيسمى عديم الشكل .وهذا ليس معناه أننا ال نرى شكال فيه ،بل له شكل
لكنه غير جيد ،أو يبدو انعكاس الضوء منه ،وتباينه عن الخلفية التي تحيطه وكأنه مفصول عنها،
وباإلمكان لمس شكله وملمسه وكتلته ،ان األشكال هي األفكار ،وفي أدراك الشكل تكمن فكرة
التكوين( ،محمد ،2007،ص)32-30
.4الفضاء :يمثلالحيزالمكانيالذياكسبهصفةالديمومةالتيهياالحتواءوالسعةلتتيحلتلكالكتل
ال سابحةفيذلكالفضاءالمتناغمفيمابينها،منشأةعالقاتمتداخلةومتراكبةهيقوامالمنجزالفني،
(مايرز،1213،ص.)243كمايلجأفنانواالضوءالىاعادةتشكيلالفضاءوفقرؤى جديدةيحددها
فاهيةالتييسعىاليهااالنسان،وهذهالحاجةال
مستوىاالحتياجاتالمستجدةمنناحيةومستوىالر
91 مجلة نابو للبحوث والدراسات /املجلد السادس والعشرون/العدد التاسع والعشرون /نيسان 2021
ابعاد الشخصية المهمشة في نصوص وليد اخالصي المسرحية م .م .سوسن هاشم غضبان العلي
تحددفيحركة،واستخدامذلكالفضاءلوظيفةمحددةفقط،وأنماعنطريقاالحساسباأللفةالكبيرة
معها كإنسان يمارس حياته فيها بصورة طبيعية ،وال يشعر بالضيق تجاه قسوتها،
وغرابتها(الحسيني،2003،ص .)13
شغل اإلنسان بالفراغ منذ بدايات الحياة اإلنسانية ،عندما رسم ونقش ورقص .1الفراغ(ُ :)space
ونحت ونظم كان يثبت قوته ،ويحاول االنزياح عن كونه ذاتا فردية وحيدة ،ليؤنسن مجاال حيويا له
يكتسبه من الفراغ ،كان يذهب بعيدا ليسيطر على كل غامض ومخيف(الكيال ،2011،ص.)42
.3الحركة :هي فعل ينطوي على تغيير ،احد أساليب التعبير عن الحركة في العمل الفني إثارة االحساس
باالهتزاز أو التردد في حدود الشكل (رياض ،1273،ص. )302-170
.7التوازن):)Balanceان غياب التوازن يفقد المالحظة ،وغيابه معناه ،حصول الكارثة وهو ضروري
لدى االنسان لبناء اشكال الحياة ،وان األساس في التوازن حول المركز ليس المركز ،بل وحدة القوى
المعاكسة انعكاسيتها حول المركز ،وهناك توازنات متعددة اهمها :التوازن في الشكل واللون والقيمة
والملمس(محمد ،2007،ص.)143
.3الظل ( :)umbraالضوء والظل أمران متالزمان حتى وأن تح ّدث المرء ع الضوء فقط ،إذ إنّ كل
جسم نراه في الطبيعة هو عبارة عن تشكيل مكون من الضوء والظل(سبرزسني ،ب.ت ،ص .)42
المبحث الثاني
تكمن اهمية الضوء في فنون ما بعد الحداثة في التركيز على ايجاد قوة االثارة والدهشة البصرية
للمتلقي من خاللها يتم االنتقال من نقطة الى اخرى في مجال التتابعية واالستمرارية منطقيا وبصريا،
لذلك نرى مقاربات االبعاد المفاهيمية تلقي بأضوائها على االبعاد الجمالية المتحققة في العمل الفني الما
بعد حداثي .من هذا المنطلق ظهر تيار(ما بعد الحداثة) كنشاط فكري وجمالي نتيجة عدة تغيرات حدثت
في مجاالت الحياة المختلفة منها االجتماعية واالقتصادية والسياسية والتطورات العلمية والتكنولوجية
ومفاهيم الحرية والديمقراطية للفرد االوربي وخاصة االمريكي ،كل هذ انعكس في نتاجات الفنان الما بعد
حداثي ،فأصبحت الفنون لحظوية آنية ،اي انها فنون تعدت حدود االعمال الفنية السابقة من حيث التقنية
وطريقة العرض والوظائف وحتى الخامة والمواد المستعملة ،وامتازت بالتعددية االنتاج والسرعة ،كان
الضوء أحد اهم المواد التي أهتم بها الكثير من الفنانين الما بعد حداثيين في نتاجاتهم المعاصرة.
أخذت لفظة )ما بعد الحداثة( داللة ثقافية بالمعنى الواسع بمعنى تجاوز المثل التقدمية المرتبطة
بفكر االنوار وبالعقل وبالعلم ،ويضم أيضا نتائج الحداثة تسارع الزمن ،تقلص المكان ومطلب الحرية
الفردية ،و يشير المصطلح في الواليات المتحدة الى تحديد تيار واسع من االفكار التي تنهل من نقد
الفن ومن فالسفة التفكيكية) جاك دريدا ،وجيل دولوز ،وميشال فوكو( ومن مفكري نسبية العلم
)برونولتور( ومن االنتروبولوجيا التداويلية) كليفورد جيرتز( وتحيل أيضا فكرة ما بعد الحداثة التي
ازدهرت في الواليات المتحدة ابتداء من ثمانينات القرن العشرين الى صورة عالم لم يعد يؤمن بالتقدم،
بالعلم ذي القوة العظيمة ،بالغد االفضل ،بالعقل المنتصر ،لم يعد االمر يتعلق بتثمين ثقافة علمية ،غربية
االبعاد المفاهيمية والجمالية للضوء في فنون ما بعد الحداثة م .م .سوسن هاشم غضبان العلي
(ازاء أخرى ،لكنه يتعلق بمديح مزايا االختالط وبالتعدد الثقافي وباالختالف(دونتي،2002،
ص.)177إنّ الضوء بكل ما يحمله من خصائص ،هو المصدر األساسي للحياة البصرية فقد كانت حكمة
الخالق أن تسطع الشمس نهارا لتغمر الكون في بحر من الضياء ،فأصبحت جزءا من حياتنا اليومية،
ومثار األهتمام عبر العصور .فأختارها أخناتون يوما إلها ،واعتبرها الحياة ذاتها ،فاحتلت رسومها
جدران المعابد على هيئة قرص أسماه أتون المقدس ،ينشر ك ّل صباح أذرعته القابضة على أسرار
الحياة ،ولم يتخل اإلنسان المعاصر عن هذه الفكرة ،وأصبح الضوء يشكل عالما سحريا يسيطر على عقل
ووجدان ونفس اإلنسان ،الذي آمن بأنّ الضوء هو موسيقى العيون وترجمة حقيقية لحالة البشر
النفسية(عبد الوهاب،2002،ص .)24والجمال في فكر ما بعد الحداثة هو جمال مطلق وهو امر عبثي
ال يمكن تحقيقه على الرغم من ضرورة االهتمام به ،ولذلك فهو يوفر فرصة دائمة لفن ما بعد الحداثة
في البحث عن الجمال ،بوصفه ثورة على الوضع القائم ،والثورة في هذه الحالة ال تهدف الى تحقيق
أمر ما أو اعادة اثباته وانما تهدف الى االستمرار ولهذا تصبح االستطيقا في فنون ما بعد الحداثة
راديكالية في حالة ثورة دائمة على نفسها(البغدادي ،2007،ص .)73فالفن الحديث جاء ليميز بين عالم
الفن وعالم الواقع ،واراد الفنان الحديث ان يعيد صورة العالم في اطار نسق موحد ،واخضع رؤيته لنظام
ايديولوجي ،اما الفنان في عصر الوسائط المتعددة وتطور وسائل االتصال فأنه يقبل بلقاء المتناقضات،
ويقبل بالشكل الهجيني ،وهكذا تميزت االساليب الفنية بتقنية التوليف واالستنساخ والتكاثر وبتجاور
الصورة مع بعضها(البغدادي ،2007،ص.)21وبما ان مولد الفن قد ارتبط بمولد اإلنسان نفسه منذ
اللحظة األولى ،وإن ظهور الفن في حياة اإلنسان كان ظاهرة جديدة من غير شك ،وكل ظاهرة جديدة
هي نتيجة مجموعة من العالقات الجديدة ،فكانت نشأة الفن األولى هي حواس اإلنسان وانعكاس األشياء
عليها من جاذبية األشياء الالمعة والبراقة والمتعة ،ولجاذبية الضوء الخارقة واأللوان الصارخة ،ودورها
في مولد الفن(اسماعيل ،1274،ص.)12لقد حققت الفنون باندماجها وحوارها مع العلم والتكنولوجيا
نوعا من النجاح والرقيّ لم يكن له من قبل وبدأت العلوم تخدم كل مجاالت الفنون التطبيقية والصناعية،
وشاركت العلوم في تطور الثورة الصناعية ،وأن ما ُتحدث ُه الفنون ليس قاصرا على المجال الخاص بها،
وإنما امتد الى مجال الحياة اليومية ،وإلى العالقات االجتماعية ،واالنسانية بما يؤثر على االفراد وعلى
حاجاتهم اليومية ،إذ شهد القرن العشرين تحوالت كثيرة في مظاهر الحياة ،ومن هذه التطورات او
التغيرات التي طرأت على الفنون المعاصرة وتصاميمها ،وجمالها ،وألوانها ،واضواءها وكل ما يتعلق
بهذه الفنون ،وان هذه التطورات حدثت نتيجة أسباب أثرت على ذوق الرؤية البصرية ،ومنها التبدل
المستمر في ظروف الحياة ،والتطور الحضاري ،وتطور الصناعة التي اعتمدت على االنتاج الكمي
المتنوع ألشكال الفنون التي أثرت في الخطاب البصري المعاصر ،وتشترك أغلب الفنون التي ُت َو ّظف
النتاج العلمي والصناعي على فن التصميم أو الفن الرقمي والضوء ومن هذه الفنون.
94 مجلة نابو للبحوث والدراسات /املجلد السادس والعشرون/العدد التاسع والعشرون /نيسان 2021
ابعاد الشخصية المهمشة في نصوص وليد اخالصي المسرحية م .م .سوسن هاشم غضبان العلي
والمتواصلة(حداد،1223،ص .)17وقدهدففنانواهذااالتجاهالىايجاداعمالفنيةتتصفبالحركة
الحركي في بعض أعماله لهذه األشياء
ّ واالستم اررية والديناميكية وليس الثبات ،كما ان استخدام الفنان
والتقنياتهوالسعيإلىالتكامل ،واالنفرادية،والوصولإلىشيءغيرقابلللتجزئة ،شيءلهكونهاي
فقدسعىالفنانالحركي إلىإثارةالشعوربالوجود ،وجوديخلقبحدذاتهردفعلأساس
ّ عالمهالخاص ،
وحيوي مع المشاهد(علوان ،د.ت ،ص .)323ومع تطور الفن ادخل الضوء ،هنالك تجارب عديدة
ضوء-حركيةقامبهاللمرةاالولىتوماسويلفردفيماسميبالفنالضوئيوتداخلالفنالحركيفيما
يسمىبـ(الضوءحركية) التيتجمعبينالضوءوالحركةسواءعلىمساحةمسطحةذاتبعدين ،اوفي
اعمالذاتاحجامحقيقيةثالثيةاالبعاد ،ومثلهذهاالعمالتمارسعلىالمشاهد(بفضلماتوصلت
اليهمنانطباعات تناغمية ،ضوئية ،لونية ،تشكيلية جديدة) تأثي اًر بصرياً ولمسياً كما تدفعه للمشاركة
الحركية(امهز ،1231،ص .)210وفي مجال الصورة الحركية ،نجد اشكاالً منها ،ففي عام 1211
اعتمدتتقنياتجديدةلتحقيقالصورةالحركيةمعبالتنيك،الذياطلقعلىاعمالهالقائمةعلىتالعب
االضواء والظالل اسم "الصور الضوئية المتحركة" (امهز،1231،ص .)212-211فيذهب الفنان
االمريكي(دان فالفان) إلستغالل االطوالالمستقيمة ألنابيب الفلورسنت (اللمبات)إذ تصبح هذه نقطة
التقاءالفناالختزاليمعالفنالحركي.ويهتم(فالفان)بالضوءفضالًعنالفراغكمادةأوخامةيتعامل
معها ويقول بهذا الصدد " أعرف إن الفراغ الحقيقي لغرفة ما يمكن أن يتحطم ويتم التعامل معه عن
طريقوضعسائلخداعمنالضوءالحقيقي(الكهربائي)عندنقاطاتصالحيويةفيتكوينالغرفة"
(سمث،1221،ص.)201
.2الفنالمفاهيمي-الفنلغة:انمنطقةالفنالمفاهيميجعلتمنالمنجزالفنيمتحولمنالثابتالى
المتحرك في االداء بحسب القنوات المفعلة للفكرة التي يقوم بها الفنان المفاهيمي سواء كان العرض
بتقنياتمختلفةمنالموادأممايقومبهتمثيلالجسدوادخالهضمنمضامينتقنيةالعرضالبصري .ان
الفن المنجز للمفاهيمي يؤكد على ضرورة تفعيل عامل العقل في التجربة الفنية ال بالتجريب بل في
التفكيرفيظهرالخصائصواعتمادهابأنتكونعبرمايراهالفنانونالمفاهيميونفياستعمالهممختلف
المواد المتناقضة التي التنتمي الى جنس الفن مما يجعل الفن التشكيلي يتعامل بصورة ذهنية مختلفة
االبعادواالتجاهات.اذجعلتفنونتلكالفترةذااغترابمأخوذعنتناميتأطيرالفكرةالفنيةعلىوفق
مختلف الخصائص والمواد منها استخدام شاشات العرض التلفزيونية والسعر الح اررية التي استخدمها
الفنان(روشنبرغ)والفنان(جاسبرجونز)(عيدان ،2012،ص)100وينضويتحتاتجاهالفنالمفاهيمي
أوالفكريمجموعةمناالتجاهاتذاتالعالقةبجمالياتالضوءالتيتعرفبـ(الفنلغة) الذي استهدف
االبتعاد أو االستغناء عن العمل الفني التقليدي ،حيث استعاض الفنان عن اللوحة والتمثال باألفكار
والمفاهيم والمعلومات التي تمس الفن أي انه استعاض الفنان ألمفاهيمي عن اللون والفرشاة واللوحة
وبعضالموادالتقليديةبأشياءمتداولة،مبتذلةواستهالكية،وصناعية،أرادمنهاالفنانتقديممفاهيمجديدة
االبعاد المفاهيمية والجمالية للضوء في فنون ما بعد الحداثة م .م .سوسن هاشم غضبان العلي
ألنهذاالنوعمنالفنتتجسدفكرته(مضمونه)بطريقةحسيةكذلكأرادالفنانأنيجعلالمشاهدجزء
من العمل الفني ،عن طريق مشاركته المتبادلة بينه وبين العمل الفني .وهذه األخيرة تحولت مع نمو
وتطورالمجتمعاتالرأسماليةإلىسلعاستهالكيةتقتنىوعلىنطاقواسعرغمتفاهتهاوابتذالها.كمااهتم
بمجالواسعمنالمعلوماتوالموضوعاتواإلهتماماتالتياليمكنجمعهافيشيءواحدبسهولةلكن
يمكن توجهها بصورة أفضل عن طريق المقترحات المكتوبة والصور الفوتوغرافية والوثائق والخرائط
والرسومالبيانيةوالفلموالفيديووأجسادالفنانينأنفسهمواستخداماللغةنفسهاوادخلعاملالضوءكجزءمن
جمالياتتلكاالعماللالرتقاء بالشكلالذيارادهالفنان(المشهداني،2003،ص.)131وبهذاتحررالفنان
من قيود الفضاء وصاالت العرض وهرب للحظات الى نظام تسويق وجوه الفن بجمالياته النفعية
والوظيفية.واتاحللفنانالحريةفيالتعاملمعالمادةوالتجانسمابينالفنونجميعهامنخاللتوظيف
عاملالضوءفيها .
لجأ الفنان ألمفاهيميّ إلى اللغة كأداة لتوصيل الفكرة ،والتي يعبر عنها مباشرة باستخدام الكتابة بدال
من الصورة لينقل فكرا ،أو شعورا ،أو وجها إنسانيا ،وحتى اشكال مستمدة من الواقع ،وهذا العمل يعتمد
على ذاتية جرأة الفنان ،وقدرته على استكشاف األشكال التي تعبر عن الفكرة ،فهي محاولة التنقيب في
األشكال البصرية المعادلة للفكرة ،فقد استخدم الفنان والنحات االمريكي(جوزيف كوزوث Joseph
)Kosuthفي عمله (واحدة وثالث ساعات) ساعة حقيقية ،وصورتها الفوتوغرافية ،فضال عن مادة
مكتوبة ومأخوذة من قاموس توضح ما هي الساعة( المعموري ،2014،ص .)1107فالفنان هنا سعى
إلى اكتشاف الفكرة لدى المتلقي التي حاول الفنان التعبير عنها من خالل ما أثاره من أسئلة في ذهن
المشاهد ،إذ يطرح الفنان على مشاهديه السؤال اآلتي :في أيّة من هذه االختيارات الثالثة يمكن التعرف
على هوية الشيء ،في الشيء ذاته ؟ أم فيما يماثله ؟ أم في الوصف اللفظي له ؟ ،وبذلك ينفتح المعنى
على احتماالت عديدة يكون للمتلقي فيها حرية تحديد معناه ،فالسؤال المطروح فكرة قد يثير تساؤالت
لدى المتلقي ،وهكذا تتشظى األفكار ويغيب المعنى المحدد للعمل الفنيّ (سمث ،1221،ص )232من هذا
نفهم حاول الفنان إقناع المتلقي أنه بدون اللغة ليس هناك أي فن الن اللغة تواصل مابين المتلقي
والوجود.
لقد حاول الفنانون نقل حروف اللغة من المكتوب الى المرسوم ،أي تغير تقني في المادة وتبديل
المواد أشكالها وأنواعها كافة ،واالنحراف بالخط من جاهزيته القاعدية الى بدائية في طريقة العرض،
فهذا التجلي ينحرف بالعمل المنتج من مساره المنضبط الى محاولة االنفالت الى مساحة جمالية أوسع،
عندها أنفصل الحرف عن سطحه ،وصارت مالمحه وتنوعت توزيعاته وتعددت آليات إخراجه ،فتميزت
االعمال الفنية اللغوية عن بقية الفنون االخرى ألنها عرضٌ لمهارة لونية وشكلية في الرسم والتصميم
ومن خالل توظيفات تقنية ضوئية(صاحب ،2003،ص .)274ان بوسع الفن في مفهوم "ما بعد
الحداثة" ،ان يصبح مجاال للتأمل العقالني النقدي ،وموضوعا للتساؤل حول الفن ووظيفته ،لقد اختار
الفنان الضوئي مادة أعماله من واقع التجربة المباشرة للحياة اليومية ،واستخدم في التعبير عنها كافة
الوسائل المستحدثة من طاقات كهربائية أو الكترونية ،أدمجت فيها كل خصائص الطبيعة مع التكنولوجيا،
94 مجلة نابو للبحوث والدراسات /املجلد السادس والعشرون/العدد التاسع والعشرون /نيسان 2021
ابعاد الشخصية المهمشة في نصوص وليد اخالصي المسرحية م .م .سوسن هاشم غضبان العلي
لتقدم تهجينا واعيا لجماليات الماضي والحاضر من رؤية غاية في المعاصرة ،رؤية تنتفع من أخطاء
الماضي في لب تجريبها الداعي للنقاء .من هذا المنطلق ال تبدو هذه االعمال التركيبية أو الجدلية أمثلة
على التلوث بالماضي أو على الفوضى ولكن على االندماج الواعي بين الماضي والحاضر في عوالم
ابداعية ،جديدة في تحوالتها وتغيرها(رزبرج ،2002،ص .)223فالفنانون الضوئيون ينطلقون من
التحوالت الشكلية ،كما حصلت في مجال التصوير منذ التكعيبية والتيارات الفنية الالحقة (التصوير
األمريكي) في الخمسينات هذه التحوالت تتمثل في تحول المدى الفضائي (أو زواله) كنتيجه للتركيز على
سطح اللوحة والتخلي عن علم المنظور واإليهام بالعمق .هذا التصور سيقود الى التخلي عن مظاهر
التصوير لصالح المـادة(امهز ،1231،ص .)223وان هذا الفن بالدرجة االولى هو( نحتي) بما يمثله من
احجام موضوعة وسط فضاء كي تحركه وإن ما يراد بهذه العبارة (النحت) ال يتفق بالضرورة مع
المفهوم التقليدي لها ألن الطابع الحيادي ألعمال الفنانين الضوئيين يتجلى في تكريس (الفكرة) بدال من
العمل الفني ذاته من حيث هو شيء محدد .ويتوقف نجاح الفنان الضوئي في التأثير على مشاهديه ،على
قدر نجاحه في توظيف المساحات الضوئية الملونة ،واخضاعها لتحقيق هذا الهدف ،ومن األمور الشائعة
في مجال االستعماالت اللونية ،إنّ اللون المشبع النقي أكثر جاذبية للعين ،وكلما ازدادت كمية الضوء
المسلطة عليه ،ازداد شحوبا ،لذا نجد رجال الدعاية واإلعالن يختارون إلعالناتهم ألوانا مشبعة تقاوم
الضوء وال تتالشى تحت أشعة الشمس .ثانيا :يختار للعمل ضوءا يتفق مع جوها العام ،وهو بذلك يعطي
المتلقي فرصة االلتقاء بهذ ِه الشخوص في بيئتها الطبيعية ،ويعلن عن المكان الذي يتمظهر فيه مضمون
العمل الفني ،ولهذا تكون وظيفة اإلضاءة العامة للعمل هي إبراز تفاصيله ،وتسهيل مهمة المتلقي في
رؤية عناصره والتعرّف عليها(عبد الوهاب ،2002،ص .)21ان المشكلة التي يواجهها فنانوا الضوء في
الفن المعاصر ليست في تقنية األجهزة وتوظيفها ،ألن تلك باإلمكان معرفتها وتعلمها عن طريق
الممارسة والخبرة .ولكن المشكلة تكمن في ايجاد عالقات ترابطية بين مجموع الخطوط واألشكال
والتكوينات واأللوان والتراكيب والعالمات التي ال تأتلف ّإال بوجود الضوء ،كذلك في االنفعاالت
والحاالت والرؤى واألفكار التي تتكون منها ذات الفنان ،من خالل االختيار واالنتقاء والتأويل وتحويل
المكان إلى زمان ،ور ّد الفعل الذهني والحركي للمؤدي واالستجابة من قبل المتلقي ،كلها مجتمعة في بناء
ينفذ في اشغال المساحات الفارغة والفجوات والفضاءات وفق اساليب تتفاوت بين البساطة واالختيار
األمثل ،يظهر فيها اإليقاع (الترتيب والتكرار والتراكيب) والتنظيم والتنسيق والضبط والتقاطع ،والتوازن
والتوازي والتناظر والتشابه ،والتواصل والثبات واالستقرار ،والتعارض والمقابلة والتشكيل باختراق
موضوع العمل الفني في العمق ،ذلك الضوء الذي يملك في لحظة عرضية بنية مكانية وزمانية محددة
يركز فيها على مناطق مشعة ،يلمس منها مدى التناغم والتضاد ،والتوافق والتصارع إليصال الصورة
الفكرية (المفهوم) الذي هو اساس المشكلة ،اي في كيفية استنطاق (الضوء -والظالم) (الصورة) في
تركيب العمل الفني المنجز ،وبنيته فلسفيا ،والذي يقع في الماهية" قبل ائتالف هذه البنية وبعد ائتالفها
.فإذن للصورة (الضوء -والظالم) ماهية تقع في القوة الصرف لمادتها ولفعل صنعها ،فالصورة (ضوء-
وظالم) بالمعنى الفلسفي" ،التشكيل النهائي لكل شيء بالفعل واكتساب المادة ،من حيث كونها قوة صرفا
لوجودها النهائي،التشكيل هي مادة الشيء وماهيته صورة"(محمد ،2007،ص .)23-22وهذا يقود
الفنان الى ان ينجز وينفذ اعماله الفنية التي تتسم بالغرابة الن الالشعور قد ساهم في بناء افكاره "
االبعاد المفاهيمية والجمالية للضوء في فنون ما بعد الحداثة م .م .سوسن هاشم غضبان العلي
فالحداثة تقوم على ضرب من التوتر الداخلي والغرابة والدعوة الى اسهام المتلقي في ذلك التحدي الذي
ينعش الخطاب البصري"(لوفيفر ،1233،ص)32
.1دراسة العالقة بين لون الضوء وزاوية السقوط ومعامل انعكاس السطح .
.2اختالف الكثافة الضوئية للمصدر الضوئي الساقط على االشكال ترتبط بطبيعة السطح المضاء،
ونوعية الخامة المستعملة للشكل والقيمة وملمس للشكل ولون الشكل في فنون ما بعد الحداثة.
.3للضوءواللونتأثيركبيرفيادراكحجمفضاءالعملالفني،منحيثالعمقواالرتفاع.
.4يوفرلونالضوءوشدتهنوعاًمنالراحةالنفسيةفيالكثيرمناالعمالالفنيةالمابعدحداثة.
.1يركزالضوءعلىبعضالمساحاتواالشكالوالوانها،النهذهالمساحاتواالشكالتكونقصدية
منقبلالفنانلشدانتباهالمتلقيفيمابعدالحداثة.
.3في فنون مابعد الحداثة تكون االضاءة الصناعية محسوبة بشكل ليتنافى مع االضاءة الطبيعية
ومحققةلألغراضالجماليةفلهاتأثيركبيرعلىالموضوعاتواالشكالوخاصةعندماتكونسطوحها
خشنةاوناعمةالقابلةللتغييربمرورالزمن.
.7ترتبط االبعاد المفاهيمية والجمالية للضوء في فنون مابعد الحداثة بفلسفة المجتمعات والحاجة النفسية
والماورائية .وترتبط تلك االبعاد باألبعاد الرمزية واالسطورية والروحية من خالل التعبير عن
االشكال والحركات المستمرة.
.3قد وظفت االبعاد الجمالية في فنون ما بعد الحداثة عن طريق اللعب الحر بتطويع المادة والخامة
المستخدمة ألبرازها بصورة مدهشة وغريبة بالنسبة للمتلقي.
اوالً :مجتمع البحث :أفرزت الﺤقﺒة الزﻤﻨﻴة الﺘي غطاها الﺒﺤث كما هائال من النتاجات الفنية ضمن
اتجاهات ما بعد الحداثة ،وبعد اطالع الباحثة على العديد من النتاجات الفنية المتعلقة باالبعاد المفاهيمية
والجمالية للضوء في فنون مابعد الحداثة .افادت الباحثة من النتاجات المتوفرة في الكتب والمجالت
ومواقع االنترنت بما يغطي هدف البحث الحالي للتمكن من حصر اطار مجتمع البحث احصائيا والذي
بلغ عدده( )100عمال فنيا منفذا من قبل فنانيين ومصممين معاصرين أوربيين وأمريكيين.
ثانياً :عينة البحث :نظرا لكثرة األعمال الفنية المنتجة ضمن حدود البحث الحالي (، )1013-1589
وكثرة عدد الفنانين والمصممين في المجتمع األصلي ،فقد افادت الباحثة اختيار وتحديد عينة البحث
قصديا والبالغ عددها ( )4انموذجا فنيا وتصميميا.
ثالثا ً :منهج البحث :اعتمدت الباحثة المنهج الوصفي باسلوب تحليل المحتوى في تحليل عينة البحث،
كونه اكثر انسجاما لمشكلة البحث ،وتماشيا مع هدف البحث في الوقوف على االبعاد المفاهيمية والجمالية
للضوء.
98 مجلة نابو للبحوث والدراسات /املجلد السادس والعشرون/العدد التاسع والعشرون /نيسان 2021
ابعاد الشخصية المهمشة في نصوص وليد اخالصي المسرحية م .م .سوسن هاشم غضبان العلي
رابعاً :أداة البحث :لغرض تحليل نماذج العينة تم اعتماد اداة ممثلة بأستمارة تحليل المحتوى من خالل
ما توصل إليه البحث من مؤشرات لإلطار النظري وقد تم تحقيق كل من صدق وثبات هذه األداة كما
يأتي:
أ -صدق االداة :تم اعتماد(الصدق الظاهري) من خالل عرض االداة بصيغتها االولية(*) على عدد من
السادة الخبراء(**) في مجال التربية الفنية والفنون التشكيلية ،للحصول على حالة الصدق ،وكانت نسبة
اتفاق الخبراء( )%33بعد اجراء التعديالت ثم قامت الباحثة بإعادة االستمارة بعد تعديلها إلى لجنة
الخبراء مرة ثانية لغرض المصادقـة عليها في صورتها النهائية( ،)وأصبحت األداة بصيغتهـا النهائية
صالحة للتطبيق .
ب -ثبات األداة :يعد الثبات احد المحاور االساسية في تحقيق الموضوعية في التحليل ،ويعني الحصول
على نتائج متقاربة في الظروف نفسها عندما يقوم بالتحليل أكثر من باحث في وقت واحد لعينة محددة أو
أوقات مختلفة ،ولغرض زيادة ثبات التحليل لجأت الباحثة التباع أسلوب االتساق بين المحللين :ويعني
توصل المحللين اللذين يعمالن بصورة منفردة إلى النتائج نفسها عند تحليل نماذج العينة نفسها واستخدام
األسلوب نفسه وخطوات التحليل وقواعده ،اعتمدت الباحثة (معادلة كوبر) في حساب معامل الثبات بين
تحليل الباحث والمحللين الخارجيين وكما يأتي :نسبة الثبات بين المحلل األول والباحثة (.)٪33ونسبة
الثبات بين المحلل الثاني والباحثة ( .)٪31وكانت نتيجة المطابقة في التحليل بين الباحث والمحللين
بنسبة ( .)٪34وبهذا تعد نسبة الثبات في التحليل عالية مما مكن الباحثة من القيام بتحليل نماذج العينة.
خامساً :الوسائل االحصائية .استخدمت الباحثة (معادلة كوبر) لحساب نسبة األتفاق بين الخبراء لفقرات
األداة .
نسبة االتفاق
.1أ.د.عليشناوة_طرائقتدريسالفنون-كليةالفنونالجميلة–جامعةبابل.
.2أ.د.محمدعليعلوان-فنونتشكيلية-كليةالفنونالجميلة–جامعةبابل.
.3أ.د.محمدعليجحالي-فنونتشكيلية–رسم-كليةالفنونالجميلة–جامعةبابل.
.4أ.م.د.عليمهديماجد-تربيةتشكيلية-كليةالفنونالجميلة–جامعةبابل.
.1أ.م.د.تسواهنتكليف-تربيةتشكيلية-كليةالفنونالجميلة–جامعةبابل .
( )ينظر الملحق ()2
االبعاد المفاهيمية والجمالية للضوء في فنون ما بعد الحداثة م .م .سوسن هاشم غضبان العلي
القيــــــــــــاس2×10×7 :م.
التحلــــــــيل :نرى في هذا النموذج ،التجانس ما بين الفنون (العمارة والديكور والفن البصري والفن
الضوئي) ،فقد وظف الفنان عمله (الضفيرة) على الوهم البصري التي خلقها الضوء من خالل االلوان
االساسية والتكميلية والشكل.مما ادى إلى تأثيرات منشورية وانتشارية للضوء .فهو بهذا العمل يخلق
افكارا خاصة بالمكان الذي تواجد فيه لتستكشف االتصال ما بين الموضة والهندسة المعمارية ،وكيفية
ارتباطها بالحاجة اإلنسانية إلى المسكن بجميع أشكاله المعاصرة ،وتماثل في هذا العمل الحركة الكامنة
أو الظاهرة في مكانها بين الساكن والمتحرك وهذا تصوير للزمان والمكان .فالهدف الرئيسي للفنان
البصري هو إحداث شعور بحركة وهمية اهتزازية (زمانية) نتيجة تأثيرات بصرية داخل المكان
(الديكور) ،عبر الفنان عن ذاته في ذلك العمل فأظهرت العالقات البنائية قيما جمالية ووظيفية وشدا
بصريا من خالل عالقة التجاور والتداخل والتكرار ما بين الخيوط اللونية ،ومن جهة أخرى أعطت
اإلحساس بالعمق الفضائي اإليهام الحركي .فالعمل عبارة عن قوة نحتية استخدم فيها الفنان بتركيبة
خيالية واسعة النطاق وموقع محدد آلالف الخيوط الرقيقة الملونة .والمثبتة على قطع خشبية من اعلى
سقف المنزل ،وكأنها ضوء اشعة الشمس التي تصطدم بقطرات الندى لتكون مجموعة من الوان الطيف
الشمسي السبعة ،لكنها بالواقع التقنية وربط العلم بالفن والحياة أعطى ذلك االحساس البصري للعمل لكي
يبهر المتلقي بما خلفته التكنولوجيا والعلم ساعد في اتساع مدركات الفنان العقلية وتغيير مفاهيم المتلقي
للضوء لما ينتجه من احساسات تعبيرية ونفسية ،فنشاهد إن الفنان يق ّدم للمتلقي أوهاما بصرية ،وهذا
النموذج يبين كيف أن بعض األوهام يمكن أن توضح مبادئ اإلحساس واإلدراك البصري إذ يمكننا أن
نرى أوهاما كثيرة مثيرة لألهتمام شائعة جدا ومفيدة في الحياة اليومية ،كما أعتمد الفنان على خداع
البصر بحيث يوهم المتلقي أن هذا العمل ثالثي األبعاد أو قد تبدو متحركة أو تنظمها أشكال معينية ،تكاد
أن ُتمسك باليد وهي مجرد خطوط وألوان موضوعة بطريقة مختلفة كالتموج وااللتماع فيبدو قريبا من
40 مجلة نابو للبحوث والدراسات /املجلد السادس والعشرون/العدد التاسع والعشرون /نيسان 2021
ابعاد الشخصية المهمشة في نصوص وليد اخالصي المسرحية م .م .سوسن هاشم غضبان العلي
التجارب العلمية النعكاسها في الجمالية الصناعية ،فقد أعتمد الفنان على ربط هذا العمل النحتي بالتقنية
المعاصرة وكيفية توظيفها بشكل حركة أهتزازية مما أعطت االشكال المظهر العام الديمومة
واالستمرارية ،فكان الربط دقيق جدا بحيث تلتقي االضاءة المجاورة مع األضاءة العلوية والجانبية
لت ّكون تلك االشكال الغريبة والمدهشة ،فعند النظر الى العمل بدقة عالية نالحظ وكأنها (ألوان الطيف)
المدهشة والمثيرة نتسائل فيها كيف يتم مزج وخلط األلوان االساسية فيها ؟ انها القوانين الفيزيائية
(الضوء والبصريات) ،لدراسة الظواهر المرئية ومبادئ اإلدراك البصري ،وإمكانيات الوهم البصري
والفنان فقد وضع ببساطة عين المشاهد في الحركة الناتجة من هذا العمل،ليظهر للمتلقي على أنها
مغمورة في اللون والشكل ،يغرق بها في النهائية ،كأن ُه في عالم من مرايا وأضواء والتفاعل بين العمل
والمشاهد.
انموذج رقم()2
التحلــــــــــــيل :الخامة المستخدمة في هذا االنموذج هي الزجاج الشفاف و(نيون االضاءة باالبيض
وجزء بسيط من اللون الوردي) مع طالء باللون االزرق لخلفية الجدران المحاطة ،والشكل عبارة عن
خطوط دائرية التصميم معلقة بسلك من االعلى لكي تتدلى وتتحرك ،أوضح فيها الفنان مجموعة من
االبعاد الجمالية منها :من ناحية المظهر العام للنموذج أضفى إحساسا بالتوافق واالنسجام في هيكلية
التصميم ،مما أدى االيحاء بطاقة حركية أسهمت الى حد كبير في العملية االخراجية لمظهرية االنموذج
ضمن اطارها التكويني العام ،فضال َعمَّا أمتاز به االنموذج من شمولية مظهرية جمعت خصائص
وأساليب التوظيف الداللي والتعبيري .وإلنتاج تفاعل معقد من االنعكاسات واالنتشار مابين االشكال
المضيئة والظالل .حقق الفنان وحدة تصميمية غائية من خالل العناصر واألسُس التكوينة التصميمية
لغرض الوصول إلى إنشاء من خالل توظيف تقنيات ربط مختلفة لربط الهيكل العام تبعا للبعد الجمالي
ونوع خامته .مما أعطى النموذج صفة األتزان ،والحركة ،واالنسجام واالستقرار ،فعززت العالقات
البنائية التصميمية في إظهار الشد البصري نتيجة لعالقات التشابه ما بين المفردة الهندسية الدائرية ذات
اللون (االبيض والوردي) والجدار باللون االزرق الموظف بهدف إحداث ترابط وصلة مستمرة فيما
بينهما إلظهار تكوين متعدد األجزاء في المجال المرئي ضمن الهيكل العام .فعند النظر والتركيز فيها
يتابع المشاهد األشكال ويندمج معها فيالحظ هنالك اهتزازية للشكل وكأنه في حالة دوران مستمر .من
هذا نفهم النجاح في التطور العلمي والتكنولوجي والتقني من فترة الستينات والى الوقت الحاضر ،وما
رافقه من تحول في مفهوم فكر األنسان لعالقته بالعالم الواقعي ،وفي مفهومه للكون والسرعة والزمن.
وظهور فنون جديدة وتطور وسائل الدعاية واالعالن ،والفضائيات ،والتأثير المباشر بين الحضارات،
االبعاد المفاهيمية والجمالية للضوء في فنون ما بعد الحداثة م .م .سوسن هاشم غضبان العلي
أدى إلى حدوث تغيرات كبيرة ،وسريعة في الفن البصري( )op artهذا فضال عن متطلبات الحياة
المعاصرة ...فقد مهدت هذه التطورات كلها في رفض التقنية الكالسيكية للفن والبحث عن صياغات جديد
للفن له طابعه الهندسي التجريدي .ووظف الفنان االبهار الذوقي والحسي والغرابة والدهشة ليتطور في
المشاهد وعي اإلنسان ،مهارات البصرية في الرؤية المستقبلية نحو التقدم التكنولوجي ،فهو يمزج المواد
والعمليات االصطناعية والطبيعية ويعيد تمثيل معاصر لطبيعة جذابة للغاية الجمالية.
انموذج رقم()3
التحلــــــــــــــيل :يمثل هذا العمل فن النص الكتابي او اللغة ،والعمل متجانس مع الفن البصري من حيث
االهتزازية والحركة الدائرية المتوالدة من ضوء الكلمات المنبعث ،فالعمل فية قوة ديناميكية وحيوية
مستمرة توحي بالسرعة والديمومة .هذا العمل يقدم رسالة معاصرة .وبفضل اللغة البسيطة والتجريدات
النحتية باستخدام مواد أو كلمات لها تأثير في حياة األفراد عامة ،وبأشكال وتقنيات مختلفة قام بتغيير
شكل الحروف جزئيا مما يتيح للمتلقي الفرصة لمشاهدة قطعة مختارة لمجموعة من الحروف األجنبية
والتي تكون كلمة مختلفة .انها اللغة التواصلية بين االنسان والعالم المتواجد فيه .يستخدم (بروس)
الحروف المصنوعة من النيون المضيء ،وخامات مختلفة بدقة للتعبير عن أفكاره برؤية نقدية واضحة،
فيتحول الفن في أعماله الى وسيط أعالني ودعائي ،وكتابي لينقل المعرفة واألفكار من خالل عرضه
للحروف الكتابية ،فهذه الحروف تضيف نوعا من الترابط واالندماج بين بين عناصر العمل الفني في
الواقع المحسوس .وتعكس حساسية غنائية لفترة زمنية معينة ،فجاءت معالجة التنظيم المساحي لتفعل
عالقة السيادة للغة ،فضال عن التوازن الذي احدثته هذه المعالجة بين الوحدات الكتابية لكل من جزئي
العمل الدائري الشكل .كما جاءت المفردات الشكلية اللغوية النحتية وسط العمل لتعزز الصفة المركزية
للعمل التصميمي المثبت على جدار أحدى صاالت العرض ،إذ اعتمد الفنان عالقات شكلية ولونية
متجانسة مثلت تمركزية ضمن أيقاعها الهندسي لتبين االبعاد التعبيري والرمزي للضوء ،إذ تمتع العمل
بديناميكية حركية نابعة من قوة وأرادة الفنان اإليحائية على االتجاه والمركز ،ضمن توظيفات قصدية
انتقائية لمفردة مترابطة ،ومتداخلة ضمن فضائها لتشكل مساحة جذب أنتباه للمتلقي ،الهادفة الى تحقيق
المعنى أو التأثير في العملية التصميمية .إن وحدة وتماسك األشكال الحروفية ضمن محيطها الهندسي
الدائري أعطى دورا في تحديد الحركة الداخلية لألشكال والبصرية داخل الفضاء التصميمي ضمن
إحداث تغير المتبادل بين القيم اللونية وتدرجاتها في تصميم يحكمه مبدأ التوازن واالنسجام لتلك األشكال
41 مجلة نابو للبحوث والدراسات /املجلد السادس والعشرون/العدد التاسع والعشرون /نيسان 2021
ابعاد الشخصية المهمشة في نصوص وليد اخالصي المسرحية م .م .سوسن هاشم غضبان العلي
المكونة للمفردة المتناغمة ضمن العالقات الداخلية .وعلى الرغم من ان (بروس) اراد ان يجعل عمله هذا
مغايرا لما كان ينتج من أعمال في دائرة الرسم الحروفي (اإلعالني) ،ألتباعه آليات وأساليب تنفيذ لم
تأخذ أبعادها الواسعة وأنتشاره بعد ،في طريقة توزيع حروف كلماته فانه لم يكن قادرا على االبتعاد كثيرا
عن صفة المقاربة مع الكثير من االعمال الفنية العالمية .أن استخدام الحرف في التشكيل الفني في فنون
ما بعد الحداثة يعود إلى ثقافة المجتمعات التي ال تقدم الحرف ببعد كالسيكي ،بل كلوحة معاصرة
مفتوحة على كل الخطابات ،إن إيجابيات استخدام اللغة بالتشكيل الفني يكمن في كون الموضوع يواكب
التذوق العام العالمي وليس الكلمات تثير الدهشة والغرابة فقط ،فتقديم الحرف والكلمة بجمالية وتعبير
ورموز واساطير..
انموذج رقم()4
التحليـــل :في هذا االنموذج نجد ان الفنانة لجأت الى األرض لعرض كلماتها الضوئية ،ذلك لتجعل منها
لعملها "النحتي" الموضوع على مستوى الطبيعة والعالم ،الن االنسان مرتبط ارتباط روحي ِ قاعدة
واسطوري بالطبيعة منذ نشأت ِه االولى ،حيث بدأت جميع الفنون من الطبيعة ،والفنانة هنا تنفذ عملها هذا
باإلعتماد على مواده األولية البسيطة(االرض) مع التجنيس التقني لعنصر الضوء(نيونات ضوئية
الكترونية) ،من خالل البحث والتجريب العلمي أصبحت تصنع الفكرة وتنفذها بطرق متق ّدمة وبجمالية
فاقت الوعي والمدركات الخيالية إنها الجمالية التي حازت إعجاب وإهتمام الذات الما بعد حداثية في
المجتمعات الغربية ،فالعمل عبارة عن كلمات لغوية باللغة االنكليزية(النهاية) موظفة توظيفا جماليا بعامل
لعملها وعمدت الىِ الضوء والوان ِه (اللون االبيض المزرق) فأصبحت(األرض)القاسم المشترك بالنسبة
انتاج وتجانس فن اللغة والحروف والكتابات التداولية مع االرض الصحراء القاحلة التي ال يتواجد فيها
غير الصخور واالتربة ،هذا ال يخفي هوية الشيء تماما وحقيقت ِه التي تظل واضحة ،ولكن ُه يغيّر نظرتنا
وتقييمنا للفكرة والشكل ،لما له من تأثير في حواسنا ،ومفهوم مغاير في نظرنا .فالشكل الماثل أمامنا هو
أشبه بلوحة فنية لكنها في الواقع صورة فوتوغرافية ملتقطة اعتمدت الفنانة فكرة الطبيعة (االرض) في
احدث تناغما وانسجاما بصريا في عين المتلقّي ،وهذا التناغم هو نتيجة تداخلَ إنجاز عملها الفني الذي
وتمازج الضوء مع الطبيعة .فبهذا حققت الفنانة الجمال بأبعاد ِه المختلفة في هذه االرض بطرق خيالية
وابداعية فهي تحاكي الطبيعة ،اي هنالك حوارية روحية مابين الطبيعة والفن ،فتعزيز الجمال الطبيعى
لألرض كان تحديا فنيا مثيرا ومدهشا من خالل تجانس وخلط الضوء بالمناظر الطبيعية لتصبح واحدة.
وهذا يعني أنه قد استولى على العالم من حوله للرجوع إليها ،والتفكير ،والموضوع .والعمل وحدة
االبعاد المفاهيمية والجمالية للضوء في فنون ما بعد الحداثة م .م .سوسن هاشم غضبان العلي
تصميمية هندسية باستخدام مجموعة مبتكرة من الحروف والمصادر الضوئية المتوهجة ،فقد حولت
الفنانة االرض القاحلة في وقت الغروب إلى منظر ساحر ،ساطع اللون يظهر بشكل عضوي في الليل.
وكأنها سريالية في الظالم .فحاولت الفنانة خلق إندماج لوني وضوئي وتصميمي بين الحروف والكلمات
واالرض القاحلة واألتربة من جهة من خالل ادخال الفكر التقني في تنفيذ عمل ِه هو داللة واضحة لهيمنة
التقنية والتكنولوجيا جميع اتجاهات الحياة والتي باتت تشكل القوّ ة والسلطة في المجتمعات الغربية كإحدى
المرتكزات األساسية للمجتمعات الصناعية القائمة على اإلنتاج واإلستهالك للثروات .فقد إستعاض الفنان
عن إطار اللوحة التقليدي بإطار الوجود الواسع والذي يمتد الى مساحات ال حدود لها ،محدثا تناغما
بصريا بين الفكر الفني والبيئة المكوّ نة لهذا العالم.
اوالً :النتـــــــــائــــــــج .توصلت الباحثة إلى جملة من النتائج استنادا لما تقدم من تحليل العينة ،وتحقيقا
لهدف البحث ،فقد أسفر البحث عن النتائج اآلتية:
.1ال يمكن فصل الضوء عن اللون ،فلوال الضوء فال وجدود للون ،بمعنى كيف نميز بين لون هذا
الشيءوذلكالشي.كمافيانموذجالعينةرقم(.)4،3،2،1
.2اتسمتاالبعادالجماليةللضوء باالنسجاموالتناسقمابينالضوءوعناصرالتكوينفيفنونمابعد
الحداثة ،أذ عني أهتمام الكثير من الفنانين والمصممين باالنسجام واللجوء الى الطابع العقالني
واستخدامالمواداالوليةوالطبيعية.كمافيانموذجالعينةرقم(.)4،3،2،1
.3تمثلتاالبعادالمفاهيميةمنخاللالكشفعنالمرئيوالمحسوسلمفاهيمالضوءالتعبيريةوالجمالية
والنفسية.كمافيانموذجالعينةرقم(.)4،3،2،1
.4اناالبعادالجماليةللقيماللونيةليستثابتةلألشياءواالشكالبلأنهاناتجةعنتبدلالضوءالساقط
عليها.كمافيانموذجالعينةرقم(.)4،3،2،1
.1استندتاالبعاد الجماليةللضوءاالثارة والدهشةللمتلقي عنطريقشدةاللونواضاءتهلماله من
دالالتنفسيةوتعبيريةواسطورية.كمافيانموذجالعينةرقم(.)4،3،2،1
.3تحققتاالبعادالجماليةلإليهامبالبعدالثالث(العمق)منخاللاإلضاءةالعامةإلنارةالعملالفنيفي
إطارضوئيموحد،والتنوعفياإلضاءةأمرهامفيمجالالفنون،وخلقنوعمنالتباينبينالكثافة
ّ
الضوئيةالمسلطةعلىمنطقةالعملالفنيوذلكبإعطاءك ّل مافيمكانالعرضقد اًر منالضوء
ّ
يتناسبمعأهميتهفيالعرضالفنيحتىتبدواألشياءواألجسامفيشكلهاومظهرهاالطبيعي،بارزة
بكلتفاصيلهاومالمسهاوموحيةبمادتهاكمافيانموذجالعينةرقم(.)4،3،2،1
.7تحليلوتفكيكاشكالالعملالفنيمنخاللالضوءالساقطعليها.كمافيانموذجالعينةرقم(،2،1
.)4،3
ثانياً :االستنتاجات.
44 مجلة نابو للبحوث والدراسات /املجلد السادس والعشرون/العدد التاسع والعشرون /نيسان 2021
ابعاد الشخصية المهمشة في نصوص وليد اخالصي المسرحية م .م .سوسن هاشم غضبان العلي
.1يعدالضوءمنبعالحياة،وهولغ اًزفيحياتنافوجودهمهمفيجميعالفنونالحديثةوالمابعدحداثية،
ألنه المؤثر الفعلي في استجابة المتلقي وردود افعاله العاطفية والنفسية من خالل االنعكاسات
ية،فالعالقةبينالضوءوالرؤيةالبصريةعالقةوجوديةترابطية،
الضوئيةلألشكالعلىالعينالبصر
ايبمعنىلوالالضوءألصبحالوجودعدممعتمالاشراقةفيهوالضياء.
.2ربطالفنبالعلموالحياة،فأصبح الفنفيالقرنالعشرينومابعده يستعير العلمويستعير القوانين
التي يكتشفها العلم ،فكان لقوانين الحركة والضوء والفيزياء االثر البالغ في حدوث المتغيرات
ِ
بإبعاده المفاهيمية والجمالية المفاهيمية والجمالية في الفنون الحديثة والمعاصرة التي وظفت الضوء
تماشياً مع روح العصر الذي استعار حركة اآللة المعبرة عن السرعة والقوة والديناميكية ،وحركة
االمواجوالرياح،أياصبحالفنفيديمومةمستمرة.
.3بفضل التقدم العلمي والتكنولوجي لجأ الفنان المعاصرمن خالل المالحظة والتجريب الى استثمار
التقنياتالجديدةومنهاالضوءوالتقنيةالضوئية،بعدماكانالضوءفيالفنالحديثوجودهوصفي
اساسيفيالعملالفني،أيانهيعبرعنالزمنالذيتجريفيهاالحداث .
ثالثاً :التوصيـــــات .
.1ضرورة اعمال ابحاث ودراسات متنوعة في الفنون التشكيلية للتعرف على (الضوء) باعتباره
العنصر المميز في جميع الفنون والخوض فيه من خالل التجريب والبحث العلمي .
.1اقامة معارض واماكن خاصة بعرض االعمال الضوئية كونها فسحت المجال للفنان بحرية التعبير
والن هذه االعمال سهلة الزوال وال يمكن االحتفاظ بها اال عن طريق الصور الفوتوغرافية والمقاطع
الفيديوية .
رابعاً :المقترحات :تقترح الباحثة مجموعة من الدراسات حول مفهوم الضوء لما له من اهمية في جميع
الفنون.
.1جمالياتالضوءفيالفنونالبدائية .
.2جمالياتالضوءفيفنونالحداثة .
المصادر
.1ابن منظور ،جمال الدين االنصاري :لسان العرب ،ج ،13الدار المصرية للتأليف والترجمة ،ب.ت.
.2اسماعيل ،عز الدين :الفن واالنسان ،دار القلم ،بيروت. 1274 ،
.3أمهز ،محمود :الفن التشكيلي المعاصر()1270-1370التصوير ،دار المثلث الطباعة ،بيروت ،
.1231
.4بدوي ،عبد الرّ حمن :موسوعة الفلسفة ،ج ، 1ط ، 2سليما نزاده ،قم 1422 :هـ .
االبعاد المفاهيمية والجمالية للضوء في فنون ما بعد الحداثة م .م .سوسن هاشم غضبان العلي
.1البستاني ،كرم وآخرون :المنجد في اللغة واألعالم ،ط ، 20دار المشرق ،بيروت .1232،
.3البغدادي ،خالد محمد :اتجاهات النقد في فنون ما بعد الحداثة ،الهيئة المصرية العامة للكتاب،
القاهرة 2007:
.7حداد ،زياد سالم وقاسم محمد الحياني :النحت البنائي ،دار الكندي للنشر ،اربد – االردن ،1223 ،
.3الحسون ،عباس محمد ويعقوب عزيز :البصريات ،وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ،بغداد،
.1230
.2الحسيني ،اياد حسين عبدهللا :فن التصميم؛ الفلسفة.النظرية.التطبيق،ج،1دارالثقافة واإلعالم،الشارقة:
.2003
.10الحياني ،سعد بن حميد ،البصريات ،جامعة أم القرى ،السعودية .2003 ،
.11حيدر ،كاظم :التخطيط وااللوان ،وزارة التعليم والبحث العلمي ،جامعة بغداد ،ب .ت،
.12خشبة ،سامي :مصطلحات فكرية ،مطابع الهيئة العامة للكتاب ،مصر . 1227 ،
.13دونتيي ،جان فرانسو :فلسفات عصرنا ،تر :ابراهيم صحراوي،الدار العربية للعلوم ناشرون،
بيروت .2002 ،
.14رزبرج ،نيكوالس :توجهات مابعد الحداثة ،المجلس االعلى للثقافة .2002،
.11رمضان ،كريب:فلسفة الجمال في النقد األدبي؛مصطفى ناجي نموذجا ،المطبوعات الجامعية،
الجزائر ،د .ت.
.13رياض ،عبد الفتاح :التكوين في الفنون التشكيلية ،دار النهضة العربية ،القاهرة .1273 ،
.17سبرزسني ،بيتر :جماليات التصوير واإلضاءة في السينما والتلفزيون ،تر :فيصل الياسري ،دار
الشؤون الثقافية ،بغداد ،ب .ت .
.13سعيد ،نبيل رشاد :مدخل الى علم الجمال ،دار الهادي للطباعة والنشر ،بيروت .2001 :
.12سميث ،إدوارد لوسي :ما بعد الحداثة؛ الحركات الفنية منذعام ،1241تر :فخري خليل ،المؤسسة
العربية للدراسات والنشر ،بيروت.1221 ،
.20شلق ،علي :الفن والجمال ،المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر ،بيروت . 1232 ،
.21صاحب ،زهير ،نجم عبد حيدر ،بالسم محمد :دراسات في الفن والجمال ،دار مجدالوي،
عمان.2003،
.22صليبا ،جميل :المعجم الفلسفي ،ط ،1ج ،1مطبعة سليمان زادة ،ذوي القربى 1331 ،ه .
.23ضاهر ،فارس متري :الضوء واللون ،دار القلم ،بيروت.1272 :
.24عبد الحميد ،شاكر :الفنون البصرية وعبقرية اإلدراك ،الهيئة المصرية العامة للكتاب ،القاهرة،
2003
.21عبد الوهاب ،شكري :القيم التشكيلية والدرامية للون والضوء ،مؤسسة حورس الدولية ،االسكندرية
.2002 ،
44 مجلة نابو للبحوث والدراسات /املجلد السادس والعشرون/العدد التاسع والعشرون /نيسان 2021
ابعاد الشخصية المهمشة في نصوص وليد اخالصي المسرحية م .م .سوسن هاشم غضبان العلي
.23عبده ،مصطفى :المدخل الى فلسفة الجمال ،مكتبة مدبولي ،ط ، 2القاهرة .1222 ،
.27عطية ،محسن محمد :الفن والجمال في عصر النهضة ،عالم الكتب ،القاهرة ، 2002 :ص.12
.23علوان ،جوالن حسين :بنية التكوين في النحت الحركي ،بحث منشور ،مجلة كلية االداب ،
العدد( ،)23جامعة ديالى -قسم التربية الفنية د.ت.
.22علوش ،سعيد :معجم المصطلحات االدبية المعاصرة .ط ،1دار الكتب اللبناني ،بيروت.1231،
.30عليان ،شاهر ربحي :البصريات الهندسية ،ط ، 2دار المسيرة ،عمان -األردن . 2007 ،
.31عيدان ،عدنان عبد العباس :تقنيات االظهار في الفن المفاهيمي ،بحث منشور في مجلة االكاديمي
،العدد ،33جامعة بغداد –كلية الفنون الجميلة .2012 ،
.32الفراهيدي ،الخليل بن احمد :كتاب العين ،ج ،1دار الكتب العلمية ،بيروت.2003 ،
.33كوستين .ف وف .يوماتوف :لغة الفن التشكيلي ،تر :برهان شاوي ،دار الثقافة واإلعالم،
الشارقة.1227،
.34الكيال،رلى عدنان :الضوء والظل بين فني الشعر والتصوير ،الهيئة العامة السورية للكتاب ،دمشق،
.2011
.31لوفيفر ،هنري :ما الحداثة ،تر :كاظم جهاد ،دار ابن رشد للطباعة والنشر ،بيروت .1233 ،
.33مايرز ،برنارد :الفنون التشكيلية وكيف نتذوقها ،تر :سعد المنصوري ،مكتبة النهضة ،القاهرة :
.1213
.37مجذوب ،عز الدين عبد الرحيم :الفيزياء ،مجلس الشهادات الثانوية العالمية .2007 ،
.33مجمع اللغة العربية :المعجم الوسيط ،ط ، 4مكتبة الشروق الدولية ،القاهرة .2004 ،
.32محمد ،جالل :مفهوم الضوء والظالم في العرض المسرحي ،تر :نهاد صليحة ،الهيئة المصرية
للكتاب.2007 ،
.40مدكور ،ابراهيم :المعجم الفلسفي ،الهيئة العامة لشؤون المطابع االميرية ،القاهرة .1233 ،
.41المشهداني ثائر سامي :المفاهيم الفكرية والجمالية لتوظيف الخامات في فن ما بعد الحداثة ،
أطروحة دكتوراه غير منشورة ،جامعة بابل -كلية التربية الفنية .2003،
.42مطر ،اميرة حلمي :مقدمة في علم الجمال وفلسفة الفن ،ط ،3دار غريب ،القاهرة ،د.ت.
.43المعموري ،حمدية كاظم روضان :االبعاد التربوية والجمالية للفن المفاهيمي ،بحث منشور في
مجلة جامعة بابل للعلوم االنسانية ،المجلد ،22العدد ،2014 ،3ص .1107
.44المفتي ،احمد :فنون الرسم والتلوين ،ط ،4دار دمشق للطباعة والنشر والتوزيع ،دمشق،2003 ،
ص.142
.41النجم ،فياض عبد اللطيف وآخرون :الفيزياء ،ط ، 13وزارة التربية جمهورية العراق ،بغداد .2001 ،
ملحق ( )1استمارة تحليل المحتوى بصيغتها االولية -االبعاد المفاهيمية والجمالية للضوء في فنون ما بعد الحداثة
المحور
التعديل
الرئيس
تصلح
تصلح
ات
ي
ال
الفن لغة ضوئي حركي
التعبير عن الذاتية
التعبير عن التلقائية والعفوية
التعبير الجمالي من خالل التكنولوجيا والتقنية
التعبير عن مخرجات عالم التكنولوجيا المعاصرة
إثارة الصدمة والدهشة للمتلقي من خالل اللون
إثارة الصدمة والدهشة للمتلقي من خالل الشكل
إثارة الصدمة والدهشة للمتلقي من خالل المادة
التعبير عن الحضور والغياب من خالل الشكل
التعبير عن الحضور والغياب من خالل المادة
التعبير عن التعالي واالهتمام بالجوانب الباطنية
التعبير عن ثقافة المجتمعات اإلنتاجية
التجانس بين أدوات التعبير الفنية واألدوات الصناعية
التجانس بين الفنون المعاصرة
ملحق( )2استمارة تحليل المحتوى بصيغتها النهائية االبعاد المفاهيمية والجمالية للضوء في فنون ما بعد الحداثة
تمثالت االبعاد المفاهيمية والجمالية للضوء في فنون ما بعد الحداثة مقاربات االبعاد االبعاد
المفاهيمية المفاهيمية
التقنية المضمون الشكل والجمالية للضوء والجمالية
طرق الملمس للضوء
الموضو
التوازن
الفضاء
الحركة
الوحدة
التعبير
االيقاع
الفكرة
الحجم
االظهار
اللون
الخط
ع
الخامة
التقنيي
خشن ناعم
مجرد
البعد الرمزي
مقارب للواقع
ايقوني
اسطوري
واقعي
البعد
التعب
يري
ذاتي
48 مجلة نابو للبحوث والدراسات /املجلد السادس والعشرون/العدد التاسع والعشرون /نيسان 2021
ابعاد الشخصية المهمشة في نصوص وليد اخالصي المسرحية م .م .سوسن هاشم غضبان العلي
موضوعي
روحي
بدائي
تلقائي
جمالي
متخيل
البعد المعرفي
عقلي
وجداني
حسي
الجذب البصري
الكبت
البعد النفسي
االنفعال
الحب
اللعب الحر
الدهشة
االغتراب
التجنيس
البعد الوظيفي
التنوع التقني
الديمومة
التزامن
النسبية
الجمالي
المحدودية
البعد
التبسيط والتسطيح