Professional Documents
Culture Documents
المقدمة
1صيمود مخلوف ،مقياس القانون المدني (نظرية االلتزامات) ،السنة الثاني فرع قانون العالقات االقتصادية الدولية ،قسم التكوين عن بعد ،جامعة
التكوين المتواصل ،قسنطينة،ص .01
المبحث األول :مفهوم نظرية االلتزام:
تعتبر نظرية االلتزامات بمثابة العمود الفقري للقانون بجميع فروعه ،وأن دراستها
تعتبر من أهم الدراسات القانونية قاطبة ،مما أدي إلى اختالف المذاهب في تعريفها من
مذهب شخصي ومذهب موضوعي ،وهي بذلك ترتكز على أركان لقيامها ،فهي تعتبر
نظرية لها أهمية بالغة .
المطلب األول :تعريف االلتزام وأهميته:
الفرع األول :تعريف االلتزام:
يتوقف التعريف الذي يعطى لاللتزام على المذهب الذي يؤخذ به في شأنه ،ذلك أن االلتزام
يتنازعه مذهبان :مذهب يغلب الناحية الشخصية في االلتزام باعتباره رابطة بين
شخصين ،ومذهب يغلب الناحية المادية في االلتزام باعتباره بين ذمتين ماليتين .
يرى الفقيه سافيني "أن االلتزام ليس إال رابطة شخصية تخضع المدين للدائن" أي
"سلطة للدائن على المدين" فالدائن بناء على هذا التعريف يمنح سلطة على شخص المدين
تشبه إلى حد كبير السلطة التي يخولها الحق العيني لصاحبه ،وبالتالي يستطيع الدائن وفقا
لهذه السلطة واقتضاء للحصول على حقه من المدين في حالة امتناعه عن التنفيذ أن ينفذ
على جسم المدين ،وذلك باسترقاقه أو إعدامه أو بحبسه عنده لحين قيامه بالتنفيذ ،وهذا ما
كان عليه الحال إبان القانون الروماني القديم ،لكن سرعان ما تلطفت هذه السلطة وأصبحت
مقصورة على إمكان الدائن حبس المدين 2حال تطور القانون الروماني.
أما بالنيول Planiolفقد ركز على العنصر الجوهري في االلتزام باعتباره رابطة شخصية
بين الدائن والمدين ،فهو يعرف االلتزام "بأنه عالقة قانونية بين شخصين ،بمقتضاها يكون
ألحدهما وهو الدائن الحق في تقاضي شيء معين من اآلخر وهو المدين" ،وهكذا يصبح
االلتزام وفقا للمذهب الشخصي ،رابطة قانونية ال تقوم إال بين شخصين أحدهما يسمى
الدائن واآلخر يسمى المدين ،ولم يعد كما عرفه سافيني بأنه يمنح الدائن سلطة إخضاع
المدين إليه.3يظهر من تعريف الفقيهين أن معيار االلتزام يتمثل في العالقة الشخصية
2خليل أحمد حسن قدادة ،الوجيز في شرح القانون المدني الجزائري ،الجزء األول مصادر االلتزام ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر،
، 1994ص07:
3خليل أحمد حسن قدادة ،مرجع سابق ،ص07 :
الموجودة بين الطرفين ،والتي تخول للدائن نوعا من السلطة على شخص المدين ،قد تقيد
من حريته وقد تستغرقها تماما ،فالمدين هو الشخص ذاته وليس ذمته .
الفرع الثاني :األهمية العملية لنظرية #االلتزام:
وأما أهمية نظرية االلتزام العلمية ،فتظهر في كونها ال تتضمن سوى مبادئ كلية ليس فيها
مكان لخصوصيات أو تفصيالت ،فهي كما يقول األستاذ بالنيول المجال الرئيسي للمنطق
القانوني ،حيث يواجه االلتزام في ذاته بصرف النظر عن الطبيعة الخاصة لموضوعه،
وبذلك تتميز قواعد نظرية االلتزام بطابع نظري جعلها حقال خصبا للمنطق القانوني .
المطلب الثاني :مصادر االلتزام:
المقصود بمصدر االلتزام سبب نشوئه الواقعة التي يترتب على حدوثها نشوء
االلتزام ،ألن االلتزام كما يقول األستاذ سليمان مرقس ،أمر عرض في حياة األشخاص البد
من سبب ينشئه في ذمتهم .فالتزام المشتري بدفع الثمن يشكل مصدر عقد البيع والتزام
المستأجر بدفع ثمن اإليجار يشكل مصدره عقد اإليجار ،والتزام المتسبب في ضرر
بتعويض هذا الضرر مصدره الفعل الضار ،والتزام األب باإلنفاق على أوالده مصدره نص
في القانون .وقد قسم فقهاء القانون منذ القدم مصادر االلتزام خمسة مصادر وهي :العقد،
وشبه العقد ،والجريمة أو الجنحة ،وشبه الجريمة ،والقانون .وقد صنف فقهاء القانون هذه
األقسام الخمسة في طائفتين :مصادر إرادية لاللتزام ،وتضم العقد ،واإلرادة المنفردة،
ومصادر غير إرادية ،وتضم العمل غير المشروع ،واإلثراء بال سبب ،والقانون. 4
التجديد عبارة عن اتفاق يتم من خالله استبدال دين جديد بدين قديم بتغيير في أحد
العناصر المكونة للدين ،وعلى هذا يقع التجديد إما بتغير أطراف العقد أو محله أو سببه.
4صيمود مخلوف ،نظرية االلتزامات ،مقياس القانون المدني ،السنة الثانية فرع قانون العالقات االقتصادية الدولية ، ،جامعة التكوين المتواصل،
مركز قسطينة ،التكوين عن بعد
الفرع الثاني :شروط التجديد:
يشترط في التجديد أن يكون هناك التزامان قديم وجديد ،ومختلفان في عنصر معين ،مع
توافر نية التجديد لدى طرفي التجديد.
يفترض التجديد أن نكون أمام التزام قديم ،فيستعيض عنه المتعاقدان بالتزام جديد،
ولتمام ذلك يشترط في االلتزام القديم أن ال يكون باطال بطالنا مطلقا ،ألن التجديد ذاته
يؤدي إلى انقضاء االلتزام القديم وااللتزام المعدوم (أي الباطل هنا) ال يتم إعدامه من جديد،
ما إن االلتزام القديم قابال لإلبطال فقط (بسبب عيوب اإلرادة مثال) وتم تجديده ،فإن التجديد
ذاته يكون مهددا بالزوال هو اآلخر كااللتزام القديم ،اللهم إال إذا تم استخالص – من
التجديد ذاته – نية إجازة العقد القابل لإلبطال فينقلب األخير إلى صحيح ثم يقع تجديده،
وااللتزام الجديد الناشىء البد وأن يكون متراخي في التنفيذ ،أي يتأخر في تنفيذه على
وجوده ،ألنه لو نشأ ونفذ في الحال لكنا أمام وفاء بمقابل ال تجديد.
ثانيا :اختالف االلتزام الجديد عن القديم في عنصر معين:
يتمثل التجديد في تغير عناصر أساسية في االلتزام القديم بحيث تتغير طبيعة االلتزام
القديم وهذا ما يحصل مثال بتغير أطراف االلتزام (الدائن أو المدين) وكذلك محل وسبب أو
مصدر االلتزام.
أ-تغيير الدائن:
يتم التجديد بتغير الدائن بموجب اتفاق ثالثي يجمع الدائن القديم والجديد والمدين،
وفي هذه الحالة يصبح الدائن الجديد المؤهل الوحيد في استيفاء الدين من المدين على اعتبار
أن التزاما جديدا نشأ بينهما ،وينقضي دين الدائن القديم.
ب-تغيير المدين:
والتجديد بتغيير المدين ،إما أن يحصل بموجب اتفاق بين الدائن والغير بحيث يصبح
ذلك الغير هو الملتزم بالدين وتبرأ بذلك ذمة المدين األصلي من الدين ،وال حاجة في مثل
هذا األسلوب من التجديد إلى رضاء المدين.
أما الطريقة الثانية فتتمثل في اتفاق يجمع المدين األصلي مع الغير (أي المدين الجديد)
ليصبح األخير هو الملتزم بالدين وتبرأ بذلك ذمة المدين األصلي ،على أن هذا األسلوب
غير ممكن إال بعد أن يحصل المدين األصلي على رضاء دائنه (وهذا كأن يتفق بائع مع
المشتري بأن يدفع الثمن إلى أحد دائني البائع ويقبل األخير بأن تبرأ ذمة مدينه األصلي
(البائع) من الدين) ،والتجديد في هذه الحالة ليس إال إنابة كاملة كما سيأتي منها.
ج-تغيير #الدين:
والتغيير هنا يلحق عناصر جوهرية في الدين ،وهذه إما أن تتعلق بمحل الدين ذاته
(كأن يكون المتفق عليه أداء مبلغ نقدي ،ثم ينقلب إلى أداء عين معينة أو العكس ،أو أداء
عين أخرى محل العين المتفق عليها في األصل ،أو أداء إيراد معين بدل الوفاء
برأسمال )...أو بسببه أو مصدره (كأن ينقلب التزام المشتري بالوفاء بالثمن في عقد البيع
إلى الوفاء به على سبيل القرض ال البيع ،وما قيل في ثمن البيع يقال عن بدل اإليجار أو
أجر العمل ،أو أن يصبح الكفيل ملتزما بالوفاء بالدين باعتباره مدينا أصليا ال كفيال )..على
أنه ال يعد من التجديد في شيء ،ألنه ال يغير من أصل الدين أو طبيعته (تغيير في مقدار
الدين ،وإضافة تأمين إلى االلتزام ،وتغيير دين مدني إلى تجاري ،وال قيد الديون في حساب
جار .
العالقات االقتصادية الدولية ،قسم التكوين عن بعد ،جامعة التكوين المتواصل ،قسنطينة.
-خليل أحمد حسن قدادة ،الوجيز في شرح القانون المدني الجزائري ،الجزء األول مصادر
-صيمود مخلوف ،نظرية االلتزامات ،مقياس القانون المدني ،السنة الثانية فرع قانون
العالقات االقتصادية الدولية ، ،جامعة التكوين المتواصل ،مركز قسطينة ،التكوين عن بعد.