You are on page 1of 79

‫وزارة التعلٌم العالً والبحث العلمً‬

‫المركز الجامعً الشٌخ المقاوم آمود بن مختار – إٌلٌزي‬


‫معهد الحقوق‬

‫مذكرة تخرج لنٌل شهادة ماستر فً الحقوق تخصص‪ :‬قانون خاص معمق‬
‫بعنوان‪:‬‬

‫التصرفات القانونٌة الواردة على المحل التجاري‬


‫تحت إشراؼ الدكتور ‪:‬‬ ‫إعداد الطالبتين‪:‬‬

‫العمرم خالد‬ ‫بن عيسى سعدية‬


‫تحت إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫اظباء‪:‬‬
‫الطالبتان‬
‫إعداد برحايل‬
‫خالد العمري‬ ‫سعدٌة بن عٌسى‬
‫الصفة‬ ‫المؤسسة الجامعية‬ ‫الدرجة العلمية‬ ‫االسم واللقب‬
‫أسماء برحاٌل‬
‫رئيسا‬ ‫أستاذ محاضر – ب ‪-‬‬
‫مشرفا ومقررا‬ ‫أستاذ محاضر – ب ‪-‬‬ ‫العمرم خالد‬
‫مناقشا‬ ‫أستاذ محاضر – ب ‪-‬‬
‫وتتكون لجنة المناقشة من األساتذة‬
‫رئٌســــــــــــــا‬ ‫أستاذ محاضر – ب ‪-‬‬ ‫األستاذة ببة اٌمان‬
‫مشرفا ومقررا‬ ‫أستاذ محاضر – ب ‪-‬‬ ‫األستاذ خالد العمري‬
‫مناقشـــــــــــا‬ ‫أستاذ محاضر – ب ‪-‬‬ ‫األستاذ زٌوش عبد‬
‫الرؤوف‬

‫السنة الجامعٌة ‪2023/2022‬‬


‫شكر‬

‫لمس ػ ػة وف ػ ػ ػاء‬

‫على إثر إهنائنا ؽبذا العمل اؼبتواضع نشكر اؼبوىل‬

‫عز كجل مصداقا لقولو تعاىل‪ " :‬لئن شكرمت ألزيدنكم "‪.‬‬

‫إىل كل من ساىم يف إقباح مشوارنا الدراسي‪...‬‬

‫كإىل كل أستاذ لقننا علما نافعا كدرسا يانعا‪...‬‬

‫إىل من مل يبخل علينا بإرشاداتو كتوجيهاتو إىل األستاذ اؼبشرؼ‬

‫العمرم خالد‬

‫إىل كل من غذ ذاكرتنا بالعلم كالنور‪...‬‬

‫إىل كل من ساندنا يف مشوارنا الدراسي كلو بالكلمة الطيبة‪.‬‬

‫شكرا لكم‬

‫أسماء وسعدية‬

‫أ‬
‫إىػ ػ ػ ػ ػػداء‬

‫إىل جديت رضبها ا﵁‬

‫إىل اللذين علماين حسن اػبلق كرقة اغبناف كحب اغبياة‬

‫إىل من كللهما ا﵁ باؽبيبة كالوقار‪...‬إىل من علماين العطاء‬

‫بدكف انتظار ‪ ...‬إىل من أضبل اظبها بكل افتخار ‪ ...‬أرجوا من ا﵁‬

‫أف ديد يف عمركما لًتيا شبارا قد حاف قطافها بعد طوؿ انتظار‬

‫كستبقى كلماتكما قبوما اىتدم هبا اليوـ كيف الغد كإىل األبد‪...‬‬

‫أمي كأيب‬
‫إىل من أرل التفاؤؿ بأعينهم كالسعادة يف ضحكتهم إىل شعلة النور‬
‫إخويت كأخواين كزكجة أخي كأكالدىا الغاليُت‬

‫تقبلوا مٍت أظبى عبارات الشكر كالدعاء‬

‫أسماء‬

‫ب‬
‫إىػ ػ ػ ػ ػػداء‬

‫اغبمد ﵁ الذم تتم بنعمتو الصاغبات كالذم كفقنا لنيل‬

‫ضبدا ما بعده رجاء‬


‫كمن بفضلو على حامده ن‬
‫ما حيبو ٌ‬

‫أىدم شبرة جهدم إىل‪:‬‬

‫الوالدين الكرديُت‪ ،‬كإىل كل اإلخوة كاألخوات كإىل زكجي كأكالدم‬

‫كإىل كل األقارب كالزمالء كاألصدقاء‪.‬‬

‫ككذا من سعتهم ذاكريت كمل تسعهم مذكريت‪.‬‬

‫سعدية‬

‫ج‬
‫قائمة المختصرات‬

‫أ‪ /‬باللغة العربية‬

‫ج ر ج ج‪ :‬جريدة رظبية للجمهورية اعبزائرية الدمقراطية الشعبية‬

‫ؽ‪ .‬ـ‪ .‬ج‪ :‬القانوف اؼبدين اعبزائرم‬

‫ؽ ت ج‪ :‬القانوف التجارم اعبزائرم‬

‫ؽ ا ج‪:‬قانوف االسرة اعبزائرم‬

‫ج‪ :‬جزء‬

‫ص‪ :‬صفحة‬

‫ع‪ :‬العدد‬

‫ط‪ :‬طبعة‬

‫ب‪ /‬باللغة الفرنسية‬

‫‪T : Tome‬‬

‫‪P : Page‬‬

‫د‬
‫ه‬
‫مقدمة‬

‫مقدمة‬

‫يقصد با﵀ل التجارم‪ ،‬اؼبكاف الذم سبارس فيو التجارة كتعرض فيو السلع كيستقبل فيو العمالء‪ ،‬كىو عبارة عن ماؿ‬
‫منقوؿ معنوم ينطوم على ؾبموعة أعماؿ ـبصصة لغرض االستغالؿ التجارم‪ ،‬أما فيما يتعلق بالطبيعة القانونية للمحل‬
‫التجارم‪ ،‬بالرغم من كجود جداؿ فقهي إال انو ىناؾ اذباه راجح يقر باؼبلكية اؼبعنوية للمحل التجارم كىو حق مايل‬
‫معنوم كبالرجوع اىل التشريع اعبزائرم‪ ،‬قبد اف اؼبشرع قد كضع نظاما قانونيا للمحل التجارم يف العديد من القوانُت على‬
‫كجو اػبصوص‪.1‬‬

‫لػقد نص القانوف التجػارم اعبػزائرم يف اؼبادة ‪ 78‬عػلى ما يلي‪ " :‬تعػد جػزء مػن اؼبػحل التجارم االٍمواؿ اؼبنقػولة‬
‫اؼبخػصصة لػمػمارسة نشاط ذبػارم‪ ،‬كي ػشػمل الػمػحػل الػتجارم إلزاميا عمالءه كشهرتو‪ ،‬كما يشمل اٍيضا سائر االٍمواؿ‬
‫االٍخرل الالزمة الستغالؿ ا﵀ػل التجارم كعنواف ا﵀ل‪ ،‬كاالسم التجارم‪ ،‬كاغبق يف اإلجيار‪ ،‬كالػمػعدات‪ ،‬كاآلالت‪،‬‬
‫كالػبػضػائػع‪ ،‬كحػق الػمػلػكػية الصػنػاعػػية كالػتجػاريػة كل ذلك مامل ينص على خالؼ ذلك"حيث سبتاز دراسة القانوف‬
‫التجارم بالصعوبة بالنظر إىل عدة أسباب‪ ،‬لعل أمهها أف معاعبة مواضيعو تكوف ـبتلفة عن باقي القوانُت ذات الصلة‬
‫كاليت تعد قاصرة إذا ما سبت بعيدا تصدرىا التقنُت اؼبدين‪.‬‬

‫ما يهمنا كبن يف ىذا اؼبقاـ ىو تلك القواعد القانونية اليت أكردىا اؼبشرع التجارم لتنظيم العمليػات الػواردة على ا﵀ل‬
‫التجػارم‪ ،‬الذم يرل جانب من الفقو أف الفضل يف ظهور فكرتو يرجع إىل التجار أنفسهم ال إىل رجاؿ القانوف‪ ،‬فهم‬
‫الذين تصوركا ألكؿ مرة إمكانية انتقاؿ ا﵀ل التجارم إىل الغَت بكل عناصره كبكل القيم اليت ينطوم عليها‪ ،‬أما اؼبشرع‬
‫فلم يفعل سول أنو استجاب لتطور اغبياة فالقانوف التجارم اعبزائرم قد نظم بدقة اغلب التصرفات القانونية اليت ترد‬
‫على ا﵀ل الت جارم فكافة ىذه العمليات زبضع ألحكاـ خاصة نظرا لطبيعة ا﵀ل التجارم الذم يعد ماال معنويا عدا‬
‫اؽببة كاالنتفاع اللذاف خيضعاف اىل االحكاـ العامة الواردة يف القانوف اؼبدين‪.‬‬

‫أىمية الدراسة‬
‫‪1‬‬
‫زهٌرة جٌاللً عبد القادر قٌسً‪ ،‬تأجٌر المحل التجاري (دراسة مقارنة)‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الراٌة للنشر والتوزٌع‪ ،‬عمان‪ ،3122،‬ص‪.:8‬‬
‫‪1‬‬
‫مقدمة‬

‫تربز أمهية دراسة ىذا اؼبوضوع يف تبياف اىم االحكاـ كالقواعد القانونية اليت ترد على ا﵀ل التجارم‪ ،‬فيما يتعلق‬
‫باألحكاـ كالقواعد الناقلة ؼبلكيتو‪ ،‬ككذا القواعد كاالحكاـ اؼبنظمة الستغاللو يف تظهر اؼبشرع اعبزائرم هبدؼ سد الفراغ‬
‫القانوين‪ ،‬يف بعض اعبوانب اليت مل يرد حبقها نص صريح من جهة‪ ،‬كمن جهة أخرل تو ضيح أسباب االستثناءات اليت‬
‫كضعها خركجا عن القواعد العامة يف الرىن اغبيازم للمحل‪ ،‬كاخضاعو ألحكاـ كإجراءات تشبو تلك اليت اقرىا يف رىن‬
‫العقار يف القانوف اؼبدين‪.‬‬

‫دوافع الدراسة‬

‫اىم ما دفعنا اىل دراسة ىذا اؼبوضوع‪ ،‬ىو الرغبة الذاتية يف الغوص عميقا يف حبر ىذا اؼبوضوع اؼبتعلق باإلجراءات‬
‫اليت ترد على ا﵀ل التجارم‪ ،‬رغم اننا قد درسناه سابقا يف برنامج السنة الثانية ليسانس باعتباره موضوع ثرم كحيوم‪.‬‬
‫اضافة اىل األمهية البالغة ؽبذا اؼبوضوع يف الواقع العلمي كالعملي‪ ،‬كما يعًتم ىذه التصرفات من ثغرات كنقائص يتوجب‬
‫علينا الوقوؼ عليها لتحليلها كدراستها‪.‬‬

‫صعوبات الدراسة‬

‫ال يكاد خيلو أم حبث من صعوبات كعقبات تواجو الباحث‪ ،‬كمن بُت الصعوبات اليت كاجهتنا يف إقباز ىذا‬
‫البحث ىو قلة اؼبراجع اليت تناكلت موضوع تصرفات الواردة على ا﵀ل التجارم كباػبصوص ما تعلق منها بالتشريع‬
‫اعبزائرم‪ ،‬كأيضا طوؿ اؼبوضوع كتشعب أفكاره‪ ،‬كبالرغم من كل الصعوبات اليت كاجهتنا إال أننا حاكلنا االؼباـ بكل‬
‫جوانب اؼبوضوع أف ننجز ىذا العمل آملُت أف يكوف يف أحسن صورة‪.‬‬

‫إشكالية الدراسة‪:‬‬

‫فيما تتمثل االحكاـ القانونية اليت فرضها اؼبشرع اعبزائرم لتنظيم التصرفات الواردة على ا﵀ل التجارم ؟‪.‬‬

‫كلدراسة اإلشكالية الرئيسية قمنا بوضع أسئلة فرعية تتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫‪-‬كيف نظم اؼبشرع اعبزائرم إجراءات نقل ملكية ا﵀ل التجارم؟‬

‫‪-‬ماىي االليات اؼبنظمة لعمليات استغالؿ ا﵀ل التجارم؟‬

‫المنهج المتبع في الدراسة‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة‬

‫كلإلجابة عن ىذه اإلشكاليات كالتساؤالت اؼبنبثقة عنها‪ ،‬مت اتباع اؼبنهج التحليلي كفقا ؼبا تقتضيو النصوص القانونية‬
‫اؼبتعلقة بالدراسة‪.‬‬

‫الخطة المتبعة‬

‫مت تقسيم ىذا اؼبوضوع اىل فصلُت‪ ،‬الفصل األكؿ ربت عنواف التصرفات الناقلة ؼبلكية ا﵀ل التجارم‪ ،‬كالذم قسمناه‬
‫إ ىل ثالثة مباحث‪ ،‬اؼببحث األكؿ بعنواف بيع ا﵀ل التجارم‪ ،‬كالثاين بعنواف تقدمي ا﵀ل التجارم كحصة يف رأظباؿ الشركة‬
‫كالثالث بعنواف ىبة ا﵀ل التجارم‪ ،‬اما الفصل الثاين بعنواف التصرفات الغَت ناقلة ؼبلكية ا﵀ل التجارم‪ ،‬كالذم مت تقسيمو‬
‫اىل ثالثة مباحث‪ ،‬اؼببحث األكؿ بعنواف عقد اجيار ا﵀ل التجارم كالثاين بعنواف عقد رىن ا﵀ل التجارم‪ ،‬كالثالث بعنواف‬
‫عقد التسيَت اغبر للمحل التجارم‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ع‬
‫التصرفات الناقلة لملكٌة المحل التجاري‬ ‫الفصل األول‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫دبا أف ا﵀ل التجارم ىو ماؿ معنوم منقوؿ لو قيمة خاصة كيكوف كحدة قائمة بذاهتا كمنفصلة عن العناصر اليت‬
‫يشتمل عليها كحيتل مكانة معتربة يف الذمة اؼبالية للتػاجر علػى غرار العقارات كؽبذا جيوز لصاحبو التصرؼ فيو كمن مث‬
‫يعترب ا﵀ل التجارم قابال لالنتقاؿ عن طريق اإلرث كقابال لإلحالة بُت األحياء أما بصفة ؾبانية أم دكف مقابل باؽببة مثال‬
‫كأما دبقابل كمثاؿ ذلك البيع أك اؼبسامهة بقيمة ا﵀ل التجارم كحصػة فػي الشػركة كتعتبػر التصرفات الواردة على ا﵀ل‬
‫التجارم من األعماؿ التجارية كاليت نضمها القانوف التجػارم اعبزائرم بصفة خاصة كذلك من خالؿ اعتبار العمليات‬
‫اؼبتعلقة بػا﵀الت التجاريػة مػن األعماؿ التجارية حبسب الشكل‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬عقد بيع المحل التجاري‪:‬‬

‫حسب احكاـ اؼبادة ‪1‬مكرر من (االمر رقم‪ 27-96‬اؼبؤرخ يف ‪ 9‬ديسمرب‪" .1)1996‬يسرم القانوف التجارم على‬
‫العالقات بُت التجار‪ ،‬كيف حالة عدـ كجود نص فيو يطبق القانوف اؼبدين كاعراؼ اؼبهنة عند االقتضاء " كبالرجوع اىل‬
‫احكاـ القانوف اؼبدين قبد اف اؼبشرع اعبزائرم قد عرؼ البيع بصفة عامة يف احكاـ اؼبادة ‪351‬على انو "البيع عقد يلزـ‬
‫دبقتضاه البائع اف ينقل للمشًتم ملكية شيء اك حقا ماليا آخر يف مقابل شبن نقدم قد عرؼ عقد البيع بصفة عامة‬
‫استنادا اىل معيار قانوين يتمثل يف األثر اؼبًتتب عليو‪ ،‬كلكي يكوف عقد البيع ذباريا جيب اف يشمل على عدة شركط أكال‬
‫اف يكوف العقد مربما بُت تاجرين كثانيا اف يكوف لشؤكف تتعلق بالتجار كثالثا اف يكوف مقابل اؼببيع مبلغا من النقود اك ما‬
‫يعادؽبا‬

‫المطلب االول‪ :‬خصائص عقد بيع المحل التجاري‬

‫ا﵀ل التجارم باعتباره ؿبال لعقد البيع يشًتط فيو أف يكوف فبا ينطبق كصف ا﵀ل التجارم لو‪ ،‬كمن اؼبعلوـ أف ا﵀ل‬
‫التجارم قد يكوف بأكملو ؿبال للعقد كىو األمر الذم ال يثَت أم إشكاؿ غَت أف البيع قد يقتصر أحيانا على بعض‬
‫عناصره دكف األخرل األمر الذم يثيػر التساؤؿ عن ماىية العناصر اليت جيب أف يشملها البيع لكي يعترب ذلك بيعا ﵀ل‬
‫‪2‬‬
‫ذبارم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫االمر ‪6:-86‬المعدل والمتمم‬
‫‪ 1‬كأمراف الصاغبي‪ :‬بيع ا﵀ل التجارم يف التشريع اؼبقارف‪ ،‬مكتبة دار الثقافة للنشر كالتوزيع‪ ،‬عماف‪ ،1998 ،‬ط‪ ،1‬ص‪15‬‬
‫‪4‬‬
‫التصرفات الناقلة لملكٌة المحل التجاري‬ ‫الفصل األول‬

‫أف ا﵀ػل التجػارم يشتمل على العديد من العناصر اليت ال يلزـ بالضركرة أف يشملها صبيعا بيع ا﵀ل التجارم‬
‫كالقاعدة العامة يف ىذا الصدد أف للطرفُت البائع كاؼبشًتم حرية مطلقة فػي ربديػد العناصر اليت يشملها البيع‪ ،‬إال انو‬
‫جيب أف يشتمل البيع على أحد العناصر اؼبعنوية على األقل‪ ،‬الف العناصر اؼبعنوية ىي العناصر الالزمة لوجود ا﵀ل‬
‫التجارم كماؿ ذايت‪ ،‬أما العناصر اؼبادية فال يلزـ بالضركرة توافرىا لكي نكوف بصدد بيع ؿبل ذبارم‪ ،‬لكن مىت مت االتفاؽ‬
‫علػى مشوؿ البيع صبيع عناصر ا﵀ل التجارم‪ ،‬فاف البيع يشمل العناصر اؼبادية‪.‬‬

‫يتعُت أف يشمل البيع عنصر االتصاؿ بالعمالء لكي نكوف بصدد بيػع ا﵀ل التجارم‪ ،‬صحيح أف االتصاؿ بالعمالء‬
‫ؾبرد عنصر من عناصر ا﵀ل التجػارم إال أف أمهيتو البالغة تؤكد أف اؼبشًتم ما كاف ليشًتم ا﵀ل التجارم إذا كاف مفتقدا‬
‫لقدرتو على اجتذاب العمالء‪ .‬ال يشًتط أف ينصب البيع على كامل ا﵀ل التجارم‪ ،‬بل قد يرد على حصة شػائعة فيو‬
‫كخيضع مع ذلك ألحكاـ بيع ا﵀ل التجارم ألنو حيتوم على صبيع العناصػر الالزمػة لتكوينو‪.1‬‬

‫الفرع األول‪ :‬شروط بيع المحل التجاري‬

‫يشًتط النعقاد عقد بيع ا﵀ل التجارم شركط عامة مثل الرضا‪ ،‬ا﵀ل كالسبب كاألىلية كاليت تعرؼ بالشركط‬
‫اؼبوضوعية‪ ،‬كشركط خاصة أك الشركط الشكلية كتوافر الكتابة الرظبية كشهر بيع ا﵀ل التجارم‪ ،‬كجيب زيادة عن القواعد‬
‫العامة الواجب توافرىا يف عقد الب يع مػن تػراض صػحيح كإرادة خالية من العيوب كؿبل موجود أك قابل للوجود كمعُت‬
‫تعيينا كافيا ينفي عنو كل جهالة كسبب مشركع مع اؼبالحظة أف بيع ا﵀ل التجارم ديثل عمال ذباريا بُت كل األطراؼ‬
‫كفقا للمادة ‪ 3‬ؽ ت ج‪ ،‬ككوف أف شبن بيعو عادة ما يكوف معترب فبا أدل باؼبشػرع أف يشدد الشركط اػباصة باألىلية‬
‫عكس ما ىو عليو اغباؿ يف بيع اؼبنقوالت‪.‬‬

‫أوال‪ :‬ضرورة العقد الرسمي‪ :‬نص اؼبشرع اعبزائرم على إلزامية إثبات بيع ا﵀ل التجارم بعقد رظبي كإال كاف باطال‪.‬‬
‫كىذا ما نصت عليو اؼبادة ‪ 79‬من ؽ ت ج كاؼبادة ‪ 324‬مكرر‪ 1‬من ؽ ـ ج‪.‬‬

‫‪ 1‬ىاين دكيدار‪ :‬القانوف التجارم‪( ،‬التنظيم القانوين للتجارة‪ ،‬اؼبلكية التجارية كالصناعية‪ ،‬الشركات التجارم)‪ ،‬منشورات اغبليب اغبقوقية‪ ،‬بَتكت‪2008،‬‬
‫ط‪1،‬ص ‪248.‬‬
‫‪5‬‬
‫التصرفات الناقلة لملكٌة المحل التجاري‬ ‫الفصل األول‬

‫ثانيا‪ :‬اشتمال العقد على بيانات معية باإلضافة إىل الرظبية البد من أف يتضمن عقد البيع بعض البيانات كذلك من‬
‫أجل ضباية اؼبشًتم من غش البائع يف رفع شبن اؼببيعات كإخفاء األعباء اليت تثقل ا﵀ل كلذلك نص اؼبشرع يف اؼبادة ‪79‬‬
‫الفقرة ‪ 2‬ؽ ت ج‪1‬على أف يذكر يف كل عقد بيع البيانات التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬اسم البائع السابق كتاريخ سنده اػباص بالشراء كنوعو كقيمة الشراء بالنسبة للبضائع كاؼبعدات كقائمة االمتيازات‬
‫كالرىوف اؼبًتتبة على ا﵀ل التجارم‪2‬ضباية البائع من اؼبشًتم يف حالة بيع ا﵀ل بالتقسػيط دبنحػو ضػمانات كافيػة الستفاء‬
‫الثمن‪.‬‬

‫‪-2‬رقم األعماؿ اليت حققها يف كل سنة من السنوات الثالث األخَتة لالستغالؿ أك من تاريخ شراءه إذا مل يقم‬
‫باالستغالؿ ألكثر من ثالث سنوات كاألرباح اليت حصل عليها يف نفس اؼبدة ثالث سنوات‪ .‬كديكن أف يًتتب على‬
‫إمهاؿ ىذه البيانات اؼبقررة سابقا بطالف البيع بطلب من اؼبشًتم إذا كاف طلبو كاقعا خالؿ سنة كعادة ما يتم التمييز بُت‬
‫إمهاؿ البيانات الواجب ذكرىا يف اؼبادة ‪ 79‬ؽ ت ج كالبيانات غَت الصحيحة طبقا للمادة ‪ 80‬ؽ ت ج‪.‬‬

‫ففي اغبالة األكىل يًتتب على امهاؿ ىذه البيانات بطالف عقد البيع بطلب من اؼبشًتم إذا كاف طلبو كاقعا خالؿ‬
‫سنة‪ ،‬أما اغبال ة الثانية فيكوف البائع ملزما بضماف ما نشأ عن البيانات غَت الصحيحة حسب الشركط اؼبقررة يف اؼبواد‬
‫‪ 376‬ك‪ 377‬ؽ ـ ج كبالتايل ديكن للمشًتم استعماؿ دعول ضماف العيوب اػبفية لطلب إبطاؿ البيع أك زبفيف‪،‬‬
‫الثمن‪ ،‬كما ديكنو أف يتمسك بالتدليس أك الغش أك الغلط اعبوىرم لرفع دعول الضماف اؼبنصوص عليها يف اؼبادة ‪80‬‬
‫ؽ ت ج‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إشهار عقد بيع المحل التجاري‬

‫مل يكتفي اؼبشرع بالكتابة الرظبية كباشتماؿ عقد بيع ا﵀ل التجارم على بيانات معينة كإمنا اشًتط شكلية أخرل‬
‫تتمثل يف إشهار عقد بيع ا﵀ل التجارم كذلك من خالؿ نص اؼبادة ‪ 83‬ؽ ت ج اليت حددت إجراءات الشهر‪ ،‬حيث‬
‫جيب إشهار عقد البيع خالؿ ‪ 15‬يوـ من تاريخ إبراـ العقد كإسبامو بسعي من اؼبشًتم اغبائز للمحل التجارم كيتم ىذا‬
‫اإلشهار يف ملخص أك اإلعالف يف النشرة الرظبية لإلعالنات القانونية يف الدائرة أك يف الوالية اليت يستغل فيها ا﵀ل‬

‫‪1‬اؼبادة ‪ 79‬من األمر ‪ 59 – 75‬اؼبؤرخ يف ‪ 26‬سبتمرب ‪ 1975‬اؼبتضمن القانوف التجارم‪ ،‬اعبريدة الرظبية اعبمهورية اعبزائرية الدديوقراطية الشعبية‪ ،‬اؿ عدد‪،36‬‬
‫اؼبعدؿ كاؼبتمم على أف يذكر يف كل عقد بيع البيانات التالية‪:‬‬
‫‪2‬ؼبادة ‪03‬من القانوف ‪02-06‬اؼبؤرخ يف ‪20‬فيفرم‪ ،2006‬اؼبتضمن تنظيم مهنة اؼبوثق‪ ،‬اعبريدة الرظبية اعبمهورية اعبزائرية‪ ،‬عدد‪ ،14‬صادر سنة ‪2006‬‬
‫‪6‬‬
‫التصرفات الناقلة لملكٌة المحل التجاري‬ ‫الفصل األول‬

‫التجارم‪ .‬أما بالنسبة للنشاط الغَت قار اك ا﵀الت التجارية اؼبتنقلة فإف مكاف االستغالؿ ىو اؼبكاف الذم يكوف البائع‬
‫‪1‬‬
‫مسجال فيو يف السجل التجارم‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التزامات أطراؼ عقد بيع المحل التجاري‬

‫بػػما أف ع ػقػد بػيع الػمحػل التجارم مػػن الػعػقػود الػملػزمػة لػجانػبػيػن‪ ،‬فػػإنػو يػنػشأ عػنو التزامات مػتبػادلة فػي ذمػة البائع‬
‫كالػمشًتم فػيػتػرتػب يف ذمػة الػبػائػع التزاما بػتػسػليػم الػمػبيػع إلػى الػمشًتم‪ ،‬كالتزاما بػضػماف الػتعػرض‪ ،‬كاالستحقاؽ كضماف‬
‫العػيػوب اػبفػية‪ ،‬فػي حُت يػتػرتػب فػي ذمػة الػمشتػرم التزاما بػدفػع الػثمن‪ ،‬كدفػع مصركفػات العقػد‪ ،‬كالتزاما بػتسليم اؼبػبػيع ‪.‬‬
‫كلػدراسة ىػذه االلتزامات نقسم ىذا اؼبطلب إىل فرعُت نػخػصص األكؿ اللتزامات البائع كالثاين اللتزامات اؼبشًتم‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التزامات البائع نصت اؼبادة ‪ 367‬من القانوف اؼبدين اعبزائرم أف " يلتزـ البائع بكل ما ىو ضركرم لنقل‬
‫حق اؼببيع إىل اؼبشًتم‪ ،‬كأف ديتنع عن كل عمل من شأنو أف جيعل نقل اغبق مستحيال أك عسَتا ‪".‬فعقد البيع ال ينتج إال‬
‫دبجرد التزامات على عاتق الطرفُت‪ ،‬كما بينها التزاـ البائع بنقل ملكية اؼببيع للمشًتم أم التزاما بإعطاء شيء ما‪ ،‬فليس‬
‫ىو العقد اؼبنتج لألثر الناقل بل الذم ينقلها كضع من األكضاع اؼبادية كالقبض كتبعا ؽبذه الفرضية ال خيتلف عقد البيع‬
‫عن غَته من العقود فهو ال ينشئ إال بالتزامات كمن بينها االلتزاـ بنقل ملكية اؼببيع للمشًتم‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التزام البائع بالتسليم‪ :‬بعد التسليم من االلتزامات العادية اليت خيضع ؽبا البائع كيقصد بو كضع اؼببيع ربت تصرؼ‬
‫اؼبشًتم حبيث يتمكن من حيازتو كاالنتفاع بو‪ ،‬كبذلك فالتسليم ك العملية اؼبادية اليت يباشرىا البائع لتحقيق غاية اؼبشًتم‬
‫من االنتفاع دبلكية الشيء اؼببيع كؼبعرفة مضموف التسليم كؿبتواه قانونا اؿ بد من العودة إىل نص اؼبادة ‪ 369‬من القانوف‬
‫اؼبدين اعبزائرم اليت تنص على يتم التسليم بوضع اؼببيع ربت تصرؼ اؼبشًتم حبيث يتمكن من حيازتو كاالنتفاع بو دكف‬
‫عائق كلو مل يتسلمو تسلما ماداـ البائع قد أخرب ق بأنو مستعد لتسلمو بذلك حيصل التسليم على اعبو الذم يتفق مع‬
‫طبيعة الشيء اؼببيع كقد يتم التسليم دبجرد تراضي الطرفُت على البيع إذا كاف اؼببيع موجودا ربت تصرؼ اؼبشًتم قبل‬
‫البيع‬

‫كما يلتزـ ا﵀افظة عليو إىل حُت تسليمو إىل اؼبشًتم كىذا ما تقضي بو اؼبادة ‪ 362‬من ؽ‪ .‬ـ‪ .‬ج اليت تنص على ما‬
‫يلي " يلتزـ البائع بتسليم الشيء اؼببيع للمشًتم يف اغبالة اليت كاف عليها كقت اؼببيع" ‪ ...‬كيشمل التسليم الشيء اؼببيع‬
‫كملحقاتو كجيب أف يتم يف الزماف كاؼبكاف اؼبتفق عليهما يف عقد البيع فإذا مل يوجد أتفاؽ أك نص على غَت ذلك فيجب‬

‫‪1‬‬
‫فرحة زراكم الصاٌف‪ ،‬ا لكامل يف القانوف التجارم اعبزائرم‪ ،‬القسم األكؿ‪ ،‬نشر كتوزيع ابن خلدكف‪ ،‬اعبزائر‪ 2001، ،‬ص ‪209‬‬
‫‪7‬‬
‫التصرفات الناقلة لملكٌة المحل التجاري‬ ‫الفصل األول‬

‫التسليم دبجرد إسباـ العقد‪ .‬كدبا أف ا﵀ل التجارم يتكوف من عناصر مادية كأخرل معنوية فتختلف طريقة التسليم مع‬
‫طبيعة العناصر فهناؾ تسليم حكمي كتسليم قانوين كىذا األخَت فيتم يف القانوف اؼبدين عامل البائع كاؼبشًت بتوفر عنصرين‬
‫مها كضع الشيء اؼببيع ربت تصرؼ اؼبشًتم ك بأف التسليم اغبكمي فيتم دبجرد تراضي الطرفُت على اؼببيع إذا كاف اؼببيع‬
‫موجودا ربت يد اؼبشًتم كذلك قبل البيع كذلك حسب نص اؼبادة ‪ 369‬فقرة ‪ 2‬من ؽ ـ ج‬

‫الجزاء المترتب عن إخالل البائع بالتزامو بالتسليم للمشًتم حق مطالبة البائع بالتنفيذ العيٍت للعقد‪ ،‬كما حيق‬
‫للمشًتم أف يطلب فسخ عقد بيع ا﵀ل التجارم‪ ،‬أما إذا ترتب عن عدـ الوفاء ضرر للمشًتم‪ ،‬فلهذا األخَت اغبق يف‬
‫الرجوع على البائع ؼبطالبتو بالتعويض عما أصابو من ضرر‪ ،‬الفقرة األكىل من اؼبادة ‪ 282‬من ؽ ـ ج‪ .‬ما يلي" إذا كاف‬
‫ؿبل االلتزاـ شيئا معينا بالذات كجب تسليمو يف اؼبكاف ال ذم كاف موجودا فيو كقت نشوء االلتزاـ‪ ،‬مامل يوجد اتفاؽ أك‬
‫نص يقضي بغَت ذلك"‪ .‬تنص اؼبادة ‪ 283‬من ؽ ـ ج تنص على ما يلي" تكوف نفقات الوفاء على اؼبدين‪ ،‬ما مل يوجد‬
‫‪1‬‬
‫اتفاؽ أك نص يقضي بغَت"‪.‬‬

‫أ‪-‬االلتزام بالضمان تناكؿ اؼبشرع اعبزائرم أحكاما تفصيلية خبصوص حقوؽ كالتزامات أطراؼ عقد البيع‪ ،‬إذ أعطى أمهية‬
‫بالغة اللتزامات البائع‪ ،‬كذلك هبدؼ ضباية مصاٌف اؼبشًتم‪ ،‬كربقيق استقرار اؼبعامالت‪ ،‬إذ أف تلك االلتزامات تعترب يف‬
‫نفس الوقت حقوقا كضمانات لو‪.‬‬

‫لعل من أىم االلتزامات اليت حظيت باىتماـ اؼبشرع إىل جانب التزاـ البائع بتسليم ملكية اؼببيع ككذا التزامو بالضماف إذا‬
‫ال يكفي أف يقوـ البائع بنقل ملكية اؼببيع كتسليمو إليو‪ ،‬بل يلتزـ فضال عن ذلك أف يضمن لو االنتفاع بو كحيازتو حيازة‬
‫ىادئة كيشمل ىذا االلتزاـ يف االلتزاـ بضماف االستحقاؽ (أكال)‪ .‬كااللتزاـ بضماف عدـ التعرض (ثانيا)‪ .‬كااللتزاـ بضماف‬
‫العيوب اػبفية (ثالثا)‪.‬‬

‫أوال‪-‬االلتزام بضمان االستحقاؽ يقصد باالستحقاؽ حرماف اؼبشًتم كليا أك جزئيا من ا﵀ل التجارم اؼبباع بسبب‬
‫ثبوت حق الغَت على اؼبتجر أك على عنصر منو‪ ،‬كمضموف ىذا االلتزاـ ىو ربمل البائع تبعة كجود حق عيٍت للغَت على‬
‫ا﵀ل التجارم كك ل أك على أحد عناصره‪ ،‬كىذا الضماف لو أساسو كسنده القانوين يف الشريعة العامة‪ ،‬غَت أف البائع ليس‬
‫عليو أف يتحمل اؼبسؤكلية عن األفعاؿ الناصبة عن الغَت كاؼبنافسة غَت اؼبشركعة‪ ،‬أك تلك القوانُت اليت تصدرىا السلطة‬

‫‪1‬عبد القادر حسُت العطَت‪ ،‬الوسيط يف شرح القانوف التجارم‪ ،‬االعماؿ التجارية حبسب الشكل‪ ،‬دار الثقافة للنشر كالتوزيع‪ ،‬ص ‪.218‬‬
‫‪8‬‬
‫التصرفات الناقلة لملكٌة المحل التجاري‬ ‫الفصل األول‬

‫العامة يف الزامية البيع‪ ،‬فاعلية الضماف غبماية اؼبشًتم يف ضوء القانوف اؼبدين‪ ،‬أعماؽبا اإلدارية كاليت تقضى بغلق ا﵀ل‬
‫التجارم أك حضر التجارة اؼبمارسة‪ ،‬كاالستحقاؽ يكوف إما كليا أك جزئيا‬

‫‪-1‬االلتزام بضمان عدم التعرض يعترب التعرض تبعا ؼبا سبق أيا كاف مصدره ىو كل فعل يؤدم إىل حرماف اؼبشًتم من‬
‫االنتفاع دبلكية الشيء اؼببيع كتنص اؼبادة ‪ 371‬ؽ ـ ج على ما يلي" يضمن البائع عدـ التعرض للمشًتم يف االنتفاع‬
‫باؼببيع كلو أك بعضو سواء كاف التعرض من فعلو أك من فعل الغَت يكوف لو كقت البيع حق على اؼببيع يعارض بو اؼبشًتم‪.‬‬
‫كيكوف البائع مطالبا بالضماف كلو كاف حق ذلك الغَت قد ثبت بعد البيع كقد آؿ إليو ىذا اغبق من البائع نفسو"‪ .‬يتضح‬
‫من خالؿ ىذه اؼبادة لضماف عدـ التعرض نوعُت كمها‪ :‬ضماف عدـ تعرض الشخصي الصادر عن البائع (‪ ،)1‬كضماف‬
‫عدـ التعرض الصادر من الغَت(‪.)2‬‬

‫‪-1‬عدم التعرض الشخصي يقصد منو التزاـ البائع شخصيا باالمتناع عن القياـ بأم عمل من شأنو عرقلة انتفاع‬
‫اؼبشًتم باؼببيع كحرمانو سواء كاف كليا أك جزئيا‪ ،‬فالبائع ضامن لعدـ تعرضو سواء كاف يقصد منو التزاـ البائع شخصيا‬
‫باالمتناع عن القياـ بأم عمل من شأنو عرقلة انتفاع اؼبشًتم باؼببيع كحرمانو سواء كاف كليا أك جزئيا منو‪ ،‬فالبائع ضامن‬
‫لعدـ تعرضو سواء كاف ىذا التعرض ماديا أك قانونيا‪.‬‬

‫‪- 2‬ضمان التعرض الصادر من الغير لقد أشار اؼبشرع اعبزائرم يف نص اؼبادة ‪ 371‬ؽ ـ ج السالفة الذكر إىل ىذا‬
‫النوع من التعرض‪ ،‬كيتضح من ىذه اؼبادة أف البائع يلتزـ بضماف ليس فقط جراء تعرضو الشخصي‪ ،‬كإمنا يشمل أيضا‬
‫التعرض الصادر من الغَت‪ ،‬كيقصد هبذا األخَت ذلك التعرض القانوين الذم يدعي فيو الغَت حقا على الشيء اؼببيع كحق‬
‫اؼبلكية أك أم حق من اغبقوؽ اؼبتفرعة عنها‪ ،‬فيكوف اؼبشًتم مهدد بنزع ملكيتو على الشيء اؼببيع‪ ،‬فإذا ادعى ‪ 61‬من‬
‫‪ 118‬الغَت حق عيٍت كثبت لو ىذا اغبق حبيث يًتتب على استحقاقو عدـ قدرة اؼبشًتم على استغالؿ ؿبلو التجارم‬
‫كاف ؽبذا األخَت طلب فسخ البيع كرد الثمن كالتعويض عن ما غبقو من األضرار‪ ،‬أما إذ كاف التعرض مادم كتقليد‬
‫العالمة التجارية فال يضمن ىذا التعدم‪ .‬إمنا يكوف للمشًتم حق اللجوء إىل القضاء لدفع التعدم عنو كاغبكم لو‬
‫بالتعويض‪ 1‬كبالتايل ال يضمن البائع التعرض اؼبادم الصادر عن سلطة العامة‪.‬‬

‫‪-2‬ضمانات العيب الخفي تطبيقا للمادة ‪ 379‬من القانوف اؼبدين فاف بائع ا﵀ل التجارم ملػزـ بضػماف خلػو ا﵀ل‬
‫التجارم من العيوب اػبفية اليت تنقص من قيمتو أك نتائج استغاللو كضػماف العيػوب اػبفية إجراء بالغ األمهية خاصة‬

‫‪ 1‬بوذراع بلقاسم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪208‬‬


‫‪9‬‬
‫التصرفات الناقلة لملكٌة المحل التجاري‬ ‫الفصل األول‬

‫عندما يتبُت أف البيانات الواجب إدراجها يف عقػد البيػع أك اؼبعلومات اليت جيب على البائع أف يطلع عليها اؼبشًتم غَت‬
‫صحيحة أك زبفي نتػائج لػم يطلعو عليها اؼبشًتم غَت صحيحة أك زبفي نتائج مل يطلعو عليها كبالتايل فانو حيق للمشًتم‬
‫أف يطالب فسخ العقد كرد الثمن كالتعويض عما غبقو من ضرر كخسارة أما إذا مل تكن تلػك العيوب من اعبسامة اليت‬
‫تربر فسخ العقد فاف للمشًتم أيضا اغبق يف اؼبطالبة بتخفيض الثمن أك التعويض فقط عن الضرر كما ديكن رفع دعول‬
‫‪1‬‬
‫التدليس على البػائع إذا كانػت البيانػات كاؼبعلومات اؼبذكورة أعاله غَت مطابقة للواقع كمت تبليغها عن عمد‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التزامات المشتري‬

‫دبا أف عقد البيع ا﵀ل التجارم من العقود اليت ترتب التزامات متقابلة اال انو من العقود اؼبلزمة عبانبُت‪ ،‬األمر الذم‬
‫يرتب آثار قانونية على عاتق اؼبشًتم‪ ،‬كؽبذا ينتج عن انعقاد لبيع ا﵀ل التجارم التزامات على عاتق اؼبشًتم تتمثل يف‬
‫التزاماتو بتسليم ا﵀ل التجارم‪ ،‬كالتزامو بدفع الثمن كالتزامو بتحمل اؼبصاريف البيع‬

‫أوال‪ :‬التزام المشتري بتسلم المحل التجاري‬

‫من منطلق كوف اؼبشًتم مدينا إزاء البائع يتوجب عليو تسلم اؼببيع كىذا أمر مفركض على اؼبشًتم جيب عليو ربقيقو‬
‫يف الزماف كاؼبكاف اؼبتفق عليهما‪ ،‬ك اذا مل يقم اؼبشًتم بالتسلم ا﵀ل التجارم جاز للبائع كفقا للقواعد العامة كبعد أف‬
‫يعذر اؼبشًتم بالتسلم أف يطلب اغبكم عليو بالغرامة التهديدية عن كل يوـ أك أسبوع أك شهر بتأخر فيو عن تسلم ا﵀ل‬
‫التجارم ‪ ،‬فيلتزـ البائع بتسليم ا﵀ل التجارم إىل اؼبشًتم يف األجل اؼبتفق عليو يف العقد اك االتفاؽ كالعرؼ اذا مل يعُت‬
‫مكاف كزماف لتسليم اؼببيع كجب على اؼبشًتم أف يسلمو يف اؼبكاف الذم كجد فيو اؼببيع كقت اؼببيع كأف يتسلمو دكف‬
‫تأخر باستثناء الوقت الذم تتطلبو عملية التسليم ‪ ،‬كىذا طبقا للنص اؼبادة ‪ 133‬ؽ ـ ج كيف حالة امتناع اؼبشًتم عن‬
‫تنفيذ التزامو جاز البائع أف يطلب التنفيذ العيٍت اك فسخ العقد فضال عن ذلك اؼبطالبة بالتعويض إذا ترتب عن ذلك‬
‫ضرر لو‪ ،‬فإذا اختار البائع التنفيذ العيٍت جاز لو رفع دعول على اؼبشًتم ؼبطالبة بالثمن كما يكوف للبائع يف ىذه اغبالة‬
‫أف يطلب من ا﵀كمة كضع ا﵀ل التجارم ربت اغبراسة حيت يفصل يف النزاع بينو كبُت اؼبشًتم‪.2‬‬

‫‪1‬بوذراع بلقاسم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪209‬‬


‫‪2‬زىية ربيع‪ ،‬فاعلية الضماف غبماية اؼبشًتم يف ضوء القانوف اؼبدين‪ ،‬أطركحة لنيل شهادة دكتور اه يف العلوـ‪ ،‬زبصص قانوف‪ ،‬كلية اغبقوؽ كالعلوـ السياسية‪ ،‬قسم‬
‫اغبقوؽ‪ ،‬جامعة مولود معمرم تيزم كزكك‪ 2979، ،‬ص‪140‬‬
‫‪10‬‬
‫التصرفات الناقلة لملكٌة المحل التجاري‬ ‫الفصل األول‬

‫أ‪-‬االلتزام بعدم المنافسة تعد اؼبنافسة اغبياة التجارية كؿبك اغبياة الصناعية اليت يعتمد عليها التجار كركح الجتذاب‬
‫كالستقطاب العمالء‪ ،‬فحرية التجارة كالصناعة مضمونا دستوريا لكن ىذه األخَتة‪ 1‬ديكن أف تتعدل حدكدىا الطبيعية‬
‫لتتحوؿ إىل عمل غَت مشركع‪ ،‬كتصبح اؼبنافسة منافية كـبالفة للعرؼ التجارم‪.‬‬

‫ب‪-‬االلتزام بالتسلم يسلم اؼببيع بالكيفية اليت تتفق مع طبيعتو‪ ،‬كيتم استالـ اؼببيع ميت زبلٌى عنو البائع كصار ربت‬
‫تصرؼ اؼبشًتم‪ ،‬حيث يتسٌت لو االنتفاع بو دكف عائق كيتم تسليم يف مكاف كزماف معينا (أكال) كيًتتب يف حالة إخالؿ‬
‫اؼبشًتم بتنفيذ التزاماتو عدة جزاءات (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال زمان ومكان دفع الثمن‪ :‬نستخلص من الفقرة األكىل من اؼبادة ‪ 388‬ؽ ـ ج اليت تنص على ما يلي‪ :‬يكوف الثمن‬
‫اؼببيع مستحقا يف الوقت الذم يقع فيو تسليم اؼببيع‪ ،‬مامل يوجد اتفاؽ أك عرؼ يقضي خبالؼ ذلك‪ .‬فإذا كاف األصل يف‬
‫دفع الثمن معجال كقت البيع‪ ،‬فإنو يف العقود التجارية كثَتا ما يكوف مؤجال أك يف شكل أقساط‪ ،‬كعلى اؼبشًتم أف يلتزـ‬
‫بالوفاء بدفع الثمن كفقا لشركط كاالتفاقيات الواردة يف العقد‪ ،‬كجيب على اؼبشًتم‪ ،‬إذا كاف الثمن معجل الوفاء‪ ،‬أف‬
‫يًتيث يف دفعو إىل البائع إىل أف تنقضي مدة ‪ 15‬يوما‪ ،‬تبدأ من تاريخ إسباـ إجراءات نشر ملخص عقد بػيع ا﵀ل‬
‫التجارم يف النشرة الرظبية لإلعالنات القانونية‪ ،‬كىذه اؼبدة ىي تلك الفًتة اليت أجاز فيها اؼبشرع لدائٍت البائع بتقدمي‬
‫اعًتاضهم عن ا لوفاء يثمن ألف يف حالة دفع الثمن قبل انقضاء ىذه اؼبهلة ال يؤدم إىل براءة ذمتو اذباه دائنة‪ .‬كتنص‬
‫اؼبادة ‪ 351‬ؽ ـ ج على ما يلي‪ " :‬يدفع الثمن البيع من مكاف تسليم اؼببيع‪ ،‬مامل يوجد اتفاؽ أك عرؼ يقضي بغَت‬
‫ذلك‪ .‬فإذا مل يكن شبن اؼببيع مستحقا كقت تسلم اؼببيع‪ ،‬كجب الوفاء بو مكاف الذم يوجد"‪.2‬‬

‫ثانيا ‪-‬جزاء اخالل المشتري عن تنفيذ التزامو بدفع الثمن‪ :‬قد يتأخر اؼبشًتم عن الوفاء بالثمن يف اؼبيعاد ا﵀دد يف‬
‫ىذه اغبالة جيوز للبائع بعد إعذار اؼبشًتم أف يطلب فسخ العقد مع التعويض‪ ،‬كجيوز للقاضي أف دينح اؼبشًتم أجال‬
‫للوفاء بالتزامو إذا اقتضت الضركرة ذلك كما جيوز لو أف يرفض الفسخ إذا مامل يوؼ بو اؼبدين ‪ 73‬من ‪ 118‬كتنص‬
‫اؼبادة ‪ 119‬ؽ ـ ج على ما يلي يف العقود اؼبلزمة للجانبُت‪ .‬إذا مل يوؼ أحد اؼبتعاقدين بالتزامو جاز للمتعاقد اآلخر بعد‬
‫إعذاره اؼبدين أف يطالب بتنفيذ العقد أك فسخو مع التعويض يف اغبالتُت إذا اقتضى اغباؿ ذلك‪ .‬كجيوز للقاضي أف دينح‬
‫اؼبدين أجال حسب الظركؼ‪ ،‬كما جيوز لو أف يرفض الفسخ‪.3‬‬

‫‪1‬بن زكاكم سفياف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،‬ص ‪122 – 121‬‬


‫‪2‬نسرين شريقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪81‬‬
‫‪3‬نادية فضيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪264‬‬
‫‪11‬‬
‫التصرفات الناقلة لملكٌة المحل التجاري‬ ‫الفصل األول‬

‫ثالثا‪ :‬االلتزام بدفع النفقات يتحمل اؼبشًتم نفقات ربرير عقد البيع كيدخل يف اؼبصركفات أتعاب اؼبوثق الذم قاـ‬
‫بإعداد عقد بيع ا﵀ل التجارم كتسجيلو ككذلك مصركفات الكشف عن الشيء اؼببيع أماـ جهة الشهر إلثبات ما عليو‬
‫من اغبقوؽ الغَت‪ ،‬كأكجب اؼبشرع اعبزائرم دفع شبن البيع دبا يف ذلك نفقات البيع بُت يدم اؼبوثق كبالتايل فإف اؼبوثق ال‬
‫يقوـ بإعداد عقد البيع إال إذا دفع اؼبشًتم شبن اؼببيع بُت يديو ككذا مصاريف البيع ككذا الضرائب اؼبنصبة على اؼببيع‪ ،‬أما‬
‫يف حالة إذ أدل البائع النفقات الواجبة كله ا أك بعضها كجب على اؼبشًتم أف يرجعها إليو كإال جاز للبائع أف يصدر‬
‫حكم بإلزاـ اؼبشًتم هبا‪ .‬كما أنو باستطاعة البائع أف يطلب توقيع حجز ربفظي أك تنفيذم على أمواؿ اؼبشًتم قصد‬
‫استيفاء تلك النفقات‪.1‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬ضمانات عقد بيع المحل التجاري‬

‫إف التصرؼ يف ا﵀ ل التجارم بالبيع ديس دبصاٌف ـبتلفة كىي مصلحة اؼبشًتم الذم قد يقع ضحية غش البائع‪،‬‬
‫لذلك أكجب اؼبشرع اعبزائرم يف القانوف التجارم ضباية لو بذكر ؾبموعة من البيانات اإلجبارية لوقوؼ اؼبشًتم على‬
‫اؼبركز اغبقيقي للمحل التجارم كىذا ما تطرقنا إليو بشكل مفصل يف الفصل األكؿ‪ ،‬كفيو كذلك مصلحة للبائع اليت أقر‬
‫ؽبا اؼبشرع اعبزائرم ضمانات غبمايتها كدبا أف ىذه األخَتة سبس دبصاٌف الغَت اؼبتمثل يف دائٍت البائع‪ ،‬فقد خوؿ ؽبا اؼبشرع‬
‫اعبزائرم ضباية خاصة‪ ،‬كنظرا ألمهية ىذا اؼبوضوع كجب ربديد‪ .‬ـبتلف الضمانات اؼبمنوحة لدائٍت البائع‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الضمانات الممنوحة لدائني البائع‬

‫غبماية دائٍت البائع من اآلثار اليت من اؼبمكن أف تلحق هبم نتيجة بيع ا﵀ل التجارم قرر القانوف إجراءات جيب‬
‫احًتامها عند عملية البيع اؼبتمثلة يف شهر عقد بيع ا﵀ل التجارم الذم ديكن لدائٍت البائع بالتقدـ كاستيفاء حقهم من‬
‫الثمن قبل تصرؼ البائع فيو كذلك بازباذ إجراءات اؼبعارضة للفرع األكؿ‪ ،‬كما أجاز ؽبم حق إبداع الثمن يف مصلحة‬
‫الودائع كاألمانات (الفرع الثاين)‪ ،‬كاؼبزايدة بالسدس (الفرع الثالث)‪.2‬‬

‫أوال‪ :‬حق االعتراض عن دفع الثمن‬

‫لكي يتمكن دائٍت البائع يف استيفاء حقهم من الثمن قبل أف يتصرؼ البائع فيو جبب أف يقوـ بازباذ إجراءات‬
‫اؼبعارضة كسنتطرؽ إىل ربديد كيفية كقوع اؼبعارضة‪.‬‬

‫‪ 1‬نسرين شريفي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪81‬‬


‫‪2‬سفياف بن زراكم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪133‬‬
‫‪12‬‬
‫التصرفات الناقلة لملكٌة المحل التجاري‬ ‫الفصل األول‬

‫‪-‬وقوع المعارضة أعطى اؼبشرع اعبزائرم اغبق لدائٍت البائع يف االعًتاض على عملية بيع لتجار كذلك خالؿ مدة ‪15‬‬
‫يوما ابتداء من تاريخ أخر يوـ تابع لإلعالف‪ .‬كذلك باالعًتاض على دفع الثمن‪ ،‬حبيث ألزـ اؼبشرع اعبزائرم يف الفقرة‬
‫األكىل من نص اؼبادة ‪ 84‬ؽ‪ .‬ت‪ .‬ج يف اؼبعارضة على دفع الثمن أف تتم عن طريق عقد غَت قضائي من خالؿ ؿبضر‬
‫قضائي يف دائرة اختصاص اؼبوطن اؼبختار يف االشهار‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬حق إيداع الثمن في مصلحة الودائع واألمانات‬

‫يقع على كل صاحب مصلحة حق طلب إيداع الثمن لدم مصلحة الودائع كاألمانات كأصحاب اؼبصلحة يف‬
‫طلب اإلبداع مها اؼبشًتم كالبائع‪ ،‬فيحق للمشًتم على الرغم من اعًتاض بعض الدائنُت أك أحدىم أف يسعى للحصوؿ‬
‫على إذف إليداع الثمن لدل مصلحة الودائع كاألمانات كذلك من أجل إبراء ذمتو ذباه أصحاب الشأف‪ .‬كقد يطالبوا‬
‫دائٍت البائع هبذا اإليداع خشية منهم من إعسار اؼبشًتم‪ ،‬فيجوز ألم دائن عندما حيدد الثمن بصورة هنائية أف ينذر‬
‫اؼبشًتم بوجوب إبداع الثمن أك اعبزء اؼبستحق منو يف مصلحة الودائع‪.‬‬

‫أما البائع فتكمن مصلحتو يف اغبصوؿ على اؼببلغ الذم يفيد منو التجارة أك لتويف إفالس اؼبشًتم كضياع جزاء من حقوقو‬
‫نتيجة دخولو يف التفليسة‪ ،‬كيبدأ حق اؼبطالبة باإليداع بعد مركر ‪ 3‬أشهر من تاريخ إبراـ عقد البيع‪ ،‬كلطرؼ الذم يهمو‬
‫األمر أف يرفع دعول مست عجلة كذلك بتقدمي الطلب إىل رئيس ا﵀كمة اليت يقع يف دائرة اختصاصها مكاف تواجد ا﵀ل‬
‫التجارم‪ .‬كتنص اؼبادة ‪ 90‬من ؽ ت ج على ما يلي " جيب على كل حائز للثمن الذم مت بو بيع ؿبل ذبارم أف يقوـ‬
‫بتوزيعو يف ظرؼ ثالثة أشهر من تاريخ عقد البيع‪ .‬كبانقضاء ىذه اؼبهلة جيوز للطرؼ الذم يهمو التعجيل أف يرفع دعوم‬
‫مستعجلة أماـ رئس ا﵀كمة اليت يقع ا﵀ل التجارم يف دائرة اختصاصها كالذم يأمر‪ :‬إما بإبداع الثمن يف مصلحة‬
‫الودائع كاألمانات كإما بتعُت حارس موزع‪."2‬‬

‫كإذا أصدر األمر باإليداع من القضاء اؼبستعجل كجب إيداعو‪ ،‬كإذا أكدع الثمن لدل اؼبصلحة اؼبذكورة يف ا﵀كمة براءة‬
‫ذمتو‪ ،‬كتنتقل آثار اؼبعارضة إىل اؼبصلحة اؼبذكورة عند إبداع الثمن‪ ،‬أما إذا كاف القرار يتضمن تسليم الثمن إىل اغبارس‬
‫يقوـ دبهمة التوزيع فتربا ذمة اؼبشًتم أيضا كتنتقل آثار اؼبعارضة إىل صاحب الثمن‪ ،‬إال أنو ذبدر اإلشارة إىل أف البائع‬
‫ديكنو تسليم الثمن بشركط اليت حددهتا اؼبادة ‪ 91‬من ؽ ت ج‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫قوؽ أـ اػبَت‪ ،‬أحكاـ بيع ا﵀ل التجارم‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة اؼباجستَت‪ ،‬فرع قانوف اػباص‪ ،‬قسم اغبقوؽ‪ ،‬بكلية اغبقوؽ‪ ،‬جامعة اعبزائر‪ ،‬سنة‪2996،‬ص‬
‫‪723-722‬‬
‫‪2‬‬

‫‪George Ripert - René roblot - Philippe Délébeque et Michel German, op - cit, p 488 .‬‬
‫‪13‬‬
‫التصرفات الناقلة لملكٌة المحل التجاري‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع الثالث‪ :‬حق المزايدة بالسدس‬

‫كاف الثمن ال يفي بديوف الدائنُت اؼبقيدين كالدائنُت القائمُت باؼبعارضة يف ‪ 79‬من ‪ 118‬ؽ‪.‬ـ‪.‬ج خالؿ طبسة‬
‫عشر يوما على األكثر من اإلعالنات اؼبنصوص عليها يف اؼبادتُت ‪ 83‬ك‪ 84‬فيمكنهم طبقا للشركط الواردة يف اؼبواد من‬
‫‪ 133‬إىل ‪ 139‬طلب زيادة السدس أصال عن ا﵀ل التجارم دكر اؼبعادات كالبضائع‪.‬‬

‫يتضح من خالؿ ىذه اؼبادة اف اؼبشرع اعبزائرم اعطى لدانتُت البائع الدين قدموا باؼبعارضة خالؿ مدة ‪ 15‬يوـ حق شراء‬
‫ا﵀ل التجارم بزيادة السدس عن شبن عناصر ا﵀ل التجارم كيشًتط أف يتم البيع بالًتضي‪ .‬كتنص اؼبادة ‪ 86‬ؽ ـ ج على‬
‫ما يلي‪" :‬جيب على اؼبوظف العمومي اؼبكلف بالبيع أال يقبل يف اؼبزايدة إال األشخاص اؼبعرفُت‪ 1‬دبالء هتم لديو أك الذين‬
‫أكدعوا إما بُت يديو أك يف مصلحة الودائع كاألمانات مبلغا ال يقل عن نصف الثمن الكامل للبيع األكؿ أكعن جزء شبن‬
‫البيع اؼبذكور اؼبشًتط دفعو نقدا مع إضافة الزيادة ككذلك التخصيص لسداد شبن البيع"‬

‫عمال بأحكاـ ىذه اؼبادة فإف طلب البيع باؼبزايدة بالسدس يكوف من حق الدائنُت اؼبعارضُت أك اؼبقيدين بشرط أف يودعوا‬
‫لدل اؼبوظف العمومي اؼبكلف بالبيع مبلغا ال يقل عن نصف الثمن الكامل للبيع األكؿ‪ ،‬أك أف يتم اإليداع يف مصلحة‬
‫الودائع كاألمانات با﵀كمة أك يقدـ اؼبعارضُت أك اؼبقيدين أك حىت الدائنُت العادين جزء من الثمن اؼبشركط اػباص بالبيع‬
‫نقدا مضاؼ إليو بالطبع السدس كال ديك ن فبارسة حق اؼبزايدة بالسدس يف بيع القضائي‪ .‬البيع يف اؼبزاد العلٍت إذا اكبصر‬
‫نطاقو يف البيع الرضائي يتمثل اؽبدؼ من تقرير اؼبزيدة بالسدس غبماية دائٍت البائع يف اخفاء الثمن أك بيع ا﵀ل التجارم‬
‫‪2‬‬
‫بثمن منخفض طبقا اؼبادة ‪ 87‬ك‪ 89‬ؽ ـ ج‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تقديم المحل التجاري كحصة في الشركة‬

‫يفًتض يف الشركة التزاـ شخصُت فأكثر باؼبسامهة يف مشركع مايل القتساـ مػا قػد ينشا عن ىذا اؼبشركع من ربح أك‬
‫خسارة‪ ،‬كمسامهة الشريك يف أم مشركع أك شركة ديكن أف تتخذ عدة صور‪ :‬تقدمي حصة نقدية أك عينية أك عمل‬
‫كحبسب ما جاء يف اؼبادة ‪ 117‬ؽ ‪.‬ت ‪.‬ج جيوز للتاجر مالك أف يقرر تقدمي متجره كحصة عينية يف شركة قائمػة أك يف‬
‫طور التكوين‪ .‬فإذا دخل يف رأس ماؿ الشركة عند التأسيس حصص عينية تتمثل يف ؿبػل ذبػارم‪ ،‬كسواء كانت اغبصة‬
‫مقدمة من صبيع اؼبؤسسُت كاؼبكتتبُت أك بعضهم فانو جيػب تقػديرىا تقديرا صحيحا‪ ،‬كاغبكمة من ذلك ىو درء اؼببالغة يف‬

‫‪1‬أضبد ؿبرز‪ ،‬القانوف التجارم‪ ،‬االعماؿ التجارية‪ ،‬ص‪74‬‬


‫‪2‬اؼبادة ‪87‬ؽ ـ ج (إذا صدر التدليس من غَت اؼبتعاقدين فليس للمدلس عليو أف يطلب إبطاؿ العقد‪)،‬‬
‫اؼبادة ‪ 89‬ؽ ـ ج (إذا صدر اإلكراه من غَت اؼبتعاقدين فليس للمتعاقد اؼبكره أف يطلب إبطاؿ العقد إال ‪)......‬‬
‫‪14‬‬
‫التصرفات الناقلة لملكٌة المحل التجاري‬ ‫الفصل األول‬

‫تقييم ىذه اغبصص‪ .‬كما تتضمنو من خطر مزدكج على الغَت كأصحاب األسهم النقدية‪ ،‬فالغَت الذم يتعامل مع الشركة‬
‫ال جيد يف ذمتها عناصر االئتماف اليت اعتمد عليها الختالؼ رأس اؼبػاؿ الفعلػي عن رأس اؼباؿ األظبى يف ىذه اغبالة‪.‬‬

‫كىناؾ خطر آخر عل ى الشركاء أصحاب اغبصص النقدية‪ ،‬إذ يًتتب على اؼببالغة فػي تقدير قيمة ا﵀ل التجارم حصوؿ‬
‫أصحاهبا على جانب من األرباح ىو يف اغبقيقة من حػق أصحاب األسهم النقدية‪ ،‬كدبا أف تقدمي ا﵀ل التجارم كمسامهة‬
‫يف الشركة فإف لو تصػرؼ آخر حيث يلزـ كفقا لنص اؼبادة ‪ 117‬ؽ‪ .‬ت‪.‬ج أف يػتم ربديػد نػوع اغبصة كقيمتها كاسم‬
‫‪1‬‬
‫الشريك كقيمة ما شارؾ بو يف رأس اؼباؿ كالثمن الذم ارتضػاه بػاقي الشركاء‬

‫للمحل التجارم اؼبقدـ كحصة عينية يف الشركة‪ ،‬كجيب أف حيتوم علػى كػل ىػذه البيانات‪ ،‬عقد تأسيس الشركة‪ ،‬ىذا من‬
‫ناحية‪ ،‬كمن ناحية أخرل ىناؾ جانب إجرائ ػي مهػم بالنسبة للحصة العينية ينبغي ربقق مقتضاه حىت ديكن تقرير اعًتاؼ‬
‫قانوين بصحة مثل ىذه‪ .‬اغبصة كقبوؽبا ضمن رأس ماؿ الشركة‪ ،‬كيتحصل ىذا اعبانب اإلجرائي يف ضركرة تقػدير اغبصة‬
‫العينية من خالؿ أىل اػبربة الذين ديارسوف عملهم من خالؿ تنظيم قانوين خاص كفقا لطبيعة كل حصة‪ ،‬كجيب أف‬
‫يتضمن تقرير أىل اػبربة كصفا دقيقا للحصة العينية ككل ما ىو عالق هبا من رىوف أك تأمينات للغَت كالعناصر اليت مت‬
‫على أساسها التقدير كفقػا ؼبػا ىػو مألوؼ يف التعامل بشأهنا‪ .‬ديكن تقدمي ا﵀ل التجارم كحصة يف شركة مازالت يف طور‬
‫التكوين‪ ،‬باعتباره مػال منقوال كبذلك خيرج ا﵀ل التجارم من ذمة صاحبو كيدخل يف ذمة الشركة‪.‬‬

‫كديكػن تقػدمي ا﵀ل التجارم يف شركة قائمة كيف ىذه اغبالة فسنكوف أماـ نقل ملكية من شخص إىل آخػر لذلك‬
‫استوجبت اؼبادة ‪117‬ؽ‪ .‬ـ‪ .‬ج يف فقرهتا الثانية أف يكوف ا﵀ل التجارم اؼبقدـ كحصة ؿبل نشر خاص‪ ،‬دبعٌت أف ينشر‬
‫كيسجل ىذا النقل للمحل التجارم بالطرؽ اؼبنصػوص عليهػا فػي اؼبادتُت ‪ 83‬ك‪79‬ؽ‪ .‬ـ‪ .‬ج‪ ،‬كاف يعُت مقدـ اغبصة‬
‫‪2‬‬
‫موطنو يف مكتب التوثيق لكي ديكن االتصاؿ بو‬

‫المطلب األول‪ :‬أركان تقديم المحل التجاري كحصة في الشركة‬

‫اعترب اؼبشرع اعبزائرم عملية تقدمي ا﵀ل التجارم كحصة يف رأظباؿ الشركة من أىم التصرفات الواقعة عليو‪ ،‬حبيث‬
‫نظمها دبوجب اؼبادة من ‪ 117‬ؽ ت ج السالف الذكر‪ ،‬كاألحكاـ العامة الواردة يف ؽ ـ ج‪ ،‬كخيضع عقد تقدمي ا﵀ل‬
‫التجارم كحصة يف الشركة‬

‫‪1‬بوذراع بلقاسم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪297.‬‬


‫‪2‬فرحة زراكم صاٌف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪248‬‬
‫‪15‬‬
‫التصرفات الناقلة لملكٌة المحل التجاري‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع االول‪ :‬الشروط الموضوعية‬

‫خيضع تقدمي ا﵀ل التجارم كحصة يف الشركة كغَته من العمليات الواقعة عليو للقواعد العامة اؼبنصوص عليها يف‬
‫القانوف اؼبدين‪ .‬يتطلب يف عقد تقدمي ا﵀ل التجارم كحصة يف رأظباؿ الشركة كغَته من العقود األخرل توفر ؾبموعة من‬
‫األركاف اؼبوضوعية اليت حددىا اؼب شرع اعبزائرم ليكوف التصرؼ صحيحا‪ .‬تعترب عملية تقدمي ا﵀ل التجارم كحصة يف‬
‫‪1‬‬
‫أرس ماؿ الشركة من أىم التصرفات الواقعة عليو‪ ،‬كقد نظم اؼبشرع اعبزائرم ىذه العملية باؼبادة ‪ 117‬ؽ‪ .‬ت‪ .‬ج‬
‫باإلضافة إىل األحكاـ العامة الواردة يف القانوف اؼبدين‪ ،‬كعقد تقدمي ا﵀ل التجارم كحصة يف الشركة كما سبق كأشرنا‬
‫كغَته من العقود يشًتط لصحتو توفر ؾبموعة من الشركط اؼبوضوعية كالشركط الشكلية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الشروط الشكلية بعد االنتهاء من الشركط اؼبوضوعية لعقد تقدمي ا﵀ل التجارم كحصة سواء على سبيل‬
‫التمليك أك على سبيل االنتفاع‪ ،‬جيدر بنا البحث يف الشركط الشكلية ؽبذا العقد‪ ،‬حيث اشًتط اؼبشرع ضركرة توافر‬
‫الشركط الشكلية‪ ،‬حيث تعترب الكتابة الرظبية البند األكؿ من بُت أ ىم ىذه الشركط كاف يتوفر العقد اؼبثبت ؽبذا التعامل‬
‫على ؾبموعة من البيانات البند الثاين ربت طائلة بطالنو‪.‬‬

‫اوال‪ :‬الكتابة الرسمي نص اؼبشرع اعبزائرم يف اؼبادة ‪ 79/01‬ؽ ـ ج على‪" :‬كل بيع اختيارم أك (‪ )....‬بطريق‬
‫اؼبسامهة بو أرس ماؿ الشركة جيب إثباتو بعقد رظبي كاال كاف باطال‪ ،‬كيشَت جانب من الفقو إىل أف اؼبشرع اعبزائرم كبعد‬
‫تقريره ؼببدأ حرية اإلثبات يف اجملاؿ التجارم طبقا للمادة ‪ 30/01‬من القانوف التجارم‪ ،‬كضع استثناء على ىذا اؼببدأ‬
‫‪2‬‬
‫كقرر بذلك إثبات تقدمي ا﵀ل التجارم كحصة يف الشركة بالكتابة الرظبية ‪.‬‬

‫تكوف الكتابة الرظبية كفق ما ذىب إليو اؼبشرع اعبزائرم يف صورة ؿبرر رظبي حيث تنص اؼبادة ‪324‬من القانوف اؼبدين‬
‫على‪" :‬العقد الرظبي عقد يثبت فيو موظف أك ض ابط عمومي أك شخص مكلف خبدمة عامة‪ ،‬ما مت لديو أك ما تلقاه من‬
‫ذكم الشأف كذلك طبقا لألشكاؿ القانونية كيف حدكد سلطتو كاختصاصو"‪.‬‬

‫‪1‬اآلمر رقم ‪ ،59-75‬مؤرخ يف‪ 20‬رمضاف ‪ 1395‬اؼبوافق لػ ‪ 26‬سبتمرب ‪ 1975‬اؼبتضمن القانوف التجارم اؼبعدؿ كاؼبتمم دبوجب القانوف ‪ 20-15‬اؼبؤرخ يف‬
‫‪ 30‬ديسمرب ‪ ،2015‬ج ر ج ج‪ ،‬العدد ‪ ،101‬صدر يف ‪ 19‬ديسمرب ‪ ،1975‬ص‪12‬‬
‫‪2‬لػطػػفي ؿبمد الصاٌف قادرم‪" ،‬الشكلية فػي بيع ا﵀ل التجارم"‪ ،‬ؾبلة الواحات للبحوث كالد دارسات‪ ،‬العدد ‪ 10،‬جامعة غرداية‪ 2010، ،‬ص ‪320.‬‬
‫‪16‬‬
‫التصرفات الناقلة لملكٌة المحل التجاري‬ ‫الفصل األول‬

‫ثانيا‪ :‬البيانات اإللزامية‬

‫اشًتط اؼبشرع اعبزائرم ضركرة تضمن عقد تقدمي ا﵀ل التجارم كحصة على ؾبموعة من البيانات كذلك يف اؼبادة‬
‫‪ 79/02‬ؽ‪ .‬ت‪ .‬ج كاليت تنص على‪" :‬جيب أف يتضمن العقد اؼبثبت للتنازؿ ما يلي‪ ... :‬كديكن أف يًتتب على إمهاؿ‬
‫ذكر البيانات اؼبقررة آنفا باطال عقد البيع بطلب من اؼبشًتم إذا كاف طلبو كاقعا خالؿ سنة "‪.‬إف التعداد اػباص‬
‫بالبيانات اإللزامية كالواردة يف اؼبادة ‪79/02‬ؽ‪ .‬ـ‪ .‬ج جاء على سبيل اغبصر ال اؼبثاؿ‪ ،‬ككل شرط كارد يف عقد اغبصة‬
‫يعفى دبقتضاه مقدـ اغبصة من اإلدالء باؼبعلومات اؼبنصوص عليها يف اؼبادة ‪ 78/02‬ؽ‪ .‬ت‪ .‬ج‪ ،‬يعد باطل‪.1‬‬

‫كما يلتزـ التاجر صاحب ا﵀ل التجارم بضركرة إدراج رقم األعماؿ الذم حققو يف كل سنة من سنوات االستغالؿ‬
‫الثالث األخَتة أك من تاريخ شراءه إذا مل يقم باالستغالؿ منذ أكثر من ثالث سنوات‬

‫المطلب الثاني‪ :‬القواعد القانونية المتعلقة بتقييم المحل التجاري المقدم كحصة‬

‫تعد مسألة تقييم ا﵀ل التجارم اؼبقدـ كحصة يف رأس ماؿ الشركة مسألة تقنية‪ ،‬حيث ربدد على أساس عملية‬
‫التقييم حقوؽ مقدـ اغبصة يف الشركة‪ ،‬كاعبدير بالذكر أف القانوف التجارم قد نظم مسألة تقييم ا﵀ل التجارم باعتباره‬
‫حصة عينية خبصوص شركة اؼبسؤكلية ا﵀دكدة كشركة اؼبسامهة‪ ،‬حيث اشًتط أف يتضمن القانوف األساسي للشركة تقييما‬
‫للحصص العينية دبا فيها ا﵀ل التجارم إذا كاف ىذا األخر مقدما دبناسبة تأسيس الشركة‪ ،‬أك إذا مت تقدمي ا﵀ل التجارم‬
‫دبناسبة التعديل ىذا من جهة‪ ،‬كمن جهة أخرل اشًتط أف تتم عملية التقييم ربت مسؤكلية مندكب اغبصص ‪.‬‬

‫إذا مت تقدمي ا﵀ل التجارم كحصة يف رأس ماؿ الشركة‪ ،‬كجب التمييز بُت حالتُت لتنظيم عملية تقييمو؛ كإحاللو‬
‫األكىل تتمثل يف تقدمي ا﵀ل التجارم لشركة يف طور التأسيس‪ ،‬أما اغبالة الثانية فتتمثل يف تقدمي ا﵀ل التجارم لشركة‬
‫قائمة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تقييم المحل التجاري المقدم لشركة في طور التأسيس‬

‫يعد تقدير قيمة اغبصة العينية اؼبقدمة كحصة يف رأس ماؿ الشركة أمرا ضركريا‪ ،‬كما جيب أف يتم ذكر ىذه القيمة‬
‫يف عقد الشركة‪ ،‬كزبتلف إجراءات تقييم ىذه اغبصة باختالؼ شكل الشركة ككذا طريقة كأسلوب تقدميها‪ .‬أغلب ىذه‬

‫‪1‬لػطػيػفػة دحػمػانػي‪ ،‬الػشػكػلػيػة فػي مػادة الػعػقػود الػمػدنػيػة‪ ،‬مػذكػرة لػنػيل شهادة اؼباجستَت يف القانوف اػباص‪ ،‬إشراؼ د‪ /‬كحلولو ؿبمد‪ ،‬جامعة أيب بكر بالقايد –‬
‫تلمساف‪ 2002-2003، ،‬ص ‪2.‬‬
‫‪17‬‬
‫التصرفات الناقلة لملكٌة المحل التجاري‬ ‫الفصل األول‬

‫االركاف مستنبطة من القواعد العامة للعقود كاؼبنصوص عليها يف القانوف اؼبدين‪ ،‬كاليت تتمثل يف الًتاضي) (ا﵀ل)‬
‫(كالسبب)‪.‬‬

‫فقد تكوف حصة الشريك متمثلة يف ماؿ معُت غَت النقود كأف يقدـ الشريك ؿبلو التجارم كحصة يف رأس ماؿ‬
‫الشركة عند تأسيسها‪ ،‬كيف ىذا الصدد تنفرد ال شركة ذات اؼبسؤكلية ا﵀دكدة عن شركة اؼبسامهة حبيث يتم تقومي اغبصص‬
‫العينية كاليت قد تكوف ؿبال ذباريا بذات عقد الشركة ذات اؼبسؤكلية ا﵀دكدة اؼبسامهة حبيث يتػػم تقػػويػم اغبصص العػػينػيػة‬
‫كالػيت قػد تػكػوف مػحػال تػجػاريػا بذات عقد الشركة ذات اؼبسؤكلية ا﵀دكدة‪ ،‬من قبل خبَت معتمد كربت مسؤكليتو‪ ،‬كيعٍت‬
‫اػببَت بأمر من ا﵀كمة من بُت اػبرباء اؼبعتمدين‪ ،‬على أف يرفق قرار بتقييم اغبصص العينية بالنقود يف تقرير ملحق بعقد‬
‫الشركة التأسيسي‪.1‬‬

‫كىو ما أكدتو الفقرة األكىل من اؼبادة ‪ 568‬ؽ ت ج بنصها على‪" :‬جيب أف يتضمن القانوف األساسي ذكر قيمة‬
‫اغبصص العينية اؼبقدمة من الشركاء كيتم ذلك بعد االطالع على تقرير ملحق بالقانوف األساسي حيرره ربت مسؤكليتو‬
‫اؼبندكب اؼبختص باغبصص كاؼبعُت بأمر من ا﵀كمة من بُت اػبرباء اؼبعتمدين "‪.‬كنشَت أنو إذا مت تقدمي ا﵀ل التجارم‬
‫كحصة يف شركة اؼبسامهة‪ ،‬ف هنا كجب التفريق بٍت حالتُت على أساس أف شركة اؼبسامهة ديكن أف تتأسس بطريقتُت‪،‬‬
‫تتمثل األكىل يف تأسيس شركة اؼبسامهة باللجوء العلٍت لالدخار كالثانية يف التأسيس الفورم أك اؼبغلق ‪.‬‬

‫فإذا مت تأسيس شركة اؼبسامهة باللجوء العلٍت لالدخار أك ما يعرؼ كذلك باالكتتاب العاـ‪ ،‬ككانت اغبصص اؼبكتتب هبا‬
‫كلها أك بعضها حصص عينية‪ ،‬فقد عاًف اؼبشرع التجارم مسألة تقييمها دبوجب اؼبادة ‪ 601‬ؽ‪.‬ت‪.‬ج كاليت تنص على‪:‬‬
‫"يعيػن يف حالة ما إذا كانت اغبصص اؼبقدمة عينية‪ ،‬ما عدا يف حالة كجود أحكاـ تشريعية خاصة‪ ،‬مندكب كاحد‬
‫للحصص أك أكثر بقرار قضائي بنا ء على طلب اؼبؤسسُت أك أحدىم‪ ،‬كخيضع ىؤالء ألحكاـ التنايف اؼبنصوص عليها يف‬
‫اؼبادة ‪ 715‬مكرر ‪ 6‬أدناه‪ .‬يقع تقدير قيمة اغبصص العينية على مسؤكلية مندكيب اغبصص كيوضع التقرير اؼبودع لدل‬
‫اؼبركز الوطٍت للسجل التجارم مع القانوف األساسي ربت تصرؼ اؼبكتتبُت دبقر الشركة‪ .‬جيب على اعبمعية العامة أف‬
‫تفصل يف تقدير اغبصص العينية‪ .‬كال جيوز ؽبا أف زبفض ىذا التقدير إال بإصباع اؼبكتتبُت ‪.‬كعند عدـ اؼبوافقة الصرحية‬
‫عليو من مقدمي اغبصص اؼبشار إليها تعد الشركة غَت مؤسسة‪.‬‬

‫‪1‬عمار عمورة‪ ،‬شرح القانوف التجارم اعبزائرم‪ ،‬األعماؿ التجارية‪-‬التاجر‪-‬الشركات التجارية‪ ،‬دار اؼبعرفة‪ ،‬اعبزائر‪.282 ،‬ص‪2010 ،‬‬
‫‪18‬‬
‫التصرفات الناقلة لملكٌة المحل التجاري‬ ‫الفصل األول‬

‫كتكمن اغبكمة من كجوب تقييم اغبصص العينية للمحل التجارم تقييما صحيحا‪ ،‬يف درء اؼببالغة يف تقييم ىذه‬
‫اغبصص كما تتضمنو من خطر على أصحاب األسهم النقدية‪ .1‬كلقد نص القانوف على ضركرة مراقبة تقييم اغبصص‬
‫العينية من قبل مندكب اغبصص من أجل ضباية الغَت كباألخص دائٍت الشركة ككذا بقصد ا﵀افظة على مبدأ اؼبساكاة بٍت‬
‫اؼبسامهُت‪ ،‬كذلك بأف يتحصل كل شريك على حقوؽ تتناسب كمقدار اغبصة اليت قدمها ‪.‬إذا كاف من بُت اغبصص‬
‫العينية ؿبل ذبارم‪ ،‬فعادة ما يقًتح مقدمو القيمة اليت يراىا مناسبة لو‪ ،‬كتدرج ىذه األخَتة يف مشركع القانوف األساسي‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫على أف يقوـ اؼبؤسسوف فيما بعد بتقدمي عريضة للمحكمة يلتمسوف من خالؽبا تعيُت مندكب أك أكثر للحصص‬
‫كخيضع كل مندكب ألحكاـ التنايف اؼبنصوص عليها يف اؼبادة ‪715‬مكرر ‪ 6‬ؽ ت ج‪.‬‬

‫كلتقدير ىذه اغبصص يتعُت أف يتقدـ اؼبؤسسوف أك أحد منهم بطلب إىل رئيس ا﵀كمة اؼبتخصصة يف اؼبنطقة التابع ؽبا‬
‫مركز الشركة الرئيسي لتعيُت مندكب أك أكثر للحصص‪ ،‬كيصدر يف ذلك القاضي أمر بناء على ىذا الطلب بتعيُت خبَت‬
‫ؽباتو اغبصص‪ ،3‬على أف يراعي يف ىذا التعيُت أحكاـ اؼبادة ‪ 715‬مكرر ‪ 6‬ؽ ت ج كاليت تشَت إىل أحواؿ عدـ‬
‫األىلية لتويل ىذه اػبربة كالقرابة أك اؼبصاىرة إىل الدرجة الرابعة بُت اؼبؤسسُت كمن قدموا اغبصص كاػببَت كعالقة التبعية‬
‫أك العمل بأجر لديهم‪ ،‬ككذا من امتهنوا كظائف يف الشركة يف آجاؿ معينة كغَتىا من اغباالت اؼبنصوص عليها يف اؼبادة‬
‫‪ 715‬مكرر ‪ 06‬ؽ ت ج‪ ،‬كاليت هتدؼ كما سبق كأشرنا إىل اغبد من مواطن الشبهات كالتواطؤ كاؼببالغة يف تقدير ىذه‬
‫اغبصص ‪.‬‬

‫يعد مندكب اغبصص تقريرا خبصوص القيمة اؼبقًتحة (ربت مسؤكليتو)‪ ،‬بعد أف يقيم ا﵀ل التجارم موضوع اغبصة‬
‫بالطريقة لذلك‪ ،‬كيوضع ىذا التقرير مع القانوف األساسي الذم يودع بدكره لدل اؼبركز الوطٍت للسجل التجارم مع‬
‫القانوف األساسي ربت تصرؼ اؼبكتتبُت دبقر الشركة ؼبدة شبانية أياـ على األقل قبل انعقاد اعبمعية العامة التأسيسية‪،‬‬
‫كالذين بإمكاهنم االطالع عليو أك اغبصوؿ على نسخة منو‪ ،‬كتفصل اعبمعية العامة التأسيسية يف قيمة ا﵀ل التجارم‪.4‬‬
‫كيتم التصويت فيها كفقا لنص اؼبادة ‪ 603‬ؽ ت ج‪ ،‬كبناء على ىذا التقرير تفصل اعبمعية العامة التأسيسية إما بالتأييد‬
‫أك الرفض أك بتخفيض قيمة ىذه اغبصة‪.‬‬

‫‪1‬مصطفى كماؿ طو‪ ،‬أساسيات القانوف التجارم اعبزائرم (دراسة مقارنة)‪ ،‬ط‪ ،1‬منشورات اغبليب اغبقوقية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،2006 ،‬ص‪422‬‬
‫‪ 2‬كىيبة عاشورم‪ ،‬تقدمي ا﵀ل التجارم كحصة يف شركة اؼبسامهة‪ ،‬مذكرة مكملة مقدمة لنيل شهادة اؼباجستَت يف القانوف اػباص‪ ،‬كلية اغبقوؽ‪ ،‬جامعة ؿبمد‬
‫اؼبُت دباغُت‪ ،‬سطيف‪ ،2016-2015 ،‬ص‪ ،‬ص ‪138، 137‬‬
‫‪3‬عبد القادر ضبر العُت‪ ،‬تأسيس شركة اؼبسامهة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة اؼباجستَت‪ ،‬فرع القانوف اػباص‪ ،‬كلية اغبقوؽ‪ ،‬جامعة‪ ،‬اعبزائر‪ ،2006-2005 ،‬ص‬
‫ص‪.51-50‬‬
‫‪4‬كىيبة عاشورم‪ ،‬اؼبرجع السابق‪ ،‬ص ‪238‬‬
‫‪19‬‬
‫التصرفات الناقلة لملكٌة المحل التجاري‬ ‫الفصل األول‬

‫يف حالة اؼبوافقة على ىذا التقييم يصبح ىذا التقرير هنائيا كيكوف موافقتها صفة اإللزامية‪ ،‬كنشَت إىل أف تػػداكؿ الػػجمعػػية‬
‫العامة حوؿ اؼبوافقة على اغبصة العينية ال يؤخذ يف حساب األغلبية أسهم مقدـ اغبصة‪ ،‬كليس لو صوت يف اؼبداكلة ال‬
‫بنفسو كاال بصفتو ككيال عن غَته من اؼبكتتبُت‪ ،‬أما يف حالة عدـ اؼبوافقة فإف االكتتاب بكامل رأس اؼباؿ‪ ،‬مل يتحقق‬
‫كبالتايل يفقد عنصر جوىرم يف التأسيس كيفشل اؼبشركع‪ ،‬كحيق للمكتتبُت حُت ذلك اسًتداد أمواؽبم‪ ،‬كىنا يكوف‬
‫اؼبؤسسوف مسؤكلُت مسؤكلية تضامنية كمن غَت رب ديد يف أمواؽبم عن األعماؿ اليت قاموا هبا كالتعهدات اليت أبرموىا أثناء‬
‫التأسيس‬

‫كتنص اؼبادة ‪ 601‬ؽ ت ج على‪" :‬جيب على اعبمعية العامة التأسيسية أف تفصل يف تقدير اغبصص العينية‪ ،‬كال جيوز‬
‫ؽبا أف زبفض ىذا التقدير إال بإصباع اؼبكتتبُت "‪.‬كما يرل جانب من الفقو أنو يف حالة تقرير زبفيض قيمة العمل‬
‫التجارم يعد ىذا األمر فيو مساس بقاعدة جوىرية يف شركات اؼبسامهة كىي ضركرة االكتتاب بكامل رأس اؼباؿ‪ .‬كما‬
‫على صاحب اغبصة العينية إال أف يقدـ الفرؽ نقدا‪ ،‬أك يف صورة حصة عينية إضافية‪ ،‬فإذا ما رفض ذلك يفشل‬
‫اؼبشركع‪.1‬‬

‫أما فيما يتعلق با لتأسيس الفورم‪ ،‬اؼبغلق أك التأسيس دكف اللجوء العلٍت لالدخار كما يطلق عليو فإف اؼبشرع قد استبعد‬
‫األحكاـ الواردة يف اؼبادة ‪601‬ؽ ت ج الفقرات ‪03، 02‬ك‪ 04‬ككذا اؼبادة ‪603‬منو اؼبتعلقة بالتأسيس باللجوء العلٍت‬
‫لالدخار كىو ما أكدتو اؼبادة ‪605‬ؽ ت ج‪ .‬حيث تنص على ما يلي‪" :‬تطبق أحكاـ الفقرة األكىل أعاله ما عدا اؼبواد‬
‫‪ 595‬ك‪ 597‬ك‪ 600‬ك‪ .601‬اؼبقاطع ‪ 02‬ك‪ 03‬ك‪ 04‬ك‪ 602‬ك‪ ،603‬عندما ال يتم اللجوء عالنية الدخار‪« .‬لكن‬
‫يف اؼبقابل نص على أحكاـ خاصة هبذا النوع من التأسيس دبوجب ااؼبادة‪01/607‬من ؽ ت ج ‪.‬كما أف اؼبادة‬
‫‪01/607‬من ؽ ت ج تنص على‪ " :‬كيشمل القانوف األساسي على تقدير اغبصص العينية كيتم ىذا التقدير بناء على‬
‫تقرير ملحق بالقانوف األساسي يعده مندكب اغبصص ربت مسؤكليتو "‪.‬كمن شبة فإنو ال ؾباؿ لفصل اعبمعية التأسيسية‬
‫يف ىذه اغبالة التأسيس الفورم يف تقدير اغبصص العينية بل تقديرىا يتم بواسطة مندكب اغبصص‪ ،‬كيكوف ذلك على‬
‫مسؤكليتو كعليو أف يضع تقريرا بذلك يلحق بالقانوف األساسي‪ ،2‬كتنص اؼبادة ‪ 608‬ؽ ت ج على اشًتاط توقيع كل‬
‫اؼبسامهُت الذين اكتتبوا لوحدىم يف رأس ماؿ الشركة على القانوف األساسي ؽبا بأنفسهم أك بواسطة ككيل مزكد بوكالة‬
‫خاصة‪.‬‬

‫‪1‬عبد القادر ضبر العُت‪ ،‬اؼبرجع السابق‪ ،‬ص‪59‬‬


‫‪2‬أضبد بلودنُت‪ ،‬اؼبختصر يف القانوف التجارم اعبزائرم‪ ،‬ط‪ 1،‬دار بلقيس‪ ،‬اعبزائر‪ 2011، ،‬ص‪76.‬‬
‫‪20‬‬
‫التصرفات الناقلة لملكٌة المحل التجاري‬ ‫الفصل األول‬

‫ثانيا‪ :‬تقييم المحل التجاري المقدم لشركة قائمة‬

‫تنص اؼبادة ‪ 574‬ؽ ت ج على‪" :‬إذا حققت الزيادة بصفة كلية أك جزئية بتقدميات عينية‪ ،‬تطبق أحكاـ الفقرة‬
‫األكىل من اؼبادة ‪ 568‬ؽ ت ج‪ .‬يكوف مديرك الشركة كاألشخاص الذين اكتتبوا بزيادة رأس اؼباؿ مسؤكلُت بالتضامن مدة‬
‫طبس سنوات ذباه الغَت بقيمة التقدديات العينية‪ ".‬معٌت ذلك أنو مىت مت تقدمي ا﵀ل التجارم لشركة ذات مسؤكلية ؿبدكدة‬
‫قائمة من قبل كذلك دبناسبة زيادة رأس ماؽبا‪ ،‬فإف أحكاـ اؼبادة ‪ 568‬ؽ‪ .‬ت‪ .‬ج اليت سبق اإلشارة إليها ‪.‬كمن ذلك‬
‫جيب االستعانة دبندكب ـبتص باغبصص لألجل تقييم ا﵀ل التجارم كإعداد تقرير بذلك يلحق بالعقد اؼبعدؿ‪ ،‬كيكوف‬
‫أصحاب ىذه اغبصص كاؼبديركف مسؤكلُت بالتضامن ذباه الغَت عن عدـ صحة ىذا التقييم مدة طبس سنوات‪.1‬‬

‫كما أكرد اؼبشرع األحكاـ اؼبتعلقة بتقييم اغبصص العينية ا﵀ل التجارم اؼبقدمة دبناسبة زيادة رأس ماؿ شركة اؼبسامهة يف‬
‫اؼبادة ‪707‬ؽ ‪.‬ت ‪ .‬ج كاليت جاء فيها ما يلي‪" :‬يف حالة ما إذا كانت اغبصص اؼبقدمة عينية أك كاف ىناؾ اشًتاط منافع‬
‫خاصة‪ ،‬فإنو يعُت كاحد أك أكثر من اؼبندكبُت اؼبكلفُت بتقدير اغبصص العينية بقرار قضائي بناء على طلب رئيس ؾبلس‬
‫اؼبديرين كخيضع ىؤالء اؼبندكبُت للتنايف اؼبنصوص عليو يف اؼبادة ‪.679‬كيتم تقدير اغبصص العينية كاالمتيازات اػباصة‬
‫ربت مسؤكلية ىؤالء اؼبندكبُت كيوضع تقريرىم ربت تصرؼ اؼبسامهُت قبل شبانية أياـ على األقل من تاريخ انعقاد اعبمعية‪،‬‬
‫كتطبق أحكاـ اؼبادة ‪ 603‬على اعبمعية العامة غَت العادية "‪.‬‬

‫بناء على ما تقدـ فإنو مىت سبت زيادة رأس ماؿ شركة اؼبسامهة عن طريق تقدمي ؿبل ذبارم‪ ،‬فقد استلزـ القانوف بشأهنا‬
‫ضركرة تقييم ا﵀ل كما لو مت تقدديو عند تأسيس الشركة‪ ،‬كعليو كقاعدة عامة‪ ،‬فكل ما سبق ذكره خبصوص مراقبة تقييم‬
‫ا﵀ل التجارم اؼبقدـ كحصة يف شركة اؼبسامهة يف طور التأسيس اؼبادة ‪ 601‬ؽ ت ج يبقى س ػػارم الػػمفعػوؿ إذا ق ػػدـ‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أثار تقديم المحل التجاري كحصة في الشركة‬

‫قد يرغب صاحب ا﵀ل بتوسيعو فيتدارؾ التمويل الالزـ لذلك بعقد شركة مع اؼبمولُت يقدموف فيها اؼباؿ كيقدـ‬
‫فيها ؿبلو كعملو بإدارة الشركة عند االقتضاء‪ ،‬كقد يرغػب صػاحب ا﵀ل بتحديد مسؤكليتو عن الديوف الناصبة عن استثمار‬
‫ا﵀ل كليس لو من سبيل لذلك سػول عقد شركة مسا مهة أك ؿبدكدة اؼبسؤكلية تتوىل استثمار ا﵀ل كيدخل فيها شريكا مع‬
‫غَته أك عقد شركة توصية بسيطة يكوف لو فيها صفة الشريك اؼبوصي ‪ ،‬كيف ـبتلف ىذه اغباالت قد يتنازؿ صاحب ا﵀ل‬
‫عن ملكيتو للشركة مقابل حصة يف رأظباؽبا ‪ ،‬فينتقل ا﵀ل إىل الشركة كشخص اعتبارم كما يف البيع كخيضع ىذا االنتقاؿ‬

‫‪1‬مصطفى كماؿ طو‪ ،‬اؼبرجع السابق‪ ،‬ص ‪570‬‬


‫‪21‬‬
‫التصرفات الناقلة لملكٌة المحل التجاري‬ ‫الفصل األول‬

‫ألثار البيع مع ما يرافقو مػن ضػمانات فيكوف صاحب ا﵀ل كمن باع الشركة ؿبلو كقدـ شبنو حصة يف رأظباؽبا كيفقد حقػو‬
‫فػي ؿبلو كال يبقى لو عند حل الشركة إال اغبق يف حصة من موجوداهتا كمتجمد أرباحهػا أسػوة بغَته من الشركاء فيضحي‬
‫األمر ككأنو باع ا﵀ل‪ 1‬كمل ديد اؼبشرع اؼبسؤكلية التضامنية على اؼببالغة يف تقدير قيمة ا﵀ل التجارم إلػى سائر الشركاء‬
‫اآلخرين كيذىب رأم إىل إمكاف إثارة مسؤكليتهم من قبل الغَت إذا ثبت علمهم باؼببالغة يف تقدير قيمة ا﵀ل التجارم‬
‫ذلك تطبيقا للقواعد العامة يف اؼبسػؤكلية كىػو رأم سديد على اعتبار أف السلوؾ اؼبعتاد الذم ديكن توقعو من سائر‬
‫الشركاء ىو االعًتاض علػى اؼببالغة يف تقدير ا﵀ل التجارم ؼبا يف ذلك من إضرار هبم لتقلص نصػيبهم فػي أربػاح الشركة‪،‬‬
‫فاف علم الشركاء بالتقدير غَت الصحيح للمحل التجارم ال شك يف اعتبار ذلك خطا يستوجب مسؤكليتهم ذباه الغَت‬

‫كباإلضافة إىل ذلك يتعرض للمسؤكلية ذاهتا كل شريك جديد يصادؽ على ميزانيػة أك جرد سنوم حيدد قيمة ا﵀ل‬
‫التجارم بأكثر فبا ىي بالواقع كذلك طواؿ طبس سػنوات مػن تاريخ توقيع اؼبيزانية كاعبرد‪ ،‬كذبدر اإلشارة إىل أف اؼبسؤكلية‬
‫ال تتعدل حدكدىا تعويض الغَت عن الضػرر الػذم غبق بو كيتمثل ىذا الضرر يف الفرؽ بُت القيمة اؼبقدرة للحصػة كقيمتهػا‬
‫اغبقيقيػة‪ .‬كإذا اضطر أحد األشخاص اؼبسؤكلُت إىل دفع التعويض إىل الغَت فانو يستطيع الرجوع على مػن قدـ ا﵀ل‬
‫التجارم كحصة عينية دبا دفعو كتتقادـ دعول اؼبسؤكلية دبضي طبس سنوات من تاريخ تأسيس الشركة أك من تػاريخ توقيع‬
‫اؼبيزانية كاعبرد حبسب األحواؿ‪ ،‬كتكوف العربة فيما يتعلق بدعول اؼبسؤكلية بقيمة ا﵀ل التجارم عند تأسيس الشػركة أك‬
‫عند تقدديها ؽبا يف حالة زيادة رأس اؼباؿ كال يعتد بأم ىبوط يطرأ على قيمة اغبصة بعػد ذلك‪ ،‬كال تثور يف ىذه اغبالة‬
‫مسؤكلية مقدـ اغبصة كمن يكوف مسؤكال عن تقدير قيمتها‪.‬‬

‫كفيما يتعلق بتقدمي ا﵀ل التجارم فانو جيب تقدديها بالكامل عند تأسيس الشػركة كال تتميز يف ىذا الصدد بُت‬
‫اغبصص النقدية كاغبصص العينية كال جيوز االكتفاء بالتعهد بتقػدمي ا﵀ل التجارم يف كقت الحق أك على التعاقب كيكوف‬
‫من شأف كجوب تقدمي ا﵀ل التجارم بالكامل عند تأسػيس الشػركة إمكانيػة تقديرىا تقديرا صحيحا قبل بدء الشركة يف‬
‫مزاكلة نشاطها‪ ،‬كذبدر اإلشارة أخَتا إىل انو يف حالة تقدمي ا﵀ل التجارم كحصة عينية يكوف مػثقال بتامُت عيٍت فاف‬
‫القيمة الصافية للماؿ ىي كحدىا اليت ديكن أف سبثل حصػة فػي الشػركة‪ ،‬كيكوف مؤدم ذلك عدـ جواز تقدمي ماؿ مثقل‬
‫بتكاليف تستغرؽ قيمتو كحصة عينية للشركة‬

‫كانتقاؿ ا﵀ل التجارم للشركة قد يهدد حقوؽ دائٍت صاحبو إذا كانت الشػركة غيػر موسرة‪ ،‬فيفتقدكف الضمانة األساسية‬
‫اليت ديثله ا ا﵀ل الستيفاء حقوقهم كيتعرضوف إلعسػار الشركة كاحتماؿ تبديدىا للمحل كعناصره بسوء إدارتو كلتفادم‬

‫‪1‬أكثر تفصيل راجع اؼبادة رقم ‪ 549‬من أمر رقم ‪ 59-75‬يتعلق بالقانوف التجارم‪ ،‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫التصرفات الناقلة لملكٌة المحل التجاري‬ ‫الفصل األول‬

‫ىذا ا﵀ذكر‪ ،‬اكجب اؼبشرع يف ؽ ت ج اؼبادة ‪ 117‬تسجيل انتقاؿ ا﵀ل للشركة كنشره أسػوة بػالبيع كأتاح لدائٍت صاحبو‬
‫قيد ديوهنم يف السجل التجارم لكي يقف شركاء صاحب ا﵀ل على ماىيتو‪ ،‬فإذا كجدكا أف الديوف اؼبذكورة تنقص من‬
‫قيمة ا﵀ل أك تستنفذىا أك أهنم كقعوا ضحية غلػط أك تدليس من شريكهم بصددىا أمكنهم إبطاؿ عقد الشركة أك‬
‫فسػخو لعػدـ كفػاء شػريكهم بالتزاماتو حياؽبم فإذا مل يقض بالبطالف أك الفسخ‪ ،‬كانت الشركة مسؤكلة بالتضػامن مػع‬
‫صاحب ا﵀ل عن كفاء الديوف اؼبقيدة على الوجو اؼبذكور‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التزامات صاحب المحل التجاري‬

‫يلتزـ صاحب ا﵀ل التجارم اذباه الشركة خبلو ا﵀ل التجارم اؼبساىم بو فبا يثقلػو من أعباء كتعترب كمهية اؼبسامهة‬
‫دباؿ مثقل بالديوف فهو ال يزيد يف القيمة اليت ربصل عليها شركة ال سيما إذا كانت قيمة الدين أكرب من قيمة ا﵀ل‬
‫التجارم حبيث لو مت بيعو ال يكوف كافيا لسداد حقوؽ الدائنُت كما يلتزـ بضماف صحة اؼبعلومات اؼبقدمة يف عقد‬
‫التنازؿ كديكن أف يًتتب عن إمهاؿ ذكر ىاتو اؼبعلومات أك عدـ صحتها بطالف عقد الشركة كما يكوف ملزما طبقا‬
‫ألحكاـ اؼبواد ‪ 78،79‬من ؽ ت ج ك‪ 379،376‬من ؽ ـ ج بضػماف التعرض كاالستحقاؽ‪ ،‬كما جيب على صاحب‬
‫ا﵀ل التجارم إف كاف شريكا أف يكرس نفسو للشركة فال جيوز لو مباشرة نفس العمل غبسابو اػباص كإال كاف يف ذلك‬
‫منافسػة للشػركة كلكن جيوز لو مباشرة عمل مستقل عن غرض الشركة‪.1‬‬

‫أوال‪ :‬االلتزام بنقل الملكية وااللتزام بالتسليم‬

‫إذا كاف تقدمي ا﵀ل التجارم كحصة يف الشركة على سػبيل التمليػك فعلى صاحبو ازباذ ما يلزـ لنقل ملكيتو‬
‫كعند إذف تعترب الشركة ىي اؼبالكة للمحل كؽبا حػق التصرؼ فيو كيدخل ضمن الضماف العاـ لدائٍت الشركة كعند تصفية‬
‫الشركة يتم بيعو كبػاقي موجودات الشركة لسداد ديوهنا كيكوف لصاحب ا﵀ل التجارم حصة من اؼباؿ اؼبتبقي بعػد‬
‫التصفية بقدر مسامهتو يف رأظبالو‪ .2‬االلتزاـ بنقل اؼبلكية طبقا ألحكاـ اؼبادة‪ 165‬ؽ ـ ج‪ ،‬فاف ملكية ا﵀ل التجارم‬
‫تنتقل دبجرد ابراـ عقد اغبصة حبكم القانوف دكف ما حاجة اىل اتباعو بام اجراء‪،‬‬

‫ثانيا‪ :‬التزام مقدم الحصة بالتسليم‬

‫يتم التسليم كفق القواعد العامة لعقد البيع اؼبنصوص عليها فالقانوف اؼبدين‪.‬‬

‫‪1‬مقدـ مربكؾ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪67‬‬


‫‪ 2‬أضبد إبراىيم حسن قدادة‪ ،‬الوجيز يف شرح ؽ ـ ج‪ ،‬عقد بيع‪ ،‬ط ‪ 4،‬ديواف اؼبطبوعات اعبامعية‪ ،‬اعبزائر‪1996 ، ،‬ص ‪145.‬‬
‫‪23‬‬
‫التصرفات الناقلة لملكٌة المحل التجاري‬ ‫الفصل األول‬

‫ثالثا‪ :‬التزام مقدم الحصة بالضمان‬

‫يلتزـ مقدـ اغبصة طبقا ألحكاـ القواعد العامة بضماف التعرض الشخصي كضماف االستحقاؽ‪ ،‬حسب ما كرد‬
‫يف نص اؼبادة ‪ 371‬ؽ ـ ج‪ .‬كضماف العيب حسب اؼبادة ‪ 379‬ؽ ـ ج‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬حقوؽ الدائنين والشركاء‬

‫ال شك أف ىناؾ خطورة كبَتة على مصاٌف دائٍت التاجر عند قيامو بتقدمي ؿبلو كحصػة عينية يف شركة كخاصة‬
‫إذا ما مت تقدديها على سبيل التمليك ذلك أهنا ستخرج من ذمتػو إلػى ذمة الشركة األمر الذم سيضعف ضماناهتم كثَتا‬
‫كاػبطورة على مصاٌف الدائنُت تكوف أكرب خاصة إذا علمنا باف اغبقوؽ كالديوف الناذبة عن استثمار ا﵀ل ال تعترب من‬
‫العناصر اؼبكونة‪2‬لو كبالتايل ىي ال تنتقل مع اؼبتجر كال ديكن التنفيذ عليو بعد انتقاؿ ملكيتو إىل الشركة اؼبتنازؿ ؽبا‪.‬‬

‫كقد أعطى اؼبشرع لدائٍت صاحب ا﵀ل التجارم سواء كاف الدين مستحق أـ ال يف أف يعارض يف نقل ملكية‬
‫ا﵀ل التجارم قياسا على معارضتو يف دفع شبن ا﵀ل التجارم فػي حاؿ بيعو حفاظا على حقوقو كيتم ذلك بتقدمي معارضة‬
‫بواسطة عقد غَت قضػائي تتضػمن ربت طائلة البطالف بياف اؼببلغ كأسباب الدين ‪.‬كال جيوز ربرير عقد تأسيسي أك تعػديلي‬
‫الذم يثبت تقدمي ىذه اغبصة إال بعد ‪ 15‬يوـ كيتعُت على مقدـ اغبصػة أف يعػُت اؼبػوطن اؼبختار يف مكتب التوثيق الذم‬
‫خيتاره الشركاء لوضع ىذا العقد‪ ،‬فإذا قضت اؼبهلة كمل يطلب الشركاء إلغاء اغبصة أك الشركة كإذا مل يصدر اإللغاء تعترب‬
‫الشركة متضػامنة مػع مقػدـ اغبصة كملزمة بأمواؽبا اػباصة كبالدين اؼبًتتب على ا﵀ل التجارم اؼبقدـ‪.‬‬

‫أما إذا أمهل الدائنوف تصرحيا عن ديوهنم أك إذا تأخركا أك كاف التصريح باطال فػإهنم يفقدكف حقهم يف تضامن‬
‫الشركة غَت أهنم يبقوف دائنُت للشريك أماـ بالنسبة للشركاء فاف ؽبم حق مراقبة اغبصة اؼبقدمة من طػرؼ صػاحب ا﵀ػل‬
‫التجارم كمراجعة التقييم الذم يضعو مفوض اغبصص من قيمة اغبصة اؼبساىم هبا كخاصة إذا كانت مثقلة بديوف أك‬
‫رىوف ككانت الديوف اؼبصرح هبا كبَتة غبد أهنػا تسػتغرؽ قيمػة ا﵀ل التجارم كلو‪ ،‬كاف اؼبتبقي من الفارؽ بُت قيمة الدين‬
‫كقيمة عناصر ا﵀ػل التجػارم يكوف من القلة حبيث ال يكوف كافيا لتشكيل حصة يف الشركة كعندىا ديكن لكػل شػريك‬
‫آخر خالؿ ‪ 15‬يوـ ا ليت تلي انقضاء اؼبهلة اؼبقررة للتصريح عن الديوف أف يطلب إبطاؿ قدمي ا﵀ل كفقػا للقواعػد القانونية‬
‫العامة للشركة أك إبطاؿ تقدمي ا﵀ل التجارم كإخراج مقدـ ا﵀ل من عداد الشركاء‪.‬‬

‫‪1 -‬األمر ‪ 75/58‬اؼبتضمن القانوف اؼبدين‬


‫‪2‬سفياف بن زكاكم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ع ‪.116‬‬
‫‪24‬‬
‫التصرفات الناقلة لملكٌة المحل التجاري‬ ‫الفصل األول‬

‫ككفقا لػنص اؼبادة ‪ 117‬من ؽ‪ .‬ت‪ .‬ج فإف الشريك مقدـ اغبصة العينية كعنصر يف رأس اؼباؿ تقوـ مسؤكليتو‬
‫ذباه الغَت عن القيمة اؼبقدرة ؽبذه اغبصة تقديرا مبالغا فيػو فػي عقػد التأسيس ‪ ،‬دبعٌت انو إذا ثبت حدكث ىذه اؼببالغة دبا‬
‫خيالف اغبقيقة فاف الشريك صاحب ىػذه اغبصة يلتزـ قانونا بأداء الفرؽ بُت القيمة اؼبقدرة كالقيمة اغبقيقية نقدا للشركة‬
‫كذلك ؿبافظػة على الضماف العاـ لدائنيها كمطابقتو للحقيقة ‪ ،‬باإلضافة إىل تقرير مسؤكلية بػاقي الشػركاء بالتضامن عن‬
‫أداء ىذا الفرؽ للشركة ما مل يثبت عدـ علمهم بذلك ‪ ،‬كلعل اؼبشػرع قػد أراد رعاية مصلحة الغَت اؼبتعاملُت مع الشركة‬
‫كاعتمادىم بصفة أساسية على رأس ماؽبا كالػذم يشكل يف اغبقيقة الضماف العاـ ؽبم‪.‬‬

‫فكاف البد من إلزاـ الشركاء متضامنُت مع الشريك مقدـ اغبصة بأداء الفرؽ بُت القيمة اؼبقدرة كالقيمة اغبقيقية‬
‫للشركة‪ ،‬كأقاـ اؼبشرع يف ىذا الصدد قرينة بسيطة تفيد عملهم بوجود ىذا الغرؽ النقدم كأجاز ؽبم دحض ىذه القرينة‬
‫بإثبات عػدـ عملهم بذلك كالواضح أف ىناؾ صعوبة يف اإلثبات فيما كبػن بصػدده بالنسػبة للشػركاء فالفرض أهنم قد‬
‫كقعوا على تقدير أىل اػبربة للحصة العينية اؼبقدمة‪ ،‬لكننا كأصل عاـ فػي ؾباؿ ذبارم يسود فيو مبدأ حرية اإلثبات على‬
‫ىو معركؼ‪.‬‬

‫كجيدر بالذكر انو إذا أكىف أحد الشركاء بفرؽ القيمة‪ ،‬على التفصيل السالف ذكػره‪ ،‬فانو حيق لو أف يرجع دبا دفعو‬
‫زائدا على حصتو يف الدين على باقي اؼبػدينُت اؼبتضػامنُت كل الدين فال جيوز لو أف يرجع على أم من الباقُت إال بقدر‬
‫حصتو يف الدين كلو كاف دبا لػو من حق اغبلوؿ قد رجع بدعول الدائن‪ ،‬كينقسم الدين إذا كفاه أحد اؼبدينُت حصصا‬
‫متسػاكية بُت اعبميع ما مل يوجد اتفاؽ أك نص يقضي بغَت ذلك‪.1‬‬

‫المبحث الثالث عقد ىبة المحل التجاري‬

‫تعرؼ اؽببة بأهنا تربع كتفضيل على الغَت كلو بغَت ماؿ‪ ،‬أم دبا ينفع بو مطلقا سواء كاف ماال أك غَت ماؿ‪ .‬كما‬
‫تعرؼ اؽببة بأهنا التفضيل كاإلحساف بشيء ينتفع بو اؼبوىوب لو سواء كاف ذلكي دبعٌت الشيء ماال أك غَت ماؿ‪ .‬كىي‬
‫‪.‬‬
‫مأخوذة من ىب دبعٌت مر‪ ،‬ؼبركرىا من يد إىل أخرل‪ ،‬أك دبعٌت اخر استيقظ لتيقظ فاعلها اإلحساف‬

‫كما تعرؼ بأهنا سبليك العُت بال شرط العوض يف اغباؿ حياة الواىب ىذا ما يعٍت أف الشخص الذم ديلك عينا ما‬
‫فيحق لو أف يتصرؼ فيها كما يشاء فلو شاء كىبها اك ملكها لغَته باجملاف دكف مقابل العوض اؼبايل‪ ،‬فهو حر‪ 2‬كيكوف‬
‫بذلك ىبة بشرط العوض‪ .‬كقوؿ الواىب للموىوب لو كىبتك ؿبال ذباريا تستفيد منو كتستثمر فيو بشرط أف تعطيٍت‬

‫‪1‬فرحة زراكم صاٌف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ع‪.312‬‬


‫ؿبمد أضبد بن تقية‪ ،‬دارسة عن اؽببة يف قانوف األسرة اعبزائرم‪ ،‬مقارنة بأحكاـ الشريعة اإلسالمية كالقانوف اؼبدين‪ ،‬ط‬
‫‪2‬‬

‫‪25‬‬
‫التصرفات الناقلة لملكٌة المحل التجاري‬ ‫الفصل األول‬

‫مقابلوٌ يف ىذه مبلغ من اؼباؿ‪ ،‬بشرط أال يكوف ذلك اؼببلغ يتعدل السعر اغبقيقي لذلك ا﵀ل أالف يف ىذه اغبالة ينقلب‬
‫عقد اؽببة إىل عقد بيع كىذا غَت جائز‪ .‬كرد ذكر مصطلح اؽببة يف القرآف الكرمي كيف السنة النبوية الشريفة يف عدة‬
‫تدؿ على جوازىا كاستحساف العمل هبا نذكر منها ما يلي‪:‬‬
‫مواطن‪ٌ ،‬‬

‫في السنة النبوية الشريفة قاؿ الرسوؿ صلى ا﵁ عليو كسلم »هتادكا ربابوا ا« أخرجو البخارم كالبيهقي‪،1‬‬

‫كقولو عليو الصالة كالسالـ" الواىب أحق هببتو ما مل يثب منها "ركم عن أبو ىريرة ‪".‬ما مت ذكره عن اؽببة من خالؿ‬
‫ىذه النصوص القرآنية كاألح اديث النبوية الشريفة نستنتج أف اؽببة جائزة شرعا‪ ،‬فهي من باب اإلحساف كاكتساب سبب‬
‫التودد بُت األشخاص‪ ،‬كقد أكصى هبا الرسوؿ صلى ا﵁ عليو كسلم كىذا دليل على جواز التعامل هبا‪.‬‬

‫أكرد اؽببة اؼبشرع اعبزائرم يف قانوف األسرة رقم ‪ 11/84‬ربت عنواف التربعات إىل جانب الوصية كالوقف حيث عرفها يف‬
‫نص اؼبادة ‪ 202‬منو على اهنا‪ " :‬اؽببة سبليك بال عوض كجيوز للواىب أف يشًتط على اؼبوىوب لو القياـ بالتزاـ يتوقف‬
‫سبامها على اقباز الشرط ‪ "2‬ىذا ما يعٍت أف اؽببةٌ ‪ ،‬عقد يلتزـ فيو الواىب بإعطاء شيء إىل اؼبوىوب لو دكف مقابل مع أنو‬
‫جيوز أف يرد عليو شرط كيتوقف عليو سباـ ىذا الشرط‪ ،‬ديكن أف نستنتج أف عقد اؽببة ديكن أف يرد على ا﵀ل التجارم‬
‫حىت كاف كاف ماال منقوال معنويا‪ ،‬كما ديكن أف ترد على عقار‪ .‬كما ترد اؽببة كذلك على ماؿ منقوؿ معنوم كا﵀ل‬
‫التجارم‪.3‬‬

‫المطلب األول‪ :‬خصائص عقد ىبة المحل التجاري‬

‫يتميز عقد ىبة ا﵀ل التجارم دبجموعة من اػبصائص سبيزه عن غَته من العقود األخرل اليت ديكن أف ترد على‬
‫ا﵀ل التجارم‪.‬‬

‫‪-1‬ىبة ا﵀ل التجارم عقد‬

‫‪-2‬عقد ىبة ا﵀ل التجارم ناقل للملكية اؽببة‪.‬‬

‫‪-3‬عقد ىبة ا﵀ل التجارم عقد ناقل للملكية دكف عوض‬

‫‪-4‬نية التربع يف عقد ىبة ا﵀ل التجارم‬


‫‪1‬‬
‫اخرجه البٌهقً فً سننه الكبرى‪ :‬كتاب الهبات‪ ،‬رقم ال حدٌث‪.22:57‬‬
‫‪-+++2‬القانوف رقم ‪ 11/84‬مؤرخ يف ‪ 12‬جواف ‪ ،1984‬يتضمن قانوف األسرة‪ ،‬ج ر ج ج‪ .‬عدد ‪ 24‬لسنة ‪ ،1984‬اؼبعدؿ كاؼبتمم‪.‬‬
‫‪3‬ترد اؽببة على العقار كالذم عرفتو اؼبادة ‪ 683‬ؽ ـ ج‬
‫‪26‬‬
‫التصرفات الناقلة لملكٌة المحل التجاري‬ ‫الفصل األول‬

‫‪-5‬عقد ىبة ا﵀ل التجارم يرد على ماؿ‬

‫‪-6‬عقد ىبة ا﵀ل التجارم ماؿ منقوؿ معنوم‬

‫‪-7‬عقد ىبة ا﵀ل التجارم ذك صفة ذبارية ا﵀ل التجارم‬

‫المطلب الثاني‪ :‬األركان الموضوعية واألركان الشكلية‬

‫كمن الثابت ال ؿباؿ اف اؽببة يف التشريع اعبزائرم ىي عقد حىت كمل يذكر ذلك صراحةٌ يف تعريف اؽببة‪ ،‬إال أف اؼبواد‬
‫اليت تلت كالسيما اؼبادة ‪ 206‬ؽ‪ .‬أ‪ .‬ج ذكرت أف اؽببة تتعقد باإلجياب كالقبوؿ‪ ،‬لذلك ديكن اعتبار ىبة ا﵀ل التجارم‬
‫عقد كسائر العقود زبضع للقواعد العامة اليت تضبط الشركط الواجب توفرىا لقياـ العقد‪ ،‬كنقصد ىنا األركاف العامة لو‬
‫من رضا كؿبل كسبب‪ ،‬إضافة هنا فيما يلي‪ ٌ،‬إىل األركاف اػباصة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬األركان الموضوعية الًتاضي ىو تطابق اإلجياب مع القبوؿ كتعبَت عن إراديت طريف عقد اؽببة‪ ،‬كىذا ما‬
‫نصت عليو اؼبادة ‪ 59‬ؽ‪ .‬ـ‪ .‬ج‪ ،‬كحىت يستقر عقد اؽببة هنائيا كجب اف يكوف الًتاضي صحيحا صادرا من ذم أىلية‬
‫كخاليا من كل العيوب‪ ،‬نبحث يف كجود الًتاضي اكال‪ ،‬مث يف صحتو عرب النقاط التالية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬وجود التراضي يكوف التعبَت عن اإلرادة بأم شكل من األشكاؿ اؼبقررة قانونا‪ ،‬كيف غياب النص اػباص خبصوص‬
‫ىذه اؼبسألة‪ ،‬كعلى اعتبار أف اؽببة تصرؼ قانوين صادر عن إرادتُت‪ ،‬نعود يف أحكامها اؼبتعلقة بالتعبَت عن اإلرادة إىل‬
‫القواعد العامة‪ ،‬إذ نصت اؼبادة ‪ 60‬ؽ ـ ج على كيفية التعبَت عن اإلرادة‪ ،‬فيكوف التعبَت إما صراحة أك ضمنا‪ ،‬كقد‬
‫يكوف لفظا أك كتابة‪ ،‬أك باإلشارة اؼبتداكلة أك بأم موقف ال يدع يف داللتها أم شك على مقصود صاحبو‪.1‬كتثار يف‬
‫بعض األحياف مسألة سكوت القابل أك اؼبوىوب لو‪ ،‬إف كاف سكوتو يعترب قبوال؟‪.‬‬

‫كعلى اعتبار أف ىبة من التصرفا ت النافعة نفعا ؿبضا بالنسبة للشخص اؼبوىوب لو‪ ،‬فقد حيدث كأف يكوف ىذا‬
‫األخَت ربت نظاـ الوالية أك الوصاية أك القوامة‪ ،‬فيصح من ينوب عنو قانونا قبوؿ اؽببة‪ ،‬كقد يكوف النائب نيابة اتفاقية‬
‫دبوجب ككالة‪ ،‬كيف ىذه اغبالة كجب أف تتوافر فيها الشركط الواجب توافرىا يف اؽببة تطبيقا لنص اؼبادة ‪572‬ؽ ـ ج‪.‬‬

‫كتطبيقا لنص اؼبادة ‪ 71‬ؽ ـ ج‪ ،‬ديكن القياس الوعد باؽببة على الوعد بالتعاقد كالوعد بالبيع أك الوعد بالشراء ‪،‬‬
‫إذ جيوز القياـ هبذا التصرؼ ‪ ،‬طاؼبا ال يوجد نص قانوين دينع من ذلك ‪ ،‬ك يف ىذه اغبالة يتعُت تعيُت صبيع اؼبسائل‬

‫‪1‬عبد الر ازؽ أضبد السنهورم‪ ،‬الوسيط يف شرح القانوف اؼبدين‪ ،‬ج ‪ ،1‬مصادر االلتزاـ‪ ،‬ط ‪ ،4‬دار النهضة العربٌة‪ 59 ،‬القاهرة ‪ ،2:92‬ص ‪.229‬‬
‫‪27‬‬
‫التصرفات الناقلة لملكٌة المحل التجاري‬ ‫الفصل األول‬

‫اعب وىرية لعقد اؽببة اؼبراد إبرامها ( بياف الشيء الوعود هببتو بيانا كامال ‪ ،‬االلتزامات اؼبفركضة )‪ .‬كجيب أف يكوف الوعد‬
‫باؽببة يف كرقة رظبية الف اؽببة من العقود الشكلية كىذا ما تفتضيو اؼبادة ‪ 206‬ؽ ا ج‪ ،‬كاؼبادة ‪ 2/71‬ؽ ـ ج‪ ،‬كإذا‬
‫زبلف ىذا الشرط كقع الوعد باؽببة باط ال‪ ،‬كمن مث ال جيوز فيو اؼبطالبة بالتنفيذ الوعد كال حىت استصدار حكم يقوـ مقاـ‬
‫العقد إعماال لنص اؼبادة ‪72‬ؽ‪ .‬ـ‪ .‬ج‪.1‬‬

‫يًتتب على انعقاد الوعد باؽببة أثار قانونية ‪ ،‬ففي اؼبرحلة اليت تسبق ظهور الرغبة اؼبوعود لو يف إبراـ العقد النهائي ‪ ،‬ال‬
‫يكسب اؼبوعود لو إال حقا شخصيا ‪ ،‬ك ال يًتتب يف ذمة الواعد إال التزاما ‪ ،‬فالواعد كحده ملتزـ التزاما شخصيا ك ىو‬
‫االلتزاـ بعمل ‪ ،‬بأف يقوـ بوعده عند ظهور رغبة اؼبوعود لو يف إسباـ إبراـ العقد النهائي ‪ ،‬أما اؼبوعود لو فال يلتزـ بشيء ك‬
‫يًتتب على ذلك بقاء الواعد مالكا للشيء اؼبوعود بو طواؿ ىذه اؼبرحلة ك لو أف يتصرؼ فيو إىل كقت التعاقد النهائي ‪،‬‬
‫أما فيما خيص اآلثار اليت تًتتب على الوعد باؽببة يف اؼبرحلة اليت تلي ظهور رغبة اؼبوعود لو يف إبراـ العقد النهائي فلهذا‬
‫األخَت حق مطالبة الواعد بتنفيذ التزامو ‪ ،‬كما جيوز لو أماـ تعنت ىذا األخَت استصدار حكم هنائي قاـ مقاـ العقد ‪،‬‬
‫فتنتقل اؼبلكية للموىوب لو ‪ ،‬ك ىذا تطبيقا لنص اؼبادة ‪72‬ؽ ـ ج‪.‬‬

‫‪ .‬ب‪-‬أىلية الواىب وحاالتها الخاصة ‪ :‬يتبُت من خالؿ أحكاـ قانوف األسرة أنو أكىل عناية خاصة باألىلية كوف عقد‬
‫اؽببة من العقود الضارة ضررا ؿبضا‪ ،‬فيتطلب يف الواىب أىلية التربع كىي أقول من أىلية التصرؼ‪ ،‬كيشًتط اف تكوف‬
‫كاملة كصحيحة غَت معيبة‪ ،‬كىذا ما نصت عليو اؼبادة ‪ 203‬ؽ ا ج‪ ،‬بأف يكوف سليم العقل بالغا سن الرشد كغَت‬
‫ؿبجور عليو‪.‬‬

‫ج‪-‬المحل‪ :‬يشًتط تطبيقا للقواعد العامة اللتزاـ أف يكوف ا﵀ل موجودا‪ ،‬أ ف أك قابل للتعيُتٌ كيكوف معُت كأف يكوف‬
‫مشركعا كأف يكوف موجود تنص اؼبادة ‪ 93‬ؽ ـ ج "إذا كاف ؿبل االلتزاـ مستحيال يف ذاتو كاف العقد باطالٌ بطالف‬
‫مطلقا‪"2‬‬

‫د‪-‬السبب‪ :‬دبا أف ركن السبب يف عقد اؽببة ىو نفسو يف باقي العقود فنعود إذف إىل نص اؼبادة ‪ 97‬ؽ ـ ج‪" :‬إذا التزـ‬
‫اؼبتعاقد لسبب غَت مشركع أ ك لسبب ـبالف للنظاـ العاـ كاآلداب العامة كاف العقد اليت اعتربت اؽببة باطلة باطل" كمنو‬
‫جيب أف يكوف الباعث على اؽببة مشركعا كاال اعتربت اؽببة باطلة‪.3‬‬

‫‪1‬اـ اػبَت قوؽ‪ ،‬احكاـ عقد بيع ا﵀ل التجارم‪ ،‬رسالة لنيل شهادة اؼباجستَت‪ ،‬كلية اغبقوؽ‪ ،‬جامعة اعبزائر‪ ،2006-2005 ،‬ص‪3‬‬
‫‪2‬عبد الرزاؽ السنهورم‪ ،‬نفس اؼبرجع‪ ،‬نفس الصفحة‬
‫‪3‬ضبدم باشا عمر‪ ،‬نفس اؼبرجع‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫التصرفات الناقلة لملكٌة المحل التجاري‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع الثاني‪ :‬األركان الشكلية‬

‫كتتمثل الشكلية يف عقد اؽببة يف الرظبية اليت تتبعها بالضركرة إجراءات التسجيل كالشهر العقارم‪ ،‬كتأسيسا على‬
‫نص اؼبادة ‪ 324‬ؽ ـ ج ديكن حصر أحكاـ الرظبية يف االختصاص كالشكل القانوين‪ 1‬كما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬االختصاص‪:‬‬

‫االختصاص ىو صالحية قانونية ؼبوظف معُت يف ازباذ أم قرار تعبَتا عن إرادة األطراؼ اؼبتعاقدة فالقانوف ىو‬
‫الذم يحي ٌدد لكػ ػػل موظف نطػػاؽ اختصاصػو ‪ ،‬ك من ىنا كانت قواعػػد االختصاص من صميم عمل اؼبشرع فبا يًتتٌب على‬
‫ذلك اعتباره من النظاـ العػاـ ‪ ،‬ك لالختصاص أربعة عناصر أساسية ‪ :‬أكؽبم ‪ ،‬اختصاص شخصي ك يتمثل يف ربديد‬
‫خيولو‬
‫األشخاص الٌذين جيوز ؽبم دكف غَتىم إبراـ التصرؼ القانوين ‪ ،‬أم أف مهمة ربرير عقد اؽببة يكوف للشخص الذم ٌ‬
‫القانوف سلطة التصديق ك إعطاءه الصبغة الرظبية ‪ ،‬ثانيهم ‪ ،‬االختصاص اؼبوضوعي ك يتجسد يف األعماؿ أك تصرفات‬
‫موضوع االختصاص ‪ ،‬ك اليت جيوز فبارستها من قبل الشخص اؼبؤىل لذلك ‪ ،‬ثالثهم ‪ ،‬االختصاص الزمٍت ك يقصد بو‬
‫اؼبدل الزمٍت الذم جيوز ضمنو إبراـ التصرؼ القانوين ‪ ،‬رابعهم ك أخَتا ‪ ،‬االختصاص اإلقليمي ك ىو الذم حيدد الدائرة‬
‫اؼبكانية أك اعبغرافية اليت ديكن لرجل اإلدارة اؼبختص أف ديارس اختصاصو ضمنها يف إعداد العقود‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الشكل القانوني‬

‫قر القانوف لكل نوع من ا﵀ررات الرظبية أشكاال معينة جيب على اؼبوظف اؼبختص كمن يف حكمو مراعاهتا عند‬
‫يي ٌ‬
‫ا﵀رر حىت يتٌسم بصفة الرظبية‪ ،‬كتأسيسا على ذلك ‪ 324‬مكرر‪ 1‬ؽ ـ ج اؼبعدؿ كاؼبتمم يشًتط يف العقود اليت‬ ‫ربرير ٌ‬
‫يكوف ؿبلها عقارات أك حقوؽ عينية عقارية مراعاة أحكاـ التوثيق‪ ،‬األمر اؼبؤكد عليو دبوجب اؼبادة ‪ 324‬مكرر‪ 1‬كاؼبادة‬
‫‪ 206‬ؽ ا ج اؼبعدؿ كاؼبتمم‪ ،‬اليت أكجبتا إفراغ عقد اؽببة يف شكل رظبي‪.‬‬

‫كبالرجوع إىل أحكاـ القانوف ‪ 02/06‬اؼبؤرخ يف ‪ ،2006/02/20‬قبدهه قد أكجب بعض الشكليات دبناسبة‬
‫ربرير عقد اؽببة‪ ،‬كتأسيسا على نص اؼبادة ‪ 26‬كجب ربرير عقد اؽببة باللغة العربية يف نص كاحد ككاضح تسهل قراءتو‬
‫كبدكف اختصار أك بياض أك نقص‪ ،‬مع كتابة اؼببالغ كالسنة كالشهر كيوـ التوقيع على العقد باغبركؼ‪ ،‬مع كتابة التواريخ‬
‫األخرل باألرقاـ‪.‬‬

‫ظبيحة القيلويب‪ ،‬اؼبرجع السابق‪ ،‬ص ‪.5841‬‬


‫‪29‬‬
‫التصرفات الناقلة لملكٌة المحل التجاري‬ ‫الفصل األول‬

‫كتضيف اؼبادة ‪ 29‬من نفس القانوف أعاله على كجوب اف يتضمن العقد اسم كلقب اؼبوثق الذم حرره‪ ،‬اسم‬
‫كلقب كصفة كموطن كتاريخ مكاف كالدة األطراؼ كجنسيتهم‪ ،‬اسم كلقب كصفة كموطن كتاريخ مكاف كالدة الشهود‬
‫عند االقتضاء‪ ،‬اسم كلقب اؼبًتجم إذا اقتضى األمر ذلك‪ ،‬مكاف كالسنة كالشهر كاليوـ الذم أبرمت فيو اؽببة‪ ،‬ككاالت‬
‫األطراؼ اؼبصادؽ عليها‪ ،‬التنويو على تال كة اؼبوثق على االطراؼ النصوص اعبائية كالتشريعية اؼبعموؿ هبا‪ ،‬كيف االخَت‬
‫توقيع االطراؼ كالشهود كاؼبوثق كاؼبًتجم عند االقتضاء‪.‬‬

‫كما جيب أف يشتمل العقد على عناصر اؼبلك العقارم اؼبوىوب من تعيُت كأصل اؼبلكية كحقوؽ االرتفاؽ مثال‪،‬‬
‫كما جيب يبُت يف العقد العوض أك االلتزامات اؼبفركضة على اؼبوىوب لو من قبل الواىب‪.‬‬

‫كعلى اؼبوثق قبل ربرير العقد التأكد من أىلية الشاىدين‪ ،‬ك ذلك ببلوغهما سن ‪ 19‬سنة كاملة غَت ؿبجور‬
‫عليهما ك أف ال تربطهما أية صلة قرابة باؼبوثق أك أطراؼ العقد‪ ،‬ك عمال باؼبادة ‪ 324‬مكرر ‪ 3‬ؽ ـ ج كجب ادراج‬
‫ىوية الشاىدين يف عقد اؽببة مع إمضاءمها ربت طائلة البطالف ك لقد مت التأكيد على حضور شاىدم عدؿ يف عقد اؽببة‬
‫من خالؿ القرار القضائي الصادر عن ا﵀كمة العليا ربت رقم ‪ 389338‬اؼبؤرخ يف ‪.2007/11/21‬‬

‫كما جيب على اؼبوثق قبل القياـ بعملية ربرير اؽببة‪ ،‬أف يتأكد من كجود كثيقة التأمُت على الكوارث الطبيعية‬
‫اػباصة بالعقار عمال بأحكاـ اؼبادة ‪ 04‬من األمر رقم ‪ 12/03‬اؼبؤرخ يف ‪.2003/08/26‬‬

‫حررت اؽببة يف شكل عريف فإ ٌف مصَتىا البطالف‪ ،‬كىو ما أكده االجتهاد القضائي يف القرار رقم‬
‫كتبعا ؼبا سبق‪ ،‬إذا ٌ‬
‫‪ ،10356‬حيث جاء يف إحدل حيثياهتا ما يلي‪ " :‬يشًتط يف العقود اؼبتضمنة نقل اؼبلكية العقارية أف ربرر على الشكل‬
‫الرظبي‪ ،‬كإال كقعت ربت طائلة البطالف‪ ،‬كتنص اؼبادة ‪ 206‬ؽ أ ج أ ٌف اؽببة تنعقد باإلجياب كالقبوؿ مع مراعاة أحكاـ‬
‫التوثيق يف العقارات‪ ،‬لذا فإ ٌف اؽببة تعترب باطلة لعدـ استيفائها الشركط اعبوىرية‪“.‬‬

‫كالقصد من اإلجراءات الشكلية يف عقد اؽببة ىو احًتاـ أحكاـ اؼبادة ‪ 324‬مكرر ‪ 1‬ك ما بعدىا من القانوف‬
‫اؼبدين كاؼبادة ‪ 61‬ك ما بعدىا من اؼبرسوـ رقم ‪ 63/76‬اؼبؤرخ يف ‪ 1976/03/25‬اؼبعدؿ ك اؼبتمم‪ ،‬فضال عن إتباع‬
‫إجراءات التسجيل لدم مصلحة الضرائب ك شهر العقد لدل ا﵀افظة العقارية اؼبختصة حىت ينتج عقد اؽببة أثره بُت‬
‫اؼبتعاقدين كاذباه الغَت‪ ،‬تأسيسا لنص اؼبادة ‪ 206‬من قانوف األسرة‪ ،‬ك اؼبادة ‪ 793‬ؽ ـ ج‪ ،‬ك اؼبادة ‪ 15‬من األمر رقم‬
‫‪ 74/75‬اؼبؤرخ يف ‪.1795/11/12‬‬

‫ثالثا‪ :‬حيازة الشيء الموىوب‬


‫‪30‬‬
‫التصرفات الناقلة لملكٌة المحل التجاري‬ ‫الفصل األول‬

‫لقد جعل اؼبشرع اعبزائرم من عقد اؽببة عقدا عينيا‪ ،‬كاؼبقصود بالعينية كجوب حيازة الشيء اؼبوىوب من طرؼ‬
‫اؼبوىوب لو أك فبن ديثلو قانونا كركن من أركاف عقد اؽببة‪ ،‬كتتم حيازة الشيء اؼبوىوب بالتسليم الفعلي من الواىب كسبكُت‬
‫اؼبوىوب لو من حيازتو كاالنتفاع بو دكف عائق‪ ،‬كباكؿ تعريف اغبيازة يف عقد اؽببة كذكر أنواعها‪ ،‬كاالستثناءات من كجوب‬
‫اغبيازة يف اؽببة كما يلي ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف الحيازة يقصد حبيازة الشيء اؼبوىوب يف مفهوـ نص اؼبادة ‪ 206‬ؽ‪ .‬ا‪ .‬ج‪ ،‬السيطرة اؼبادية ك اؼبعنوية‬
‫لألراضي الفالحية بيغية الظهور عليها دبظهر صاحب اغبق ‪ ،‬ك لن يتسٌت ذلك إال بالتسليم الفعلي للشيء اؼبوىوب إىل‬
‫اؼبوىوب لو‪ ،‬مع كجوب عدـ اػبلط بُت مفهوـ اغبيازة يف ؽ ـ اليت يًتتب عنها اكتساب اؼبلكية بالتقادـ ‪ ،‬ك مفهوـ‬
‫اغبيازة كركن يف عقد اؽببة ‪ ،‬فاألكىل تدخل ضمن أسباب كسب اؼبلكية اؼبنصوص عليها يف اؼبادة ‪ 827‬ؽ‪ .‬ـ‪ .‬ج‪،‬‬
‫حبيث جيوز للشخص اكتساب ملكية عقار أك منقوؿ أك حق عيٍت دكف أف يكوف مالكا لو أك خاصا بو إذا استمرت‬
‫‪1‬‬
‫حيازتو لو مدة طبسة عشرة سنة دكف انقطاع ‪ ،‬مع مراعاة أحكاـ اؼبادة ‪ 808‬من نفس القانوف‬

‫أما الثانية فتدخل ضمن أركاف عقد اؽببة الذم خيتص هبا دكف سواه من العقود‪ ،‬كإذا زبلف ىذا الر كن كانت اؽببة باطلة‬
‫بطالنا مطلقا يف مفهوـ نص اؼبادة ‪ 206‬ؽ ا ج‪ ،‬فهي هبذا اؼبعٌت ال تؤدم إىل اكتساب اؼبلكية كإمنا تساىم يف إنشاء‬
‫عقد اؽببة‪.‬‬

‫كمن مث كجب فبا رسة السيطرة اؼبادية كاؼبعنوية على الشيء اؼبوىوب‪ ،‬بتمكُت اؼبوىوب لو من ذلك‪ ،‬كىذا ما ذىب إليو‬
‫قرار ا﵀كمة العليا الصادر بتاريخ ‪ 1969/04/09‬اؼبنشور بالنشرة السنوية لسنة ‪ ،1969‬حيث جاء يف إحدل‬
‫ص ٌحح عقد اؽببة اليت مل تتم اغبيازة فيها‪ ،‬كذلك أل ٌف اؽببة شرعا‬
‫حيثياتو ما يلي‪ ":‬يستوجب نقض كإبطاؿ القرار الذم ى‬
‫تلزـ بالقوؿ كتتم باغبىوز‪”.2‬‬

‫كال جيوز إبراـ عقد اؽببة كإرجاء نقل ملكية الشيء اؼبوىوب إىل ما بعد موت الواىب كإال اعترب التصرؼ كصيٌة‪ ،‬كىذا ما‬
‫أقرتػو ا﵀كمة العليا يف قرارىا رقم ‪ " :186058‬اؽببة بعد اؼبوت تكوف باطلة ألهنا ال تتم إال دبوت الواىب كتأخذ حكم‬
‫الوصية‪ “.‬كما ال جيوز أيضا أف تنصب اؽببة على ملكية الرقبة دكف حق االنتفاع‪ ،‬كذلك باحتفاظ الواىب حبق االنتفاع‬
‫طيلة حياتو‪ ،‬فهذا التصرؼ يأخذ حكم الوصية‪ ،‬كىذا ما نصت عليو اؼبادة ‪ 777‬ؽ‪ .‬ـ‪ .‬ج على انو "يعترب التصرؼ‬

‫‪ 1‬االلتزاـ ىو رابطة قانونية بُت دائن كمدين يلتزـ دبقتضاىا اؼبدين بأف ينقل حق عيٍت (نقل ملكية) أم ينقل ملكية ‪ 81‬ا﵀ل التجارم الذم يهبها الواىب‬
‫للموىوب‪ ،‬انظر ؿبمد صربم السعدم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪2 82‬ؿبمد بن تقية ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪242‬‬
‫‪31‬‬
‫التصرفات الناقلة لملكٌة المحل التجاري‬ ‫الفصل األول‬

‫كصية ة ذبرم ع ليو أحكامها إذا تصرؼ شخص ألحد كرثتو كاستثٌت لنفسو بطريقة ما حيازة الشيء اؼبتصرؼ فيو‬
‫كاالنتفاع بو مدة حياتو‪."1‬كتقسم اغبيازة للشيء اؼبوىوب كفقا لنص اؼبادة ‪ 207‬ك‪ 210‬ؽ‪ .‬ا‪ .‬ج إىل حيازة فعلية‪ ،‬كإىل‬
‫حيازة حكمية‪:‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬جزاء اإلخالل بأركان عقد الهبة‬

‫تنعقد اؽببة بتوافر أركاهنا العامة كاػباصة‪ ،‬حبيث إذا زبلف كاحد منها كاف العقد باطال‪ ،‬كىذا تطبيقا لنص اؼبادة‬
‫‪ 206‬ؽ ا ج اؼبعدؿ كاؼبتمم‪ ،‬كالبطالف نوعاف‪ :‬بطالف مطلق كبطالف نسيب‪:2‬‬

‫الفرع األول‪ :‬البطالن المطلق لعقد الهبة إذا اختلت أحد أركاف عقد اؽببة اؼبتمثٌلة يف الًتاضي كا﵀ل كالسبب كالرظبية‬
‫كالعينية (اغبيازة)‪ ،‬أك شرط من شركطها‪ ،‬بطلت اؽببة بطالنا مطلقا‪ ،‬كلكل ذم مصلحة أف يتمسك بو‪ ،‬كللمحكمة أف‬
‫تقضي بو من تلقاء نفسها‪ ،‬كإذا مضى على إبراـ عقد اؽببة ‪ 15‬سنة سقط اغبق يف التمسك ببطالهنا إعماال لنص اؼبادة‬
‫كمضي الزمن ليس من‬
‫‪ 102‬ؽ ـ ج اؼبعدؿ كاؼبتمم‪ ،‬كال يعٍت ىذا أف العقد الباطل ييصحح بالتٌقادـ ألنٌو عقد معدكـ‪ ،‬ى‬
‫شأنو أف خيلق من العدـ كجود‪.‬‬

‫كمن التطبيقات القضائية الصادرة يف ىذا الشأف القرار الصادر عن ا﵀كمة العليا ربت رقم ‪ 10365‬الذم جاء‬
‫فيها‪ " :‬من اؼبقرر قانونا أف العقود اؼبتضمنة نقل اؼبلكية العقارية‪ ،‬جيب أف ربرر يف الشكل الرظبي كإال كقعت ربت طائلة‬
‫البطالف‪ ،‬كتنص اؼبادة ‪ 206‬ؽ‪ .‬أ‪ .‬ج‪ ،‬أف اؽببة تنعقد باإلجياب كالقبوؿ مع مراعاة أحكاـ التوثيق يف العقارات‪ ،‬لذا فإف‬
‫اؽببة الواردة يف الشكل العريف تعد باطلة لعدـ استيفائها الشركط اعبوىرية‪“.‬‬

‫كيراد باؼبصلحة اليت ذبيز التمسك ببطالف العقد تلك اليت تستند إىل حق يتأثر بصحة العقد أك بطالنو‪ ،‬كعلى‬
‫ىذا األساس يستطيع أف يتمسك بالبطالف كل من اؼبتعاقدين كاػبلف العاـ كاػبلف اػباص كالدائنُت‪ ،‬دبوجب دعول‬
‫قضائية ترفع كفقا لألشكاؿ كاإلجراءات اؼبقررة يف اؼبواد من ‪13‬ك ‪ 17‬كاؼبواد ‪ 511‬ك‪ 512‬ك‪ 515‬من القانوف‬
‫‪ 09/08‬اؼبتضمن قانوف اإلجراءات اؼبدنية كاإلدارية‪.‬‬

‫‪1‬كىذا ما أكدت عليو ا﵀كمة العليا يف أحد قراراهتا الصادر عنها ربت رقم ‪59240‬‬
‫‪ 2‬بار صبيلة‪" ،‬قراءة يف نص اؼبادة ‪ 211‬من قانوف األسرة اعبزائرم بُت حرفية النص كحتمية التفسَت"‪ ،‬ؾبلة أفاؽ علمية‪ ،‬اجمللد‪ 11،‬العدد‪ 04،‬جامعة طبيس‬
‫مليانة‪ 2019 ،‬ص ‪339. 338-‬‬
‫‪32‬‬
‫التصرفات الناقلة لملكٌة المحل التجاري‬ ‫الفصل األول‬

‫الضمانات اؼبمنوحة من طرؼ الواىب من خالؿ ىذا اؼبطلب كباكؿ توضيح االلتزامات اليت تقع على عاتق الواىب كىي‬
‫أربعة‪ ،‬نتعرض لكل كاحدة من ىذه االلتزامات على حدم‪ ،‬اليت تعترب مثلها مثل االلتزامات اليت تقع على عاتق البائع كما‬
‫تسبب فيو من تغيَت‬

‫‪-1‬االلتزام بتسليم المحل التجاري للموىوب لو يقع على الواىب تسليم ا﵀ل التجارم موضوع اؽببة إىل اؼبوىوب لو‪،‬‬
‫كما يعترب ىذا االلتزاـ الذم سبق لنا ذكره كىو نقل اؼبلكية ‪.‬االلتزاـ فرع من االلتزاـ االكؿ‪ ،‬كيدخل كذلك يلتزـ الواىب‬
‫بتسليم اؼبوىوب باغبالة اليت كاف عليها كقت صدكر اؽببة يف عملية تسليم ا﵀ل التجارم كل ملحقاتو‪ ،‬إذف االلتزاـ‬
‫بالتسليم جيب أف يكوف أكاؿ بنفس اغبالة اليت كاف عليها كقت صدكر اؽببة للمحل‪ ،‬أم دكف إحداث أم تغيَت فيو‬
‫فالواىب ملزـ باغبفاظ على ا﵀ل التجارم ؼبا يف ذلك من ملحقاتو‪.1‬‬

‫إذا أخل بالتزامو يف تسليم ا﵀ل التجارم اؼبوىوب لو يستطيعٌ على النحو الذم قدمنا فإف أما يف حالة ىالك‬
‫ذلك ا﵀ل أم الشيء اؼبوىوب قبل التسليم بسبب مطالبتو بالتنفيذ العيٍت‪ ٌ،‬يقع على اؼبوىوب لو اؿ على أجنيب‪ ،‬فإف‬
‫الواىب خبالف البيع‪ ٌ،‬إذا ىلكت العُت‪ ،‬حبيث أنو اذا ىلك اؼببيع فستحاؿ على البائع تنفيذ التزامو كىو التسليم فيتحمل‬
‫بذلك تبعية اؽبالؾ أم أف البائع ىو الذم يتحمل تبعة اؽبالؾ‪ ، ٌ،‬أما يف عقد اؽببة فاؼبوىوب لوٌ الذم يتحمل تبعة‬
‫ىالؾ ا﵀لٌ التجارم ما مل يكن قد تسبب يف ذلك اؽبالؾ بفعلو العمدم أك خبطأ جسيم‪.2‬‬

‫‪-2‬االلتزام بضمان التعرض واالستحقاؽ اؼبشرع اعبزائرم مل يقم بذكر ىذا االلتزاـ يف ؽ أ ج فغياب التزاـ الواىب‬
‫بضمافٌ ض كاالستحقاؽ ال يعٍت بقاء ىذه النقطة غامضة‪ ،‬ىذا ما حييلنا إىل نص اؼبادة ‪ 222‬من ؽ أ ج كاليت بدكرىا‬
‫ربيلنا إىل أحكاـ الشريعة االسالمية‪ ،‬كاليت تقضي بأنو ال يضمن الواىب استحقاؽ الشيء اؼبوىوب‪ ،‬إال إذا تعمد إخفاء‬
‫سبب االستحقاؽ أك كانت اؽببة بعوضٌ إذا تعمد إخفاء سبب االستحقاؽ فالقاضي يقدر لو تعويضا عادال ؼبا أصابو‬
‫من ضرر كيف حالة كجود اؽببة بعوض ‪ ،‬أم حالة ىبة ا﵀ل التجارم مقابل شرط أك التزاـ معُت فال يضمن الواىب‬
‫االستحقاؽ إال بقدر ما أداه من ذلك الشرط أك االلتزاـ‪ .‬كذلك بالنسبة لبائع ا﵀ل التجارم حسب نص اؼبادة ‪ 371‬ؽ‬
‫ـ ج‪.‬‬

‫‪ 1‬ؿبمد بن أضبد تقية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.243‬‬


‫‪2‬نادية فضيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪248‬‬
‫‪33‬‬
‫التصرفات الناقلة لملكٌة المحل التجاري‬ ‫الفصل األول‬

‫‪-3‬االلتزام بضمان العيوب الخفية دبأف الواىب متربعا ال يضمن العيوب اػبفية يف اؼبوىوبٌ فإف فعندما يهب‬
‫الشخص ؿبٌلو التجارم إىل اؼبوىوب لو‪ ،‬فهو ال يضمن فيو عيوبا خفية فعملو ىذا يعد تربع منن كذبردن ٌ مالو دكف مقابل‬
‫كال يزيد‬

‫على عاتقو التزاـ بضماف عيوب ذلك ا﵀ل‪ .‬مع ذلك يضمن الواىب العيوب اػبفية يف العُت اؼبوىوبة يف االحواؿ اليت‬
‫‪1‬‬
‫يضمن فيها االستحقاؽ‬

‫التزامات الموىوب لو‪ :‬نتناكؽبا فيما يلي‬

‫‪-1‬االلتزاـ بأداء العوض أك اؼبقابل‬

‫‪-2‬االلتزاـ بنفقات عقد ىبة ا﵀ل التجارم‬

‫‪-3‬االلتزاـ بتسلم ا﵀ل التجارم‬

‫الفرع الثاني‪ :‬قابلية عقد الهبة لإلبطال نكوف أماـ حالة قابلية عقد اؽببة لإلبطاؿ‪ ،‬إذا شاب الرضا عيب من عيوب‬
‫اإلرادة أك يف حالة نقص األىلية‪ ،‬كعيوب الرضا قد سبق اإلشارة إليها كاؼبتمثلة يف الغلط كاإلكراه كالتدليس كاالستغالؿ‬
‫اؼبنصوص عليها يف اؼبواد من ‪ 81‬إىل ‪ 91‬ؽ ـ ج‪ .‬فإذا شاب رضا أحد اؼبتعاقدين عيب من ىذه العيوب كاف عقد اؽببة‬
‫قابال لإلبطاؿ‪.2‬‬

‫كما يكوف عقد اؽببة قابال لإلبطاؿ يف حالة نقص األىلية ‪ ،‬إذ ال جيوز قانونا لناقصي األىلية أك من ينوب عنهم‬
‫القياـ بإبراـ عقد اؽببة ‪ ،‬كوهنا من التصرفات الضارة ضررا ؿبضا إعماال لنص اؼبادة ‪ 83‬ؽ ا ج مفادىا ‪ " :‬من بلغ سن‬
‫التمييز ك مل يبلغ سن الرشد طبقا للمادة ‪ 43‬ؽ ـ ج‪ ،‬تكوف تصرفاتو نافذة إذا كانت نافعة لو ‪ ،‬ك باطلة إذا كانت ضارة‬
‫لو ‪ ،‬ك تتوقف على إجازة الويل أك الوصي فيما إذا كانت مًتددة بُت النفع ك الضرر ‪ ، " ...‬ك يستوم األمر يف ىذه‬
‫اغبالة بالنسبة للبطالف اؼبطلق أك النسيب ‪ ،‬فالبطالف اؼبقرر يف نص اؼبادة ‪ ،‬عاما ال زبصيص فيو‪ .3‬كتطبيقا لنص اؼبادة‬
‫‪ 100‬ؽ ـ ج ديكن تصحيح عقد اؽببة باإلجازة الصرحية أك الضمنية‪ ،‬كيسقط اغبق يف إبطاؿ اؽببة خالؿ طبسة سنوات‬

‫‪1‬بدراف أبو العنُت بدراف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪24.‬‬


‫‪2‬أضبد باشا عمر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪34، 33‬‬
‫‪3‬مايا دقايشية‪ ،‬أحكاـ الرجوع يف عقود التربعات دراسة مقارنة بُت الفقو اإلسالمي كالتشريع اعبزائرم‪ ،‬مدعمة بأحدث االجتهادات القضائية‪ ،‬دار ىومة‪،‬‬
‫اعبزائر‪ 2005، ،‬ص ‪.131،‬‬
‫‪34‬‬
‫التصرفات الناقلة لملكٌة المحل التجاري‬ ‫الفصل األول‬

‫يبدأ سرياهنا يف حالة نقص األىلية من اليوـ الذم يزكؿ فيو ىذا السبب‪ ،‬كيف حالة اإلكراه من يوـ انقطاعو‪ ،‬كيف انو ال‬
‫ديكن التمسك حبق اإلبطاؿ لغلط أك التدليس أك اإلكراه إذا انقضت عشرة سنوات من كقت سبتم العقد كىذا ما أقرت بو‬
‫اؼبادة ‪ 101‬من القانوف اؼبدين‪.‬‬

‫يًتتب على تقرير البطالف العقد اؽببة بنوعيو ‪ ،‬أثار قانونية أشارت إليها اؼبادة ‪ 103‬ؽ ـ ج بنصها ‪ " :‬يعاد‬
‫اؼبتعاق داف اىل اغبالة اليت كانا عليها قبل العقد يف حالة بطالف العقد أك بطالنو فإف كاف ىذا مستحيال ‪ ،‬جاز اغبكم‬
‫بتعويض معادؿ " ‪ ،‬إذف يستنتج من مفهوـ نص اؼبادة أنو إذا تقرر البطالف اؼبطلق لعقد اؽببة نتيجة زبلف أحد أركانو‬
‫اؼبنصوص عليها يف اؼبادة ‪ 206‬ؽ ا ج‪ ،‬يًتتب عن ذلك زكالو بالنسبة للماضي ك اؼبستقبل ‪ ،‬ك بالنتيجة زكاؿ صبيع آثاره‬
‫يف مواجهة الواىب ك اؼبوىوب لو ‪ ،‬فبا يستلزـ إعادة أطراؼ العقد إىل اغبالة اليت كانا عليها قبل إبرامو ‪ ،‬فيبقى اؼباؿ‬
‫اؼبوىوب ملكا للواىب أك لورثتو يستطيع التصرؼ فيو كيفما يشاء دكف التعسف يف استعماؿ ىذا اغبق ‪ ،‬ك ال ينتقل شيئا‬
‫منو للموىوب لو‪، 1‬‬

‫كمع ذلك يستطيع اؼبتعاقداف إبراـ عقد ىبة من جديد مستوفية ألركاهنا العامة كاػباصة‪ ،‬كيف حالة استحالة رد‬
‫الشيء اؼبوىوب إىل الواىب‪ ،‬جاز للقاضي اغبكم بتعويض نقدم معادؿ ال يستحق على أساس اؼبسؤكلية العقدية كوف‬
‫عقد اؽببة باطل بطالنا مطلقا‪ ،‬كإمنا على أساس اإلثراء بال سبب السيما إذا كانت اؽببة بعوض كمت القياـ بو‪ ،‬كىذا‬
‫تطبيقا لنص اؼبادة ‪141‬ؽ ـ ج‪.2‬‬

‫كقد يرد على قاعدة إعادة اؼبتعاقدين إىل اغبالة اليت كانا عليها قبل التعاقد يرد عليها قيداف نصت عليهما الفقرة‬
‫الثانية من اؼبادة ‪ 103‬ؽ ـ ج‪ ،‬أكؽبما‪ :‬إذا مت تقرير البطالف لنقص أىلية أحد اؼبتعاقدين‪ ،‬فإف ىذا األخَت غَت ملزـ إال‬
‫برد اؼبقدار الذم عاد عليو باؼبنفعة‪ ،‬كمعٌت ذلك أف يرد ما قد يكوف قد تبقى من الشيء اؼبوىوب‪ ،‬أما ثانيهما‪ :‬ىو‬
‫اغبرماف من االسًتداد يف حالة ما إذا تسبب الواىب أك اؼبوىوب لو يف عدـ مشركعيتو أك كاف عاؼبا بو‪.‬‬

‫كال يقتصر أثر البطالف على الواىب كاؼبوىوب لو‪ ،‬بل ديتد إىل الغَت‪ ،‬كاؼبقصود بو كل شخص اكتسب حق على‬
‫الشيء اؼبوىوب ؿبل العقد الذم تقرر بطالنو‪ ،‬فاألصل أنو إذا تقرر بطالف العقد األكؿ الذم مت بُت الواىب كاؼبوىوب لو‬
‫بطل عقد اؽببة الثاين الذم مت بُت ىذا األخَت كبُت اؼبوىوب لو الثاين‪ ،‬كبالتايل ال ديكن ؼبن اكتسب حق دبوجب عقد‬
‫باطل أف يتمسك دبلكيتو للشيء اؼبوىوب‪ ،‬ألف ما بٍت على باطل فهو باطل‪.‬‬

‫‪1‬عبد الر ازؽ أضبد السنهورم‪ ،‬شرح القانوف اؼبدين‪ ،‬العقود الواردة على اؼبلكية‪ ،‬اؼبرجع السابق‪ ،‬ص ‪154.‬‬
‫‪2‬عمورة عمار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪187.‬‬
‫‪35‬‬
‫التصرفات غٌر ناقلة لملكٌة المحل التجاري‪.‬‬ ‫الفصل الثانً‬

‫الفصل الثاني‪ :‬التصرفات غير ناقلة لملكية المحل التجاري‪.‬‬

‫يعترب ا﵀ل التجارم من أىم أمواؿ التاجر فهي أداتو لتنفيذ مشركعو التجارم كىو ماؿ منقوؿ معنوم يلزـ لوجوده‬
‫كاستمرار استثماره‪ ،‬كيلزـ لذلك االستثمار أف يتوفر للتاجر ائتماف كاؼ يسمح لو بتطوير متجره كيساعده على مواجهة‬
‫األزمات االقتصادية كحالة عدـ قدرة مالك ا﵀ل على إدارة كتسيَت يلجأ إىل استغالؿ متجره إما أف يرىن ؿبلو للحصوؿ‬
‫على قرض كيًتتب عن ذلك الرىن التزامات ؽبم عالقة بالعقد الراىن كأيضا حقوقو أك انو يقوـ بتأجَت ا﵀ل التجارم‬
‫االنتفاع اؼبتأجر من غُت اؼبؤجر ؼبدة ؿبددة مقابل شبن كعقد اإلجيار خيضع للقاعدة العامة اؼبقررة يف القانوف اؼبدين فإنو‬
‫خي ضع كذلك لقواعد خاصة تستلزمها طبيعة ا﵀ل التجارم كفقا لقواعد القانوف التجارم لينتج آراء ـبتلفة بالنسبة ألطرافو‬
‫كقد تتعدل إىل الغَت‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬عقد إيجار المحل التجاري‬

‫إف بياف مفهوـ عقد اإلجيار ينطلق من تعريف يكشف عن جوىره كطبيعتو كأمهيتو باإلضافة إىل سبييزه عن العقود‬
‫اؼبشاهبة لو‪.‬‬

‫المطلب األول ‪:‬تعريف عقد إيجار المحل وتمييزه عن العقود المشابهة لو‬

‫دراسة عقد اإلجيار يف ضوء أحكاـ القانوف اؼبدين نتناكلو من خالؿ فرعُت لنخصص الفرع األكؿ للتعريف‪ ،‬بينما يف‬
‫الفرع الثاين نتناكؿ سبييز عقد اإلجيار عن العقود اؼبشاهبة لو‪.‬‬

‫الفرع األول ‪:‬تعريف عقد اإليجار‬

‫ىو عقد يلتزـ دبقتضاه اؼبؤجر أف ديكن اؼبستأجر من االنتفاع بشيء معُت مدة معينة لقاء بدؿ إجيار معلوـ‪ ،‬كنصت‬
‫على ىذا التعريف اؼبادة ‪ 467‬من قانوف ‪ 05-07‬اؼبتضمن القانوف اؼبدين اؼبعدؿ كاؼبتمم جريدة رظبية العدد ‪ 78‬اؼبؤرخة‬
‫يف ‪ ،1975-09-30‬يظهر من ىذا التعريف أف العناصر األساسية لعقد اإلجيار ىي األجرة كاؼبدة كالشيء اؼبؤجر كىو‬
‫الشيء اؼبعُت بالذات الغَت قابل لالستهالؾ إذ لوكاف قابال لالستهالؾ نكوف بصدد عقد قرض استهالكي ألف يف عقد‬
‫اإلجيار يلتزـ اؼبستأجر عند انتهائو برد الشيء ذاتو‪.‬‬

‫كالتزامات اؼبؤجر متعددة منها االلتزاـ بصيانة العُت كااللتزاـ بضماف التعرض‪ ،‬التزامو بضماف العيوب اػبفية اليت‬
‫ربوؿ دكف االنتفاع بالعُت اؼبؤجرة إال أف ا ؼبشرع جعل االلتزاـ الرئيسي للمؤجر يتمثل يف سبكُت اؼبستأجر من االنتفاع‬

‫‪37‬‬
‫التصرفات غٌر ناقلة لملكٌة المحل التجاري‪.‬‬ ‫الفصل الثانً‬

‫بالعُت اؼبؤجرة كجيعل باؼبقابل من األجرة االلتزاـ الرئيسي الذم يتحملو اؼبستأجر إذا لو انعدمت األجرة ال نكوف بصدد‬
‫عقد اإلجيار‪.‬كما يتضح من التعريف بأف اؼبدة عنصر أساسي يف عقد اإلجيار‪.1‬‬

‫الفرع الثاني ‪:‬تمييز عقد إيجار المحل التجاري عن العقود المشابهة لو يف البداية منيز عقد اإلجيار عن العارية‪ ،‬مث‬
‫منيزه عن الوديعة‪ ،‬كما منيزه عن الشركة كالوكالة كاؼبقاكلة كحق االنتفاع‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التمييز بُت عقد اإلجيار كالعارية‪ :‬العارية عقد يلتزـ بو العَت أف يسلم اؼبستعَت شيئا غَت قابل لالستهالؾ كعقد‬
‫العارية كعقد اإلجيار كالمها يرد على منفعة الشيء دكف ملكيتو‪ ،‬إال أف االنتفاع يف اإلجيار يكوف بعوض بينما يكوف تربعا‬
‫يف العارية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التمييز بُت عقد اإلجيار كالوديعة‪ :‬الوديعة عقد يلتزـ بو شخص أف يسلم شيئا آلخر على أف يتوىل حفظ ىذا‬
‫الشيء كعلى أف يرده عينا‪.‬‬

‫أما اؼبستأجر فال يلتزـ برد العُت اؼبؤجرة إال بعد انقضاء عقد اإلجيار فاألمر األساسي يف عقد اإلجيار ىو االنتفاع بالشيء‬
‫بينما يكوف ىذا األمر يف عقد الوديعة ىو حفظ الشيء‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬التمييز بين عقد االيجار والشركة‪ :‬الشركة عقد يلتزـ دبقتضاه شخصاف أك أكثر بأف يساىم كل منهما يف مشركع‬
‫مايل بتقدمي حصة من ماؿ أكمن عمل القتساـ ما قد ينشأ عن ىذا اؼبشركع من ربح أك خسارة فيعترب اقتساـ االرباح‬
‫كاػبسائر ركنا جوىريا يف عقد الشركة كىذا امر منطقي تقتضيو فكرة الشركة ذاهتا دبا تفرضو من ارباد يف اؼبصاٌف بُت‬
‫الشركاء كرغبتهم يف قبوؿ اؼبخاطر اؼبشًتكة اليت ديكن أف يتمخض عنها اؼبشركع الذم أنشأت الشركة من أجل ربقيقو‪.‬أما‬
‫يف االجيار فإف اؼبستأجر يلتزـ بدفع أجرة معينة للمؤجر كال شأف لألخَتة باستغالؿ الشيء‪ ،‬فال يتدخل يف ىذا‬
‫االستغالؿ كما أف الربح كاػبسارة تكوناف للمستأجر‪.''2‬‬

‫رابعا‪ :‬التمييز بُت عقد االجيار كاؼبقاكلة‪ :‬اؼبقاكلة عقد يلتزـ دبقتضاه أحد اؼبتعاقدين أف يصنع شيئا أك يؤدم عمال لقاء‬
‫أجر يتعهد بو اؼبتعاقد اآلخر أما عقد اإلجيار فإـ اؼبستأجر يلتزـ بدفع أجرة معينة للمؤجر‪.‬‬

‫‪ 1‬فريدة ؿبمدم‪ ،‬عقد اإلجيار‪ ،‬ؿباضرات سنة ثالثة حقوؽ‪ ،‬كلية اغبقوؽ بن عكنوف‪ ،2009-2008 ،‬ص‪01‬‬
‫‪ 2‬رمضاف أبو السعود‪ ،‬اؼبوجز يف عقد اإلجيار‪ ،‬منشأة اؼبعارؼ باإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،‬سنة ‪ ،2016‬ص ‪80‬‬

‫‪38‬‬
‫التصرفات غٌر ناقلة لملكٌة المحل التجاري‪.‬‬ ‫الفصل الثانً‬

‫خامسا‪ :‬التمييز بُت عقد االجيار كالوكالة‪ :‬الوكالة عقد دبقتضاه يلتزـ الوكيل بأف يقوـ بعمل قانوين غبساب اؼبوكل كبالتايل‬
‫فالوكيل يعمل غبساب موكلو كؿبل الوكالة ىو عمل قانوين‪ '' .‬أما يف االجيار فاؼبستأجر يعمل غبساب اؼبؤجر كؿبلو عمل‬
‫مادم كلذلك قلما يثور اللبس بُت الوكالة كاالجيار‪.''1‬‬

‫سادسا‪ :‬التمييز بُت عقد االجيار كحق االنتفاع‪ :‬يعد كال من اؼبستأجر كاؼبنتفع مستفيدا دبنفعة ملك غَته كمع ذلك‬
‫خيتلف عن حق االنتفاع يف أف االجيار خيوؿ اؼبستأجر حقا شخصيا بينما يعد االنتفاع حقا عينيا‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪:‬خصائص عقد إيجار المحل التجاري‬

‫تتمثل خصائص عقد االجيار يف كونو عقد شكلي كىوما تناكلناه يف الفرع األكؿ‪ ،‬بينما يف الفرع الثاين عقد‬
‫معاكضة‪ ،‬كيف الفرع الثالث عقد ملزـ عبانبُت‪ ،‬أما يف الفرع الرابع عقد زمٍت‪.‬‬

‫الفرع األول ‪:‬إيجار المحل التجاري عقد شكلي اشًتط اؼبشرع يف اؼبادة ‪ 467‬مكرر من قانوف ‪ 05-07‬اؼبتضمن‬
‫القانوف اؼبدين اؼبعدؿ كاؼبتمم إذ ينص على ما يلي‪" :‬ينعقد اإلجيار كتابة كيكوف لو تاريخ ثابت كإال كاف باطال" كمل يكن‬
‫يشًتط القانوف اؼبدين قبل التعديل شكال خاصا بعقد اإلجيار فينعقد دبجرد تراضي طرفاه عليو أيا كانت الوسيلة اليت‬
‫اختاراىا إال أف اؼبرسوـ التشريعي رقم ‪ 03-93‬اؼبتضمن النشاط العقارم قد نص يف اؼبادة ‪ 21‬الفقرة األكىل على ما يلي‬
‫" تتجسد العالقات بُت اؼبؤجرين كاؼبستأجرين كجوبا يف عقد إجيار طبقا للنموذج الذم حيدد عن طريق التنظيم كحيرر‬
‫كتابيا بتاريخ مسمى‪".2‬‬

‫يتبُت من ىذا النص أف اؼبشرع أكجب إبراـ عقد اإلجيار طبقا لنموذج معُت كما أكجب أف يتم ذلك كتابة‬
‫كسبت اؼبصادقة على النموذج دبوجب اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ 69-94 3‬كاؼبشرع مل يشًتط الكتابة الرظبية بل ديكن أف‬
‫تكوف عرفية كلكن جيب أف تتم كفقا للنموذج كمل يرتب اؼبشرع على زبلف ىذه الشكلية البطالف كإمنا رتب عليها معاقبة‬
‫اؼبؤجر إذ تنص اؼبادة ‪ 21‬الفقرة الثانية من اؼبرسوـ ‪ 03/93‬على أنو‪ ":‬يعاقب اؼبؤجر إذا خالف ىذا الواجب طبقا‬
‫لألحكاـ التشريعية اؼبعموؿ هبا‪".‬‬

‫‪- 1‬شاديل نور الدين‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪166.‬‬


‫‪ 2‬اؼبرسوـ التشريعي رقم ‪ 03/93‬اؼبتضمن النشاط العقارم‪ ،‬اؼبؤرخ يف ‪ 07‬رمضاف ‪.1413‬اؼبوافق ؿ ‪ 01‬مارس ‪ 1993‬اؼبعدؿ كاؼبتمم بالقانوف رقم ‪05-07‬‬
‫اؼبؤرخ يف ‪.2007-05-13‬‬
‫‪ 3‬اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ 69-94‬اؼبؤرخ يف‪ 1994-03-19‬جريدة رظبية رقم ‪ 17‬اؼبؤرخة يف‪1994- 03-30‬ا﵀دد لنموذج عقد اإلجيار‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫التصرفات غٌر ناقلة لملكٌة المحل التجاري‪.‬‬ ‫الفصل الثانً‬

‫ففي حالة عدـ كتابة عقد اإلجيار يعاقب اؼبؤجر كلكن يبقى قائما بينو كبُت اؼبستأجر ؼبدة سنة من تاريخ معاينة اؼبخالفة‬
‫شريطة أف يكوف للمستأجر كصل ديكنو أف يثبت بو العالقة اإلجيارية كأصبح نص اؼبادة ‪ 467‬ينص اآلف صراحة على‬
‫بطالف عقد اإلجيار إذا مل يكن مكتوبا فالشكلية صارت ركنا يف عقد اإلجيار‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪:‬اإليجار عقد معاوض اإلجيار عقد يتلقى دبقتضاه اؼبؤجر عوضا لالنتفاع اؼبستأجر بالعُت اؼبؤجرة‪،‬‬
‫كاؼبستأجر كىذا اؼبقابل يدعى بدؿ اإلجيار‪ .‬كالبد أف تكوف األجرة جدية‪ ،‬فاألجرة التافهة تستوم يف اغبكم مع انعداـ‬
‫األجرة كإذا انعدمت األجرة نكوف أماـ عقد عارية‪.1‬‬

‫الفرع الثالث ‪:‬اإليجار عقد ملزم لجانبين‪ :‬عقد اإلجيار من العقود اؼبلزمة للجانبُت فهو يشتمل على التزامات على كل‬
‫متعاقد للمتعاقد اآلخر‪ ،‬فاؼبؤجر ملزـ بتمكُت اؼبستأجر من االنتفاع بالعُت اؼبؤجرة‪ ،‬كاؼبستأجر ملزـ بدفع األجرة للمؤجرة‪.‬‬

‫كيًتتب على كوف عقد اإلجيار ملزما للجانبُت أف ىذه االلتزامات ترتبط فيما بينها حبيث تعترب التزامات كل طرؼ سببا‬
‫اللتزامات الطرؼ اآلخر‪ ،‬فإذا أبطل التزاـ أحدمها أك أنقص ألم سبب أبطل أك أنقص التزاـ الطرؼ اآلخر‪ ،‬كإذا زبلف‬
‫أحدمها عن تنفيذ التزاماتو حق للطرؼ اآلخر أف يدفع بعدـ التنفيذ أك بطلب الفسخ‪.2‬‬

‫الفرع الرابع ‪:‬اإليجار عقد زمني‪ :‬يستغرؽ تنفيذ اإلجيار مدة زمنية كىي مدة العقد كتعترب عنصرا أساسيا يف عقد اإلجيار‬
‫تتجدد إثرىا التزامات الطرفُت سبكُت االنتفاع يف مدة زمنية معينة كدفع أجرة مناسبة ؽبذه اؼبدة‪.‬‬

‫كقد تضمنت اؼبادة ‪ 467‬من قانوف‪ 05-07‬اؼبتضمن القانوف اؼبدين اؼبدة ا﵀ددة كركن يف عقد اإلجيار كتنص‬
‫على ما يلي‪" :‬اإلجيار عقد ديكن اؼبؤجر دبقتضاه اؼبستأجر من االنتفاع بشيء ؼبدة ؿبددة مقابل بدؿ إجيار معلوـ ‪«.‬‬
‫كاشًتطت أيضا اؼبادة ‪ 2‬من منوذج عقد اإلجيار ضركرة ربديد اؼبدة يف ىذا العقد‪ .‬كيًتتب على اعتبار عقد اإلجيار عقد‬
‫زم ٍت أنو ال ديكن أف يكوف لفسخو أثر رجعي خركجا عن القواعد العامة ألف الزمن يعترب عنصر أساسي فيو‪ ،‬فال ديكن‬
‫إرجاع اغباؿ إىل ما كاف عليو قبل العقد‪ ،‬حبيث ال ديكن إرجاع االستعماؿ اليت مارسو اؼبستأجر يف الفًتة السابقة على‬
‫الفسخ‪.‬فإذا فسخ اإلجيار فإف اآلثار اليت سبت قبل فسخو تظل قائمة أكتأخذ بعُت االعتبار فإذا استعمل اؼبستأجر العُت‬
‫فيجب اقتطاع األجرة اؼبقابلة للمدة اليت استعمل فيها العُت‪.3‬‬

‫‪ 1‬د‪ .‬فريدة ؿبمدم‪ ،‬اؼبرجع السابق‪ ،‬ص ‪2‬‬


‫‪ 2‬عبد اغبميد الشواريب‪ ،‬أحكاـ عقد اإلجيار كفقا للقواعد العامة للقانوف اؼبدين‪ ،‬منشأة اؼبعارؼ باإلسكندرية سنة ‪ ،2009‬ص ‪.33‬‬
‫‪ 3‬فريدة ؿبمدم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.3‬‬

‫‪40‬‬
‫التصرفات غٌر ناقلة لملكٌة المحل التجاري‪.‬‬ ‫الفصل الثانً‬

‫المطلب الثالث ‪:‬أركان عقد إيجار المحل التجاري‬

‫جيب أف تتوافر يف اإلجيار األركاف الواجب توافرىا يف العقود كافة كىي الًتاضي‪ ،‬ا﵀ل‪ ،‬السبب كالشكلية‪ ،‬كىناؾ‬
‫تشريعات ربكم عقد اإلجيار‪.‬‬

‫‪-1‬ركن السبب‪ :‬خيضع للقواعد العامة فاف كاف العقد ـبالف للنظاـ اك اآلداب اك الشريعة االسالمية يعد العقد باطل‬
‫بطالف مطلق لعدـ مشركعيو السبب‪ ،‬مثل اجيار ـبزف للخمور اك للمخدرات الشرط اف يكوف اؼبتعاقد االخر على علم‬
‫بقصد اؼبشًتم ام اف يكوف السبب غَت اؼبشركع متفق عليو من كال الطرفُت‬

‫‪-2‬ركن الرضا‪ :‬ينعقد عقد االجيار دبجرد توافق اراديت اؼبتعاقدين فجوىر العقد ىو االرادة لذا جيب اف تصدر من‬
‫شخص كامل االىلية ليعتد القانوف بإرادتو (صيب غَت فبيز كمن يف حكمو = العقد باطل ‪ /‬صيب فبيز كمن يف حكمو‪،‬‬
‫كما اف العقد موقوؼ على اجازة الويل اك الوصي) كيشًتط اف يكوف رضاه صحيحا بدكف عيوب‪.‬‬

‫توافق االرادتين‪ :‬اجياب كقبوؿ؛ كعليو فإف كال اؼبتعاقدين جيب اف يقصدا ابراـ ىذا العقد كاف يتم االتفاؽ بينهما على‬
‫العُت اؼبؤجرة كاالجرة كمدة االجيار فاف ا ختلفا يف أحد ىذه األمور مل ينعقد العقد كجيوز اف يكوف التعبَت صريح لفظي‪،‬‬
‫مكتوب‪ ،‬باإلشارة اؼبتداكلة عرفان اك ضمنيان‪ .‬جيب اف يكوف الرضا خايل من عيوب االرادة كىي الغلط‪ ،‬االكراه‪ ،‬الغنب‬
‫كىي اليت ذبعل العقد موقوؼ اما االستغالؿ فال ذبعلو موقوؼ بل جيوز للمتعاقد اؼبستغل اف يطالب برفع الغنب عنو اىل‬
‫اغبد اؼبعقوؿ خالؿ سنة من ابراـ العقد‪.‬‬

‫األشخاص الذين لهم حق التأجير‪:‬‬

‫‪-1‬مالك الشيء‪ ،‬اما بنفسو اك بواسطة نائبو االتفاقي (الوكيل) أك نائبو القانوين (الويل أك الوصي) = يكوف العقد‬
‫صحيح كنافذ يف حق دائٍت اؼبؤجر ككرثتو‪.‬‬

‫‪-2‬اؼبالك على الشيوع = يؤجر حصتو ؼبن يشاء‪.‬‬

‫‪-3‬صاحب حق اؼبنفعة = يؤجر حقو يف اؼبنفعة كمدة االجيار يلتزـ بأف تكوف ال تزيد عن مدة حق اؼبنفعة كاف كانت تزيد‬
‫عن ذلك فيصبح العقد يف الفًتة الزائدة موقوؼ على اجازة مالك العُت‪.‬‬

‫‪-3‬صاحب حق االستعماؿ كالسكٌت = يؤجر بقدر مالو من حق يف االستعماؿ كالسكن فقط‪.‬‬

‫‪-4‬الدائن اؼبرهتن رىن حيازم‬


‫‪41‬‬
‫التصرفات غٌر ناقلة لملكٌة المحل التجاري‪.‬‬ ‫الفصل الثانً‬

‫‪-5‬اؼبستأجر = يتنازؿ إىل الغَت أك يؤجر من الباطن إال يف عقد إجيار العقار‪.‬‬

‫‪-6‬الوكيل – الوكالة = يصح فعل الوكيل إف أنشئ عقد إجيار حبق موكلو يف حدكد الوكالة‪.‬‬

‫‪-7‬الويل – الوصي‬

‫االجيار اؼبعلق على شرط كاقف أك فاسخ عقد االجيار يكوف دائما مقًتف باجل فاسخ ألنو عقد مؤقت ينتهي بانقضاء‬
‫مدتو قد يعلق على شرط كاقف اك فاسخ كلكن كال الشرطُت يف عقد االجيار ليس ؽبما أثر رجعي خالفا للقواعد‬
‫العامة‪ . 1‬الواقف مثال يدكف العقد يف ؿبرـ كيعلق على شرط اف ينفذ يف صبادل فاف حل صبادل ينفذ ليس بأثر رجعي‬
‫اكاف يقوؿ اؼبؤجر سأقوـ بتأجَت منزيل على شرط اف اشًتم منزؿ اخر الفاسخ مثل اف يقوؿ اؼبستأجر سأقوـ باستئجار‬
‫اؼبنزؿ اف مل اشًتم منزؿ اخر‬

‫خيار الشرط‪ :‬ال زبتلف عن عقد البيع مع مالحظة انو اف كانت مدة اػبيار تبدأ من كقت عقدا االجيار فاف مدة االجيار‬
‫ال تبدأ اال من كقت سقوط اػبيار اال اف كجد اتفاؽ يف العقد يقضي بغَت ذلك‪.‬‬

‫‪-4‬ركن المحل‪ :‬المحل في عقد إيجار المحل التجاري ىو المأجور واألجرة‬

‫أ‪-‬اؼبأجور كشركطو‪ :‬كجود الشي اؼبؤجر اك قابل للوجود تطبيقان للقواعد العامة كاف مل يكن كاف العقد باطل النعداـ ا﵀ل‪.‬‬
‫تعيُت الشيء اؼبؤجر تعيُت كايف نايف للجهالة اك قابال للتعُت كاف مل ربدد اعبودة التزـ دبتوسط اعبودة‪ .‬قابلية الشيء اؼبؤجر‬
‫للتعامل بأف يكوف خارجان بطبيعتو عن التعامل اك حبكم القانوف اك شرعا فاف كاف غَت ذلك كقع باطالن‪ .‬اف ال يكوف‬
‫الشي قابال لالستهالؾ الف استهالكو يعٍت امتالكو كاالجيار يقتضي رد اؼبؤجر بانتهاء مدة االجيار‪ .‬احكاـ خيار الرؤية‬
‫ذات احكامها يف عقد البيع‪.2‬‬

‫ب‪-‬األجرة ألنو من عقود اؼبعاكضة كال بد من االجرة النعقاد العقد‪ .‬ليس شرطان اف تكوف مبلغان من النقود اكام ماؿ‬
‫آخر‪ ،‬يشًتط اف تكوف جدية كحقيقية فاف كانت صوري ة اك تافهة فانو ال يعتد هبا‪ .‬ربديد االجرة يعتمد على اتفاؽ‬
‫اؼبتعاقدين كاالصل اف تتساكل االجرة عن صبيع مدد االجيار اال اف اتفقا على خالؼ ذلك‪ .3‬ال يشًتط تعيُت االجرة بل‬

‫‪1‬زىَتة جياليل عبد القادر قيسي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪199.‬‬


‫‪2‬جنادم جياليل‪ ،‬اإلجيارات التجارية يف القانوف التجارم اعبزائرم‪ ،‬الطبعة االكيل‪ ،‬الديواف الوطٍت لألشغاؿ‬
‫ؿ الًتبوية‪ ،‬اعبزائرية‪ 2001، ،‬ص ‪33.‬‬
‫‪3‬بوـبيلة ظبَتة‪ ،‬اإلجيار التجارم يف ظل القانوف القدمي كالتعديالت اعبديدة لو‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬اعبزائر‪ ،1005، ،‬ص‪95‬‬

‫‪42‬‬
‫التصرفات غٌر ناقلة لملكٌة المحل التجاري‪.‬‬ ‫الفصل الثانً‬

‫يكتفى بتحديد االسس لتعيينها كأف تكوف أجرة اؼبثل اك غلة العُت اؼبؤجرة اك توكيل شخص ثالث لتحديد األجرة‪ .‬ال‬
‫جيوز ترؾ ربديد أمر األجرة ألحد أطراؼ العقد ينفرد كحده بتحديدىا‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬التزامات أطراؼ عقد إيجار المحل التجاري‬

‫نتناكؿ يف ىذا اؼببحث التزامات اؼبؤجر كاليت تتمثل يف االلتزاـ بالعُت اؼبؤجرة‪ ،‬كااللتزاـ بالصيانة باإلضافة إىل التزاـ‬
‫اؼبؤجر بضماف التعرض‪.‬‬

‫الفرع األول ‪:‬االلتزام بتسليم العين المؤجرة‪ .‬نتناكؿ يف ىذا اؼبطلب ؿبل ككيفية التسليم‪ ،‬باإلضافة إىل ذلك جزاء‬
‫اإلخالؿ بااللتزاـ بالتسليم‪.‬‬

‫ؿبل التسليم‪ :‬نتعرض يف ؿبل التسليم إىل ما جيب على اؼبؤجر تسليمو‪ ،‬مث اغبالة اليت جيب أف يتم عليها التسليم‪.‬‬

‫أكال‪ :‬ما جيب على اؼبؤجر تسليمو‪ :‬من خالؿ ربديد مقدار العُت اؼبؤجرة باإلضافة إىل ملحقات العُت اؼبؤجرة‪:‬‬

‫‪-1‬تحديد مقدار العين المؤجرة‪ :‬يلتزـ اؼبؤجر بتسليم العُت اؼبؤجرة ا﵀ددة كاؼبعُت مقدارىا يف عقد اإلجيار إىل‬
‫اؼبستأجر‪ ،‬كجيب عليو أف يسلمها بذاهتا‪ ،‬فال جيوز لو استبداؽبا إال دبوافقة اؼبستأجر‪.‬فإذا تضمن العقد تعيينا للعُت اؼبؤجرة‬
‫كمقدارىا‪ ،‬التزـ اؼبؤجر بتسليم ىذه العُت‪ ،‬كعد ضامنا ؼبقدارىا‪ ،‬أما إذا كاف الشيء اؼبؤجر غَت معُت بالذات كإمنا‬
‫باؼبقدار‪ ،‬التزـ اؼبؤجر بتسليم القدر اؼبتفق عليو‪.1‬‬

‫‪-2‬في ملحقات العين المؤجرة ‪ :‬أما اؼبلحقات فَتجع يف ربديدىا إىل إرادة اؼبتعاقدين فإذا مل يوجد اتفاؽ فَتجع إىل‬
‫طبيعة األشياء كعرؼ اعبهة كعلى ذلك فال ديكن حصرما يعترب كما ال يعترب من اؼبلحقات كديكن حصر ذلك أف ربديد‬
‫اؼبلحقات مسألة كقائع يفصل فيها قاضي اؼبوضوع كعلى ضوء ما تقضي بو طبيعة األشياء كالعرؼ ديكن إيراد بعض أمثلة‬
‫للملحقات‪ ،‬فإذا كاف الشيء اؼبؤجر منزال فيعترب من ملحقاتو مفاتيح اؼبنزؿ كالفناء الذم حييط بو كاغبديقة كغَت ذلك‬
‫كيعد من ملحقات اؼبنزؿ اؼبؤجر كذلك أجهزة اؼباء كالكهرباء كالغاز كالتدفئة كالتكييف كاستعماؿ اؼبصعد كإذا استحدث‬
‫اؼبؤجر شيئا من ىذه اؼبلحقات كمصعد أك غرؼ للغسيل أك جهاز لتكييف اؽبواء كاف للمستأجر بعقد سابق حق‬

‫‪ 1‬د‪ .‬عبد اغبميد الشواريب‪ ،‬اؼبرجع السابق‪ ،‬ص ‪120‬‬

‫‪43‬‬
‫التصرفات غٌر ناقلة لملكٌة المحل التجاري‪.‬‬ ‫الفصل الثانً‬

‫االنتفاع هبا لقاء زيادة مناسبة يف األجرة كلكن ليس للمؤجر أف جيربه على االنتفاع لقاء ىذه الزيادة‪ ،‬أما اؼبستأجر الالحق‬
‫الستحداث ىذه اؼبلحقات فينتفع هبا دكف زيادة يف األجرة ‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬الحالة التي يجب أن يتم عليها التسليم‪ :‬اؼبادة ‪ 476‬فقرة ‪ 1‬من قانوف ‪ 05/07‬اؼبتضمن القانوف اؼبدين تنص‬
‫على أنو " يلتزـ اؼبؤجر أف يسلم اؼبستأجر العُت اؼبؤجرة كملحقاهتا يف حالة تصلح معها ألهنا تفي دبا أعدت لو من اؼبنفعة‬
‫كفقا مل مت عليو االتفاؽ أك لطبيعة العُت‪"2‬‬

‫كمعٌت ىذا النص أف اؼبؤجر ال يلتزـ فقط بتسليم الشيء اؼبؤجر باغبالة اليت يكوف عليها عند العقد أك عند بدء االنتفاع‬
‫إذا كانت على حالة معينة بل جيب عليو أف يسلمو يف حالة حسنة أم يف حالة صاغبة ألداء ما أعدت لو من منفعة‪.‬‬

‫ذلك أف التسليم الصحي ح للعُت اؼبؤجرة ال يكوف إال بتسليم ىذه العُت صبيعها ىي كملحقاهتا تسليما يتمكن بو‬
‫اؼبستأجر من االنتفاع بالعُت انتفاعا كامال دكف حائل كيكوف ذلك يف الزماف كاؼبكاف الواجبُت أك اؼبتفق عليها‪.‬كاؼبستأجر‬
‫يف صبيع ىذه األحواؿ لو أف يطلب الفسخ أك إنقاص األجرة مع التعويضات الالزمة كفقا غبكم اؼبادة ‪ 477‬من قانوف‬
‫‪ 05/07‬اؼبتضمن القانوف اؼبدين فإذا كاف الظاىر من كقائع الدعول كمستنداهتا أف اؼبؤجر مل يقم دبا تعهد بو يف عقد‬
‫‪3‬‬
‫اإلجيار كاشًتط فيو على نفسو أال يستحق شيئا من األجرة اؼبتفق عليها إال بعد التسليم الوايف الكامل للجراج اؼبؤجر‪.‬‬

‫كيفية التسليم‪ :‬اسًتشادا دبا تقضي بو اؼبادة من ‪ 366‬من قانوف ‪ 05/07‬اؼبتضمن القانوف اؼبدين يف خصوص تسليم‬
‫اؼببيع‪ ،‬ديكن أف يكوف تسليم اؼبأجور تسليما فعليا أك حكميا‪.4‬‬

‫أوال‪ :‬التسليم الفعلي‪ :‬يتمثل التسليم الفعلي للعُت اؼبؤجرة بوضعها ربت تصرؼ اؼبستأجر حبيث يتمكن من حيازهتا‬
‫كاالنتفاع هبا دكف عائق كلو مل يضع يده عليها فعال طاؼبا أف اؼبؤجر قد أعملو بإمكاف ذلك كعلى ذلك ينطوم التسليم‬
‫الفعلي على عنصرين كضع العُت ربت تصرؼ اؼبستأجر حبيث يتمكن من حيازهتا كاالنتفاع هبا‪.‬‬

‫إعالـ اؼبؤجر اؼبستأجر بوضع العُت ربن تصرفو‪ ،‬كقد ي تحقق ىذا اإلعالـ بإخطار عريف أك رظبي أك بكتاب مسجل أك‬
‫غَت مسجل أك حىت شفويا كيقع على اؼبؤجر عبئ إثبات قيامو هبذا اإلخطار بكافة طرؽ اإلثبات‪.‬‬

‫‪ 1‬د‪ .‬عصاـ أنور سليم‪ ،‬اؼبرجع السابق‪ ،‬ص ‪225-224‬‬


‫‪ 2‬أنظر اؼبادة ‪ 476‬فقرة ‪ 1‬من قانوف ‪ 05/07‬اؼبتضمن القانوف اؼبدين‪.‬‬
‫‪ 3‬أنظر اؼبادة ‪ 477‬فقرة ‪ 1‬من قانوف ‪ .05/07‬القانوين اؼبدين‬
‫‪ 4‬أنظر اؼبادة ‪ 360‬من قانوف ‪ 05/07‬اؼبتضمن‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫التصرفات غٌر ناقلة لملكٌة المحل التجاري‪.‬‬ ‫الفصل الثانً‬

‫كمىت اجتمع العنصراف يكوف التسليم قد مت قانونا كبرئت ذمة اؼبؤجر من التزامو حىت كمل يتسلم اؼبستأجر العُت اؼبؤجرة‬
‫فعال‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التسليم الحكمي‪ :‬جيوز أف يتم التسليم دبجرد تراضي اؼبتعاقدين على أف العُت اؼبؤجرة قد مت تسليمها من اؼبؤجر‬
‫إىل اؼبستأجر كىذا ىو التسليم اغبكمي‪ ،‬كيعد عمال قانونيا ال عمال ماديا‪.‬‬

‫كقد يتم ىذا التسليم عندما تكوف العُت اؼبؤجرة يف حيازة اؼبستأجر قبل اإلجيار‪-‬بإعارة أك كديعة أكرىن مثال‪-‬مث يربـ‬
‫اإلجيار أك أف تكوف يف حيازتو دبقتضى إجيار سابق مث جيدد اإلجيار فيتم التسليم ىنا باتفاؽ بُت اؼبؤجر كاؼبستأجر على أف‬
‫تبقى العُت يف حيازة األخَت باعتباره مستأجرا ؽبا‪.1‬‬

‫ثالثا‪ :‬مكاف كزماف التسليم‪ :‬نتعرض إىل مكاف التسليم مث زماف التسليم‪:‬‬

‫‪ -1‬مكان التسليم‪ :‬طبقا للقاعدة العامة الواردة يف اؿ مادة‪ 282‬من قانوف ‪ 05/07‬اؼبتضمن القانوف‬

‫اؼبدين إذا اتفق الطرفاف على مكاف معُت يتم فيو التسليم للعُت اؼبؤجرة فإف ىذا اؼبكاف ىو الذم جيب فيو التسليم فإذا‬
‫كانت تلك العُت موجودة يف مكاف آخر كجب على اؼبؤجر أف ينقلها إىل اؼبكاف الذم اتفق عليو‪2.‬فإذا مل يكن ىناؾ‬
‫اتفاؽ كجب الرجوع إىل ما يقضي بو العرؼ كيكوف تسليم ملحقات العُت اؼبؤجرة يف اؼبكاف ذاتو الذم جيب فيو تسليم‬
‫العُت ذاهتا كعلى ذلك جيب تسليم اؼبفاتيح اػباصة باؼببٌت كاألثاث الالزـ لألماكن اؼبؤجرة مفركشة يف اؼبكاف الذم تقع‬
‫فيو تلك العقارات ما مل يتفق على غَت ذلك‪.3‬‬

‫‪ -2‬زمان التسليم‪ :‬األصل أف يتم التسليم فور إنشاء العقد ما مل يوجد اتفاؽ على ميعاد آخر يتم فيو التسليم أك كاف‬
‫العرؼ يقضي دبنح مهلة يتم فيها التسليم‪ ،‬فقد يتفق اؼبتعاقداف على كقت معُت للتسليم فيعمل يف ىذه اغبالة‬
‫باالتفاؽ‪.‬‬

‫كيف ىذه اغبالة يتعُت كقت التسليم يف العقد ذاتو‪ ،‬كقد تقتضي طبيعة الشيء يرد عليو اإلجيار تأخَت التسليم إىل‬
‫كقت الحق ففي ىذه اغبالة جيب مراعاة اؼبهلة اؼبعقولة اليت يتم فيها التسليم كيكوف ذلك بصفة خاصة إذا كاف الشيء‬

‫‪1‬شاديل نكر الدين‪ ،‬القانوف التجارم مدخل للقانوف األعماؿ التجارية‪ ،‬ا﵀ل التجارم‪ ،‬بدكف طبعة‪ ،‬دار العمومػ للنشر كالتوزيع‪ ،‬اعبزائر‪ 2006، ،‬ص ‪165.‬‬
‫‪ 2‬أنظر اؼبادة ‪ 282‬من قانوف ‪ 05/07‬اؼبتضمن القانوف اؼبدين‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 3‬عبد اغبميد الشواريب‪ ،‬اؼبرجع السابق‪ ،‬ص ‪137‬‬

‫‪45‬‬
‫التصرفات غٌر ناقلة لملكٌة المحل التجاري‪.‬‬ ‫الفصل الثانً‬

‫اؼبؤجر معينا بنوعو كمل يكن يف حيازة اؼبؤجر كقت العقد كأنو سيحصل عليو يف كقت الحق فظركؼ العقد تقتضي ىنا‬
‫منح اؼبؤجر اؼبهلة اؼبعقولة للحصوؿ على الشيء‪.1‬‬

‫رابعا‪ :‬نفقات التسليم ‪ :‬مل يرد النص ال يف البيع كال يف اإلجيار يتعلق هبذه اؼبسألة كلذلك جيب تطبيق القواعد العامة اليت‬
‫تقضي بأف ت كوف نفقات الوفاء على اؼبدين ما مل يوجد اتفاؽ أك نص يقضي بغَت ذلك (اؿ مادة‪ 283‬من قانوف‬
‫‪ 05/07‬اؼبتضمن القانوف اؼبدين) كعلى ذلك إذا كجد اتفاؽ بُت اؼبتعاقدين حيدد من الذم يتحمل نفقات التسليم طبق‬
‫ىذا االتفاؽ أما إذا زبلف كجب تطبيق العرؼ إف كجد‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪:‬جزاء اإلخالل بااللتزام بالتسليم‪ :‬تقضي اؼبادة ‪ 477‬من قانوف ‪ 05/07‬اؼبتضمن القانوف اؼبدين بأنو "‬
‫إذا سلمت العُت اؼبؤجرة يف حالة ال تكوف فيها صاغبة لالستعماؿ الذم أجرت من أجلو إذا نقص ىذا االستعماؿ نقصا‬
‫كبَتا جاز للمستأجر أف يطلب فسخ العقد أك إنقاص األجرة بقدر ما نقص من االستعماؿ نقصا كبَتا جاز للمستأجر‬
‫أف يطلب فسخ العقد أك إنقاص األجرة بقدر ما نقص من االستعماؿ مع التعويض عن الضرر يف اغبالتُت إذا كاف لذلك‬
‫مقتضى‪."2‬‬

‫فإذا كانت العُت اؼبؤجرة يف حالة من شأهنا أف تعرض صحة اؼبستأجر أكمن يعيشوف معو أك مستخدميو أك عمالو ػبطر‬
‫جسيم جاز للمستأجر أف يطلب فسخ العقد كلوكاف قد سبق لو أف نزؿ عن ىذا اغبق كيالحظ على نص اؼبادة ‪477‬‬
‫اؼبشار إليها أنو يتعرض للجزاء يف حالة عدـ قياـ اؼبؤجر بالتسليم من حيث اغبالة اليت جيب أف يكوف عليها الشيء‬
‫اؼبؤجر إال أف ىذا النص يعد تطبيق للقواعد العامة كبالتايل جيرم حكمو على حالة إخالؿ اؼبؤجر بالتزامو بالتسليم سواء‬
‫كاف سبب التأخَت فيو أك االمتناع عنو‪.3‬‬

‫فإذا كاف اإلخالؿ بااللتزاـ يرجع إىل أف العُت سلمت يف حالة ال تكوف فيها صاغبة لالستعماؿ الذم أكجدت من أجلو‬
‫أك نقص ىذا االستعماؿ نقصا كبَتا باػبيار بُت الفسخ أك إنقاص األجرة بقدر ما نقص من االستعماؿ مع التعويض يف‬
‫اغبالتُت‪ .‬إذا كاف لو ؿبل كما إذا كاف بالعُت اؼبؤجرة عيب يعرض صحة اؼبستأجر كمن معو " كأفراد أسرتو كعمالو‬
‫كمستخدميو" ػبطر جسيم كأصابو من ذلك ضرر بالفعل كثبت خطأ يف جانب اؼبؤجر فإف اؼبستأجر يستحق التعويض‬

‫‪ 1‬ؿبمد حسن قاسم‪ ،‬العقود اؼبسماة (البيع‪ ،‬التأمُت‪-‬اإلجيار)‪ ،‬بدكف طبعة‪ ،‬منشورات اغبليب اغبقوقية‪ ،‬بَتكت‪-‬سنة ‪ ،2014‬ص ‪722‬‬
‫‪ 2‬نظر اؼبادة ‪477‬من قانوف ‪ 05/07‬اؼبتضمن القانوف اؼبدين‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 3‬رمضاف ؿبمد أضبد أبو السعود‪ ،‬اؼبرجع السابق‪ ،‬ص ‪184‬‬

‫‪46‬‬
‫التصرفات غٌر ناقلة لملكٌة المحل التجاري‪.‬‬ ‫الفصل الثانً‬

‫طبقا لقواعد اؼبسؤكلية التقصَتية‪ ،‬كيف ىذا اؼبثل األخَت جيوز للمستأجر أيضا أف يطلب فسخ العقد حىت لوكاف قد تنازؿ‬
‫عن ىذا اغبق مقدما ألف األمر يتعلق بالنظاـ العاـ‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬رىن المحل التجاري‬

‫إف عملية رىن ا﵀ل التجارم تعد من أخطر التصرفات يف حياة التاجر لذلك نص اؼبشرع على فوانُت تنظمو‬
‫ضباية للتاجر كللدائن اؼبرهتن كالغَت‪ ،‬فإنو كغَته من الرىوف ال يقوـ إال ضمانا للدين كذلك ألف من كظائف الرىن اغبصوؿ‬
‫على االئتماف بضماف اؼباؿ اؼبرىوف‪ ،‬سواء كاف ذلك رىنا رظبيا أك حيازيا حيث قرر ؽبذا الرىن أركاف موضوعية كأخرل‬
‫شكلية لكوف ا﵀ل التجارم ماؿ منقوؿ معنوم يتألف من عناصر معنوية كأخرل مادية‪ ،‬فوجب على اؼبشرع اعبزائرم‬
‫كضع قواعد كقوانُت لتنظم عملية رىن اؼبتجر أك ما يسمى با﵀ل التجارم دكف انتقاؿ اغبيازة‪ ،‬حيث نص على قاعدة‬
‫شهر الرىن ضباية للغَت كللدائن اؼبرهتن كحىت ال تلحق أضرار بالتاجر الراىن عند مباشرة استغاللو للمحل التجارم كتيسَتا‬
‫لالئتماف التجارم كسبكُت التاجر بضماف ا﵀ل اؼبرىوف ؿبتفظا حبيازة ىذا األخَت‬

‫المطلب األول‪ :‬انشاء رىن المحل التجاري‬

‫جيوز للتاجر أف يقوـ برىن ؿبلو التجارم كذلك من أجل اغبصوؿ على قركض كىذه العملية تسمى بالرىن اغبيازم‬
‫للمحل التجارم حيث قبد أف من كظائف الرىن اغبصوؿ على االئتماف كذلك بضماف اؼباؿ اؼبرىوف سواء كاف ذلك رىنا‬
‫رظبيا أك حيازيا‪ ،‬كالرىن الرظبي يف التشريع اعبزائرم حسب نص اؼبادة ‪ 882‬من القانوف اؼبدين ىو «عقد يكسب بو‬
‫الدائن حقا عينيا‪ ،‬على عقار لوفاء دينو‪ ،‬يكوف لو دبقتضاه أف يتقدـ على الدائنُت التاليُت لو يف اؼبرتبة يف استيفاء حقو‬
‫من شبن ذلك العقار يف أم يد كاف »‪.‬علما أف ىذا ال ديكن أف ينطبق كا﵀ل التجارم كذلك ألنو ليس عقار بل ىو‬
‫منقوؿ معنوم فإنو يسرم عليو أحكاـ الرىن اغبيازم ‪ .‬كما نعلم بأف التاجر القائم بعملية رىن ؿبلو التجارم ال يهدؼ‬
‫للتنازؿ عن استغالؿ كحيازة ا﵀ل التجارم كذلك ألف القصد يف كل ىذه العملية ىو اغبصوؿ على قرض ‪2‬كزبصيصو‬
‫لالستغالؿ األمثل ؼبتجر‬

‫‪47‬‬
‫التصرفات غٌر ناقلة لملكٌة المحل التجاري‪.‬‬ ‫الفصل الثانً‬

‫ت ىرًىينىةه‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف رىن المحل التجاري بعد بسم ا﵁ الرضبن الرحيم‪ ،‬قولو تعاىل‪ ﴿:‬يك ُّل نػى ٍف و ً‬
‫س دبىا ىك ىسبى ٍ‬
‫﴾‪1‬اؼبقصود منو‪ :‬أف اؼبقصود من الرىن ىو بىيع العُت اؼبرىوف عند االستحقاؽ‪ ،‬كاستفاء اغبق منها‪ ،‬فكل ما جاز بيعو‬
‫جاز ىرىنيو ‪2‬ىو تقدديو من طرؼ اؼبدين التاجر للدائن اؼبرهتن مانح االئتماف كضماف لو من اجل اغبصوؿ على ما ديكنو‬
‫من استيفاء حقو باألكلوية كالتتبع يف حالة عدـ قياـ الدائن اؼبرهتن بازباذ إجراءات اغبجز التنفيذم لتليها إجراءات البيع‬
‫العلٍت دكف أف يتمكن الدائنوف العاديوف كالدائنوف الذين يتلونو يف اؼبرتبة من منافستو يف شبن بيع ا﵀ل التجارم‪ ،‬كلقد نظم‬
‫اؼبشرع اعبزائرم ىذا الرىن يف اؼبواد من ‪ 118‬إىل ‪ 150‬ؽ‪.‬ت‪.‬ج‪ .‬فالتجار الراىن حيتفظ حبيازة ا﵀ل التجارم كيستمر‬
‫يف استغاللو كما ديكن أف يتصرؼ فيو دكف أف حيرـ ذلك الدائن من كفالة حقوقو كضماف استيفائها كديكن أف نستخلص‬
‫فبا سبق تعريف رىن ا﵀ل التجارم كااليت‪:‬‬

‫رىن ا﵀ل التجارم ىو تقدديو من طرؼ اؼبدين الراىن كىو التاجر إىل الدائن اؼبرهتن مانح االئتماف كضماف لو دكف‬
‫أف تنتقل حيازة ا﵀ل التجارم عن حيازة التاجر الراىن إىل الدائن اؼبرهتن مانح القرض مع احتفاظ ىذا الدائن حبق‬
‫األكلوية كالتتبع إذ يف حالة عدـ قياـ اؼبدين اؼبرهتن بتسديد دينو يف اآلجاؿ ا﵀ددة‪ ،‬ديكن للدائن اؼبرهتن ازباذ إجراءات‬
‫اغبجز ككذا إجراءات البيع باؼبزاد العلٍت الستيفاء حقو قبل الدائنُت األخرين‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬شروط عقد رىن المحل التجاري خيضع عقد رىن ا﵀ل التجارم إىل شركط موضوعية كباقي العقود‬
‫األخرل كإىل شركط شكلية سبيزه عن باقي العقود األخرل نظرا ػبصوصية ا﵀ل التجارم‪ ،‬فبا جيعل موضوع عقد الرىن‬
‫اغبيازم للمحل التجارم خيتلف باختالؼ العناصر اؼبكونة لو‪.‬‬

‫الشروط الموضوعية‪ :‬يشًتط لصحة رىن ا﵀ل التجارم توفر كافة الشركط اؼبوضوعية سواء تلك اؼبتعلقة بعقد الرىن‬
‫عموما كالرضا كا﵀ل كالسبب كاألىلية‪ ،‬باإلضافة إىل الشركط اؼبوضوعية األخرل اليت تتعلق برىن ا﵀ل التجارم‪ ،‬كىذه‬
‫‪3‬‬
‫الشركط تتعلق باؼبدين الراىن كالدائن اؼبرهتن باإلضافة إىل ؿبل الرىن‪.‬‬

‫‪-1‬بالنسبة للراىن‪ :‬يشًتط يف راىن ا﵀ل التجارم أف يكوف مالكا ؽبذا ا﵀ل اؼبرىوف لإلضافة إىل ذلك أف يكوف مكاف‬
‫أىال للتصرؼ فيو فإذا ثبت أف الراىن ليس مالكا للمحل التجارم اؼبرىوف‪ ،‬أصبح عقد الرىن باطال بطالنا نسبيا‬

‫‪1‬القراف الكرمي‪ :‬سورة اؼبدثر‪ ،‬اآلية ‪.38‬‬


‫‪2‬على فتاؾ‪ ،‬مبسوط القانوف التجارم اعبزائرم (يف مقدمة القانوف التجارم – نظرية األعماؿ التجارية)‪ ،‬ابن خلدكف للنشر كالتوزيع‪ ،2004 ،‬ص‪107‬‬
‫‪ 3‬عصاـ حنفي ؿبمود‪ ،‬القانوف التجارم‪ ،‬ج‪ ،1‬اصدارات كلية اغبقوؽ‪ ،‬جامعة بنها‪ ،‬مصر‪ ،‬ص ‪342‬‬

‫‪48‬‬
‫التصرفات غٌر ناقلة لملكٌة المحل التجاري‪.‬‬ ‫الفصل الثانً‬

‫ؼبصلحة الدائن‪ ،‬كال يصبح صحيحا إال إذا أقره اؼبالك اغبقيقي‪ ،‬كإذا كاف الراىن غَت أىل للتصرؼ فإف العقد يكوف‬
‫‪1‬‬
‫باطال بطالنا نسبيا ؼبصلحتو‪.‬‬

‫‪-2‬بالنسبة للدائن المرتهن‪ :‬على اؼبدين الراىن تعيُت دائن مرهتن كال جيوز رىن ا﵀ل التجارم إال للدائن اؼبعُت‪ ،‬كذلك‬
‫خركجا عن القواعد العامة اليت تعطي اغبرية يف اختيار الدائن اؼبرهتن الذم يرغب يف االقًتاض منو كرىن ؿبلو لديو‪.‬‬

‫‪-3‬بالنسبة لمحل الرىن‪ :‬العناصر اليت جيوز أف يشملها الرىن كىي‪ ":‬العنواف‪ ،‬االسم التجارم كاغبق يف اإلجازة‬
‫كاالتصاؿ بالعمالء كالسمعة التجارية كاألثاث التجارم كاؼبهمات كاآلالت اليت تستخدـ يف استغالؿ ا﵀ل " كلو صارت‬
‫عقارا بالتخصيص‪ ،‬العالمات التجارية الرخص كاإلجازات‪ ،‬كعلى كجو العموـ حقوؽ اؼبلكية الصناعية كاألدبية كالفنية‬
‫اؼبرتبط بو‪.‬‬

‫الشروط الشكلية‪ :‬اؼبشرع اعبزائرم اشًتط يف عقد رىن ا﵀ل التجارم عنصرين أساسيُت أكلو أف يصب العقد يف شكل‬
‫رظبي كالثاين أف ينشر حسب القواعد اؼبقررة قانونا‪.‬‬

‫‪-1‬الرسمية‪ :‬حسب نص اؼبادة ‪ 120‬من ؽ ت ج‪ ،‬فإف الرظبية شرط النعقاد عقد الرىن كصحة كالوسيلة الوحيدة‬
‫إلثباتو‪ ،‬غَت أف اؼبشرع اعبزائرم أكرد استثناء ؽبذه القاعدة يف اؼبادة ‪ 177‬من القانوف رقم‪ 10/90 :‬اؼبؤرخ يف‪:‬‬
‫‪ 1990/04/14‬اؼبتعلق بالنقد كالقرض فأجاز أف تتم عملية رىن ا﵀ل التجارم لصاٌف البنوؾ أك اؼبؤسسات اؼبالية‬
‫دبوجب عقد عريف مسجل حسب األصوؿ‪.‬‬

‫‪-2‬القيد‪ :‬اشًتط اؼبشرع اعبزائرم يف اؼبادتُت (‪120‬ك‪ )120‬من ؽ ت ج‪ ،‬قيد الرىن بالسجل اػباص بالقيد اؼبوجود‬
‫على مستول اؼبركز الوطٍت للسجل التجارم كمأمورم اؼبركز الوطٍت للسجل التجارم على اؼبستول ا﵀لي‪ ،‬فأجاز أف تتم‬
‫عملية رىن ا﵀ل التجارم لصاٌف البنوؾ أك اؼبؤسسات اؼبالية دبوجب عقد عريف مسجل حسب األصوؿ‪2.‬كاشًتط اؼبشرع‬
‫اعبزائرم ثالثُت يوما إلسباـ القيد كذلك من تاريخ إبراـ عقد الرىن كإال كقع ربت طائلة البطالف دبعٌت ال جيوز االحتجاج‬
‫بالرىن على الغَت إذا ما مت خارج األجل القانوين‪.‬‬

‫إذا تصمن عقد الرىن عناصر معنوية ذات طبيعة خاصة تتعلق باؼبلكية إضافة إىل الرظبية كالقيد باؼبركز الوطٍت للسجل‬
‫التجارم جيب أف خيضع العنصر اؼبعنوم اػباص اؼبذكور بعقد الرىن إىل القيد اػباص باؼبعهد الوطٍت اعبزائرم للملكية‬

‫‪ 1‬مصطفى كماؿ طو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪64‬‬


‫‪ 2‬عصاـ حنفي ؿبمود‪ ،‬اؼبرجع السابق‪ ،‬ص ‪345-343‬‬

‫‪49‬‬
‫التصرفات غٌر ناقلة لملكٌة المحل التجاري‪.‬‬ ‫الفصل الثانً‬

‫حىت ينتج آث اره اذباه الغَت‪ ،‬تتم عملية قيد باؼبركز الوطٍت للسجل التجارم بنفس الطريقة اليت يتم هبا بيع ا﵀ل التجارم‪،‬‬
‫كيتم النشر باعبريدة الرظبية لإلعالنات القانونية‪ ،‬كيف إحدل اعبرائد الوطنية اؼبؤىلة لإلعالنات القانونية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬آثار عقد رىن المحل التجاري‬

‫يف عقد رىن ا﵀ل التجارم ال يًتتب عنو انتقاؿ حيازتو إىل الدائن اؼبرهتن‪ ،‬بل يظل ا﵀ل التجارم يف حيازة اؼبدين‬
‫الراىن حىت يتمكن من االستمرار يف استغاللو طبقا للفقرة الثانية ـ ‪ 118‬ؽ‪ .‬ت‪ .‬ج يف مقابل ذلك كضع اؼبشرع‬
‫اعبزائرم ضمانات غبماية الدائن اؼبرهتن‪ ،‬كذلك بإلزامو اؼبدين الراىن با﵀افظة على األمواؿ اؼبرىونة‪ ،‬كفرض عليو عقوبات‬
‫تؤدم إىل إنقاص أك تعطيل حقوؽ الدائن اؼبرهتن اؼبادة ‪ 128‬ؽ‪.‬ت‪.‬ج‪1.‬اؼبشرع اعبزائرم مل حيضر ىذه العقوبات على‬
‫اؼبدين الراىن‪ ،‬بل فرضها على كل من يقوـ بأم ؿباكلة للغش هتدؼ إىل حرماف الدائن من حقو يف االمتياز الذم لو على‬
‫األمواؿ اؼبثقلة بالدين أك إىل إنقاضو اؼبادة ‪ 127‬ؽ ت ج‪2.‬يرتب عقد الرىن اغبيازم للمحل التجارم آثارا ـبتلفة‬
‫كأطراؼ ىذا العقد ىم كل من اؼبدين الراىن كالدائن اؼبرهتن كتتعدل إىل الغَت الدائنُت العاديُت‬

‫الفرع األول‪ :‬آثار عقد الرىن بالنسبة للمدين الراىن استبقاء اغبيازة‪ ،‬يستبقي الراىن‪ ،‬يف ؿبل رىن ا﵀ل التجارم‪،‬‬
‫حيازتو للمحل التجارم‪ ،‬فبا يسمح لو باالستمرار يف االستغالؿ رغم الرىن‪ ،‬كؼبا كاف الراىن يظل ؿبتفظا حبيازة األشياء‬
‫اؼبرىونة‪ ،‬فإنو خيشى أف يأيت من األعماؿ ما يكوف من شأهنا إنقاص ضماف الدائن اؼبرهتن إنقاصا كبَتا سواء بإساءة‬
‫االستغالؿ أك بنقل ا﵀ل التجارم أك تبديد عناصره‪ ،‬كلذلك كضع اؼبشرع من األحكاـ ما يكفل للدائن حفظ األشياء‬
‫اؼبرىونة‪ ،‬ففرض على الراىن أف حيافظ على األشيا ء اؼبرىونة دكف أف يكوف لو اغبق يف الرجوع على الدائن بشيء يف‬
‫‪3‬‬
‫مقابل ذلك‪.‬‬

‫تنص اؼبادة ‪ 167‬من ؽ‪.‬ت‪.‬ج على ما يلي‪ " :‬تطبق العقوبات اؼبنصوص عليها يف ـ ‪ 376‬ؽ ع ج (جردية‬
‫خيانة األمانة) على كل مشًتم أككل حائز ألمواؿ اؼبرىونة حيازيا كفقا ؽبذا القانوف‪ ،‬يقدـ على إتالفها أك ؿباكلة إتالفها‬
‫أك خيتلسها أك حياكؿ اختالسها أك يفسدىا أك حياكؿ إفسادىا بأم طريقة كانت بغرض تعطيل حقوؽ الدائن‪ ،‬كتطبق‬

‫‪ 1‬مقدـ مربكؾ‪ ،‬ا﵀ل التجارم‪ ،‬دار ىومة للطباعة كالنشر كالتوزيع‪ ،2007،‬ص ‪77- 76‬‬
‫‪ 2‬أضبد ؿبرز‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪226‬‬
‫‪ 3‬مصطفى كماؿ طو كأنور كائل بندؽ‪ ،‬أصوؿ القانوف اعبزائرم‪ ،‬دار الفكر اعبامعي للنشر كالتوزيع‪ 2013،‬ص‬

‫‪50‬‬
‫التصرفات غٌر ناقلة لملكٌة المحل التجاري‪.‬‬ ‫الفصل الثانً‬

‫نفس العقوبة على كل من يقوـ بأم ؿباكلة للغش هتدؼ إىل حرماف الدائن من حقو يف االمتياز الذم لو على األمواؿ‬
‫اؼبثقلة بالدين أك إىل تنقيصو‪.‬‬

‫ىذا ما قبده أيضا يف اؼبادة ‪ 953‬من ؽ ـ ج‪ ،‬اليت تنص على ما يلي‪ " :‬يضمن الراىن سالمة الرىن كنفاذه‬
‫كليس لو أف يأيت عمال ينقص من قيمة الشيء اؼبرىوف ‪ ،"....‬إضافة على ذلك أجاز اؼبشرع للدائن اؼبرهتن أف يطلب من‬
‫اؼبدين الراىن بوضع عالمات مثبتة على الشيء اؼبرىوف (اؼبعدات كاآلالت) كبصفة بارزة تفيد رىنها كتتضمن مكاف‬
‫كتاريخ كرقم القيد االمتياز اؼبثقلة بو كال جيوز أف تكوف العالمات اؼبوضوعة على ىذا النحو معرضة للهالؾ أك ا النتزاع أك‬
‫إخفاء اؼبعامل قبل انقضاء امتياز الدائن اؼبرهتن أك شطبو اؼبادة ‪ 154‬ؽ‪.‬ت‪.‬ج‪.‬‬

‫يف حُت كاف اغبق يف اإلجيار من بُت العناصر اؼبعنوية الداخلة يف موضوع الرىن ألزـ اؼبشرع اعبزائرم يف اؼبادة‬
‫‪ 123‬من ؽ ت ج‪ ،‬اؼبدين الراىن يف حالة نقل ؿبلو التجارم بإبالغ صبيع الدائنُت اؼبقيدين يف ا﵀ل اؼبختار خالؿ‬
‫طبسة عشر يوما من قبل نقل ا﵀ل كعن طريق غَت قضائي‪ ،‬عن رغبتو يف ا﵀ل التجارم كعن اؼبركز اعبديد الذم يريد أف‬
‫يقيم فيو‪ ،‬كإذا مل يقم بذلك تصبح الديوف اؼبقيدة مستحقة األداء حبكم القانوف‪.‬‬

‫كالسبب يف ذلك أف الدائنوف اؼبقيدكف إذا اعتربكا أف من شأف نقل ا﵀ل التجارم أف ينقص من قيمتو حبيث يصبح‬
‫دكف قيمة ديوهنم فإنو حيق ؽبم أف يطلبوا من القاضي اؼبختص أف يقرر إسقاط األجل كللمحكمة سلطة كاسعة يف التقدير‬
‫كما أف اؼبدين الراىن ملزـ با﵀افظة على حق االجيار إذا أراد االستمرار يف نشاطو التجارم ‪،‬كذلك بدفع شبن أجرة اؼبكاف‬
‫حىت ال يتعرض لفسخ عقد اإلجيار‪ ،‬كلكن يف حالة نشوء أسباب تؤدم إىل فسخ عقد اإلجيار‪ ،‬كذلك يف ا﵀ل اؼبختار‬
‫كاؼبعُت يف قيد كل منهم‪ ،‬كال جيوز أف يصدر اغبكم قبل شهر من تاريخ ىذا التبليغ‪.‬‬

‫كالسبب يف ذلك أف للدائنُت اؼبرهتنُت خالؿ اؼبهلة اؼبذكورة أف يتدخلوا يف ا﵀اكمة غبماية مصاغبهم كيتخذكا ما يركه‬
‫مناس با لتفادم أثر الفسخ‪ ،‬فإذا كاف طلب فسخ اإلجيار مبنيا على عدـ دفع بدؿ اإلجيار ؽبمم كلكل منهم أف يدفع‬
‫بدؿ اإلجيار اؼبستحق كأف يطلبوا إىل ا﵀كمة اؼبعركضة عليها الدعول السماح ؽبم بتنفيذ الرىن كلو قبل استحقاؽ الدين‬
‫كبيع ا﵀ل باؼبزايدة كللمحكمة يف ىذه اغبالة أ ف تقرر ما تراه مالئما من تدابَت حسب ظركؼ القضية‪ ،‬أما يف حالة فسخ‬
‫‪1‬‬
‫عقد اإلجيار بالًتاضي فال يصبح الفسخ هنائيا إال بعد شهر من تاريخ التبليغ اغباصل ‪.‬‬

‫‪ 1‬عمورة عمار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪211- 210‬‬

‫‪51‬‬
‫التصرفات غٌر ناقلة لملكٌة المحل التجاري‪.‬‬ ‫الفصل الثانً‬

‫الفرع الثاني‪ :‬آثار عقد الرىن بالنسبة للدائن المرتهن يعطي الرىن امتيازا للدائن اؼبرهتن يتمثل يف حق األكلوية كالتتبع‪،‬‬
‫فوضعية الدائن اؼبرهتن تشبو كضعية البائع اؼبمتاز فإنو يستويف حقو من شبن ؿبل اؼبرىوف متقدما على غَته من الدائنُت‬
‫العاديُت كالدائنُت اؼبقيدة حقوقهم التاليُت لو يف اؼبرتبة كىدا ما نصت عليو اؼبادة ‪ 122‬ؽ ت ج بقوؽبا " جيرم ترتيب‬
‫الدائنُت اؼبرهتنُت فيما بين هم على حسب ترتيب تاريخ قيودىم كتكوف للدائنُت اؼبقيدين يف يوـ كاحد رتبة كاحدة‬
‫متساكية"‪ .‬كدبا لو من حق عيٍت على اؼبرىوف فإف لو أف يتتبع ا﵀ل التجارم اؼبرىوف إذا خرج من ملك الراىن يف أم يد‬
‫يكوف مهما تتابعت كتالحقت عقود البيع اليت أدت إىل كصوؿ ا﵀ل إىل يد اغبائز‪.‬‬

‫يف حالة نقل ا﵀ل التجارم من قبل اؼبدين الراىن أكجب اؼبشرع على الدائن اؼبرهتن يف خالؿ ثالثُت يوما لعملو‬
‫بالنقل أف يعمل على التنصيص هبامش القيد على اؼبركز اعبديد الذم انتقل إليو ا﵀ل التجارم كالعمل كذلك‪ ،‬إذا مت نقلو‬
‫اىل دائرة اختصاص ؿبكمة أخرل على نق ل قيده األكؿ يف تارخيو األصلي بسجل ا﵀كمة اليت نقل إليها كبياف مركزه‬
‫اعبديد‪ ،‬كيف حالة امهاؿ اإلجراءات ديكن اف يسقط حق االمتياز الدائن اؼبقيد اذا ثبت أنو تسبب بتقصَته يف اغباؽ‬
‫الضرر بغَت اؼبتعاقدين الذين كقع تغليطهم يف الوقف على اغبالة القانونية للمحل التجارم اؼبادة ‪ 3/2/123‬ؽ ت ج‬
‫عدـ ذبزئة الرىن فحق الدائن اؼبرهتن ال يتجزأ دبعٌت تتعلق دبجموع العناصر اليت تدخل يف نطاؽ الرىن دكف سبييز بُت‬
‫‪1‬‬
‫اؼبهمات كالعناصر اؼبعنوية ‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬آثار عقد رىن المحل التجاري بالنسبة للغير تنص اؼبادة ‪ 123‬من ؽ ت ج على أف‪ " :‬قيد الرىن‬
‫اغبيازم ديكن أف جيعل الديوف السابقة كاليت يكوف موضوعها استغالؿ ا﵀ل التجارم‪ ،‬حالة األجل "‪.‬‬

‫يتضح من نص ىذه اؼبادة أف للدائنُت السابقُت على قيد الرىن مىت كاف الغرض من ديوهنم استغالؿ ا﵀ل التجارم أف‬
‫يطلبوا سداد ديوهنم قبل اؼبواعيد استحقاقها إذا أصاهبم ضرر بسبب ذلك القيد دبعٌت أنو يًتتب على رىن ا﵀ل التجارم‬
‫أف تسقط آجاؿ بعض الديوف العادية إذا توافرت الشركط اآلتية‪:‬‬

‫‪ ‬أف يكوف تاريخ نشأة الدين سابقا على تاريخ قيد رىن ا﵀ل التجارم ألف يف قيده ربقيق لإلعالف كترتيب غبجيتو‬
‫يف مواجهة الغَت‪.‬‬

‫‪ ‬أف يكوف الدين متصال باستغالؿ ا﵀ل التجارم اؼبرىوف‪ ،‬كأف يكوف شبن بضاعة مثال‪.‬‬

‫‪ ‬أف يلحق الدائن الصرر نتيجة لرىن ا﵀ل التجارم‪.‬‬

‫‪ 1‬عمورة عمار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪212‬‬

‫‪52‬‬
‫التصرفات غٌر ناقلة لملكٌة المحل التجاري‪.‬‬ ‫الفصل الثانً‬

‫فإذا اجتمعت ىذه الشركط فإف الدائن العادم يستطيع أف يطلب من ا﵀كمة اغبكم بسقوط األجل كزبضع ىذه اؼبسألة‬
‫‪1‬‬
‫للسلطة التقديرية لقاضي اؼبشركع‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الرىون الحيازية الخاصة التابعة للمحل التجاري‬

‫جاء اؼبشرع اعبزائرم بأحكاـ خاصة نصت عليها اؼبواد من ‪ 151‬إىل غاية ‪ 168‬من ؽ ت ج‪ ،‬كينظم من‬
‫خالؽبا االحكاـ القانونية اػباصة بالرىوف اغبيازية اػباصة التابعة للمحل التجارم‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الرىن الحيازي لآلالت والمعدات المتعلقة بتجهيز المحل التجاري يتضح من أحكاـ اؼبادة ‪ 119‬من‬
‫القانوف التجارم اعبزائرم بأف رىن ا﵀ل التجارم ال يشمل اآلالت كاؼبعدات إال يف حالة نص الطرفُت على ذلك يف عقد‬
‫الرىن‪ ،‬غَت اف اؼبشرع تدخل كاقر إجراءات كقواعد خاصة بالرىن اغبيازم ؼبعدات كاآلالت كىذا دكف انتقاؿ حيازهتا‬
‫للدائن اؼبرهتن‪ ،‬حيث نص يف اؼبادة ‪ 151‬من القانوف التجارم « جيوز أف يكوف د فع شبن امتالؾ األدكات كمعدات‬
‫التجهيز اؼبهنية مضمونة سواء بالنسبة للبائع أك بالنسبة للمقرض الذم يقدـ اؼباؿ الالزـ لتسديده للبائع ‪ ،‬أك بالرىن‬
‫اغبيازم ا﵀دكد لألدكات أك اؼبعدات اؼبمتلكة على الشكل اؼبذكور ‪ »...‬كالغاية من ذلك ىو السماح للتاجر بتجهيز ؿبلو‬
‫‪2‬‬
‫دبعدات جديدة دكف إلزاـ اؼبعٍت برىن ا﵀ل بأكملو ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الرىن الحيازي القضائي للمحل التجاري يسعى اؼبشركع إىل ؿباية الدائنُت اؼبرهتنُت ضد فقداف رىنهم‬
‫من خالؿ كضع بعض تدابَت ربفظية اليت نص عليها يف قانوف اإلجراءات اؼبدنية كاإلدارية اليت هتدؼ اىل منع اؼبدين من‬
‫التصرؼ يف أموالو اؼبرىونة إضرار بالدائن فعرفت اؼبادة ‪ 646‬من قانوف إجراءات اؼبدنية كاإلدارية " اغبجز التحفظي ىو‬
‫كضع أمواؿ اؼبدين اؼبنقولة اؼبادية كالعقارية ربت يد القضاء كمنعو من التصرؼ فيها‪ ،‬كيقع اغبجز على مسؤكلية الدائن "‬
‫‪،‬كمن خالؿ ذلك جيوز للدائن ط لب اغبجز التحفظي على اؼبنقوالت اذا كاف حامال لسند اك اذا كاف لديو مسوغات‬
‫ظاىرة كىذا ما نصت عليو اؼبادة ‪647‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪،‬كلقضاة اؼبوضوع سلطة كاسعة يف تقدير الوقائع كما جيوز أيضا يف احدل‬
‫ىاتُت اغبالتُت أف يستصدر اذف بقيد الرىن اغبيازم على ا﵀ل التجارم للمدين‪.‬‬

‫كجي وز للدائن تقدمي عريضة لرئيس ا﵀كمة للحصوؿ على قيد على ا﵀ل التجارم مث يلتزـ بتقدمي طلب تثبيت اغبجز يف‬
‫اجل ال يتجاكز ‪ 15‬يوـ من صدكر امر رئيس ا﵀كمة كاال اعتربت اإلجراءات التحفظية باطلة كما تناكلت اؼبادة ‪648‬‬

‫‪ 1‬عمورة عمار‪ :‬نفس اؼبرجع‪ ،‬ص ‪213‬‬


‫‪ 2‬ذبدر اإلشارة إىل أف ربديد كعاء الرىن يرجع إىل اتفاؽ الطرفُت كإرادهتما يف ربديد العناصر اػباضعة للرىن‪ ،‬كيف حالة عدـ اتفاؽ الطرفُت فإف القانوف يتوىل‬
‫ربديد العناصر اليت مشلها الرىن‬

‫‪53‬‬
‫التصرفات غٌر ناقلة لملكٌة المحل التجاري‪.‬‬ ‫الفصل الثانً‬

‫ؽ إ ـ إ يف نصها "‪ ....‬يقدـ طلب تثبيت اغبجز أماـ نفس قاضي اؼبوضوع دبذكرة إضافية ضمن اىل الدعول للفصل‬
‫فيهما معا كحبكم كاحد‪ ،‬دكف مراعاة االجل اؼبنصوص عليو يف اؼبادة ‪662‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ"‪.‬‬

‫كما جاء يف نص اؼبادة ‪ 651‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ " جيوز للدائن اف حيجز ربفظيا على القاعدة التجارية للمدين كبقيد أمر اغبجز‬
‫‪1‬‬
‫خالؿ أجل ‪ 15‬يوما من تاريخ صدكره باإلدارة اؼبكلفة بالسجل التجارم‪ ،‬كينشر يف ج ر كإال كاف اغبجز باطال"‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬عقد التسيير الحر المحل التجاري‬

‫لقد خص اؼبشرع اعبزائرم عقد التسيَت اغبر بأحكاـ خاصة يف القانوف التجارم‪ ،‬إال أنو مل ينظم صبيع األحكاـ‬
‫اؼبرتبطة هبذا العقد‪ ،‬فبا يقتضي الرجوع بشأهنا إىل القواعد العامة يف القانوف اؼبدين‪.‬‬

‫المطلب االول‪ :‬تعريف عقد التسيير الحر المحل التجاري‪:‬‬

‫عرؼ اؼبشرع اعبزائرم التسيَت اغبر يف اؼبادة ‪ 203‬ؽ ت ج بأنو "كل عقد أك اتفاؽ يتنازؿ بواسطتها اؼبالك أك‬
‫اؼبستغل ﵀ل ذبارم عن كل أك جزء من التأجَت ؼبسَت بقصد استغاللو على عهدتو"‪.‬‬

‫فالتسيَت اغبر ىو عقد إجيار حقيقي كارد منقوؿ معنوم يتنازؿ دبقتضاه مالكا ﵀ل التجارم كليا عن استغالؿ ا﵀ل لفائدة‬
‫اؼبستأجر اؼبسَت الذم يستغل ا﵀ل التجارم باعتباره تاجرا غبسابو فيتحمل أخطاء كنتائج استغاللو مع دفع أجرة للمالك‬
‫اؼبؤجر‪ ،‬كيعترب ىذا التعاقد عمال ذباريا حبسب الشكل بالنسبة للمؤجر كاؼبستأجر على السواء ألف اؼبشرع أضحى الصفة‬
‫التجارية على كل العمليات الواردة على ا﵀ل التجارم طبقا للمادة ‪ 03‬من القانوف التجارم‪.‬‬

‫الفرع االول‪ :‬شروط انعقاد عقد التسيير الحر المحل التجاري كما سبقت اإلشارة فانو لبناء عقد التسيَت اغبر‪،‬‬
‫يقتضي األمر اجتماع ؾبموعة من الشركط تنقسم إىل شركط موضوعية عامة‪ ،‬تتمثل يف أركاف العقد إضافة إىل أخرل‬
‫خاصة تنطبق فقط على عقد التسيَت اغبر‪ ،‬جاء هبا اؼبشرع لغايات معينة‪ ،‬ضف إىل ذلك شركط شكلية جاءت تضفي‬
‫طابع األمهية كاػبطورة على العقد‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الشروط الموضوعية النعقاد التسيير الحر المحل التجاري تنقسم الشركط اؼبوضوعية النعقاد التسيَت اغبر إىل‬
‫شركط عامة‪ ،‬تعترب أركاف عقد التسيَت اغبر تتمثل يف الرضا‪ ،‬ا﵀ل‪ ،‬السبب كالشكلية‪ ،‬باعتبار العقد من الفئة اليت يشًتط‬
‫فيها ذلك‪ ،‬ىذه األخَتة سنتطرؼ ؽبا يف مطلب مستقل نظرا ألمهيتها‪.‬‬

‫‪ 1‬فرحة زراكم صاٌف‪ ،‬الكامل يف القانوف التجارم‪ ،‬ؿبل التجارم كاغبقوؽ الفكرية‪ ،‬القسم االكؿ‪ ،‬دار النشر كالتوزيع ابن خلدكف ‪ ،2008‬ص‪ ،218‬كما يليها‪،‬‬
‫مرجع سابق‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫التصرفات غٌر ناقلة لملكٌة المحل التجاري‪.‬‬ ‫الفصل الثانً‬

‫‪-1‬التراضي ‪:‬كل عقد مهما كاف يتطلب الًتاضي كركن أساسي فيو‪ ،‬ينحل العقد بانعدامو كالًتاضي يف عقد السيَت اغبر‬
‫ينصب على منفعة الشيء دكف ملكية ؼبدة زمنية معينة‪ ،‬كباعتبار ا﵀ل التجارم أك اغبريف مقاكلة ماؿ منقوؿ معنوم فاف‬
‫عقد اإلدارة اغبرة اعبارم عليو عقد إجاره منقوؿ خيضع للقواعد العامة كيرد الًتاضي بتبادؿ الطرفُت التعبَت عن إرادهتما‬
‫‪1‬‬
‫اؼبتطابقتُت من أجل أحداث أثر قانوين سليم من العيوب ا﵀ددة دبقتضى القواعد العامة‪.‬‬

‫‪- 2‬األىلية ‪ :‬يشًتط اؼبشرع اعبزائرم إلبراـ العقود أىلية األداء‪ ،‬كاليت ربدد ببلوغ العاقد سن التاسعة عشرة كاملة كقت‬
‫إبراـ العقد‪ .‬مع سبتعو بقواه العقلية كمل حيجر عليو حسب اؼبادة ‪ 40‬من ؽ ـ ج‪ ،‬كيكوف قابال لإلبطاؿ ؼبصلحة ناقصها‬
‫كيكوف باطال النعدامها‪.‬‬

‫اف عقد التسيَت اغبر عقد إجيار حقيقي كارد على منقوؿ معنوم كىو عمل ذبارم حبسب الشكل دبقتضى اؼبادة ‪ 03‬من‬
‫القانوف التجارم يربـ عقد التسيَت اغبر من طرؼ مالك ا﵀ل التجارم أك اؼبؤسسة اغبرفية أكمن طرؼ اؼبستغل على كبو‬
‫ما ىو كارد يف اؼبادة ‪203‬ؽ ت ج‪.‬‬

‫إف اؼبشرع اعبزائرم كيف ؾباؿ التجارة‪ ،‬جييز للقاصر اؼبرشد أف يقوـ ببعض التصرفات القانونية كفق اؼبادتُت اػبامسة‬
‫كالسادسة من القانوف التجارم‪ ،‬كبتفحصها ال قبد ما دبنع القاصر اؼبرشد من فبارسة تأجَت التسيَت‪ ،‬كىذا ما جيرنا إىل‬
‫القوؿ أف األىلية يف ؾباؿ االلتزامات التجارية تعترب شرط صحة‪ ،‬كعلى اعتبار أف عقد إلجيار ىومن أعماؿ اإلدارة‬
‫باستثناء إذا ذباكز تسع سنوات‪ ،‬كال يًتتب عليو خركج الشيء اؼبؤجر من ذمة مؤجره‪ ،‬كيف اغبقيقو كبصفة أخرل فإف‬
‫اؼبؤجر يًتؾ غَته ينتفع بالشيء أك بثماره مدة معينة‪ ،‬كعلى ىذا األساس ال يشًتط يف اؼبؤجر لكي يربـ العقد أف تكوف لو‬
‫‪2‬‬
‫أىلية التصرؼ‪ ،‬كإمنا تكفي أىلية اإلدارة ‪.‬‬

‫‪- 3‬المحل ‪ :‬ماداـ األمر يتعلق بعقد اإلجيار فإف ا﵀ل فيو مزدكج كعلى أساسو تنشا التزامات كحقوؽ على أطراؼ‬
‫العالقة يشًتط يف ا﵀ل أف يكوف فبكن غَت مستحيل‪ ،‬كمعُت كمشركع دبعٌت غَت ـبالف للنظاـ العاـ كاآلداب العامة ‪،‬‬
‫كقابل الستغالؿ كإال اعترب العقد باطل مطلقا ‪.‬‬

‫‪ 1‬إلياس ناصف‪ ،‬الكامل يف قانوف التجارة‪ ،‬اؼبؤسسة التجارية‪ ،‬ج‪ ،1‬عويدات للطباعة كالنشر ص ‪206‬‬
‫‪ 2‬فرحة زكاكم صاٌف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص (‪(285‬‬

‫‪55‬‬
‫التصرفات غٌر ناقلة لملكٌة المحل التجاري‪.‬‬ ‫الفصل الثانً‬

‫إف ؿبل التزاـ اؼبؤجر ىو اؼبنفعة اليت يلتزـ ىذا األخَت بتمكُت اؼبستأجر منها‪ ،‬كتتمثل اؼبنفعة اؼبرجوة يف ؿبل ذبارم جبميع‬
‫عناصره‪ ،‬أك مقاكلة حرفية موجودين بعقد التسيَت اغبر‪ ،‬أما ؿبل التزاـ اؼبستأجر ىو دفع األجرة أك بدؿ اإلجيار الذم‬
‫‪1‬‬
‫يشًتط فيو أف يكوف معُت أك قابل للتعنُت كفق القواعد العامة ‪ 470‬ؽ ـ ج‪.‬‬

‫‪-4‬السبب ‪ :‬البد للعقد من سبب على منهج النظرية اغبديثة كإال كاف باطال على كبو ما ىو مبُت يف اؼبادة ‪ 98‬من‬
‫القانوف اؼبدين‪ ،‬على اعتبار عدـ امكانية قبوؿ إبراـ عقد دكف سبب‪ ،‬كالذم يشًتط فيو أف يكوف مشركعا غَت ـبالف‬
‫للنظاـ العاـ كاآلداب العامة‪ ،‬كإال شاب العقد البطالف‪.‬‬

‫الشروط الشكلية النعقاد التسيير الحر المحل التجاري‪ :‬سبقت اإلشارة إىل كوف عقد تأجَت تسيَت ا﵀ل التجارم‬
‫يستلزـ إلبرامو باإلضافة إىل توافر الشركط العامة يف صبيع العقود توافر الشركط خاصة‪ ،‬كقد أعطى اؼبشرع اعبزائرم ؽبذا‬
‫العقد أمهية كبَتة كخاصة الشركط الشكلية حبيث رتب على ـبالقتها البطالف كبذلك يكوف اؼبشرع اعبزائرم قد أعطى‬
‫ضباية كافية لغَت اؼبتعاملُت مع اؼبسَت كمالك ا﵀ل التجارم‪.‬‬

‫‪-1‬إفراغ عقد التسيير الحر المحل التجاري في القالب الرسمي ‪ :‬إف عقد التسيَت اغبر يعترب من أىم العقود‬
‫اػباضعة للشكل الرظبي ربت طائلة البطالف ‪ ،‬كعلى ىذا األساس يعترب من أىم ؾباالت تدخل اؼبوثق بصفتو ضابط‬
‫عمومي‪ ،‬كقد حظيت الرظبية اؼبشًتطة مىت كاف من اؼبقرر قانونا أف عقد إجيار التسيَت يربـ يف شكل رظبي‪ ،‬كينشر خالؿ‬
‫طبسة عشر يوما من تارخيو مىت كاف من اؼبقرر قانونا أف اؼبشرع نظم أحكاـ التسيَت اغبر أك تأجَت التسيَت يف أحكاـ اؼبادة‬
‫‪ 203‬من القانوف التجارم كما بعدىا‪ ،‬كما نظم كل العقود كالتصرفات اليت ىي من طبيعة ذبارية كإذا اختلف األطراؼ‬
‫حوؿ ربديد طبيعة تكييف العقد إذ أحدمها يكيفو على أساس أنو تسيَت حر‪ ،‬يف حُت أف ‪ ،‬كلعل اغبكمة من اشًتاط‬
‫الشكلية‪ ،‬اآلخر ينازعو يف ذلك باعتبار إف العقد مل يفرغ يف الشكل الرظبي (الرظبية) يف عقد التسيَت ىي رغبة اؼبشرع يف‬
‫إبراز خطورة التصرؼ الذم يطوم عليو إجيار ا﵀ل التجارم كما تشًتط اؼبادة‪ 203‬ذبارم فإنو من اؼبتعُت على قضاة‬
‫اؼبوضوع البحث يف ىذه اؼبسألة القانونية األساسية اليت يتوقف عليها مصَت النزاع ذلك بتحديد طبيعة العقد كتكيفو‬
‫القانوين ليتمكن اجمللس األعلى من مراقبة مدل تطبيق القانوف كقد كرد أيضا يف نص اؼبادة ‪ 63‬من القانوف رقم‪91‬‬
‫اؼبتعلق بقانوف اؼبالية ما يلي‪ :‬دينع مفتشو التسجيل من القياـ بإجراء تسجيل العقود العرفية اؼبتضمنة نقل ملكية أك حقوؽ‬

‫‪ 1‬ؿبمد معاصمي‪ ،‬اعبوانب العقابية لعقد تأجَت التسيَت كالتسيَت اغبر كاثاره القانونية‪ ،‬ج‪ ،1‬ؾبلة اؼبوثق‪ ،‬اؿ عدد‪ ،2‬مارس ‪1998‬‬

‫‪56‬‬
‫التصرفات غٌر ناقلة لملكٌة المحل التجاري‪.‬‬ ‫الفصل الثانً‬

‫عقارية‪ ،‬ا﵀الت التجارية أك الصناعية أككل عنصر بكوهنا التنازؿ عن األسهم كاغبصص يف الشركات التجارية اإلجيارات‬
‫‪1‬‬
‫التجارية‪ ،‬إدارة ا﵀الت التجارية أك اؼبؤسسات الصناعية‪ ،‬العقود التأسيسية أك التعديلية للشركات ‪.‬‬

‫‪ -2‬نشر عقد التسيير الحر المحل التجاري‪ :‬تنص اؼبادة ‪ 203‬من القانوف التجارم "كحيرر كل عقد تسيَت يف‬
‫شكل رظبي كينشر خالؿ طبسة عشرة يوما من تارخيو على شكل مستخرج أك إعالف يف ج ر‪ ،‬كفضال عن ذلك يف‬
‫جريدة ـبتصة باإلعالنات القانونية "‪ ،‬كبتفحص اؼبواد من ‪ 203‬إىل ‪ 214‬من القانوف التجارم اؼبنظمة لعقد التسيَت‬
‫اغبر‪ ،‬ال قبد أم نص حبدد مضموف النشر يف النشرة الرظبية لإلعالنات القانونية خالؼ ما ىو كارد بالنسبة لبيع ا﵀ل‬
‫التجارم‪ ،‬كالذم جبب أف يشتمل ربت طائلة البطالف على تواريخ كمقادير التحصيل كرقمو أكيف حالة التصريح البسيط‬
‫على تاريخ كرقم اإليصاؿ اػباص هبذا التصريح‪.‬‬

‫كاإلشارة يف اغبالتُت إىل اؼبكتب الذم سبت فيو ىذه العمليات كيذكر باإلضافة إىل ذلك تاريخ العقد كاسم كل من اؼبالك‬
‫اعبديد كاؼبالك السابق كلقبو كعنوانو كنوع ا﵀ل التجارم كمركزه كالثمن اؼبشركط دبا فيو التكاليف أك التقديرات اؼبستعملة‬
‫كقاعدة الستفاء حقوؽ التسجيل كبياف اؼبهلة ا﵀ددة فيما بعد اؼبعارضات كاختبار اؼبوطن يف دائرة اختصاص كعلى ىذا‬
‫األساس فإف اؽبدؼ من اإلشهار ىو اطالع الغَت على ؿبتول كافة العمليات الواقعة على حىت يتجنبوف الغلط حوؿ‬
‫اؼبستغ ل اغبقيقي للمحل التجارم إضافة ايل إحاطة الدائنُت ا﵀ل التجارم دبختلف العمليات الواردة على ا﵀ل التجارم‬
‫باعتباره الضماف األساسي كاعبوىرم ؽبم‪ ،‬ؼبا لو دكر يف تعزيز االئتماف ‪.‬‬

‫ذبدر اؼبالحظة يف األخَت أف عقد التسيَت اغبر خيضع إلجراءات التسجيل لدل مفتشية الضرائب اؼبتعددة الواقع دبقرىا‬
‫‪2‬‬
‫مكتب التوثيق الذم حرر فيو العقد‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الطبيعة القانونية إليجار التسيير المحل التجاري الطبيعة القانونية إلجيار التسيَت أهنا عقد إجيار ؼباؿ‬
‫منقوؿ معنوم دبقتضاه يتناكؿ صاحب ا﵀ل التجارم كليا كجزئيا عن استغالؿ ا﵀ل لفائدة اؼبستأجر الذم يستغل ا﵀ل‬
‫التجارم باعتباره تاجر غبسابو‪ ،‬كما بتحمل أخطار كنتائج االستغالؿ مع دفع مقابل للمؤجر مالك ا﵀ل التجارم ‪،‬كنظرا‬
‫ألمهية كخصوصية ىذا العقد ‪،‬فإف اؼبشرع مل يًتؾ تنظيمو ألحكاـ القواعد العامة‪ ،‬كال ألحكاـ إجيار العقارات من أجل‬
‫النشاط التجارم‪ ،‬كنظمو بأحكاـ خاصة جاءت يف الباب الثالث من الكتاب الثاين من القانوف التجارم اعبزائرم ربت‬
‫عنواف " التسيَت اغبر أك تأجَت التسيَت" كخصص لو اؼبشرع اعبزائرم يف ىذا الباب اؼبواد من ‪ 203‬إىل ‪.214‬‬

‫‪ 1‬راجع‪ :‬القانوف رقم ‪ 91/25‬اؼبؤرخ يف ‪ 1991/12/16‬قانوف اؼبالية لسنة ‪1992‬‬


‫‪2‬فرحة زكاكم صاٌف‪ ،‬الكامل يف القانوف التجارم‪ ،‬السجل التجارم‪ ،‬ص ‪255-254‬‬

‫‪57‬‬
‫التصرفات غٌر ناقلة لملكٌة المحل التجاري‪.‬‬ ‫الفصل الثانً‬

‫كقد قضت ا﵀كمة العليا خبصوصية كذاتية النظاـ القانوين للتسيَت اغبر اؼبختلف عن إجيار العقارات من أجل فبارسة‬
‫التجارة كذلك يف قرار ؽبا صدر يف ‪ 1997/03/18‬حيث جاء يف ملخص ىذا القرار أنو" من الثابت قانونا أف التنبيو‬
‫باإلخالء ال يكوف إال يف اإلجيار"‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اثار التسيير الحر المحل التجاري‬

‫يتضح من نص اؼبادة ‪ 212‬ؽ ت ج‪ .‬أف اؼبشرع اعبزائرم رتب البطالف ؼبخالفة الشركط عقد التسيَت اغبر دبا‬
‫فيها الشركط الشكلية‪ ،‬كالبطالف ىو اعبزاء الذم فرضو القانوف على عدػ توافر ركن من أركاف العقد أك شرط من شركط‬
‫صحتو كىو عبارة عن انعداـ أثر العقد بالنسبة للمتعاقدين ككذا بالنسبة إىل الغَت‪.1‬‬

‫حقوؽ والتزامات المؤجر في المحل التجاري إف أكؿ أثر تًتتب على اؼبؤجر ىو فقدانو صفة التاجر‪ ،‬دبجرد انعقاد‬
‫العقد‪ ،‬إال إذا بقي يس تغل ؿبل ذبارم آخر‪ ،‬كعلى النقيض من ذلك فاؼبستأجر اؼبسَت يصبح تاجرا أك حرفيا إذا تعلق‬
‫األمر دبؤسسة ذات طابع حريف بدكف أف يكوف مالكا للمحل‪ ،‬أك اؼبؤسسة اغبرفية ‪.‬‬

‫إف االلتزامات كاغبقوؽ تًتتب دبجرد انعقاد العقد كال دخل لشهر عملية اإلجيار ىذه يف ذلك‪ ،‬كمن أىم االلتزامات‬
‫الواقعة على اؼبؤجر‪.‬‬

‫‪-1‬تسليم المحل التجاري ‪ :‬إف اؼبؤجر ملزـ بتسليم العُت اؼبؤجرة إىل اؼبستأجر اؼبسَت جبميع مشتمالهتا كمستلزماهتا‬
‫اؼبتفق عليها يف العقد ‪،‬قصد سبكينو من االنتفاع هبا ‪،‬كالواقع العلمي أظهر أف الطرفُت حيرراف كشف بالعتاد اؼبؤجر مادة‬
‫دباد ة ككذا العالمات كاؼبهارات الفنية قصد إغباقها بأصل العقد ككل إخالؿ هبذه االلتزامات اؼبتفق عليها يًتتب عنو فسخ‬
‫العقد حسب القواعد العامة اؼبادة ‪ 476‬ؽ ـ ج‪ ،‬كإذا استلزـ األمر إصدار رخصة إدارية الستغالؿ ا﵀ل التجارم أك‬
‫اؼبؤسسة اغبرفية كجب على اؼبؤجر السعي إىل اغبصوؿ عليها كربويلها لفائدة اؼبستأجر اؼبسَت‪ ،‬غَت أف البضائع تكوف ؿبل‬
‫اتفاقية مستقلة‪ ،‬فقد يتم االتفاؽ على بيعها للمستأجر اؼبسَت‪ ،‬كقد يتم االتفاؽ على إرجاعها عبنا أك مشاهبا عند هناية‬
‫العقد‪.‬‬

‫‪-2‬ضمان االستغالل الهادئ وعدم التعرض‪ :‬كفحول ىذا االلتزاـ ىو امتناع اؼبؤجر عن القياـ بأم عمل من شأنو‬
‫عرقلة انتفاع اؼبستأجر طبقا لبنود العقد كخاصة منها عدـ منافسة اؼبستأجر‪ ،‬كما يضمن اؼبؤجر أيضا كل تعرض قانوين‬
‫صادر منو شخصيا أكمن الغَت ككذا سالمة ا﵀ل التجارم أك اؼبؤسسة اغبرفية من العيوب‪.‬‬

‫‪1‬العريب بلحاج‪ :‬نظرية العقد يف القانوف اؼبدين اعبزائرم‪ ،‬ديواف اؼبطبوعات اعبامعية‪ ،‬اعبزائر ‪ ،2015،‬ص ‪328.‬‬

‫‪58‬‬
‫التصرفات غٌر ناقلة لملكٌة المحل التجاري‪.‬‬ ‫الفصل الثانً‬

‫‪-3‬القيد أو تعديل القيد في السجل التجاري ‪:‬يلتزـ اؼبؤجر إما بتسجيل نفسو يف السجل التجارم‪ ،‬أك تعديل قيده‬
‫اػباص مع بياف تأجَت التسيَت قصد إعالـ الغَت كاطالعو على الوضعية القانونية اغبالية للمحل أك اؼبؤسسة اغبرفية من‬
‫ناحية االستغالؿ‪.‬‬

‫‪-4‬أعمال الصيانة ‪:‬على اؼبؤجر التزاـ آخر يتمثل يف صيانة العُت اؼبؤجرة كذلك بالقياـ جبميع الًتميمات الضركرية دكف‬
‫تلك اػباصة باؼبستأجر ما مل يوجد اتفاؽ يقضي خبالؼ ذلك‪ ،‬كعند عدـ التزامو بذلك بعد إعذاره جاز للمستأجر أف‬
‫حيصل على إذف من ا﵀كمة للقياـ بذلك على نفقة اؼبؤجر‪.1‬‬

‫التزامات المستأجر المسير على غرار المؤجر المحل التجاري‪ :‬تًتتب على عاتق اؼبستأجر اؼبسَت دبقتضى العقد‬
‫التزامات كحقوؽ‪ ،‬كتتمثل أىم االلتزامات الواقعة على اؼبستأجر اؼبسَت يف‪:‬‬

‫‪-1‬المحافظة على العين المؤجرة ‪ :‬من اؼبنطقي أف اؼبستأجر هبدؼ من خالؿ عقد التسيَت اغبر إىل جٍت فائدة كبالتايل‬
‫جيب على اؼبسَت تعريض ا﵀ل أك اؼبؤسسة اغبرفية للخطر حسب مقتضيات اؼبادة ‪ 495‬ؽ ـ ج اغبر استغالؿ ا﵀ل أك‬
‫اؼبؤسسة اغبرفية كاالعتناء هبما باذال يف ذلك عناية الرجل العادم كعليو يلتزـ بعدـ اإلتياف بأم عمل من شأنو أف يقلل‬
‫من قيمة العُت اؼبؤجرة‪ ،‬مثل عدـ الصدؽ كعدـ األمانة ‪ ....‬كـبتلف اؼبمارسات الطفيلية اليت تقلل من تردد العمالء كفق‬
‫اؼبقصد اؼبؤجر ألجلو‪ ،‬حبيث حيظر عليو تغيَت نشاط ا﵀ل كال جبوز لو تأجَت ا﵀ل من الباطن إال دبوافقة اؼبؤجر‪.2‬‬

‫‪- 2‬دفع بدل اإليجار ‪ :‬سبثل األجرة بدؿ اإلجيار يف عقد التسيَت اغبر‪ ،‬كتكوف عادة مبلغ من النقود متفق عليو يف‬
‫ال عقد‪ ،‬كما قد تكوف نسبة من رقم األعماؿ أك نسبة من األرباح قابلة للمراجعة‪ ،‬كتدفع يف الوقت اؼبتفق عليو أك اآلجاؿ‬
‫اؼبعموؿ هبا حسب مقتضيات اؼبادة ‪ 498‬ؽ ـ ج مع جواز مراجعتها كل ثالث سنوات‪.‬‬

‫‪-3‬حرمان التنازل عن اإليجار ‪:‬ؼبا كانت شخصية اؼبستأجر اؼبسَت ؿبل اعتبار دبا يتصف بو من خربة تكوف ؿبل ثقة‬
‫اؼبؤجر فإنو ال جيوز لو التنازؿ عن إجيار ا﵀ل أك تأجَته من الباطن إىل الغَت إال دبوافقة اؼبؤجر أك نص يف عقد التسيَت‬
‫يسمح لو بالتأجَت الكلي أك اعبزئي من الباطن ‪.‬‬

‫‪1‬مربكؾ مقدـ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪97‬‬


‫‪2‬حواسي سعيد‪ ،‬عقد إجيار التسيَت ا﵀ل التجارم يف التقنُت التجارم اعبزائرم‪ ،‬مذكرة نيل شهادة ماسًت يف القانوف‪ ،‬كلية اغبقوؽ‪ ،‬زبصص عقود كمسؤكلية‪،‬‬
‫جامعة أكلي ؿبند أكغباج البويرة‪ ،‬اعبزائر‪ 2013 ،‬ص ‪70.‬‬

‫‪59‬‬
‫التصرفات غٌر ناقلة لملكٌة المحل التجاري‪.‬‬ ‫الفصل الثانً‬

‫كلعل اغبكمة من تقرير ىذا اغبظر ىو ضباية اؼبتجر من أف يقع يف يد غَت أمينة تسيئ اليو األمر الذم يؤثر بدكره على‬
‫‪1‬‬
‫اؼبالك االصلي‪.‬‬

‫‪ 1‬أضبد ؿبرز‪ ،‬اؼبرجع السابق‪ ،‬ص ‪167‬‬

‫‪60‬‬
‫ي‬
‫الخاتمة‬

‫خاتمة‬
‫كيف خاسبة حبثنا ىذا نستخلص أف التصرفات اليت ترد على ا﵀ل التجػارم تنقسػم إىل نوعُت حيث أف النوع األكؿ منها‬
‫‪.‬‬ ‫يرد على ملكية ا﵀ل التجارم أين يتم نقل ىذه اؼبلكية سواء بالبيع أك تقدمي ا﵀ل كحصة يف الشركة‬

‫فبيع ا﵀ل التجارم لو خصائص سبيزه عن باقي البيوع حيث فرض اؼبشرع إفراغو يف شكل رظبي كاشًتط زيادة على‬
‫ذلك قيده يف السجل التجارم إلشهاره كإعالـ الغَت دبا كرد عليو كدبا أف ا﵀ل التجارم ماؿ معنوم منقوؿ فاف الرظبية ترد‬
‫عليو ككل كيشػًتط القياـ دبا أكجب و القانوف يف حاؿ نقل ملكية العناصر اؼبكونة للمحل ‪ ،‬كيلتزـ بػائع ا﵀ػل التجارم‬
‫بتسليمو كبإعالـ اؼبشًتم بكل ما يتعلق بو من حقوؽ كديوف مًتتبة عليػو كيلتػزـ بعدـ منافسة اؼبشًتم زيادة عن‬
‫االلتزامات اليت تفرضها القواعد العامة يف عقد البيع مػن التزاـ بضماف االستحقاؽ كيلتزـ اؼبشًتم بدفع الثمن كاستالـ‬
‫ا﵀ل التجارم كيكوف للغيػر كباػبصوص دائٍت البائع اغبق يف اؼبعارضة يف دفع شبن ا﵀ل للبائع حىت يتحدد مصػَت ديونو‬
‫كؽبم اؼبزايدة على اؼبشًتم بالسدس إذا كاف شبن البيع ال ديثل القيمة اغبقيقية للمحل ‪.‬‬

‫كالتصرؼ الثاين الذم يرد على ملكية ا﵀ل التجارم ىو اؼبساىم بو كحصػة فػي رأظباؿ شركة كلتحقيق ىذه كجب‬
‫استيفاء الشركط الشكلية اليت فرضها القانوف حيث أف ىذا التقدمي يتم بشكل رظبي يف عقد تأسيس الشركة كيتطلب‬
‫الشهر يف قيده يف السجل التجػارم كعلى الشركة حفاظا منها على حقوؽ باقي الشركاء أف تقوـ بتقدمي قيمة ا﵀ػل‬
‫التجػارم ؼبعرفة ما ديكن أف ديثلو من نسبة يف رأظباؽبا كتقع على عاتق مقػدـ ا﵀ػل التجػارم كحصة يف شركة من‬
‫االلتزامات ما يقع على عاتق بائع ا﵀ػل التجػارم إذا كػاف تقػدمي اغبصة قد مت على سبيل التمليك أما إذا كاف على سبيل‬
‫االنتفاع فاف التزامات مؤجر ا﵀ػل التجارم كما تلتزـ الشركة اذباه الدائنُت إذا قبلت با﵀ل التجػارم كؽبػؤالء اغبػق فػي‬
‫‪ .‬أما النوع الثاين من‬ ‫االعًتاض على تقدديو كحصة يف الشركة إذا كاف الضماف العاـ ؼبقػدـ اغبصػة ال يفػي حبقوقهم‬
‫التصرفات الواردة على ا﵀ل التجارم فهي التصرفات اليت ترد على استغاللو فصاحب ا﵀ل التجارم دبا أف لو حق ملكية‬
‫عليو فػاف بإمكانػو أف ديػنح شخص آخر حق استغالؿ ا﵀ل التجارم مقابل مبلغ معُت يتقاضاه منو كحق االستغالؿ ىذا‬
‫قد يكوف استغالال حرا ما يعرب عنو بتأجَت التسيَت ففي ىذه اغبالة يكوف اؼبػؤجر بالتسػيَت كاؼبستأجر يستغل ا﵀ل غبسابو‬
‫اػباص كيتحمل نتيجة تسيَته من ربح كخسارة حيػث أف ىذا العقد ىو عقد ذبارم يلتزـ فيو صاحب ا﵀ل بتسليم ا﵀ل‬
‫بعناصره اؼبكونة لو كديػنح اؼبسَت كل التسهيالت كالرخص اليت سبكنو من استغاللو كيضمن لو عدـ اؼبنافسػة كعػدـ التعرض‬
‫ك االستحقاؽ بينما يلتزـ اؼبسَت با﵀افظة على ا﵀ل التجػارم بعنايػة الرجػل اغبريص كبدفع بدؿ اإلجيار كما يعد مستأجر‬
‫من الباطن للعقار الذم يتم اسػتغالؿ ا﵀ػل التجارم فيو ‪ ،‬كينقضي اإلجيار بوفاة اؼبستأجر كانتهاء مدة اإلجيار كىالؾ‬
‫‪62‬‬
‫الخاتمة‬

‫ا﵀ل التجػارم كما ديكن لصاحب ا﵀ل التجارم أف يقوـ برىنو كضماف لديونو كىذا الرىن يكػوف رىنػا حيازيا من طبيعة‬
‫خاصة حيث ال يرد إال على االسم التجارم كخاصية االتصػاؿ بػالعمالء كاألثاث كاألدكات اؼبستعملة يف ا﵀ل كال يرد‬
‫على السلع كاشًتط اؼبشرع أيضا يف رىن ا﵀ل التجارم رىنا حيازيا أف يفرغ يف شكل رظبي كلن يتم إشهاره كىذا العمل‬
‫يكوف بدؿ اغبيازة اؼبشًتطة يف الرىن اغبيازم حيث أف العناصر اؼبعنوية ديكن حيازهتػا ككضػع األثاث كاألدكات يف حوزة‬
‫الدائن اؼبرهتن يعطل عمل ا﵀ل التجارم ‪ ،‬كينفذ الػرىن مػن تاريخ قيده يف السجل التجارم كإشهاره إلعالـ الغَت ‪،‬‬
‫كينقضي الػرىن بانقضػاء الػدين اؼبضموف أك بارباد الذمة أك هبالؾ ا﵀ل كال جيوز للراىن سبلك ا﵀ل التجارم يف حػاؿ عدـ‬
‫سداد دينو يف اجلو بل انو يستويف يف حقو من شبن بيع ا﵀ل التجارم باؼبزاد العلنػي فبا جيعل رىن ا﵀ل التجارم اقرب إىل‬
‫الرىن الرظبي منو إىل الرىن اغبيازم اؼبعركؼ يف القانوف اؼبدين‬

‫‪63‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬

‫‪– 01‬اغبديث الشريف‪ :‬كتاب اؽببات‪ ،‬رقم اغبديث ‪11946‬‬

‫‪- 02‬الكتب‪:‬‬

‫‪ ‬زىَتة جياليل عبد القادر قيسي‪ :‬تأجَت ا﵀ل التجارم (دراسة مقارنة)‪ ،‬الطبعة األكىل‪ ،‬دار الراية للنشر كالتوزيع‪،‬‬
‫عماف‪.2011،‬‬

‫‪ ‬كأمراف الصاغبي‪ :‬بيع ا﵀ل التجارم يف التشريع اؼبقارف‪ ،‬مكتبة دار الثقافة للنشر كالتوزيع‪ ،‬عماف‪،1998 ،‬‬
‫ط‪.1‬‬

‫‪ ‬ىاين دكيدار‪ :‬القانوف التجارم‪( ،‬التنظيم القانوين للتجارة‪ ،‬اؼبلكية التجارية كالصناعية‪ ،‬الشركات التجارم)‪،‬‬
‫منشورات اغبليب اغبقوقية‪ ،‬بَتكت‪ 2008،‬ط‪.1،‬‬

‫‪ ‬نسرين شريفي‪ :‬األعماؿ التجارية‪ ،‬التاجر‪ ،‬ا﵀ل التجارم‪ ،‬دار بلقيس للنشر‪ ،‬الطبعة األكىل‪ ،‬اعبزائر‪.2013 ،‬‬

‫‪ ‬عبد القادر البقَتات‪ :‬مبادئ القانوف التجارم‪ ،‬األعماؿ التجارية التاجر‪ ،‬نظرية التاجر كا﵀ل التجارم‪.‬‬

‫‪ ‬عبد القادر حسُت العطَت‪ :‬الوسيط يف شرح القانوف التجارم‪ ،‬االعماؿ التجارية حبسب الشكل‪ ،‬دار الثقافة‬
‫للنشر كالتوزيع‪.‬‬

‫‪ ‬لػطػػفي ؿبمد الصاٌف قادرم‪" :‬الشكلية فػي بيع ا﵀ل التجارم"‪ ،‬ؾبلة الواحات للبحوث كالد دارسات‪ ،‬العدد‬
‫‪ 10،‬جامعة غرداية‪.2010، ،‬‬

‫‪ ‬عمار عمورة‪ :‬شرح القانوف التجارم اعبزائرم‪ ،‬األعماؿ التجارية‪-‬التاجر‪-‬الشركات التجارية‪ ،‬دار اؼبعرفة‪ ،‬اعبزائر‪،‬‬
‫‪.282‬‬

‫‪ ‬مصطفى كماؿ طو‪ :‬أساسيات القانوف التجارم اعبزائرم (دراسة مقارنة)‪ ،‬ط‪ ،1‬منشورات اغبليب اغبقوقية‪،‬‬
‫بَتكت‪ ،‬لبناف‪ ،2006 ،‬ص‪422‬‬

‫‪ ‬أضبد بلودنُت‪ :‬اؼبختصر يف القانوف التجارم اعبزائرم‪ ،‬ط‪ 1،‬دار بلقيس‪ ،‬اعبزائر‪.2011، ،‬‬

‫‪64‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫‪ ‬بدراف أبو العنُت بدراف‪ ،‬اؼبواريث كالوصية كاؽببة يف الشريعة االسالمية كالقانوف‪ ،‬مؤسسة شباب اعبامعية‪ ،‬ص‬
‫‪215.‬‬

‫‪ ‬قدـ مربكؾ‪ :‬ا﵀ل التجارم‪ ،‬ط‪ ،2‬دار ىومة‪ ،‬اعبزائر‪.2009 ،‬‬

‫‪ ‬ضبد ؿبرز‪ :‬القانوف التجارم‪ ،‬ج‪(1‬نظرية األعماؿ التجارية‪ ،‬صفة التاجر‪ ،‬الدفاتر التجارية‪-‬ا﵀ل التجارم (د ط‬
‫‪ ،25‬دار النهضة العربية‪ ،‬اعبزائر‪ ،‬د س ف‪.‬‬

‫‪ ‬عبد الرازؽ أضبد السنهورم‪ ،‬الوسيط يف شرح القانوف اؼبدين‪ ،‬ج ‪ ،1‬مصادر االلتزاـ‪ ،‬ط ‪ ،3‬دار النهضة العربية‪،‬‬
‫‪ 48‬القاىرة ‪.1981‬‬

‫‪ ‬إلياس ناصف الكامل يف قانوف التجارة‪ ،‬اؼبؤسسة التجارية‪ ،‬عويدات للطباعة كالنشر‪.‬‬

‫‪ ‬فرحة زكاكم صاٌف‪ ،‬ا﵀ل التجارم‪ ،‬القسم االكؿ‪ ،‬دار ابن خلدكف‪.‬‬

‫‪ ‬ؿبمد معاصمي‪ ،‬اعبوانب العقابية لعقد تأجَت التسيَت كالتسيَت اغبر كاثاره القانونية‪ ،‬ؾبلة اؼبوثق‪ ،‬اؿ عدد‪،2‬‬
‫مارس ‪1998‬‬

‫‪ ‬فرحة زكاكم صاٌف‪ ،‬الكامل يف القانوف التجارم‪ ،‬السجل التجارم‪.‬‬

‫‪ ‬على فتاؾ‪ ،‬مبسوط القانوف التجارم اعبزائرم (يف مقدمة القانوف التجارم – نظرية األعماؿ التجارية)‪ ،‬ابن‬
‫خلدكف للنشر كالتوزيع‪.2004 ،‬‬

‫‪ ‬عصاـ حنفي ؿبمود‪ ،‬القانوف التجارم‪ ،‬ج‪ ،1‬اصدارات كلية اغبقوؽ‪ ،‬جامعة بنها‪ ،‬مصر‪.‬‬

‫‪ ‬مصطفى كماؿ طو‪ ،‬النظرية العامة للقانوف التجارم‪ ،‬دار اؼبطبوعات اعبامعية كلية اغبقوؽ‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مصر‪.‬‬

‫‪ ‬مقدـ مربكؾ‪ ،‬ا﵀ل التجارم‪ ،‬دار ىومة للطباعة كالنشر كالتوزيع‪.2007،‬‬

‫‪ ‬أضبد ؿبرز‪ ،‬القانوف التجارم اعبزائرم‪ ،‬ديواف اؼبطبوعات اعبامعية اعبزائرم‪.1980،‬‬

‫‪ ‬مصطفى كماؿ طو كأنور كائل بندؽ‪ ،‬أصوؿ القانوف اعبزائرم‪ ،‬دار الفكر اعبامعي للنشر كالتوزيع‪.2013،‬‬

‫‪65‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫‪ ‬فرحة زراكم صاٌف‪ ،‬الكامل يف القانوف التجارم‪ ،‬ؿبل التجارم كاغبقوؽ الفكرية‪ ،‬القسم االكؿ‪ ،‬دار النشر‬
‫كالتوزيع ابن خلدكف ‪.2008‬‬

‫‪ ‬فريدة ؿبمدم‪ ،‬عقد اإلجيار‪ ،‬ؿباضرات سنة ثالثة حقوؽ‪ ،‬كلية اغبقوؽ بن عكنوف‪.2009-2008 ،‬‬

‫‪ ‬رمضاف أبو السعود‪ ،‬اؼبوجز يف عقد اإلجيار‪ ،‬منشأة اؼبعارؼ باإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،‬سنة ‪.2016‬‬

‫‪ ‬عبد اغبميد الشواريب‪ ،‬أحكاـ عقد اإلجيار كفقا للقواعد العامة للقانوف اؼبدين‪ ،‬منشأة اؼبعارؼ باإلسكندرية سنة‬
‫‪.2009‬‬

‫‪ ‬ؿبمد حسن قاسم‪ ،‬العقود اؼبسماة (البيع‪ ،‬التأمُت‪-‬اإلجيار)‪ ،‬بدكف طبعة‪ ،‬منشورات اغبليب اغبقوقية‪ ،‬بَتكت‪-‬‬
‫سنة ‪.2014‬‬

‫‪ ‬علي ىادم العبيدم‪ ،‬العقود اؼبسماة البيع كاإلجيار‪ ،‬بدكف طبعة‪ ،‬دار الثقافة للنشر كالتوزيع‪ ،‬سنة ‪.2015‬‬

‫‪ ‬أضبد إبراىيم حسن قدادة‪ :‬الوجيز يف شرح ؽ ـ ج‪ ،‬عقد بيع‪ ،‬ط ‪ 4،‬ديواف اؼبطبوعات اعبامعية‪ ،‬اعبزائر‪،‬‬
‫‪1996.،‬‬

‫‪ ‬ؿبمد أضبد بن تقية‪ ،‬دارسة عن اؽببة يف قانوف األسرة اعبزائرم‪ ،‬مقارنة بأحكاـ الشريعة اإلسالمية كالقانوف اؼبدين‬

‫‪ ‬بار صبيلة‪" :‬قراءة يف نص اؼبادة ‪ 211‬من قانوف األسرة اعبزائرم بُت حرفية النص كحتمية التفسَت"‪ ،‬ؾبلة أفاؽ‬
‫علمية‪ ،‬اجمللد‪ 11،‬العدد‪ 04،‬جامعة طبيس مليانة‪.2019 ،‬‬

‫‪-03 ‬الرسائل والمذكرات‪:‬‬

‫‪ ‬زىية ربيع‪ :‬فاعلية الضماف غبماية اؼبشًتم يف ضوء القانوف اؼبدين‪ ،‬أطركحة لنيل شهادة دكتور اه يف العلوـ‪،‬‬
‫زبصص قانوف‪ ،‬كلية اغبقوؽ كالعلوـ السياسية‪ ،‬قسم اغبقوؽ‪ ،‬جامعة مولود معمرم تيزم كزكك‪.‬‬

‫‪ ‬قوؽ أـ اػبَت‪ ،‬أحكاـ بيع ا﵀ل التجارم‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة اؼباجستَت‪ ،‬فرع قانوف اػباص‪ ،‬قسم اغبقوؽ‪ ،‬بكلية‬
‫اغبقوؽ‪ ،‬جامعة اعبزائر‪ ،‬سنة‪.1996،‬‬

‫‪ ‬لػطػيػفػة دحػمػانػي‪ :‬الػشػكػلػيػة فػي مػادة الػعػقػود الػمػدنػيػة‪ ،‬مػذكػرة لػنػيل شهادة اؼباجستَت يف القانوف اػباص‪ ،‬إشراؼ‬
‫د‪ /‬كحلولو ؿبمد‪ ،‬جامعة أيب بكر بالقايد –تلمساف‪.2002-2003، ،‬‬
‫‪66‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫‪ ‬كىيبة عاشورم‪ :‬تقدمي ا﵀ل التجارم كحصة يف شركة اؼبسامهة‪ ،‬مذكرة مكملة مقدمة لنيل شهادة اؼباجستَت يف‬
‫القانوف اػباص‪ ،‬كلية اغبقوؽ‪ ،‬جامعة ؿبمد اؼبُت دباغُت‪ ،‬سطيف‪2016-2015 ،‬‬

‫‪ ‬عبد القادر ضبر ال عُت‪ :‬تأسيس شركة اؼبسامهة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة اؼباجستَت‪ ،‬فرع القانوف اػباص‪ ،‬كلية اغبقوؽ‪،‬‬
‫جامعة‪ ،‬اعبزائر‪.2006-2005 ،‬‬

‫‪ ‬اـ اػبَت قوؽ‪ ،‬احكاـ عقد بيع ا﵀ل التجارم‪ ،‬رسالة لنيل شهادة اؼباجستَت‪ ،‬كلية اغبقوؽ‪ ،‬جامعة اعبزائر‪،‬‬
‫‪.2006-2005‬‬

‫‪ ‬ضبودة مربككة‪ :‬عقد بيع التجارم‪ ،‬مذكرة االستكماؿ متطلبات شهادة الليسانس أكادديي‪ ،‬اؼبيداف حقوؽ كعلوـ‬
‫سياسية‪ 26 ،‬زبصص قانوف خاص‪ ،‬كلية اغبقوؽ كالعلوـ السياسية‪ ،‬جامعة قاصدم مرباح كرقلة‪-2013 ،‬‬
‫‪.2014‬‬

‫‪-04‬النصوص القانونية‪:‬‬

‫‪ ‬األمر ‪ 59 – 75‬اؼبؤرخ يف ‪ 26‬سبتمرب ‪ 1975‬اؼبتضمن القانوف التجارم‪ ،‬اعبريدة الرظبية اعبمهورية اعبزائرية‬
‫الدديوقراطية الشعبية‪ ،‬اؿ عدد‪ ،36‬اؼبعدؿ كاؼبتمم‪.‬‬

‫‪ ‬القانوف ‪02-06‬اؼبؤرخ يف ‪20‬فيفرم‪ ،2006‬اؼبتضمن تنظيم مهنة اؼبوثق‪ ،‬اعبريدة الرظبية اعبمهورية اعبزائرية‪،‬‬
‫عدد‪ ،14‬صادر سنة ‪2006‬‬

‫‪ ‬اؼبعدؿ كاؼبتمم دبوجب القانوف ‪ 20-15‬اؼبؤرخ يف ‪ 30‬ديسمرب ‪ ،2015‬ج ر ج ج‪ ،‬العدد ‪ ،101‬صدر يف‬
‫‪ 19‬ديسمرب ‪.1975‬‬

‫‪ ‬القانوف رقم ‪ 11/84‬مؤرخ يف ‪ 12‬جواف ‪ ،1984‬يتضمن قانوف األسرة‪ ،‬اعبريدة الرظبية‪ .‬عدد ‪ 24‬لسنة‬
‫‪ ،1984‬اؼبعدؿ كاؼبتمم‪.‬‬

‫‪ ‬قانوف ‪ 05-07‬اؼبتضمن القانوف اؼبدين اؼبعدؿ كاؼبتمم جريدة رظبية العدد ‪ 78‬اؼبؤرخة يف ‪.1975/09/30‬‬

‫‪ ‬اؼبرسوـ التشريعي رقم ‪ 03/93‬اؼبتضمن النشاط العقارم‪ ،‬اؼبؤرخ يف ‪ 07‬رمضاف ‪.1413‬اؼبوافق ؿ ‪ 01‬مارس‬
‫‪ 1993‬اؼبعدؿ كاؼبتمم بالقانوف رقم ‪ 05-07‬اؼبؤرخ يف ‪.2007-05-13‬‬

‫‪67‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫‪ ‬اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ 69-94‬اؼبؤرخ يف‪ 1994-03-19‬جريدة رظبية رقم ‪ 17‬اؼبؤرخة يف‪- 03-30‬‬
‫‪1994‬ا﵀دد لنموذج عقد اإلجيار ‪1994- 03-30‬ا﵀دد لنموذج عقد اإلجيار‪.‬‬

‫‪-05‬موقع االنترنت‪:‬‬

‫‪ George Ripert - René roblot - Philippe Délébeque et Michel German, op - cit,‬‬

‫‪68‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫شكر ‪ ......................................................................................................‬أ‬

‫إىػ ػ ػ ػ ػػداء ‪ .................................................................................................‬ب‬

‫قائمة المختصرات ‪ .........................................................................................‬د‬

‫مقدمة ‪1 ....................................................................................................‬‬

‫الفصل األول‪ :‬التصرفات الناقلة لملكية المحل التجاري‪Erreur ! Signet non défini. ........... .‬‬

‫المبحث األول‪ :‬عقد بيع المحل التجاري‪4 ............................................................... :‬‬

‫المطلب االول‪ :‬خصائص بيع المحل التجاري ‪4 .........................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التزامات اطراؼ عقد بيع المحل التجاري ‪7 .............................................‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬ضمانات عقد بيع المحل التجاري ‪12 .................................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تقديم المحل التجاري كحصة في الشركة ‪14 ..............................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬أركان تقديم المحل التجاري كحصة في الشركة ‪15 ......................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬القواعد القانونية المتعلقة بتقييم المحل التجاري المقدم كحصة‪17 .......................‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أثار تقديم المحل التجاري كحصة في الشركة ‪21 .......................................‬‬

‫المبحث الثالث عقد ىبة المحل التجاري‪25 ..............................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬خصائص عقد ىبة المحل التجاري ‪26 ..................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬األركان الموضوعية واألركان الشكلية ‪27 ................................................‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬جزاء اإلخالل بأركان عقد الهبة ‪32 ....................................................‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬التصرفات غير ناقلة لملكية المحل التجاري‪37 .............................................. .‬‬

‫المبحث األول‪ :‬عقد إيجار المحل التجاري ‪37 ...........................................................‬‬

‫المطلب األول ‪:‬تعريف عقد إيجار المحل وتمييزه عن العقود المشابهة لو ‪37 .............................‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬خصائص عقد إيجار المحل التجاري ‪39 ................................................‬‬

‫المطلب الثالث ‪:‬أركان عقد إيجار المحل التجاري ‪41 ..................................................‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬التزامات أطراؼ عقد إيجار المحل التجاري ‪43 .........................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬رىن المحل التجاري‪47 ..................................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬انشاء رىن المحل التجاري ‪47 .........................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬آثار عقد رىن المحل التجاري ‪50 ......................................................‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الرىون الحيازية الخاصة التابعة للمحل التجاري ‪53 .....................................‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬عقد التسيير الحر المحل التجاري ‪54 ...................................................‬‬

‫المطلب االول‪ :‬تعريف عقد التسيير الحر المحل التجاري‪54 .......................................... :‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اثار التسيير الحر المحل التجاري ‪58 ...................................................‬‬

‫خاتمة ‪62 ..................................................................................................‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع‪64 ............................................................................... :‬‬

‫فهرس المحتويات‪71 .......................................................................................‬‬


‫ملخص‬

‫يعرؼ ا﵀ل التجارم على انو ماؿ منقوؿ معنوم يتصف باالستقرار غَت الثابت باؼبقارنة مع بقية عناصر الذمة‬
‫ اال انو ترد عليو عقود‬.‫اؼبالية حبكم اف قيمتو زبتلف باختالؼ عناصره كباختالؼ تأثر عنصر الزبوف باؼبنافسة بُت التجار‬
‫ كعقد تقدمي ا﵀ل‬،‫فأما اف تنقل ملكيتو اك تؤدم اىل استغاللو كمن اىم العقود اليت ترد عليو عقد بيع ا﵀ل التجارم‬
‫ ككذلك عقد اجيار ا﵀ل التجارم كعقد رىن ا﵀ل التجارم‬،‫التجارم كحصة يف رأظباؿ الشركة كعقد ىبة ا﵀ل التجارم‬
‫ حيث اخضع اؼبشرع كل منها اىل احكاـ قانونية منظمة ؽبا كجعل ؽبا شركط خاصة‬،‫كعقد التسيَت اغبر للمحل التجارم‬
‫ـبتلفة عن بعضها البعض منها ما خيص ا﵀ل التجارم يف حد ذاتو كمنها ما خيص التاجر حيث اخضعو للقواعد العامة‬
‫الواردة يف القانوف اؼبدين‬

Abstract
A store is defined as an immaterial movable property that is characterized by instability
compared to the rest of the elements of financial disclosure, by virtue of the fact that its
value varies according to its elements and according to the difference in the influence of
the customer on the competition between merchants. However, he receives contracts
that either transfer his ownership or lead to his exploitation. Among the most
important contracts to which the commercial store is sold is the contract for selling the
commercial store, the contract for offering the commercial store as a share in the
company’s capital, the contract for gifting the commercial store, as well as the lease
contract for the commercial store. The warehouse, the mortgage contract for the
commercial store, and the free management contract for the store. Commercial, where
the legislator subjected each of them to legal provisions that regulate them, and set
special conditions for them that differ from each other, some of which are related to the
commercial store itself, and some of which are related

You might also like