You are on page 1of 19

‫الدالالت االجتماعية لعناصر الفن التشكيلي وتأثيرها في الفن المسرحي‬

‫م‪.‬م‪ .‬علي جدوع عيفان الشمري‬

‫الدالالت االجتماعية لعناصر الفن التشكيلي وتأثيرها في الفن المسرحي‬


‫م‪.‬م‪ .‬علي جدوع عيفان الشمري‬
‫جامعة بابل‪/‬كلية الصيدلة‬
‫‪Alhayathope13@yahoo.com‬‬
‫الملخص‬
‫تعد هذه الدراسة محاولة للتعرف على الدالالت االجتماعية لعناصر الفن التشكيلي كاللون ‪ ,‬الكتلة‪ ,‬الملمس‪ ,‬الشكل والفضاء‬

‫مدى تأثيرها على تقنيات العرض المسرحي‪ .‬إذ يحاول الباحث من خالل هذه الدراسة اإلجابة على تساؤل مهم أال وهو" ما هي‬

‫الدالالت االجتماعية لعناصر الفن التشكيلي وما هو تأثيرها على العرض المسرحي؟" ولإلجابة على هذا التساؤل بقدم الباحث هذا‬

‫البحث المتواضع والذي يتكون من ثالثة فصول‪ :‬يتضمن الفصل األول مشكلة البحث‪ ,‬الهدف من البحث‪ ,‬أهمية البحث والحاجة إليه‬

‫مع بعض التعريفات لمعنى الداللة لغة واصطالحا وفلسفة‪ .‬أما الفصل الثاني فقد احتوى على مبحثين‪ :‬المبحث األول يتضمن تعريف‬

‫لمفهوم الدالالت االجتماعية في العمل الفني مع ذكر أنواعها‪ .‬أما المبحث الثاني فقد كرسه الباحث لتسليط الضوء على العناصر‬

‫التشكيلية في الفن المسرحي والداللة االجتماعية لكل عنصر من تلك العناصر‪.‬‬

‫ولغرض تأكيد اإلجابة على التساؤل انف الذكر والذي اعتبره الباحث ليكون مشكلة للبحث فقد اختار عينة من احد العروض‬

‫المسرحية التي يمكن أن تعكس الدالالت االجتماعية لعناصر الفن التشكيلي بشكل واضح وجلي ‪ .‬الفصل الثالث من البحث فقد‬

‫تضمن نتائج البحث‪ ,‬االستنتاجات و بعض التوصيات‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية ‪ :‬الدالالت االجتماعية ‪ /‬الفن التشكيلي ‪ /‬العرض المسرحي ‪ /‬عناصر الفن التشكيلي‬

‫‪ABSTRACT‬‬
‫‪This study is regarded as an attempt to explore the social indications of the fine art‬‬

‫‪elements such as the color ,shape, space, texture and block and their effects on the dramatic‬‬

‫‪techniques. Through this study ,the researcher tries to answer the such query “What are the social‬‬

‫‪indications of the fine art and what are their effects on dramatic show?” .‬‬

‫‪In order to achieve the aims of this study , the researcher offers such humble study that‬‬

‫‪includes three chapters. The first chapter presents the problem, the aims, the significant and the‬‬

‫‪need of the study . It also introduce a linguistic, idiomatic and philosophic definition to clarify the‬‬

‫‪meaning of the indication. The second chapter includes two sections: The first section views the‬‬

‫‪social indication concept with their types. While the second section sheds the light fine art elements‬‬

‫‪1779‬‬
‫مجلة العلوم االنسانية ‪ ...‬كلية التربية للعلوم االنسانية ‪ /‬المجلد‪ 22‬العدد الرابع ‪ /‬كانون الثاني ‪2015‬‬

‫‪of dramatic art and the social indication of each of these elements. To prove the theoretical‬‬

‫‪framework of this study ,the researcher selected a sample of dramatic show through which these‬‬

‫‪social indication elements of Fine Art can be reflected clearly and explicitly .The third chapter‬‬

‫‪includes the findings of the study, the conclusions and some of the recommendations.‬‬

‫‪Key Words‬‬
‫‪1- Social Indication‬‬
‫‪2- Fine Art‬‬
‫‪3- The Element of Fine Art‬‬
‫‪4- Dramatic Techniques -‬‬
‫الملخص‬

‫تعد هذه الدراسة محاولة للتعرف على الدالالت االجتماعية لعناصر الفن التشكيلي كاللون ‪ ,‬الكتلة‪ ,‬الملمس‪ ,‬الشكل والفضاء‬

‫مدى تأثيرها على تقنيات العرض المسرحي‪ .‬إذ يحاول الباحث من خالل هذه الدراسة اإلجابة على تساؤل مهم أال وهو" ما هي‬

‫الدالالت االجتماعية لعناصر الفن التشكيلي وما هو تأثيرها على العرض المسرحي؟" ولإلجابة على هذا التساؤل بقدم الباحث هذا‬

‫البحث المتواضع والذي يتكون من ثالثة فصول‪ :‬يتضمن الفصل األول مشكلة البحث‪ ,‬الهدف من البحث‪ ,‬أهمية البحث والحاجة إليه‬

‫مع بعض التعريفات لمعنى الداللة لغة واصطالحا وفلسفة‪ .‬أما الفصل الثاني فقد احتوى على مبحثين‪ :‬المبحث األول يتضمن تعريف‬

‫لمفهوم الدالالت االجتماعية في العمل الفني مع ذكر أنواعها‪ .‬أما المبحث الثاني فقد كرسه الباحث لتسليط الضوء على العناصر‬

‫التشكيلية في الفن المسرحي والداللة االجتماعية لكل عنصر من تلك العناصر‪ .‬ولغرض تأكيد اإلجابة على التساؤل انف الذكر والذي‬

‫اعتبره الباحث ليكون مشكلة للبحث فقد اختار عينة من احد العروض المسرحية التي يمكن أن تعكس الدالالت االجتماعية لعناصر‬

‫الف ن التشكيلي بشكل واضح وجلي ‪ .‬الفصل الثالث من البحث فقد تضمن نتائج البحث‪ ,‬االستنتاجات و بعض التوصيات‪.‬‬

‫الفصل األول‬

‫مشكلة البحث ‪ :‬تعد القيمة االجتماعية ذات أهمية كبيرة في حياة اإلنسان لتماسها وأرتباطها به ‪ .‬لما تمده هذه القيم من أبعاد أخالقيةة‬

‫وتربوية وتعليمية تكون بمثابة وعاءاً موروثاً وتقاليد ونواميس تكون قريبة من منظومةة القةيم وأرتباطهةا بةالمجتمع الموتئسةس ضةمن عالقةة‬

‫قائمة على التبادل والتأثير والتأثر ‪ ،‬إذ ال يخلو أي مجتمع من قيم تكون أف ار اًز له وهوية تحدد عالقة الفرد مةع اخخةرين ومةع المجتمةع ‪،‬‬

‫وان أي نقص أو خلل ف ي هذه القيم يؤدي إلى آثار سلبية علةى تلةك العالقةة علةى صةعيد الفةرد وعلةى صةعيد المجتمةع ‪ ،‬مةن هةذا تجلةت‬

‫هةةذه األهميةةة التةةي يجةةن إن تكةةون ذات توجهةةات منطقيةةة ومعقولةةة ‪ .‬إذ تعطةةي القةةيم االجتماعيةةة الفةةرد خصوصةةية أجتماعيةةة تقةةدره علةةى‬

‫التفاعل واالنسجام االجتماعي بين الفرد واخخر والمجتمةع وتعةد أيضةا مصةد اًر فةي تحديةد نوعيةة السةلوك والةدوافع واالتجاهةات التةي تقةف‬

‫‪1780‬‬
‫الدالالت االجتماعية لعناصر الفن التشكيلي وتأثيرها في الفن المسرحي‬
‫م‪.‬م‪ .‬علي جدوع عيفان الشمري‬

‫وراء تلك الرغبةات والميةول حتةى أصةبح النظةام القيمةي لإلنسةان "هةو خيةر مايةدل علةى سةلوكه وشخصةيته وتغلغلةه فةي حيةاة األشةخاص‬

‫والجماعةةات وت ةرتبط عنةةده بمعنةةى الحيةةاة ذاتهةةا ألنهةةا ت ةرتبط ارتباط ةاً وثيق ةاً بةةدوافع السةةلوك "‪ . 1‬أن عمليةةة البنةةاء السةةليم للقةةيم االجتماعيةةة‬

‫اليكتمل دون معرفة الجوانن األساسية الكفيلة في رعاية الفرد وتهيئةة حاجاتةه األساسةية علةى الصةعيد االجتمةاعي والنفسةي واألخالقةي ‪،‬‬

‫ولعل المسرح يعد وسيلة فعالة ومهمة في عملية هةذا البنةاء وقدرتةه علةى التةأثير وخلة يوايصةال القةيم االجتماعيةة ومسةاهمته الفاعلةة فةي‬

‫بناء اإلنسان وتنمية مداركه وحاجاته االجتماعية التي بدورها تساعد في إيصال المعلومة وترسيخ القةيم للفةرد المشةاهد لمةا لهةا مةن تةأثير‬

‫مباشر بوصفه يملك دو اًر مهماً في بناء حياة اإلنسان في النواحي كافة ‪.‬يعد المسرح مةن الفنةون التةي تقتةرن وتلتصة مةع المجتمةع بكةل‬

‫مايفرزه من مشكالت وأفكار وثقافات بشكل إبداعي خال وقدره تفاعلية من خالل عناصر بنائه كاألداء التمثيلي وتقنيات العةرض التةي‬

‫تختزن فيها جملة من األفكار واألبعاد األجتماعية والتربوية بوصف المسرح فناً أجتماعياً يقدم جملة من القيم األجتماعية من خالل تلةك‬

‫العناصةةر والسةةيما التقنيةةة المسةةرحية وعناصةةر الفةةن التشةةكيلي ووظيفتةةه ودالالتةةه يواف ار ازتةةه مةةن خةةالل بثةةه لةةدالالت أجتماعيةةة كاملةةة فةةي‬

‫عناصةر بنائةةه ‪ .‬ومةن خةةالل تفاعلةه فنيةاً وجماليةاً مةةع عناصةر العةةرض المسةرحي األخةةرى ليفةرز جملةةة مةن الةةدالالت األجتماعيةة المرمةزه‬

‫والمباشةرة والمحملةة باألفكةار والتةي تخلة فةي مجملهةا تكةوين عةرض مسةرحي مشةبع بقةيم ودالالت أجتماعيةة ‪ .‬تختلةف قةراءات اإلخة ار‬

‫للةةنص المسةةرحي وفة تصةةور المخةةر فةةي بنةةاء عناصةةر العةةرض المسةةرحي السةةيما المنظةةر والمكةةان المسةةرحي والةةذي يمكةةن مةةن خاللةةه‬

‫تحميل جملة من القيم والدالالت األجتماعية وذلك الختالف مرجعيات المخر الفنية والثقافية وقراءته وتحليلةه للةنص المسةرحي ‪ .‬وبنةاءاً‬

‫على ماتقدم يحدد الباحث مشكلة بحثه في االستفهام اختي ‪:‬‬

‫ماهي الدالالت االجتماعية لعناصر الفن التشةكيلي و التةي يمكةن قراءتهةا مةن خةالل التقنيةة المسةرحية فةي عةروض كليةة الفنةون‬ ‫‪-‬‬

‫الجميلة – جامعة بابل ؟‬

‫أهمية البحث والحاجة إليه ‪:‬‬


‫يسلط البحث الضوء على الدالالت األجتماعية في الفن التشكيلي والتي يمكن أن يحتويها التقنيةة المسةرحية مةن خةالل عناصةر‬

‫بنةاءه فضةالً علةةى تفاعلةه مةةع عناصةةر العةةرض المسةرحي األخةةرى التةةي يمكةن تأثيرهةةا أو قراءتهةةا أو يمكةةن تأويلهةا وأسةةتنباطها مةةن خةةالل‬

‫مايبثةةه المنظةةر وتةةأثيره الحسةةي والنفسةةي لةةدى المتلقةةين ‪ ،‬إذ يفيةةد البحةةث الدارسةةين والبةةاحثين فةةي مجةةال الفنةةون المسةةرحية السةةيما تقنيةةات‬

‫العرض المسرحي من اطالعهم على المبثوثات الداللية األجتماعية التي يمكن أن تنتجها التقنيات المسرحية ‪.‬‬

‫هدف البحث‬
‫يهدف البحث الحالي إلى تعرف الدالالت األجتماعية للفن التشكيلي ومدى تأثيرها في تقنيات العرض المسرحي ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ .‬فوزية ذيان ‪ ،‬القيم والعادات االجتماعية ‪ ( ،‬القاهرة ‪ :‬دار الكتان العربي ‪ ، ) 1966 ،‬ص ‪. 341‬‬
‫‪1781‬‬
‫مجلة العلوم االنسانية ‪ ...‬كلية التربية للعلوم االنسانية ‪ /‬المجلد‪ 22‬العدد الرابع ‪ /‬كانون الثاني ‪2015‬‬

‫تحديد المصطلحات‬
‫‪ -‬الداللة ‪ :‬لغوياً‬
‫‪1‬‬
‫والداللة ‪ " :‬دلل ‪ :‬الدليل ‪ :‬ما يستدل به ‪ .‬والدليل ‪ :‬الدال ‪ .‬وقد دله على الطري ‪ .‬يدله دالله ودلولة "‬

‫‪ -‬الداللة اصطالحاً ‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫والحدث بعالمة قابلة ألن توحي بها"‬ ‫يعرفها ( بيار غيرو ) "أنها القضية التي يتم من خاللها ربط الشي والكائن والمفهوم‬
‫وتعرفهةةا (سةةامية أحمةةد )" بأنهةةا عمليةةة إضةةافة وتوضةةيح إلةةى مجمةةل الةةدالالت لتفسةةير المنظةةر أو الع ةرض المسةةرحي ‪ ،‬مثةةل العناصةةر‬

‫‪3‬‬
‫البصرية األخرى والسمعية والحركية‪" .‬‬

‫الداللة‪ :‬فلسفياً‬
‫"هي أن يلزم من العلم بالشيء علم بشيء آخر‪ ,‬والشيء األول هو الدال والثاني هو المدلول ‪ .‬فأن كان الدال لفظةاً كانةت الداللةة‬

‫لفظيةةة ‪ .‬وان كانةةت غيةةر ذلةةك كانةةت الداللةةة غيةةر لفظيةةة ‪ .‬وان كةةل واحةةدة مةةن اللفظيةةة وغيةةر اللفظيةةة تنقسةةم إلةةى داللةةة عقليةةة وطبيعيةةة‬

‫ووضعية ‪ .‬والداللة العقلية هي أن يجد العقل بين الدال والمدلول عالقة ذاتية تنقله من أحداهما إلى األخةر ‪ .‬أمةا كداللةة الطبيعيةة علةى‬

‫أن يجد العقل بين الدال والمدلول عالقة طبيعية تنقلةه مةن أحةداهما إلةى األخةر مثةل ألحمةره دليةل الخجةل ‪ ,‬أمةا الوضةعية وهةي أن يكةون‬

‫بين الدال والمدلول عالقة الوضع كداللة اللفظ على المعنى‪"4 .‬‬

‫وهةو شةيء أو معنةةى يفيةده لفةةظ أو رمةز مةةا ومنةه دالالت الكلمةةة أو الجملةة أو هةي مةةا يوجةن أدراك شةةي بسةبن أدراك شةةيء مةالزم لةةه ‪،‬‬

‫‪5‬‬
‫والداللة ‪ :‬ما يفهم من اللفظ عند أطالقه ‪.‬‬

‫الداللة ‪ :‬إجرائيا ‪:‬‬


‫وهي االنطباع أو المدلول أو الفكرة التي يظهرها المنظر والتي يقوم المتلقي باستلهامها وتأويلها عندما يجةدها مجسةدة فةي التقنيةة‬

‫المسرحية أثناء عملية العرض المسرحي ‪.‬‬

‫المنظر‪ :‬لغوياً ‪:‬‬


‫"مصدر للفعل( نظر) تقول منه نظره ينظره نظة اًر ومنظة اًر ومنظةرة ‪ .‬والمنظةر أيضةاً ‪ :‬مةانظرت اليةه فأعجبةك أو سةاءك ‪ ،‬يقةال منةه ‪ :‬أن‬

‫‪6‬‬
‫فالناً لفي منظر ومسمع ‪ ،‬أي ‪ :‬في ما أحن النظر اليه واالستماع له" ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد اهلل العال يلي ‪ :‬الصحاح في اللغة والعلوم ‪ ،‬مجلد ‪ ، 1‬ط‪ ( ، 1‬بيروت ‪ :‬دار الحضارة العربية ‪ ، ) 1974 ،‬ص ‪. 412‬‬
‫‪ .2‬بيار غيرو ‪:‬علم الداللة ‪ ،‬تر ‪ :‬أنطوان أبو زيد ‪ ،‬ط‪ ( ، 1‬بيروت ‪ :‬منشورات دريد ات ‪ ، ) 1986 ،‬ص ‪. 19‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ .‬سامية احمد ‪ :‬الدالالت المسرحية ‪ ،‬في ‪ :‬مجلة عالم الفكر ‪ ،‬مج ‪ ، 21‬العدد ‪ ، 4‬و ازرة األعالم ‪ ،‬الكويت ‪ ، 1980 ،‬ص ‪. 85‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ ( ، 1‬بيروت ‪ :‬دار الكتان اللبناني ‪ ، ) 1982 ،‬ص ‪. 563‬‬ ‫‪ .‬جميل صليبا ‪ :‬المعجم الفلسفي ‪،‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ .‬جعفر الحسيني ‪ :‬معجم مصطلحات المنط ‪ ( ،‬قم ‪ :‬دار األعتصام ‪ ، )2000 ،‬ص ‪. 143‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ .‬الصحاح ‪ :‬تا اللغة وصحاح العربية ‪ ،‬تحقي ‪ ،‬أحمد عبد الغفار ‪ (، 2 ،‬بيروت ‪ :‬دار الكتان العربي ‪ 400 ،‬ه ة ) ‪ ،‬ص‪.831‬‬
‫‪1782‬‬
‫الدالالت االجتماعية لعناصر الفن التشكيلي وتأثيرها في الفن المسرحي‬
‫م‪.‬م‪ .‬علي جدوع عيفان الشمري‬

‫" وكذلك المنظر ما كان نظ اًر بالعين أو بالقلن ‪ ،‬فالمنظر يقع على األجسام وعلى المعاني ‪،‬فما كةان باألبصةار فهةو لججسةام ومةا كةان‬

‫بالبصائر كان للمعاني ‪ .‬ومنه قولهم نظةرت إليةه ‪ ،‬أذا تأملتةه بةالعين ونظةرت إلةى فعلةه ‪ ،‬أي رجوتةه"‪ " 1‬وكةذلك يمكةن تعريفةه ( نظةر ‪،‬‬

‫نظره ‪ ،‬كنظره أو سمعه ‪ ،‬ومنظره ‪ ،‬وتناظ اًر ‪ ،‬تأمله في عينيه ‪ ،‬والمنظر والمنظرة ما نظرت اليه ‪ ،‬فأعجبك أو أساءك ومنظري ‪ ،‬حسن‬

‫‪2‬‬
‫المنظر والنظور من ال يغفل النظر إلى من أهمه ) "‬

‫المنظر‪ :‬اصطالحاً ‪:‬‬


‫‪3‬‬
‫"عرفه ( دولمان ) على أنه ذلك البناء أو الهيئة التي تسهم في التغطية والتجميةل واإليحةاء بالحالةة النفسةية واإليحةاء بالمكةان‪" .‬‬

‫ويعرفةه ( أصةالن ) " هةو لةيس لوحةة بةارزه أو رسةماً حيةاً كةذلك اليفةةرض المنظةر علةى المتفةر بثباتةه وتعريفةه لعةالم مةا ‪ ...‬بأنةه فضةةاء‬

‫‪4‬‬
‫يتألف ويعاد تأليفه باستمرار‪ ،‬بناء يتطلن خلقه مشاركة الجمهور"‬

‫الفصل الثاني‬

‫المبحث األول مفهوم الدالالت االجتماعية في العمل الفني‬

‫إن المقصود بالدالالت االجتماعية هنا هو المعجم الذهني للدالالت‪ ،‬الموجود في أذهان أبناء المجتمع‪ ،‬وليس المعجم الكتان‪.‬‬

‫ولعل األمر ليس كما ذهن له بعض المؤلفين‪ ،‬كالدكتور حلمي خليل الذي يفر بين الداللة المعجمية والدالالت االجتماعية‬

‫فيقول‪”:‬لذلك نراهم يفرقون بين الداللة المعجمية للكلمة‪ ،‬والدالالت االجتماعية لها‪ ،‬باعتبار أن الداللة المعجمية هي داللة الكلمة داخل‬

‫المعجم‪ ،‬أما الداللة االجتماعية‪ ،‬فهي داللة الكلمة في االستعمال ”والذي يبدو لي أن الداللة المعجمية ‪-‬على هذا الشرح‪ -‬هي الصورة‬

‫الكتابية للداللة االجتماعية؛ لذا فالداللة المعجمية هي الداللة االجتماعية"‪ .5‬وكل وحدة داللية لها داللة توحي بها في ذهن السامع‪ ،‬يوان‬

‫كانت مفردة لم ترد في سيا ‪ .‬وتُكتسن هذه الداللة عن طري التلقي والمشافهة‪ ،‬وقد يحدث تغير في داللة الوحدة الداللية مع الزمن‬

‫‪7:‬‬
‫وهو ما يسمى بالتطور الدالل‪6" .‬ويمكن أن نقسم الدالالت االجتماعية إلى عدة أنواع‬

‫‪1‬‬
‫‪ ( ، 6‬بيروت ‪ :‬دار صاد ‪ ) 1968 ،‬ص ‪ – 4466‬ص ‪. 4467‬‬ ‫‪.‬أبن منظور ‪ :‬لسان العرن ‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ ، 4‬بدون ت ‪ ،‬ص ‪. 394‬‬ ‫‪ .‬أحمد الراوي الطاهر ‪ :‬ترتين القاموس المحيط ‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ ( .‬أحمد سلمان عطية ‪ :‬األتجاهات اإلخراجية الحديثة وعالقتها بالمنظر المسرحي في الع ار ( أطروحة دكتوراه غير منشورة ‪ :‬بغداد‬
‫‪ ،‬جامعة بغداد ‪ ،‬كلية الفنون الجميلة ‪ ، ) 1996 ،‬ص ‪. 5‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ .‬أوديت أصالن‪ :‬فن المسرح ‪ ،‬ترجمة ‪ :‬سامية أسعد ‪ ( ،‬القاهره ‪ :‬مكتبة األنجلو المصرية ‪ ، ) 1970 ،‬ص ‪. 794‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ .‬إبراهيم انيس ‪ ،‬داللة األلفاظ‪ ،‬ص‪ ، ٤٧:‬مصدر ساب‬
‫‪6‬‬
‫‪ .‬حلمي خليل ‪ ،‬الكلمة ص ‪ . 103‬مصدر ساب ‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪.‬احمد مختار ‪ ،‬علم الداللة ‪ ،‬ص ‪ ، 36‬مصدر ساب ‪.‬‬
‫‪1783‬‬
‫مجلة العلوم االنسانية ‪ ...‬كلية التربية للعلوم االنسانية ‪ /‬المجلد‪ 22‬العدد الرابع ‪ /‬كانون الثاني ‪2015‬‬

‫‪- ١‬الداللة األساسية‪ :‬ولها عدة أسماء كالمركزية أو التصويرية‪ ،‬وهي العامل الرئيس لالتصال اللغوي‪ ،‬وقد عرفها (نيدا )بأنها‪”:‬المعنى‬

‫المتصل بالوحدة المعجمية حينما ترد في أقل سيا أي حينما ترد مفردة كداللة كلمة رجل على الرجل أو بطريقة أخرى‪+ :‬إنسان‬

‫‪+‬ذكر ‪+‬بالغ ‪ ،‬التي تختلف عن داللة كلمة ولد التي هي‪+ :‬إنسان ‪+‬ذكر ‪-‬بالغ‪.‬‬

‫‪- ٢‬الداللة اإلضافية‪ :‬وتسمى أيضاً الداللة العرضية أو التضمينية‪ ،‬وهي الداللة التي تملكها الكلمة عن طري ماتشير إليه إضافة إلى‬

‫داللتها األساسية‪.‬‬

‫ويمكن أن نضرن لذلك مثالً بكلمة (ثعلن) التي تدل داللتها األساسية على الحيوان المعروف‪ ،‬وتدل داللتها اإلضافية على المكر‪،‬‬

‫ومثل ذلك كلمة (نحلة) التي تدل على النشاط بداللتها اإلضافية‪ ،‬وداللة كلمة (القطيع )التي تدل على االنقياد‪.‬‬

‫وال يشترط إن تتف الداللة اإلضافية بين المتكلمين باللغة يوان اتفقت الداللة األساسية‪ ،‬كما يمكن أن تتغير هذه الداللة مع ثبات الداللة‬

‫األساسية‪.‬‬

‫‪- ٣‬الداللة األسلوبية‪ :‬وهي الداللة التي تفرضها الظروف االجتماعية‪ ،‬أو رتبة العالقة بين المتكلم والسامع‪ ،‬أو رتبة اللغة المستخدمة‬

‫(رسمية‪ ،‬أدبية …) مثل الكلمات التي تطل على الزوجة في اللغة العربية( حرمه‪ ،‬عقيلته‪ ،‬زوجته) فكلمة (حرمه) تستخدم غالباً في‬

‫مستوى الحديث الرسمي‪.‬‬

‫‪ - ٤‬الداللة النفسية‪ :‬وهو ما يشير إلى ما تتضمنه الكلمة من داللت عند الفرد‪ ،‬فهي داللة فردية ذاتية‪.‬‬

‫‪- ٥‬الداللة اإليحائية‪ :‬وهذه الداللة تتعل بكلمات لها القدرة على اإليحاء بداللة أخرى‪ ،‬ومن أهم أنواع هذه الداللة هو مايتعل‬

‫بالكلمات المجازية أو المؤسسة على المجاز‪ ،‬وكذلك األمر في كلمات الالمساس‪.‬‬

‫وهذه األنواع الجزئية من الداللة المعجمية قد تكون سبباً في اختالف التأويل‪ ،‬كما أن االختالف في الداللة النحوية قد ينتج عنه‬

‫اختالف في التأويل‪.‬و العمل الفني كأي حال من األحول هو ذلك المنجز الذي يكون مرتبط ارتباط وثي بالمجتمع ويتكون من‬

‫عناصر مختلفة قد اختلف العلماء والفنانون والنقاد في تحديدها يوان اتفقوا على وجودها فهي في رأي البعض الخط والشكل والفراغ‬

‫والضوء والظل ‪.‬ومهما كانت هذه العناصر فإن إدراك الفنان لها إدراكاً جيدا يساعده في عملية التخطيط ويجعله سهال طيعا كما‬

‫يساعده في تقييم تصميمه وتطويره وفي تقدير أعمال المصممين اخخرين وتذوقها‪ .‬فالمصمم يحتا دائما إلى اختبار الضعف فيه‬

‫فيعالجه وتؤدي درايته بعناصر التصميم إلى تقويم كل عنصر منها على حدة ليتأكد من وجوده وتفاعله االستقاللي في تقويم كل‬

‫عنصر منفردا عن العناصر األخرى على أن يجعل مندمجة في العمل الفني كوحدة واحدة في النهاية ‪.‬‬

‫‪1784‬‬
‫الدالالت االجتماعية لعناصر الفن التشكيلي وتأثيرها في الفن المسرحي‬
‫م‪.‬م‪ .‬علي جدوع عيفان الشمري‬

‫ونحن نرى أن التصميم الجيد ينقسم إلى ثالثة عناصر رئيسية وهي‪:‬‬

‫‪.1‬الشك ة ة ةةل واألرضيةةة ‪.‬‬

‫‪.2‬عناصر يمكن قياسها وهي اللون المعتم والمضيء ‪.‬‬

‫‪.3‬عناصر مشتقة وهي النقط وما ينشأ عنها من خطوط وأشكال وقيم سطحية ‪.‬‬

‫"أن العمةةل الفنةةي عةةادة مةةا يلجةةأ إلةةى االسةةتعارات والرمةةوز فةةي التعبيةةر عةةن مفةةاهيم داللةةة الةةنص‪ ،‬ويكةةون مرتك ة از علةةى مفةةردات‬

‫استعارة تتشابك مع مفردات العرض‪ .‬فاالستبدال أو استعارة المعنى هو محور العمل الفني لتنقله من نص المقدرة إلةى العرض(المتلقةي)‬

‫كةةون لغةةة العمةةل الفنةةي ليسةةت بالضةةرورة كالميةةة‪ ،‬ولكةةن هنةةاك أنظمةةة أخةةرى مةةن الةةدالالت إن وجةةدت تقةةدم عةةدد مةةن الق ةراءات المحتملةةة‬

‫"‪"1‬تمتاز الداللة في العمل الفنةي بتصةعيد المعنةى‪ ،‬أي تشةكيل صةورة فةي ذهةن المتلقةي‪ .‬ومةن ثةم يةتم مرورهةا مةن خةالل جملةة ضةرورات‬

‫يحتاجها العمل نفسه‪ ،‬بعيدا عةن الخامةات لتشةكيل معنةى ينمةي بنيةة العمةل أكثةر ثةراء فةي األفكةار‪ ،‬لةذا الداللةة هةي سلسةلة مةن العمليةات‬

‫تشةترك فةةي مسةتوى الفهةةم عنةدما تعتمةةد علةى الحةواس‪" ،‬تبةدأ بةةاإلدراك وهةو المسةةتوى األول الةذي يعتمةةد علةى حةواس المتلقةي‪ ،‬ثةةم التعةةرف‬

‫بوصفه عم لية ذهنية‪ ،‬ثم يلي ذلك مستوى الفهم الذي يساعد على فك رموز العالمات والتوصل إلى داللة"‪2‬هنالك عناصةر جماليةة تقنيةة‬

‫يختص بهةا العةرض المسةرحي وهةذه العناصةر هةي ( اللةون ‪ ،‬الشةكل ‪ ،‬الكتلةة ‪ ،‬الملمةس ‪ ،‬الفضةاء ) وهةذه العناصةر ال يمكةن االسةتغناء‬

‫عنهةةا فةةي العةةرض المسةةرحي ولوالهةةا ألصةةبح المسةةرح عبةةارة عةةن ف ةراغ خةةالي ال يملةةك أي معلةةم مةةن معةةالم الحيةةاة وهةةذه العناصةةر ت ةرتبط‬

‫ارتبةةاط وثي ة بالممثةةل وبطبيعتهةةا تعطةةي دالالت مختلفةةة وبيئةةات متنوعةةة أي حسةةن أخراجهةةا للمتلقةةي ويعتبةةر المتلقةةي المسةةتفيد مةةن هةةذه‬

‫الدالالت وذلك لتوصله إلى البيئة التي يطمح لها المخر ‪ .‬أن العناصر التشكيلية للمنظر المسرحي ضمن العةرض البةد أن تتوافة مةع‬

‫المكونةةات الطبيعيةةة وذلةةك لمةةا تحملةةه مةةن دالالت متعةةددة المسةةتويات والتةةي بةةدورها تفةةرز مةةن خةةالل أنتقالهةةا والتصةةاقها مةةع بقيةةة دالالت‬

‫األحةةداث م ةةع جمالياته ةةا وصةةوالً إل ةةى الم ةةدرك العقل ةةي وأخي ة اًر تثي ةةر رؤي ةةة اجتماعيةةة وسياس ةةية وديني ةةة بحس ةةن البيئةةة المص ةةممة م ةةن قب ةةل‬

‫المخر ‪..‬من هنا يرى الباحث أن العناصر التشكيلية المذكورة في أعاله تحمل قيم مختلفة وتكون هذه القيم معروفه لةدى المتلقةي ويمكةن‬

‫استغالل هةذه القةيم فةي التعبيةر عةن رؤيةة المخةر بوسةاطة هةذه العناصةر عةن طرية الةتحكم فةي اسةتعمالها فةي العةرض بطةر مختلفةة‬

‫للتعبير عن بيئة أو حدث الخ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ .‬فرديناند سوسير‪ :‬دروس في علم اللغة العام‪ ،‬ترجمة‪ :‬يوئيل يوسف‪ (،‬بغداد‪ :‬دار الشؤون الثقافية العامة‪ ،)1986 ،‬ص‪.24‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ .‬احمد بوحسن‪ :‬نظرية التلقي إشكاالت وتطبيقات‪ ،‬ط‪ (،1‬المغرن‪ ،‬منشورات كلية اخدان)‪ ،‬ص‪.151‬‬
‫‪1785‬‬
‫مجلة العلوم االنسانية ‪ ...‬كلية التربية للعلوم االنسانية ‪ /‬المجلد‪ 22‬العدد الرابع ‪ /‬كانون الثاني ‪2015‬‬

‫المبحث الثاني الدالالت االجتماعية للعناصر التشكيلية في التقنيات المسرحية‬


‫‪.1‬الل ة ة ة ة ة ة ةةون‬
‫"اللةةون‪ /‬هةةو ذلةةك التةةأثير الفسةةيولوجي النةةاتج عةةن شةةبكية العةةين سةواء أكةةان ناتجةاً عةةن المةةادة الصةةباغية الملونةةة أم عةةن الضةةوء الملةةون ‪.‬‬

‫اكتشف نيوتن أن كل األلوان موجودة فةي ضةوء الشةمس مةن خةالل تجربةة تمريةر شةعاع ضةوئي أبةيض عبةر منشةور ثالثةي زجةاجي فةإن‬

‫الضوء يتحلل على سبعة ألوان تعرف بألوان الطيف تبدأ باللون البنفسجي ثةم النيلةي ثةم األزر ثةم األخضةر ثةم األصةفر ثةم البرتقةالي ثةم‬

‫األحمر‪ .‬يعتبر اللون األحمر أطول موجات األشعة المنظورة طوال ‪ .‬بينما اللون البنفسجي أقصر موجات األشعة المنظورة طوال"‪.1‬‬

‫"توجد خواص وصفات كثيرة للون ومنها الكنةه أي كنةه اللةون المقصةود بةذلك أصةل اللةون وهةي تلةك الصةفة التةي نميةز بهةا ونفةر‬

‫بها بين لون وآخر والذي نسميه باسمها فنقول هةذا لةون بنفسةجي ‪ ...‬والصةفة الثانيةة قيمةة اللةون ونقصةد بهةا الدرجةة التةي نقصةد بهةا أن‬

‫اللون فاتح أم غام بمعنى آخر أنه بالقيمة يمكن أن نفر بةين اللةون األحمةر الفةاتح واألحمةر الغةام ‪ .‬أمةا الصةفة الثالثةة فهةي الكرومةا‬

‫هةةي الخاصةةية أو الصةةفة التةةي تةةدل علةةى مةةدى نقةةاء اللةةون أي درجةةة تشةةبعه ‪،‬ويةرتبط نقةةاء اللةةون بمةةدى اختالطةةه بةةاأللوان المحايةةدة‪ .‬قةةام‬

‫العالم يوهانز آيتين بتقسيم دائرة األلوان إلى أثنى عشر لونا تتكون من القوائم الثالثة التالية" ‪: 2‬‬

‫‪ .1‬األلوان األساسية (األولية)‬

‫‪ .2‬األلوان الثانوية‬

‫‪ .3‬األلوان الثالثية (المشتقة)‬

‫"األلوان األساسية ‪:‬‬


‫هي األحمر و األصفر واألزر‬

‫وأطل عليها هذا المسمى كونها ال يمكن الحصول عليها عن طري مز األلوان األخرى‪.‬‬

‫األلوان الثانوية ‪:‬‬


‫هي البرتقالي و البنفسجي واألخضر‪.‬‬

‫وهي األلوان التي يمكن الحصول عليها عن طري مز لونين أساسيين معاً‪.‬‬

‫األصفر‪ +‬األحمر= البرتقالي‬

‫األحمر ‪ +‬األزر = البنفسجي‬

‫األزر ‪ +‬األصفر = األخضر‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ .‬برنارد مايرز ‪ :‬الفنون التشكيلية وكيف نتذوقها ‪ ،‬تر سعد المنصوري ‪ ( ،‬القاهرة ‪ :‬مؤسسة فرانكلين للطباعة ‪ ، ) 1966 ،‬ص‬
‫‪. 143‬‬
‫‪2‬‬
‫‪.‬شوقي إسماعيل ‪ :‬الفن والتصميم ‪ ( ،‬القاهرة ‪ :‬جامعة حلوان ‪ ،‬كلية التربية الفنية ‪ ، ) 1999 ،‬ص ‪. 185-184‬‬
‫‪1786‬‬
‫الدالالت االجتماعية لعناصر الفن التشكيلي وتأثيرها في الفن المسرحي‬
‫م‪.‬م‪ .‬علي جدوع عيفان الشمري‬

‫األلوان الثالثية (المشتقة)‪:‬‬

‫هي األلوان التي تقع بين األلةوان األساسةية والثانويةة حيةث تنشةأ مةن خلةط لةون أساسةي بلةون ثةانوي مثةل البرتقةالي المصةفر ‪ -‬البرتقةالي‬

‫المحمر‪ -‬البنفسجي المحمر‪ -‬البنفسجي المزر – األخضر المزر – األخضر المصفر"‪.1‬‬

‫ما يهم الباحث من االطالع على بعض تفاصيل اللون في هذا المبحث هو لوجود عالقة وثيقةة بةين األلةوان والتقنيةة المسةرحية‬

‫وذلةةك ألن التقنيةةة المسةةرحية يعتمةةد أعتمةةاداً كليةاً علةةى األلةوان وثانيةاً حتةةى نةةتمكن مةةن أظهةةار أي لةةون علةةى خشةةبة المسةةرح ‪ .‬أن األلةوان‬

‫وبمساعدة الضوء المسلط عليها يمكن أعتبارها لغةة مصةاغة بشةكل مةدروس لتجسةيد داللةة معينةة أو حالةة نفسةية يريةد المخةر إظهارهةا‪.‬‬

‫وللون دالالت مختلفة وما يهمنا هو معرفة الدالالت األجتماعية للون‪.‬‬

‫فأن اللون من طبيعته يحمل دالالت أجتماعية متباينة من بلد إلى آخر وقد تشترك كل البلدان في هذه الداللة وسوف يتطر الباحث‬

‫إلى الدالالت األجتماعية التي تبدو مشتركة بين أغلن البلدان‪.‬‬

‫"األسود ‪:‬يرتبط بالموت والخوف والحزن وفقد البصر والوقار‪.‬‬

‫األبيض يرتبط بالطهارة والنقاء والنظافة ‪.‬‬

‫األحمر يرتبط الحري اللهن والح اررة والدفء والخطر والدمار والقتل‪.‬‬

‫األخضر‪ :‬يرتبط بالحقول والحدائ واألشجار‪.‬‬

‫األزر ‪ :‬يرتبط بالسماء والماء في الطبيعة "‪.2‬‬

‫وعند استخدام األلوان على خشبة المسرح يجن ان يكون المخر على علم ودراية بطبيعة وبيئة المتلقي وما يحبه وما يكرهه أو‬

‫يفضله وما أعتاد عليه من تلك األلوان وذلك ألن العرض موجه بالدرجة األولى واألخيرة إلى المتلقي الذي أصبح من ضمن منظومة‬

‫العرض المسرحي بحسن النظريات الحديثة ‪..‬‬

‫‪ .2‬الشك ة ة ة ة ة ةةل‬
‫يعتبةةر الشةةكل مةةن أحةةد العناصةةر الممي ةزة للعمةةل الفنةةي والمكملةةة للعةةرض المسةةرحي وذلةةك ألن الشةةكل مقتةةرن باإلحسةةاس الةةذي‬

‫يحيلنا إلى اإلدراك الحسي وبالتةالي التجةانس مةع التجربةة اإلنسةانية ويعتبةر اإلدراك هةو الوسةيلة التةي تةتم بهةا المعرفةة وذلةك ألن اإلد ارك‬

‫عمليةة عقليةة منظمةة والمعرفةة تةةأتي عةن طرية المنبهةات ألن "اإلنسةان باحثةاً عةن المعلومةات منظمةاً لهةا ويعتبةةر الشةكل واحةده مةن هةةذه‬

‫المعلومات "‪ 3‬تعددت جوانن تناول مفهوم الشكل زمكانياً‪ ،‬واختلفت باختالف الفلسفات والتوجهات الفكريةة السةائدة‪ ،‬ولد ارسةة الشةكل مةن‬

‫‪1‬‬
‫‪ .‬روبرت ديالم سكورت ‪:‬أسس التصميم ‪ ،‬تر محمد محمود وآخرون( مصر‪ :‬دار نهضة الكتان ‪ ،‬ص‪.) 90‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ .‬عفيف بهنسي ‪ :‬النقد الفني وقراءة الصورة ‪ ،‬ط ‪ ( ، 1‬القاهرة ‪ :‬دار الكتان ‪ ، ) 1997 ،‬ص ‪. 79‬‬
‫‪3‬‬
‫‪.‬قاسم حسين صالح ‪ :‬سيكولوجية اللون والشكل ‪ (،‬بغداد ‪ :‬دار الرشيد للنشر ‪ ، ) 1982 ،‬ص ‪. 20‬‬
‫‪1787‬‬
‫مجلة العلوم االنسانية ‪ ...‬كلية التربية للعلوم االنسانية ‪ /‬المجلد‪ 22‬العدد الرابع ‪ /‬كانون الثاني ‪2015‬‬

‫جميةةع جوانبةةه الفكريةةة‪ ،‬البةةد مةةن د ارسةةة العالقةةة المتبادلةةة بينةةه وبةةين المعنةةى‪ ،‬فالشةةكل غيةةر المنفصةةل عةةن معنةةاه يجسةةد المنطل ة النفعةةي‬

‫والعاطفي في تكامل وتآزر‪ .‬في الشكل نوعان من المعنى يجن أن ال ينفصل الشكل عنهما هما المعنى الداللي ويشخص في مسةتويين‬

‫(المعن ةةى االبتةةدائي‪ ،‬و المعنةةى الثةةانوي)‪ ،‬والمعن ةةى الزخرف ةةي (التركيب ةةي) ال ةةذي ينةةتج ع ةةن عالق ةةات هندسةةية دون اإلش ةةارة إل ةةى أي مرج ةةع‬

‫حضاري‪ .‬ويعتبر الشكل هو العنصر المميز والرئيس في العمل الفني بوصفة األساس الذي يسعى المصمم إلى تشةكيله والمتلقةي إلةى‬

‫االسةتمتاع البصةري فيةه وبالتةالي تحقية اللةذة الجماليةة والمفهةةوم الةداللي ‪ .‬أصةبح هنةةاك العديةد مةن المتغيةرات التةي غيةرت فةي صةةياغة‬

‫متغية ةرات الدالل ةةة والت ةةي أص ةةبحت م ةةن خالله ةةا ين ةةتظم الش ةةكل الجم ةةالي وداللية ةاً ف ةةي العم ةةل‬ ‫الش ةةكل وبالت ةةالي إل ةةى قة ةراءة الش ةةكل وفة ة‬

‫الفنةي ‪".‬والشةكل رسةةالة مرئيةة تحمةةل فكةرة (داللةةة) وتةؤدي إلةةى معنةى يسةةتقبله المتلقةي علةةى شةكل إمةةا عالمةة (أيقونةةة) أو إشةارة رمزيةةة ‪.‬‬

‫والفكةرة أو الداللةةة هةةي مضةةمون العمةةل الفنةةي والرسةةالة البصةرية التشةةكيلية ‪ .‬والشةةكل عبةةارة عةةن كةةل مةةا يح ةيط باإلنسةةان مةةن ظةواهر‬

‫وموجةةودات محسوسةةة بحيةةث يشةةكل الصةةورة البص ةرية لهةةذه الموجةةودات مةةن خةةالل انعكةةاس الصةةورة فةةي الةةوعي البصةةري والشةةكل مةةن‬

‫‪1‬‬
‫وقةةد ميةةز الفالسةةفة االخةةتالف فةةي أنةواع األشةةكال ومةةدلوالتها مةةن حيةةث البنةةاء‬ ‫المثيةرات وعمليةةة االسةةتجابة هةةي عمليةةة إدراك الشةةكل"‬

‫الشةكلي لهةا حيةث أكةد (سةقراط) أن جمةال اإلشةكال الهندسةية الناتجةة عةن حركةة الخطةوط وبمختلةف أنواعهةا تمتلةك صةفة الجمةال الةدائم‬

‫‪2‬‬
‫وليس الجمال النسبي المحكوم زمنياً وفقاً ألهداف وجوده”‬

‫ومن هنا يرى الباحث أن الشكل مفهوم ال يمكن االستغناء عنه في التقنية المسرحية كونه من الناحية األولى يحمل القيم الجماليةة‬

‫التةةي ال يمكةةن االسةةتغناء عنهةةا فةةي العةةروض المسةةرحية وثانيةةا أن الشةةكل يحمةةل دالالت متنوعةةة لتوضةةح محتةةوى المضةةمون فةةي الةةنص‬

‫المسةةرحي ويكةةون ذلةةك عةةن طري ة رسةةمها بواسةةطة المخةةر ‪ .‬وكةةذلك أن الشةةكل يحمةةل دالالت اجتماعيةةة فةةي التقنيةةة المسةةرحية ويمكةةن‬

‫حصر هذه الدالالت في قسمين القسم األول يكون في الديكورات ( األبنية ) فعندما نشةاهد بيتةاً زاهيةاً أو قصةر كبيةر يةوعز ذلةك إلةى أن‬

‫صاحن هذا البيت رجل غني ويملك أموال كثيره ‪ .‬وبينمةا لةو رأينةا بيتةاً فقيةر الشةكل لةذهن ذهننةا إلةى أن صةاحن هةذا البيةت فقيةر الحةال‬

‫وكةةذا الحةةال فةةي الملحقةةات التةةي تخل ة داللةةه اجتماعيةةة فعنةةد وجةةود أثةةاث فخةةم فةةي البيةةت فيةةوحي إلةةى داللةةة اجتماعيةةة تعبةةر عةةن غنةةى‬

‫صةاحن البيةةت أمةا أذا كةةان التمثيةل داخةةل البيةت ولةةم نشةاهد أي شةةي فخةم ورأينةةا فقةط أثةةاث بسةيطة وقديمةةة فيةوعز ذلةةك إلةى أن صةةاحن‬

‫البيةةت ( داللتةةه االجتماعيةةة ) فقيةةر الحةةال ‪.‬أمةةا القسةةم الثةاني فيكةةون فةةي شةةكل األزيةةاء أي األزيةةاء التةةي ترتةةديها الشخصةةيات فعنةةدما نةةرى‬

‫شخصية تلبس المالبس الفاخرة واإلكسسوارات الجميلةة والغاليةة بعكةس مةا نةرى شخصةية تلةبس مةن المالبةس الرثةة أو البسةيطة ‪ .‬وكةذلك‬

‫نستطيع معرفة شخصية الفالح أو الوزير أو القائد العسكري أو عمل أي شخصية بواسطة الشكل المظهري لهذه الشخصيات ‪.‬‬

‫‪ .3‬الملمة ة ة ة ةةس‬

‫‪1‬‬
‫‪ .‬جور فالنجان ‪ :‬حول الفن ‪ ،‬تر كمال المالخ ‪ (،‬القاهرة ‪ :‬دار المعارف ‪ ،) 1962 ،‬ص ‪.286‬‬
‫‪2‬‬
‫‪.‬جور فالنجان ‪ :‬المصدر الساب ‪ ،‬ص ‪.286‬‬
‫‪1788‬‬
‫الدالالت االجتماعية لعناصر الفن التشكيلي وتأثيرها في الفن المسرحي‬
‫م‪.‬م‪ .‬علي جدوع عيفان الشمري‬

‫الملمس تعبير يدل على المظهر الخارجي المميز ألسطح المةواد أي الصةفة المميةزة لخصةائص أسةطح المةواد ‪ ,‬التةى تتشةكل عةن طرية‬

‫ترتيةةن جزيئاتةةه ونظةةم إنشةةائها فةةي نس ة يتضةةح مةةن خاللهةةا السةةمات العامةةة للسةةطوح ومةةا ينةةتج عنهةةا مةةن قةةيم ملمسةةيه متنوعةةة ‪ ,‬وهةةذه‬

‫الخاصية نتعرف عليها من خالل الجهاز البصري‪.‬‬

‫وملمس السطح يظهر كنتيجةة للتفاعةل بةين الضةوء وكيفيةات السةطح مةن حيةث ( النعومةة ‪ ,‬الخشةونة ‪ ,‬درجةة الصةقل ) ونحةن‬

‫ننظر إلى القيم السطحية على أنها ملمس السطوح كمةا تحسةه اليةد ‪ ,‬ولكةن القةيم السةطحية أيضةا هةي ملمةس السةطوح كمةا يحسةها العقةل‬

‫ألن في العقل ميالً لوصف السطوح المرئية على أنها خشنة أو ناعمة كما أن العقل يربط هذه الصفات المرئيةة بالحركةة‪ .‬ويةؤدي تنظةيم‬

‫تلك العناصر الشكلية بكيفيات مختلفة وبكثافات مختلفة إلى تغير الخصائص الضوئية للسطح من حالة إلةى أخةرى‪.‬والملمةس فةي العمةل‬

‫الفنةي ال يعنةى اإلحسةاس بةه عةن طرية الرؤيةة البصةرية يواحسةاس العقةل بةالقيم السةطحية وتخيلهةا ظةاهرة يطلة عليهةا أحيانةاً المعةادل‬

‫البصري لإلحساس الملمسي‪ " .‬أن مسألة أدراك الشةخص لةذلك الملمةس بعةد رؤيتةه لةه يعزيهةا إلةى أن كةل شةخص يمتلةك أحساسةاً ناتجةاً‬
‫‪1‬‬
‫عن الملمس الذي يقع ناظره عليه مصحوباً بإدراك بصري له "‬

‫ويكمةةن أن نقةةول أن "هنالةةك نةةوعين مةةن الملمةةس النةةوع األول المالمةةس الحقيقيةةة هةةي التةةي نسةةتطيع أن نةةدركها مةةن خةةالل حاسةةة‬

‫اللمس والبصر نتيجة تباين مظهرها السطحي حيث يمكن عن طري لمةس األسةطح التةي يتشةكل منهةا العمةل الفنةي المصةمم أن نتعةرف‬

‫علةى أنةواع الملمةس وطبيعتةه مةةن ناحيةة درجةة الخشةونة و نعومتةه وأيضةةا يقسةم هةذا النةوع إلةى مالمةةس طبيعيةة ومالمةس صةناعية ‪ .‬أمةةا‬

‫النوع األخةر فهةي المالمةس اإليهاميةة يعةرف هةذا النةوع بةالملمس ذي البعةدين حيةث يمكةن إد اركةه بحاسةة البصةر دون أن نسةتطيع تمييةزه‬

‫عن طري اللمس ‪ .‬وغالبا ما تكون المالمس اإليهامية تقليدا لمالمس حقيقية مثل ملمس الحجر أو الرخةام أو الخشةن الجلةد أو الزجةا‬

‫أو الخيش "‪ 2‬يعتبر الملمس من العناصر المهمة فةي العةرض المسةرحي لمةا يحملةه مةن دالالت مختلفةة يرمةز لهةا هةذا الملمةس ‪ .‬ليبةين‬

‫أبعاد الشخصية أو أبعاد الكتل الديكورية أو أبعاد األزياء فيه ‪ .‬فتحدد المالمس مواطن السيادة في العرض فالملمس الخشن في تصةميم‬

‫معين وتحيطه مالمس ناعمة فيكةون هةذا الملمةس النةاعم موقةع الصةدارة فةي ذلةك العةرض ليعطةي دالالت مختلفةة عةن صةاحن الملمةس‬

‫الناعم وأن من هذه الدالالت هي الدالالت االجتماعية ‪.‬فمن خالل الملمةس نسةتطيع أن نعةرف الةدالالت االجتماعيةة لكةل شةخص ولكةل‬

‫مكان على خشبة المسرح ‪" .‬أذا أقبل الينا شخص ما نراه طبعاً ونتعرف بظواهره الشخصية وطابع وطبيعة تكوينه ( الملمس الخارجي )‬

‫ولكةةن المةةدلول لةةيس ألنةةه شةةخص بةةل ذلةةك الشةةخص يحةةوي صةةفات معينةةة تمثةةل شخصةةيته ويمثةةل عالم ةاً كبية اًر لةةه ممي ةزات وخلة وثقافةةة‬

‫يوامكانيات وكةل هةذه الةدالئل تةأتي مةن معرفتنةا المظهةر الخةارجي لهةذه الشخصةية"‪ 3‬أن مةن حيةث التركيةن الملمسةي وتطةوره تنمةو جةذور‬

‫‪1‬‬
‫‪ .‬للمزيد ‪ ،‬ينظر ‪ :‬عبد الفتاح رياض ‪ ،‬التكوين في الفنون التشكيلية ‪ ( ،‬القاهرة ‪ :‬دار النهضة العربية ‪ ،‬بدون ت ) ‪ ،‬ص ‪.288‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ .‬محاورة مع الدكتورة ( صفا لطفي ) ‪ ،‬كلية الفنون ‪ /‬جامعة بابل ‪ ،‬بتأريخ ‪. 2010 /12 / 18‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ .‬فر عبو ‪ :‬علم عناصر الفن ‪ ( ، 2 ،‬ايطاليا ‪ :‬دار دلفين ‪ ، )1982 ،‬ص ‪. 563‬‬
‫‪1789‬‬
‫مجلة العلوم االنسانية ‪ ...‬كلية التربية للعلوم االنسانية ‪ /‬المجلد‪ 22‬العدد الرابع ‪ /‬كانون الثاني ‪2015‬‬

‫عميقة مرتبطة بتطور الحضارة لكل أمة حيةث يتبةع صةفات مميةزه تأخةذ طابعةاً شةكلياً يختلةف بةين شةعن وشةعن ومةن عصةر إلةى آخةر‬

‫ومدينة وأخرى وهذا ما رأيناه بالعمارة المغربية األندلسية والهندية واإلسالمية وحضارة عصر النهضة ‪.‬‬

‫من هنا يرى الباحث أن الملمس في تكوينه يحمةل دالالت كثيةرة وأن مةن هةذه الةدالالت هةي الةدالالت االجتماعيةة التةي يمكةن‬

‫أن نلتمسةةها فةةي التقنيةةة المسةةرحية أثنةةاء العةةرض المسةةرحي المقةةدم وتكةةون هةةذه الةةدالالت تعبي ة اًر عةةن طائفةةة معروفةةة أو سةةمات شخصةةية‬

‫اء مةا كةان منهةا فةي‬


‫معينة ‪ .‬وهناك عدة صفات في الملمس لم تأتي من فراغ و أنما تدخل المخر المسرحي في أبراز تلك الصفات سةو ً‬

‫األزياء أو الديكور ومن ثم في التقنية المسرحية ‪ .‬فالكتل الصماء الخشنة فةي الةديكور قةد تأخةذ المتلقةي إلةى دالالت ورمةوز تختلةف عةن‬

‫الةةدالالت أو االنطباعةةات التةةي تةةوحي بهةةا لةةه الكتةةل الناعمةةة الملمةةس والةةذي يةةؤدي إلةةى بروزهةةا بشةةكل واضةةح وجلةةي للمتلقةةي وهةةو سةةقوط‬

‫إضاءة مختلفة األلوان ومن مساقط مختلفة ‪ .‬لذلك فالملمس غني بالدالالت التي يبثها للمتلقي حسن هيئاته وشكله وطريقة تصميمه ‪.‬‬

‫‪ .4‬الفض ة ة ة ة ةةاء‬
‫"أن مفهوم الفضاء علمياً وفيزيائياً هو الحيز الذي تتحرك فيه األجسام الصلبة دون أن تتلف أو تدمر وتحافظ علةى شةكلها مةن خاللةه ‪.‬‬

‫وك ةةذلك الهة ةواء ه ةةو الحة ةزام المح ةةيط ب ةةالكرة األرض ةةية ض ةةمن الفض ةةاء المس ةةمى ( الس ةةماء ) ال ةةدائر ح ةةول الكة ةرة األرض ةةية ‪.‬ويق ةةول (ج ةةور‬

‫سانتايانا)* في كتابةه ( اإلحسةاس فةي الجمةال ) الفضةاء هةو الظةاهرة األزليةة التةي خلقةت مةع اإلنسةان لتعطيةه مجةاالً واسةعاً فةي التأمةل‬

‫وليسبح أفكةاره وخيالةه فيةه ليولةف مةا نقةص منةه أمةا فيمةا يةرى أو فيمةا يبةدع أو فيمةا يسةمع ويشةاهد" ‪ 1‬مةايهم الباحةث هنةا معرفةة الفضةاء‬

‫المسرحي ‪" .‬في الدراسات المسرحية التنظيرية تعددت التعريفات حول مفهوم الفضةاء المسةرحي المةتالك هةذا المصةطلح دالالت عديةدة‬

‫على مستوى الخطان األدبي أو الخطان اإليمائي وكذلك على مستوى استجابة المتفر ‪ .‬ومن هذا الفهم الشةامل للفضةاء يمكةن تحديةد‬

‫تعريةةف الفضةةاء المسةةرحي ‪ .‬فالفضةةاء هنةةا‪ :‬هةةو الحيةةز المسةةرحي الةةذي يحةةوي كةةل التكوينةةات واإلنشةةاءات والتشةةكيالت ويتضةةمن مجمةةل‬

‫العالقةات المكانيةةة والزمانيةةة والبصةرية التةي تشةةمل الفضةةاء النصةةي وفضةاء العةةرض بوحةةدة جماليةةة جدليةة فنيةة تصةةهر جميةةع عناصةةر‬

‫العرض المسرحي ببودقة واحدة‪ 2".‬أن الفضاء المسرحي شيء مجرد يمكةن توظيفةه مةن خةالل فاعليةة العناصةر الماديةة الثالثةة (الكتةل ‪،‬‬

‫المسةةطحات ‪ ،‬الخطةةوط ) "وأن الفضةةاء عنصةةر مةةن الصةةعن توضةةيحه إال فةةي حالةةة وجةةود شةةيء ذي أبعةةاد ثالثةةة"‪" .. 3‬تعنةةي دالالت‬

‫الفض ةةاء تمثي ةةل المعن ةةى والمض ةةمون ف ةةي آلي ةةة التش ةةكيل اللغ ةةوي والفن ةةي ف ةةي الع ةةرض المس ةةرحي وتحي ةةل المتلق ةةي إل ةةى مرجعي ةةات تاريخي ةةة‬

‫واجتماعية ونفسي ة بحكم المعنى السيميائي للداللة ‪ .‬وهناك تأكيد على عالقة منطقية بين وجود الداللةة واسةتم ارريتها وهنةاك ارتبةاط وثية‬

‫بينهةةا وبةةين جةةذورها التاريخيةةة واالجتماعيةةة والنفسةةية وكأنهةةا تنشةاً مةةن بنيةةة داخليةةة منعكسةةة مةةع نظةةام القةةيم فةةي المجتمعةةات لتعطةةي رم ة اًز‬

‫‪1‬‬
‫‪ ( ، 1‬أيطاليا ‪ :‬دار دلفين ‪ ، ) 1982 ،‬ص ‪. 306‬‬ ‫‪ .‬للمزيد ‪ ،‬ينظر ‪ :‬فر عبو ‪ :‬علم عناصر الفن ‪،‬‬
‫* ‪ .‬جور سانتايانا ‪ :‬كاتن وفيلسوف وشاعر أمريكي ولد عام ‪.1863‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ .‬عبد الكريم عبود ‪ :‬فرضيات لغة الفضاء المسرحي ‪ ،‬بحث منشور ‪ ،‬األنترنت موقع مسرحيون ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ .‬ناثان نوبلر ‪ :‬مدخل إلى تذو الفن والتجربة الجمالية ‪ ،‬تر فخري خليل ‪ ( ،‬بغداد ‪ :‬دار المأمون ‪ ، ) 1987 ،‬ص ‪. 87‬‬
‫‪1790‬‬
‫الدالالت االجتماعية لعناصر الفن التشكيلي وتأثيرها في الفن المسرحي‬
‫م‪.‬م‪ .‬علي جدوع عيفان الشمري‬

‫للموضوع "‪ 1‬أن عالقة المتلقي بالفضاء هي عالقة فهم يوادراك المعنى وهمةا اللةذان يمهةدان الكتشةاف حقيقةة متضةمنة فةي الفضةاء وهةي‬

‫إدراك الشفرات المعرفية والجمالية من خالل مايحمله من رموز ‪ .‬تتجلى وظيفة الفضاء في كونه يمنح الحدث تدرجاً ويوصله في بعض‬

‫العروض إلى أن يكةون أداة بنائيةة وعامةل حقيقةي يتوقةف عليةه الحةدث المقةام ‪ .‬يحمةل الفضةاء دالالت اجتماعيةة واسةعة فلةو أخةذنا مةثالً‬

‫( البيت ) فيشغل فضاء البيت مكانة مرموقة لما يمتاز به من أحساس باأللفة والمودة وقد عبر عنه( باشالر) كون حقيقي بكل مةا فةي‬

‫الكلمة من معنى ‪ .‬يواذا طالعنا بألفة فسيبدوا بيت جميالً ال كل األمكنة المأهولة حقاً تحمل فكرة البيت ‪ .‬وكذلك فضاء الصةحراء المعبةر‬

‫عةن الحريةة ألن فضةاء الصةحراء ال يخضةع إلةى أي قةوانين وبنةاءاً علةى ذلةك "يعةد المكةان الشةي الجةوهري واألسةاس لتكةون الفضةاء وأن‬

‫المكةةان سةةبن فةةي وضةةع الفضةةاء أي أن الفضةةاء بحاجةةة دوم ةاً للمكةةان"‪ .2‬ويعتبةةر الفضةةاء أوسةةع و اعةةم واشةةمل مةةن المكةةان الةةذي يجسةةد‬

‫ويومئ بالبعد الجغرافي فهو " ليس المكان الذي تجري فيه المغامرة المحكية فحسن ولكنه أيضاً أحد العناصر الفاعلة فةي تلةك المغةامرة‬

‫نفسها وهو تمثل متخيل في ذهن المتلقي قائماً بذاته يؤسسه فضاء جغرافي محدد ومضبوط يعتمد على سعة مخيلةة الكاتةن ويةؤدي دو اًر‬

‫رئيس ة ةاً فة ةةي تعمي ة ة داللة ةةة الحة ةةدث وأفعة ةةال الشخصة ةةيات ويمثة ةةل مجموعة ةةة األشة ةةياء المحيطة ةةة بنة ةةا مثة ةةل ( الشة ةةارع ‪ ،‬السة ةةاحة ‪ ،‬البية ةةت ‪،‬‬

‫المقهى ‪.....‬الخ ) وأن هذه األمكنة هو مانطل عليه أسم الفضاء ألن الفضاء أوسع وأشمل من معنى المكان ‪ .‬والمكان هنا هو مكةون‬

‫الفضاء"‪ .3‬يمتلك الفضاء دور مهم في وضع المكان والزمان وله أهميةة كبةرى فةي تةأطير وتنظةيم األحةداث ويشةكل المسةار الةذي يسةلكه‬

‫تجةةاه الحةةدث وهةةذا الةةتالزم فةةي العالقةةة بةةين الفضةةاء والحةةدث هةةو الةةذي يقةةرر األتجةةاه الةةذي يأخةةذه الحةةدث لتشةةييد حةواره ومةةن ثةةم يصةةبح‬

‫التنظةيم الةدرامي للحةةدث هةو أحةةدى المهةام الرئيسةةية للفضةاء‪ ".‬يعبةةر الفضةاء عةن عنصةةر التفاعةل بةةين الزمةان والمكةةان يواذا جمةع الحةةدث‬

‫بينهما في تصور واحد تولد مفهوم جديد يطل عليه أسةم ( الزمكانيةة )"‪4‬أن د ارسةة الفضةاء مفهةوم ال ينفصةل عةن ذلةك وعلةى هةذا يكةون‬

‫المكان والزمان والحدث والشخصية رموز تعمل كمؤشرات للكشف عن الطبقة األجتماعية والوضع االقتصادي وهي مفاهيم عامة تشةكل‬

‫النس المرجعي للفضاء المسرحي ‪ ..‬وبناءاً على ماتقدم بأن الفضاء المسرحي يحمل دالالت أجتماعيةة زمكانيةة تخلة مةن خةالل زمةان‬

‫ومكان وشخصيات المسرحية ويكون الفضاء عنصةر مهةم معبةر عنهةا ويكةون ذلةك نتيجةة أنعكةاس الواقةع المةادي علةى ذلةك الفضةاء مةن‬

‫خالل مكان الفضاء ودالالت هذا المكان األجتماعية ( قصر ‪ ،‬كوخ ‪ ،‬ملعن ) وزمانياً مةن خةالل تجسةيد مالمةح الزمةان ( زمةن العيةد ‪،‬‬

‫زمن االحتفال بأعياد الميالد ‪..‬الخ ) وأما الشخصيات فاالندما بينها وبين الفضاء يمنح فرصة للتبادل الةداللي وان الفضةاء ال يكتسةن‬

‫مدلوالته األجتماعية إال حين يصبح مجةاالً وحية اًز للشخصةيات العاملةة بصةراعاتها ورغباتهةا و أحةداثها ومةن دون ذلةك ال يصةبح للفضةاء‬

‫أي قيمة وال يحمل أي داللة ‪ .‬أذن الدالالت االجتماعية في الفضاء تقةرر مةن خةالل الزمةان والمكةان والشخصةية ‪...‬فالفضةاء المسةرحي‬

‫‪1‬‬
‫‪ .‬آمنة حبين ‪ ،‬دالالت الفضاء في دراما الطفل ‪ ،‬أطروحة دكتوراه ‪ .‬غير منشورة جامعة بابل ‪ -‬كلية الفنون الجميلة ‪ ،‬ص ‪. 103‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ .‬محمد بنيس ‪ :‬الشعر العربي الحديث بنياته وأبداالتها ‪ ، 1 ،‬ط‪ ( ، 1‬الدار البضاء ‪ :‬دار توبقال ‪ ، ) 1990 ،‬ص ‪112‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ .‬حسن بحراوي ‪ :‬بنية الشكل الروائي ‪ ،‬ط‪ ( ، 1‬الدار البيضاء ‪ :‬المركز الثقافي العربي ‪ ، ) 1990 ،‬ص ‪. 31‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ .‬جميل صليبا ‪ :‬المعجم المسرحي ‪ ( ،‬بيروت ‪ :‬دار الكتان اللبناني ‪ ، ) 1973 ،‬ص ‪. 413‬‬
‫‪1791‬‬
‫مجلة العلوم االنسانية ‪ ...‬كلية التربية للعلوم االنسانية ‪ /‬المجلد‪ 22‬العدد الرابع ‪ /‬كانون الثاني ‪2015‬‬

‫يأخةةذ دالالتةةه المتعةةددة ومنهةةا األجتماعيةةة مةةن خةةالل األفعةةال وتشةةابك العالقةةات "ويتخةةذ الفضةةاء دالالتةةه األجتماعيةةة مةةن خةةالل عالقتةةه‬

‫‪1‬‬
‫ومن خالل ما سب يتبين للباحث أن مفهوم الفضاء هو مفهوم شةامل إذ يحتةوي علةى عناصةر تنتمةي لةه أو مكونةه لةه‬ ‫بالشخصية "‬

‫مث ةةل ( الزم ةةان ‪ ،‬المك ةةان ‪ ،‬الشخص ةةيات ‪ ،‬ال ةةديكور ‪ ،‬األزي ةةاء ‪ ،‬خش ةةبة المس ةةرح ‪ ،‬اإلض ةةاءة ‪ ،‬األلة ةوان ) ‪ .‬وذل ةةك ألن ةةه يض ةةم ك ةةل ه ةةذه‬

‫العناصر ‪.‬‬

‫"وهناك عدة أنواع من الفضاء منها‬

‫ا ‪ .‬الفضاء المفتوح ‪ :‬وهو الفضاء الذي يوحي بالراحة واالطمئنان‬

‫ن ‪ .‬الفضاء المغل ‪ :‬وهو الذي يدل على الضجر وعدم الراحة واالستقرار ‪.‬‬

‫ويجن أن نميز بةين الفةراغ والفضةاء فةالفراغ ‪ ،‬هةو الةذي ال يحتةوي علةى شةيء بينمةا الفضةاء يحتةوي علةى العناصةر سةابقة الةذكر عنةدما‬

‫‪2‬‬
‫نقيس على خشبة المسرح"‬

‫‪ .5‬الكت ة ة ة ة ةةلة‬
‫تعتبةةر الكتلةةة واحةةدة مةةن العناصةةر التشةةكيلية ‪ .‬وتعتبةةر أيضةاً مةةن أهةةم عناصةةر الهيئةةة وتختلةةف الكتلةةة بحسةةن تشةةكيل األشةةكال‬

‫المكونةة لهةةا ‪" .‬فقةد توصةةف الكتلةةة فةي بعةةض األحيةان علةةى أنهةةا دائريةة أو مسةةتطيلة أو مكعبةة أو أسةةطوانية الشةةكل ‪ .‬وتعبةر الكتلةةة عةةن‬

‫حجةةم المةةادة فةةي الفضةةاء أي أن الكتلةةة لهةةا حجةةم ويختلةةف هةةذا الحجةةم بةةاختالف نةةوع الكتلةةة وطبيعتهةةا ‪ .‬تحمةةل الكتلةةة مواصةةفات مختلفةةة‬

‫كاختالف أشكالها فتوجد الكتلة الثقيلة والخفيفة والشديدة أو الصقيلة أو الخشنة ‪ .‬وأن لكل من هذه المواصفات دالالت معينة فلةو نظرنةا‬

‫إلى كتلة متخلخلة فعنةدها نةرى الضةعف وعةدم الوحةدة ‪ .‬ولةو نظرنةا إلةى عكسةها ( الكتلةة المتماسةكة ) لةذهن شةعورنا إلةى أن هةذه الكتلةة‬

‫كت لة ةةة معب ة ةرة عة ةةن القة ةةوة والوحة ةةدة والصة ةةالبة فتة ةةوحي الكتلة ةةة الكثيفة ةةة إلة ةةى اإليحة ةةاء بعة ةةدم الة ةةنقص والكتلة ةةة الشة ةةديدة تعبة ةةر عة ةةن التزمة ةةت‬

‫والحد"‪... 3‬ويمكن تعريف الكتلة على أنها صالبة الجسم وتميةزه بأبعةاده الثالثيةة ‪ .‬والحجةم يعنةي التجسةيم أو التجسةيد وهةو معنةى مضةاد‬

‫للتسطيح الذي يقتصر على بعدين في إبراز المرئيات ‪ :‬الطول والعرض ‪ .‬فالحجم يعني الطول والعرض والعم ‪ .‬ويتحق الحجةم ببةروز‬

‫األبعاد الثالثة وال يعني بالضرورة توافر الكتلة ‪.‬إذ أن الكتلة إحدى خواص الحجةم حةين يكةون صةلباً ولةه صةيغة مميةزة مسةتقرة ذات دفةع‬

‫من الداخل ممتلئة ولها ذاتية خاصة ‪ .‬فالكتلة والحجم ظاهرتان مترادفتان في العمل الفنةي ‪ .‬الكتلةة تتحقة مةن خةالل الحجةم ‪ .‬والحجةم‬

‫فنياً يظهر على شكل الكتلة‪ .‬أن مفهوم الكتلة يحمل في مختلف الفروع العلمية واألدبية والفنية عدة دالالت مختلفة في معناها فمةا يهةم‬

‫‪1‬‬
‫‪ .‬للمزيد ‪ ،‬ينظر‪ ،‬محمد الباروني ‪ :‬الرواية العربية الحديثة ‪ ،‬ط ‪ ( ، 1‬الالذقية ‪ :‬دار الحوار ‪ ، ) 1993 ،‬ص ‪. 232‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ .‬ينظر ‪ :‬يوسف رشيد جبر السعدي ‪ ،‬عمل المخر مع مصمم المناظر في العرض المسرحي ‪ ،‬رسالة ماجستير ‪ ( ،‬جامعة بغداد ‪:‬‬
‫كلية الفنون الجميلة ‪ ، ) 1989 ،‬ص ‪.97‬‬
‫‪3‬‬
‫‪.‬سمير شاكر عبد اهلل اللبان ‪ :‬توظيف عناصر المنظر التشكيلية ودالالت النص الدرامي في تشكيل الفضاء المسرحي ‪ ،‬أطروحة‬
‫دكتوراه غير منشورة ‪ ،‬جامعة بابل ‪ ،‬كلية الفنون الجميلة ‪ ،‬ص ‪. 17‬‬
‫‪1792‬‬
‫الدالالت االجتماعية لعناصر الفن التشكيلي وتأثيرها في الفن المسرحي‬
‫م‪.‬م‪ .‬علي جدوع عيفان الشمري‬

‫الباحث هنا هو الجانن الفني المنظري ‪ .‬أن الكتلة المكونة في أي عرض من عروض المسرح تحمةل دالالت أجتماعيةة مختلفةة وظفةت‬

‫لغرض اإلفصاح عن رموز أجتماعية تكون موجودة أصالً في المجتمع فيتم تشكيل هذه الكتلة للتعبير عن ذلةك ‪.‬وأن مةن هةذه الةدالالت‬

‫االجتماعية هي عندما نرى كتلة "منظمة فهذه الكتلة تعبر عن الشعور بالحرية واالنفالت والغموض والتمرد"‪ 1‬تعتبةر الكتلةة والفضةاء فةي‬

‫المسرح عنصران يحمالن عالقة حقيقية آذ يهيئ الفضاء مجاال للروية عند جميع الجوانن للمتلقي أذن ال يمكن اإلحساس بالكتلة دون‬

‫الفضةةاء وال يمكةةن الةةتحكم بهةةا دون الفضةةاء ‪ .‬وتكةةون ثم ةرة هةةذا االرتبةةاط وهةةذه العالقةةة أنشةةاء قةةيم جماليةةة ودالالت مختلفةةة ومةةن هةةذه‬

‫الدالالت هي الدالالت األجتماعية حيث نرى عندما على خشبة المسرح كتلة تاريخية فتعبيرهةا االجتمةاعي فهةذه الكتلةة تكةون معبةرة عةن‬

‫مدلوالت مختلفة عن تلك الحقبة التي تعود اليهةا هةذه الكتلةة وبمةا فيهةا هةي مةدلولها األجتمةاعي الخةاص بتلةك الفتةرة ‪ ..‬هنةا يةرى الباحةث‬

‫أن للكتلة وعالقتها مع الفضاء لها في هذا التكوين الفني دالالت تحددها طبيعتها وموقعها وعالقتها مع عناصر التكوين األخةرى ‪.‬تعةود‬

‫اإلنسان بعد إن تجاوز م ارحةل مهمةة أبتةداءاً مةن العصةر البةدائي وصةوالً إلةى القةرن العشةرين أن يبحةث فةي ماهيةة األشةياء وكيفيةة وجةود‬

‫اإلنسةةان والحيوانةةات األخةةرى علةةى سةةطح األرض وسةةر ذلةةك الوجةةود وأخةةذت نظريةةة الوجةةود والنظريةةات الجماليةةة حي ة اًز كبي ة ار مةةن تفكيةةر‬

‫اإلنسةةان ولكةةن بعةةد وجةةود ج ةوان لتلةةك األسةةئلة وتفسةةي اًر لتلةةك النظريةةات والنظريةةات التةةي جةةاءت بعةةدها أصةةبح اإلنسةةان متةةذوقاً للجمةةال‬

‫واألشةياء الجميلةةة وخاصةةتاً عنةةدما فةةر اإلنسةةان بةةين الجمةةال الطبيعةةي والجمةةال االصةةطناعي واألخيةةر هةةو النةةوع المسةةيطر عليةةه مةةن قبةةل‬

‫اإلنسةةان لةةذلك أصةةبح ميةةاأل للترتيةةن والتنسةةي والتجةةانس فعنةةدما يةةرى أشةةياء مبعث ةرة وغيةةر مرتبةةة يسةةتنتج مةةن خةةالل الشةةكل الكلةةي لتلةةك‬

‫األشياء أنطباع يدل على عدم الترتين وعدم االستقرار بينما الشكل المرتن والمتناس فله دالالت أخرى تختلف عن الشكل الغير مرتن‬

‫وهذا هو المقصةود مةن هةذه األشةكال للكتةل الديكوريةة واألشةكال المنظريةة علةى خشةبة المسةرح ألن الخشةبة أو الفضةاء هةو المكةان الةذي‬

‫يعيش فيه الممثل أثناء تأديته للدور المسرحي وهذا الفضاء يحتمةل التنسةي والتغييةر والتناسة فةي كةل مسةرحية فمنهةا الطبيعيةة والرمزيةة‬

‫والتعبيرية والملحمية والالمعقول فمن غير المقبول القول بان فضاءات هذه المسرحيات متشابهه دائماً عنةد عرضةها علةى خشةبة المسةرح‬

‫وهذا ما أكده التجريةن فةي المسةرح الحةديث والمعاصةر لةذلك ظهةرت نظريةات المسةرح الحةديث التةي لةم تكةن علةى انقطةاع مةن النظريةات‬

‫المسرحية القديمة ولكنها جاءت بطروحات جديدة وابتكارات تختلف عن النظريات القديمة سواءاً في األدن أو العرض المسرحي ‪.‬‬

‫مؤشرات اإلطار النظري‬

‫قدرة اللون على امتالك منظومة كبيرة من الدالالت عند توظيفه مع التقنية المسرحية‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫ح مل اللون بمساعدة الضوء المسلط عليه لغة مصاغة لتجسيد دالالت اجتماعية معينة او حالةة نفسةية علةى خشةبة المسةرح ‪.3‬‬ ‫‪.2‬‬

‫حملت ثنائية الشكل والمضمون للمنظر المسرحي دالالت اجتماعية عديدة ألرتباطها بالديكور المسرحي على خشبة المسرح ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ .‬المصدر الساب ‪ ،‬ص‪. 17‬‬
‫‪1793‬‬
‫مجلة العلوم االنسانية ‪ ...‬كلية التربية للعلوم االنسانية ‪ /‬المجلد‪ 22‬العدد الرابع ‪ /‬كانون الثاني ‪2015‬‬

‫‪ .4‬تحكمت أنواع الملمس في التقنية المسرحية في نوع الدالالت األجتماعية المرسلة إلى المتلقي ‪.‬‬

‫المشكلة له على المسرح ‪.‬‬ ‫‪ . 5‬احتواء الفضاء المسرحي دالالت عديدة ومختلفة من خالل احتوائه على العناصر‬

‫‪ . 6‬ضمت الكتلة والحجم بعناصرها المكونة لها دالالت اختلفت باختالف العناصر المكونة‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬

‫إجراءات البحث ‪ :‬ضم هذا الفصل اإلجراءات المنهجية التي أتخذها الباحث لإلجابة على السؤال الذي وضعه الباحث في مشكلة بحثه‬

‫ليحق هدف البحث ويتوصل إلى النتائج المنهجية المضبوطة‬

‫عينة البحث ‪ :‬تكونت عينة البحث الحالي من عرض مسرحي من ضمن مجموعة عروض مسرحية وقد تم اختيار عينة البحث عن‬

‫غيرها بالطريقة القصدية ‪.‬‬

‫منهج البحث ‪ :‬أعتمد الباحث المنهج الوصفي التحليلي وذلك لمالئمته طبيعة البحث الحالي ‪.‬‬

‫أداة البحث ‪ :‬أستخدم الباحث مؤشرات اإلطار النظري‬

‫تحليل العينات‬

‫تأليف ‪ :‬رعد مطشة ة ة ة ةةر‬ ‫الشهداء ينهضون من جديد‬

‫أخ ار ‪ :‬سامي الحصناوي ‪2005 /‬‬

‫‪ ،‬حسن عبود المهنا ونخبة من طلبة قسم الفنون المسرحية‬ ‫تمثيل ‪ /‬سامي الحصناوي ‪ ،‬موف‬

‫دارت قصةةة مسةةرحية ( الشةةهداء ينهضةةون مةةن جديةةد ) حةةول األوضةةاع األمنيةةة التةةي عاشةةها الع ة ار بكةةل محافظاتةةه مةةن سةةقوط عش ةرات‬

‫الشهداء نتيجة التفجيرات وأعمال العنف التي قام بهةا أعةداء الةوطن واإلسةالم والمجةرمين ضةد األبريةاء إذ لةم يهةان اإلرهةان األطفةال أو‬

‫الشيوخ أو الشبان ليس لسبن اقترفوه سوى حبهم لةوطنهم وديةنهم ‪ .‬لةذلك واجهةوا اإلرهةان بكةل شةجاعة وضةحوا بةأرواحهم ونفوسةهم فةداء‬

‫للوطن والدين ‪ .‬ومن اجل إن يعيش اخخرون بأمان وسالم ‪ .‬أما الدالالت االجتماعية في هذه المسرحية يمكةن مالحظتهةا بصةورة جليةة‬

‫من خالل تتبع أحداثها ‪ .‬تبدأ المسرحية بظهور شخصةية اإلرهةابي الةذي يحمةل كميةة كبيةرة مةن المتفجةرات وحولةه مجموعةة مةن األبريةاء‬

‫الذين يحاولون منعه من ارتكان هذه الجريمة بحقهم فقد حملت شخصية اإلرهابي كل صفات وسمات األجرام ما يدل علةى أداء الممثةل‬

‫لهذه الشخصية جاء بشكل مدروس حيث انسجمت حركة الممثل مع المسرحية ببطء ثم تحول إلى حركة سةريعة تنقةل مةن يمةين المسةرح‬

‫إلى يساره ومن عم المسرح إلى مقدمة المسرح بينما حاولت الشخصيات األخرى منعةه مةن التحةرك بحريةة حيةث كانةت هةذه المجموعةة‬

‫تتحةةرك حركةةة واحةةدة لةةذلك اسةةتخدم المخةةر المجةةاميع بطريقةةة ناجحةةة إلظهةةار رفةةض الةرأي العةةام الةةذي مثةةل رفةةض الخيةةر بإعمةةال الشةةر‬

‫‪1794‬‬
‫الدالالت االجتماعية لعناصر الفن التشكيلي وتأثيرها في الفن المسرحي‬
‫م‪.‬م‪ .‬علي جدوع عيفان الشمري‬

‫المتمثلةةة بةةالتفجيرات الت ةةي يريةةد اإلرهةةابي القيةةام بهةةا ض ةةد أبنةةاء الشةةعن األبريةةاء المتمثلةةة فةةي المسةةرحية بالمجموعةةة التةةي حاولةةت منةةع‬

‫اإلرهابي ‪.‬‬

‫بينمةةا حةةاول الكاتةةن فةةي نفةةس الوقةةت ربةةط مصةةير شةةهداء التفجيةرات بمصةةير الشةةهداء األحةرار األبريةةاء التةةي قةةام النظةةام السةةاب‬

‫بإعدامهم بالتهم الزائفة التةي كةان يلفقهةا لهةم حيةث أسةتخدم المخةر عةدة إضةافات مهمةة سةاهمت فةي إيصةال فكةرة الشةهداء األبريةاء إلةى‬

‫المتلقي عندما جاء ( تابوت ) تجره احدى الشخصيات في المسةرحية حتةى يصةل إلةى وسةط المسةرح فينفةتح وتخةر منةه شخصةية أخةرى‬

‫أن تشةاهد هةذه األعمةال التفجيريةة ثةم تنةدن حضةها‬ ‫تدين األفعال القذرة وتفضل البقاء في التابوت في هذه األخشان الباردة خير من‬

‫وحظ اخخةرين األبريةاء الةذين لقةوا حةذفهم مةن غيةر ذنةن وهةذه الشخصةية التةي خرجةت مةن التةابوت لةديها ولةد ذهةن مةع الضةحايا تبحةث‬

‫عنه ‪.‬‬

‫وهكذا فقد أجاد المخر في استخدام الشخصيات الفردية والمجاميع مع استخدام الحوار من قبل الشخصية األحاديةة والمجةاميع‬

‫حيث خر الحوار مهةذن ومنسة ونةاقالً إلةى أفكةار الشخصةيات ومةا يةدور بةداخلها ومةا تريةد إن تقولةه إلةى المتلقةي باعتبةار الحةوار احةد‬

‫أدوات الشخصةةية المهمةةة ألكمةةال فكةةرة المسةةرحية الرئيسةةية ‪ .‬أمةةا الةةدالالت التةةي وقعةةت علةةى الةةزي احةةد العناصةةر المهمةةة فةةي العةةرض‬

‫المسةةرحي وجةةدت مةةن خةةالل لةةون الةةزي الةةذي ارتدتةةه الشخصةةية الش ةريرة ( اإلرهةةابي ) حيةةث ارتةةدى اللةةون األسةةود للداللةةة علةةى الحقةةد‬

‫والكراهية أما المجموعة فقةد ارتةدى اللةون األبةيض المتمثةل( الفانيلة ة ) أضةافة إلةى لةون الةدم الةذي ظهةر علةى أجسةادهم بعةد التفجيةر أمةا‬

‫شخصةةية الم ةرأة الوالةةدة ارتةةدت هةةي األخةةرى السةواد ولكةةن داللةةة علةةى الحةةزن لفقةةد ابنهةةا الةةذي ذهةةن مةةع الضةةحايا األبريةةاء ‪ .‬أمةةا الةةديكور‬

‫فكانةت لةه دالالتةةه المميةزة فمةن خةةالل التةابوت الةذي ظهةةر فةي المنتصةةف واسةتخدام الحبةال علةةى جةانبي المسةرح واللوحةةات المعلقةة علةةى‬

‫مقدمة الكواليس فبعضها كامل الهيئة وبعضها اخخر قد تحطم وتناثر من جةراء االنفجةار إضةافة إلةى األجةزاء المتنةاثرة مةن الجثةث التةي‬

‫مثلتها الةدمى الصةغيرة والكبيةرة وخةر القمةاش المتنةاثرة هنةا وهنةاك وقصاصةات الةور وحقيبةة احةدى الضةحايا إضةافة إلةى اإلكسسةوارات‬

‫األخرى البالونات والكرات المنتشرة على أرضية المسرح كان لها الوقع األكبر في نفس المتلقةي ومنهةا ( التةابوت) الةذي مثةل نسةبة كبيةرة‬

‫مةةن الةةدالالت والرمةةوز الموجةةه للجمهةةور ‪.‬أمةةا اإلضةةاءة فكةةان لهةةا ذلةةك الةةدور الةةذي مثلتةةه بقيةةة عناصةةر العةةرض األخةةرى حيةةث كانةةت‬

‫اإلضاءة فيضية ومركزه على شخصية أو مجموعة حيث لحظ الباحث دور بارز لها في المسرحية هذا وقد شةكلت اإلضةاءة نسةبة كبيةرة‬

‫مةةن الةةدالالت التةةي بثتهةةا فةةي بدايةةة المسةةرحية وصةةاحبة العةةرض للداللةةة علةةى إيصةةال بعةةض المشةةاعر وتضةةخيم الحركةةات ومصةةاحبة‬

‫االنتقاالت للشخصةيات فةي المسةرحية أضةافة إلةى مسةاندة األجةواء الحزينةة عنةدما تنعةى الشخصةية علةى مصةير الشةهداء األبريةاء ‪.‬لةذلك‬

‫حملةةت جملةةة دالالت بةةرزت وابةةرزت الرمةةوز الواجةةن إيصةةالها إلةةى الجمهةةور ‪ .‬بةةرع المخةةر فةةي تقسةةيم شخصةةياته علةةى منةةاط المسةةرح‬

‫لتحق نوع من التوازن في الحركة في استغالل مناط المسةرح بصةورة متوازنةة ومةن خةالل مةا تقةدم يسةتطيع الباحةث القةول بةأن المخةر‬

‫استطاع إيجاد وحدة تناسقيه بين عناصر العرض المختلفة مضافة إلى ذلك عناصر التشكيل التي تدخل فةي تشةكيل عناصةر مهمةة فةي‬

‫‪1795‬‬
‫مجلة العلوم االنسانية ‪ ...‬كلية التربية للعلوم االنسانية ‪ /‬المجلد‪ 22‬العدد الرابع ‪ /‬كانون الثاني ‪2015‬‬

‫العرض المسرحي مثل الديكور وذلك لخدمته فكرة المسرحية األساسية والدالالت التةي سةعى جاهةداً فةي توظيفهةا داخةل التقنيةة المسةرحية‬

‫منطلقاً بذلك من فكرة النص التي ضةمنها بةه المؤلةف ‪ .‬يةرى الباحةث أن هةذه المسةرحية جةاءة محملةة بالةدالالت االجتماعيةة ألنهةا مثلةت‬

‫مظلوميةةة هةوالء الشةةهداء وعدالةةة قضةةيتهم ومقةةاومتهم للظلةةم والطغيةةان ومايفعلةةه األشةرار بأبنةةاء شةةعبنا الع ارقةةي المظلةةوم ‪ .‬لةةذلك جةةاءة كةةل‬

‫تقنية حاملة دالالت اجتماعية بدت في قسم منهةا واضةحة وجليةة للمتلقةي والقسةم اخخةر بحاجةة إلةى فهةم وتأويةل قصةة المسةرحية فطالمةا‬

‫أجاد المخر في إيصاله صور منظورية محملة بالةدالالت االجتماعيةة وذلةك النتمةاء هةذه المسةرحية للمةذهن الةواقعي الةذي اعتةدنا علةى‬

‫معالجته لقضايا المجتمةع ومةا يةدور داخلةه مةن قضةايا اجتماعيةة مهمةة لةذلك جةاءة مسةرحية ( الشةهداء ينهضةون مةن جديةد ) معبةرة عةن‬

‫واقع المجتمع العراقي ومحملة بالدالالت االجتماعية ‪.‬‬

‫النت ة ة ة ة ة ة ةةائج ‪:‬‬

‫جاء المنظر المسرحي في مسرحية ( الشهداء ينهضون من جديد ) بابل حامالً دالالت اجتماعية موجه إلى المتلقي ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫تميز الديكور المسرحي في مسرحية ( الشهداء ينهضون من جديد ) بالدالالت االجتماعية المأخوذة من فكرة المسةرحية الرئيسةية‬ ‫‪.2‬‬

‫مثل اللوحات المعلقة ‪ ،‬التابوت ‪.‬‬

‫جاءة حركة الشخصية الرئيسية غنية بالدالالت االجتماعية الموجه للجمهور في كال المسرحية كما في حركات الرثاء والحزن ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫مثلةةت اإلكسس ةوارات المسةةرحية دالالت اجتماعيةةة مهمةةة فةةي مسةةرحية ( الشةةهداء ينهضةةون مةةن جديةةد ) مثةةل الك ةرات ‪ ،‬الحبةةال ‪،‬‬ ‫‪.4‬‬

‫الدمى المتناثرة على أرضية الخشبة ‪.‬‬

‫نجحت المجاميع المسرحية في إيصال دالالت اجتماعية مهمة إلى المتلقي في مسةرحية ( الشةهداء ينهضةون مةن جديةد ) عنةدما‬ ‫‪.5‬‬

‫سقطوا شهداء متناثرين على خشبة المسرح ‪.‬‬

‫االستنتاجات ‪:‬‬

‫‪ .1‬المنظر المسرحي مصطلح شمل جميع عناصر العرض المسرحي على خشبة المسرح ‪.‬‬

‫‪ . 2‬استنتج الباحث تميز الممثل عن بقية عناصر العرض المسرحي األخرى بإيصال الدالالت االجتماعية للمتلقي بأدواته المختلفة ‪.‬‬

‫‪ .3‬جاءة عناصر العرض األخرى بالمرتبة الثانية بعد الممثل بإيصال دالالت اجتماعية للجمهور ‪.‬‬

‫التوصيـــــــــات ‪:‬‬

‫‪ .1‬يوصي الباحث بدراسة الدالالت االجتماعية للديكور المسرحي في عروض كلية الفنون الجميلة – جامعة بابل‬

‫‪ .2‬يوصي الباحث بدراسة دالالت اإلضاءة في العرض المسرحي في عةروض المهرجةان المسةرحي السةنوي فةي كليةة الفنةون الجميلةة –‬

‫جامعة بابل ‪.‬‬

‫المصادر والمراجع ‪:‬‬

‫‪1796‬‬
‫الدالالت االجتماعية لعناصر الفن التشكيلي وتأثيرها في الفن المسرحي‬
‫م‪.‬م‪ .‬علي جدوع عيفان الشمري‬

‫‪ .1‬فوزية ذيان ‪ ،‬القيم والعادات االجتماعية ‪ ( ،‬القاهرة ‪ :‬دار الكتان العربي ‪ ، ) 1966 ،‬ص ‪. 341‬‬
‫‪ .2‬عبد اهلل العال يلي ‪ :‬الصحاح في اللغة والعلوم ‪ ،‬مجلد ‪ ، 1‬ط‪ ( ، 1‬بيروت ‪ :‬دار الحضارة العربية ‪. ) 1974 ،‬‬
‫‪ .3‬بيار غيرو ‪:‬علم الداللة ‪ ،‬تر ‪ :‬أنطوان أبو زيد ‪ ،‬ط‪ ( ، 1‬بيروت ‪ :‬منشورات دريد ات ‪) 1986 ،‬‬
‫‪ .4‬سامية احمد ‪ :‬الدالالت المسرحية ‪ ،‬في ‪ :‬مجلة عالم الفكر ‪ ،‬مج ‪ ، 21‬العدد ‪ ، 4‬و ازرة األعالم ‪ ،‬الكويت ‪. 1980 ،‬‬
‫‪ ( ، 1‬بيروت ‪ :‬دار الكتان اللبناني ‪. ) 1982 ،‬‬ ‫‪ .5‬جميل صليبا ‪ :‬المعجم الفلسفي ‪،‬‬
‫‪ .6‬جعفر الحسيني ‪ :‬معجم مصطلحات المنط ‪ ( ،‬قم ‪ :‬دار األعتصام ‪. )2000 ،‬‬
‫‪ .7‬الصحاح ‪ :‬تا اللغة وصحاح العربية ‪ ،‬تحقي ‪ ،‬أحمد عبد الغفار ‪ (، 2 ،‬بيروت ‪ :‬دار الكتان العربي ‪ 400 ،‬ه ة ) ‪.‬‬
‫‪ ( ، 6‬بيروت ‪ :‬دار صاد ‪. ) 1968 ،‬‬ ‫‪ . 8‬أبن منظور ‪ :‬لسان العرن ‪،‬‬
‫‪ ، 4‬بدون ت ‪.‬‬ ‫‪ . 9‬أحمد الراوي الطاهر ‪ :‬ترتين القاموس المحيط ‪،‬‬
‫‪ . 10‬أحمد سلمان عطية ‪ :‬األتجاهات اإلخراجية الحديثة وعالقتها بالمنظر المسرحي في الع ار ( أطروحة دكتوراه غير منشورة ‪:‬‬
‫بغداد ‪ ،‬جامعة بغداد ‪ ،‬كلية الفنون الجميلة ‪) 1996 ،‬‬
‫‪ .111‬أوديت أصالن‪ :‬فن المسرح ‪ ،‬ترجمة ‪ :‬سامية أسعد ‪ ( ،‬القاهره ‪ :‬مكتبة األنجلو المصرية ‪. ) 1970 ،‬‬
‫‪ .12‬فرديناند سوسير‪ :‬دروس في علم اللغة العام‪ ،‬ترجمة‪ :‬يوئيل يوسف‪ (،‬بغداد‪ :‬دار الشؤون الثقافية العامة‪. )1986 ،‬‬
‫‪ .13‬احمد بوحسن‪ :‬نظرية التلقي إشكاالت وتطبيقات‪ ،‬ط‪ (،1‬المغرن‪ ،‬منشورات كلية اخدان)‬
‫‪ .14‬برنارد مايرز ‪ :‬الفنون التشكيلية وكيف نتذوقها ‪ ،‬تر سعد المنصوري ‪ ( ،‬القاهرة ‪ :‬مؤسسة فرانكلين للطباعة ‪. ) 1966 ،‬‬
‫‪ .15‬شوقي إسماعيل ‪ :‬الفن والتصميم ‪ ( ،‬القاهرة ‪ :‬جامعة حلوان ‪ ،‬كلية التربية الفنية‪) 1999 ,‬‬
‫‪ .16‬روبرت ديالم سكورت ‪ :‬أسس التصميم ‪ ،‬تر محمد محمود وآخر ‪ ( ،‬مصر ‪ :‬دار نهضة الكتان ‪ ،‬دون ت ) ‪.‬‬
‫‪ . 17‬عفيف بهنسي ‪ :‬النقد الفني وقراءة الصورة ‪ ،‬ط ‪ ( ، 1‬القاهرة ‪ :‬دار الكتان ‪)1997 ،‬‬
‫‪. .18‬قاسم حسين صالح ‪ :‬سيكولوجية اللون والشكل ‪ (،‬بغداد ‪ :‬دار الرشيد للنشر ‪)1982 ،‬‬
‫‪ . 19‬جور فالنجان ‪ :‬حول الفن ‪ ،‬تر كمال المالخ ‪ (،‬القاهره ‪ :‬دار المعارف ‪.) 1962 ،‬‬
‫‪ . 20‬عبد الفتاح رياض ‪ ،‬التكوين في الفنون التشكيلية ‪ ( ،‬القاهرة ‪ :‬دار النهضة العربية)‪.‬‬
‫‪ .21‬فر عبو ‪ :‬علم عناصر الفن ‪ ( ، 2 ،‬ايطاليا ‪ :‬دار دلفين ‪. )1982 ،‬‬
‫‪ .22‬عبد الكريم عبود ‪ :‬فرضيات لغة الفضاء المسرحي ‪ ،‬بحث منشور ‪ ،‬األنترنت موقع مسرحيون ‪.‬‬
‫‪ . 23‬ناثان نوبلر ‪ :‬مدخل إلى تذو الفن والتجربة الجمالية ‪ ،‬تر فخري خليل ‪ ( ،‬بغداد ‪ :‬دار المأمون ‪. ) 1987 ،‬‬
‫‪ . 24‬آمنة حبين ‪ ،‬دالالت الفضاء في دراما الطفل ‪ ،‬أطروحة دكتوراه ‪ .‬غير منشورة جامعة بابل ‪ -‬كلية الفنون الجميلة ‪.‬‬
‫‪ . 25‬محمد بنيس ‪ :‬الشعر العربي الحديث بنياته وأبداالتها ‪ ، 1 ،‬ط‪ ( ، 1‬الدار البيضاء ‪ :‬دار توبقال ‪. ) 1990 ،‬‬
‫‪ . 26‬حسن بحراوي ‪ :‬بنية الشكل الروائي ‪ ،‬ط‪ ( ، 1‬الدار البيضاء ‪ :‬المركز الثقافي العربي ‪.) 1990 ،‬‬
‫‪ . 27‬جميل صليبا ‪ :‬المعجم المسرحي ‪ ( ،‬بيروت ‪ :‬دار الكتان اللبناني ‪. ) 1973 ،‬‬
‫‪ . 29‬محمد الباروني ‪ :‬الرواية العربية الحديثة ‪ ،‬ط ‪ ( ، 1‬الالذقية ‪ :‬دار الحوار ‪. ) 1993 ،‬‬
‫‪ .‬سمير شاكر عبد اهلل اللبان ‪ :‬توظيف عناصر المنظر التشكيلية ودالالت النص الدرامي في تشكيل الفضاء المسرحي ‪،‬‬ ‫‪30‬‬
‫أطروحة دكتوراه غير منشورة ‪ ،‬جامعة بابل ‪ ،‬كلية الفنون الجميلة‪.‬‬

‫‪1797‬‬

You might also like