You are on page 1of 38

‫برنامج القانون المدني سنة ثانية حقوق الفصل األول ‪.

‬‬
‫بعنوان ‪ :‬النظرية العامة لإللتزامات " مصادر اإللتزام "‬
‫مفهوم نظرية اإللتزام‬

‫خصائص اإللتزام‬

‫عناصر اإللتزام‬

‫أركان اإللتزام‬

‫أنواع اإللتزام‬

‫التقسيم العلمي لمصادر اإللتزام‬

‫المصدر األول ‪ :‬العقد‬

‫شروط العقد‬

‫التراضي المحل‬
‫السبب‬

‫إبطال العقد وبطالنه‪.‬‬

‫المصدر الثاني ‪:‬اإلرادةالمنفردة‪.‬‬


‫المصدر الثالث ‪ :‬العمل الغير المشروع‪.‬‬
‫أوال ‪:‬المسئولية عن األعمال الشخصية‬
‫ثانيا ‪ :‬المسئولية عن األشياء‬
‫ثالثا ‪ :‬المسئولية عن عمل الغير‬
‫المصدر الرابع ‪:‬شبه العقود‬
‫أوال ‪ :‬اإلثراء بال سبب‬
‫ثانيا ‪ :‬الدفع الغير مستحق‬
‫ثالثا ‪ :‬الفضالة‬

‫‪1‬‬
‫برنامج مصادر االلتزام في القانون المدني الجزائري‪.‬‬
‫المواد‬ ‫العنوان‬
‫‪53-673‬‬ ‫الكتاب الثاني‪ :‬اإللتزامات والعقود‬
‫‪53-159‬‬ ‫الباب األول‪ :‬مصادر اإللتزام‬
‫‪53‬‬ ‫الفصل األول ‪ :‬القانون‬
‫‪54-123‬‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬العقد ‪.‬‬
‫‪54-58‬‬ ‫القسم األول ‪:‬أحكام تمهيدية‬
‫‪59-105‬‬ ‫القسم الثاني ‪:‬شروط العقد‬
‫‪59-91‬‬ ‫‪-1‬الرضا‬
‫‪92-95‬‬ ‫‪-2‬المحل‬
‫‪96-98‬‬ ‫‪2‬مكرر‪-‬السبب‬
‫‪99-105‬‬ ‫القسم الثاني مكرر ‪ :‬إبطال العقد وبطالنه‬
‫‪106-108‬‬ ‫القسم الثالث‪:‬اثار العقد‬
‫‪119-123‬‬ ‫القسم الرابع ‪ :‬انحالل العقد‬
‫‪ 123‬مكرر‪-‬‬ ‫الفصل الثاني مكرر‪ :‬اإللتزام باالرادة المنفردة‬
‫‪123‬مكرر‪1‬‬
‫‪124-140‬‬ ‫الفصل الثالث ‪:‬العمل المستحق للتعويض‪-‬الفعل الضار –العمل الغير‬
‫مكرر‪1‬‬ ‫المشروع‬
‫‪124-133‬‬ ‫القسم األول ‪:‬المسئولية عن األعمال الشخصية‬
‫‪134-137‬‬ ‫القسم االثاني ‪:‬المسئولية عن عمل الغير‬
‫‪138-‬‬ ‫القسم الثالث ‪:‬المسئولية الناشئة عن األشياء‬
‫‪140‬مكرر‪1‬‬
‫‪141-159‬‬ ‫الفصل الرابع ‪ :‬شبه العقود –العمل النافع –‬
‫‪141-142‬‬ ‫القسم األول ‪ :‬اإلثراء بال سبب‬
‫‪143-149‬‬ ‫القسم الثاني ‪ :‬الدفع غير مستحق‬
‫‪150-159‬‬ ‫القسم الثالث ‪ :‬الفضالة‬

‫مقدمة‬

‫سبق وأن تعرضنا في السنة األولى في مقياس المدخل للعلوم القانونية على نظرية الحق‪،‬وتعرفنا على مفهوم الحق‬
‫الشخصي بأنه مجموعة من األلتزامات تقع على عاتق الشخص محل االلتزام بعمل أو االمتناع عن القيام أو االلتزام‬
‫بتسليم شئ ‪.‬‬

‫وعليه سوف نتعرف حالل هذه السنة الثانية مضمون االلتزام ومصادره فماهي نظرية االلتزام وخصائصه‪.‬‬

‫مفهوم نظرية االلتزام ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬


‫االلتزام القانوني ‪ :‬هو رابطة قانونية تربط بين شخصين أو اكثر أحدهما ‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫طرف ايجابي ‪ :‬ويسمى ب الدائن وهو الطرف الذي يقوم بأنشاء االلتزام ويقع على عاتقه الحق الشخصي ‪.‬‬

‫طرف سلبي ‪ :‬ويسمى ب المدين وهو الذي يقع عليه عبآ االلتزام ‪ ،‬في محل االلتزام بعمل أو االمتناع عن عمل ‪،‬أو‬
‫تسليم الشي كما ورد في نص المادة ‪54‬من التقنين المدني الجزائري ‪.‬‬

‫خصائص االلتزام ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬


‫يتمتع االلتزام بعدة خصائص اذا توفرت في خاصية معينة تم تكييف العمل والعالقة على اساس االلتزام وقمنا‬
‫باستنتاجها من نص المادة ‪ 54‬من التقنين المدني الجزائري وهي‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬رابطة قانونية‬

‫يقصد بذلك أن االلتزام حاصية ينظمها القانون‪ ،‬ويحميها بكل الطرق وهو حق معترف به قانونا لألشخاص كما تتولى‬
‫الدولة مهمة حمايته بكل الطرق ‪ ،‬حيث ينبغي على كل ملتزم تنفيذ التزاماته القانونية واال وقع تحت طائلة الجزاء‬

‫ثانيا ‪ :‬رابطة ثنائية تبادلية ‪:‬‬

‫يقصدبأن االلتزام هي خاصية تربط بين شخصين أو أكثر فال تربط شخص واحد بنفسه ‪ ،‬فينبغي وجود طرفين قانونين‬
‫هما ‪:‬‬

‫الدائن وهو الطرف االيجابي لاللتزام الذي يقوم بانشاء االلتزام ويقع عليه عنصر المسؤولية وعبء الدفاع عن حقه‬
‫الشخصي كمثال ‪:‬‬

‫الشخص الذي يلزم مقاول على أن يبني له منزال‬

‫المدين ‪ :‬هو الطرف السلبي الملزم بتنفيذااللتزام ويقع على عبء المسؤولية أن ينبغي عليه تنفيذ ما إلتزم به ‪،‬كمثال‬
‫المقاول في المثال السابق الذي ينبغي عليه بناء المنزل‬

‫ثالثا ‪ :‬رابطة مالية‬

‫يقصد به أن االلتزام يقع على شئ مالي معين ‪ ،‬كما أنه قابل التقويم بواسطة النقود ‪ ،‬حيث أن الدافع والمنفذ لاللتزام‬
‫هي المال و النقود‬

‫عناصر االلتزام ‪:‬‬ ‫‪-3‬‬


‫يشترط لوجود االلتزام عنصرين أساسين إذا تواجدا اعتبرنا العالقة القانونية على أساس إلتزام وهما ‪:‬‬

‫* عنصر المديونية ‪ :‬وهو العنصر الذي يقع على عاتق المدين ‪ ،‬وهو االلتزام بما إتفق عليه من مضمون االلتزام إما‬
‫القيام بعمل أو االمتناع عن عمل أو تسليم الشئ ‪،‬وهو العنصر األهم في االلتزام وعدم االقتران به يسبب لصاحبه‬
‫مسؤولية مدنية ‪.‬‬

‫عنصر المسؤولية ‪ :‬هو العنصر والعبء الذي يقع على الدائن وهو الشخص الذي يقوم بانشاء االلتزام ‪ ،‬وعنصر‬
‫المسؤولية هو حق حماية حقه الشخصي وحقه على المدين بتنفيذ إلتزامه عليه ‪،‬وهو عنصر أنشأه القانون الذي يتولى‬
‫حماية االلتزام لذلك خول للدائن حق اللجوء للقضاء والتنفيذ الجبري والمطالبة بالتعويض وفسخ العقود وبطالنها ‪...‬‬

‫‪3‬‬
‫أركان االلتزام‬ ‫‪-4‬‬
‫لاللتزام ثالث أركان وهي ‪:‬‬

‫الرابطة القانونية ‪ :‬وهي ذلك القيد الذي يرد على إرادة المدين وحريته بمعنى يفرض القانون على المدين التزام‬
‫معين ‪،‬ومثال ذلك الرابطة القانونية بين البائع والمشتري ‪،‬المؤجر والمستأجر ‪.‬‬

‫محل االلتزام ‪ :‬هو الشئ الذي يلتزم به المدين ‪،‬ويكون بإعطاء شئ كما في التزام البائع بنقل ملكية المبيع على‬
‫المشتريبقصد استيقاء ثمنه ‪ ،‬وقد يكون بالعمل كااللتزام البناء ببناء منزل ‪،‬وقد يكون باإلمتناع عن العمل كااللتزام‬
‫العب كرة القدم عن عدم اللعب لفريق آخر غير فريقه حتى نهاية مدة العقد ‪.‬‬

‫السبب ‪ :‬هو الغرض القانوني الذي من أجله أوجب المدين اإللتزام على نفسه ‪،‬فالبائع التزم بنقل ملكية المبيع بسبب‬
‫الحصول على ثمنه ‪.‬‬

‫أنواع االلتزام ‪:‬‬ ‫‪-5‬‬


‫تقسيم االلتزام من حيث الموضوع‬ ‫‪‬‬

‫إلتزام بعمل ‪ :‬التزام المدين بالقيام بعمل إيجابي لمصلحة الدائن سواء كان مادي و قانوني‪.‬‬

‫إلتزام باالمتناع عن عمل ‪ :‬التزام المدين باالمتناع عن عمل لمصلحة الدائن ‪.‬‬

‫إلتزام باعطاء ‪:‬إلتزام المدين بنقل حق عيني أو انشائه ‪.‬‬

‫تقسيم االلتزام بحسب النتيجة ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫التزام بتحقيق نتيجة ‪:‬االلتزام الذي يتعهد فيه المدين بتحقيق نتيجة معينة ‪.‬‬

‫التزام ببذل عناية ‪ :‬االلتزام الذي يتعهد فيه المدين ببذل الجهد والعناية الالزمة دون ضمان تحقق النتيجة ‪.‬‬

‫تقسيم االلتزام من حيث الحماية القانونية ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫االلتزام المدني ‪ :‬هو االلتزام الذي يتوافر فيه المديونية اي الواجب الذي يفرض على الشخص القيام بأداء معين أو‬
‫المسؤولية هو العنصر الذي يستطيع الدائن من خالله إجبار المدين على تنفيذ التزامه ‪.‬‬

‫االلتزام الطبيعي ‪ :‬هو االلتزام الذي يتوافر فيه المديونية فقد دون المسؤولية ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫مصادر االلتزام‬ ‫‪-6‬‬
‫لقد عرفنا االلتزام بأنه تلك الرابطة القانونية بين شخصين أحدهما إيجابي ويسمى الدائن واألخر سلبي ويسمى‬
‫المدين ‪،‬كما قلنا بأنه لتكييف رابطة معينة على أساس إلتزام ينبغي أن تتوفر على عنصري المسؤولية والمديونية ‪،‬كما‬
‫تعرفنا على أنواع اإللتزام‪.‬‬

‫سنخوض في عمق دراستنا وهو مصادر االلتزام‬

‫العقد‪:‬المادة ‪54‬من القانون المدني الجزائري‪.‬‬

‫االرادة المنفردة ‪:‬المادة ‪123‬من التقنين المدني‬

‫الفعل الضار ‪:‬المادة ‪ 124‬من القانون المدني‬

‫الفعل النافع ‪:‬المواد ‪ 294،266‬من القانون المدني ‪.‬‬

‫التقسيم العلمي لمصادر اإللتزام‬

‫هذا التقسيم العلمي بمعنى تتفرع علميا مصادر اإللتزام من الواقعة القانونية هناك واقعة وقعت القانون يرتب لها اثارا‬
‫تجاه المعنيين ‪ ،‬يمكننا أن نميز بين نوعين من الواقعة القانونية التي يرتب القانون عليها أثرا معتبرا ‪.‬هناك وقائع قانونية‬
‫متمثلة في ظواهر طبيعية فيرتب القانون على وقوعها أثرا معينا كالزلزال القوة الظاهرة ووقائع قانونية اختيارية إما‬
‫أن تتمثل في العمل المادي والتصرف القانوني ‪،‬يعتبر الفقه أن العمل المادي والتصرف القانوني مصدرا مستقال يقوم‬
‫أمام الواقعة القانونية ‪.‬‬

‫من خالل ما سبق ذكره يمكن رصد واستقراء المصادر ورغم وضوح الفقه القانوني التفرقة في مسألة الواقعة القانونية‬
‫إال أن الفقه جرى على األخذ بالمفهوم الضيق ‪،‬إما أن تكون أمام واقعة قانونية ضمنها تندرج أسباب أو مصادر اإللتزام‬
‫‪،‬في المسألة األولى التصرف القانوني لمبناه اإلرادة نجد مصدرين هما العقد وهو تطابق إرادتين أو اكثر من اجل‬
‫إحداث اثر قانوني و االرادة المنفردة باعتبارها ايضا مصدرا من حيث التصرفات القانونية ومبناه االرادة ويرتب اثارا‬
‫قانونيا في الواقعة القانونية من حيث التصرفات القانونية وجدنا مصدرين أساسين وكالهما مبدأالسلطان فيها وهو‬
‫االرادة سواء رتبت أثرا شكل منفرد فسميناها –االرادة المنفردة ‪ ،-‬أو االلتقاء مع ارادة اخرى وتطابقا وكان تطابقهما‬
‫صحيحا أقره القانون غير مشوب بغيب رتب االثر ويسمى هذا المسمى –العقد‪.-‬‬

‫‪- 2‬في حسب الوقائع القانونية المادية –االختيارية –نجد ايضا مصدرين هناك ما يكيف العمل نافعا فإذا قمت بعمل نافع‬
‫نفعت به الغير فهذا يسمى االثراء بال سبب وجعله له المشرع تطبيقين أساسيين عمليين الفضالة والدفع غير المستحق‬
‫وهي كلها من جنس األعمال النافعة ويسميها المشرع تحت مسمى شبه العقود ‪،‬قد نأتي بالعمل ويكون ضارا فيرتب‬
‫القانون اثرا عليه فيكون ما قمت به مصدرا في االلتزام فعملك الذي قصدته سواء باعداد الضرر يقصد أو بغير قصد‬
‫يسمى بالعمل الغير مشروع مصدرا اخرا وهو ليس من حيث األول وال الثاني هذا المشرع يصطلح على تسمية‬
‫بالمصدر الغير مباشر المستقل يسمى بالقانون‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫العقد‬

‫مفهوم العقد ‪:‬‬

‫الفقه القانوني ‪ :‬ميزت بين العقد واالتفاق فأعطت العقد مفهوما واالتفاق مفهوم فالفقه يرى العقد جزء من االتفاق فكل‬
‫عقد هو اتفاق وليس كل اتفاق هو عقد ‪،‬قالو االتفاق ذات مدلول واسع شامل توافق ارادتين من اجل انشاء االلتزام أو‬
‫نقله أو تعديله أو نقضه ‪.‬‬

‫المشرع الجزائري ‪:‬‬

‫المشرع الجزائري اقر صراحة إال أن االتفاق هو العقد استعملهم كمترادفين ‪.‬‬

‫أعطى تعريف للعقدفي المادة ‪54‬من القانون المدني بأنه "إتفاق يلتزم بموجبه شخص أو عدة أشخاص نحو شخص‬
‫اخر أو عدة أشخاص اخرين بمنح أو فعل أو عدم فعل شئ ما "‬

‫مبدأ سلطان االرادة ‪ :‬االرادة وحدها هي التي تنشئ االلتزام وهي التي تحدد اثاره‬

‫أوال ‪ :‬مفهوم مبدأ سلطان االرادة‬

‫‪-‬يعد من أهم المبادئ القانونية وهو يعني منح األفراد الحرية الكاملة في التعاقد ‪،‬فالعقد يحكمه االرادة المشتركة لألفراد‬
‫المتعاقدة ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬النتائج المترتبة على مبدأ سلطان االرادة ‪:‬‬

‫‪-1‬اإللتزامات االرادية هي األصل وااللتزامات غير اإلرادية هي االستثناء ‪.‬‬

‫‪-2‬حرية التعاقد ‪ :‬للفرد الحرية الكاملة في التعاقد‪.‬‬

‫‪- 3‬حرية األفراد في تحديد اثار العقد ‪ :‬لطرفي العقد الحرية كاملة في تحديد ما يريدون االلتزام به ‪،‬فالمشرع نظم العقود‬
‫–ليس مطلقا‪ -‬ألحكام مكملة وترك لألفراد الحرية في تحديد إلتزامات كل طرف ‪.‬‬

‫‪- 4‬العقد شريعة المتعاقدين ‪ :‬يعني أن شروط العقد تسري على األفراد كما يسري عليهما القانون ‪ ،‬وتعتبر ملزمة لهما‬
‫كالقانون ‪ ،‬فال يمكن ألي طرف تعديلها أو إنهاء العقد بارادته المنفردة ‪.‬‬

‫االستثناءات هذا المبدأ‬

‫قيد موضوعي ‪ :‬يتمحور حول احترام فكرة النظام العام واالداب العامة ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫القيد الشكلي ‪ :‬إلزامية إفراغ العقد في شكل معين‬ ‫‪-2‬‬
‫سريان اثار العقد ‪ :‬تسري اثار العقد –نتائجه‪ -‬على المتعاقدين فقط أما الغير فال تسري عليهم االثار إال إذا نص‬ ‫‪-3‬‬
‫العقد علال ذلك أو النص القانوني كالورثة مثال‬
‫حرية عدم التعاقد ‪ :‬األصل أن للفرد حرية عدم التعاقد ولكن هناك بعض االستثناءات أين يجد نفسه مجبرا على‬ ‫‪-4‬‬
‫التعاقد كحالة التأمين الجبري –حوادث المرور‬

‫‪6‬‬
‫‪ -5‬تقييد إرادة األفراد بعدد من القيود تحد من حريتهم في التعاقد كالقواعد العامة وقواعد االسرة والنظام العام‬
‫واألداب العامة‬
‫‪ -6‬ريادة المصادر غير االرادية ‪.‬‬
‫أنواع العقود ‪:‬‬
‫تقسيم العقود من حيث التكوين ‪:‬‬
‫‪ -1‬العقد الرضائي ‪ :‬هو العقد الذي ينعقد بمجردحصول إتفاق دون إتباع شكل أو صيغة معينة ‪.‬‬
‫‪ -2‬العقد الشكلي ‪ :‬هو الذي يشترط إلنعقاده إضافة لركن التراضي احترام شكلية معينة ‪ ،‬وتعد هذه الشكلية‬
‫ركنا من أركان العقد بحيث يبطل العقد بدونها ‪ ،‬كما هو الحال في ركن الكتابة في عقد الشكلية ‪.‬‬
‫‪ -3‬العقد العيني‪ :‬هو الذي يشترط إلنعقاده زيادة على التراضي تسليم الشئ محل العقد وإذا لم يتم هذا التسليم ال‬
‫ينعقد العقد ‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة لعقد الوديعة وعقد القرض ‪.‬‬
‫تقسيم العقود من حيث األثر ‪:‬‬
‫‪ -1‬العقد الملزم لجانبين ‪ :‬هو الذي يرتب إلتزامات متبادلة على كال طرفي العقد ‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة‬
‫البيع ‪ ،‬فيلتزم المشتري بدفع الثمن ويلتزم البائع بتسليم الشئ المبيع ‪.‬‬
‫‪ -2‬العقد الملزم لجانب واحد ‪ :‬هو الذي يرتب التزامات على أحد المتعاقدين دون اآلخر ‪ ،‬بمعنى أن يكون‬
‫أحدهما دائنا واآلخر مدينا ‪ ،‬كما هو الحال في عقد الوديعة ‪.‬‬

‫تقسيم العقود من حيث مضمون العقد ‪:‬‬


‫‪ -1‬عقد المعاوضة ‪ :‬هو الذي يأخذ فيه كل من الطرفين مقابل لما أعطاه للطرف اآلخر كعقد البيع ‪.‬‬
‫‪ -2‬عقد التبرع ‪ :‬هو الذي يلتزم فيه المتعاقد بمنح شئ أو القيام بفعل دون الحصول على مقابل من الطلرف‬
‫اآلخر ‪ ،‬كما هو الحال في الهبة ‪.‬‬

‫تقسيم العقود من حيث الكم ‪:‬‬

‫العقد المحدد ‪ :‬هو الذي يستطيع فيه كل من المتعاقدين أن يحدد مقدار ما سيأخذ وما سيعطي كالبيع بثمن‬ ‫‪-1‬‬
‫معين ‪.‬‬
‫العقد اإلحتمالي ‪ :‬ال يستطيع فيه كال من المتعاقدين أن يحدد مقدار التزاماته وقت ابرام العقد ‪ ،‬كالبيع بثمن‬ ‫‪-2‬‬
‫الذي يكون على شكل إيراد مرتب مدى حياة البائع‬

‫تقسيم العقود من حيث الزمن ‪:‬‬

‫‪ -1‬العقد الفوري ‪ :‬هو الذي تحدد فيه إلتزامات المتعاقدين بغض النظر عن وقت تنفيذها ‪ ،‬حيث ال يؤثر الزمن‬
‫على مقدالر اإللتزامات ‪ ،‬ويتم تنفيذ هذا العقد دفعة واحدة كبيع جريدة مثال حيث يتسلم المشتري الجريدة فورا‬
‫ويدفع في نفس الوقت ثمنها‪.‬‬
‫‪ -2‬العقد المستمر ‪ :‬هو الذي يكون في عنصر الزمن جوهريا حيث تقاس به التزامات المتعاقد ‪ ،‬كعقد اإليجار مثال‬
‫تقسيم العقود من حيث المتعاقدين ‪:‬‬
‫‪ -1‬عقد المساومة ‪ :‬يترجم عقد المساومة النموذج التقليدي للعقد ‪ ،‬حيث يتمتع كل متعاقد فيه بحرية في وضع‬
‫شروط العقد‪ ،‬وله الحق في تقديم عروض تكون قابلة للنقش من قبل المتعاقد الثاني ‪.‬‬

‫‪-2‬عقد اإلذعان‪ :‬هو عقد يملي قيه المتعاقد شروطه على المتعاقد الثاني الذي ليس له إال رفض العقد أو قبوله ‪،‬‬
‫فال يمكن له مناقشة بنود العقد أو تعديلها ‪ ،‬وترجع هذه السيطرة عادة إلى إحتكار فعلي أو قانوني للسلع أو‬
‫‪7‬‬
‫الخدمات من طرف المتعاقد القوي ‪ ،‬ومثال ذلك مورد خدمة االنترنت الذي يملك شروطا مسيقة في العقد ويبقى‬
‫للمتعامل االمضاء على عقد التوريد كما هو أو رفضه جملة‬

‫تقسيم العقود من حيث األحكام التي تدير العقود ‪:‬‬

‫العقد المسمى ‪ :‬هو العقد الذي تولى المشرع تعاليفه وتنظيم أحكامه ‪ ،‬كعقد البيع وعقد المقايضة وعقد‬ ‫‪-1‬‬
‫اإليجار‬
‫العقد الغير مسمى ‪ :‬هو العقد الذي لم يتولى المشرع تسميته وال تنظيم أحكامه ‪ ،‬فهو عقد يصيغه المتعاقدان‬ ‫‪-2‬‬
‫ومثال ذلك عقد النشر الذي يتنازل قيه المؤلف عن حق اإلستغالل إلى الناشر مقابل مبلغ مادي‬
‫معلوم ‪،‬وكذلك العقد الطبي الذي هو اتفاق بين الطبيب والمريض على أن يقوم األول بعالج الثاني مقابل‬
‫مبلغ معلوم ‪.‬‬

‫شروط العقد ‪:‬‬


‫‪ -1‬الرضا –التراضي ‪-‬‬
‫لقيام العقد صحيحا يجب توافر رضا المتعاقدين ولهذا ال بد من تحديد القواعد الخاصة لوجوب الرضا‬
‫وصحته‬
‫لم يعرف القانون المدني التراضي بل خص على نشأة التراضي بل حدد قواعد صحته‬
‫مفهومه ‪ :‬تطابق ارادتين ‪-‬االيجاب والقبول ‪-‬الحداث اثر قانوني معين‬
‫أ‪-‬وجود االرادة ‪ :‬سواءا كانت ايجابا أو قبوال يجب أن تصدر من شخص لديه ارادة ذاتية يعتد بها القانون‬
‫الجداث االثر القانوني ‪،‬أي ان يكون الشخص مدركا لما هو مقدما عليه ومميزا ‪.‬‬
‫التعبير عن االرادة ‪:‬‬
‫‪ -1‬التعبير الصريح ‪ :‬يكون صريحا إذا قصد به صاحبه إحاطةالغير بإرادته بطريقة مباشرة‬
‫نصت المادة ‪60‬من القانون المدني فقرة "‪"1‬على مجموعة من مظاهر يكون فيها التعبير عن االرادة‬
‫صريحا بقولها " التعبير عن االرادة يكون باللفظ وبالكتابة ‪،‬أو باالشارة المتداولة عرفا كما يكون باتحاذ‬
‫موقف ال يدع أي شك في داللته على مقصود صاحبه‪.‬‬
‫‪ -2‬التعبير الضمني ‪ :‬نصت عليه الفقرة "‪ "2‬من المادة السالفة الذكر " ويجوز أن يكون التعبير عن‬
‫االرادة ضمنيا إذا لم ينص القانون أو يتفق الطرفان على أن يكون صريحا ‪.‬‬
‫أي يكون إذا كان المظهر الذي اتخذه الشخص ليس في ذاته موضوعا للكشف عن االرادة ‪ ،‬ولكنه مع‬
‫ذلك ال يمكن تفسيره غير معبرعن االرادة‬

‫القبول واإليجاب وتطابقهما‬


‫تنص المادة ‪59‬من القانون المدني ‪ :‬يتم العقد بمجرد أن يتبادل الطرفان التعبير عن إرادتهما‬
‫المتطابقتين دون االخالل بالنصوص القانونية ‪.‬‬
‫حسب هاذه المادة لقيام العقد ال بد أن يصدر التعبير عن ارادة شخص وهي االيجاب وأن تصدر ارادة‬
‫من شخص اخر وهو القبول وأن يكون متطابقان‪.‬‬

‫اإليجاب ‪ :‬العرض الصادر من شخص يعبر فيه بوجه جازم عن ارادته في ابرام عقد معين بحيث اذا‬
‫اقترن به قبول مطابق له انعقد العقد ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫حاالت سقوط اإليجاب ‪:‬‬

‫الرفض الصادر لمن وجه إليه –المتعاقد –‬ ‫‪-1‬‬


‫اذا كان معلقا على شرط وتخلف هذا الشرط ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫في التعاقد بين حاضرين إذا انقضى مجلس العقد إال اذا اقترن بمهلة‬ ‫‪-3‬‬

‫وعليه اذا سقط االيجاب ألي سبب من االسباب الثالثة السابقة ثم جاء قبول بعد ذلك فإن هذا القبول يعتبر إيجابا‬
‫جديدا يحتاج إلى قبوال أخر‬

‫العقد‪.‬ولصحة القبول يجب ‪:‬‬ ‫القبول ‪ :‬التعبير البات عن ارادة الطرف الذي وجه إليه االيجاب وهو االرادة الثانية في‬

‫مطابقة القبول لإليجاب ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫صدور القبول قبل سقوط اإليجاب‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫تطابق اإليجاب والقبول ‪:‬‬

‫التعاقد بين حاضرين ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫‪-‬صدور اإليجاب والقبول في مجلس عقد واحد ‪.‬‬


‫‪-‬ال يشترط أن يكونا في نفس المكان فقد يكون مجلس العقد حقيقي أو حكمي كالتعاقد عبر الهاتف أو الواتساب‬
‫فالعبرة بالرد حاال ‪.‬‬
‫‪ -2‬التعاقد بين غائبين ‪:‬‬
‫‪ -‬عند عدم إجتماع الموجب بالقابل في مجلس عقد واحد‬
‫‪ -‬التعاقد بالمراسلة أو البريد أو إرسال رسول والعبرة هي المدة الفاصلة بين اإليجاب والقبول ‪.‬‬

‫صور خاصة بالتراضي ‪:‬‬

‫التعاقد بالنيابة ‪ :‬تنص المادة ‪ 73‬من التقنين المدني " إذا تم العقد بطريق النيابة ‪ ،‬كان شخص النائب ال‬ ‫‪-1‬‬
‫شخص األصيل هو محل اإلعتبار عند النظر في عيوب الرضا ‪ ،‬أو في أثر العلم ببعض الظروف‬
‫الخاصة ‪ ،‬أو إقتران العلم بها حتما ‪.‬‬
‫غير أنه إذا كان النائب وكيال ويتصرف وفقا لتعليمات معينة صادرة من موكله ‪،‬فليس الموكل أن يتمسك‬
‫بجهل النائب لظروف كان يعلمها هو ‪،‬أو كان من المفروض حتما أن يعلمها ‪.‬‬
‫مفهومه ‪ :‬هو ابرام تصرف قانوني من شخص يسمى النائب لحساب شخص اخروبإسمه يسمى األصيل‬
‫بحيث ينتج هذا العمل القانوني أثره في ذمة األصيل ‪،‬فإرادة النائب تحل محل إرادة األصيل ‪.‬‬
‫أنواع التعاقد بالنيابة ‪:‬‬
‫النيابة اإلتفاقية ‪ :‬بمعنى تكون بإتفاق األفراد اي النائب واألصيل ‪.‬‬
‫النيابة القضائية ‪ :‬بمعنى تكون بحكم قضائي‬
‫النيابة القانونية ‪ :‬مصدرها القانون كنيابة الولي ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫شروط النيابة بالتعاقد‬
‫‪-‬حلول إرادة النائب محل إرادة األصيل تماما ‪.‬‬
‫‪-‬أن يلتزم النائب بحدود النيابة التي وكلت له دون أن يتجاوز ذلك ‪ ،.‬وإذا تجاوز حدود نيابته "أي النائب‬
‫"ال ينصرف أثار العقد إلى األصيل إال إذا اقر األصيل هذا التجاوز ‪.‬‬
‫في حالة تجاوز النائب الحدود العامة تنص المادة ‪ 76‬من القانون المدني "إذا كان النائب ومن تعاقد معه‬
‫يجهالن معا وقت العقد انقضاء النيابة ‪ ،‬فإن إثر العقد الذي يبرمه ‪ ،‬حقا كان أو إلتزاما ‪ ،‬يضاف إلى‬
‫األصيل أو خلفائه "‪.‬‬
‫‪-‬أن يكون تعامله لحساب األصيل ال لحسابهم وبإسمه‬
‫أثار التعاقد بالنيابة‬
‫العالقة بين النائب ومن تعاقد معه ‪ :‬ينصرف أثر العقد إلى األصيل وال يلتزم النائب بأي إلتزام وال ينشئ‬ ‫‪-‬‬
‫عن هذا التصرف أي حق للنائب‪.‬‬
‫العالقة بين النائب واألصيل ‪ :‬يحددها نوع العقد‬ ‫‪-‬‬
‫العالقة بين األصيل ومن تعاقد معه النائب ‪:‬عالقة مباشرة بين األصيل والنائب ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تعاقد الشخص مع نفسه ‪ :‬القاعدة العامة المشرع الجزائري تنص المادة ‪77‬من القانون المدني " ال يجوز‬ ‫‪-‬‬
‫لشخص أن يتعاقد مع نفسه باسم من ينوب عنه سواء أكان التعاقد لحسابه هو أم لحساب شخص إخر ‪ ،‬دون‬
‫الترخيص من األصيل على أنه يجوز األصيل في هذه الحالة أن يجيز التعاقد كل ذلك مع مراعاة ما‬
‫يخالفه ‪ ،‬مما يقضي به القانون وقواعد التجارة "‬

‫اإلستثناءات ‪ :‬قد يرخص األصيل للوكيل شراء الشئ لنفسه أو أن يشتري النائب هذاالشئ لنفسه ويخبر األصيل ذلك‬
‫بعد إبرام التصرف ‪.‬‬

‫الوعد بالتعاقد ‪ :‬تنص المادة ‪ 71‬من القانون المدني ‪ " :‬اإلتفاق الذي يعد له كال المتعاقدين أو أحدهما‬ ‫‪-2‬‬
‫بابرام عقد معين في المستقبل ال يكون له أثرا اال إذا عينت جميع المسائل الجوهرية للعقد المراد‬
‫إبرامه ‪،‬والمدة التي يجب إبرامه فيها ‪.‬‬
‫وإذا اشترط القانون لتمام العقد استيفاء شكل معين فهذا الشكل يطبق أيضا على اإلتفاق المتضمن الوعد‬
‫بالتعاقد "‬
‫مفهومه ‪:‬هو عقد لكن هذا العقد يمهد إلبرام عقد اخر وهو العقد الموعود به قد يكون إما ملزما لجانبين إذا‬
‫كنا بصدد وعد بالبيع والشراء في ان واحد وإما ان يكون ملزم لجانب واحد سواءا للبيع أو الشراء‬
‫التعاقد عن طريق المزايدة‪ :‬تنص المادة ‪69‬من التقنين المدني ‪" :‬ال يتم العقد في المزايدات إال برسم المزاد‬ ‫‪-3‬‬
‫‪ ،‬ويسقط المزاد بمزاد أعلى ولو كان باطال‪.‬‬
‫القبول‬
‫عقود اإلذعان‪ :‬تنص المادة ‪ 70‬من التقنين المدني "يحصل القبول في عقد اإلذعان بمجرد التسليم لشروط‬ ‫‪-4‬‬
‫مقررة يضعها الموجب وال يقبل المناقشة فيها ‪.‬‬
‫مفهومه ‪ :‬هو العقد الذي ينفرد فيه أحد المتعاقدين بوضع شروطه حيث يكون للطرف االخر أن يقبل‬
‫الشروط كلها أو يرفضها كلها ‪.‬‬
‫التعاقد بالعربون‪ :‬تنص المادة ‪ 72‬مكرر من التقنين المدني على "يمنح دفع العربون وقت ابرام العقد لكل‬ ‫‪-5‬‬
‫لكل من المتعاقدين الحق في العدول عنه خالل المدة المتفق عليها ‪ ،‬إال إذا قضى االتفاق بخالف رذلك ‪.‬‬

‫فإذا عدل من دفع العربون فقده ‪ .‬وإذا عدل من قبضه رده ومثله ولو لم يترتب على العدول أي ضرر‬
‫‪10‬‬
‫مفهوم العربون هو مبلغ نقدي يقدمه أحد المتعاقدين لألخر والغرض منه إما جعل العقد المبرم بينهما نهائي أو‬
‫إعطاء الحق لكل منهما بالعدول أو نقض العقد‪.‬‬

‫عيوب اإلرادة‪ :‬هي عوائق تلحق ارادة أحد المتعاقدين أو كليهما فتفسد التراضي دون أن تزيله فهو موجود ولكن‬
‫معيب ‪ ،‬يشترط لصحة التراضي أن تكون سليمة في بعض من األحيان تعيب االرادة بعيوب تشوبها فيما تتمثل هذه‬
‫العيوب هذا ما سوف نتطرق إليه في هذا الجزئية وقبل ذلك نحاول ذراسة األهلية مسبقا ‪.‬‬

‫‪ -1-‬األهلية ‪:‬‬
‫أهليه األداء ‪ :‬قدرة الشخص عللى التصرف في ذمته المالية وترتبط بقدرات الشخص العقلية وكثيرا ما‬
‫ترتبط بقدرة التمييز ‪.‬‬
‫أهلية الوجوب ‪ :‬تثبت لإلنسان متى ولد حيا تمكنه من إكتساب الحقوق وتحمل اإللتزامات ‪.‬‬
‫مراحل األهلية ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -1‬من الوالدة إلى ‪ 13‬سنة ‪ :‬عديم األهلية والتمييز ‪.‬‬
‫تصرفاته باطلة بطالنا مطلقا ‪.‬‬
‫‪ -2‬من إكنمال ‪ 13‬سنة إلى ‪ 19‬سنة ‪:‬ناقص األهلية مميز‬
‫تصرفاته نفرق بين ‪3‬حاالت ‪.‬‬
‫‪ -3‬من إكنمال ‪ 19‬سنة إلى الوفاة‪ :‬كامل األهلية‬
‫تصرفاته صحيحة ‪.‬‬
‫عوارض األهلية ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫الجنون ‪ :‬عديم األهلية تصرفاته باطلة بطالنا مطلقا ‪.‬‬
‫العته ‪ :‬عديم األهلية تصرفاته باطلة بطالنا مطلقا ‪.‬‬
‫الغفلة ‪ :‬ناقص األهلية تصرفاته قابلة لإلبطال ‪.‬‬
‫السفه ‪ :‬ناقص األهلية تصرفاته قابلة لالبطال ‪.‬‬
‫موانع األهلية ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫المسجون ‪ :‬يعين له قيم ‪.‬‬
‫ذو العاهتين ‪ :‬يعين له وصي ‪.‬‬
‫الغائب ‪ :‬يعين له وكيل المفلس ‪ :‬يعين له وكيل التفليسة ‪.‬‬
‫عيوب اإلرادة ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫الغلط‬ ‫‪-1‬‬
‫موقف المشرع الجزائري من الغلط‬ ‫‪-‬‬
‫تنص المادة ‪ 83‬من القانون المدني ‪ " :‬يكون العقد قابال لإلبطال لغلط في القانون إذا توافرت فيه شروط‬
‫الغلط في الواقع طبقا للمادتين ‪81‬و ‪ 82‬مالم ينص القانون بغير ذلك "‬
‫تنص المادة ‪ 84‬من القانون المدني ‪ ":‬اليؤثر في صحة العقد مجرد الغلط في الحساب وال غلطات القلم ‪،‬‬
‫ولكن يجب تصحيح الغلط‬

‫‪11‬‬
‫مفهومه‪:‬‬

‫الفقه القانوني ‪ :‬هو وهم يقع في ذي الذمة يجعله يعتقد غير الواقع ‪.‬‬

‫النظرية الحديثة ‪:‬وضعت هذه النظرية معيارا واحدا للغلط وهو المعيار الغلط الذافع للتعاقد عكس النظرية التقليدية‬
‫الذي كانت توضع معايير مختلفة للغلط‪.‬‬

‫شروطه ‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 82‬من القانون المدني ‪ ":‬يكون الغلط جوهريا إذا بلغ حد الجسامة بحيث يمتنع معه المتعاقد عن ابرام العقد‬
‫لو لم يقع في هذا الغلط‬

‫ويعتبر الغلط جوهريا على األخص إذا وقع في صفة للشئ يراها المتعاقدان جوهرية ‪،‬أو يجب اعتبارها كذلك نظرا‬
‫لشروط العقد ولحسن النية ‪.‬‬

‫وإذا وقع ذات المتعاقد أو في صفة من صفاته ‪،‬وكانت تلك الذات أو هذا الصفة السبب الرئيسي في التعاقد ‪.‬‬

‫تنص المادة ‪ 85‬من القانون المدني ‪ " :‬ليس لمن وقع في غلط أن يتمسك به على وجه يتعارض مع ما يقضي به حسن‬
‫النية ‪.‬‬

‫ويبقى باألخص ملزما للعقد قصد ابرامه إذا أظهر الطرف االخر استعداده لتنفيذ العقد ‪".‬‬

‫نستنج من هذه المادتين سالفتا الذكر شروط الغلط كالتالي ‪:‬‬

‫جوهريا‬ ‫‪-1‬‬
‫دافع للتعاقد‬ ‫‪-2‬‬
‫بلغ حد الجسامة‬ ‫‪-3‬‬
‫يكون في نطاق العقد ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬

‫إثبات العقد ‪:‬‬


‫تنص المادة ‪ 81‬من القانون المدني ‪" :‬يجوز للمتعاقد الذي وقع في غلط جوهري وقت ابرام العقد ‪ ،‬أن‬
‫يطلب ابطاله "‪.‬‬
‫‪ -2‬التدليس ‪:‬‬
‫مفهومه ‪ :‬هو حيل يلجأ المتعاقد إلبقاء المتعاقد االخر في غلط يدفعه للتعاقد ‪.‬‬
‫موقف المشرع الجزائري ‪:‬‬
‫اشترط المشرع الجزائري مجموعة من الشروط وهي كالتالي ‪:‬‬
‫‪ -1‬إستعمال طرق احتيالية ‪:‬‬
‫تنص المادة ‪ 86‬من القانون المدني ‪ " :‬يجوز إبطال العقد للتدليس إذا كانت الحيل التي يلجأ إليها أحد‬
‫المتعاقدين أو النائب عنه ‪ ،‬من الجسامة بحيث لوالها لما ابرم الثاني العقد‬
‫ويعتبر تدليسا السكوت عمدا عن واقعة أو مالبسة إذا ثبت أن المدلس عليه ما كان ليبرم العقد لو علم بتلك‬
‫الواقعة أو هذه المالبسة " ‪.‬‬
‫أن تكون الطرق اإلحتيالية هي الدافع إلى التعاقد ‪ :‬نصت عليها ‪ 86/1‬من القانون المدني السابقة ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫‪12‬‬
‫إتصال التدليس بالمتعاقد األخر ‪ :‬تنص المادة ‪ 87‬من القانون المدني ‪ ":‬إذا صدر التدليس من غير‬ ‫‪-3‬‬
‫المتعاقدين ‪ ،‬فليس للمتعاقد المدلس عليه أن يطلب إبطال العقد ‪ ،‬مالم يثبت أن المتعاقد االخر كان يعلم ‪ ،‬أو‬
‫كان من المفروض حتما أن يعلم بهذا التدليس "‪.‬‬

‫‪ 3‬اإلكراه‬

‫موقف المشرع الجزائري ‪:‬‬

‫تنص المادة ‪88‬من القانون المدني على ‪":‬يجوز إبطال العقد لإلكراه إذا تعاقد شخص تحت سلطان رهبة بنية‬
‫بعثها المتعاقد االخر في نفسه دون حق ‪.‬‬

‫وتعتبر الرهبة قائمة على بينة إذا كانت ظروف الحال تصور للطرف الذي يدعيها أن خطرا جسيما محدقا‬
‫يهدده هو ‪،‬أو أحد أقاربه ‪،‬في النفس ‪،‬أو في الجسم ‪،‬أو الشرف ‪،‬أو في المال ‪.‬‬

‫ويراعي في تقدير االكراه جنس من وقع عليه هذا اإلكراه ‪،‬وسنه ‪ ،‬وحالته اإلجتماعية ‪ ،‬والصحية ‪ ،‬وجميع‬
‫الظروف األخرى التي من شأنها أن تؤثر في جسامة اإلكراه ‪.‬‬

‫تنص المادة ‪ 89‬من القانون المدني "إذا صدر اإلكراه من غير المتعاقدين ‪،‬فليس للمتعاقد المكره أن يطلب‬
‫إبطال العقد إال إذا أثبت المتعاقد االخر كان يعلم أو كان من المفروض حتما أن يعلم بهذا االكراه ‪".‬‬

‫مفهومه ‪ :‬ضغط يقع على أحد المتعاقدين يولد في نفسه رهبة تدفعه للتعاقد‬

‫‪-‬التعاقد تحت سلطان الرهبة‬

‫التهديد بخطر جسيم ويكون غير مشروع ‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫أن تكون الرهبة دون وجه حق ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الرهبة متصلة بالمتعاقد االخر أو شخص أخر عالم به أو من المفروض أن يعلم به‬ ‫‪-‬‬

‫أنواع االكراه ‪:‬‬

‫اإلكراه المادي ‪ :‬القوة المادية التي تمارس على المكره كالضرب الشديد ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫األكراه المعنوي ‪ :‬هو التهديد الذي يخلق حالة نفسية من الخوف والفزع فيدفع الشخص إلى التعاقد مثال‬ ‫‪-2‬‬
‫كالتهديد بالقتل أو التهديد بالمساس بالعرض أو بالشرف عليه أو على أحد من أقاربه ‪.‬‬
‫أثار اإلكراه‬
‫‪-‬العقد قابل لإلبطال من طرف المتعاقد الذي وقع عليه االكراه ‪.‬‬
‫‪-‬للمكره كذلك الحق في التعويض ألنه عمل غير مشروع ‪.‬‬

‫‪ 4‬اإلستغالل ‪:‬‬

‫موقف المشرع الجزائري من اإلستغالل‬

‫تنص المادة ‪90‬من القانون المدني الجزائري ‪":‬إذا كانت التزامات أحد المتعاقدين متفاوتة كثيرا في النسبة مع ما حصل‬
‫عليه هذا المتعاقد من فائدة بموجب العقد أو مع إلتزامات المتعاقد االخر ‪،‬وتبين أن المتعاقد المغبون لم يبرم العقد إال ألن‬

‫‪13‬‬
‫المتعاقد االخر قد استغل فيه طيشا بينا أو هوى جامحا ‪ ،‬جاز للقاضي بناءا على طلب المتعاقد المغبون ‪ ،‬أن يبطل العقد‬
‫أو أن ينقص التزامات هذا المتعاقد ‪.‬‬

‫ويجب أن ترفع الدعوى بذلك خالل سنة من تاريخ العقد ‪ ،‬وإال كانت غير مقبولة ‪.‬‬

‫ويجوز في عقود المعاوضة أن يتوقى الطرف االخر دعوى االبطال ‪ ،‬إذا عرض ما يراه القاضي كافيا اللرفع الغبن ‪.‬‬

‫مفهومه ‪ :‬استغالل للطيش البين أو الهوى الجامح الذي يعتري التعاقد لغرض دفعة للتعاقد يتحمل بمقتضاها التزامات ال‬
‫تعادل العوض المحصل عليه ‪.‬‬

‫شروط قيام االستغالل‬

‫العنصر المادي ‪ :‬وجود تفاوت فعلي في النسبة ويكون بذلك التزامات أجد المتعاقدين متفاوتة مع ما حصل عليه‬ ‫‪-1‬‬
‫هذا المتعاقد من فائدة بموجب العقد ‪.‬‬
‫العنصر النفسي ‪ :‬طيش بين أو هوى جامح أي الخفة الزايدةفيكون العنصر النفسي قد توفر ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫اثار االستغالل ‪:‬‬
‫متى توافرت عنصري المادي والمعنوي لإلستغالل يجوز للقاضي بناءا على طلب المغبون إما بطالن العقد أو‬
‫أن يحكم بإرجاع المتعاقدين للحالة األصلية التي على كان عليه قبل ابرام العقد ويقع إثبات هذا االستغالل على‬
‫من يدعيه و الدعوى تسقط بمضي سنة من تاريخ العقد واال غير مقبولة ‪.‬‬
‫‪ 5‬الغبن ‪:‬‬
‫عدم التوازن اإلقتصادي في عقود المعاوضة نتيجة عدم التعامل بين ما يأخذه كل عاقد وما يعطيه ‪.‬‬
‫كيفية حساب الغبن‬
‫يجب أن يزيد الغبن على خمس ثمن المثل أي أن يكون أقل أربعة أخماس من القيمة األساسية للعقار ‪.‬‬
‫الركن الثاني ‪ :‬المحل ( من المادة ‪92‬إلى المادة ‪ 95‬من القانون المدني )‬
‫هناك إختالف فقهي بين ما إذا كان المحل هو محل العقد أو محل اإللتزام ‪:‬‬
‫محل العقد ‪ :‬هو العملية القانونية التي يراد تحقيقها من التعاقد وتراضي عليها الطرفان وعمال لتحقيقها كااليجار‬
‫‪ ،‬البيع ‪ ،‬الرهن ‪...‬‬
‫محل االلتزام ‪ :‬هو ما يتعهد به المدين اتجاه الدائن من التزام وهو األداء الذي يلتزم به المدين أي منح شئ ‪،‬‬
‫القيام بعمل ‪ ،‬االمتناع عن عمل ‪ ،‬وهو ما أحذ به المشرع الجزائري ‪.‬‬

‫شروط المحل ‪:‬‬


‫الشرط األول ‪ :‬أن يكون المحل ممكنا وموجودا‬
‫القاعدة العامة ‪ :‬يجب أن يكون محل العقد موجودا وقت التعاقد وإال يعتبر باطاال وهو ما نصت عليه المادة‬
‫‪93‬من القانون المدني ‪ ":‬إذا كان محل اإللتزام مستحيال فيؤ ذاته أو مخالفا للنظام العام أو االداب العامة كان‬
‫باطاال بطالنا مطلقا "‪.‬‬
‫الوجود ‪ :‬إذا كان العمل نقل حق عيني أو القيام بعمل يتعلق بشئ معين كالتزام المؤجر بتمكين المستأجر من‬
‫اإلنتفاع بالمأجور ينبغي أن يكون المحل موجودا وقت إبرام العقد وإال كان العقد باطال‪.‬‬
‫اإلمكان ‪ :‬إذا كان محل اإللتزام قيام بعمل ال يتعلق بشئ ما أو اإلمتناع عن عمل ‪ ،‬فيجب أن يكون المحل ممكنا‬
‫‪ ،‬أما إذا كان مستحيال استحالة مطلقة مادية أو قانونية وقع العقد باطال‬

‫‪14‬‬
‫اإلستثاء ‪ :‬يمكن أنة يوجود في المستقبل وهو ما تنص عليه المادة ‪ 92‬من القانون المدني ‪ ":‬يجوز أن يكون محل‬
‫اإللتزام شيئا مستقبال ومحققا ‪.‬‬

‫غير أن التعامل في تركة إنسان على قيد الحياة باطل ولو كان في رضاه ‪،‬إال في األحوال المنصوص عليها في القانون‬
‫"‪.‬‬

‫الشرط الثاني ‪ :‬أن يكون محل اإللتزام معينا أو قابال للتعيين‬

‫القاعدة العامة ‪:‬‬

‫يجب أن يكون المحل معينا وقت ابرام العقد‬

‫اإلستثاء ‪ :‬قد يكون المحل قابال للتعيين‬

‫تنص المادة ‪ 94‬من القانون المدني ‪ ":‬إذا لم يكن محل اإللتزام معينا بذاته ‪ ،‬وجب أن يكون معينا بنوعه ‪ ،‬ومقداره وإال‬
‫كان باطال ‪.‬‬

‫ويكفي أن يكون المحل معينا بنوعه فقط إذا تضمن العقد ما يستطاع به تعيين مقداره ‪.‬وإذا لم يتفق المتعاقدان على درجة‬
‫الشئ ‪ ،‬من حيث جودته ولم يمكن تبين ذلك من العرف أو من أي ظرف اخر‪ ،‬التزم المدين بتسليم شئ من صنف‬
‫متوسط ‪".‬‬

‫هل يمكن محل اإللتزام نقود‬

‫نعم يمكن أن يكون محل األتزام نقودا طبقا ‪ 95‬من القانون المدني تنص على ‪ ":‬إذاكان محل اإللتزام نقودا ‪ ،‬التزم‬
‫المدين بقدر عددها المذكور في العقد دون أن يكون إلرتفاع قيمة هذه النقود أو إلنخفاضها وقت الوفاء أي تأثير ‪".‬‬

‫الشرط الثالث ‪ :‬أن يكون محل اإللتزام مشروعا ‪:‬‬

‫أي ال يكون محل اإللتزام مخالف للنظام العام واألداب العامة ومما يجوز التعامل فيه‬

‫األشياء التي تخرج عن دائرة التعامل‬

‫بحكم طبيعتها ‪ :‬هي األشياء التي ينتفع بها كامل الناس كالهواء أشعة الشمس‬

‫بحكم القانون ‪ :‬وبدورها تنقسم اللى قسمين‬

‫أشياءتخرج تقديرا للغرض الذي خصصت ألجله كاألموال الدولة األموال الوقف‬

‫أشياء مجرمة كالمخدرات ‪.‬‬

‫الركن الثالث ‪ :‬السبب (المادة ‪ 97،98‬من القانون المدني )‬

‫مفهومه‬

‫السبب هو الغرض المباشر المراد تحقيقه ‪ ،‬فالبائع يلتزم بنقل ملكية الشئ ألنه يرغب في الحصول على الثمن ‪ ،‬ويلتزم‬
‫المشتري بدفع الثمن ألنه يريد الحصول على المبيع ‪ ،‬أما إذا كان العقد رضائيا وملزما لجانب واحد فالغرض يتمثل في‬
‫الوفاء بالتزام قانوني كتنفيذ الوعد ‪ ،‬كما قد يتمثل في نية التبرع ‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫المادة ‪ 97‬من القانون المدني " إذا التزم المتعاقد لسبب غير مشروع أو لسبب مخالف للنظام العام أو لآلداب كان العقد‬
‫باطال "‬

‫المادة ‪ 98‬من القانون المدني ‪ ":‬كل التزام مفترض أن له سببا مشروعا ‪ ،‬ما لم يقم الدليل على غير ذلك ‪.‬‬

‫ويعتبر السبب المذكور في العقد هو السبب الحقيقي حتى يقوم الدليل على ما يخالف ذلك ‪ ،‬فإذا قام الدليل على صورية‬
‫السبب فعلى من يدعي أن لإللتزام سببا إخرا مشروعاّ أن يثبت ما يدعيه"‪).‬‬

‫إبطال العقد وبطالنه من المادة ‪ 99‬إلى ‪105‬‬


‫األحكام المتعلقة للبطالن‬

‫مفهوم البطالن ‪ :‬البطالن هو الجزاء المترتب على العقد الذي لم يستكمل أركانه أو لم يستوف شروطه ‪.‬‬

‫التمييز بين البطالن والفسخ ‪:‬‬

‫وجه الشبه ‪ :‬يترتب على بطالن العقد وفسخه زوال كل أثاره بمعنى يؤدي إلى انعدام الرابطة القانونية بين المتعاقدين ‪.‬‬

‫وجه اإلختالف ‪:‬‬

‫يتمثل في األسباب التي أدت إلى زوال العقد ‪،‬فينعدم بسبب بطالنه ألنه لم ينعقد صحيحا ولم يستوفى كل أركانه ‪،‬ينعدم‬
‫بسبب الفسخ لعدم تنفيذ العقد ‪ ،‬فينشأ هذا االخيرصحيحا ويكون مستوفيا ألركانه ‪ ،‬إال أنه لم ينفذ بسبب المتعاقد أو لسبب‬
‫اخر ‪ ،‬فيستوجب فسخة طبقا للمواد ‪ 119‬إلى ‪ 121‬من القانون المدني‪.‬‬

‫التمييز بين البطالن وعدم النفاذ ‪ :‬ال يسري العقد غير النافذ في حق الغير ‪ ،‬فهو غير موجود قانونا بالنسبة لهم ‪ ،‬أما‬
‫البطالن فإن العقد الباطل منعدم الوجود قانونا سواء بالنسبة للمتعاقدين أو بالنسبة للغير ‪ ،‬أما في حالة عدم النفاذ فيكون‬
‫العقد موجودا قانونا بين المتعاقدين ومنعدم بالنسبة للغير ‪.‬‬

‫أنواع البطالن ‪:‬‬

‫أغلب الفقهاء يميزون بين البطالن المطلق والبكالن النسبي أو القابل لإلبطال ‪.‬‬

‫البطالن المطلق ‪:‬‬

‫يكون العقد باطال بطالنا إذا تخلف ركن المشروعية ‪ ،‬كأن يكون المحل أو السبب غير مشروع ‪ ،‬ففي هذه الحالة ينعقد‬
‫العقد ألنه استكمل أركانه إال أنه يكون باطال بطالنا مطلقا لعدم مشروعية المحل والسبب ‪ ،‬والعقد في هذه الحالة منعدم‬
‫تماما وغير موجودا قانونا ‪ ،‬وبالتالي ال تلحقه إجازة وال يتقادم بطالنه لعدم إنعقاده أصال ‪ ،‬وقيد المشرع الجزائري هذا‬
‫األجل بشرط عدم تجاوز مدة عشر سنوات من يوم إبرام العقد ‪.‬‬

‫أما فيما يتعلق باإلستغالل فمدة السقوط سنة واحدة فقط من يوم إبرام العقد طبقا لنص المادة ‪ 90‬من القانون المدني ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫األثار المترتبة على تقرير البطالن‬

‫يترتب على العقد الباطل بطالنا نسبيا أو بطالنا مطلقا أثر واحد في الحالتين ‪ ،‬وهو زوال العقد من يوم إبرامه أي بأثر‬
‫رجعي ‪ ،‬وبمعنى اخر يعتبر كأن لم يكن في ما بين المتعاقدين وبالنسبة إلى الغير ‪.‬‬

‫آثار البطالن بين المتعاقدين ‪:‬‬

‫يترتب على بطالن العقد أو بطالنه الزوال الكلي للعقد وذلك بأثر رجعي من يوم إبرامه وبالتالي يعود المتعاقدين إلى‬
‫حالتهما قبل االنعقاد ‪ ،‬وفي بعض الحاالت يرتب القانون على العقد بعض األثار العرضية ‪.‬‬

‫األثر األول ‪ :‬إعادة الطرفين إلى حالتهما قبل التعاقد‬

‫إذا تم تنفيذ العقد الذي تقرر بطالنه أو شرع في تنفيذه فإن أفضل طريقة إلعادة المتعاقدين إلى الحالة التي كانا عليهما‬
‫قبل ابرام العقد هي استرداد كل منهما أداء عبئا وأن استحال االسترداد عينا ألي سبب فإنه يجوز الحكم بتعويض معادل‬
‫‪ ،‬وقد أورد المشرع الجزائري استثاء فيما يخص ناقص األهلية الذي يكون طرف في العقد الذي تم تقرير بطالنه ‪ ،‬فإن‬
‫االسترداد ال يتم بصفة كاملة ‪،‬حيث ال يلزم ناقص األهلية إال برد المقدار الذي عاد إليه بالمنفعة ‪.‬‬

‫األثر الثاني ‪ :‬االثار العرضية للعقد الباطل‬

‫هي اثار عرضية وليست أصلية ألن مصدرها القانون وليس إرادة المتعاقدين ‪ ،‬وبالتالي تنسب هذه االثار للقانون ليس‬
‫للعقد ‪ ،‬وهذه األثار ينتجها العقد الباطل تلك التي تنشأ عمال بفكرة تحويل العقد أو بفكرة إنقاص العقد ‪.‬‬

‫‪ -1‬تحويل العقد ‪ :‬يمكن لتفادي زوال العقد الباطل أو القابل لإلبطال من خالل تحويل العقد الباطل إلى عقد صحيح‬
‫إذا توفرت فيه عناصر العقد الجديد (المادة ‪ 105‬من القانون المدني )‪ ،‬ويشترط لتطبيق نظرية تحويل العقد‬
‫مايلي ‪:‬‬
‫‪ -‬أن يكون العقد باطال سواءا بطالن مطلق أو نسبي‬
‫‪ -‬أن يتضمن العقد الباطل جميع عناصر العقد الجديد ‪.‬‬
‫‪ -‬إتجاه آلية المتعاقدين المحتملة إلى العقد الجديد ‪.‬‬

‫البطالن النسبي ‪ :‬يكون العقد قابال لإلبطال إذا كان رضا المتعاقدين مشوبا بعيب من عيوب الرضا ‪،‬ففي هذه الحالة‬
‫ينعقد صحيحا ما لم يطعن في صحته المتعاقد الذي كان رضاه معيبا ‪.‬‬

‫وقد كرس الفكر الحديث معيارا اخر لتمييز بين البطالن والبطالن النسبي وهو معيار المصلحة المحمية ‪ ،‬فيسما إذا‬
‫كانت مصلحة عامة – متعلقة بالنظام العام – ‪ ،‬فإن األمر يتعلق بالبطالن المطلق ‪ ،‬أما إذا كانت المصلحة محمية وهي‬
‫المصلحة الخاصة فيتعلق األمر بالبطالن النسبي الذي يتمسك به صاحب المصلحة وليس الغير أو المحكمة ‪.‬‬

‫سقوط الحق في التمسك بالبطالن ‪ :‬العقد الباطل بطالنا مطلقا هو عدم ‪ ،‬فال يصححه التقادم أو اإلجازة ‪ .‬أما العقد القابل‬
‫لإلبطال فإن الحق يسقط في إبطاله باإليجازة والتقادم عليه سنتعرض لإليجازة ‪ ،‬ثم نتبعه بالتقادم ‪.‬‬

‫اإلجازة ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬


‫ويقصد باإلجازة تنازل المتعاقد عن حقه في طلب إبطال العقد ‪ ،‬فهي عمل قانوني يتم بإرادة منفردة ويصدر من‬
‫جانب من تقرر لمصلحته البطالن النسبي ‪ .‬وعلى ذلك فهي ال تحتاج إلى أن يقترن بها قبول ‪ ،‬وال يمكن الرجع‬
‫فيها على أساس القبول لم يصدر ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫فحق طلب البطالن النسبي فإنه ينقضي باإلجازة سواء كانت صريحة أو ضمنية (المادة ‪ 100‬من القانون‬
‫المدني ) ‪ ،‬وبذلك يزول خطر إبطال العقد ألن حق المتعاقد بالتمسك باإلبطال يسقط ويستقر العقد نهائيا بمعنى‬
‫أخر يتأيد ‪ ،‬ويصبح غير مهدد بالزوال ‪.‬‬
‫والعقد القابل لإلبطال ‪ ،‬عهو عقد صحيح ومنتج ألثاره منذ إبرامه ‪ ،‬واإلجازة تؤيد صحته بوجه بات ‪ .‬أما العقد‬
‫الباطل بطالنا مطلقا ال ترد عليه اإلجازة ألنه معدوم وقد نصت المادة ‪ 102‬من القانون المدني على ذلك بقولها‬
‫‪ ":‬وال يزول البطالن باإلجازة "‪.‬‬
‫‪ -2‬التقادم ‪:‬‬
‫ويقصد بتقادم الحق سقوطه وبالتالي عدم إمكانية المطالبة به ‪ ،‬وأن البطالن المطلق ينقضي بتقادم دعوى‬
‫البطالن بمضي ‪ 15‬سنة (المادة ‪ 102‬فقرة ‪ 2‬من القانون المدني )‬
‫غير أن هذا ال يعني أن العقد الباطل يتحول إلى عقد صحيح ألنه عقد منعدم قانونا‪،‬‬
‫والتقادم لم يصحح العقد الباطل بالرغم من عدم سماع الدعوة ‪ ،‬فهو اليزال باطال ‪ ،‬ولكن الدعوى بالبطالن هي‬
‫التي سقطت بالتقادم ‪.‬‬
‫أما حق طلب البطالن النسبي فإنه ينقضي بالتقادم وفق ما نصت عليه المادة ‪ 101‬من القانون المدني الحزائري‬
‫‪ ،‬حيث حدد المشرع الجزائري مدة التقادم ب‪ 5‬سنوات من يوم ‪:‬‬
‫‪ -‬إكتشاف الغلط أو التدليس بالنسبة للشخص الذي وقع فيه ‪.‬‬
‫‪ -‬يوم إنقطاع اإلكراه بالنسبة للمتعاقد المكره ‪.‬‬
‫‪ -‬يوم زوال نقص األهلية بالنسبة للمتعاقد ناقص األهلية ‪.‬‬

‫آثار العقد ‪:‬‬

‫أثر العقد من حيث األشخاص‬


‫أثر العقد من حيث المضمون‬

‫الخلف العام والخلف الخاص‬ ‫‪:‬الغير‬


‫‪:‬القاعدة العامة‬ ‫‪:‬اإلستثناء‬
‫*التعهد إلى الغير‬
‫العقدشريعة المتعاقدين‬ ‫حالة الظروف الطارئة‪1-‬‬
‫*اإلشتراط لمصلحة الغير‬
‫حالةعقود اإلذعان‪2-‬‬

‫حالة تفسير العقد‪3-‬‬

‫حالة تكميل العقد‪4-‬‬

‫‪18‬‬
‫آثار العقد‪:‬‬
‫القوة الملزمة من حيث األشخاص ( آثار العقد من حيث األشخاص ) ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫آثار العقد بالنسبة للمتعاقدين ‪:‬‬

‫الخلف العام ‪ :‬تنص المادة ‪ 108‬من القانون المدني ‪ " :‬ينصرف العقد إلى المتعاقدين والخلف العام ‪ ،‬ما لم يتبين من‬
‫طبيعة التعامل ‪ ،‬أو من نص القانون ‪ ،‬أن هذا األثر ال ينصرف إلى الخلف العام كل ذلك مع مراعاة القواعد المتعلقة‬
‫بالميراث "‬

‫من هم الخلف العام ‪:‬هو من يخلف غيره في ذمته المالية كلها أو في جزء شائع منها ‪.‬‬

‫الورثة والموصى لهم المادة ‪108‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -‬يخلف المتعاقد في كل ذمته المالية ‪.‬‬

‫‪-‬يجب وفاة المتعاقد حتى يكون هناك خلف عام ‪.‬‬

‫شروط انصراف العقد للخلف العام ‪:‬‬

‫عدم شروط إثبات تاريخ العقد حتى يكون حجة له أو عليه ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫في الدعوى الصورية يسري في حقه العقد الحقيقي وليس الصوري ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫إستثاءات عدم انصراف آثار العقد للخلف العام مع بقائه خلفا ‪:‬‬

‫‪-‬إذا اتفق المتعاقدان ‪.‬‬

‫‪-‬إذا كانت طبيعة العقد أو االلتزام الناشئ من العقد يأبى أن يتنقل من المتعاقد إلى الخلف العام ‪.‬‬

‫‪-‬نص القانون ‪.‬‬

‫إستثناءات عدم انصراف آثار العقد للخلف العام بإعتباره من الغير ‪:‬‬

‫الخلف العام يعد من الغير بالنسبة لتصرفات مورثه الضارة به كاإليصاء بكل مله ألجنبي ‪.‬‬

‫الخلف الخاص ‪:‬تنص المادة ‪ 109‬من القانون المدني الجزائري ‪ ":‬إذا انشأ العقد التزامات ‪ ،‬وحقوقا ‪ ،‬شخصية تتصل‬
‫بشئ انتقل بعد ذلك إلى خلف خاص ‪ ،‬فإن هذه االلتزامات والحقوق تنتقل إلى هذا الخلف في الوقت الذي يتنقل فيه الشئ‬
‫‪ ،‬إذا كانت من مستلزماته وكان الخلف الخاص يعلم بها وقت انتقال الشئ " ‪.‬‬

‫مفهوم الخلف الخاص ‪ :‬هو من يتلقى شيئا سواء كان هذا الشئ حقا عينا أو حقا عينا أو حقا شخصيا أو يتلقى حقا عينا‬
‫على هذا الشئ‬

‫فالمشتري خلف خاص للبائع في الشئ المبيع (استخالف في ملكية عين معينة )‬

‫صاحب حق اإلنتفاع خلف خاص لمن تلقى منه هذا الحق (استخالف في حق عيني واقع على عين معينة )‬

‫المحال له خلف المحيل في الحق المحال به (استخالف في حق شخصي )‬


‫‪19‬‬
‫من هم الخلف الخاص ‪:‬‬

‫من يخلف المتعاقد في جزء من ذمته المالية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫من يخلف السلف في ملكية شئ أو في حق عيني على شئ ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫شروط انصراف آثار العقد للخلف الخاص ‪:‬‬

‫وهذا بإستقراء المادة السابقة الذكر – أي المادة ‪ 109‬من القانون المدني – وضعت شروط إلنتقال الشئ للخلف الخاص‬
‫وهي ‪:‬‬

‫‪ -1‬أن تكون الحقوق واإللتزامات من مستلزمات الشئ ‪.‬‬


‫أ‪ -‬تكون الحقوق من مستلزمات الشئ اذا كانت مكملة له ‪.‬‬
‫ب‪ -‬تكون االلتزامات من مستلزمات الشئ إذا كانت محددة لها‪.‬‬
‫‪ -2‬علم الخلف الخاص بهذه الحقوق وااللتزامات‪.‬‬
‫شروط إنصراف آثار العقد للخلف الخاص بإعتباره من الغير ‪:‬‬
‫يعد من الغير بالنسبة لتصرفات المدين الضارة بهم كزيادة العناصر السالبة ‪.‬‬
‫آثار العقد بالنسبة للغير‬

‫‪-1‬التعهد عن الغير ‪:‬‬

‫هو أن يتعهد شخص آلخر بأن يجعل شخصا ثالثا يقبل القيام بعمل أو عدم القيام بعمل وإال عوضه عن ذلك ‪.‬‬
‫شروطه ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يتعاقد المتعهد بأسمه هو ال باسم الغير ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يقصد المتعهد الزام نفسه ال الزام الغير ‪.‬‬
‫‪ -3‬التزام المتعهد هو التزام بتحقيق نتيجة‬

‫‪-2‬االشتراط لمصلحة الغير ‪:‬‬

‫هو عقد بين شخصين يشترط فيه أحدهما على االخر حقا لشخص ثالث يتلقاه من العقد مباشرة‬
‫شروطه ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يتعاقد المشترط بإسمه ال بإسم المنتفع ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يشترط حقا مباشرا للمنتفع‬
‫‪ -3‬أن تكون للمشترط مصلحة شخصية ‪.‬‬

‫آثار الشخص من حيث المضمون ‪:‬‬

‫المبدأ العام ‪ :‬تنص المادة ‪ 106‬من القانون المدني على أنه ‪ ":‬العقد شريعة المتعاقدين ال يجوز نقضه أو تعديله إال‬
‫باتفاق الطرفين "‬

‫اإلستثناء‬

‫تدخل القاضي في حاالت ومن بينها‪:‬‬

‫الظروف الطارئة ‪.‬المادة ‪107‬‬ ‫‪-‬‬


‫‪20‬‬
‫‪ -‬عقود اإلذعان ‪.‬المادة ‪110‬‬
‫‪ -‬تفسير العقد المادة ‪112/111‬‬
‫‪ -‬تكميل العقد المادة ‪65‬‬
‫‪ ‬الظروف الطارئة ‪:‬هي حادث عام استثنائي وغير متوقع ال يمكن ردخ‪.‬‬

‫شروطها ‪:‬‬

‫العقد زمني ومتراخيا في تنفيذه ‪.‬‬

‫حدوث حدث مفاجئ ال يمكن رده ‪.‬‬

‫تنفيذ اإللتزام مرهق وصعب وليس مستحيال‬

‫‪ ‬حالة عقود اإلذعان ‪ :‬المادة ‪110‬‬


‫‪ -‬إذا تم العقد بطريقة اإلذعان وكان قد تضمن شروطا تعسقية جاز للقاضي أن يعدل هذه الشروط أو أن يعفي‬
‫الطرف المذعن منها ‪.‬‬
‫‪ ‬حالة تفسير العقد ‪:‬المادة ‪111‬‬

‫ال يجوز االنحراف عنها عن طريق تأويلها للتعرف على إرادة المتعاقدين ‪.‬‬

‫حالة عبارات العقد غامضة هي البحث عن النية المشتركة للمتعاقدين دون الوقوق عند المعنى الحرفي لأللفاظ ‪.‬‬

‫حالة تكميل العقد ‪:‬المادة ‪65‬‬ ‫‪‬‬

‫اتفاق بين الطرفين حول المسائل الجوهرية فقط وتبقى مسائل تفصيلية الحقا يمكن للقاضي الحكم فيها وتكميل العقد ‪.‬‬

‫الشروط ‪:‬‬

‫عدم اشتيراط الطرفين أال أثر للعقد عند عدم اإلتفاق عليها‬

‫وجود عقد إبتدائي واتفاق الطرفين على المسائل الجوهرية ‪.‬‬

‫إنحالل العقد‬

‫إنحالل العقد‬

‫فسخ العقد‬
‫انفساخ العقد‬ ‫الدفع بعدم التنفيذ‬

‫‪21‬‬
‫فسخ العقد ‪ :‬هو إلغاء العقد بناءا على طلب أحد المتعاقدين نتيجة إخالل أحدهم بالتزاماته التعاقدية ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫شروطه ‪:‬‬

‫‪-‬أن يكون العقد ملزم لجانبين ‪ ،‬حيث تترتب التزامات متقابلة على عاتق الطرفين ‪ ،‬وعليه فإن اخالل أحدهما‬
‫بتنفيذ التزامه يبرر طلب الفسخ من قبل االخر ‪.‬‬

‫‪ -‬اخالل أحد الطرفين بتنفيذ التزامه ‪ ،‬على أال يكون هذا االخالل ناشئ عن سبب أجنبي ال إرادة للمدين فيها ‪.‬‬

‫‪ -‬استعداد طالب الفسخ لتنفيذ التزامه مع قدرته على إعادة الحال إلى ما كانت عليه‪.‬‬

‫أنواعه ‪:‬‬

‫‪-1‬الفسخ القضائي ‪ :‬يكون هذا الفسخ بعد اعذار المدين ‪ ،‬ثم القيام برفع دعوى الفسخ ‪ ،‬ثم تكون الكلمة للقاضي‬
‫وسلطته التقديرية في الحكم أو عدم الحكم بالفسخ ‪ ،‬بإستناد إلى ظروف ومبالسات الدعوة ‪.‬‬

‫الفسخ اإلتفاقي ‪ :‬هو إتفاق بالتراضي بين المتعاقدين على إنهاء العقد ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫الفسخ بحكم القانون (اإلنفساخ )‪ :‬سيتم التطرق إلى هذا العنصر أسفله ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫أثاره‪:‬‬

‫زوال العقد بأثر رجعي ‪ ،‬بحيث يرد المتعاقدان للحالة التي كانا عليها قبل إبرام العقد ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫االستثاء ‪ :‬الفسخ في العقود المستمرة التنفيذ فال يكون زوال العقد بأثر رجعي ‪ ،‬ألن ما تنفيذه من هذه العقود ال‬
‫يمكن إعادته ‪ ،‬كبناء مصنعا مثال‬

‫الحكم بالتعويض للطرف المتضرر إذا كان ذلك ممكنا ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عدم تأثر حقوق الغير حسن النية ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪-2‬إنفساخ العقد ‪:‬‬

‫مفهومه ‪:‬‬
‫إذا استحال على المدين تنفيذ التزامه لسبب أجنبي ‪ ،‬إنقضى إلتزامه وبذلك تكون الرابطة العقدية قد إنحلت بقوة‬
‫القانون ‪.‬‬
‫شروطه ‪:‬‬
‫‪ -1‬طبيعة إستحالة التنفيذ ‪ :‬يجب أن تكون استحالة التنفيذ مطلقة وكاملة‬
‫‪-‬المطلقة ‪ :‬تكون مطلقة إذا كانت كذلك بالنسبة لكافة الناس وليس بالنسبة للمتعاقدين فقط ‪.‬‬
‫‪ -2‬كاملة ‪ :‬بمعنى تشمل كل التزامات التي رتبها العقد وإال انعدمت االستحالة ‪.‬‬

‫وقت نشوء االستحالة ‪ :‬ال يعتد باالستحالة إالإذا نشأت بعد ابرام العقد أما إذا نشأت قبل انعقاد العقد فإن هذا‬ ‫‪-2‬‬
‫األخير يكون باطال بطالنا مطلقا لتخلف شرط أن يكون تنفيذ الزام العقد ممكنا في ركن المحل‬
‫مصدر اإلستحالة ‪ :‬يجب أن تكون االستحالة ناتجة عن سبب أجنبي عن المدين‬ ‫‪-3‬‬
‫‪22‬‬
‫آثاره ‪:‬‬
‫إنقضاء اإللتزام إلستحالة تنفيذه ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تبرأ ذمة المتعاقد (المدين ) الذي استحال عليه الوفاء تجاه المتعاقد اآلخر ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -3‬الدفع بعدم التنفيذ ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫مفهومه ‪:‬‬
‫هو وسيلة لحمل المتعاقد على الوفاء بالتزامه الذي نشأ في عقد ملزم لجانبين ‪ ،‬دون اللجوء بالضرورة‬
‫لحل الرابطة التعاقدية ‪.‬‬
‫يتمثل الدفع بعدم التنفيذ في أن المتعاقد له الحق في اإلمتناع عن تنفيذ التزامه تجاه الطرف اآلخر حتى يقوم‬
‫هذا األخير بتنفيذ ما التزم به تجاه الطرف اآلخر ‪ ،‬ففي عقد البيع مثال يحق للبائع أن يمتنع عن تسليم‬
‫المبيع في حالة امتناع المشتري عن أداء الثمن ‪.‬‬
‫شروطه ‪:‬‬
‫‪ -1‬العقد التبادلي ‪ :‬يقتصر الدفع بعد التنفيذ عن العقود الملزمة لجانبين دون غيرها ولذلك لتقابل‬
‫االلتزامات التي يتحملها المتعاقدان ‪.‬‬
‫‪ -2‬اإللتزامات المتقابلة مستحقة األداء ‪ :‬يشترط أيضا في التمسك بالدفع بعدم التنفيذ أن تكون اإللتزامات‬
‫المتقابلة مستحقة األداء وواجبة التنفيذ ‪ ،‬وقد يتم الفصل رفي ذلك من خالل الرجوع إلى القاضي‬
‫إخالل المتعاقد اآلخر بإلتزامه ‪ :‬سبق اللقول أن الغرض من الدفع بعد التنفيذ هو تأجيل تنفيذ اإللتزام‬ ‫‪-3‬‬
‫الذي يتحمله المتعاقد الذي يتمسك بهذا الدفع إلى حين تنفيذ اإللتزام المقابل ‪.‬‬
‫أثاره ‪:‬‬
‫يقصر أثره على الموقف السلبي الذي يتحذه المتعاقد إلى حين قيام المتعاقد اآلخر بتنفيذ اإللتزام المقابل ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إذا بقي كل متعاقد متمسك بموقفة ّف إن العقد يبقى قائما وال يتأثر بإستثناء العقود الزمنية التي قد تتأثر من‬ ‫‪-‬‬
‫حيث مقدار اإللتزامات التي يتحملها كل طرف‪.‬‬

‫اإلرادة المنفردة كمصدر إرادي من مصادر اإللتزام ‪:‬المادة ‪ 123‬مكرر ‪ 123-‬مكرر ‪1‬‬

‫التطبيقات التشريعية لإللتزام بإرادة المنفردة في القانون الجزائري‬


‫إن مصدر اإللتزام هو سبب نشوئه أو الواقعة التي يترتب على حدوثها نشوء اإللتزام ألن اإللتزام أمر عرضي‬
‫في حياة األشخاص البد من سبب ينشئه في ذمتهم فالتزام المشتري يدفع ثمن عقد البيع ‪ ،‬والتزام المستأجر بدفع‬
‫األجرة مصدره عقد اإليجار ‪ ،‬والتزام المتسبب في ضرر بتعويض هذا الضرر مصدره الفعل الضار ‪ ،‬والتزام‬
‫اإلنفاق على أوالده مصدره نص في القانون‪.‬‬
‫مفهوم اإلرادة المنفردة ‪:‬‬
‫يقصد باإلرادة المنفردة إرادة شخص واحد ‪ ،‬وهي تختلف في هذا عن العقد الذي يقوم على تطابق إرادتين‬
‫لشخصين مختلفين فاإلرادة المنفردة هي تصرف قانوني من جانب واحد ‪ ،‬وهي قادرة على إحداث أثار قانونية‬
‫متعددة ‪ ،‬كإنشاء األشخاص اإلعتبارية ‪ ،‬أو الوقف ‪ ،‬أو المؤسسات الخاصة ‪.‬كما أنها قادرة على أن تنشئ حقا‬
‫عينا كما فيس النزول عن حق إرتفاق أو رهن ‪ ،‬وهي قادرة على تصحيح عقد قابل لإلبطال ‪ ،‬كما في‬
‫اإليجازة ‪ ،‬وأن تجعل العقد يسري حق الغير ‪ ،‬كما في اإلقرار ‪ ،‬وهي تؤدي إلى إلغاء عقد معين ‪ ،‬كما في‬
‫الوكالة والعارية والوديعة والشركة واإليجار والعمل وكما أن اإلرادة المنفردة قد تؤدي إلى إسقاط حق شخصي‬
‫أو إنهاء اإللتزام ‪ ،‬كاإلبراء الذي يؤدي ألى أنقضاء الدين (المادة ‪ 305‬من القانون المدني الجزائري )‬
‫‪23‬‬
‫وتستطيع كذلك أنم تنشئ حقا شخصيا أو إلتزاما في ذمة صاحبها كما في اإليجاب الملزم والوعد بجائزة‬
‫الموجهة إلى الجمهور (المادة ‪ 63‬و ‪123‬من القانون المدني ) وغيرها من الحاالت المعينة التي نص عليها‬
‫القانون ‪.‬‬

‫موقف المشرع الجزائري من اإلرادة المنفردة ‪:‬‬


‫تنص المادة ‪ 123‬من القانون المدني ‪ " :‬يجوز أن يتم التصرف باإلرادة المنفردة للمتصرف ما لم يلزم الغير‪.‬‬
‫ويسري على التصرفات باإلرادة المنفردة ما يسري على العقد مناألحكام باستثناء أحكام القبول ‪.‬‬
‫يأخذ المشرع الجزائري باإلرادة المنفردة مصدرا لإللتزام في حاالت محددة وليس بإعتبارها مصدرا عاما‬
‫لإللتزام وانما جعلها مصدرا إستثائيا في األحوال التي ينص فيها القانون على ذلك ‪.‬‬
‫أهم اإللتزامات الناشئة عن اإلرادة المنفردة ‪:‬‬
‫‪ -‬اإليجاب الملزم‬
‫‪ -‬التزام المتعهد تجاه المنتفع في االشتيراط لفائدة الغير‬
‫‪ -‬الوصية‬
‫‪ -‬الوقف‬
‫‪ -‬السندات ألمر‬
‫‪ -‬وكذلك الوعد بجائزة للجمهور ‪.‬‬
‫اإلرادة المنفردة في القانون الجزائري ال تستطيع أن تنشأ التزاما إال حيث أجيز لها بنصوص خاصة وهي ال‬
‫تلزم صاحبها إال في أحوال خاصة ‪ ،‬فالعقد هو المصدر اإلرادي لإللتزام ‪ ،‬ويحتفظ إلى جانبه باإلرتادة المنفردة‬
‫بإعتبارها مصدرا إستثائيا أو ثانويا ‪ ،‬وذلك في الحاالت المنصوص عليها في القانون من اإلرادة المنفردة تنشئ‬
‫التزاما ‪.‬‬
‫واعتبار هذا االرادة التي تستمد قوتها من القانون ‪ ،‬ويسري عليها ما يسري على العقد من أحكام إال في ما تعلق‬
‫منهابضرورة وجود إرادتين متطابقتين إلنشاء إلتزام ‪ ،‬ومن هنا فإن أحكام األهليه وعيوب الرضا والمحل‬
‫والسبب تسري على اإلرادة المنفردة كمصدر إستثائي لإللتزام ‪ ،‬ذلك أن القواعد التي وردت في القانون المدني‬
‫المتعلقة بتنظيم العقد ‪،‬تعتبر في الحقيقة المبادئ العامة لنظرية التصرف القانوني ‪ ،‬وتطبق تبعا لهذا التصرف‬
‫الذي يصدر عن اإلرادة المنفردة في الحاالت التي يكون فيها وفقا لنصوص القانو ن مصدرا لإللتزام ‪ ،‬عدا ما‬
‫تعلق من تلك القواعد بوجود إرادتين متطابقتين الذي ال عالقة له بداهة إال بالعقد ‪.‬‬
‫التطبيقات التشريعية لإللتزام باإلرادة المنفردة في القانون الجزائري ‪.‬‬
‫حيث المشرع الجزائري أقر بأن اإلرادة المنفردة تنشأ اإللتزام في أحوال استثنائية تقرها النصوص ‪ ،‬ومن هنا‬
‫نص القانون الجزائري على عدة حاالت يكون فيها التصرف باإلرادة المنفردة مصدرا لإللتزام ‪ ،‬كالوعد‬
‫بجائزة ‪ ،‬واإليجاب الملزم الذي تنص عليه المادة ‪ " : 63‬إذا عين أجل للقبول إلتزم الموجوب بالبقاء على‬
‫إيجابه إلة إنقضاء هذا األجل ‪.‬‬
‫وقد يستخلص األجل من ظروف الحال أو من طبيعة المعاملة ‪.‬‬
‫والوعد من جانب واحد بالبيع أو الشراء قبل إعالن الطرف االخر رغبته حسب نص المادة ‪ 71‬من القانون‬
‫المدني والتي تنص على ‪ ) :‬اإلتفاق الذي يعد له كال المتعاقدين أو أحدهما بإبرام عقد معين في المستقبل ال‬
‫يكون له أثر إال عينت جميع المسائل الجوهرية للعقد المراد إبرامه ‪ ،‬والمدة التي يجب إبرامه فيها ‪.‬‬
‫وإذا اشترط القانون لتمام العقد استيفاء شكل معين فهذا الشكل يطبق أيضا على اإلتفاق المتضمن الوعد‬
‫بالتعاقد ‪(.‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ ‬الوعد بجائزة ‪:‬‬
‫تنص المادة ‪ 123‬مكرر ‪: 1‬من وعد الجمهور بجائزة يعيطيها عن عمل معين يلزم بإعطائها لمن قام‬
‫بالعمل ‪،‬ولو قام به بدون نظر إلى الوعد بالجائزة أو دون علم بها ‪.‬‬
‫وإذا لم يتعين الواعد أجال إلنجاز العمل جاز له الرجوع في وعده بإعالن الجمهور ‪،‬على أال يؤثر ذلك في‬
‫حقمن أتم العمل قبل الرجوع في الوعد ‪.‬‬
‫يمارس حق المطالبة بالجائزة تحت طائلة السقوط في أجل ستة أشهر من تاريخ إعالن العدول للجمهور ‪".‬‬
‫تعريف الوعد بجائزة للجمهور ‪:‬‬
‫هو إعالن موجه للجمهور يتضمن التزاما بإعطاء جائزة على عمل يقوم به شخص غير معين بذاته ‪.‬‬
‫طبيعته ‪:‬‬
‫هو عقد معاوضة إذا كان النشاط الذي سيقوم به الغيرتعود منفعته على الواعد ‪.‬‬
‫هو عقد تبرع ‪:‬إذا كانت منفعته تعود على الغير وحده دون الواعد ‪.‬‬
‫شروطه‪:‬‬
‫الشرط األول‪ :‬أن تكون إرادة الواعد جدية‬
‫الشرط الثاني‪ :‬أن يكون سبب التزام الواعد العثور على شئ ضائع أو القيام بعمل‬
‫الشرط الثالث‪ :‬أن يكون اإليجاب موحها للحمهور ‪.‬‬
‫الشرط الرابع‪ :‬أن يكون اإلعالن علنيا بالشكل الذي يصل لعدد كبير من الناس ‪.‬‬
‫الشرط الخامس‪ :‬أن يتضمن الوعد اعطاء جائزة معينة ‪.‬‬
‫آثاره‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا كان متعلق بأجل ‪ :‬يجب على الواعد اإللتزام به ‪،‬وإذا انقضى األجل قبل أن يقوم أي شخص بالعمل‬
‫انقى التزام الواعد ‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا كان بال أجل ‪ :‬فيمكن للواعد التراجع عنه بشرط أال يبدأ أي شخص في التنفيذ ‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا أنجز بالعمل مجموعة من األشخاص في وقت واحد تقسم البجائزى بالتساوي‬
‫‪ -4‬اذا أنجز في أوقات مختلفة فالجائزة ينالها اسبقتهم تاريخا ‪.‬‬
‫‪ -5‬أذا اشتركو في إنجاز العمل فالجائزة تقسم بالنسبة حسب مجهود كل منهم ‪.‬‬
‫‪ -6‬إذا كانت الجائزة غير قابلة للتقسيم تباع وتقسم على المشتركين وإذا كانت ال يمكن إعطاؤها إال لشخص‬
‫واحد أو عديمة القيمة المالية فتجري قرعة ‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫الفصل الثالث من الكتاب الثاني من القانون المدني بعنوان ‪:‬‬
‫العمل الغير المشروع أو العمل المستحق للتعويض أو الفعل الضار‪.‬‬
‫‪ -1‬المسئولية عن األفعال الشخصية ‪.‬‬
‫‪ -2‬المسئولية عن عمل الغير واألشياء‪.‬‬

‫تمهيد ‪ :‬المشرع الجزائري جعل من العمل الغير المشروع ‪ ،‬مصدرا في اإللتزام ‪ ،‬ومن ثم تنعقد مسئولية من يسبب إليه‬
‫الفعل الضار ‪ ،‬وتسمى حينئذ المسئولية التقصيرية‬

‫نظم المشرع أحكامها من المادة ‪ 124‬من القانون المدني إلى المادة ‪. 142‬‬

‫يمكن تقسيم أنواع المسئولية التقصيرية إلى نوعين ‪:‬‬

‫المسئولية عن األعمال الشخصية ‪ :‬وهذه تقوم على أساس خطأ ثابت ‪ ،‬في حق المسؤول ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫المسئولية عن عمل الغير واألشياء ‪ :‬أما هذه ‪ ،‬فتقوم على أساس الخطأ المفترض ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫المسئولية عن األعمال الشخصية ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫نظم المشرع قواعدها العامة من المادة ‪ 124‬إلى المادة ‪ 133‬من القانون المدني ‪.‬‬

‫القاعدة ‪ :‬جاء في نص المادة ‪ 124‬من القانون المدني " كل فعل أي كان يرتكبه الشخص بخطئه‪ ،‬ويسبب ضررا للغير‬
‫يلزم من كان سببا في حدوثه بالتعويض "‬

‫مفهومها ‪:‬هي المبادئ العامة للمسئولية التقصيرية ‪ ،‬تقوم على خطأ واجب اإلثبات الخطأ والضرر ‪ +‬العالقة السببية‬
‫بينهما ‪ ،‬ثم نعرض المسئولية على النحو التالي‪:‬‬

‫أركان المسئولية التقصيرية ‪:‬‬

‫‪ - -1‬الخطأ‬

‫الضرر‬ ‫‪-2‬‬
‫العالقة السببية‬ ‫‪-3‬‬

‫ركن الخطأ في المسئولية التقصيرية ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫الخطأ ‪ :‬هو إنحراف السلوك ‪ ،‬واجب االتباع ‪"،‬ركن التعدي " ‪ ،‬مع إذراك هذا اإلنحراف " ركن اإلدراك "‬

‫إذن حتى نكون بصدد خطأ تقصيري ال بد وحتما توافر أركانه وهي ‪:‬‬

‫ركن التعدي ‪+‬وركن اإلدراك ‪.‬‬

‫العناصر المكونة له ‪:‬‬

‫‪26‬‬
‫العنصر المادي‪ :‬ذلك ب المتسبب في الضرر بفعل منعه القانون أو امتناعه عن فعل أو أوجبه القانون أو اإلهمال‬
‫وعدم الحيطة ‪ ،‬وينبغي اإلشارة إلى أن المعيار في تقدير جسامة الخطأ هو معيار الرجل العادي الحريص ‪.‬‬

‫العنصر معنوي‪ :‬فالمسئولية مناطها اإلدراك والتمييز فال مسؤلية لعديم التمييز ‪.‬‬

‫أضرار اإلباحة ‪:‬‬

‫أ‪-‬حالة الدفاع الشرعي ‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 128‬من القانون المدني على أنه " من أحدث ضرر وهو في حالة دفاع شرعي عن نفسه أو عن‬
‫ماله ‪ ،‬أو عن نفس الغير أو عن ماله كان غير مسؤول على أال يتجاوز في دفاعه القدر الضرورب ‪ ،‬وعند‬
‫االقتضاء ‪ ،‬يلزم بتعويض يحدده القاضي" ‪.‬‬

‫لقيام حالة الدفاع الشرعي يشترط مايلي ‪:‬‬

‫‪-‬أن يوجد خطر حال أو وشيك الحلول‬

‫‪-‬أن يكون إيقاع هذا الخطر عمال غير مشروع أما إذا كان من األعمال المشروعة مثل اللص الذي يطارده رجال‬
‫األمن فال يحق له أن يقاوم بحجة الدفاع الشرعي ‪.‬‬

‫‪-‬أال يكون في استطاعة هذا الشخص درع االعتداء بأي وسيلة أخرى مشروعة كاالستعانة برجال األمن وغيرهم ‪.‬‬

‫‪-‬أن يكون دفع االعتداء بالقدر الالزم دون إفراط ‪.‬‬

‫‪-‬حالة تنفيذ أمر صادر من الرئيس ‪:‬‬

‫نصت المادة ‪ 129‬من القانون المدني على أنه ‪ ":‬ال يكون الموظفون والعمال العامون مسؤولين شخصيا عن‬
‫أعمالهم التي أضرت بالغير إذا قامو بها تنفيذا ألوامر صدرت إليهم من رئيس متى كانت إطاعة هذه األوامر‬
‫واجبة عليهم "‬

‫‪-‬يصبح التعدي عمال مشروعا في توافر الشروط التالية ‪:‬‬

‫‪-‬أن يكون مرتكب الفعل موظفا عموميا ‪.‬‬

‫‪-‬أن يكون هذا الموظف قد قام بالفعل تنفيذا ألمر صادر إليه من رئيس وأن تكون طاعة هذا األمر واجبة ‪.‬‬

‫‪-‬أن يثبت الموظف العام أنه راعي في عمله جانب من الحيطة والحذر ‪.‬‬

‫حالة الضرورة ‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 130‬من القانون المدني على أنه " من سبب ضررا للغير ليتفادى ضررا أكبر محدقا به أو بغيره‬
‫فينبغي أال يكون ملزما إال بالتعويض الذي يراه القاضي مناسبا ‪ ،‬وذلك في توافر الشروط التالية ‪:‬‬

‫‪-‬أن يكون هناك خطرحال يهدد مرتكب الفعل أو الغير في النفس أو المال ‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫‪-‬أن يكون مصدر هذا الخطر أجنبيا ‪.‬‬

‫‪-‬أن يكون الخطر المراد تفاديه أشد بكثير من الضرر الذي وقع ‪.‬‬

‫حالة رضا المضرور ‪:‬‬

‫يتمثل في رضا المضرور عن الضرر الذي أصابه ‪ ،‬في توافر الشروط التالية ‪:‬‬

‫أن يكون هذا الرضا أو القبول صحيحا أي صادر من ذي أهلية وغير مشوب بعيب من عيوب الرضا‬

‫أن يكون مشروعا أي غير محالف للنظام العام أو لآلداب العامة‬

‫قاعدة التمييز في الخطأ ‪:‬‬

‫نص المشرع على قاعدة عامة أن "يكون الشخص مسئوال عن أعماله غير المشروعة متى صدرت منه وهو‬
‫مميز ‪.‬‬

‫علما وأن سن التمييز في القانون المدني الجزائري ‪ 13‬عشر سنة ‪(''،‬المادة ‪ 42‬فقرة ‪2‬من القانون المدني ‪.‬‬

‫يترتب على شرح هذه القاعدة العامة ‪ ،‬بيان مايلي ‪:‬‬

‫أ‪ -‬حدود مسؤلية عدم التمييز‬

‫ب – مسؤلية الشخص المعنوي ‪.‬‬

‫إذن القاعدة العامة التمييز ركن في الخطأ ‪ ،‬يعتد التمييز ركنا الزما وكافيا ‪ ،‬لنسبة الخطأ الى من صدر منه العمل غير‬
‫المشروع ‪ ،‬وبالتالي ال يسأل الصبي غير المميز ومن في حكمه كالمجنون المعتوه ‪ ،‬فاقد الرشد لسبب عارض ‪،‬‬
‫الغيبوبة ‪ ،‬المرض ‪ ،‬المنوم مغناطيسيا ‪ ،‬المصاب بداء النوم ‪ ،‬فإذا ثبت أن ما قام بالفعل غير المشروع اعتبرته حالة‬
‫عدم التمييز أثناء قيامه بالفعل الضار انسحب وصف الخطأ التقصيري عنه ‪.‬‬

‫‪-‬يترتب على اعتبار هذه القاعدة اآلتي ‪:‬‬

‫‪ -1‬انعقاد من يثبت تمتعه بالتمييز ‪.‬‬

‫‪ -2‬انعقاد مسؤولية من يثبت رجوع تمييزه الى سبب عارض بخطأ منه ‪.‬‬
‫‪ -3‬تواجد عديم التمييز في مكان المسؤول وليس المضرور ‪ ،‬حيث يلتزم المضرور الذي سهل بإهماله وقوع‬
‫الضرر بتعويض مخفف طبقا لقواعد الخطأ المشترك ‪.‬‬
‫‪ -4‬تواد عديم التمييز في مكان المسؤول منفردا ‪ ،‬فإذا وجد مسؤول عنه األب أو المعلم ‪ ،‬فيكون المسؤول عنه‬
‫مسؤوال عن خطأ ثابت في حق عديم التمييز وليس عن خطته الشخصي ‪.‬‬
‫استثناءات مسؤولية عديم التمييز ‪:‬‬
‫نص المشرع بعد أن وضع قاعدة عامة على أنه ‪ ":‬ومع ذلك إذا وقع الضرر من شخص غير مميز ‪ ،‬ولم يكن‬
‫هناك من هو مسؤول عنه ‪ ،‬أو تعذر الحصول على تعويض من المسؤول ‪ ،‬جاز للقاضي أن يلزم من وقع منه‬
‫الضرر بتعويض عادل مراعيا في ذلك مركز الخصوم " ‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫ما يالحظ مثل هذا اانص الذي قرر استثاء على قاعدة ‪ ،‬أن مسؤولية عديم التمييز تقوم على فكرة تحمل التبعة‬
‫النتفاء ركن االدراك لدى من صدر منه الفعل الغير المشروع ‪،‬وهي مسؤولية احتياطية ‪،‬‬
‫مشروطة ‪،‬ومحدودة ‪ ،‬جوازية ‪.‬‬
‫‪ -‬احتياطية مشروطة ‪ :‬كأن لم يجد مسؤوال عن عديم التمييز ‪.‬‬
‫‪ -‬محدودة أو مخففة جوازية ‪ ،‬فال تمنح تعويضا كامال ‪.‬‬
‫‪ -‬يكفي النعقاد مسؤليته ‪ ،‬توافر ركن التعدي ‪ ،‬دون ركطن االدراك ‪ ،‬إال إذا يتصور توافره لدى الشخص‬
‫المعنوي ‪.‬‬
‫‪ -‬قضى بأن االعتراف باألشخاص االعتبارية وتقرير مساءلتها مدنيا عن ما ينسب لها من أعمال غير‬
‫مشروعة ‪ ،‬يعتبر من األصول العامة التي يقوم عليها النظام اإلجتماعي واإلقتصادي وتعتبر بالتالي من‬
‫مسائل النظام العام ‪ ،‬فضال أنها مسؤولية متبوع عن أعمال تابعه‬

‫الرخصة ‪:‬‬

‫القاعدة ‪ :‬األصل أن يلتزم كل شخص حدود ما هو مرخص فيه أو حدود الحق الذي يتمتع به ‪ ،‬وهي جدود‬
‫يقرها القانون ‪ ،‬وتسملى " الرخصة "‬

‫قد يجدث ويخرج الشخص العادي عن حدود الرخصىة أي حدود السلوك المألوف للرجل العادي لدى‬ ‫‪-‬‬
‫مباشرته لهذه الرخصة ألو استعمال الحق ‪ ،‬وتعسف في استعماله حقه ‪.‬‬
‫وهذه هي التطبيقات التي سنتناولها مع التأسيس‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -1‬الخروج عن حدود الرخصة ‪:‬‬
‫للرخصة والحق حدودا معينا يلتزم بها الشخص وإال وقع تحت طائلة المسؤولية‬
‫ما قبل حصوله على الرخصة يلتزم واجب الحيطة والتبصر واليقظة حتى ال يضر بغيره ‪ ،‬فمن‬
‫استعمل رخصة التعبير عن الرأي فقذف أو أفشى أو سرا مهنيا مؤتمن عليه يسأل ‪ ،‬وما بعد حصوله‬
‫على الرخصة يتقيد بحدودها ويلتزم بمقتضياتها وإال سأل عن ذلك ‪،‬مساءلة المتعدي ‪.‬‬
‫‪ -2‬التعسف في استعمال الحق ‪:‬‬
‫بمقتضى المادة ‪ 124‬مكرر‬
‫يشكل اإلستعمال التعسفي للحق خطأ ال سيما في الحاالت التالية ‪:‬‬
‫إذا وقع بقصد اإلضرار بالغير ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إذا كان يرمي للحصول على فائدة قليلة بالنسبة إلى الضرر الناشئ للغير ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إذا كان الغرضمنه الحصول على فائدة غير مشروعة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫استعمال الشخص لحقه يجد حدوده في احترامه لحقوق اآلخرين ‪،‬ويتجلى في صورتين ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫عدم مجاورته لحدود حقه ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫عدم تعسفه في استعمال حقه داخل اطاره القانوني ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪-2‬ركن الضررفي المسؤلية التقصيرية‬

‫مفهومه ‪:‬هو األذى الذي يصيب الشخص نتيجة المساس بمصلحة مشروعة له أو حق من حقوقه ‪ .‬يترتب على‬
‫الخطأ التقصيري ضررا ‪ ،‬يجوز إثبات وقوع هذا الضرر بإعتباره واقعة مادية بكل طرق اإلثبات ‪،‬فإذا لم يقم‬
‫دليال على توافره كانت دعوى المسئولية التقصيرية غير مقبولة ‪ ،‬سنعالج مسألة الضرر كاآلتي ‪:‬‬
‫‪29‬‬
‫أوال ‪ :‬شروط التعويض عن الضرر ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬نتناول الضرر المادي ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬الضرر المعنوي‬

‫رابعا‪ :‬الضرر المرتد‬

‫شروط التعويض عن الضرر ‪ :‬تحقق الضرر‬ ‫‪-1‬‬

‫القاعدة ‪ :‬يجب أن يكون الضرر محققا حتى يمكن التعويض عنه ‪ ،‬وهذا الضرر المحقق قد يكون ‪:‬‬

‫حاال وقع الفعل أو سيقع حتما ‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫ضررا محتمال ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مجرد تفويت فرصة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫أنواع الضرر ‪:‬‬

‫الضرر الحال ‪ :‬هو صضرورة وقوع بالفعل وتأكد وقوعه ‪ ،‬كأن يموت المضرور ‪.‬‬

‫الضرر في المستقبل ‪ :‬وهو ضرر محقق الوقوع في المستقبل ‪ ،‬حيث تحققت األسباب وتأخرت آثاره كلهاأو بعضها ‪،‬‬
‫فيحكم القاضي بتعويض عما تحقق فعال كنفقات العالج ‪ ،‬ويحتفظ بحق طلب التعويض عن أي أثر يمكن أن يظهر ‪.‬‬

‫الضرر المحتمل ‪:‬وهو ضرر محقق قد يقع وقد ال يقع ‪ ،‬حيث يعطي القاضي تعويضا عما لحقه من ضرر جسماني‬
‫حال ويرفض تعويضه عما يتهدده من آثاره ‪ ،‬فإذا ظهرت وكانت بسبب الواقعة ‪ ،‬أمكن تجديد الطلب ألنه أصبح حاال‬
‫وليس محتمال‪.‬‬

‫صورة خاصة ‪ :‬تفويت فرصة ‪ :‬هو ضرر واجب التعويض عنه في حد ذاته كتفويت مسابقة عن متسابق بسبب خطأ‬
‫الناقل ‪ ،‬والقاضي يأخذ بمبدأ الحوط ويتوقى المبالغة في تقدير اإلحتمال في نجاح الفرصة أي يتعلق بمجلرد الفرصة‬
‫وليس تفويت تالنجاح في المسابقة‬

‫الضرر المادي ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫تعريف ‪ :‬هو األذى الذي يلحق بالشخص المضرور في جسمه أوفي ماله ‪.‬‬

‫شروطه ‪:‬‬

‫أن يمس بحق مالي ‪:‬بمعنى يمس بمصالح مالية تدخل في الذمة المالية للمتضرر فينقص منها أو يعدمها ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫والمساس بقيمة مالية للمضرور قد يأتي من المساس بسالمة جسمه فأي إعتداء عللى حياة شخص أو‬
‫إصابته بجروح تترتب عليه خسارة مالية لهذا الشخص ويتمثل ذلك إما في نفقات العالج أو إضعاف القدرة‬
‫على الكسب أو إنعدام هذه القدرة أصال ‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫يتحقق الضرر المادي أيضا نتيجة ال‘تداء على حق من الحقوق المالية كحق الملكية فمن أحرق منزل غيره أو‬
‫زراعته أو أتلف منقوالت مملوكة له يصيبه بضرر ذي قيمة مالية ‪ ،‬ويتحقق الضرر المادي نتيجةالمساس أو‬
‫االعتداء على حقوق غير مالية كحق الملكية الفكرية ‪.‬‬

‫أن يكون الضرر محققا‪:‬حتى يتحقق ركن الضرر ويكتمل معناه فال بد أن يتحقق الضرر فعال‪ ،‬أو يكون‬ ‫‪-‬‬
‫محقق الوقوع في المستقبل ‪،‬أما إذا كان الضرر محتمال فال تعويض عليه إال إذا تحقق فعال ‪.‬‬

‫‪-3‬الضرر المعنوي‬

‫هو الضرر الذي يصيب الشخص في قيمة غير مالية كالمساس بشرف الشخص أو سمعته بالسب والقذف ‪،‬‬
‫فهذه األعمال تشكل ضررا أدبيا كونها تمس بالشخص في شرفه وتحط من كرامته واعتباره بين الناس ‪.‬‬

‫‪ - 4‬الضرر المرتد‪:‬ميزته سواءا كان ماديا أم أدبيا أنه ضرر ينعكس على آخرينغير الضحية ‪ ،‬حيث تربطهم به‬
‫مصلحة مادية أو أدبية تبرر ارتداءالضرر أوانعكاسه عليهم ‪.‬‬

‫والعبرة فيه بفكرة االعالة الفعلية بالنسبة للضرر المادي وفكرة المودة والمعزة بالنسبة للضرر األدبي حيثيجب‬
‫توافر هاتين الصورتين على األقل لنكونة بصدد مضرور يستحق التعويض ‪ ،‬مثال الضرر الذي يلحق األقارب‬

‫‪-3‬العالقة السببية بين الخطأ والضرر‬

‫هو الركن الثالث للمسؤولية التقصيرية ‪ ،‬وهو توافر عالقة تربط بين الخطأ الذي وقع والضرر الذي تحقق‬
‫وهي عالقة سبب بمسبب ‪ ،‬بحيث يثبت أنه ‪ :‬لوال الخطأ لما وقع الضرر ‪ ،‬فيكون السبب ضروريا لوقوع‬
‫الضرر ‪.‬‬

‫يشترط لقيام المسؤولية أن يكون الخطأ الذي تسبب فيه المدعي عليه هو الذي أدى إلى إحداث الضرر الذي‬
‫لحق بالمضرور‪ ،‬فبالرجوع إلى نص المادة ‪ 124‬من القانون المدني ‪ ،‬فقد نص المشرع صراحة على ركن‬
‫السببية بقوله " كل فعل أيا يرتكبه الشخص بخطئه ويسبب ضررا للغير " وبالتالي يتعين على المضرور حتى‬
‫يستفيد من التعويض أن يثبت عالقة السببية بين الخّط أ والضرر ‪.‬‬
‫كما يشترط في الجهة المقابلة على المتسبب في الضرر حتى يدفع المسؤولية عن نفسه أن يثبت السبب‬
‫األجنبي ‪ ،‬أو أن يثبت أن هذا الخطأ لم يكن السبب المباشر أو المنتج للضرر ‪.‬‬
‫لكن تثور هنا مشكالت أهمها ‪:‬‬
‫‪ -‬تعدد األسباب‬
‫‪ -‬تعاقب األضرار‬
‫‪ -‬الضرر الذي يحدثه‬

‫تعدد األسباب ‪ :‬إذا تعددت األسباب التي ساهمت في تحقق الضرر ‪ ،‬فيكون الخيار بين أمرين ‪:‬‬

‫أولهما ‪ :‬تعادل األساب في تحقق الضرر نظرية تعادل أو تساوي أو تكافؤ األسباب ‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫ثانيهما ‪ :‬هو إقامة السببة بين العمل غير المشروع الذي كان منتجا في تحقق الضرر " نظرية السبب المنتج "‬

‫نظرية تعادل أو تكافئ األسباب ‪+‬نظرية السبب المنتج ‪.‬‬

‫األولى تتوافر عالقة سببية بين الضرر وبين كل األسباب التي أدت إليه ‪ ،‬فتعد كل األساب متعادلة في‬ ‫‪-‬‬
‫تحقيق الضرر‬
‫الثانية ‪ :‬تتوافر عالقة السببية بين الضرر وبين السبب المنتج من بين األسباب التيب اجتمعت فأدت إلى‬ ‫‪-‬‬
‫تحقيق الضرر ‪ ،‬ويقصد بالسبب المنتج هو السبب المألوف الذي يؤدي بحسب المجرى العادي المألوف‬
‫للمرور إللى الضرر الذي تحقق ‪ ،‬إهمالها بعدم غلقها فتعد اسبابا عارضة ‪.‬‬

‫تعاقب األضرار ‪:‬‬

‫بقرة بواتييه ‪ ،‬مثال عن تعاقب األضرار ‪ :‬هو تاجر مواشي باع بقرة موبوءة تنتقل منها الدعوى " الضرر األول قبل‬
‫موتها ألى مواشي المشتري فتنفق "الضرر الثاني " فيعجز عن زراعة أرضه بثمن بحس الضرر الخامس ‪ ،‬فهل يلزم‬
‫البائع تعويض كل تلك األضرار‬

‫اإلجابة ‪ :‬اعتبار الضرر المباشر هو الضرر الذي يعتبر نتيجة طبيعية لعدم الوفاء باإللتزام أو للتاجر في الوفاء به ‪.‬‬

‫‪ – 2‬المسئولية الناشئة عن عمل الغير و األشياء‬

‫المسئولية عن عمل الغير ‪ :‬المواد ‪ 137- 134‬من القانون المدني‬

‫يكون الشخص بحاجة إلى الرقابة إذا كان يمثل خطرا بالنسبة للمجتمع ‪ ،‬وهذا الخطر متفاوت من حالة إلى أخرى ‪.‬‬

‫فال مجال لمقارنة الخطر الذي يمثله الشخص المجنون مع ذلك الذي يمثله صغير السن أو الشخص األعمى ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬مسؤولية متولي الرقابة ‪.‬‬

‫حاالت قيام المسؤولية ‪:‬‬

‫الحالة اأّل ولى ‪ :‬تولي شخص الرقابة على شخص اخر‬

‫وهي حاجة التفاعل للرقابة وبدورها تنقسم الى ‪ 3‬حاالت وهي كالتالي ‪:‬‬

‫حالة القصر ‪ :‬القاصر وفقا للقانون المدني هو من لم يبلغ سن الرشد ‪ 19‬سنة وهو ما تطرقنا إليه سابقا في‬ ‫‪-1‬‬
‫األهلية ‪ ،‬يكون الشخص القاصر في حاجة إلى الرقابة ‪،‬ومن ثم يكون الشخص المكلف برقابته مسؤوال عن‬
‫األضرار التي يلحقها هذا القصر بالغير ‪.‬‬
‫الحالة العقلية ‪ :‬هي التي تجعل الشخص في حاجة إلى الرقابة ‪،‬كحاالت المرض التي تعتري الفرد الراشد ‪،‬‬ ‫‪-2‬‬
‫فتنال من سالمة عقله ‪ ،‬بحيث يصبح غير مدرك لما يقوم به ‪ ،‬فال يميز بين ما يضره أو ما يضر غيره ‪ ،‬وما‬
‫ينفعه أو ينفع غيره ‪ ،‬فيعتذر عليه فهم حقيقة األشياء ‪ ،‬ومن ثم ال يمكن مساءلته ‪،‬حينئذ يكون بحاجة إلى رقابة‬
‫من قبل غيره ‪.‬‬
‫الحالة الجسيمة ‪ :‬يكون صاحب العاهة الجسمانية في حاجة إلى الرقابة عندما تصبح حالته الجسيمة تمثل‬ ‫‪-3‬‬
‫حطرا على نفسه وحاصة على غيره ‪ ،‬كأن يلحق أضرار بالغير ‪ ،‬فالشخص األعمى قد يرتطم بحائط أو‬

‫‪32‬‬
‫بشجرة فيسبب أضرار لنفسه ‪ ،‬وقد يصطدم بالغير فيلحق أضرار ‪،‬وقد ال يتحكم كذلك المصاب بالشلل حركاته‬
‫فيلحق أضرار لنفسه ‪ ،‬وقد يصطدم بالغير فيلحق أضرار ‪.‬‬

‫الحالة الثانية ‪ :‬صدور عمل غير مشروع ممن يخضع للرقابة‬

‫يسأل المكلف بالرقابة بمقتضى أحكام المادة ‪ 134‬من القانون المدني عن األضرار التي يلحقها الشخص الخاضع‬
‫للرقابة بالغير وذلك ‪":‬بعمله الضار " وهذا يعني أنه ال يشترط خطأ الفاعل وإنما يكتفي بيفعله الضار فقط فالعبرة‬
‫هي بالتعدي الذي ألحق ضررا بالغير بغض النظر عما إذا كان السلوك الذي سلكه الخاضع للرقابة سلوكا عاديا‬
‫غير ذلك ‪،‬والفعل الضار هو كل فعل مخالف للقانون بوجه عام ويسبب ضررا للغير ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬مسؤولية المتبوع عن أعمال التابع‬

‫تعريف‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 136‬من القانون المدني على أنه ‪ ":‬يكون المتبوع مسؤوال عن الضرر الذي يحدثه تابعه بفعله الضار‬
‫متى كان واقعا منه عند تأدية وظيفته او بسببها أو بمناسبتها ‪.‬‬

‫شروطها ‪:‬‬

‫‪ -‬وجود رابطة تبعية بين المتبوع وتابعه ‪.‬‬

‫‪-‬إحداث فعل ضار من قبل التابع‬

‫‪ -‬وجود صلة بين الفعل الضار للتابع ووظيفته ‪.‬‬

‫المسئولية التقصيرية عن األشياء وفقا للمواد من ‪ 138‬إلى ‪ 140‬مكرر ‪ 1‬من القانون المدني‬

‫أصبحت المسئولية عن فعل األشياء تكتسي أهمية كبيرة ‪،‬وذلك لكون مجالها يشمل كل األضرار التي تتسبب فيها‬
‫األشياء المختلفة كاآلالت مثال ‪ ،‬من جهة اخرى فقد كان من الصعب اثبات خطأ المسؤول لكون الضرر حصل بسبب‬
‫تدخل الشئ ‪ ،‬ومن ثم فكثيرا ما تبقى هذه الضحايا بدون تعويض واهتمت التشريعات بهذه المسألة فبعضها وضعت لها‬
‫أحكامها خاصة في القوانين المدنية ‪.‬‬

‫المسؤولية عن الشئ ‪:‬‬

‫المسؤولية عن البناء ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫الصورة األولى ‪ :‬المسؤولية الناشئة عن الهدم البناء أو سقوطه حيث يتحملها صاحب البناء وذلك ألن القانون يفترض‬
‫الخطأ في جانبه أال وهو إهماله في صيانة البناء وأساس هذه المسؤولية خطأ مفترض قابل لإلثبات العكس إذا كان‬
‫صاحب البناء يعلم بحالة البناء أو ينبغي عليه أن يعلم بحالته أما إذا كان قد تم تنبيه إلى حالة البناء فتشدد مسؤولية‬
‫وأصبح أساسها خطأ مفترض ال يقبل إثبات العكس أي ال تنتفي المسؤولية إال بإثبات السبب األجنبي ‪.‬‬

‫الصورة الثانية ‪ :‬المسئولية الناشئة عما يلقي أو يسقط من المسكن وهذه المسئولية يتحملها ساكن البناء وأساسها خطأ‬
‫مفترض قابل إلثبات العكس ‪.‬‬

‫المسؤولية عن اآلالت الميكانيكية واألشياء األخرى ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬


‫‪33‬‬
‫أساس هذه المسئولية أنها ال تقوم على الخطأ بل تقوم على قاعدة تحمل التبعية‬

‫شروطها ‪:‬‬

‫‪-‬أن تكون للمسؤول سيطرة فعلية على الشئ سواء كان مالك له أو غير ذلك ‪.‬‬

‫‪ -‬أن يقع الضرر واآللة في حالة حركة ‪ ،‬اما إذا كانت في حالة سكون ينبغي أن تكون في غير وضعها الطبيعي ‪>.‬‬

‫‪ -3‬المسئولية عن الحيوان ‪:‬‬

‫يسأل صاحب الحيوان عن الضرر الذي يحدث بعمل إيجابي صادر عن الحيوان ويصيب الغير علما أن هذه المسئولية‬
‫تلقى على من كان مسؤوال عن توجيه الحيوان وقيادته وقت حدوث الضرر ‪ ،‬ويمكن للمسؤول يتخلص من هذه‬
‫المسئولية إذا أثبت أنه بذل ما يبنبغي من العناية لمنع وقوع الضرر إضافة إلى إمكانية دفع الضرر بالسبب األجنبي‬
‫وللقاضي سلطة تقديرية في تحديد ذلك ‪.‬‬

‫الفصل الرابع من الكتاب الثاني من القانون المدني ‪ :‬شبه العقود‬


‫بغض النظر عن اإلنتقادات الموجهة لهذا التقسيم ‪،‬إال أنه ووفقا لما جاء في القانون المدني الفصل الرابع من الباب‬
‫األول من الكتاب الثاني ‪ ،‬فيندرج تحت عنوان شبه العقود كل من ‪:‬‬

‫أوال ‪:‬اإلثراء بال سبب ‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫ثانيا ‪:‬الدفع الغير مستحق‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ثالثا ‪ :‬الفضالة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫أوال ‪:‬اإلثراء بال سبب‬

‫يقصد بفكرة اإلثراء بال سبب على حساب الغير ‪ ،‬أن كل شخص يثري على حساب غيره دون سبب قانوني ‪ ،‬يلتزم بأن‬
‫يرد لهذا الغير قدر ما أثري به وفي حدود ما افتقر به الغير ‪.‬‬

‫نص المشرع الجزائري في المادة ‪ 141‬من القانون المدني على أنه ‪":‬كل من نال عن حسن النية من عمل الغير أو من‬
‫شئ له منفعة ليس لها ما يبررها يلزم بتعويض من وقع اإلثراء على حسابه بقدر ما استفاد من العمل أو الشئ"‬

‫كما نص المشرع الجزائري في المادة ‪ 142‬من القانون المدني على أن‪":‬تسقط دعوى التعويض عن اإلثراء بال سبب‬
‫بانقضاء عشرة سنوات من اليوم الذي يعلم فيه من لحقته الخسارة بحقه في التعويض ‪،‬وتسقط الدعوى في جميع األوال‬
‫بانقضاء خمسة عشرة سنة من اليوم الذي ينشأ فيه هذا الحق ‪.‬‬

‫أركان اإلثراء بال سبب ‪:‬‬

‫الركن األول إثراء المدين (المدعي عليه ) حسن النية ‪ :‬يجب أن يتحقق إثراء المدين إذ أن هذا اإلثراء هو مصدر‬
‫التزامه فإذا أوفى شخص يدين على آخر وتبين فيما بعد وجود هذاا الدين أو سبق الوفاء فال يرجع الموفى إال على من‬
‫دفع له‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫الركن الثاني ‪ :‬افتقار الدائنين (المدعي ) ‪ :‬يجب أن يتحقق افتقار دائم حتى يمكن الرجوع بدعوى اإلراء بال سبب ‪ ،‬فإذا‬
‫تحقق اإلراء دون افتقار فال يلزم المثري يرد أي شئ فإذا قامت شركة مصنعا في جهة ما نتج عن ذلك ارتفاع قيمة‬
‫األراضي المجاورة بقيمة ما أثرو به ‪.‬‬

‫الركن الثالث ‪ :‬إنعدام السبب القانوني ‪ :‬قد يكون اإلثراء مصدره نص قانوني فال يرد المثري شيئا ‪،‬ألن لإلثراء سببا‬
‫وهو نص القانون ومثاله التقادم فال يستطيع المفتقر الرجوع على الثرى ‪،‬ألنه اكتسب الملكية بالتقادم وهو سبب قانوني‬
‫لكسب الحق العين ‪.‬‬

‫الركن الرابع بقاء اإلثراء قائما وقت رفع الدعوى ‪:‬يقصد بالصفة االحتياطية لدعوى اإلثراء ‪ ،‬أن الدائن ال يجوز له‬
‫إستخدام هذه الدعوى مع وجود دعوى أخرى يمكنه اإللتجاء إليها ‪،‬ففي البيع مثال إذا رفع البائع دعوى دفع‬
‫الثمن ‪،‬فالهدف مها منع المشتري من اإلثراء على حسابه والواقع بأن القول بأن دعوى اإلثراء دعوى احتياطية ‪،‬قول‬
‫غير دقيق ‪،‬ألنه كما رأينا أن انعدام السبب القانوني لإلثراء شرط للرجوع بهذه الدعوى ‪،‬فإذا وجد سبب قانوني لإلثراء‬
‫كالعقد ‪،‬فالمدعي ال يستطيع الرجوعّ إال بالدعوىالتي تترتب على العقد‬

‫ودعوى اإلثراء بال سبب في كل من القانون المصري والجزائري دعوى أصلية مستقلة وهي في مرتبة دعوى العقد‬
‫ودعوى المسؤولية التقصيرية‪.‬‬

‫أحكام اإلثراء بال سبب ‪:‬‬

‫أحكام اإلثراء بال سبب هي كل من دعوى اإلثراء ودعوى التعويض ‪.‬‬

‫‪-1‬دعوى اإلثراء ‪:‬‬

‫طرف دعوى اإلثراء هما المفتقر والمثري ‪،‬وال يشترط في المدعي (المفتقر ) والمدعي عليه (المثري ) أهلية ما ‪،‬‬
‫فالناقص األهلية أو عديم التمييز يجوز أن يكون مدعي أو مدعي عليه في دعوى اإلثراء رغم وجود قانون يقضي بذلك‬
‫في القانون المدني الجزائري إال أن القواعد العامة تقتضي ذلك إذ أن القواعد العامة تقتضيه إذ أنقواعد األهلية تكون في‬
‫اإللتزامات اإلرادية ولما كان مصدر اإللتزام المثري هو الواقة القانونية وليس التصرف القانوني فال محل لتطلب أهلية‬
‫ما ‪.‬‬

‫يستطيع المدعي أن يرفع دعوى اإلثراء بال بإثبات عدم توافر ركن من أركانها اإلثراء واإلفتقار ‪ ،‬انعدام السبب اإلثراء‬
‫حتى وقع رفع الدعوى ‪،‬كما يستطيع أن يثبت التزامه قد انقضلى بالوفاء أو بسبب آخر كالصلح أو المقاصة أو التقادم ‪.‬‬

‫وتتقادم دعوى التعويض عند اإلثراء بال سبب بانقضاء ‪ 10‬سنوات من اليوم الذي يعلم فيه من لحقته الخسارة بحقة في‬
‫التعويض ‪ ،‬وتسقط الدعوى في جميع األحوال بانقضاء ‪ 15‬سنة من اليوم الذي ينشأ فيه هذا الحق وبذلك تتقادم دعوى‬
‫اإلثراء في القانون المدني بأقصر األجلين ‪ 10‬سنوات من يوم العلم و‪ 15‬سنة م وقت واقعة اإلثراء أي من يوم نشوء‬
‫االلتزام ‪.‬‬

‫أما عبئ اإلثبات فيقع على المفتقر وهو الدائن ‪،‬فيثبت فيام االلتزام في ذمة المدين وهو المثري ‪.‬‬

‫‪ - 2‬التعويض ‪:‬‬

‫‪35‬‬
‫وفقا لما جاء في المادة ‪141‬من القانون المدني فإن التعويض بأقل قيمتي اإلثراء واالفتقار إذن المثري ال يجوز أن‬
‫يحاسب ‪،‬إال على ما كسبه فعال بشرط أن ال يزيد مقدار التعويض عما افتقر به الدائن ويقدر اإلثراء بالحالة التي كان‬
‫عليها وقت رفعه رفع الدعوى ونفس الشئ بالنسبة لتقدير اإلفتقار ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الدفع الغير مستحق نظمته اإلرادة التشريعية في المواد (المواد ‪143‬إلى ‪ )149‬من القانون المدني ‪.‬‬

‫اإللتزام برد الغير مستحق ‪،‬هو قيام شخص بالوفاء بدين غير مستحق فيترتب على هذا الوفاء نشوء التزام في ذمة‬
‫المدفوع له ‪،‬أن يرد إلى الموفى ‪ ،‬ما أخذه دون حق ‪،‬إذ أن في احتفاظه به ‪،‬إثراء بال سبب على حساب غيره ‪.‬‬

‫شروط الدفع الغير مستحق ‪:‬‬

‫يتبين من النصوص القانونية التالية ‪ 143،144،145،146‬من القانون المدني إن للدفع الغير مستحق الشروط التالية ‪:‬‬

‫الشرط األول ‪ :‬الوفاء بدين غير مستحق‬

‫يكون الدين غير مستحق في حاالت ثالث وهي‬

‫إذا كان منعدما في األصل ومثاله أن يكون الوارث معتقدا أنه دين على تركة ثم يتضح بعدم وجوده‬ ‫أ‪-‬‬
‫أصال ‪،‬والدين يكون أيضا منعدما إذا كان مصدره عقدا باطال وكان دينا طبيعي ‪.‬‬
‫إذا انقضى قبل الوفاء بأي سبب من أسباب االنقضاء ‪.‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫ج‪ -‬إذا كان البدين مؤجل االستحقاق ولكنه لم يستحق بعد‪.‬‬

‫الشرط الثاني ‪ :‬اعتقاد الموفى بالتزامه بالدين‬

‫أن يتم الوفاء من جانب الموفى عن غلط ‪،‬إذ أن المفروض أن الشخص ال يقوم بوفاء الدين ‪،‬إال إذا كان يعتقد بأنه‬
‫مستحه وواجب األداء ‪،‬إال أن قرينة الغلط بسيطة ‪،‬يستطيع الموفى له نقضها بإثبات أن الموفى كان يعلم وقت الوفاة بأنه‬
‫ملتزم بالدين ‪،‬فإذا اثبت الموفى له ذلك قامت قرينة لصالحه ‪،‬مقتضاه أن للوفاء سببا وهو رغبة الموفى في التبرع بما‬
‫دفع المدفوع له ‪،‬فال اليسترد ما أداه باختياره (المادة ‪162‬من ق م )‪.‬‬

‫إال أن القرينة التي تقوم لصالح المدفوع له هي قرينة بسيطة أيضا فيستطيع الدافع (الموفى)نقدها واسترداد ما دفعه بأحد‬
‫األمرين ‪:‬‬

‫انه كان ناقص أهلية وقت الدفع ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬


‫أنه كان مكرها على الوفاء ومثاله أن يوفى شخص بدين عليه ثم يطالب به مرة أخرى ولعدم إيجاده وصل‬ ‫‪-2‬‬
‫المخالصة ‪،‬فيدفع مرة ثانية وهو يعلم أنه يدفع دينا غير مستحق ‪،‬فإذا وجد المخالصة فله استيراد وما دفع بدون‬
‫حق ‪.‬‬

‫الشرط الثالث ‪ :‬عدم تجرد الموفى له حسن النية من سند الدين أو تأمينات أو عدم تركه دعواه تسقط بالتقادم‬
‫‪36‬‬
‫حماية للدائن المشتري حسن النية فقد جاء في المادة ‪ 149‬من القانون المدني ال محل الستيرداد غير المستحق إذا‬
‫حصل الوفاء من غير المدين وترتب عليه أن الدائن وهو حسن النية قد تجرد من سند الدين أو مما حصل عليه من‬
‫التأمينات أو ترك دعواه تسقط بالتقادم قبل المدين الحقيقي في هذه الحالة بتعويض الغير الذي قام بالوفاء ‪.‬‬

‫أحكام الدفع الغير مستحق‬

‫تنص المادة ‪ 147‬من القانون المدني ‪ ":‬إذا كان من تسلم شئ غير مستحق حسن النية فال يلزم أن يرد إلى ما تسلم‬
‫أما إذا كان سيئ النية فإنه يلتزم أيضا برد األرباح التي جناها والتي قصر في جنيها من الشئ الذي تسلمه بدون‬
‫حق وذلك من يوم الوفاء أو من اليوم الذي أصبح فيه سيئ النية ‪،‬وعلى أي حال يلزم من تسلم غير مستحق ‪،‬يرد‬
‫الثمرات من يوم رفع الدعوى "‬

‫وتبين من خاللها أنه يجب التمييز ما إذا كان المدفوع له (الموفى له )حسن النية أو كان سيئ النية ‪،‬وهذا التمييز‬
‫أساسي في تحديد مقدار ما يرجع به الدافع على المدفوع له ‪.‬‬

‫الموفى له حسن النية ويقصد بحسن النية اعتقاد الموفى له استحقاقه لما تسلمه وحسن النية دائما مفترض ‪،‬فإذا‬
‫ادعى الموفى (الدافع)خالف ذلك فعليه اثبات ادعائه ويستطيع ذلك بكل وسائل اإلثبات وتقدير حسن النية الموفى له‬
‫يستقل بها قاضي الموضوع ألنها من وسائل الواقع ‪.‬‬

‫الموفى له سيئ النية إذ كان الموفى له سيئ النية فعلى الموفى إثبات ذلك ‪،‬فإنه يتعين عليه إعادة الحالة إلى ما كانت‬
‫عليه قبل دفع الغير مستحق سواء كان المدفوع نقودا أو أشياء مثلية أو كانت عينا معينا بالذات أما بالنسبة لسقوط‬
‫هذه الدعوى فقد جاء في نص المادة ‪ 149‬من القانون المدني ‪ ":‬تسقط دعوى استرداد ما دفع بغير حق بانقضاء‬
‫‪ 10‬سنوات من اليوم الذي يعلم فيه من دفع غير مستحق بحقه في االسترداد وتسقط الدعوى في جميع األحوال‬
‫بانقضاء ‪ 15‬سنة من اليوم الذي ينشأ فيه هذا الحق "‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬الفضالة‬

‫الفضالة هي أن يتولى شخص عن قصد القيام بشان عاجل لحساب شخص ما دون أن يكون ملزما بذلك ‪ ،‬فطرفا‬
‫الفضالة هما الفضولي وهو الذي يتولى أمر غيره ‪ ،‬ورب العمل وهو المستفيد الذي يتولى الفضولي الشأن لحسابه‬
‫والفضالة تعد حسب تالرأي السائد في الفقه ‪،‬تطبيقا خاصا من تطبيقات اإلثراء بال سبب ‪ ،‬ألن في التزام رب العمل‬
‫‪،‬بتعويض الفضولي ما يمنع من إثراء على حساب الغير ‪.‬‬

‫أركان الفضالة‬

‫يتضح من خالل نص المادة ‪،150،151،152‬إن الفضالة تتحقق ب ‪ 3‬أركان وهي ‪:‬‬

‫الركن المادي وهو قيام الفضةلي بشأن عاجل لحسابه شخص ما(رب العمل )‬ ‫‪-‬‬

‫يجب أن يكون العمل الذي قام به الفضولي عمال الزما لرب العمل ‪ ،‬بمعنى أن رب العمل ما كان ليتوانى عن القيام به‬
‫فلن بيتطيع من قام بهذا العمل الرجوع بدعوى الفضالة إال إذا اقره وقبله رب العمل وعندئذ تطبق أحكام الوكالة ‪.‬‬

‫الركن المعنوي ‪ :‬نية الفضولي في العمل لمصلحة رب العمل‬ ‫‪-‬‬

‫يجب أن يكون قيام الفضولي بالعمل العاجل لحساب رب العمل ‪،‬بقصد أداء خدمة له ‪،‬وهذا القصد أو النية هو الذي يميز‬
‫بين الفضالة واإلثراء بال سبب ‪،‬فالفضولي هو من يعمل لمصلحة الغير ال مصلحة نفسه إال أنه ال يشترط أن تنصرف‬
‫‪37‬‬
‫نية الفضولي أثناء توليه شانا لنفسه ‪،‬قد تولى شان شخص آخر لما بين األمرين من ارتباط وال يمكن معه القيام بأحدهما‬
‫منفصال عن الثاني ‪.‬‬

‫الركن الثالث ‪ :‬أن ال يكون الفضولي قد قام بالعمل تنفيذا اللتزام عليه ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫إذا عكس هذه الحالة سيكون مدينا يفي بالتزامه نحو دائنه ‪،‬كالمقول الذي يقيم بناء لرب العمل ‪،‬فهو ملزم بموجب عقد‬
‫والغالب أن رب العمل يجهل تدخل الفضولي ‪،‬إال أنه من الممكن أن يعلم رب العمل تدخل الفضولي ويقف منه موقفا‬
‫سلبيا ال يقبله وال ينهي وفي هذه الحالة تتحقق الفضالة ‪.‬‬

‫أما إذا وافق رب العمل عما قام به الفضولي ‪،‬فإنه يصبح وكيال في هذه الحالة تطبق أحكام الوكالة وهذا ما تنص عليه‬
‫المادة ‪ 152‬من القانون المدني ‪.‬‬

‫أحكام الفضالة‬

‫سنتعرف في هذه الجزئية على أحكام الفضالة وهي كل من التزامات الفضولي والتزامات رب العمل و األعمال‬
‫المشتركة بينهما ‪.‬‬

‫‪ -1‬التزامات الفضولي ‪:‬‬


‫(المادة ‪ 153،154‬من القانون المدني )‬
‫‪ -1‬أن يمضي في العمل الذي بدأه إال أن يتمكن رب العمل من مباشرته بنفسه ‪.‬‬
‫‪ -2‬ابلغ رب العمل بتدخله متى أمكن ذلك ‪.‬‬
‫‪ -3‬بذل عناية الرجل العادي في القيام بالعمل ‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يقدم حسابا لرب العمل وأن يرد عليه ما استولى عليه بسبب الفضالة ‪.‬‬
‫‪ -2‬التزامات رب العمل ‪:‬‬
‫(المادة ‪157‬من القانون المدني الجزائري )‬
‫‪ -1‬تنفيذ التعهدات التي عقدها الفضولي نيابة عنه ‪.‬‬
‫‪ -2‬تعويض الفضولي عن التعهدات التي عقدها باسمه الشخصي أو باسم الفضولي ‪.‬‬
‫‪ -3‬رد النفقات الضرورية والنافعة التي سوغتها الظرف ‪.‬‬
‫‪ -4‬إلزامه بتعويض الفضولي في الضرر الذي لحقه بسبب قيامه بأعمال الفضالة ‪.‬‬
‫الجوانب القانونية للفضالة ‪:‬‬
‫تنص المادة ‪ 158‬من القانون المدني الجزائري على ما يلي ‪ ":‬إذا لم تتوافر في الفضولي أهلية التعاقد فال يكون‬
‫مسؤوال عن إرادته إال بالقدر الذي إثري به مالم تكن مسؤوليته عن عمل غير مشروع "‪.‬‬
‫أجر الفضولي ‪ :‬تنص الفقرة األخيرة من المادة ‪ 157‬من القانون المدني الجزائري ‪ ":‬وال يستحق الفضولي أجرا على‬
‫عمله إالإذا كان العمل من أعمال من أعمال مهنته ‪،‬فألصل في الفضالة أنها تبرعية وعمل إنساني إيثاري يأتيه‬
‫الفضولي بدافع إنساني ال ينبغي من وراءه جزءا ماليا ‪.‬‬
‫تضامن الفضوليين ‪:‬تنص الفقرة األخيرة من القانون المدني الجزائري ‪ ":‬وإذا تعدد الفضوليين في القيام بعمل واحد‬
‫كانو متضامنين في المسؤولية "‪.‬‬

‫‪38‬‬

You might also like