Professional Documents
Culture Documents
قصور غرداية
:المقدمة
في عصر يتسم بالعولمة واالنفتاح والحداثة يمثل التراث العمراني األداة الرئيسية لنقل القيم
والقواعد المشتركة والتواصل بين الماضي والحاضر وتعزيز الهوية الوطنية للشعوب
وأيضًا أحد العوامل االقتصادية و تشكل المدن التاريخية القديمة إرثا حضاريا زاخرًا ببعده
التاريخي و كما تعد من أهم عناصر الجذب السياحي في عصر تعتبر فيه صناعة السياحة
من أهم الصناعات العالمية و المدينة الصحراوية القديمة قد نشأت تحت وطأت الظروف
الصعبة والحاجة الملحة لذلك من خالل تكيف اإلنسان مع ظروفها الطبيعية فخلق بذلك
الواحات التي كانت مصدر عيشه واتخذ من القصر مأوى له و لتحديد مختلف مميزات و
خصائص النسق العمراني داخل المدن القديمة و أثره االجتماعي و الجذب السياحي سنقوم
.بدراسة حالة قصور غرداية
:اإلشكالية :من خالل بحثنا سنحاول أن نجيب على التساؤالت الجوهرية التالية
ما هي خصائص و مميزات النسق العمراني داخل قصور غرداية ؟ -
ما هو االثر االجتماعي و الجذب السياحي للنسق العمراني في المدن القديمة (قصور --
غرداية)؟
و كيف يمكن االهتمام و الحفاظ على المدن القديمة و تفعيلها في السياحة بشكل مستدام؟ -
:سبب اختيار الموضوع :تم اختيار هذا الموضوع لعدة اعتبارات أهمها
إبراز أهمية التراث العمراني في ساحة القطاع السياحي ودوره في دعم وتطوير -
.االقتصاد الوطني
.الرغبة الشخصية في دراسة الموضوع -
:الهدف من الموضوع
التعرف على االثر االجتماعي و الجذب السياحي للنسق العمراني في المدن القديمة و
.محاولة الحفاظ و االهتمام به و تفعيله في المجال السياحي كمورد مستدام
:المحور االول
األطعمة
تتميز األطعمة والوجبات الغذائية المحلية بغناها وتنوع أطباقها التقليدية
:التراث المادي لوالية غرداية
:الفضاء العمراني لوالية غرداية 4-
أ) -القصور :يتميز العمران بوادي ميزاب بعدة خصائص و المشهد العام الذي تمنحه مدينة
ميزاب (القصر) يوحي بوجود كتلة مبنية في قمة تلة صخرية ،تفرض تسلسال محكما
لمساكنها المتالصقة والمتناسقة والمتدرجة من األعلى إلى األسفل وتعكس المدينة تنظيمها
.وتماسكها ووحدة منظرها حالة المجتمع ووحدته وتماسكه
:مساجد القصر -
تتميز هذه المباني في البساطة في شكلها على عكس المساجد األخرى في العالم والتي
.تتميز عن النسيج العمراني بطابعها المميز وزخرفتها المفرطة
:المسكن
.أشكالها مختلفة وغير منتظمة-
ال تتجاوز أغلبيتها مساحة 100متر مربع و أما ارتفاعها الخارجي وتوزيع فضاءاتها فقد-
اعتمد وفقا لعادات المجتمع وطبيعة المنطقة و يتكون المسكن من طابق أرضي ،طابق أول
.وسطح
:هيكلة فضاء المسكن
".يوصل المسكن بالفضاء العام (الشارع أو السكة غير نافدة) ،بمدخل متعرج "السقيفة -
يعتبر وسط الدار المركز الحيوي للمسكن حيث يتم من خاللها توزيع الفضاءات المتبقية -
.ووظائفها
.يتم وضع فتحة مركزية في السقف "الشباك" ،تسمح بتهوية المكان ودخول الضوء-
وفي الطابق األرضي تقام غرفة "تيزفري" أو قاعة النساء تستعمل لنشاطات وتجمع -
النساء
.وفي زاوية يهيأ فضاء للمطبخ ومكان لدورة للمياه -
وعبر درج يتم الصعود إلى الطابق األول الذي ينظم بطريقة مماثلة للطابق األرضي -
.ويوجد به رواق أو رواقين "إكومار" موجهين نحو الجنوب الشرقي والجنوب الغربي
:ساحات السوق
تتواجد ساحات السوق بالقرب من المداخل الرئيسية فهي فضاء وسيط بين داخل وخارج
القصر ويعتبر مركزا عموميا بامتياز وفضاء لنشاط القصر مكان للترفيه ،المعامالت
التجارية ،الضوضاء ،واللقاءات ،لذلك تم إنشاؤه على مشارف المدينة .فموقعه هو جزء من
وظيفته لتسهيل التمويل بالسلع من ناحية ومن ناحية أخرى التمثيل االجتماعي للفضاء
.والذي يفرق بين خاصة الجمهور وعامته
:شوارع القصور
تتم حركة المرور داخل القصور في شوارع وأزقة ضيقة على العموم وأحيانا تكون مغطاة
جزئيا للحماية من البرد وأشعة الشمس المحرقة وتسمح أيضا بمرور الهواء الذي يخفف من
درجة الحرارة حسب طبيعة المكان وغالبا ما تكون ملتوية ومنحدرة جدا وتتبع تضاريس
.المنطقة
ب) -المنشآت الدفاعية :القصور محمية بأسوار ،أو بمساكن محصنة ،زيادة عن أبراج
المراقبة والدفاع .وتفتح على األسوار أبواب ومداخل محروسة على شكل أبراج مفتوحة
تحدد نهاية الشوارع القصور المجموع يشكل نظاما دفاعيا متكامال بما في ذلك مئذنة
.المسجد
:ت) -المقابر
تقع المقابر خارج القصور وهي عديدة ومنظمةوهي فضاء متكامل يشكل مدينة حقيقية
.لألموات
:ث) -الواحات
تقع بالقرب من القصور وتحتوي على العديد من منشآت الري ،السدود ،القنوات األرضية،
اآلبار ،مجاري المياه والسواقي هذه الواحات تكاد تصبح أحياء صيفية حقيقية ،حيث يتم بناء
المزيد من المساكن لالستفادة من ظالل النخيل ووفرة المياه في موسم الحر و كما نجد عبر
الواحة العديد من أبراج المراقبة لحراسة البساتين وتحذير السكان في حالة وجود خطر
.لالحتماء بالقصر
:مميزات قصور بني ميزاب :تتميز مدن بني ميزاب بالعديد من الخصائص نذكر منها-
.المركزية1)-
.إلرتباطية 2)-
االنحدار 3)-
:القصور المنذثرة-
.قصر تلرضيت بالعطف-
.قصر أوالوال بالعطف-
.قصر بابا السعد بغرداية-
.قصر لمبرتخ بالقرارة-
.قصر أغرم أوجنة ببنورة-
.قصر المنيعة-
.قصر موركي-
غياب تام لمواقف السيارات خاصة وسط المدينة الذي يحتوي على موقف ذات قدرة-
.استيعابية جد ضئيلة ما يدفع المواطنين للتوقف على أطراف الطرق ومواقف فوضوية
صورةموقوف فوضوي للسيارات في مجرى الوادي-
:فرص
.القطاع المحمي في وادي مزاب المصنف على أنه تراث عالمي -
) (POT SEالوالية هي جزء من القطب السياحي المتميز جنوب -شرق -
قدرة بشرية كبيرة جدا في سن العمل -
لقد حقق تطوير صيغة اإلقامة السياحية "اإلقامة المنزلية" نجاًح ا كبيًر ا -
.تنوع المالمح السياحية -
إمكانات سياحية طبيعية كبيرة (القصور ،النخيل ،الكثبان الرملية ،الينابيع الحرارية - ،
إلخ) ؛
.تراث سياحي ثقافي استثنائي ملموس وغير مادي -
.تراث حرفي غني جدا -
:تهديدت
.فيضانات متكررة وخطيرة و عواصف رملية ورياح الخماسين خالل فصل الصيف -
.سوء إدارة القصور (الحفظ والتأهيل) -
.عدم وجود محطة معالجة والتصريف المباشر للمياه الملوثة في الطبيعة -
.انتشار المكبات البرية -
التلوث الحضري وانعدام الصرف الصحي -
تراث قديم العمر غير مرمم و دون اهتمام -
.اإلضرار بمجاالت الرؤية ومحيط حماية اآلثار والمواقع التاريخية واألثرية -
:المحور الثالث
:االثر االجتماعي و الجذب السياحي للنسق العمراني للقصور -
من العوامل التي ساعدت على وجود األسرة الممتدة في المجتمع الصحراوي نظام ملكية
األرض وتوريتها إذ أن اإلنسان سواء كان متزوجا أو أعزبا يضطر أن يعيش مع والده أو
جده الذي يملك األرض والذي يقوم باإلنفاق عليه وعلى أسرته إذا كان متزوجا وهنا يلعب
نظام السكن دوره.إذ تنتشر عادة إقامة الشاب وعائلته مع رب العائلة وهكذا تشكلت
التكتالت والتجمعات السكنية على أساس عالقات الجوار وروابط الدم أو مما يسمى بالنسق
القرابي و لآلثار والعمران دور في الجذب السياحي للتاريخ العريق والثقافة المميزة التي
تتميز بها هذه القصور التي تحمل في شوارعها حكايات و قصص لمجتمع ذو نظام
اجتماعي متماسك ويظهر ذلك جاليا من خالل القصور الموجودة بها والتي لها داللة كبيرة
في تطور اجتماعي اقتصادي علمي و ديني إضافة الى التقاليد والعادات المنظمة حسب
المناطق والقصور والعشائر وعلماء المنطقة ومخطوطاتها كل هذه المقومات تساهم في
.رواج السياحة و الجذب السياحي
:اقتراحات
معالجة مشاكل البنية التحتية للمدينة 1-
.تهيئة شبكة الطرق لتسهيل طرق الوصول 2-
.تهيئة أماكن موقف السيارات بعيد عن أزقة المدينة 3 -
العمل على إنشاء و تعميم دور الضيافة في المدينة القديمة 4-
.االهتمام بالتراث العمراني داخل المدينة القديمة و ترميمه و صيانته و حمايته5-
.تشريع و التطبيق الصارم للقانون على كل المخالفين والعابثين بالتراث 6-
تدريب المرشدين السياحيين و وضع خطة تسويق مستهدفة 7-
تنظيم النشاط الحرفي وتشجيع الحرفيين8-
إنشاء الدوائر االستكشافية للقصور 9-
إنشاء متحف تاريخي 10-
التحويل الوظيفي لبعض الدور والقصور المهجورة11-
تشجيع السكان المقيمين بالقصور للقيام بأعمال صيانة وترميم مساكنهم14-
.منع أية إضافات تضر بأساسات المباني والمساكن ،وتشوه النسق المعماري األصلي15-
التوعية االجتماعية خاصة لدى سكان القصور بأهمية إنعاش التنمية المحلية ومحاربة16-
الفقر
الحفاظ على جمالية المكان ونظافته ،وعلى المشهد العمراني الفريد17-
وضع خطة مستدامة للحفاظ العمراني بإتباع سياسة التحويل18-
إرساء سياسة إعالم سياحي للترويج للمنتوج السياحي19-
:توصيات
إعطاء أولوية لسكان القصر في االستفادة من مختلف برامج توزيع السكن -
توعية المجتمع المحلي بأهمية التراث و السياحة التراثية
.تكوين لجنة المراقبة حالة المباني والمواقع األثرية
.المسح الشامل لعناصر التراث
تشجيع سياحة التراث واآلثار ضمن الثقافة والترفيه والتسلية-
.تفعيل دور الجمعيات األهلية وإشراك المجتمع المدني المحلي
إسناد أعمال التأهيل والصيانة والحفاظ على التراث المكاتب الدراسات المحاية كأولوية عن
.غيرها
.االستفادة من التمويل العمومي وإعانات الهيئات الدولية المعنية بحماية التراث-
:وخالصة
تعتبر القصور في المناطق الصحراوية الجزائرية نموذجا ال يزال يحافظ على خصائص
عمرانية و اجتماعية و ثقافية تعبر عن حياة سكانها الذين يحافظون على وسائل الحياة
البسيطة التي تكفل لها االنسجام و التفاعل االجتماعي إضافة إلى ما يملكه العمران القديم
للقصور من تناغم بيني كونه يمثل نموذج من التصميمات الهندسية التي تتماشى مع ظروف
حياة البيئة الصحراوية كما أنه يحمل طابعا أصيال يرتبط بهوية مستعمليه و لذلك يجب
المحافظة على العمران القديم بالمدينة الصحراوية و استغالله في السياحة كمورد مستدام
ومهما قدمنا من توصيات وبدائل واقتراحات فإن المسألة الرئيسية تكمن في ثقافة الحفاظ
على التراث العمراني وحمايته على أوسع نطاق رسميًا وشعبيًا باعتباره ضرورة تاريخية
وثقافية واقتصادية والحفاظ على الهوية المحلية وليس اعتباره ترفًا فكريًا يتم تناوله في
.بحوث و دراسات الطلبة