Professional Documents
Culture Documents
مقياس المسؤولية الإدارية كاملا- الطالب غلاب عزالدين
مقياس المسؤولية الإدارية كاملا- الطالب غلاب عزالدين
دروس ﻣﻘﻴﺎس
ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ
ﻟﻠـﺴﺪﺍﺳﻲ ﺍﻷﻭﻝ
ﺩﻓﻌﺔ2018-2016 :
ﻣﻘﻴــﺎس اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارﻳﺔ /د.رﻳـ ــﻢ ﻋﺒﻴﺪ /ﻣــﺎﺳﺘﺮ ﻋﻦ ﺑـﻌـﺪ ﺟـﺎﻣﻌﺔ اﻹﺧــﻮة ﻣﻨﺘﻮري – ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ 1دﻓـ ـﻌـﺔ2018/2016 :
ﻣﻘـ ـ ــﺪﻣﺔ:
أدى ﺗﻄﻮر اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﰲ ﻓﺮﻧﺴﺎ إﱃ اﻻﻋﱰاف ﲟﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﺪوﻟﺔ وﺗﺒﻌﺎ ﻟﺬﻟﻚ اﻹﻗﺮار ﺑﺎﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارﻳﺔ ﻋﻦ أﻋﻤﺎل
اﻹدارة اﳌﺎدﻳﺔ ﻣﻨﻬﺎ واﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ اﻟﱵ ﺗﻠﺤﻖ ﺿﺮرا ﺑﺎﻟﻐﲑ ﺳﻮاء ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺸﺮوﻋﺔ أو ﻏﲑ ﻣﺸﺮوﻋﺔ ،وﺗﻈﻬﺮ أﳘﻴﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﺪة زواﻳﺎ:
أﺎ ﺗﻌﺪ ﻣﻈﻬﺮا ﻣﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ دوﻟﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﺑﺎﻟﺴﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﲡﺴﻴﺪ وﲪﺎﻳﺔ ﻣﺒﺪأ اﳌﺸﺮوﻋﻴﺔ واﻟﺬي ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺧﻀﻮع اﳉﻤﻴﻊ ﻟﺴﻴﺎدة اﻟﻘﺎﻧﻮن
ﺣﻜﺎﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮا أو ﳏﻜﻮﻣﲔ.
ﺗﻌﺘﱪ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺿﻤﺎﻧﺔ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﳊﻤﺎﻳﺔ ﺣﻘﻮق اﻷﻓﺮاد وﺣﺮﻳﺎﻢ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ ﳊﻖ ﻢ ﺿﺮر ﻣﻦ ﻋﻤﻞ اﻹدارة.
ﺗﻌﺪ آﻟﻴﺔ ﻟﻠﺮﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻞ اﻹدارة ﻓﻬﻲ ﲤﻜﻦ اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري ﻣﻦ ﺑﺴﻂ رﻗﺎﺑﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﳐﺘﻠﻒ أﻧﺸﻄﺔ اﻹدارة إﱃ أﺑﻌﺪ ﻣﺪى ،ﻓﻤﻦ
ﺧﻼﳍﺎ ﳝﻜﻦ اﻻﻋﱰاف ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻟﻠﺸﺨﺺ ﺣﱴ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻞ اﻹدارة اﳌﺸﺮوع ﻃﺎﳌﺎ أﳊﻖ ﺑﻪ ﺿﺮرا ،ﻓﻬﻲ أوﺳﻊ ﻧﻄﺎﻗﺎ ﻣﻦ دﻋﻮى
اﻹﻟﻐﺎء اﻟﱵ ﻋﻨﺪ اﻷﻋﻤﺎل ﻏﲑ اﳌﺸﺮوﻋﺔ ﻓﻘﻂ.
واﳉﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ أن ﻧﻈﺎم اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺪاﺛﺘﻪ ﳜﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﻧﻈﺎم اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳌﺪﻧﻴﺔ ﺣﱴ وإن اﺳﺘﻨﺒﻂ ﻣﻨﻪ ﺑﻌﺾ اﳌﻔﺎﻫﻴﻢ
أﺣﻴﺎﻧﺎ ،ﻛﻤﺎ أﺎ داﺋﻤﺔ اﻟﺘﻄﻮر ﺗﺒﻌﺎ ﻟﺘﻄﻮر ﻧﺸﺎط اﻹدارة وﻣﺎ ﳝﻜﻦ أن ﻳﻨﺘﺠﻪ ﻣﻦ ﺿﺮر.
ﻫﺬا وﺗﺮﺗﺒﻂ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺪﻋﻮى اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ارﺗﺒﺎﻃﺎ وﺛﻴﻘﺎ ﻓﻬﻲ اﻟﺴﺒﻴﻞ اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي ﻳﺴﻠﻜﻪ اﳌﺘﻀﺮر ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ
ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻋﺎدل ﳉﱪ اﻟﻀﺮر اﻟﺬي ﳊﻖ ﺑﻪ ،وﻋﻠﻰ ﺿﻮء ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﻗﻮﻟﻪ ﻓﻤﺎ اﳌﻘﺼﻮد ﺑﺎﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارﻳﺔ وﻣﺎ ﻫﻲ ﺣﺪود ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ
واﻷﺳﺲ اﻟﱵ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻴﻬﺎ ،واﻹﺟﺮاءات اﻟﻮاﺟﺐ إﺗﺒﺎﻋﻬﺎ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ؟
اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻷول :ﻣﺎﻫﻴﺔ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴـ ـﺔ اﻹدارﻳﺔ
اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻷول :ﺗﻌﺮﻳﻒ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارﻳﺔ
ﺗﻌﺘﱪ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارﻳﺔ ﻧﻮع ﻣﻦ أﻧﻮاع اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺗﻨﻌﻘﺪ وﺗﻘﻮم ﰲ ﻧﻄﺎق اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ اﻹداري ،وﺗﺘﻌﻠﻖ ﲟﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﺪوﻟﺔ
واﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻦ أﻋﻤﺎﳍﺎ اﻟﻀﺎرة ،وﳝﻜﻦ ﲢﺪﻳﺪ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻀﻴﻖ واﳉﺰﺋﻲ ﺑﺄﺎ "اﳊﺎﻟﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ اﻟﱵ ﺗﻠﺘﺰم ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺪوﻟﺔ أو اﳌﺆﺳﺴﺎت
أو اﳌﺮاﻓﻖ أو اﳍﻴﺌﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺎﺋﻴﺎ ﺑﺪﻓﻊ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ اﻟﻀﺮر اﻟﺬي ﺗﺴﺒﺒﺖ ﻓﻴﻪ ﻟﻠﻐﲑ ﺑﻔﻌﻞ اﻷﻋﻤﺎل اﻹدارﻳﺔ اﻟﻀﺎرة ﺳﻮاء
ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ اﻷﻋﻤﺎل اﻹدارﻳﺔ ﻣﺸﺮوﻋﺔ أو ﻏﲑ ﻣﺸﺮوﻋﺔ وذﻟﻚ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﳋﻄﺄ اﳌﺮﻓﻘﻲ أو اﳋﻄﺄ اﻹداري أﺳﺎﺳﺎ أو ﺣﱴ دون
ﺧﻄﺄ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ".
اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ :ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارﻳﺔ
اﻟﻔﺮع اﻷول :ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻮم
أوﻻ :اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارﻳﺔ ﻫﻲ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ:
اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻟﻮﺟﻮدﻫﺎ وﲢﻘﻘﻬﺎ اﺧﺘﻼف اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻹدارﻳﺔ واﳌﺮاﻓﻖ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺻﺎﺣﺒﺔ
اﻷﻋﻤﺎل اﻹدارﻳﺔ اﻟﻀﺎرة ﻋﻦ اﻷﺷﺨﺎص اﳌﻀﺮورﻳﻦ.
ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻓﻴﻬﺎ أن ﺗﺘﺤﻤﻞ اﻟﺪوﻟﺔ واﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺻﺎﺣﺒﺔ اﻷﻋﻤﺎل اﻹدارﻳﺔ اﻟﻀﺎرة ﻋﺐء اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻣﻦ اﳋﺰﻳﻨﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺼﻔﺔ ﺎﺋﻴﺔ
ﻟﻠﻤﻀﺮور ،ﻛﻤﺎ ﻳﺸﱰط ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻮﻓﺮ ﻋﻼﻗﺔ أو راﺑﻄﺔ اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺑﲔ اﻷﻓﻌﺎل اﻹدارﻳﺔ اﻟﻀﺎرة وﺑﲔ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ اﻟﻀﺎرة اﻟﱵ أﺻﺎﺑﺖ
ﺣﻘﻮق وﺣﺮﻳﺎت اﻷﻓﺮاد اﻟﻌﺎدﻳﲔ.
رﻛﺰ ﻫﺬا اﳌﻌﻴﺎر ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻣﻞ اﻟﻨﻴﺔ ﰲ ﻧﺴﺒﺔ اﳋﻄﺄ إﱃ اﳌﻮﻇﻒ دون اﻹدارة ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﺘﺤﻤﻞ ﻧﺰواﺗﻪ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ وﻫﻮ ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻪ ﻣﻌﻴﺎرا
ﻏﺎﻣﻀﺎ ،ﻏﲑ أﺎ ﺗﺒﻘﻰ اﶈﺎوﻟﺔ اﻷﻛﺜﺮ دﻗﺔ ووﺿﻮح ﰲ وﺿﻊ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻟﻠﺨﻄﺄ اﻟﺸﺨﺼﻲ ،وﳝﻜﻦ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﺗﻄﺒﻴﻘﻪ ﻣﻦ ﺧﻼل
اﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﻣﺎ ﻋﺮض أﻣﺎﻣﻪ ﻣﻦ وﻗﺎﺋﻊ ﰲ ﻧﻴﺔ اﻟﻔﺎﻋﻞ ،وﻛﺎﻧﺖ أول ﳏﺎوﻟﺔ ﰲ ﻗﻀﻴﺔ »LAU MONNIER -
.«CaRRIOL
ب -ﻣﻌﻴﺎر اﻟﻬﺪف:
ﻳﺮى ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻦ اﻟﻔﻘﻪ وﻋﻠﻰ رأﺳﻬﻢ اﻟﻔﻘﻴﻪ دوﺟﻲ أن أﺳﺎس اﻟﺘﻔﺮﻗﺔ ﻣﺮدﻩ إﱃ اﳍﺪف ،ﻓﺎﳋﻄﺄ اﻟﺸﺨﺼﻲ ﻳﺘﺤﻘﻖ إذا ﻛﺎن اﳌﻮﻇﻒ
ﻳﺴﻌﻰ ﺑﺘﺼﺮﻓﻪ إﱃ ﲢﻘﻴﻖ أﻫﺪاف ﺷﺨﺼﻴﺔ ،أﻣﺎ اﳋﻄﺄ اﳌﺮﻓﻘﻲ إذا ﻛﺎن اﳌﻮﻇﻒ ارﺗﻜﺐ اﳋﻄﺄ ﺪف ﲢﻘﻴﻖ اﳌﺼﻠﺤﺔ اﻟﻌﺎم ،وﻳﻘﻊ
ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﻣﻬﻤﺔ ﺗﻔﺴﲑ ﻣﻘﺼﺪ اﳌﻮﻇﻒ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﻣﻘﺼﺪﻩ ﻣﻦ ﺗﺼﺮﻓﻪ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻧﻮع اﳋﻄﺄ.
ﻳﻘﱰب ﻫﺬا اﻟﺮأي ﻛﺜﲑا ﻣﻦ اﳌﻌﻴﺎر اﻷول ،ﻏﲑ أن ﻣﻌﻴﺎر اﻟﻨﺰوة اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻳﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺎﻋﺚ وﻫﺬا اﳌﻌﻴﺎر ﺑﲏ ﻋﻠﻰ اﻟﻐﺎﻳﺔ ﻣﻦ
اﻟﺘﺼﺮف ،ﻓﻜﻼﳘﺎ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﻌﺪم اﻟﺪﻗﺔ واﻟﻮﺿﻮح ﻷﻤﺎ ﻳﺒﺤﺜﺎن ﰲ ﻣﺴﺄﻟﺔ داﺧﻠﻴﺔ ﻟﻠﻤﻮﻇﻒ.
ت -ﻣﻌﻴﺎر اﻻﻧﻔﺼﺎل ﻋﻦ اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ:
وﻫﻮ اﳌﻮﻗﻒ اﻟﺬي ﻋﱪ ﻋﻨﻪ اﻷﺳﺘﺎذ ﻫﻮرﻳﻮ » «HAURIOUﻓﻘﺪ ﺷﺒﻪ ﰲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ اﳋﻄﺄ اﻟﺸﺨﺼﻲ ﺑﺎﳋﻄﺄ اﳉﺴﻴﻢ وأﻳﺪﻩ ﰲ
ذﻟﻚ اﻟﻔﻘﻴﻪ ﺟﻴﺰ ،ﰒ ﻏﲑ ﻣﻦ ﻣﻮﻓﻘﻪ واﻋﺘﱪ أن اﳋﻄﺄ ﻳﻜﻮن ﺷﺨﺼﻴﺎ إذا ﻛﺎن ﻟﻠﻤﻮﻇﻒ ﻧﻴﺔ أو إرادة ﳐﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن أو ﻹﻏﺮاض
اﳌﺮﻓﻖ ،ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﺘﺼﺮف اﻟﺼﺎدر ﻣﻦ اﳌﻮﻇﻒ ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﻮﻇﻴﻔﺔ وﻣﺎ أﺳﻨﺪ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻣﻬﺎم اﻋﺘﱪ اﳋﻄﺄ ﻣﺮﻓﻘﻲ ،أﻣﺎ إذا ﺛﺒﺖ ﺧﻼف
ذﻟﻚ اﻋﺘﱪ اﳋﻄﺄ ﺷﺨﺼﻴﺎ.
رﻛﺰ ﻫﺬا اﳌﻌﻴﺎر ﻋﻠﻰ اﳉﺎﻧﺐ اﳌﻮﺿﻮﻋﻲ ﻟﻠﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﲔ اﳋﻄﺄﻳﻦ وﻳﻌﺘﱪ اﻟﺮأي اﻷﻛﺜﺮ ﺗﺄﻳﻴﺪا ﻟﺪى اﻟﻔﻘﻪ ،وﻃﺒﻘﻪ اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري ﰲ
ﻓﺮﻧﺴﺎ واﻟﺪول اﳌﺘﺄﺛﺮة اﻻزدواﺟﻴﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ،ذﻟﻚ أن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻳﺴﺘﻨﺪ ﻟﻠﻘﻮاﻧﲔ اﳌﻨﻈﻤﺔ ﻟﻠﻮﻇﻴﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﱵ ﺗﺒﲔ ﻣﻬﺎم اﳌﻮﻇﻒ اﻟﻌﺎم
وواﺟﺒﺎﺗﻪ ،ﻓﺈذا ﻣﺎ وﺟﺪ أن اﳋﻄﺄ اﳌﺮﺗﻜﺐ ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﲟﻬﺎم اﳌﻮﻛﻠﺔ ﻟﻠﻤﻮﻇﻒ ﻓﺈن اﳋﻄﺄ ﻣﺮﻓﻘﻲ أﻣﺎ إذا اﻧﻌﺪﻣﺖ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ اﳋﻄﺄ
ووﻇﻴﻔﺔ ﻓﺈن اﳋﻄﺄ ﺷﺨﺼﻲ.
-2اﻟﻤﻌﺎﻳﻴﺮ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ:
أن ﻣﻦ ﺑﲔ أﻫﻢ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ وراء ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﲔ اﳋﻄﺄ اﻟﺸﺨﺼﻲ واﳋﻄﺄ اﳌﺮﻓﻘﻲ ﻧﺬﻛﺮ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ اﻟﱵ ﺗﻌﻜﺲ ﻛﻞ
واﺣﺪة ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺮﺣﻠﺔ زﻣﻨﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ:
اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻷوﻟﻰ:
ﻛﺎﻧﺖ أول ﻣﺮﺣﻠﺔ ﳌﺴﺄﻟﺔ اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﲔ اﳋﻄﺄ اﻟﺸﺨﺼﻲ واﳋﻄﺄ اﳌﺮﻓﻘﻲ ﰲ ﻗﻀﻴﺔ »ﺑﻼﺗﲑ« -ﺑﻴﻠﻮﰐ ،-وﺗﺘﻠﺨﺺ وﻗﺎﺋﻊ ﻫﺬﻩ
اﻟﻘﻀﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ:
"ﲟﻮﺟﺐ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﳌﺴﺘﻤﺪة ﰲ ﺣﺎﻟﺔ اﳊﺼﺎر ﺻﺎدرت اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ أول ﻋﺪد ﻣﻦ ﺻﺤﻴﻔﺔ أﺻﺪرﻫﺎ اﻟﺴﻴﺪ" ﺑﻴﻠﻮﰐ " ،ﻓﺮﻓﻊ ﻫﺬا
اﻷﺧﲑ دﻋﻮى ﺿﺪ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻗﺎﺋﺪ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ وﳏﺎﻓﻆ ﻣﺪﻳﻨﺔ" اﻟﻮاز " ،L'OISE ،وﳏﺎﻓﻆ اﻟﺸﺮﻃﺔ أﻣﺎم اﶈﻜﻤﺔ اﳌﺪﻧﻴﺔ
ﻹﻟﻐﺎء ﻋﻤﻠﻴﺔ اﳌﺼﺎدرة ،واﻷﻣﺮ ﺑﺈرﺟﺎع ﻧﺴﺦ اﻟﺼﺤﻒ اﶈﺠﻮزة و ﺗﻌﻮﻳﺾ اﻷﺿﺮار اﻟﻨﺎﲨﺔ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﺘﺼﺮف.
واﺳﺘﺄﻧﻒ اﶈﺎﻓﻆ ﻫﺬا اﳊﻜﻢ أﻣﺎم ﳏﻜﻤﺔ اﻟﺘﻨﺎزع اﻟﱵ ﻗﺪرت أﻧﻪ ﰲ اﻟﻘﻀﻴﺔ اﳌﻄﺮوﺣﺔ أﻣﺎﻣﻬﺎ ﻓﺈن اﳋﻄﺄ اﳌﺮﺗﻜﺐ ﻣﻦ ﻃﺮف
اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻹدارﻳﺔ ﻫﻮ ﺧﻄﺄ ﻣﺮﻓﻘﻲ وﻟﻴﺲ ﺧﻄﺄ ﺷﺨﺼﻴﺎ ﻳﺆدي إﱃ ﻋﻘﺪ اﺧﺘﺼﺎص اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري.
اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ:
اﻧﻄﻠﻘﺖ ﻣﻊ اﻟﻘﻀﻴﺔ » «LAUMONNIER-CARRIOLﻟﻮﻣﻮﻧﻴﻲ ﻛﺎرﻳﻮل -اﻟﱵ وﺿﻊ ﻋﻠﻰ إﺛﺮﻫﺎ ﳏﺎﻓﻆ اﻟﺪوﻟﺔ
»دﻳﻔﻴﺪ« -داﻓﻴﺪ ،-ﺗﻌﺮﻳﻔﺎ ﻟﻠﺨﻄﺄ اﳌﺮﻓﻘﻲ واﳋﻄﺄ اﻟﺸﺨﺼﻲ.
اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ:
ﺑﺪأت ﻣﻊ ﻗﻀﻴﺔ اﻟﺴﻴﺪ " - "ANGUETأﳒﻲ ،-ﺗﻌﺘﱪ ﻫﺬﻩ اﻟﻘﻀﻴﺔ اﳌﻨﻌﺮج ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ اﳋﻄﺄ اﻟﺸﺨﺼﻲ
واﳌﺮﻓﻘﻲ ،وﺗﺘﻠﺨﺺ وﻗﺎﺋﻌﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ:
دﺧﻞ اﻟﺴﻴﺪ أﳒﻲ ﻳﻮم ،1908 / 11/01ﻣﻜﺘﺐ اﻟﱪﻳﺪ واﳌﻮاﺻﻼت ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ واﻟﻨﺼﻒ ﻟﻘﺒﺾ ﺣﻮاﻟﺔ ﺑﺮﻳﺪﻳﺔ ،وﻋﻨﺪﻣﺎ
أراد اﳋﺮوج أﻏﻠﻖ اﳌﻤﺮ اﳌﺨﺼﺺ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮر ،ﻓﺎﺿﻄﺮ إﱃ اﺳﺘﻌﻤﺎل ﳑﺮ ﳐﺼﺺ ﻟﻠﻤﻮﻇﻔﲔ وﻫﺬا ﺑﻌﺪ ﻧﺼﻴﺤﺔ أﺣﺪﻫﻢ ،وإﺛﺮ ﺧﺮوﺟﻪ
دﻓﻊ اﻟﺴﻴﺪ أﳒﻲ ﻣﻦ ﻃﺮف ﻣﻮﻇﻔﲔ ﺑﺎﳌﺼﻠﺤﺔ اﻋﺘﻘﺎدا ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻟﺺ ،ﳑﺎ أدى إﱃ ﺳﻘﻮﻃﻪ واﻧﻜﺴﺎر رﺟﻠﻪ.
وﻗﺮر ﳎﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ أن اﻟﻀﺮر اﻟﺬي أﳊﻖ ﺑﺎﻟﺴﻴﺪ "أﳒﻲ" ﻫﻮ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺧﻄﺄﻳﻦ :ﺧﻄﺄ ﺷﺨﺼﻲ وﺧﻄﺄ ﻣﺮﻓﻘﻲ.
اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ:
ﲢﻘﻘﺖ ﻣﻊ اﻟﻘﻀﻴﺘﲔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺘﲔ:
اﻟﻘﻀﻴﺔ اﻷوﻟﻰ :ﻗﻀﻴﺔ اﻟﺰوﺟﲔ "ﻣﻮﻧﻴﻪ"
اﻟﻘﻀﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :ﻗﻀﻴﺔ اﻵﻧﺴﺔ ﻣﻴﻤﻮر ""mimeur
وﻛﺎﻧﺖ ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻟﻘﻀﻴﺘﲔ اﳌﺬﻛﻮرﺗﲔ أﻋﻼﻩ ﻫﻮ ﺗﻮﺳﻴﻊ أﻛﺜﺮ ﺎل اﳋﻄﺄ اﳌﺮﻓﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب اﳋﻄﺄ اﻟﺸﺨﺼﻲ وﻗﺒﻮل ﻋﻤﻠﻴﺔ اﳉﻤﻊ
ﺑﲔ اﻷﺧﻄﺎء.
ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﻧﺴﺘﻨﺘﺞ أن اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﱂ ﻳﺘﻘﻴﺪ ﲟﻌﻴﺎر ﻣﻌﲔ ﻣﻦ اﳌﻌﺎﻳﲑ اﻟﻔﻘﻬﻴﺔ ،وإﳕﺎ ﻓﻀﻞ اﻟﻔﺼﻞ ﰲ ﻛﻞ
ﺣﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺪا ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ اﳌﻌﺎﻳﲑ ﲟﺜﺎﺑﺔ اﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎت واﻹرﺷﺎدات اﻟﱵ ﻳﺴﺘﻨﲑ ﺎ ﻋﻨﺪ اﳊﺎﺟﺔ ،واﲡﻪ اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﰲ
إﻃﺎر اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارﻳﺔ إﱃ اﻋﺘﺒﺎر اﳋﻄﺄ اﻟﺸﺨﺼﻲ ﰲ اﳊﺎﻻت اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
-1إذا ﻛﺎن اﳋﻄﺄ ﻣﻨﻘﻄﻊ اﻟﺼﻠﺔ ﺑﺎﳌﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم وﻻ ﻳﻬﻢ إن ﻛﺎن اﳋﻄﺄ ﻋﻤﺪﻳﺎ أو ﻏﲑ ﻋﻤﺪي.
-2إذا ﻛﺎن اﳋﻄﺄ ﻋﻤﺪﻳﺎ ﻻ ﻳﻬﺪف إﱃ ﺧﺪﻣﺔ اﳌﺼﻠﺤﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ أي أن اﳌﻮﻇﻒ ﻳﺮﺗﻜﺐ ﺧﻄﺄ أﺛﻨﺎء ﳑﺎرﺳﺘﻪ ﳌﻬﺎﻣﻪ أو ﲟﻨﺎﺳﺒﺘﻬﺎ
وﻗﺼﺪ ﺑﻪ ﲢﻘﻴﻖ أﻏﺮاض ﺷﺨﺼﻴﺔ.
-3إذا ﻛﺎن اﳋﻄﺄ ﻗﺪ ﺑﻠﻎ درﺟﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ اﳉﺴﺎﻣﺔ.
أﻣﺎ ﻣﻮﻗﻒ اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ ﻣﻦ اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﲔ اﳋﻄﺄ اﳌﺮﻓﻘﻲ واﳋﻄﺄ اﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﺪ ﻣﻴﺰ اﻟﻘﻀﺎء اﻟﻔﺎﺻﻞ ﰲ اﳌﺎدة اﻹدارﻳﺔ
ﺑﲔ اﳋﻄﺄ اﳌﺮﻓﻘﻲ واﳋﻄﺄ اﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻌﺮض أﻣﺎﻣﻪ ﻣﻦ دﻋﺎوى وﻣﻦ أﻣﺜﻠﺘﻬﺎ :ﻗﻀﻴﺔ اﻟﺴﻴﺪ "ﺑﻠﻘﺎﺳﻲ" ﺿﺪ "وزﻳﺮ اﻟﻌﺪل" ،ﻓﻘﺪ
ﻗﺮرت اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻹدارﻳﺔ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﰲ ﻫﺬﻩ اﻟﻘﻀﻴﺔ أن ﻛﺎﺗﺐ اﻟﻀﺒﻂ اﻟﺬي ﻛﺎن ﲝﻮزﺗﻪ أوراق ﻧﻘﺪﻳﺔ ﳏﺠﻮزة إﺛﺮ ﻗﻀﻴﺔ ﺿﺪ
اﻟﺴﻴﺪ ﺑﻠﻘﺎﺳﻲ ،ﻗﺪ ارﺗﻜﺐ ﺧﻄﺄ ﺷﺨﺼﻲ ﻋﻨﺪ ﻋﺪم ﻗﻴﺎﻣﻪ ﺑﺘﺤﻮﻳﻠﻬﺎ ﺑﻌﺪ إﻗﺮار اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﺘﺒﺪﻳﻞ اﻷوراق اﳌﺎﻟﻴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ،
وﻳﻜﻤﻦ اﳋﻄﺄ اﻟﺸﺨﺼﻲ ﻟﻜﺎﺗﺐ اﻟﻀﺒﻂ ﰲ ﻋﻠﻤﻪ ﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ وﻛﺬﻟﻚ ﰲ إﳘﺎﻟﻪ وﺎوﻧﻪ.
وﰲ ﻗﺮار آﺧﺮ ﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﺘﺎرﻳﺦ 07/09/2001وﺗﺘﻠﺨﺺ وﻗﺎﺋﻊ اﻟﻘﻀﻴﺔ ﰲ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ :ﺑﺘﺎرﻳﺦ 1998/01/16ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺎﻋﺔ
اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ واﻟﻨﺼﻒ ﺻﺒﺎﺣﺎ وﻗﻌﺖ ﺳﺮﻗﺔ ﺑﺎﻟﺴﻮق اﻷﺳﺒﻮﻋﻲ ﻟﻠﻐﻨﻢ ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ ﻣﻨﺰل اﻟﻀﺤﻴﺔ ،وﺑﻌﺪ ﻣﻨﺎوﺷﺔ ﺣﺪﺛﺖ ﺑﲔ ﻫﺬا اﻷﺧﲑ
وأﻓﺮاد اﳊﺮس اﻟﺒﻠﺪي ﰎ إﻃﻼق اﻟﻨﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﻀﺤﻴﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف اﳊﺎرس أدت إﱃ وﻓﺎﺗﻪ،
7 ﺟﻤﻊ وﺗﻨﺴﻴﻖ اﻟﻄﺎﻟﺐ :ﻏﻼب ﻋﺰاﻟﺪﻳﻦ /اﻟﻔﻮج02:
ﻣﻘﻴــﺎس اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارﻳﺔ /د.رﻳـ ــﻢ ﻋﺒﻴﺪ /ﻣــﺎﺳﺘﺮ ﻋﻦ ﺑـﻌـﺪ ﺟـﺎﻣﻌﺔ اﻹﺧــﻮة ﻣﻨﺘﻮري – ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ 1دﻓـ ـﻌـﺔ2018/2016 :
رﻓﻊ ورﺛﺔ اﻟﻀﺤﻴﺔ دﻋﻮى ﺗﻌﻮﻳﺾ أﻣﺎم اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻹدارﻳﺔ ﲟﺠﻠﺲ ﻗﻀﺎء اﻟﺒﻠﻴﺪة ﻛﺎن ﻣﺂﳍﺎ اﻟﺮﻓﺾ ،اﺳﺘﺄﻧﻒ ورﺛﺔ اﻟﻀﺤﻴﺔ أﻣﺎم ﳎﻠﺲ
اﻟﺪﻋﻮى ﻣﺴﺘﻨﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ اﳊﺠﺞ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
-أن اﻟﻀﺤﻴﺔ أﻏﺘﻴﻞ ﻋﻤﺪا ﻣﻊ ﺳﺒﻖ اﻹﺻﺮار واﻟﱰﺻﺪ ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﻌﻮن اﻟﺒﻠﺪي أﺛﻨﺎء ﳑﺎرﺳﺔ وﻇﺎﺋﻔﻪ.
-اﻋﱰاف اﳉﺎﱐ ﺑﺎرﺗﻜﺎﺑﻪ ﻟﻠﻮﻗﺎﺋﻊ.
-أن اﳋﻄﺄ اﳌﺮﺗﻜﺐ ﻣﺮﻓﻘﻲ وﻋﻠﻰ اﻹدارة ﲢﻤﻞ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ.
ﻓﻜﺎن ﻗﺮار ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﻛﺎﻵﰐ:
"ﺣﻴﺖ أن دراﺳﺔ اﻷوراق اﳊﺎﺿﺮة ﺧﺎﻟﻴﺔ ﲟﺎ ﻳﻔﻴﺪ أن اﻟﺴﻴﺪ ...اﻟﺬي ﺗﻮﺑﻊ ﺑﺘﻬﻤﺔ اﻟﻘﺘﻞ اﻟﻌﻤﺪي واﻟﺬي ارﺗﻜﺐ اﻷﻓﻌﺎل اﻟﱵ
ﺗﺮﻛﺐ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻨﺰاع ﻛﺎن وﻗﺖ ارﺗﻜﺎﺑﻪ ﻟﺘﻚ اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﰲ ﺗﺄدﻳﺔ وﻇﻴﻔﺘﻪ أو ﺑﺴﺒﺒﻬﺎ ،وﲝﺴﺒﻪ ﻓﺈن ﺧﻄﺄ اﳌﺼﻠﺤﺔ ﲟﻔﻬﻮم اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻹداري
ﻏﲑ ﻣﺘﻮﻓﺮ واﳌﺴﺘﺄﻧﻒ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻏﲑ ﻣﺴﺆوﻟﺔ ،واﳌﺴﺆول ﻋﻦ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻫﻮ اﻟﻔﺎﻋﻞ ﻧﻔﺴﻪ".
وﺑﺬﻟﻚ ﻳﻌﱰف ﳎﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﺎﳋﻄﺄ اﻟﺸﺨﺼﻲ اﳌﺮﺗﻜﺐ ﻣﻦ اﻟﻌﻮن اﻟﺒﻠﺪي ﺑﻌﺪ أن ﺛﺒﺖ ﻟﺪﻳﻪ ﻋﺪم وﺟﻮد ﻋﻼﻗﺔ ﺑﲔ اﻟﻔﻌﻞ اﳌﺮﺗﻜﺐ
وﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ.
ﺛﺎﻧﻴﺎ :ﺻﻮر اﻟﺨﻄﺄ اﻟﺸﺨﺼﻲ
-1اﻟﺨﻄﺄ اﻟﻌﻤﺪي:
وﻫﻮ ﺗﺼﺮف ﺻﺎدر ﻋﻦ ﻋﻮن ﻋﻤﻮﻣﻲ ﻳﻬﺪف إﳊﺎق اﻟﻀﺮر ﺑﺎﻟﻐﲑ ،أي أن ﻧﻴﺘﻪ اﲡﻬﺖ إﱃ إﳊﺎق اﻷذى ﺑﺎﻵﺧﺮﻳﻦ دون اﻋﺘﺒﺎر
ﳌﻬﺎﻣﻪ اﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ ،وﻋﻠﻴﻪ ﻳﺮﺟﻊ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻹداري وﺣﺪﻩ ﺻﻼﺣﻴﺔ ﺗﻔﺴﲑ اﻟﻨﻮاﻳﺎ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻓﻴﻤﺎ إذا ﻛﺎن اﳋﻄﺄ ﻋﻤﺪﻳﺎ ﻻﻋﺘﺒﺎرﻩ ﺧﻄﺄ
ﺷﺨﺼﻴﺎ ،ﻓﻼ ﻳﻜﻒ إدﻋﺎء اﻟﺸﺨﺺ اﳌﺮﺗﻜﺐ ﻟﻠﻔﻌﻞ أو إدﻋﺎء اﻹدارة أو اﻟﻄﺮف اﳌﻀﺮور ،وﰲ ﻫﺬﻩ اﳊﺎﻟﺔ ﻳﱪز دور اﻟﻘﻀﺎء
اﻹداري ﰲ ﲪﺎﻳﺔ اﻷﻃﺮاف اﻟﺜﻼﺛﺔ ﺑﺘﺤﺪﻳﺪﻩ ﻟﻨﻮع اﳋﻄﺄ ،ﻓﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻌﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻲ ﰲ إﺛﺒﺎت ﺣﺴﻦ ﻧﻴﺘﻪ ،واﻹدارة ﺑﺈﺛﺒﺎت أن اﻟﻔﻌﻞ
ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ،واﳌﺘﻀﺮر ﺑﺈﺛﺒﺎت ﺣﻘﻪ ﰲ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﺨﻄﺄ.
-2اﻟﺨﻄﺄ اﻟﺠﺴﻴﻢ ﻏﻴﺮ اﻟﻌﻤﺪي:
وﻫﻮ اﳋﻄﺄ اﻟﺬي ﻳﺮﺗﻜﺒﻪ اﻟﻌﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻲ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺮﻋﻮﻧﺘﻪ وﻋﺪم ﺗﺒﺼﺮﻩ وﻗﻠﺔ ﺣﻴﻄﺘﻪ دون أن ﻳﻘﺼﺪ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ إﻳﺬاء اﻟﻐﲑ ،ﻓﻬﻮ ﻻ
ﳝﻠﻚ أي ﻧﻴﺔ ﰲ إﳊﺎق اﻟﻀﺮر ﻢ وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺘﺤﻤﻞ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳋﻄﺄ اﻟﺸﺨﺼﻲ ﻧﻈﺮا ﳋﻄﻮرة اﻟﻔﻌﻞ اﻟﺬي ﻗﺎم ﺑﻪ ﻋﻠﻰ أن ﻫﺬا
اﳋﻄﺄ ﻻ ﻳﺼﻞ إﱃ درﺟﺔ اﳉﺮﳝﺔ ،ﻓﻼ ﺗﺘﺤﻤﻞ اﻹدارة اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ وﺣﱴ إن ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺪﻓﻊ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺟﺎز ﳍﺎ اﻟﺮﺟﻮع ﻋﻠﻰ اﳌﻮﻇﻒ
ﻣﺮﺗﻜﺐ اﳋﻄﺄ اﳉﺴﻴﻢ ،وإﻗﺮار ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ اﳊﺎﻟﺔ ﺣﱴ ﻻ ﻧﻔﺘﺢ اﺎل أﻣﺎم اﳌﻮﻇﻔﲔ ﻟﻠﺘﺬرع ﺑﺎﳋﻄﺄ اﳉﺴﻴﻢ وﺮﻢ ﻣﻦ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ
وﲢﻤﻴﻠﻬﺎ ﻟﻺدارة ﻓﻴﻜﻮن ﺑﺬﻟﻚ أﻛﺜﺮ ﺣﺬرا ﰲ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻌﻤﻠﻪ وﳛﺮص ﻋﻠﻰ اﻻﻟﺘﺰام ﺑﺎﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ اﳌﻨﻈﻤﺔ ﻟﻠﻮﻇﻴﻔﺔ.
ج -اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ:
أي أن ﻳﺼﺪر ﻣﻦ اﳌﻮﻇﻒ اﻟﻌﺎم ﻓﻌﻼ ﳎﺮﻣﺎ أﺛﻨﺎء ﺗﺄدﻳﺘﻪ ﳌﻬﺎﻣﻪ ﻓﻔﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ اﳊﺎﻟﺔ ﻳﺴﺄل ﻋﻦ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳉﺰاﺋﻴﺔ واﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳌﺪﻧﻴﺔ،
أي ﻳﻔﱰض ﰲ اﳌﻮﻇﻒ أن ﻳﻜﻮن ﻓﺎﻋﻼ ﰲ ارﺗﻜﺎب اﳉﺮﳝﺔ أوﺷﺮﻳﻜﺎ ،ﻓﺎﻹدارة ﰲ ﻫﺬﻩ اﳊﺎﻟﺔ ﻏﲑ ﻣﺴﺆوﻟﺔ ﻋﻦ ﻓﻌﻞ اﳌﻮﻇﻒ وﻻ
ﺗﺘﺤﻤﻞ ﺗﺒﻌﺔ ﻋﻤﻠﻪ ﺑﻞ ﺗﻮﻗﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺗﺄدﻳﺒﻴﺔ ﲝﺴﺐ ﺟﺴﺎﻣﺔ اﳋﻄﺄ.
أﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﳌﻮﻇﻒ وﻗﻊ ﺿﺤﻴﺔ اﻋﺘﺪاء ﻣﻦ اﻟﻐﲑ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻹدارة ﻋﺐء ﺗﻮﻓﲑ اﳊﻤﺎﻳﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠﻤﻮﻇﻒ أﺛﻨﺎء أداﺋﻪ ﻣﻬﺎﻣﻪ،
وﻫﺬا ﻣﺎ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻴﻪ اﳌﺎدة 30ﻣﻦ اﻷﻣﺮ 06/03اﻟﺴﺎﺑﻖ اﻟﺬﻛﺮ ﺑﻘﻮﳍﺎ" :ﳚﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺪوﻟﺔ ﲪﺎﻳﺔ اﳌﻮﻇﻒ ﳑﺎ ﻗﺪ ﻳﺘﻌﺮض ﻟﻪ ﻣﻦ
ﺪﻳﺪ أو إﻫﺎﻧﺔ أو ﺷﺘﻢ أو ﻗﺬف أو اﻋﺘﺪاء ﻣﻦ أي ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻛﺎﻧﺖ أﺛﻨﺎء ﳑﺎرﺳﺘﻪ ﻟﻮﻇﻴﻔﺘﻪ أو ﲟﻨﺎﺳﺒﺘﻬﺎ وﳚﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺿﻤﺎن ﺗﻌﻮﻳﺾ
ﻟﻔﺎﺋﺪﺗﻪ ﻋﻦ اﻟﻀﺮر اﻟﺬي ﻗﺪ ﻳﻠﺤﻖ ﺑﺖ.
وﲢﻞ اﻟﺪوﻟﺔ ﰲ ﻫﺬﻩ اﻟﻈﺮوف ﳏﻞ اﳌﻮﻇﻒ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻣﻦ ﻣﺮﺗﻜﺐ اﻷﻓﻌﺎل.
ﻛﻤﺎ ﲤﻠﻚ اﻟﺪوﻟﺔ ﻟﻨﻔﺲ اﻟﻐﺮض ﺣﻖ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺮﻓﻊ دﻋﻮى أﻣﺎم اﻟﻘﻀﺎء ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﻛﻄﺮف ﻣﺪﱐ أﻣﺎم اﳉﻬﺎت
اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ اﳌﺨﺘﺼﺔ ".
وﰲ اﳊﺎﻟﺔ اﻟﱵ ﻳﺮﺗﻜﺐ ﻓﻴﻬﺎ اﳌﻮﻇﻒ ﺟﺮﳝﺔ وﺟﺐ اﻟﺘﻔﺮﻳﻖ ﻓﻴﻤﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻤﺪﻳﺔ أو ﻏﲑ ﻋﻤﺪﻳﺔ:
أ -ﻧﻜﻮن أﻣﺎ ﺟﺮﳝﺔ ﻋﻤﺪﻳﺔ إذا اﲡﻬﺖ إرادة اﳉﺎﱐ ﻻرﺗﻜﺎب اﻟﻔﻌﻞ اﳌﺎدي واﻟﺴﻌﻲ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻧﺘﺎﺋﺠﻪ ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎت اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ،
ﻓﻔﻲ ﻫﺬﻩ اﳊﺎﻟﺔ ﺗﻨﻘﻄﻊ اﻟﺼﻠﺔ ﺑﲔ اﳉﺮﳝﺔ واﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﻓﺎﳋﻄﺄ ﰲ ﻫﺬﻩ اﳊﺎﻟﺔ ﺷﺨﺼﻴﺎ.
ب -أﻣﺎ اﳉﺮﳝﺔ ﻏﲑ اﻟﻌﻤﺪﻳﺔ ﻓﻨﻔﺮق ﻓﻴﻬﺎ ﺑﲔ ﺣﺎﻟﺘﲔ:
-إذا ﻛﺎﻧﺖ اﳉﺮﳝﺔ اﳌﺮﺗﻜﺒﺔ ﳍﺎ ﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﻮﻇﻴﻔﺔ أو ﲤﺖ أﺛﻨﺎء أداﺋﻬﺎ أو ﲟﻨﺎﺳﺒﺘﻬﺎ وﻻ ﳝﻜﻦ اﻟﻔﺼﻞ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻓﺈن اﳋﻄﺄ ﰲ ﻫﺬﻩ اﳊﺎﻟﺔ
ﻳﻌﺪ ﺧﻄﺄ ﻣﺮﻓﻘﻴﺎ أﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﳉﺮﳝﺔ ﻣﻨﻘﻄﻌﺔ اﻟﺼﻠﺔ ﺑﺎﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﻓﺎﳋﻄﺄ ﰲ ﻫﺬﻩ اﳊﺎﻟﺔ ﺷﺨﺼﻴﺎ.
اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻧﻲ :ﺗﺤﺪﻳﺪ اﻟﺨﻄﺄ اﻟﻤﺮﻓﻘﻲ.
ﻳﻌﻮد ﻣﺼﺪر ﻧﻈﺮﻳﺔ اﳋﻄﺄ اﳌﺮﻓﻘﻲ إﱃ اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ اﻟﻘﻀﻴﺔ اﳌﺸﻬﻮرة وﻫﻲ ﻗﻀﻴﺔ '' ﺑﻼﻧﻜﻮ '' ﺑﻼﻧﻜﻮ ،ﻟﻘﺪ اﺟﺘﻬﺪ
ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﻔﻘﻪ واﻟﻘﻀﺎء اﻹدارﻳﲔ ﰲ اﳌﻮﺿﻮع و ﺣﺎوﻻ ذﻛﺮ ﺑﻌﺾ اﳊﺎﻻت اﻟﱵ ﺗﻌﱪ ﻋﻠﻰ وﺟﻮد اﳋﻄﺄ اﳌﺮﻓﻘﻲ ،ﻛﻤﺎ وﺿﻊ ﺑﻌﺾ
اﳌﻌﺎﻳﲑ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﳎﺎﻟﻪ ،ﻣﻦ ﺧﻼل ﲢﺪﻳﺪ اﳋﺼﺎﺋﺺ اﻟﻌﺎﻣﺔ و ﻣﻌﺎﻳﲑ اﳋﻄﺄ اﳌﺮﻓﻘﻲ.
أوﻻ :اﻟﺨﺼﺎﺋﺺ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺨﻄﺄ اﻟﻤﺮﻓﻘﻲ:
ﻳﻨﺴﺐ اﳋﻄﺄ اﳌﺮﻓﻘﻲ إﱃ اﻟﻨﺸﺎط اﻹداري أو ﻧﺸﺎط اﳌﺮاﻓﻖ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،و ﻻ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﻫﺬا اﻟﻨﺸﺎط إﻻ ﺑﻮاﺳﻄﺔ أﻋﻀﺎء أو ﻣﻮﻇﻔﲔ ﺗﺎﺑﻌﲔ
ﻟﻺدارة أو ﻟﻠﻤﺮاﻓﻖ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،واﳋﻄﺄ اﳌﺮﻓﻘﻲ ﺣﺴﺐ اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻳﻜﻮن إﻣﺎ ﺧﻄﺄ ﳎﻬﻮل أو ﺧﻄﺄ ﻣﻮﻇﻒ ﻣﻌﲔ.
-1اﻟﺨﻄﺄ اﻟﻤﺮﻓﻘﻲ ﺧﻄﺄ ﻣﺠﻬﻮل:
ﻳﻌﺮف اﳋﻄﺄ اﻬﻮل ﺑﺄﻧﻪ اﳋﻄﺄ اﳌﻮﺿﻮﻋﻲ اﻟﺬي ﻳﺼﻌﺐ أو ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﻧﺴﺒﺘﻪ إﱃ ﻣﻮﻇﻒ ﻣﻌﲔ وﻳﻈﻬﺮ ﻫﺬا اﻟﻄﺎﺑﻊ ﻟﻠﺨﻄﺄ اﳌﺮﻓﻘﻲ،
ﻛﺨﻄﺄ ﳎﻬﻮل ﰲ ﺻﻮرﺗﲔ.
-اﻟﺼﻮرة اﻷوﻟﻰ :ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻫﺬﻩ اﻟﺼﻮرة ﰲ ﺧﻄﺄ ﻣﺮﻓﻘﻲ ارﺗﻜﺐ ﻣﻦ ﻃﺮف ﺷﺨﺺ واﺣﺪ ﻟﻜﻨﻪ ﳎﻬﻮل ،ﻫﺬا ﻣﺎ ﺣﺪث ﰲ ﻗﻀﻴﺔ
أﻛﺴﲑ '' '' AHXERREواﻟﱵ ﻗﺮر ﻓﻴﻬﺎ ﳎﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ أن اﻹدارة ﻣﺴﺆوﻟﺔ ﻋﻦ اﳊﺎدﺛﺔ اﻟﱵ أدت إﱃ ﻗﺘﻞ ﺟﻨﺪي إﺛﺮ
ﻣﻨﺎورات ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻛﺎن ﻣﻦ اﳌﻔﱰض أن ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﺮاﻃﻴﺶ ﻏﲑ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ.
-اﻟﺼﻮرة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻫﺬﻩ اﻟﺼﻮرة ﰲ ﺧﻄﺄ ﻣﺮﻓﻘﻲ اﻟﺬي ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻦ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﺧﻄﺎء ارﺗﻜﺒﺖ ﻣﻦ ﻃﺮف ﻣﻮﻇﻔﲔ ﳎﻬﻮﻟﲔ
وﻋﱪ ﳎﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ اﳊﺎﻟﺔ ﰲ ﻗﻀﻴﺔ '' '' ANGUETوﻛﺮرﻫﺎ ﰲ ﻗﻀﻴﺔ اﻟﺴﻴﺪ ﺑﻮاﺟﺎر '' .'' BOIGARD
وﺗﺘﻠﺨﺺ وﻗﺎﺋﻌﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ:
"دﺧﻠﺖ اﻟﺴﻴﺪة '' ﺑﻮاﺟﺎر" إﱃ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﻋﻤﻮﻣﻲ ﰲ ﺻﺒﺎح ذات ﻳﻮم ،وﱂ ﻳﺘﻢ ﻓﺤﺼﻬﺎ إﻻ ﰲ آﺧﺮ ﻧﻔﺲ اﻟﻴﻮم ،ورﻏﻢ اﻟﻌﻼج
ازداد ﻣﺮﺿﻬﺎ وﺗﻮﻓﻴﺖ إﺛﺮ ﻧﻘﻠﻬﺎ إﱃ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ أﺧﺮ وﺗﺒﲔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ أن ﺳﺒﺐ اﻟﻮﻓﺎة ﻳﻌﻮد إﱃ ﻋﺪة أﺧﻄﺎء ﰲ ﺳﲑ
اﳌﺴﺘﺸﻔﻰ ،ﻛﻌﺪم ﻣﺮاﻗﺒﺔ ﻛﺎﻓﻴﺔ وﻏﻴﺎب اﻟﻄﺒﻴﺐ اﳌﺨﺘﺺ ﰲ اﻹﻧﻌﺎش واﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﺴﻴﺌﺔ ﺧﻼل ﻧﻘﻞ اﻟﻀﺤﻴﺔ.
ﺣﻴﺚ أن اﻷﺧﻄﺎء اﳌﺮﺗﻜﺒﺔ ﻣﻦ اﳌﻤﺮﺿﲔ ﰲ أداء ﻣﻬﻤﺘﻬﻤﺎ ﰲ اﻹﺳﻌﺎف اﻟﻴﻮﻣﻲ ﺗﺸﻜﻞ إﳘﺎﻻ ﰲ ﺳﲑ اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻻﺳﺸﻔﺎﺋﻴﺔ واﻟﺬي
ﻳﻘﻴﻢ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻫﺬﻩ اﻷﺧﲑة ".
-3ﻋﺪم ﺳﻴﺮ اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم.
وﻳﻌﺮف أﻳﻀﺎ ﺑﺎﳉﻤﻮد اﻹداري ،وﻣﺜﺎﻟﻪ ﻗﺮار ﳎﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﰲ 2004/03/09ﰲ )ه.ع ﺿﺪ ﻣﺪﻳﺮ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺼﺤﻲ ﲟﺠﺎﻧﺔ(،
وﺗﺘﻤﺜﻞ وﻗﺎﺋﻊ اﻟﻘﻀﻴﺔ ﰲ ﻣﺎﻳﻠﻲ:
ﺑﺘﺎرﻳﺦ 07/11/2000ﻓﺎﺟﺄ اﳌﺴﺘﺄﻧﻔﺔ )ه.ع( اﳌﺨﺎض ﻓﻨﻘﻠﺖ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺴﺮﻋﺔ إﱃ اﻟﻌﻴﺎدة اﳌﺘﻌﺪدة اﳋﺪﻣﺎت ﺑﺒﻠﺪﻳﺔ أوﻻد
دﲪﺎن ﻷﺟﻞ وﺿﻊ ﲪﻠﻬﺎ ،ﺑﻘﻴﺖ ﻟﻴﻠﺔ واﺣﺪة دون ﺗﻠﻘﻲ اﻟﻌﻼج واﺳﺘﻌﺼﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺮﻗﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﺑﺎﻟﻌﻴﺎدة ﺗﻮﻟﻴﺪﻫﺎ ﻓﺤﻮﻟﺖ إﱃ ﻋﻴﺎدة
ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ 05ﻛﻢ أﻳﻦ ﻋﻮﻳﻦ ﺑﺄن اﳉﻨﲔ ﺗﻮﰲ داﺧﻞ رﲪﻬﺎ وأﺟﺮﻳﺖ ﳍﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻗﻴﺼﺮﻳﺔ ﻻﺳﺘﺌﺼﺎل اﳉﻨﲔ اﳌﺘﻮﰱ وإﻧﻘﺎض
اﻷم.
وﺟﺎء ﻗﺮار ﳎﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ" :ﺣﻴﺚ أن ﻋﺪم وﺟﻮد ﻃﺒﻴﺐ ﳐﺘﺺ ﰲ أﻣﺮاض اﻟﻨﺴﺎء ﻟﺪى اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺼﺤﻲ ﺟﻌﻞ ﲢﻮﻳﻞ
اﻟﻌﺎرﺿﺔ ﺿﺮوري ﻟﻌﺪم اﻟﺘﻜﻔﻞ ﺎ.
ﺣﻴﺚ أن ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺼﺤﻲ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﰲ ﻗﻀﻴﺔ اﳊﺎل وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻳﻜﻮن اﻟﺪﻓﻊ ﰲ ﳏﻠﻪ ".
ﻓﻘﺪ اﻋﱰف ﳎﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﻮﺟﻮد ﺧﻄﺄ ﻣﺮﻓﻘﻲ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ اﳌﺴﺘﺸﻔﻰ دون ﲢﺪﻳﺪﻩ ﺻﺮاﺣﺔ وﻫﻮ ﲨﻮد اﳌﺮﻓﻖ ﻟﻌﺪم وﺟﻮد اﻟﻄﺒﻴﺐ
اﳌﺨﺘﺺ ﰲ أﻣﺮاض اﻟﻨﺴﺎء واﻟﺘﻮﻟﻴﺪ.
اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻟﺚ :ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺨﻄﺄ اﻟﻤﺮﻓﻘﻲ ﺑﺎﻟﺨﻄﺄ اﻟﺠﻨﺎﺋﻲ واﻟﺨﻄﺄ اﻟﺘﺄدﻳﺒﻲ
أوﻻ :ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺨﻄﺄ اﻟﺠﻨﺎﺋﻲ ﺑﺎﻟﺨﻄﺄ اﻹداري اﻟﻤﺮﻓﻘﻲ:
إذا ارﺗﻜﺐ ﻣﻮﻇﻒ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺧﻄﺄ ﺟﻨﺎﺋﻴﺎ رﺗﺐ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت ﻓﻬﻞ ﻳﻌﺪ اﳋﻄﺄ اﳉﻨﺎﺋﻲ ﳍﺬﻩ
اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ ﺧﻄﺄ ﺷﺨﺼﻲ ﻳﺴﺄل ﻋﻨﻪ اﳌﻮﻇﻒ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﰲ ذﻣﺘﻪ اﳌﺎﻟﻴﺔ أم ﻳﻌﺘﱪ ﻫﺬا اﳋﻄﺄ ﻣﺼﻠﺤﻴﺎ وﻇﻴﻔﻴﺎ ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ
اﻹدارة وﲢﻤﻴﻠﻬﺎ ﻋﺐء اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﰲ ﻫﺬﻩ اﳊﺎﻟﺔ؟
ﻧﺼﺖ اﳌﺎدة 135ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﳉﺰاﺋﺮي ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻳﻠﻲ" :ﻛﻞ ﻣﻮﻇﻒ ﰲ اﻟﺴﻠﻚ اﻹداري أو اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ وﻛﻞ ﺿﺎﺑﻂ ﺷﺮﻃﺔ
وﻛﻞ ﻗﺎﺋﺪ أو أﺣﺪ رﺟﺎل اﻟﻘﻮة اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ دﺧﻞ ﺑﺼﻔﺘﻪ اﳌﺬﻛﻮرة ﻣﻨﺰل أﺣﺪ اﳌﻮاﻃﻨﲔ ﺑﻐﲑ رﺿﺎﺋﻪ وﰲ ﻏﲑ اﳊﺎﻻت اﳌﻘﺮرة ﰲ اﻟﻘﺎﻧﻮن
وﺑﻐﲑ اﻹﺟﺮاءات اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻴﻪ ﻳﻌﺎﻗﺐ ﺑﺎﳊﺒﺲ ﻣﻦ ﺷﻬﺮﻳﻦ إﱃ ﺳﺘﺔ أﺷﻬﺮ وﺑﻐﺮاﻣﺔ ﻣﻦ 500إﱃ 3000دﻳﻨﺎر ".
وﺗﺸﱰك ﻫﺬﻩ اﳌﺎدة اﻟﱵ ﺗﺮﺗﺐ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﳌﻮﻃﻔﻲ اﻟﺪوﻟﺔ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻣﻊ اﳌﺎدة 107ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﳉﺰاﺋﺮي اﻟﱵ
ﺗﻘﺮر ﻣﺎﻳﻠﻲ" :ﻳﻌﺎﻗﺐ اﳌﻮﻇﻒ اﻟﻌﻤﻮﻣﻲ ﺑﺎﻟﺴﺠﻦ اﳌﺆﻗﺖ ﻣﻦ ﲬﺲ إﱃ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮات إذا أﻣﺮ ﺑﻌﻤﻞ ﲢﻜﻤﻲ أو ﻣﺲ ﺳﻮاء ﺑﺎﳊﺮﻳﺔ
اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻟﻠﻔﺮد أو ﺑﺎﳊﻘﻮق اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﳌﻮاﻃﻦ أو أﻛﺜﺮ ".
ﺗﺸﱰك ﻫﺎﺗﺎن اﳌﺎدﺗﺎن ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﳉﺰاﺋﺮي ﰲ ﲡﺴﻴﺪ اﻟﺘﺴﺎؤل اﻟﺴﺎﺑﻖ اﻟﺬي ﻳﻔﻴﺪ ﻫﻞ ﻳﻌﺪ اﳋﻄﺄ اﳉﻨﺎﺋﻲ اﳌﻮﻟﺪ واﳌﺮﺗﺐ
ﻟﻠﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﺧﻄﺄ ﺷﺨﺼﻴﺎ ﻟﻠﻤﻮﻇﻒ اﻟﻌﺎم أم ﺧﻄﺄ ﻣﺮﻓﻘﻴﺎ ﻣﺼﻠﺤﻴﺎ ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ وﻳﻌﻘﺪ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارة ﻋﻦ أﻋﻤﺎل ﻣﻮﻇﻔﻴﻬﺎ
ﻋﻦ اﻟﻀﺮر اﳌﻌﻨﻮي أو اﳌﺎدي اﳌﺘﻮﻟﺪ واﻟﻨﺎﺗﺞ ﻋﻦ اﳋﻄﺄ اﳉﻨﺎﺋﻲ.
وﻟﻘﺪ اﻋﺘﱪ اﳌﺸﺮع اﳋﻄﺄ اﳉﻨﺎﺋﻲ ﺧﻄﺄ ﺷﺨﺼﻴﺎ ﻳﺮﺗﺐ وﻳﻘﻴﻢ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻟﻠﻤﻮﻇﻒ اﻟﻌﺎم ﰲ ذﻣﺘﻪ اﳌﺎﻟﻴﺔ اﳋﺎﺻﺔ ،أي أن
اﳋﻄﺄ اﳉﻨﺎﺋﻲ اﳌﺮﺗﻜﺐ ﺧﺎرج إﻃﺎر اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﻳﻌﺪ ﺧﻄﺄ ﺷﺨﺼﻴﺎ ﺑﻞ ﻓﻌﻼ ﳎﺮﻣﺎ وﻣﺜﺎﻟﻪ اﳊﻜﻢ اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﳉﺰاﺋﻴﺔ ﲟﺠﻠﺲ
ﻗﻀﺎء ﺗﻴﺰي وزو ﺑﺘﺎرﻳﺦ 03/04/1969ﰲ ﻗﻀﻴﺔ )د.أ ﺿﺪ ﺿﺎﺑﻂ اﻟﺸﺮﻃﺔ اﻟﺴﺎﺑﻖ م.ب( وﺗﺘﻤﺜﻞ وﻗﺎﺋﻌﻬﺎ ﰲ ﻣﺎﻳﻠﻲ:
اﺳﺘﻮﱃ اﻟﻀﺎﺑﻂ )م.ب( ﻋﻠﻰ ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ دﻛﺎن اﳌﺸﺮوﺑﺎت اﻟﺬي ﳝﻠﻜﻪ اﻟﺴﻴﺪ )د.أ( واﻟﺬي ﻛﺎن ﳏﺒﻮﺳﺎ ﰲ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺸﺮﻃﺔ واﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ
ﺿﻤﻦ أﺷﻴﺎء أﺧﺮى ﻣﻮدﻋﺔ ﻟﺪى اﳌﺮﻛﺰ وﺧﺮج ﺎ دون إذن أو رﺧﺼﺔ ﻣﻦ ﻗﺎﺋﺪ ﻓﺮﻗﺘﻪ أو ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺪﻛﺎن وذﻫﺐ ﻟﻔﺘﺢ اﻟﺪﻛﺎن
وﺣﺎول اﻏﺘﺼﺎب زوﺟﺘﻪ اﻟﱵ أﺧﺬت ﺑﺎﻟﻨﻮاح واﻟﺼﺮاخ ﻟﻴﻼ ،ﰲ ذﻟﻚ اﳊﲔ ﺗﻔﻘﺪﻩ ﻗﺎﺋﺪ ﻓﺮﻗﺘﻪ وﺧﺮج ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻨﻪ ﰲ اﳌﻜﺎن اﳌﺸﺎر
إﻟﻴﻪ ﻓﻮﺻﻞ إﱃ أﲰﺎﻋﻪ ﺻﺮاخ اﳌﺮأة ﻓﺎﲡﻪ ﳓﻮ اﻟﺼﻮت ﻓﻮﺟﺪ اﻟﻀﺎﺑﻂ ﻣﺘﻠﺒﺲ ﲜﺮﳝﺘﻪ ،رﻓﻊ اﻟﺪﻋﻮى أﻣﺎم ﳎﻠﺲ ﻗﻀﺎء ﺗﻴﺰي وزو
واﻟﺬي ﺣﻜﻢ ﻋﺎﻳﻪ ﺑﺎﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدة 135ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﻟﺴﺎﺑﻖ ذﻛﺮﻫﺎ ،واﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳌﺪﻧﻴﺔ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﳍﺬا
اﳌﻮﻇﻒ ﻋﻦ اﻟﻀﺮر اﳌﺎدي واﳌﻌﻨﻮي اﳌﺘﻮﻟﺪ ﻋﻦ ﺧﻄﺌﻪ اﳉﻨﺎﺋﻲ.
أﻣﺎ إذا ارﺗﻜﺐ اﳋﻄﺄ اﳉﻨﺎﺋﻲ ﰲ إﻃﺎر أداء اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﻓﻘﺪ ﻳﺮﺗﺐ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻩ ﺧﻄﺄ ﻣﺮﻓﻘﻴﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﳉﺮﳝﺔ ﻏﲑ
ﻋﻤﺪﻳﺔ ،وﻣﺜﺎﳍﺎ اﻟﻘﺮار اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ ﳎﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﰲ 2004/01/06ﰲ ﻗﻀﻴﺔ )ب.ر وﻣﻦ ﻣﻌﻬﺎ ﺿﺪ ﻣﺪﻳﺮ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺼﺤﻲ
ﻫﻮاري ﺑﻮﻣﺪﻳﻦ( وﺗﺘﻤﺜﻞ وﻗﺎﺋﻌﻬﺎ ﰲ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ:
ﺗﻮﺟﻬﺖ اﳌﺴﻤﺎت )ب.ر( وﻫﻲ ﺣﺎﻣﻞ إﱃ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﻫﻮاري ﺑﻮﻣﺪﻳﻦ ﺑﺴﻮق أﻫﺮاس ﻣﻦ أﺟﻞ وﺿﻊ ﲪﻠﻬﺎ أﻳﻦ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻄﺒﻴﺐ
اﻟﺮﺟﻮع إﱃ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪم اﻛﺘﻤﺎل ﻓﱰة اﳊﻤﻞ.
وﺑﺘﺎرﻳﺦ 1998/07/17رﺟﻌﺖ إﱃ اﳌﺴﺘﺸﻔﻰ ﻧﻔﺴﻪ وﻃﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻄﺒﻴﺐ إﺟﺮاء ﲢﺎﻟﻴﻞ أﺧﺮى واﻻﻣﺘﻨﺎع ﻋﻦ اﻷﻛﻞ وﻃﻠﺐ ﻣﻦ
زوﺟﻬﺎ ﺟﻠﺐ أﻛﻴﺎس اﻟﺪم ﻣﻦ أﺟﻞ إﺟﺮاء ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻗﻴﺼﺮﻳﺔ.
ﺑﻘﻴﺖ اﻟﺴﻴﺪة )ب.ر( ﰲ اﳌﺴﺘﺸﻔﻰ ﳌﺪة 24ﺳﺎﻋﺔ دون إﻓﻄﺎر ،ﰒ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻨﻪ ﻟﻌﺪم اﻛﺘﻤﺎل اﳊﻤﻞ.
وﺑﺘﺎرﻳﺦ 1998/07/30أﻏﻤﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ وﻧﻘﻠﺖ إﱃ ﻧﻔﺲ اﳌﺴﺘﺸﻔﻰ وأوﺻﻰ اﻟﻄﺒﻴﺐ اﻟﻘﺎﺑﻠﺘﲔ ﺑﻌﺪم ﻓﺤﺼﻬﺎ وﻻ إدﺧﺎﳍﺎ
ﻟﻠﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﻷﺎ ﻏﺎدرت اﳌﺴﺘﺸﻔﻰ ﻣﻨﺬ أﺳﺒﻮع دون ﻣﻮاﻓﻘﺘﻪ.
وأﻣﺎم ﻫﺬا اﻟﺮﻓﺾ وﺑﺘﺪﺧﻞ ﻣﻦ اﻟﺸﺮﻃﺔ ادﺧﻠﺖ إﱃ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ اﺑﻦ رﺷﺪ ﰲ ﻋﻨﺎﺑﺔ ،وﺑﻌﺪ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻗﻴﺼﺮﻳﺔ أﳒﺒﺖ ﺑﻨﺘﺎ ﺗﻮﻓﻴﺖ ﺑﻌﺪ
ﺑﻀﻌﺔ أﻳﺎم ﻷﺎ ﻋﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﻧﻘﺺ ﰲ ﲤﻴﻴﻪ ﺟﺴﻤﻬﺎ.
ﻓﻘﻀﻰ ﳎﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﻌﺪ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﲟﺎ ﻳﻠﻲ:
"ﺣﻴﺚ ﻳﺴﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ اﳌﻠﻒ أن اﳌﺴﺘﺄﻧﻒ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺜﻼث ،اﻟﻄﺒﻴﺐ واﻟﻘﺎﺑﻠﺘﲔ ﲤﺖ إداﻧﺘﻬﻢ ﺑﻔﻌﻠﻲ اﻟﻘﺘﻞ ﻏﲑ اﻟﻌﻤﺪي
وﻋﺪم ﺗﻘﺪﱘ ﻣﺴﺎﻋﺪة ﻟﺸﺨﺺ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺧﻄﺮ إﺛﺮ وﻓﺎة اﻟﺮﺿﻴﻊ اﻟﺬي أﳒﺒﺘﻪ اﳌﺴﺘﺄﻧﻒ.
ﺣﻴﺚ ﰎ اﻻﺣﺘﻔﺎظ ﲟﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳌﺴﺘﺄﻧﻒ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﲟﻮﺟﺐ اﻟﻘﺮار اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﳉﺰاﺋﻴﺔ ،واﻟﺬي أﻳﺪ اﳊﻜﻢ اﻟﺼﺎدر ﻣﻦ اﻟﺪرﺟﺔ
اﻷوﱃ واﻟﺬي ﻗﻀﻰ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺴﺘﺔ أﺷﻬﺮ ﻣﻮﻗﻮﻓﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻟﻜﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ودﻓﻊ ﻏﺮاﻣﺔ.
ﻓﺈن اﳌﺴﺘﺄﻧﻒ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻳﻨﺒﻐﻲ اﻋﺘﺒﺎرﻫﻢ أﻋﻮاﻧﺎ ﰲ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻋﻤﻮﻣﻴﺔ ،وأن اﳋﻄﺄ اﳌﻌﱰف ﺑﺖ ﻳﻘﻴﻢ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻹدارة اﻟﱵ ﻳﻨﺘﻤﻮن
إﻟﻴﻬﺎ.
وأن ﻣﺴﺆوﻟﻴﺘﻬﻢ ﰲ وﻓﺎة رﺿﻴﻊ اﳌﺴﺘﺄﻧﻔﲔ ﻧﺎﺗﺞ ﻋﻦ ﺳﻮء ﻋﻤﻞ ﻫﺬﻩ اﳌﺼﻠﺤﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ أي ﻫﺬا اﳌﺴﺘﺸﻔﻰ ﻣﺄﺧﻮذ ﻛﻄﺮف ﻣﺴﺘﻘﻞ
ﻋﻦ ﺷﺨﺺ اﻷﻋﻮان اﳌﺴﺘﺄﻧﻒ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﳌﺘﺴﺒﺒﲔ اﳌﺒﺎﺷﺮﻳﻦ ﰲ اﻟﻀﺮر اﻟﻼﺣﻖ ﺑﺎﳌﺴﺘﺄﻧﻔﲔ.
ﺣﻴﺚ أن اﳊﺎدث اﻟﻼﺣﻖ ﺑﺎﳌﺴﺘﺄﻧﻔﲔ ﻻ ﳝﻜﻦ ﻓﺼﻠﻪ ﻋﻦ اﳌﺼﻠﺤﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ اﻻﺳﺘﺸﻔﺎﺋﻴﺔ ،...اﻟﺬي ﳚﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﲢﻤﻞ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ
اﳌﻄﺎﻟﺐ ﺑﻪ واﻟﺬي ﻳﻌﺘﱪﻩ ﳎﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﻋﺎدﻻ وﻟﻜﻦ ﳚﺐ ﲣﻔﻴﻀﻪ إﱃ ﻧﺴﺒﺔ ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ ".
ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﻳﺘﱭ أن ﺧﻄﺄ اﻟﻄﺒﻴﺐ واﻟﻘﺎﺑﻠﺘﲔ رﻏﻢ أﻧﻪ ﺷﻜﻞ ﻓﻌﻼ ﳎﺮﻣﺎ ﺣﺮك اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳉﺰاﺋﻴﺔ وع ذﻟﻚ اﻋﺘﱪﻩ اﻟﻘﻀﺎء
اﻹداري ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ اﻷﺧﻄﺎء اﳌﺮﻓﻘﻴﺔ اﻟﱵ ﺗﺘﺤﻤﻠﻬﺎ إدارة اﳌﺴﺘﺸﻔﻰ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﰲ اﻹﳘﺎل اﳌﺆدي إﱃ ﺳﻮء ﺳﲑ اﳌﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم )اﳌﺴﺘﺸﻔﻰ(
ﻷن اﳋﻄﺄ اﳌﺮﺗﻜﺐ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻋﻤﺪﻳﺎ أي أن اﻟﻄﺒﻴﺐ واﻟﻘﺎﺑﻠﺘﲔ ﱂ ﻳﻘﺼﺪا إﳊﺎق اﻟﻀﺮر ﺑﺎﳌﺮﻳﻀﺔ وﻓﻘﺪاﺎ ﻟﺮﺿﻴﻌﻬﺎ.
ﺛﺎﻧﻴﺎ :ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺨﻄﺄ اﻟﺘﺄدﻳﺒﻲ ﺑﺎﻟﺨﻄﺄ اﻹداري اﻟﻤﺮﻓﻘﻲ:
ﲟﻌﲎ ﻫﻞ ﻳﻜﻮن ﻛﻞ ﺧﻄﺄ ﺗﺄدﻳﱯ ﺧﻄﺄ ﺷﺨﺼﻲ ﻳﻘﻴﻢ وﻳﻌﻘﺪ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳌﻮﻇﻒ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ أم ﻳﻌﺪ ﻫﺬا اﳋﻄﺄ ﻣﺮﻓﻘﻴﺎ؟
أن اﳋﻄﺄ اﻟﺘﺄدﻳﱯ ﻻ ﻳﻜﻮن ﺧﻄﺄ ﺷﺨﺼﻴﺎ أﺑﺪا ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن اﳋﻄﺄ اﻟﺘﺄدﻳﱯ ﻳﻜﻮن ﰲ اﻟﻐﺎﻟﺐ ﺧﻄﺄ ﺑﺴﻴﻄﺎ وﻫﺬا اﳋﻄﺄ ﻻ ﻳﻌﺪ
ﰲ اﻟﻐﺎﻟﺒﻴﺔ اﻟﻌﻈﻤﻰ ﻣﻦ اﻷﺣﻮال ﺧﻄﺄ ﺷﺨﺼﻴﺎ ،وإذا ﺻﺎرت اﻟﻘﺎﻋﺪة ﻋﻠﻰ أن ﻛﻞ ﺧﻄﺄ ﺗﺄدﻳﱯ ﻻ ﻳﻌﺪ ﺧﻄﺄ ﺷﺨﺼﻴﺎ ﻓﺎﻟﻌﻜﺲ
ﺻﺤﻴﺢ ،ﺣﻴﺚ أن ﻛﻞ ﺧﻄﺄ ﺷﺨﺼﻲ ﻳﻌﺪ ﻓﻮرا ﺧﻄﺄ ﺗﺄدﻳﱯ إذا ﻣﺎ ارﺗﻜﺐ أﺛﻨﺎء اﳋﺪﻣﺔ اﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ أو ﲟﻨﺎﺳﺒﺘﻬﺎ ،وذﻟﻚ ﻷﻧﻪ إﻣﺎ
ﺧﻄﺄ ﻋﻤﺪي أو ﺧﻄﺄ ﻏﲑ ﻋﻤﺪي وﻟﻜﻨﻪ ﻋﻠﻰ درﺟﺔ ﻛﺒﲑة ﻣﻦ اﳉﺴﺎﻣﺔ ﲝﻴﺚ ﻳﻌﺪ ﺑﻐﲑ ﺷﻚ إﺧﻼﻻ ﺧﻄﲑا ﺑﻮاﺟﺒﺎت اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﳑﺎ
ﳚﻌﻠﻪ ﰲ ﺎﻳﺔ اﻷﻣﺮ ﺧﻄﺄ ﺗﺄدﻳﺒﻴﺎ واﺿﺤﺎ.
اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ :درﺟﺔ ﺟﺴﺎﻣﺔ اﻟﺨﻄﺄ اﻟﻤﺮﻓﻘﻲ
ﻳﻨﻘﺴﻢ اﳋﻄﺄ اﳌﺮﻓﻘﻲ ﰲ ﻧﻈﺎم اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارﻳﺔ إﱃ ﺧﻄﺄ ﺑﺴﻴﻂ و ﺧﻄﺄ ﺟﺴﻴﻢ ،وﻳﺸﱰط اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن وﻗﻮع
ﺧﻄﺄ ﺟﺴﻴﻢ ﰲ ﺣﺎﻻت ﻣﻌﻴﻨﺔ ،ﻹﻗﺎﻣﺔ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﺑﻌﺾ اﳌﺮاﻓﻖ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﱵ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ.
وﻋﺮﻓﻪ اﻷﺳﺘﺎذ "روﱐ ﺷﺎﰊ" ﺑﻘﻮﻟﻪ" :ﻫﻮ اﳋﻄﺄ اﻷﻛﺜﺮ ﺧﻄﻮرة ﻣﻦ اﳋﻄﺄ اﳉﺴﻴﻢ" واﻋﺘﱪ اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري أن اﳋﻄﺄ اﳉﺴﻴﻢ ﻫﻮ
اﳋﻄﺄ اﳌﺮﺗﻜﺐ ﻣﻦ ﻃﺮف ﺷﺨﺺ ﻳﻜﻮن ﺗﺼﺮﻓﻪ دﻣﻴﻢ و ﺟﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﻌﻘﺎب ﺑﻮﺟﻪ ﺧﺎص ،وﻳﺮﻛﺰ اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري ﻋﻠﻰ ﻋﻨﺼﺮﻳﻦ ﳘﺎ
)ﻋﻨﺼﺮ ذاﰐ و ﻋﻨﺼﺮ ﻣﻮﺿﻮﻋﻲ (.
ﻓﺎﳉﺎﻧﺐ اﻟﺬاﰐ ﻳﻜﻮن ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﺮر اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري أن ﺷﺨﺼﺎ ﻣﺎ ارﺗﻜﺐ ﺧﻄﺄ ﺟﺴﻴﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﺒﲔ ﻟﻪ أن ﻇﺮوف اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﺗﺘﺠﻤﻊ
ﳌﺮﺗﻜﺐ اﳋﻄﺄ ﺑﱰﻗﺐ ﺣﺪوث اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻀﺎر.
أﻣﺎ اﳉﺎﻧﺐ اﳌﻮﺿﻮﻋﻲ ﻓﻴﻈﻬﺮ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺗﺼﺮف ﻣﺮﺗﻜﺐ ﺑﺄﻧﻪ ﺧﻄﺄ ﺟﺴﻴﻢ ﻣﺜﺎل :ﻗﺪ ﻳﺮﺗﻜﺐ ﺧﻄﺄ
ﺟﺴﻴﻢ اﳌﻮﻇﻒ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻣﻠﺰﻣﺎ ﺑﺎﲣﺎذ اﻟﺘﺪاﺑﲑ اﻟﻀﺮورﻳﺔ ﻟﺘﻔﺎدي اﻴﺎر ﺟﺪار و ﱂ ﻳﻔﻌﻞ.
واﳍﺪف ﻣﻦ ﻗﺎﻋﺪة اﳋﻄﺄ اﳉﺴﻴﻢ ﻫﻮ:
-1ﲪﺎﻳﺔ اﻹدارة ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ ﲜﺎﻧﺐ ﺻﻌﺐ أو ﻣﻌﻘﺪ أو ذات ﺗﻘﻨﻴﺔ ﻋﻠﻴﺎ.
-2ﲪﺎﻳﺔ اﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ارﺗﻜﺎب ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﳋﻄﺄ اﻟﺬي ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺘﺴﻠﻴﻂ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻣﻌﺘﱪة ﻋﻠﻰ اﻹدارة.
ﻛﻤﺎ ﳝﻴﺰ اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري ﰲ درﺟﺔ ﺟﺴﺎﻣﺔ اﳋﻄﺄ اﳌﺮﻛﺐ ﲝﺴﺐ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﻨﺸﺎط ،ﻓﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﻧﺸﻄﺔ اﻟﱵ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﰲ أداﺋﻬﺎ
ﻓﺈن اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارﻳﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﱰﺗﺐ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺄ ﺑﺴﻴﻂ ،أﻣﺎ اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﱵ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﺎﻟﺘﻌﻘﻴﺪ واﻟﺼﻌﻮﺑﺔ واﻟﺪﻗﺔ ﰲ أداﺋﻬﺎ ﻓﺘﺘﺤﻘﻖ
اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارﻳﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎرﺗﻜﺎب ﺧﻄﺄ ﺟﺴﻴﻢ.
اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻟﺚ :اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﺨﻄﺄ اﻟﺸﺨﺼﻲ واﻟﺨﻄﺄ اﻟﻤﺮﻓﻘﻲ وﻣﺪى ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻛﻞ ﻣﻦ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻤﻮﻇﻒ:
اﻟﻔﺮع اﻷول :ﻗﺎﻋﺪة ﻋﺪم اﻟﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺴﺆوﻟﺘﻴﻦ:
وﻫﺬا ﻣﺎ أﻛﺪﻩ اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري ﰲ ﻗﻀﻴﺔ ﺑﻮرﺳﲔ ﻋﺎم 1951واﻟﱵ ﺗﺘﻠﺨﺺ وﻗﺎﺋﻌﻬﺎ ﰲ أن اﻟﻀﺎﺑﻂ اﳌﺪﻋﻮ )ﺑﻮرﺳﲔ(
أﻃﻠﻖ اﻟﻨﺎر ﻋﻠﻰ أﺣﺪ اﳌﻮاﻃﻨﲔ ﰲ ﺑﺪاﻳﺔ اﳊﺮب اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﻷوﱃ ﻷﻧﻪ ﻇﻨﻪ ﻳﺘﻌﺎون ﻣﻊ اﻷﻋﺪاء.
ﻓﻠﻤﺎ دﻓﻌﺖ وزارة اﻟﺪﻓﺎع اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻟﻮرﺛﺔ اﻟﻘﺘﻴﻞ وأرادت ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ أن ﺗﺮﺟﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻀﺎﺑﻂ )ﺑﻮرﺳﲔ( اﻟﺬي ارﺗﻜﺐ اﳋﻄﺄ ﻗﺮر ﳎﻠﺲ
اﻟﺪوﻟﺔ ﻋﺪم ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ )ﺑﻮرﺳﲔ( ﻋﻦ اﳋﻄﺄ اﳌﺬﻛﻮر.
وﻃﺒﻘﺎ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻌﻠﻰ اﳌﻀﺮور إﻣﺎ ﻣﺴﺎءﻟﺔ اﻹدارة أو اﳌﻮﻇﻒ ﻷن ﻫﻨﺎك ﺗﻌﺎرض ﰲ أن ﻳﻌﺪ ذات اﻟﻌﻤﻞ ﰲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﻓﻌﻼ ﻣﺮﻓﻘﻴﺎ
وﻓﻌﻼ ﺷﺨﺼﻴﺎ.
اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻧﻲ :ﻗﺎﻋﺪة اﻟﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺎت:
أوﻻ :ﻗﺎﻋﺪة اﻟﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺴﺆوﻟﺘﻴﻦ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻌﺪد اﻷﺧﻄﺎء:
ﺳﻠﻢ اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري ﺬﻩ اﻟﻘﺎﻋﺪة ﺑﻌﺪ أن ﻗﺮر إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ وﺟﻮد ﺧﻄﺄﻳﻦ ﻣﻌﺎ ﺧﻄﺄ ﻣﺮﻓﻘﻲ ﻣﺼﻠﺤﻲ وﺧﻄﺄ ﺷﺨﺼﻲ واﺷﱰاﻛﻬﻤﺎ ﰲ
إﺣﺪاث ذات اﻟﻀﺮر اﳌﺮﺗﺐ ﻟﻠﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ ﺗﺸﱰك اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ اﳌﻜﻮﻧﺔ ﻟﻠﺨﻄﺄ اﳌﺮﻓﻘﻲ ﻣﻊ اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ اﳌﻜﻮﻧﺔ ﻟﻠﺨﻄﺄ اﻟﺸﺨﺼﻲ ﻧﺘﺞ
اﻟﻀﺮر ﻋﻦ ﻛﻠﻴﻬﻤﺎ ﻣﻌﺎ ،اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارة ﻋﻦ اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ اﳌﻜﻮﻧﺔ ﻟﻠﺨﻄﺄ اﳌﺮﻓﻘﻲ وﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳌﻮﻇﻒ ﻋﻦ اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ
اﳌﻜﻮﻧﺔ ﻟﻠﺨﻄﺄ اﻟﺸﺨﺼﻲ اﳌﺴﺎﻫﻢ واﳌﺸﺎرك ﰲ إﺣﺪاث اﻟﻀﺮر ﻓﻴﺘﻮﻟﺪ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﻣﺒﺪأ اﳉﻤﻊ ﺑﲔ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺘﲔ اﻹدارﻳﺔ واﻟﺸﺨﺼﻴﺔ.
وﻗﺪ ﺳﻠﻢ ﳎﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺬﻩ اﻟﻘﺎﻋﺪة وﻷول ﻣﺮة ﰲ ﺣﻜﻤﻪ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻗﻀﻴﺔ "أﳒﻲ" ،وﺗﺘﻠﺨﺺ وﻗﺎﺋﻊ اﻟﻘﻀﻴﺔ ﰲ أن
اﻟﺴﻴﺪ أﳒﻲ دﺧﻞ ﻣﻜﺘﺐ اﻟﱪﻳﺪ ﻗﺒﻞ ﻣﻮﻋﺪ إﻏﻼﻗﻪ ،وﺑﻌﺪ إﺎء أﻋﻤﺎﻟﻪ ﻫﻢ ﲟﻐﺎدرة ﻣﻜﺘﺐ اﻟﱪﻳﺪ ﻓﻮﺟﺪ أن أﺑﻮاﺑﻪ أﻏﻠﻘﺖ ﻓﻨﺼﺤﻪ
أﺣﺪ اﳌﻮﻇﻔﲔ ﺑﺎﳋﺮوج ﻣﻦ اﻟﺒﺎب اﳋﻠﻔﻲ اﳌﺨﺼﺺ ﳋﺮوج اﻟﻌﻤﺎل واﳌﻮﻇﻔﲔ وﰲ اﻟﻄﺮﻳﻖ إﱃ ذﻟﻚ اﻟﺒﺎب ﻣﺮ أﳒﻲ ﺑﻘﺎﻋﺔ اﻟﻄﺮود
ﻓﻈﻨﻪ ﺑﻌﺾ اﳌﻮﻇﻔﲔ اﳌﻮﺟﻮدﻳﻦ ﻟﺼﺎ ﻓﻬﺠﻤﻮا ﻋﻠﻴﻪ ﺿﺮﺑﺎ ودﻓﻌﺎ ﺣﱴ ﺳﻘﻂ وﻛﺴﺮت ﺳﺎﻗﻪ.
وﻗﺪ ﺛﺒﺖ أن ﺳﺎﻋﺔ اﳌﻜﺘﺐ ذاﺎ ﱂ ﺗﻜﻦ ﻣﻀﺒﻮﻃﺔ وأن اﳌﻜﺘﺐ أﻏﻠﻖ أﺑﻮاﺑﻪ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﻗﺒﻞ اﳌﻮﻋﺪ اﻟﺮﲰﻲ اﶈﺪد ﺑﺪﻗﺎﺋﻖ ،ﻛﻤﺎ
ﺛﺒﺖ أن ﻫﻨﺎك ﻗﻄﻌﺔ ﺣﺪﻳﺪﻳﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺿﻮﻋﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺧﺎﻃﺌﺔ ﻋﻨﺪ ﻋﺘﺒﺔ اﻟﺒﺎب وﻫﻲ اﻟﱵ ﺳﻘﻂ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﲏ ﻋﻠﻴﻪ واﻧﻜﺴﺮت ﺳﺎﻗﻪ.
وﻗﺪ ﺛﺎر اﻟﺘﺴﺎؤل ﲟﻨﺎﺳﺒﺔ ﻫﺬﻩ اﻟﻘﻀﻴﺔ ﻋﻤﺎ إذا ﻛﺎﻧﻔﻲ اﻹﻣﻜﺎن اﳉﻤﻊ ﺑﲔ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺘﲔ اﻹدارﻳﺔ واﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻟﻠﻤﻮﻇﻔﲔ اﻟﻠﺬﻳﻦ ﺗﺴﺒﺒﺎ
ﻣﺒﺎﺷﺮة ﲞﻄﺌﻬﻤﺎ اﻟﺸﺨﺼﻲ ﰲ إﺻﺎﺑﺔ اﻟﺴﻴﺪ أﳒﻲ ،ﻓﺄﺟﺎب ﳎﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﲝﻜﻤﻪ ﰲ ﻫﺬﻩ اﻟﻘﻀﻴﺔ ﲜﻮاز اﳉﻤﻊ ﺑﲔ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺘﲔ
ﻟﻮﺟﻮد أﺧﻄﺎء ﻣﺘﻌﺪدة وﻣﺘﺪاﺧﻠﺔ وﻣﺸﱰﻛﺔ ﰲ إﺣﺪاث اﻟﻀﺮر اﳌﺮﺗﺐ ﻟﻠﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ ،وﻟﻘﺪ ﺗﻮاﻟﺖ أﺣﻜﺎم ﳎﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺼﺪد
ﻣﺮﺳﻴﺔ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﺒﺪأ اﳉﻤﻊ ﺑﲔ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺘﲔ.
ﺛﺎﻧﻴﺎ :ﻗﺎﻋﺪة اﻟﺠﻤﻊ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺨﻄﺄ اﻟﻮاﺣﺪ:
ﰲ ﻣﺴﲑة اﻟﺘﻄﻮر اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻗﺮرت ﻗﺎﻋﺪة اﳉﻤﻊ ﺑﲔ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺘﲔ اﻹدارﻳﺔ واﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻟﻠﻤﻮﻇﻒ ﰲ وﺟﻮد ﺧﻄﺄ
واﺣﺪ وﻫﻮ اﳋﻄﺄ اﻟﺸﺨﺼﻲ .
وذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل رأي ﻣﻔﻮض اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺸﻬﲑ ﻟﻴﻮن ﺑﻠﻮم اﻟﺬي ﺟﺎء ﻓﻴﻪ ":إذا ﻛﺎن اﳋﻄﺄ اﻟﺸﺨﺼﻲ ﻗﺪ ارﺗﻜﺐ ﰲ اﳌﺮﻓﻖ أو ﲟﻨﺎﺳﺒﺔ
اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﰲ اﳌﺮﻓﻖ ،إذا ﻛﺎﻧﺖ وﺳﺎﺋﻞ وأدوات اﳋﻄﺄ ﻗﺪ وﺿﻌﺖ ﲢﺖ ﺗﺼﺮف اﳉﺎﱐ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﳌﺮﻓﻖ ،ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر إذا ﻛﺎن اﳌﺮﻓﻖ
ﻗﺪ ﻣﻬﺪ ﻻرﺗﻜﺎب اﳋﻄﺄ."...
ﻓﺈن اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺑﻞ وﳚﺐ أن ﻳﻘﻮل":إن اﳋﻄﺄ ﳝﻜﻦ أن ﻳﻨﻔﺼﻞ ﻋﻦ اﳌﺮﻓﻖ أي ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﺷﺨﺼﻴﺎ وﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﻳﱰك
ﺗﻘﺪﻳﺮﻩ ﻟﻠﻤﺤﺎﻛﻢ اﻹدارﻳﺔ وﻟﻜﻦ اﳌﺮﻓﻖ ﻻ ﳝﻜﻦ أن ﻳﻨﻔﺼﻞ ﻋﻦ اﳋﻄﺄ ."...
وﻟﻘﺪ ﻃﺒﻖ ﳎﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ رأي ﻣﻔﻮض اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﻠﻮم اﻟﺬي ﻳﺪﻋﻮ إﱃ ﺿﺮورة اﳉﻤﻊ ﰲ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ ﺑﲔ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارة وﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ
اﳌﻮﻇﻒ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ اﳋﻄﺄ اﻟﺸﺨﺼﻲ ﰲ ﻗﻀﻴﺔ ﻟﻴﻤﻮﱐ اﻟﱵ ﺗﺘﻠﺨﺺ وﻗﺎﺋﻌﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ":أﺧﻄﺄ اﻟﻌﻤﺪة ﺧﻄﺄ ﺟﺴﻴﻤﺎ وﻫﻮ
ﻳﻨﻈﻢ اﺣﺘﻔﺎﻻ ﺑﻌﻴﺪ ﻗﺮﻳﺔ روﻛﻮرب اﻟﺴﻨﻮي ،وﻛﺎن ﻣﻦ ﺑﲔ اﻻﺳﺘﻌﺮاﺿﺎت اﻟﱵ ﺗﻘﺎم ﰲ ﻫﺬﻩ اﳌﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺮﻣﺎﻳﺔ ﻋﻠﻰ أﻫﺪاف ﻋﺎﺋﻤﺔ ﰲ
ﺮ ﺻﻐﲑ ،وأﺧﻄﺄ اﻟﻌﻤﺪة ﺧﻄﺄ ﺟﺴﻴﻤﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﲰﺢ ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ ﻫﺬﻩ اﻷﻫﺪاف وﺗﺮك اﻟﻼﻋﺒﲔ ﻳﺘﺒﺎرون ﰲ إﺻﺎﺑﺘﻬﺎ ﺑﺎﻷﺳﻠﺤﺔ اﻟﻨﺎرﻳﺔ
ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻪ أﺧﻄﺮ ﺑﺄن اﻟﻼﻋﺒﲔ ﻟﻴﺴﻮ ﻣﻦ ذوي اﳌﻬﺎرة ﰲ اﻟﺘﺼﻮﻳﺐ ،وﱂ ﳝﻨﻊ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ اﻟﺴﲑ واﳌﺮور ﰲ اﻟﻀﻔﺔ اﻷﺧﺮى
ﻟﻠﻨﻬﺮ وﱂ ﻳﻮﻗﻒ اﻟﺘﺼﻮﻳﺐ ،وإﳕﺎ ﻧﺼﺢ اﻟﻼﻋﺒﲔ ﲟﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﳌﻬﺎرة ﰲ اﻟﺘﺼﻮﻳﺐ وﻛﺎن ﻣﻦ ﻧﺘﻴﺠﺔ ذﻟﻚ أن ﻃﺎش اﻟﺮﺻﺎص ﻟﻴﺼﻴﺐ
اﻟﺴﻴﺪة ﻟﻴﻤﻮﱐ اﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﲑ ﻣﻊ زوﺟﻬﺎ ﰲ ﺧﺪﻫﺎ اﻷﻳﺴﺮ واﺳﺘﻘﺮت اﻟﺮﺻﺎﺻﺔ ﺑﲔ اﻟﻌﻤﻮد اﻟﻔﻘﺮي واﳊﻨﺠﺮة ﻓﺄوﻗﻒ اﻟﻌﻤﺪة ﺑﻌﺪ
ذﻟﻚ اﻟﺮﻣﺎﻳﺔ.
ﻓﺘﻮﺟﻪ اﻟﺰوﺟﺎن ﻟﻴﻤﻮﱐ إﱃ اﻟﻘﻀﺎء ورﻓﻌﺎ دﻋﻮى ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﺪة أﻣﺎم اﶈﺎﻛﻢ اﻟﻌﺎدﻳﺔ أوﻻ اﻟﱵ ﺣﻜﻤﺖ ﺑﻘﻴﺎم ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻌﻤﺪة
اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻩ اﳌﺴﺆول اﻷول ﻋﻦ اﶈﺎﻓﻈﺔ ﻋﻦ أرواح اﻟﻨﺎس ،ﰒ أﻗﺎم اﻟﺰوﺟﺎن دﻋﻮى اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ ﺿﺪ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ أﻣﺎم اﶈﻜﻤﺔ اﻟﻌﺎدﻳﺔ
اﻟﱵ ﺣﻜﻤﺖ ﺑﻌﺪم اﺧﺘﺼﺎﺻﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﰲ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ ﺿﺪ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﺷﺨﺼﺎ ﻣﻌﻨﻮﻳﺎ ،ﻓﺮﻓﻌﺎ اﻟﺪﻋﻮى أﻣﺎم ﳎﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﺿﺪ
اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻓﺤﻜﻢ ﳍﻤﺎ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻣﻌﻠﻨﺎ أن ﺗﻘﺮﻳﺮ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻟﻠﻤﻮﻇﻒ )رﺋﻴﺲ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ( ﻻ ﳛﻮل دون ﻗﻴﺎم وﺗﻘﺪﻳﺮ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ
اﻹدارة وإن ﻛﺎن ﻫﺬا اﳉﻤﻊ ﺑﲔ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺘﲔ ﻻ ﻳﻌﻄﻲ ﻟﻠﻤﻀﺮور اﳊﻖ ﰲ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻣﺮﺗﲔ ﻷن اﻟﻌﺪاﻟﺔ ﺗﺄﰉ ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس" :أن
ﻫﺬا اﳌﺮﻓﻖ اﻟﺬي ﳝﺜﻠﻪ رﺋﻴﺲ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﻮاﺟﺐ ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﻨﻈﻢ اﳊﻔﻞ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﻀﻤﻦ ﺳﻼﻣﺔ اﳌﺘﻔﺮﺟﲔ وﻋﺪم ﺗﻌﺮﺿﻬﻢ ﳋﻄﺮ
ﺗﻠﻘﻲ اﻟﺮﺻﺎص اﻟﻄﺎﺋﺶ ﰲ رؤوﺳﻬﻢ أﺛﻨﺎء ﺳﲑﻫﻢ...وﻛﺎن ﻣﻦ اﳌﺘﻌﲔ إﻳﻘﺎف إﻃﻼق اﻟﻨﺎر ﲟﺠﺮد إﻋﻼن اﳋﻄﺮ".
ﺛﺎﻟﺜﺎ :ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺨﻄﺄ اﻟﻮاﺣﺪ ﺧﺎرج اﻟﺨﺪﻣﺔ:
إذا ﻛﺎن اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري ﻗﺪ أﺑﺎح وﻗﺮر اﳉﻤﻊ ﺑﲔ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارة وﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳌﻮﻇﻒ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ اﳋﻄﺄ اﻟﻮاﺣﺪ اﻟﺸﺨﺼﻲ
أﺛﻨﺎء وﲟﻨﺎﺳﺒﺔ ﺗﺄدﻳﺔ واﺟﺒﺎت اﳋﺪﻣﺔ اﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ ﻟﻼﻋﺘﺒﺎرات واﳊﺠﺞ اﻟﺴﺎﻟﻔﺔ اﻟﺘﺒﻴﺎن ،ﻓﺈن ﺗﺴﺎؤﻻ آﺧﺮ ﻓﺮض ﻧﻔﺴﻪ أﻣﺎم ﻫﺬا اﻟﻘﻀﺎء
وﻫﻮ ﻫﻞ ﳝﻜﻦ وﳚﻮز اﳉﻤﻊ ﺑﲔ اﳌﺴﺆوﻟﺘﲔ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ اﳋﻄﺄ اﻟﻮاﺣﺪ اﻟﻮاﻗﻊ ﺧﺎرج واﺟﺒﺎت اﳋﺪﻣﺔ اﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ وﻋﻠﻰ أي أﺳﺎس؟
وﻟﻘﺪ أﺟﺎب ﻗﻀﺎء ﳎﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﰲ ﺑﺪاﻳﺔ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﺮﻓﺾ اﻟﻘﺎﻃﻊ ﻋﻠﻰ اﺣﺘﻤﺎل اﳉﻤﻊ ﺑﲔ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺘﲔ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ اﳋﻄﺄ اﻟﺬي
ﻳﺮﺗﻜﺒﻪ اﳌﻮﻇﻒ ﺧﺎرج اﳋﺪﻣﺔ ،وﻟﻜﻨﻪ ﰲ ﻋﺎم 1949ﻋﺪل ﻋﻦ ﻫﺬا اﳌﻮﻗﻒ ورﺗﺐ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارة إﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳌﻮﻇﻒ
ﰲ ﺣﺎﻟﺔ اﳋﻄﺄ اﻟﺸﺨﺼﻲ اﻟﺬي ﻳﺮﺗﻜﺒﻪ ﺧﺎرج اﳋﺪﻣﺔ إذا ﻣﺎ ﻻﺑﺴﺘﻪ ﻇﺮوف ﻣﻌﻴﻨﺔ ،ﻛﻤﺎ ﰲ ﺣﺎل اﺳﺘﻌﻤﺎل اﳌﻮﻇﻔﲔ ﻟﻠﺴﻴﺎرات
اﳊﻜﻮﻣﻴﺔ اﻟﱵ ﰲ ﻋﻬﺪﻢ وذﻫﺒﻮا ﺎ ﻷداء ﺧﺪﻣﺎت وأﻏﺮاض ﺧﺎﺻﺔ ﻢ ،ﻓﺈذا ﻣﺎ ﺗﺴﺒﺒﻮا ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﻫﺬﻩ اﻟﺴﻴﺎرات ﰲ إﺣﺪاث أﺿﺮار
ﻟﻠﻐﲑ اﺳﺘﻮﺟﺐ اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري ﻗﻴﺎم اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارﻳﺔ إﱃ ﺟﺎﻧﺐ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ":أن ﻫﺬﻩ اﳊﻮادث ﰲ
اﻟﻈﺮوف اﻟﱵ أﺣﺎﻃﺖ ﺎ ﻻ ﳝﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن ﻣﻨﺒﺘﺔ اﻟﺼﻠﺔ ﺑﺎﳌﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم ،ﻷﺎ وﻗﻌﺖ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﺴﻠﻴﻢ ﺳﻴﺎرة ﻟﺴﺎﺋﻖ ﻷداء ﺧﺪﻣﺔ اﳌﺮﻓﻖ
اﻟﻌﺎم.".
أﻣﺎ إذا ارﺗﻜﺐ اﳋﻄﺄ ﺧﺎرج اﳋﺪﻣﺔ وﱂ ﺗﺴﺘﻌﻤﻞ ﻓﻴﻪ وﺳﺎﺋﻞ وأدوات اﳌﺮﻓﻖ ﻓﺈن اﳋﻄﺄ ﻳﻌﺪ ﺧﻄﺄ ﺷﺨﺼﻴﺎ ﻻﻧﻔﺼﺎﻟﻪ ﻋﻦ اﳌﺮﻓﻖ ﻣﺎدﻳﺎ
وﻣﻌﻨﻮﻳﺎ ،وﻋﺎﺋﺪا ﻟﻠﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻟﻠﻤﻮﻇﻒ وﺣﺪﻫﺎ وﻻ ﳝﻜﻦ ﻟﻠﻤﻀﺮور أن ﳛﺮك اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارﻳﺔ إﻃﻼﻗﺎ ﰲ ﻫﺬﻩ اﳊﺎﻟﺔ.
اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻟﺚ :آﺛﺎر ﻗﺎﻋﺪة اﳉﻤﻊ ﺑﲔ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺘﲔ:
أول ﻣﺎ ﻳﱰﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺪأ اﳉﻤﻊ ﻗﻴﺎم اﻹدارة ﺑﺪﻓﻊ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻟﻠﻤﻀﺮور ﺣﱴ ﻳﻀﻤﻦ ﻟﻪ إﳚﺎد ﺷﺨﺺ ﻏﲑ ﳑﺎﻃﻞ وﺷﺮﻳﻒ وﻫﻮ اﻹدارة
ﻳﺆدي ﻟﻪ ﻛﻞ ﻣﺎ ﳛﻜﻢ ﺑﻪ .
وﰲ ﻣﻌﻈﻢ اﳊﺎﻻت اﻟﱵ ﻳﻜﻮن اﳌﻮﻇﻒ ﻣﻌﺴﺮا اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﺟﻌﻞ اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري ﻳﻄﺒﻖ ﻃﺮﻳﻘﺔ اﳊﻠﻮل ﲟﻌﲎ ﲢﻞ اﻹدارة ﳏﻞ
اﳌﻮﻇﻒ ﰲ دﻓﻊ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ وﺑﻄﺮﻳﻘﺔ آﻟﻴﺔ.
وﻧﻈﺮا ﻟﻠﺘﺒﻌﺎت اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﳍﺬﻩ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻗﺮر ﳎﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ إﳘﺎﳍﺎ ﻋﺎم 1951ﲟﻨﺎﺳﺒﺔ ﻗﻀﻴﺔ ﻻروﻳﻞ ،وﺟﺎء ﰲ ﺣﻜﻤﻪ اﻟﺼﺎدر ﰲ ﻫﺬﻩ
اﻟﻘﻀﻴﺔ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ":وﺣﻴﺚ أن اﳌﻮﻇﻔﲔ ﻟﻴﺴﻮا ﻣﺴﺆوﻟﲔ ﻗﺒﻞ اﻹدارة ﻋﻦ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﻀﺎرة ﻷﺧﻄﺎﺋﻬﻢ اﳌﺮﻓﻘﻴﺔ ...وﻟﻜﻨﻬﻢ ﻳﺼﺒﺤﻮن
ﻣﺴﺆوﻟﲔ إذا ﻛﺎن اﻟﻀﺮر ﻣﺮﺟﻌﻪ إﱃ اﳋﻄﺄ اﻟﺸﺨﺼﻲ اﳌﻨﻔﺼﻞ ﻋﻦ واﺟﺒﺎت اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ...وﰲ ﻫﺬﻩ اﳊﺎﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،إذا ﺣﻜﻢ ﻋﻠﻰ
اﻹدارة ﺑﺘﻌﻮﻳﺾ ﻛﻞ اﻟﻀﺮر اﻟﺬي ﻳﺘﺤﻤﻠﻪ ﺑﻌﺾ اﻷﻓﺮاد ،ﻓﺈن ﳍﺎ أن ﺗﻔﺮض ﻋﻠﻰ اﳌﻮﻇﻒ رد اﳌﺒﻠﻎ اﳌﺪﻓﻮع ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ أﻣﺮ ﺑﺎﻟﺪﻓﻊ
ﺗﺼﺪرﻩ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ اﳌﺨﺘﺼﺔ".
وﺑﺬﻟﻚ أوﺟﺪ ﳎﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻟﺘﻮزﻳﻊ ﻋﺐء اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ اﳉﻤﻊ ﺑﲔ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺘﲔ وﻫﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﺮﺟﻮع ،ﺣﻴﺚ أﺟﺎز
ﻟﻺدارة اﻟﺮﺟﻮع ﻋﻠﻰ اﳌﻮﻇﻔﲔ ﳌﺴﺆوﻟﻴﺘﻬﻢ ﻋﻦ اﻷﺧﻄﺎء اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﳌﻨﻔﺼﻠﺔ ﻋﻦ اﳌﺮﻓﻖ.
وﳝﻜﻦ ﺣﺼﺮ أﻫﻢ اﳌﺒﺎدئ اﻟﱵ ﲢﻜﻢ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻮزﻳﻊ ﻋﺐء ﺗﻌﻮﻳﺾ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ ﺑﲔ اﻹدارة واﳌﻮﻇﻒ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ
وﻗﻮاﻋﺪ اﻻﺧﺘﺼﺎص ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ:
.1ﻻ ﺗﺘﺤﻤﻞ اﻹدارة ﲟﻔﺮدﻫﺎ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ إﻻ ﰲ اﳋﻄﺄ اﳌﺼﻠﺤﻲ وذﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺜﺒﺖ ﻗﻀﺎﺋﻴﺎ أن اﻟﻀﺮر ﻣﺼﺪرﻩ ﺑﺼﻔﺔ ﻛﻠﻴﺔ
ﺧﻄﺄ ﻣﺮﻓﻘﻲ ﺣﺴﺐ اﳌﻌﺎﻳﲑ واﳊﻠﻮل اﳌﺘﺒﻨﺎة.
.2ﰲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻨﺰاع ﺑﲔ اﻹدارة واﳌﻮﻇﻒ ﺣﻮل ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻧﺼﻴﺐ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻓﺈن اﳉﻬﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ اﳌﺨﺘﺼﺔ ﲝﺴﻢ ﻫﺬا اﻟﻨﺰاع ﻫﻲ ﺟﻬﺔ
اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري.
.3ﰲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻨﺰاع ﰲ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻧﺼﻴﺐ ﻛﻞ ﻣﻦ اﻹدارة واﳌﻮﻇﻒ ﳚﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻀﺎء أن ﻳﻘﺪر ﻗﻴﻤﺔ اﳋﻄﺄ اﻟﺬي ﻳﺘﺤﻤﻠﻪ ﻛﻞ ﻣﻦ اﻹدارة
واﳌﻮﻇﻒ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﺪرﺟﺔ ﺟﺴﺎﻣﺔ اﳋﻄﺄ اﳌﻨﺴﻮب إﻟﻴﻪ.
.4إذا ﺗﻌﺪد اﳌﻮﻇﻔﻮن اﳌﺴﺆوﻟﻮن ﻋﻦ اﳋﻄﺄ اﻟﺸﺨﺼﻲ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﺗﻀﺎﻣﻦ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﰲ ﲢﻤﻞ اﳋﻄﺄ ،ﺑﻞ ﻳﺴﺄل ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻨﺴﺒﺔ ﻣﺎ
ارﺗﻜﺒﻪ ﻣﻦ ﺧﻄﺄ.
.5إن ﺗﻄﺒﻴﻖ وإﻋﻤﺎل اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻳﺆدي إﱃ أن اﳊﻜﻢ اﻟﺼﺎدر ﻋﻠﻰ اﻹدارة ﺑﺪﻓﻊ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ اﺳﺘﻨﺎدا إﱃ أﺧﻄﺎء ﻣﺘﻌﺪدة ﻻ
ﳚﻮز ﺣﺠﻴﺔ اﻟﺸﻲء اﳌﻘﻀﻲ ﺑﻪ ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﳌﻮﻇﻒ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺗﻮزﻳﻊ ﻋﺐء اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ اﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﺑﻴﻨﻪ وﺑﲔ اﻹدارة.
اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻟﺚ :اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارﻳﺔ دون اﻟﺨﻄﺄ
ﺗﻤﻬﻴﺪ وﺗﻘﺴﻴﻢ:
ﻛﻤﺎ ﺳﺒﻖ اﻟﺒﻴﺎن ﺗﺘﺤﺮك اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارﻳﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﳋﻄﺄ ﺑﺘﺤﻘﻖ أرﻛﺎﺎ اﻟﺜﻼث )اﳋﻄﺄ ،اﻟﻀﺮر ،واﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ( ،وﰲ
اﳌﻘﺎﺑﻞ ﺗﻘﻮم ﻫﺬﻩ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ ﺣﱴ ﰲ ﻇﻞ ﻋﺪم ارﺗﻜﺎب اﻹدارة ﻷي ﺧﻄﺄ واﻟﱵ ﺗﺴﺘﻨﺪ إﱃ ﻓﻜﺮة اﳌﺨﺎﻃﺮ وﲢﻤﻞ اﻟﺘﺒﻌﺔ.
وﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻫﺬا اﳌﺒﺤﺚ ﺳﻴﺘﻢ اﻟﺘﻌﺮض ﻟﻠﺘﺄﺻﻴﻞ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ واﻟﻔﻘﻬﻲ ﻟﻠﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارﻳﺔ دون ﺧﻄﺄ ،وﺷﺮوط ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ،وأﺧﲑا
ﳎﺎﻻﺎ:
وﰲ ﻋﺎم 1895ﻗﺒﻞ ﳎﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ وﻷول ﻣﺮة إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﻗﻴﺎم ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارة ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﳌﺨﺎﻃﺮ وذﻟﻚ ﰲ ﻗﻀﻴﺔ اﳌﺪﻋﻮ
))ﻛﺎم(( ﺣﻴﺚ ﺗﺘﻠﺨﺺ وﻗﺎﺋﻌﻬﺎ ﰲ ﻣﺎﻳﻠﻲ:
إن اﳌﺪﻋﻮ ))ﻛﺎم ﻛﺎن(( ﻋﺎﻣﻼ ﲟﺼﻨﻊ ﺣﺮﰊ ﻳﺘﺒﻊ ﻟﻠﺪوﻟﺔ وﺗﻌﺮض ﳉﺮوح ﻧﺎﲡﺔ ﻋﻦ ﺗﻄﺎﻳﺮ ﺷﻈﺎﻳﺎ اﳊﺪﻳﺪ ﳑﺎ ﻧﺘﺞ ﻋﻨﻪ ﺿﻤﻮر ﻳﺪﻩ
اﻟﻴﺴﺮى وﻋﺠﺰﻩ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ ،ﻓﺘﻘﺮر ﻣﻨﺤﻪ ﺗﻌﻮﻳﻀﺎ ﻣﻦ وزﻳﺮ اﳊﺮب إﻻ أن اﻟﻌﺎﻣﻞ وﺟﺪ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻏﲑ ﻛﺎف ،ﻓﺮﻓﻊ دﻋﻮاﻩ إﱃ ﳎﻠﺲ
اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻄﺎﻟﺒﺎ ﺑﺘﻌﻮﻳﺾ أﻛﱪ ،ﻋﻠﻤﺎ أن اﻟﻌﺎﻣﻞ ﱂ ﻳﺮﺗﻜﺐ أي ﺧﻄﺄ وﻛﻤﺎ أﻧﻪ ﻻ ﳝﻜﻦ أن ﻳﻨﺴﺐ ﻟﻠﺪوﻟﺔ أي ﺧﻄﺄ.
واﻋﺘﻤﺎدا ﻋﻠﻰ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻹداري ﰲ ﺑﺎب اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﱵ أﻛﺪﻫﺎ ﻗﺮار ﺑﻼﻧﻜﻮ 1873اﻗﱰح ﻣﻔﻮض اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺴﻴﺪ
))روﻣﻴﻮ(( ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﺪوﻟﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أﻧﻪ ﳚﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺿﻤﺎن ﻋﻤﺎﳍﺎ ﺿﺪ اﳌﺨﺎﻃﺮ اﻟﻨﺎﲨﺔ ﻋﻦ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﱵ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻬﻢ
أداؤﻫﺎ ﰲ إﻃﺎر اﳌﺮاﻓﻖ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﺑﺎﻋﺘﻤﺎد ﻫﺬا اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ أﻗﺮ ﳎﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﻮﺟﻮد ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ اﳌﺨﺎﻃﺮ واﻟﱵ ﱂ ﺗﻌﺘﻤﺪﻫﺎ اﶈﺎﻛﻢ
اﻟﻌﺎدﻳﺔ ﺑﻌﺪ ،وﺑﺬﻟﻚ ﻳﻌﱰف ﺑﻨﻮع آﺧﺮ ﻣﻦ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ ﰲ ﻇﻞ ﻏﻴﺎب ﺧﻄﺄ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ اﻹدارة ،ﻓﻬﻲ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﺑﻘﻮة اﻟﻘﺎﻧﻮن ﺑﺴﺒﺐ
اﻟﻀﺮر اﳊﺎﺻﻞ وﺧﺼﻮﺻﺎ ﰲ ﳎﺎل اﻷﺧﻄﺎر اﳌﻬﻨﻴﺔ واﳌﺨﺎﻃﺮ اﳊﺮﺑﻴﺔ وﳐﺎﻃﺮ اﻟﺸﻐﺐ وﻏﲑﻫﺎ ،وﻣﻦ وﻗﺘﻬﺎ ﻇﻬﺮ اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﲔ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ
اﻹدارﻳﺔ واﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳌﺪﻧﻴﺔ.
اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻧﻲ :ﻣﻮﻗﻒ اﻟﻘﻔﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارﻳﺔ دون اﻟﺨﻄﺄ
ﱂ ﺗﺘﻮﺣﺪ ﻣﻮاﻗﻒ اﻟﻔﻘﻬﺎء ﺑﺸﺄن اﻻﻋﱰاف ﺑﺎﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارﻳﺔ دون ﺧﻄﺄ ،ﻓﺎﻧﻘﺴﻤﻮا إﱃ اﲡﺎﻫﲔ أﺣﺪﳘﺎ أﻧﻜﺮ وﺟﻮدﻫﺎ واﲡﺎﻩ آﺧﺮ
أﻳﺪﻫﺎ:
أوﻻ :اﻟﺮأي اﻟﻤﻨﻜﺮ ﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارﻳﺔ دون ﺧﻄﺄ:
ﻋﺎرض ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻦ اﻟﻔﻘﻪ ﻓﻜﺮة ﻗﻴﺎم ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارة ﰲ ﻇﻞ ﻋﺪم ارﺗﻜﺎب ﺧﻄﺄ وﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ اﻟﻔﻘﻬﻴﲔ ﻣﻮرﻳﺲ ﻫﻮرﻳﻮ وﻛﺎري دي
ﻣﻠﲑج واﺳﺘﻨﺪوا إﱃ اﳊﺠﺞ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
-أﻧﻪ ﻻ ﳝﻜﻦ اﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﺑﻘﻴﺎم ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارة ﻋﻦ أﻋﻤﺎﳍﺎ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻧﻈﺮﻳﺎت ﻏﺎﻣﻀﺔ ﻣﺜﻞ اﳌﺨﺎﻃﺮ واﻹﺛﺮاء ﺑﻼ ﺳﺒﺐ ﻷن ﰲ
ذﻟﻚ إﻧﻜﺎر ﳌﺒﺪأ ﺳﻴﺎدة اﻟﺪوﻟﺔ ،ﻛﻤﺎ أﺎ ﻻ ﺗﺘﻔﻖ ﻣﻊ ﻣﺒﺎدئ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪﺳﺘﻮري.
-أن ﺗﺒﲏ ﻫﺬﻩ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻳﻌﲏ ﻋﺪم اﻻﻋﱰاف ﺑﺎﻟﺘﻄﻮرات اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ واﻟﺬي ﺣﻘﻖ ﳒﺎﺣﺎ ﺑﺎﺑﺘﺪاﻋﻪ ﻟﻘﺮاﺋﻦ اﳋﻄﺄ
اﻟﺒﺴﻴﻂ اﻟﱵ ﺗﻘﺒﻞ إﺛﺒﺎت اﻟﻌﻜﺲ ،أو اﳌﻄﻠﻘﺔ اﻟﱵ ﻻ ﺗﻘﺒﻞ إﺛﺒﺎت اﻟﻌﻜﺲ ﻹﻋﻔﺎء اﳌﺘﻀﺮر ﻣﻦ إﺛﺒﺎت ﺧﻄﺄ اﻹدارة ﻟﺼﻌﻮﺑﺘﻪ أو
اﺳﺘﺤﺎﻟﺘﻪ.
-اﻋﺘﱪ اﻟﻔﻘﻴﻪ ﻣﻮرﻳﺲ ﻫﻮرﻳﻮ ﻫﺬﻩ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻓﻜﺮة رﺟﻌﻴﺔ وﻗﺪم ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻹﺛﺮاء ﺑﻼ ﺳﺒﺐ ﻛﺒﺪﻳﻞ ﳊﻤﺎﻳﺔ ﺣﻘﻮق اﻷﻓﺮاد ﻷﺎ ﲤﺜﻞ ﻧﻮع
ﻣﻦ اﻟﺘﺄﻣﲔ اﻟﺬي ﻳﻜﻮن ﻟﻪ أﺳﺎس ﰲ اﻟﻘﺎﻧﻮن.
ﺛﺎﻧﻴﺎ :اﻻﺗﺠﺎﻩ اﻟﻤﺆﻳﺪ ﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارﻳﺔ دون ﺧﻄﺄ:
ﻟﻘﻴﺖ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارﻳﺔ دون ﺧﻄﺄ ﺗﺄﻳﻴﺪا واﺳﻌﺎ ﻟﺪى اﻟﻔﻘﻬﺎء ،وردا ﻋﻠﻰ ﺣﺠﺞ اﻻﲡﺎﻩ اﳌﻌﺎرض أﺟﺎﺑﻮا ﲟﺎ ﻳﻠﻲ:
-1أن اﻟﻘﻮل ﺑﻐﻤﻮض ﻧﻈﺮﻳﺔ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارﻳﺔ دون ﺧﻄﺄ ﻏﲑ ﻣﻘﺒﻮل وﻻ أﺳﺎس ﻟﻪ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺔ ،ﻓﻬﻲ ﻗﺎﻋﺪة اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻻ ﺗﻄﺒﻖ إﻻ
إذا ﲢﻘﻘﺖ ﺷﺮوﻃﻬﺎ.
-2إن اﻟﻘﻮل ﺑﻮﺟﻮد ﺗﻌﺎرض ﺑﲔ ﻫﺬﻩ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ وﻣﺒﺪأ ﺳﻴﺎدة اﻟﺪوﻟﺔ ﻳﻌﺘﱪ ﻣﻦ اﳊﺠﺞ اﻟﻘﺪﳝﺔ اﻟﱵ اﺳﺘﻨﺪ إﻟﻴﻬﺎ ﺑﻌﺾ اﻟﻔﻘﻬﺎء
ﻻﺳﺘﺒﻌﺎد ﻛﻞ أﻧﻮاع اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﳌﺨﺎﻃﺮ.
-3أن ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻫﺬﻩ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻻ ﻳﻌﺪ رﺟﻮﻋﺎ ﻟﻠﻮراء ﻟﻌﺪم اﻷﺧﺬ ﺑﻨﻈﺎم ﻗﺮاﺋﻦ اﳋﻄﺄ اﻟﱵ ﲣﻔﻒ ﻣﻦ ﻋﻴﻮب اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس
اﳋﻄﺄ ،ﻷن ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارة دون ﺧﻄﺄ ﺗﻌﺪ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﻣﺮاﺣﻞ ﺗﻘﺪم اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري ﻣﻦ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻋﺪم ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﺪوﻟﺔ إﱃ اﻹﻗﺮار
ﲟﺴﺆوﻟﻴﺘﻬﺎ ﻋﻦ أﺧﻄﺎﺋﻬﺎ ﰒ ﺟﺎءت ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻗﺮاﺋﻦ اﳋﻄﺄ اﳌﻔﱰض ،ﻟﻴﺤﻜﻢ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ اﻟﻀﺮر دون ﺧﻄﺄ ،ﻛﻤﺎ أن ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻫﺬﻩ
اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻳﻌﺪ اﺳﺘﺜﻨﺎءا ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﻌﺎﻣﺔ.
ﻏﲑ أن ﻣﺼﻄﻠﺢ اﳌﺨﺎﻃﺮ ﻻ ﻳﻔﺴﺮ ﻛﻞ اﻷﺿﺮار اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻋﻦ ﻋﻤﻞ اﻹدارة ،ﻷن ﺗﺒﻌﺔ اﳌﺨﺎﻃﺮ ﺗﻔﺮض وﺟﻮد ﻋﻤﻞ أو ﻧﺸﺎط ﻣﻦ
ﺟﺎﻧﺐ اﻹدارة ﻳﻨﻄﻮي ﻋﻠﻰ اﳌﺨﺎﻃﺮ وﻻ ﳝﻜﻦ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻫﺬﻩ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺬﻩ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ أﻧﺸﻄﺔ اﻹدارة اﻟﱵ ﻻ ﺗﻨﻄﻮي ﻋﻠﻰ
ﳐﺎﻃﺮ ،ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺎﻷﺻﺢ اﺳﺘﺨﺪام ﻋﺒﺎرة ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارة دون ﺧﻄﺄ.
وﺗﺘﻤﻴﺰ ﻫﺬﻩ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺑﺎﻟﺨﺼﺎﺋﺺ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
-1أﺎ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ ﻓﺎﻟﻘﻀﺎء اﻹداري واﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ دورﻩ اﻹﻧﺸﺎﺋﻲ ﻋﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﺑﺘﻜﺎر ﻫﺬﻩ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ وﺗﻄﻮﻳﺮ ﻗﻮاﻋﺪﻫﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ
اﳊﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮازن ﺑﲔ اﳌﺘﻀﺮر ﲪﺎﻳﺔ ﳊﻘﻮﻗﻪ وﺣﺮﻳﺎﺗﻪ وﺑﲔ ﻣﺎ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﻪ اﻹدارة ﻣﻦ اﻣﺘﻴﺎزات اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ.
-2أﺎ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻣﻜﻤﻠﺔ ،ﻷن اﻷﺻﻞ اﻟﻌﺎم ﻫﻮ ﻗﻴﺎم اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﳋﻄﺄ.
-3أﺎ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺣﻴﺎدﻳﺔ وﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ،ﻷن إﻗﺮارﻫﺎ ﻻ ﻳﺴﺘﻠﺰم ﲢﻘﻖ اﳋﻄﺄ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ اﻹدارة ،ﻛﻤﺎ أﻧﻪ ﻳﺸﱰط ﰲ ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ أن ﻳﺒﻠﻎ
اﻟﻀﺮر ﺣﺪا ﻣﻦ اﳉﺴﺎﻣﺔ ﻏﲑ اﻻﻋﺘﻴﺎدﻳﺔ ،وﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﻻ ﻳﺆدي إﱃ إﻟﻐﺎء ﻋﻤﻞ اﻹدارة ﻷﻧﻪ ﻣﺸﺮوع وإﳕﺎ ﺟﱪ اﻟﻀﺮر.
-4أن ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻻ ﻳﻌﻔﻲ اﻹدارة ﻣﻦ ﺗﻌﻮﻳﺾ اﳌﺘﻀﺮر ﺣﱴ ﻟﻮ ﺣﺪث اﻟﻀﺮر ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺪﺧﻞ اﻟﻐﲑ إﻻ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘﻮة اﻟﻘﺎﻫﺮة.
اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻟﺚ :ﻣﻮﻗﻒ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارﻳﺔ دون اﻟﺨﻄﺄ
أﺻﺪر اﳌﺸﺮع اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎت ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارﻳﺔ دون ﺧﻄﺄ وﻣﺜﺎﳍﺎ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺼﺎدر ﰲ ﻋﺎم 1898
اﻟﺬي ﻳﻘﻴﻢ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﳐﺎﻃﺮ أو ﺗﺒﻌﺎت اﳊﺮﻓﺔ ،وﻗﺎﻧﻮن 1919وﻗﺎﻧﻮن 1921وﻳﻘﻀﻴﺎن ﺑﻘﻴﺎم ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﺪوﻟﺔ اﲡﺎﻩ
ﺿﺤﺎﻳﺎ اﳊﺮب واﳌﺼﺎﻧﻊ اﳊﺮﺑﻴﺔ ،وﻗﺎﻧﻮن 1924ﻳﻘﻴﻢ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﳐﺎﻃﺮ اﻟﻄﲑان ،وﺗﺘﺎﺑﻌﺖ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎت ﻏﲑ أن ﻣﻮﻗﻒ
اﳌﺸﺮع اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻳﺒﻘﻰ ﳏﺪودا ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﲟﺎ ذﻫﺐ إﻟﻴﻪ اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري.
وﱂ ﳛﺪ اﳌﺸﺮع اﳉﺰاﺋﺮي ﻋﻦ ﻧﻈﲑﻩ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ وﺗﺒﲎ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارﻳﺔ دون ﺧﻄﺄ ﻓﻘﺪ ﻧﺺ ﰲ اﻷﻣﺮ 24/67اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﻘﺎﻧﻮن
اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﰲ اﳌﺎدة 171ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ:
»إن اﻟﺒﻠﺪﻳﺎت ﻣﺴﺆوﻟﺔ ﻣﺪﻧﻴﺎ ﻋﻦ اﻹﺗﻼف واﻷﺿﺮار اﻟﻨﺎﲨﺔ ﻋﻦ اﳉﻨﺎﻳﺎت واﳉﻨﺢ اﳌﺮﺗﻜﺒﺔ ﺑﺎﻟﻘﻮة اﳌﺴﻠﺤﺔ وﺑﺎﻟﻌﻨﻒ ﰲ أراﺿﻴﻬﺎ
ﻋﻠﻰ اﻷﺷﺨﺎص أو اﻷﻣﻮال ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﺘﺠﻤﻌﺎت واﻟﺘﺠﻤﻬﺮات« ،واﳌﺎدة 174ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﻘﺎﻧﻮن» :ﺗﺴﻬﻢ اﻟﺪوﻟﺔ ﲟﻮﺟﺐ اﳋﻄﺮ
اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﺪﻓﻊ اﻟﻨﺼﻴﺐ ﻣﻦ اﻹﺗﻼف واﻷﺿﺮار ،«...واﳌﺎدة 139ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ،08/90وﻛﺬا ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ 10/11
اﳌﺆرخ ﰲ 22ﻳﻮﻧﻴﻮ 2011واﻋﱰﻓﺎ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ اﻷﺿﺮار اﻟﱵ ﺗﻠﺤﻖ ﻣﻮﻇﻔﻲ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ وﻣﻨﺘﺨﺒﻴﻬﺎ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﰲ اﳌﺎدة :01/148
»ﺗﻐﻄﻲ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻣﺒﺎﻟﻎ اﻟﺘﻌﻮﻳﻀﺎت اﻟﻨﺎﲨﺔ ﻋﻦ اﳊﻮادث اﻟﻀﺎرة اﻟﱵ ﺗﻄﺮأ ﻟﺮﺋﻴﺲ اﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ اﻟﺒﻠﺪي وﻧﻮاب اﻟﺮﺋﻴﺲ واﳌﻨﺪوﺑﲔ
اﻟﺒﻠﺪﻳﲔ واﳌﻨﺘﺨﺒﲔ واﳌﺴﺘﺨﺪﻣﲔ اﻟﺒﻠﺪﻳﲔ أﺛﻨﺎء ﳑﺎرﺳﺔ ﻣﻬﺎﻣﻬﻢ أو ﲟﻨﺎﺳﺒﺘﻬﺎ «.
ﻛﻤﺎ اﻋﱰف اﳌﺸﺮع اﳉﺰاﺋﺮي ﺑﺎﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارﻳﺔ دون ﺧﻄﺄ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﳌﺨﺎﻃﺮ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻜﻮارث اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﰲ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﳊﺎﻻت
ﻧﺬﻛﺮ ﻣﻨﻬﺎ:
-اﻷﻣﺮ رﻗﻢ 634-68اﳌﺆرخ ﰲ 03دﻳﺴﻤﱪ 1968اﳌﺘﻀﻤﻨﺔ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻟﺬوي ﺣﻘﻮق ﺿﺤﺎﻳﺎ ﺣﺮﻳﻖ ﻣﻠﻴﺎﻧﺔ.
-اﳌﺎدة 202ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن 20/87اﳌﺆرخ ﰲ 23دﻳﺴﻤﱪ 1987اﳌﺘﻀﻤﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ 1988اﻟﱵ ﲟﻮﺟﺒﻬﺎ ﰎ إﻧﺸﺎء
ﺻﻨﺪوق اﻟﻀﻤﺎن ﺿﺪ اﻟﻜﻮارث اﻟﻔﻼﺣﻴﺔ ،واﳌﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي ،158/90اﳌﺆرخ ﰲ 26ﻣﺎي 1990اﶈﺪد ﻟﻜﻴﻔﻴﺎت ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ.
اﻟﻔﺮع اﻟﺮاﺑﻊ :ﻣﻮﻗﻒ اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ
ﺗﺄﺛﺮ اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ ﺑﻨﻈﲑﻩ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ واﻋﱰف ﲟﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارة دون ﺧﻄﺄ ﺧﺎﺻﺔ وأن اﳉﺰاﺋﺮ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺴﺘﻌﻤﺮة ﻓﺮﻧﺴﻴﺔ
ﻋﺎﻳﺸﺖ ﻛﻞ ﺗﻄﻮرات اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري واﻟﻘﺎﻧﻮن اﻹداري ،وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﻟﻘﻠﺔ اﳉﺎﻧﺐ اﻟﺒﺸﺮي اﳌﺘﺨﺼﺺ وﺿﻌﻒ
اﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎت اﳌﺎدﻳﺔ دورا ﰲ ﺟﻌﻞ ﻣﻬﻤﺔ اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ ﺟﺪ ﺻﻌﺒﺔ ،وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﺟﺮﻳﺌﺎ ﰲ ﺳﲑﻩ ﻋﻠﻰ ﺞ
اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ وﺗﺒﻨﻴﻪ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارﻳﺔ دون ﺧﻄﺄ ﻓﻔﻲ ﻗﺮار ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﳉﺰاﺋﺮ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﰲ 12/11/1964
اﻋﱰف ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺿﺮار اﳌﺘﻮﻟﺪة ﻋﻦ اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻌﺎﻣﺔ.
وﰲ ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﻗﺒﻞ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارﻳﺔ دون ﺧﻄﺄ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﳐﺎﻃﺮ اﻟﺘﻌﺎون اﻟﻌﺮﺿﻲ ،ﻛﻤﺎ ﻃﺒﻖ
ﻓﻜﺮة اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﳌﺨﺎﻃﺮ اﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻟﻠﺠﻮار وﺑﲔ ﺷﺮوط اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻃﺒﻘﻬﺎ اﻟﻘﻀﺎء اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ وذﻟﻚ ﰲ ﻗﺮارﻩ اﻟﺼﺎدر
ﺑﺘﺎرﻳﺦ 09ﺟﻮﻳﻠﻴﺔ .1977
وﺑﻌﺪﻣﺎ اﺗﻀﺢ ﻣﻮﻗﻒ اﳌﺸﺮع اﳉﺰاﺋﺮي ﰲ ﺗﺒﻨﻴﻪ ﻟﻼزدواﺟﻴﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ واﻟﻘﻀﺎء اﻹداري اﳌﺘﺨﺼﺺ ،ﻓﺈن ﳎﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﻫﻮ اﻵﺧﺮ ﻃﺒﻖ
ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارة دون ﺧﻄﺄ ﰲ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻗﺮاراﺗﻪ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻗﺮارﻩ ﺑﺘﺎرﻳﺦ 03/08/1999ﻓﻴﻤﺎ ﳜﺺ اﳌﺨﺎﻃﺮ ﻋﻦ اﻷﺷﻴﺎء اﳌﺘﻮﻟﺪة
ﻋﻦ اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﺴﻼح اﻟﻨﺎري.
اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻷﺳﺎس اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻠﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارﻳﺔ دون اﻟﺨﻄﺄ وﺷﺮوﻃﻬﺎ
اﻟﻔﺮع اﻷول :اﻷﺳﺎس اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻠﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارﻳﺔ دون ﺧﻄﺄ:
ارﺗﺒﻂ اﻻﻋﱰاف ﺑﺎﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارﻳﺔ دون ﺧﻄﺄ ﺑﻨﻈﺮﻳﺔ اﳌﺨﺎﻃﺮ ﻛﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﺑﻴﺎﺎ ﻏﲑ أﻧﻪ ﻻ ﳝﻜﻦ اﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ أﺳﺎﺳﺎ وﺣﻴﺪ ﻟﻘﻴﺎم
اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ ،ﻟﺬﻟﻚ ﺣﺎول اﻟﻔﻘﻬﺎء اﳌﺆﻳﺪﻳﻦ ﳌﺒﺪأ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارة دون ﺧﻄﺄ وﺿﻊ أﺳﺲ أﺧﺮى ﺗﱪرﻫﺎ وﳝﻜﻦ إﲨﺎﳍﺎ ﰲ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ:
أوﻻ :ﻣﺒﺪأ اﻟﻐﻨﻢ ﺑﺎﻟﻤﻐﺮم
وﻫﻮ ﻣﺒﺪأ ﰲ اﳊﻘﻴﻘﺔ أﻗﺮﺗﻪ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﻣﻔﺎدﻩ أن» :اﳉﻤﺎﻋﺔ اﻟﱵ ﻏﻨﻤﺖ واﺳﺘﻔﺎدت ﻣﻦ أﻋﻤﺎل اﻹدارة ﻋﻠﻴﻬﺎ أن ﺗﺘﺤﻤﻞ
ﻏﺮم اﻟﻀﺮر« ،ﻓﺎﳉﻤﺎﻋﺔ اﻟﱵ ﺗﻐﻨﻢ وﲡﲏ اﻟﺜﻤﺎر ﻣﻦ ﻋﻤﻞ اﻹدارة واﻟﺬي ﻫﺪﻓﻪ اﳌﺼﻠﺤﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ أن ﺗﺘﺤﻤﻞ ﻏﺮم اﻷﺿﺮار اﻟﱵ
أﺻﺎﺑﺖ اﻷﻓﺮاد ﺟﺮاء ﻫﺬا اﻟﻨﺸﺎط ،ﲟﺎ ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ﺗﻌﻮﻳﻀﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻹدارة ﺑﺎﺳﻢ اﳉﻤﺎﻋﺔ اﳌﺴﺘﻔﻴﺪة ﻛﻜﻞ وﻣﻦ اﳋﺰﻳﻨﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﱵ
ﲤﺜﻞ ذﻣﺔ اﳉﻤﺎﻋﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﺎﳘﻮن ﰲ إﻳﺮاداﺎ ﲟﺎ ﻳﺪﻓﻌﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﺿﺮاﺋﺐ ورﺳﻮم ،ﻓﻔﻲ ﻫﺬا اﳌﺒﺪأ ﺗﺘﺤﻤﻞ اﳉﻤﺎﻋﺔ ﳌﺒﺪأ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ.
ﺛﺎﻧﻴﺎ اﻟﺘﻀﺎﻣﻦ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ:
اﻟﺘﻀﺎﻣﻦ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﰲ اﺘﻤﻊ ﳛﺮﻛﻪ اﻟﻀﻤﲑ اﳉﻤﺎﻋﻲ اﻟﺬي ﳛﺘﻢ ﻋﻠﻰ اﳉﻤﺎﻋﺔ رﻓﻊ اﻟﻀﺮر اﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻲ اﻟﺬي ﳊﻖ ﺑﺄﻓﺮادﻫﺎ وﺟﱪﻩ،
وذﻟﻚ ﺑﺘﻌﻮﻳﻀﻬﻢ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺎ ﺗﺪﻓﻌﻪ ﳍﻢ اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻦ اﳋﺰﻳﻨﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﳑﺜﻠﺔ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺔ وﺪف إﱃ ﲢﻘﻴﻖ اﳌﺼﻠﺤﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ،
وﻋﻠﻴﻪ ﻓﻤﻦ ﻣﺼﻠﺤﺔ اﳉﻤﺎﻋﺔ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻫﺬا اﻟﻀﺮر اﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻲ ﺟﺮاء ﻋﻤﻞ اﻹدارة ﲢﻘﻴﻘﺎ ﻟﻠﻌﺪاﻟﺔ ،ﺣﱴ ﻳﻔﺮغ اﻷﻓﺮاد ﻟﻠﻘﻴﺎم ﺑﺄﻋﻤﺎﳍﻢ
ﻟﺼﺎﱀ اﳉﻤﺎﻋﺔ ،واﻟﺘﺰام اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻳﻌﺪ إﻟﺰاﻣﺎ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺎ ،ﻷن ﻣﺴﺎءﻟﺔ اﳉﻤﺎﻋﺔ ﳑﺜﻠﺔ ﰲ اﻟﺪوﻟﺔ ﻋﻦ ﳐﺎﻃﺮ ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ ﻷﺎ
اﺳﺘﻔﺎدت ﻣﻨﻪ ،ﻛﻤﺎ أن ﻣﺼﻠﺤﺔ اﳉﻤﺎﻋﺔ ﻃﻐﺖ ﰲ ﻇﻞ اﻟﻨﻈﻢ اﳊﺪﻳﺜﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب ﺣﻘﻮق وﻣﺼﺎﱀ اﻷﻓﺮاد اﳋﺎﺻﺔ.
ﰲ ﳎﺎل اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻌﺎﻣﺔ( وﻫﻲ ﺗﻘﺮر أﻳﻀﺎ اﻣﺘﺪاد ﻫﺬﻩ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ إﱃ ﲨﻴﻊ اﳊﺎﻻت اﻟﱵ ﲣﻠﻖ ﻓﻴﻬﺎ اﻹدارة ﺑﻨﺸﺎﻃﻬﺎ ﻛﺴﻠﻄﺔ ﻋﺎﻣﺔ
أو ﻣﺮﻓﻖ ﻋﺎم ﺧﻄﺮ ﺧﺎص ﻳﺆدي إﱃ زوال اﳌﺴﺎواة اﳌﺸﺎر إﻟﻴﻬﺎ .« ...
وﻣﻦ أﻫﻢ اﻟﻘﺮارات اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﺣﻜﻢ ﳎﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﺘﺎرﻳﺦ 30ﻧﻮﻓﻤﱪ 1923ﰲ ﻗﻀﻴﺔ )ﻛﻮﻳﺘﻴﺎس( واﻟﺬي ﻛﺎن ﻟﻪ أﺛﺮ
ﻛﺒﲑ ﰲ اﻋﺘﻤﺎد ﻣﺒﺪأ اﳌﺴﺎواة أﻣﺎم اﻷﻋﺒﺎء اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻛﺄﺳﺎس ﻟﻠﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارﻳﺔ دون ﺧﻄﺄ ،وﺗﺘﻤﺜﻞ وﻗﺎﺋﻊ اﻟﻘﻀﻴﺔ ﰲ أن اﻟﺴﻴﺪ
)ﻛﻮﻳﺘﻴﺎس( ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻢ ﻗﻀﺎﺋﻲ ﻳﻌﱰف ﻟﻪ ﲟﻠﻜﻴﺘﻪ ﻷراﺿﻲ ﻓﻼﺣﻴﺔ ﻣﺴﺎﺣﺘﻬﺎ 38000ﻫﻜﺘﺎر ﰲ اﳌﺴﺘﻌﻤﺮة )ﺗﻮﻧﺲ(،
وﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻪ ﰲ ﻃﺮد ﺷﺎﻏﻠﻴﻬﺎ )اﻟﺴﻜﺎن اﻷﺻﻠﻴﲔ( ،وﳌﺎ ﳉﺄ ﻟﻠﺴﻠﻄﺎت اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻟﻠﺘﻨﻔﻴﺬ رﻓﻀﺖ ﻣﺪﻩ ﺑﺎﻟﻘﻮة اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻟﻼزﻣﺔ
ﳐﺎﻓﺔ ﻣﻦ اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻷﻣﻨﻴﺔ اﻟﱵ ﻳﺜﲑﻫﺎ اﻟﺴﻜﺎن ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﻢ ﻣﺎﻟﻜﲔ ﻟﻸرض ﻣﻨﺬ زﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ،ﻛﻤﺎ رﻓﻀﺖ ﺗﻌﻮﻳﻀﻪ ﻋﻦ أﺿﺮار ﻋﺪم
اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ وﻋﺪم اﻻﻧﺘﻔﺎع ﳌﺪة ﻏﲑ ﳏﺪدة ،ﻓﻠﺠﺄ إﱃ ﳎﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺬي ﺣﻜﻢ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ اﻟﻀﺮر ﻏﲑ اﳌﻌﻘﻮل ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣﺒﺪأ
اﳌﺴﺎواة أﻣﺎم اﻷﻋﺒﺎء اﻟﻌﺎﻣﺔ.
اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻧﻲ :ﺷﺮوط ﻗﻴﺎم اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارﻳﺔ دون اﻟﺨﻄﺄ
ﻳﺸﱰط ﰲ ﲢﻘﻖ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارﻳﺔ دون ﺧﻄﺄ ﺷﺮﻃﲔ ﻫﺎﻣﲔ ﻳﺘﻤﺜﻼن ﰲ ﺷﺮط اﻟﻀﺮر وﺷﺮط اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﺑﲔ اﻟﻀﺮر وﻧﺸﺎط
اﻹدارة ،أﻣﺎ اﳋﻄﺄ ﻓﺘﻢ إﺳﻘﺎﻃﻪ ﻟﻌﺪم وﻗﻮﻋﻪ أو ﻻﺳﺘﺤﺎﻟﺔ إﺛﺒﺎﺗﻪ:
أوﻻ :ﺷﺮط اﻟﻀﺮر:
ﻳﻘﺼﺪ ﺑﺎﻟﻀﺮر أن ﻳﻘﻊ إﺧﻼل ﲟﺼﻠﺤﺔ اﳌﻀﺮور ذات ﻗﻴﻤﺔ ﻣﺎﻟﻴﺔ أو ذات أﳘﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن اﳌﺼﻠﺤﺔ ﻏﲑ ﻣﺎﻟﻴﺔ ،وﻋﻠﻴﻪ ﻳﻨﻘﺴﻢ
اﻟﻀﺮر إﱃ ﻗﺴﻤﲔ:
اﻟﻀﺮر اﻟﻤﺎدي :وﻳﻌﲏ اﻹﺧﻼل ﲟﺼﻠﺤﺔ ذات ﻗﻴﻤﺔ ﻣﺎﻟﻴﺔ وﻫﻮ ﻳﺼﻴﺐ اﳌﻀﺮور ﰲ ﺟﺴﻤﻪ أو ﻣﺎﻟﻪ وﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻀﺮر ﻫﻮ
اﻟﻐﺎﻟﺐ واﻷﻛﺜﺮ ﺣﺪوﺛﺎ.
اﻟﻀﺮر اﻟﻤﻌﻨﻮي :وﻫﻮ ﻛﻞ أﱂ ﻧﻔﺴﻲ أو ﺟﺴﺪي ﳛﺪﺛﻪ ﻋﻤﻞ أو إﳘﺎل ﺻﺎدر ﻣﻦ اﻟﻐﲑ ﰲ ﻧﻔﺲ ﺷﺨﺺ ﻣﺎ ،أي ﻣﻌﲎ آﺧﺮ
ﳛﺮص اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻰ اﳊﻔﺎظ ﻋﻠﻴﻪ.
وﻳﺸﱰط ﰲ اﻟﻀﺮر اﻟﺬي ﻳﻜﻮن ﺳﺒﺒﺎ ﰲ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارﻳﺔ دون ﺧﻄﺄ ﲢﻘﻖ ﺷﺮوط ﻋﺎﻣﺔ وأﺧﺮى ﺧﺎﺻﺔ.
-1اﻟﺸﺮوط اﻟﻌﺎﻣﺔ:
وﻫﻲ اﻟﺸﺮوط اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﱵ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﰲ أي ﺿﺮر ﺳﻮاء ﺗﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﲟﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ أو إدارﻳﺔ ،ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺄ أو دون ﺧﻄﺄ وﳘﺎ ﺷﺮﻃﲔ
اﺛﻨﲔ:
أ -اﻹﺧﻼل ﺑﻤﺼﻠﺤﺔ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻤﻀﺮور :ﺳﻮاء ﺗﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﳌﺴﺎس ﲝﻖ ﻣﻦ ﺣﻘﻮق اﳌﺘﻀﺮر ﻛﺄن ﻳﺘﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﺴﻼﻣﺔ ﺟﺴﺪﻩ ،أو
أن ﳝﺲ اﻟﻀﺮر ﲟﺠﺮد ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻤﻀﺮور ﻛﺄن ﻳﻔﻘﺪ ﻋﺎﺋﻠﺔ دون أن ﻳﻜﻮن ﻟﻪ ﺣﻖ ﺛﺎﺑﺖ ﰲ اﻟﻨﻔﻘﺔ.
ب-أن ﻳﻜﻮن اﻟﻀﺮر اﻟﻤﺎدي ﻣﺤﻘﻘﺎ :ﻳﺸﱰط ﰲ اﻟﻀﺮر اﳌﺎدي اﳌﺴﺘﻮﺟﺐ ﻟﻠﺘﻌﻮﻳﺾ أن ﻳﻜﻮن ﳏﻘﻖ اﻟﻮﻗﻮع ﺑﺄن ﻳﻘﻊ ﻓﻌﻼ أو
اﻗﱰاب وﻗﻮﻋﻪ ﺣﺘﻤﺎ ،ﻓﺈﺻﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﻞ اﻟﱵ ﺗﺆدي إﱃ ﻋﺠﺰﻩ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﺗﱪر ﻟﻪ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﺿﺮر وﻗﻊ وﻫﻮ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺿﺮر ﳏﺘﻤﻞ
وﻫﻮ ﻋﺠﺰﻩ ﻋﻦ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ .وﻟﻜﻦ إﱃ أي ﻣﺪى ﻳﻘﺒﻞ اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻠﻰ اﻟﻀﺮر ﺑﻨﻮﻋﻴﻪ اﳌﺎدي واﳌﻌﻨﻮي؟
ﱂ ﺗﻄﺮح ﻣﺴﺎﻟﺔ ﺗﻌﻮﻳﺾ اﻟﻀﺮر اﳌﺎدي أي ﺻﻌﻮﺑﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻏﲑ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻳﺮﻓﺾ ﺗﻌﻮﻳﺾ اﻷﺿﺮار اﳌﻌﻨﻮﻳﺔ
ﺑﺼﻔﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ،إﳝﺎﻧﺎ ﻣﻨﻪ ﺑﺎﺧﺘﻼف اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ ﰲ إﻃﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮن اﳌﺪﱐ ﻋﻨﻪ ﰲ إﻃﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻹداري ﺑﻨﺎءا ﻋﻠﻰ ﻗﺮار )ﺑﻼﻧﻜﻮ(.
ﻏﲑ أﻧﻪ ﺑﺪأ ﻳﱰاﺟﻊ ﻋﻦ ﻣﻮﻗﻔﻪ اﳌﺘﺸﺪد ﻓﻘﻀﻰ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ اﻟﻀﺮرﻳﻦ ﻣﻌﺎ اﳌﺎدي واﳌﻌﻨﻮي وذﻟﻚ ﰲ ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﳎﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ
اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﺘﺎرﻳﺦ 30/1/1911ﰲ ﻗﻀﻴﺔ )ﻓﻴﻠﻴﺶ( ،وﺗﻨﺤﺼﺮ وﻗﺎﺋﻌﻬﺎ ﰲ أن رﺋﻴﺲ اﻠﺲ اﻟﺒﻠﺪي رﻓﺾ ﺗﺴﻠﻴﻢ ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ ﻣﺴﻜﻦ
ﻷﺣﺪ اﳌﺪرﺳﲔ اﳌﻨﻘﻮﻟﲔ ﺣﺪﻳﺜﺎ إﱃ اﻟﻘﺮﻳﺔ ،ﻓﺎﺿﻄﺮ إﱃ أن ﻳﺴﻜﻦ ﰲ ﻣﻜﺎن ﻏﲑ ﺻﺤﻲ وﻏﲑ ﻻﺋﻖ ﳌﺮﻛﺰﻩ ﳌﺪة 5أﺷﻬﺮ ﺗﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪ
إﺗﻼف اﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ أﺛﺎث ﻣﺴﻜﻨﻪ وﺗﺪﻫﻮرت ﺻﺤﺔ أﻃﻔﺎﻟﻪ ﻓﺤﻜﻢ ﳎﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﺘﻌﻮﻳﻀﻪ ﻋﻦ اﻷﺿﺮار اﳌﺎدﻳﺔ واﳌﻌﻨﻮﻳﺔ اﻟﱵ ﻧﺎﻟﺘﻪ.
وﻷول ﻣﺮة ﻗﻀﻰ ﳎﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ اﻷﺿﺮار اﳌﻌﻨﻮﻳﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﰲ ﻗﺮارﻩ ﺑﺘﺎرﻳﺦ 24/11/1961ﰲ ﻗﻀﻴﺔ
)ﻟﻮﺗﺴﲑون( ،وﺗﺘﻤﺜﻞ وﻗﺎﺋﻌﻬﺎ ﰲ وﻓﺎة اﺑﻦ اﻟﺴﻴﺪ )ﻟﻮﺗﺴﲑون( ﺑﺴﺒﺐ ﺣﺎدث ﺳﻴﺎرة ﳑﻠﻮﻛﺔ ﻟﻺدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻓﻘﻀﻰ ﳎﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ
ﺑﺘﻌﻮﻳﻀﻪ ﻋﻦ اﻷﱂ اﻟﺬي أﺻﺎﺑﻪ ﺟﺮاء وﻓﺎة اﺑﻨﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ" :ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻪ ﱂ ﻳﺜﺒﺖ أن ﻣﻮت اﺑﻦ اﻟﺴﻴﺪ )ﻟﻮﺗﺴﲑون( أﻧﻪ ﻗﺪ ﺳﺒﺐ ﺿﺮرا
ﻣﺎدﻳﺎ ﻟﻮاﻟﺪﻩ وﱂ ﻳﱰﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻐﻴﲑ ﰲ ﻇﺮوف ﻣﻌﻴﺸﺘﻪ ،ﻓﺈن اﻷﱂ اﻟﻨﻔﺴﻲ اﻟﺬي ﲢﻤﻠﻪ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻓﻘﺪان اﺑﻨﻪ ﰲ وﻗﺖ ﻣﺒﻜﺮ ﻗﺪ ﺳﺒﺐ ﻟﻪ
ﺿﺮرا ﻣﻌﻨﻮﻳﺎ ﻳﻘﺪر ﺑﺄﻟﻒ ﻓﺮﻧﻚ ﻓﺮﻧﺴﻲ ﺟﺪﻳﺪ ".
-2اﻟﺸﺮوط اﻟﺨﺎﺻﺔ:
ﻧﻈﺮا ﻟﻠﻄﺎﺑﻊ اﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻲ ﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارة دون ﺧﻄﺎ ﺣﱴ ﻻ ﺗﺘﺤﻮل إﱃ ﻗﺎﻋﺪة ﻣﻄﻠﻘﺔ وﺗﻠﺤﻖ ﺿﺮرا ﺑﺎﳋﺰﻳﻨﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻘﺪ ﻋﻤﻞ
اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻋﻠﻰ وﺿﻊ ﺷﺮوﻃﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻀﺮر اﻟﺬي ﻳﺮﺗﺐ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ وﳘﺎ:
أ -أن ﻳﻜﻮن اﻟﻀﺮر ﺧﺎﺻﺎ:
أي أن ﳝﺲ اﻟﻀﺮر ﺷﺨﺺ أو ﻋﺪة أﺷﺨﺎص ﻣﻌﻴﻨﲔ ﺑﺬواﻢ ﻓﻼ ﻳﺆﺛﺮ اﻟﻀﺮر ﰲ ﻣﺮاﻛﺰ ﻋﺎﻣﺔ ﻓﺈذا ﻧﺘﺞ ﻋﻦ ﻧﺸﺎط اﻹدارة ﺿﺮرا
ﻋﺎﻣﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺆدي إﱃ ﺗﺴﺎوي اﻟﻜﻔﺔ ﺑﲔ اﳌﺼﺎﺑﻮن ﺑﺎﻟﻀﺮر ﻓﺘﺴﺎوى اﻷﻋﺒﺎء واﻟﺘﻀﺤﻴﺎت ،وﻫﺬا ﻣﺎ ﻗﻀﻰ ﺑﻪ ﳎﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ
ﰲ ﻗﺮارﻩ ﺑﺘﺎرﻳﺦ 12/10/1961واﻟﺬي ﻗﻀﻰ ﻓﻴﻪ ﺑﻌﺪم ﺗﻌﻮﻳﺾ اﳌﺪﻋﻲ ﻋﻦ اﻟﻀﺮر اﻟﺬي أﺻﺎﺑﻪ ﺟﺮاء اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺬي ﻗﺮر ﺗﺄﺟﻴﻞ
اﲣﺎذ اﻹﺟﺮاءات اﳋﺎﺻﺔ ﺑﻄﺮد اﻟﺴﻜﺎن ﰲ ﻓﺼﻞ اﻟﺸﺘﺎء ،ﻷن اﻟﻀﺮر اﻟﺬي أﺻﺎب اﳌﺪﻋﻲ ﻟﻴﺲ ﺿﺮرا ﺧﺎﺻﺎ وإﳕﺎ ﺿﺮرا ﻋﺎم
ﻳﺼﻴﺐ ﲨﻴﻊ ﻣﻼك اﻟﻌﻤﺎرات.
ب -أن ﻳﻜﻮن اﻟﻀﺮر ﻏﻴﺮ ﻋﺎدي:
وﻳﻘﺼﺪ ﺑﺬﻟﻚ أن ﻳﺘﺠﺎوز اﻟﻀﺮر اﻟﻘﺪر اﻟﺬي ﳚﻌﻠﻪ ﻣﻦ ﳐﺎﻃﺮ اﺘﻤﻊ اﻟﻌﺎدﻳﺔ اﻟﱵ ﻳﺘﺤﺘﻢ ﻋﻠﻰ اﻷﻓﺮاد أو اﻟﻔﺮد أن ﻳﺘﺤﻤﻠﻮﻫﺎ ﻧﺘﻴﺠﺔ
ﻟﻮﺟﻮدﻫﻢ ﻛﺄﻋﻀﺎء ﰲ اﳉﻤﺎﻋﺔ ،ﻓﺈذا ﲣﻠﻒ ﻫﺬا اﻟﺸﺮط وﻛﺎن اﻟﻀﺮر ﻋﺎدﻳﺎ ﺗﺴﻘﻂ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارﻳﺔ دون ﺧﻄﺄ ،وﻋﻠﻴﻪ ﻳﺸﱰط ﰲ
اﻟﻀﺮر أن ﻳﺒﻠﻎ درﺟﺔ ﻣﻦ اﳉﺴﺎﻣﺔ ﲝﻴﺚ ﺗﺮﻓﻊ ﻋﻨﻪ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﺤﻤﻞ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﳌﺘﻀﺮر وﻫﺬا ﻣﺎ ﻗﻀﻰ ﺑﻪ ﳎﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻗﺮارﻩ
ﺑﺘﺎرﻳﺦ ،1961/01/27ﺣﻴﺚ رﻓﺾ ﺗﻌﻮﻳﺾ اﻟﻀﺮر اﻟﺬي أﺻﺎب ﻣﺎﻟﻜﻲ أﺟﻬﺰة ﺗﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﻧﻮع ﺧﺎص ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻹﻳﻘﺎف
اﻹرﺳﺎل ﻋﻠﻰ ﻗﻨﺎة اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ اﻷﺟﻬﺰة ﺗﺴﺘﻘﺒﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻣﺆﺳﺴﺎ ﺣﻜﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﺪم ﺟﺴﺎﻣﺔ اﻟﻀﺮر اﳌﻄﺎﻟﺐ ﺑﺘﻌﻮﻳﻀﻪ.
ﺛﺎﻧﻴﺎ :اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻀﺮر وﻧﺸﺎط اﻹدارة:
ﻻ ﻳﻜﻔﻲ ﲢﻘﻖ ﺿﺮر ﻟﺸﺨﺺ ﻣﺎ أو ﻋﺪة أﺷﺨﺎص ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺤﻮ اﻟﺬي ﺳﺒﻖ ﺑﻴﺎﻧﻪ ﺑﻞ وﺟﺐ أن ﺗﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﺑﲔ ﻣﺎ
ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻪ اﻹدارة ﻣﻦ ﻋﻤﻞ واﻟﻀﺮر اﳊﺎﺻﻞ ،أي أن ﻳﻜﻮن ﻧﺸﺎط اﻹدارة ﻫﻮ اﳌﺼﺪر اﻟﻮﺣﻴﺪ واﻟﺮﺋﻴﺴﻲ اﳌﺘﺴﺒﺐ ﰲ ﺣﺪوث اﻟﻀﺮر،
ﻓﺈذا ﺻﺪر اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﻣﻮﻇﻒ ﻓﻮﺟﺐ أن ﻧﺜﺒﺖ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ اﳌﻮﻇﻒ واﻹدارة اﳌﺴﺘﺨﺪﻣﺔ )أي اﳌﺮﻛﺰ اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﻟﻠﻤﻮﻇﻒ( ،ﻛﻤﺎ
وﺟﺐ إﺛﺒﺎت أن اﻟﻌﻤﻞ ﺻﺪر ﻋﻦ ﻣﻮﻇﻒ ﳐﺘﺺ ،وإذا ﺗﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﻀﺮر ﻧﺎﺗﺞ ﻋﻦ اﻷﺷﻴﺎء ﻓﻮﺟﺐ إﺛﺒﺎت ﻣﻠﻜﻴﺔ اﻹدارة ﳍﺎ.
وﻋﻠﻴﻪ ﻓﻔﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻧﺘﻔﺎء اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﺑﲔ اﻟﻀﺮر وﻧﺸﺎط اﻹدارة ﻓﻼ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارﻳﺔ ،وﻫﺬا ﻣﺎ ﻗﻀﻰ ﺑﻪ ﳎﻠﺲ
اﻟﺪوﻟﺔ اﳉﺰاﺋﺮي ﰲ ﻗﺮارﻩ ﺑﺘﺎرﻳﺦ 2003/07/22ﺑﻘﻮﻟﻪ" :ﺣﻴﺚ أﻧﻪ ﰲ ﻗﻀﻴﺔ اﳊﺎﻟﺔ ﱂ ﺗﺮﺗﻜﺐ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ اﳌﺴﺘﺄﻧﻒ ﻋﻠﻴﻬﺎ؛ أي
24 ﺟﻤﻊ وﺗﻨﺴﻴﻖ اﻟﻄﺎﻟﺐ :ﻏﻼب ﻋﺰاﻟﺪﻳﻦ /اﻟﻔﻮج02:
ﻣﻘﻴــﺎس اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارﻳﺔ /د.رﻳـ ــﻢ ﻋﺒﻴﺪ /ﻣــﺎﺳﺘﺮ ﻋﻦ ﺑـﻌـﺪ ﺟـﺎﻣﻌﺔ اﻹﺧــﻮة ﻣﻨﺘﻮري – ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ 1دﻓـ ـﻌـﺔ2018/2016 :
ﺗﺼﺮف ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ إﻗﺎﻣﺔ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺘﻬﺎ ﺣﻴﺚ أﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ اﳌﻠﻒ أن ﻫﺪم ﻣﺴﻜﻦ اﳌﺴﺘﺄﻧﻒ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ ﻋﻘﺪ إداري أو ﻗﺮار
ﻗﻀﺎﺋﻲ ....
إن ﺳﺒﺐ اﻟﻀﺮر اﻟﻼﺣﻖ ﺑﺎﳌﺴﺘﺄﻧﻒ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻪ ﺑﻨﺸﺎط ﻣﺮﺗﺒﻂ ﲞﺪﻣﺔ ﻋﻤﻮﻣﻴﺔ إﻧﻪ ﻣﻦ ﰎ وﰲ ﻏﻴﺎب ﻋﻼﻗﺔ ﺳﺒﺒﻴﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﺗﺮﺑﻂ ﺳﲑ
ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﺑﺎﻟﻀﺮر اﻟﺬي ﻳﻄﺎﻟﺐ اﳌﺴﺘﺄﻧﻒ ﺑﺘﻌﻮﻳﻀﻪ ﱂ ﺗﻜﻦ ﻟﺘﻘﺎم ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ".
اﳌﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻟﺚ :ﺗﻄﺒﻴﻘﺎت اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارﻳﺔ دون اﳋﻄﺄ
أوﻻ :ﻓﻲ ﻧﻄﺎق ﻋﻼﻗﺔ اﻹدارة ﺑﻤﻮﻇﻔﻴﻬﺎ:
وﻫﻲ أول ﺣﺎﻟﺔ ﻃﺒﻖ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﻀﺎء ﳎﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارﻳﺔ دون ﺧﻄﺄ وذﻟﻚ ﰲ ﻗﻀﻴﺔ اﻟﺴﻴﺪ )ﻛﺎم( ﰲ اﻷﻋﻀﺎء
1895/06/21ﻛﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﺑﻴﺎﺎ ،وذﻟﻚ ﻓﻴﻤﺎ ﳜﺺ اﻷﺿﺮار اﻟﻨﺎﲡﺔ ﻋﻦ اﳊﻮادث واﻷﺧﻄﺎر اﳌﻬﻨﻴﺔ.
وﻗﺪ ﻧﻈﻢ اﳌﺸﺮع اﳉﺰاﺋﺮي ﻫﺬﻩ اﳊﻤﺎﻳﺔ ﰲ ﻋﺪة ﻧﺼﻮص ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ اﳌﺎدة 1/30ﻣﻦ اﻷﻣﺮ 06/03اﳌﺆرخ ﰲ 07/05/2006
اﳌﺘﻀﻤﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻮﻇﻴﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﻘﻮﳍﺎ" :ﳚﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺪوﻟﺔ ﲪﺎﻳﺔ اﳌﻮاﻃﻦ ﳑﺎ ﻗﺪ ﻳﺘﻌﺮض ﻟﻪ ﻣﻦ ﺪﻳﺪ أو إﻫﺎﻧﺔ أو
ﺷﺘﻢ أو ﻗﺬف أو اﻋﺘﺪاء ،ﻣﻦ أي ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻛﺎﻧﺖ أﺛﻨﺎء ﳑﺎرﺳﺔ وﻇﻴﻔﺘﻬﺎ أو ﲟﻨﺎﺳﺒﺘﻬﺎ ،وﳚﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺿﻤﺎن ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻟﻔﺎﺋﺪﺗﻪ ﻋﻦ
اﻟﻀﺮر اﻟﺬي ﻗﺪ ﻳﻠﺤﻖ ﺑﻪ ".
وﻧﺺ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ اﳊﻤﺎﻳﺔ ﰲ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻘﻮاﻧﲔ اﻷﺧﺮى ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ :ﻗﺎﻧﻮن 10/11اﳌﺆرخ ﰲ 2011/06/22اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺒﻠﺪﻳﺔ،
وﻗﺎﻧﻮن اﻟﻮﻻﻳﺔ رﻗﻢ 07/12اﳌﺆرخ ﰲ ،2012/02/21واﻟﻘﺎﻧﻮن اﻷﺳﺎس ﻟﻠﻘﻀﺎء رﻗﻢ 04/11اﳌﺆرخ ﰲ 2004/09 / 06
وﻏﲑﻫﺎ.
ﺛﺎﻧﻴﺎ :ﻓﻲ ﻧﻄﺎق اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻌﺎﻣﺔ:
ﻳﻌﺮف اﻟﺸﻐﻞ اﻟﻌﻤﻮﻣﻲ ﺑﺄﻧﻪ ﻋﻤﻞ ﻳﻘﻮم ﺑﻪ ﺷﺨﺺ ﻣﻌﻨﻮي ﻋﺎم ﻟﺼﺎﳊﻪ أو ﻟﺼﺎﱀ ﺷﺨﺺ آﺧﺮ ﻣﻌﻨﻮي ﻳﻨﺼﺐ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎر ﻳﻬﺪف
ﻣﻦ وراء ﺗﻨﻔﻴﺬﻩ ﲢﻘﻴﻖ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،وﻟﻘﺪ ﲡﺎوز اﻟﻘﻀﺎء ﻫﺬا اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي ووﺳﻊ ﻣﻔﻬﻮم اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ اﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﻗﺮار
)إﻓﻴﻤﻴﺎف( أﻳﻦ اﻋﺘﱪت ﳏﻜﻤﺔ اﻟﺘﻨﺎزع اﻷﺷﻐﺎل اﳌﻨﺠﺰة أﺷﻐﺎﻻ ﻋﺎﻣﺔ رﻏﻢ أﺎ وإن ﻛﺎﻧﺖ أﺷﻐﺎﻻ ﻋﻘﺎرﻳﺔ ﺪف إﱃ إﻋﺎدة ﺑﻨﺎء
ﻋﻘﺎرات ﺗﺸﻜﻞ ﻣﻠﻜﻴﺎت ﺧﺎﺻﺔ وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﺈن اﻷﺷﻐﺎل ﺪف إﱃ ﲢﻘﻴﻖ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻋﺎﻣﺔ.
وﺗﻘﻮم اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
(1أن ﻳﺘﻌﻠﻖ اﻟﻌﻤﻞ اﳌﺎدي ﺑﻌﻘﺎر ﳑﻠﻮك ﻟﻺدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ أو وﳐﺼﺺ ﳌﺮﻓﻖ ﻋﺎم وﻗﺪ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻌﻘﺎر ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻪ أو ﻋﻘﺎرا ﺑﺎﻟﺘﺨﺼﻴﺺ.
(2ﺗﺸﻤﻞ اﻷﺷﻐﺎل ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺒﻨﺎء وﻛﻞ ﻋﻤﻞ ﻣﺎدي ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر ﻛﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺼﻴﺎﻧﺔ واﻟﺘﻌﺪﻳﻞ واﻟﱰﻣﻴﻢ.
(3أن ﻳﻜﻮن اﳍﺪف ﻣﻦ اﻷﺷﻐﺎل ﲢﻘﻴﻖ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺳﻮاء ﺗﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﻌﻘﺎرات ﳏﺴﻮﺑﺔ ﰲ اﻟﺪوﻣﲔ اﻟﻌﺎم أو اﻟﺪوﻣﲔ اﳋﺎص.
(4أن ﺗﻨﺠﺰ اﻷﺷﻐﺎل ﳊﺴﺎب أﺣﺪ أﺷﺨﺎص اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم.
وﻳﻌﺘﻤﺪ اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻴﺎر اﻟﻀﺤﻴﺔ ﰲ ﲢﺪﻳﺪ ﻗﻮاﻋﺪ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارﻳﺔ ﻋﻦ أﺿﺮار اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﲣﺘﻠﻒ ﻫﺬﻩ اﻟﻘﻮاﻋﺪ
ﺑﺎﺧﺘﻼف اﻟﻀﺤﻴﺔ:
-1اﻷﺿﺮار اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺸﺎرﻛﻴﻦ:
وﻫﻮ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺬي ﻳﻨﻔﺬ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ أو ﺑﺄﺧﺮى ﺷﻐﻞ ﻋﻤﻮﻣﻴﺎ وﻳﺪﺧﻞ ﰲ ﻫﺬا اﻹﻃﺎر اﳌﻘﺎول وﻋﻤﺎﻟﻪ واﻟﻮﻛﻴﻞ وﻣﺴﺎﻋﺪﻳﻪ وﻳﻜﻮن
اﳌﺸﺎرك ﺷﺨﺼﺎ ﻃﺒﻴﻌﻴﺎ أو ﻣﻌﻨﻮﻳﺎ ،ﻓﻼ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻟﻠﻤﺸﺎرك ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻩ ﻟﻴﺲ ﻏﺮﻳﺒﺎ ﻋﻦ ﳐﺎﻃﺮ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻷﻧﻪ ﻳﺸﺎرك ﰲ إﳒﺎز اﳌﺒﲎ ،وﻫﺬا
ﻣﺎ أﻗﺮﺗﻪ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻹدارﻳﺔ ﲟﺠﻠﺲ ﻗﻀﺎء اﳉﺰاﺋﺮ ﰲ 16أﻛﺘﻮﺑﺮ 1964ﺑﺸﺄن ﺣﺎدث وﻗﻊ أﺛﻨﺎء أﺷﻐﺎل ﻗﺎﻣﺖ ﺎ ﺷﺮﻛﺔ اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء
25 ﺟﻤﻊ وﺗﻨﺴﻴﻖ اﻟﻄﺎﻟﺐ :ﻏﻼب ﻋﺰاﻟﺪﻳﻦ /اﻟﻔﻮج02:
ﻣﻘﻴــﺎس اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارﻳﺔ /د.رﻳـ ــﻢ ﻋﺒﻴﺪ /ﻣــﺎﺳﺘﺮ ﻋﻦ ﺑـﻌـﺪ ﺟـﺎﻣﻌﺔ اﻹﺧــﻮة ﻣﻨﺘﻮري – ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ 1دﻓـ ـﻌـﺔ2018/2016 :
واﻟﻐﺎز ،ﺑﺄن اﻟﺸﺮﻛﺔ ﻻ ﳝﻜﻦ اﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻣﺴﺆوﻟﺔ ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﻌﻤﺎل اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﺣﲔ وﻗﻮع اﳊﺎدث ﻳﺸﺎرﻛﻮن ﰲ أﺷﻐﺎل اﻟﺼﻴﺎﻧﺔ
ﻟﻠﻤﻨﺸﺄة اﳌﺬﻛﻮرة إﻻ إذا ﻛﺎن اﳋﻄﺄ ﻗﺪ ﻧﺘﺞ ﻋﻦ ﺧﻄﺄ ﻻ ﻳﻨﺴﺐ ﻟﺘﻠﻚ اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ.
-2اﻻﺿﺮار اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﻟﻠﻐﻴﺮ:
ﻋﻤﻞ اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ ﻋﻠﻰ إﻗﺮار اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارﻳﺔ دون ﺧﻄﺄ إذا وﻗﻌﺖ ﻟﻠﻐﲑ ،وﻫﻮ ﺷﺨﺺ ﻏﲑ ﻣﺮﺗﻔﻖ وﻻ ﻣﺸﺎرك ﻋﻦ
اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﳛﺼﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ دون اﳊﺎﺟﺔ ﻹﺛﺒﺎت اﳋﻄﺮ وﻫﺬا ﻣﺎ ﻗﻀﺖ ﺑﻪ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺘﺎرﻳﺦ
12/3/1965ﰲ ﻗﻀﻴﺔ )ﺣﻄﺎب ( ﺿﺪ اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﻘﻮﳍﺎ" :ﺣﻴﺚ أﻧﻪ ﺑﺴﺒﺐ اﻷﺧﻄﺎر اﻟﱵ ﳝﺜﻠﻬﺎ وﺟﻮد ﺗﻠﻚ اﳌﻨﺸﺂت ،ﻓﺈن اﻹدارة
ﻣﺴﺆوﻟﺔ وﻟﻮ ﰲ ﻏﻴﺎب اﳋﻄﺄ ﻋﻦ اﻷﺿﺮار اﳊﺎﺻﻠﺔ اﻟﱵ ﻻ ﳝﻜﻦ إﻋﻔﺎﺋﻬﺎ ﻣﻨﻬﺎ ،إﻻ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘﻮة اﻟﻘﺎﻫﺮة أو ﺧﻄﺄ اﻟﻀﺤﻴﺔ" ،وﺗﺒﻌﺎ
ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈن اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ دون ﺧﻄﺄ ﺛﺎﺑﺘﺔ وﻻ ﺗﻌﻒ ﻣﻨﻬﺎ إﻻ ﺑﺈﺛﺒﺎت اﻟﻘﻮة اﻟﻘﺎﻫﺮة أو ﺧﻄﺄ اﻟﻀﺤﻴﺔ.
وﰲ ﻗﺮار آﺧﺮ ﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﰲ 03/08/1999ﰲ ﻗﻀﻴﺔ وﻓﺎة ﻃﻔﻞ إﺛﺮ ﺳﻘﻮﻃﻪ ﰲ ﺣﻔﺮة رﺧﺼﺖ ﲝﻔﺮﻫﺎ ﺑﻠﺪﻳﺔ ﻋﲔ آزل
ﺑﺴﻄﻴﻒ ﻟﻠﺴﻜﺎن ﻟﺘﺨﺰﻳﻦ اﳌﻴﺎﻩ ،رﻓﻊ ذوي ﺣﻘﻮق اﻟﻄﻔﻞ دﻋﻮى أﻣﺎم اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻹدارﻳﺔ ﲟﺠﻠﺲ ﻗﻀﺎء ﺳﻄﻴﻒ ﺿﺪ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ،ﻓﻘﻀﺖ
ﺑﺘﺤﻤﻴﻠﻬﺎ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﺳﻘﻮط اﻟﻀﺤﻴﺔ ﰲ اﳊﻔﺮة اﳌﻮﺟﺪة ﲢﺖ ﺣﺮاﺳﺘﻬﺎ ﻣﻊ إﻟﺰاﻣﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ،ﻷن اﻷﻣﺮ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺄﺷﻐﺎل ﻋﻤﻮﻣﻴﺔ
ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﲤﺖ ﲢﺖ إﺷﺮاﻓﻬﺎ وإدارﺎ واﻟﻄﻔﻞ ﻳﻌﺘﱪ ﻣﻦ اﻟﻐﲑ ،واﳊﻔﺮ ﻳﻌﺪ ﻣﺸﺮوﻋﺎ ﻋﺎﻣﺎ ﺧﻄﲑا ،واﳊﻔﺮة ﻏﲑ ﻣﻐﻄﺎة وﻻ ﳏﺎﻃﺔ
ﺑﺴﻴﺎج ،ﲟﺎ ﻳﻘﻴﻢ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻷن اﳊﻔﺮ داﺧﻞ ﳏﻴﻂ اﻟﻘﺮﻳﺔ ﻳﺸﻜﻞ ﺧﻄﺮ ﻳﺘﺠﺎوز ﻣﺎ ﳝﻜﻦ أن ﻳﺘﺤﻤﻞ اﳋﻮاص ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣﺒﺪأ
اﳌﺴﺎواة أﻣﺎم اﻷﻋﺒﺎء اﻟﻌﺎﻣﺔ.
-3اﻷﺿﺮار اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﻟﻠﻤﺮﺗﻔﻘﻴﻦ:
اﳌﺮﺗﻔﻖ ﻫﻮ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺬي ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﻓﻌﻼ اﳌﺒﲎ اﻟﻌﻤﻮﻣﻲ واﳌﺘﺴﺒﺐ ﰲ اﻟﻀﺮر ،أي أن ﺗﻜﻮن ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﺑﲔ اﻟﻀﺤﻴﺔ وﻣﺴﺘﻌﻤﻞ
اﳌﺒﲎ وﻣﺜﺎﳍﺎ ﺳﻘﻮط ﺷﺠﺮة ﻋﻠﻰ اﻷﺷﺨﺎص ﰲ ﺣﺪﻳﻘﺔ ﻋﻤﻮﻣﻴﺔ ،وﻳﻌﺪ ﻣﺮﺗﻔﻘﺎ اﳌﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻣﻦ اﻟﻘﻨﺎة إذا ﳊﻘﻪ ﻣﻨﻬﺎ ﺿﺮرا،
وﻳﻌﺘﱪ ﻣﻦ اﻟﻐﲑ إذا ﻛﺎن ﻣﺼﺪر اﻟﻀﺮر اﻟﻘﻨﺎة اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ،وﻻ ﺗﻌﻔﻰ اﻹدارة ﻣﻦ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺘﻬﺎ إﻻ إذا أﺛﺒﺘﺖ أﺎ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺎﻟﺼﻴﺎﻧﺔ
اﻟﻌﺎدﻳﺔ.
وﻳﺄﺧﺬ اﻟﻀﺮر اﻟﻨﺎﺗﺞ ﻋﻦ اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﺪة ﺻﻮر ﻣﻨﻬﺎ:
-ﺿﺮر ﻧﺎﺟﻢ ﻋﻦ إﳒﺎز أﺷﻐﺎل ﻋﺎﻣﺔ.
-ﺿﺮر ﻧﺎﺟﻢ ﻋﻦ ﻋﺪم ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺷﻐﻞ ﻋﺎم ،ﻛﻌﺪم وﺿﻊ إﺷﺎرات ﺗﺪل ﻋﻠﻰ وﺟﻮد أﺷﻐﺎل ﻋﺎﻣﺔ.
-ﺿﺮر ﻧﺎﺟﻢ ﻋﻦ ﺳﻮء أو ﻋﺪم ﺻﻴﺎﻧﺔ ﻣﺒﲎ ﻋﺎم.
-ﺿﺮر ﻧﺎﺟﻢ ﻋﻦ ﺳﻮء ﺳﲑ ﻣﺮﻓﻖ ﻋﻤﻮﻣﻲ ،ﻛﺘﺪﻓﻖ ﻣﻴﺎﻩ ﻣﻠﻮﺛﺔ أو راﺋﺤﺔ ﻛﺮﻳﻬﺔ ﻳﻌﻮد ﻣﺼﺪرﻫﺎ إﱃ اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻌﺎﻣﺔ أو اﳌﺒﲎ اﻟﻌﺎم.
وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈن ﲢﺪﻳﺪ اﳋﻄﺮ واﻟﻀﺮر اﻟﻨﺎﺗﺞ ﻋﻨﻪ ﻳﺒﻘﻰ ﺳﻠﻄﺔ ﺗﻘﺪﻳﺮﻳﺔ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻹداري.
ﺛﺎﻟﺜﺎ :اﻷﺿﺮار اﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ ﻧﺸﺎط اﻹدارة اﻟﺨﻄﻴﺮ:
وﻳﺪﺧﻞ ﰲ ﻫﺬا اﺎل ﳐﺘﻠﻒ اﻟﻨﺸﺎﻃﺎت واﻷﺷﻴﺎء اﻟﱵ ﲢﻤﻞ ﺧﻄﻮرة ﻋﻠﻰ اﻷﺷﺨﺎص وﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ:
-1اﻟﻤﺘﻔﺠﺮات واﻟﺬﺧﻴﺮة:
وﺗﺮﺟﻊ ﻫﺬﻩ اﳊﺎﻟﺔ إﱃ ﻗﻀﻴﺔ اﻟﺴﻴﺪ رﺟﻮﻧﻮﻟﻨﺖ دﻳﺴﺮوزﻳﻪ وﻗﺮار ﳎﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﰲ ،1919/03/28وﺗﺘﻠﺨﺺ وﻗﺎﺋﻌﻬﺎ ﰲ
أن اﻹدارة وﺿﻌﺖ ﺧﻼل اﳊﺮب اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﻷوﱃ ﰲ ﻗﻠﻌﺔ اﻟﺘﺎج اﳌﺰدوج ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ ﺑﺎرﻳﺲ ﻣﻘﺎدﻳﺮ ﺿﺨﻤﺔ ﻣﻦ اﳌﺘﻔﺠﺮات واﻟﻘﻨﺎﺑﻞ
ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺑﺪاﺋﻴﺔ ﱂ ﺗﺮاع ﻓﻴﻬﺎ اﻻﺣﺘﻴﺎﻃﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ،ﻓﺎﻧﻔﺠﺮت ﻛﻤﻴﺎت ﻛﺒﲑة ﻣﻨﻬﺎ وﺧﻠﻔﺖ أﺿﺮار ﺑﺎﻟﻐﺔ ﺑﺎﳌﻨﺎزل اﺎورة.
26 ﺟﻤﻊ وﺗﻨﺴﻴﻖ اﻟﻄﺎﻟﺐ :ﻏﻼب ﻋﺰاﻟﺪﻳﻦ /اﻟﻔﻮج02:
ﻣﻘﻴــﺎس اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارﻳﺔ /د.رﻳـ ــﻢ ﻋﺒﻴﺪ /ﻣــﺎﺳﺘﺮ ﻋﻦ ﺑـﻌـﺪ ﺟـﺎﻣﻌﺔ اﻹﺧــﻮة ﻣﻨﺘﻮري – ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ 1دﻓـ ـﻌـﺔ2018/2016 :
ﻓﻄﺎﻟﺐ ﻣﻔﻮض اﻟﺪوﻟﺔ آﻧﺬاك ﺑﺘﺤﻤﻞ اﻹدارة اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻷﺧﻄﺎء اﳌﺮﻓﻘﻴﺔ ،إﻻ أن ﳎﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ أﻗﺎم اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ
أﺳﺎس اﳌﺨﺎﻃﺮ ﻣﻘﺮرا أن اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻗﺎﻣﺖ ﲢﺖ ﺿﻐﻂ اﻟﻀﺮورة ﺑﻌﻤﻠﻴﺎت ﺗﻨﻄﻮي ﻋﻠﻰ اﳌﺨﺎﻃﺮ ﲡﺎوزت ﺗﻠﻚ اﻟﱵ ﺗﻨﺘﺞ
ﻋﺎدة ﻣﻦ اﳉﻮار.
وﻃﺒﻘﺖ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﶈﻜﻤﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﳌﺨﺎﻃﺮ اﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻟﻠﺠﻮار ﰲ ﻗﻀﻴﺔ اﻟﺴﻴﺪ )أﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﺴﺎن ﺿﺪ وزﻳﺮ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ(
ﺑﺘﺎرﻳﺦ ،7/3/1977وﺗﺘﻤﺜﻞ وﻗﺎﺋﻌﻬﺎ ﰲ اﻧﻔﺠﺎر ﺧﺰان ﺑﻨﺰﻳﻦ ﺗﺎﺑﻊ ﻟﻠﺸﺮﻃﺔ أﺳﻔﺮ ﻋﻦ وﻓﺎة زوﺟﺔ اﳌﺪﻋﻲ ﺑﻦ ﺣﺴﺎن وﺟﻨﻴﻨﻬﺎ
واﺑﻨﺘﻪ ،ﻓﺮﻓﻊ دﻋﻮى أﻣﺎم اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻹدارﻳﺔ ﲟﺠﻠﺲ ﻗﻀﺎء اﳉﺰاﺋﺮ ﻗﺼﺪ ﺗﻌﻮﻳﻀﻪ ،ﻓﺤﻜﻤﺖ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻹدارﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺪوﻟﺔ ﳑﺜﻠﺔ ﰲ وزﻳﺮ
اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارة اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﳐﺎﻃﺮ اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﺗﺴﺒﺐ ﻓﻴﻬﺎ اﳋﺰان وأن اﻷﺿﺮار اﻟﻨﺎﲡﺔ ﻋﻨﻪ ﺗﺘﺠﺎوز
ﺧﻄﻮرﺎ اﻷﻋﺒﺎء اﻟﱵ ﻳﺘﺤﻤﻠﻬﺎ اﻷﻓﺮاد ﰲ اﻟﻌﺎدة.
-2ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎت:
ﺗﺮﺗﺒﻂ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳌﺴﺘﺸﻔﻴﺎت ﺑﺎﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﳊﺎﻻت ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻹﺟﺒﺎري وﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻖ ﲟﺮاﻗﺒﺔ اﳌﺮﺿﻰ ﻋﻘﻠﻴﺎ ،واﳌﺘﻌﻠﻘﺔ
ﲟﺮاﻛﺰ ﻧﻘﻞ اﻟﺪم ،واﻟﻌﺪوى ،وﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﻌﻼج اﳌﺘﺒﻌﺔ ﻓﻴﻤﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺔ أو ﺣﺪﻳﺜﺔ ...وﻏﲑﻫﺎ ،ﻛﻤﺎ أن اﳌﺴﺄﻟﺔ ﻗﺪ ﺗﺮﺗﺒﻂ
ﺑﺎﳌﻤﺮﺿﲔ اﳌﺘﻌﺎوﻧﲔ ﻣﻊ ﻣﺮﻓﻖ اﳌﺴﺘﺸﻔﻰ أو ﺑﺎﳌﺮﺿﻰ اﳌﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺧﺪﻣﺎت اﳌﺮﻓﻖ ﻛﻤﺎ ﻗﺪ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻐﲑ) ،ﻟﻠﺘﻔﻀﻴﻞ راﺟﻊ رﺳﺎﻟﺔ
اﻟﺪﻛﺘﻮراﻩ ﻟﻠﺒﺎﺣﺚ ﻋﺎدل ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ(.
وﻧﺴﻮق ﰲ ﻫﺬا اﺎل ﻣﺜﺎﻻ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﲟﺨﺎﻃﺮ اﻟﺘﻘﻨﻴﺎت اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ اﳉﺪﻳﺪة:
وﻳﺘﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﺘﻘﻨﻴﺎت ﻋﻼﺟﻴﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ وﻣﺒﺘﻜﺮة ﺗﺴﺎﻋﺪ ﰲ اﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ اﻷﻣﺮاض وﺗﺸﺨﻴﺼﻬﺎ وﻣﻌﺎﳉﺘﻬﺎ ،ﻗﺼﺪ اﻟﻮﺻﻮل إﱃ
اﻟﺸﻔﺎء ،وﻣﻦ ﺧﻼل اﺟﺘﻬﺎدات اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﻳﺸﱰط اﳋﻄﺄ اﳉﺴﻴﻢ ﰲ اﻧﻌﻘﺎد ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳌﺮاﻓﻖ اﻻﺳﺘﺸﻔﺎﺋﻴﺔ ﰲ
اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻄﺒﻴﺔ ،وﻟﻜﻦ ﻫﺬا اﳌﻮﻗﻒ أﺛﺮ ﺳﻠﺒﺎ ﰲ ﺣﻘﻮق اﳌﺮﺿﻰ اﳌﺘﻀﺮرﻳﻦ ،إﱃ ﺣﲔ ﺻﺪور ﻗﺮار ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف اﻹدارﻳﺔ ﻟﻠﻴﻮن
ﺑﺘﺎرﻳﺦ 1990/12/21ﰲ ﻗﻀﻴﺔ اﻟﻄﻔﻞ )ﻏﻮﻣﺮ ﺟﻮﻣﻴﺰ( واﻟﺬي ﻛﺎن ﻋﻤﺮﻩ 15ﺳﻨﺔ ﰲ ﻋﺎم 1983ﺣﲔ دﺧﻞ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ
ﲟﺪﻳﻨﺔ ﻟﻴﻮن ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻘﻮﱘ ﻋﻤﻮدﻩ اﻟﻔﻘﺮي.
ﺧﻀﻊ اﻟﻄﻔﻞ ﻟﻠﻌﻼج ﻏﲑ أن ﺣﺎﻟﺘﻪ ﺗﺪﻫﻮرت ﻓﻮﺟﺪ اﻷﻃﺒﺎء أﻧﻔﺴﻬﻢ ﳎﱪﻳﻦ ﻟﻠﺘﺪﺧﻞ اﳉﺮاﺣﻲ وذﻟﻚ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ
أو اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﳊﺪﻳﺜﺔ اﳌﺒﺘﻜﺮة ﰲ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻣﻨﺬ 05ﺳﻨﻮات ،ﻓﺎﺧﺘﺎروا اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﳊﺪﻳﺜﺔ ،ﰎ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺬل ﳎﻬﻮد ﻣﻦ ﻗﺒﻞ
اﳉﺮاﺣﻮن وﱂ ﺗﺮﺗﻜﺐ ﻓﻴﻬﺎ أي ﺧﻄﺄ ﻃﱯ ﺣﺴﺐ ﺗﻘﺮﻳﺮ اﳋﱪاء ،ﻏﲑ أن ﺑﻌﺪ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻇﻬﺮت ﻋﻠﻰ اﳌﺮﻳﺾ اﺿﻄﺮاﺑﺎت ﺣﺮﻛﻴﺔ أدت
إﱃ ﺷﻠﻞ اﳉﺰء اﻟﺴﻔﻠﻲ ﻣﻦ اﳉﺴﻢ.
رﻓﻀﺖ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺪرﺟﺔ اﻷوﱃ اﻹﻗﺮار ﺑﺎﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻟﻌﺪم ﺛﺒﻮت اﳋﻄﺄ وﰲ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﻗﺮرت ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳌﺮﻓﻖ اﻟﻄﱯ اﻟﻌﺎم
ﺑﺎﺳﺘﻌﻤﺎل ﺗﻘﻨﻴﺔ ﻋﻼﺟﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻻ ﺗﻜﻮن آﺛﺎرﻫﺎ ﻣﻌﺮوﻓﺔ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﺑﻌﺪ ،ﳝﻜﻦ أن ﺗﻨﺸﺄ ﳐﺎﻃﺮ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﻤﺮﺿﻰ اﻟﺬﻳﻦ
ﳜﻀﻌﻮن ﳍﺎ ،وﺗﺆدي إﱃ اﻧﻌﻘﺎد ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳌﺮﻓﻖ اﻻﺳﺘﺸﻔﺎﺋﻲ ﺣﱴ ﰲ ﻏﻴﺎب اﳋﻄﺄ.
أوﻻ :اﻟﺼﻔﺔ
ﺗﺜﺒﺖ اﻟﺼﻔﺔ ﲟﺠﺮد إﺛﺒﺎت اﳊﻖ وﺣﺼﻮل اﻻﻋﺘﺪاء ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﻴﻜﻮن ﻟﺼﺎﺣﺐ اﳊﻖ اﳌﻌﺘﺪى ﻋﻠﻴﻪ ﺻﻔﺔ ﰲ ﻣﻘﺎﺿﺎة اﳌﻌﺘﺪي.
ﺛﺎﻧﻴﺎ :اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ
ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ اﻟﻔﻘﻪ ﺑﺄﺎ "اﻟﻔﺎﺋﺪة اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﳌﺸﺮوﻋﺔ اﻟﱵ ﻻ ﻳﺮاد ﲢﻘﻴﻘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻠﺠﻮء إﱃ اﻟﻘﻀﺎء" ﻓﻬﻲ اﳊﻖ اﻟﺬي ﳛﻤﻴﻪ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻓﻼ ﺗﻜﻮن
ﻣﻨﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎم واﻟﻘﺎﻧﻮن ،وﲣﺘﻠﻒ اﳌﺼﻠﺤﺔ ﰲ دﻋﻮى اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻨﻪ دﻋﻮى اﻹﻟﻐﺎء ﲝﻴﺚ ﻳﻀﻴﻖ ﻧﻄﺎﻗﻬﺎ ﰲ اﻷوﱃ ﻷﺎ ﺗﺮﺗﺒﻂ
ﲝﻖ ﺷﺨﺼﻲ وﺗﺘﺴﻊ داﺋﺮﺎ ﰲ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻷن دﻋﻮى اﻹﻟﻐﺎء ﲣﺎﺻﻢ ﻗﺮارا إدارﻳﺎ ﻏﲑ ﻣﺸﺮوع ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻴﻜﺘﻔﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﳌﺼﻠﺤﺔ اﶈﺘﻤﻠﺔ،
وﻫﺬا ﻣﺄﺧﺬ ﺑﻪ اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ وﻋﱪ ﻋﻨﻪ ﻣﻔﻮﺿﺎ اﳊﻜﻮﻣﺔ اﻟﺴﻴﺪ )ﻟﻮﻧﻎ ﻃﻮﻳﻞ( ﰲ ﻗﺮار ﳎﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﺘﺎرﻳﺦ 17ﻓﻴﻔﺮي
1958ﺑﻘﻮﻟﻪ "ﻻ ﻳﻨﺸﻰء اﻟﻀﺮر اﶈﺘﻤﻞ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻟﻄﻌﻦ ﺑﺎﻹﻟﻐﺎء إﻻ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﳏﺪدا أو ﺧﻄﲑا أو ﳏﺘﻤﻼ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎف".
ﺛﺎﻟﺜﺎ :اﻷﻫﻠﻴﺔ
وﺟﺐ أن ﻳﻜﻮن اﻟﻄﺎﻋﻦ ﺷﺨﺼﺎ ﻛﺎﻣﻞ اﻷﻫﻠﻴﺔ وﰲ ذﻟﻚ ﳕﻴﺰ ﺑﲔ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ واﳌﻌﻨﻮي:
-1ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺸﺨﺺ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻓﺒﺎﻟﺮﺟﻮع ﻟﻠﻤﺎدة 10ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﳌﺪﱐ ﻓﺴﻦ اﻟﺮﺷﺪ ﻫﻮ 19ﺳﻨﺔ وأن ﻳﻜﻮن ﻣﺘﻤﺘﻌﺎ ﺑﻘﻮاﻩ اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ
وﱂ ﳛﺠﺮ ﻋﻠﻴﻪ.
وﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻓﺎﻗﺪا اﻷﻫﻠﻴﺔ أو ﻧﺎﻗﺼﻬﺎ ﺗﻄﺒﻴﻖ أﺣﻜﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮن اﳌﺪﱐ اﳌﻮاد 44،43،42وﻗﺎﻧﻮن اﻷﺳﺮة اﳌﻮاد .125 81
وﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﺘﻮﱃ رﻓﻊ اﻟﻄﻌﻦ اﻟﻮﱄ أو اﻟﻮﺻﻲ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻘﺎﺻﺮ أو اﻟﻘﻴﻢ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺤﺠﻮز ﻋﻠﻴﻪ.
-2أﻣﺎ اﻟﺸﺨﺺ اﳌﻌﻨﻮي ﻓﻄﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدة 50ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﳌﺪﱐ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﲝﻖ اﻟﺘﻘﺎﺿﻲ ﻋﻠﻰ أن ﻳﻌﲔ ﻧﺎﺋﺒﺎ ﻳﻌﱪ ﻋﻨﻪ.
اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻟﺚ :ﺷﺮط اﻟﻘﺮار اﻟﺴﺎﺑﻖ
ﺗﻨﻘﺴﻢ أﻋﻤﺎل اﻹدارة إﱃ أﻋﻤﺎل ﻣﺎدﻳﺔ وأﺧﺮى ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ:
أ -اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻤﺎدﻳﺔ اﻹرادﻳﺔ :وﻫﻲ اﻟﱵ ﺗﻘﻮم ﺎ اﻹدارة إﻣﺎ ﺑﺼﻔﺔ إرادﻳﺔ ﺗﻨﻔﻴﺬا ﻟﻌﻤﻞ ﺗﺸﺮﻳﻌﻲ أو ﻋﻤﻞ إداري )ﻗﺮار أو ﻋﻘﺪ
إداري( وأﺧﺮى ﻏﲑ إرادﻳﺔ.
-1اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻤﺎدﻳﺔ اﻹرادﻳﺔ :وﻫﻲ ﺻﺎدرة ﻋﻦ اﻹدارة ﺑﺼﻔﺔ ﻋﻤﺪﻳﺔ وﻟﻜﻦ دون أن ﻳﻜﻮن اﻟﻘﺼﺪ ﻣﻨﻬﺎ إﺣﺪاث ﻣﺮﻛﺰ
ﻗﺎﻧﻮﱐ ﺟﺪﻳﺪ وﻣﻦ أﻣﺜﻠﺘﻬﺎ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻗﺮار اﻟﻮاﱄ اﳌﺘﻀﻤﻦ اﻻﺳﺘﻴﻼء ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻜﻴﺔ اﻷﻓﺮاد.
-2اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻤﺎدﻳﺔ ﻏﻴﺮ اﻹرادﻳﺔ :وﻫﻲ اﻟﱵ ﺗﺮﺗﻜﺐ ﻣﻦ اﻹدارة ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺧﻄﺄ أو إﳘﺎل ودون ﻗﺼﺪ إﳊﺎق اﻟﻀﺮر
ﺑﺎﻵﺧﺮﻳﻦ.
ب -اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ :وﻫﻲ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﱵ ﺗﻘﻮم ﺎ اﻹدارة وﺗﺮﺗﺐ أﺛﺮ ﻗﺎﻧﻮﱐ وﺗﺘﻤﺜﻞ ﰲ اﻟﻘﺮار اﻹداري واﻟﻌﻘﺪ اﻹداري.
اﻧﻘﺴﻢ اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﰲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻹداري ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ ﺑﲔ ﻣﺆﻳﺪ ﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﻟﺸﺮط اﻟﻘﺮار اﳌﺴﺒﻖ ﰲ دﻋﻮى اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ إذا ﺗﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﺄﻋﻤﺎل
ﻣﺎدﻳﺔ ﻗﺎﻣﺖ ﺎ اﻹدارة وأﳊﻘﺖ ﺿﺮرا وﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ د.ﻋﻤﺎر ﻋﻮاﺑﺪي و د.ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺼﻐﻴﺮ ﺑﻌﻠﻲ ،ود .رﺷﻴﺪ ﺧﻠﻮﰲ ،وذﻟﻚ ﲝﺠﺔ
أﻧﻪ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ وﺟﻮد ﻣﻮﻗﻒ واﺿﺢ ﻟﻺدارة إﻣﺎ ﺻﺮﳛﺎ أو ﺿﻤﻨﻴﺎ واﻟﺬي ﻳﻜﻮن ﰲ ﺷﻜﻞ ﻗﺮار إداري ﺿﻤﲏ أو ﺻﺮﻳﺢ ﺣﱴ ﺗﺮﻓﻊ
دﻋﻮى ﺗﻌﻮﻳﺾ ﺑﺸﺄﻧﻪ.
ﰲ ﺣﲔ ذﻫﺐ اﲡﺎﻩ آﺧﺮ وﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ د.ﻣﺴﻌﻮد ﺷﻴﻬﻮب واﻷﺳﺘﺎذ ﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﺷﻴﺦ أث ﻣﻠﻮﻳﺎ إﱃ رﻓﺾ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻓﻜﺮة اﻟﻘﺮار اﻟﺴﺎﺑﻖ
ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺪﻋﻮى اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺳﻮاء ﻛﺎن اﻟﻀﺮر ﻧﺎﲡﺎ ﻋﻦ ﻋﻤﻞ ﻗﺎﻧﻮﱐ أو ﻣﺎدي ﺻﺎدر ﻋﻦ اﻹدارة ،وﻫﺬا ﻣﺎ ﳝﻜﻦ اﺳﺘﺨﻼﺻﻪ ﻣﻦ
اﳌﺎدة 169ﻣﻜﺮر ﰲ اﻟﻨﺺ اﻟﻘﺪﱘ ﻟﻘﺎﻧﻮن اﻹﺟﺮاءات اﳌﺪﻧﻴﺔ ،وﺣﱴ اﻟﻨﺺ اﳉﺪﻳﺪ ﲟﻮﺟﺐ اﳌﺎدة 830ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺟﺮاءات
اﳌﺪﻧﻴﺔ واﻹدارﻳﺔ 09/08ﺑﻘﻮﳍﺎ "ﳚﻮز ﻟﻠﺸﺨﺺ اﳌﻌﲏ ﺑﺎﻟﻘﺮار اﻹداري ﺗﻘﺪﱘ ﺗﻈﻠﻢ إﱃ اﳉﻬﺔ اﻹدارﻳﺔ ﻣﺼﺪرة اﻟﻘﺮار ﰲ اﻷﺟﻞ
اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻪ ﰲ اﳌﺎدة ."829
وﻫﻮ اﻟﺮأي اﻟﺬي ﻧﺮﺟﺤﻪ ﺧﺎﺻﺔ وأن اﳌﺸﺮع ﲣﻠﻰ ﻋﻦ إﻟﺰاﻣﻴﺔ اﻟﺘﻈﻠﻢ )اﻟﻄﻌﻦ اﳌﺴﺒﻖ( إﻻ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟﻮد ﻧﺺ ﺧﺎص ،وﻫﺬا ﻣﺎ
أﻛﺪﺗﻪ اﻟﻘﺮارات اﻟﺼﺎدرة ﻋﻦ ﳎﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﻧﺬﻛﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ:
ﻗﺮار ﳎﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﺘﺎرﻳﺦ ) 204/05/11ﻗﻀﻴﺔ واﱄ وﻻﻳﺔ وﻫﺮان ﺿﺪ )م.ح( ورﺋﻴﺲ ﺑﻠﺪﻳﺔ وﻫﺮان(" :ﺣﻴﺚ أن اﻟﻨﺰاع ﻳﺘﻌﻠﻖ
ﺑﻄﻠﺐ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻣﺎ ﳊﻖ اﳌﺴﺘﺄﻧﻒ ﻋﻠﻴﻪ )م.ح( ﻣﻦ أﺿﺮار ﺑﺴﺒﺐ ﻫﺪم اﳌﺴﺘﺄﻧﻔﺔ ﻟﺒﻨﺎﻳﺘﻪ اﻟﱵ أﻗﺎﻣﻬﺎ ﻓﻮق ﺑﻴﺖ اﻟﻮﺿﻮء ﳌﺴﺠﺪ
اﻹﻣﺎم اﻟﺒﺨﺎري اﻟﺬي ﻳﻌﻤﻞ ﺑﻪ.
ﺣﻴﺚ أن ﻃﻠﺐ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﲣﺘﺺ ﺑﻪ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻹدارﻳﺔ ،ﻃﺎﳌﺎ أن ﻫﺬا اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻹدارة.
وﺣﻴﺚ أن دﻓﻮع اﳌﺴﺘﺄﻧﻒ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﳌﺎدﺗﲔ 02/169و 01/169ﻣﻜﺮر ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺟﺮاءات اﳌﺪﻧﻴﺔ ﰲ ﻏﲑ ﳏﻠﻪ ،ﻷن ﻃﻠﺐ
اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻻ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺻﺪور ﻣﻘﺮر إداري ﻳﺮﻓﻀﻪ ،إﻻ أﻧﻪ ﰲ اﻟﺪﻋﻮى اﳊﺎﻟﻴﺔ ﻳﺘﺒﲔ أن اﳌﺴﺘﺄﻧﻒ واﱄ وﻻﻳﺔ وﻫﺮان ﱂ ﻳﺮﺗﻜﺐ أي
ﺧﻄﺄ ﺿﺪ اﳌﺴﺘﺄﻧﻒ ﻋﻠﻴﻪ ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ﺗﻌﻮﻳﻀﻪ."...
وﻛﺬﻟﻚ ﻗﺮار ﳎﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﰲ ) 2004/02/10ﻗﻀﻴﺔ رﺋﻴﺲ اﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ اﻟﺒﻠﺪي ﻟﺴﻌﻴﺪة ﺿﺪ أﻋﻀﺎء اﳌﺴﺘﺜﻤﺮة اﻟﻔﻼﺣﻴﺔ
ﻫﺸﻤﺎوي(" :ﺣﻴﺚ أن اﳌﺴﺘﺄﻧﻒ ﻳﺘﻤﺴﻚ ﺑﺄن اﻟﻄﻠﺐ اﻷﺻﻠﻲ اﻟﺬي ﻗﺪﻣﻪ أﻋﻀﺎء اﳌﺴﺘﻤﺮة اﻟﻔﻼﺣﻴﺔ ﻫﺸﻤﺎوي ﻏﲑ ﻣﻘﺒﻮل ﺑﻨﺎء
ﻋﻠﻰ اﳌﺎدة 169ﻣﻜﺮر ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺟﺮاءات اﳌﺪﻧﻴﺔ واﻹدارﻳﺔ ﺣﻴﺚ أن اﻟﻌﺮﻳﻀﺔ ﱂ ﺗﻜﻦ ﻣﺼﺤﻮﺑﺔ ﺑﺎﻟﻘﺮار ﳏﻞ اﻟﻄﻌﻦ.
ﺣﻴﺚ أن ﻃﻠﺐ أﻋﻀﺎء اﳌﺴﺘﺜﻤﺮة اﻟﻔﻼﺣﻴﺔ ﻫﻲ دﻋﻮى ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻣﺪﱐ أي دﻋﻮى ﻣﻦ اﻟﻘﻀﺎء اﻟﻜﺎﻣﻞ ،وﻣﻨﻪ ﻓﺈن اﳌﺎدة 169ﻣﻜﺮر
ﻻ ﳝﻜﻦ ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﰲ ﻗﻀﻴﺔ اﳊﺎل."...
ﻓﻤﻦ ﺧﻼل اﻟﻘﺮارﻳﻦ ﻳﺘﻀﺢ ﻣﻮﻗﻒ ﳎﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺬي ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺒﻌﺎد ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺷﺮط اﻟﻘﺮار اﻟﺴﺎﺑﻖ ﰲ دﻋﻮى اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ
اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹدارﻳﺔ.
اﻟﻔﺮع اﻟﺮاﺑﻊ :ﻣﻴﻌﺎد رﻓﻊ دﻋﻮى اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ
ﺣﺪد ﻣﻴﻌﺎد رﻓﻊ اﻟﺪﻋﻮى اﻹدارﻳﺔ ﺑﺄرﺑﻌﺔ ) (04أﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ ﺗﺒﻠﻴﻎ اﻟﻘﺮار أو ﻧﺸﺮﻩ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدة 829ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن 09/08ﻏﲑ
أن ﻫﺬا اﳌﻴﻌﺎد ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺪﻋﻮى اﻹﻟﻐﺎء ودﻋﻮى اﻟﺘﻔﺴﲑ ودﻋﻮى ﻓﺤﺺ اﳌﺸﺮوﻋﻴﺔ أﻣﺎ دﻋﻮى اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻓﺈﻧﻪ ﻧﻔﺮق ﻓﻴﻬﺎ ﺑﲔ ﺣﺎﻟﺘﲔ:
-أن ﺗﺘﻌﻠﻖ دﻋﻮى اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺑﻀﺮر ﻧﺎﺗﺞ ﻋﻦ ﻗﺮار إداري ﻓﻔﻲ ﻫﺬﻩ اﳊﺎﻟﺔ ﻳﺼﺒﺢ ﻣﻴﻌﺎد اﻷرﺑﻌﺔ أرﺑﻌﺔ أﺷﻬﺮ ) (04أﺷﻬﺮ واﺟﺐ
اﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﻣﺎ ﱂ ﻳﻮﺟﺪ ﻧﺺ ﺧﺎص ﻳﻘﻴﺪﻩ.
-أن ﺗﺘﻌﻠﻖ دﻋﻮى اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺑﻀﺮر ﻧﺎﺗﺞ ﻋﻦ ﻋﻤﻞ ﻣﺎدي أو ﻋﻘﺪ ﻓﻔﻲ ﻫﺬﻩ اﳊﺎﻟﺔ ﻳﺴﻘﻂ ﺷﺮط اﳌﻴﻌﺎد وﺗﺒﻘﻰ اﻵﺟﺎل ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ.
ﻏﲑ أن اﻹﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ اﻟﻔﺮﺿﻴﺔ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ أن ﳛﺪث ﺧﻄﺄ ﰲ ﻣﻮاﻋﻴﺪ رﻓﻊ اﻟﺪﻋﺎوى اﻹدارﻳﺔ وإن ﻛﺎن اﻷﺻﻞ ﺗﻮﺣﻴﺪﻫﺎ ،ﻟﺬﻟﻚ
ﻓﺈن اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ إﻋﻔﺎء دﻋﻮى اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻣﻦ اﳋﻀﻮع ﻟﺸﺮط اﳌﻴﻌﺎد ﺳﻮاء ﺗﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﻘﺮار أو ﻋﻘﺪ أو ﻋﻤﻞ ﻣﺎدي،
وﻫﺬا ﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﻪ ﻗﺮار اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﶈﻜﻤﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﺎرﻳﺦ 16ﺟﻮﻳﻠﻴﺔ 1988ﰲ )ﻗﻀﻴﺔ رﺋﻴﺲ ﺑﻠﺪﻳﺔ ...ﺿﺪ ).ب.أ(
ﺑﻘﻮﳍﺎ "ﻋﻦ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﺴﻘﻮط ﻟﻔﻮات اﳌﻴﻌﺎد اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ،ﺣﻴﺚ أﻧﻨﺎ ﻫﻨﺎ ﺑﺼﺪد ﻃﻌﻮن اﳉﻬﺎت اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ذات اﻻﺧﺘﺼﺎص اﻟﻜﺎﻣﻞ
وﻳﻨﺼﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ وﻣﻦ ﲦﺔ ﻓﺈن اﳌﺘﻘﺎﺿﻲ ﻏﲑ ﻣﻘﻴﺪ ﺑﺄﺟﻞ ﻟﺘﻘﺪﱘ ﺷﻜﻮاﻩ إﱃ اﻹدارة وﻹﻳﺪاع ﻋﺮﻳﻀﺔ اﻟﻄﻌﻦ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ".
وﺑﺬات اﳌﻮﻗﻒ أﺧﺬ ﳎﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﰲ ﻗﺮارﻩ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﺑﺘﺎرﻳﺦ 2004/02/10ﰲ ﻗﻀﻴﺔ اﳌﺴﺘﺜﻤﺮة اﻟﻔﻼﺣﻴﺔ ﺑﻘﻮﻟﻪ "ﺣﻴﺚ أن
اﳌﺴﺘﺜﻤﺮة اﻟﻔﻼﺣﻴﺔ اﺳﺘﻔﺎد ﻣﻨﻬﺎ اﻷﻋﻀﺎء ﲟﻮﺟﺐ ﻣﻘﺮر اﻟﻮاﱄ اﳌﺆرخ ﰲ 1988/03/22وأن ﻛﻞ ﻣﻦ ﺑﻠﺪﻳﺔ ﺳﻌﻴﺪة وأوﻻد ﺧﺎﻟﺪ
ﻗﺎﻣﺘﺎ ﺑﺮﻣﻲ اﻷوﺳﺎخ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻄﻌﺔ اﻷرﺿﻴﺔ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻷﻋﻀﺎء اﳌﺴﺘﺜﻤﺮة اﻟﻔﻼﺣﻴﺔ ،وﲟﺎ أن اﻷﻣﺮ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺪﻋﻮى اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﺿﺮر ﻓﺈﻧﻪ
ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻷﺟﻞ رﻓﻊ اﻟﺪﻋﻮى."...
وﰲ ﻗﺮار آﺧﺮ ﺑﺘﺎرﻳﺦ 2004/06/01ﰲ ﻗﻀﻴﺔ )ب.م( ﺿﺪ ﺑﻠﺪﻳﺔ ﺳﻴﺪي ﻋﻘﺒﺔ وﻣﻦ ﻣﻌﻬﺎ( ﺑﻘﻮﻟﻪ "...ﺣﻴﺚ أن ﻫﺬﻩ اﻟﺪﻋﻮى
ﺗﺸﻤﻞ إذن اﻟﻨﺰاع اﻟﻜﺎﻣﻞ وﻟﻴﺲ دﻋﻮى إﺑﻄﺎل وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﻼ ﲣﻀﻊ ﻷي ﻣﻴﻌﺎد".
وﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈن دﻋﻮى اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻻ ﲣﻀﻊ ﻷﺣﻜﺎم اﻵﺟﺎل ،وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﺆﻳﺪ ﻣﻮﻗﻒ اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري ﻷﻧﻪ إذا ﺳﻠﻤﻨﺎ ﺑﺴﻘﻮط
اﳌﻴﻌﺎد ﺑﺸﺄن اﻷﻋﻤﺎل اﳌﺎدﻳﺔ أو اﻟﻌﻘﻮد ،ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ ﻏﲑ اﳌﻤﻜﻦ إﺳﻘﺎط اﳌﻴﻌﺎد ﰲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻀﺮر اﻟﻨﺎﺗﺞ ﻋﻦ ﻗﺮار إداري ﻷن ﻧﺺ اﳌﺎدة
829ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن 09/08ﺟﺎء ﻋﺎﻣﺎ ﻳﺸﻤﻞ ﻛﻞ اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﻹدارﻳﺔ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻘﺮار إداري وﺣﺪد اﻷﺟﻞ ﺑﺄرﺑﻌﺔ أﺷﻬﺮ ﻣﺎ ﱂ ﻳﻮﺟﺪ
ﻧﺺ ﺧﺎص.
اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻟﺚ :إﺟﺮاءات ﺳﻴﺮ دﻋﻮى اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ
ﺑﻌﺪ إﻳﺪاع ﻋﺮﻳﻀﺔ اﻓﺘﺘﺎح اﻟﺪﻋﻮى وﺗﺴﺠﻴﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺤﻮ اﻟﺬي ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ ﻳﺘﻢ ﺗﺒﻠﻴﻎ اﻟﻌﺮﻳﻀﺔ ﻟﻠﻤﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﳏﻀﺮ
ﻗﻀﺎﺋﻲ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻩ ﺿﺎﺑﻄﺎ ﻋﻤﻮﻣﻴﺎ ﻣﻜﻠﻔﺎ ﺑﺈﺟﺮاءات اﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدة ،838ﲟﻮﺟﺐ ﺗﻜﻠﻴﻒ ﺑﺎﳊﻀﻮر ﻣﺘﻀﻤﻨﺎ ﺑﻴﺎﻧﺎت إﻟﺰاﻣﻴﺔ
وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدة 18ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن 09/08واﻟﱵ ﻣﻦ ﺷﺄﺎ أن ﺗﺒﲔ ﻟﻠﻤﻌﲏ ﺑﺎﻟﺘﺒﻠﻴﻎ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﺑﺎﻟﺘﻨﻔﻴﺬ واﳌﺪﻋﻲ واﳌﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ وﻣﻮﻃﻨﻬﻤﺎ،
واﳉﻬﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ اﳌﻄﻠﻮب اﳌﺜﻮل أﻣﺎﻣﻬﺎ وﺗﺎرﻳﺦ اﳉﻠﺴﺔ وﻫﻮ ﻣﺎ ﻏﻔﻞ ﻋﻨﻪ اﳌﺸﺮع ﰲ اﻟﻨﺺ اﳉﺪﻳﺪ رﻏﻢ أﳘﻴﺘﻪ.
وﰲ اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻳﺘﻢ ﲢﻀﲑ ﻣﻠﻒ اﻟﺪﻋﻮى ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﻘﺎﺿﻲ اﳌﻘﺮر ﻟﻠﻤﺎدة 844وذﻟﻚ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﺨﻄﻮات اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
-1اﻟﻘﻴﺎم ﲟﺤﺎوﻟﺔ اﻟﺼﻠﺢ وﻫﻮ إﺟﺮاء ﺟﻮازي ﻳﻘﻮم ﺑﻪ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﳌﻘﺮر ﻟﺘﻘﺮﻳﺐ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ أﻃﺮاف اﻟﺪﻋﻮى وأﺻﺒﺢ ﺟﻮازي ﰲ
اﻟﻘﺎﻧﻮن 09/08ﺑﻨﺺ اﳌﺎدة " :970ﳚﻮز ﻟﻠﺠﻬﺎت اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ اﻹدارﻳﺔ إﺟﺮاء اﻟﺼﻠﺢ ﰲ ﻣﺎدة اﻟﻘﻀﺎء اﻟﻜﺎﻣﻞ" ﻛﻤﺎ ﻧﺼﺖ اﳌﺎدة
971أﻧﻪ ﳝﻜﻦ إﺟﺮاء اﻟﺼﻠﺢ ﰲ أي ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﳋﺼﻮﻣﺔ وﻫﺬا ﻣﻦ ﺑﺎب ﺗﺒﺴﻴﻂ اﻹﺟﺮاءات وﲣﻔﻴﻒ اﻟﻌﺐء ﻋﻠﻰ
اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ،وﻳﱰﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﻠﲔ ﳘﺎ:
-اﻟﻮﺻﻮل إﱃ اﺗﻔﺎق ﺑﲔ اﳌﺪﻋﻲ واﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ اﳌﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺣﻮل ﻣﻮﺿﻮع اﻟﻨﺰاع ،ﻓﻴﺼﺪر ﻗﺮار ﻳﺜﺒﺖ ﻓﻴﻪ اﺗﻔﺎق اﻷﻃﺮاف وﻳﺘﻢ
ﺗﻨﻔﻴﺬﻩ وﻓﻘﺎ ﻹﺟﺮاءات ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻷﺣﻜﺎم اﳌﻘﺮر ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ.
-ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺪم اﻻﺗﻔﺎق ﺑﲔ ﻃﺮﻓﻴﻲ اﻟﺪﻋﻮى ،ﳛﺮر ﳏﻀﺮ ﺑﻌﺪم اﻻﺗﻔﺎق وﻳﻘﻴﺪ ﰲ ﻣﺴﺘﻨﺪات اﻟﻘﻀﻴﺔ ﻟﻴﻨﺘﻘﻞ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻻﺳﺘﻜﻤﺎل
ﺑﻘﻴﺔ اﻹﺟﺮاءات اﻷﺧﺮى.
-2ﺗﺒﺎدل اﻟﻌﺮاﺋﺾ واﳌﺴﺘﻨﺪات ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﳊﺠﺞ واﻟﺪﻓﻮع اﳌﻘﺪﻣﺔ ﻣﻦ اﻟﻄﺮﻓﲔ وﻳﺒﻠﻎ ﳏﺎﻓﻆ اﻟﺪوﻟﺔ ﻟﺘﻘﺪﱘ اﻟﺘﻤﺎﺳﺎﺗﻪ ﻃﺒﻘﺎ
ﻟﻠﻤﺎدة 846ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن 09/08ﻓﺈذا اﺗﻀﺤﺖ ﻣﻼﺑﺴﺎت اﻟﺪﻋﻮى ﳝﻜﻦ اﻻﺳﺘﻐﻨﺎء ﻋﻦ إﺟﺮاءات اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ وإﺣﺎﻟﺔ اﳌﻠﻒ
ﶈﺎﻓﻈﺔ اﻟﺪوﻟﺔ ﻟﺘﻘﺪﱘ ﺗﻘﺮﻳﺮﻩ.
أﻣﺎ إذا ﱂ ﺗﺘﻀﺢ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﻔﺼﻞ ﰲ اﻟﺪﻋﻮى ﻳﺘﻢ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺈﺟﺮاءات اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻓﺎﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﳝﺎرس دورا إﳚﺎﺑﻴﺎ ﰲ دﻋﻮى اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ
وذﻟﻚ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎم ﺑﺎﻟﺘﺤﺮﻳﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺑﻨﺎء وﺗﻜﻮﻳﻦ ﻗﻨﺎﻋﺘﻪ.
وﻳﻘﺼﺪ ﺑﺎﻟﺘﺤﻘﻴﻖ إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺪﻟﻴﻞ ﺑﺸﺄن واﻗﻌﺔ ﻣﺪﻋﻰ ﺎ أﻣﺎم اﻟﻘﻀﺎء ﺑﺎﻟﻄﺮق اﶈﺪدة ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ وذﻟﻚ ﺑﺎﻟﺘﺤﺮي واﻟﺘﺪﻗﻴﻖ واﻟﺘﻤﺤﻴﺺ
ودراﺳﺔ ﻣﻠﻒ اﻟﺪﻋﻮى دراﺳﺔ دﻗﻴﻘﺔ وﻣﻌﻤﻘﺔ ،وﻳﻘﱰن اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺑﺎﻹﺛﺒﺎت ﻓﻼ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻮﺻﻮل إﱃ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ إﻻ إذا
ﺗﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺻﺤﺔ أو ﻋﺪم ﺻﺤﺔ إدﻋﺎء ﻣﺎ ،وﻫﺬا اﻟﺘﺄﻛﺪ ﻳﻔﺮض دراﺳﺔ وﺳﻴﻠﺔ اﻹﺛﺒﺎت ،وﻳﺘﻢ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺑﺈﺗﺒﺎع وﺳﺎﺋﻞ ﳏﺪدة ﰲ ﻗﺎﻧﻮن
اﻹﺟﺮاءات اﳌﺪﻧﻴﺔ واﻹدارﻳﺔ وﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﺳﻠﻄﺔ ﺗﻘﺪﻳﺮﻳﺔ ﰲ اﻟﻠﺠﻮء إﻟﻴﻬﺎ ،ﻓﺄﺟﺎز ﻟﻪ اﻟﻠﺠﻮء ﻟﻄﻠﺐ اﳋﱪة اﳌﺎدة ،858ﻛﻤﺎ أﺟﺎز ﻟﻪ
ﲰﺎع اﻟﺸﻬﻮد اﳌﻮاد ) (860 ،852واﻟﻘﻴﺎم ﺑﺈﺟﺮاءات اﳌﻌﺎﻳﻨﺔ وﻣﻀﺎﻫﺎة اﳋﻄﻮط اﳌﺎدة 862وﻏﲑﻫﺎ....
وﻳﺘﻮﱃ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﳌﻘﺮر ،وﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدة 852ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن 09/08ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮن اﻟﺪﻋﻮى ﻣﻬﻴﺄة ﻟﻠﻔﺼﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﳛﺪد
رﺋﻴﺲ ﺗﺸﻜﻴﻠﺔ اﳊﻜﻢ ﺗﺎرﻳﺦ اﺧﺘﺘﺎم اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﲟﻮﺟﺐ أﻣﺮ ﻏﲑ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﻄﻌﻦ ،وﻳﺒﻠﻎ ﻟﻜﺎﻓﺔ اﳋﺼﻮم ﰲ أﺟﻞ ﻻ ﻳﻘﻞ ﻋﻦ 15ﻳﻮﻣﺎ ﻣﻦ
ﺗﺎرﻳﺦ اﻻﺧﺘﺘﺎم اﶈﺪد ﰲ اﻷﻣﺮ ،وﻣﻊ ذﻟﻚ ﳚﻮز ﻟﻸﻃﺮاف ﳑﺎرﺳﺔ ﺣﻖ اﻟﺪﻓﺎع ﻗﺒﻞ ﻏﻠﻖ ﺑﺎب اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ،وﳝﻜﻦ إﻋﺎدة اﻟﺴﲑ ﰲ
اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ إذا ﻇﻬﺮت أﺳﺒﺎب ﺟﺪﻳﺔ ﺗﺴﺘﻮﺟﺐ ذﻟﻚ ﻓﻴﺼﺪر رﺋﻴﺲ ﺗﺸﻜﻴﻠﺔ اﳊﻜﻢ أﻣﺮا ﺑﻪ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدة 855ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن 09/08
وﻳﺒﻠﻎ ﻟﻠﺨﺼﻮم.
وﺑﻌﺪﻫﺎ ﳛﺎل ﻣﻠﻒ اﻟﺪﻋﻮى إﱃ ﳏﺎﻓﻈﺔ اﻟﺪوﻟﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﳌﻘﺮر ﺑﻐﺮض ﺗﻘﺪﱘ ﺗﻘﺮﻳﺮﻩ ﰲ أﺟﻞ ﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ اﻻﺳﺘﻼم،
وﻳﺘﻀﻤﻦ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﻋﺮﺿﺎ ﻋﻦ اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ واﻟﻘﺎﻧﻮن ،واﻷوﺟﻪ اﳌﺜﺎرة ،ورؤﻳﺔ ﺣﻮل ﻛﻞ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻣﻄﺮوﺣﺔ ،واﳊﻠﻮل اﳌﻘﱰﺣﺔ ﺑﺼﺪدﻫﺎ ،وﳜﺘﻢ
ﺗﻘﺮﻳﺮﻩ ﺑﻄﻠﺒﺎت ﳏﺪدة ﻛﺘﻌﻮﻳﺾ اﻟﻄﺮف اﳌﺘﻀﺮر أو ﻋﺪم أﺣﻘﻴﺘﻪ ﰲ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ،ﻛﻤﺎ ﻳﻘﺪم ﻣﻼﺣﻈﺎﺗﻪ اﻟﺸﻔﻮﻳﺔ أﺛﻨﺎء اﳉﻠﺴﺔ ﻗﺒﻞ ﻏﻠﻖ
ﺑﺎب اﳌﺮاﻓﻌﺔ.
ﺑﻌﺪﻫﺎ ﲡﺮى اﳌﺪاوﻟﺔ ﺳﺮا دون ﺣﻀﻮر ﳏﺎﻓﻆ اﻟﺪوﻟﺔ واﻷﻃﺮاف وﳏﺎﻣﻴﻬﻢ وأﻣﲔ اﻟﻀﺒﻂ ﺿﻤﺎﻧﺎ ﳊﺮﻳﺔ إﺑﺪاء اﻟﻘﻀﺎء ﳌﻮاﻗﻔﻬﻢ وﺣﺮﺻﺎ ﻋﻠﻰ
اﺳﺘﻘﻼﳍﻢ ،وﻳﺼﺪر اﳊﻜﻢ ﺑﺘﺸﻜﻴﻠﺔ ﲨﺎﻋﻴﺔ )ﻗﺎﺿﻲ وﻣﺴﺎﻋﺪﻳﻦ ﺑﺮﺗﺒﺔ ﻣﺴﺘﺸﺎر( ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدة 3ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن 02/98اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﶈﻜﻢ
اﻹداري وﻳﺼﺪر اﳊﻜﻢ ﺑﺄﻏﻠﺒﻴﺔ اﻷﺻﻮات ،وﻳﻨﻄﻖ ﺑﻪ ﻋﻠﻨﻴﺎ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدﺗﲔ 270و 271ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن ،09/08وﻳﻮﻗﻊ أﺻﻞ اﳊﻜﻢ ﻣﻦ
ﻗﺒﻞ رﺋﻴﺲ ﺗﺸﻜﻴﻠﺔ اﳊﻜﻢ وأﻣﲔ اﻟﻀﺒﻂ واﻟﻘﺎﺿﻲ اﳌﻘﺮر وﳛﻔﻆ اﻷﺻﻞ ﰲ أرﺷﻴﻒ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ اﻟﱵ ﻓﺼﻠﺖ ﰲ اﻟﻨﺰاع ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدة
.279
وﺗﺘﺴﻊ ﺳﻠﻄﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﰲ اﳊﻜﻢ ﰲ دﻋﻮى اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻓﻴﺠﻮز ﻟﻪ اﳊﻜﻢ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ وﲢﺪﻳﺪ ﻣﻘﺪارﻩ ،أو اﻟﻘﻀﺎء ﺑﺎﻧﺘﻔﺎء اﳊﻖ ﰲ
اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ،واﳉﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ أن ﻳﺘﻢ ﺿﺒﻂ اﻟﺘﻌﻮﻳﻀﺎت وﻓﻘﺎ ﻻﻣﺘﺪاد وﻗﻴﻤﺔ اﻟﻀﺮر اﻟﻮاﺟﺐ إﺻﻼﺣﻪ ،ﻓﻼ ﳚﺐ أن ﺗﻔﻘﺮ أو ﺗﻐﲎ اﻟﻀﺤﻴﺔ ﻣﻦ
ﺟﺮاء اﻟﻀﺮر اﻟﺬي ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻪ.
ﻛﻤﺎ أن ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻗﻴﻤﺔ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ وﺟﺐ أن ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ واﻷﺿﺮار اﻟﱵ ﳊﻘﺖ ﺑﺎﻟﺸﺨﺺ واﻟﱵ ﺗﺮﺟﻊ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮﻳﺔ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ،ﻣﺎ ﱂ
ﻳﻮﺟﺪ ﻧﺺ ﻳﻘﻀﻲ ﲞﻼف ذﻟﻚ ،وﻋﺎدة ﻣﺎ ﻳﻘﺪر اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ اﻟﻀﺮر ﺑﺘﺎرﻳﺦ رﻓﻊ اﻟﺪﻋﻮى ،وإذا ﻛﺎن اﻟﻀﺮر ﻳﺘﻔﺎﻗﻢ ﰲ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﻓﺈن
اﳌﺘﻀﺮر ﻳﺴﺘﺤﻖ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ذﻟﻚ اﻟﺘﻔﺎﻫﻢ وﻫﺬا إﻣﺎ ﻗﻀﻰ ﺑﻪ ﳎﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﺘﺎرﻳﺦ 2000/02/28ﰲ ﻗﻀﻴﺔ )ش.خ ،ﺿﺪ وزﻳﺮ اﻟﺪﻓﺎع
اﻟﻮﻃﲏ( ﺑﻘﻮﻟﻪ"...وﺣﻴﺚ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻳﻜﻮن اﻟﻀﺮر اﻟﺬي ﳚﺐ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻨﻪ ﻗﺪ ﲢﻘﻖ ﻓﻌﻼ إﻻ أﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﺘﻔﺎﻗﻢ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ ﰲ اﳊﺎﻻت
اﳌﻤﺎﺛﻠﺔ ﺑﻔﻌﻞ اﻷﺿﺮار اﻟﱵ ﻳﺘﺄﱂ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻌﺎرض.
وﺣﻴﺚ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻓﺈن ﻃﻠﺐ اﻟﻌﺎرض اﻟﺮاﻣﻲ إﱃ اﻻﺣﺘﻔﺎظ ﻟﻪ ﲝﻘﻮﻗﻪ اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻔﺎﻗﻢ اﻟﻀﺮر ﻳﻜﻮن ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺎ وﻳﺘﻌﲔ اﻟﺒﺖ ﻓﻴﻪ
ﻟﻜﻮﻧﻪ ﻣﺆﺳﺲ "وﺑﺬﻟﻚ ﻳﻘﺪر اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﰲ ﻫﺬﻩ اﳊﺎﻟﺔ ﺗﺒﻌﺎ ﻟﻠﻀﺮر اﳊﺎﺻﻞ أﺛﻨﺎء ﺻﺪور اﳊﻜﻢ".
وإذا أﺻﺒﺢ اﳊﻜﻢ ﺎﺋﻴﺎ ﳑﻬﻮرا ﺑﺎﻟﺼﻴﻐﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻹدارة ﺗﻨﻔﻴﺬﻩ وإﻻ وﻗﻌﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻐﺮاﻣﺔ اﻟﺘﻬﺪﻳﺪﻳﺔ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدة 980ﻣﻦ
اﻟﻘﺎﻧﻮن .09/08
ﺑﺎﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻟﻠﻄﻠﺒﺔ اﻟﺰﻣﻼء وﻻ ﺗﻨﺴﻮﻧﺎ ﻣﻦ ﺻﺎﻟﺢ دﻋﺎﺋﻜﻢ