اإللتزام هو رابطة قانونية بين شخصين ينشأ عنه االلتزام لفائدة الدائن "صاحب الحق" ،في مواجهة المدين "من يلزم بصاحب الحق" ،ومن خالل هذا التعريف يتضح لنا أن عناصر االلتزام ثالثة:صاحب الحق وهو الدائن،الملتزم بالحق وهو المدين ،ثم محل الحق أي القيام بعمل أو اإلمتناع عنه ،أو إعطاء الشيء. وقد إختلف الفقه في تحديد جوهر هذا اإللتزام بين من يراه يتمثل في فكرة الرابطة الشخصية وبين من يراه يتجسد في تلك العالقة المادية ما بين الطرفين ومن هذه المذاهب: أ .المذهب الشخصي في االلتزام ورواده المذهب الفرنسي التقليدي الموروث عن القانون الروماني ،الذي يرى أن األمر الجوهري في االلتزام هو تلك الرابطة الشخصية بين الدائن والمدين. وأشهر من قال بهذا المذهب الفقيه األلماني "سافيني" الذي يعتبر االلتزام عبارة عن سيادة الدائن على المدين. ب .المذهب المادي في االلتزام من أنصار المذهب المادي نجد الفقيه الفرنسي "سالي" ،وفكرة هذا المذهب أن االلتزام ينفصل عن األطراف أي الدائن والمدين ،ليختلط بمحله فيصبح شيئا ماديا وبذلك يغدو االلتزام عنصرا ماليا أكثر منه عالقة شخصية. بالنسبة للفقه االسالمي ،فموقفه كان موقفا وسطا بين النظريتين المادية والشخصية. ثانيا .تصنيف االلتزام اعتمد الفقه على مجموعة من المعايير من أجل تصنيف أنواع االلتزامات ، وهذه االخيرة يمكن تجميلها في صنفين : أ.التصنيف المبني على محل االلتزام يمكن تقسيم هذا التصنيف إلى نوعين بين االلتزام بإعطاء شيء ،أو القيام بعمل أو اإلمتناع عن عمل ،وبين االلتزام بغاية وااللتزام بوسيلة. .1االلتزام بإعطاء شيء ،االلتزام بالقيام بعمل أو باالمتناع عن عمل االلتزام بإعطاء الشيء معناه أن المدين يلتزم بأن ينقل للدائن حق عيني على شيء معين ،أما االلتزام بالقيام بعمل يقوم بصدده المدين بإنجاز خدمة معينة كااللتزام المقاول ببناء عمارة معينة مثال ،...أخيرا االلتزام باالمتناع عن عمل ويقصد به ،التزام المدين باالمتناع عن الفعل موضوع التزامه