You are on page 1of 110

‫ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻣﺳﯾﻠﺔ‬

‫ﻛﻠﯾـﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‬


‫ﻗﺳــم اﻟﺣﻘوق‬

‫اﻟﻌﻧـــــوان‪:‬‬

‫ﻋﻘﻮﺩ ﻭﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﻧﻘﻞ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ‬


‫ﻭﺍﳌﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍ‪‬ﺎﻝ‬

‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫* إﺷراف اﻷﺳﺗﺎذة‪:‬‬ ‫‪ -‬إﻋداد اﻟطﺎﻟب‪:‬‬
‫‪ -‬ﺑن ﺣﻠﯾﻣﺔ ﻟﯾﻠﻰ‬ ‫‪ ‬ﺑﺷﺎر اﻟﯾﺎس‬

‫اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‬
‫‪2013/2012‬‬
‫ﺍﻻﻫـــــــﺪﺍء‬
‫ﺇﱃ ﺃﻛﺮﻡ ﺍﳋﻠﻖ ﻭﻧﻮﺭ ﺍﳊﻖ ﺷﻔﻴﻊ ﺍﻷﻣﺔ ﺣﺒﻴﺒﻲ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ‪.‬‬

‫ﺇﱃ ﻣﺜﺎﻝ ﺍﻟﺼﱪ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﺍﻷﺏ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ‬

‫ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻬﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﺭﺍﺣﺘﻲ ﻭ ﻋﻠﻤﺘﻨﻲ ﻣﻌﲎ ﺍﳊﺐ ﻭ ﺍﻟﺘﺴﺎﻣﺢ‬

‫ﻭﻋﻠﻤﺘﻨﻲ ﻣﻌﲎ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻭﺭﺍء ﲢﻘﻴﻖ ﺍﳊﻠﻢ ﺍﻟﺼﺎﻣﺘﺔ ﺍﳊﻨﻮﻧﺔ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﺓ ﺃﻣﻲ‬

‫ﺍﳊﺒﻴﺒﺔ‪.‬‬

‫ﺇﱃ ﺇﺧﻮﺗﻲ‬

‫ﺇﱃ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻧﺎﺳﻮﻧﻲ ﰲ ﺩﺭﺍﺳﺘﻲ ﻭﺳﺎﻋﺪﻭﻧﻲ ﺑﺈﺧﻼﺹ ﺃﺻﺪﻗﺎء ﺍﻟﻌﻤﺮ‬

‫"ﺩﻟﻴﺢ ﻋﻼء ﺍﻟﺪﻳﻦ‪ ،‬ﺳﻌﺪﻭﻥ ﻣﻮﺭﺍﺩ‪ ،‬ﺍﻟﺴﻌﺪﻱ ﻳﺎﺳﲔ‪ ،‬ﻋﻤﺮﺍﻭﻱ ﺍﲪﺪ"‬

‫ﺇﱃ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﲨﻌﻨﻲ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻭﻋﺸﺖ ﻣﻌﻬﻢ ﺃﺧﻮﺓ ﻻ ﻧﻈﲑ ﳍﺎ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻲ‬

‫" ﺑﻮﺫﺭﺍﻉ ﻋﺒﺎﺱ‪ ،‬ﺑﻮﺷﻌﺎﻟﺔ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ ‪ ،‬ﺩﻳﺔ ﻧﻮﺭﺍﻟﺪﻳﻦ "‪.‬‬

‫ﺇﱃ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻗﺪﻡ ﻳﺪ ﺍﳌﺴﺎﻋﺪﺓ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺐ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻴﺎﺱ‬
‫ﺍﻟﺘﺸﻜﺮﺍﺕ‬

‫ّ‬
‫ـ ﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺷﻲء ‪ ،‬ﺃﲪﺪ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﻌﻤﻨﻲ ﺑﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭ ﻭﻓﻘﻨﻲ‬
‫ّ‬
‫ﺇﱃ ﺑﻠﻮﻍ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﻭ ﺃﻗﻮﻝ " ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻟﻚ ﺍﳊﻤﺪ ﺣﱴ ﺗﺮﺿﻰ‪ ،‬ﻭﻟﻚ ﺍﳊﻤﺪ‬

‫ﺇﺫﺍ ﺭﺿﻴﺖ ‪ ،‬ﻭﻟﻚ ﺍﳊﻤﺪ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺮﺿﻰ " ‪.‬‬

‫ﺃﺗﻘﺪﻡ ﺑﺎﻟﺸﻜﺮ ﺍﳉﺰﻳﻞ ﺇﱃ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺪﻧﻲ ﰲ ﺇﳒﺎﺯ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭ ﻟﻮ ﺑﻜﻠﻤﺔ‬

‫ﺗﺸﺠﻴﻊ ﻭ ﺑﺎﻷﺧﺺ ﺇﱃ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫﺓ ﺍﳌﺸﺮﻓﺔ " ﺑﻦ ﺣﻠﻴﻤﺔ ﻟﻴﻠﻰ " ﻋﻠﻰ‬

‫ﺗﻮﺟﻴﻬﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﻭ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺼﺎﺋﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﱂ ﺗﺒﺨﻞ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻴﺎ ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻴﺎﺱ‬
‫ﻣﻘﺪﻣﺔ‬
‫ﻣﻘدﻣﺔ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻻ ﺷــك أن ﻣوﺿــوع ﻧﻘــل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾــﺎ ﻛــﺎن وﻻ ﯾ ـزال ﻣــن اﻟﻣوﺿــوﻋﺎت اﻷﺳﺎﺳــﯾﺔ ﻓــﻲ ﻣﺟــﺎل‬

‫اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﺑﺟﻣﯾﻊ أﻧواﻋﻬﺎ ﻓـﻲ ﻛﺎﻓـﺔ اﻟـدول ﺑـﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣـﺔ واﻟـدول اﻟﻧﺎﻣﯾـﺔ و اﻵﺧـذة ﻓـﻲ اﻟﻧﻣـو ﺑـﺻﻔﺔ‬

‫ﺧﺎﺻــﺔ‪ .‬وﻣــن اﻷﺳــﺑﺎب اﻟﺗــﻲ ﻓرﺿــت أﻫﻣﯾــﺔ ﻧﻘــل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾــﺎ ﻣــن اﻟــدول اﻟﻣﺗﻘدﻣــﺔ إﻟــﻲ اﻟــدول‬

‫اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻔﺟوة اﻟﻌﻣﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗزال ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻘدم اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﺻﻧﺎﻋﻲ واﻟﻔﻧـﻲ ﺑـﯾن اﻟـدول‬

‫اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻣن ﺟﺎﻧب‪ ،‬واﻟـدول اﻷﺧـرى ﻣـن ﺟﺎﻧـب آﺧـر‪ ،‬ﺣﯾـث ﺗوﻟـدت ﻟـدي اﻟـدول اﻟﻧﺎﻣﯾـﺔ ﻗﻧﺎﻋـﺔ‬

‫ﻗوﯾ ــﺔ ﺑﺎﻟ ــدور اﻟﺣﺎﺳ ــم اﻟﻣﻧ ــﺳوب ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾ ــﺎ ﻓ ــﻲ ﻋﻣﻠﯾ ــﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾ ــﺔ‪ ،‬ﻋﻠ ــﻰ أﺳ ــﺎس أن اﻗﺗـ ـران ﻧﻘ ــل‬

‫اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾــﺎ ﺑﻣــﺳﺄﻟﺔ اﻟﺗــﺻﻧﯾﻊ ﯾﻌــد ﻋﻼﺟــﺎً ﻟﻣــﺷﻛﻠﺔ اﻟﺗﺧﻠــف وﻋــﺎﻣﻼً أﺳﺎﺳــﯾﺎً ﯾــﺳﻣﺢ ﺑــﺳد اﻟﻔﺟــوة‬

‫اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﺑﯾﻧﻬﺎ وﺑﯾن اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ‪.‬‬

‫وﻟﻌل أﻫم ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻣن وﺟﻬﺔ ﻧظر رﺟل اﻟﻘﺎﻧون‪ ،‬ﻫو اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻧﻘﻠﻬـﺎ‪،‬‬

‫وﻫذا اﻟﺗﻧظﯾم ﻗد ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗـﺷرﯾﻌﺎت واﻟﻧـﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾـﺔ اﻟﺗـﻲ ﯾـﺳﻌﻲ اﻟﻣـﺷرع إﻟـﻲ ﻓرﺿـﻬﺎ ﻓـﻲ‬

‫ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل وﺗﻠزم اﻷﻓراد ﺑﺈﺗﺑﺎﻋﻬﺎ ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﻠﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎم واﻗﺗـﺻﺎد اﻟـﺑﻼد‪ ،‬ﻛﻣـﺎ ﻗـد ﯾﺗﻌﻠـق ﺑﺗﻧظـﯾم‬

‫اﻟﻌﻘود ذاﺗﻬﺎ اﻟﺗـﻲ ﯾﺑرﻣﻬـﺎ اﻷطـراف ﻓـﻲ ﺧـﺻوص ﻧﻘـل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ﻋﻠـﻰ اﻟـﺻﻌﯾد اﻟـدوﻟﻲ وﻛـذا‬

‫اﻟوطﻧﻲ‪.‬‬

‫ﺣﯾث ﺣﺎول ﻓﻘﻬﺎء اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ ﺗﻧظﯾم ﻫذا اﻟﻣوﺿـوع ﻋﺑـر إﺧـﺿﺎﻋﻪ ﻟﻧظـﺎم ﻗـﺎﻧوﻧﻲ ﯾـﻧظم‬

‫ﺳــﻠوﻛﯾﺎت اﻟﻔــﺎﻋﻠﯾن ﻓﯾــﻪ‪ ،‬وﯾرﺟــﻊ ﺳــﺑب اﻫﺗﻣــﺎم اﻟﺟﻬــود اﻟدوﻟﯾــﺔ ﺑﻬــذا اﻟﻣوﺿــوع ﻷﻫﻣﯾﺗــﻪ‪ ،‬وﯾﻌــود‬

‫ذﻟك إﻟﻰ ﻋدة أﺳﺑﺎب ﻣﻧﻬﺎ ‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫ﻣﻘدﻣﺔ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ -‬ﻣـﺳﺎﻫﻣﺔ ﻋﻣﻠﯾــﺎت ﻧﻘــل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾــﺎ ﺑــﺷﻛل أﺳﺎﺳــﻲ ﻓـﻲ ﺗﻧﻣﯾــﺔ اﻟــدول وﺗطورﻫــﺎ‪ ،‬وﻫــو اﻟﻬــدف‬

‫اﻟذي ﯾﻌﺗﺑرﻩ اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ ﺣﻘﺎ ﻣﺷروع ﻟﻛل اﻟدول‪.‬‬

‫‪ -‬ﺗزاﯾــد اﻟﻣطﺎﻟــب اﻟدوﻟﯾــﺔ ﻟﺗﻧظــﯾم ﻫــذا اﻟﻣﺟــﺎل ‪،‬ﺣﯾــث طﺎﻟﺑ ـت اﻟــدول اﻟﻧﺎﻣﯾــﺔ ﺑــﺿرورة إﯾﺟــﺎد‬

‫ﻧظــﺎم ﻗــﺎﻧوﻧﻲ دوﻟــﻲ ﯾﻛﻔــل ﻟﻬــﺎ اﻻﺳــﺗﻔﺎدة ﻣــن اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾــﺎ وﻓــق إﺟ ـراءات وﺷــروط ﻋﺎدﻟــﺔ ﺑﯾﻧﻣــﺎ‬

‫طﺎﻟﺑـ ـت اﻟ ــدول اﻟﺣ ــﺎﺋزة ﻋﻠ ــﻰ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾ ــﺎ ﺑ ــﺿرورة ﺣﻣﺎﯾ ــﺔ ﻣ ــﺻﺎﻟﺣﻬﺎ وﺣﻘوﻗﻬ ــﺎ ﻓ ــﻲ ﻋﻣﻠﯾ ــﺎت‬

‫اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ‪.‬‬

‫‪ -‬ﺗﻌــدد وﺗﻧــوع اﻷطـراف اﻟﻣﻣﺎرﺳــﯾن ﻟﻌﻣﻠﯾــﺎت ﻧﻘــل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾــﺎ وﺗﻣﺧــض ﻣﺟﻣوﻋــﺔ ﻣــن اﻵﺛــﺎر‬

‫ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻟدوﻟﻲ ﻋن ﻫذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت‪.‬‬

‫وﻗــد ﻧﺟــم ﻋــن اﻫﺗﻣــﺎم اﻟﻘــﺎﻧون اﻟــدوﻟﻲ ﺑﻬــذا اﻟﻣوﺿــوع إﻗ ـرار ﺣــق اﻟــدول ﻓــﻲ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾــﺎ‬

‫اﻷﻣـر اﻟـذي ﺟﻌـل ﻣـن اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ﺑﻣﺛﺎﺑـﺔ ﺗـراث ﻣـﺷﺗرك ﻟﻺﻧـﺳﺎﻧﯾﺔ ﯾﻣﻛـن ﻟﻛـل اﻟـدول اﻻﺳــﺗﻔﺎدة‬

‫ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺗﻌﺎون اﻟـدوﻟﻲ إﻣـﺎ ﻋـن طرﯾـق ﻋﻘـود أو اﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت ﺛﻧﺎﺋﯾـﺔ ﻛﺎﻧـت أو ﺟﻣﺎﻋﯾـﺔ ‪،‬‬

‫إﻻ أن واﻗﻊ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ﯾﺷﯾر إﻟﻰ ﻋﻛس ذﻟـك ﺗﻣﺎﻣـﺎ‪ ،‬ﺣﯾـث أن اﻟﻣﺟﺗﻣـﻊ‬

‫اﻟـدوﻟﻲ ﻻ ﯾـﺷﻬد ﻓــﻲ ﻣﺟـﺎل ﻧﻘــل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ﺗﻌﺎوﻧــﺎ دوﻟﯾـﺎ ﺑﺎﻟﻘــدر اﻟـذي ﯾــﺷﻬد ﺻـراع وﺗــﺿﺎرب‬

‫اﻟﻣـ ــﺻﺎﻟﺢ ﺑـ ــﯾن اﻷط ـ ـراف اﻟﺣـ ــﺎﺋزة ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـ ــﺎ واﻷط ـ ـراف اﻟراﻏﺑـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ اﻻﺳـ ــﺗﻔﺎدة ﻣـ ــن‬

‫اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾــﺎ وﻫــذا ﻣــﺎ أدى إﻟــﻰ ﺗﺣﯾﯾــد ﻋﻣﻠﯾــﺎت ﻧﻘــل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾــﺎ ﻋــن اﻷﻫــداف اﻷﺳﺎﺳــﯾﺔ اﻟﺗــﻲ‬

‫رﺳﻣت ﻟﻬﺎ وﻛذا ﺟﻌﻠت ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ﻣﯾداﻧﺎ ﻟﻠﺗﺟﺎوزات‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ﻣﻘدﻣﺔ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫أﻣ ــﺎ ﻋﻠ ــﻰ اﻟ ــﺻﻌﯾد اﻟ ــوطﻧﻲ ﻓﻧﺟ ــد أن ﻫﻧﺎﻟ ــك ﻓراﻏـ ـﺎ ﺗ ــﺷرﯾﻌﯾﺎ ﻓ ــﻲ اﻏﻠ ــب اﻟ ــدول اﻟﻧﺎﻣﯾ ــﺔ‬

‫واﻟﻌرﺑﯾﺔ وﻋﻠﻰ رأﺳﻬﺎ اﻟﺟزاﺋـر‪ ،‬ﻏﯾـر أﻧﻧـﺎ ﻧﺟـد أن اﻟﻣـﺷرع اﻟﻣـﺻري ﻗـد ﺗﻔطـن ﻟـذﻟك ﺣﯾـث ﺟـﺎء‬

‫ﻗﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻣﺻري اﻟﺻﺎدر ﺑﺎﻟﻘـﺎﻧون رﻗـم ‪ 1999/17‬ﻓـﻲ ‪ 1999/5/17‬ﻣﺗـﺿﻣﻧﺎً ﺗﻧظﯾﻣـﺎً‬

‫ﺗــﺷرﯾﻌﯾﺎً ﻟﻌﻘــد ﻧﻘــل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾــﺎ وذﻟــك ﺑﺎﻟﻔــﺻل اﻷول ﻣــن اﻟﺑــﺎب اﻟﺛــﺎﻧﻲ واﻟﺧــﺎص ﺑﺎﻻﻟﺗزاﻣــﺎت‬

‫واﻟﻌﻘود اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣواد ﻣن )‪ ( 87 – 72‬واﻟذي ﺑدأ ﺗﻧﻔﯾذﻩ اﻋﺗﺑﺎراً ﻣن أول أﻛﺗوﺑر‪.1999‬‬

‫أﯾﺿﺎ ﺗﻧﺎول ﻫذا اﻟﻣوﺿـوع ﺑﺎﻟدراﺳـﺔ واﻟﺗﺣﻠﯾـل ﺳـواء ﻣـن ﺣﯾـث‬


‫ً‬ ‫ﻛﻣﺎ أن اﻟﻔﻘﻪ وﻣن ﺟﺎﻧﺑﻪ‬

‫ﺻ ــور ﻋﻘ ــود ﻧﻘ ــل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾ ــﺎ أو اﻻﻟﺗزاﻣ ــﺎت اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟ ــﺔ ﺑ ــﯾن أطراﻓ ــﻪ ووﺿ ــﻊ ﻣﻌ ــﺎﯾﯾر ﻻﺧﺗﯾ ــﺎر‬

‫اﻷﻓ ــﺿل ﻣﻧﻬ ــﺎ ﻟﻧﻘـ ـل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾ ــﺎ ﻟﻠ ــدول اﻟﻧﺎﻣﯾ ــﺔ ﺣﯾ ــث أﺻ ــﺑﺣت وﺳ ــﯾﻠﺔ ﻧﻘ ــل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾ ــﺎ ﻫ ــﻲ‬

‫ذﯾوﻋﺎ واﻧﺗﺷﺎراً ‪ ،‬واﻧﺣﺳﺎر ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻣن اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ داﺧـل اﻟـدول‬
‫ً‬ ‫اﻷﻛﺛر‬

‫اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ إﻟﻲ ﺣد ﻛﺑﯾر ﺣﯾث ﺳﺎدت ﺑﻌد اﻟﺣـرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾـﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾـﺔ أﻓﻛـﺎر اﻻﺳـﺗﻘﻼل وﺳـﯾﺎدة اﻟـدول‬

‫ﻋﻠﻰ ﺛرواﺗﻬﺎ وﻣواردﻫﺎ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ وﺷﯾوع اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت ﺧﻼل ﺗﻠك اﻟﻔﺗرة‪.‬‬

‫‪ -‬وﺑﺎﻋﺗﺑﺎر ﻣوﺿوع ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻣن اﺑرز اﻟﻣواﺿﯾﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﺣظﻰ ﺑﺎﻫﺗﻣﺎم اﻟﻘﺎﻧون اﻟـدوﻟﻲ‪،‬‬

‫وﻟﻌﻠﻰ اﺣد اﻟـﺳﻠﺑﯾﺎت ﻓـﻲ ﻫـذا اﻟﻣوﺿـوع ﻫـو اﻟﻐﻣـوض اﻟﻘـﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻣﺛـل ﻫﺎﺗـﻪ اﻟﻌﻘـود وﺧـﺻوﺻﺎ‬

‫ﻓــﻲ ﺑﻌــض ﻣﺣﺎورﻫــﺎ اﻷﺳﺎﺳــﯾﺔ‪ ،‬وﻧﻼﺣــظ أن طﺑﯾﻌــﺔ ﻫــذا اﻟﻌﻘــد ﻣﺗﻐﯾ ـرة وﻣﺗﻣﯾ ـزة ‪ ،‬ﻛﻣــﺎ أن ﻋﻘــد‬

‫ﻧﻘـل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾــﺎ ﯾﺗﻣﯾــز ﻋــن ﺑــﺎﻗﻲ اﻟﻌﻘــود اﻟدوﻟﯾــﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫــﺎ ذو طﺑﯾﻌــﺔ ﺗﻘﻧﯾــﺔ ٕواﺟـراءات ﺗﻧﻔﯾــذﻫﺎ‬

‫ﺗﻛون ﺳرﯾﺔ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫ﻣﻘدﻣﺔ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وﻟﻌ ــل ﻟﻼﺗﻔﺎﻗﯾ ــﺎت دور ﻛﺑﯾ ــر ﻓ ــﻲ ﻣﺟ ــﺎل ﻧﻘ ــل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾ ــﺎ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫ ــﺎ أﻫ ــم وﺳ ــﯾﻠﺔ ﻟﻧﻘ ــل‬

‫اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺑﻌد اﻟﻌﻘود‪ ،‬ﻓﻘد ﻛرﺳـت ﻫـذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت ﺣـق اﻟـدول ﻓـﻲ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ وﻣـﺎ ﯾﺗﺑﻌـﻪ ﻣـن‬

‫ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﺑﺎدل واﻟﻧﻘل وذﻟك ﻷﻫﻣﯾﺔ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻓﻲ ﺗطوﯾر اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪ ،‬ﻟذا وﺟب دراﺳﺗﻬﺎ‪.‬‬

‫‪ -‬إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺑﺣث ‪ :‬واﻟﺗﺳﺎؤل اﻟذي ﯾطرح ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع ﻫو‬

‫ﻣﺎ ﻫﻲ اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻬذا اﻟﻌﻘد ؟‪ .‬وﻣﺎ ﺧﺻﺎﺋﺻﻪ وأﻧواﻋﻪ؟‪.‬‬

‫وﻣﺎ اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﻧﺎﻗﻠﺔ ﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ؟‬

‫وﻣﺎ ﻫﻲ ﻣظﺎﻫر اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل إﺑرام اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﻧﺎﻗﻠﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ؟‬

‫وﻣﺎ ﺗﻘﯾﯾم اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﻣﺑرﻣﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ؟‬

‫أﻫداف اﻟدراﺳﺔ ‪:‬‬

‫ﻧﻬدف ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ ‪:‬‬

‫‪ -‬اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻌﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫‪ -‬دراﺳﺔ إﺟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟوﺳﺎﺋل ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ) اﻟﻌﻘد واﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت (‬

‫‪ -‬إﺑراز أﻫم اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺗﻲ أﺑرﻣﺗﻬﺎ اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫‪ -‬ﺗﻘﯾﯾم دور اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫‪5‬‬
‫ﻣﻘدﻣﺔ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻣﻧﻬـﺞ اﻟﺑﺣث‪:‬‬

‫ﺳوف ﻧﻌﺗﻣد ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻋﻠﻰ ‪:‬‬

‫‪ -‬اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ ﺑﺷﻛل رﺋﯾﺳﻲ‪ ،‬اﻟذي ﯾﺗﯾﺢ ﻟﻧﺎ اﻟﺗﻌﻣق ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف أﺑﻌﺎد اﻟﻣوﺿوع ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻣﻘﺎرن ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن‪ ،‬وذﻟك ﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻌض اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم اﻟﻧظرﯾـﺔ ﻋﻧـد دراﺳـﺔ ﺑﻌـض‬

‫اﻟﺣﺎﻻت ﻓﻲ ﻣﺎ ﯾﻘﺎﺑﻠﻬﺎ ﻣن ﺗﺷرﯾﻌﺎت أﺧرى‪.‬‬

‫أﺳﺑﺎب اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣوﺿوع‪:‬‬

‫وﻗﻊ اﺧﺗﯾﺎرﻧﺎ ﻟﻬذا اﻟﻣوﺿوع ﻧظرا ﻟﻌدة أﺳﺑﺎب ذاﺗﯾﺔ و ﻣوﺿوﻋﯾﺔ‪:‬‬

‫ﻓﺎﻷﺳﺑﺎب اﻟذاﺗﯾﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫‪ -‬ﻗﻧﺎﻋﺗﻧﺎ ﺑﺄﻫﻣﯾﺔ ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ودورﻫﺎ اﻟﻔﻌﺎل ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﻧﺷودة‪.‬‬

‫‪ -‬إﻟﻣﺎﻣﻧــﺎ إﻟــﻰ ﺣــد ﻣــﺎ ﺑﻬــذا اﻟﻣوﺿــوع و ﯾﻧــﺳﺟم ﺑــﺷﻛل ﻛﺑﯾــر ﻣــﻊ أﻧــﺷطﺔ اﻷﻋﻣــﺎل اﻟدوﻟﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ‬

‫ﻫﻲ ﻓﻲ ﺻﻠب ﺗﺧﺻﺻﻧﺎ‪.‬‬

‫أﻣﺎ اﻷﺳﺑﺎب اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻓﺗﻛﻣن ﻓﻲ‪:‬‬

‫‪ -‬اﻻﻫﺗﻣﺎم اﻟﻣﺗزاﯾد و ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻵوﻧﺔ اﻷﺧﯾرة ﻣن ﻗﺑـل اﻟـدول ﺑﻣـﺎ ﻓﯾﻬـﺎ اﻟﺟزاﺋـر ﺑﻣوﺿـوع ﻧﻘـل‬

‫اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟواﻗﻊ اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟذي ﯾﺷﯾر إﻟﻰ ﺗﺳﺎﺑق اﻟدول وﺧﺎﺻﺔ اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻲ إﯾﺟﺎد ﻣﻧظوﻣﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ‬

‫ﺗ ــﺳﻬل ﻋﻣﻠﯾ ــﺔ ﻧﻘ ــل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾ ــﺎ وﻣ ــﺎ ﯾ ــﺗﻼءم ﻣ ــﻊ اﻟظ ــروف اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾ ــﺔ واﻻﻗﺗ ــﺻﺎدﯾﺔ ﻓ ــﻲ ﺗﻠ ــك‬

‫اﻟدول‪ -‬وﻛذا ﻟﺣﺎﺟﺗﻬﺎ ﻟﻣﻬﺎرات ﻓﻧﯾﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻻ ﺗﻣﻠﻛﻬﺎ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾـﺔ ﻓـﻲ اﻏﻠـب اﻷﺣﯾـﺎن‪ -‬وﺑﺄﻗـل‬

‫ﺗﻛﻠﻔﺔ ﻣﻣﻛﻧﺔ ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫ﻣﻘدﻣﺔ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﺧطﺔ اﻟﺑﺣث‪:‬‬

‫ﻟﻘد اﻋﺗﻣدت ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺑﺣث ﺧطﺔ ﻣن ﻓﺻﻠﯾن وﻛل ﻓﺻل ﯾﺗﻛون ﻣن ﻣﺑﺣﺛﯾن‪ ،‬ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻲ‪:‬‬

‫اﻟﻔﺻل اﻷول ‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول‪ :‬ﻣﻔﻬوم ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬اﻟﺗﻌرﯾف ﺑﻌﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻌﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬ﺧﺻﺎﺋص ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬أﻧواع ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﺑﺳﯾطﺔ‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣرﻛﺑﺔ‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬ﻋﻘود اﻟﺗﻌﺎون اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول‪ :‬ﻣﻔﻬوم اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﻧﺎﻗﻠﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬ﺗﻌرﯾف اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺧﺻﺎﺋص اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﻧﺎﻗﻠﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﺗطﺑﯾﻘﺎت اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‬

‫ﻓﻲ ﻣﺟﺎل إﺑرام اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﻧﺎﻗﻠﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺗﻘﯾم اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﻧﺎﻗﻠﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫‪7‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ‪ :‬ﻣﺎﻫﻴﺔ ﻋﻘﺪ ﻧﻘﻞ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ‬

‫ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﻣﻔﻬﻮﻡ ﻋﻘﺪ ﻧﻘﻞ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ‬

‫ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﻌﻘﺪ ﻧﻘﻞ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ‬

‫ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻌﻘﺪ ﻧﻘﻞ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ‬

‫ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬ﺧﺼﺎﺋﺺ ﻋﻘﺪ ﻧﻘﻞ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ‬

‫ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬ﺃﻧﻮﺍﻉ ﻋﻘﻮﺩ ﻧﻘﻞ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ‬

‫ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﻋﻘﻮﺩ ﻧﻘﻞ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ‬

‫ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﻋﻘﻮﺩ ﻧﻘﻞ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﳌﺮﻛﺒﺔ‬

‫ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬ﻋﻘﻮﺩ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻲ‬


‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫ان ﺑﺣث ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ‪ ،‬ﯾﻘﺗﺿﻲ ﻣﻧﺎ ان ﻧوزع ﻫذا اﻟﻔﺻل اﻟﻰ ﻣﺑﺣﺛﯾن‬

‫ﯾﺗﻧﺎول )اﻟﻣﺑﺣث اﻷول( ﻣﻔﻬوم ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ واﻟذي ﺑدورﻩ ﯾﺗﻧﺎول ﺗﻌرﯾف ﻋﻘد ﻧﻘل‬

‫اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻓﻲ )اﻟﻣطﻠب اﻷول(‪ ،‬واﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻌﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻓﻲ )اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ(‬

‫وﺧﺻﺎﺋص ﻋﻘد ﻧﺛل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻓﻲ )اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث(‬

‫ﻓﻲ ﺣﯾن ﯾﺗﻧﺎول )اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ( أﻧواع ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺑﺷﻲء ﻣن اﻟﺗﻔﺻﯾل‬

‫اﻟﺑﺳﯾطﺔ‬ ‫اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬ ‫اﻷول( ﻋﻘود ﻧﻘل‬ ‫اﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻔﻲ )اﻟﻣطﻠب‬ ‫اﻟﻧﺣو‬ ‫ﻋﻠﻰ‬

‫وﻓﻲ )اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ( ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣرﻛﺑﺔ وﻓﻲ اﻻﺧﯾر ﻋﻘود اﻟﺗﻌﺎون اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ﻓﻲ‬

‫)اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث(‬

‫‪9‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول ‪ :‬ﻣﻔﻬوم ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫ﯾدور ﻣﺿﻣون ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺣول ﻓﻛرة اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣﺗﻘدﻣـﺔ وﻧﻘﻠﻬـﺎ واﻟﻬـدف أو‬

‫اﻟﻐﺎﯾــﺔ ﻣﻧﻬ ــﺎ وذﻟ ــك ﻓ ــﻲ اط ــﺎر ﺗطﻠ ــﻊ اﻟ ــدول اﻟﻧﺎﻣﯾ ــﺔ اﻟ ــﻰ ﺑﻠ ــوغ اﻟﻣطﻠ ــب اﻟﺗﻛﻧوﻟ ــوﺟﻲ ﻣ ــن اﺟ ــل‬

‫اﻟﺗﺧﻠص ﻣن اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﻬـﺎ ﻓـﻲ ظـل ﻏﯾـﺎب اﻟﻣﻌـﺎرف اﻟﻔﻧﯾـﺔ‬

‫ﻫذا اﻟوﺿﻊ ادى ﺑﺻورة أو ﺑﺄﺧرى إﻟﻰ ﺑﻠورة اﻟﻣﻔﻬوم اﻟﻌﺎم ﻟﻬذﻩ اﻟﻌﻘود‬

‫وﻟﻐرض اﻟوﺻول اﻟﻰ اﻟﻣطﻠب اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ ﻛﺎن ﻻ ﺑد ﻣـن اﯾﺟـﺎد اﻟوﺳـﺎﺋل اﻟﻼزﻣـﺔ ﻟﻧﻘـل‬

‫ﺗﻠك اﻟﻣﻌﺎرف اﻟﻔﻧﯾﺔ ﺑﺻورة ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺗﺗوازن ﻣـن ﺧﻼﻟﻬـﺎ ﺣﻘـوق واﻟﺗزاﻣـﺎت اﻟطـرﻓﯾن ﻗـدر اﻹﻣﻛـﺎن‬

‫ﻓﻛــﺎن اﻟﻌﻘــد اﺣــد ﺗﻠــك اﻟوﺳــﺎﺋل واﻫﻣﻬــﺎ‪ ،‬وﻋﻠــﻰ ذﻟــك ﺳــوف ﻧﺗﻧ ـﺎول ﻣــن ﺧــﻼل ﻫــذا اﻟﻣﺑﺣــث ‪،‬‬

‫ﺗﻌرﯾــف ﻋﻘــد ﻧﻘــل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾــﺎ وطﺑﯾﻌﺗــﻪ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾــﺔ ‪،‬وﺑﯾــﺎن اﻫــم اﻟﺧــﺻﺎﺋص اﻟﺗــﻲ ﯾﻣﺗــﺎز ﺑﻬــﺎ ﻫــذا‬

‫اﻟﻌﻘد‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻷول ‪ :‬اﻟﺗﻌرﯾف ﺑﻌﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫اﺑﺗـداء ﻻﺑـد ﻣــن ﻣﻼﺣظـﺔ ﻏﯾـﺎب اﻟﺗﻧظــﯾم اﻟﺗـﺷرﯾﻌﻲ ﻓــﻲ اﻟﺟزاﺋـر ‪ ،‬ﻟﻣﺛـل ﻫــذا اﻟﻧـوع ﻣــن‬

‫اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ‪ ،‬وذﻟـك ﻋﻠـﻰ ﺻـﻌﯾد اﻟﻘـﺎﻧون اﻟﻣـدﻧﻲ واﻟﻘـﺎﻧون اﻟﺗﺟـﺎري ‪ ،‬ﻏﯾـر‬

‫اﻧـﻪ ﻗــد ﻋــرف اﻟﻧﻘـل ﺑوﺟــﻪ ﻋــﺎم ﻓــﻲ اﻟﻣـﺎدة ‪ 36‬ﻗــﺎﻧون ﺗﺟــﺎري ﺟزاﺋــري " ﻋﻘـد اﻟﻧﻘــل اﺗﻔــﺎق ﯾﻠﺗــزم‬

‫ﺑﻣﻘﺗــﺿﺎﻩ ﻣﺗﻌﻬــد اﻟﻧﻘــل ﻣﻘﺎﺑــل ﺛﻣــن ﺑــﺎن ﯾﺗــوﻟﻰ ﺑﻧﻔــﺳﻪ ﻧﻘــل ﺷــﺧص أو ﺷــﻲء إﻟــﻰ ﻣﻛــﺎن ﻣﻌــﯾن"‬

‫وﺑﻌد ان ﺗطرﻗﻧﺎ ﻟﺗﻌرﯾف ﻋﻘد اﻟﻧﻘل ﺑوﺟﻪ ﻋﺎم ‪،‬ﻛﺎن ﻣن اﻟﺿروري ﺗﻌرﯾف ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫ﺑوﺟــﻪ ﺧــﺎص ‪ ،‬ذﻟــك ان ﺧﯾــر ﻣﻧــﺎﻫﺞ اﻟﺑﺣــث ﻣــﺎ ﺑــدأﻧﺎ ﻓﯾــﻪ ﺑﺗﻌرﯾــف اﻟﻣوﺿــوع ﻟﻧــﺳﺗﺑﯾن ﺣــدودﻩ‪،‬‬

‫وﻧرﺳـم ﻣﻌﺎﻟﻣــﻪ ﺑوﺿــوح ‪،‬واﻟﺗﻌرﯾـف ﺑﻌﻘــد ﻧﻘــل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ﺑﻣﻌﻧــﺎﻩ اﻟﻘــﺎﻧوﻧﻲ ﯾﺗطﻠـب ﺗﻌرﯾﻔــﻪ ﻟﻐوﯾــﺎ‬

‫واﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ وﻫذا ﻣﺎ ﺳﻧﺗﻧﺎوﻟﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻲ ‪:‬‬

‫أوﻻ‪ :‬اﻟﻣدﻟول اﻟﻠﻐوي ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫ﯾﻌود أﺻل ﻛﻠﻣﺔ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ إﻟﻰ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﯾوﻧﺎﻧﯾﺔ وﻫﻲ ﻣرﻛﺑﺔ ﻣن ﻣﻘطﻌﯾن ﻫﻣﺎ ‪:‬‬

‫‪ Techne‬وﺗﻌﻧﻲ اﻟﻔن أو اﻟـﺻﻧﺎﻋﺔ و ‪ logos‬ﺗﻌﻧـﻲ اﻟﻌﻠـم أو اﻟدارﺳـﺔ‪ ،‬وﻫﻛـذا ﺗﻌﺑـر اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ‬

‫ﻓـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﻬﺎ اﻟﻼﺗﯾﻧـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻋـ ـ ـ ـ ـ ــن )ﻋﻠـ ـ ـ ـ ـ ــم اﻟﻔﻧـ ـ ـ ـ ـ ــون أو اﻟـ ـ ـ ـ ـ ــﺻﻧﺎﻋﺔ ( أو دراﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻔﻧـ ـ ـ ـ ـ ــون‬

‫أو اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ‪. 1‬‬

‫‪1‬‬
‫وﻟﯾ ـ ـ ـ ــد ﻋ ـ ـ ـ ــودة اﻟﻬﻣ ـ ـ ـ ــﺷري ‪ ،‬ﻋﻘ ـ ـ ـ ــود ﻧﻘـ ـ ـ ــل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾ ـ ـ ـ ــﺎ واﻻﻟﺗزاﻣ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟ ـ ـ ـ ــﺔ واﻟ ـ ـ ـ ــﺷروط اﻟﺗﻘﯾﯾدﯾ ـ ـ ـ ــﺔ ) ط‪ ،1‬اﻷردن‪:‬‬
‫دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ‪،( 2009 ،‬ص‪. 22‬‬

‫‪11‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ‪ technologie‬ﻓﺗﻌﻧﻲ اﻟدراﺳﺔ اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ ﻟﻠﻔﻧون وﺧﺎﺻﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ‬

‫ﻣﻧﻬﺎ ‪،‬أو اﻟدراﺳﺔ اﻟرﺷﯾدة ﻟﺗﻘﻧﯾﺎت أو ﻋﻠم أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ ‪.‬‬

‫‪technique‬‬ ‫وﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻻﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ ‪ technology‬ﺗﻌﻧﻲ اﻟﻌﻠوم اﻟﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ‪،‬ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ‬

‫اﻻﺳﻠوب اﻟﻔﻧﻲ واﻟﺑراﻋﺔ اﻟﻔﻧﯾﺔ ‪.1‬‬

‫وﻗد اﻋﺗﺑر ﻫذا اﻟﻣﺻطﻠﺢ ﻏرﯾﺑﺎ ﻋن اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ – رﻏم ﺷﯾوﻋﻪ – ﺣﯾث ﻋرب اﻟﻰ‬

‫ﻛﻠﻣﺔ )اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ( وﻧﻼﺣظ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣدﻟوﻻت اﻟﻠﻐوﯾﺔ ﻟﻣﻔﻬوم ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ أن ﺧﻠطﺎ‬

‫وﻋدم دﻗﺔ ﻗد اﻛﺗﻧﻔﺎﻩ ﻣن ﺧﻼل اﻋطﺎء اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻣﻌﻧﻰ اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ‪ ،‬أو ﻛﺎﺻطﻼح ﻣرادف ﻟﻬﺎ ‪،‬‬

‫ﻣﻊ اﻟﻌﻠم ان ﻫﻧﺎك اﺧﺗﻼﻓﺎ ﺑﯾن اﻟﻣﺻطﻠﺣﯾن ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻔﻧﯾﺔ ‪،‬وﻟﻌل ﻫذا اﻟﺧﻠط ﯾرﺟﻊ اﻟﻰ‬

‫‪2‬‬
‫ذﻟك أن اﻟﻣﺻطﻠﺣﯾن اﻟﺳﺎﺑﻘﯾن ﯾﻠﺗﻘﯾﺎن‬ ‫ﺗﺄﺛﯾر اﻟﻠﻐﺔ اﻻﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ‬

‫ﻓﻌﻼ اﻻ اﻧﻬﻣﺎ ﻻ ﯾﺷﯾرا اﻟﻰ ﻧﻔس اﻟﻣﻔﻬوم‪ ،‬ﻓﺎﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺗﺷﯾر اﻟﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﻌﺎرف‬

‫ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ ﺗﺷﯾر اﻟﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻻﺳﺎﻟﯾب ‪.3‬‬

‫وﻓﺎء ﻣزﯾد ﻓﻠﺣوط ‪ ،‬اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻰ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ )ط‪ ،1‬ﻟﺑﻧﺎن‪ :‬ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،( 2008‬ص‪.167‬‬
‫وﻟﯾد ﻋودة اﻟﻬﻣﺷري‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪،‬ص‪.23‬‬ ‫‪2‬‬

‫وﻓﺎء ﻣزﯾد ﻓﻠﺣوط‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪.168‬‬


‫‪3‬‬

‫‪12‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬اﻟﻣدﻟول اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫إن اﻟﻣدﻟول اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ‪ ،‬ﯾﺷﯾر اﻟﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻣﻌﺎرف واﻟطرق‬

‫اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗﺣوﯾل ﻋﻧﺎﺻر اﻻﻧﺗﺎج اﻟﻰ ﻣﻧﺗﺟﺎت ‪ ،‬وﺗﺗﺿﻣن وﺿﺎﺋف اﻻﻧﺗﺎج واﻻدارة‬

‫واﻟﺗﻧظﯾم ‪ ،‬ﻣﻌﺗﻣدة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻠم وﻣرﺗﻛزة ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺣث واﻟﺗطوﯾر ‪ 1،‬ﻋﻠﻰ ان ﻫﻧﺎك ﻣن ﯾﻧﺳب‬

‫اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻰ ﻋﻧﺻر اﻟﻌﻣل‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﺑﻌض اﻻﺧر ﯾﻧﺳﺑﻬﺎ اﻟﻰ راس اﻟﻣﺎل ‪ ،‬وﻓرﯾق ﺛﺎﻟث‬

‫ﯾراﻫﺎ ﺗﺟﻣﻊ ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﻌﻧﺻرﯾن أو ﻋﻠﻰ اﻷﻗل أن ﻫذﯾن اﻟﻌﻧﺻرﯾن ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻬﻣﺎ ﺗﺣﻘﯾق أﻫداﻓﻬﻣﺎ‬

‫اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﺑدون ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ‪.2‬‬

‫وﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣوم ﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾﻔﻬﺎ ﺑﺎﻧﻬﺎ ‪:‬ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻣﻌﺎرف واﻟطرق اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗﺣوﯾل‬

‫ﻋﻧﺎﺻـر اﻻﻧﺗﺎج اﻟﻰ ﻣﻧﺗﺟﺎت ‪ ،‬وﻟﻘد ﻟﻘﻲ اﻟﺗﻌرﯾف اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻗﺑوﻻ ﻧﺳﺑﯾﺎ ﻟدى‬

‫ﺑﻌض اﻟﺟﻬﺎت ﻓﻘد اﺧذت اﻟﯾوﻧﯾدو )‪ (UNDO‬ﻣﺛﻼ ﺑﻬذا اﻟﺗﻌرﯾف‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫ﯾﺎﺳر ﺑﺎﺳم ذﻧون اﻟﺳﺑﻌﺎوي ‪"،‬اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻌﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ" ‪ ،‬اﻟراﻓدﯾن ﻟﻠﺣﻘوق ‪ ،‬ﻋدد‪ ) 29‬ﻧوﻓﻣﺑر ‪،(2006‬‬
‫ص‪.57‬‬
‫‪2‬‬
‫وﻓﺎء ﻣزﯾد ﻓﻠﺣوط ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪.170‬‬
‫‪3‬‬
‫ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ‪ ،‬ص‪.171‬‬

‫‪13‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬اﻟﻣدﻟول اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫إن ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻫو ﻣﺻطﻠﺢ ﺣدﯾث اﻟﻧﺷﺎءة‪ ،‬وﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ﯾﺗﺳم‬

‫ﺑﺎﻟﻐﻣوض وﻋدم اﻟدﻗﺔ ‪،‬وﻗد ذاع اﻧﺗﺷﺎرﻩ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ‪ ،‬وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﻓﺎن ﺗﺣدﯾد‬

‫اﻟﻣدﻟول اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻬذا اﻟﻣﺻطﻠﺢ‪ ،‬ﻛﺎن ﻣﺛﺎر ﺟدل ﻟدى اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ‪.‬‬

‫ﻓﻔﻲ ﻫذا اﻹطﺎر ﯾذﻛر اﻷﺳﺗﺎذ ‪ : j. schepira‬أن اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻓﻛرة ﻟﯾﺳت‬

‫ﻣﻔﻬوﻣﺔ ﻗﺎﻧوﻧﺎ ‪ ،‬واذا ﻛﺎﻧت ﻗد ﻧﻔذت اﻟﻰ ﻧطﺎق اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ ﻓﻸﻧﻬﺎ ﺗﻛون ﻣﺣﻼ ﻟﻠﻧﻘل اﻟذي‬

‫ﯾﺗم ﺑوﺳﺎطﺔ اﻟﻌﻘد ‪ ،‬أي أن ظﺎﻫرة ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺗﻘوم ﺑدور اﻟوﺳﯾط ﺑﯾن اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫واﻟﻘﺎﻧون‪.1‬‬

‫وﻣﻊ ذﻟك ﺛﻣﺔ ﻣﺣﺎوﻻت ﻋدﯾدة ﻗد ﺗﻣت ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل‪ ،‬وﺗﺄﺛرت اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‬

‫اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟت ﻣﻔﻬوم اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺑﺗﻠك اﻻﺗﺟﺎﻫﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬وﻫذا ﻣﺎ ﻧﺟدﻩ ﻣن ﺧﻼل ﺑﻌض‬

‫اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت‪.‬‬

‫ﻓﻘد ﻋرﻓت اﻟدﻛﺗورة ﺳﻣﯾﺣﺔ اﻟﻘﻠﯾوﺑﻲ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺑﺎﻧﻬﺎ ‪" :‬اﻟﺗطﺑﯾق اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻸﺑﺣﺎث‬

‫اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ واﻟوﺳﯾﻠﺔ ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻓﺿل اﻟﺗطﺑﯾﻘﺎت ﻟﻬذﻩ اﻻﺑﺣﺎث‪. "2‬‬

‫‪1‬‬
‫وﻟﯾد ﻋودة اﻟﻬﻣﺷري ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪،‬ص‪.27‬‬
‫‪2‬‬
‫ﺳﻣﯾﺣﺔ اﻟﻘﻠﯾوﺑﻲ ‪"،‬ﺗﻘﯾﯾم ﺷروط اﻟﺗﻌﺎﻗد" ‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ ﻣﺻر اﻟﻣﻌﺎﺻرة ‪،‬ﻋدد ‪ ) 406‬ﺳﻧﺔ ‪،( 1986‬ص ‪.584‬‬

‫‪14‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾرى اﻟدﻛﺗور ﻣﺣﺳن ﺷﻔﯾق أﻧﻬﺎ " ﻣﺟﻣوع ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺗﺗﻌﻠق ﺑﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗطﺑﯾق ﻋﻠﻣﯾﺔ‬

‫أو اﺧﺗراع ‪،‬أي اﻧﻬﺎ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺗطﺑﯾﻘﻲ ﻟﻠﻌﻠم وأﻧﻪ ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻻﺻطﻼح اﻟدارج ﺣق‬

‫اﻟﻣﻌرﻓﺔ‪."1‬‬

‫وﻓﻲ ﻧﻔس اﻻﺗﺟﺎﻩ ﻧﺟد أن اﻟدﻛﺗور ﻣﺣﻣد ﺣﺳن ﻋﺑﺎس ﻗد ﻋرف اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ‬

‫"أﻓﻛﺎر ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺗطﺑﯾﻘﺎت ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺗﻘدم واﺿﺢ ﻓﻲ ﻣﺳﺗوى‬

‫اﻟﻔن اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ‪،‬وذﻟك ﺑﺎﻟﻘﯾﺎس اﻟﻰ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻻﻛﺗﺷﺎف اﻟﻔﻛرة ‪."2‬‬

‫وﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾد اﻟدوﻟﻲ ‪،‬ﻓﻘد ﻋرﻓت اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ‬

‫اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺑﺎﻧﻬﺎ‪ " :‬ﻛﺎﻓﺔ اﻟطرق اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ واﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ اﻟﻣﻛﺗﺳﺑﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗﺷﻐﯾل واﺳﺗﻐﻼل‬

‫ﻓن ﺻﻧﺎﻋﻲ ﻣﻌﯾن ووﺿﻌﻪ ﻣوﺿﻊ اﻟﺗﻧﻔﯾذ" ‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗوﺳﻌت اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ‬

‫اﻟوﯾﺑو )‪ ،(Wipo‬ﻓﻲ ﻣﻌطﯾﺎت اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻓﻌرﻓﺗﻬﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ "اﻟﻣﻌرﻓﺔ واﻟﺧﺑرة اﻟﻣﻛﺗﺳﺑﺔ ﻟﯾﺳت‬

‫ﻓﻘط ﻟﻠﺗطﺑﯾق اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻟﺗﻘﻧﯾﺔ ﻣﺎ ‪،‬ﺑل اﯾﺿﺎ ﻟﻼﺳﺗﻐﻼل اﻻداري واﻟﻣﺎﻟﻲ واﻟﺗﺟﺎري واﻟﺻﻧﺎﻋﻲ‬

‫ﻟﻣﺷروع ﻣﺎ‪."3‬‬

‫وﯾﻼﺣظ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌرﯾف اﻷول أﻧﻪ ﺗﻧﻘﺻﻪ اﻟدﻗﺔ واﻟﺗﺣدﯾد‪ ،‬ﻓﻘد رﻛز ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﺻﻠﺢ أن ﯾﻛون‬

‫ﻣوﺿوﻋﺎ أو ﻋﻧﺻرا ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ‪،‬دون إﻋطﺎء ﺗﻌرﯾف واﺿﺢ ﻟﻬذا اﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻟﺣدﯾث ‪،‬أﻣﺎ‬

‫‪1‬‬
‫ﯾﺎﺳر ﺑﺎﺳم ذﻧون اﻟﺳﺑﻌﺎوي ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪. 59‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ‪ ،‬ص ‪.59‬‬
‫‪3‬‬
‫وﻟﯾد ﻋودة اﻟﻬﻣﺷري ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪،‬ص‪.29‬‬

‫‪15‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫ﺗﻌرﯾف ﻣﻧظﻣﺔ اﻟوﯾﺑو‪ ،‬ﻓﻛﺎن اﻛﺛر دﻗﺔ ﻣن ﺳﺎﺑﻘﻪ ‪ ،‬إﻻ أﻧﻪ رﻛز وﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻷﺳﺎس ﻋﻠﻰ ﺑﯾﺎن‬

‫ﻧطﺎق ﺗطﺑﯾق اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ‪.‬‬

‫واﺳﺗﻛﻣﺎﻻ ﻟوﺣدة اﻟﻣوﺿوع ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺗﻌﯾن ﺗﻌرﯾف ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ‪،‬ﻓﻘد ﻋرﻓﻪ‬

‫اﻟدﻛﺗور ﺻﻼح اﻟدﯾن اﻟﻧﺎﻫﻲ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ "ﻋﻘد ﺗﻣﻛﯾن ﻣن اﻻﻧﺗﻔﺎع ﻣن ﺻﯾﻎ وطرق ﯾﺣﺗﻔظ‬

‫اﻟﻣرﺧص ﺑﺳرﻫﺎ ‪ ،‬ﻻ ﻣن اﻹ ﻧﺗﻔﺎع ﺑﻬﺎ" ‪ ،1‬وﻫو ﺑﻬذا اﻟﺗﻌرﯾف ﯾﻣﯾز ﺑﯾن أﻣرﯾن‪ ،‬اﻷول‪:‬‬

‫أن اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ أي )اﻟﻣرﺧص ﻟﻪ( ﯾﻧﺗﻔﻊ ﻣن ﺻﯾﻎ وطرق ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣﻊ ﺿرورة اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﺳرﯾﺔ ﺗﻠك‬

‫اﻟطرق‪ ،‬واﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬أن اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﯾﻧﺗﻔﻊ ﺑﺎﻟﺻﯾﻎ واﻟطرق ذاﺗﻬﺎ دون أن ﯾطﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﺳرﯾﺗﻬﺎ‪.‬‬

‫ﻓﻲ ﺣﯾن ﯾذﻫب اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﯾوﻧس ﻋرب اﻟﻰ ﺗﻌرﯾﻔﻪ ﺑﺄﻧﻪ " اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم‬

‫ﻣﺎ ﺑﯾن ﻣورد اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ وﻣﺳﺗوردﻫﺎ أو ﻣﺗﻠﻘﯾﻬﺎ‪ ،‬إذ ﻋﻠﻰ اﻟﻣورد أن ﯾﺗﯾﺢ ﻓرﺻﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗورد‬

‫ﻟﻠوﺻول اﻟﻰ ﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻪ وﺧﺑراﺗﻪ ﻛﻣﺎ ﻋﻠﯾﻪ أن ﯾﻘرﺑﻬﺎ وﯾوﻓرﻫﺎ ﻟﻠﻣﺳﺗورد ‪،‬وﻫذا ﯾﻘﺗﺿﻲ ﻗﯾﺎم‬

‫‪2‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﺗﻌﺎون وﺗﺑﺎدل ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﺗﻣﻬﯾدا ﻹﺗﻣﺎم ﻫذا اﻟﻧﻘل "‬

‫أﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾد اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ‪ ،‬ﻧﺟد أن ﻣﻌظم اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر‬

‫وﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻟم ﺗورد ﺗﻌرﯾﻔﺎ ﻣﺣددا ودﻗﯾﻘﺎ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻛوﻧﻬﺎ اﻫﺗﻣت ﺑﺻﻔﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﺑﺗﻧظﯾم‬

‫ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻣﺛل اﻻرﺟﻧﺗﯾن واﻟﺑرازﯾل واﻟﻣﻛﺳﯾك واﻟﻔﻠﯾﺑﯾن ‪ ،‬ودول اﺧرى ﻣن أﻣرﯾﻛﺎ‬

‫اﻟﺟﻧوﺑﯾﺔ ﻣﺛل اﻟﺑﯾرو وﻓﻧزوﯾﻼ وﻛوﻟوﻣﺑﯾﺎ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ﺻﻼح اﻟدﯾن ﻋﺑد اﻟﻠطﯾف اﻟﻧﺎﻫﻲ ‪،‬اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ )ط‪ ،1‬اﻷردن ‪ :‬دار اﻟﻔرﻗﺎن ‪،(1983 ،‬‬
‫ص‪.328‬‬
‫‪2‬‬
‫اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﯾوﻧس ﻋرب ‪،‬ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ واﻟﻣوﻗف ﻣن ﺷروطﻬﺎ اﻟﻣﻘﯾدة ﻟﻠﻣﻧﺎﻓﺳﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧوﻧﯾن اﻻردﻧﻲ‬
‫واﻟﻣﺻري‪ { http://www.liilas.com/book/download-97.html } ،‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪،2013/7/13‬ص‪.2‬‬

‫‪16‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫أﻣﺎ ﻋن ﺗﻌرﯾف ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻓﻲ ﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻧﺟد أن اﻟﻣﺷرع‬

‫اﻟﻣﺻري ﻫو اﻟوﺣﯾد اﻟذي ﻗﺎم ﺑﺗﻌرﯾف ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 73‬ﻣن‬

‫ﻗﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎرة رﻗم ‪ 17‬ﻟﺳﻧﺔ ‪ 1999‬م ﺑﺄﻧﻪ "ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﺗﻔﺎق ﯾﺗﻌﻬد ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻩ‬

‫)ﻣورد اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺑﺄن ﯾﻧﻘل ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻓﻧﯾﺔ اﻟﻰ )ﻣﺳﺗورد اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ( ﻻﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻓﻲ‬

‫طرﯾﻘﺔ ﻓﻧﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻹﻧﺗﺎج ﺳﻠﻌﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ أو ﺗطوﯾرﻫﺎ أو ﻟﺗرﻛﯾب أو ﺗﺷﻐﯾل آﻻت أو أﺟﻬزة أو‬

‫ﻟﺗﻘدﯾم ﺧدﻣﺎت ‪ ،‬وﻻ ﯾﻌﺗﺑر ﻧﻘﻼ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻣﺟرد ﺑﯾﻊ أو ﺷراء أو ﺗﺄﺟﯾر أو اﺳﺗﺋﺟﺎر اﻟﺳﻠﻊ‬

‫‪ ،‬وﻻ ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ أو اﻷﺳﻣﺎء اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ أو اﻟﺗرﺧﯾص ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ اﻻ اذا ورد ذﻟك‬
‫*‬
‫ﻛﺟزء ﻣن ﻋﻘد ﻧﻘل ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ أو ﻛﺎن ﻣرﺗﺑطﺎ ﺑﻪ "‬

‫وذﻟك دون أن ﯾورد ﺗﻌرﯾﻔﺎ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ وﻗد أﺣﺳن ﺻﻧﻌﺎ ﺑﺗرﻛﻪ ﻫذﻩ اﻟﻣﻬﻣﺔ ﻟﻠﻔﻘﻪ‬

‫ٕواﻋطﺎﺋﻪ ﺣرﯾﺔ واﺳﻌﺔ ﻓﻲ إﺑداء اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ‪ ،‬ﻏﯾر أن اﻟﻣﺷرع ﻗﺎم ﺑﺈﻋطﺎء وﺻف‬

‫ﻟﻠﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ‪.‬‬

‫أﻣﺎ اﻟﻣﺷرع اﻷردﻧﻲ ﻓﺈﻧﻪ ﻟم ﯾورد أي ﺗﻌرﯾف ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ أو ﻋﻘد ﻧﻘﻠﻬﺎ ‪ ،‬واﻧﻣﺎ أورد‬

‫ﺿﻣن ﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 9‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر ﻣﺷروﻋﺔ واﻻﺳرار اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ‪ -‬اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﻧﻘل‬

‫ﺣرﻓﻲ ﻟﻣﺎ ﻫو ﻣﻘرر ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 40‬ﻣن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗرﺑس‪ -‬اﻟﺷروط اﻟﻣﻘﯾدة ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫دون اﻟﺗﻌرض ﻟﺗﻌرﯾﻔﻬﺎ‪.1‬‬

‫ﺗﻧظﯾﻣﺎ‬
‫ً‬ ‫ﻣﺗﺿﻣﻧﺎ‬
‫ً‬ ‫}اﻟﻣﺎدة ‪ 73‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻣﺻري اﻟﺻﺎدر ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ 1999/17‬ﻓﻲ ‪1999/5/17‬‬ ‫*‬

‫ﺗﺷرﯾﻌﯾﺎً ﻟﻌﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ{‪ ،‬وذﻟك ﺑﺎﻟﻔﺻل اﻷول ﻣن اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ واﻟﺧﺎص ﺑﺎﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟذي ﺑدأ ﺗﻧﻔﯾذﻩ‬
‫اﻋﺗﺑﺎراً ﻣن أول أﻛﺗوﺑر‪.1999‬‬
‫‪1‬‬
‫د‪ ،‬وﻟﯾد ﻋودة اﻟﻬﻣﺷري ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪،‬ص‪.33‬‬

‫‪17‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻌﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﺷﯾوع ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘود إﻻ أن ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﺣدﯾد اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻌﻘد ﻧﻘل‬

‫اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻟﯾﺳت ﺑﺎﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺳﻬﻠﺔ‪ ،‬وﯾرﺟﻊ ﺳﺑب ﻫذﻩ اﻟﺻﻌوﺑﺔ اﻟﻰ ﺗداﺧل وﺗﺷﺎﺑﻪ ﻋﻘد ﻧﻘل‬

‫اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻣﻊ ﺑﻌض اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ اﻷﺧرى‪.‬‬

‫وﺣﺗﻰ اﻟﻔﻘﻪ اﻟدوﻟﻲ إﺧﺗﻠف ﺣول ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺗﻛﯾف اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻬذﻩ اﻟﻌﻘود‪ ،‬ﻛﻣﺎ إﺧﺗﻠف اﻟﻔﻘﻪ‬

‫ﺣول اﻟﻔﺋﺔ اﻟﺗﻲ ﯾدرج ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻌﻘد اﻟدوﻟﻲ ﻟﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻣن ﺑﯾن اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‬

‫اﻟدوﻟﯾﺔ‪ ،‬وﺑﺷﻛل ﻋﺎم اﻧﻘﺳم اﻟﻔﻘﻪ ﺣول اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﻌﻘود اﻟﻰ اﺗﺟﺎﻫﯾن‪:‬‬

‫أوﻻ‪ :‬اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟﻔﻘﻬﻲ اﻷول‬

‫ﯾـرى ﻫـذا اﻟﺗﯾــﺎر اﻟﻔﻘﻬـﻲ واﻟـذي ﯾرﻛــز ﻓـﻲ ﺗﻛﯾﻔــﻪ ﻟﻌﻘـود ﻧﻘـل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾــﺎ ﻋﻠـﻰ ﺧــﺻﺎﺋص‬

‫اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ‪،‬أن ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود ﻫﻲ ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ إﺗﻔﺎﻗﯾﺎت دوﻟﯾﺔ وﻛﻼﻫﻣﺎ ﯾـﺷﺗرك ﻓـﻲ ﻣﺟﻣوﻋـﺔ‬

‫ﻣن اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬وﯾؤﺳس ﻫذا اﻟﻔﻘﻪ ﻣوﻗﻔﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺣﺟﺞ ﻣﻧﻬﺎ ‪:‬‬

‫‪ -‬أن اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﻣﺑـﺳط ﻟﻼﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ ﺣـﺳب ﺑﻌـض اﻟﻔﻘـﻪ ﻻ ﯾﺧﺗﻠـف وﻻ ﯾﻔـرق ﺑـﯾن اﻟﻌﻘـود‬

‫اﻟدوﻟﯾﺔ واﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ وﯾﻧص اﻟﺗﻌرﯾف ﻋﻠﻰ أن " اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﺗﻌﻘدﻫﺎ اﻟدول ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﺎ ﺑﻐرض‬

‫ﺗﻧظــﯾم ﻋﻼﻗــﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾــﺔ دوﻟﯾــﺔ وﺗﺣدﯾــد اﻟﻘواﻋــد اﻟﺗــﻲ ﺗﺧــﺿﻊ ﻟﻬــﺎ ﻫــذﻩ اﻟﻌﻼﻗــﺔ" ‪،1‬وﯾــﺿﯾف ﻧﻔــس‬

‫‪1‬‬
‫ﻋﻠﻲ اﻟﺻﺎدق أﺑو ﻫﯾف‪ ،‬اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﻌﺎم اﻻﺻول واﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ )ط‪ ،1‬ﻣﺻر‪ :‬ﻣﻧﺷﺄ اﻟﻣﻌﺎرف ﺑﺎﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ‪،‬‬
‫‪ ،(1975‬ص ‪.278‬‬

‫‪18‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫اﻻﺗﺟﺎﻩ أن ﻛل ﻣن اﻟﻌﻘد اﻟدوﻟﻲ ﻟﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ واﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ ﻫﻣـﺎ ﻣﺟـرد إﺗﻔـﺎق وأﻣـﺎ ﻋـن‬

‫اﺳــﺗﻌﻣﺎل ﻣــﺻطﻠﺢ اﻟﻌﻘــد اﻟــدوﻟﻲ ﻣــن ﺟﻬــﺔ واﻻﺗﻔﺎﻗﯾــﺔ ﻣــن ﺟﻬــﺔ أﺧــرى ﻓﻬــو ﻟﺗﺣدﯾــد ﻣوﺿــوع‬

‫‪1‬‬
‫اﻻﺗﻔﺎق اﻹﺣﻛﺎم ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻬﺎ ﻫل ﻫﻲ أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ام اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم‬

‫‪ -‬ﻛﻣ ــﺎ ﯾـ ــﺳﺗﻧد أﻧ ــﺻﺎر ﻫـ ــذا اﻻﺗﺟ ــﺎﻩ اﻟﻔﻘﻬـ ــﻲ ﺑﺣﻛـ ــم اﻟﺗﺣﻛ ــﯾم اﻟـ ــدوﻟﻲ اﻟ ــﺻﺎدر ﻓـ ــﻲ ﻗـ ــﺿﯾﺔ‬

‫‪ Texaco‬أﯾـن اﻋﺗﺑـر اﻟﻣﺣﻛـم أن اﻟﻌﻘـد اﻟـدوﻟﻲ ﻣﺣـل اﻟﻧـزاع ﻫـو ﻋﻘـد دوﻟـﻲ وﻣـن ﺛﻣـﺔ ﻣﻛـﺎﻓﺊ‬

‫وﻣﻣﺎﺛل ﻟﻼﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ وﻛﻧوع ﻣن اﻟﺗﻧظﯾم ‪.‬‬

‫ﻟﻬــذا اﻟﻣوﻗــف ﯾﻌﺗﺑــر اﻧــﺻﺎرﻩ ان اﻟﻌﻘــود اﻟدوﻟﯾــﺔ ﻟﻧﻘــل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾــﺎ اﻟﺗــﻲ ﯾﻣﻛــن اﻋﺗﺑﺎرﻫــﺎ‬

‫اﺗﻔﺎﻗﯾــﺎت دوﻟﯾــﺔ ﻫــﻲ ﻓﻘــط اﻟﻌﻘــود اﻟﺗــﻲ ﺗــﺳﻌﻰ اﻟــﻰ ﺗﺣﻘﯾــق اﻟﻣــﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﻠﯾــﺎ ﻟﻠدوﻟــﺔ وﻟــﯾس ﻛــل‬

‫اﻟﻌﻘــود اﻟﺗــﻲ ﺗﻘــوم ﺑﻧﻘــل ﻋﻧــﺻر ﻣــن ﻋﻧﺎﺻــر اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾــﺎ وﯾــﺻطﻠﺢ ﻋﻠﯾﻬــﺎ ‪" l'accord qui‬‬

‫" ‪.2 forme au niveau élevé‬‬

‫ﺻﻼح اﻟدﯾن ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن‪ ،‬اﻟﺗﺣﻛﯾم وﺗﻧﺎزع اﻟﻘواﻧﯾن ﻓﻲ ﻋﻘود ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ )ط‪ ،1‬ﻣﺻر‪ :‬دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ‪،(2005 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص ‪.102‬‬
‫ﻋﺑﺎﺑﺳﺔ ﺣﻣزة ‪ ،‬وﺳﺎﺋل ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ وﺗﺳوﯾﺔ ﻧزاﻋﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ ) رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻏﯾر ﻣﻧﺷورة(‪،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ‬ ‫‪2‬‬

‫ﺣﺳﯾﺑﺔ ﺑن ﺑوﻋﻠﻲ‪ ،‬ﺳﻧﺔ‪ ،2001‬ص‪.35‬‬

‫‪19‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫ﺗﻘدﯾر ﻫذا اﻻﺗﺟﺎﻩ‪:‬‬

‫ﻟﻘد ﻟﻘﻲ ﻫذا اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟﻔﻘﻬﻲ ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻣن اﻏﻠب اﻟﻔﻘﻬﺎء‪ ،‬وﯾرى ﻣﻧﺗﻘدي ﻫذا اﻻﺗﺟﺎﻩ ان‬

‫اﻫﻣﯾﺔ اﻟﻌﻘد ﺳواء ﻛﺎن ﻋﻘد ﻷﻏراض ﺗﻧﻣوﯾﺔ أو ﻣﺟرد ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺑﺳﯾط أو ﻛون اﺣد‬

‫اطراﻓﻪ ﺷﺧص ﻗﺎﻧوﻧﻲ دوﻟﻲ ﻟﯾﺳت ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻻ ﺧراﺟﻪ ﻣن ﻓﺋﺔ اﻟﻌﻘود اﻟدوﻟﯾﺔ وادﺧﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﻓﺋﺔ‬

‫اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ‪ ،‬واذا ﻛﺎن اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ ﻟﻣﻌﺎﻫدة ﻻ ﯾﻌﺎرض ﺗطﺑﯾق ﺑﻌض اﺣﻛﺎﻣﻪ ﻋﻠﻰ‬

‫اﻟﻌﻘود اﻟدوﻟﯾﺔ ﻣﺛل اﺟراءات اﻟﻧﻔﺎذ‪ ،‬اﻻ ان ﻫذا اﻟﺗطﺑﯾق ﻻ ﯾﻛون ﺗﻠﻘﺎﺋﻲ ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ‬

‫اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﺑل ﻻ ﺑد ان ﯾﻛون اﻟﺗطﺑﯾق ﺗﺎﺑﻊ ﻟﺷرط وارد ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ‪.1‬‬

‫ﻛﻣ ــﺎ أن ﻣﺣﻛﻣـ ــﺔ اﻟﻌـ ــدل وﻫـ ــﻲ اﻟﺟﻬـ ــﺔ اﻟﻣﺧﺗ ــﺻﺔ ﺑﺎﻟﻔـ ــﺻل ﻓـ ــﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋـ ــﺎت اﻟﻧﺎﺷـ ــﺋﺔ ﻋـ ــن‬

‫اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﺣﺳب ﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 38‬ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻻﺳﺎﺳﻲ ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدل اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟـم ﯾـﺷﻬد‬

‫ﻟﻬــﺎ ان ﻓــﺻﻠت ﻓــﻲ ﻧزاﻋــﺎت ﻧﺎﺟﻣــﺔ ﻋــن ﻋﻘــد دوﻟــﻲ إﻻ ﺿــﻣن ﺣ ـﺎﻻت اﻟﺣﻣﺎﯾــﺔ اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳــﯾﺔ‪.2‬‬

‫وﺑذﻟك ﺻرف اﻟﻧظر ﻋن اﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻋﺗﺑﺎر ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ دوﻟﯾﺔ‪.‬‬

‫ﺻﻼح اﻟدﯾن ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن‪ ،‬اﻟﺗﺣﻛﯾم وﺗﻧﺎزع اﻟﻘواﻧﯾن ﻓﻲ ﻋﻘود ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪. 103‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﺻﻼح اﻟدﯾن ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن‪ ،‬ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ دراﺳﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﺧﺎص واﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟدوﻟﻲ )ط‪،1‬‬ ‫‪2‬‬

‫ﻣﺻر‪ :‬دار اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ‪ ، (2005،‬ص‪. 279‬‬

‫‪20‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪:‬اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟﻔﻘﻬﻲ اﻟﺛﺎﻧﻲ‬

‫ﻟﻘد ﺟﺎء ﻫذا اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟﻔﻘﻬﻲ ﻛرد ﻓﻌل راﻓض ﻟﻠﻔﻘﻪ اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت دوﻟﯾﺔ‪ ،‬وﯾرى ﻫذا اﻻﺗﺟﺎﻩ أن اﻟﻌﻘود اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻣﺎ ﻫﻲ إﻻ ﺷﻛل ﻣﺗطور ﻣن اﻟﻌﻘود‬

‫اﻟﻣﻌروﻓﺔ ﻣﺳﺑﻘﺎ ﻓﻲ اﻟﻧظم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻟﻠدول دﻋت إﻟﯾﻬﺎ اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ‪ ،‬إﻻ أن ﻫذا اﻟﻔﻘﻪ‬

‫اﺧﺗﻠف ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻧوع اﻟﻌﻘود‪ ،‬ﺣﯾث اﻋﺗﺑر ﻓرﯾق ﻣن ﻫذا اﻟﻔﻘﻪ ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود ﻋﻘودا إدارﯾﺔ ﻓﺣﯾن‬

‫ذﻫب اﻟﻔرﯾق اﻷﺧر إﻟﻰ أﻧﻬﺎ ﻣن ﻋﻘود اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص‪ ،‬وﻋﻠﯾﻪ ﺳﻧﺳﺗﻌرض ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ ﻛل ﻣن‬

‫ﻫذﯾن اﻟﻣوﻗﻔﯾن‪:‬‬

‫أ ‪-‬ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻫﻲ ﻋﻘود إدارﯾﺔ‪:‬‬

‫ﯾﻧظر أﻧﺻﺎر ﻫذا اﻟﻣوﻗف ﻟﻠﻌﻘود اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻋﻘود إدارﯾﺔ‪ ،‬وﯾﺳﺗﻧد‬

‫ﻫذا اﻟﻣوﻗف اﻟذي ﯾﺻطﻠﺢ ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺎﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻣوﺳﻌﺔ ﻟﻠﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺣﺟﺞ‬

‫ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ‪:‬‬

‫‪-‬إن اﻋﺗﺑﺎر ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻛﻌﻘد إداري وﺗﻣﺗﻊ أﺣد أطراﻓﻪ ﺑﺻﻔﺔ اﻟﺳﯾﺎدة ﯾﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ‬

‫ﺗﺟﺳﯾد أﺣد أﻫم ﻣﺑﺎدئ اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﻣﻌﺎﺻر‪ ،1‬وﻫو ﻣﺑدأ ﺳﯾﺎدة اﻟدوﻟﺔ اﻟداﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ إﻗﻠﯾﻣﻬﺎ‬

‫وﺛرواﺗﻬﺎ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أن إﻋﺗﺑﺎر ﻫذا اﻟﻌﻘد ﻋﻘدا إدارﯾﺎ ﯾﺗﯾﺢ ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟطرف ﻓﻲ اﻟﻌﻘد أن‬

‫‪ 1‬أﺣﻣد ﺳﻲ ﻋﻠﻰ ‪ ،‬اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺷرﻛﺎت ﻋﺑر اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة واﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﻌﺎم ) رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻏﯾر‬
‫ﻣﻧﺷورة(‪،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر‪، 1987،‬ص‪. 53‬‬

‫‪21‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫ﺗﻌدل ﻣن اﻻﺷﺗراطﺎت اﻟﻌﻘدﯾﺔ ﺑﺈرادﺗﻬﺎ اﻟﻣﻧﻔردة وﻫذﻩ اﻟﻣﯾزة ﯾرى ﻓﯾﻬﺎ ﻓﻘﻬﺎء اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ ﻓﻲ‬

‫اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ أﻧﻬﺎ أداة ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻓﻲ وﺟﻪ إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت اﻟطرف اﻟﻣورد ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻛﺎﻟﺷرﻛﺎت‬

‫اﻟﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗطﻣﺢ ﻟﻠﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ اﻟطرف اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ وﺧﺻوﺻﺎ ﻓﻲ ظل‬

‫ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم اﻟﻣﺳﺎواة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺳﺎﺋدة ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟدوﻟﻲ‪. 1‬‬


‫‪1‬‬

‫‪-‬ﻛذﻟك ﯾرى أﻧﺻﺎر ﻫذا اﻟﻣوﻗف أن ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻫﻲ ﻋﻘود ﺗﻧﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟدرﺟﺔ‬

‫اﻷوﻟﻰ ﺣﺗﻰ أﺻﺑﺢ ﯾﺻطﻠﺢ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﻌﻘود اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ وﺑذﻟك ﻓﻬﻲ ﻛﺎﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ‬

‫ﺗﻣﺎﻣﺎ ﺗﻬدف إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ‪.‬‬

‫وأﯾﺿﺎ ﺣﺳب ﻫذا اﻟﻔﻘﻪ إن اﻟﻌﻘد اﻹداري وﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺛورة اﻟﻘواﻋد واﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ ﺷﻬدﻫﺎ‬

‫اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري وﺧﺻوﺻﺎ اﻟﻔرﻧﺳﻲ‪ ،‬أﺻﺑﺢ ﻧظﺎﻣﺎ ﺗﻌﺎﻗدﯾﺎ ﺟد آﻣن ﻟﻠطرف اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ‬

‫ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ واﻟطرف اﻟﻣورد ﻟﻬﺎ‪ ،‬ﺣﯾث أرﺳﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﺑﺎدئ ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ ﻧظرﯾﺔ‬

‫اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗوازن اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠﻌﻘد اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻌﻰ ﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟطرﻓﯾن طﯾﻠﺔ‬

‫ﺣﯾﺎة اﻟﻌﻘد‪ ،‬وﻗد أﯾدت ﺑﻌض أﺣﻛﺎم اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟدوﻟﻲ ﻫذا اﻟﺗﻛﯾف ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ ﺗﺣﻛﯾم ﺿد ﻟﯾﺑﯾﺎ‬

‫*‬
‫أﯾن أﻋﺗﺑر اﻟﺗﺣﻛﯾم أن ﻋﻘود اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ ‪b.p‬‬

‫أﺣﻣد ﺳﻲ ﻋﻠﻰ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪،‬ص‪. 53‬‬ ‫‪1‬‬

‫* ‪ ،B.P‬ﺗﻌرف ﻓﻲ اﻟﺳﺎﺑق ﺑﺎﺳم ﺑرﯾﺗﯾش ﺑﺗروﻟﯾوم ﻫﻲ ﺷرﻛﺔ ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ ﺗﻌﺗﺑر ﺛﺎﻟث أﻛﺑر ﺷرﻛﺔ ﻧﻔط ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫وﺗﺣﻛﯾم ﻗﺿﯾﺔ ‪ NICO‬ﻋﻘودا إدارﯾﺔ ‪.1‬‬

‫ﺗﻘدﯾر اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟﻔﻘﻬﻲ‪:‬‬

‫أول ﻣﺎ ﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﻪ أن أﻧﺻﺎر ﻫذا اﻟﺗﻛﯾف اﻧطﻠﻘوا ﻣن ﺧﻠﻔﯾﺎت اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻟﯾﺳت‬

‫ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ وذﻟك ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻫداف اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﺣﯾث أن ﺟل ﻓﻘﻬﺎء ﻫذا اﻟﻣوﻗف ﻣن اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ‬

‫اﻟذﯾن ﯾﺳﻌون إﻟﻰ ﺗﻛرﯾس اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻋﺑر إﻗرار اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟدوﻟﻲ‬

‫اﻟﺟدﯾد‪ .‬ﻛﻣﺎ أن ﺑﻌض ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺗﺗﺿﻣن ﺑﻌض اﻻﺷﺗراطﺎت اﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أن‬

‫ﺗزﯾل ﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ اﻟطرف ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﻣﯾزة اﻟﺳﯾﺎدة وﺗﺟﻌل ﻣﻧﻬﺎ طرﻓﺎ ﻋﺎدﯾﺎ‪ ،‬ﻣﺛل ﺷرط اﻟﺛﺑﺎت‬

‫اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ اﻟذي ﯾﻠزم اﻟدوﻟﺔ اﻟطرف ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﺑﺄن ﯾﺳﺗﻔﯾد اﻟﻌﻘد ﻣﺣل اﻹﺑرام ﻣن اﺳﺗﺛﻧﺎءات‬

‫ﻋﻠﻰ ﺗطﺑﯾق اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺟدﯾدة اﻟﻼﺣﻘﺔ ﻟﺗﺎرﯾﺦ إﺑراﻣﻪ‪ ،‬وذﻟك ﺣﻔﺎظﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣراﻛز اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‬

‫واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد‪ 2‬وﯾرى ﺑﻌض ﻣﻧﺗﻘدي ﻫذا اﻟﻣوﻗف إﻧﻪ ﻟم ﯾﻌطﻲ أﺟوﺑﺔ ﻋن إﺷﻛﺎﻻت‬

‫ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺟد ﻫﺎﻣﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﺣﻛم ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻌﺎرض ﻣﺑدأ اﻟﺗوازن اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠﻌﻘد ﻣﻊ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ‬

‫اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟطرف ﻓﻲ اﻟﻌﻘد وأﯾﻬﻣﺎ ﯾرﺟﺢ‪ ،3‬ﻛﻣﺎ ﯾﻼﺣظ أﻧﻪ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ أن ﻣﻌظم‬

‫ﻣوردي اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻫم ﻣوردﯾن إﺣﺗﻛﺎرﯾﯾن وذﻟك ﻣﺎ ﯾﻌطﯾﻬم ﻣرﻛز ﻗوة ﻓﻲ ﻋﻘود ﻧﻘل‬

‫‪1‬‬
‫ﺻﻼح اﻟدﯾن ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن‪،‬ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ دراﺳﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﺧﺎص واﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟدوﻟﻲ‪،‬‬

‫اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪. 279‬‬

‫‪2‬‬
‫أﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم ﺳﻼﻣﺔ‪ ،‬ﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﻘد اﻟدوﻟﻲ اﻟطﻠﯾق ﺑﯾن اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﺧﺎص وﻗﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ دراﺳﺔ ﺗﺄﺻﯾﻠﯾﺔ‬
‫إﻧﺗﻘﺎدﯾﺔ )ط‪ ،1‬ﻣﺻر‪ :‬دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ، (1988 ،‬ص‪92‬‬
‫‪3‬‬
‫ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ‪ ،‬ص ‪. 98‬‬

‫‪23‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻧظرا ﻻﻣﺗﻼﻛﻬم أﺳرار ﻫذﻩ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺣﺗﻰ وﻟو ﻛﺎن ﻋﻘد اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣﺑرم ﻋﻘدا‬

‫إدارﯾﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﻟن ﯾﺿﻣن اﻟﻣﺳﺎواة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺎدي ﺑﻬﺎ أﻧﺻﺎر ﻫذا اﻟﻣوﻗف‪.1‬‬

‫ﻛﻣﺎ ﯾﺿﯾف ﺑﻌض اﻟﻣﺧﺗﺻﯾن ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري أﻧﻪ ﺣﺗﻰ ﺗﺻﺑﺢ ﻋﻘود ﻧﻘل‬

‫اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻋﻘودا إدارﯾﺔ دوﻟﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻼﺑد ﻣن إﯾﺟﺎد ﻗﺿﺎء إداري دوﻟﻲ ﯾﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت طﺑﻘﺎ‬

‫ﻟﻠﻣﺑﺎدئ اﻟﻣﻌروﻓﺔ ﻋن اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري اﻟداﺧﻠﻲ وﻫذا ﻣﺎ ﻟم ﯾﺗﺣﻘق ﺣﺗﻰ اﻵن‪.‬‬

‫ﻛﻣﺎ أن اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟدوﻟﻲ رﻓض ﻓﻛرة إﻋﺗﺑﺎر ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻋﻘودا إدارﯾﺔ وﻫذا ﻣﺎ‬

‫ﻓﻲ‬ ‫ﺗﺟﺳدﻩ أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﯾن ‪ LAGERGERN DUPY‬و ‪MOHAMED SASSI‬‬

‫اﻟﺗﺣﻛﻣﯾﺎت اﻟﻠﯾﺑﯾﺔ‪.2‬‬

‫ب ‪-‬ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻫﻲ ﻋﻘود ﻗﺎﻧون ﺧﺎص‪:‬‬

‫ﺟﺎء ﻫذا اﻟﻣوﻗف اﻟﻔﻘﻬﻲ ﻛرد ﻓﻌل ﻋﻠﻰ اﻟﻣوﻗف اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﻌﺗﺑر أﺻﺣﺎب ﻫذا‬

‫اﻻﺗﺟﺎﻩ أن ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺗﻧﺗﻣﻲ إﻟﻰ ﻋﻘود اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص و ﯾﺳﺗﻧد ﻫذا اﻻﺗﺟﺎﻩ إﻟﻰ‬

‫ﺑﻌض أﺣﻛﺎم اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟﺗﺟﺎري اﻟدوﻟﻲ‪ ،‬وأﻫﻣﻬﺎ ﺗﺣﻛﯾم اﻟﻣﺣﻛم ‪ Mohamed Sassi‬اﻟذي ﺟﺎء‬

‫ﻓﻲ ﺗﻌﻠﯾﻘﻪ ﻓﻲ ﻗﺿﯾﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟﻠﯾﺑﯾﺔ" أن اﻟﻌﻘود اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟم ﺗﻌد ﻋﻘودا ﺗرﺗﺑط ﺑﺎﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ‬

‫وﺗﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺎت‪ٕ ،‬واﻧﻣﺎ ﺻﺎرت ذات طﺑﯾﻌﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻧظﻣﻬﺎ ﻣﺑﺎدئ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص اﻟذي ﯾﻧظم‬

‫ﻋﺑﺎﺑﺳﺔ ﺣﻣزة ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.36‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ‪ ،‬ص‪. 37‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪24‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫اﻟﻌﻘود اﻟﺗﻲ ﺗﺑرم ﺑﯾن أﺷﺧﺎص اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص طﺑﯾﻌﯾﺔ ﻛﺎﻧت أو ﻣﻌﻧوﯾﺔ"‪ 1‬وﯾؤﺳس ﻫذا‬

‫اﻻﺗﺟﺎﻩ ﻣوﻗﻔﻪ ﻋﻠﻰ أن ﻓﻛرة اﻟﺗﻌﺎﻗد اﻟدوﻟﻲ اﻟﻣﺑﻧﯾﺔ أﺳﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ اﻟﺣرﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻼﺗﻔﺎﻗﺎت‬

‫واﻟﻌﻘود‪ ،‬اﻟﻣﺑدأ اﻟذي ﯾﻌد اﺷﺗﻘﺎﻗﺎ ﻟﻣﺑدأ ﺳﻠطﺎن اﻹرادة اﻟﻣﻌروف ﻓﻲ ظل ﻗواﻋد اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص‬

‫واﻟذي ﯾﺿﻊ اﻟطرﻓﯾن ﻋﻠﻰ ﻗدم اﻟﻣﺳﺎواة‪.‬‬

‫ﺗﻘدﯾر ﻫذا اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟﻔﻘﻬﻲ‪:‬‬

‫ﻟم ﯾﻠق ﻫذا اﻟﻣوﻗف ﺗﺄﯾدا ﻣن اﻟﻔﻘﻪ ﺣﯾث أﻧﻪ ﻟم ﯾﻘدم ﺗﻔﺳﯾرات ﻟﺑﻌض ﻣظﺎﻫر ﻋﻘود ﻧﻘل‬

‫اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ وأﻫﻣﻬﺎ ﻣﻼﻣﺢ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدول ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود وﺳﻌﯾﻬﺎ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺻﻠﺢ‬

‫اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻠﺗﺎن ﻛﺛﯾرا ﻣﺎ ﯾﻧﺟم ﻋﻧﻬﻣﺎ اﻻﻋﺗراف ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟطرف ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﺑﺑﻌض اﻻﻣﺗﯾﺎزات‪.2‬‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬ﺗﻛﯾﯾف اﻟﻔﻘﻪ اﻟﺣدﯾث‬

‫وﻛﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻼﺗﺟﺎﻫﯾن اﻟﺳﺎﺑﻘﯾن اﻟﻠذﯾن ﯾﺗﺟﻪ أﺣدﻫﻣﺎ إﻟﻰ اﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣن ﺣدة اﻟﻘواﻋد اﻟﺗﻲ‬

‫ﺗﺣﻛم اﻟﻌﻘود ٕواﺿﻔﺎء ﻧوع ﻣن اﻟﻣروﻧﺔ ﺑﺈدراﺟﻬﺎ ﺿﻣن ﻋﻘود اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص‪ ،‬ﻓﻲ ﺣﯾن ﯾﺗﺟﻪ‬

‫اﻷﺧر إﻟﻰ ﻓرض اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘود اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ واﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻋﻘودا إدارﯾﺔ‪،‬‬

‫ﻋﺑﺎﺑﺳﺔ ﺣﻣزة ‪،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.38‬‬


‫‪1‬‬

‫ﺻﻼح اﻟدﯾن ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن ‪،‬ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ دراﺳﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﺧﺎص واﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟدوﻟﻲ‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.284‬‬

‫‪25‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫ﺣﯾث ﺗوﺻل اﻟﻔﻘﻪ اﻟﺣدﯾث إﻟﻰ ﺗﻛﯾف ﺣدﯾث ﻟﻬذﻩ اﻟﻌﻘود ﺣﯾث اﻋﺗﺑرﻫﺎ ﻋﻘود ﻋﺎﻣﺔ‬

‫)‪ ،(The Public contracts‬وﺗﺗﻣﯾز ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﺟﻣﻊ ﺑﯾن ﻣﻣﯾزات اﻻﺗﺟﺎﻫﯾن اﻟﺳﺎﺑﻘﯾن‬

‫ﻋﺑر ﺧﺎﺻﯾﺗﯾن اﺛﻧﯾن ﻟﻬﺎ وﻫﻣﺎ‪:‬‬

‫‪-1‬ﻋﻘود ﺗوﻓر ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗد اﻟﺧﺎص اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻣن ﻣﺧﺎطر ﺧﺿوﻋﻪ ﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧون‬

‫اﻟﻌﺎم ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة‪.‬‬

‫‪-2‬ﻛﻣﺎ أن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد اﻟﻌﺎم ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎزات اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺗﻛﻔل ﻟﻪ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‬

‫اﻟﻣرﺟوة ﻣن ﻫذا اﻟﻌﻘد‪ ،‬وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺷﻛل ﺗوازن ﺑﯾن اﻟﻣراﻛز اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻸطراف‪ 1‬وﻗد‬

‫ﻟﻘﻲ ﻫذا اﻟﺗﻛﯾف ﻗﺑوﻻ ﻣن اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻔرﻧﺳﻲ واﻟﻔﻘﻪ اﻷﻧﺟﻠوﺳﻛﺳوﻧﻲ وﻛذا اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟدوﻟﻲ ﻓﻲ ﺗﺣﻛﯾم‬

‫‪.2 Limco‬‬

‫ﺻﻼح اﻟدﯾن ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن‪ ،‬ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ دراﺳﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﺧﺎص واﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟدوﻟﻲ‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪. 299‬‬

‫‪ 2‬ﻋﺑﺎﺑﺳﺔ ﺣﻣزة ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.39‬‬

‫‪26‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬ﺧﺻﺎﺋص ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻋﺗﺑﺎر ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻣن اﻟﻌﻘود اﻟﻐﯾر ﻣﺳﻣﺎة‪ ،‬واﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻣن ﻋﻘود‬

‫اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ وﻛذا ﻣن اﻟﻌﻘود اﻟﻣدرﺟﺔ ﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺈن ﻫﻧﺎك ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن‬

‫اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ ﺗﻣﯾز ﻫذا اﻟﻌﻘد ﻋن ﺳﺎﺋر اﻟﻌﻘود اﻷﺧرى وﻣﻧﻬﺎ‪:‬‬

‫أوﻻ‪:‬ﻋﻘد ذو ﻧظﺎم ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺧﺎص‬

‫إن أﻫم ﺧﺻﺎﺋص ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻫﻲ أﻧﻬﺎ ذات ﻧظﺎم ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺧﺎص ﺑﻬﺎ‪،‬‬

‫وﯾﻣﻛن ﻟﻧﺎ ﺗﻌرﯾف ﻫذا اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﺧﺎص" ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻘواﻋد اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ اﻟﻣﻌروﻓﺔ‬

‫ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ واﻟﺗﻲ ﺗﺣدد ﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗد وﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد وﻛﯾﻔﯾﺔ‬

‫اﻧﻘﺿﺎء اﻟﻌﻘد وﻣﺎ ﯾﺗﺑﻌﻪ ﻣن أﺛﺎر ﺑﻌد ذﻟك"‪ 1‬وﯾﺗﻣﯾز ﻫذا اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﺧﺎص ﺑدورﻩ‬

‫ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﯾزات ﻣﻧﻬﺎ‪:‬‬

‫أ ‪-‬ﻗﺎﻧون ﻣوﺿوﻋﻲ‬

‫ﯾﻐﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻘواﻋد اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻓﻲ ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ أﻧﻬﺎ ﻋﻘود ﺗﻘدم ﺣﻠوﻻ ﻣوﺿوﻋﯾﺔ‬

‫ﻣﺑﺎﺷرة ﻟﻠﻣﺳﺎﺋل اﻟﻣﺛﺎرة‪ ،‬دون اﻹﺣﺎﻟﺔ إﻟﻰ ﻗواﻧﯾن أﺧرى ‪ ،‬وﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﻘواﻋد ﻣن‬

‫ﻋﺑﺎﺑﺳﺔ ﺣﻣزة ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.40‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪27‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫ﻓﻲ ﻋﻘود ﻧﻘل‬ ‫اﻟﻌﻘود اﻟﻧﻣوذﺟﯾﺔ واﻟﺷروط اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺑﻌض اﻟﻌﺎدات اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻣﻌروﻓﺔ‬

‫اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ وﻛذﻟك اﻟﺣﻠول اﻟﺗﻲ أرﺳﺎﻫﺎ اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟدوﻟﻲ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‪. 1‬‬

‫ب ‪-‬ﻗﺎﻧون ﺗﻠﻘﺎﺋﻲ‬

‫ﺗﺗﻣﯾز ﻫذﻩ اﻟﻘواﻋد أﻧﻬﺎ ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ أي أن ﺗﻛوﯾﻧﻬﺎ ﻟم ﯾﻣر ﻋﺑر اﻹﺟراءات اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ‬

‫اﻟﻣﻌروﻓﺔ ﻓﻲ ﺳن اﻟﻘواﻋد ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺳواء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟداﺧﻠﻲ أو اﻟدوﻟﻲ‪ ،‬وﻣن ﻣظﺎﻫر‬

‫اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ أﯾﺿﺎ أن ﺗطﺑﯾق ﻫذﻩ اﻟﻘواﻋد ﺗﻠﻘﺎﺋﻲ ﻻ ﯾﺣﺗﺎج إﻻ ﻟرﺿﺎ اﻷطراف‪ ،‬وﻗد ﺗﻌززت ﻫذﻩ‬

‫اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ﺑﻌد ﻓﺷل اﻟﺟﻬود اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻘﻧﯾن ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﻧﻘل اﻟدوﻟﻲ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻋﻠﻰ‬

‫ﺧﻠﻔﯾﺔ ﻓﺷل ﻣﺷروع ﻣؤﺗﻣر اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻟﻠﺗﺟﺎرة واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌروف ﺑﻣدوﻧﺔ ﺳﻠوك ﻧﻘل‬

‫اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‪. 2‬‬

‫ج ‪-‬ﻗﺎﻧون ﻧوﻋﻲ ﻣﺗﻧوع‬

‫ﻫو ﻗﺎﻧون ﺧﺎص ﺑﺎﻷطراف اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻓﻲ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻣﺣل اﻹﺑرام ﻓﻘط‪،‬‬

‫وﯾﺗﻐﯾر ﺑﺗﻐﯾر اﻷطراف وﺑﺗﻐﯾر اﻟﻌﻘود‪ ،‬وﻣرد ذﻟك إﻟﻰ أﻧﻪ‪:‬‬

‫‪ -‬ﻗﺎﻧون ﻣﻛون ﻣن اﻻﺷﺗراطﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻌﻬﺎ اﻷطراف ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣﺻﺎﻟﺣﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا‬

‫اﻟﻌﻘد وﻫﻲ ﺗﺧﺗﻠف ﻣن ﻋﻘد ﻧﻘل ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻷﺧر‪ ،‬وﺗﺣﺎول ﺑﻌض اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﺗﻧظﯾم ﻫذﻩ‬

‫‪1‬‬
‫أﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم ﺳﻼﻣﺔ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪. 173‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻋﺑد اﻟرؤوف ﺟﺎﺑر‪ ،‬اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ ﻋﻘود اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ )ط‪ ،1‬ﻟﺑﻧﺎن ‪ :‬دار اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ‪، (2005،‬ص ‪. 13‬‬

‫‪28‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫اﻻﺷﺗراطﺎت ﻣﺛل اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ‪ ،‬إﻻ أﻧﻪ ﺑﺷﻛل ﻋﺎم ﻻ ﯾزال اﻟوﺿﻊ ﺑﻌﯾد‬

‫ﺣﺗﻰ ﻧﺻل إﻟﻰ ﻗﺎﻧون ﻣوﺣد ﺛﺎﺑت ﻟﻌﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‪. 1‬‬

‫‪ -‬ﻋﺟز اﻟﻘواﻧﯾن اﻟوطﻧﯾﺔ ﻋن ﺗﻧظﯾم ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود اﻟﺣدﯾﺛﺔ وﻣﻧﻬﺎ ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ وذﻟك‬

‫ﻷﻧﻬﺎ ﻋﻘود ﻣرﻛﺑﺔ وﻟﯾﺳت ﻋﻘود ﺑﺳﯾطﺔ وﻻ ﯾوﺟد ﻧظﯾر ﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻟﻠدول وﻣﺛﺎل‬

‫ذﻟك ﻋﻘد اﻟﺳوق ﻓﻲ اﻟﯾد‪.‬‬

‫‪ -‬طﻐﯾﺎن ﻣﺑدأ اﻟﺣرﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻘود واﻻﺗﻔﺎﻗﺎت وﻫو أﺣد اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻣﺷﺗﻘﺔ ﻣن ﻣﺑدأ ﺳﻠطﺎن‬

‫اﻹرادة ﻓﻲ اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﻌطﻲ ﻫذا اﻟﻣﺑدأ ﻟﻺرادة اﻷطراف ﻛل اﻟﺣرﯾﺔ‬

‫ﻓﻲ إﺑرام اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ وﻓق اﻟﺷﻛل اﻟذي ﯾروﻧﻪ ﻣﻼﺋﻣﺎ ﻟﻣﺻﺎﻟﺣﻬم‪ ،‬وﻣﻊ ﺗﻌدد اﻷطراف‬

‫اﻟﻣﻣﺎرﺳﯾن ﻟﻠﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﺷﻬد ﻫذا اﻟﻣﺑدأ ﺗطﺑﯾﻘﺎت ﻣوﺳﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ‪2‬وﻣﻧﻬﺎ‬

‫ﻋﻣﻠﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‪.‬‬

‫‪ -‬وﻛذﻟك اﻟدور اﻟذي ﻟﻌﺑﺗﻪ اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت واﻟذي ﻟﻪ اﻷﺛر اﻟﺑﺎﻟﻎ ﻓﻲ ﺑﻘﺎء ﻫذا‬

‫اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ‪ ،‬ﺣﯾث ﻣن اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎﺗﻬﺎ أن ﺗﺟﻌل ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻗواﻋد ﻣﺗﻔرﻗﺔ ﺧﺎرﺟﺔ‬

‫‪1‬‬
‫ﺣﺳﺎم اﻟدﯾن اﻟﺻﻐﯾر‪ ،‬ﺗرﺧﯾص اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ وﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‪ ،‬ﻣﻘﺎل ﻣﻘدم ﻓﻲ اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ‬
‫)ﻋﻣﺎن‪ :‬ﻣﺳﻘط ‪ 24/23‬ﻣﺎرس ‪ ، 2004‬اﻟوﺛﯾﻘﺔ ‪ ،(09‬ص‪04‬‬
‫‪{ http://www.wipo.int/edocs/mdocs/arab/ar/wipo_ip_mct_04/wipo_ip_mct_04_9.doc } 125 ko‬‬
‫ﺗﺎرﯾﺦ اﻻطﻼع ‪. 2013/07/24:‬‬
‫‪2‬‬
‫أﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم ﺳﻼﻣﺔ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪.174‬‬

‫‪29‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫ﻋن ﻧطﺎق اﻟرﻗﺎﺑﺔ‪ ،‬وذﻟك ﺣﺗﻰ ﯾﺗﺳﻧﻰ ﻟﻬﺎ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﻗوة ﻣراﻛزﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ‬

‫ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‪. 1‬‬

‫‪-‬اﺧﺗﻼف ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻋن ﺳﺎﺋر اﻟﻌﻘود اﻟدوﻟﯾﺔ ﻣﺛل ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ اﻟدوﻟﻲ وﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ‬

‫ﻣﻐﺎﯾر ﻟﻬﻣﺎ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺗﺧﺗﻠف ﻋﻘود ﻧﻘل‬


‫ا‬ ‫اﻟدوﻟﯾﺔ‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺻﻔﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻌﻠﻪ‬

‫اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻬﺎ ﻋن ﺑﻌﺿﻬﺎ اﻟﺑﻌض‪ ،‬وﻫذا ﻣﺎ دﻓﻊ اﻟﺑﻌض ﻟﻠﻘول " أﻧﻪ ﻻ ﯾوﺟد‬

‫ﻋﻘدﯾن ﻟﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻣﺗﺷﺎﺑﻬﯾن وﺳﺑب ﻫذا اﻻﺧﺗﻼف ﻣردﻩ‪:‬‬

‫* اﺧﺗﻼف ﻧوع اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﯾﻧﻘﻠﻬﺎ ﻛل ﻋﻘد‪.‬‬

‫* ﻣدى ﺳرﯾﺔ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﯾﻧﻘﻠﻬﺎ ﻛل ﻋﻘد‬

‫* ﻣدى إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺳﯾطرة اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻣﺣل اﻟﻧﻘل‪.‬‬

‫‪ -‬دور اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ ﺣل ﻧزاﻋﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‪ ،‬ﺣﯾث أن اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻧزاﻋﺎت‬

‫ﯾﺳﻌﻰ إﻟﻰ إﯾﺟﺎد ﺣﻠول ﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ وﻟﯾس إﻟﻰ ﺗطﺑﯾق اﻟﻘﺎﻧون‪ ،‬وﻟذﻟك ﻛﻠﻣﺎ طرح ﻋﻠﯾﻪ ﻧزاع‬

‫ﯾﻘوم ﺑﺧﻠق ﻗواﻋد ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺟدﯾدة وﻫذا ﻣﺎ ﯾزﯾد ﺗﻧوع ﻫذا اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ‪.2‬‬

‫‪ 1‬أﺣﻣد ﺳﻲ ﻋﻠﻰ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.53‬‬

‫‪2‬‬
‫اﻟطﯾب زروﺗﻲ‪" ،‬ﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﻘواﻧﯾن ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻟدوﻟﯾﺔ"‪ ،‬اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻟﻠﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‪،‬ﻋدد ‪155‬‬
‫)اﻛﺗوﺑر‪ ،(1998‬ص‪.125‬‬

‫‪30‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫‪-‬ﺗﺗﻛون ﻣﻌظم ﻗواﻋد ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻣن اﻻﺷﺗراطﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻌﻘد اﻟﻣﺑرم وﻫذﻩ‬

‫اﻻﺷﺗراطﺎت ﺗﺻﺎغ ﺣﺳب ﻣﺗطﻠﺑﺎت ﻛل ﻋﻘد‪ ،‬وﻗد ﺗﺻل ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺣﯾﺎن إﻟﻰ ﺷﺑﻪ ﺗﻐطﯾﺔ‬

‫‪1‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﻌﻘد وﯾﺳﻣﻲ اﻷﺳﺗﺎذ ‪ JAKUBOWSKI‬ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺑﺎﻟﻛﻔﺎﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ ﻟﻠﻌﻘد‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬ﻋﻘد ذو ﺧﺻوﺻﯾﺔ ﻓﻲ اﻷطراف‬

‫ﯾﺗﻣﯾز ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻣن ﺣﯾث اﻷطراف ﺑﻌدم وﺿوح اﻟوﺻف اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻷطراﻓﻪ‬

‫ﺣﯾث ﻻ ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎر اﻟﻧﺎﻗل ﻣﺟرد ﺑﺎﺋﻊ واﻟﻣﻧﻘول إﻟﯾﻪ ﻣﺟرد ﻣﺷﺗري ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ ﻋﻘد‬

‫اﻟﺑﯾﻊ اﻟدوﻟﻲ‪ ،‬ﺣﯾث ﺗﺗﺟﺎوز اﻟﺗزاﻣﺎﺗﻬﻣﺎ وﺣﻘوﻗﻬﻣﺎ اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﺗزاﻣﺎت‬

‫وﺣﻘوق اﻟﺑﺎﺋﻊ واﻟﻣﺷﺗري ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ اﻟدوﻟﻲ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﻣﻛن إﻋﺗﺑﺎرﻫﻣﺎ ﻣﺟرد ﻣؤﺟر وﻣﺳﺗﺄﺟر‬

‫ﻛﻣﺎ ﻫو اﻷﻣر ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﺗﺄﺟﯾر اﻟدوﻟﻲ وﻛذا اﻷﻣر ﻣﻊ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟدوﻟﻲ وﻟم ﺗﺳﺗطﻊ ﺣﺗﻰ‬

‫اﻟﺻﯾﻎ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻌﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ وﺻف ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻣوﺣد ﻷطراف ﻋﻘد ﻧﻘل‬

‫اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‪ ،‬ﻓﻧﺟد ﻣﺛﻼ اﻟﻧﺎﻗل ﯾوﺻف ﺑﺄﻧﻪ ‪ :‬اﻟﻣﺟﻬز ‪ sapphier‬أو اﻟﻣرﺧص ‪ licenser‬أو‬

‫اﻟﻧﺎﻗل ‪ transferor‬أو اﻟﻣﺻدر ‪ exporter‬واﻟﻣﻧﻘول إﻟﯾﻪ ﯾوﺻف ﺑـ‪ :‬اﻟﻣﻛﺗﺳب ‪ acquiring‬أو‬

‫اﻟﻣﺳﺗورد ‪ importer‬أو اﻟﻣرﺧص ﻟﻪ ‪ licensee‬أو اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ‪.2 recipent‬‬

‫‪ 1‬أﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم ﺳﻼﻣﺔ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 51‬‬

‫‪ 2‬ﻧداء ﻛﺎظم ﻣﺣﻣد ﺟواد اﻟﻣوﻟﻰ‪ ،‬اﻵﺛﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻌﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ )ط‪، 1‬اﻷردن ‪ :‬دار واﺋل ﻟﻧﺷر‪،( 2003،‬ص‪.50‬‬

‫‪31‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫وﻗد ﺣﺎول ﻣﺷروع ﺗﻘﻧﯾن ﺳﻠوك ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺣﺳم ﻫذا اﻟوﺻف ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة‪01‬‬

‫ﺣﯾن وﺻف اﻟﻧﺎﻗل ﺑﺎﻟﻣﺟﻬز واﻟﻣﻧﻘول إﻟﯾﻪ ﺑﺎﻟﻣﺗﻠﻘﻲ وﻋرف ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﻣﺎدة اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﺑـ "ﺻﺎﺣب‬

‫اﻟﺣق ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل واﺳﺗﻐﻼل ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻣﻌﯾﻧﺔ وﻛذﻟك اﺳﺗﻌﻣﺎل أو اﺳﺗﻐﻼل اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ‬

‫ﺑﻬذﻩ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ " وﻋرف أﯾﺿﺎ اﻟﻧﺎﻗل ﺑﺄﻧﻪ " اﻟﻣﺟﻬز وﻫو اﻟطرف اﻟذي ﯾﻧﻘل ﺑﻣوﺟب اﺗﻔﺎق‬

‫ﻛﻌﻘد اﻟﺗرﺧﯾص أو ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ أو ﻋﻘد أﺧر ﻛﺎﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ واﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ أو أﺣدﻫﻣﺎ* ﻟﻛن‬

‫رﻏم ذﻟك ﻟم ﺗزل ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة اﻟﻐﻣوض ﺣول اﻟوﺻف اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻷطراف ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‪،‬‬

‫وﺑﻘﻲ وﺻف اﻷطراف ﻣﺗﻧوﻋﺎ ﻣن ﻋﻘد ﻷﺧر‪ ،‬وﯾرد ﻓﻘﻬﺎء اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻫذﻩ‬

‫اﻟظﺎﻫرة إﻟﻰ ﻛون اﻟﻌﻘد ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻪ ﻋﻘد ﻣرﻛب وﻟﯾس ﺑﺳﯾط وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺟﻌل اﻷطراف ﺗﻠﺗزم‬

‫ﺑﺑﻌض اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ﻏﯾر اﻟﻣﻌﻬودة ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺑﺳﯾطﺔ‪. 1‬‬

‫* اﻟﻣﺎدة ‪ 01‬ﻣن ﻣﺷروع ﺗﻘﻧﯾن اﻟﺳﻠوك ﻟﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ‪ 20 ،‬دﯾﺳﻣﺑر ‪ 1978‬ﻟﻬﯾﺋﺔ اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ﻧداء ﻛﺎظم ﻣﺣﻣد ﺟواد اﻟﻣوﻟﻰ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪. 59‬‬

‫‪32‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬ﻋﻘد ذو ﺧﺻوﺻﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﻫداف‬

‫ﺗﺧﺗﻠف ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻋن ﺳﺎﺋر اﻟﻌﻘود اﻟدوﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻷﻫداف‪ ،‬ﺣﯾث‬

‫إذا ﻛﺎن ﻫدف اﻷطراف ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ اﻟدوﻟﻲ ﻫو اﺳﺗﻔﺎدة اﻟﻣﺷﺗري ﻣن اﻟﻣﺑﯾﻊ واﺳﺗﻔﺎدة اﻟﺑﺎﺋﻊ‬

‫ﻣن اﻟﺛﻣن‪ ،‬ﻓﺈن اﻷﻣر ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود ﻣﺧﺗﻠف‪ ،‬ﺣﯾث ﯾرﺳم ﻛل طرف ﻟﻧﻔﺳﻪ أﻫداف ﻗرﯾﺑﺔ‬

‫وأﻫداف ﺑﻌﯾدة‪ ،‬وﺑﺷﻛل ﻣوﺟز ﯾﻣﻛن ﻟﻧﺎ ﺣﺻرﻫﺎ ﻓﻲ ﻫدﻓﯾن أﺳﺎﺳﯾن ‪:‬‬

‫أ ‪-‬رﻏﺑﺔ اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﻓﻲ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق ﺗﻧﻣﯾﺔ ﺳواء ﺟزﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﺧﺗﺻﺎص‬

‫ﺗﻠك اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ أو ﻛﻠﯾﺔ ﻓﺗﻛون ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ و‪ ...‬اﻟﺦ‪ ،1‬وﻟذﻟك ﺗﻔﺿل اﻟدول‬

‫اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ آﻟﯾﺔ اﻟﻌﻘود اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺣﯾث ﺗﺿﻣن ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود‪:‬‬

‫‪ -‬ﻧﻘل ﺳرﯾﻊ وﻓﻌﺎل ﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺑﻌﯾد ﻋن اﻹﺟراءات واﻟﺷﻛﻠﯾﺎت اﻟﻣﻌﻬودة ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت‬

‫اﻟدوﻟﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬ﺣرﯾﺔ اﻟطرف اﻟﺑﺎﺣث ﻋن اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻓﻲ اﺧﺗﯾﺎر ﺑﯾن اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎت اﻟﻣطروﺣﺔ اﻟﺗﻲ‬

‫ﺗﺗﻣﺎﺷﻰ ﻣﻊ اﺣﺗﯾﺎﺟﺎﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‪ ،‬وﻟذﻟك أطﻠق ﺑﻌض رﺟﺎل اﻟﻘﺎﻧون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ‬

‫اﻟﻌﻘود ﺑﻌﻘود اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‪. 2‬‬

‫ﻋﺑد اﻟرؤوف ﺟﺎﺑر ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪. 20‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ‪ ،‬ص‪. 23‬‬


‫‪2‬‬

‫‪33‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫ب ‪-‬رﻏﺑﺔ ﻧﺎﻗل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻓﻲ ﺿﻣﺎن ﺳﯾطرﺗﻪ اﻟداﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻠك اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ رﻏم ﻋﻣﻠﯾﺎت‬

‫اﻟﻧﻘل‪ ،‬أو ﻣﺎ ﯾﺻطﻠﺢ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻔوق اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ‪ ،1‬وﺑﯾن ﻫذا اﻟﻣد واﻟﺟزر ﯾﻼﺣظ‬

‫أن اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ ﺣﺎول أن ﯾراﻋﻲ ﻣﺻﺎﻟﺢ ﻛﻼ اﻟطرﻓﯾن وذﻟك ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 13‬ﻣن ﻣﯾﺛﺎق‬

‫ﺣﻘوق اﻟدول وواﺟﺑﺎﺗﻬﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﺻت ﻋﻠﻰ ﺣق اﻟدول ﺑﺎﻻﻧﺗﻔﺎع ﻣن اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫ﻟﺗﺣﻘﯾق ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة ﺣﻘوق ﺣﺎﺋزي وﻣوردي ﻫذﻩ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‪ ،‬إﻻ أن‬

‫اﻟﻣراﻗب ﻟﻠﺳوق اﻟدوﻟﻲ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ورﻏم اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺣﺎوﻟت إﻗﺎﻣﺔ ﺗوازن ﺑﯾن‬

‫ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻷطراف‪ ،‬ﯾﻼﺣظ أن اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﻠﻘﯾﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗﻛون اﻟطرف اﻟﺧﺎﺳر‬

‫أو اﻷﻗل ﻣﻛﺳﺑﺎ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود ‪2‬وذﻟك ﻟﺳﺑﺑﯾن ﻫﺎﻣﯾن‪:‬‬

‫‪-1‬اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت اﻟطرف اﻟﻧﺎﻗل‬

‫ﻛﻣﺎ ﺳﺑق اﻹﺷﺎرة ﻓﺈن ﻟﻛل طرف ﻓﻲ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ أﻫداﻓﻪ وﻣﻧﻬﺎ اﻟﻧﺎﻗل‪ ،‬وﻗد دﻟت‬

‫إﺣدى اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻣت ﺑﻬﺎ اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ أن أﻏﻠب اﻟﻧﺎﻗﻠﯾن‬

‫اﻟدوﻟﯾﯾن ﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻫم ﺷرﻛﺎت ﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت‪ ،‬وﺑدورﻫﺎ ﺗطﻣﺢ ﻫذﻩ اﻟﺷرﻛﺎت ﻣن وراء ﻫذﻩ‬

‫اﻟﻌﻘود إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق أﻫداﻓﻬﺎ اﻟﻘرﯾﺑﺔ واﻟﺑﻌﯾدة واﻟﺗﻲ ﺗﺗراوح ﺑﯾن أﻫداف ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻧذﻛر‬

‫ﻣﻧﻬﺎ‪:‬‬

‫أﺣﻣد ﺳﻲ ﻋﻠﻰ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪. 41‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﻋﺑﺎﺑﺳﺔ ﺣﻣزة ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.43‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪34‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫‪-‬اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻟﻠدول اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﻧﺷﺎطﻬﺎ ﻟﺿﻣﺎن ﺳﯾرﻫﺎ ﻣﻊ ﻣﺻﺎﻟﺣﻬﺎ‪.‬‬

‫‪-‬ﻏزو اﻷﺳواق اﻟﻣﻐﻠﻘﺔ أﻣﺎم ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻬﺎ ﺑطرﯾق ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة وﺧﻠق ﺗﺑﻌﯾﺔ ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻓﯾﻬﺎ‪.‬‬

‫‪-‬ﻧﻘل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎج واﻷﻋﺑﺎء اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﯾز‬

‫ﺑﺎﻟﺗﻘﻠب ﻣﻣﺎ ﯾﻬدد ﻫﺎﻣش اﻟرﺑﺢ ﻓﯾﻬﺎ واﺣﺗﻔﺎظ اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت ﺑﺎﻟرﺑﺢ اﻟﺻﺎﻓﻲ‬

‫اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋن ﺗراﺧﯾص اﺳﺗﻐﻼل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ واﻟﻐﯾر ﻗﺎﺑل ﻟﻠﺗﻘﻠب‪. 1‬‬

‫‪-‬ﻛﺳب ﻣﯾدان ﺟدﯾد ﻟﺗطﺑﯾق ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت ﯾﺿﻣن اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ‬

‫اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ ﻟﺗﻠك اﻟﺷرﻛﺔ واﺳﺗﻬﻼك ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻬﺎ‪.‬‬

‫‪-2‬ﻗﻠﺔ ﺧﺑرة اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﻠﻘﯾﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺑق ﻣرﺣﻠﺔ إﺑرام‬

‫اﻟﻌﻘد‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾﻧﺟم ﻋﻧﻪ إﺑرام ﻋﻘود ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺷروط ﯾﺻﻌب ﻣﻌﻬﺎ اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫أو ﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف اﻟﺗﻲ ﻧﻘﻠت ﻣن أﺟﻠﻬﺎ‪ ،2‬وﻛﻧوع ﻣن اﻟﺣل ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﺳﺗﺣدﺛت آﻟﯾﺎت‬

‫وأﺟﻬزة دوﻟﯾﺔ ﻣﺧﺗﺻﺔ ﻓﻲ إﻋطﺎء اﻻﺳﺗﺷﺎرات ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‪ ،‬وذﻟك ﻋﺑر‬

‫ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻌﻘود اﻟﻧﻣوذﺟﯾﺔ واﻟﺻﯾﻎ اﻟﻌﺎﻣﺔ ودﻟﯾل ﻟﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‪ ،‬وﻣن ﻫذﻩ اﻷﺟﻬزة ﻧﺟد‬

‫أﺣﻣد ﺳﻲ ﻋﻠﻰ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪. 42‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﻋﺑﺎﺑﺳﺔ ﺣﻣزة ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.44‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪35‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟدوﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ ‪ UNIDO‬وﻣﻧظﻣﺔ اﻷﻣم‬

‫اﻟﻣﺗﺣدة ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ‪ WIPO‬وﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ ﻧﺟد اﻟﻣﺟﻠس اﻻﻗﺗﺻﺎدي‬

‫ﻷوروﺑﺎ وﻧﺟد أﯾﺿﺎ اﻟﻣﺟﻠس اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻹﻓرﯾﻘﯾﺎ اﻟذي ﺗﻔرﻋت ﻋﻧﻪ ﻟﻬذا اﻟﺳﺑب ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن‬

‫اﻷﺟﻬزة اﻟﻔرﻋﯾﺔ ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ‪ARCEDEM – AAST – AIDMO-OARCT - ARCSE :‬‬

‫وﻋﻠﻰ ﺻﻌﯾد اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻧﺟد أﯾﺿﺎ ﻟﻬذا اﻟﻐرض ‪ . AIHTTR – ARSO -:‬وﻋﻠﻰ ﺻﻌﯾد‬

‫اﻟدول اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻧﺟد‪.1COMISTIC :‬‬

‫وﻟﻛن ﻣﺎ ﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﻪ ﻋﻧد ﻧﻬﺎﯾﺔ ﻫذا اﻟﻌﻧﺻر أن ﺗﺣﻘﯾق اﻟدول ﻷﻫداﻓﻬﺎ ﻣن ﻋﻘود ﻧﻘل‬

‫اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﺑرﻣﻬﺎ ﺗﺳﺗوﺟب أﻫﻠﯾﺔ ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗد‪ ،‬وذﻟك ﺗﻔﺎدﯾﺎ ﻟﻠﺗورط‬

‫ﻓﻲ ﻋﻘود ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟدول أﻛﺑر ﺧﺎﺳر ﻣﻧﻬﺎ‪.‬‬

‫‪ 1‬ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ‪ ،‬ص‪.45‬‬

‫‪36‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬أﻧواع ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫ﺗﺗﻧوع ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻣن ﺣﯾث اﻟﺷﻛل واﻟﻣﺿﻣون‪ ،‬وﻗد ﺳﺎﻫﻣت ﻋدة ﻋواﻣل ﻓﻲ‬

‫ﻫذا اﻟﺗﻧوع وأﻫﻣﻬﺎ‪ ،‬ﺗﻔﺎوت اﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟدول ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‪ ،‬وﻟﻘد ﺷﻛل ﻫذا‬

‫اﻟﺗﻧوع ﻣﺎدة ﺧﺻﺑﺔ ﻟﻠﻔﻘﻪ‪ ،‬اﻟذي ﺣﺎول ﺗﺻﻧﯾف ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود إﻟﻰ ﻓﺋﺎت وﻣن ﺑﯾن اﻟذي ﻗﺳم ﻋﻘود‬

‫ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ إﻟﻰ ﻗﺳﻣﯾن‪ PHILIP KHAN ،‬اﻟﺗﺻﻧﯾﻔﺎت ﻧذﻛر ﺗﺻﻧﯾف اﻟﻔﻘﯾﻪ اﻟﻘﺳم اﻷول ‪:‬‬

‫ﻋﻘود ﻣوﺿوﻋﻬﺎ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻣﺛل ﻋﻘد ﺑﯾﻊ اﻵﻻت وﻗطﻊ اﻟﻐﯾﺎر وﺑﯾﻊ اﻟوﺣدات اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ وﻋﻘود‬

‫اﻟﺗﻌﺎون اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ‪ ،‬واﻟﻘﺳم اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪:‬ﻋﻘود ﻫدﻓﻬﺎ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ اﻛﺗﺳﺎب اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻣﺛل ﻋﻘود ﺗﻧظﯾم‬

‫اﻟﻣﺷروﻋﺎت وﻋﻘود ﺗﻛوﯾن ٕواﻋداد اﻹطﺎرات اﻟﻔﻧﯾﺔ وﻋﻘود اﻟﻣﺳﺎﻋدات اﻟﻔﻧﯾﺔ‪ ،‬وﻋﻘود اﻟﺑﺣث‬

‫واﻟﺗطوﯾر‪ .‬ﻛﻣﺎ ﻗﺎم اﻟﻔﻘﻪ اﻟﺣدﯾث ﺑﺗﻘدﯾم ﺗﺻﻧﯾﻔﺎت أﺧرى ﻟﻌﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ‬

‫أﺳﺎس اﻟﺑﻧﺎء اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻌﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‪ ،‬وﺑذﻟك ﺗﻘﺳم ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود ﺣﺳب ﻫذا اﻟﺗﺻﻧﯾف إﻟﻰ‬

‫ﺛﻼث ﻓﺋﺎت ‪:‬ﻋﻘود ﺑﺳﯾطﺔ ﻟﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ وﻋﻘود ﻣرﻛﺑﺔ ﻟﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ وﻋﻘود اﻟﺗﻌﺎون‬

‫اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ‪ ،1‬وﻫذا ﻫو اﻟﺗﺻﻧﯾف اﻟذي أﻋﺗﻣد ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺑﺣث ﻓﻲ ﺗﺑﯾﺎن أﻧواع ﻋﻘود ﻧﻘل‬

‫اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ وﻣوﻗف اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ ﻣﻧﻬﺎ‪.‬‬

‫ﺻﻼح اﻟدﯾن ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن‪،‬ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ دراﺳﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﺧﺎص واﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟدوﻟﻲ‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪. 89‬‬

‫‪37‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﺑﺳﯾطﺔ‬

‫ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﻌﻘد اﻟﺑﺳﯾط ﻟﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ذﻟك اﻻﺗﻔﺎق اﻟذي ﯾﻠﺗزم ﺑﻣوﺟﺑﻪ ﻣﺻدر‬

‫اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻧﺣو ﻣﺗﻠﻘﻲ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺑﺄداء ﻫو ﻧﻘل اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ وﻓق أﺷﻛﺎل ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪،‬‬

‫ﺗرﺧﯾص‪ ،‬ﻣﺳﺎﻋدة‪ ،‬ﺗدرﯾب‪ ،‬أو ﺗﻧظﯾم‪ ،1‬وﻣن اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺻﻧﻔﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻔﺋﺔ‪:‬‬

‫أوﻻ‪ :‬ﻋﻘد ﺗرﺧﯾص اﺳﺗﻐﻼل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫ﯾﻌﺗﺑر ﻋﻘد ﺗرﺧﯾص اﺳﺗﻐﻼل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻣن أﻛﺛر ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺷﯾوﻋﺎ وذﻟك‬

‫ﻟﻘﻠﺔ ﺗﻛﻠﻔﺔ ﻫذا اﻟﻌﻘد ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻌﻘود اﻷﺧرى‪ ،‬وﻫذا ﻣﺎ ﯾدﻓﻊ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ذات اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬

‫اﻟﻣﺣدودة ﻟﺗﻔﺿﯾﻠﻪ ‪ ،2‬ﻓﻣﺎ ﻫو ﺗﻌرﯾف ﻫذا اﻟﻌﻘد ؟ ‪.‬وﻣﺎ أﻫﻣﯾﺗﻪ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ؟‪.‬‬

‫أ ‪-‬ﺗﻌرﯾف ﻋﻘود ﺗرﺧﯾص اﺳﺗﻐﻼل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫ﻟﻘد ﺗﻌددت اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟت ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘود وﻣن ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت ﻧذﻛر‪:‬‬

‫ﺗﻌرﯾف اﻷﺳﺗﺎذ ﻣﺣﺳن ﺷﻔﯾق اﻟذي ﻋرﻓﻪ ﺑـ " اﻹذن ﻟﻣﻧﺷﺄة وطﻧﯾﺔ ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل ﺣق ﻣﻣﻠوك‬

‫ﻟﻣﺷروع أﺟﻧﺑﻲ وﻗد ﺗﻛون طرﯾﻘﺔ اﺳﺗﺣدﺛﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ أو ﺗﺻﻣﯾﻣﺎ وﺿﻌﻪ ﻵﻟﺔ أو اﺧﺗراع‬

‫ﺻﺎﻟﺢ ﺑن ﺑﻛر اﻟطﯾﺎر‪ ،‬اﻟﻌﻘود اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ )ط‪ ،2‬ﻟﺑﻧﺎن ‪ :‬ﻣرﻛز اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌرﺑﻲ‪ -‬اﻷورﺑﻲ‪، (2003 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص ‪. 68‬‬

‫ﻧﻘس اﻟﻣرﺟﻊ‪ ،‬ص‪.69‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪38‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫اﺑﺗﻛرﻩ أو ﻧﻣوذج اﺑﺗدﻋﻪ‪ ،‬وﺳواء ﻓﻲ ذﻟك أﻛﺎن اﻟﺣق ﻣﺷﻣوﻻ أم ﻏﯾر ﻣﺷﻣوﻻ ﺑﺎﻟﺣﻣﺎﯾﺔ‬

‫اﻟﻣﻘررة ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ‪. " 1‬‬

‫ﻛﻣﺎ ﻋرﻓﻪ اﻷﺳﺗﺎذ ﻣﺎﺟد ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ﻋﻣﺎر ﺑﺄﻧﻪ " ﻋﻘد رﺿﺎﺋﻲ ﯾﺗم ﺑﯾن طرﻓﯾن ﯾﻣﻧﺢ‬

‫اﻟطرف اﻷول اﻟﻣﺳﻣﻰ اﻟﻣرﺧص إذﻧﺎ إﻟﻰ اﻟطرف اﻟﺛﺎﻧﻲ وﯾﺳﻣﻰ اﻟﻣرﺧص ﻟﻪ ﺑﺄن ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺣق‬

‫أو أﻛﺛر ﻣن ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﺗﻠك اﻟطرف اﻷول أﻫﻠﯾﺔ ﺣق اﺳﺗﻐﻼل ﻫذا اﻹذن‬

‫ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ ﺑﺷﻛل ﻏﯾر ﻗﺻري‪ 2‬وﻣن اﻟﺗﻌرﯾﻔﯾن اﻟﺳﺎﺑﻘﯾن ﻧﺳﺗﺧﻠص أن ﻋﻘد ﺗرﺧﯾص اﺳﺗﻐﻼل‬

‫اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ ﻋﻧﺻرﯾن ﻫﺎﻣﯾن‪:‬‬

‫‪ -‬ﺗرﺧﯾص اﺳﺗﻐﻼل وﻗد ﻋرف اﻟﻔﻘﻪ اﻟﺗرﺧﯾص ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ أوﻟﻰ ﺑﺄﻧﻪ " ﺣق ﯾﻌطﻰ ﻣن ﺳﻠطﺔ‬

‫ﻣﺧﺗﺻﺔ ﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻋﻣل ﻻ ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺷروﻋﺎ دون ﻫذا اﻟﺗرﺧﯾص " وﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ﻋرﻓﻬﺎ ﺑـ "‬

‫إذن ﻣن طرف ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣرﺧص اﻟﺣﺎﺋز اﻷﺻﻠﻲ ﻟﻠﺣق ﺳواء ﻛﺎن ﺷﻔﺎﻫﺔ أو ﻛﺗﺎﺑﺔ ﺑﻣﻘﺎﺑل‬

‫أو ﺑدون ﻣﻘﺎﺑل ﺻراﺣﺔ أو ﺿﻣﻧﯾﺎ ﻟﺻﺎﻟﺢ طرف أﺧر ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣرﺧص ﻟﻪ ﺑﺎﺳﺗﻐﻼل‬

‫ﻋﻧﺻر ﻣن ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‪. " 3‬‬

‫‪1‬‬
‫ﻣﺣﺳن ﺷﻔﯾق‪ ،‬اﻟﻣﺷروع ذو اﻟﻘوﻣﯾﺎت اﻟﻣﺗﻌددة )ﺑدون طﺑﻌﺔ‪ ،‬ﻣﺻر‪ :‬اﻟﻧﺎﺷر ﻣطﺑﻌﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫرة‪ ،(1978 ،‬ص ‪. 44‬‬

‫‪2‬‬
‫ﺻﻼح اﻟدﯾن ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن‪،‬ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ دراﺳﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﺧﺎص واﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟدوﻟﻲ‪،‬‬

‫اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪. 95‬‬

‫‪3‬‬
‫ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ‪ ،‬ص ‪.54‬‬

‫‪39‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫‪-‬أن ﯾﻧﺻب اﻟﺗرﺧﯾص ﻋﻠﻰ أﺣد ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﻬﺎ ﻣﺛل ﺑراءات اﻻﺧﺗراع‪،‬‬

‫اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻔﻧﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻣﺳﺎﻋدات اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ‪ ،‬اﻷﺳرار اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺗﺻﻣﯾﻣﺎت اﻟﻬﻧدﺳﯾﺔ‪.‬‬

‫‪-2‬ﺗﻘﯾﯾم ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‪.‬‬

‫ﻟﻘد دﻟت إﺣدى اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻣت ﺑﻬﺎ أﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ ﺑﻣﺻر أن أﻛﺛر‬

‫ﻣن ‪ 20%‬ﻣن اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ إﻟﻰ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺗﻣت ﻋﺑر ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود‪ ،1‬وﻗد ﻋرﻓت ﻫذﻩ‬

‫اﻟﻌﻘود ﺗطورا ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻧﻘل اﻟدوﻟﻲ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺣﯾث ﻟم ﺗﺑق ﻋﻘودا ﺑﯾن اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ‬

‫واﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﻘط ﺑل ﺣﺗﻰ ﺑﯾن اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﺎ واﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﺎ ﻧظرا ﻻﻧﺧﻔﺎض‬

‫ﺗﻛﻠﻔﺔ ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود إﻻ أن اﻟدراﺳﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﯾدان اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺗﻔﯾد أن ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن‬

‫اﻟﻌﻘود ﻻ ﯾﻌطﻲ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣرﺟوة ﻣﻧﻪ إﻻ ﺑﺗوﻓر ﺷرط ﻣﻬم ﻓﻲ اﻟطرف اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ وﻫو‬

‫اﻷﻫﻠﯾﺔ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ‪ 2‬وﯾﻘﺻد ﺑﺎﻷﻫﻠﯾﺔ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ أي اﻟﻣﻘدرة واﻟﻛﻔﺎءة وﺗﻣﻛن ﻫذا اﻟطرف ﻣن‬

‫اﺳﺗﻐﻼل ﻫذا اﻟﺗرﺧﯾص اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ وﻣﻌرﻓﺔ ﺟﻣﯾﻊ ﺗﻔﺎﺻﯾﻠﻪ واﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﯾﻪ وﺗطوﯾرﻩ‪ ،‬وﻫذا ﻣﺎ‬

‫ﺗﻔﺗﻘر إﻟﯾﻪ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ وﻟذﻟك ﻓﺈن ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود ﺗزﯾد ﻣن ﺗﺑﻌﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟدول ﻟﻠدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻓﻲ‬

‫اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ‪ 3‬ﻛﻣﺎ أن ﺳﯾطرة واﺣﺗﻛﺎر اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت ﻟﻣﻌظم ﺑراءات‬

‫اﻻﺧﺗراع واﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻔﻧﯾﺔ‪ ،‬ﯾﺿﻊ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻣرﻛز ﺿﻌﯾف ﻓﻲ اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺑق‬

‫ﻋﺑﺎﺑﺳﺔ ﺣﻣزة ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.47‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫ﺳﻌﯾد ﻋﺑد اﻟﻐﻔﺎر أﻣﯾن ﺷﻛري‪ ،‬اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻌﻘود ) ط‪ ،1‬ﻣﺻر‪:‬دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ ‪ ،(2007،‬ص ‪. 205‬‬

‫‪3‬‬
‫ﻣﺣﺳن ﺷﻔﯾق‪،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪. 49‬‬

‫‪40‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫إﺑرام ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾدﻓﻌﻬﺎ ﻹﺑرام ﻋﻘود ذات ﺷروط ﻣﺟﺣﻔﺔ ﻓﻲ ﺣﻘﻬﺎ ﻻ ﺗﺳﺎﻋدﻫﺎ ﻋﻠﻰ‬

‫اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺣظرﻩ اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ ﻓﻲ أﻛﺛر ﻣن ﻧص* ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪:‬ﻋﻘد اﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻔﻧﯾﺔ‬

‫ﯾﻘﺻد ﺑﻌﻘد اﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻔﻧﯾﺔ ذﻟك اﻟﻌﻘد اﻟرﺿﺎﺋﻲ اﻟذي ﯾﻠﺗزم ﻓﯾﻪ اﻟﻧﺎﻗل ﺑﺗﻘدﯾم ﻣﻌﻠوﻣﺎت‬

‫اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ذﻫب اﻟﺑﻌض ﻓﻲ ﺗﺑﯾﺎن ﻣﻔﻬوم ﻫذا اﻟﻌﻘد ﻟﻠﻘول أﻧﻪ" ﻋﻘد ﯾﻘوم‬

‫ﻓﯾﻪ اﻟﻧﺎﻗل ﺑﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﻓﻲ اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ " وﻫذا ﻣﺎ ﺟﺳدﺗﻪ ﺑﻌض‬

‫اﻟﻣواد اﻟواردة ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻌﻘود اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‪ ،‬ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻔﻘرة ‪ 04‬ﻣن‬

‫اﻟﻌﻘد اﻟﻣﺑرم ﺑﯾن اﻟﺷرﻛﺔ اﻟﺳﻌودﯾﺔ ﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﻣﺣﺎور وﺷرﻛﺔ ﻓوﻟﻛس ﻓﺎﻏن اﻷﻟﻣﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺗﻲ ﺟﺎء‬

‫ﻓﯾﻬﺎ" أﻧﻪ ﻣن اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ أن ﺗﻌﻬد ﺷرﻛﺔ ﻓوﻟﻛس ﻓﺎﻏن ﺑﻧﻘل اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺷرﯾﻛﺗﻬﺎ‬

‫اﻟﺳﻌودﯾﺔ ﺑﻬدف ﺗﻘدﯾم اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻟﺧطﺔ ﺑﻧﺎء ٕواﻧﺷﺎء وﺣدة ﺻﻧﺎﻋﯾﺔ" ‪ ،‬وأﯾﺿﺎ اﻟﻣﺎدة ‪ 05‬ﻣن‬

‫اﻟﻌﻘد اﻟﻣﺑرم ﺑﯾن ﺷرﻛﺔ رﻧو اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ وﺷرﻛﺔ ‪ Industriel Import‬اﻟﺗﻲ ﻧﺻت ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﺗﻘدم‬

‫ﺷرﻛﺔ رﻧو إﻟﻰ ﺷرﻛﺔ ‪ Industriel Import‬اﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺻﻧﻊ اﻟﺳﯾﺎرات‬

‫ﻣوﺿوع اﻟﻌﻘد ﺑﺎﻟﻛﻣﯾﺔ واﻟﻧوﻋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ ‪ ،1‬وﯾرى ﺑﻌض اﻟﻣﺧﺗﺻﯾن ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ‬

‫اﻟﻣﺎدة ‪ 40‬ﻣن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ )‪. 1994 (trips‬‬ ‫*‬

‫ﺻﺎﻟﺢ ﺑن ﺑﻛر اﻟطﯾﺎر ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪. 68 ، 67‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪41‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫أن ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘود ﯾﻬدف إﻟﻰ اﻟﺣﺻول اﻟﻛﺎﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‪ ،‬وﯾﺳﺎﻋد ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر‬

‫ﻓﻲ إﻧﺷﺎء أﻫﻠﯾﺔ ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ ﻟدى اﻟطرف اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ‪. 1‬‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬ﻋﻘد اﻟﺗﺄﻫﯾل واﻟﺗدرﯾب‬

‫ﯾﻌﺗﺑر ﻋﻘد اﻟﺗﺄﻫﯾل واﻟﺗدرﯾب ﻣن اﻟﻌﻘود اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺻب ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺑﺷري‪ ،‬وذﻟك‬

‫ﺑﺗﻛوﯾن ﻛﻔﺎءات اﻟطرف اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‪ ،‬وﯾﻘﺻد ﺑﻌﻘد اﻟﺗﺄﻫﯾل واﻟﺗدرﯾب ذﻟك اﻟﻌﻘد اﻟذي‬

‫ﯾﺗﻌﻬد ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻩ اﻟﻧﺎﻗل ﺑﻧﻘل ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻣﻌﺎرف اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ واﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻼزﻣﺔ إﻟﻰ اﻟطﺎﻗم اﻟﻔﻧﻲ‬

‫ﻟﻠطرف اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ وﻫذا ﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺑطرﯾﻘﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ‪ ،2‬وﻫذا اﻟﺗﺄﻫﯾل ﯾﺷﻣل اﻟﺗﺄﻫﯾل‬

‫اﻷﺳﺎﺳﻲ واﻟﺗﺄﻫﯾل اﻟﻣﺗﺧﺻص اﻷﻛﺛر ﺗﻘدﻣﺎ‪ ،‬وﯾﺄﺧذ ﺗﻧﻔﯾذ ﻫذا اﻟﻌﻘد ﻋدة ﺻور‪ ،‬ﻣﻧﻬﺎ إﻧﺷﺎء‬

‫ﻣﻌﺎﻫد‪ ،‬ﺗﻧظﯾم دورات ﺗﻛوﯾﻧﯾﺔ‪ ،‬ﺑﻌﺛﺎت ﺗﻛوﯾﻧﯾﺔ‪..‬إﻟﺦ‪ .‬وﯾﻼﺣظ أن ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘود ﯾﺳﺎﻋد‬

‫اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻘدرة اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟﺑﺷرﯾﺔ وﻫذا ﻣﺎ ﯾﻣﻬد ﻟﺳﯾطرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ‬

‫اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ إﻟﯾﻬﺎ ‪.3‬‬

‫ﺻﻼح اﻟدﯾن ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن‪،‬ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ دراﺳﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﺧﺎص واﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟدوﻟﻲ ‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪. 105 -102‬‬

‫ﺻﺎﻟﺢ ﺑن ﺑﻛر اﻟطﯾﺎر ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪. 69‬‬ ‫‪2‬‬

‫ﺻﻼح اﻟدﯾن ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن ‪ ،‬ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ دراﺳﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﺧﺎص واﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟدوﻟﻲ‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪. 106‬‬

‫‪42‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫راﺑﻌﺎ ‪:‬ﻋﻘد اﻟﺗﻧظﯾم‬

‫ﻧظرا ﻟﻧﺟﺎح اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ ﻟدى اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ وﺧﺻوﺻﺎ ﻋﻠﻰ‬

‫ﻣﺳﺗوى ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻬﯾﺎﻛل اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﺎﺳﺗﻐﻼل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‪ ،‬ﺗﻠﺟﺄ ﺑﻌض‬

‫اﻟدول إﻟﻰ ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﻫذﻩ اﻟﺧﺑرات واﻟﻣﻌﺎرف اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺳﯾﯾر واﻟﺗﻧظﯾم‬

‫وذﻟك ﻛﺟزء ﻣن اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‪ ،‬وﻋﻘد اﻟﺗﻧظﯾم ﯾﺗﻣﯾز ﻋن اﻟﻌﻘود اﻷﺧرى أﻧﻪ ﻻ ﯾﺑرم إﻻ ﺑﻌد إﺟراء‬

‫دراﺳﺔ ﻣن اﻟطرف اﻟﻣورد ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺣول اﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ووﺳﺎﺋل وأﻫداف اﻟطرف‬

‫اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‪. 1‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣرﻛﺑﺔ‬

‫ﻟﻘد أدت اﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﻣﺗزاﯾدة ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻟدى اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ واﻻﺳﺗراﺗﺟﯾﺎت‬

‫اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ﻣن طرف اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى‪ ،‬إﻟﻰ ظﻬور أﻧواع ﺟدﯾدة ﻣن‬

‫اﻟﻌﻘود اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ وﻫﻲ ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺎﻟﻌﻘود اﻟﻣرﻛﺑﺔ ﻟﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‪ .‬وﺗوﺻف‬

‫ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺑذﻟك اﻻﺗﻔﺎق اﻟذي ﯾﻠﺗزم ﺑﻣوﺟﺑﻪ ﻧﺎﻗل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب‬

‫ﻧﻘل اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻔﻧﯾﺔ ﺑﺄداءات أﺧرى ﻟﻼزﻣﺔ ﻻﺳﺗﻐﻼل ﻫذﻩ اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻔﻧﯾﺔ أو أﻛﺛر ﻣن ذﻟك‬

‫ﺗﺷﻐﯾل ﻫذﻩ اﻟوﺣدات وﺿﻣﺎن ﺻدور اﻹﻧﺗﺎج ﻋﻧﻬﺎ أو ﺣﺗﻰ ﺗﺳوﯾق ﻫذا اﻟﻣﻧﺗﺞ‪ ،‬وﻣن ﺿﻣن‬

‫اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺻﻧﻔﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻔﺋﺔ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫ﺻﺎﻟﺢ ﺑن ﺑﻛر اﻟطﯾﺎر ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪. 70‬‬

‫‪43‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫أوﻻ‪ :‬ﻋﻘد اﻟﻣﻔﺗﺎح ﻓﻲ اﻟﯾد‬

‫ﺗﺟﻣﻊ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل إﻟﻰ أن اﻷﺳﺎس اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ﻟﻬذا اﻟﻌﻘد ﯾرﺟﻊ‬

‫إﻟﻰ ﻣﺎ ﺑﻌد ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﺣرب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬ﺣﯾث اﺳﺗﻌﻣل ﻫذا اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﻌﺎﻗدي ﻣن طرف‬

‫اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻟدول اﻟﺣﻠﯾﻔﺔ واﻟﻣﺣطﻣﺔ ﻣن ﺟراء اﻟﺣرب‪ ،‬وذﻟك ﻹﻋﺎدة‬

‫ﺑﻧﺎء ﻗﺎﻋدﺗﻬﺎ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ وﻫذا ﺿﻣن ﻣﺷروع ﻣﺎرﺷﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺳﻧﺔ ‪ ، 1947‬ﺛم اﻧﺗﺷر‬

‫اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻫذا اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﻌﺎﻗدي ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺑﯾن اﻷطراف اﻟﺣﺎﺋزة ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫واﻟﻣﺗﻠﻘﯾﺔ ﻟﻬﺎ‪ ،‬وﻋرف ﻫذا اﻟﻧظﺎم ذروة اﺳﺗﻌﻣﺎﻻﺗﻪ ﺧﻼل ﻓﺗرة اﻟطﻔرة اﻟﻧﻔطﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﺳﺗﻔﺎدت‬

‫ﻣﻧﻬﺎ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟﻣﺻدرة ﻟﻠﻧﻔط‪.1‬‬

‫أ ‪-‬ﺗﻌرﯾف ﻋﻘد اﻟﻣﻔﺗﺎح ﻓﻲ اﻟﯾد‬

‫ﻟﻘد ﺗﻌددت اﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟت اﻟﺗﻌرﯾف ﺑﻌﻘد اﻟﻣﻔﺗﺎح ﻓﻲ اﻟﯾد وﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ‬

‫ﻧﺟد اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﻘﺎﺋل ﺑﺄﻧﻪ " ﻋﻘد ﯾﻠﺗزم ﻓﯾﻪ ﻣورد اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺑﺄن ﯾﻘدم إﻟﻰ اﻟﻣﺷﺗري ﻣﺟﻣﻊ‬

‫ﺻﻧﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﺷﻐﯾل ﻣﻊ ﺗﺣﻣﻠﻪ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ ﻣن ﺗﺷﯾد اﻟﻣﺻﻧﻊ وﺿﻣﺎن اﻷداء‬

‫واﻟﺗﺷﻐﯾل‪ "2‬ﻛﻣﺎ ﻋرﻓﻪ اﻷﺳﺗﺎذ ‪ PHELEP FAUCHARD‬ﺑﺄﻧﻪ " ﻋﻘد ﯾﻠﺗزم اﻟﻣﻧﺷﺊ ﺑﻣوﺟﺑﻪ‬

‫ﻟﻘﺎء ﻋﺎﺋد ﻣﻌﯾن ﺑﺈﻧﺟﺎز وﺗورﯾد ﻣﻧﺷﺄة ﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﯾﺎة اﻟﺗﺷﻐﯾل إﻟﻰ ﻋﻣﯾل وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘدرات‬

‫‪1‬‬
‫ﻣﻌﺎﺷو ﻋﻣﺎر‪ ،‬اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻌﻘود اﻟﻣﻔﺗﺎح ﻓﻲ اﻟﯾد )ﺑدون طﺑﻌﺔ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪ :‬دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ‪،( 1995 ،‬‬
‫ص ‪39‬‬

‫‪2‬‬
‫ﺻﻼح اﻟدﯾن ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن ‪،‬اﻟﺗﺣﻛﯾم وﺗﻧﺎزع اﻟﻘواﻧﯾن ﻓﻲ ﻋﻘود ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.201‬‬

‫‪44‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫واﻟﻣوﺻﻔﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺑرﻫن ﻋﻠﯾﻬﺎ وﻗت ﺑدء اﻟﺗﺷﻐﯾل‪ "1‬ﻛﻣﺎ ﻋرﻓﻪ اﻷﺳﺗﺎذ ‪ G.BLANC‬ﺑﺄﻧﻪ‬

‫"ﻋﻘد ﯾﺑرم ﺑﯾن طرﻓﯾن أو أﻛﺛر ﻣﻘﺎﺑل ﺛﻣن ﺟزاﻓﻲ أو ﯾﺗﺣدد ارﺗﺑﺎطﺎ ﺑﺎﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪،‬‬

‫ﺗرﺗﺑط ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻩ اﻟﺷرﻛﺔ ﺑﺈﺟراء اﻟدراﺳﺎت وﺗﺻﻣﯾم وﺗﺷﯾد وﺣدة ﺻﻧﺎﻋﯾﺔ‪ ،‬ﺗﺿﻣن ﻟﻬﺎ اﻟﻘدرة‬

‫ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺗﺎج أﺛﻧﺎء ﻣدة اﻟﺗﺷﻐﯾل واﻻﺧﺗﺑﺎر ﺣﺗﻰ اﻟﺗﺳﻠﯾم اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ ‪.2‬‬

‫ب ‪-‬ﺻور ﻋﻘد اﻟﻣﻔﺗﺎح ﻓﻲ اﻟﯾد‬

‫ﻧظرا ﻻرﺗﺑﺎط ﻋﻘود اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺑﺷﻛل ﻋﺎم ﺑﺎﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻬدف اﻟذي ﺗرﻏب ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾﻘﻪ ﻛل‬

‫اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ظﻬرت ﺻورﺗﺎن ﻟﻌﻘد اﻟﻣﻔﺗﺎح ﻓﻲ اﻟﯾد وذﻟك ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻛﺑر ﻓﺎﺋدة ﻣن ﻫذا اﻟﻧظﺎم‬

‫اﻟﻌﻘدي‪ ،‬وﻫﻣﺎ‪:‬‬

‫‪ -‬ﻋﻘد اﻟﻣﻔﺗﺎح ﻓﻲ اﻟﯾد اﻟﺟزﺋﻲ اﻟﺑﺳﯾط أو اﻟﺗﻘﻠﯾدي‪ :‬ﻫو ﻧوع ﻣن ﻋﻘود اﻟﻣﻔﺗﺎح ﻓﻲ اﻟﯾد ﯾﻬدف‬

‫إﻟﻰ إﻧﺷﺎء وﺣدة ﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻣن طرف ﻣورد اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻣﻊ اﺣﺗﻔﺎظ اﻟطرف اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﺑﺑﻌض‬

‫اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﯾرى أﻧﻪ ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻟﻣﺷروع وﻓق ﻗدراﺗﻪ‬

‫اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻣﺛل ‪:‬اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺣﺿﯾرﯾﺔ ﻹﻧﺟﺎز اﻟﻣﺷروع‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫ﺻﻼح اﻟدﯾن ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن‪،‬ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ دراﺳﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﺧﺎص واﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟدوﻟﻲ ‪،‬‬

‫اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪. 116‬‬

‫‪2‬‬
‫ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ‪ ،‬ص ‪.121‬‬

‫‪3‬‬
‫ﻧﺻﯾرة ﺑوﺟﻣﻌﺔ ﺳﻌدي‪ ،‬ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺗﺑﺎدل اﻟدوﻟﻲ )رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراﻩ ﻏﯾر ﻣﻧﺷورة( ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪،‬‬
‫‪ ،1987‬ص‪.63‬‬

‫‪45‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫‪ -‬ﻋﻘد اﻟﻣﻔﺗﺎح ﻓﻲ اﻟﯾد اﻟﺷﺎﻣل اﻟﺛﻘﯾل ﻋﻠﻰ ﻋﻛس اﻟﻧوع اﻟﺳﺎﺑق ﻓﺈن اﻟﻣورد ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن‬

‫ﻋﻘود اﻟﻣﻔﺗﺎح ﻓﻲ اﻟﯾد ﯾﻠﺗزم ﺑﺄﻛﺛر ﻣن ﺗﺳﻠﯾم اﻟوﺣدة اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﺷﻐﯾل‪ ،‬ﺑل ﯾﻠﺗزم‬

‫ﺑﺗدرﯾب اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻓﻧﯾﺎ ﻻﻛﺗﺳﺎﺑﻬﺎ اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻔﻧﯾﺔ وﯾﻘوم ﺑﺗﻘدﯾم اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ‬

‫اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗﺷﻐﯾل ٕواﻧﺗﺎج اﻟوﺣدة اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ‪ ،‬ﺑﺷرط أن ﻻ ﯾﺗﻌﻬد ﺑﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﻧﺗوج ﺟﺎﻫزا ﻟﻠﻣﺗﻠﻘﻲ‬

‫ٕواﻻ ﺗﺣول إﻟﻰ ﻋﻘد ﺗﺳﻠﯾم اﻹﻧﺗﺎج‪ ،‬وﻣﻊ ذﻟك ﻫﻧﺎك ﻣن اﻟﻔﻘﻪ ﻣن ﯾرﻓض اﻟﺗﻔرﯾق ﺑﯾن ﻋﻘد‬

‫اﻟﻣﻔﺗﺎح ﻓﻲ اﻟﯾد اﻟﺛﻘﯾل وﻋﻘد ﺗﺳﻠﯾم اﻹﻧﺗﺎج ‪. 1‬‬

‫ج ‪-‬ﺗﻘﯾﯾم ﻋﻘد اﻟﻣﻔﺗﺎح ﻓﻲ اﻟﯾد‬

‫ﻟﻘد ﺷﺎع اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘود ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺑﯾن اﻟدول‬

‫اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ واﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ‪ ،‬وﺧﻼل ﺗﻠك اﻟﻔﺗرة ﺳﺟﻠت ﻟﻬذا اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﻌﺎﻗدي ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣزاﯾﺎ‬

‫ﻛﻣﺎ ﺳﺟﻠت ﻋﻠﯾﻪ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻧﻘﺎﺋص‪ .‬ﻓﻣن ﻣزاﯾﺎ ﻫذا اﻟﻌﻘد ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أﻧﻪ‬

‫ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻌﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻷﺧرى ﯾوﻓر اﻟﺟﻬود اﻟﻣﺑذوﻟﺔ ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺑﺣث واﻟﺗطوﯾر‬

‫واﻟﺗﺟرﯾب ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ واﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛﻠف ﻣﺑﺎﻟﻎ ﻛﺑﯾرة و ﺗﺳﺗﻐرق ﻓﺗرات زﻣﻧﯾﺔ‬

‫طوﯾﻠﺔ‪ .‬وﻣن ﻣزاﯾﺎ ﻫذا اﻟﻌﻘد أﯾﺿﺎ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ أﻧﻪ ﻋﻘد ﯾوﺣد ﻛل اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ‬

‫ﻋن ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻓﻲ ﺻك اﺗﻔﺎﻗﻲ واﺣد‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾﻧﻌﻛس إﯾﺟﺎﺑﺎ أوﻻ ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫اﻟﺗﻔﺎوض ﺣﯾث ﯾﺗم اﻟﺗﻔﺎوض ﻋﻠﻰ ﻛل ﻫذﻩ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت دﻓﻌﺔ واﺣدة‪ ،‬أﯾﺿﺎ ﯾﺳﻬل ﻫذا اﻟﻌﻘد ﺣل‬

‫‪1‬‬
‫ﺳﻌﯾد ﻋﺑد اﻟﻐﻔﺎر أﻣﯾن ﺷﻛري‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ص ‪.205‬‬

‫‪46‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﺔ وذﻟك ﻟﺳﻬوﻟﺔ ﺗﺣدﯾد أطراف اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻛس أﺳﻠوب ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫ﺑواﺳطﺔ اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺗﻌددة اﻟﺗﻲ ﺗﻛﺛر أطراﻓﻬﺎ وﯾﺻﻌب ﺗﺣدﯾد اﻷطراف اﻟﻣﺳؤوﻟﺔ‪.1‬‬

‫ﻟﻛن ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﯾﻌﺎب ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻌﻘد ﻋدة ﻧﻘﺎط ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ‪:‬‬

‫أﻧﻪ ﻋﻘد ﻋﺎﻟﻲ اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ وﻻ ﯾﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ اﻟﻘدرات اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻣﻌظم اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ‪.‬‬

‫ﻛﻣﺎ ﯾﻌﺎب ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻌﻘد ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺣﺳب اﻟﻔﻘﯾﻪ‪ PHELEP FAUCHARD‬أﻧﻪ‬

‫ﻻ ﯾﻣﺛل اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻟﻣﺛﻠﻰ ﻟﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‪ ،‬ﺣﯾث أن ﻣﺗﻠﻘﻲ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻻ ﯾﺗدﺧل ﺑﺎﻟﺷﻛل اﻟﻼزم‬

‫ﻻﺳﺗﻘﺑﺎل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻣﺛل اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ ﺗرﻛﯾب أﺟزاء اﻟوﺣدة اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﺣول‬

‫دون اﻛﺗﺳﺎب اﻟﺧﺑراء اﻟﻣﺣﻠﯾن ﺗﻔﺎﺻﯾل ﺗﻠك اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‪.‬‬

‫ﻛﻣﺎ أﺿﺎف ﺑﻌض ﻣﻧﺗﻘدي ﻫذا اﻟﻌﻘد ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﯾﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺑل ﯾﻧﻘل اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ أي ﻻ‬

‫ﯾﻧﻘل اﻟﻣﻌﺎرف واﻟﻔﻧﯾﺎت إﻧﻣﺎ ﯾﻧﻘل اﻟﻣواد واﻵﻻت اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎج‪ ،‬وﺑذﻟك ﻻ ﯾﻣﻛن‬

‫ﻟﻠﻣﺗﻠﻘﻲ اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ ﺗﻠك اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻟﯾﻧﺷﺄ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد أﻫﻠﯾﺗﻪ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ‪. 2‬‬

‫وﺧﻼﺻﺔ ﻫذا اﻟﺗﻘﯾﯾم أن ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺑواﺳطﺔ ﻋﻘد اﻟﻣﻔﺗﺎح ﻓﻲ اﻟﯾد ﻧﺳﺑﯾﺔ أي ﯾﻧﻘل‬

‫ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻟﻠطرف اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ دون أن ﯾﻛﺳﺑﻪ إﯾﺎﻫﺎ‪.‬‬

‫‪ 1‬ﺻﻼح اﻟدﯾن ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن‪،‬ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ دراﺳﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﺧﺎص واﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟدوﻟﻲ‪،‬‬

‫اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.131- 129‬‬ ‫‪،‬‬

‫‪47‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬ﻋﻘد اﻹﻧﺗﺎج ﻓﻲ اﻟﯾد‬

‫ﺗﻌد ﻋﻘود اﻹﻧﺗﺎج ﻓﻲ اﻟﯾد إﺣدى اﻟﺻور اﻟﺟدﯾدة ﻟﻧظﺎم اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻧﻘل‬

‫اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ وظﻬر ﻫذا اﻟﻌﻘد ﻛﻧﺗﯾﺟﺔ ﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗزاﯾدة إﻟﻰ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫اﻟﺟﺎﻫزة واﻟﻣﺿﻣوﻧﺔ اﻹﻧﺗﺎج‪ ،‬وﯾرد رﺟﺎل اﻟﻘﺎﻧون ﺗﺎرﯾﺦ ظﻬور ﻫذا اﻟﻌﻘد إﻟﻰ اﻟﺳﺗﯾﻧﺎت ﻣن‬

‫اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن وﺑﺎﻟﺿﺑط إﻟﻰ ﻓﺗرة ﺷﯾوع أﻓﻛﺎر اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟدوﻟﻲ اﻟﺟدﯾد اﻟذي ﯾﺳﻣﺢ‬

‫ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺑﺑﻠوغ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺟﺎﻻت*‪.‬‬

‫أ ‪-‬ﺗﻛﯾﯾف ﻋﻘد اﻹﻧﺗﺎج ﻓﻲ اﻟﯾد‬

‫رﻏم اﻧﺗﺷﺎر ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘود إﻻ أن ﺗﻛﯾﯾﻔﻪ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟم ﯾﻛن ﻣﺣل اﺗﻔﺎق ﺑﯾن اﻟﻔﻘﻪ‪،‬‬

‫اﻟذي ﯾرى أن ﻫذا اﻟﻌﻘد ﻣﺎ ﻫو إﻻ ﺻورة ﻣﺗطورة ﻟﻌﻘد اﻟﻣﻔﺗﺎح ﻓﻲ اﻟﯾد ﺑﺣﯾث ﺗﺗﺳﻊ ﻓﯾﻪ‬

‫اﻟﺗزاﻣﺎت اﻟطرف اﻟﻧﺎﻗل ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺗزاﯾد ﻣﺎ ﯾطﻠﺑﻪ اﻟطرف اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﻣن ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻟﺑﻠوغ‬

‫ﻫدﻓﻪ ﻣن ﻫذﻩ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾرى ﻫذا اﻟﻔﻘﻪ أن ﻋﻘد اﻟﻣﻔﺗﺎح ﻓﻲ اﻟﯾد اﻟﺛﻘﯾل اﻟذي‬

‫ﯾﻠﺗزم ﻓﯾﻪ اﻟﻧﺎﻗل ﺑﺈﻧﺷﺎء وﺣدة ﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ وأﯾﺿﺎ ﺗﺄﻫﯾل اﻟﯾد اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻟﺗﺷﻐﯾﻠﻬﺎ ورﺑﻣﺎ‬

‫ﻗرارات اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻣم اﻟﻣﺗﺣدة رﻗم ‪ 2301‬و ‪ 2302‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 5/3‬ﻣﺎي ‪ 1974‬ﺣول إﻗﺎﻣﺔ ﻧظﺎم اﻗﺗﺻﺎدي دوﻟﻲ‬ ‫*‬

‫ﺟدﯾد } ‪.{ http://www.un.org/ar/ga‬‬

‫‪48‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫ﯾﻠﺗزم أﯾﺿﺎ ﺑﺗﻘدﯾم ﻣﺳﺎﻋدات ﻓﻧﯾﺔ ﻣﺎ ﻫو إﻻ ﻣﺛﺎل واﺿﺢ ﻋن ﻫذا اﻟﺗطور‪ ،‬ﻓﻌﻘد اﻟﻣﻔﺗﺎح ﻓﻲ‬

‫اﻟﯾد اﻟﺛﻘﯾل ﯾﻌد ﺣﻠﻘﺔ وﺻل ﺑﯾن ﻋﻘد ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﻔﺗﺎح اﻟﺗﻘﻠﯾدي وﻋﻘد ﺗﺳﻠﯾم اﻹﻧﺗﺎج‪.1‬‬

‫ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾرى ﺟﺎﻧب أﺧر ﻣن اﻟﻔﻘﻪ أن ﻋﻘد اﻹﻧﺗﺎج ﻓﻲ اﻟﯾد ﻋﻘد ﻣﺧﺗﻠف ﻓﻲ ﺑﻧﺎءﻩ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ‬

‫وﻣﺳﺗﻘل ﻋن ﻋﻘد اﻟﻣﻔﺗﺎح ﻓﻲ اﻟﯾد ﺧﺻوﺻﺎ ﻣن ﺣﯾث اﻻﻟﺗزاﻣﺎت‪ ،‬ﻓﺎﻟﻧﺎﻗل ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻣﻔﺗﺎح ﻓﻲ‬

‫اﻟﯾد ﯾﻠﺗزم ﺑﺈﻧﺷﺎء وﺣدة ﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﺷﻐﯾل أﻣﺎ ﻋن ﺗﻣﻛﯾن اﻟطرف اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﻣن اﻟﺳﯾطرة‬

‫ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ ﻓﻼ ﯾﻌد ﻣن اﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻧﺎﻗل ﺑﻣوﺟب ﻋﻘد اﻟﻣﻔﺗﺎح ﻓﻲ اﻟﯾد‪ ،‬وﻟﺑﻠوغ ﻫذا‬

‫اﻟﻬدف ﯾﻠﺟﺊ ﻓﻲ اﻟﻌﺎدة اﻷطراف إﻟﻰ ﻋﻘود ﻣﻠﺣﻘﺔ أﺧرى ﻣﺛل ﻋﻘد اﻟﺗﺄﻫﯾل واﻟﺗدرﯾب اﻟذي‬

‫ﯾﻣﻛن أن ﯾﺳﻧد إﻟﻰ طرف أﺧر ﻏﯾر اﻟطرف اﻟﻣورد ﻟﻠوﺣدة اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ‪ ،‬أﻣﺎ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻹﻧﺗﺎج ﻓﻲ‬

‫اﻟﯾد ﻓﺎﻟﺗزام اﻟﻣورد ﻓﯾﻪ ﻫو ﺗﺳﻠﯾم وﺣدة ﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻹﻧﺗﺎج ﺣﺳب اﻻﺗﻔﺎق وﻛل‬

‫اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﻣن أول ﻣرﺣﻠﺔ ﺣﺗﻰ ﺗﺳﻠﯾم اﻹﻧﺗﺎج ﻫﻲ ﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻘد واﺣد‪،‬‬

‫وﯾرﺟﺢ اﻟﻔﻘﻪ اﻟدوﻟﻲ اﻟرأي اﻟﺛﺎﻧﻲ‪. 2‬‬

‫ب ‪-‬ﺗﻘﯾﯾم ﻋﻘود اﻹﻧﺗﺎج ﻓﻲ اﻟﯾد‪:‬‬

‫ﻛﻣﺎ ﺳﺑق اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﻪ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘود ﺟﺎء ﻛﺛﻣرة ﻟﻣطﺎﻟب اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت‬

‫ﺗﻬدف ﻣن وراﺋﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺣﺻول اﻟﻛﺎﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ واﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﯾﻬﺎ‪ ،‬وﯾرى‬

‫‪1‬‬
‫ﺻﺎﻟﺢ ﺑن ﺑﻛر اﻟطﯾﺎر‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.83‬‬

‫‪2‬‬
‫ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ‪ ،‬ص‪.86‬‬

‫‪49‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫ﺑﻌض اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻣن اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ أن ﻫذا اﻟﻌﻘد أﺣد ﻣظﺎﻫر ﺗطﺑﯾق اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ‪،‬‬

‫وﻟﻛن ﻫل ﺑﻠﻐت ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود اﻷﻫداف اﻟﺗﻲ ﺳطرت ﻟﻬﺎ؟‪.‬‬

‫ﯾﺣﺳب ﻟﻬذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘود أﻧﻪ ﯾﺿﻣن اﻟﺗدﻓق اﻟﻣﺳﺗﻣر ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ واﻟﺗطورات اﻟﺗﻲ ﺗﻠﺣق‬

‫ﺑﻬﺎ طوال ﻓﺗرة ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد واﻟذي ﯾﻣﺗد ﺗﻧﻔﯾذﻩ ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ طوﯾﻠﺔ ﻧوﻋﺎ ﻣﺎ‪ ،‬وﺑذﻟك ﯾﺗﯾﺢ ﻟﻠطرف‬

‫اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ اﻻﺣﺗﻛﺎك ﻣﻊ اﻟﻧﺎﻗل ﻣن أﺟل اﻛﺗﺳﺎب اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ واﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﯾﻬﺎ‪ .‬ﻛﻣﺎ ﯾﺣﺳب ﻟﻬذا‬

‫اﻟﻌﻘد أﻧﻪ ﯾﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ أي اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻣﺿﻣوﻧﺔ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ وﻟﯾس ﻣﺟرد اﻟدراﺳﺎت‬

‫اﻟﻧظرﯾﺔ وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻪ ﻣﺳﺎﻫﻣﺎ ﻓﻌﺎﻻ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‪. 1‬‬

‫ﻛﻣﺎ أن ﻋﻘد اﻹﻧﺗﺎج ﻓﻲ اﻟﯾد ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﯾﺳﻬل ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺎت ﺣﯾث أن‬

‫ﻛل اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗدﺧل ﻓﻲ ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻣن اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻷوﻟﻰ وﺣﺗﻰ ﻣرﺣﻠﺔ اﻹﻧﺗﺎج ﺗﻘﻊ‬

‫ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق طرف واﺣد وﻫو اﻟﻧﺎﻗل‪. 2‬‬

‫إﻻ أﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﯾﻌﺎب ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود ﺑﻌض اﻟﻧﻘﺎط ﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ‪ :‬اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﺑﺎﻫظﺔ‬

‫ﻟﻬذﻩ اﻟﻌﻘود ﺣﯾث أن ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود وﻧظرا ﻟﺗﺿﻣﻧﻬﺎ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ﯾﺳﺗﻣر ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ ﻓﺗرات‬

‫زﻣﻧﯾﺔ طوﯾﻠﺔ ﻧوﻋﺎ ﻣﺎ ﺗﺳﺗوﺟب ﺗﻛﺎﻟﯾف ﻣﺳﺗﻣرة‪ ،‬وﻟذﻟك اﻗﺗﺻر اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن ﻟﻌﻘود‬

‫‪1‬‬
‫ﺻﻼح اﻟدﯾن ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن‪،‬ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ دراﺳﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﺧﺎص واﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟدوﻟﻲ ‪،‬‬
‫اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪. ،‬ص‪. 140‬‬

‫‪ 2‬ﺻﺎﻟﺢ ﺑن ﺑﻛر اﻟطﯾﺎر ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪. 84‬‬

‫‪50‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫ﻋﻠﻰ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟﻣﺻدرة ﻟﻠﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ‪ 1‬ﻛﻣﺎ ﯾﻌﺎب ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود طول ﻣدة ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ‬

‫ﺣﯾث ﯾﺳﺗﻣر إﻟﻰ ﺳﻧوات‪ .‬وأﯾﺿﺎ ﯾرى ﺟﺎﻧب ﻣن اﻟﻔﻘﻪ أن ﯾﻔﺎﻗم ﻣن ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫وذﻟك ﻟﻼﻋﺗﻣﺎد ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻓﻲ ﻣﻌظم ﻓﺗراﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺎﻗل‪ ،‬وﺧﺻوﺻﺎ ﻣﻊ اﻋﺗﻣﺎد‬

‫ﻫؤﻻء اﻟﻧﺎﻗﻠﯾن اﻟذﯾن أﻏﻠﺑﻬم ﺷرﻛﺎت ﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻹﺳﺗراﺗﺟﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺑﻘﯾﻬم‬

‫ﻣﺳﯾطرﯾن وﻣﺣﺗﻛرﯾن ﻟﻬذﻩ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ دون اﻹﻓﺻﺎح ﻋن أﺳرارﻫﺎ‪. 2‬‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪:‬ﻋﻘد اﻟﺳوق ﻓﻲ اﻟﯾد‬

‫ﯾﻌﺗﺑر ﻫذا اﻟﻌﻘد وﻟﯾد ﻋواﻣل اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﺣﯾث ﯾرﻓﻊ ﻣورد اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻓﯾﻪ ﺳﻘف‬

‫اﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ ﻟﯾﺻل إﻟﻰ ﺣد ﺗﺳوﯾق أو ﺷراء ﻣﻧﺗﺞ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ أو ﺟزء ﻣﻧﻬﺎ‪ ،‬وﯾﻌﺗﺑر ﻫذا‬

‫اﻟﻌﻘد أﺣدث ﺻور اﻟﻌﻘود اﻟﻣرﻛﺑﺔ ﻟﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‪ ،‬وﯾﺗم اﻟﻠﺟوء إﻟﯾﻪ ﻟﺿﻣﺎن ﻋدم ﺧﺳﺎرة‬

‫ﻣﺗﻠﻘﻲ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺑﻌد إﻧﺟﺎز اﻟﻣﺷروع‪.3‬‬

‫أ ‪-‬ﻣﻔﻬوم ﻋﻘد اﻟﺳوق ﻓﻲ اﻟﯾد‪:‬‬

‫ﯾﻘﺻد ﺑﻌﻘد اﻟﺳوق ﻓﻲ اﻟﯾد ذﻟك اﻻﺗﻔﺎق اﻟذي ﯾﻠﺗزم ﻓﯾﻪ اﻟﻣورد ﺑﺗﻘدﯾم اﻟدراﺳﺎت ٕواﻗﺎﻣﺔ‬

‫وﺣدة ﺻﻧﺎﻋﯾﺔ وﺿﻣﺎن اﻹدارة ﺛم ﺗﺳوﯾق اﻟﻣﻧﺗﺞ‪ ،‬وﻣن ﻫﻧﺎ ﻧﻼﺣظ ﺳﯾطرة اﻟﻣورد ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ‬

‫‪1‬‬
‫ﺳﻌﯾد ﻋﺑد اﻟﻐﻔﺎر أﻣﯾن ﺷﻛري ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪. 206‬‬

‫‪2‬‬
‫ﺻﻼح اﻟدﯾن ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن‪،‬ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ دراﺳﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﺧﺎص واﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟدوﻟﻲ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ‬
‫اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪. 144‬‬

‫‪3‬‬
‫ﺳﻌﯾد ﻋﺑد اﻟﻐﻔﺎر أﻣﯾن ﺷﻛري ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪. 207‬‬

‫‪51‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫ﻣراﺣل اﻟﻣﺷروع‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﻼﺣظ أن ﻫذا اﻟﻌﻘد أﺿﺎف اﻟﺗزاﻣﺎ ﺟدﯾدا ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻟﻣورد وﻫو‬

‫ﺗﺳوﯾق اﻟﻣﻧﺗﺞ وﯾﻛﯾف اﻟﻔﻘﻪ ﻫذا اﻻﻟﺗزام ﻋﻠﻰ أﻧﻪ اﻟﺗزام ﺑوﺳﯾﻠﺔ وﻟﯾس اﻟﺗزام ﺑﻧﺗﯾﺟﺔ ﻷن اﻟﺳوق‬

‫ﻣﺣﺗﻛر ﻟﻬذﻩ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ أو ﻛﺎن اﻻﺗﻔﺎق ﯾﻘﺿﻲ‬


‫ا‬ ‫ﺧﺎرﺟﺔ ﻋن ﺳﯾطرة اﻟﻣورد‪ ،‬أﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻣورد‬

‫ﺑﺷراء اﻟﻣورد ﻟﻛل اﻟﻣﻧﺗﺞ ﻓﻬﻧﺎ ﯾﺻﺑﺢ اﻟﺗزاﻣﺎً ﺑﺗﺣﻘﯾق ﻧﺗﯾﺟﺔ‪.1‬‬

‫ب ‪-‬ﺗﻘﯾﯾم ﻋﻘود اﻟﺳوق ﻓﻲ اﻟﯾد ﻓﻲ ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‪:‬‬

‫ﻟﻘد ﻛﺎن اﺧﺗﯾﺎر اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻟﻬذا اﻷﺳﻠوب اﻟﺗﻌﺎﻗدي اﻟﻣرﻛب‪ ،‬واﻟذي ﯾﻬدف إﻟﻰ‬

‫اﻻﺣﺗﻛﺎك اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ ﻣراﺣل اﻟﻣﺷروع‪ ،‬إﻻ أن اﻹﺳﺗراﺗﺟﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺑﻌﻬﺎ ﺑﻌض‬

‫اﻟﻣوردﯾن ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻛﺛﯾرا ﻣﺎ ﺗﺣول دون ذﻟك ﺑﺣﯾث ﺗزﯾد ﻣن دورﻫم ﻓﻲ اﻟﻣﺷروع وﺗﻘﻠل دور‬

‫اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ وﻫذا ﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‪. 2‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث‪:‬ﻋﻘود اﻟﺗﻌﺎون اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ‬

‫ﻟﻘد أدى اﻟﺻراع ﺑﯾن إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت اﻟطرف اﻟﻣورد ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ واﻟذي ﯾرﻏب ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق‬

‫اﻟﺳﯾطرة اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﯾوردﻫﺎ وﺗﺣﻘﯾق أﻛﺑر ﻫﺎﻣش ﻣن اﻟرﺑﺢ ﻣﻧﻬﺎ ﻣن ﺟﻬﺔ‬

‫واﻟطرف اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ واﻟذي ﯾرﻏب ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق ﺗﻧﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻛﺎﻣل اﻟﻣﺟﺎﻻت ﺑﺄﻗل اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ‬

‫‪ 1‬ﺻﻼح اﻟدﯾن ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن‪،‬اﻟﺗﺣﻛﯾم وﺗﻧﺎزع اﻟﻘواﻧﯾن ﻓﻲ ﻋﻘود ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪. 84‬‬

‫‪2‬‬
‫ﺻﻼح اﻟدﯾن ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن‪،‬ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ دراﺳﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﺧﺎص واﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟدوﻟﻲ ‪،‬‬
‫اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪. 147 – 145‬‬

‫‪52‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫وﻓﻲ أﻗل وﻗت ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى‪ ،‬إﻟﻰ ظﻬور أﺳﺎﻟﯾب ﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﺟدﯾدة ﻟﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﯾﺻطﻠﺢ‬

‫ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﻌﻘود اﻟﺗﻌﺎون اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ أو ‪-‬اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ‪. 1-‬‬

‫أوﻻ‪ :‬ﻣﻔﻬوم ﻋﻘود اﻟﺗﻌﺎون اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ‬

‫ﻟﻘد ﻣزج اﻟﻔﻘﻪ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻣﻔﻬوم ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود ﺑﯾن اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‪ ،‬وﻣن‬

‫اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﺗﻲ ﻗدﻣﻬﺎ اﻟﻔﻘﻪ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد ﻧﺟد اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﻘﺎﺋل ﺑﺄن ﻋﻘد اﻟﺗﻌﺎون اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ‬

‫ﻫﻲ "ﻣؤﺳﺳﺔ ﯾﻣﻠك ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرون اﻟوطﻧﯾون ﻧﺳﺑﺔ أﻗل ‪ %51‬ﻣن رأﺳﻣﺎل أو ﯾﻣﻠﻛون ﻧﺳﺑﺔ‬

‫أﻋﻠﻰ ﻋﻠﻰ أن ﻫذﻩ اﻟﺣﺻﺔ ﻏﯾر ﻣﻌﺗﺑرة ﻓﻲ اﻹدارة اﻟﻔﻧﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ‬

‫‪2‬‬
‫وﻣن ﺑﯾن اﻟﺗﻌﺎرﯾف اﻟواردة ﻧﺟد أﯾﺿﺎ ﺗﻌرﯾف اﻟﻔﻘﻪ اﻟﯾوﻏﺳﻼﻓﻲ اﻟذي ﺟﺎء ﻓﯾﻪ " ﻫو‬ ‫اﻟﺷرﻛﺔ‬

‫ﺻورة ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﺗﻌﺎون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟدوﻟﻲ ﯾﺗﻌﺎون ﻓﯾﻬﺎ ﻣﺷروﻋﺎت ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻣن دول ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣن‬

‫ﻫدف إﻧﺗﺎج ﻣﻌﯾن ﺑﻣزﯾد ﻣن اﻟﻔﺎﻋﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﺳﺗﺧدام اﻟظروف اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ ﺑزﯾﺎدة اﻟﺗﺧﺻص‬

‫واﻟﺗﻌﺎون ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎج واﻟﺑﺣث واﻟﺗطوﯾر ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬدﻓﺔ" ‪ ،‬ﻛﻣﺎ‬

‫ﻋرﻓﻬﺎ اﻟﺑﻌض ﻣن اﻟﻔﻘﻪ اﻷﻟﻣﺎﻧﻲ اﻋﺗﻣﺎدا ﻋﻠﻰ ﻋﻧﺎﺻر ﻫذا اﻟﻌﻘد ﻓﻌرﻓﻪ " ﺑﺎﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﻲ‬

‫ﺗﻧطوي ﻋﻠﻰ ﻋدة ﻋﻧﺎﺻر وﻫﻲ‪ :‬اﻟﺗﻌﺎون اﻟﺗﻘﻧﻲ وﯾﺷﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﺗرﺧﯾص ﺑﺎﺳﺗﻐﻼل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‪،‬‬

‫اﻟﺗﻌﺎون ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎج‪ ،‬اﻟﺗﻌﺎون ﻓﻲ ﺑﯾﻊ أو ﺗﺳوﯾق اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت‪ ،‬ﻋﻧﺻر اﺳﺗﻘﻼل اﻷطراف‬

‫‪1‬‬
‫ﻣﺣﺳن ﺷﻔﯾق‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪،‬ص ‪. 54‬‬
‫‪2‬‬
‫ﺻﺎﻟﺢ ﺑن ﺑﻛراﻟطﯾﺎر‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪. 76‬‬

‫‪53‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫‪1‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﻋرف ﺑﺄﻧﻪ " اﻟﺗﻌﺎون اﻟداﺋم اﻟطوﯾل اﻷﺟل ﺑﯾن أطراف ﺗﺗﻣﺗﻊ‬ ‫واﻟﻣﺳﺎواة ﺑﯾﻧﻬم ﻛﺷرﻛﺎء‬

‫ﺑﺟﻧﺳﯾﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﺻورة ﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ إطﺎر إدراك ٕواﺣﺎطﺔ ﺑطرق اﻹﻧﺗﺎج ﻣن ﻣرﺣﻠﺔ اﻹﻧﺗﺎج‬

‫ﺣﺗﻰ ﻣرﺣﻠﺔ ﺑﯾﻊ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت وﺗﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻔﻧﯾﺔ ﺑﻌد اﻟﺑﯾﻊ‪ ، 2‬ﻛﻣﺎ ﻋرﻓت اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬

‫ﻷوروﺑﺎ ﻫذا اﻟﻌﻘد ﻓﻲ دﻟﯾﻠﻬﺎ اﻟﺻﺎدر ﻋن اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﺑﺷﺄن ﻋﻘود اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﺗﻌﺎون اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ‬

‫ﺳﻧﺔ ‪ 1976‬ﺑﺄﻧﻬﺎ "ﻋﻣﻠﯾﺎت ﺗﻬدف إﻟﻰ إﻧﺷﺎء ﺷرﻛﺔ ﻣﺳﺗﻣرة ﺑﯾن أطراف ﻣﻧﺗﻣﯾن إﻟﻰ دول‬

‫ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﺻﺎﻟﺣﻬم ﻓﻲ اﻟﺣﺻول‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ واﻟﺧﺑرة اﻟﻔﻧﯾﺔ واﻟﺗﻌﺎون ﻓﻲ‬

‫ﻣﺟﺎل اﻹﻧﺗﺎج واﻟﺑﺣث واﻟﺗطوﯾر‪ ،‬وﻛذا ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺻﺎدر اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ‪ ،‬واﻟﺗﺳوﯾق اﻟﻣﺷﺗرك ﻓﻲ دول‬

‫اﻷطراف اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة وﻏﯾرﻫﺎ‪. 3‬‬

‫وﻋرﻓﻪ اﻷﺳﺗﺎذ ﺻﻼح اﻟدﯾن ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن " اﻟﻌﻘود اﻟطوﯾﻠﺔ اﻟﻣدة اﻟﺗﻲ ﺗﺑرم ﺑﯾن اﺛﻧﯾن‬

‫أو أﻛﺛر ﻣن اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ ﻣن دول ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺑﻐرض اﻟﺗﻌﺎون ﻓﻲ إﻧﺗﺎج ﻣرﻛب ﯾزﯾد أو‬

‫ﯾﻘل ﺗﻌﻘﯾدا ﺣﺳب اﻟﻣﻧﺗﺞ ‪.4‬‬

‫ﺻﻼح اﻟدﯾن ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن‪،‬ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ دراﺳﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﺧﺎص واﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟدوﻟﻲ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ‬ ‫‪1‬‬

‫اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪. 153‬‬

‫ﻣﺣﺳن ﺷﻔﯾق‪ ،‬اﻟﻣﺷروع ذو اﻟﻘوﻣﯾﺎت اﻟﻣﺗﻌددة ‪،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 73‬‬ ‫‪2‬‬

‫ﻋﺑﺎﺑﺳﺔ ﺣﻣزة ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.56‬‬ ‫‪3‬‬

‫ﺻﻼح اﻟدﯾن ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن‪،‬ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ دراﺳﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﺧﺎص واﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟدوﻟﻲ‪،‬‬ ‫‪4‬‬

‫اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪. 154‬‬

‫‪54‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬طﺑﯾﻌﺔ ﻋﻘود اﻟﺗﻌﺎون اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫ﻟﻘد ﻋرﻓت ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود إﻗﺑﺎﻻ ﻣن اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ إﻻ أن اﻟطرف اﻟﻣورد واﻟذي ﯾﻛون ﻓﻲ‬

‫اﻟﻐﺎﻟب ﺷرﻛﺔ ﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت ﯾﺗﻔﺎدى ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘود وذﻟك ﻟﺳﺑﺑﯾن‬

‫‪-‬ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾطﻠﻊ اﻟطرف اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﻋﻠﻰ أﺳرار اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ‪.‬‬

‫‪-‬رﻏﺑﺔ اﻟطرف اﻟﻣورد ﻓﻲ اﻟﺗﻔرد ﻓﻲ رأﺳﻣﺎل اﻟﺷرﻛﺔ اﻟﻣﺎﻟﻲ واﻟﺗﻘﻧﻲ‪.‬‬

‫وﻟﻬذا ﻓﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺑﻣوﺟب ﻫذا اﻟﻌﻘد ﺟد ﻧﺳﺑﻲ‪.1‬‬

‫ﻛﻣﺎ اﻧﺗﻘد ﻫذا اﻟﻌﻘد ﻷﻧﻪ ﻻ ﯾﻧﺷﺄ أﻫﻠﯾﺔ ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ ﻟﻠطرف اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﺣﯾث ﺟﻣﯾﻊ ﻋﻣﻠﯾﺎت ﻧﻘل‬

‫اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﯾﻧﻔرد ﺑﺎﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬﺎ اﻟﻣورد ‪ٕ،‬واذا ﻛﺎن ﻟﻠطرف اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ دور ﻓﻬو ﺛﺎﻧوي وﻧظرا ﻟطول ﻣدة‬

‫ﺗﻧﻔﯾذ ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود ﺣﯾث ﺗﻌد ﻣن اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺳﺗﻣرة ﻓﻛﺛﯾرا ﻣﺎ ﺗﻛون ﻋرﺿﺔ ﻟﻸﺧطﺎر‪ ،‬وذﻟك ﻧﺗﯾﺟﺔ‬

‫ﻟﺗﻐﯾر اﻟظروف اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑﺎﻟﻌﻘد ﻣﺛل ﺣرﻛﺎت اﻟﺗﺄﻣﯾم وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺟﻌل‬

‫ﺑﻌض رﺟﺎل اﻟﻘﺎﻧون ﯾﺻﻧﻔوﻧﻪ ﺿﻣن اﻟﻌﻘود اﻻﺣﺗﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذ‪. 2‬‬

‫ﺳﻌﯾد ﻋﺑد اﻟﻐﻔﺎر أﻣﯾن ﺷﻛري ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪. 208‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﻣﺣﺳن ﺷﻔﯾق ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪،‬ص ‪.81‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪55‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫ﺧﻼﺻﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول‪:‬‬

‫ﺗﻌﺎﻧﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ وﻣن ﺿﻣﻧﻬﺎ اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬ﻓراﻏﺎً ﺗﺷرﯾﻌﯾﺎً ﻛﺑﯾرًا ﻓﻲ ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫إﻟﯾﻬﺎ‪ ،‬إذ إن ﻏﺎﻟﺑﯾﺔ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﻧﻘل اﻟﺗﻲ ﺗﺗم ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾد اﻟدوﻟﻲ ﺗرد ﻓﻲ ﻗواﻟب ﻋﻘدﯾﺔ‪،‬‬

‫و ﺗﻣﺛل اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻟﻠطرف اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﻓﯾﻬﺎ‪.‬‬

‫وﻟﻘد ﻛﺎن اﻟﻬدف اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻣن إﺗﺑﺎع وﺳﯾﻠﺔ اﻟﻌﻘود ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻫو‬

‫اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﯾوﻓرﻫﺎ ﻫذا اﻷﺳﻠوب ‪،‬ﺣﯾث أن ﻫذﻩ ﯾوﻓر ﻋﻠﻰ أطراف ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻧﻘل‬

‫اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻛﺛرة اﻹﺟراءات واﻟﺷﻛﻠﯾﺎت اﻟﻣﻌﻬودة ﻓﻲ وﺳﺎﺋل ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻷﺧرى ﻣﺛل‬

‫اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ‪ ،‬ﻓﻬذا اﻟﻌﻘد ﯾﺑدأ ﺑﺈﻧﺗﺎج أﺛﺎرﻩ واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﺑﺷﻛل أﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫ﻣن اﻟﺣﺎﺋز إﻟﻰ اﻟطرف اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﺑﻣﺟرد إﺗﻣﺎم ﺷروط اﻻﻧﻌﻘﺎد اﻟﺗﻲ ﯾﺣددﻫﺎ اﻷطراف‪.‬‬

‫ﻛﻣﺎ أن ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺑﻣوﺟب ﻋﻘد ﯾﺗﯾﺢ ﻟﻠدول اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻣﻊ أطراف ﻻ ﺗﻣﺛل أﺷﺧﺎﺻﺎ‬

‫ﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ وﻣﺛﺎل ذﻟك اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت وأﺷﺧﺎص اﻟﻘﺎﻧون اﻟداﺧﻠﻲ ﻟﻠدول‪،‬‬

‫وﻣن اﻟﻣزاﯾﺎ ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗد وذﻟك ﻣﺎ ﯾﺗﯾﺢ ﻷطراف ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ إﻋطﺎء اﻟﺷﻛل‬

‫واﻟﻣﺿﻣون اﻟذي ﯾرﯾداﻧﻪ ﻟﻬذا اﻟﻌﻘد‪ ،‬وﻛذا ﻓﺎن ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ذو طﺎﺑﻊ ﺳري ﻓﺗﻔﺎﺻﯾل‬

‫اﻻﺗﻔﺎق ﺗﺑﻘﻰ ﻓﻲ إطﺎر داﺋرة ﺿﯾﻘﺔ ﺑﯾن اﻟﺣﺎﺋز واﻟﻧﺎﻗل ﻋﻛس اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻷﺧرى ‪.‬‬

‫ﻏﯾر أن اﻟواﻗﻊ اﻟﻌﻣﻠﻲ ﻟم ﯾﻌطﻲ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺑﺗﻠك اﻻﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ‪،‬ﺣﯾث أن ﻛﺛرت‬

‫اﻟﺛﻐرات اﻟﺗﻲ ﯾﺷﻬدﻫﺎ اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟدوﻟﻲ ﻟﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ وﻛذا اﻹﻓراط ﻓﻲ ﺗﻔﻌﯾل ﻣﺑدأ‬

‫اﻟﺣرﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ أدى إﻟﻰ ظﻬور ﺑﻌض اﻟﺳﻠﺑﯾﺎت ‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﻧﻘﻞ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ‬

‫ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗﻠﺔ ﻟﻠﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ‬

‫ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ‬

‫ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗﻠﺔ ﻟﻠﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ‬

‫ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬ﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺕ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﻧﻘﻞ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ‬

‫ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﺍﳌﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ‬

‫ﰲ ﳎﺎﻝ ﺇﺑﺮﺍﻡ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﻗﻠﺔ ﻟﻠﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ‬

‫ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﺗﻘﻴﻢ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﻗﻠﺔ ﻟﻠﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ‬


‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫ﻟﻼﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ أﺛـر ﻛﺑﯾـر ﻓـﻲ ﻣﺟـﺎل اﻟﻧﻘـل اﻟـدوﻟﻲ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ‪ ،‬وذﻟـك ﻋﻠـﻰ ﻋـدة‬

‫ﻣﺳﺗوﯾﺎت ﻣﻧﻬﺎ ‪:‬‬

‫ﻋﻠـﻰ ﻣـﺳﺗوي اﻟﺗﻧظـﯾم ﻛرﺳـت ﻫـذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت ﺣـق اﻟـدول ﻓـﻲ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ وﻣـﺎ ﯾﺗﺑﻌـﻪ ﻣـن‬

‫ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﺑﺎدل واﻟﻧﻘل وذﻟك ﻧظرا ﻷﻫﻣﯾﺔ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻓﻲ ﺗطوﯾر ﺣﯾﺎة اﻟﺷﻌوب‪،‬‬

‫وﻋﻠـﻰ ﻣـﺳﺗوى ﻧﻘـل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ﻟﻘـد أﺻـﺑﺣت اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ ﻣـن أﻫـم اﻟوﺳـﺎﺋل ﻟﻧﻘـل‬

‫اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ وﺗﻧظﯾﻣﺎ ﻟﻬذا اﻟﻧﻘل ﺑﻌد اﻟﻌﻘود اﻟدوﻟﯾﺔ‪.‬‬

‫وﻟدراﺳﺔ ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻋﺑر اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﯾﻘﺗﺿﻲ ﻣﻧﺎ اﻷﻣـر اﻟﺗطـرق أوﻻ ﻟﻣﻔﻬـوم‬

‫اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ‪ ،‬وﺧـﺻﺎﺋص اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ اﻟﻧﺎﻗﻠـﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ‪ ،‬ﺛـم ﻧـﺳﺗﻌرض اﻟﻣﻣﺎرﺳـﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾـﺔ‬

‫ﻟﻼﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ اﻟﻧﺎﻗﻠـﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ‪ ،‬وﺑﻌـدﻫﺎ ﻧﺧـرج ﺑﺗﻘﯾـﯾم ﻟـدور اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ ﻓـﻲ ﻧﻘـل‬

‫اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ‪.‬‬

‫وﻣن ﻫذا اﻟﻣﻧطﻠق ﺳﻧﻘﺳم )اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ( إﻟﻰ ﻣﺑﺣﺛﯾن ‪ ،‬ﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ )اﻟﻣﺑﺣث اﻷول(‬

‫ﻣﻔﻬـوم اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ اﻟﻧﺎﻗﻠـﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ﺣﯾـث ﻧﻘـوم ﺑﺗﻌرﯾـف اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ ﻓـﻲ )اﻟﻣطﻠـب‬

‫اﻷول( وﻧﺑﯾن ﺧﺻﺎﺋص اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﻧﺎﻗﻠﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻓﻲ )اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ(‪.‬‬

‫ﻓﯾﻣﺎ ﻧﺧﺻص )اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ( ﻟﺗطﺑﯾﻘﺎت اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ‪ ،‬ﻧﺗطـرق ﻓـﻲ )اﻟﻣطﻠـب‬

‫اﻷول( ﻣﻧﻪ ﻟﻠﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل إﺑرام اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﻧﺎﻗﻠﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣـﺎ ﻧـﺳﺗﻌرض‬

‫ﻓﻲ )اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ( ﺗﻘﯾﯾم اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﻧﻘل ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول‪:‬ﻣﻔﻬوم اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﻧﺎﻗﻠﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫إن اﻟﺗطـرق ﻟﻣﻔﻬـوم ﻟﻼﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ اﻟﻧﺎﻗﻠـﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ﯾﻘﺗـﺿﻲ ﺑﺎﻟدرﺟـﺔ اﻷوﻟـﻰ اﻟﺗﻌـرض‬

‫ﻟﺗﻌرﯾـف اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ ﺑـﺷﻛل ﻋـﺎم ‪ ،‬ﺛـم ﺑﻌـدﻫﺎ اﻟﺗطـرق ﻟﻼﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ اﻟﻧﺎﻗﻠـﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ‬

‫ﻋﺑـر ﺗﺑـﺎن ﺧﺻﺎﺋـﺻﻬﺎ‪ ،‬و ﻟﻛـل ﻋﻧـﺻر ﻣـن اﻟﻌﻧـﺻرﯾن اﻟـﺳﺎﻟف ذﻛرﻫﻣـﺎ أﻓردﻧـﺎ ﻣطﻠـب ﺧـﺎص‬

‫وذﻟك ﺑﻐﯾﺔ اﻹﺣﺎطﺔ ﺑﺟﻣﯾﻊ ﺟواﻧب اﻟﻣوﺿوع‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪:‬ﺗﻌرﯾف اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ‬

‫ﻟﻘـد ﻛـﺎن ﯾﻘـﺻد ﺑﺎﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ ﻣـﻊ ﺑداﯾـﺔ ﺗـﺷﻛل اﻟﻣﺟﺗﻣـﻊ اﻟـدوﻟﻲ اﻟﻣﻌﺎﺻـر ذﻟـك‬

‫اﻻﺗﻔـﺎق اﻟـدوﻟﻲ اﻟـذي ﯾـﺗم ﺑـﯾن اﻟـدول ﻓﻘـط‪ ،‬ﺣﯾـث ﻛـﺎن ﻓﻘـﻪ اﻟﻘـﺎﻧون اﻟـدوﻟﻲ ﯾﺣـﺻر أﺷـﺧﺎص‬

‫اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ ﻓﻲ اﻟـدول ﻓﻘـط وﯾﻌﺗﺑـر أن اﻟدوﻟـﺔ ﻫـﻲ اﻟـﺷﺧص اﻟوﺣﯾـد اﻟـذي ﺗوﺻـف اﺗﻔﺎﻗﺎﺗـﻪ‬

‫ﻋﻠـﻰ اﻟﻣـﺳﺗوى اﻟـدوﻟﻲ ﺑﺎﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ دون ﻏﯾرﻫـﺎ‪ ،‬وﻣـن اﻟﺗﻌـﺎرﯾف اﻟﺗـﻲ ﻗـدﻣت ﻓـﻲ ﻫـذا‬

‫اﻟـﺳﯾﺎق ﻧﺟـد اﻟﺗﻌرﯾـف اﻟﻘﺎﺋـل ﺑـﺄن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ ﻫـﻲ " اﺗﻔـﺎق أو ﻋﻘـد ﯾﺑـرم ﺑـﯾن دوﻟﺗـﯾن أو‬

‫أﻛﺛر‪ ،‬ﺑﺻﻔﺗﻬﻣﺎ ﺷﺧﺻﯾن‪ ،‬ﻣن أﺷﺧﺎص اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﻌﺎم ﺗﻧظﻣﻪ ﻗواﻋد ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون وﯾرﺗب‬

‫ﻋﻠﯾﻪ أﺛﺎرﻩ ‪." 1‬‬

‫وﯾﻼﺣظ ﻣن ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف أﻧـﻪ ﯾﺧـرج اﻻﺗﻔﺎﻗـﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﺑرﻣﻬـﺎ اﻟﻣﻧظﻣـﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ‬

‫ﻣن داﺋرة ﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ‪.‬‬

‫وﻟﻘـد أﺛـر ﻫـذا اﻟﻔﻘـﻪ ﻓـﻲ ﺗﻌـﺎرﯾف اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ اﻟـواردة ﻓـﻲ اﻟﻛﺛﯾـر ﻣـن اﻟـﺻﻛوك‬

‫اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻌل أﺑرزﻫﺎ ﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 02‬اﻟﻔﻘـرة ‪ 01‬ﻣـن اﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ ﻓﯾﯾﻧـﺎ ﻟﻘـﺎﻧون اﻟﻣﻌﺎﻫـدات اﻟﺗـﻲ ﻋرﻓـت‬

‫‪1‬‬
‫رﺷﺎد اﻟﺳﯾد‪ ،‬اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﺛوﺑﻪ اﻟﺟدﯾد )ط‪ ،1‬اﻷردن ‪:‬واﺋل ﻟﻠﻧﺷر‪ ،( 2005 ،‬ص ‪. 20‬‬

‫‪59‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫ﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ ﺑﺄﻧﻬـﺎ " اﺗﻔـﺎق دوﻟـﻲ ﯾﻌﻘـد ﺑـﯾن دوﻟﺗـﯾن أو أﻛﺛـر ﻓـﻲ ﺷـﻛل ﻣﻛﺗـوب وﯾﺧـﺿﻊ‬

‫ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ ﺳواء ﺗم ﻫذا اﻻﺗﻔﺎق ﻓﻲ وﺛﯾﻘـﺔ واﺣـدة أو أﻛﺛـر وأﯾـﺎ ﻛﺎﻧـت اﻟﺗـﺳﻣﯾﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗطﻠـق‬

‫ﻋﻠﯾﻬﺎ‪ ".‬إﻻ أن اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟدوﻟﻲ ﺑﻌد اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺑدأ ﯾﺑﺗﻌد ﻋن اﻷﺧذ ﺑﻬذا‬

‫اﻟﺗﻌرﯾف وﺧﺻوﺻﺎ ﺑﻌدﻣﺎ ﻛﺛرت اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ وﺗﻌددت أﺛﺎرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟدوﻟﻲ‬

‫وأﯾﺿﺎ ﺻدور اﻟرأي اﻻﺳﺗـﺷﺎري ﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻟﻌـدل اﻟدوﻟﯾـﺔ ﻓـﻲ ﻗـﺿﯾﺔ اﻟﺗﻌوﯾـﺿﺎت ﻋـن اﻷﺿـرار‬

‫اﻟﺗـﻲ ﺗﻠﺣـق ﺑﻣـوظﻔﻲ اﻷﻣـم اﻟﻣﺗﺣـدة ﺳـﻧﺔ ‪ ، 1949‬أﯾـن أﻋﺗـرف ﻟﻠﻣﻧظﻣـﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ ﺑﺎﻟﺷﺧـﺻﯾﺔ‬

‫اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾـﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ ذات اﻟطـﺎﺑﻊ اﻟـوظﯾﻔﻲ ﻓﺄﺻـﺑﺢ اﻟﻔﻘـﻪ ﻻ ﯾﺣـﺻر وﺻـف اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ ﻓﻘـط‬

‫ﻟﻲ اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺑرﻣﻬﺎ اﻟدول ﺑل أﺿﺎف اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ أﯾﺿﺎ‪.‬‬

‫وﻣن اﻟﺗﻌﺎرﯾف اﻟﺗﻲ ﻗدﻣت ﻓﻲ ﻫذا اﻻﺗﺟﺎﻩ ﻧﺟد ﺗﻌرﯾف اﻷﺳﺗﺎذ رﺷﺎد اﻟﺳﯾد اﻟذي ﻋرف‬

‫اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻟدوﻟﯾﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ " ﺗواﻓق ﻣﻛﺗوب ﺑﯾن إرادﺗﯾن أو أﻛﺛر ﻣن أﺷﺧﺎص اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ ﯾﻬدف‬

‫إﻟﻰ إﺣداث أ ﺛﺎر ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ‪.‬وﻓق ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ‪.1‬‬

‫ﻛﻣـﺎ ﻗـدم اﻷﺳـﺗﺎذ ﻋﺑـد اﻟﻛـرﯾم ﻋﻠـوان ﺗﻌرﯾﻔـﺎ ﺟـﺎء ﻓﯾـﻪ أن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ ﻫـﻲ " اﺗﻔـﺎق‬

‫ﯾﻛـون أطراﻓـﻪ اﻟـدول‪ ،‬أو ﻏﯾرﻫـﺎ ﻣـن أﺷـﺧﺎص اﻟﻘـﺎﻧون اﻟـدوﻟﻲ ﻣﻣـن ﯾﻣﻠﻛـون أﻫﻠﯾـﺔ إﺑـرام‬

‫اﻟﻣﻌﺎﻫدات وﯾﺗﺿﻣن اﻻﺗﻔﺎق إﻧﺷﺎء ﺣﻘوق واﻟﺗزاﻣﺎت ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻋـﺎﺗق أطراﻓـﻪ ﻛﻣـﺎ ﯾﺟـب أن‬

‫ﯾﻛـون ﻣوﺿـوﻋﻪ ﺗﻧظـﯾم ﻋﻼﻗـﺔ ﻣـن اﻟﻌﻼﻗـﺎت اﻟﺗـﻲ ﯾﺣﻛﻣﻬـﺎ اﻟﻘـﺎﻧون اﻟـدوﻟﻲ‪ 2‬وﻗـد أﺧـذت ﻟﺟﻧـﺔ‬

‫اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ ﺑﺎﻟﺗﻌرﯾف اﻟﻣوﺳﻊ ﻟﻼﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺷروﻋﻬﺎ ﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻌﺎﻫدات ﻛﻣﺎ أﻛـدت‬

‫‪1‬‬
‫رﺷﺎد اﻟﺳﯾد‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬ص‪. 21‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم ﻋﻠوان‪ ،‬اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﻣﻌﺎﺻر )ط‪ ،1‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪ :‬ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف‪،‬‬
‫‪ ،(2008‬ص ‪.259‬‬

‫‪60‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻓﯾﯾﻧﺎ ﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻌﺎﻫدات اﻟﻣﻌﻘـودة ﺑـﯾن اﻟـدول واﻟﻣﻧظﻣـﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ‪ ،1‬ﻋﻠـﻰ أن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت‬

‫اﻟﺗﻲ ﺗﻛون طرﻓﺎ ﻓﯾﻬﺎ ﻣﻧظﻣﺎت دوﻟﯾﺔ ﻫﻲ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت دوﻟﯾﺔ‪. 1986‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬ﺧﺻﺎﺋص اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﻧﺎﻗﻠﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫ﺗﺗﻣﯾـز اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ اﻟﻧﺎﻗﻠـﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ﺑﻣﺟﻣوﻋـﺔ ﻣـن اﻟﺧـﺻﺎﺋص‪ ،‬ﺗﺗـراوح ﺑـﯾن‬

‫ﺧﺻﺎﺋص ﻋﺎﻣﺔ ﯾـﺷﺗرك ﻓﯾﻬـﺎ ﻫـذا اﻟﻧـوع ﻣـﻊ ﺑـﺎﻗﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ وﺧـﺻﺎﺋص ﺧﺎﺻـﺔ ﺗﻧﻔـرد‬

‫ﺑﻬـﺎ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ اﻟﻧﺎﻗﻠـﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ﻋـن ﺑـﺎﻗﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ اﻷﺧـرى‪ ،‬وﻋﻠـﻰ اﻟﻌﻣـوم‬

‫ﯾﻣﻛن ﻟﻧﺎ ﺣﺻر ﻫذﻩ اﻟﺧﺻﺎﺋص ﻓﻲ اﻟﻧﻘﺎط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬

‫أوﻻ‪ :‬اﺗﻔﺎق ﺑﯾن ﺷﺧﺻﯾن ﻣن أﺷﺧﺎص اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ أو أﻛﺛر‬

‫إن أطراف اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﻧﺎﻗﻠﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ داﺋﻣﺎ ﻫم أﺷﺧﺎص اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ‪ ،‬وﻫم ﺑﺎﻟﺗﺣدﯾد‬

‫اﻟـدول واﻟﻣﻧظﻣـﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ‪ ،‬أي أن ﻫـذا اﻟﻧـوع ﻣـن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت ﺗﺑـرم إﻣـﺎ ﺑـﯾن اﻟـدول ﻣﺛـل اﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ‬

‫اﻟﺗﻌـﺎون ﻓـﻲ ﻣﺟـﺎل اﻟﻌﻠـوم واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ اﻟﻣﺑرﻣـﺔ ﺑـﯾن اﻟﺟزاﺋـر واﻟوﻻﯾـﺎت اﻟﻣﺗﺣـدة اﻷﻣرﯾﻛﯾـﺔ‬

‫واﻟﻣوﻗـﻊ ﻓـﻲ اﻟﺟزاﺋـر ﺑﺗـﺎرﯾﺦ ‪ 18‬ﺟـﺎﻧﻔﻲ ‪ ،* 2006‬أو ﺗﺑـرم ﺑـﯾن دوﻟـﺔ وﻣﻧظﻣـﺔ دوﻟﯾـﺔ ﻣﺛـل‪:‬‬

‫اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﻣـﺳﺎﻋدة ﻓـﻲ ﻣﺟـﺎل اﻟطﺎﻗـﺔ اﻟذرﯾـﺔ اﻟﻣﺑـرم ﺑـﯾن اﻟﺟزاﺋـر واﻟوﻛﺎﻟـﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ ﻟﻠطﺎﻗـﺔ اﻟذرﯾـﺔ‬

‫اﻟﻣوﻗﻊ ﻓﻲ ﻓﯾﯾﻧﺎ ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 2‬و ‪ 6‬أﻛﺗوﺑر ‪. 1992‬‬

‫‪1‬‬
‫ﻣﺣﻣد ﯾوﺳف ﻋﻠوان‪ ،‬اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﻣﻘدﻣﺔ واﻟﻣﺻﺎدر )ط‪ ،3‬اﻷردن‪ :‬دار واﺋل ﻟﻠﻧﺷر‪ ، ( 2003،‬ص‪. 120‬‬
‫*‬
‫اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ 73‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 2006/11/19‬اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ اﺗﻔﺎق اﻟﺗﻌﺎون ﻓﻲ ﻣﺟﺎل‬
‫اﻟﻌﻠوم واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣﺑرم ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر واﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻣوﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 18‬ﺟﺎﻧﻔﻲ ‪.2006‬‬

‫‪61‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة أﻧﻪ إذا ﻛﺎن اﻋﺗﺑﺎر اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺑرﻣﻬﺎ اﻟدول ﺑﻣﺛﺎﺑـﺔ اﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت‬

‫دوﻟﯾـﺔ أﻣـرا ﻣـﺳﻠﻣﺎ ﺑـﻪ ﻓـﻲ ﻣـﺻﺎدر اﻟﻘـﺎﻧون اﻟـدوﻟﻲ‪ ،‬ﻓـﺈن اﻷﻣـر ﻟـﯾس ﺑﻬـذﻩ اﻟـﺳﻬوﻟﺔ ﺑﺎﻟﻧـﺳﺑﺔ‬

‫ﻟﻠﻣﻧظﻣـﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ ﺣﯾـث ﻟـم ﺗﻌﺗﺑـر اﻻﺗﻔﺎﻗـﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﺑرﻣﻬـﺎ ﻫـذﻩ اﻟﻣﻧظﻣـﺎت ﻛﺎﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت‬

‫اﻟدوﻟﯾﺔ إﻻ ﺑﻌد اﻋﺗراف ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدل اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﻧظﻣﺎت ﺑﺎﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ذات‬

‫اﻟطﺎﺑﻊ اﻟوظﯾﻔﻲ و ذﻟك ﺑﻣوﺟب اﻟرأي اﻻﺳﺗﺷﺎري اﻟـﺷﻬﯾر اﻟـذي ﻗدﻣﺗـﻪ ﻓـﻲ ﻗـﺿﯾﺔ اﻟﺗﻌوﯾـﺿﺎت‬

‫) ‪(1‬‬
‫ﻋـن اﻷﺿـرار اﻟﺗـﻲ ﺗﻠﺣـق ﺑﻣـوظﻔﻲ اﻷﻣـم اﻟﻣﺗﺣـدة اﻟﻣﻌروﻓـﺔ اﺧﺗـﺻﺎرا ﺑﻘـﺿﯾﺔ اﻟﻛوﻧـت ﺑرﻧـﺎ‬

‫دوت ﺳﻧﺔ‪. 1949‬‬

‫ﻟﻛن اﻟﺳؤال اﻟذي ﯾطرح ﻫﻧـﺎ ﻣـﺎ ﺣﻛـم اﻻﺗﻔﺎﻗـﺎت ذات اﻟطـﺎﺑﻊ اﻟـدوﻟﻲ اﻟﻧﺎﻗﻠـﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ‬

‫اﻟﺗﻲ ﺗﺑرﻣﻬﺎ ﺑﻌض اﻷطراف اﻷﺧرى ﻣن ﻏﯾـر اﻟـدول واﻟﻣﻧظﻣـﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ‪ ،‬ﻣﺛـل اﻟوﻻﯾـﺎت داﺧـل‬

‫اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣرﻛﺑﺔ واﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﻐﯾر اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ وأﯾﺿﺎ اﻟﺷرﻛﺎت واﻷﻓراد ؟‪.‬‬

‫ﻟﻺﺟﺎﺑـﺔ ﻋﻠـﻰ ﻫـذا اﻟـﺳؤال ﯾﺟـب اﻟرﺟـوع ﻟﻠﻘواﻋـد اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻓـﻲ ﻣﺟـﺎل اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ‬

‫وﺗﻧﺎول ﻛل ﺣﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺣدى‪.‬‬

‫‪ -‬ﻓﺑﺧـﺻوص اﻟوﻻﯾـﺎت داﺧـل اﻟدوﻟـﺔ اﻟﻣرﻛﺑـﺔ ﯾﺟـب أوﻻ اﻟﺗﻌـرف ﻋﻠـﻰ اﻟـﺷﻛل اﻟﻘـﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻬـذﻩ‬

‫اﻟدوﻟـﺔ ‪ ،‬ﻫـل ﺗﻣﺛـل اﺗﺣـﺎد ﻓـدراﻟﻲ أم إﺗﺣـﺎد ﻛﻧﻔـدراﻟﻲ‪ ،‬ﻓـﺈذا ﻛﺎﻧـت دوﻟـﺔ ﻓدراﻟﯾـﺔ ﻓﺣـﺳب اﻟﻘواﻋـد‬

‫اﻟﻌﺎﻣـﺔ اﻟﺗـﻲ أرﺳـﻬﺎ اﻟﻘـﺎﻧون اﻟـدوﻟﻲ واﻟﻘـﺎﻧون اﻟدﺳـﺗوري ﻟـﯾس ﻟﻠوﻻﯾـﺎت أن ﺗﻘـوم ﺑـﺈﺑرام اﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت‬

‫دوﻟﯾﺔ‪ ،‬ﻷن اﻟﻘﯾﺎم ﺑذﻟك ﻣن اﺧﺗﺻﺎص اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ وﺑذﻟك ﻻ ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎر ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت‬

‫‪1‬‬
‫ﻣﺣﻣد ﺳﺎﻣﻲ ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ‪،‬ﻣﺣﻣد ﺳﻌﯾد اﻟدﻗﺎق ‪،‬إﺑراﻫﯾم أﺣﻣد ﺧﻠﯾﻔﺔ اﻟﻘﺎﻧون‪ ،‬اﻟدوﻟﻲ اﻟﻌﺎم )ط‪،1‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪ :‬دار ﻣﻧﺷﺄة‬
‫اﻟﻣﻌﺎرف‪ ، (2003 ،‬ص ‪. 13‬‬

‫‪62‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫ﻛﺎﺗﻔﺎﻗﯾﺎت دوﻟﯾﺔ ﻧﺎﻗﻠﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‪ٕ ،1‬واذا ﻛﺎﻧت دوﻟﺔ ﻛﻧﻔدراﻟﯾﺔ ﻓﺎﻟﻌﺑرة ﺑﺎﻟدﺳﺗور اﻟذي ﺗﻘوم ﻋﻠﯾﻪ‬

‫ﻫذﻩ اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬وﻛﯾف ﯾﻧظر إﻟﻰ اﻟﻣﻘﺎطﻌﺎت ﻫل ﯾﻌﺗﺑرﻫﺎ دول ﻣﺗﺣدة ﻓﺗﻛون اﺗﻔﺎﻗﺎﺗﻬم ذات اﻟطﺎﺑﻊ‬

‫اﻟدوﻟﻲ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت دوﻟﯾﺔ أم ﻣﺟرد وﻻﯾﺎت ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﺳﻠطﺔ ﻣرﻛزﯾﺔ ﻓﻼ ﺗﻌﺗﺑر اﺗﻔﺎﻗﺎﺗﻬم ﻫـذﻩ اﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت‬

‫دوﻟﯾﺔ‪.2‬‬

‫‪ -‬أﻣـﺎ ﺑﺧـﺻوص اﻟﻣﻧظﻣـﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ ﻏﯾـر اﻟﺣﻛوﻣﯾـﺔ ﻓﻘـد رﻓـض ﻓﻘـﻪ اﻟﻘـﺎﻧون اﻟـدوﻟﻲ اﻋﺗﺑـﺎر‬

‫اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻟدوﻟﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺑرﻣﻬـﺎ ﻫـذﻩ اﻟﻛﯾﺎﻧـﺎت ﺑﻣﺛﺎﺑـﺔ اﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت دوﻟﯾـﺔ‪ ،‬وﻫـذا ﻣـﺎ دﻟـت‬

‫ﻋﻠﯾﻪ أﯾﺿﺎ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟـﺎل وﻣﺛـﺎل ذﻟـك ﺣﺎﻟـﺔ رﻓـض ﺳوﯾـﺳرا وﺻـف اﻻﺗﻔـﺎق‬

‫اﻟﻣﺑرم ﺑﯾﻧﻬﺎ وﺑﯾن اﺗﺣﺎد اﻟﻧﻘﺎﻟﯾن اﻟﺟوﯾﯾن ‪ A.T.I.A‬ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ اﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ ‪ ،‬وذﻟـك ﻷن ﻫـذﻩ اﻟﻣﻧظﻣـﺔ‬

‫ﺷﺧص ﻣن أﺷﺧﺎص اﻟﻘﺎﻧون اﻟداﺧﻠﻲ‪.3‬‬

‫أﻣـﺎ ﺑﺎﻟﻧـﺳﺑﺔ ﻻﺗﻔﺎﻗـﺎت ذات اﻟطـﺎﺑﻊ اﻟـدوﻟﻲ اﻟﻧﺎﻗﻠـﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ اﻟﻣﺑرﻣـﺔ ﻣـﻊ اﻟـﺷرﻛﺎت‬

‫اﻷﺟﻧﺑﯾـﺔ‪ ،‬ﻓﺑـﺎﻟرﺟوع ﻟﻠﻘواﻋـد اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻓﻘـد ﺣـﺳﻣت ﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻟﻌـدل اﻟدوﻟﯾـﺔ ﻫـذا اﻟﺟـدال ﺑـرﻓض‬

‫اﻋﺗﺑـﺎر ﻫـذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗـﺎت ﻛﺎﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت دوﻟﯾـﺔ وذﻟـك ﻓـﻲ ﻗـﺿﯾﺔ ﺷـرﻛﺔ اﻟـﻧﻔط اﻷﻧﺟﻠـو‪ -‬إﯾراﻧﯾـﺔ ﺳـﻧﺔ‬

‫‪1‬‬
‫ﻣﺣﻣد ﺳﺎﻣﻲ ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد‪ ،‬ﻣﺣﻣد ﺳﻌﯾد اﻟدﻗﺎق‪ ،‬إﺑراﻫﯾم أﺣﻣد ﺧﻠﯾﻔﺔ اﻟﻘﺎﻧون‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ‪ ،‬ص ‪. 13‬‬
‫‪2‬‬
‫اﻟﺳﻌﯾد ﺑو اﻟﺷﻌﯾر‪ ،‬اﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري واﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ‪ -‬اﻟﺟزء اﻷول اﻟدوﻟﺔ واﻟدﺳﺗور)ط‪ ،4‬اﻟﺟزاﺋر‪ :‬دﯾوان‬
‫اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪، (2000،‬ص‪. 126-124‬‬
‫‪3‬‬
‫ﻣﺣﻣد ﯾوﺳف ﻋﻠوان‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪. 117‬‬

‫‪63‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫‪ ،1933‬ﺣﯾث رأت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ أن اﻻﺗﻔﺎق ﻣﺣل اﻟﻧزاع ﻟﯾس اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ دوﻟﯾـﺔ ﺑـﯾن إﯾـران واﻧﺠﻠﺘ ﺮا‪،‬‬

‫ﺑل ﻋﻘد اﻣﺗﯾﺎز ﺑﯾن إﯾران و ﺷرﻛﺔ ‪ B.P‬واﻧﺟﻠﺗرا ﻟﯾﺳت طرﻓﺎ ﻓﯾﻪ‪.1‬‬

‫وﺑﺧﺻوص اﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟدول ﻣﻊ اﻷﻓراد اﻟﻌـﺎدﯾن اﻟﻧﺎﻗﻠـﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ﻓـﺳواء ﻛـﺎﻧوا أﻓـراد اﻟدوﻟـﺔ‬

‫اﻟﺗﻲ اﺑرم اﻻﺗﻔﺎق ﻣﻌﻬﺎ أو أﻓراد أﺟﺎﻧب ﻓﻼ ﺗﻌد اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ دوﻟﯾﺔ ﻧﺎﻗﻠﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‪. 2‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬إﻧﺗﺎج أﺛﺎر ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ‬

‫ﺗﺗﻣﯾـز اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ ﺑـﺷﻛل ﻋـﺎم وﻣﻧﻬـﺎ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ اﻟﻧﺎﻗﻠـﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ أﻧﻬـﺎ‬

‫ﺗﺗﺿﻣن ﺗﻌﻬدات ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣﻠزﻣﺔ ﻟﻸطراف وﻟﯾس ﻣﺟـرد ﻧواﯾـﺎ وﺗطﻠﻌـﺎت ‪ ،‬وﺑـذﻟك ﻓﻬـﻲ ﺗﻠـزم ﻛـل‬

‫طرف ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ﯾﻛون ﻋﻠﯾﻪ ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ‪ ،‬وأﺑرز ﻫذﻩ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ‬

‫اﻟﻧﺎﻗﻠﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻫو اﻟﺗزام ﺑﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ وﻗد ﯾﻛون ﻫذا اﻟﺗزام أﺣﺎدي ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق أﺣـد‬

‫أطراف اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻓﻘط‪ ،‬وﯾﻠﺗزم اﻟطرف اﻷﺧـر ﺑـدﻓﻊ ﻣﻘﺎﺑـل ﺳـواء ﻛـﺎن ﻫـذا اﻟﻣﻘﺎﺑـل ﻧﻔﻘـﺎت أو أي‬

‫ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻟﻠﻣﺷروع اﻟﻣراد إﻧﺟﺎزﻩ‪ ،‬وﻣﺛﺎل ذﻟك ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎون اﻟﺗﻘﻧﻲ ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر‬

‫وأﻟﻣﺎﻧﯾﺎ اﻻﺗﺣﺎدﯾﺔ اﻟﻣوﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻓـﻲ ‪ 02‬أﻓرﯾـل ‪ 2002‬ﻓﺣـﺳب اﻟﻣـﺎدة‪ 02‬اﻟﻔﻘـرة ‪ 01‬اﻟﺗـﻲ‬

‫ﺟـﺎء ﻓﯾﻬـﺎ " ﺗﻠﺗـزم أﻟﻣﺎﻧﯾـﺎ ﺑﻧﻘـل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ﻓـﻲ إطـﺎر ﻫـذا اﻻﺗﻔـﺎق إﻟـﻰ اﻟﺟزاﺋـر وﺗـﺷﻣل ﻫـذﻩ‬

‫اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ إﻧﺷﺎء ﻣراﻛز ﺗدرﯾب ﻟﻺطﺎرات اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ وﺗﻘـدﯾم اﺳﺗـﺷﺎرات‪ٕ ،‬واﯾﻔـﺎد ﺑﻌﺛـﺎت‪ٕ ،‬واﻋـداد‬

‫ﺧطـط ودراﺳـﺎت وﺗورﯾـد اﻟﻣـواد واﻟﻣﻌـدات " ﻓـﻲ ﺣـﯾن ﺗﻠﺗـزم اﻟﺟزاﺋـر ﺣـﺳب ﻧـص اﻟﻣـﺎدة ‪03‬‬

‫اﻟﻔﻘـرة‪ "1‬ﺑﺗـﺄﻣﯾن اﻟظـروف اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾـﺔ واﻹدارﯾـﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾـﺔ ﻟﻬـذا اﻟﺗﻌـﺎون اﻟﺗﻛﻧوﻟـوﺟﻲ‪ ،‬ﻛﻣـﺎ ﺗـؤﻣن‬

‫‪1‬‬
‫ﻣﺣﻣد ﯾوﺳف ﻋﻠوان‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬ص‪.117‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻣﺣﻣد ﺳﺎﻣﻲ ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ‪،‬ﻣﺣﻣد ﺳﻌﯾد اﻟدﻗﺎق ‪،‬إﺑراﻫﯾم أﺣﻣد ﺧﻠﯾﻔﺔ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪. 11‬‬

‫‪64‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫ﻧﻔﻘـﺎت إﻧـﺷﺎء اﻟﺑﻧﯾـﺎت واﻟﻬﯾﺎﻛـل اﻟﻘﺎﻋدﯾـﺔ وﺗﺣﻣـل اﻟرﺳـوم اﻟﺟﻣرﻛـﺔ ﻹﺳـﺗراد اﻟﻣﻌـدات اﻟﺗـﻲ‬

‫ﯾﺣﺗﺎﺟﻬﺎ اﻟﺗﻌﺎون اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ*‪.‬‬

‫ﻛﻣـﺎ ﯾﻣﻛـن أن ﯾﻛـون اﻟﺗـزام ﺑﻧﻘـل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ﻣﺗﺑـﺎدل ﺑـﯾن اﻟطـرﻓﯾن أي ﻛـل طـرف ﯾﻧﻘـل‬

‫ﻟﻸﺧـر ﻣـﺎ ﺑﺣوزﺗـﻪ ﻣـن اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ‪ ،‬وﻣﺛـﺎل ذﻟـك ﻣـﺎ ﻧـﺻت ﻋﻠﯾـﻪ اﻟﻣـﺎدة ‪ 03‬ﻣـن اﺗﻔـﺎق اﻟﺗﻌـﺎون‬

‫اﻟﻌﻠﻣﻲ واﻟﺗﻛﻧوﻟـوﺟﻲ اﻟﻣﺑـرم ﺑـﯾن اﻟﺟزاﺋـر وﻧﯾﺟﯾرﯾـﺎ اﻟﻣوﻗـﻊ ﻓـﻲ أﺑوﺟـﺎ ﺑﺗـﺎرﯾﺦ ‪ 14‬ﺟـﺎﻧﻔﻲ‪2002‬‬

‫ﺣﯾث ﺗﻠزم ﻛل طرف ﻧﻘل اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ واﻟﻌﻠﻣﺎء واﻷﺧﺻﺎﺋﯾﯾن واﻟﻘﯾﺎم ﺑﻣﺷﺎرﯾﻊ ﺑﺣث‬

‫ﻣـﺷﺗرﻛﺔ ﻓـﻲ ﻣﯾـﺎدﯾن اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ اﻟـﺻﻧﺎﻋﯾﺔ واﻟزراﻋﯾـﺔ واﻷﻣـن اﻟﻐـذاﺋﻲ واﻟﺑﯾوﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ )اﻟﺑﯾﺋـﺔ(‬

‫واﻟﻌﻠـوم اﻟطﺑﯾﻌﯾـﺔ وﻋﻠـوم اﻟﺣﯾواﻧـﺎت واﻟﺣـداﺋق واﻟـﺻﺣﺔ* ‪،‬وﯾﻼﺣـظ أن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ اﻟﻧﺎﻗﻠـﺔ‬

‫اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ إذا ﻛﺎﻧت ﺗﺟﻣﻊ ﺑﯾن طرﻓﯾن ﻣﺗﻔﺎوﺗﯾن ﻓﻲ درﺟـﺔ اﻟﺗطـور اﻟﺗﻛﻧوﻟـوﺟﻲ ﯾﻛـون اﻻﻟﺗـزام‬

‫ﺑﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق طرف واﺣد وﻫو اﻟطـرف اﻷﻛﺛـر ﺗطـورا ﻓـﻲ اﻟﻣﺟـﺎل اﻟﺗﻛﻧوﻟـوﺟﻲ‪،‬‬

‫ٕواذا ﻛﺎﻧت اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑـﯾن طـرﻓﯾن ﻋﻠـﻰ ﻧﻔـس اﻟدرﺟـﺔ ﻣـن اﻟﺗطـور اﻟﺗﻛﻧوﻟـوﺟﻲ ﯾﻛـون اﻟﺗـزام ﺑﻧﻘـل‬

‫اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ﻣﺗﺑـﺎدل ﺑـﯾن اﻟطـرﻓﯾن‪ .‬وﻟﻛـن اﻟـﺳؤال اﻟـذي ﯾﺛـور ﻫﻧـﺎ ﻣـﺎ ﺣﻛـم اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ‬

‫اﻟﻧﺎﻗﻠـﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ اﻟﺗـﻲ ﺗﺧﻠـوا ﻣـن اﻻﻟﺗزاﻣـﺎت‪ ،‬ﻫـل ﺗﻌـد اﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ دوﻟﯾـﺔ؟‪ .‬ﺑـﺎﻟرﺟوع إﻟـﻰ اﻟﻘواﻋـد‬

‫اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدل اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻗـﺿﯾﺔ اﻟﺟـرف اﻟﻘـﺎري ﺑـﯾن اﻟﯾوﻧـﺎن وﺗرﻛﯾـﺎ‬

‫ﺳﻧﺔ ‪ 1978‬ﻧرى أن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ رﻓﺿت اﻋﺗﺑﺎر اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺧﺎﻟﯾـﺔ ﻣـن اﻻﻟﺗزاﻣـﺎت ﺑﻣﺛﺎﺑـﺔ‬

‫*‬
‫اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ 43‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 28‬ﺟوان ‪ 2006 ،‬اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ اﺗﻔﺎق اﻟﺗﻌﺎون اﻟﺗﻘﻧﻲ ﺑﯾن‬
‫اﻟﺟزاﺋر وأﻟﻣﺎﻧﯾﺎ اﻻﺗﺣﺎدﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻣوﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ ‪ 02‬أﻓرﯾل‪. 2002‬‬
‫*‬
‫اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ 16‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 08‬ﻣﺎرس ‪ ، 2003‬اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ اﺗﻔﺎق اﻟﺗﻌﺎون اﻟﻌﻠﻣﻲ‬
‫واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ اﻟﻣﺑرم ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر وﻧﯾﺟﯾرﯾﺎ اﻟﻣوﻗﻊ ﻓﻲ أﺑوﺟﺎ ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 14‬ﺟﺎﻧﻔﻲ‪. 2002‬‬

‫‪65‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت دوﻟﯾﺔ‪ ،‬وﺑذﻟك رﻓﺿت اﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻧزاع اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ اﻟﺑﯾﺎن اﻟﻣﺷﺗرك ﻣﺣل اﻟﻧزاع ﺑﯾن‬

‫اﻟﺑﻠدﯾن ﻷﻧﻪ ﻻ ﯾﺷﻛل اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ دوﻟﯾﺔ‪. 1‬‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬اﻟﺧﺿوع ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ‬

‫ﻻ ﯾﻌد اﻟﺗﺻرف اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﻣﺑرم ﺑﯾن أﺷﺧﺎص اﻟﻘﺎﻧون اﻟـدوﻟﻲ اﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ دوﻟﯾـﺔ ﻣـﺎ ﻟـم ﯾﻛـن‬

‫ﺧﺎﺿـﻌﺎ ﻟﻠﻘـﺎﻧون اﻟـدوﻟﻲ‪ ،‬أﻣـﺎ ﻓـﻲ ﺣﺎﻟـﺔ اﺗﻔـﺎق اﻷطـراف اﻟـﺻرﯾﺢ أو اﻟـﺿﻣﻧﻲ ﻋﻠـﻰ ﺧـﺿوع‬

‫اﻟﺗﺻرف ﻟﻘﺎﻧون ﻏﯾر اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ ﻓـﻼ ﯾﻣﻛـن اﻋﺗﺑـﺎر اﻟﺗـﺻرف اﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ دوﻟﯾـﺔ‪ .‬وﺑـذﻟك ﯾﺟـب‬

‫أن ﺗﺧـﺿﻊ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ اﻟﻧﺎﻗﻠـﺔ اﻟﺗﻛﻧوﻟـوﺟﻲ ا ﺷـﻛﻼ وﻣـﺿﻣوﻧﺎ ﻟﻠﻘـﺎﻧون اﻟـدوﻟﻲ وﻣـن أﻫـم‬

‫اﻟﺻﻛوك اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﻧﺎﻗﻠـﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ اﻟﺧـﺿوع ﻷﺣﻛﺎﻣﻬـﺎ ﻧﺟـد‬

‫اﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ ﻓﯾﯾﻧـﺎ ﻟﻘـﺎﻧون اﻟﻣﻌﺎﻫـدات ﺑـﯾن اﻟـدول ﻟـﺳﻧﺔ ‪ ، 1969‬واﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ ﻓﯾﯾﻧـﺎ ﻟﻘـﺎﻧون اﻟﻣﻌﺎﻫـدات‬

‫اﻟﻣﻌﻘودة ﺑﯾن اﻟدول واﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ أو ﺑﯾن اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻌﺎم‪ ،2 1986‬ﻟﻛن ﻣـﺎ ﺣﻛـم‬

‫اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﻧﻘل ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ﻣﺣظـورة ﻓـﻲ اﻟﻘـﺎﻧون اﻟـدوﻟﻲ* ﺑـﺎﻟرﺟوع إﻟـﻰ اﻟﻘواﻋـد‬

‫اﻟﻌﺎﻣـﺔ اﻟـواردة ﻓـﻲ اﻟﻣـﺎدة ‪ 53‬ﻣـن اﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ ﻓﯾﯾﻧـﺎ ﻟﻘـﺎﻧون اﻟﻣﻌﺎﻫـدات ﻟـﺳﻧﺔ ‪ 1961‬ﻧﺟـدﻫﺎ ﺗﻘـرر‬

‫اﻟﺑطﻼن ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ أي اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻟﻘواﻋد ال ﻗﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻵﻣرة‪ ،‬وﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة " ﺗﻘﻊ ﺑﺎطﻠﺔ‬

‫ﺑطﻼن ﻣطﻠق ﻛل ﻣﻌﺎﻫدة ﯾﺗﻌﺎرض ﻓـﻲ ﻟﺣظـﺔ إﺑراﻣﻬـﺎ ﻣـﻊ إﺣـدى ﻗواﻋـد اﻟﻘـﺎﻧون اﻟـدوﻟﻲ اﻟﻌـﺎم‬

‫اﻵﻣرة‪ ،‬وﯾﻌﺗﺑر ﻓﻲ ﻣﻔﻬوم ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻗﺎﻋدة آﻣرة ﻣن ﻗواﻋد اﻟﻘﺎﻧون اﻟـدوﻟﻲ اﻟﻌـﺎم ﻛـل ﻗﺎﻋـدة‬

‫‪1‬‬
‫ﻣﺣﻣد ﯾوﺳف ﻋﻠوان‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪. 119‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ‪ ،‬ص ‪. 120‬‬
‫*‬
‫ﻣﺛﺎل ذﻟك ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻻﺳﺗﻧﺳﺎخ اﻟﺑﺷري اﻟﻣﺣظورة ﺑﻣوﺟب إﻋﻼن اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﺑﺷﺄن اﻻﺳﺗﻧﺳﺎخ اﻟﺑﺷري ‪ 02‬ﻣﺎرس‬
‫‪.2005‬‬

‫‪66‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫ﺗﻘﺑﻠﻬﺎ اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ ﻓـﻲ ﻣﺟﻣوﻋﻬـﺎ وﺗﻌﺗـرف ﺑﻬـﺎ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫـﺎ ﻗﺎﻋـدة ﻻ ﯾﺟـوز اﻹﺧـﻼل ﺑﻬـﺎ وﻻ‬

‫ﯾﻣﻛن ﺗﻌـدﯾﻠﻬﺎ إﻟـﻰ ﺑﻘﺎﻋـدة ﺟدﯾـدة ﻣـن ﻗواﻋـد اﻟﻘـﺎﻧون اﻟـدوﻟﻲ اﻟﻌـﺎم ﻟﻬـﺎ ﻧﻔـس اﻟـﺻﻔﺔ "وﺗـﺿﯾف‬

‫اﻟﻣﺎدة ‪ 64‬ﺣﺎﻟﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ﺗﺟﻌل اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎطﻠـﺔ ﺑطـﻼن ﻣطﻠـق إذا ﺗﺑـﯾن أن ﻣﺣـل اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ أﺻـﺑﺢ‬

‫ﻏﯾـر ﻣـﺷروع ﺑﻣوﺟـب ﻗﺎﻋـدة دوﻟﯾـﺔ آﻣـرة ظﻬـرت ﺑﻌـد إﺑـرام اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ‪ ،‬ﻓـﺈذا ظﻬـرت ﻗﺎﻋـدة آﻣـرة‬

‫ﺟدﯾدة ﻣن ﻗواﻋد اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﻌﺎم ﻓﺈن أي ﻣﻌﺎﻫدة ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺗﺗﻌﺎرض ﻣﻊ ﻫذﻩ اﻟﻘﺎﻋدة ﺗـﺻﺑﺢ‬

‫ﺑﺎطﻠﺔ وﯾﻧﺗﻬﻲ اﻟﻌﻣل ﺑﻬﺎ‬

‫وﺑذﻟك ﻓﺈن ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ دوﻟﯾﺔ اﻟﻧﺎﻗﻠﺔ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ﻟﻘواﻋـد اﻟﻘـﺎﻧون اﻟـدوﻟﻲ اﻵﻣـرة ﯾـؤدي‬

‫ﺑﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺑطﻼن اﻟﻣطﻠق وﯾﻧﺑﻎ ي ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ أن ﺗﺣﻛم ﺑﻪ‪ ، 1‬ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛـن‬

‫أن ﯾﻌرض اﻟدوﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺑرم ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ ﻟﻠﻣـﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ ﻋﻠـﻰ أﺳـﺎس ﻧظرﯾـﺔ‬

‫اﻟﻌﻣـل اﻟـدوﻟﻲ اﻟﻐﯾـر اﻟﻣـﺷروع‪ ، 2‬وﻟﻛـن اﻟـﺳؤال اﻟـذي ﯾطـرح ﻫﻧـﺎ ﻫـل ﻫﻧـﺎك ﻓﻌـﻼ أﻧـواع ﻣـن‬

‫اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻣﺣظورة ﺑﻣوﺟب ﻗواﻋد اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﻌﺎم اﻵﻣرة‪ ،‬أم أﻧﻬﺎ ﻣﺣظورة ﻓﻘـط ﺑﻣوﺟـب‬

‫ﻗواﻋـد اﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ ﻻ ﺗـزال اﻟﻛﺛﯾـر ﻣـن اﻟـدول ﻟـم ﺗـﻧظم إﻟﯾﻬـﺎ وﺧﯾـر ﻣﺛـﺎل ﻋﻠـﻰ ذﻟـك ﻣﻌﺎﻫـدة ﻋـدم‬

‫اﻧﺗﺷﺎر اﻷﺳﻠﺣﺔ اﻟﻧووﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ ‪1968‬ﺣﯾث اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟدول ﻟم ﺗﻧظم إﻟﯾﻬﺎ ؟‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ﻣﺣﻣد ﺳﺎﻣﻲ ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ‪،‬ﻣﺣﻣد ﺳﻌﯾد اﻟدﻗﺎق ‪،‬ﻣﺻطﻔﻰ ﺳﻼﻣﺔ ﺣﺳﯾن ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪120,119‬‬
‫‪2‬‬
‫ﺑن ﻋﺎﻣر ﺗوﻧﺳﻲ‪ ،‬اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ‪ -‬اﻟﻌﻣل اﻟدوﻟﻲ اﻟﻐﯾر ﻣﺷروع ﻛﺄﺳﺎس ﻟﻠﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ )ط‪ ،1‬ﻣﻧﺷورات دﺣﻠب‪،‬‬
‫اﻟﺟزاﺋر‪ ،( 1995 ،‬ص‪. 36‬‬

‫‪67‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫راﺑﻌﺎ‪ :‬اﺗﻔﺎق ﻓﻲ ﺻﯾﻐﺔ ﻣﻛﺗوﺑﺔ‬

‫ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ أن ﺗﻛون ﻓﻲ ﺷﻛل ﻣﻛﺗوب‪ ،‬وﻟﻘد ﻧﺻت اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻓﯾﯾﻧﺎ ﻟﻘﺎﻧون‬

‫اﻟﻣﻌﺎﻫـدات ﻋﻠـﻰ ﻫـذا اﻟـﺷرط ﻓـﻲ ﻧـص اﻟﻣـﺎدة ‪ 03‬اﻟﻔﻘـرة أ اﻟﺑﻧـد ‪ 01‬وﻗـد ﺗـم اﺷـﺗراط اﻟﻛﺗﺎﺑـﺔ‬

‫ﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟوﺿوح واﻟﺑﺳﺎطﺔ ﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ‪ ،1‬وﻫو ﻟﯾس ﺷرطﺎ ﻟﻠﺻﺣﺔ ﺣﯾث ﯾﺟوز أن ﺗﻛون‬

‫اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻏﯾر ﻣﻛﺗوﺑﺔ وﻻ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺑطﻼن ٕواﻧﻣﺎ ﺣﺳب ﻧـص اﻟﻣـﺎدة ‪ 03‬ﻻ ﺗـﺳري‬

‫ﻋﻠﯾﻬـﺎ اﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ ﻓﯾﯾﻧـﺎ ﻟﻘـﺎﻧون اﻟﻣﻌﺎﻫـدات‪ ،‬وﻟﻛـن ﺳـواء ﻛﺎﻧـت اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ ﻣﻛﺗوﺑـﺔ أو ﻏﯾـر‬

‫ﻣﻛﺗوﺑـﺔ ﻓﻬـذا ﻻ ﯾـؤﺛر ﻋﻠـﻰ ﻗوﺗﻬـﺎ اﻹﻟزاﻣﯾـﺔ‪ ،‬وﯾﻔـﺿل ﻓـﻲ اﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ اﻟﻧﺎﻗﻠـﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ أن‬

‫ﺗﻛون ﻣﻛﺗوﺑﺔ وذﻟك ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﻧﺷﺄ ﻧزاع ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺎﺻﯾﻠﻬﺎ وﺧـﺻوﺻﺎ أن ﻫـذا اﻟﻧـوع ﻣـن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت‬

‫ﯾﺗﺿﻣن ﻛﻣﺎ ﻛﺑﯾر ﻣن اﻟﺗﻔﺎﺻﯾل اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟب ﻛﺗﺎﺑﺗﻬﺎ ﻟﺗوﺿﯾﺣﻬﺎ‪.‬‬

‫أﻣﺎ ﺑﺧﺻوص ﺗﻌدد اﻟﺗﺳﻣﯾﺎت اﻟﻣرادﻓﺔ واﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻟدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻣﺛل‬

‫اﺗﻔـﺎق‪ ،‬ﻣﻌﺎﻫـدة‪ ،‬ﻣﻠﺣـق‪ ،‬ﻣـذﻛرة ﺗﻔـﺎﻫم ‪ ،‬ﻓﻠﻘـد اﺳـﺗﻘر ﻗـﺿﺎء ﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻟﻌـدل اﻟدوﻟﯾـﺔ ﻓـﻲ ﻗـﺿﯾﺔ‬

‫ﺟﻧوب ﻏرب إﻓرﯾﻘﯾﺎ ﻋﻠﻰ أن اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت ﻟﯾﺳت ﻋﻧﺻر اﻟﺣـﺳم ﻓـﻲ ﺗﺣدﯾـد طﺑﯾﻌـﺔ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت‬

‫ـﺎر ﻗﺎﻧوﻧﯾـﺔ اﺳـﺗﻧﺎدا‬


‫اﻟدوﻟﯾـﺔ وﻫـذا ﻋﻠـﻰ ﻋﻛـس ﺑﻌـض اﻟﻘـواﻧﯾن اﻟداﺧﻠﯾـﺔ ﻟﻠـدول اﻟﺗـﻲ ﺗرﺗـب أﺛ ا‬

‫ﻟﻠﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺳﻣﯾﺔ وﻣﺛﺎل ذﻟك اﻟﻘﺎﻧون اﻷﻣرﯾﻛﻲ اﻟذي ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﻫدات‬

‫ﻣﺻﺎدﻗﺔ اﻟرﺋﯾس وﺛﻠﺛﻲ ﻣﺟﻠس اﻟﺷﯾوخ أﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻓﯾﺻﺎدق اﻟرﺋﯾس وﺣدﻩ‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫ﻣﺣﻣد ﺳﺎﻣﻲ ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد‪ ،‬ﻣﺣﻣد ﺳﻌﯾد اﻟدﻗﺎق ‪ ،‬إﺑراﻫﯾم أﺣﻣد ﺧﻠﯾﻔﺔ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪. 16‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ‪ ،‬ص ‪. 18‬‬

‫‪68‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫ﺧﺎﻣﺳﺎ‪ :‬ﺗﺧﺗص ﺑﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ أو ﺑﻌض ﻋﻧﺎﺻرﻫﺎ‬

‫ﺗﻧﺻب اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﻧﺎﻗﻠﺔ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻘل ﻛل أو ﺑﻌض ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫وذﻟـك ﺣـﺳب اﻻﺗﻔـﺎق‪ ،‬وﺑـذﻟك ﻓﻬـﻲ ﺗﻧـﺻب ﻣـﺛﻼ ﻋﻠـﻰ ﻧﻘـل اﻟﻣـﺻﺎﻧﻊ اﻟﺟـﺎﻫز ة أو ﻓـﻲ ﺣﺎﻟـﺔ‬

‫ﺗـﺷﻐﯾل ﻛﻣـﺎ ﺗﻧـﺻب ﻋﻠـﻰ ﻧﻘـل ﺣﻘـوق اﻻﺧﺗـراع‪ ،‬اﻟرﺳـوم‪ ،‬اﻟﻣﻌرﻓـﺔ‪ ،‬اﻟﺧﺑـرة اﻟﻔﻧﯾـﺔ ﺑﻣﺧﺗﻠـف‬

‫أﺷﻛﺎﻟﻬﺎ‪ ،‬اﻟﻧﻣﺎذج‪ ،‬اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺎت‪ ،‬اﻟﺧراﺋط‪ ،‬اﻹرﺷﺎدات‪ ،‬اﻟﺗرﻛﯾﺑﺎت‪ ،‬اﻟرﺳوم اﻟﻬﻧدﺳﯾﺔ واﻟﻣوﺻﻔﺎت‪،‬‬

‫أﺟﻬـزت اﻟﺗـدرﯾب‪ ،‬ﺧـدﻣﺎت اﻟﻣـﺳﺎﻋدة اﻟﺗﻘﻧﯾـﺔ‪ ،‬اﻟﺧطـط‪ ،‬اﻟدراﺳـﺎت‪ ،‬ﺗﻘـﺎرﯾر ﺧﺑـراء‪ ،‬اﻷﺑﺣـﺎث‪،‬‬

‫اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻔﻧﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗرﻛﯾب أو ﺗﺷﻐﯾل أﺟﻬزة أو اﻵﻻت أو ﻣﻌدات‪..‬‬

‫إﻟﺦ‪.‬‬

‫وﯾﺗم ﻋﻧد إﺑرام اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗﺣدﯾد ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣراد ﻧﻘﻠﻬﺎ‪ ،‬وﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻫذا‬

‫اﻟﺗﺣدﯾـد دﻗﯾﻘـﺎ وذﻟـك ﺗﻔﺎدﯾـﺎ ﻟﻠﻧزاﻋـﺎت اﻟﺗـﻲ ﯾﻣﻛـن أن ﺗﻧـﺷﺄ ﺟـراء ﻋـدم دﻗـﺔ اﻟﺗﺣدﯾـد‪ ،‬وﻣـن أﻣﺛﻠـﺔ‬

‫اﻟﺗﺣدﯾـد اﻟـدﻗﯾق ﻣـﺎ ﻧـﺻت ﻋﻠﯾـﻪ اﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ اﻟﺗﻌـﺎون اﻟﺗﻛﻧوﻟـوﺟﻲ ﻓـﻲ اﻟﻣﺟـﺎل اﻟـﺻﺣﻲ اﻟﻣﺑرﻣـﺔ ﺑـﯾن‬

‫اﻟﺟزاﺋر وﺟﻧوب إﻓرﯾﻘﯾﺎ اﻟﻣوﻗﻌﺔ ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 06‬أﻛﺗوﺑر ‪ 2006‬ﺣﯾث ﺗﺿﻣﻧت ﺗﺣدﯾدا دﻗﯾﻘﺎ ﻟﻌﻧﺎﺻر‬

‫اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣراد ﻧﻘﻠﻬﺎ ﺑﯾن اﻟطرﻓﯾن ﻓﻧـﺻت اﻟﻣـﺎدة ‪ 05‬ﻋﻠـﻰ ﻧﻘـل اﻟﺧﺑـرات اﻟﻔﻧﯾـﺔ اﻟـﺻﯾدﻻﻧﯾﺔ‬

‫اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻧوع ﻣﻌﯾن ﻣن اﻷدوﯾﺔ ﺑﯾﻧﻣﺎ ذﻛرت اﻟﻣﺎدة ‪ 07‬ﺗﺑﺎدل اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺣﻠﯾل*‪.‬‬

‫* اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ 44‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 26‬ﺟوان ‪ 2005‬اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎون اﻟﺗﻘﻧﻲ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺻﺣﻲ اﻟﻣﺑرﻣﺔ ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر وﺟﻧوب إﻓرﯾﻘﯾﺎ‪ ،‬اﻟﻣوﻗﻌﺔ ﻓﻲ ﺑرﯾﺗورﯾﺎ ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 06‬اﻛﺗوﺑر ‪. 2006‬‬

‫‪69‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺗطﺑﯾﻘﺎت اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫ﻟﻘد ﻋرﻓت اﻟﺟزاﺋر ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻋﺑر اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ و ﺗﻣﯾزت‬

‫اﻟﻣﻣﺎرﺳـﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾـﺔ ﻓـﻲ ﻫـذا اﻟﻣﺟـﺎل ﺑﺗﻌـدد اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ اﻟﺗـﻲ أﺑرﻣﺗﻬـﺎ اﻟﺟزاﺋـر‪ ،‬وأﯾـﺿﺎ‬

‫ﻣﺣﺎوﻟﺗﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﺗﺟـﺎرب ﺗﻛـرﯾس ﻣﺟﻣوﻋـﺔ ﻣـن ﻣﺑـﺎدئ اﻟﻘـﺎﻧون اﻟـدوﻟﻲ وﻋﻠﯾـﻪ ﺳـﻧﺗﻧﺎول‬

‫ﻌﻧﺻرن‪.‬‬
‫ا‬ ‫ﺗﺣﻠﯾل ﻫذﻩ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻋﺑر ﻫذان اﻟ‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل إﺑرام اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﻧﺎﻗﻠﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫وﻓﻲ ﺳﺑﯾل اﻟﺳﻌﻲ ﻟﺗﻠﺑﯾﺔ اﺣﺗﯾﺎﺟﺎﺗﻬﺎ ﻣن اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ اﻷﺟﻧﺑﯾـﺔ وذﻟـك ﺑﻐﯾـﺔ ﺗﺣﻘﯾـق ﺗﻧﻣﯾـﺔ‬

‫ﻓــﻲ ﻣﺧﺗﻠــف اﻟﻘطﺎﻋــﺎت اﻟﺣﯾوﯾــﺔ‪ ،‬أﺑرﻣــت اﻟﺟزاﺋــر اﻟﻌدﯾــد ﻣــن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾــﺎت اﻟدوﻟﯾــﺔ اﻟﻧﺎﻗﻠــﺔ‬

‫ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ‪ ،‬وﺗﺗـراوح ﻫـذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت ﺑـﯾن اﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت دوﻟﯾـﺔ ﺛﻧﺎﺋﯾـﺔ ﻧﺎﻗﻠـﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ و اﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت‬

‫دوﻟﯾﺔ ﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻧﺎﻗﻠﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‪.‬‬

‫أوﻻ‪ :‬إﺑرام اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺛﻧﺎﺋﯾﺔ واﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ‬

‫– إﺑرام اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺛﻧﺎﺋﯾﺔ‬

‫ﺗﻌـرف اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ اﻟﺛﻧﺎﺋﯾـﺔ ﺑـﺷﻛل ﻋـﺎم ﻋﻠـﻰ أﻧﻬـﺎ " ﺗواﻓـق إرادة ﺷﺧـﺻﯾن ﻣـن أﺷـﺧﺎص‬

‫اﻟﻘـﺎﻧون اﻟـدوﻟﻲ ﻋﻠـﻰ إﺣـداث أﺛـﺎر ﻗﺎﻧوﻧﯾـﺔ ﻣﻌﯾﻧـﺔ طﺑﻘـﺎ ﻟﻠﻘـﺎﻧون اﻟـدوﻟﻲ"‪ ،‬وﺑـذﻟك ﯾﺗـﺿﺢ ﻟﻧـﺎ أن‬

‫اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺳـواء ﻛﺎﻧـت ﻓـﻲ ﻣﺟـﺎل اﻟﻧﻘـل اﻟـدوﻟﻲ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ‪ ،1‬أو أي ﻣﺟـﺎل أﺧـر‬

‫ﺗﺟﻣﻊ ﺑﯾن ﺷﺧﺻﯾن ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ ﻋﺎم‪ ،‬وﻫم اﻟدول واﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ﻣﺣﻣد ﯾوﺳف ﻋﻠوان ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪. 122‬‬

‫‪70‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫أ ‪-‬اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﻣﺑرﻣﺔ ﻣﻊ اﻟدول‬

‫ﻟﻘد أﺑرﻣت اﻟﺟزاﺋر اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓـﻲ ﻣﺟـﺎل ﻧﻘـل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ﻣـﻊ‬

‫اﻟدول وﻣن ﺗﻠك اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت‪:‬‬

‫‪-1‬اﺗﻔﺎق اﻟﺗﻌﺎون اﻟﺗﻘﻧﻲ ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر وﺳﯾراﻟﯾون اﻟﻣوﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 22‬أﺑرﯾل‪1980‬‬

‫واﻟﻣﺻﺎدق ﻋﻠﯾﻪ ﺑﻣوﺟب اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم ‪ 186-80‬ﻓﻲ ‪ 26‬ﺟوﯾﻠﯾﺔ ‪1980‬‬

‫وﺣـﺳب اﻟﻣـﺎدة ‪ 04‬ﻣـن ﻫـذا اﻻﺗﻔـﺎق أﻧـﻪ ﯾﻬـدف ﻟﻠﺗﻌـﺎون ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟـوﺟﻲ ﻓـﻲ اﻟﻣﺟـﺎل اﻟزراﻋـﻲ‬

‫واﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ﺑﯾن اﻟدوﻟﺗﯾن*‪.‬‬

‫‪-2‬اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌﺎون اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﺗﻘﻧﻲ واﻟﻌﻠﻣﻲ ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر واﻟﯾوﻧﺎن اﻟﻣوﻗﻊ‬

‫ﺑﺎﻟﺟزاﺋر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 13‬ﻣﺎي ‪ 1982‬واﻟﻣﺻﺎدق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﻣوﺟب اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ ‪442-82‬‬

‫اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 11‬دﯾﺳﻣﺑر ‪ ، 1982‬وﺣﺳب اﻟﻣواد ‪ 02‬و ‪ 03‬ﻫﻲ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗﻌﺎون ﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ ﻓﻲ‬

‫ﻣﺟـﺎل اﻟﺗﺟـﺎرة واﻟـﺻﻧﺎﻋﺔ واﻟـﺳﯾﺎﺣﺔ واﻟﻧﻘـل واﻟﻣوﺻـﻼت واﻷﺷـﻐﺎل اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ واﻟﻣﻼﺣـﺔ واﻟﺑﻧـﺎء‬

‫واﻟﺻﯾد اﻟﺑﺣري*‪.‬‬

‫‪-3‬اﺗﻔﺎق اﻟﺗﻌﺎون اﻟﻌﻠﻣﻲ واﻟﺗﻘﻧﻲ ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر واﻟﻬﻧد اﻟﻣوﻗﻊ ﺑدﻟﻬﻲ ﺑﺗـﺎرﯾﺦ ‪ 28‬ﻓﺑراﯾـر‪1980‬‬

‫واﻟﻣـﺻﺎدق ﺑﻣوﺟـب اﻟﻣرﺳـوم اﻟرﺋﺎﺳـﻲ رﻗـم‪ ،443-82‬اﻟﻣـؤرخ ﻓـﻲ‪11‬دﯾـﺳﻣﺑر‪ 1982‬وﺣـﺳب‬

‫اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‪ ،‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 25‬ﺟوﯾﻠﯾﺔ ‪ 1980‬اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ ﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 04‬ﻣن اﺗﻔﺎق اﻟﺗﻌﺎون اﻟﺗﻘﻧﻲ ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر‬ ‫*‬

‫وﺳﯾراﻟﯾون‪ ،‬اﻟﻣوﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 22‬أﺑرﯾل ‪ ، 1980‬ص‪. 1139‬‬


‫اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‪ ،‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 11‬دﯾﺳﻣﺑر ‪ 1982‬اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ ﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 02‬و ‪ 03‬ﻣن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌﺎون‬ ‫*‬

‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﺗﻘﻧﻲ واﻟﻌﻠﻣﻲ ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر واﻟﯾوﻧﺎن‪ ،‬اﻟﻣوﻗﻊ ﺑﺎﻟﺟزاﺋر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 13‬ﻣﺎي ‪ ، 1982‬ص ‪ 3275‬إﻟﻰ‪. 3277‬‬

‫‪71‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫اﻟﻣـﺎدة ‪ 01‬ﻣﻧـﻪ ﻫـو اﺗﻔـﺎق ﯾرﻣـﻲ إﻟـﻰ اﻟﺗﺑـﺎدل اﻟﺗﻛﻧوﻟـوﺟﻲ ﻷﻏـراض اﻗﺗـﺻﺎدﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾـﺔ‬

‫ﻟﻠﺑﻠدﯾن*‪.‬‬

‫‪-4‬اﺗﻔﺎق اﻟﺗﻌـﺎون اﻻﻗﺗـﺻﺎدي واﻟﺗﻘﻧـﻲ ﺑـﯾن اﻟﺟزاﺋـر واﻟـﺻﯾن اﻟﻣوﻗـﻊ ﻓـﻲ اﻟﺟزاﺋـر ﺑﺗـﺎرﯾﺦ ‪26‬‬

‫أﻛﺗـوﺑر ‪ 1985‬واﻟﻣـﺻﺎدق ﻋﻠﯾـﻪ ﺑﻣوﺟـب اﻟﻣرﺳــوم اﻟرﺋﺎﺳـﻲ رﻗـم ‪ ، 74-90‬اﻟﻣـؤرخ ﻓــﻲ‬

‫‪28‬ﻓﯾﻔـري ‪ 1990‬وﺣـﺳب اﻟﻣـﺎدة ‪ 02‬ﻣـن ﻫـذا اﻻﺗﻔـﺎق أﻧـﻪ ﯾﻬـدف إﻟـﻰ اﻟﺗﻌـﺎون اﻟﺗﻘﻧـﻲ ﻓـﻲ‬

‫اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ‪:‬اﻟﺗﻌﻣﯾر و اﻟﺑﻧـﺎء‪ ،‬اﻟﻬﯾﺎﻛـل اﻟﻘﺎﻋدﯾـﺔ‪ ،‬اﻟـﺻﯾد‪ ،‬اﻟﻧﻘـل‪ ،‬اﻟﻘطﺎﻋـﺎت‬

‫اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ‪ ،‬اﻟزراﻋﺔ‪.( ،‬اﻟري‪ ،‬اﻟطﺎﻗﺔ‪ ،‬اﻟﺻﺣﺔ‪ ،‬اﻟﺗﻛوﯾن اﻟﻣﻬﻧﻲ *‪.‬‬

‫‪-5‬اﻻﺗﻔﺎق اﻹطﺎري ﻟﻠﺗﻌﺎون اﻟﻌﻠﻣﻲ واﻟﺗﻘﻧﻲ واﻟﺛﻘﺎﻓﻲ واﻟﺗرﺑوي ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر واﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻻﺳﺑﺎﻧﯾﺔ‬

‫اﻟﻣوﻗﻊ ﺑﺎﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ ‪ 05‬أﻓرﯾل ‪ 1993‬واﻟﻣﺻﺎدق ﻋﻠﯾﻪ ﺑﻣوﺟب اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم‬

‫‪ 365-2000‬اﻟﻣؤرخ ‪ 16‬ﻧـوﻓﻣﺑر ‪ ، 2000‬وﯾﻬـدف ﻫـذا اﻻﺗﻔـﺎق إﻟـﻰ اﻟﺗﻌـﺎون اﻟﺗﻛﻧوﻟـوﺟﻲ‬

‫ﻓﻲ اﻟﻣﯾﺎدﯾن اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ واﻟﺗرﺑوﯾﺔ*‪.‬‬

‫‪-6‬اﺗﻔـﺎق اﻟﺗﻌـﺎون اﻟﻌﻠﻣـﻲ واﻟﺗﻛﻧوﻟـوﺟﻲ اﻟﻣﺑـرم ﺑـﯾن اﻟﺟزاﺋـر وﻧﯾﺟﯾرﯾـﺎ اﻟﻣوﻗـﻊ ﺑﺄﺑوﺟـﺎ ﻓـﻲ ‪14‬‬

‫ﯾﻧﺎﯾر ‪ 2002‬اﻟﻣﺻﺎدق ﻋﻠﯾﻪ ﺑﻣوﺟب اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم ‪، 03-79‬‬

‫اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‪ ،‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 11‬دﯾﺳﻣﺑر ‪ 1982‬اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ ﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 01‬ﻣن اﺗﻔﺎق اﻟﺗﻌﺎون اﻟﻌﻠﻣﻲ واﻟﺗﻘﻧﻲ ﺑﯾن‬ ‫*‬

‫اﻟﺟزاﺋر واﻟﻬﻧد‪ ،‬اﻟﻣوﻗﻊ ﺑدﻟﻬﻲ ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 28‬ﻓﺑراﯾر ‪ ، 1980‬ص ‪ 2378‬إﻟﻰ‪. 3279‬‬

‫اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ 09‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 26‬أﻛﺗوﺑر ‪ 1985‬اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ ﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 02‬ﻣن اﺗﻔﺎق اﻟﺗﻌﺎون‬ ‫*‬

‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي ‪.‬واﻟﺗﻘﻧﻲ ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر واﻟﺻﯾن‪ ،‬اﻟﻣوﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺑﺗﺎرﯾﺦ‪ 28 ،‬ﻓﯾﻔري ‪ ، 1990‬ص‪. 348‬‬

‫اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‪ ،‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 28‬ﻧوﻓﻣﺑر ‪ 2000‬اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺗﻔﺎق اﻹطﺎري ﻟﻠﺗﻌﺎون اﻟﻌﻠﻣﻲ واﻟﺗﻘﻧﻲ‪،‬‬ ‫*‬

‫)واﻟﺛﻘﺎﻓﻲ واﻟﺗرﺑوي ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر واﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻻﺳﺑﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻣوﻗﻊ ﺑﺎﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ ‪ 05‬أﻓرﯾل ‪ ، 1993‬ص‪. 19‬‬

‫‪72‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫اﻟﻣـؤرخ ﻓـﻲ ‪ 03‬ﻣـﺎرس ‪ 2003‬وﺣـﺳب اﻟﻣـﺎدة ‪ 03‬ﯾﻬـدف ﻫـذا اﻻﺗﻔـﺎق ﻟﻠﺗﻌـﺎون واﻟﺗﺑـﺎدل‬

‫اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف ‪.‬اﻟﻣﺟﺎﻻت ﻣﺛل اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ واﻟزراﻋﺔ واﻷﻣن اﻟﻐذاﺋﻲ واﻟﺑﯾﺋﺔ واﻟﺻﺣﺔ*‪.‬‬

‫‪-7‬اﺗﻔـﺎق اﻟﺗﻌـﺎون اﻟﺗﻘﻧـﻲ ﺑـﯾن اﻟﺟزاﺋـر وأﻟﻣﺎﻧﯾـﺎ اﻟﻣوﻗـﻊ ﻓـﻲ اﻟﺟزاﺋـر ﺑﺗـﺎرﯾﺦ ‪ 30‬أﻓرﯾـل ‪2002‬‬

‫واﻟﻣﺻﺎدق ﻋﻠﯾﻪ ﺑﻣوﺟب اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ ‪ ، 06-202‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 20‬ﺟوان‪ .2006‬وﺣـﺳب‬

‫ﻧـص اﻟﻣـواد ‪ 01‬و ‪ 02‬و ‪ 03‬ﻣـن اﻻﺗﻔـﺎق ﻓﺈﻧـﻪ ﯾﻬـدف إﻟـﻰ اﻟﺗﻌـﺎون واﻟﺗﺑـﺎدل اﻟﺗﻘﻧـﻲ ﻟﺗﻧﻣﯾـﺔ‬

‫واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ*‪.‬‬ ‫اﻟﻣﯾﺎدﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬

‫‪-8‬اﺗﻔﺎق اﻟﺗﻌﺎون ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ واﻟﻌﻠوم واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر ٕواﯾطﺎﻟﯾﺎ اﻟﻣوﻗﻊ ﺑﺎﻟﺟزاﺋر‬

‫ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 30‬ﺟوان ‪ 2002‬واﻟﻣﺻﺎدق ﻋﻠﯾﻪ ﺑﻣوﺟب اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳـﻲ‪ 202-03‬اﻟﻣـؤرخ ﻓـﻲ ‪05‬‬

‫ﻣﺎي ‪ ، 2003‬وﯾﻬدف ﻫذا اﻻﺗﻔﺎق إﻟﻰ اﻟﺗﻌﺎون واﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ ﻋﺑر ﻋدة ‪.‬ﻣﺟـﺎﻻت ﻣﻧﻬـﺎ‬

‫واﻻﺗﺻﺎﻻت*‪.‬‬ ‫اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺗﻌﻠﯾم واﻟﺻﺣﺔ‬

‫‪-09‬اﺗﻔﺎق اﻟﺗﻌﺎون اﻟﺗﻘﻧﻲ ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر واﻟﯾﺎﺑﺎن اﻟﻣوﻗﻊ ﺑـ طوﻛﯾو ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 07‬دﯾﺳﻣﺑر‪، 2004‬‬

‫واﻟﻣـﺻﺎدق ﻋﻠﯾـﻪ ﺑﻣوﺟـب اﻟﻣرﺳـوم اﻟرﺋﺎﺳـﻲ‪ ، 76 -06‬اﻟﻣـؤرخ ﻓـﻲ ‪ 18‬ﻓﯾﻔـري ‪2006 -‬‬

‫اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ 16‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 08‬ﻣﺎرس ‪ 2003‬اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ اﻟﻣﺎدة ‪ 03‬ﻣن اﺗﻔﺎق اﻟﺗﻌﺎون اﻟﻌﻠﻣﻲ ‪.‬‬ ‫*‬

‫واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ اﻟﻣﺑرم ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر وﻧﯾﺟﯾرﯾﺎ‪ ،‬اﻟﻣوﻗﻊ ﺑـ أﺑوﺟﺎ ﻓﻲ ‪ 14‬ﯾﻧﺎﯾر ‪ ، 2002‬ص‪. 19‬‬

‫اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ 44‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 28‬ﺟوان ‪ 2006‬اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ اﻟﻣواد ‪ 01.‬ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر وأﻟﻣﺎﻧﯾﺎ‪ ،‬اﻟﻣوﻗﻊ‬ ‫*‬

‫ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 30‬أﻓرﯾل ‪ ، 2002‬ص‪. 08‬‬

‫اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ 32‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 07‬ﻣﺎي ‪ 2003‬اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ اﺗﻔﺎق اﻟﺗﻌﺎون ﻓﻲ ﻣﺟﺎل‬ ‫*‬

‫اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ‪ ).‬واﻟﻌﻠوم واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر ٕواﯾطﺎﻟﯾﺎ‪ ،‬اﻟﻣوﻗﻊ ﺑﺎﻟﺟزاﺋر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 30‬ﺟوان ‪ ، 2002‬ص‪. 09‬‬

‫‪73‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫وﺣـﺳب اﻟﻣـواد ﻣـن ‪ 01‬إﻟـﻰ ‪ 04‬ﯾﻬـدف ﻫـذا اﻻﺗﻔـﺎق إﻟـﻰ اﻟﺗﻌـﺎون ﻓـﻲ ﻣﺧﺗﻠـف اﻟﻣﯾـﺎدﯾن‬

‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ*‪.‬‬

‫‪-10‬اﺗﻔـﺎق اﻟﺗﻌـﺎون ﻓـﻲ ﻣﺟـﺎل اﻟﻌﻠـوم واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ اﻟﻣﺑـرم ﺑـﯾن اﻟﺟزاﺋـر واﻟوﻻﯾـﺎت اﻟﻣﺗﺣـدة‬

‫اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ اﻟﻣوﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ ‪ 18‬ﯾﻧﺎﯾر ‪ 2006‬واﻟﻣﺻﺎدق ﻋﻠﯾـﻪ ﺑﻣوﺟـب اﻟﻣرﺳـوم اﻟرﺋﺎﺳـﻲ‬

‫رﻗـم ‪ 06 -402‬اﻟﻣـؤرخ ﻓـﻲ ‪ 14‬ﻧـوﻓﻣﺑر ‪ ، 2006‬واﻟـذي ﯾﻬـدف ﺣـﺳب اﻟﻣـﺎدة ‪ 01‬ﻣﻧـﻪ ﻋﻠـﻰ‬

‫اﻟﺗﻌﺎون اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ وﺗﻌزﯾز اﻟﻘدرات اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ ﻟﻠطرﻓﯾن وﻷﻏراض ﺳﻠﻣﯾﺔ وذﻟك ﻓﻲ اﻟﻣﯾـﺎدﯾن‬

‫ذات اﻟﻣﻧﻔﻌـﺔ اﻟﻣـﺷﺗرﻛﺔ ﻟﻠطـرﻓﯾن*‪،‬وﺗﺟـدر اﻹﺷـﺎرة أن ﻫﻧـﺎك ﺑﻌـض اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ اﻟﺛﻧﺎﺋﯾـﺔ‬

‫اﻟﺗﻲ أﺑرﻣﺗﻬﺎ اﻟﺟزاﺋر ﻓـﻲ ﻣﺟـﻼت ﻣﺗﻌـددة رﻏـم أﻧﻬـﺎ ﻏﯾـر ﻣﺧﺗـﺻﺔ أﺻـﻼ ﺑﻧﻘـل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ إﻻ‬

‫أﻧﻬﺎ ﺗﺿﻣﻧت ﺑﻌض اﻟﺑﻧود اﻟﺗﻲ ﺗﺷﯾر إﻟﻰ ﻧﻘل ﺑﻌض اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎت ﺑﯾن اﻟطرﻓﯾن وﻣﺛﺎل ذﻟك‪:‬‬

‫‪-1‬ﻣـذﻛرة اﻟﺗﻔـﺎﻫم ﺣـول اﻟﺗﻌـﺎون ﻓـﻲ اﻟﻣﺟـﺎل اﻟـﺻﺣﻲ اﻟﻣﺑرﻣـﺔ ﺑـﯾن اﻟﺟزاﺋـر و ﺟﻧـوب إﻓرﯾﻘﯾـﺎ‬

‫اﻟﻣوﻗﻌﺔ ﻓﻲ ﺑرﯾﺗورﯾﺎ ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 06‬أﻛﺗوﺑر ‪ 2004‬واﻟﻣﺻﺎدق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﻣوﺟب اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم‬

‫‪ ،225-05‬اﻟﻣـؤرخ ﻓـﻲ ‪ 23‬ﺟوﯾﻠﯾـﺔ ‪ ، 2005‬وﻫـذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ ﻟﯾـﺳت اﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ دوﻟﯾـﺔ ﻟﻧﻘـل‬

‫اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ﺑـل اﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ ﻟﻠﺗﻌـﺎون اﻟـﺻﺣﻲ وﻟﻛـن اﻟﻣـواد ﻣـن ‪ 02‬إﻟـﻰ ‪ ، 07‬ﺗـﻧص ﻋﻠـﻰ ﺗﺑـﺎدل‬

‫اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ 10‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 26‬ﻓﯾﻔري ‪ 2006‬اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ اﻟﻣﺎدة ‪ 01‬اﻟﺗﻌﺎون اﻟﺗﻘﻧﻲ ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر‬ ‫*‬

‫واﻟﯾﺎﺑﺎن‪ ،‬اﻟﻣوﻗﻊ ﺑـ طوﻛﯾو ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 07‬دﯾﺳﻣﺑر ‪ ، 2004‬ص‪. 16‬‬

‫اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ 73‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 19‬ﻧوﻓﻣﺑر ‪ 2006‬اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ اﻟﻣﺎدة ‪ 01‬ﻣن اﺗﻔﺎق اﻟﺗﻌﺎون ﻓﻲ ﻣﺟﺎل‬ ‫*‬

‫‪).‬اﻟﻌﻠوم واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣﺑرم ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر واﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻣوﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ ‪ 18‬ﯾﻧﺎﯾر ‪ ، 2006‬ص‪.04‬‬

‫‪74‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫اﻟﻣﻌـﺎرف و اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ﻟﻣﻛﺎﻓﺣـﺔ اﻷﻣـراض و ﺗﻛـوﯾن اﻟطـواﻗم اﻟـﺻﺣﯾﺔ واﻟﺑﺣـث اﻟـﺻﺣﻲ‬

‫واﻷدوﯾﺔ*‪.‬‬

‫‪-2‬اﺗﻔـﺎق اﻟﺗﻌـﺎون ﻓـﻲ اﻟﻣﺟـﺎل اﻟﻔﻼﺣـﻲ ﺑـﯾن اﻟﺟزاﺋـر وﻓﯾﺗﻧـﺎم اﻟﻣوﻗـﻊ ﻓـﻲ اﻟﺟزاﺋـر ﺑﺗـﺎرﯾﺦ ‪21‬‬

‫ﻧوﻓﻣﺑر‪، 2004‬واﻟﻣـﺻﺎدق ﻋﻠﯾـﻪ ﺑﻣوﺟـب اﻟﻣرﺳـوم اﻟرﺋﺎﺳـﻲ‪ 376-06‬اﻟﻣـؤرخ ﻓـﻲ ‪ 28‬أﻛﺗـوﺑر‬

‫‪ ،2006‬ﺣﯾث أﻧﻪ ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أن ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻣﺧﺻﺻﺔ أﺻﻼ ﻟﻠﺗﻌﺎون ﻓـﻲ اﻟﻣﺟـﺎل اﻟﻔﻼﺣـﻲ‬

‫إﻻ أن اﻟﻣـﺎدة ‪ 06‬ﻣﻧﻬـﺎ ﺗـﺷﯾر إﻟـﻰ ﺗﺑـﺎدل اﻟﺗﻘﻧﯾـﺎت واﻟﻣـﺳﺎﻋدات اﻟﻌﻠﻣﯾـﺔ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺔ ﻓـﻲ ﻣﺟـﺎل‬

‫اﻟزراﻋﻲ‪.‬‬

‫ب ‪-‬اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﻣﺑرﻣﺔ ﻣﻊ اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ‬

‫إن ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﻧﻘل اﻟدوﻟﻲ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻟم ﺗﻌد ﺣﻛرا ﻓﻘط ﻋﻠﻰ اﻟدول‪ ،‬ﺑـل ﺣﺗـﻰ أن ﺑﻌـض‬

‫اﻟﻣﻧظﻣـﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ أﺻـﺑﺣت ﺗـﺷﺎرك ﻓـﻲ ﻫـذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾـﺎت وﺧـﺻوﺻﺎ إذا ﻛﺎﻧـت ﻣﺗﺧﺻـﺻﺔ ﻓـﻲ‬

‫ذﻟك اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ‪ ،‬ورﺑﻣـﺎ ﻣـن أﺑـرز اﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت اﻟﺟزاﺋـر ﻓـﻲ ﻣﺟـﺎل اﻟﻧﻘـل اﻟﺗﻛﻧوﻟـوﺟﻲ ﻣـﻊ‬

‫اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻧﺟد اﺗﻔﺎق اﻟﺟزاﺋر ﻣﻊ اﻟوﻛﺎﻟﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟطﺎﻗﺔ اﻟذرﯾﺔ اﻟﻣوﻗﻊ ﻓﻲ ﻓﯾﯾﻧﺎ ﺑﺗـﺎرﯾﺦ‬

‫اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ 43‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 26‬ﺟوﯾﻠﯾﺔ ‪ 2005‬اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ اﻟﻣواد ﻣن ‪ 02‬إﻟﻰ ‪ 07‬ﻣن ﻣذﻛرة اﻟﺗﻔﺎﻫم‬ ‫*‬

‫ﺣول اﻟﺗﻌﺎون ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺻﺣﻲ اﻟﻣﺑرﻣﺔ ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر وﺟﻧوب إﻓرﯾﻘﯾﺎ‪ ،‬اﻟﻣوﻗﻌﺔ ﻓﻲ ﺑرﯾﺗورﯾﺎ ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 06‬أﻛﺗوﺑر ‪، 2004‬‬

‫ص‪. 08‬‬

‫‪75‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫‪ 06‬أﻛﺗوﺑر ‪ 1992‬واﻟﻣﺻﺎدق ﻋﻠﯾﻪ ﺑﻣوﺟب اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم ‪ ،92-447‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪06‬‬

‫دﯾﺳﻣﺑر‪ ،* 1992‬وﻣن ﻣﻼﻣﺢ ﻫذا اﻻﺗﻔﺎق ﺑﺷﻛل ﻋﺎم‪. :‬‬

‫‪-1‬اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻧﻘل ﺗﻘﻧﯾﺎت و ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺗداﺑﯾر اﻟﺳﻼﻣﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺣدوث ﺧطر ﻧﺎﺟم ﻋن‬

‫ﺑﺣوث أو ﺗﺟﺎرب ﻟﻼﺳﺗﻌﻣﺎﻻت اﻟﺳﻠﻣﯾﺔ ﻟﻠطﺎﻗﺔ اﻟذرﯾﺔ‪.‬‬

‫‪-2‬اﻟﺗﺄﻛد ﻣن اﺳﺗﺧدام اﻟﺟزاﺋر ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟذرﯾﺔ ﻷﻏراض ﺳﻠﻣﯾﺔ وﺗﻘدﯾم ﺿﻣﺎﻧﺎت‬

‫ﺑذﻟك *‪.‬‬

‫‪-3‬اﺗﻔـﺎق ﻋﻠـﻰ ﺷـﻛل اﻟﺣﻣﺎﯾـﺔ اﻟﻣﺎدﯾـﺔ ﻟﻠﻣراﻓـق واﻟﻣﻌـدات اﻟﻣـﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓـﻲ أﺑﺣـﺎث اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ‬

‫اﻟﻧووﯾﺔ‪.‬‬

‫*‬
‫ﻣﻠﻛﯾﺗﻬﺎ ‪.‬‬ ‫‪-4‬اﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻣﻌدات واﻟﻣواد اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ أﺑﺣﺎث اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ وطرق ﻧﻘل‬

‫‪ -‬إﺑرام اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ‬

‫ﻋﻠـﻰ ﻋﻛـس اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت اﻟﺛﻧﺎﺋﯾـﺔ ﻓـﺎﻟﺟزاﺋر ﻟـم ﯾﻛـن ﻟﻬـﺎ ﻧﻔـس اﻹﻗﺑـﺎل ﻋﻠـﻰ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ‬

‫اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻧﺎﻗﻠﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ واﻟﺳﺑب ﻫو ﻗﻠﺔ اﻟﺗﻧﺳﯾق ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ ﺑﯾن دول اﻟﻣﻧطﻘﺔ‬

‫ﻋﻠﻰ ﻋﻛس ﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ دول اﻹﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ أو دول أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻣـت ﺑـﺈﺑرام‬

‫اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ 88‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 13‬دﯾﺳﻣﺑر ‪ 1992‬اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ اﺗﻔﺎق اﻟﺟزاﺋر ﻣﻊ‬ ‫*‬

‫اﻟوﻛﺎﻟﺔ ‪ ،‬اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟطﺎﻗﺔ اﻟذرﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻣوﻗﻊ ﻓﻲ ﻓﯾﯾﻧﺎ ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 02‬و ‪ 06‬أﻛﺗوﺑر‪. 1992‬‬

‫اﻟﻣﺎدة ‪ 02‬و ‪ 03‬ﻣن اﺗﻔﺎق اﻟﺟزاﺋر ﻣﻊ اﻟوﻛﺎﻟﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟطﺎﻗﺔ اﻟذرﯾﺔ اﻟﻣوﻗﻊ ﻓﻲ ﻓﯾﯾﻧﺎ ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪. 1992/ 06 /10/‬‬ ‫*‬

‫اﻟﻣﺎدة ‪ 04‬و ‪ 05‬ﻣن اﺗﻔﺎق اﻟﺟزاﺋر ﻣﻊ اﻟوﻛﺎﻟﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟطﺎﻗﺔ اﻟذرﯾﺔ اﻟﻣوﻗﻊ ﻓﻲ ﻓﯾﯾﻧﺎ ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪.1992/06/10‬‬ ‫*‬

‫‪76‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫اﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ دوﻟﯾـﺔ ﺟﻣﺎﻋﯾـﺔ ﻟﻧﻘـل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ﻓﯾﻣـﺎ ﺑﯾﻧﻬـﺎ ﺗـﺳﻣﻰ اﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ ﻗرطﺎﺟﻧـﺔ ﻟـدول ﻣﺟﻣـوع‬

‫اﻷﻧدﯾز ﺳﻧﺔ ‪ ، 11969‬وﻟﻛن ﻣﻊ ذﻟك ﻛﺎﻧت ﻟﻠﺟزاﺋر ﺑﻌض اﻟﺗﺟﺎرب اﻟﻣﺣدودة ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ‪:‬‬

‫‪-1‬اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻻﺗﺣﺎد اﻹﻓرﯾﻘﻲ ﻟﻼﺗﺻﺎﻻت اﻟﺳﻠﻛﯾﺔ واﻟﻼﺳﻠﻛﯾﺔ اﻟﻣوﻗﻌﺔ ﺑﺄدﯾس أﺑﺎﺑﺎ ﻓـﻲ دﯾـﺳﻣﺑر‬

‫‪1977‬واﻟﻣﺻﺎدق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﻣوﺟب اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ ‪ 80-205‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 30‬أوت‪.* 1980‬‬

‫وﺗﺿم ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺟﻣﯾﻊ دول ﻣﻧظﻣﺔ اﻟوﺣدة اﻹﻓرﯾﻘﯾﺔ ﺣﺳب ﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 02‬اﻟﻔﻘرة ‪ 01‬اﻟﺗﻲ‬

‫ﺟـﺎء ﻓﯾﻬـﺎ" اﻟـدول اﻷﻋـﺿﺎء ﻓـﻲ ﻣﻧظﻣـﺔ اﻟوﺣـدة اﻹﻓرﯾﻘﯾـﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗوﻗـﻊ وﺗـﺻﺎدق ﻋﻠـﻰ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ‬

‫ﺗﻧﺿم إﻟﯾﻬﺎ‪".‬‬

‫وﺣـﺳب ﻧـص اﻟﻣـﺎدة ‪ 05‬ﻓﻣـن أﻫـداف ﻫـذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ ﻫـو إﻧـﺷﺎء إﺗﺣـﺎد إﻓرﯾﻘـﻲ ﯾـﺳﻌﻰ إﻟـﻰ‬

‫ﺗطور اﻟﻣواﺻﻼت اﻟﺳﻠﻛﯾﺔ واﻟﻼﺳﻠﻛﯾﺔ وذﻟك ﻋﺑر اﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ﺑﯾن دول‬

‫اﻹﺗﺣﺎد ﻋﺑر‪:‬‬

‫‪-‬ﻧﺷر وﺗﺑﺎدل اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻷﺑﺣﺎث اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ ﺣول ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣواﺻﻼت ﺑﯾن‬

‫ﻣﻧظﻣﺔ اﻟوﺣدة اﻹﻓرﯾﻘﯾﺔ‪.‬‬

‫‪-‬إﺟراء دراﺳﺎت ﻣﺷﺗرﻛﺔ ﻓﻲ ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣواﺻﻼت‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪-‬إﻧﺷﺎء ﻣﻌﺎﻫد ﺗﻛوﯾن اﻹطﺎرات ﻓﻲ ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣواﺻﻼت‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ﻋﺑﺎﺑﺳﺔ ﺣﻣزة ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.76‬‬
‫اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 02‬ﺳﺑﺗﻣﺑر ‪ 1980‬ص ‪. 1306 ، 1300‬‬ ‫*‬

‫‪2‬‬
‫اﻟﻣﺎدة ‪ 05‬اﻟﻔﻘرة د ‪ .‬ه ‪ .‬ز ‪ .‬ط‪ .‬ﻣن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻻﺗﺣﺎد اﻹﻓرﯾﻘﻲ ﻟﻼﺗﺻﺎﻻت اﻟﺳﻠﻛﯾﺔ واﻟﻼﺳﻠﻛﯾﺔ اﻟﻣوﻗﻌﺔ ﺑﺄدﯾس ﺑﺎﺑﺎ ﻓﻲ دﯾﺳﻣﺑر‬

‫‪ { http://ar.glosbe.com/en/ar/African%20Union }1977‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪.2013/07/16‬‬

‫‪77‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫‪ -2‬اﺗﻔﺎق اﻟﺷراﻛﺔ اﻷورو– ﻣﺗوﺳطﯾﺔ‬

‫أو ﻣـﺎ ﯾﻌـرف أﯾـﺿﺎ ﺑـﺈﻋﻼن ﺑرﺷـﻠوﻧﺔ وﻫـو ﻣﺟﻣوﻋـﺔ ﺗوﺻـﯾﺎت ﺗـم اﻻﺗﻔـﺎق ﻋﻠﯾﻬـﺎ وﺗﺑﻧﯾﻬـﺎ ﻓـﻲ‬

‫اﻟﻣـؤﺗﻣر اﻷورو ‪-‬ﻣﺗوﺳـطﻲ ﻓـﻲ ‪ 27‬و ‪ 28‬ﻧـوﻓﻣﺑر ﻣـن اﻟﻌـﺎم ‪ 1995‬اﻟﻣﻧﻌﻘـد ﻓـﻲ ﺑرﺷـﻠوﻧﺔ ‪،‬‬

‫واﻟذي ﺿم ﻣﻣﺛﻠﯾن ﻋن ﺧﻣﺳﺔ ﻋـﺷر دوﻟـﺔ أوروﺑﯾـﺔ ﺗﻣﺛـل دول اﻹﺗﺣـﺎد اﻷوروﺑـﻲ وأﺛﻧـﻰ ﻋـﺷر‬

‫دوﻟﺔ ﻣن دول اﻟﺑﺣر اﻷﺑﯾض اﻟﻣﺗوﺳط ﻣﻧﻬم اﻟﺟزاﺋر‪ .‬وﻗد ﻧﺟم ﻋن اﻻﺗﻔﺎق ﺗوﺻﯾﺎت ﺑﺎﻟﺗﻌﺎون‬

‫ﻓﻲ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻘطﺎﻋﺎت‪ ،‬وﻣﻧﻬﺎ ﻗطﺎع اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺣﯾث ﺷـﺟﻊ اﻟﻣـؤﺗﻣر ﻧﻘـل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺔ ﺑـﯾن‬

‫دول اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﻣؤﺗﻣر وﻣن ﻫذﻩ اﻟﺗوﺻﯾﺎت‪:‬‬

‫أ ‪-‬ﺗﻌزﯾز ﺗﺑﺎدل اﻟﺧﺑرات ﻓﻲ اﻟﻘطﺎﻋﺎت واﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﺳﻣﺢ‬

‫ﻟﻠﺷرﻛﺎء اﻟﻣﺗوﺳطﯾﯾن ﺧﻔض اﻟﻬوة ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺟﯾراﻧﻬم اﻷوروﺑﯾﯾن وﺗﺷﺟﯾﻊ ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‪.‬‬

‫ب ‪-‬اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﺄﻫﯾل اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓﻲ اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﻠﻣﻲ واﻟﺗﻘﻧﻲ ﺑﺗوطﯾد اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ‬

‫ﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﺑﺣث اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ‪.‬‬

‫ج ‪-‬ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﺑﺣث واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﺑﻣواﺟﻬﺔ ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﺧـﺗﻼل اﻟﻣﺗـﺻﺎﻋد ﻟﻺﻧﺟـﺎزات اﻟﻌﻠﻣﯾـﺔ ﻣـﻊ أﺧـذ‬

‫ﻣﺑدأ اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر‪.1‬‬

‫وﺑذﻟك ﻛﺎﻧت ﻟﻠﺟزاﺋر ﺗﺟﺎرب ﺛﻧﺎﺋﯾﺔ وﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾـﺎت ﻧﻘـل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ﺑﻣوﺟـب اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت‬

‫اﻟدوﻟﯾﺔ وﻟﻛن اﺳﺗطﺎﻋت ﻓﯾﻬﺎ ﺗﻛرﯾس ﺑﻌض ﻣﺑﺎدئ اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ‪.‬‬

‫إﻋﻼن ﺑرﺷﻠوﻧﺔ اﻟﺻﺎدر ﻋن اﻟﻣؤﺗﻣر اﻷوروﻣﺗوﺳطﻲ ﻓﻲ ‪27‬و‪ 28‬ﻧوﻓﻣﺑر ﻣن اﻟﻌﺎم ‪. 1995‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪78‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻣﻛرﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‬

‫ﻟﻘـد ﺣﺎوﻟـت اﻟﺟزاﺋـر ﻣـن وراء اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت اﻟﻧﺎﻗﻠـﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ اﻟﺗـﻲ أﺑرﻣﺗﻬـﺎ ﻟـﯾس ﻓﻘـط‬

‫اﻟﺣـﺻول ﻋﻠـﻰ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ اﻷﺟﻧﺑﯾـﺔ ﻟـدﻓﻊ اﻟﺗﻧﻣﯾـﺔ ﻓﯾﻬـﺎ‪ ،‬ﺑـل ﺳـﻌت أﯾـﺿﺎ إﻟـﻰ ﺗﻛـرﯾس واﻟﺗﺄﻛﯾـد‬

‫ﻋﻠﻰ ﺑﻌض ﻣﺑﺎدئ اﻟﻘﺎﻧون اﻟـدوﻟﻲ‪ ،‬وذﻟـك ﺣﺗـﻰ ﻻ ﺗﻌﺗﺑـر ﻫـذﻩ اﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت ﻣﺟـرد ﺳـﻧد دوﻟـﻲ ﻟﻧﻘـل‬

‫اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‪ ،‬ﺑل ﺻﻛوك ﻣرﺟﻌﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‪ ،‬وﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻣﻛرﺳﺔ‪.‬‬

‫أ ‪-‬ﻣﺑدأ اﻟﺗﻌﺎون اﻟدوﻟﻲ‬

‫ﯾﻌد ﻣﺑدأ اﻟﺗﻌﺎون اﻟدوﻟﻲ ﻣن اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﺟوﻫرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﻣﻌﺎﺻر‬

‫واﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾـﻪ ﻓـﻲ اﻟﻣـﺎدة ‪ 01‬اﻟﻔﻘـرة ‪ 03‬ﻣـن ﻣﯾﺛـﺎق اﻷﻣـم اﻟﻣﺗﺣـدة اﻟﺗـﻲ ﺟـﺎء ﻓﯾﻬـﺎ" إن ﻣـن‬

‫ﻣﻘﺎﺻـد اﻟﻣﯾﺛـﺎق ﺗﺣﻘﯾـق اﻟﺗﻌـﺎون اﻟـدوﻟﻲ ﻋﻠـﻰ ﺣـل اﻟﻣـﺳﺎﺋل اﻟدوﻟﯾـﺔ ذات اﻟـﺻﺑﻐﺔ اﻻﻗﺗـﺻﺎدﯾﺔ‬

‫واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾـﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾـﺔ‪ ،1‬وﻗـد ﺗـم اﻟـﻧص ﻋﻠـﻰ ﻣﺑـدأ اﻟﺗﻌـﺎون اﻟـدوﻟﻲ ﻓـﻲ اﻟﻣﺟـﺎل اﻟﺗﻛﻧوﻟـوﺟﻲ‬

‫ﺻراﺣﺔ ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 13‬اﻟﻔﻘرة ‪ 02‬ﻣن ﻣﯾﺛﺎق ﺣﻘـوق اﻟـدول وواﺟﺑﺎﺗﻬـﺎ اﻻﻗﺗـﺻﺎدﯾﺔ اﻟـﺻﺎدر‬

‫ﻋـن اﻟﺟﻣﻌﯾـﺔ اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻟﻸﻣـم اﻟﻣﺗﺣـدة اﻟﺗـﻲ ﺟـﺎء ﻓﯾﻬـﺎ " ﻋﻠـﻰ ﺟﻣﯾـﻊ اﻟـدول اﻟﻧﻬـوض ﺑﺎﻟﺗﻌـﺎون‬

‫اﻟـدوﻟﻲ اﻟﻌﻠﻣـﻲ واﻟﺗﻛﻧوﻟـوﺟﻲ وﺑﻧﻘـل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ﻣـﻊ إﯾـﻼء اﻟﻣراﻋـﺎة اﻟواﺟﺑـﺔ ﻟﻛﺎﻓـﺔ اﻟﻣـﺻﺎﻟﺢ‬

‫اﻟﻣـﺷروﻋﺔ وﻣـن ذﻟـك ﺧﺎﺻـﺔ ﺣﻘـوق وواﺟﺑـﺎت ﺣـﺎﺋزي اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ وﻣوردﯾﻬـﺎ وﻣﺗﻠﻘﯾﻬـﺎ‪ ،‬وﯾﻧﺑﻐـﻲ‬

‫ﻋﻠـﻰ ﺟﻣﯾـﻊ اﻟـدول‪ ،‬ﻋﻠـﻰ وﺟـﻪ اﻟﺧـﺻوص ﺗـﺳﻬﯾل وﺻـول اﻟﺑﻠـدان اﻟﻧﺎﻣﯾـﺔ إﻟـﻰ ﻣﻧﺟـزات اﻟﻌﻠـم‬

‫واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﺣدﯾﺛﯾن وﻧﻘـل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ وﺧﻠـق ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ﻣﺣﻠﯾـﺔ ﻟﻣﻧﻔﻌـﺔ اﻟﺑﻠـدان اﻟﻧﺎﻣﯾـﺔ‪ ،‬وذﻟـك‬

‫‪1‬‬
‫أﺣﻣد أﺑو اﻟوﻓﺎء‪ ،‬اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ )ط‪،1‬ﻣﺻر‪ :‬دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،(1999،‬ص ‪. 342‬‬

‫‪79‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫ﻓﻲ ﺻور وﺗﺑﻌﺎ ﻹﺟراءات ﺗﻼﺋم اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎﺗﻬﺎ و اﺣﺗﯾﺎﺟﺎﺗﻬﺎ" وﻗد ﺳﺎﻫﻣت اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ ﺗﻛـرﯾس‬

‫ﻫـذا اﻟﻣﺑـدأ ﻋﺑـر إﺑراﻣﻬـﺎ اﻟﻌدﯾـد ﻣـن اﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ اﻟﻧﺎﻗﻠـﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ وﻛﺎﻧـت ﻓﯾﻬـﺎ ﺑﻣﺛﺎﺑـﺔ‬

‫ﻣـﺳﺗﻔﯾد وأﯾـﺿﺎ ﻧﺎﺷـر ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ اﻟﺗﻧﻣوﯾـﺔ‪ ،‬ﻓﻣـن ﺟﻬـﺔ ﺳـﻌت إﻟـﻰ اﻻﺳـﺗﻔﺎدة ﻣـن اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ‬

‫ﻟﻣﺷﺎرﯾﻌﻬﺎ اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ وﻣن ﺟﻬـﺔ أﺧـرى ﺗـﺳﻌﻰ إﻟـﻰ ﺗﻣﻛـﯾن اﻟـدول اﻟﻧﺎﻣﯾـﺔ اﻷﺧـرى ﻣـن اﻟﺣـﺻول‬

‫ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗﺎﺟﻬﺎ ﻟﻌﻣﻠﯾﺗﻬﺎ اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ وﺑذﻟك ﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻋﻠﻰ‬

‫اﻟﻣﺳﺗوى اﻟدوﻟﻲ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ واﺣﺗرام ﺣﻘوق اﻷطراف‪.1‬‬

‫ب ‪-‬ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة ﺑﯾن اﻟدول‬

‫ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة ﺑﯾن اﻟدول ﻣـن اﻟﻣﺑـﺎدئ اﻷﺳﺎﺳـﯾﺔ اﻟﺗـﻲ ﯾﻘـوم ﻋﻠﯾﻬـﺎ اﻟﻘـﺎﻧون اﻟـدوﻟﻲ‬

‫اﻟﻣﻌﺎﺻر وﻗد ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة ‪ 01‬اﻟﻔﻘرة ‪ 3‬ﻣـن اﻟﻣﯾﺛـﺎق وﯾﻘـﺿﻲ ﻫـذا اﻟﻣﺑـدأ أن ﻛـل اﻟـدول‬

‫ﻋﻠﻰ ﻧﻔس اﻟدرﺟﺔ ﻣن اﻟﻣﺳﺎواة ﻓﻲ اﻟﺳﯾﺎدة وﻻ ﯾﻣﻛن ﻟدوﻟﺔ اﻹدﻋﺎء أﻧﻬﺎ أﻛﺛر ﺳﯾﺎدة ﻣـن دوﻟـﺔ‬

‫أﺧـرى ﻣﻬﻣـﺎ ﻛﺎﻧـت درﺟـﺔ ﻗوﺗﻬـﺎ اﻻﻗﺗـﺻﺎدﯾﺔ أو اﻟـﺳﯾﺎﺳﯾﺔ أو اﻟﺟﻐراﻓﯾـﺔ‪ .2‬وﻟﻘـد أﻛـدت اﻟﺟزاﺋـر‬

‫ﻋﻠـﻰ ﻫـذا اﻟﻣﺑـدأ ﻣـن ﺧـﻼل اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت اﻟﻧﺎﻗﻠـﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ اﻟﺗـﻲ أﺑرﻣﺗﻬـﺎ ﺣﯾـث ﻧـﺻت ﻋﻠﯾـﻪ‬

‫ﺻـراﺣﺔ ﻓـﻲ أﻛﺛـر ﻣـن ﻣوﻗـﻊ ﻓـﻲ ﻫـذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت ﻧـذﻛر ﻣـن ﺑﯾﻧﻬـﺎ ﻧـص اﻟﻣـﺎدة ‪01‬ﻣـن اﺗﻔـﺎق‬

‫اﻟﺗﻌﺎون اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﺗﻘﻧﻲ ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر واﻟﺻﯾن اﻟﻣوﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪26‬أﻛﺗوﺑر ‪1985‬‬

‫اﻟذي ﺟﺎء ﻓﯾﻬﺎ" ﯾﻠﺗزم اﻟطرﻓﺎن ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣﺑـدأ اﻟﻣـﺳﺎواة و اﻟﻣﻧـﺎﻓﻊ اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟـﺔ ﺑـﺳﯾر واﺳـﺗﻐﻼل‬

‫‪1‬‬
‫اﺗﻔﺎق اﻟﺗﻌﺎون اﻟﺗﻘﻧﻲ ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر وﺳﯾراﻟﯾون اﻟﻣوﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 22‬أﺑرﯾل ‪. 1980‬‬

‫‪ 2‬ﻣﺣﻣد ﯾوﺳف ﻋﻠوان ‪،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.129‬‬

‫‪80‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫ﺟﻣﯾـﻊ اﻹﻣﻛﺎﻧﯾـﺎت وﻛـل أﺷـﻛﺎل اﻟﺗﻌـﺎون اﻻﻗﺗـﺻﺎدي واﻟﺗﻘﻧـﻲ واﻟﺗـﻲ ﻣـن ‪.‬ﺷـﺄﻧﻬﺎ أن ﺗـؤدي إﻟـﻰ‬

‫ﺗرﻗﯾﺔ اﻟﺗﻛﺎﻣﻼت ﺑﯾن اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎﺗﻬﻣﺎ اﻟوطﻧﯾﺔ*‪.‬‬

‫ج ‪-‬ﻣﺑدأ ﺗﻧﻔﯾذ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﺑﺣﺳن ﻧﯾﺔ‬

‫ﻟﻘد ﻧﺻت ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻣﺑدأ اﻟﻣﺎدة ‪ 02‬اﻟﻔﻘرة ‪ 02‬ﻣن ﻣﯾﺛﺎق اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة وﯾﻘﺿﻲ ﻫذا‬

‫اﻟﻣﺑـدأ ﺑـﺷﻛل ﻋـﺎم ﻋﻠـﻰ أﻧـﻪ ﺣﺗـﻰ ﺗـﺳﺗﻔﯾد دوﻟـﺔ ﻋـﺿو ﻓـﻲ ﻫﯾﺋـﺔ اﻷﻣـم اﻟﻣﺗﺣـدة ﻣـن اﻟﻣزاﯾـﺎ‬

‫واﻟﺣﻘوق اﻟﺗﻲ ﯾﺿﻣﻧﻬﺎ ﻣﯾﺛﺎق اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻻﻟﺗزام أوﻻ وﺑﺧﺎﻟص اﻟﻧﯾﺔ ﺑﺎﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺗﻲ‬

‫ﯾرﺗﺑﻬﺎ ﻫذا اﻟﻣﯾﺛﺎق ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟدوﻟﺔ‪.1‬‬

‫وﻗد ﻛرﺳت اﻟﺟزاﺋر ﻫذا اﻟﻣﺑدأ ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﻧﺎﻗﻠﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﺗﻲ أﺑرﻣﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺣﯾث‬

‫ﺗﺳﻌﻰ إﻟﻰ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗزاﻣﺎﺗﻬﺎ اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن ﻫذا اﻻﺗﻔﺎق ﺑﻧﯾﺔ ﺣﺳﻧﺔ ﺧﺎﻟﺻﺔ‪ ،‬وﻗد ﻟﺟﺄت اﻟﺟزاﺋر ﻓـﻲ‬

‫ذﻟـك إﻟـﻰ آﻟﯾـﺔ اﻟﻠﺟـﺎن اﻟﻣـﺷﺗرﻛﺔ ﻟـﺿﻣﺎن اﻟﺗﻧﻔﯾـذ اﻟﺣـﺳن ﻟﻬـذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت‪ ،‬ﺣﯾـث ﺗﺗﻛﻔـل ﻫـذﻩ‬

‫اﻟﻠﺟـﺎن ﺑﻣﺗﺎﺑﻌـﺔ ﺗﻧﻔﯾـذ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ اﻟﻧﺎﻗـل ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ‪ ،‬وﻣﺛـﺎل ذﻟـك اﻻﺗﻔـﺎق اﻟﻣﻠﺣـق اﻟـذي‬

‫ﯾﺗﻌﻠـق ﺑﺈﻧـﺷﺎء ﻟﺟﻧـﺔ ﻣـﺷﺗرﻛﺔ ﺟزاﺋرﯾـﺔ ﺳـﯾراﻟﯾوﻧﯾﺔ ﻟﺗﻧﻔﯾـذ اﻟﺗﻌـﺎون اﻻﻗﺗـﺻﺎدي واﻟﻌﻠﻣـﻲ واﻟﺛﻘـﺎﻓﻲ‬

‫واﻟﺗﻘﻧـﻲ *‪ ،‬وأﯾـﺿﺎ ﻣـﺎ ﻧـﺻت ﻋﻠﯾـﻪ اﻟﻣـﺎدة ‪ 08‬ﻣـن اﺗﻔـﺎق اﻟﺗﻌـﺎون ﻓـﻲ ﻣﺟـﺎل اﻟﺛﻘﺎﻓـﺔ واﻟﻌﻠـوم‬

‫اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ 09‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 26‬أﻛﺗوﺑر ‪ 1985‬اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ ﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 02‬ﻣن اﺗﻔﺎق اﻟﺗﻌﺎون‬ ‫*‬

‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي ‪.‬واﻟﺗﻘﻧﻲ ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر واﻟﺻﯾن‪ ،‬اﻟﻣوﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺑﺗﺎرﯾﺦ‪ 28 ،‬ﻓﯾﻔري ‪ ، 1985‬ص‪. 348‬‬

‫ﻣﺣﻣد ﯾوﺳف ﻋﻠوان‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪،‬ص‪.130‬‬ ‫‪1‬‬

‫اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻣؤرﺧﺔ ﻓﻲ ‪ 29‬ﺟوﯾﻠﯾﺔ ‪ ، 1980‬ص‪. 1142، 1143‬‬ ‫*‬

‫‪81‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ﺑـﯾن اﻟﺟزاﺋـر ٕواﯾطﺎﻟﯾـﺎ اﻟﻣوﻗـﻊ ﺑـﺎﻟﺟزاﺋر ﺑﺗـﺎرﯾﺦ ‪ 30‬ﺟـوان ‪ 2002‬اﻟﺗـﻲ ﺟـﺎء ﻓﯾﻬـﺎ‬

‫إﻧﺷﺎء ﻟﺟﻧﺔ ﻣﺷﺗرﻛﺔ ﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﺗﻧﻔﯾذ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ‪.‬‬

‫د ‪-‬ﻣﺑدأ اﻟﺣل اﻟﺳﻠﻣﻲ ﻟﻠﻧزاﻋﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ‬

‫ﻟـم ﯾﻌـد اﻟﻘـﺎﻧون اﻟـدوﻟﻲ اﻟﻣﻌﺎﺻـر ﯾـﺳﻣﺢ ﺑـﺄن ﯾـﺗم ﺣـل اﻟﻧزاﻋـﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ ﺑطـرق ﻏﯾـر‬

‫ﺳﻠﻣﯾﺔ أو ﻏﯾر ودﯾﺔ ﺑل أﺻﺑﺢ ﯾﺟرم اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻌﻧﯾﻔﺔ ﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ ﻣﺛـل‬

‫اﻟﺣرب‪ ،‬وﻗد ﻛرﺳت اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺻﻛوك اﻟدوﻟﯾﺔ ﻫذا اﻟﻣﺑدأ وﻟﻌل أﺑرزﻫـﺎ اﻟﻣـﺎدة ‪ 33‬ﻣـن ﻣﯾﺛـﺎق‬

‫اﻷﻣـم اﻟﻣﺗﺣـدة وﻟﻘـد ﻛرﺳـت اﻟﺟزاﺋـر ﻫـذا اﻟﻣﺑـدأ‪ ،‬ﺣﯾـث أن ﻛـل اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت اﻟﺗـﻲ أﺑرﻣﺗﻬـﺎ ﻛﺎﻧـت‬

‫ﺗﺗﺿﻣن ﻣﺎدة ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت‪ ،‬ﺗﻘﺿﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﺑـﺄن ﯾـﺗم ﺗـﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاﻋـﺎت اﻟﻧﺎﺟﻣـﺔ‬

‫ﻋن ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﺑﺎﻟطرق اﻟﺳﻠﻣﯾﺔ وﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﺗم اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أﺳﻠوب اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت أو أﺳـﻠوب‬

‫اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻛوﺳﺎﺋل ﻟﺣل ﻫذﻩ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت‪ ،‬واﻟﺳﺑب ﻓـﻲ ذﻟـك ﻫـو اﻟﺣﻔـﺎظ ﻋﻠـﻰ اﻟﻌﻼﻗـﺔ اﻟودﯾـﺔ ﺑـﯾن‬

‫أطراف اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻟﻔﺗرة ﻣﺎ ﺑﻌد ﺣل اﻟﻧزاع‪ ،1‬وﻣن أﻣﺛﻠﺔ ﻫذﻩ اﻟﻣواد‪:‬‬

‫‪-‬اﻟﻣﺎدة ‪ 09‬ﻣن اﺗﻔﺎق اﻟﺗﻌﺎون ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻌﻠوم واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣﺑرم ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر‬

‫واﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ اﻟﻣوﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ ‪ 18‬ﯾﻧﺎﯾر ‪ 2006‬اﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﻓﯾﻬﺎ " ﯾﺗم‬

‫ﺗﺳوﯾﺔ أي ﺧﻼف ﺑﯾن اﻟطرﻓﯾن ﺣول ﺗﻔﺳﯾر أو ﺗطﺑﯾق أﺣﻛﺎم ﻫذا اﻻﺗﻔﺎق ﺑﺎﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت‬

‫اﻟطرﻓﯾن*‪.‬‬ ‫واﻟﺗﺷﺎور ﺑﯾن‬

‫‪ 1‬ﻣﺣﻣد ﯾوﺳف ﻋﻠوان‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪،‬ص‪.131‬‬


‫اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ 73‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 19‬ﻧوﻓﻣﺑر ‪ 2006‬اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ اﺗﻔﺎق اﻟﺗﻌﺎون ﻓﻲ ﻣﺟﺎل‬ ‫*‬

‫اﻟﻌﻠوم واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣﺑرم ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر واﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻣوﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ ‪ 18‬ﯾﻧﺎﯾر ‪ ، 2006‬ص‪. 9‬‬

‫‪82‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫‪-‬اﻟﻣـﺎدة ‪ 06‬اﻻﺗﻔـﺎق اﻟﺗﻛﻣﯾﻠـﻲ اﻟﻣـﻧﻘﺢ ﻟﻠﺟزاﺋـر ﻣـﻊ اﻟوﻛﺎﻟـﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ ﻟﻠطﺎﻗـﺔ اﻟذرﯾـﺔ اﻟﻣوﻗـﻊ ﻓـﻲ‬

‫ﻓﯾﯾﻧـﺎ ﺑﺗـﺎرﯾﺦ ‪ 02‬و ‪ 06‬أﻛﺗـوﺑر " ‪ 1992‬ﻛـل ﻧـزاع ﯾﻧـﺷﺄ ﺑـﺷﺄن ﺗﻔـﺳﯾر ﻫـذا اﻻﺗﻔـﺎق أو ﺗطﺑﯾﻘـﻪ‬

‫وﯾﺗﻌـذر ﺗـﺳوﯾﺗﻪ ﺑﺎﻟﺗﻔـﺎوض أو ﺑﺄﺳـﻠوب ﺗـﺳوﯾﺔ أﺧـر ﻣﺗﻔـق ﻋﻠﯾـﻪ ﯾﺣـﺎل إﻟـﻰ اﻟﺗﺣﻛـﯾم ﺑﻧـﺎء ﻋﻠـﻰ‬

‫طﻠب أي طرف ﻣن طرﻓﻲ ﻫذا اﻻﺗﻔﺎق* ‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺗﻘﯾﯾم اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﻟﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫ﻟﻘد أﺻﺑﺣت اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻣن أﻛﺛر اﻟوﺳﺎﺋل اﺳﺗﻌﻣﺎﻻ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﻧﻘل اﻟدوﻟﻲ‬

‫ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ﺑﻌـد ﻋﻘـود اﻟدوﻟﯾـﺔ ﻟﻧﻘـل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ‪ ،‬وﻻ ﯾﻣﻛـن ﺗـﺻور وﺟـود دوﻟـﺔ ﻟـم ﺗﻘـم ﺑـﺈﺑرام‬

‫اﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت ﻣـن ﻫـذا اﻟﻧـوع ﻣﻬﻣـﺎ ﻛـﺎن ﺗوﺟﻬﻬـﺎ اﻟـﺳﯾﺎﺳﻲ واﻻﻗﺗـﺻﺎدي‪ ،‬وﻣـن ﺧـﻼل ﻫـذﻩ اﻟﻣﻣﺎرﺳـﺔ‬

‫اﻟواﺳﻌﺔ ﻧﺳﺗطﯾﻊ ﻣﻼﺣظﺔ اﯾﺟﺎﺑﯾﺎت ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻛﻣﺎ ﻧﺳﺗطﯾﻊ ﻣﻼﺣظﺔ ﺳﻠﺑﯾﺎت‬

‫أوﻻ‪ :‬ﻣزاﯾﺎ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت‬

‫ﻟﻘد ﺗم ﺗﺳﺟﯾل ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣـن اﻟﻣزاﯾـﺎ ﻟﻬـذا اﻟﻧظـﺎم ﻓـﻲ ﻋﻣﻠﯾـﺎت اﻟﻧﻘـل اﻟـدوﻟﻲ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ‬

‫وﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ‪:‬‬

‫أ ‪-‬أﺣﺳن ﺿﻣﺎن ﻟﻠﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣرن ﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻧﻘل اﻟدوﻟﻲ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫ﺗﻌد اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﻧﺎﻗﻠﺔ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ أﺣﺳن ﺿﻣﺎن ﻟﻠﺗﻧﻔﯾـذ اﻟﻣـرن واﻟـﺳرﯾﻊ ﻟﻌﻣﻠﯾـﺎت‬

‫اﻟﻧﻘـل اﻟـدوﻟﻲ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ‪ ،‬ﺣﯾـث أن ﻫـذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ ﺑﻌـد اﺳـﺗﯾﻔﺎﺋﻬﺎ ﻟـﺷروط ﺳـرﯾﺎﻧﻬﺎ داﺧـل اﻟـدول‬

‫* اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ 88‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 13‬دﯾﺳﻣﺑر ‪ 1992‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ اﺗﻔﺎق اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﻲ اﻟﻣﻧﻘﺢ‬

‫اﻟﺟزاﺋر ﻣﻊ اﻟوﻛﺎﻟﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟطﺎﻗﺔ اﻟذرﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻣوﻗﻊ ﻓﻲ ﻓﯾﯾﻧﺎ ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 02‬و ‪ 06‬أﻛﺗوﺑر ‪ ، 1992‬ص‪. 2243‬‬

‫‪83‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫اﻷطراف ﺗﺻﺑﺢ ﻣن اﻟﻘواﻧﯾن اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻟﻬـذﻩ اﻟـدول وﺑـذ ﻟـك ﻻ ﯾـﺻﻌب ﺗﻧﻔﯾـذﻩ‪ .1‬ﻛﻣـﺎ أن اﻟدوﻟـﺔ‬

‫ﻗﺑل إﺑراﻣﻬﺎ ﻟﻬذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗﺗﺄﻛد ﻣن ﻋدم وﺟود ﻋراﻗﯾل ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ وﻣﺎدﯾﺔ ﺗﻌوق ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ وﺣﺗﻰ إذا‬

‫ظﻬرت ﻫذﻩ اﻟﻌراﻗﯾل ﺑﻌد ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﺑرام ﯾﻛون ﻟدوﻟﺔ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ إزاﻟﺗﻬﺎ ﺑﻣﺎ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻪ ﻣن ﺳـﻠطﺔ‬

‫ﻋﺎﻣـﺔ ‪،‬وﻫـذا ﻋﻠـﻰ ﻋﻛـس اﻟﻌﻘـود اﻟدوﻟﯾـﺔ ﻟﻧﻘـل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ اﻟﺗـﻲ ﻛﺛﯾـرا ﻣـﺎ ﯾﺗوﻗـف ﺗﻧﻔﯾـذﻫﺎ ﻧظـرا‬

‫ﻟﻌراﻗﯾل داﺧل اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺗﻠﻘﯾﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ أو اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣوردة ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‪ ،‬وﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗﺄﺧـذ ﻋﻣﻠﯾـﺔ‬

‫إزاﻟﺔ ﻫذﻩ اﻟﻌراﻗﯾل وﻗﺗﺎ طوﯾﻼ ﺧﺻوﺻﺎ إذا اﺗﺑﻊ ﻓﻲ ذﻟك اﻟطرق اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ*‪.‬‬

‫ب ‪-‬ﺧدﻣﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟدول‬

‫ﯾﻼﺣظ أن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ أﻧﻬﺎ أﻛﺛر ﺧدﻣﺔ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ داﺧـل اﻟـدول ﻣـن‬

‫اﻟﻌﻘود اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ وﯾﻌود اﻟﺳﺑب ﻓﻲ ذﻟك إﻟﻰ ﻋﺎﻣﻠﯾن وﻫﻣﺎ‪:‬‬

‫‪-1‬اﻟﻌﺎﻣـل اﻷول ‪ :‬إن أطـراف اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ اﻟﻧﺎﻗﻠـﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ داﺋﻣـﺎ ﻫـم اﻟـدول‪ ،‬واﻟدوﻟـﺔ‬

‫ﻗﺑل ﻗﯾﺎﻣﻬﺎ ﺑﺈﺑرام اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ دوﻟﯾﺔ ﻟﻧﻘـل ا ﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ﺗﻘـوم ﺑدراﺳـﺔ ﻣﺳﺗﻔﯾـﺿﺔ ﻋـن ﻧـوع اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ‬

‫اﻟﺗـﻲ ﻫـﻲ ﺑﺣﺎﺟـﺔ إﻟﯾﻬـﺎ وﻣﺟـﺎﻻت اﺳـﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ وﻣـدى ﺧـدﻣﺗﻬﺎ ﻟﻠﻣـﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻓـﻲ ﺗﻠـك اﻟدوﻟـﺔ‬

‫وﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗﻧﺗﻬﻲ ﻫذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﺑﺎﺧﺗﯾﺎر اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﺧدم اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬وﻫذا ﻋﻠﻰ‬

‫ﻋﻛـس اﻟﻌﻘـود اﻟدوﻟﯾـﺔ ﻟﻧﻘـل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ا ﻟﺗـﻲ ﯾﻣﻛـن أن ﺗﺑـرم ﺑـﯾن أﺷـﺧﺎص اﻟﻘـﺎﻧون اﻟﺧـﺎص‬

‫وﺗﻠﻌب اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ دورا ﺑﺎرزا ﻓﯾﻬﺎ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ﻣﺣﻣد ﯾوﺳف ﻋﻠوان‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪،‬ص‪.130‬‬

‫* اﻟﻣﺎدة ‪ 132‬ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ ‪ 1996‬ﺗﺿﻊ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ أﺳﻣﻰ ﻣن اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻌﺎدي‪ ":‬اﻟﻣﻌﺎﻫدات اﻟﺗﻲ‬

‫ﯾﺻﺎدق ﻋﻠﯾﻬﺎ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ‪ ،‬ﺣﺳب اﻟﺷروط اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟدﺳﺗور ﺗﺳﻣو ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻧون ''‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫‪-2‬اﻟﻌﺎﻣـل اﻟﺛـﺎﻧﻲ ‪ :‬ﯾﻼﺣـظ أن اﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ اﻟﻧﺎﻗﻠـﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ﺗﻧـﺻب ﻋﻠـﻰ ﻛـل أﻧـواع‬

‫اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻓﻲ ﻛل ﻗطﺎﻋﺎت اﻟدوﻟﺔ ﻛﺎﻟزراﻋﺔ‪ ،‬اﺗﻔﺎق اﻟﺗﻌﺎون ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﻔﻼﺣﻲ ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر‬

‫وﻓﯾﺗﻧﺎم اﻟﻣوﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 21‬ﻧوﻓﻣﺑر ‪ 2004‬أو اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌﺎون‬

‫*‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﺗﻘﻧﻲ واﻟﻌﻠﻣﻲ ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋـر واﻟﯾوﻧـﺎن واﻟﻣوﻗـﻊ ﺑـﺎﻟﺟزاﺋر ﺑﺗـﺎرﯾﺦ ‪ 13‬ﻣـﺎي‪1982‬‬

‫‪،‬أو اﻟﺗﻌﻠـﯾم واﻟﺛﻘﺎﻓـﺔ ﻣﺛـل اﻻﺗﻔـﺎق اﻹطـﺎري ﻟﻠﺗﻌـﺎون اﻟﻌﻠﻣـﻲ واﻟﺗﻘﻧـﻲ أو واﻟﺛﻘـﺎﻓﻲ واﻟﺗرﺑـوي ﺑـﯾن‬

‫اﻟﺟزاﺋر واﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻻﺳﺑﺎﻧﯾﺔ اﻟﻣوﻗﻊ ﺑﺎﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ ‪ 05‬أﻓرﯾل‪. * 1993‬‬

‫وﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺻﺣﻲ‪ ،‬ﻣذﻛرة اﻟﺗﻔﺎﻫم ﺣول اﻟﺗﻌﺎون ﻓـﻲ اﻟﻣﺟـﺎل اﻟـﺻﺣﻲ اﻟﻣﺑرﻣـﺔ ﺑـﯾن اﻟﺟزاﺋـر‬

‫وﺟﻧوب إﻓرﯾﻘﯾﺎ اﻟﻣوﻗﻌﺔ ﻓﻲ ﺑرﯾﺗورﯾﺎ ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 06‬أﻛﺗوﺑر‪.* 2004‬‬

‫وﺳﺑب ذﻟك ﻫو اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق ﺗﻧﻣﯾﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﻛل اﻟﻣﺟﻼت‪ ،‬ﻋﻛس اﻟﻌﻘود اﻟدوﻟﯾـﺔ‬

‫ﻟﻧﻘـل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ اﻟﺗـﻲ ﺗرﻛـز ﻏﺎﻟﺑـﺎ ﻋﻠـﻰ اﻟﺟﺎﻧـب اﻟـﺻﻧﺎﻋﻲ وﺑـذﻟك ﻻ ﺗـﺳﺗطﯾﻊ ﺗﺣﻘﯾـق ﺗﻧﻣﯾـﺔ‬

‫ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬ﺳﻠﺑﯾﺎت اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت‬

‫ﻣن اﻟـﺳﻠﺑﯾﺎت اﻟﺗـﻲ ﺗـم ﺗـﺳﺟﯾﻠﻬﺎ ﻋﻠـﻰ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ اﻟﻧﺎﻗﻠـﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ﻓـﻲ ﻋﻣﻠﯾـﺔ‬

‫اﻟﻧﻘل اﻟدوﻟﻲ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‪:‬‬

‫اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‪ ،‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 11‬دﯾﺳﻣﺑر ‪ ، 1982‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 2375، 2376‬‬ ‫*‬

‫اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ 28‬اﻟﻣؤرﺧﺔ ﻓﻲ ‪ 28‬ﻧوﻓﻣﺑر ‪ ، 2000‬ص ‪. 19‬‬ ‫*‬

‫اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ 43‬اﻟﻣؤرﺧﺔ ﻓﻲ ‪ 26‬ﺟوﯾﻠﯾﺔ ‪ ، 2005‬ص ‪. 08‬‬ ‫*‬

‫‪85‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫أ ‪-‬طول إﺟراءات إﺑرام اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ‬

‫ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﻌﺎﻫدات اﻟدوﻟﯾﺔ واﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ‬

‫ﻓﯾﯾﻧـﺎ ﻟﻘـﺎﻧون اﻟﻣﻌﺎﻫـدات ﻓـﺈن اﻟﻣﻌﺎﻫـدة أو اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ ﻻ ﺗـدﺧل ﺣﯾـز اﻟﺗﻧﻔﯾـذ إﻻ ﺑﻌـد اﺳـﺗﯾﻔﺎﺋﻬﺎ‬

‫ﻹﺟراءات اﻟﻧﻔﺎذ داﺧل اﻟدول اﻷطراف ﻣﺛل إﺟراء اﻟﺗوﻗﯾﻊ ٕواﺟراء اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ* ‪ ،‬وﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗﺄﺧذ‬

‫ﻫذﻩ اﻹﺟراءات وﻗﺗﺎ طوﯾﻼ وﺧﺻوﺻﺎ إذا ﻛﺎن أﺣد أطراف اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻣن اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ أﯾن ﻻ‬

‫ﺗﺗـوﻓر ﻫـذﻩ اﻟﺑﻠـدان ﻋﻠـﻰ أﻫﻠﯾـﺔ ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺔ ﺗـﺳﻣﺢ ﻟﻬـﺎ ﺑدراﺳـﺔ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ واﻟﺗﻌـرف ﺑـﺳرﻋﺔ ﻋﻠـﻰ‬

‫أﺛﺎرﻫﺎ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﺑذﻟك ﯾﺗم ﺗﺄﺧﯾر إﺟراءات اﻟﻧﻔﺎذ‪ ،‬وﻫذ ا ﻣﺎ ﯾؤﺛر ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ‬

‫اﻟﺗﻲ ﺗﺻﺑﺢ ﺑﻌد ﻣرور ﺗﻠك اﻟﻔﺗرات ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻗدﯾﻣﺔ وﯾؤﺛر ﺳﻠﺑﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﯾـﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾـﺔ ﻓـﻲ ﺗﻠـك‬

‫اﻟدوﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺄﺧر‪ ،‬وﻣن أﻣﺛﻠﺔ ﻫذ ا اﻟﺗﺄﺧﯾر اﻻﺗﻔﺎق اﻹطﺎري ﻟﻠﺗﻌﺎون اﻟﻌﻠﻣﻲ واﻟﺗﻘﻧﻲ واﻟﺛﻘﺎﻓﻲ‬

‫واﻟﺗرﺑوي ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر واﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻻﺳﺑﺎﻧﯾﺔ ﻓرﻏم ﺗوﻗﯾﻌﻪ ﻓﻲ ‪ 05‬أﻓرﯾل ‪.* 1993‬وﻟم ﯾدﺧل ﺣﯾز‬

‫اﻟﺗﻧﻔﯾذ إﻻ ﻓﻲ ‪ 16‬ﻧوﻓﻣﺑر‪.2000‬‬

‫ب ‪-‬اﻻﻗﺗﺻﺎر ﻋﻠﻰ ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﺣت ﺳﯾطرة اﻟدول و اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ‬

‫إن اﻗﺗﺻﺎر اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ اﻟﻧﺎﻗﻠـﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ﻋﻠـﻰ اﻟـدول واﻟﻣﻧظﻣـﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ‬

‫ﯾﻌﻧـﻲ ﻧﻘـل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ اﻟﺗـﻲ ﺗﺣـت ﺳـﯾطرة ﻫـذﻩ اﻷطـراف ﻓﻘـط‪ ،‬وﻫـﻲ ﻗﻠﯾﻠـﺔ ﻟـو ﺗـم ﻣﻘﺎرﻧﺗﻬـﺎ‬

‫ﺑﺎﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ اﻟﺗـﻲ ﺗـﺳﯾطر ﻋﻠﯾﻬـﺎ ﺑﻌـض اﻷطـراف اﻷﺧـرى‪ ،‬وﺑـذﻟك ﯾﺑﻘـﻲ اﻟﻌدﯾـد ﻣـن اﻷطـراف‬

‫اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺎﻫم ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﻧﻘل اﻟدوﻟﻲ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺧـﺎرج داﺋـرة ﻋﻣﻠﯾـﺎت ﻧﻘـل‬

‫اﻟﻣﺎد ة ‪ 12‬ﻣن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻓﯾﯾﻧﺎ ﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻌﺎﻫدات ‪. 1969‬‬ ‫*‬

‫اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ 28‬اﻟﻣؤرﺧﺔ ﻓﻲ ‪ 28‬ﻧوﻓﻣﺑر ‪ ، 2000‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪. 19‬‬ ‫*‬

‫‪86‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺑﻣوﺟب اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ وأﻫﻣﻬﺎ اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗﻛر أﻏﻠﺑﯾـﺔ‬

‫ﺑـراءات اﻻﺧﺗـراع اﻟﻌﺎﻟﻣﯾـﺔ‪ ،‬وﻫـذا ﻣـﺎ ﯾـؤدي إﻟـﻰ ﻋـدم اﻻﺳـﺗﻔﺎدة ﻣـن اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ اﻟﺗـﻲ ﺗـﺳﯾطر‬

‫ﻋﻠﯾﻬـﺎ اﻟـﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺗﻌـددة اﻟﺟﻧـﺳﯾﺎت ﺑواﺳـطﺔ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ‪ ، 1‬وذﻟـك ﻣـﺎ دﻓـﻊ ﺑﻌـض‬

‫اﻟﺻﻛوك اﻟدوﻟﯾﺔ إﻟﻰ اﻟطﻠب ﺻراﺣﺔ ﺑﺄن ﯾﺳﻌﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟدوﻟﻲ إﻟﻰ ﺗﻣﻛﯾن اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾـﺔ ﻣـن‬

‫ﻛل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎت وﺧﺻوﺻﺎ ﺗﻠك اﻟﻣﻣﻠوﻛﺔ ﻷطراف ﻻ ﺗﻌﺗﺑر أﺷﺧﺎﺻﺎ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ دوﻟﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ‬

‫أﺛر ﻓﻌﺎل ﻓﻲ دﻓﻊ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ داﺧل اﻟدول*‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أﺣﻣد ﺳﻲ ﻋﻠﻲ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪. 35‬‬

‫اﻟﻔﻘرة ‪ 03‬و ‪ 04‬و ‪ 05‬ﻣن دﯾﺑﺎﺟﺔ ﺗﻘرﯾر ﻣؤﺗﻣر اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة اﻟﻣﻌﻧﻲ ﺑﺗﺳﺧﯾر اﻟﻌﻠم واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻷﻏراض اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻓﯾﯾﻧﺎ‪،‬‬ ‫*‬

‫‪ .‬ﻣﻧﺷورات اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة‪ .{http://www.un.org/arabic/esa/progareas/sciencetech.html }،‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ‬

‫‪.2013/7/21‬‬

‫‪87‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫ﺧﻼﺻﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫ﻛﻣﺎ رأﯾﻧﺎ ﻓﺎن ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻗد ﯾﺄﺧذ ﺷـﻛل اﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ دوﻟﯾـﺔ ﺗوﺻـف ﺑﺄﻧﻬـﺎ اﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ دوﻟﯾـﺔ ﻧﺎﻗﻠـﺔ‬

‫ﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‪ ،‬ﺣﯾـث أﺻـﺑﺣت ﻣـن أﻛﺛـر اﻟوﺳـﺎﺋل اﺳـﺗﻌﻣﺎﻻ ﻓـﻲ ﻋﻣﻠﯾـﺔ ﻧﻘـل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ﺑﻌـد ﻋﻘـود‬

‫اﻟدوﻟﯾﺔ ‪،‬وﻻ ﯾﻣﻛن ﺗـﺻور وﺟـود دوﻟـﺔ ﻟـم ﺗﻘـم ﺑـﺈﺑرام اﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت ﻣـن ﻫـذا اﻟﻧـوع ﻣﻬﻣـﺎ ﻛـﺎن ﺗوﺟﻬﻬـﺎ‬

‫اﻻﻗﺗــﺻﺎدي واﻟــﺳﯾﺎﺳﻲ وﻣﻧﻬــﺎ اﻟﺟزاﺋــر اﻟﺗــﻲ أﺑرﻣ ـت ﻣﺟﻣوﻋــﺔ ﻣــن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾــﺎت ﻓــﻲ ﻫــذا اﻟﻣﺟــﺎل‬

‫ﻣﻧﻬﺎ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﺛﻧﺎﺋﯾﺔ وأﺧرى ﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ‪.‬‬

‫وﻣﻊ اﻧﺗـﺷﺎر ﻫـذﻩ اﻟوﺳـﯾﻠﺔ ﻓـﻲ ﻧﻘـل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ وﻣـن ﺧـﻼل ﻫـذﻩ اﻟﻣﻣﺎرﺳـﺎت اﻟواﺳـﻌﺔ ذﻛرﻧـﺎ‬

‫ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻻﯾﺟﺎﺑﯾـﺎت ﻓـﻲ ﻫـذا اﻟﻧظـﺎم‪ ،‬ﻣﻧﻬـﺎ أﻧﻬـﺎ أﺣـﺳن ﺿـﻣﺎن ﻟﺗﻧﻔﯾـذ اﻟﻣـرن ﻟﻌﻣﻠﯾـﺎت ﻧﻘـل‬

‫اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ وﻛذا وﺳﯾﻠﺔ ﻟﺧدﻣﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬وﻣن اﻟﺳﻠﺑﯾﺎت أو اﻟﻌﯾوب ﻧﺟد طول‬

‫إﺟراءات إﺑرام اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت واﻗﺗﺻﺎر اﻟﻧﻘل ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﺣت ﺳﯾطرة اﻟدول واﻟﻣﻧظﻣـﺎت‬

‫اﻟدوﻟﯾـ ــﺔ دون ﺑـ ــﺎﻗﻲ اﻹط ـ ـراف ﻣﺛـ ــل اﻟـ ــﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺗﻌـ ــددة اﻟﺟﻧـ ــﺳﯾﺎت وﺑـ ــذﻟك ﻓﻬـ ــﻲ وﺳـ ــﯾﻠﺔ ﻧﻘـ ــل‬

‫ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻧﺳﺑﯾﺔ ‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫ﺍﳋﺎﲤﺔ‬
‫ﺧﺎﺗﻣﺔ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﻛﺛرة اﻟﺟﻬود اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺑذوﻟﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻟم ﺗﺻل ﺑﻌد إﻟﻰ ﺗﻌرﯾف ﻗﺎﻧوﻧﻲ‬

‫ﺻـرف ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ذﻟـك اﻟﻣﺣـور اﻟرﺋﯾـﺳﻲ اﻟـذي ﺗـدور ﺣوﻟـﻪ ﻋﻣﻠﯾـﺎت ﻧﻘـل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ‬

‫واﻷﻣر ﻧﻔﺳﻪ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺗﻌرﯾـف ﻧﻘـل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ‪ ،‬ﻏﯾـر أن ﻫـذﻩ اﻟﺟﻬـود اﺳـﺗطﺎﻋت رﺳـم‬

‫اﻟﻣﻼﻣﺢ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻬذﯾن اﻟﻣوﺿوﻋﯾن ﻛﻣﺎ اﺳﺗطﺎﻋت إﻗرار اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ وذﻟك‬

‫ﻋﺑر ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻷﺳس اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ‪.‬‬

‫وﻋﻠـﻰ ﺻـﻌﯾد وﺳـﺎﺋل ﻧﻘـل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ‪ ،‬ﻓﻘـد ﻛـﺎن ﻟﺗطـور ﻣﻔﻬـوم ﻋﻣﻠﯾـﺎت ﻧﻘـل‬

‫اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻷﺛر اﻟﺑﺎﻟﻎ ﻓﻲ ظﻬور وﺳﺎﺋل ﻧﻘل ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺣدﯾﺛﺔ وﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻋن اﻟوﺳﺎﺋل‬

‫اﻟﻣﻌﻬـودة ﻓـﻲ ﻣﺟـﺎل اﻟﻣﻌـﺎﻣﻼت اﻟدوﻟﯾـﺔ‪ ،‬وأﺑـرز ﻫـذﻩ اﻟوﺳـﺎﺋل ﺣﺎﻟﯾـﺎ ﻋﻘـود ﻧﻘـل‬

‫اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ واﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‪.‬‬

‫وﻗد ﺷﻛﻠت ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻣﺟﺎﻻ واﺳﻌﺎ ﻟﻧﻘﺎش اﻟدوﻟﻲ ﺣول طﺑﯾﻌﺔ ﻫذﻩ‬

‫اﻟﻌﻘـود وذﻟـك ﻣـن زواﯾـﺎ ﻣﺧﺗﻠﻔـﺔ‪ ،‬ﺣﯾـث اﺧﺗﻠـف اﻟﻔﻘـﻪ ﻓـﻲ ﺗﻛﯾﻔﻬـﺎ ﻛﻣـﺎ اﺧﺗﻠـف ﺣـول‬

‫أﻧواﻋﻬﺎ‪.‬أﻣﺎ ﻋن واﻗﻊ ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‪ ،‬ﻓﻘد رأﯾﻧﺎ أﻧﻪ ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن‬

‫اﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﯾوﻓرﻫـﺎ ﻫـذا اﻷﺳـﻠوب ﻣـن ﺳـرﻋﺔ ﻓـﻲ ﻧﻘـل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ وأﯾـﺿﺎ إﻣﻛﺎﻧﯾـﺔ ﻧﻘﻠـﻪ‬

‫ﻛل أﻧواع اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣوﺟودة‪ ،‬إﻻ أن ﻫﻧـﺎك ﺑﻌـض اﻟﻣظـﺎﻫر ﺗﺟﻌـل ﻧﻘـل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ‬

‫ﻋﺑر ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻧﺳﺑﯾﺎ ﺟدا وﻣن ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻟﻣظﺎﻫر‪.‬‬

‫أوﻻ‪ :‬ﻋـدم اﻟﺗﻛـﺎﻓؤ ﻓـﻲ ﻣﻔﺎوﺿـﺎت إﺑـرام ﻋﻘـود ﻧﻘـل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ﺑـﯾن ﺣـﺎﺋز‬

‫اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ وﻣﺗﻠﻘﯾﻬـﺎ ﻣﻣـﺎ ﯾـؤدي إﻟـﻰ أﺑـرام ﻋﻘـود ﻻ ﺗﺧـدم ﻣـﺻﻠﺣﺔ اﻟطـرف اﻟﻣﺗﻠﻘـﻲ ‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫ﺧﺎﺗﻣﺔ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﺛﺎﻧﯾـﺎ‪ :‬ﺗﺣﻣﯾـل اﻟﻌﻘـد ﺑﺟﻣﻠـﺔ ﻣـن اﻟـﺷروط اﻟﺗـﻲ ﯾـرى ﻓﯾﻬـﺎ ﺟﺎﻧـب ﻛﺑﯾـر ﻣـن اﻟﻔﻘـﻪ‬ ‫‪.‬‬

‫اﻟدوﻟﻲ أﻧﻬﺎ ﻣﻘﯾدة ﻟﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ وﺗﻌﺳﻔﯾﺔ‪ ،‬وﻛﻧوع ﻣـن اﻟﺣـل ﺣﺎوﻟـت اﻟﺟﻬـود اﻟدوﻟﯾـﺔ‬

‫اﻟﺗﺻدي ﻟﻬذﻩ اﻟظـواﻫر ٕوان ﻛﺎﻧـت اﻟﻣﺣﺎوﻟـﺔ اﻷوﻟـﻰ ﻟـم ﯾﻛﺗـب ﻟﻬـﺎ اﻟﻧﺟـﺎح ﻧﺗﯾﺟـﺔ ﻓـﺷل‬

‫ﻣـﺷروع ﺗﻘﻧـﯾن ﺳـﻠوك ﻧﻘـل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ إﻻ أن اﻟﻣﺣﺎوﻟـﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾـﺔ وﺑـﺎﻟرﻏم ﻣـن ﻧﺟﺎﺣﻬـﺎ‬

‫وﻧﻌﻧـﻲ ﻫﻧـﺎ اﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ ﻣﻧظﻣـﺔ اﻟﺗﺟـﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾـﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘـﺔ ﺑﺟواﻧـب اﻟﻣﻠﻛﯾـﺔ اﻟﻔﻛرﯾـﺔ ﻓﺈﻧﻬـﺎ ﻟـم‬

‫ﺗﻌطﻲ أﺣﻛﺎﻣـﺎ ﻗﺎطﻌـﺔ ﺑﺧـﺻوص ﻫـذﻩ اﻟﻣظـﺎﻫر ﻣﻣـﺎ ﯾﺑﻘـﻲ اﻟﺟـدل ﻗﺎﺋﻣـﺎ ﺣوﻟﻬـﺎ وﺑـذﻟك‬

‫ﻓﺈن ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺑﻣوﺟب ﻋﻘد ﻧﻘـل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ﯾﺣﺗـﺎج إﻟـﻰ أﻫﻠﯾـﺔ ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺔ ﻟﺗﻌﺎﻗـد‬

‫ﻗﺑل إﺑرام اﻟﻌﻘد ٕواﻻ ﻛﺎن اﻟﻧﻘل ﻧﺳﺑﯾﺎ‪.‬‬

‫أﻣـﺎ اﻟوﺳـﯾﻠﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾـﺔ ﻓـﻲ اﻟﻧﻘـل اﻟـدوﻟﻲ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ واﻟﻣﺗﻣﺛﻠـﺔ ﻓـﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت‬

‫اﻟدوﻟﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻘد رأﯾﻧﺎ ﺧﺻﺎﺋص اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻛﻣﺎ اﺳﺗﻌرﺿﻧﺎ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ‬

‫اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻟﻬذا اﻷﺳﻠوب واﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛرﺳﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻏﯾر أن ﻫذﻩ اﻟوﺳﯾﻠﺔ‬

‫ﻛﻣـﺎ ﻟﻬـﺎ ﻣزاﯾـﺎ ﻟﻬـﺎ ﺳـﻠﺑﯾﺎت‪ ،‬ﺣﯾـث إذا ﻛﺎﻧـت ﻫـذﻩ اﻟوﺳـﯾﻠﺔ ﺗﺧـدم اﻟﺗﻧﻣﯾـﺔ اﻟـﺷﺎﻣﻠﺔ ﻓـﻲ‬

‫اﻟدوﻟﺔ ﺣﯾث ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗﻧﺻب ﻋﻠﻰ ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ اﻟﻣﺧﺻـﺻﺔ ﻷﻏـراض اﻟﺗﻧﻣﯾـﺔ‪ ،‬إﻻ‬

‫أﻧﻪ ﯾﻌﺎب ﻋﻠﯾﻬﺎ طول إﺟراءاﺗﻬﺎ ﻛﻣﺎ ﯾﻌﺎب ﻋﻠﯾﻬﺎ أﻧﻬﺎ وﺳﯾﻠﺔ ﻣﺗﺎﺣﺔ ﻷﺷﺧﺎص اﻟﻘﺎﻧون‬

‫اﻟـدوﻟﻲ ﻓﻘـط دون ﺑـﺎﻗﻲ اﻷطـراف اﻟﺗـﻲ ﯾﻣﻛـن أن ﯾﻛوﻧـوا ﻓـﺎﻋﻠﯾن أﺳﺎﺳـﯾن ﻓـﻲ ﻋﻣﻠﯾـﺎت‬

‫ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻣﺛـل اﻟـﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺗﻌـددة اﻟﺟﻧـﺳﯾﺎت وﺑـذﻟك ﻓﻬـﻲ وﺳـﯾﻠﺔ ﻧﻘـل ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ‬

‫ﻧﺳﺑﯾﺔ‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫ﺧﺎﺗﻣﺔ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺑق ﻧﺟد أن ﻟﻌﻘود واﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻋدة ﻋﯾوب ﻗد ﻻ‬

‫ﺗﺧدم ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟطرف اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﺑﺎﻟﺧﺻوص ﻻﻋﺗﺑﺎرﻩ اﻟﺣﻠﻘﺔ اﻷﺿﻌف ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب‪ ،‬ﻟذا‬

‫ﯾﻣﻛن أن ﻧﻘﺗرح ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﺗوﺻﯾﺎت وﻫذا ﻛﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻟﺳد ﻫذﻩ اﻟﺛﻐرات ﻋﻠﻰ ﺻﻌﯾد‬

‫ﻋﻘود وﻛذا اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‪.‬‬

‫‪ -‬ﺿرورة اﻹﻗرار اﻟﺻرﯾﺢ ﺑﺣق اﻟدول ﻓﻲ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ‪ ،‬وان ﯾﺷﻣل ﻣﻔﻬوم ﻫذا‬

‫اﻟﺣق إﻟزام اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺗﺳﻬﯾل ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣوﺟﻬﺔ ﺧﺻﯾﺻﺎ‬

‫ﻷﻏراض ﺗﻧﻣوﯾﺔ ‪،‬ﻣﺛل ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ وﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻧﺷﺎط اﻟزراﻋﻲ‬

‫واﻟﺻﻧﺎﻋﻲ واﻟﺻﺣﻲ واﻟطب وﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﺗﻌﻠﯾم وﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺣﻔظ اﻷﻣن ‪.‬‬

‫‪ -‬ﺿرورة ﺗﻛﯾف اﻻﻟﺗزام ﺑﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟوارد ﻓﻲ ﻋﻘود اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫أو اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﻧﻪ اﻟﺗزام ﺑﺗﺣﻘﯾق ﻧﺗﯾﺟﺔ وﻟﯾس اﻟﺗزام‬

‫ﺑﺑذل ﺳﻠوك‪ ،‬أي ﻻ ﯾﻌﺗﺑر ﻧﺎﻗل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻗد أدى اﻟﺗزاﻣﻪ إﻻ إذا ﺳﯾطر‬

‫اﻟطرف اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ‪ ،‬وذﻟك ﻟﻣراﻋﺎة ﻗدرات اﻟطرف اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ‬

‫وأﯾﺿﺎ ﻟﻠﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ ظﺎﻫرة اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ واﻟﺗﻲ أﺻﺑﺣت ﺗﺷﻛل ﺧرﻗﺎ‬

‫ﻟﻣﺑدأ اﻟﺳﯾﺎدة ﻋﻠﻰ اﻟﺛروات وﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة ﺑﯾن اﻟدول‪.‬‬

‫‪ -‬ﺿرورة وﺿﻊ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺑﺎﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ اﻟﻣﺣظورة ﻓﻲ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫ﺣﺗﻰ ﺗﻛون ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻣرﺟﻊ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻧزاع‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫ﺧﺎﺗﻣﺔ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ -‬ﺿرورة وﺿﻊ ﺿواﺑط ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺑق إﺑرام اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل‬

‫اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‪ ،‬وذﻟك ﻟﻣراﻋﺎة اﻟطرف اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ واﻟذي ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗﻛون‬

‫ﻗدراﺗﻪ اﻟﺗﻔﺎوﺿﯾﺔ ﻣﺣدودة ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل‪.‬‬

‫وﻓﻲ اﻷﺧﯾر ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻻ ﻧدﻋﻲ ﻛﻣﺎﻻ ﻟﻌﻠﻣﻧﺎ وﻻ ﻧﻧﻔﻲ ﻗﺻورا ﻓﻲ ﺟﻬدﻧﺎ ﻏﯾر أن‬

‫ﻧﺳﺄل اﷲ ﻋز وﺟل أن ﻧﻛون ﻗد وﻓﻘﻧﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ‪.‬‬

‫واﻟﺣﻣد ﷲ رب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾن‬

‫‪93‬‬
‫ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﳌﺮﺍﺟﻊ‬
‫اﻟﻣراﺟﻊ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -‬أﺑـو اﻟوﻓـﺎء أﺣﻣـد ‪،‬اﻟﻘـﺎﻧون اﻟـدوﻟﻲ واﻟﻌﻼﻗـﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ ‪،‬ط‪، 1‬ﻣـﺻر‪ :‬دار‬

‫اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪.1999،‬‬

‫‪ -‬أﺑو ﻫﯾف ﻋﻠﻲ اﻟﺻﺎدق‪ ،‬اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﻌﺎم اﻷﺻول واﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ‬

‫‪،‬ط‪ ،11‬ﻣﺻر‪ :‬ﻣﻧﺷﺄ اﻟﻣﻌﺎرف ﺑﺎﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ‪.1975 ،‬‬

‫‪ -‬اﻟﺳﯾد رﺷﺎد ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﺛوﺑﻪ اﻟﺟدﯾد‪،‬ط‪ ،1‬اﻷردن ‪:‬واﺋل‬

‫ﻟﻠﻧﺷر‪. 2005 ،‬‬

‫‪ -‬ﺑو اﻟﺷﻌﯾر اﻟﺳﻌﯾد ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري واﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ‪ -‬اﻟﺟزء‬

‫اﻷول اﻟدوﻟﺔ واﻟدﺳﺗور‪،‬ط‪ ،4‬اﻟﺟزاﺋر‪ :‬دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪.2000،‬‬

‫‪ -‬ﺑن ﺑﻛر اﻟطﯾﺎر ﺻﺎﻟﺢ ‪ ،‬اﻟﻌﻘود اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ‪،‬ط‪ ،2‬ﻟﺑﻧﺎن ‪:‬‬

‫ﻣرﻛز اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌرﺑﻲ‪ -‬اﻷورﺑﻲ‪.2003 ،‬‬

‫‪ -‬ﺟﺎﺑر ﻋﺑد اﻟرؤوف ‪ ،‬اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ ﻋﻘود اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ‪ ،‬ط‪ ،1‬ﻟﺑﻧﺎن ‪ :‬دار‬

‫اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ‪.2005،‬‬

‫‪ -‬ﺟواد اﻟﻣوﻟﻰ ﻧداء ﻛﺎظم ﻣﺣﻣد‪ ،‬اﻵﺛﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻌﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‪،‬ط‪1‬‬

‫‪،‬اﻷردن ‪ :‬دار واﺋل ﻟﻧﺷر‪،2003،‬‬

‫‪ -‬ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن ﺻﻼح اﻟدﯾن ‪ ،‬اﻟﺗﺣﻛﯾم وﺗﻧﺎزع اﻟﻘواﻧﯾن ﻓﻲ ﻋﻘود ﺗﻧﻣﯾﺔ‬

‫اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ‪،‬ط‪ ،1‬ﻣﺻر‪ :‬دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ‪.2005 ،‬‬

‫‪95‬‬
‫اﻟﻣراﺟﻊ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ ) -‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‪ ،‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ( ‪ ،‬ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ دراﺳﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ‬

‫اﻟﺧﺎص واﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟدوﻟﻲ‪،‬ط‪ ،1‬ﻣﺻر‪ :‬دار اﻟﻔﻛر‬

‫اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ‪.2005،‬‬

‫‪ -‬درس ﺳﯾﻧوت ﺣﻠﯾم‪ ،‬ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‪-‬ﺑﯾن اﻟﻧظرﯾﺔ واﻟﺗطﺑﯾق‪، -‬دار ﻣﻧﺷﺄة‬

‫اﻟﻣﻌﺎرف‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪.2006 ،‬‬

‫‪ -‬ﻣزﯾد ﻓﻠﺣوط وﻓﺎء‪ ،‬اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻰ اﻟدول‬

‫اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ‪ ،‬ﺑﯾروت ‪ ،‬ط‪.2008 ،1‬‬

‫‪ -‬ﻣﺣﻣدﯾن ﺟﻼل وﻓﺎء‪ .‬اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‪ ،‬ط‪ ، 1‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪:‬‬

‫دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة ﻟﻠﻧﺷر‪.2001 ،‬‬

‫‪ -‬ﻣﻌﺎﺷو ﻋﻣﺎر‪ ،‬اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻌﻘود اﻟﻣﻔﺗﺎح ﻓﻲ اﻟﯾد‪،‬اﻟﺟزاﺋر‪ :‬دﯾوان‬

‫اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ‪. 1995 ،‬‬

‫‪ -‬ﺳﻼﻣﺔ أﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم ‪ ،‬ﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﻘد اﻟدوﻟﻲ اﻟطﻠﯾق ﺑﯾن اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ‬

‫اﻟﺧﺎص وﻗﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ دراﺳﺔ ﺗﺄﺻﯾﻠﯾﺔ إﻧﺗﻘﺎدﯾﺔ ‪،‬ط‪ ،1‬ﻣﺻر‪ :‬دار‬

‫اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪.1988،‬‬

‫‪ -‬ﺳري اﻟدﯾن ﻫﺎﻧﻲ – ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ – دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ طﺑﻌﺔ ‪.2001‬‬

‫‪ -‬ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ﻣﺣﻣد ﺳﺎﻣﻲ‪ ،‬اﻟدﻗﺎق ﻣﺣﻣد ﺳﻌﯾد‪ ،‬ﺧﻠﯾﻔﺔ إﺑراﻫﯾم أﺣﻣد‪،‬‬

‫اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﻌﺎم‪،‬ط‪،1‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪ :‬دار ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف‪.2003 ،‬‬

‫‪96‬‬
‫اﻟﻣراﺟﻊ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ -‬ﻋﺑد اﻟﻠطﯾف اﻟﻧﺎﻫﻲ ﺻﻼح اﻟدﯾن‪،‬اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ‬

‫‪ ،‬ط‪ ،1‬اﻷردن ‪ :‬دار اﻟﻔرﻗﺎن ‪.1983 ،‬‬

‫‪ -‬ﻋودة اﻟﻬﻣﺷري وﻟﯾد ‪ .‬ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ واﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ واﻟﺷروط‬

‫اﻟﺗﻘﯾﯾدﯾﺔ دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ‪،‬ط‪ ،1‬ﻋﻣﺎن ‪ :‬دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ‪.2009 ،‬‬

‫‪ -‬ﻋﻠوان ﻣﺣﻣد ﯾوﺳف‪ ،‬اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﻣﻘدﻣﺔ واﻟﻣﺻﺎدر‪،‬ط‪،3‬‬

‫اﻷردن‪ :‬دار واﺋل ﻟﻠﻧﺷر‪. 2003،‬‬

‫‪ -‬ﻋﻠوان ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم‪ ،‬اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ‬

‫اﻟﻣﻌﺎﺻر‪ ،‬ط‪ ،1‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪ :‬ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف‪.2008 ،‬‬

‫‪ -‬ﺷﻛري ﺳﻌﯾد ﻋﺑد اﻟﻐﻔﺎر أﻣﯾن ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻌﻘود‪ ،‬ط‪،1‬‬

‫ﻣﺻر‪:‬دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ ‪.2007،‬‬

‫‪ -‬ﺷﻔﯾق ﻣﺣﺳن ‪ ،‬اﻟﻣﺷروع ذو اﻟﻘوﻣﯾﺎت اﻟﻣﺗﻌددة‪،‬ﻣﺻر‪ :‬اﻟﻧﺎﺷر ﻣطﺑﻌﺔ‬

‫ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫرة‪.1978 ،‬‬

‫‪ -‬ﺗوﻧﺳﻲ ﺑن ﻋﺎﻣر‪ ،‬اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ‪ -‬اﻟﻌﻣل اﻟدوﻟﻲ اﻟﻐﯾر ﻣﺷروع ﻛﺄﺳﺎس‬

‫ﻟﻠﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ‪ ،-‬ط‪ ،1‬ﻣﻧﺷورات دﺣﻠب‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪. 1995 ،‬‬

‫‪97‬‬
‫اﻟﻣراﺟﻊ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫اﻟﻣذﻛرات‬

‫‪ -‬ﺑوﺟﻣﻌـﺔ ﺳـﻌدي ﻧـﺻﯾرة ‪ ،‬ﻋﻘـود ﻧﻘـل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ﻓـﻲ ﻣﺟـﺎل ﺗﺑـﺎدل اﻟـدوﻟﻲ‪،‬‬

‫)رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراﻩ( ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪.1987 ،‬‬

‫‪ -‬ﺳـﻲ ﻋﻠـﻰ أﺣﻣـد ‪ ،‬اﻟﻧظـﺎم اﻟﻘـﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠـﺷرﻛﺎت ﻋﺑـر اﻟوطﻧﯾـﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻـرة‬

‫اﻟﻌ ــﺎم‪ ) ،‬رﺳ ــﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟــﺳﺗﯾر ﻏﯾ ــر ﻣﻧ ــﺷورة(‪،‬ﺟﺎﻣﻌــﺔ‬ ‫اﻟ ــدوﻟﻲ‬ ‫واﻟﻘــﺎﻧون‬

‫اﻟﺟزاﺋر‪.1987،‬‬

‫‪ -‬ﻋﺑﺎﺑـﺳﺔ ﺣﻣـزة‪ ،‬وﺳــﺎﺋل ﻧﻘــل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾــﺎ وﺗــﺳوﯾﺔ ﻧزاﻋﺎﺗﻬــﺎ ﻓــﻲ ﺿــوء اﻟﻘــﺎﻧون‬

‫اﻟـدوﻟﻲ‪ ،‬رﺳــﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟـﺳﺗﯾر ﻏﯾــر ﻣﻧـﺷورة ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌــﺔ ﺣـﺳﯾﺑﺔ ﺑــن ﺑـوﻋﻠﻲ اﻟــﺷﻠف‬

‫‪.2008،‬‬

‫‪ -‬ﻏﺎزي ﺑﺻراوي أﺣﻣـد‪ ،‬اﻻﻟﺗـزام ﺑﺎﻟـﺿﻣﺎن ﻓـﻲ ﻋﻘـود ﻧﻘـل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ‪ ،‬رﺳـﺎﻟﺔ‬

‫ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻏﯾر ﻣﻧﺷورة ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫرة ‪.2004‬‬

‫اﻟﻣﺟﻼت واﻟدورﯾﺎت ‪:‬‬

‫‪ -‬اﻟﻘﻠﯾــوﺑﻲ ﺳ ــﻣﯾﺣﺔ ‪"،‬ﺗﻘﯾــﯾم ﺷ ــروط اﻟﺗﻌﺎﻗــد" ‪ ،‬ﻣﺟﻠ ــﺔ ﻣــﺻر اﻟﻣﻌﺎﺻـ ـرة ‪،‬ﻋ ــدد‬

‫‪ ) ، 406‬ﺳﻧﺔ ‪.( 1986‬‬

‫‪ -‬اﻟـﺻﻐﯾر ﺣـﺳﺎم اﻟـدﯾن ‪ ،‬ﺗـرﺧﯾص اﻟﻣﻠﻛﯾـﺔ اﻟﻔﻛرﯾـﺔ وﻧﻘـل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ‪ ،‬ﻣﻘـﺎل‬

‫ﻣﻘدم ﻓﻲ اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ‪)،‬ﻋﻣﺎن‪ :‬ﻣﺳﻘط ‪24/23‬‬

‫ﻣﺎرس ‪ ، 2004‬اﻟوﺛﯾﻘﺔ ‪(09‬‬

‫‪98‬‬
‫اﻟﻣراﺟﻊ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ -‬زروﺗـﻲ اﻟطﯾـب ‪" ،‬ﻣﻧـﺎﻫﺞ اﻟﻘـواﻧﯾن ﻓـﻲ اﻟﻌﻘـود اﻟدوﻟﯾـﺔ"‪ ،‬اﻟﻣﺟﻠـﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾـﺔ‬

‫ﻟﻠﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‪،‬ﻋدد ‪) ،155‬اﻛﺗوﺑر‪(1998‬‬

‫‪ -‬ذﻧــون اﻟ ــﺳﺑﻌﺎوي ﯾﺎﺳ ــر ﺑﺎﺳ ــم ‪"،‬اﻟطﺑﯾﻌ ــﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾ ــﺔ ﻟﻌﻘ ــد ﻧﻘ ــل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾ ــﺎ" ‪،‬‬

‫اﻟراﻓدﯾن ﻟﻠﺣﻘوق ‪ ،‬ﻋدد‪ )،29‬ﻧوﻓﻣﺑر ‪.(2006‬‬

‫اﻟﻘوﻧﯾن ‪:‬‬

‫‪ -‬اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ ‪.1996‬‬

‫‪ -‬اﻻﻣــر رﻗــم ‪ 59-75‬اﻟﻣــؤرخ ﻓــﻲ ‪ 26‬ﺳــﺑﺗﻣﺑر ﺳــﻧﺔ ‪ 1975‬اﻟــذي ﯾﺗــﺿﻣن‬

‫اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ‪،‬اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم‪.‬‬

‫‪ -‬ﻗـ ـ ـ ــﺎﻧون اﻟﺗﺟـ ـ ـ ــﺎرة اﻟﻣـ ـ ـ ــﺻري اﻟـ ـ ـ ــﺻﺎدر ﺑﺎﻟﻘـ ـ ـ ــﺎﻧون رﻗـ ـ ـ ــم ‪ 1999/17‬ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ‬

‫‪ ، 1999/5/17‬اﻟﻣﺗﺿﻣن ﺗﻧظﯾم ﺗﺷرﯾﻌﻲ ﻟﻌﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‪.‬‬

‫اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت واﻟﻣﻌﺎﻫدات‪:‬‬

‫‪ -‬اﻋﻼن ﺑرﺷﻠوﻧﺔ ﻧوﻓﻣﺑر ﺳﻧﺔ ‪ ،1995‬ﻓﻲ ﻣؤﺗﻣر اﻷوروﻣﺗوﺳطﻲ ‪.‬‬

‫‪ -‬اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ )‪(trips‬‬

‫‪.1994‬‬

‫‪99‬‬
‫اﻟﻣراﺟﻊ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫اﻟﺟرﯾد اﻟرﺳﻣﯾﺔ ‪:‬‬

‫‪ -‬اﻟﺟرﯾـدة اﻟرﺳـﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾـﺔ‪ ،‬ﺑﺗـﺎرﯾﺦ ‪ 25‬ﺟوﯾﻠﯾـﺔ ‪ 1980‬اﻟﻣﺗـﺿﻣﻧﺔ ﻧـص‬

‫اﻟﻣـﺎدة ‪ 04‬ﻣـن اﺗﻔـﺎق اﻟﺗﻌـﺎون اﻟﺗﻘﻧـﻲ ﺑـﯾن اﻟﺟزاﺋـر وﺳـﯾراﻟﯾون‪ ،‬اﻟﻣوﻗـﻊ ﻓـﻲ‬

‫اﻟﺟزاﺋر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 22‬أﺑرﯾل‪. 1980‬‬

‫‪ -‬اﻟﺟرﯾـدة اﻟرﺳـﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾـﺔ‪ ،‬ﺑﺗـﺎرﯾﺦ ‪ 11‬دﯾـﺳﻣﺑر ‪ 1982‬اﻟﻣﺗـﺿﻣﻧﺔ ﻧـص‬

‫اﻟﻣـﺎدة ‪ 02‬و ‪ 03‬ﻣـن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ اﻟﺧﺎﺻـﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌـﺎون اﻻﻗﺗـﺻﺎدي واﻟﺗﻘﻧـﻲ‬

‫واﻟﻌﻠﻣﻲ ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر واﻟﯾوﻧﺎن‪ ،‬اﻟﻣوﻗﻊ ﺑﺎﻟﺟزاﺋر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 13‬ﻣﺎي‪. 1982‬‬

‫‪ -‬اﻟﺟرﯾـدة اﻟرﺳـﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾـﺔ‪ ،‬ﺑﺗـﺎرﯾﺦ ‪ 11‬دﯾـﺳﻣﺑر ‪ 1982‬اﻟﻣﺗـﺿﻣﻧﺔ ﻧـص‬

‫اﻟﻣﺎدة ‪ 01‬ﻣـن اﺗﻔـﺎق اﻟﺗﻌـﺎون اﻟﻌﻠﻣـﻲ واﻟﺗﻘﻧـﻲ ﺑـﯾن اﻟﺟزاﺋـر واﻟﻬﻧـد‪ ،‬اﻟﻣوﻗـﻊ‬

‫ﺑدﻟﻬﻲ ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 28‬ﻓﺑراﯾر‪. 1980‬‬

‫‪ -‬اﻟﺟرﯾـدة اﻟرﺳـﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾـﺔ‪ ،‬اﻟﻌـدد ‪ 09‬اﻟﻣـؤرخ ﻓـﻲ ‪ 26‬أﻛﺗـوﺑر ‪1985‬‬

‫اﻟﻣﺗـﺿﻣﻧﺔ ﻧـص اﻟﻣـﺎدة ‪ 02‬ﻣـن اﺗﻔـﺎق اﻟﺗﻌـﺎون اﻻﻗﺗـﺻﺎدي ‪.‬واﻟﺗﻘﻧـﻲ ﺑـﯾن‬

‫اﻟﺟزاﺋر واﻟﺻﯾن‪ ،‬اﻟﻣوﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺑﺗﺎرﯾﺦ‪ 28 ،‬ﻓﯾﻔري‪. 1985‬‬

‫‪ -‬اﻟﺟرﯾـدة اﻟرﺳـﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾـﺔ‪ ،‬اﻟﻌـدد ‪ 88‬اﻟﻣـؤرخ ﻓـﻲ ‪ 13‬دﯾـﺳﻣﺑر ‪1992‬‬

‫اﻟﻣﺗـﺿﻣﻧﺔ اﻟﻣـﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠـﻰ اﺗﻔـﺎق اﻟﺟزاﺋـر ﻣـﻊ اﻟوﻛﺎﻟـﺔ ‪ ،‬اﻟدوﻟﯾـﺔ ﻟطﺎﻗـﺔ‬

‫اﻟذرﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻣوﻗﻊ ﻓﻲ ﻓﯾﯾﻧﺎ ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 02‬و ‪ 06‬أﻛﺗوﺑر‪. 1992‬‬

‫‪100‬‬
‫اﻟﻣراﺟﻊ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ -‬اﻟﺟرﯾـدة اﻟرﺳـﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾـﺔ‪ ،‬ﺑﺗـﺎرﯾﺦ ‪ 28‬ﻧـوﻓﻣﺑر ‪ 2000‬اﻟﻣﺗـﺿﻣﻧﺔ‬

‫اﻟﻣـﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠـﻰ اﻻﺗﻔـﺎق اﻹطـﺎري ﻟﻠﺗﻌـﺎون اﻟﻌﻠﻣـﻲ واﻟﺗﻘﻧـﻲ‪ ) ،‬واﻟﺛﻘـﺎﻓﻲ‬

‫واﻟﺗرﺑـوي ﺑـﯾن اﻟﺟزاﺋـر واﻟﻣﻣﻠﻛـﺔ اﻻﺳـﺑﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻣوﻗـﻊ ﺑـﺎﻟﺟزاﺋر ﻓـﻲ ‪ 05‬أﻓرﯾـل‬

‫‪.1993‬‬

‫‪ -‬اﻟﺟرﯾـدة اﻟرﺳـﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾـﺔ‪ ،‬اﻟﻌـدد ‪ 16‬اﻟﻣـؤرخ ﻓـﻲ ‪ 08‬ﻣـﺎرس ‪، 2003‬‬

‫اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ اﻟﻣـﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠـﻰ اﺗﻔـﺎق اﻟﺗﻌـﺎون اﻟﻌﻠﻣـﻲ واﻟﺗﻛﻧوﻟـوﺟﻲ اﻟﻣﺑـرم ﺑـﯾن‬

‫اﻟﺟزاﺋر وﻧﯾﺟﯾرﯾﺎ اﻟﻣوﻗﻊ ﻓﻲ أﺑوﺟﺎ ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 14‬ﺟﺎﻧﻔﻲ‪. 2002‬‬

‫‪ -‬اﻟﺟرﯾـدة اﻟرﺳـﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾـﺔ‪ ،‬اﻟﻌـدد ‪ 32‬اﻟﻣـؤرخ ﻓـﻲ ‪ 07‬ﻣـﺎي ‪2003‬‬

‫اﻟﻣﺗـﺿﻣﻧﺔ اﻟﻣـﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠـﻰ اﺗﻔـﺎق اﻟﺗﻌـﺎون ﻓـﻲ ﻣﺟـﺎل اﻟﺛﻘﺎﻓـﺔ ‪ ).‬واﻟﻌﻠـوم‬

‫واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ﺑـﯾن اﻟﺟزاﺋـر ٕواﯾطﺎﻟﯾـﺎ‪ ،‬اﻟﻣوﻗـﻊ ﺑـﺎﻟﺟزاﺋر ﺑﺗـﺎرﯾﺦ ‪ 30‬ﺟـوان‬

‫‪.2002‬‬

‫‪ -‬اﻟﺟرﯾـدة اﻟرﺳـﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾـﺔ‪ ،‬اﻟﻌـدد ‪ 44‬اﻟﻣـؤرخ ﻓـﻲ ‪ 26‬ﺟـوان ‪2005‬‬

‫اﻟﻣﺟـﺎل اﻟـﺻﺣﻲ‬ ‫اﻟﻣﺗـﺿﻣﻧﺔ اﻟﻣـﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠـﻰ اﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ اﻟﺗﻌـﺎون اﻟﺗﻘﻧـﻲ ﻓـﻲ‬

‫اﻟﻣﺑرﻣـﺔ ﺑـﯾن اﻟﺟزاﺋـر وﺟﻧـوب إﻓرﯾﻘﯾـﺎ‪ ،‬اﻟﻣوﻗﻌـﺔ ﻓـﻲ ﺑرﯾﺗورﯾـﺎ ﺑﺗـﺎرﯾﺦ ‪06‬‬

‫اﻛﺗوﺑر ‪. 2006‬‬

‫‪101‬‬
‫اﻟﻣراﺟﻊ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ -‬اﻟﺟرﯾـدة اﻟرﺳـﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾـﺔ‪ ،‬اﻟﻌـدد ‪ 43‬اﻟﻣـؤرخ ﻓـﻲ ‪ 26‬ﺟوﯾﻠﯾـﺔ ‪2005‬‬

‫اﻟﻣﺗـﺿﻣﻧﺔ اﻟﻣـواد ﻣـن ‪ 02‬إﻟـﻰ ‪ 07‬ﻣـن ﻣـذﻛرة اﻟﺗﻔـﺎﻫم ﺣـول اﻟﺗﻌـﺎون ﻓـﻲ‬

‫اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺻﺣﻲ اﻟﻣﺑرﻣﺔ ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر وﺟﻧوب إﻓرﯾﻘﯾﺎ‪ ،‬اﻟﻣوﻗﻌﺔ ﻓـﻲ ﺑرﯾﺗورﯾـﺎ‬

‫ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 06‬أﻛﺗوﺑر‪. 2004‬‬

‫‪ -‬اﻟﺟرﯾـدة اﻟرﺳـﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾـﺔ‪ ،‬اﻟﻌـدد ‪ 10‬اﻟﻣـؤرخ ﻓـﻲ ‪ 26‬ﻓﯾﻔـري ‪2006‬‬

‫اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ اﻟﻣﺎدة ‪ 01‬اﻟﺗﻌﺎون اﻟﺗﻘﻧﻲ ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر واﻟﯾﺎﺑﺎن‪ ،‬اﻟﻣوﻗﻊ ﺑـ طوﻛﯾو‬

‫ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 07‬دﯾﺳﻣﺑر ‪ ، 2004‬ص‪. 16‬‬

‫‪ -‬اﻟﺟرﯾـدة اﻟرﺳـﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾـﺔ‪ ،‬اﻟﻌـدد ‪ 43‬اﻟﻣـؤرخ ﻓـﻲ ‪ 28‬ﺟـوان ‪2006‬‬

‫اﻟﻣﺗـﺿﻣﻧﺔ اﻟﻣـﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠـﻰ اﺗﻔـﺎق اﻟﺗﻌـﺎون اﻟﺗﻘﻧـﻲ ﺑـﯾن اﻟﺟزاﺋـر وأﻟﻣﺎﻧﯾـﺎ‬

‫اﻻﺗﺣﺎدﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻣوﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ ‪ 02‬أﻓرﯾل‪. 2002‬‬

‫‪ -‬اﻟﺟرﯾـدة اﻟرﺳـﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾـﺔ‪ ،‬اﻟﻌـدد ‪ 73‬اﻟﻣـؤرخ ﻓـﻲ ‪2006/11/19‬‬

‫اﻟﻣﺗـﺿﻣﻧﺔ اﻟﻣـﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠـﻰ اﺗﻔـﺎق اﻟﺗﻌـﺎون ﻓـﻲ ﻣﺟـﺎل اﻟﻌﻠـوم واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ‬

‫اﻟﻣﺑرم ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر واﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻣوﻗـﻊ ﻓـﻲ اﻟﺟزاﺋـر ﺑﺗـﺎرﯾﺦ‬

‫‪ 18‬ﺟﺎﻧﻔﻲ ‪.2006‬‬

‫‪102‬‬
‫اﻟﻣراﺟﻊ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻣواﻗﻊ اﻹﻧﺗراﻧت‪:‬‬
‫‪ -‬اﻷﻣﺎﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺣﻛوﻣﺔ‬
‫‪http://www.joradp.dz/HAR/Index.htm‬‬

‫‪ -‬ﻣرﻛز اﻟﻌداﻟﺔ ﻟﻠﺗﺣﻛﯾم واﻻﺳﺗﺷﺎرات اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‬


‫‪http://www.aladalacenter.com/index.php‬‬

‫‪ -‬اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﯾوﻧس ﻋرب ‪،‬ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ واﻟﻣوﻗف ﻣن ﺷروطﻬﺎ اﻟﻣﻘﯾدة‬


‫ﻟﻠﻣﻧﺎﻓـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺳﺔ وﻓﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻟﻠﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻧوﻧﯾن اﻷردﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ واﻟﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺻري‪،‬‬
‫}‪ {http://www.liilas.com/book/download-97.html‬ﺑﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎرﯾﺦ‬
‫‪2013/7/13‬‬
‫‪ -‬اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻻﺗﺣﺎد اﻹﻓرﯾﻘﻲ ﻟﻼﺗﺻﺎﻻت اﻟﺳﻠﻛﯾﺔ واﻟﻼﺳﻠﻛﯾﺔ اﻟﻣوﻗﻌﺔ ﺑﺄدﯾس ﺑﺎﺑﺎ‬
‫ﻓﻲ دﯾﺳﻣﺑر ‪http://ar.glosbe.com/en/ar/African%20Union } 1977‬‬

‫{ ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪2013/07/16‬‬
‫‪ -‬ﺣﺳﺎم اﻟدﯾن اﻟﺻﻐﯾر‪ ،‬ﺗرﺧﯾص اﻟﻣﻠﻛﯾﺔاﻟﻔﻛرﯾﺔوﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‪،‬ﻣﻘﺎل ﻓﻲ‬
‫اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ)ﻋﻣﺎن ‪ :‬ﻣﺳﻘط ‪24/23‬‬
‫ﻣﺎرس‪، 2004‬اﻟوﺛﯾﻘﺔ‪ ،(09‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪2013/7/24‬‬
‫‪ -‬دﯾﺑﺎﺟﺔ ﺗﻘرﯾر ﻣؤﺗﻣر اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة اﻟﻣﻌﻧﻲ ﺑﺗﺳﺧﯾر اﻟﻌﻠم واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬
‫ﻷﻏراض اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻓﯾﯾﻧﺎ‪ . ،‬ﻣﻧﺷورات اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة‪،‬‬

‫} ‪.{http://www.un.org/arabic/esa/progareas/sciencetech.html‬‬
‫ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪.2013/7/21‬‬
‫‪{http://www.wipo.int/edocs/mdocs/arab/ar/wipo_ip_mct_04/wip‬‬
‫} ‪o_ip_mct_04_9.doc‬‬

‫‪ -‬ﻗرارات اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻣم اﻟﻣﺗﺣدة رﻗم ‪ 2301‬و ‪ 2302‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪5/3‬‬


‫ﻣﺎي ‪ 1974‬ﺣول إﻗﺎﻣﺔ ﻧظﺎم اﻗﺗﺻﺎدي دوﻟﻲ ﺟدﯾد‬
‫} ‪ { http://www.un.org/ar/ga‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪2013/7/18‬‬

‫‪103‬‬
‫ﺍﻟﻔﻬﺮﺱ‬
‫ﻓﮭرس اﻟﻣوﺿوﻋﺎت ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫رﻗم اﻟﺻﻔﺣﺔ‬ ‫ﻓﻬرس اﻟﻣﺣﺗوى‬

‫‪-‬‬ ‫اﻹﻫداء‬

‫‪-‬‬ ‫اﻟﺗﺷﻛرات‬

‫‪2‬‬ ‫ﻣﻘدﻣﺔ‬

‫‪09‬‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻷول ‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫‪10‬‬ ‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول‪ :‬ﻣﻔﻬوم ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫‪11‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬ﻣﻔﻬوم ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫‪11‬‬ ‫أوﻻ‪ :‬اﻟﻣدﻟول اﻟﻠﻐوي ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫‪13‬‬ ‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬اﻟﻣدﻟول اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫‪14‬‬ ‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬اﻟﻣدﻟول اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫‪18‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻌﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫‪18‬‬ ‫أوﻻ‪ :‬اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟﻔﻘﻬﻲ اﻷول‬

‫‪21‬‬ ‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟﻔﻘﻬﻲ اﻟﺛﺎﻧﻲ‬

‫‪25‬‬ ‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬ﺗﻛﯾﯾف اﻟﻔﻘﻪ اﻟﺣدﯾث‬

‫‪27‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬ﺧﺻﺎﺋص ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫‪27‬‬ ‫أوﻻ‪ :‬ﻋﻘد ذو ﻧظﺎم ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺧﺎص‬

‫‪31‬‬ ‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬ﻋﻘد ذو ﺧﺻوﺻﯾﺔ ﻓﻲ اﻷطراف‬

‫‪33‬‬ ‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬ﻋﻘد ذو ﺧﺻوﺻﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﻫداف‬

‫‪37‬‬ ‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬أﻧواع ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫‪38‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﺑﺳﯾطﺔ‬

‫‪38‬‬ ‫أوﻻ‪ :‬ﻋﻘد ﺗرﺧﯾص اﺳﺗﻐﻼل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫‪41‬‬ ‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬ﻋﻘد اﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻔﻧﯾﺔ‬

‫‪42‬‬ ‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬ﻋﻘد اﻟﺗﺄﻫﯾل واﻟﺗدرﯾب‬

‫‪105‬‬
‫ﻓﮭرس اﻟﻣوﺿوﻋﺎت ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪43‬‬ ‫راﺑﻌﺎ‪ :‬ﻋﻘد اﻟﺗﻧظﯾم‬

‫‪43‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣرﻛﺑﺔ‬

‫‪44‬‬ ‫أوﻻ‪ :‬ﻋﻘد اﻟﻣﻔﺗﺎح ﻓﻲ اﻟﯾد‬

‫‪48‬‬ ‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬ﻋﻘد اﻹﻧﺗﺎج ﻓﻲ اﻟﯾد‬

‫‪51‬‬ ‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬ﻋﻘد اﻟﺳوق ﻓﻲ اﻟﯾد‬

‫‪52‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬ﻋﻘود اﻟﺗﻌﺎون اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ‬

‫‪53‬‬ ‫أوﻻ‪ :‬ﻣﻔﻬوم ﻋﻘود اﻟﺗﻌﺎون اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ‬

‫‪55‬‬ ‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬طﺑﯾﻌﺔ ﻋﻘود اﻟﺗﻌﺎون اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫‪56‬‬ ‫ﺧﻼﺻﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول‬

‫‪58‬‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫‪59‬‬ ‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول‪ :‬ﻣﻔﻬوم اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ‬

‫‪59‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬ﺗﻌرﯾف اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﻧﺎﻗﻠﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫‪61‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺧﺻﺎﺋص اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﻧﺎﻗﻠﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫‪61‬‬ ‫أوﻻ‪ :‬اﺗﻔﺎق ﺑﯾن ﺷﺧﺻﯾن ﻣن أﺷﺧﺎص اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ أو أﻛﺛر‬

‫‪64‬‬ ‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬إﻧﺗﺎج أﺛﺎر ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ‬

‫‪66‬‬ ‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬اﻟﺧﺿوع ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ‬

‫‪68‬‬ ‫راﺑﻌﺎ‪ :‬اﺗﻔﺎق ﻓﻲ ﺻﯾﻐﺔ ﻣﻛﺗوﺑﺔ‬

‫‪69‬‬ ‫ﺧﺎﻣﺳﺎ‪ : :‬ﺗﺧﺗص ﺑﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ أو ﺑﻌض ﻋﻧﺎﺻرﻫﺎ‬

‫‪70‬‬ ‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﺗطﺑﯾﻘﺎت اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫‪70‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل إﺑرام اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﻧﺎﻗﻠﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫‪70‬‬ ‫أوﻻ‪ :‬إﺑرام اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺛﻧﺎﺋﯾﺔ واﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ‬

‫‪79‬‬ ‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻣﻛرﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‬

‫‪83‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺗﻘﯾم اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﻧﺎﻗﻠﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫‪83‬‬ ‫أوﻻ‪ :‬ﻣزاﯾﺎ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت‬

‫‪106‬‬
‫ﻓﮭرس اﻟﻣوﺿوﻋﺎت ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪85‬‬ ‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬ﺳﻠﺑﯾﺎت اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت‬

‫‪88‬‬ ‫ﺧﻼﺻﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‬

‫‪90‬‬ ‫اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ‬

‫‪95‬‬ ‫اﻟﻣراﺟﻊ‬

‫‪102‬‬ ‫اﻟﻔﻬرس‬

‫‪107‬‬

You might also like