You are on page 1of 9

‫‪.

‬‬
‫‪ :‬خطة البحث‬

‫‪ :‬المقدمة‬

‫المبحث االول ‪ :‬تعريف االلتزام ‪ ،‬خصائصه و مصادره‬


‫المطب االول ‪ :‬تعريف االلتزام‬
‫الفرع االول ‪ :‬المذهب الشخصي‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬المذهب المادي‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬موقف المشرع الجزائري‬
‫المطب الثاني ‪ :‬خصائص االلتزام‬
‫الفرع االول ‪ :‬عالقة قانونية‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬ذات قيمة مالية‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬ذات رابطة بين شخصين‬
‫‪ :‬المطلب الثالث ‪ :‬مصادر االلتزام‬
‫الفرع االول ‪ :‬القانون‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬العقد‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬العمل المستحق للتعويض‬
‫الفرع الرابع ‪ :‬شبه العقود‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬تقسيمات االلتزام‬


‫المطب االول ‪ :‬تقسيم االلتزام من حيث االثر‬
‫الفرع االول ‪ :‬االلتزام المدني‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬االلتزام الطبيعي‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬تقسيم االلتزام من حيث المحل‬
‫الفرع االول ‪ :‬التقسيم التقليدي‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬التقسيم الحديث‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬تقسيم االلتزام من حيث المصدر‬
‫الفرع االول ‪ :‬االلتزامات االرادية‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬االلتزامات غير االرادية‬

‫المبحث الثالث‪ :‬ماهية العقد‬


‫المطلب األول‪ :‬مفهوم العقد‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف العقد‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مجال العقد و نطاقه‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أركان العقد‬
‫الفرع األول‪ :‬التراضي‬
‫الفرع الثاني‪ :‬المحــــــــــل‬
‫الفرع الثالث‪ :‬السبب‬
‫المطلب الثالث‪ :‬تقسيمات العقود‬
‫الفرع األول‪ :‬تقسيمات العقود من حيث التسمية و التكوين‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تقسيمات العقود من حيث اإللزام و تحديد قيمة االلتزام‬
‫الفرع الثالث‪ :‬تقسيمات العقود من حيث المقابل و مدى اإللتزام‬

‫الخـاتـمـــــة‬

‫المراجع‬
‫‪ :‬مقدمة‬
‫االنسان اجتماعي بطبعه ‪ ،‬ومما ال شك فيه أنه له عالقات عديدة ومتعددة مع غيره من بني جلدته ‪ ،‬وهذه العالقات تشمل كافة مجاالت حياته ‪ ،‬منها ما يربطه مع‬
‫البقال و مع بائع الجرائد و مع صاحب المصنع الذي يشتغل فيه ‪ ...‬الخ ‪ ،‬هذا النوع من العالقات هو في الغالب ذو طابع مالي ‪ ،‬ودون شعور من الفرد و بطريقة تكاد‬
‫تكون الارادية في اغلب االحيان نظرا لكثرة هذه المعامالت وتكرارها يوميا بل في كل لحظة ‪ ،‬تجد الفرد منا يقوم بها في منتهى الدقة فتجده يلتزم بدفع ثمن الجريدة‬
‫مثال كما تجده يمتثل للتعليمات و االوامر التي يتلقاها من رئيسه في مكان عمله ‪ ،‬هذا النوع من المعامالت ذو الطابع المالي ‪ ،‬يدعى االلتزامات وعليه فإننا نحاول‬
‫االجابة عن اشكالية نتناول فيها االلتزام ما بين التصرفات الناجمة عن ارادة االنسان و التصرفات الخارجة عن ارادة االنسان‬

‫‪ :‬المبحث االول ‪ :‬تعريف االلتزام و خصائصه و مصادره‬


‫‪ :‬المطلب االول ‪ :‬تعريف االلتزام‬
‫نتعرض في هذا المطلب الى تعريف االلتزام و هذا التعريف يتوقف على المذهب الذي أخذ منه ‪ ،‬ذلك الن االلتزام يتجادله مذهبان ‪ ،‬مذهب شخصي وآخر مادي ‪ ،‬لذا‬
‫ارتأينا أن نفرع هذا المطلب الى فرعين ونخصص لكل فرع مذهب ‪ ،‬ألنه ال بد لنا من معرفة أي مذهب منها يتبع المشرع الجزائري ‪ ،‬اذا كان يمزج بينهما أو يميل‬
‫لمذهب دون آخر ارتأينا تخصيص فرع ثالثا يتعلق بموقف المشرع الجزائري‬
‫‪ :‬الفرع االول ‪ :‬المذهب الشخصي‬
‫وهو يعتبر االلتزام رابطة شخصية و المقصود بهذه الرابطة أن االلتزام اليمكن ان يقوم اال اذا كان هناك مدين و اليكتمل اال اذا كان هناك دائن وبهذه الخاصية‬
‫‪ :‬االساسية يختلف الحق الشخصي عن الحق العيني وينتج عن هذا المذهب جملة من النتائج نذكر منها‬
‫‪ .‬ـ يلزم وجود كل من الدائن و المدين وقت نشوء االلتزام‬
‫ـ عدم تصور تغيير أحد طرفي هذه الرابطة دون ان تتغير الرابطة نفسها وبالتالي اليمكن انتقال االلتزام سواء عن طريق حوالة الدين من جانب المدين او عن طريق‬
‫‪ .‬حوالة الحق من جانب الدائن‬
‫‪ :‬الفرع الثاني ‪ :‬المذهب المادي‬
‫‪ .‬ينظر هذا المدهب لاللتزام كرابطة مادية بين ذمتين ماليتين ‪ ،‬وال يولي شخصية الدائن او المدين أي اعتبار في هذه الرابطة‬
‫‪ :‬وكنظيره الشخصي أسفر المذهب المادي على جملة من النتائح تعد عكس نتائج المذهب الشخصي منها‬
‫‪ .‬ـ إمكان نشوء االلتزام حتى ولو لم يوجد الدائن منذ البداية متى كان من الممكن وجوده في المستقبل خاصة عند تنفيذ االلتزام‬
‫‪ .‬ـ إمكان تغيير اطراف االلتزام وانتقاله عن طريق حوالة الدين وحوالة الحق‬
‫‪ :‬الفرع الثالث ‪ :‬موقف المشرع الجزائري‬
‫لقد اعتنق القانون المدني الجزائري النظرية الشخصية كالقوانين العربية و الالتنية وجعلها في االصل لكنه لم يهمل االخذ بالنظرية المادية بل أعطاها نصيب من‬
‫احكامه فنص على حوالة الدين وعلى الوعد بالجائزة الموجه للجمهور ‪ ،‬وأخذ بمعايير مادية مثل معيار الغبن في البيع وفي القسمة واخذ باالرادة الظاهرة في كثير‬
‫‪ .‬من المواظيع يقصد بقاء التعامل بين الناس كما فعل في بقاء التعبير عن االرادة‬
‫‪ :‬الطلب الثاني ‪ :‬خصائص االلتزام‬
‫‪ .‬من التعريف السالف لاللتزام نستنتج أنه لاللتزام ثالث خصائص نحاول أن ندرجها من خالل هذا المطلب في ثالث فروع‬
‫‪ :‬الفرع االول ‪ :‬االلتزام عالقة قانونية‬
‫ان أهم ما يميز االلتزام انه رابطة بين شخصين اال أن أهم ما يميز هذه الرابطة أنها فانونية ‪ ،‬فااللتزام واجب قانوني ‪ ،‬أي أنه واجب يكفل القانون احترامة و القاعدة‬
‫‪ .‬أن الوسيلة الى ذلك في الدعوى التي يمنحها القانون لصاحب الحق أي الدائن ليقتضي حقه من مدينة‬
‫‪ :‬الفرع الثاني ‪ :‬االلتزام عالقة ذات قيمة مالية‬
‫ومعنى ذلك أن االلتزام يجب أن يتعلق بواجب ذي طابع مالي أي له قيمة مالية او اقتصادية مثل عقد البيع او بمصلحة أدبية تكون قابلة للتقدير المالي مثل حق‬
‫‪ .‬المؤلف على مؤلفه‬
‫‪ :‬الفرع الثالث ‪ :‬عالقة ذات رابطة بين شخصين‬
‫‪ .‬ومعنى هذه الخاصية ان االلتزام يجب أن يكون بين شخصين معنين و موجودين على االقل وقت تنفيذ االلتزام ‪ ،‬أحدهما دائن و االخر مدين‬
‫‪ :‬المطلب الثالث ‪ :‬مصادر االلتزام مصادر االلتزام‬
‫‪ :‬مصادر االلتزام كما نص عليها القانون المدني الجزائري وهي‬
‫‪ :‬الفرع االول ‪ :‬القانون‬
‫لقد اعتبر المشرع الجزائري القانون مصدر من مصادر االلتزام وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 53‬من القانون المدني " تسري عن االلتزامات الناجمة مباشرة عن‬
‫‪".‬القانون دون غيرها النصوص القانونية التي قررتها‬
‫‪ :‬الفرع الثاني ‪ :‬العقد‬
‫عرفته المادة ‪ 54‬من القانون المدني " العقد اتفاق يلتزم بموجبه شخص او عدة أشخاص نحو شخص او عدة أشخاص آخرين بمنح او فعل اوعدم فعل شيئ ما" وقد‬
‫اعتبره المشرع الجزائري مصدر من مصادر االلتزام حيث نصت المادة ‪ 55‬من القانون المدني " يكون العقد ملزم للطرفين متى تبادل المتعاقدان االلتزام بعضهما‬
‫‪ .‬بعض‬
‫‪ :‬الفرع الثالث ‪ :‬العمل المستحق للتعويض‬
‫‪ .‬حيث نصت المادة ‪ 124‬مكرر من القانون المدني " أيا كان يرتكبه الشخص بخطئه ويسبب ضرر للغير يلزم من كان سبب في حدوثه بالتعويض‬
‫‪ :‬الفرع الرابع ‪ :‬شبه العقود‬
‫‪ .‬شبه العقود حسبما نص عليها القانون المدني وهي االثراء بال سبب الدفع غير مستحق و الفضالة‬
‫‪ :‬أوال ‪ :‬االثراء بال سبب‬
‫‪ .‬يقصد به أنه من اثرى من عمل الغير و شيئ لدى الغير وترتب عن ذلك افتقار في جانب الطرف الثاني ‪ ،‬فان المثري يلتزم بتعويض ما أثري به دون حق‬
‫‪ :‬ثانيا‪ :‬الدفع غير المستحق‬
‫ويقصد به أن يفي الشخص بالتزام يضنه عليه او هو مكره عليه في حين أن وفاءه ذلك غير مستحق أصال أو أن يكون مستحق في زمن ما ثم يصير غير ذلك الحقا ‪،‬‬
‫‪ .‬في هذه الحالة يلتزم من تسلم ما ليس مستحقا له برد ما تسلمه‬
‫‪ :‬ثالثا ‪ :‬الفضالة‬
‫‪ .‬يقصد بها أن يتولى شخص القيام بشأن شخص آخر دون أن يوكل بذلك‬
‫‪ :‬المبحث الثاني ‪ :‬تقسيمات االلتزام‬
‫‪ .‬هناك عدة تقسيمات لاللتزام سواء من حيث االثر او من حيث المحل او من حيث المصدر‬
‫‪ :‬المطلب االول ‪ :‬تقسيم االلتزام من حيث االثر‬
‫نصت المادة ‪ 160‬من القانون المدني على مايلي ‪ :‬المدين ملزم بتنفيذ ما تعهد به ‪ ،‬غير أنه ال يجبر على التنفيذ اذا كان االلتزام طبيعيا " ويتضح من هذه المادة ان‬
‫‪ :‬االلتزام نوعان‬
‫‪ :‬الفرع االول ‪ :‬االلتزام المدني‬
‫هو االلتزام الذي يستفيد من الحماية القانونية الكاملة حيث يمكن للدائن مطالبة المدين أمام المحاكم المختصة ‪ ،‬وبعبارة أخرى االلتزام المدني يتكون من عنصرين‬
‫‪ :‬وهما‬
‫‪ :‬أوال ‪ :‬المديونية‬
‫أي أن يكون المدين ملزم بالقيام بأداء معين تجاه الدائن‬
‫‪ :‬ثانيا ‪ :‬المسؤولية‬
‫‪ .‬هذا العنصر يسمح بالزام المدين باداء التزامه‬
‫‪ :‬الفرع الثاني ‪ :‬االلتزام الطبيعي‬
‫‪ .‬هو االلتزام الذي ال يستفيد من الحماية القانونية الكاملة اذ ال يمكن اكراه المدين على تنفيذ التزامه ويسمى بالحقوق القانونية الناقصة لكونه يفتقد لعنصر المسؤولية‬
‫‪ :‬المطلب الثاني ‪ :‬تقسيم االلتزام من حيث المحل‬
‫المقصود بمحل االلتزام هو الشيئ الذي التزم به المدين نحو الدائن ولقد اعتمد المشرع الجزائري في هذا الشأن تقسيمين يرجع االول للرومان وهو التقسيم التقليدي و‬
‫‪ .‬الثاني للفقه الفرنسي وهو التقسيم الحديث‬
‫‪ :‬الفرع االول ‪ :‬التقسيم التقليدي‬
‫‪ .‬حسب المادة ‪ 54‬من القانون المدني الجزائري فان االلتزام ثالثة أنواع‬
‫‪ :‬أوال ‪ :‬االلتزام باعطاء (منح)‬
‫وهو التزام بنقل حق عيني على عقار او منقول او التزام بانشاء هذا الحق مثل ماهو في عقد البيع حيث يلزم البائع بنقل ملكية الشيئ المبيع الى المشتري وفي المقابل‬
‫‪ .‬يلتزم المشتري بدفع الثمن الى البائع‬
‫‪ :‬ثانيا ‪ :‬االلتزام بفعل‬
‫ومضمونة أن يقوم المدين بعمل اجابي لمصلحة الدائن كالتزام المحامي برفع استئناف والتزام المقاول ببناء منزل والتزام الممثل‬
‫‪ .‬بالتمثيل ‪ ...‬الخ و قد يكون العمل هو القيام بابرام تصرف قانوني كالتزام الوكيل بان يبرم العقد الذي تعهد بابرامه نيابة عن موكله‬
‫‪ :‬ثالثا ‪ :‬االلتزام باالمتناع عن عمل‬
‫‪ .‬ومقتضاه أن يمتنع المدين عن عمل يملك القيام به قانونيا ‪ ،‬لوال وجود هذا االلتزام ومثال عن ذلك االلتزام بعدم المنافسة‬
‫‪ :‬الفرع الثاني ‪ :‬التقسيم الحديث للمحل‬
‫يقوم هذا التقسيم على النتيجة التي تعهد بها المدين فقد يلتزم نحو الدائن بتحقيق غرض او نتيحة معينة وقد يقتصر تعهده على بذل جهد او عناية فقط بغض النظر عن‬
‫‪ .‬تحقيق النتيجة او عدم تحقيقها‬
‫‪ :‬أوال ‪ :‬االلتزام بنتيجية‬
‫هو التزام يتعهد المدين بمقتضاه بتحقيق نتيجة او غاية محددة وما لم تتحقق هذه النتيجة يكون المدين مسؤولنا امام الدائن لكونه لم يقم بتنفيذ التزامه ‪ ،‬فالشخص في‬
‫مثل هذا االلتزام مدين بتحقيق نتيجة معينة حيث يفترض خطأه وبالتالي فان مسؤوليته تقوم لمجرد ان الغاية المنتظرة والتي هي محل االلتزام لم تتحقق ‪ ،‬ومثاله‬
‫‪ .‬التزام أمين النقل بتسليم البضاعة في المكان المتفق عليه‬
‫‪ :‬ثانيا ‪ :‬االلتزام ببذل عناية‬
‫ومضمونه طلب المدين ببذل جهد معين سواء تحقق الغرض المنشود او لم يتحقق ‪ ،‬مثال يلتزم الطبيب بمعالجة المريض دون ان يضمن له الشفاء وذلك مع احترام‬
‫االصول العلمية المقررة أي االصول المتبعة في العالج التي يعرفها أهل العلم وال يتسامحون مع من يجهلها او يتعداها ممن ينتسب الى اختصاصهم‬
‫‪ .‬وفنهم‬
‫‪ :‬المطلب الثالث ‪ :‬تقسيم االلتزام من حيث المصدر‬
‫‪ .‬تقسم االلتزامات حسب المصدر الى التزامات ارادية ناتجة عن ارادة االنسان و التزامات ال ارادية أي خارجة عن ارادة االنسان‬
‫‪ :‬الفرع االول ‪ :‬االلتزامات االرادية‬
‫هي تلك االلتزامات التي تكون فيها االرادة السبب المنشئ لاللتزام سواء كان ذلك بارادة منفردة او باتفاق ارادتين ‪ ،‬فالعبرة في هذا التصنيف هي ارادة الشخص او‬
‫االشخاص التي ترمي الى انشاء االلتزام وبعبارة أخرى يكون المصدر اراديا متى كان الشخص يريد تحمل االلتزام بمحض ارادته نحو شخص ثان ويرغب من‬
‫‪ .‬خالل تصرفه هذا في تحمل واجبات نحو شخص الدائن او اكتساب حقوق على الشخص المدين‬
‫"ويطلق كذلك على هذه المصادر االرادية تسمية "االعمال او التصرفات القانونية‬
‫‪ :‬الفرع الثاني ‪ :‬التصرفات غير االرادية‬
‫تتمثل المصادر غير االرادية في االقوال واالفعال االرادية وغير االرادية المنشئة لاللتزام والتي يرتب عليها القانون اثارا ففي حالة الفعل االرادي تنسب االثار للفعل‬
‫ال لالرادة ‪ ،‬كأن يقوم شخص بضرب شخص آخر فيكون قد أقدم على هذا الفعل بمحض ارادته اال أنه لم يكن يقصد وال يرغب في االلتزام بتعويض الضرر الذي‬
‫تسبب فيه ‪ ،‬أي االلتزام بجبر الضرر‬

‫‪ .‬المبحث الثالث ‪ :‬ماهية العقد‬


‫‪.‬المطلب األول‪ :‬مفهوم العقد‬
‫من الناحية النظرية‪ ،‬وقبل إعطاء مفهوم للعقد البد من معرفة معنى االلتزام‪ ،‬فيعرف بأنه سلطة لشخص على آخر محلها عمل أو االمتناع عن عمل ذي قيمة مالية أو‬
‫أدبية‪ ،‬بمقتضاها يلتزم شخص نحو شخص آخر موجود أو سيوجد‪ ،‬و تتبلور هذه السلطة في شكل عقد يبرمه الدائن و المدين فيصبح الطرفان متعاقدان و العقد‬
‫‪.‬شريعتهما‬
‫‪.‬الفرع األول‪ :‬تعريف العقد‬
‫تطلق تسمية العقد في اللغة على الجمع بين أطراف الشيء وربطها‪ ،‬وضده الحل‪ ،‬وتستعمل أيضًا بمعنى إحكام الشيء وتقويته‪ .‬ومن معنى الربط الحسي بين طرفي‬
‫الحبل أخذت الكلمة للربط المعنوي للكالم أو بين الكالمين‪ ،‬ومن معنى اإلحكام والتقوية الحسّية للشيء ُأخذت اللفظة وُأريد بها العهد‪ ،‬ولذا صار العقد بمعنى العهد‬
‫الموّثق‪ ،‬والضمان‪ ،‬وكل ما ُينشئ التزاما‪.‬وعلى ذلك يكون عقدًا في اللغة‪ ،‬كل ما يفيد االلتزام بشيء عمًال كان أو تركًا‪ ،‬من جانٍب واحد أو من جانبين‪ ،‬بما يتصل‬
‫‪.‬بمعنى الربط والتوثيق‬
‫والعقد اصطالحا هو توافق إرادتين أو أكثر على إحداث أثر قانوني‪ ،‬سواء كان هذا األثر هو إنشاء التزام أو نقله أو تعديله أو إنهاءه‪ .‬و عّر فه المشرع الجزائري في‬
‫المادة ‪ 54‬من القانون المدني بقوله "العقد اتفاق يلتزم بموجبه شخص‪ ،‬أو عدة أشخاص نحو شخص أو عدة أشخاص آخرين‪ ،‬بمنح‪ ،‬أو فعل‪ ،‬أو عدم فعل شيء ما"‪،‬‬
‫من هذا التعريف‪ ،‬يتضح لنا بأن القانون المدنـي الجزائري قد سار مسار القانـون المدني الفرنسي في تعريف العقد بترجمة حرفية لنص المادة ‪ ،1101‬حيث جمع بين‬
‫‪.‬تعريف العقد وااللتزام‬
‫‪.‬الفرع الثاني‪ :‬مجال العقد و نطاقه‬
‫يتحدد مجال العقد باالتفاقات المنشئة لاللتزامات بين أشخاص القانون الخاص‪ ،‬فتخرج من مجاله االتفاقات المتعلقة بفروع القانون العام كالمعاهدة وهي اتفاق بين‬
‫دولة ودولة أخرى وتحكمها قواعد القانون الدولي‪ ،‬والنيابة البرلمانية وهي اتفاق بين النائب وناخبيه وتحكمها قواعد القانون الدستوري‪ ،‬والوظيفة وهي اتفاق بين‬
‫‪.‬الحكومة والموظف وتحكمها قواعد القانون اإلداري‬
‫غير أنه حتى في مجال القانون الخاص تقتصر منطقة العقد على االتفاقات المتعلقة بالذمة المالية‪ ،‬فنستبعد من مجاله االتفاقات المتعلقة بروابط األحوال الشخصية‬
‫‪.‬كالزواج‪ ،‬ألن الزواج ولو أنه‪ ،‬اتفاق بين الزوجين‪ ،‬إّال أن القانون وحده هو الذي يحدد آثاره‪ ،‬ولذا ال يعتبر عقدًا بالمعنى الصحيح‬
‫‪.‬الفرع الثالث‪ :‬مبدأ سلطان اإلرادة‬
‫إذا كان العقد‪ ،‬عبارة عن توافق أو اتفاق يقوم بين شخصين أو أكثر فهذا يعني أن إرادة أطراف العقد هي صاحبة السلطان األكبر في تكوين العقد وفي تحديد اآلثار‬
‫التي تترتب عليه‪ ،‬لكن إلى أي مدى تعتبر هذه المقدمة صحيحة ؟‬
‫يذهب أنصار مبدأ سلطان اإلرادة‪ ،‬إلى أن اإلرادة الحرة الواعية هي أساس كل اتفاق‪ ،‬فهي العنصر الجوهري في تكوين العقد‪ ،‬وهي العنصر الجوهري في تحديد‬
‫اآلثار التي تترتب عليه كيفما يريد أطـراف العقد‪ ،‬مادامت هذه اإلرادة لم تخرج في ذلك عن أوامر القانون ونواهيه‪ .‬و أساس ذلك يرجع إلى منطلق أصحاب مبدأ‬
‫سلطان اإلرادة‪ .‬و الذين يرون أن النظام االجتماعي ال يقوم إال على أساس الفرد ومدى حريته في إبرام التصرفات القانونية وتحديد مضمونها و بالتالي البد أن‬
‫‪:‬يستمر الجميع لخدمة هذا الفرد فالفرد هو غاية القانون وهو الذي يجب حمايته ال العكس‪ .‬و يترتب على هذا االتجاه المبدآن اآلتيان‬
‫المبدأ األول‪ :‬أن كل االلتزامات‪ ،‬بل جميع النظم القانونية ترجع في مصدرها إلى اإلرادة الحرة دون حاجة ألي إجراء أو شكل خاص يفرضه القانون وهذا عكس ما‬
‫كان عليـه الحال في القانون الروماني‪ ،‬الذي كان يشترط لينتج التعبير عن اإلرادة أثره القانوني أن ينصب في قالب معين من األشكال واأللفاظ التي يحـددها القانـون‬
‫‪ .‬وإال كان التصـرف القانوني باطال بطالنا مطلقا‬
‫المبدأ الثاني‪ :‬إن اإلرادة وحدها التي تحـدد جميع اآلثار التي تترتب على كافة العالقات والروابط القانونية التي تنشأ بين األفراد‪ .‬إال أن هذا المبدأ سرعان ما بدأ‬
‫يختفي َب ريقه أمـام التطورات االجتماعية واالقتصادية التي أصابت المجتمعات والتي أدت إلى ظهور المذاهب االشتراكية والتي تنظر إلى العقد كنظرتها إلى أي‬
‫نظـام اجتماعي غايته تحقيق التضامن االجتماعي وتوجيه اإلرادة إلى تحقيق ذلك‪ ،‬فغاية القانون ليست حمايـة الفرد‪ ،‬وإنما حماية المجموعة‪ ،‬وحماية الفرد تأتي من‬
‫خـالل حماية المجموعة ويترتب على ذلك‪ ،‬أن اإلرادة وان كانت تلعب دورا في إبرام التصرفات القانونية و تحديد آثارها‪ ،‬إال أنها ليست كل شيء‪ .‬و لو أمعنا النظر‬
‫في جميع الروابط والعالقات القانونية‪ ،‬لوجدنا صحة ما ذهبت إليه بعض المذاهب في تحديد اإلرادة في إنشاء وتحديد آثار الروابط واالتفاقات القانونية في عالقات‬
‫القانون العام و هي المصلحة العامة وليست مصلحـة الفرد بنفسه‪،‬ومن ثم يستقل القانون في تنظيمها دون تدخل اإلرادة‬
‫أما في نطاق عالقات القانون الخاص‪ ،‬فان سلطان اإلرادة يكون له دور كبير في تكوين عقد الزواج‪ ،‬إال أن هذا السلطان ال يرتقي إلى تحديد اآلثار القانونية التي‬
‫‪.‬تترتب على عقد الزواج‪ ،‬ويستقل القانون في ذلك ابتغاء حماية المصلحة العامة‬
‫وفي مجال العالقات المالية‪ ،‬نفرق بين الحقوق الشخصية والحقوق العينية فاإلرادة في مجال الحقوق الشخصية يكون لها الدور األساسي والجوهري في تكوينها‬
‫وتحديد آثارها بل تعتبر اإلرادة المصدر األساسي لها‪ ،‬أما في مجال الحقوق العينية وان كانت اإلرادة مصدرها في معظمها‪ ،‬إال أن القانون هو الذي يحدد اآلثار التي‬
‫تترتب عليها‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فان اإلرادة ال تستطيع وحدها إنشاء الحقوق العينية والتي لم يذكرها القانون‪ ،‬فالحقوق العينية وردت على سبيل الحصر ال على‬
‫‪.‬سبيل المثال‬
‫و اإلرادة تتقيد كذلك في نطاق االلتزامات التعاقدية ‪-‬على الرغم من حريتها الواسعة‪ -‬بالقيود الناشئة عن فكرة النظام العام واآلداب العامة‪ ،‬فأي اتفاق يخالف النظام‬
‫العام أو اآلداب العامة يعتبر باطال بطالنا مطلقا‪ .‬و اإلرادة كذلك تتقيد باألشكال التي يحددها القانون لبعض التصرفات القانونية كعقد البيـع وعقد الهبة والرهن‬
‫‪.‬الرسمي وباألشكال التي يحددها أطراف العقد‬
‫هكذا نرى أن دور اإلرادة في القوانين المعاصرة‪،‬لم يعد كما كان يذهب إليه أنصار مبدأ سلطان اإلرادة‪ ،‬فلم تعد هي صاحبة السلطان األكبر ال في مجال تكوين العقد‬
‫‪.‬وال في مجال تحديد آثاره‬
‫‪.‬المطلب الثاني‪ :‬أركان العقد‬
‫‪.‬يرتكز العقد على أركان ثالثة هي‪ :‬الـرضا و المحــل و السبب كركائز أساسية ألي عقد غير أنه يضاف إليها ركن آخر هو الشكلية في بعض العقود الخاصة‬
‫‪:‬الفرع األول‪ :‬التراضي‬
‫يتم العقد بمجرد أن يتبادل الطرفان التعبير عن إرادتهما المتطابقتين‪ ،‬دون اإلخالل بالنصوص القانونية‪.‬كقاعدة عامة فإن التعبير عن اإلرادة ال يخضع لشكل ما‪ ،‬بل‬
‫يكون إما باللفظ أو باإلشارة المتداولة عرفا أو باتخاذ موقف ال يدع أي شك في داللته على مقصود صاحبه‪ ،‬حتى و إن كان ضمنيا كالبقاء في محل تجاري بعد انتهاء‬
‫‪.‬مدة الكراء‬
‫‪:‬أ‪ -‬اإليجاب و القبول و تطابقهما‬
‫يبدأ التراضي باإليجاب و هو التعبير البات عن إرادة أحد الطرفين‪ ،‬الصادر من موجهه إلى الطرف اآلخر‪،‬بقصد إبرام عقد بينهما‪ .‬لكي ينتج اإليجاب أثره‪ ،‬يجب أن‬
‫يصل إلى علم الشخص الذي وجه إليه‬
‫و القبول يجب أن يكون باتا أيضا‪ ،‬أي ينطوي على نية قاطعة و أن يوجه إلى صاحب اإليجاب وأن يطابق اإليجاب مطابقة تامة‪ ،‬فإذا اقترن القبول بما يزيد في‬
‫اإليجاب أو يقيد منه أو يعدل فيه أو يغيره اعتبر رفضا يتضمن إيجابا جديدا‪ .‬و بصفة عامة يمكن القول بأن " اإليجاب يسقط إذا لم يقبل فورا "طبقا لما نص عليه‬
‫القانون المدني في المادة ‪ " 64‬إذا صدر إيجاب في مجلس العقد لشخص حاضر دون تحديد أجل القبول فإن الموجب يتحلل من إيجابه إذا لم يصدر القبول فورا و‬
‫كذلك إذا صدر اإليجاب من شخص إلى آخر بطريق الهاتف أو بأي طريق مماثل‪ .‬غير أن العقد يتم‪ ،‬و لو لم يصدر القبول فورا‪ ،‬إذا لم يوجد ما يدل على أن الموجب‬
‫"قد عدل عن إيجابه في الفترة ما بين اإليجاب و القبول‪ ،‬و كان القبول صدر قبل أن ينقض مجلس العقد‬
‫فيما يخص التعاقد بين غائبين (أو التعاقد بالمراسلة) فقد اختار المشرع الجزائري نظرية "وصول القبول"بقوله "يعتبر التعاقد ما بين الغائبين قد تم في المكان و في‬
‫الزمان اللذين يعلم فيهما الموجب بالقبول‪ ،‬ما لم يوجد اتفاق أو نص قانوني يقضي بغير ذلك‪ ،‬ويفترض أن الموجب قد علم بالقبول في المكان‪ ،‬و في الزمان اللذين‬
‫وصل إليه فيهما القبول‬
‫‪:‬ب‪ -‬النيابة في التعاقد‬
‫هي حلول إرادة النائب محل إرادة األصيل في إنشاء تصرف قانوني‪ ،‬مع إضافة آثار ذلك التصرف إلى األصيل‪ .‬مبدئيا‪ ،‬تجوز النيابة في كل تصرف قانوني ولكن‬
‫القانون يمنع النيابة في المسائل المحددة كعقد الزواج‪ ،‬و حلف اليمين‪...‬الخ‪ .‬تخضع النيابة إلى ثالثة شروط‪ :‬أن تحل إرادة النائب محل إرادة األصيل‪ ،‬أن يكون التعاقد‬
‫باسم األصيل‪ ،‬أال يتجاوز النائب الحدود المرسومة لنيابته‪ .‬و قد اعتبر المشرع الجزائري التعاقد مع النفس غير جائز بحيث من الممكن أن يغلب النائب مصلحته أو‬
‫مصلحة أحد الطرفين على اآلخر طبقا للمادة ‪ 77‬التي تنص على‪":‬ال يجوز لشخص أن يتعاقد مع نفسه باسم من ينوب عنه سواء كان التعاقد لحسابه هو أم لحساب‬
‫شخص آخر‪ ،‬دون ترخيص من األصيل على أنه يجوز لألصيل في هذه الحالة أن يجيز التعاقد كل ذلك مع مراعاة ما يخالفه‪ ،‬مما يقضي به القانون و قواعد‬
‫‪".‬التجارة‬
‫‪:‬ج‪ -‬صحة التراضي‬
‫فضال عن ذلك‪ ،‬أن صحة العقد تشترط‪ ،‬من جهة‪ ،‬أن يكون الطرفان أهال إلبرامه (األهلية) ومن جهة أخرى‪ ،‬أن ال يشوب الرضا عيب من العيوب التالية‪ :‬الغلط و‬
‫‪.‬التدليس و اإلكراه و الستغالل‬
‫األهلية‪ :‬تنقسم إلى قسمين أهلية وجوب وأهلية أداء‪ .‬وتعرف أهلية الوجوب بأنها صالحية اإلنسان لوجوب الحقوق المشروعة له وعليه‪ ،‬و تثبت للشخص بمجرد‪1-‬‬
‫والدته حيا‪ .‬و أهلية األداء و هي صالحية الشخص الستعمال الحق‪ ،‬وبالتالي اكتساب لحقوق و تحمل االلتزامات‪ ،‬و تتأثر األهلية بعدة عوامل أهمها السن حيث‬
‫يشترط في األهلية البلوغ‪ .‬وكذلك تتأثر األهلية بعوامل أخرى تسمى "عوارض األهلية" و هي الجنون والعته والغفلة والسفه‪ ".‬كل شخص بلغ سن الرشد متمتعا بقواه‬
‫"العقلية‪ ،‬ولم يحجر عليه‪ ،‬يكون كامل األهلية لمباشرة حقوقه المدنية‪.‬و سن الرشد تسعة عشر سنة كاملة‬
‫يجب المالحظة أن عدم األهلية أو نقصها هو قرينة قانونية قاطعة على عيب اإلرادة بعكس العيوب األربعة األخرى ‪ ،‬فإنه يجب إثباتها وفقا لقول المشرع في نص‬
‫‪".‬لمادة ‪ 78‬من القانون المدني‪":‬كل شخص أهل للتعاقد ما لم يطرأ على أهليته عارض يجعله ناقص األهلية أو فاقدها بحكم القانون‬
‫‪:‬عيوب الرضا‪ :‬سنحاول سرد أهم الشروط في عيوب اإلرادة و لن نتناولها بالتفصيل لكونها مواضيع لبحوث الحقة‪ .‬و هي أربعة أنواع ‪2-‬‬
‫الغـلط هو االعتقاد بصحة ما ليس بصحيح أو بعدم صحة ما هو صحيح‪ :‬إذا يسمح القانون لمن وقع فيه أن يطلب إبطال العمل الحقيقي‪ ،‬عندما يبلغ حدا كافيا من*‬
‫الجسامة‪ ،‬و يشترط فيه أن يكون الغلط جوهريا و بشرط أن يقع هذا الغلط في الشخص المتعاقد أو في قاعدة قانونية ثابتة‪ ،‬أي واردة في التشريع أو استقر عليها‬
‫‪.‬القضاء‪ ،‬و ليست محل أي خالف‬
‫التدليس هو أن يستعمل أحد طرفي العقد‪ ،‬وسائل غايتها تضليل الطرف اآلخر و الحصول على رضاه في الموافقة على عقد أي عمل حقوقي آخر‪ .‬يستنتج من هذا *‬
‫التعريف أن التدليس يفترض أربعة شروط هي‪ :‬استعمال الوسائل أو الطرق االحتيالية بنية التضليل‪ ،‬اعتبار التدليس الدافع إلى العقد‪ ،‬أن يكون التدليس صادر من‬
‫‪.‬المتعاقد اآلخر أو على األقل أن يكون متصال به‬
‫اإلكراه هو الضغط المادي أو المعنوي الذي يوجه إلى شخص بغية حمله على التعاقد‪ ،‬أما القانون الجزائري فأخذ بالمعيار الذاتي‪ ،‬حيث أن المادة ‪ 88‬من القانون*‬
‫المدني تنص على ما يلي‪ " :‬يجوز إبطال العقد لإلكراه إذا تعاقد شخص تحت سلطان رهبة بينة بعثها المتعاقد اآلخر في نفسه دون حق وتعتبر الرهبة قائمة على بينة‬
‫إذا كانت ظروف الحال تصور للطرف الذي يدعيها أن خطرا جسيما محدقا يهدده هو ‪ ،‬أو أحد أقاربه‪ ،‬في النفس أو الجسم أو الشرف أو المال‪.‬و يراعى في تقدير‬
‫اإلكراه جنس من وقع عليه هذا اإلكراه و سنه‪ ،‬وحالته االجتماعية‪ ،‬و الصحية‪ ،‬وجميع الظروف األخرى التي من شأنها أن تؤثر في جسامة اإلكراه" و تضيف المادة‬
‫‪ 89‬من نفس القانون‪" :‬إذا صدر اإلكراه من غير المتعاقدين‪ ،‬فليس للمتعاقد المكره أن يطلب إبطال العقد إال إذا أثبت أن المتعاقد اآلخر كان يعلم أو كان من‬
‫المفروض حتما أن يعلم بهذا األمر"‪ .‬حتى يترتب على اإلكراه إبطال العقد‪ ،‬أو العمل القانوني‪ ،‬يجب أن يتوفر ثالثة شروط‪ :‬استعمال وسيلة من وسائل اإلكراه‪ ،‬و أن‬
‫‪.‬تحمل هذه الوسيلة العاقد اآلخر على إبرام العقد‪ ،‬أن تصدر وسيلة اإلكراه من العاقد اآلخر‪ ،‬أو تكون متصلة به‬
‫االستغالل‪ ،‬و الغبن هو المظهر المادي لالستغالل و له عنصرين‪ :‬عنصر مادي و عنصر معنوي فالعنصر المادي و هو عدم التعادل‪ ،‬أو عدم التكافؤ بين التزام *‬
‫المغبون و التزام الطرف اآلخر الذي استغله‪ ،‬و يجب أن يكون فادحا أو فاحشا‪ ،‬و تقرير ذلك يرجع لقاضي الموضوع‪ ،‬أما العنصر المعنوي أوالنفسي و هو استغالل‬
‫ما لدى المتعاقد اآلخر من طيش أو هوى للتحصيل على التعاقد معه و يمكن القول أن هذا العنصر المعنوي متكون بدوره من ثالثة عناصر مشار إليها في المادة ‪90‬‬
‫من القانون المدني وهي أوال‪ ،‬وجود طيش أو هوى عند أحد المتعاقدين فالطيش‪ :‬هو الخفة‪ ،‬التي تتضمن التسرع و سوء التقدير‪ ،‬ويعرف الهوى بأنه الميل الذي‬
‫يتضمن غلبة العاطفة و ضعف اإلرادة‪ .‬و هكذا فإن كان المتعاقد يجهل بقيام شيء من ذلك الطيش أو الهوى لدى المتعاقد اآلخر فالعقد صحيح لعدم توفر االستغالل‪.‬‬
‫‪.‬ثانيا‪ ،‬استغالل ما لدى المتعاقد اآلخر من طيش أو هوى‪ .‬ثالثا‪ ،‬أن يكون االستغالل هو الذي دفع المغبون إلى التعاقد‬
‫‪.‬الفرع الثاني‪ :‬المحــــــــــل‬
‫المحل هو النتيجة الحقوقية التي أراد الطرفان إعطاءها للعقد أو كل ما يلتزم به المدين‪ ،‬و هو‪ :‬إما التزام بعمل أو باالمتناع عن العمل أو بإعطاء شيء و يقصد به نقل‬
‫‪.‬أو إنشاء حق عيني‬
‫‪:‬شروط المحل هي ثالثة‬
‫‪:‬أ‪ -‬أن يكون المحل ممكنا‬
‫حسب المادة ‪ 93‬إذا كان محل االلتزام مستحيال في ذاته كان العقد باطال بطالنا مطلقا‪ .‬و يجب أن تكون االستحالة مطلقة و قائمة وقت إنشاء العقد‪ ،‬أما االستحالة‬
‫الالحقة النعقاد العقد فجزاؤها الفسخ‪ ،‬ال البطالن‪" .‬يجب أن يكون محل االلتزام موجودا في الحال كما يجوز أن يكون محل االلتزام شيئا مستقبال ومحققا"‪ ،‬لكن في‬
‫بعض الحالة يمنع المشرع التصرفات في الشيء المستقَبل مثال في المواد ‪ 886،948،966‬من القانون المدني‪( .‬اإليجار و الرهن الحيازي و الرهن الرسمي) التي‬
‫‪.‬تتطلب امتالك العقار‬
‫‪ :‬ب‪ -‬أن يكون المحل معينا أو قابال للتعيين‬
‫أو بصفة أخرى يجب أن يحدد محل االلتزام أو على األقل أن يكون قابال للتحديد‪" .‬إذا لم يكن محل االلتزام معينا بذاته‪ ،‬ويجب أن يكون معينا بذاته‪ ،‬وجب أن يكون‬
‫معينا بنوعه‪ ،‬و مقداره وإال كان العقد باطال و يكفي أن يكون المحل معينا بنوعه فقط إذا تضمن العقد ما يستطاع به تعيين مقداره‪ ،‬و إذا لم يتفق المتعاقدان على درجة‬
‫"الشيء ‪ ،‬من حيث جودته و لم يمكن تبيين ذلك من العرف أو من أي ظرف آخر ‪ ،‬التزم المدين بتسليم شيء من صنف متوسط‬
‫‪:‬ج ‪ -‬أن يكون المحل مشروعا‬
‫‪.‬أي إذا كان محل االلتزام مخالف للنظام العام‪ ،‬أو اآلداب كان العقد باطال و هذا حسب المادة ‪ 96‬من القانون المدني‬
‫‪.‬الفرع الثالث‪ :‬السبب‬
‫هو الغرض الذي يقصد الملتزم الوصول إليه وراء رضاه تحمل االلتزام‪ ،‬أي القصد الذي في سبيله تعاقد الشخصان‪ .‬في العقد الملزم للجانبين يكون السبب في تنفيذ‬
‫كل من الطرفين التزام اآلخر‪ ،‬مثال في عقد البيع‪ :‬سبب التزام البائع هو في قبض ثمن المبيع بينهما السبب في التزام المشتري يكون في انتقال هذا المبيع إليه‪ ،‬أما في‬
‫‪.‬العقود الملزمة لجانب واحد يختلف السبب الدافع إلى التزام حسب نوع العقد‬
‫يجب أن نفرق بين سبب العقد و محل العقد‪ :‬فالسبب هو الجواب على السؤال اآلتي‪ ،‬لماذا التزم المتعاقد؟‬
‫أما المحل هو الجواب على السؤال اآلتي‪ :‬بماذا التزم المتعاقد‪ .‬و السبب الذي يهمنا هنا هو‪ :‬الغرض المباشر مثال‪ :‬قبض الثمن‪ .‬أما الغرض الغير مباشر فهو الباعث‪،‬‬
‫‪.‬مثال‪ :‬استغالل هذا الثمن في التجارة‪ ،‬وقد أختلف الفقهاء بين مؤيدين لنظرية السبب و متكون لها بدعوى عدم جدواها‬
‫فوظيفة سبب العقد في النظرية الحديثة هي منع صحة عقد يبتغى بوسائل مشروعة للوصول إلى نتائج غير مشروعة‪ ،‬فبه تتحقق مصلحة المجتمع‪ ،‬و هي حماية‬
‫‪.‬األخالق و النظام العام‪ ،‬أي أن السبب المصلحي يتضمن فكرة الجزاء على الخطأ‪ :‬و هو إرادة المتعاقدين تحقيق غاية غير مشروعة‬
‫حسب المادة ‪ 98‬من القانون المدني "كل التزام مفترض أن له سببا مشروعا ما لم يقم الدليل على غير ذلك‪.‬و يعتبر السبب المذكور في العقد هو السبب الحقيقي حتى‬
‫‪".‬يقوم الدليل على ما يخالف ذلك‪ ،‬فإذا قام الدليل على صورية السبب فعلى من يدعي أن لاللتزام سببا آخر مشروعا أن يثبت ما يدعيه‬
‫‪:‬إذا للسبب شرطين‬
‫‪:‬أ‪ -‬أن يكون السبب موجودا‬
‫مثال‪ :‬إذا أكره شخص على توقيع تعهد بدين‪ ،‬كان التعهد بغير سبب و من ثم باطال‪.‬و كذلك الحال في سندات المجاملة‪ ،‬إذا ال سبب لها فيما يخص المتعاقدين أو تعاهد‬
‫‪.‬في تجديد دين‪ ،‬في حين أن هذا الدين باطال أو كان قد انقضى‬
‫‪:‬ب‪ -‬أن يكون السبب مشروعا‬
‫‪.‬أي لم يخالف النظام العام و اآلداب ‪.‬فإذا كان السبب غير مشروع ‪ ،‬وقع العقد باطال و مثال ذلك‪ :‬دفع مبلغ مقابل ارتكاب جريمة أو االمتناع عن ارتكاب جريمة‬
‫فالنظام العام هو مجموع األسس السياسية و االجتماعية و االقتصادية التي يقوم عليها مجتمع معين في وقت محدد‪ ،‬و فكرة النظام العام فكرة نسبية تختلف في‬
‫‪.‬المجتمع الواحد من زمن آلخر و واجب احترام النظام العام هو أمر حتمي و لو كان في ذلك تضحية بالمصالح الخاصة‬
‫أما اآلداب العامة فهي مجموع األسس األخالقية التي يقوم عليها نظام المجتمع و التي يرى الناس أنها واجبة إتباع في عالقاتهم و لذلك فال يمكن الخروج عنها‬
‫باالتفاق الخاص و قوام فكرتها هو الرأي العام و ما يتأثر به من عوامل أخالقية و اجتماعية يبعثها الغرف و الدين و األخالق و التقاليد في مجتمع و زمان معينين‪ ،‬و‬
‫هي كذلك فكرة نسبية تتلف من مجتمع إلى آخر و من زمان آلخر‬

‫المطلب الثالث‪ :‬تقسيمات العقود‬


‫‪.‬تتنوع العقود وتتعدد‪ ،‬حتى ال يكاد يحصرها عّد‪ .‬و اإلرادة حرة في إنشاء االلتزام أّيًا كان‪ ،‬فااللتزامات ليست محددة‪ ،‬األمر الذي يؤدي‪ ،‬بالضرورة‪ ،‬إلى تنوع العقود‬
‫و القانون ينظم طائفة من العقود يمكن النظر إليها من حيث التسمية أو من حيث التكوين‪،‬و أخيرا من حيث اإللزام على أنه و من خالل اطالعنا على عدة كتب‬
‫تنوعت و تشعبت التصنيفات غير أنها تصب معظمها في قالب واحد و هو ما ستناوله من خالل هذا المبحث‬
‫‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تقسيمات لعقود من حيث التسمية و التكوين‬
‫‪:‬أ‪ -‬العقودالمسماة‬
‫هي تلك العقود التي خصها القانون باسم معين‪ ،‬ونظمها‪ ،‬لشيوعها بين الناس‪ .‬و هي "إما أن تقع على الملكية‪ ،‬كالبيع‪ ،‬والمقايضة‪ ،‬والهبة‪ ،‬والشركة‪ ،‬والقرض‪،‬‬
‫والصلح‪ .‬وإما أن تقع على المنفعة‪ ،‬كاإليجار وعارية االستعمال‪ .‬و إما أن تقع على العمل‪ ،‬وهي المقاولة‪ ،‬والتزامات المرافق العامة‪ ،‬وعقد العمل‪ ،‬والوكالة والوديعة‬
‫والحراسة‪ .‬و يضاف إلى ذلك عقود الغرر‪ ،‬وهي المقامرة‪ ،‬والرهان‪ ،‬و المرتب مدى الحياة‪ ،‬وعقد التأمين‪ ،‬ثم عقود التأمينات الشخصية والعينية‪ ،‬وهي الكفالة ورهن‬
‫‪".‬الحيازي والرهن الرسمي‬
‫العقد المسمى هو عقد خصه المشرع باسم معين و بنصوص تنظم أحكامه بالذات في المجموعة المدنية‪:‬كالبيع و المقايضة و الشركة و القرض و الصلح و اإليجار و‬
‫‪.‬العارية و المقاولة و الوكالة و الوديعة والحراسة و غيرها‬
‫و يعرف الدكتور وهبة الزحيلي هذه العقود بأنها ما وضع الشرع لها اسما خاصا بها و بين أحكامها المترتبة عليها كالبيع و اإلجارة و الشركة و الهبة و الكفالة و‬
‫‪.‬الحوالة و الوكالة و الرهن و القرض والصلح و الزواج و الوصية و نحوها‬
‫‪:‬ب ‪ -‬العقود غير المسماة‬
‫هي التي لم يوضع لها اسم خاص في الشرع و لم يرتب لها التشريع أحكاما خاصة بها و إنما استحدثها الناس تبعا لحاجة ما‪ .‬و هي كثيرة ال تحصر‪ ،‬ألنها تنشأ‬
‫بحسب تعدد حاجات الناس و تطور المجتمعات و تشابك المصالح‪ .‬أو بعبارة أخرى هي تلك العقود‪ ،‬التي لم يخصها المشرع باسم معين‪ ،‬ولم يقم بتنظيمها‪ ،‬وذلك لِقلة‬
‫‪.‬شيوعها‪ .‬وما دامت القاعدة أن اإلرادة حرة في إنشاء ما تشاء من عقود‪ ،‬كان من المستحيل حصر العقود غير المسماة‬
‫و طائفة العقود المسماة في تطور مستمر‪ ،‬فقد يصبح عقدًا من الشيوع بأهمية إلى درجة توجب تنظيمه‪ ،‬فيتدخل المشرع‪ ،‬منظمًا له‪ ،‬و ينتقل بذلك‪ ،‬من العقود غير‬
‫‪.‬المسماة إلى العقود المسماة‪ .‬و هذا ما فعله المشرع حين نظم عقد التأمين‬
‫‪.‬و إذا كان من المستحيل تعداد العقود المختلفة‪ ،‬فإنه من الممكن‪ ،‬على األقل‪ ،‬وضع تقسيمات مختلفة لها‪ ،‬وذلك بقصد بيان ما تتخصص به كل طائفة منها‬
‫و من أمثلة العقود غير المسماة العقد الذي تتعهد بموجبه دار النشر بطبع كتاب لمؤلف معين‪ ،‬و عقد الحضانة‪ ،‬وعقد المباريات الرياضية‪ ،‬و عقد اإلعالن‪ ،‬و عقد‬
‫‪.‬السيرك و غيرها‬
‫‪ :‬ج‪ -‬العقود البسيطة‬
‫وهو ما اقتصر على عقد واحد ولم يكن مزيجًا من العقود‪ ،‬فالعقد البسيط هو عقد يتناول نوعا واحدا من العقود تنجز في شكل عملية واحدة و بدفعة واحدة و من ثم‬
‫‪.‬وجدت بساطة تداوله فإذا غير أو أصيف إليه أي تعديل من حيث الموضوع صار مركبا ومن أمثلة العقود البسيطة نجد عقد البيع أو اإليجار أو الهبة‪...‬الخ‬
‫‪ :‬ب‪ -‬العقود المركبة أو المحتلطة‬
‫العقد المختلط هو الذي يجمع بين عدة عقود متكاملة امتزج بعضها بالبعض اآلخر‪ ،‬و عادة يكون من العقود غير المسماة‪ ،‬مثل ذلك العقد الشائع بين صاحب الفندق و‬
‫النزيل إذ هو مجموع يشتمل على عقد إيجار بالنسبة للغرفة‪ ،‬و عقد عمل بالنسبة للخدمة‪ ،‬وعقد بيع بالنسبة للطعام‪ ،‬و عقد وديعة بالنسبة لألمتعة‪ .‬و كذلك العقد الذي‬
‫يبرم بين صاحب المسرح و الجمهور فهو يشمل عقد إيجار بالنسبة للمقعد‪ ،‬و عقد عمل بالنسبة للمسرحية التي تعرض على الجمهور‬
‫‪..‬‬

‫‪.‬الفرع الثاني‪ :‬تقسيمات العقود من حيث اإللزام و تحديد قيمة االلتزام‬

‫‪ :‬أ‪ -‬عقد ملزم للطرفين‬


‫تنص المادة ‪ 55‬من القانون المدني الجزائري على أنه يكون العقد ملزما للطرفين متى تبادل المتعاقدان االلتزام بعضهما بعضا ويسمى‪ ،‬كذلك‪ ،‬عقدًا تبادليًا‪ .‬وهو عقد‬
‫تنشأ‪ ،‬بموجبه‪ ،‬التزامات متقابلة على كل من طرفيه‪ .‬فيكون كل منهما دائنًا ومدينًا‪ ،‬في الوقت عينه‪ ،‬مثل عقد اإليجار وعقد البيع‪ ،‬وهو العقد الذي ينشئ التزامات‬
‫‪.‬متقابلة في ذمة كل من المتعاقدين‪ .‬و على هذا يعتبر كل متعاقد دائنا و مدينا في آن واحد كعقود اإليجار و المقايضة و المقاولة و العمل‬
‫‪ :‬ب‪ -‬عقد ملزم لطرف واحد‬
‫هو العقد الذي ال ينشىء التزامات إال في جانب واحد‪ ،‬أي يكون بمقتضاه احد الطرفين مدينا واآلخر دائنا فقط)المادة ‪ 56‬ق‪.‬م(‪ .‬و مثال ذلك عقود القرض‪ ،‬و الهبة‪ ،‬و‬
‫‪.‬الوكالة بغير أجر‪ ،‬و الوديعة بغير أجر‪ .‬ونالحظ هنا أن كلمة "جانب واحد" مقصود بها أثر العقد ال تكوينه أو انعقاده‪ ،‬فهو عقد ثنائي التكوين‪ ،‬أحادي األثر‬
‫و يعرف الدكتور الزحيلي هدا النوع من العقود بأنها "هي تلك العقود التي يملك كل من العاقدين فيها حق الفسخ و الرجوع‪ ،‬كاإليداع و اإلعارة و الوكالة و الشركة و‬
‫المضاربة و الوصية و الهبة‪ ،‬فالعقود الخمسة األولى يجوز لكل من العاقدين فسخ العقد متى شاء‪ .‬و الوصية و الهبة يصح للموصي و الواهب الرجوع عنها‪ ،‬كما‬
‫‪"..‬يصح للموصى له و الموهوب له ردها أو إبطالها بعد وفاة الموصي‪ ،‬و في حال حيلة الواهب‬
‫‪ :‬ج‪ -‬عقود محددة‬
‫العقد المحدد هو الذي تنشأ عنه في ذمة طرفيه التزامات محققة الوجود و محددة القدر‪ ،‬بحيث يستطيع كل منهما أن يحدد وقت انعقاده و القدر اّلذي أخذه‪ ،‬و القدر‬
‫الذي أعطاه‪ .‬و قد نص عليه القانون المدني الجزائري في المادة ‪ 57/1‬تحت اسم العقد التبادلي‪" :‬يكون العقد تبادليا متى التزم احد الطرفين بمنح أو فعل شيء يعتبر‬
‫"معادال لما يمنح أو يفعل له‬
‫فالعبرة في العقد المحدد هي ِع لم كل متعاقد وقت التعاقد بالمقدار الذي يعطيه و المقدار الذي يأخذه بمقتضى هذا العقد‪ ،‬مثل عقد البيع الذي ال ينعقد ما لم يكن المبيع و‬
‫‪.‬الثمن محددين‬
‫وهو العقد الذي بموجبه " يستطيع فيه كل من المتعاقدين أن يحدد وقت تمام العقد القدر الذي أعطى والقدر الذي أخذ"‪ .‬و هو العقد الذي يعرف فيه كل متعاقد‪ ،‬وقت‬
‫‪.‬انعقاده‪ ،‬مدى ومقدار غنمه أو غرمه من العقد‪ ،‬أي مقدار ما سيأخذ ومقدار ما سيعطي‪ ،‬بصرف النظر عن التعادل بين هذين المقدارين‬
‫‪:‬د‪ -‬عقود احتمالية‬
‫وتسمى أيضا بعقود الغرر‪ .‬و ال يعرف فيها كال المتعاقدين‪ ،‬أو أحدهما مقدارما يعطي أو ما سيأخذ‪ ،‬وقت انعقاده‪ ،‬و ال يتحدد ذلك إال في المستقبل‪ ،‬كعقد البيع بثمن‬
‫هو إيراد مرتب مدى الحياة‪ ،‬حيث الثمن ال يتحدد إال بموت المشتري والموت أمر ال يعرف وقت حصوله‪ .‬و العقد االحتمالي هو كذلك عقد ال يستطيع فيه كل طرف‪،‬‬
‫لحظة انعقاده‪ ،‬أن يحدد القدر الذي سيعطيه أو الذي سيأخذه‪ ،‬ألن هذا و ذاك يكون متوقفا على أمر مستقبل غير محقق الوقوع‪( .‬المادة ‪ 57/2‬ق‪.‬م)‪ ،‬و مثال ذلك عقود‬
‫‪.‬التأمين‪ ،‬و اليانصيب‪ ،‬و المقامرة‪ ،‬وبيع الثمار قبل نضوجها بثمن جزافي‬
‫‪.‬الفرع الثالث‪ :‬تقسيمات العقود من حيث المقابل و مدى االلتزام‬

‫‪ :‬أ‪ -‬عقد المعاوضة‬


‫هوالعقد الذي يأخذ فيه كل من المتعاقدين مقابال لما أعطى و لما التزم‪ ،‬مثل عقد البيع واإليجار و المقايضة (التبادل)‪ ،‬فتتكافؤ فيه الكفتان من حيث الحقوق و‬
‫‪.‬االلتزامات‪ ،‬فالبيع هو أخذ ثمن مقبل تسليم المبيع و كذالك التبادل فهو تعويض شيء في حوزة الطرف األول بما يقابله و الذي يكون في حوزة الطرف الثاني‬
‫‪".‬و هو ما نصت عليه المادة ‪ 58‬من القانون المدني "العقد بعوض هو الذي يلزم كل واحد من الطرفين إعطاء‪ ،‬أو فعل شيء ما‬
‫‪ :‬ب‪ -‬عقد التبرع‬
‫هو العقد الذي ال يأخذ فيه أحد المتعاقدين عوضا لما أعطاه كالهبة و العارية و الوديعة و القرض بدون فائدة و الوكالة بدون أجر و غيرها‪ .‬و تجدر اإلشارة هنا إلى‬
‫‪.‬أن أغلب المعاوضات هي عقود ملزمة للجانبين‪ ،‬و أغلب التبرعات هي عقود ملزمة لجانب واحد‬
‫و ترجع أهمية تقسيم العقود إلى معاوضة و تبرع إلى أنه في مجال المسؤولية العقدية أن مسؤولية المتبرع أخف عادة من مسؤولية المعاوض‪ ،‬كما أنه يشترط القانون‬
‫في المتبرع أهلية المتبرع )باعتبار التبرع من التصرفات الضارة ضررا محضا( في حين يشترط أهلية التصرف في المعاوض‪ ،‬كما أن األصل العام في عقود‬
‫التبرع أن الغلط في شخص المتعاقد يعيب الرضا‪ ،‬فيجعل العقد قابال لإلبطال‪ ،‬و أخيرا في المعاوضات ال بد من التواطؤ بين المدين و المتصرف له للطعن فيها‪،‬‬
‫‪.‬بينما في التبرعات ال يعتبر اإلثبات شرطا للطعن فيها عن طريق الدعوى البولصية‬
‫‪ :‬ج‪ -‬العقد الفوري‬
‫وهو عقد ينشأ بين طرَفيه التزامات قابلة‪ ،‬بطبيعتها‪ ،‬ألن تنفذ دفعة واحدة‪ .‬و ال يكون الزمن عنصرًا جوهريًا فيه‪ .‬وال ينشأ بين طرَفيه عالقة قانونية ممتدة بطبيعتها‪ .‬و‬
‫يظل العقد فوريًا‪ ،‬حتى و لو أجل فيه التزام أحد الطرفين إلى أجل مستقبل‪ .‬فالبيع بثمن مؤجل‪ ،‬هو عقد فوري‪ ،‬ذلك أن الزمن ال يتدخل في تحديد مقدار هذا الثمن‪ ،‬و‬
‫إنما يحدد فقط موعد تنفيذه‪ .‬ويظل كذلك‪،‬حتى لو قسط المقابل على أقساط‪ ،‬و من ثم فإنه العقد الذي تحدد فيه التزامات المتعاقدين بغض النظر عن وقت تنفيذها‪ ،‬بحيث‬
‫ال يؤثر على مقدار االلتزامات التي يرتبها العقد على عاتق المتعاقدين‪ ،‬و يتم عادة تنفيذ هذه العقود دفعة واحدة وعلى الفور مما يبرر تسميتها هذه‪ ،‬كبيع الجريدة‬
‫مثال‪ ،‬حيث يتسلم الجريدة فورا ويدفع الشخص في نفس الوقت ثمنها‪ .‬و التأخير في التنفيذ إلى أجل أو إلى آجال متتابعة بإرادة المتعاقدين المحضة ال ينال حتما من‬
‫‪.‬طبيعة العقد كبيع السيارة مثال‬
‫‪:‬د‪ -‬العقد المستمر‬
‫‪.‬وهوعقد يستلزم‪ ،‬بطبيعته‪ ،‬أن ينشأ بين طرفيه التزامات‪ ،‬يستمر تنفيذها فترة من الزمن‪ ،‬أو يتكرر هذا التنفيذ عدة مرات‪ ،‬مثل عقد اإليجار‪ ،‬وكذلك عقد التوريد‬
‫و هناك مفهوم آخر لهدا النوع من العقود مفاده أن‪:‬العقد الزمني أو الممتد هو العقد الذي يعتبر الزمن معيارا لتنفيذ التزاماته و عنصرا جوهريا فيها مثل عقد اإليجار‬
‫و عقد العمل‪ ،‬فهما عقدان يعتبر الزمن عنصرا جوهريا فيهما‪ .‬فال يتصور أن يكون عقد إيجار أو عقد عمل بدون أن يكون كل منهما يوميا أو شهريا‪ ،‬فالزمن هو‬
‫الذي يقاس به عقد اإليجار أو عقد العمل ما يالحظ من خالل هذين النوعين من العقود أن فسخ العقد الفوري ذو أثر رجعي خالفا للعقد المستمر أو الممتد‪ ،‬و تقابل‬
‫‪ .‬االلتزامات في العقد‬
‫المستمر اإليجار مقابل ثمن اإليجار‪ ،‬و تعديل شروط العقد يكون غالبا في العقود الممتدة زيادة األسعار والتكاليف‪ ،‬على خالف العقود الفورية فال مجال فيها غالبا‪.‬‬
‫لتطبيق هده النظرية الن االلتزامات تنفذ فيها في‬
‫األصل فورا‬

‫‪ :‬خاتمة‬
‫من منطلق دراستنا التي تناولنا فيها االلتزام نخلص أنه سواء كان ناجما عن التصرفات القانونية الداخلة في ارادة الفرد او الخارجة عن ارادته تترتب عنه مسؤولية‬
‫المدين فيكون حينها مجبر وملزم على تنفيذ ما التزام به تجاه دائنه اذا كان التزامه ناتجا عن ارادته اما اذا كان خارجا عن ارادته واملته عليه ضروف معينه فانه‬
‫يلتزم بالتعويض بالقدر الذي تكون له مسؤولية في ذلك ‪ ،‬اذ أن الذي يقوم ابنه القاصر بتحطيم زجاج بيت جاره ‪ ،‬ال يمكن له أن يتنصل من المسؤولية بسبب عدم‬
‫تقصيره في حراسة ابنه ‪ ،‬اذ ان مجرد حصول التعدي من ابنه القاصر علي غيره قرينة مؤكدة ال تقبل العكس بتقصيره في حراسة ابنه وبالتالي فهو مسؤول مسؤولية‬
‫كاملة ويجب عليه التعويص لجبر الضرر‬
‫‪ :‬المراجع‬

‫‪ :‬الكتب‬
‫االستاذ بلحاج العربي ـ النظرية العامة لاللتزام في القانون المدني الجزائري ‪ ،‬التصرف القانوني ‪ ،‬العقد و االرادة المنفردة ـ الجزء االول ـ ديوان المطبوعات )‪1‬‬
‫‪ .‬الجامعية ـ الطبعة الثالثة ـ سنة ‪2004‬‬
‫االستاذ دربال عبد الرزاق ـ الوجيز في النظرية العامة لاللتزام ‪ ،‬مصادر االلتزام ‪ ،‬دار العلوم للنشر و التوزيع ـ باتنة ـ سنة ‪2) 2004‬‬
‫االستاذ علي فياللي ـ االلتزامات ‪ ،‬النظرية العامة للعقد ‪ ،‬المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية ـ الجزائر ـ الطبعة الثانية ـ سنة ‪3) 2005‬‬
‫الدكتور علي علي سليمان ـ النظرية العامة لاللتزام ‪ ،‬مصادر االلتزام في القانون المدني الجزائري ـ ديوان المطبوعات الجامعية ـ الجزائر ـ الطبعة السادسة ـ )‪4‬‬
‫سنة ‪2005‬‬
‫‪ .‬الدكتور نبيل ابراهيم سعد ‪ ،‬النظرية العامة لاللتزام ‪ ،‬الجزء االول ‪ ،‬مصادر االلتزام ـ دار المعرفة الجامعية ـ االسكندرية ـ مصر ـ سنة ‪5) 1994‬‬
‫‪ :‬النصوص القانونية‬
‫ـ األمر رقم ‪ 58 – 75‬المؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪ 1975‬المتضمن القانون المدني ‪ ،‬المعدل و المتمم‬

‫د‪ .‬السنهوري عبد الرازق ‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني (‪)1997‬‬

You might also like