Professional Documents
Culture Documents
عقود واتفاقيات نقل التكنولوجيا والممارسات الجزائرية في هذ المجال
عقود واتفاقيات نقل التكنولوجيا والممارسات الجزائرية في هذ المجال
اﻟﻌﻧـــــوان:
* إﺷراف اﻷﺳﺗﺎذة: -إﻋداد اﻟطﺎﻟب:
-ﺑن ﺣﻠﯾﻣﺔ ﻟﯾﻠﻰ ﺑﺷﺎر اﻟﯾﺎس
اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ
2013/2012
ﺍﻻﻫـــــــﺪﺍء
ﺇﱃ ﺃﻛﺮﻡ ﺍﳋﻠﻖ ﻭﻧﻮﺭ ﺍﳊﻖ ﺷﻔﻴﻊ ﺍﻷﻣﺔ ﺣﺒﻴﺒﻲ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ .
ﻭﻋﻠﻤﺘﻨﻲ ﻣﻌﲎ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻭﺭﺍء ﲢﻘﻴﻖ ﺍﳊﻠﻢ ﺍﻟﺼﺎﻣﺘﺔ ﺍﳊﻨﻮﻧﺔ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﺓ ﺃﻣﻲ
ﺍﳊﺒﻴﺒﺔ.
ﺇﱃ ﺇﺧﻮﺗﻲ
ﺇﱃ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﲨﻌﻨﻲ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻭﻋﺸﺖ ﻣﻌﻬﻢ ﺃﺧﻮﺓ ﻻ ﻧﻈﲑ ﳍﺎ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻲ
ﺍﻟﻴﺎﺱ
ﺍﻟﺘﺸﻜﺮﺍﺕ
ّ
ـ ﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺷﻲء ،ﺃﲪﺪ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﻌﻤﻨﻲ ﺑﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭ ﻭﻓﻘﻨﻲ
ّ
ﺇﱃ ﺑﻠﻮﻍ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﻭ ﺃﻗﻮﻝ " ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻟﻚ ﺍﳊﻤﺪ ﺣﱴ ﺗﺮﺿﻰ ،ﻭﻟﻚ ﺍﳊﻤﺪ
ﺍﻟﻴﺎﺱ
ﻣﻘﺪﻣﺔ
ﻣﻘدﻣﺔ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻻ ﺷــك أن ﻣوﺿــوع ﻧﻘــل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾــﺎ ﻛــﺎن وﻻ ﯾ ـزال ﻣــن اﻟﻣوﺿــوﻋﺎت اﻷﺳﺎﺳــﯾﺔ ﻓــﻲ ﻣﺟــﺎل
اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﺑﺟﻣﯾﻊ أﻧواﻋﻬﺎ ﻓـﻲ ﻛﺎﻓـﺔ اﻟـدول ﺑـﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣـﺔ واﻟـدول اﻟﻧﺎﻣﯾـﺔ و اﻵﺧـذة ﻓـﻲ اﻟﻧﻣـو ﺑـﺻﻔﺔ
ﺧﺎﺻــﺔ .وﻣــن اﻷﺳــﺑﺎب اﻟﺗــﻲ ﻓرﺿــت أﻫﻣﯾــﺔ ﻧﻘــل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾــﺎ ﻣــن اﻟــدول اﻟﻣﺗﻘدﻣــﺔ إﻟــﻲ اﻟــدول
اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،اﻟﻔﺟوة اﻟﻌﻣﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗزال ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻘدم اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﺻﻧﺎﻋﻲ واﻟﻔﻧـﻲ ﺑـﯾن اﻟـدول
اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻣن ﺟﺎﻧب ،واﻟـدول اﻷﺧـرى ﻣـن ﺟﺎﻧـب آﺧـر ،ﺣﯾـث ﺗوﻟـدت ﻟـدي اﻟـدول اﻟﻧﺎﻣﯾـﺔ ﻗﻧﺎﻋـﺔ
ﻗوﯾ ــﺔ ﺑﺎﻟ ــدور اﻟﺣﺎﺳ ــم اﻟﻣﻧ ــﺳوب ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾ ــﺎ ﻓ ــﻲ ﻋﻣﻠﯾ ــﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾ ــﺔ ،ﻋﻠ ــﻰ أﺳ ــﺎس أن اﻗﺗـ ـران ﻧﻘ ــل
اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾــﺎ ﺑﻣــﺳﺄﻟﺔ اﻟﺗــﺻﻧﯾﻊ ﯾﻌــد ﻋﻼﺟــﺎً ﻟﻣــﺷﻛﻠﺔ اﻟﺗﺧﻠــف وﻋــﺎﻣﻼً أﺳﺎﺳــﯾﺎً ﯾــﺳﻣﺢ ﺑــﺳد اﻟﻔﺟــوة
وﻟﻌل أﻫم ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻣن وﺟﻬﺔ ﻧظر رﺟل اﻟﻘﺎﻧون ،ﻫو اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻧﻘﻠﻬـﺎ،
وﻫذا اﻟﺗﻧظﯾم ﻗد ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗـﺷرﯾﻌﺎت واﻟﻧـﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾـﺔ اﻟﺗـﻲ ﯾـﺳﻌﻲ اﻟﻣـﺷرع إﻟـﻲ ﻓرﺿـﻬﺎ ﻓـﻲ
ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل وﺗﻠزم اﻷﻓراد ﺑﺈﺗﺑﺎﻋﻬﺎ ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﻠﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎم واﻗﺗـﺻﺎد اﻟـﺑﻼد ،ﻛﻣـﺎ ﻗـد ﯾﺗﻌﻠـق ﺑﺗﻧظـﯾم
اﻟﻌﻘود ذاﺗﻬﺎ اﻟﺗـﻲ ﯾﺑرﻣﻬـﺎ اﻷطـراف ﻓـﻲ ﺧـﺻوص ﻧﻘـل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ﻋﻠـﻰ اﻟـﺻﻌﯾد اﻟـدوﻟﻲ وﻛـذا
اﻟوطﻧﻲ.
ﺣﯾث ﺣﺎول ﻓﻘﻬﺎء اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ ﺗﻧظﯾم ﻫذا اﻟﻣوﺿـوع ﻋﺑـر إﺧـﺿﺎﻋﻪ ﻟﻧظـﺎم ﻗـﺎﻧوﻧﻲ ﯾـﻧظم
ﺳــﻠوﻛﯾﺎت اﻟﻔــﺎﻋﻠﯾن ﻓﯾــﻪ ،وﯾرﺟــﻊ ﺳــﺑب اﻫﺗﻣــﺎم اﻟﺟﻬــود اﻟدوﻟﯾــﺔ ﺑﻬــذا اﻟﻣوﺿــوع ﻷﻫﻣﯾﺗــﻪ ،وﯾﻌــود
2
ﻣﻘدﻣﺔ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-ﻣـﺳﺎﻫﻣﺔ ﻋﻣﻠﯾــﺎت ﻧﻘــل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾــﺎ ﺑــﺷﻛل أﺳﺎﺳــﻲ ﻓـﻲ ﺗﻧﻣﯾــﺔ اﻟــدول وﺗطورﻫــﺎ ،وﻫــو اﻟﻬــدف
-ﺗزاﯾــد اﻟﻣطﺎﻟــب اﻟدوﻟﯾــﺔ ﻟﺗﻧظــﯾم ﻫــذا اﻟﻣﺟــﺎل ،ﺣﯾــث طﺎﻟﺑ ـت اﻟــدول اﻟﻧﺎﻣﯾــﺔ ﺑــﺿرورة إﯾﺟــﺎد
ﻧظــﺎم ﻗــﺎﻧوﻧﻲ دوﻟــﻲ ﯾﻛﻔــل ﻟﻬــﺎ اﻻﺳــﺗﻔﺎدة ﻣــن اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾــﺎ وﻓــق إﺟ ـراءات وﺷــروط ﻋﺎدﻟــﺔ ﺑﯾﻧﻣــﺎ
طﺎﻟﺑـ ـت اﻟ ــدول اﻟﺣ ــﺎﺋزة ﻋﻠ ــﻰ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾ ــﺎ ﺑ ــﺿرورة ﺣﻣﺎﯾ ــﺔ ﻣ ــﺻﺎﻟﺣﻬﺎ وﺣﻘوﻗﻬ ــﺎ ﻓ ــﻲ ﻋﻣﻠﯾ ــﺎت
اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ .
-ﺗﻌــدد وﺗﻧــوع اﻷطـراف اﻟﻣﻣﺎرﺳــﯾن ﻟﻌﻣﻠﯾــﺎت ﻧﻘــل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾــﺎ وﺗﻣﺧــض ﻣﺟﻣوﻋــﺔ ﻣــن اﻵﺛــﺎر
وﻗــد ﻧﺟــم ﻋــن اﻫﺗﻣــﺎم اﻟﻘــﺎﻧون اﻟــدوﻟﻲ ﺑﻬــذا اﻟﻣوﺿــوع إﻗ ـرار ﺣــق اﻟــدول ﻓــﻲ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾــﺎ
اﻷﻣـر اﻟـذي ﺟﻌـل ﻣـن اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ﺑﻣﺛﺎﺑـﺔ ﺗـراث ﻣـﺷﺗرك ﻟﻺﻧـﺳﺎﻧﯾﺔ ﯾﻣﻛـن ﻟﻛـل اﻟـدول اﻻﺳــﺗﻔﺎدة
ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺗﻌﺎون اﻟـدوﻟﻲ إﻣـﺎ ﻋـن طرﯾـق ﻋﻘـود أو اﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت ﺛﻧﺎﺋﯾـﺔ ﻛﺎﻧـت أو ﺟﻣﺎﻋﯾـﺔ ،
إﻻ أن واﻗﻊ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ﯾﺷﯾر إﻟﻰ ﻋﻛس ذﻟـك ﺗﻣﺎﻣـﺎ ،ﺣﯾـث أن اﻟﻣﺟﺗﻣـﻊ
اﻟـدوﻟﻲ ﻻ ﯾـﺷﻬد ﻓــﻲ ﻣﺟـﺎل ﻧﻘــل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ﺗﻌﺎوﻧــﺎ دوﻟﯾـﺎ ﺑﺎﻟﻘــدر اﻟـذي ﯾــﺷﻬد ﺻـراع وﺗــﺿﺎرب
اﻟﻣـ ــﺻﺎﻟﺢ ﺑـ ــﯾن اﻷط ـ ـراف اﻟﺣـ ــﺎﺋزة ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـ ــﺎ واﻷط ـ ـراف اﻟراﻏﺑـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ اﻻﺳـ ــﺗﻔﺎدة ﻣـ ــن
اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾــﺎ وﻫــذا ﻣــﺎ أدى إﻟــﻰ ﺗﺣﯾﯾــد ﻋﻣﻠﯾــﺎت ﻧﻘــل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾــﺎ ﻋــن اﻷﻫــداف اﻷﺳﺎﺳــﯾﺔ اﻟﺗــﻲ
3
ﻣﻘدﻣﺔ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أﻣ ــﺎ ﻋﻠ ــﻰ اﻟ ــﺻﻌﯾد اﻟ ــوطﻧﻲ ﻓﻧﺟ ــد أن ﻫﻧﺎﻟ ــك ﻓراﻏـ ـﺎ ﺗ ــﺷرﯾﻌﯾﺎ ﻓ ــﻲ اﻏﻠ ــب اﻟ ــدول اﻟﻧﺎﻣﯾ ــﺔ
واﻟﻌرﺑﯾﺔ وﻋﻠﻰ رأﺳﻬﺎ اﻟﺟزاﺋـر ،ﻏﯾـر أﻧﻧـﺎ ﻧﺟـد أن اﻟﻣـﺷرع اﻟﻣـﺻري ﻗـد ﺗﻔطـن ﻟـذﻟك ﺣﯾـث ﺟـﺎء
ﺗــﺷرﯾﻌﯾﺎً ﻟﻌﻘــد ﻧﻘــل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾــﺎ وذﻟــك ﺑﺎﻟﻔــﺻل اﻷول ﻣــن اﻟﺑــﺎب اﻟﺛــﺎﻧﻲ واﻟﺧــﺎص ﺑﺎﻻﻟﺗزاﻣــﺎت
ﺻ ــور ﻋﻘ ــود ﻧﻘ ــل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾ ــﺎ أو اﻻﻟﺗزاﻣ ــﺎت اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟ ــﺔ ﺑ ــﯾن أطراﻓ ــﻪ ووﺿ ــﻊ ﻣﻌ ــﺎﯾﯾر ﻻﺧﺗﯾ ــﺎر
اﻷﻓ ــﺿل ﻣﻧﻬ ــﺎ ﻟﻧﻘـ ـل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾ ــﺎ ﻟﻠ ــدول اﻟﻧﺎﻣﯾ ــﺔ ﺣﯾ ــث أﺻ ــﺑﺣت وﺳ ــﯾﻠﺔ ﻧﻘ ــل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾ ــﺎ ﻫ ــﻲ
ذﯾوﻋﺎ واﻧﺗﺷﺎراً ،واﻧﺣﺳﺎر ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻣن اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ داﺧـل اﻟـدول
ً اﻷﻛﺛر
اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ إﻟﻲ ﺣد ﻛﺑﯾر ﺣﯾث ﺳﺎدت ﺑﻌد اﻟﺣـرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾـﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾـﺔ أﻓﻛـﺎر اﻻﺳـﺗﻘﻼل وﺳـﯾﺎدة اﻟـدول
-وﺑﺎﻋﺗﺑﺎر ﻣوﺿوع ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻣن اﺑرز اﻟﻣواﺿﯾﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﺣظﻰ ﺑﺎﻫﺗﻣﺎم اﻟﻘﺎﻧون اﻟـدوﻟﻲ،
وﻟﻌﻠﻰ اﺣد اﻟـﺳﻠﺑﯾﺎت ﻓـﻲ ﻫـذا اﻟﻣوﺿـوع ﻫـو اﻟﻐﻣـوض اﻟﻘـﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻣﺛـل ﻫﺎﺗـﻪ اﻟﻌﻘـود وﺧـﺻوﺻﺎ
ﻓــﻲ ﺑﻌــض ﻣﺣﺎورﻫــﺎ اﻷﺳﺎﺳــﯾﺔ ،وﻧﻼﺣــظ أن طﺑﯾﻌــﺔ ﻫــذا اﻟﻌﻘــد ﻣﺗﻐﯾ ـرة وﻣﺗﻣﯾ ـزة ،ﻛﻣــﺎ أن ﻋﻘــد
ﻧﻘـل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾــﺎ ﯾﺗﻣﯾــز ﻋــن ﺑــﺎﻗﻲ اﻟﻌﻘــود اﻟدوﻟﯾــﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫــﺎ ذو طﺑﯾﻌــﺔ ﺗﻘﻧﯾــﺔ ٕواﺟـراءات ﺗﻧﻔﯾــذﻫﺎ
ﺗﻛون ﺳرﯾﺔ.
4
ﻣﻘدﻣﺔ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وﻟﻌ ــل ﻟﻼﺗﻔﺎﻗﯾ ــﺎت دور ﻛﺑﯾ ــر ﻓ ــﻲ ﻣﺟ ــﺎل ﻧﻘ ــل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾ ــﺎ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫ ــﺎ أﻫ ــم وﺳ ــﯾﻠﺔ ﻟﻧﻘ ــل
اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺑﻌد اﻟﻌﻘود ،ﻓﻘد ﻛرﺳـت ﻫـذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت ﺣـق اﻟـدول ﻓـﻲ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ وﻣـﺎ ﯾﺗﺑﻌـﻪ ﻣـن
ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﺑﺎدل واﻟﻧﻘل وذﻟك ﻷﻫﻣﯾﺔ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻓﻲ ﺗطوﯾر اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،ﻟذا وﺟب دراﺳﺗﻬﺎ.
-إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺑﺣث :واﻟﺗﺳﺎؤل اﻟذي ﯾطرح ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع ﻫو
5
ﻣﻘدﻣﺔ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻣﻧﻬـﺞ اﻟﺑﺣث:
-اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ ﺑﺷﻛل رﺋﯾﺳﻲ ،اﻟذي ﯾﺗﯾﺢ ﻟﻧﺎ اﻟﺗﻌﻣق ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف أﺑﻌﺎد اﻟﻣوﺿوع .
-اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻣﻘﺎرن ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن ،وذﻟك ﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻌض اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم اﻟﻧظرﯾـﺔ ﻋﻧـد دراﺳـﺔ ﺑﻌـض
-ﻗﻧﺎﻋﺗﻧﺎ ﺑﺄﻫﻣﯾﺔ ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ودورﻫﺎ اﻟﻔﻌﺎل ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﻧﺷودة.
-إﻟﻣﺎﻣﻧــﺎ إﻟــﻰ ﺣــد ﻣــﺎ ﺑﻬــذا اﻟﻣوﺿــوع و ﯾﻧــﺳﺟم ﺑــﺷﻛل ﻛﺑﯾــر ﻣــﻊ أﻧــﺷطﺔ اﻷﻋﻣــﺎل اﻟدوﻟﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ
-اﻻﻫﺗﻣﺎم اﻟﻣﺗزاﯾد و ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻵوﻧﺔ اﻷﺧﯾرة ﻣن ﻗﺑـل اﻟـدول ﺑﻣـﺎ ﻓﯾﻬـﺎ اﻟﺟزاﺋـر ﺑﻣوﺿـوع ﻧﻘـل
اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ.
-اﻟواﻗﻊ اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟذي ﯾﺷﯾر إﻟﻰ ﺗﺳﺎﺑق اﻟدول وﺧﺎﺻﺔ اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻲ إﯾﺟﺎد ﻣﻧظوﻣﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ
ﺗ ــﺳﻬل ﻋﻣﻠﯾ ــﺔ ﻧﻘ ــل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾ ــﺎ وﻣ ــﺎ ﯾ ــﺗﻼءم ﻣ ــﻊ اﻟظ ــروف اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾ ــﺔ واﻻﻗﺗ ــﺻﺎدﯾﺔ ﻓ ــﻲ ﺗﻠ ــك
اﻟدول -وﻛذا ﻟﺣﺎﺟﺗﻬﺎ ﻟﻣﻬﺎرات ﻓﻧﯾﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻻ ﺗﻣﻠﻛﻬﺎ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾـﺔ ﻓـﻲ اﻏﻠـب اﻷﺣﯾـﺎن -وﺑﺄﻗـل
6
ﻣﻘدﻣﺔ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺧطﺔ اﻟﺑﺣث:
ﻟﻘد اﻋﺗﻣدت ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺑﺣث ﺧطﺔ ﻣن ﻓﺻﻠﯾن وﻛل ﻓﺻل ﯾﺗﻛون ﻣن ﻣﺑﺣﺛﯾن ،ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻲ:
7
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ :ﻣﺎﻫﻴﺔ ﻋﻘﺪ ﻧﻘﻞ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ
ان ﺑﺣث ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ،ﯾﻘﺗﺿﻲ ﻣﻧﺎ ان ﻧوزع ﻫذا اﻟﻔﺻل اﻟﻰ ﻣﺑﺣﺛﯾن
ﯾﺗﻧﺎول )اﻟﻣﺑﺣث اﻷول( ﻣﻔﻬوم ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ واﻟذي ﺑدورﻩ ﯾﺗﻧﺎول ﺗﻌرﯾف ﻋﻘد ﻧﻘل
اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻓﻲ )اﻟﻣطﻠب اﻷول( ،واﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻌﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻓﻲ )اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ(
ﻓﻲ ﺣﯾن ﯾﺗﻧﺎول )اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ( أﻧواع ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺑﺷﻲء ﻣن اﻟﺗﻔﺻﯾل
اﻟﺑﺳﯾطﺔ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻷول( ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻔﻲ )اﻟﻣطﻠب اﻟﻧﺣو ﻋﻠﻰ
وﻓﻲ )اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ( ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣرﻛﺑﺔ وﻓﻲ اﻻﺧﯾر ﻋﻘود اﻟﺗﻌﺎون اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ﻓﻲ
)اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث(
9
اﻟﻔﺻل اﻷول :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
ﯾدور ﻣﺿﻣون ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺣول ﻓﻛرة اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣﺗﻘدﻣـﺔ وﻧﻘﻠﻬـﺎ واﻟﻬـدف أو
اﻟﻐﺎﯾــﺔ ﻣﻧﻬ ــﺎ وذﻟ ــك ﻓ ــﻲ اط ــﺎر ﺗطﻠ ــﻊ اﻟ ــدول اﻟﻧﺎﻣﯾ ــﺔ اﻟ ــﻰ ﺑﻠ ــوغ اﻟﻣطﻠ ــب اﻟﺗﻛﻧوﻟ ــوﺟﻲ ﻣ ــن اﺟ ــل
اﻟﺗﺧﻠص ﻣن اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﻬـﺎ ﻓـﻲ ظـل ﻏﯾـﺎب اﻟﻣﻌـﺎرف اﻟﻔﻧﯾـﺔ
ﻫذا اﻟوﺿﻊ ادى ﺑﺻورة أو ﺑﺄﺧرى إﻟﻰ ﺑﻠورة اﻟﻣﻔﻬوم اﻟﻌﺎم ﻟﻬذﻩ اﻟﻌﻘود
وﻟﻐرض اﻟوﺻول اﻟﻰ اﻟﻣطﻠب اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ ﻛﺎن ﻻ ﺑد ﻣـن اﯾﺟـﺎد اﻟوﺳـﺎﺋل اﻟﻼزﻣـﺔ ﻟﻧﻘـل
ﺗﻠك اﻟﻣﻌﺎرف اﻟﻔﻧﯾﺔ ﺑﺻورة ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺗﺗوازن ﻣـن ﺧﻼﻟﻬـﺎ ﺣﻘـوق واﻟﺗزاﻣـﺎت اﻟطـرﻓﯾن ﻗـدر اﻹﻣﻛـﺎن
ﻓﻛــﺎن اﻟﻌﻘــد اﺣــد ﺗﻠــك اﻟوﺳــﺎﺋل واﻫﻣﻬــﺎ ،وﻋﻠــﻰ ذﻟــك ﺳــوف ﻧﺗﻧ ـﺎول ﻣــن ﺧــﻼل ﻫــذا اﻟﻣﺑﺣــث ،
ﺗﻌرﯾــف ﻋﻘــد ﻧﻘــل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾــﺎ وطﺑﯾﻌﺗــﻪ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾــﺔ ،وﺑﯾــﺎن اﻫــم اﻟﺧــﺻﺎﺋص اﻟﺗــﻲ ﯾﻣﺗــﺎز ﺑﻬــﺎ ﻫــذا
اﻟﻌﻘد.
10
اﻟﻔﺻل اﻷول :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
اﺑﺗـداء ﻻﺑـد ﻣــن ﻣﻼﺣظـﺔ ﻏﯾـﺎب اﻟﺗﻧظــﯾم اﻟﺗـﺷرﯾﻌﻲ ﻓــﻲ اﻟﺟزاﺋـر ،ﻟﻣﺛـل ﻫــذا اﻟﻧـوع ﻣــن
اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ،وذﻟـك ﻋﻠـﻰ ﺻـﻌﯾد اﻟﻘـﺎﻧون اﻟﻣـدﻧﻲ واﻟﻘـﺎﻧون اﻟﺗﺟـﺎري ،ﻏﯾـر
اﻧـﻪ ﻗــد ﻋــرف اﻟﻧﻘـل ﺑوﺟــﻪ ﻋــﺎم ﻓــﻲ اﻟﻣـﺎدة 36ﻗــﺎﻧون ﺗﺟــﺎري ﺟزاﺋــري " ﻋﻘـد اﻟﻧﻘــل اﺗﻔــﺎق ﯾﻠﺗــزم
ﺑﻣﻘﺗــﺿﺎﻩ ﻣﺗﻌﻬــد اﻟﻧﻘــل ﻣﻘﺎﺑــل ﺛﻣــن ﺑــﺎن ﯾﺗــوﻟﻰ ﺑﻧﻔــﺳﻪ ﻧﻘــل ﺷــﺧص أو ﺷــﻲء إﻟــﻰ ﻣﻛــﺎن ﻣﻌــﯾن"
وﺑﻌد ان ﺗطرﻗﻧﺎ ﻟﺗﻌرﯾف ﻋﻘد اﻟﻧﻘل ﺑوﺟﻪ ﻋﺎم ،ﻛﺎن ﻣن اﻟﺿروري ﺗﻌرﯾف ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
ﺑوﺟــﻪ ﺧــﺎص ،ذﻟــك ان ﺧﯾــر ﻣﻧــﺎﻫﺞ اﻟﺑﺣــث ﻣــﺎ ﺑــدأﻧﺎ ﻓﯾــﻪ ﺑﺗﻌرﯾــف اﻟﻣوﺿــوع ﻟﻧــﺳﺗﺑﯾن ﺣــدودﻩ،
وﻧرﺳـم ﻣﻌﺎﻟﻣــﻪ ﺑوﺿــوح ،واﻟﺗﻌرﯾـف ﺑﻌﻘــد ﻧﻘــل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ﺑﻣﻌﻧــﺎﻩ اﻟﻘــﺎﻧوﻧﻲ ﯾﺗطﻠـب ﺗﻌرﯾﻔــﻪ ﻟﻐوﯾــﺎ
ﯾﻌود أﺻل ﻛﻠﻣﺔ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ إﻟﻰ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﯾوﻧﺎﻧﯾﺔ وﻫﻲ ﻣرﻛﺑﺔ ﻣن ﻣﻘطﻌﯾن ﻫﻣﺎ :
ﻓـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﻬﺎ اﻟﻼﺗﯾﻧـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻋـ ـ ـ ـ ـ ــن )ﻋﻠـ ـ ـ ـ ـ ــم اﻟﻔﻧـ ـ ـ ـ ـ ــون أو اﻟـ ـ ـ ـ ـ ــﺻﻧﺎﻋﺔ ( أو دراﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻔﻧـ ـ ـ ـ ـ ــون
1
وﻟﯾ ـ ـ ـ ــد ﻋ ـ ـ ـ ــودة اﻟﻬﻣ ـ ـ ـ ــﺷري ،ﻋﻘ ـ ـ ـ ــود ﻧﻘـ ـ ـ ــل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾ ـ ـ ـ ــﺎ واﻻﻟﺗزاﻣ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟ ـ ـ ـ ــﺔ واﻟ ـ ـ ـ ــﺷروط اﻟﺗﻘﯾﯾدﯾ ـ ـ ـ ــﺔ ) ط ،1اﻷردن:
دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ،( 2009 ،ص. 22
11
اﻟﻔﺻل اﻷول :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
وﻗد اﻋﺗﺑر ﻫذا اﻟﻣﺻطﻠﺢ ﻏرﯾﺑﺎ ﻋن اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ – رﻏم ﺷﯾوﻋﻪ – ﺣﯾث ﻋرب اﻟﻰ
ﻛﻠﻣﺔ )اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ( وﻧﻼﺣظ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣدﻟوﻻت اﻟﻠﻐوﯾﺔ ﻟﻣﻔﻬوم ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ أن ﺧﻠطﺎ
وﻋدم دﻗﺔ ﻗد اﻛﺗﻧﻔﺎﻩ ﻣن ﺧﻼل اﻋطﺎء اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻣﻌﻧﻰ اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ ،أو ﻛﺎﺻطﻼح ﻣرادف ﻟﻬﺎ ،
ﻣﻊ اﻟﻌﻠم ان ﻫﻧﺎك اﺧﺗﻼﻓﺎ ﺑﯾن اﻟﻣﺻطﻠﺣﯾن ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻔﻧﯾﺔ ،وﻟﻌل ﻫذا اﻟﺧﻠط ﯾرﺟﻊ اﻟﻰ
2
ذﻟك أن اﻟﻣﺻطﻠﺣﯾن اﻟﺳﺎﺑﻘﯾن ﯾﻠﺗﻘﯾﺎن ﺗﺄﺛﯾر اﻟﻠﻐﺔ اﻻﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ
ﻓﻌﻼ اﻻ اﻧﻬﻣﺎ ﻻ ﯾﺷﯾرا اﻟﻰ ﻧﻔس اﻟﻣﻔﻬوم ،ﻓﺎﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺗﺷﯾر اﻟﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﻌﺎرف
وﻓﺎء ﻣزﯾد ﻓﻠﺣوط ،اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻰ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ )ط ،1ﻟﺑﻧﺎن :ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ، 1
،( 2008ص.167
وﻟﯾد ﻋودة اﻟﻬﻣﺷري ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.23 2
12
اﻟﻔﺻل اﻷول :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
إن اﻟﻣدﻟول اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ،ﯾﺷﯾر اﻟﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻣﻌﺎرف واﻟطرق
اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗﺣوﯾل ﻋﻧﺎﺻر اﻻﻧﺗﺎج اﻟﻰ ﻣﻧﺗﺟﺎت ،وﺗﺗﺿﻣن وﺿﺎﺋف اﻻﻧﺗﺎج واﻻدارة
واﻟﺗﻧظﯾم ،ﻣﻌﺗﻣدة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻠم وﻣرﺗﻛزة ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺣث واﻟﺗطوﯾر 1،ﻋﻠﻰ ان ﻫﻧﺎك ﻣن ﯾﻧﺳب
اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻰ ﻋﻧﺻر اﻟﻌﻣل ،ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﺑﻌض اﻻﺧر ﯾﻧﺳﺑﻬﺎ اﻟﻰ راس اﻟﻣﺎل ،وﻓرﯾق ﺛﺎﻟث
ﯾراﻫﺎ ﺗﺟﻣﻊ ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﻌﻧﺻرﯾن أو ﻋﻠﻰ اﻷﻗل أن ﻫذﯾن اﻟﻌﻧﺻرﯾن ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻬﻣﺎ ﺗﺣﻘﯾق أﻫداﻓﻬﻣﺎ
وﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣوم ﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾﻔﻬﺎ ﺑﺎﻧﻬﺎ :ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻣﻌﺎرف واﻟطرق اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗﺣوﯾل
ﻋﻧﺎﺻـر اﻻﻧﺗﺎج اﻟﻰ ﻣﻧﺗﺟﺎت ،وﻟﻘد ﻟﻘﻲ اﻟﺗﻌرﯾف اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻗﺑوﻻ ﻧﺳﺑﯾﺎ ﻟدى
1
ﯾﺎﺳر ﺑﺎﺳم ذﻧون اﻟﺳﺑﻌﺎوي "،اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻌﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ" ،اﻟراﻓدﯾن ﻟﻠﺣﻘوق ،ﻋدد ) 29ﻧوﻓﻣﺑر ،(2006
ص.57
2
وﻓﺎء ﻣزﯾد ﻓﻠﺣوط ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.170
3
ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ،ص.171
13
اﻟﻔﺻل اﻷول :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
إن ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻫو ﻣﺻطﻠﺢ ﺣدﯾث اﻟﻧﺷﺎءة ،وﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ﯾﺗﺳم
ﺑﺎﻟﻐﻣوض وﻋدم اﻟدﻗﺔ ،وﻗد ذاع اﻧﺗﺷﺎرﻩ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﻓﺎن ﺗﺣدﯾد
اﻟﻣدﻟول اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻬذا اﻟﻣﺻطﻠﺢ ،ﻛﺎن ﻣﺛﺎر ﺟدل ﻟدى اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ .
ﻓﻔﻲ ﻫذا اﻹطﺎر ﯾذﻛر اﻷﺳﺗﺎذ : j. schepiraأن اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻓﻛرة ﻟﯾﺳت
ﻣﻔﻬوﻣﺔ ﻗﺎﻧوﻧﺎ ،واذا ﻛﺎﻧت ﻗد ﻧﻔذت اﻟﻰ ﻧطﺎق اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ ﻓﻸﻧﻬﺎ ﺗﻛون ﻣﺣﻼ ﻟﻠﻧﻘل اﻟذي
ﯾﺗم ﺑوﺳﺎطﺔ اﻟﻌﻘد ،أي أن ظﺎﻫرة ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺗﻘوم ﺑدور اﻟوﺳﯾط ﺑﯾن اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
واﻟﻘﺎﻧون.1
وﻣﻊ ذﻟك ﺛﻣﺔ ﻣﺣﺎوﻻت ﻋدﯾدة ﻗد ﺗﻣت ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ،وﺗﺄﺛرت اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟت ﻣﻔﻬوم اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺑﺗﻠك اﻻﺗﺟﺎﻫﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،وﻫذا ﻣﺎ ﻧﺟدﻩ ﻣن ﺧﻼل ﺑﻌض
اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت.
ﻓﻘد ﻋرﻓت اﻟدﻛﺗورة ﺳﻣﯾﺣﺔ اﻟﻘﻠﯾوﺑﻲ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺑﺎﻧﻬﺎ " :اﻟﺗطﺑﯾق اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻸﺑﺣﺎث
1
وﻟﯾد ﻋودة اﻟﻬﻣﺷري ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.27
2
ﺳﻣﯾﺣﺔ اﻟﻘﻠﯾوﺑﻲ "،ﺗﻘﯾﯾم ﺷروط اﻟﺗﻌﺎﻗد" ،ﻣﺟﻠﺔ ﻣﺻر اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،ﻋدد ) 406ﺳﻧﺔ ،( 1986ص .584
14
اﻟﻔﺻل اﻷول :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾرى اﻟدﻛﺗور ﻣﺣﺳن ﺷﻔﯾق أﻧﻬﺎ " ﻣﺟﻣوع ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺗﺗﻌﻠق ﺑﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗطﺑﯾق ﻋﻠﻣﯾﺔ
أو اﺧﺗراع ،أي اﻧﻬﺎ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺗطﺑﯾﻘﻲ ﻟﻠﻌﻠم وأﻧﻪ ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻻﺻطﻼح اﻟدارج ﺣق
اﻟﻣﻌرﻓﺔ."1
وﻓﻲ ﻧﻔس اﻻﺗﺟﺎﻩ ﻧﺟد أن اﻟدﻛﺗور ﻣﺣﻣد ﺣﺳن ﻋﺑﺎس ﻗد ﻋرف اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ
"أﻓﻛﺎر ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺗطﺑﯾﻘﺎت ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺗﻘدم واﺿﺢ ﻓﻲ ﻣﺳﺗوى
اﻟﻔن اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ،وذﻟك ﺑﺎﻟﻘﯾﺎس اﻟﻰ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻻﻛﺗﺷﺎف اﻟﻔﻛرة ."2
وﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾد اﻟدوﻟﻲ ،ﻓﻘد ﻋرﻓت اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ
اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺑﺎﻧﻬﺎ " :ﻛﺎﻓﺔ اﻟطرق اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ واﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ اﻟﻣﻛﺗﺳﺑﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗﺷﻐﯾل واﺳﺗﻐﻼل
ﻓن ﺻﻧﺎﻋﻲ ﻣﻌﯾن ووﺿﻌﻪ ﻣوﺿﻊ اﻟﺗﻧﻔﯾذ" ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗوﺳﻌت اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ
اﻟوﯾﺑو ) ،(Wipoﻓﻲ ﻣﻌطﯾﺎت اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻓﻌرﻓﺗﻬﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ "اﻟﻣﻌرﻓﺔ واﻟﺧﺑرة اﻟﻣﻛﺗﺳﺑﺔ ﻟﯾﺳت
ﻓﻘط ﻟﻠﺗطﺑﯾق اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻟﺗﻘﻧﯾﺔ ﻣﺎ ،ﺑل اﯾﺿﺎ ﻟﻼﺳﺗﻐﻼل اﻻداري واﻟﻣﺎﻟﻲ واﻟﺗﺟﺎري واﻟﺻﻧﺎﻋﻲ
ﻟﻣﺷروع ﻣﺎ."3
وﯾﻼﺣظ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌرﯾف اﻷول أﻧﻪ ﺗﻧﻘﺻﻪ اﻟدﻗﺔ واﻟﺗﺣدﯾد ،ﻓﻘد رﻛز ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﺻﻠﺢ أن ﯾﻛون
ﻣوﺿوﻋﺎ أو ﻋﻧﺻرا ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ،دون إﻋطﺎء ﺗﻌرﯾف واﺿﺢ ﻟﻬذا اﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻟﺣدﯾث ،أﻣﺎ
1
ﯾﺎﺳر ﺑﺎﺳم ذﻧون اﻟﺳﺑﻌﺎوي ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص . 59
2
ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ،ص .59
3
وﻟﯾد ﻋودة اﻟﻬﻣﺷري ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.29
15
اﻟﻔﺻل اﻷول :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
ﺗﻌرﯾف ﻣﻧظﻣﺔ اﻟوﯾﺑو ،ﻓﻛﺎن اﻛﺛر دﻗﺔ ﻣن ﺳﺎﺑﻘﻪ ،إﻻ أﻧﻪ رﻛز وﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻷﺳﺎس ﻋﻠﻰ ﺑﯾﺎن
واﺳﺗﻛﻣﺎﻻ ﻟوﺣدة اﻟﻣوﺿوع ،ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺗﻌﯾن ﺗﻌرﯾف ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ،ﻓﻘد ﻋرﻓﻪ
اﻟدﻛﺗور ﺻﻼح اﻟدﯾن اﻟﻧﺎﻫﻲ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ "ﻋﻘد ﺗﻣﻛﯾن ﻣن اﻻﻧﺗﻔﺎع ﻣن ﺻﯾﻎ وطرق ﯾﺣﺗﻔظ
اﻟﻣرﺧص ﺑﺳرﻫﺎ ،ﻻ ﻣن اﻹ ﻧﺗﻔﺎع ﺑﻬﺎ" ،1وﻫو ﺑﻬذا اﻟﺗﻌرﯾف ﯾﻣﯾز ﺑﯾن أﻣرﯾن ،اﻷول:
أن اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ أي )اﻟﻣرﺧص ﻟﻪ( ﯾﻧﺗﻔﻊ ﻣن ﺻﯾﻎ وطرق ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣﻊ ﺿرورة اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﺳرﯾﺔ ﺗﻠك
اﻟطرق ،واﻟﺛﺎﻧﻲ :أن اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﯾﻧﺗﻔﻊ ﺑﺎﻟﺻﯾﻎ واﻟطرق ذاﺗﻬﺎ دون أن ﯾطﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﺳرﯾﺗﻬﺎ.
ﻓﻲ ﺣﯾن ﯾذﻫب اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﯾوﻧس ﻋرب اﻟﻰ ﺗﻌرﯾﻔﻪ ﺑﺄﻧﻪ " اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم
ﻣﺎ ﺑﯾن ﻣورد اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ وﻣﺳﺗوردﻫﺎ أو ﻣﺗﻠﻘﯾﻬﺎ ،إذ ﻋﻠﻰ اﻟﻣورد أن ﯾﺗﯾﺢ ﻓرﺻﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗورد
ﻟﻠوﺻول اﻟﻰ ﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻪ وﺧﺑراﺗﻪ ﻛﻣﺎ ﻋﻠﯾﻪ أن ﯾﻘرﺑﻬﺎ وﯾوﻓرﻫﺎ ﻟﻠﻣﺳﺗورد ،وﻫذا ﯾﻘﺗﺿﻲ ﻗﯾﺎم
2
. ﺗﻌﺎون وﺗﺑﺎدل ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﺗﻣﻬﯾدا ﻹﺗﻣﺎم ﻫذا اﻟﻧﻘل "
أﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾد اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ،ﻧﺟد أن ﻣﻌظم اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر
وﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻟم ﺗورد ﺗﻌرﯾﻔﺎ ﻣﺣددا ودﻗﯾﻘﺎ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻛوﻧﻬﺎ اﻫﺗﻣت ﺑﺻﻔﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﺑﺗﻧظﯾم
ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻣﺛل اﻻرﺟﻧﺗﯾن واﻟﺑرازﯾل واﻟﻣﻛﺳﯾك واﻟﻔﻠﯾﺑﯾن ،ودول اﺧرى ﻣن أﻣرﯾﻛﺎ
1
ﺻﻼح اﻟدﯾن ﻋﺑد اﻟﻠطﯾف اﻟﻧﺎﻫﻲ ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ )ط ،1اﻷردن :دار اﻟﻔرﻗﺎن ،(1983 ،
ص.328
2
اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﯾوﻧس ﻋرب ،ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ واﻟﻣوﻗف ﻣن ﺷروطﻬﺎ اﻟﻣﻘﯾدة ﻟﻠﻣﻧﺎﻓﺳﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧوﻧﯾن اﻻردﻧﻲ
واﻟﻣﺻري { http://www.liilas.com/book/download-97.html } ،ﺑﺗﺎرﯾﺦ ،2013/7/13ص.2
16
اﻟﻔﺻل اﻷول :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
أﻣﺎ ﻋن ﺗﻌرﯾف ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻓﻲ ﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﻓﻧﺟد أن اﻟﻣﺷرع
اﻟﻣﺻري ﻫو اﻟوﺣﯾد اﻟذي ﻗﺎم ﺑﺗﻌرﯾف ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻧص اﻟﻣﺎدة 73ﻣن
ﻗﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎرة رﻗم 17ﻟﺳﻧﺔ 1999م ﺑﺄﻧﻪ "ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﺗﻔﺎق ﯾﺗﻌﻬد ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻩ
)ﻣورد اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺑﺄن ﯾﻧﻘل ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻓﻧﯾﺔ اﻟﻰ )ﻣﺳﺗورد اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ( ﻻﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻓﻲ
طرﯾﻘﺔ ﻓﻧﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻹﻧﺗﺎج ﺳﻠﻌﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ أو ﺗطوﯾرﻫﺎ أو ﻟﺗرﻛﯾب أو ﺗﺷﻐﯾل آﻻت أو أﺟﻬزة أو
ﻟﺗﻘدﯾم ﺧدﻣﺎت ،وﻻ ﯾﻌﺗﺑر ﻧﻘﻼ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻣﺟرد ﺑﯾﻊ أو ﺷراء أو ﺗﺄﺟﯾر أو اﺳﺗﺋﺟﺎر اﻟﺳﻠﻊ
،وﻻ ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ أو اﻷﺳﻣﺎء اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ أو اﻟﺗرﺧﯾص ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ اﻻ اذا ورد ذﻟك
*
ﻛﺟزء ﻣن ﻋﻘد ﻧﻘل ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ أو ﻛﺎن ﻣرﺗﺑطﺎ ﺑﻪ "
وذﻟك دون أن ﯾورد ﺗﻌرﯾﻔﺎ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ وﻗد أﺣﺳن ﺻﻧﻌﺎ ﺑﺗرﻛﻪ ﻫذﻩ اﻟﻣﻬﻣﺔ ﻟﻠﻔﻘﻪ
ٕواﻋطﺎﺋﻪ ﺣرﯾﺔ واﺳﻌﺔ ﻓﻲ إﺑداء اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ،ﻏﯾر أن اﻟﻣﺷرع ﻗﺎم ﺑﺈﻋطﺎء وﺻف
أﻣﺎ اﻟﻣﺷرع اﻷردﻧﻲ ﻓﺈﻧﻪ ﻟم ﯾورد أي ﺗﻌرﯾف ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ أو ﻋﻘد ﻧﻘﻠﻬﺎ ،واﻧﻣﺎ أورد
ﺿﻣن ﻧص اﻟﻣﺎدة 9ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر ﻣﺷروﻋﺔ واﻻﺳرار اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ -اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﻧﻘل
ﺣرﻓﻲ ﻟﻣﺎ ﻫو ﻣﻘرر ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 40ﻣن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗرﺑس -اﻟﺷروط اﻟﻣﻘﯾدة ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
ﺗﻧظﯾﻣﺎ
ً ﻣﺗﺿﻣﻧﺎ
ً }اﻟﻣﺎدة 73ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻣﺻري اﻟﺻﺎدر ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون رﻗم 1999/17ﻓﻲ 1999/5/17 *
ﺗﺷرﯾﻌﯾﺎً ﻟﻌﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ{ ،وذﻟك ﺑﺎﻟﻔﺻل اﻷول ﻣن اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ واﻟﺧﺎص ﺑﺎﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟذي ﺑدأ ﺗﻧﻔﯾذﻩ
اﻋﺗﺑﺎراً ﻣن أول أﻛﺗوﺑر.1999
1
د ،وﻟﯾد ﻋودة اﻟﻬﻣﺷري ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.33
17
اﻟﻔﺻل اﻷول :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﺷﯾوع ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘود إﻻ أن ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﺣدﯾد اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻌﻘد ﻧﻘل
اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻟﯾﺳت ﺑﺎﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺳﻬﻠﺔ ،وﯾرﺟﻊ ﺳﺑب ﻫذﻩ اﻟﺻﻌوﺑﺔ اﻟﻰ ﺗداﺧل وﺗﺷﺎﺑﻪ ﻋﻘد ﻧﻘل
وﺣﺗﻰ اﻟﻔﻘﻪ اﻟدوﻟﻲ إﺧﺗﻠف ﺣول ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺗﻛﯾف اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻬذﻩ اﻟﻌﻘود ،ﻛﻣﺎ إﺧﺗﻠف اﻟﻔﻘﻪ
ﺣول اﻟﻔﺋﺔ اﻟﺗﻲ ﯾدرج ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻌﻘد اﻟدوﻟﻲ ﻟﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻣن ﺑﯾن اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
اﻟدوﻟﯾﺔ ،وﺑﺷﻛل ﻋﺎم اﻧﻘﺳم اﻟﻔﻘﻪ ﺣول اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﻌﻘود اﻟﻰ اﺗﺟﺎﻫﯾن:
ﯾـرى ﻫـذا اﻟﺗﯾــﺎر اﻟﻔﻘﻬـﻲ واﻟـذي ﯾرﻛــز ﻓـﻲ ﺗﻛﯾﻔــﻪ ﻟﻌﻘـود ﻧﻘـل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾــﺎ ﻋﻠـﻰ ﺧــﺻﺎﺋص
اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ،أن ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود ﻫﻲ ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ إﺗﻔﺎﻗﯾﺎت دوﻟﯾﺔ وﻛﻼﻫﻣﺎ ﯾـﺷﺗرك ﻓـﻲ ﻣﺟﻣوﻋـﺔ
ﻣن اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﯾؤﺳس ﻫذا اﻟﻔﻘﻪ ﻣوﻗﻔﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺣﺟﺞ ﻣﻧﻬﺎ :
-أن اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﻣﺑـﺳط ﻟﻼﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ ﺣـﺳب ﺑﻌـض اﻟﻔﻘـﻪ ﻻ ﯾﺧﺗﻠـف وﻻ ﯾﻔـرق ﺑـﯾن اﻟﻌﻘـود
اﻟدوﻟﯾﺔ واﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ وﯾﻧص اﻟﺗﻌرﯾف ﻋﻠﻰ أن " اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﺗﻌﻘدﻫﺎ اﻟدول ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﺎ ﺑﻐرض
ﺗﻧظــﯾم ﻋﻼﻗــﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾــﺔ دوﻟﯾــﺔ وﺗﺣدﯾــد اﻟﻘواﻋــد اﻟﺗــﻲ ﺗﺧــﺿﻊ ﻟﻬــﺎ ﻫــذﻩ اﻟﻌﻼﻗــﺔ" ،1وﯾــﺿﯾف ﻧﻔــس
1
ﻋﻠﻲ اﻟﺻﺎدق أﺑو ﻫﯾف ،اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﻌﺎم اﻻﺻول واﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ )ط ،1ﻣﺻر :ﻣﻧﺷﺄ اﻟﻣﻌﺎرف ﺑﺎﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،
،(1975ص .278
18
اﻟﻔﺻل اﻷول :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
اﻻﺗﺟﺎﻩ أن ﻛل ﻣن اﻟﻌﻘد اﻟدوﻟﻲ ﻟﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ واﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ ﻫﻣـﺎ ﻣﺟـرد إﺗﻔـﺎق وأﻣـﺎ ﻋـن
اﺳــﺗﻌﻣﺎل ﻣــﺻطﻠﺢ اﻟﻌﻘــد اﻟــدوﻟﻲ ﻣــن ﺟﻬــﺔ واﻻﺗﻔﺎﻗﯾــﺔ ﻣــن ﺟﻬــﺔ أﺧــرى ﻓﻬــو ﻟﺗﺣدﯾــد ﻣوﺿــوع
1
اﻻﺗﻔﺎق اﻹﺣﻛﺎم ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻬﺎ ﻫل ﻫﻲ أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ام اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم
-ﻛﻣ ــﺎ ﯾـ ــﺳﺗﻧد أﻧ ــﺻﺎر ﻫـ ــذا اﻻﺗﺟ ــﺎﻩ اﻟﻔﻘﻬـ ــﻲ ﺑﺣﻛـ ــم اﻟﺗﺣﻛ ــﯾم اﻟـ ــدوﻟﻲ اﻟ ــﺻﺎدر ﻓـ ــﻲ ﻗـ ــﺿﯾﺔ
Texacoأﯾـن اﻋﺗﺑـر اﻟﻣﺣﻛـم أن اﻟﻌﻘـد اﻟـدوﻟﻲ ﻣﺣـل اﻟﻧـزاع ﻫـو ﻋﻘـد دوﻟـﻲ وﻣـن ﺛﻣـﺔ ﻣﻛـﺎﻓﺊ
ﻟﻬــذا اﻟﻣوﻗــف ﯾﻌﺗﺑــر اﻧــﺻﺎرﻩ ان اﻟﻌﻘــود اﻟدوﻟﯾــﺔ ﻟﻧﻘــل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾــﺎ اﻟﺗــﻲ ﯾﻣﻛــن اﻋﺗﺑﺎرﻫــﺎ
اﺗﻔﺎﻗﯾــﺎت دوﻟﯾــﺔ ﻫــﻲ ﻓﻘــط اﻟﻌﻘــود اﻟﺗــﻲ ﺗــﺳﻌﻰ اﻟــﻰ ﺗﺣﻘﯾــق اﻟﻣــﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﻠﯾــﺎ ﻟﻠدوﻟــﺔ وﻟــﯾس ﻛــل
اﻟﻌﻘــود اﻟﺗــﻲ ﺗﻘــوم ﺑﻧﻘــل ﻋﻧــﺻر ﻣــن ﻋﻧﺎﺻــر اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾــﺎ وﯾــﺻطﻠﺢ ﻋﻠﯾﻬــﺎ " l'accord qui
ﺻﻼح اﻟدﯾن ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن ،اﻟﺗﺣﻛﯾم وﺗﻧﺎزع اﻟﻘواﻧﯾن ﻓﻲ ﻋﻘود ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ )ط ،1ﻣﺻر :دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ،(2005 ، 1
ص .102
ﻋﺑﺎﺑﺳﺔ ﺣﻣزة ،وﺳﺎﺋل ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ وﺗﺳوﯾﺔ ﻧزاﻋﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ ) رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻏﯾر ﻣﻧﺷورة(،ﺟﺎﻣﻌﺔ 2
19
اﻟﻔﺻل اﻷول :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
ﻟﻘد ﻟﻘﻲ ﻫذا اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟﻔﻘﻬﻲ ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻣن اﻏﻠب اﻟﻔﻘﻬﺎء ،وﯾرى ﻣﻧﺗﻘدي ﻫذا اﻻﺗﺟﺎﻩ ان
اﻫﻣﯾﺔ اﻟﻌﻘد ﺳواء ﻛﺎن ﻋﻘد ﻷﻏراض ﺗﻧﻣوﯾﺔ أو ﻣﺟرد ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺑﺳﯾط أو ﻛون اﺣد
اطراﻓﻪ ﺷﺧص ﻗﺎﻧوﻧﻲ دوﻟﻲ ﻟﯾﺳت ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻻ ﺧراﺟﻪ ﻣن ﻓﺋﺔ اﻟﻌﻘود اﻟدوﻟﯾﺔ وادﺧﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﻓﺋﺔ
اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ،واذا ﻛﺎن اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ ﻟﻣﻌﺎﻫدة ﻻ ﯾﻌﺎرض ﺗطﺑﯾق ﺑﻌض اﺣﻛﺎﻣﻪ ﻋﻠﻰ
اﻟﻌﻘود اﻟدوﻟﯾﺔ ﻣﺛل اﺟراءات اﻟﻧﻔﺎذ ،اﻻ ان ﻫذا اﻟﺗطﺑﯾق ﻻ ﯾﻛون ﺗﻠﻘﺎﺋﻲ ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ
ﻛﻣ ــﺎ أن ﻣﺣﻛﻣـ ــﺔ اﻟﻌـ ــدل وﻫـ ــﻲ اﻟﺟﻬـ ــﺔ اﻟﻣﺧﺗ ــﺻﺔ ﺑﺎﻟﻔـ ــﺻل ﻓـ ــﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋـ ــﺎت اﻟﻧﺎﺷـ ــﺋﺔ ﻋـ ــن
اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﺣﺳب ﻧص اﻟﻣﺎدة 38ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻻﺳﺎﺳﻲ ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدل اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟـم ﯾـﺷﻬد
ﻟﻬــﺎ ان ﻓــﺻﻠت ﻓــﻲ ﻧزاﻋــﺎت ﻧﺎﺟﻣــﺔ ﻋــن ﻋﻘــد دوﻟــﻲ إﻻ ﺿــﻣن ﺣ ـﺎﻻت اﻟﺣﻣﺎﯾــﺔ اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳــﯾﺔ.2
وﺑذﻟك ﺻرف اﻟﻧظر ﻋن اﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻋﺗﺑﺎر ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ دوﻟﯾﺔ.
ﺻﻼح اﻟدﯾن ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن ،اﻟﺗﺣﻛﯾم وﺗﻧﺎزع اﻟﻘواﻧﯾن ﻓﻲ ﻋﻘود ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص . 103 1
ﺻﻼح اﻟدﯾن ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن ،ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ دراﺳﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﺧﺎص واﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟدوﻟﻲ )ط،1 2
20
اﻟﻔﺻل اﻷول :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
ﻟﻘد ﺟﺎء ﻫذا اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟﻔﻘﻬﻲ ﻛرد ﻓﻌل راﻓض ﻟﻠﻔﻘﻪ اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت دوﻟﯾﺔ ،وﯾرى ﻫذا اﻻﺗﺟﺎﻩ أن اﻟﻌﻘود اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻣﺎ ﻫﻲ إﻻ ﺷﻛل ﻣﺗطور ﻣن اﻟﻌﻘود
اﻟﻣﻌروﻓﺔ ﻣﺳﺑﻘﺎ ﻓﻲ اﻟﻧظم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻟﻠدول دﻋت إﻟﯾﻬﺎ اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ ،إﻻ أن ﻫذا اﻟﻔﻘﻪ
اﺧﺗﻠف ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻧوع اﻟﻌﻘود ،ﺣﯾث اﻋﺗﺑر ﻓرﯾق ﻣن ﻫذا اﻟﻔﻘﻪ ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود ﻋﻘودا إدارﯾﺔ ﻓﺣﯾن
ذﻫب اﻟﻔرﯾق اﻷﺧر إﻟﻰ أﻧﻬﺎ ﻣن ﻋﻘود اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ،وﻋﻠﯾﻪ ﺳﻧﺳﺗﻌرض ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ ﻛل ﻣن
ﻫذﯾن اﻟﻣوﻗﻔﯾن:
ﯾﻧظر أﻧﺻﺎر ﻫذا اﻟﻣوﻗف ﻟﻠﻌﻘود اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻋﻘود إدارﯾﺔ ،وﯾﺳﺗﻧد
ﻫذا اﻟﻣوﻗف اﻟذي ﯾﺻطﻠﺢ ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺎﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻣوﺳﻌﺔ ﻟﻠﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺣﺟﺞ
ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ:
-إن اﻋﺗﺑﺎر ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻛﻌﻘد إداري وﺗﻣﺗﻊ أﺣد أطراﻓﻪ ﺑﺻﻔﺔ اﻟﺳﯾﺎدة ﯾﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ
ﺗﺟﺳﯾد أﺣد أﻫم ﻣﺑﺎدئ اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﻣﻌﺎﺻر ،1وﻫو ﻣﺑدأ ﺳﯾﺎدة اﻟدوﻟﺔ اﻟداﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ إﻗﻠﯾﻣﻬﺎ
وﺛرواﺗﻬﺎ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ أن إﻋﺗﺑﺎر ﻫذا اﻟﻌﻘد ﻋﻘدا إدارﯾﺎ ﯾﺗﯾﺢ ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟطرف ﻓﻲ اﻟﻌﻘد أن
1أﺣﻣد ﺳﻲ ﻋﻠﻰ ،اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺷرﻛﺎت ﻋﺑر اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة واﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﻌﺎم ) رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻏﯾر
ﻣﻧﺷورة(،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر، 1987،ص. 53
21
اﻟﻔﺻل اﻷول :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
ﺗﻌدل ﻣن اﻻﺷﺗراطﺎت اﻟﻌﻘدﯾﺔ ﺑﺈرادﺗﻬﺎ اﻟﻣﻧﻔردة وﻫذﻩ اﻟﻣﯾزة ﯾرى ﻓﯾﻬﺎ ﻓﻘﻬﺎء اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ ﻓﻲ
اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ أﻧﻬﺎ أداة ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻓﻲ وﺟﻪ إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت اﻟطرف اﻟﻣورد ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻛﺎﻟﺷرﻛﺎت
اﻟﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗطﻣﺢ ﻟﻠﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ اﻟطرف اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ وﺧﺻوﺻﺎ ﻓﻲ ظل
-ﻛذﻟك ﯾرى أﻧﺻﺎر ﻫذا اﻟﻣوﻗف أن ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻫﻲ ﻋﻘود ﺗﻧﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟدرﺟﺔ
اﻷوﻟﻰ ﺣﺗﻰ أﺻﺑﺢ ﯾﺻطﻠﺢ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﻌﻘود اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ وﺑذﻟك ﻓﻬﻲ ﻛﺎﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ
وأﯾﺿﺎ ﺣﺳب ﻫذا اﻟﻔﻘﻪ إن اﻟﻌﻘد اﻹداري وﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺛورة اﻟﻘواﻋد واﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ ﺷﻬدﻫﺎ
اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري وﺧﺻوﺻﺎ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ،أﺻﺑﺢ ﻧظﺎﻣﺎ ﺗﻌﺎﻗدﯾﺎ ﺟد آﻣن ﻟﻠطرف اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ
ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ واﻟطرف اﻟﻣورد ﻟﻬﺎ ،ﺣﯾث أرﺳﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﺑﺎدئ ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ ﻧظرﯾﺔ
اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗوازن اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠﻌﻘد اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻌﻰ ﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟطرﻓﯾن طﯾﻠﺔ
ﺣﯾﺎة اﻟﻌﻘد ،وﻗد أﯾدت ﺑﻌض أﺣﻛﺎم اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟدوﻟﻲ ﻫذا اﻟﺗﻛﯾف ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ ﺗﺣﻛﯾم ﺿد ﻟﯾﺑﯾﺎ
*
أﯾن أﻋﺗﺑر اﻟﺗﺣﻛﯾم أن ﻋﻘود اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ b.p
* ،B.Pﺗﻌرف ﻓﻲ اﻟﺳﺎﺑق ﺑﺎﺳم ﺑرﯾﺗﯾش ﺑﺗروﻟﯾوم ﻫﻲ ﺷرﻛﺔ ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ ﺗﻌﺗﺑر ﺛﺎﻟث أﻛﺑر ﺷرﻛﺔ ﻧﻔط ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم .
22
اﻟﻔﺻل اﻷول :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
أول ﻣﺎ ﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﻪ أن أﻧﺻﺎر ﻫذا اﻟﺗﻛﯾف اﻧطﻠﻘوا ﻣن ﺧﻠﻔﯾﺎت اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻟﯾﺳت
ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ وذﻟك ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻫداف اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﺣﯾث أن ﺟل ﻓﻘﻬﺎء ﻫذا اﻟﻣوﻗف ﻣن اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ
اﻟذﯾن ﯾﺳﻌون إﻟﻰ ﺗﻛرﯾس اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻋﺑر إﻗرار اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟدوﻟﻲ
اﻟﺟدﯾد .ﻛﻣﺎ أن ﺑﻌض ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺗﺗﺿﻣن ﺑﻌض اﻻﺷﺗراطﺎت اﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أن
ﺗزﯾل ﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ اﻟطرف ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﻣﯾزة اﻟﺳﯾﺎدة وﺗﺟﻌل ﻣﻧﻬﺎ طرﻓﺎ ﻋﺎدﯾﺎ ،ﻣﺛل ﺷرط اﻟﺛﺑﺎت
اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ اﻟذي ﯾﻠزم اﻟدوﻟﺔ اﻟطرف ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﺑﺄن ﯾﺳﺗﻔﯾد اﻟﻌﻘد ﻣﺣل اﻹﺑرام ﻣن اﺳﺗﺛﻧﺎءات
ﻋﻠﻰ ﺗطﺑﯾق اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺟدﯾدة اﻟﻼﺣﻘﺔ ﻟﺗﺎرﯾﺦ إﺑراﻣﻪ ،وذﻟك ﺣﻔﺎظﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣراﻛز اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد 2وﯾرى ﺑﻌض ﻣﻧﺗﻘدي ﻫذا اﻟﻣوﻗف إﻧﻪ ﻟم ﯾﻌطﻲ أﺟوﺑﺔ ﻋن إﺷﻛﺎﻻت
ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺟد ﻫﺎﻣﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﺣﻛم ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻌﺎرض ﻣﺑدأ اﻟﺗوازن اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠﻌﻘد ﻣﻊ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟطرف ﻓﻲ اﻟﻌﻘد وأﯾﻬﻣﺎ ﯾرﺟﺢ ،3ﻛﻣﺎ ﯾﻼﺣظ أﻧﻪ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ أن ﻣﻌظم
ﻣوردي اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻫم ﻣوردﯾن إﺣﺗﻛﺎرﯾﯾن وذﻟك ﻣﺎ ﯾﻌطﯾﻬم ﻣرﻛز ﻗوة ﻓﻲ ﻋﻘود ﻧﻘل
1
ﺻﻼح اﻟدﯾن ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن،ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ دراﺳﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﺧﺎص واﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟدوﻟﻲ،
2
أﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم ﺳﻼﻣﺔ ،ﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﻘد اﻟدوﻟﻲ اﻟطﻠﯾق ﺑﯾن اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﺧﺎص وﻗﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ دراﺳﺔ ﺗﺄﺻﯾﻠﯾﺔ
إﻧﺗﻘﺎدﯾﺔ )ط ،1ﻣﺻر :دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ، (1988 ،ص92
3
ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ،ص . 98
23
اﻟﻔﺻل اﻷول :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻧظرا ﻻﻣﺗﻼﻛﻬم أﺳرار ﻫذﻩ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺣﺗﻰ وﻟو ﻛﺎن ﻋﻘد اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣﺑرم ﻋﻘدا
إدارﯾﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﻟن ﯾﺿﻣن اﻟﻣﺳﺎواة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺎدي ﺑﻬﺎ أﻧﺻﺎر ﻫذا اﻟﻣوﻗف.1
ﻛﻣﺎ ﯾﺿﯾف ﺑﻌض اﻟﻣﺧﺗﺻﯾن ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري أﻧﻪ ﺣﺗﻰ ﺗﺻﺑﺢ ﻋﻘود ﻧﻘل
اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻋﻘودا إدارﯾﺔ دوﻟﯾﺔ ،ﻓﻼﺑد ﻣن إﯾﺟﺎد ﻗﺿﺎء إداري دوﻟﻲ ﯾﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت طﺑﻘﺎ
ﻛﻣﺎ أن اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟدوﻟﻲ رﻓض ﻓﻛرة إﻋﺗﺑﺎر ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻋﻘودا إدارﯾﺔ وﻫذا ﻣﺎ
اﻟﺗﺣﻛﻣﯾﺎت اﻟﻠﯾﺑﯾﺔ.2
ﺟﺎء ﻫذا اﻟﻣوﻗف اﻟﻔﻘﻬﻲ ﻛرد ﻓﻌل ﻋﻠﻰ اﻟﻣوﻗف اﻟﺳﺎﺑق ،ﺣﯾث ﯾﻌﺗﺑر أﺻﺣﺎب ﻫذا
اﻻﺗﺟﺎﻩ أن ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺗﻧﺗﻣﻲ إﻟﻰ ﻋﻘود اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص و ﯾﺳﺗﻧد ﻫذا اﻻﺗﺟﺎﻩ إﻟﻰ
ﺑﻌض أﺣﻛﺎم اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟﺗﺟﺎري اﻟدوﻟﻲ ،وأﻫﻣﻬﺎ ﺗﺣﻛﯾم اﻟﻣﺣﻛم Mohamed Sassiاﻟذي ﺟﺎء
ﻓﻲ ﺗﻌﻠﯾﻘﻪ ﻓﻲ ﻗﺿﯾﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟﻠﯾﺑﯾﺔ" أن اﻟﻌﻘود اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟم ﺗﻌد ﻋﻘودا ﺗرﺗﺑط ﺑﺎﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ
وﺗﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺎتٕ ،واﻧﻣﺎ ﺻﺎرت ذات طﺑﯾﻌﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻧظﻣﻬﺎ ﻣﺑﺎدئ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص اﻟذي ﯾﻧظم
24
اﻟﻔﺻل اﻷول :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
اﻟﻌﻘود اﻟﺗﻲ ﺗﺑرم ﺑﯾن أﺷﺧﺎص اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص طﺑﯾﻌﯾﺔ ﻛﺎﻧت أو ﻣﻌﻧوﯾﺔ" 1وﯾؤﺳس ﻫذا
اﻻﺗﺟﺎﻩ ﻣوﻗﻔﻪ ﻋﻠﻰ أن ﻓﻛرة اﻟﺗﻌﺎﻗد اﻟدوﻟﻲ اﻟﻣﺑﻧﯾﺔ أﺳﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ اﻟﺣرﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻼﺗﻔﺎﻗﺎت
واﻟﻌﻘود ،اﻟﻣﺑدأ اﻟذي ﯾﻌد اﺷﺗﻘﺎﻗﺎ ﻟﻣﺑدأ ﺳﻠطﺎن اﻹرادة اﻟﻣﻌروف ﻓﻲ ظل ﻗواﻋد اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص
ﻟم ﯾﻠق ﻫذا اﻟﻣوﻗف ﺗﺄﯾدا ﻣن اﻟﻔﻘﻪ ﺣﯾث أﻧﻪ ﻟم ﯾﻘدم ﺗﻔﺳﯾرات ﻟﺑﻌض ﻣظﺎﻫر ﻋﻘود ﻧﻘل
اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ وأﻫﻣﻬﺎ ﻣﻼﻣﺢ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدول ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود وﺳﻌﯾﻬﺎ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺻﻠﺢ
اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻠﺗﺎن ﻛﺛﯾرا ﻣﺎ ﯾﻧﺟم ﻋﻧﻬﻣﺎ اﻻﻋﺗراف ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟطرف ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﺑﺑﻌض اﻻﻣﺗﯾﺎزات.2
وﻛﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻼﺗﺟﺎﻫﯾن اﻟﺳﺎﺑﻘﯾن اﻟﻠذﯾن ﯾﺗﺟﻪ أﺣدﻫﻣﺎ إﻟﻰ اﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣن ﺣدة اﻟﻘواﻋد اﻟﺗﻲ
ﺗﺣﻛم اﻟﻌﻘود ٕواﺿﻔﺎء ﻧوع ﻣن اﻟﻣروﻧﺔ ﺑﺈدراﺟﻬﺎ ﺿﻣن ﻋﻘود اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ،ﻓﻲ ﺣﯾن ﯾﺗﺟﻪ
اﻷﺧر إﻟﻰ ﻓرض اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘود اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ واﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻋﻘودا إدارﯾﺔ،
ﺻﻼح اﻟدﯾن ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن ،ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ دراﺳﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﺧﺎص واﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟدوﻟﻲ، 2
25
اﻟﻔﺻل اﻷول :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
ﺣﯾث ﺗوﺻل اﻟﻔﻘﻪ اﻟﺣدﯾث إﻟﻰ ﺗﻛﯾف ﺣدﯾث ﻟﻬذﻩ اﻟﻌﻘود ﺣﯾث اﻋﺗﺑرﻫﺎ ﻋﻘود ﻋﺎﻣﺔ
) ،(The Public contractsوﺗﺗﻣﯾز ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﺟﻣﻊ ﺑﯾن ﻣﻣﯾزات اﻻﺗﺟﺎﻫﯾن اﻟﺳﺎﺑﻘﯾن
-1ﻋﻘود ﺗوﻓر ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗد اﻟﺧﺎص اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻣن ﻣﺧﺎطر ﺧﺿوﻋﻪ ﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧون
-2ﻛﻣﺎ أن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد اﻟﻌﺎم ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎزات اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺗﻛﻔل ﻟﻪ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
اﻟﻣرﺟوة ﻣن ﻫذا اﻟﻌﻘد ،وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺷﻛل ﺗوازن ﺑﯾن اﻟﻣراﻛز اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻸطراف 1وﻗد
ﻟﻘﻲ ﻫذا اﻟﺗﻛﯾف ﻗﺑوﻻ ﻣن اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻔرﻧﺳﻲ واﻟﻔﻘﻪ اﻷﻧﺟﻠوﺳﻛﺳوﻧﻲ وﻛذا اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟدوﻟﻲ ﻓﻲ ﺗﺣﻛﯾم
.2 Limco
ﺻﻼح اﻟدﯾن ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن ،ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ دراﺳﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﺧﺎص واﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟدوﻟﻲ، 1
26
اﻟﻔﺻل اﻷول :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻋﺗﺑﺎر ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻣن اﻟﻌﻘود اﻟﻐﯾر ﻣﺳﻣﺎة ،واﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻣن ﻋﻘود
اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ وﻛذا ﻣن اﻟﻌﻘود اﻟﻣدرﺟﺔ ﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ،ﻓﺈن ﻫﻧﺎك ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن
اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ ﺗﻣﯾز ﻫذا اﻟﻌﻘد ﻋن ﺳﺎﺋر اﻟﻌﻘود اﻷﺧرى وﻣﻧﻬﺎ:
إن أﻫم ﺧﺻﺎﺋص ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻫﻲ أﻧﻬﺎ ذات ﻧظﺎم ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺧﺎص ﺑﻬﺎ،
وﯾﻣﻛن ﻟﻧﺎ ﺗﻌرﯾف ﻫذا اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﺧﺎص" ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻘواﻋد اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ اﻟﻣﻌروﻓﺔ
ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ واﻟﺗﻲ ﺗﺣدد ﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗد وﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد وﻛﯾﻔﯾﺔ
اﻧﻘﺿﺎء اﻟﻌﻘد وﻣﺎ ﯾﺗﺑﻌﻪ ﻣن أﺛﺎر ﺑﻌد ذﻟك" 1وﯾﺗﻣﯾز ﻫذا اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﺧﺎص ﺑدورﻩ
أ -ﻗﺎﻧون ﻣوﺿوﻋﻲ
ﯾﻐﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻘواﻋد اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻓﻲ ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ أﻧﻬﺎ ﻋﻘود ﺗﻘدم ﺣﻠوﻻ ﻣوﺿوﻋﯾﺔ
ﻣﺑﺎﺷرة ﻟﻠﻣﺳﺎﺋل اﻟﻣﺛﺎرة ،دون اﻹﺣﺎﻟﺔ إﻟﻰ ﻗواﻧﯾن أﺧرى ،وﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﻘواﻋد ﻣن
27
اﻟﻔﺻل اﻷول :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
ﻓﻲ ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﻌﻘود اﻟﻧﻣوذﺟﯾﺔ واﻟﺷروط اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺑﻌض اﻟﻌﺎدات اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻣﻌروﻓﺔ
اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ وﻛذﻟك اﻟﺣﻠول اﻟﺗﻲ أرﺳﺎﻫﺎ اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟدوﻟﻲ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ. 1
ب -ﻗﺎﻧون ﺗﻠﻘﺎﺋﻲ
ﺗﺗﻣﯾز ﻫذﻩ اﻟﻘواﻋد أﻧﻬﺎ ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ أي أن ﺗﻛوﯾﻧﻬﺎ ﻟم ﯾﻣر ﻋﺑر اﻹﺟراءات اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ
اﻟﻣﻌروﻓﺔ ﻓﻲ ﺳن اﻟﻘواﻋد ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺳواء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟداﺧﻠﻲ أو اﻟدوﻟﻲ ،وﻣن ﻣظﺎﻫر
اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ أﯾﺿﺎ أن ﺗطﺑﯾق ﻫذﻩ اﻟﻘواﻋد ﺗﻠﻘﺎﺋﻲ ﻻ ﯾﺣﺗﺎج إﻻ ﻟرﺿﺎ اﻷطراف ،وﻗد ﺗﻌززت ﻫذﻩ
اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ﺑﻌد ﻓﺷل اﻟﺟﻬود اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻘﻧﯾن ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﻧﻘل اﻟدوﻟﻲ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻋﻠﻰ
ﺧﻠﻔﯾﺔ ﻓﺷل ﻣﺷروع ﻣؤﺗﻣر اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻟﻠﺗﺟﺎرة واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌروف ﺑﻣدوﻧﺔ ﺳﻠوك ﻧﻘل
اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ. 2
ﻫو ﻗﺎﻧون ﺧﺎص ﺑﺎﻷطراف اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻓﻲ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻣﺣل اﻹﺑرام ﻓﻘط،
-ﻗﺎﻧون ﻣﻛون ﻣن اﻻﺷﺗراطﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻌﻬﺎ اﻷطراف ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣﺻﺎﻟﺣﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا
اﻟﻌﻘد وﻫﻲ ﺗﺧﺗﻠف ﻣن ﻋﻘد ﻧﻘل ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻷﺧر ،وﺗﺣﺎول ﺑﻌض اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﺗﻧظﯾم ﻫذﻩ
1
أﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم ﺳﻼﻣﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص. 173
2
ﻋﺑد اﻟرؤوف ﺟﺎﺑر ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ ﻋﻘود اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ )ط ،1ﻟﺑﻧﺎن :دار اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ، (2005،ص . 13
28
اﻟﻔﺻل اﻷول :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
اﻻﺷﺗراطﺎت ﻣﺛل اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ،إﻻ أﻧﻪ ﺑﺷﻛل ﻋﺎم ﻻ ﯾزال اﻟوﺿﻊ ﺑﻌﯾد
ﺣﺗﻰ ﻧﺻل إﻟﻰ ﻗﺎﻧون ﻣوﺣد ﺛﺎﺑت ﻟﻌﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ. 1
-ﻋﺟز اﻟﻘواﻧﯾن اﻟوطﻧﯾﺔ ﻋن ﺗﻧظﯾم ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود اﻟﺣدﯾﺛﺔ وﻣﻧﻬﺎ ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ وذﻟك
ﻷﻧﻬﺎ ﻋﻘود ﻣرﻛﺑﺔ وﻟﯾﺳت ﻋﻘود ﺑﺳﯾطﺔ وﻻ ﯾوﺟد ﻧظﯾر ﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻟﻠدول وﻣﺛﺎل
-طﻐﯾﺎن ﻣﺑدأ اﻟﺣرﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻘود واﻻﺗﻔﺎﻗﺎت وﻫو أﺣد اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻣﺷﺗﻘﺔ ﻣن ﻣﺑدأ ﺳﻠطﺎن
اﻹرادة ﻓﻲ اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ،ﺣﯾث ﯾﻌطﻲ ﻫذا اﻟﻣﺑدأ ﻟﻺرادة اﻷطراف ﻛل اﻟﺣرﯾﺔ
ﻓﻲ إﺑرام اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ وﻓق اﻟﺷﻛل اﻟذي ﯾروﻧﻪ ﻣﻼﺋﻣﺎ ﻟﻣﺻﺎﻟﺣﻬم ،وﻣﻊ ﺗﻌدد اﻷطراف
اﻟﻣﻣﺎرﺳﯾن ﻟﻠﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﺷﻬد ﻫذا اﻟﻣﺑدأ ﺗطﺑﯾﻘﺎت ﻣوﺳﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ 2وﻣﻧﻬﺎ
-وﻛذﻟك اﻟدور اﻟذي ﻟﻌﺑﺗﻪ اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت واﻟذي ﻟﻪ اﻷﺛر اﻟﺑﺎﻟﻎ ﻓﻲ ﺑﻘﺎء ﻫذا
اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ،ﺣﯾث ﻣن اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎﺗﻬﺎ أن ﺗﺟﻌل ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻗواﻋد ﻣﺗﻔرﻗﺔ ﺧﺎرﺟﺔ
1
ﺣﺳﺎم اﻟدﯾن اﻟﺻﻐﯾر ،ﺗرﺧﯾص اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ وﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ،ﻣﻘﺎل ﻣﻘدم ﻓﻲ اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ
)ﻋﻣﺎن :ﻣﺳﻘط 24/23ﻣﺎرس ، 2004اﻟوﺛﯾﻘﺔ ،(09ص04
{ http://www.wipo.int/edocs/mdocs/arab/ar/wipo_ip_mct_04/wipo_ip_mct_04_9.doc } 125 ko
ﺗﺎرﯾﺦ اﻻطﻼع . 2013/07/24:
2
أﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم ﺳﻼﻣﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .174
29
اﻟﻔﺻل اﻷول :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
ﻋن ﻧطﺎق اﻟرﻗﺎﺑﺔ ،وذﻟك ﺣﺗﻰ ﯾﺗﺳﻧﻰ ﻟﻬﺎ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﻗوة ﻣراﻛزﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ
ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ. 1
-اﺧﺗﻼف ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻋن ﺳﺎﺋر اﻟﻌﻘود اﻟدوﻟﯾﺔ ﻣﺛل ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ اﻟدوﻟﻲ وﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ
اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻬﺎ ﻋن ﺑﻌﺿﻬﺎ اﻟﺑﻌض ،وﻫذا ﻣﺎ دﻓﻊ اﻟﺑﻌض ﻟﻠﻘول " أﻧﻪ ﻻ ﯾوﺟد
-دور اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ ﺣل ﻧزاﻋﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ،ﺣﯾث أن اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻧزاﻋﺎت
ﯾﺳﻌﻰ إﻟﻰ إﯾﺟﺎد ﺣﻠول ﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ وﻟﯾس إﻟﻰ ﺗطﺑﯾق اﻟﻘﺎﻧون ،وﻟذﻟك ﻛﻠﻣﺎ طرح ﻋﻠﯾﻪ ﻧزاع
ﯾﻘوم ﺑﺧﻠق ﻗواﻋد ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺟدﯾدة وﻫذا ﻣﺎ ﯾزﯾد ﺗﻧوع ﻫذا اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ.2
2
اﻟطﯾب زروﺗﻲ" ،ﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﻘواﻧﯾن ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻟدوﻟﯾﺔ" ،اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻟﻠﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ،ﻋدد 155
)اﻛﺗوﺑر ،(1998ص.125
30
اﻟﻔﺻل اﻷول :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
-ﺗﺗﻛون ﻣﻌظم ﻗواﻋد ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻣن اﻻﺷﺗراطﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻌﻘد اﻟﻣﺑرم وﻫذﻩ
اﻻﺷﺗراطﺎت ﺗﺻﺎغ ﺣﺳب ﻣﺗطﻠﺑﺎت ﻛل ﻋﻘد ،وﻗد ﺗﺻل ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺣﯾﺎن إﻟﻰ ﺷﺑﻪ ﺗﻐطﯾﺔ
1
. ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﻌﻘد وﯾﺳﻣﻲ اﻷﺳﺗﺎذ JAKUBOWSKIﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺑﺎﻟﻛﻔﺎﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ ﻟﻠﻌﻘد
ﯾﺗﻣﯾز ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻣن ﺣﯾث اﻷطراف ﺑﻌدم وﺿوح اﻟوﺻف اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻷطراﻓﻪ
ﺣﯾث ﻻ ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎر اﻟﻧﺎﻗل ﻣﺟرد ﺑﺎﺋﻊ واﻟﻣﻧﻘول إﻟﯾﻪ ﻣﺟرد ﻣﺷﺗري ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ ﻋﻘد
اﻟﺑﯾﻊ اﻟدوﻟﻲ ،ﺣﯾث ﺗﺗﺟﺎوز اﻟﺗزاﻣﺎﺗﻬﻣﺎ وﺣﻘوﻗﻬﻣﺎ اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﺗزاﻣﺎت
وﺣﻘوق اﻟﺑﺎﺋﻊ واﻟﻣﺷﺗري ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ اﻟدوﻟﻲ ،ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﻣﻛن إﻋﺗﺑﺎرﻫﻣﺎ ﻣﺟرد ﻣؤﺟر وﻣﺳﺗﺄﺟر
ﻛﻣﺎ ﻫو اﻷﻣر ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﺗﺄﺟﯾر اﻟدوﻟﻲ وﻛذا اﻷﻣر ﻣﻊ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟدوﻟﻲ وﻟم ﺗﺳﺗطﻊ ﺣﺗﻰ
اﻟﺻﯾﻎ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻌﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ وﺻف ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻣوﺣد ﻷطراف ﻋﻘد ﻧﻘل
اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ،ﻓﻧﺟد ﻣﺛﻼ اﻟﻧﺎﻗل ﯾوﺻف ﺑﺄﻧﻪ :اﻟﻣﺟﻬز sapphierأو اﻟﻣرﺧص licenserأو
2ﻧداء ﻛﺎظم ﻣﺣﻣد ﺟواد اﻟﻣوﻟﻰ ،اﻵﺛﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻌﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ )ط، 1اﻷردن :دار واﺋل ﻟﻧﺷر،( 2003،ص.50
31
اﻟﻔﺻل اﻷول :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
وﻗد ﺣﺎول ﻣﺷروع ﺗﻘﻧﯾن ﺳﻠوك ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺣﺳم ﻫذا اﻟوﺻف ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة01
ﺣﯾن وﺻف اﻟﻧﺎﻗل ﺑﺎﻟﻣﺟﻬز واﻟﻣﻧﻘول إﻟﯾﻪ ﺑﺎﻟﻣﺗﻠﻘﻲ وﻋرف ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﻣﺎدة اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﺑـ "ﺻﺎﺣب
اﻟﺣق ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل واﺳﺗﻐﻼل ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻣﻌﯾﻧﺔ وﻛذﻟك اﺳﺗﻌﻣﺎل أو اﺳﺗﻐﻼل اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ
ﺑﻬذﻩ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ " وﻋرف أﯾﺿﺎ اﻟﻧﺎﻗل ﺑﺄﻧﻪ " اﻟﻣﺟﻬز وﻫو اﻟطرف اﻟذي ﯾﻧﻘل ﺑﻣوﺟب اﺗﻔﺎق
ﻛﻌﻘد اﻟﺗرﺧﯾص أو ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ أو ﻋﻘد أﺧر ﻛﺎﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ واﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ أو أﺣدﻫﻣﺎ* ﻟﻛن
رﻏم ذﻟك ﻟم ﺗزل ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة اﻟﻐﻣوض ﺣول اﻟوﺻف اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻷطراف ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ،
وﺑﻘﻲ وﺻف اﻷطراف ﻣﺗﻧوﻋﺎ ﻣن ﻋﻘد ﻷﺧر ،وﯾرد ﻓﻘﻬﺎء اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻫذﻩ
اﻟظﺎﻫرة إﻟﻰ ﻛون اﻟﻌﻘد ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻪ ﻋﻘد ﻣرﻛب وﻟﯾس ﺑﺳﯾط وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺟﻌل اﻷطراف ﺗﻠﺗزم
* اﻟﻣﺎدة 01ﻣن ﻣﺷروع ﺗﻘﻧﯾن اﻟﺳﻠوك ﻟﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ 20 ،دﯾﺳﻣﺑر 1978ﻟﻬﯾﺋﺔ اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة.
1
ﻧداء ﻛﺎظم ﻣﺣﻣد ﺟواد اﻟﻣوﻟﻰ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص . 59
32
اﻟﻔﺻل اﻷول :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
ﺗﺧﺗﻠف ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻋن ﺳﺎﺋر اﻟﻌﻘود اﻟدوﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻷﻫداف ،ﺣﯾث
إذا ﻛﺎن ﻫدف اﻷطراف ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ اﻟدوﻟﻲ ﻫو اﺳﺗﻔﺎدة اﻟﻣﺷﺗري ﻣن اﻟﻣﺑﯾﻊ واﺳﺗﻔﺎدة اﻟﺑﺎﺋﻊ
ﻣن اﻟﺛﻣن ،ﻓﺈن اﻷﻣر ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود ﻣﺧﺗﻠف ،ﺣﯾث ﯾرﺳم ﻛل طرف ﻟﻧﻔﺳﻪ أﻫداف ﻗرﯾﺑﺔ
وأﻫداف ﺑﻌﯾدة ،وﺑﺷﻛل ﻣوﺟز ﯾﻣﻛن ﻟﻧﺎ ﺣﺻرﻫﺎ ﻓﻲ ﻫدﻓﯾن أﺳﺎﺳﯾن :
أ -رﻏﺑﺔ اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﻓﻲ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق ﺗﻧﻣﯾﺔ ﺳواء ﺟزﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﺧﺗﺻﺎص
ﺗﻠك اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ أو ﻛﻠﯾﺔ ﻓﺗﻛون ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ و ...اﻟﺦ ،1وﻟذﻟك ﺗﻔﺿل اﻟدول
اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ آﻟﯾﺔ اﻟﻌﻘود اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺣﯾث ﺗﺿﻣن ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود:
اﻟدوﻟﯾﺔ.
ﺗﺗﻣﺎﺷﻰ ﻣﻊ اﺣﺗﯾﺎﺟﺎﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ،وﻟذﻟك أطﻠق ﺑﻌض رﺟﺎل اﻟﻘﺎﻧون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ
33
اﻟﻔﺻل اﻷول :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
ب -رﻏﺑﺔ ﻧﺎﻗل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻓﻲ ﺿﻣﺎن ﺳﯾطرﺗﻪ اﻟداﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻠك اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ رﻏم ﻋﻣﻠﯾﺎت
اﻟﻧﻘل ،أو ﻣﺎ ﯾﺻطﻠﺢ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻔوق اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ ،1وﺑﯾن ﻫذا اﻟﻣد واﻟﺟزر ﯾﻼﺣظ
أن اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ ﺣﺎول أن ﯾراﻋﻲ ﻣﺻﺎﻟﺢ ﻛﻼ اﻟطرﻓﯾن وذﻟك ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 13ﻣن ﻣﯾﺛﺎق
ﺣﻘوق اﻟدول وواﺟﺑﺎﺗﻬﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﺻت ﻋﻠﻰ ﺣق اﻟدول ﺑﺎﻻﻧﺗﻔﺎع ﻣن اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
ﻟﺗﺣﻘﯾق ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة ﺣﻘوق ﺣﺎﺋزي وﻣوردي ﻫذﻩ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ،إﻻ أن
اﻟﻣراﻗب ﻟﻠﺳوق اﻟدوﻟﻲ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ورﻏم اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺣﺎوﻟت إﻗﺎﻣﺔ ﺗوازن ﺑﯾن
ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻷطراف ،ﯾﻼﺣظ أن اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﻠﻘﯾﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗﻛون اﻟطرف اﻟﺧﺎﺳر
ﻛﻣﺎ ﺳﺑق اﻹﺷﺎرة ﻓﺈن ﻟﻛل طرف ﻓﻲ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ أﻫداﻓﻪ وﻣﻧﻬﺎ اﻟﻧﺎﻗل ،وﻗد دﻟت
إﺣدى اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻣت ﺑﻬﺎ اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ أن أﻏﻠب اﻟﻧﺎﻗﻠﯾن
اﻟدوﻟﯾﯾن ﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻫم ﺷرﻛﺎت ﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت ،وﺑدورﻫﺎ ﺗطﻣﺢ ﻫذﻩ اﻟﺷرﻛﺎت ﻣن وراء ﻫذﻩ
اﻟﻌﻘود إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق أﻫداﻓﻬﺎ اﻟﻘرﯾﺑﺔ واﻟﺑﻌﯾدة واﻟﺗﻲ ﺗﺗراوح ﺑﯾن أﻫداف ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻧذﻛر
ﻣﻧﻬﺎ:
34
اﻟﻔﺻل اﻷول :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
-اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻟﻠدول اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﻧﺷﺎطﻬﺎ ﻟﺿﻣﺎن ﺳﯾرﻫﺎ ﻣﻊ ﻣﺻﺎﻟﺣﻬﺎ.
-ﻏزو اﻷﺳواق اﻟﻣﻐﻠﻘﺔ أﻣﺎم ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻬﺎ ﺑطرﯾق ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة وﺧﻠق ﺗﺑﻌﯾﺔ ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻓﯾﻬﺎ.
-ﻧﻘل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎج واﻷﻋﺑﺎء اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﯾز
ﺑﺎﻟﺗﻘﻠب ﻣﻣﺎ ﯾﻬدد ﻫﺎﻣش اﻟرﺑﺢ ﻓﯾﻬﺎ واﺣﺗﻔﺎظ اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت ﺑﺎﻟرﺑﺢ اﻟﺻﺎﻓﻲ
-ﻛﺳب ﻣﯾدان ﺟدﯾد ﻟﺗطﺑﯾق ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت ﯾﺿﻣن اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ
-2ﻗﻠﺔ ﺧﺑرة اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﻠﻘﯾﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺑق ﻣرﺣﻠﺔ إﺑرام
اﻟﻌﻘد ،ﻣﻣﺎ ﯾﻧﺟم ﻋﻧﻪ إﺑرام ﻋﻘود ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺷروط ﯾﺻﻌب ﻣﻌﻬﺎ اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
أو ﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف اﻟﺗﻲ ﻧﻘﻠت ﻣن أﺟﻠﻬﺎ ،2وﻛﻧوع ﻣن اﻟﺣل ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﺳﺗﺣدﺛت آﻟﯾﺎت
وأﺟﻬزة دوﻟﯾﺔ ﻣﺧﺗﺻﺔ ﻓﻲ إﻋطﺎء اﻻﺳﺗﺷﺎرات ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ،وذﻟك ﻋﺑر
ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻌﻘود اﻟﻧﻣوذﺟﯾﺔ واﻟﺻﯾﻎ اﻟﻌﺎﻣﺔ ودﻟﯾل ﻟﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ،وﻣن ﻫذﻩ اﻷﺟﻬزة ﻧﺟد
35
اﻟﻔﺻل اﻷول :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟدوﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ UNIDOوﻣﻧظﻣﺔ اﻷﻣم
اﻟﻣﺗﺣدة ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ WIPOوﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ ﻧﺟد اﻟﻣﺟﻠس اﻻﻗﺗﺻﺎدي
ﻷوروﺑﺎ وﻧﺟد أﯾﺿﺎ اﻟﻣﺟﻠس اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻹﻓرﯾﻘﯾﺎ اﻟذي ﺗﻔرﻋت ﻋﻧﻪ ﻟﻬذا اﻟﺳﺑب ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن
وﻋﻠﻰ ﺻﻌﯾد اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻧﺟد أﯾﺿﺎ ﻟﻬذا اﻟﻐرض . AIHTTR – ARSO -:وﻋﻠﻰ ﺻﻌﯾد
وﻟﻛن ﻣﺎ ﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﻪ ﻋﻧد ﻧﻬﺎﯾﺔ ﻫذا اﻟﻌﻧﺻر أن ﺗﺣﻘﯾق اﻟدول ﻷﻫداﻓﻬﺎ ﻣن ﻋﻘود ﻧﻘل
اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﺑرﻣﻬﺎ ﺗﺳﺗوﺟب أﻫﻠﯾﺔ ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗد ،وذﻟك ﺗﻔﺎدﯾﺎ ﻟﻠﺗورط
36
اﻟﻔﺻل اﻷول :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
ﺗﺗﻧوع ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻣن ﺣﯾث اﻟﺷﻛل واﻟﻣﺿﻣون ،وﻗد ﺳﺎﻫﻣت ﻋدة ﻋواﻣل ﻓﻲ
ﻫذا اﻟﺗﻧوع وأﻫﻣﻬﺎ ،ﺗﻔﺎوت اﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟدول ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ،وﻟﻘد ﺷﻛل ﻫذا
اﻟﺗﻧوع ﻣﺎدة ﺧﺻﺑﺔ ﻟﻠﻔﻘﻪ ،اﻟذي ﺣﺎول ﺗﺻﻧﯾف ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود إﻟﻰ ﻓﺋﺎت وﻣن ﺑﯾن اﻟذي ﻗﺳم ﻋﻘود
ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ إﻟﻰ ﻗﺳﻣﯾن PHILIP KHAN ،اﻟﺗﺻﻧﯾﻔﺎت ﻧذﻛر ﺗﺻﻧﯾف اﻟﻔﻘﯾﻪ اﻟﻘﺳم اﻷول :
ﻋﻘود ﻣوﺿوﻋﻬﺎ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻣﺛل ﻋﻘد ﺑﯾﻊ اﻵﻻت وﻗطﻊ اﻟﻐﯾﺎر وﺑﯾﻊ اﻟوﺣدات اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ وﻋﻘود
اﻟﺗﻌﺎون اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ،واﻟﻘﺳم اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻋﻘود ﻫدﻓﻬﺎ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ اﻛﺗﺳﺎب اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻣﺛل ﻋﻘود ﺗﻧظﯾم
اﻟﻣﺷروﻋﺎت وﻋﻘود ﺗﻛوﯾن ٕواﻋداد اﻹطﺎرات اﻟﻔﻧﯾﺔ وﻋﻘود اﻟﻣﺳﺎﻋدات اﻟﻔﻧﯾﺔ ،وﻋﻘود اﻟﺑﺣث
واﻟﺗطوﯾر .ﻛﻣﺎ ﻗﺎم اﻟﻔﻘﻪ اﻟﺣدﯾث ﺑﺗﻘدﯾم ﺗﺻﻧﯾﻔﺎت أﺧرى ﻟﻌﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ
أﺳﺎس اﻟﺑﻧﺎء اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻌﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ،وﺑذﻟك ﺗﻘﺳم ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود ﺣﺳب ﻫذا اﻟﺗﺻﻧﯾف إﻟﻰ
ﺛﻼث ﻓﺋﺎت :ﻋﻘود ﺑﺳﯾطﺔ ﻟﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ وﻋﻘود ﻣرﻛﺑﺔ ﻟﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ وﻋﻘود اﻟﺗﻌﺎون
اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ،1وﻫذا ﻫو اﻟﺗﺻﻧﯾف اﻟذي أﻋﺗﻣد ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺑﺣث ﻓﻲ ﺗﺑﯾﺎن أﻧواع ﻋﻘود ﻧﻘل
ﺻﻼح اﻟدﯾن ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن،ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ دراﺳﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﺧﺎص واﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟدوﻟﻲ، 1
37
اﻟﻔﺻل اﻷول :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﻌﻘد اﻟﺑﺳﯾط ﻟﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ذﻟك اﻻﺗﻔﺎق اﻟذي ﯾﻠﺗزم ﺑﻣوﺟﺑﻪ ﻣﺻدر
اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻧﺣو ﻣﺗﻠﻘﻲ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺑﺄداء ﻫو ﻧﻘل اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ وﻓق أﺷﻛﺎل ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ،
ﺗرﺧﯾص ،ﻣﺳﺎﻋدة ،ﺗدرﯾب ،أو ﺗﻧظﯾم ،1وﻣن اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺻﻧﻔﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻔﺋﺔ:
ﯾﻌﺗﺑر ﻋﻘد ﺗرﺧﯾص اﺳﺗﻐﻼل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻣن أﻛﺛر ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺷﯾوﻋﺎ وذﻟك
ﻟﻘﻠﺔ ﺗﻛﻠﻔﺔ ﻫذا اﻟﻌﻘد ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻌﻘود اﻷﺧرى ،وﻫذا ﻣﺎ ﯾدﻓﻊ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ذات اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
اﻟﻣﺣدودة ﻟﺗﻔﺿﯾﻠﻪ ،2ﻓﻣﺎ ﻫو ﺗﻌرﯾف ﻫذا اﻟﻌﻘد ؟ .وﻣﺎ أﻫﻣﯾﺗﻪ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ؟.
ﻟﻘد ﺗﻌددت اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟت ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘود وﻣن ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت ﻧذﻛر:
ﺗﻌرﯾف اﻷﺳﺗﺎذ ﻣﺣﺳن ﺷﻔﯾق اﻟذي ﻋرﻓﻪ ﺑـ " اﻹذن ﻟﻣﻧﺷﺄة وطﻧﯾﺔ ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل ﺣق ﻣﻣﻠوك
ﻟﻣﺷروع أﺟﻧﺑﻲ وﻗد ﺗﻛون طرﯾﻘﺔ اﺳﺗﺣدﺛﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ أو ﺗﺻﻣﯾﻣﺎ وﺿﻌﻪ ﻵﻟﺔ أو اﺧﺗراع
ﺻﺎﻟﺢ ﺑن ﺑﻛر اﻟطﯾﺎر ،اﻟﻌﻘود اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ )ط ،2ﻟﺑﻧﺎن :ﻣرﻛز اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌرﺑﻲ -اﻷورﺑﻲ، (2003 ، 1
ص . 68
38
اﻟﻔﺻل اﻷول :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
اﺑﺗﻛرﻩ أو ﻧﻣوذج اﺑﺗدﻋﻪ ،وﺳواء ﻓﻲ ذﻟك أﻛﺎن اﻟﺣق ﻣﺷﻣوﻻ أم ﻏﯾر ﻣﺷﻣوﻻ ﺑﺎﻟﺣﻣﺎﯾﺔ
ﻛﻣﺎ ﻋرﻓﻪ اﻷﺳﺗﺎذ ﻣﺎﺟد ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ﻋﻣﺎر ﺑﺄﻧﻪ " ﻋﻘد رﺿﺎﺋﻲ ﯾﺗم ﺑﯾن طرﻓﯾن ﯾﻣﻧﺢ
اﻟطرف اﻷول اﻟﻣﺳﻣﻰ اﻟﻣرﺧص إذﻧﺎ إﻟﻰ اﻟطرف اﻟﺛﺎﻧﻲ وﯾﺳﻣﻰ اﻟﻣرﺧص ﻟﻪ ﺑﺄن ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺣق
أو أﻛﺛر ﻣن ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﺗﻠك اﻟطرف اﻷول أﻫﻠﯾﺔ ﺣق اﺳﺗﻐﻼل ﻫذا اﻹذن
ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ ﺑﺷﻛل ﻏﯾر ﻗﺻري 2وﻣن اﻟﺗﻌرﯾﻔﯾن اﻟﺳﺎﺑﻘﯾن ﻧﺳﺗﺧﻠص أن ﻋﻘد ﺗرﺧﯾص اﺳﺗﻐﻼل
-ﺗرﺧﯾص اﺳﺗﻐﻼل وﻗد ﻋرف اﻟﻔﻘﻪ اﻟﺗرﺧﯾص ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ أوﻟﻰ ﺑﺄﻧﻪ " ﺣق ﯾﻌطﻰ ﻣن ﺳﻠطﺔ
ﻣﺧﺗﺻﺔ ﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻋﻣل ﻻ ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺷروﻋﺎ دون ﻫذا اﻟﺗرﺧﯾص " وﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ﻋرﻓﻬﺎ ﺑـ "
إذن ﻣن طرف ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣرﺧص اﻟﺣﺎﺋز اﻷﺻﻠﻲ ﻟﻠﺣق ﺳواء ﻛﺎن ﺷﻔﺎﻫﺔ أو ﻛﺗﺎﺑﺔ ﺑﻣﻘﺎﺑل
أو ﺑدون ﻣﻘﺎﺑل ﺻراﺣﺔ أو ﺿﻣﻧﯾﺎ ﻟﺻﺎﻟﺢ طرف أﺧر ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣرﺧص ﻟﻪ ﺑﺎﺳﺗﻐﻼل
1
ﻣﺣﺳن ﺷﻔﯾق ،اﻟﻣﺷروع ذو اﻟﻘوﻣﯾﺎت اﻟﻣﺗﻌددة )ﺑدون طﺑﻌﺔ ،ﻣﺻر :اﻟﻧﺎﺷر ﻣطﺑﻌﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫرة ،(1978 ،ص . 44
2
ﺻﻼح اﻟدﯾن ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن،ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ دراﺳﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﺧﺎص واﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟدوﻟﻲ،
3
ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ،ص .54
39
اﻟﻔﺻل اﻷول :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
-أن ﯾﻧﺻب اﻟﺗرﺧﯾص ﻋﻠﻰ أﺣد ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﻬﺎ ﻣﺛل ﺑراءات اﻻﺧﺗراع،
اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻔﻧﯾﺔ ،اﻟﻣﺳﺎﻋدات اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ ،اﻷﺳرار اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ،اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،اﻟﺗﺻﻣﯾﻣﺎت اﻟﻬﻧدﺳﯾﺔ.
ﻟﻘد دﻟت إﺣدى اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻣت ﺑﻬﺎ أﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ ﺑﻣﺻر أن أﻛﺛر
ﻣن 20%ﻣن اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ إﻟﻰ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺗﻣت ﻋﺑر ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود ،1وﻗد ﻋرﻓت ﻫذﻩ
اﻟﻌﻘود ﺗطورا ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻧﻘل اﻟدوﻟﻲ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺣﯾث ﻟم ﺗﺑق ﻋﻘودا ﺑﯾن اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ
واﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﻘط ﺑل ﺣﺗﻰ ﺑﯾن اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﺎ واﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﺎ ﻧظرا ﻻﻧﺧﻔﺎض
ﺗﻛﻠﻔﺔ ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود إﻻ أن اﻟدراﺳﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﯾدان اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺗﻔﯾد أن ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن
اﻟﻌﻘود ﻻ ﯾﻌطﻲ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣرﺟوة ﻣﻧﻪ إﻻ ﺑﺗوﻓر ﺷرط ﻣﻬم ﻓﻲ اﻟطرف اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ وﻫو
اﻷﻫﻠﯾﺔ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ 2وﯾﻘﺻد ﺑﺎﻷﻫﻠﯾﺔ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ أي اﻟﻣﻘدرة واﻟﻛﻔﺎءة وﺗﻣﻛن ﻫذا اﻟطرف ﻣن
اﺳﺗﻐﻼل ﻫذا اﻟﺗرﺧﯾص اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ وﻣﻌرﻓﺔ ﺟﻣﯾﻊ ﺗﻔﺎﺻﯾﻠﻪ واﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﯾﻪ وﺗطوﯾرﻩ ،وﻫذا ﻣﺎ
ﺗﻔﺗﻘر إﻟﯾﻪ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ وﻟذﻟك ﻓﺈن ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود ﺗزﯾد ﻣن ﺗﺑﻌﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟدول ﻟﻠدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻓﻲ
اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ 3ﻛﻣﺎ أن ﺳﯾطرة واﺣﺗﻛﺎر اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت ﻟﻣﻌظم ﺑراءات
اﻻﺧﺗراع واﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻔﻧﯾﺔ ،ﯾﺿﻊ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻣرﻛز ﺿﻌﯾف ﻓﻲ اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺑق
2
ﺳﻌﯾد ﻋﺑد اﻟﻐﻔﺎر أﻣﯾن ﺷﻛري ،اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻌﻘود ) ط ،1ﻣﺻر:دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ ،(2007،ص . 205
3
ﻣﺣﺳن ﺷﻔﯾق،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص . 49
40
اﻟﻔﺻل اﻷول :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
إﺑرام ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود ،ﻣﻣﺎ ﯾدﻓﻌﻬﺎ ﻹﺑرام ﻋﻘود ذات ﺷروط ﻣﺟﺣﻔﺔ ﻓﻲ ﺣﻘﻬﺎ ﻻ ﺗﺳﺎﻋدﻫﺎ ﻋﻠﻰ
اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺣظرﻩ اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ ﻓﻲ أﻛﺛر ﻣن ﻧص* .
ﯾﻘﺻد ﺑﻌﻘد اﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻔﻧﯾﺔ ذﻟك اﻟﻌﻘد اﻟرﺿﺎﺋﻲ اﻟذي ﯾﻠﺗزم ﻓﯾﻪ اﻟﻧﺎﻗل ﺑﺗﻘدﯾم ﻣﻌﻠوﻣﺎت
اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ،ﻛﻣﺎ ذﻫب اﻟﺑﻌض ﻓﻲ ﺗﺑﯾﺎن ﻣﻔﻬوم ﻫذا اﻟﻌﻘد ﻟﻠﻘول أﻧﻪ" ﻋﻘد ﯾﻘوم
ﻓﯾﻪ اﻟﻧﺎﻗل ﺑﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﻓﻲ اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ " وﻫذا ﻣﺎ ﺟﺳدﺗﻪ ﺑﻌض
اﻟﻣواد اﻟواردة ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻌﻘود اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ،ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻔﻘرة 04ﻣن
اﻟﻌﻘد اﻟﻣﺑرم ﺑﯾن اﻟﺷرﻛﺔ اﻟﺳﻌودﯾﺔ ﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﻣﺣﺎور وﺷرﻛﺔ ﻓوﻟﻛس ﻓﺎﻏن اﻷﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ،اﻟﺗﻲ ﺟﺎء
ﻓﯾﻬﺎ" أﻧﻪ ﻣن اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ أن ﺗﻌﻬد ﺷرﻛﺔ ﻓوﻟﻛس ﻓﺎﻏن ﺑﻧﻘل اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺷرﯾﻛﺗﻬﺎ
اﻟﺳﻌودﯾﺔ ﺑﻬدف ﺗﻘدﯾم اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻟﺧطﺔ ﺑﻧﺎء ٕواﻧﺷﺎء وﺣدة ﺻﻧﺎﻋﯾﺔ" ،وأﯾﺿﺎ اﻟﻣﺎدة 05ﻣن
اﻟﻌﻘد اﻟﻣﺑرم ﺑﯾن ﺷرﻛﺔ رﻧو اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ وﺷرﻛﺔ Industriel Importاﻟﺗﻲ ﻧﺻت ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﺗﻘدم
ﺷرﻛﺔ رﻧو إﻟﻰ ﺷرﻛﺔ Industriel Importاﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺻﻧﻊ اﻟﺳﯾﺎرات
ﻣوﺿوع اﻟﻌﻘد ﺑﺎﻟﻛﻣﯾﺔ واﻟﻧوﻋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ ،1وﯾرى ﺑﻌض اﻟﻣﺧﺗﺻﯾن ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ
اﻟﻣﺎدة 40ﻣن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ). 1994 (trips *
41
اﻟﻔﺻل اﻷول :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
أن ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘود ﯾﻬدف إﻟﻰ اﻟﺣﺻول اﻟﻛﺎﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ،وﯾﺳﺎﻋد ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر
ﯾﻌﺗﺑر ﻋﻘد اﻟﺗﺄﻫﯾل واﻟﺗدرﯾب ﻣن اﻟﻌﻘود اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺻب ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺑﺷري ،وذﻟك
ﺑﺗﻛوﯾن ﻛﻔﺎءات اﻟطرف اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ،وﯾﻘﺻد ﺑﻌﻘد اﻟﺗﺄﻫﯾل واﻟﺗدرﯾب ذﻟك اﻟﻌﻘد اﻟذي
ﯾﺗﻌﻬد ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻩ اﻟﻧﺎﻗل ﺑﻧﻘل ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻣﻌﺎرف اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ واﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻼزﻣﺔ إﻟﻰ اﻟطﺎﻗم اﻟﻔﻧﻲ
ﻟﻠطرف اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ وﻫذا ﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺑطرﯾﻘﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ،2وﻫذا اﻟﺗﺄﻫﯾل ﯾﺷﻣل اﻟﺗﺄﻫﯾل
اﻷﺳﺎﺳﻲ واﻟﺗﺄﻫﯾل اﻟﻣﺗﺧﺻص اﻷﻛﺛر ﺗﻘدﻣﺎ ،وﯾﺄﺧذ ﺗﻧﻔﯾذ ﻫذا اﻟﻌﻘد ﻋدة ﺻور ،ﻣﻧﻬﺎ إﻧﺷﺎء
ﻣﻌﺎﻫد ،ﺗﻧظﯾم دورات ﺗﻛوﯾﻧﯾﺔ ،ﺑﻌﺛﺎت ﺗﻛوﯾﻧﯾﺔ..إﻟﺦ .وﯾﻼﺣظ أن ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘود ﯾﺳﺎﻋد
اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻘدرة اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟﺑﺷرﯾﺔ وﻫذا ﻣﺎ ﯾﻣﻬد ﻟﺳﯾطرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ
ﺻﻼح اﻟدﯾن ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن،ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ دراﺳﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﺧﺎص واﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟدوﻟﻲ ، 1
ﺻﻼح اﻟدﯾن ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن ،ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ دراﺳﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﺧﺎص واﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟدوﻟﻲ، 3
42
اﻟﻔﺻل اﻷول :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
ﻧظرا ﻟﻧﺟﺎح اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ ﻟدى اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ وﺧﺻوﺻﺎ ﻋﻠﻰ
ﻣﺳﺗوى ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻬﯾﺎﻛل اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﺎﺳﺗﻐﻼل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ،ﺗﻠﺟﺄ ﺑﻌض
اﻟدول إﻟﻰ ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﻫذﻩ اﻟﺧﺑرات واﻟﻣﻌﺎرف اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺳﯾﯾر واﻟﺗﻧظﯾم
وذﻟك ﻛﺟزء ﻣن اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ،وﻋﻘد اﻟﺗﻧظﯾم ﯾﺗﻣﯾز ﻋن اﻟﻌﻘود اﻷﺧرى أﻧﻪ ﻻ ﯾﺑرم إﻻ ﺑﻌد إﺟراء
دراﺳﺔ ﻣن اﻟطرف اﻟﻣورد ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺣول اﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ووﺳﺎﺋل وأﻫداف اﻟطرف
ﻟﻘد أدت اﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﻣﺗزاﯾدة ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻟدى اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ واﻻﺳﺗراﺗﺟﯾﺎت
اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ﻣن طرف اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ،إﻟﻰ ظﻬور أﻧواع ﺟدﯾدة ﻣن
اﻟﻌﻘود اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ وﻫﻲ ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺎﻟﻌﻘود اﻟﻣرﻛﺑﺔ ﻟﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ .وﺗوﺻف
ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺑذﻟك اﻻﺗﻔﺎق اﻟذي ﯾﻠﺗزم ﺑﻣوﺟﺑﻪ ﻧﺎﻗل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب
ﻧﻘل اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻔﻧﯾﺔ ﺑﺄداءات أﺧرى ﻟﻼزﻣﺔ ﻻﺳﺗﻐﻼل ﻫذﻩ اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻔﻧﯾﺔ أو أﻛﺛر ﻣن ذﻟك
ﺗﺷﻐﯾل ﻫذﻩ اﻟوﺣدات وﺿﻣﺎن ﺻدور اﻹﻧﺗﺎج ﻋﻧﻬﺎ أو ﺣﺗﻰ ﺗﺳوﯾق ﻫذا اﻟﻣﻧﺗﺞ ،وﻣن ﺿﻣن
1
ﺻﺎﻟﺢ ﺑن ﺑﻛر اﻟطﯾﺎر ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص . 70
43
اﻟﻔﺻل اﻷول :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
ﺗﺟﻣﻊ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل إﻟﻰ أن اﻷﺳﺎس اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ﻟﻬذا اﻟﻌﻘد ﯾرﺟﻊ
إﻟﻰ ﻣﺎ ﺑﻌد ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﺣرب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،ﺣﯾث اﺳﺗﻌﻣل ﻫذا اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﻌﺎﻗدي ﻣن طرف
اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻟدول اﻟﺣﻠﯾﻔﺔ واﻟﻣﺣطﻣﺔ ﻣن ﺟراء اﻟﺣرب ،وذﻟك ﻹﻋﺎدة
ﺑﻧﺎء ﻗﺎﻋدﺗﻬﺎ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ وﻫذا ﺿﻣن ﻣﺷروع ﻣﺎرﺷﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺳﻧﺔ ، 1947ﺛم اﻧﺗﺷر
اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻫذا اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﻌﺎﻗدي ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺑﯾن اﻷطراف اﻟﺣﺎﺋزة ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
واﻟﻣﺗﻠﻘﯾﺔ ﻟﻬﺎ ،وﻋرف ﻫذا اﻟﻧظﺎم ذروة اﺳﺗﻌﻣﺎﻻﺗﻪ ﺧﻼل ﻓﺗرة اﻟطﻔرة اﻟﻧﻔطﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﺳﺗﻔﺎدت
ﻟﻘد ﺗﻌددت اﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟت اﻟﺗﻌرﯾف ﺑﻌﻘد اﻟﻣﻔﺗﺎح ﻓﻲ اﻟﯾد وﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ
ﻧﺟد اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﻘﺎﺋل ﺑﺄﻧﻪ " ﻋﻘد ﯾﻠﺗزم ﻓﯾﻪ ﻣورد اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺑﺄن ﯾﻘدم إﻟﻰ اﻟﻣﺷﺗري ﻣﺟﻣﻊ
ﺻﻧﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﺷﻐﯾل ﻣﻊ ﺗﺣﻣﻠﻪ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ ﻣن ﺗﺷﯾد اﻟﻣﺻﻧﻊ وﺿﻣﺎن اﻷداء
واﻟﺗﺷﻐﯾل "2ﻛﻣﺎ ﻋرﻓﻪ اﻷﺳﺗﺎذ PHELEP FAUCHARDﺑﺄﻧﻪ " ﻋﻘد ﯾﻠﺗزم اﻟﻣﻧﺷﺊ ﺑﻣوﺟﺑﻪ
ﻟﻘﺎء ﻋﺎﺋد ﻣﻌﯾن ﺑﺈﻧﺟﺎز وﺗورﯾد ﻣﻧﺷﺄة ﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﯾﺎة اﻟﺗﺷﻐﯾل إﻟﻰ ﻋﻣﯾل وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘدرات
1
ﻣﻌﺎﺷو ﻋﻣﺎر ،اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻌﻘود اﻟﻣﻔﺗﺎح ﻓﻲ اﻟﯾد )ﺑدون طﺑﻌﺔ ،اﻟﺟزاﺋر :دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،( 1995 ،
ص 39
2
ﺻﻼح اﻟدﯾن ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن ،اﻟﺗﺣﻛﯾم وﺗﻧﺎزع اﻟﻘواﻧﯾن ﻓﻲ ﻋﻘود ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .201
44
اﻟﻔﺻل اﻷول :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
واﻟﻣوﺻﻔﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺑرﻫن ﻋﻠﯾﻬﺎ وﻗت ﺑدء اﻟﺗﺷﻐﯾل "1ﻛﻣﺎ ﻋرﻓﻪ اﻷﺳﺗﺎذ G.BLANCﺑﺄﻧﻪ
"ﻋﻘد ﯾﺑرم ﺑﯾن طرﻓﯾن أو أﻛﺛر ﻣﻘﺎﺑل ﺛﻣن ﺟزاﻓﻲ أو ﯾﺗﺣدد ارﺗﺑﺎطﺎ ﺑﺎﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ،
ﺗرﺗﺑط ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻩ اﻟﺷرﻛﺔ ﺑﺈﺟراء اﻟدراﺳﺎت وﺗﺻﻣﯾم وﺗﺷﯾد وﺣدة ﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ،ﺗﺿﻣن ﻟﻬﺎ اﻟﻘدرة
ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺗﺎج أﺛﻧﺎء ﻣدة اﻟﺗﺷﻐﯾل واﻻﺧﺗﺑﺎر ﺣﺗﻰ اﻟﺗﺳﻠﯾم اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ .2
ﻧظرا ﻻرﺗﺑﺎط ﻋﻘود اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺑﺷﻛل ﻋﺎم ﺑﺎﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻬدف اﻟذي ﺗرﻏب ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾﻘﻪ ﻛل
اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ظﻬرت ﺻورﺗﺎن ﻟﻌﻘد اﻟﻣﻔﺗﺎح ﻓﻲ اﻟﯾد وذﻟك ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻛﺑر ﻓﺎﺋدة ﻣن ﻫذا اﻟﻧظﺎم
اﻟﻌﻘدي ،وﻫﻣﺎ:
-ﻋﻘد اﻟﻣﻔﺗﺎح ﻓﻲ اﻟﯾد اﻟﺟزﺋﻲ اﻟﺑﺳﯾط أو اﻟﺗﻘﻠﯾدي :ﻫو ﻧوع ﻣن ﻋﻘود اﻟﻣﻔﺗﺎح ﻓﻲ اﻟﯾد ﯾﻬدف
إﻟﻰ إﻧﺷﺎء وﺣدة ﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻣن طرف ﻣورد اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻣﻊ اﺣﺗﻔﺎظ اﻟطرف اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﺑﺑﻌض
اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﯾرى أﻧﻪ ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻟﻣﺷروع وﻓق ﻗدراﺗﻪ
1
ﺻﻼح اﻟدﯾن ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن،ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ دراﺳﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﺧﺎص واﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟدوﻟﻲ ،
2
ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ،ص .121
3
ﻧﺻﯾرة ﺑوﺟﻣﻌﺔ ﺳﻌدي ،ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺗﺑﺎدل اﻟدوﻟﻲ )رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراﻩ ﻏﯾر ﻣﻧﺷورة( ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ،
،1987ص.63
45
اﻟﻔﺻل اﻷول :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
-ﻋﻘد اﻟﻣﻔﺗﺎح ﻓﻲ اﻟﯾد اﻟﺷﺎﻣل اﻟﺛﻘﯾل ﻋﻠﻰ ﻋﻛس اﻟﻧوع اﻟﺳﺎﺑق ﻓﺈن اﻟﻣورد ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن
ﻋﻘود اﻟﻣﻔﺗﺎح ﻓﻲ اﻟﯾد ﯾﻠﺗزم ﺑﺄﻛﺛر ﻣن ﺗﺳﻠﯾم اﻟوﺣدة اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﺷﻐﯾل ،ﺑل ﯾﻠﺗزم
ﺑﺗدرﯾب اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻓﻧﯾﺎ ﻻﻛﺗﺳﺎﺑﻬﺎ اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻔﻧﯾﺔ وﯾﻘوم ﺑﺗﻘدﯾم اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ
اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗﺷﻐﯾل ٕواﻧﺗﺎج اﻟوﺣدة اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ،ﺑﺷرط أن ﻻ ﯾﺗﻌﻬد ﺑﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﻧﺗوج ﺟﺎﻫزا ﻟﻠﻣﺗﻠﻘﻲ
ٕواﻻ ﺗﺣول إﻟﻰ ﻋﻘد ﺗﺳﻠﯾم اﻹﻧﺗﺎج ،وﻣﻊ ذﻟك ﻫﻧﺎك ﻣن اﻟﻔﻘﻪ ﻣن ﯾرﻓض اﻟﺗﻔرﯾق ﺑﯾن ﻋﻘد
ﻟﻘد ﺷﺎع اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘود ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺑﯾن اﻟدول
اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ واﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،وﺧﻼل ﺗﻠك اﻟﻔﺗرة ﺳﺟﻠت ﻟﻬذا اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﻌﺎﻗدي ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣزاﯾﺎ
ﻛﻣﺎ ﺳﺟﻠت ﻋﻠﯾﻪ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻧﻘﺎﺋص .ﻓﻣن ﻣزاﯾﺎ ﻫذا اﻟﻌﻘد ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أﻧﻪ
ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻌﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻷﺧرى ﯾوﻓر اﻟﺟﻬود اﻟﻣﺑذوﻟﺔ ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺑﺣث واﻟﺗطوﯾر
واﻟﺗﺟرﯾب ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ واﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛﻠف ﻣﺑﺎﻟﻎ ﻛﺑﯾرة و ﺗﺳﺗﻐرق ﻓﺗرات زﻣﻧﯾﺔ
طوﯾﻠﺔ .وﻣن ﻣزاﯾﺎ ﻫذا اﻟﻌﻘد أﯾﺿﺎ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ أﻧﻪ ﻋﻘد ﯾوﺣد ﻛل اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ
ﻋن ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻓﻲ ﺻك اﺗﻔﺎﻗﻲ واﺣد ،ﻣﻣﺎ ﯾﻧﻌﻛس إﯾﺟﺎﺑﺎ أوﻻ ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﯾﺔ
اﻟﺗﻔﺎوض ﺣﯾث ﯾﺗم اﻟﺗﻔﺎوض ﻋﻠﻰ ﻛل ﻫذﻩ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت دﻓﻌﺔ واﺣدة ،أﯾﺿﺎ ﯾﺳﻬل ﻫذا اﻟﻌﻘد ﺣل
1
ﺳﻌﯾد ﻋﺑد اﻟﻐﻔﺎر أﻣﯾن ﺷﻛري ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ص .205
46
اﻟﻔﺻل اﻷول :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﺔ وذﻟك ﻟﺳﻬوﻟﺔ ﺗﺣدﯾد أطراف اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻛس أﺳﻠوب ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
ﺑواﺳطﺔ اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺗﻌددة اﻟﺗﻲ ﺗﻛﺛر أطراﻓﻬﺎ وﯾﺻﻌب ﺗﺣدﯾد اﻷطراف اﻟﻣﺳؤوﻟﺔ.1
ﻟﻛن ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﯾﻌﺎب ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻌﻘد ﻋدة ﻧﻘﺎط ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ:
أﻧﻪ ﻋﻘد ﻋﺎﻟﻲ اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ وﻻ ﯾﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ اﻟﻘدرات اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻣﻌظم اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ.
ﻛﻣﺎ ﯾﻌﺎب ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻌﻘد ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺣﺳب اﻟﻔﻘﯾﻪ PHELEP FAUCHARDأﻧﻪ
ﻻ ﯾﻣﺛل اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻟﻣﺛﻠﻰ ﻟﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ،ﺣﯾث أن ﻣﺗﻠﻘﻲ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻻ ﯾﺗدﺧل ﺑﺎﻟﺷﻛل اﻟﻼزم
ﻻﺳﺗﻘﺑﺎل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻣﺛل اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ ﺗرﻛﯾب أﺟزاء اﻟوﺣدة اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﺣول
ﻛﻣﺎ أﺿﺎف ﺑﻌض ﻣﻧﺗﻘدي ﻫذا اﻟﻌﻘد ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﯾﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺑل ﯾﻧﻘل اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ أي ﻻ
ﯾﻧﻘل اﻟﻣﻌﺎرف واﻟﻔﻧﯾﺎت إﻧﻣﺎ ﯾﻧﻘل اﻟﻣواد واﻵﻻت اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎج ،وﺑذﻟك ﻻ ﯾﻣﻛن
ﻟﻠﻣﺗﻠﻘﻲ اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ ﺗﻠك اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻟﯾﻧﺷﺄ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد أﻫﻠﯾﺗﻪ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ. 2
وﺧﻼﺻﺔ ﻫذا اﻟﺗﻘﯾﯾم أن ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺑواﺳطﺔ ﻋﻘد اﻟﻣﻔﺗﺎح ﻓﻲ اﻟﯾد ﻧﺳﺑﯾﺔ أي ﯾﻧﻘل
1ﺻﻼح اﻟدﯾن ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن،ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ دراﺳﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﺧﺎص واﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟدوﻟﻲ،
47
اﻟﻔﺻل اﻷول :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
ﺗﻌد ﻋﻘود اﻹﻧﺗﺎج ﻓﻲ اﻟﯾد إﺣدى اﻟﺻور اﻟﺟدﯾدة ﻟﻧظﺎم اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻧﻘل
اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ وظﻬر ﻫذا اﻟﻌﻘد ﻛﻧﺗﯾﺟﺔ ﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗزاﯾدة إﻟﻰ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
اﻟﺟﺎﻫزة واﻟﻣﺿﻣوﻧﺔ اﻹﻧﺗﺎج ،وﯾرد رﺟﺎل اﻟﻘﺎﻧون ﺗﺎرﯾﺦ ظﻬور ﻫذا اﻟﻌﻘد إﻟﻰ اﻟﺳﺗﯾﻧﺎت ﻣن
اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن وﺑﺎﻟﺿﺑط إﻟﻰ ﻓﺗرة ﺷﯾوع أﻓﻛﺎر اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟدوﻟﻲ اﻟﺟدﯾد اﻟذي ﯾﺳﻣﺢ
رﻏم اﻧﺗﺷﺎر ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘود إﻻ أن ﺗﻛﯾﯾﻔﻪ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟم ﯾﻛن ﻣﺣل اﺗﻔﺎق ﺑﯾن اﻟﻔﻘﻪ،
اﻟذي ﯾرى أن ﻫذا اﻟﻌﻘد ﻣﺎ ﻫو إﻻ ﺻورة ﻣﺗطورة ﻟﻌﻘد اﻟﻣﻔﺗﺎح ﻓﻲ اﻟﯾد ﺑﺣﯾث ﺗﺗﺳﻊ ﻓﯾﻪ
اﻟﺗزاﻣﺎت اﻟطرف اﻟﻧﺎﻗل ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺗزاﯾد ﻣﺎ ﯾطﻠﺑﻪ اﻟطرف اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﻣن ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻟﺑﻠوغ
ﻫدﻓﻪ ﻣن ﻫذﻩ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾرى ﻫذا اﻟﻔﻘﻪ أن ﻋﻘد اﻟﻣﻔﺗﺎح ﻓﻲ اﻟﯾد اﻟﺛﻘﯾل اﻟذي
ﯾﻠﺗزم ﻓﯾﻪ اﻟﻧﺎﻗل ﺑﺈﻧﺷﺎء وﺣدة ﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ وأﯾﺿﺎ ﺗﺄﻫﯾل اﻟﯾد اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻟﺗﺷﻐﯾﻠﻬﺎ ورﺑﻣﺎ
ﻗرارات اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻣم اﻟﻣﺗﺣدة رﻗم 2301و 2302ﺑﺗﺎرﯾﺦ 5/3ﻣﺎي 1974ﺣول إﻗﺎﻣﺔ ﻧظﺎم اﻗﺗﺻﺎدي دوﻟﻲ *
48
اﻟﻔﺻل اﻷول :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
ﯾﻠﺗزم أﯾﺿﺎ ﺑﺗﻘدﯾم ﻣﺳﺎﻋدات ﻓﻧﯾﺔ ﻣﺎ ﻫو إﻻ ﻣﺛﺎل واﺿﺢ ﻋن ﻫذا اﻟﺗطور ،ﻓﻌﻘد اﻟﻣﻔﺗﺎح ﻓﻲ
اﻟﯾد اﻟﺛﻘﯾل ﯾﻌد ﺣﻠﻘﺔ وﺻل ﺑﯾن ﻋﻘد ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﻔﺗﺎح اﻟﺗﻘﻠﯾدي وﻋﻘد ﺗﺳﻠﯾم اﻹﻧﺗﺎج.1
ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾرى ﺟﺎﻧب أﺧر ﻣن اﻟﻔﻘﻪ أن ﻋﻘد اﻹﻧﺗﺎج ﻓﻲ اﻟﯾد ﻋﻘد ﻣﺧﺗﻠف ﻓﻲ ﺑﻧﺎءﻩ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ
وﻣﺳﺗﻘل ﻋن ﻋﻘد اﻟﻣﻔﺗﺎح ﻓﻲ اﻟﯾد ﺧﺻوﺻﺎ ﻣن ﺣﯾث اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ،ﻓﺎﻟﻧﺎﻗل ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻣﻔﺗﺎح ﻓﻲ
اﻟﯾد ﯾﻠﺗزم ﺑﺈﻧﺷﺎء وﺣدة ﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﺷﻐﯾل أﻣﺎ ﻋن ﺗﻣﻛﯾن اﻟطرف اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﻣن اﻟﺳﯾطرة
ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ ﻓﻼ ﯾﻌد ﻣن اﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻧﺎﻗل ﺑﻣوﺟب ﻋﻘد اﻟﻣﻔﺗﺎح ﻓﻲ اﻟﯾد ،وﻟﺑﻠوغ ﻫذا
اﻟﻬدف ﯾﻠﺟﺊ ﻓﻲ اﻟﻌﺎدة اﻷطراف إﻟﻰ ﻋﻘود ﻣﻠﺣﻘﺔ أﺧرى ﻣﺛل ﻋﻘد اﻟﺗﺄﻫﯾل واﻟﺗدرﯾب اﻟذي
ﯾﻣﻛن أن ﯾﺳﻧد إﻟﻰ طرف أﺧر ﻏﯾر اﻟطرف اﻟﻣورد ﻟﻠوﺣدة اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ،أﻣﺎ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻹﻧﺗﺎج ﻓﻲ
اﻟﯾد ﻓﺎﻟﺗزام اﻟﻣورد ﻓﯾﻪ ﻫو ﺗﺳﻠﯾم وﺣدة ﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻹﻧﺗﺎج ﺣﺳب اﻻﺗﻔﺎق وﻛل
اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﻣن أول ﻣرﺣﻠﺔ ﺣﺗﻰ ﺗﺳﻠﯾم اﻹﻧﺗﺎج ﻫﻲ ﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻘد واﺣد،
ﻛﻣﺎ ﺳﺑق اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﻪ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘود ﺟﺎء ﻛﺛﻣرة ﻟﻣطﺎﻟب اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت
ﺗﻬدف ﻣن وراﺋﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺣﺻول اﻟﻛﺎﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ واﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﯾﻬﺎ ،وﯾرى
1
ﺻﺎﻟﺢ ﺑن ﺑﻛر اﻟطﯾﺎر ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .83
2
ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ،ص.86
49
اﻟﻔﺻل اﻷول :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
ﺑﻌض اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻣن اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ أن ﻫذا اﻟﻌﻘد أﺣد ﻣظﺎﻫر ﺗطﺑﯾق اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ،
ﯾﺣﺳب ﻟﻬذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘود أﻧﻪ ﯾﺿﻣن اﻟﺗدﻓق اﻟﻣﺳﺗﻣر ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ واﻟﺗطورات اﻟﺗﻲ ﺗﻠﺣق
ﺑﻬﺎ طوال ﻓﺗرة ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد واﻟذي ﯾﻣﺗد ﺗﻧﻔﯾذﻩ ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ طوﯾﻠﺔ ﻧوﻋﺎ ﻣﺎ ،وﺑذﻟك ﯾﺗﯾﺢ ﻟﻠطرف
اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ اﻻﺣﺗﻛﺎك ﻣﻊ اﻟﻧﺎﻗل ﻣن أﺟل اﻛﺗﺳﺎب اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ واﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﯾﻬﺎ .ﻛﻣﺎ ﯾﺣﺳب ﻟﻬذا
اﻟﻌﻘد أﻧﻪ ﯾﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ أي اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ،اﻟﻣﺿﻣوﻧﺔ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ وﻟﯾس ﻣﺟرد اﻟدراﺳﺎت
ﻛﻣﺎ أن ﻋﻘد اﻹﻧﺗﺎج ﻓﻲ اﻟﯾد ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﯾﺳﻬل ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺎت ﺣﯾث أن
ﻛل اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗدﺧل ﻓﻲ ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻣن اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻷوﻟﻰ وﺣﺗﻰ ﻣرﺣﻠﺔ اﻹﻧﺗﺎج ﺗﻘﻊ
إﻻ أﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﯾﻌﺎب ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود ﺑﻌض اﻟﻧﻘﺎط ﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ :اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﺑﺎﻫظﺔ
ﻟﻬذﻩ اﻟﻌﻘود ﺣﯾث أن ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود وﻧظرا ﻟﺗﺿﻣﻧﻬﺎ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ﯾﺳﺗﻣر ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ ﻓﺗرات
زﻣﻧﯾﺔ طوﯾﻠﺔ ﻧوﻋﺎ ﻣﺎ ﺗﺳﺗوﺟب ﺗﻛﺎﻟﯾف ﻣﺳﺗﻣرة ،وﻟذﻟك اﻗﺗﺻر اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن ﻟﻌﻘود
1
ﺻﻼح اﻟدﯾن ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن،ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ دراﺳﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﺧﺎص واﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟدوﻟﻲ ،
اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق. ،ص. 140
50
اﻟﻔﺻل اﻷول :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
ﻋﻠﻰ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟﻣﺻدرة ﻟﻠﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ 1ﻛﻣﺎ ﯾﻌﺎب ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود طول ﻣدة ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ
ﺣﯾث ﯾﺳﺗﻣر إﻟﻰ ﺳﻧوات .وأﯾﺿﺎ ﯾرى ﺟﺎﻧب ﻣن اﻟﻔﻘﻪ أن ﯾﻔﺎﻗم ﻣن ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
وذﻟك ﻟﻼﻋﺗﻣﺎد ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻓﻲ ﻣﻌظم ﻓﺗراﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺎﻗل ،وﺧﺻوﺻﺎ ﻣﻊ اﻋﺗﻣﺎد
ﻫؤﻻء اﻟﻧﺎﻗﻠﯾن اﻟذﯾن أﻏﻠﺑﻬم ﺷرﻛﺎت ﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻹﺳﺗراﺗﺟﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺑﻘﯾﻬم
ﯾﻌﺗﺑر ﻫذا اﻟﻌﻘد وﻟﯾد ﻋواﻣل اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﺣﯾث ﯾرﻓﻊ ﻣورد اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻓﯾﻪ ﺳﻘف
اﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ ﻟﯾﺻل إﻟﻰ ﺣد ﺗﺳوﯾق أو ﺷراء ﻣﻧﺗﺞ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ أو ﺟزء ﻣﻧﻬﺎ ،وﯾﻌﺗﺑر ﻫذا
اﻟﻌﻘد أﺣدث ﺻور اﻟﻌﻘود اﻟﻣرﻛﺑﺔ ﻟﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ،وﯾﺗم اﻟﻠﺟوء إﻟﯾﻪ ﻟﺿﻣﺎن ﻋدم ﺧﺳﺎرة
ﯾﻘﺻد ﺑﻌﻘد اﻟﺳوق ﻓﻲ اﻟﯾد ذﻟك اﻻﺗﻔﺎق اﻟذي ﯾﻠﺗزم ﻓﯾﻪ اﻟﻣورد ﺑﺗﻘدﯾم اﻟدراﺳﺎت ٕواﻗﺎﻣﺔ
وﺣدة ﺻﻧﺎﻋﯾﺔ وﺿﻣﺎن اﻹدارة ﺛم ﺗﺳوﯾق اﻟﻣﻧﺗﺞ ،وﻣن ﻫﻧﺎ ﻧﻼﺣظ ﺳﯾطرة اﻟﻣورد ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ
1
ﺳﻌﯾد ﻋﺑد اﻟﻐﻔﺎر أﻣﯾن ﺷﻛري ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص . 206
2
ﺻﻼح اﻟدﯾن ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن،ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ دراﺳﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﺧﺎص واﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟدوﻟﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ
اﻟﺳﺎﺑق ،ص. 144
3
ﺳﻌﯾد ﻋﺑد اﻟﻐﻔﺎر أﻣﯾن ﺷﻛري ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص. 207
51
اﻟﻔﺻل اﻷول :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
ﻣراﺣل اﻟﻣﺷروع ،ﻛﻣﺎ ﯾﻼﺣظ أن ﻫذا اﻟﻌﻘد أﺿﺎف اﻟﺗزاﻣﺎ ﺟدﯾدا ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻟﻣورد وﻫو
ﺗﺳوﯾق اﻟﻣﻧﺗﺞ وﯾﻛﯾف اﻟﻔﻘﻪ ﻫذا اﻻﻟﺗزام ﻋﻠﻰ أﻧﻪ اﻟﺗزام ﺑوﺳﯾﻠﺔ وﻟﯾس اﻟﺗزام ﺑﻧﺗﯾﺟﺔ ﻷن اﻟﺳوق
ﻟﻘد ﻛﺎن اﺧﺗﯾﺎر اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻟﻬذا اﻷﺳﻠوب اﻟﺗﻌﺎﻗدي اﻟﻣرﻛب ،واﻟذي ﯾﻬدف إﻟﻰ
اﻻﺣﺗﻛﺎك اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ ﻣراﺣل اﻟﻣﺷروع ،إﻻ أن اﻹﺳﺗراﺗﺟﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺑﻌﻬﺎ ﺑﻌض
اﻟﻣوردﯾن ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻛﺛﯾرا ﻣﺎ ﺗﺣول دون ذﻟك ﺑﺣﯾث ﺗزﯾد ﻣن دورﻫم ﻓﻲ اﻟﻣﺷروع وﺗﻘﻠل دور
ﻟﻘد أدى اﻟﺻراع ﺑﯾن إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت اﻟطرف اﻟﻣورد ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ واﻟذي ﯾرﻏب ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق
اﻟﺳﯾطرة اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﯾوردﻫﺎ وﺗﺣﻘﯾق أﻛﺑر ﻫﺎﻣش ﻣن اﻟرﺑﺢ ﻣﻧﻬﺎ ﻣن ﺟﻬﺔ
واﻟطرف اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ واﻟذي ﯾرﻏب ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق ﺗﻧﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻛﺎﻣل اﻟﻣﺟﺎﻻت ﺑﺄﻗل اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ
1ﺻﻼح اﻟدﯾن ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن،اﻟﺗﺣﻛﯾم وﺗﻧﺎزع اﻟﻘواﻧﯾن ﻓﻲ ﻋﻘود ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص . 84
2
ﺻﻼح اﻟدﯾن ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن،ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ دراﺳﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﺧﺎص واﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟدوﻟﻲ ،
اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص. 147 – 145
52
اﻟﻔﺻل اﻷول :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
وﻓﻲ أﻗل وﻗت ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ،إﻟﻰ ظﻬور أﺳﺎﻟﯾب ﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﺟدﯾدة ﻟﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﯾﺻطﻠﺢ
ﻟﻘد ﻣزج اﻟﻔﻘﻪ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻣﻔﻬوم ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود ﺑﯾن اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،وﻣن
اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﺗﻲ ﻗدﻣﻬﺎ اﻟﻔﻘﻪ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد ﻧﺟد اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﻘﺎﺋل ﺑﺄن ﻋﻘد اﻟﺗﻌﺎون اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ
ﻫﻲ "ﻣؤﺳﺳﺔ ﯾﻣﻠك ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرون اﻟوطﻧﯾون ﻧﺳﺑﺔ أﻗل %51ﻣن رأﺳﻣﺎل أو ﯾﻣﻠﻛون ﻧﺳﺑﺔ
أﻋﻠﻰ ﻋﻠﻰ أن ﻫذﻩ اﻟﺣﺻﺔ ﻏﯾر ﻣﻌﺗﺑرة ﻓﻲ اﻹدارة اﻟﻔﻧﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ
2
وﻣن ﺑﯾن اﻟﺗﻌﺎرﯾف اﻟواردة ﻧﺟد أﯾﺿﺎ ﺗﻌرﯾف اﻟﻔﻘﻪ اﻟﯾوﻏﺳﻼﻓﻲ اﻟذي ﺟﺎء ﻓﯾﻪ " ﻫو اﻟﺷرﻛﺔ
ﺻورة ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﺗﻌﺎون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟدوﻟﻲ ﯾﺗﻌﺎون ﻓﯾﻬﺎ ﻣﺷروﻋﺎت ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻣن دول ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣن
ﻫدف إﻧﺗﺎج ﻣﻌﯾن ﺑﻣزﯾد ﻣن اﻟﻔﺎﻋﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﺳﺗﺧدام اﻟظروف اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ ﺑزﯾﺎدة اﻟﺗﺧﺻص
واﻟﺗﻌﺎون ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎج واﻟﺑﺣث واﻟﺗطوﯾر ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬدﻓﺔ" ،ﻛﻣﺎ
ﻋرﻓﻬﺎ اﻟﺑﻌض ﻣن اﻟﻔﻘﻪ اﻷﻟﻣﺎﻧﻲ اﻋﺗﻣﺎدا ﻋﻠﻰ ﻋﻧﺎﺻر ﻫذا اﻟﻌﻘد ﻓﻌرﻓﻪ " ﺑﺎﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﻧطوي ﻋﻠﻰ ﻋدة ﻋﻧﺎﺻر وﻫﻲ :اﻟﺗﻌﺎون اﻟﺗﻘﻧﻲ وﯾﺷﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﺗرﺧﯾص ﺑﺎﺳﺗﻐﻼل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ،
1
ﻣﺣﺳن ﺷﻔﯾق ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص . 54
2
ﺻﺎﻟﺢ ﺑن ﺑﻛراﻟطﯾﺎر ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص . 76
53
اﻟﻔﺻل اﻷول :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
1
ﻛﻣﺎ ﻋرف ﺑﺄﻧﻪ " اﻟﺗﻌﺎون اﻟداﺋم اﻟطوﯾل اﻷﺟل ﺑﯾن أطراف ﺗﺗﻣﺗﻊ واﻟﻣﺳﺎواة ﺑﯾﻧﻬم ﻛﺷرﻛﺎء
ﺑﺟﻧﺳﯾﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﺻورة ﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ إطﺎر إدراك ٕواﺣﺎطﺔ ﺑطرق اﻹﻧﺗﺎج ﻣن ﻣرﺣﻠﺔ اﻹﻧﺗﺎج
ﺣﺗﻰ ﻣرﺣﻠﺔ ﺑﯾﻊ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت وﺗﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻔﻧﯾﺔ ﺑﻌد اﻟﺑﯾﻊ ، 2ﻛﻣﺎ ﻋرﻓت اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﻷوروﺑﺎ ﻫذا اﻟﻌﻘد ﻓﻲ دﻟﯾﻠﻬﺎ اﻟﺻﺎدر ﻋن اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﺑﺷﺄن ﻋﻘود اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﺗﻌﺎون اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ
ﺳﻧﺔ 1976ﺑﺄﻧﻬﺎ "ﻋﻣﻠﯾﺎت ﺗﻬدف إﻟﻰ إﻧﺷﺎء ﺷرﻛﺔ ﻣﺳﺗﻣرة ﺑﯾن أطراف ﻣﻧﺗﻣﯾن إﻟﻰ دول
ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﺻﺎﻟﺣﻬم ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ،ﻋﻠﻰ ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ واﻟﺧﺑرة اﻟﻔﻧﯾﺔ واﻟﺗﻌﺎون ﻓﻲ
ﻣﺟﺎل اﻹﻧﺗﺎج واﻟﺑﺣث واﻟﺗطوﯾر ،وﻛذا ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺻﺎدر اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ،واﻟﺗﺳوﯾق اﻟﻣﺷﺗرك ﻓﻲ دول
وﻋرﻓﻪ اﻷﺳﺗﺎذ ﺻﻼح اﻟدﯾن ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن " اﻟﻌﻘود اﻟطوﯾﻠﺔ اﻟﻣدة اﻟﺗﻲ ﺗﺑرم ﺑﯾن اﺛﻧﯾن
أو أﻛﺛر ﻣن اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ ﻣن دول ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺑﻐرض اﻟﺗﻌﺎون ﻓﻲ إﻧﺗﺎج ﻣرﻛب ﯾزﯾد أو
ﺻﻼح اﻟدﯾن ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن،ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ دراﺳﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﺧﺎص واﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟدوﻟﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ 1
ﻣﺣﺳن ﺷﻔﯾق ،اﻟﻣﺷروع ذو اﻟﻘوﻣﯾﺎت اﻟﻣﺗﻌددة ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص. 73 2
ﺻﻼح اﻟدﯾن ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن،ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ دراﺳﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﺧﺎص واﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟدوﻟﻲ، 4
54
اﻟﻔﺻل اﻷول :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
ﻟﻘد ﻋرﻓت ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود إﻗﺑﺎﻻ ﻣن اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ إﻻ أن اﻟطرف اﻟﻣورد واﻟذي ﯾﻛون ﻓﻲ
اﻟﻐﺎﻟب ﺷرﻛﺔ ﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت ﯾﺗﻔﺎدى ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘود وذﻟك ﻟﺳﺑﺑﯾن
ﻛﻣﺎ اﻧﺗﻘد ﻫذا اﻟﻌﻘد ﻷﻧﻪ ﻻ ﯾﻧﺷﺄ أﻫﻠﯾﺔ ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ ﻟﻠطرف اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﺣﯾث ﺟﻣﯾﻊ ﻋﻣﻠﯾﺎت ﻧﻘل
اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﯾﻧﻔرد ﺑﺎﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬﺎ اﻟﻣورد ٕ،واذا ﻛﺎن ﻟﻠطرف اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ دور ﻓﻬو ﺛﺎﻧوي وﻧظرا ﻟطول ﻣدة
ﺗﻧﻔﯾذ ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود ﺣﯾث ﺗﻌد ﻣن اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺳﺗﻣرة ﻓﻛﺛﯾرا ﻣﺎ ﺗﻛون ﻋرﺿﺔ ﻟﻸﺧطﺎر ،وذﻟك ﻧﺗﯾﺟﺔ
ﻟﺗﻐﯾر اﻟظروف اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑﺎﻟﻌﻘد ﻣﺛل ﺣرﻛﺎت اﻟﺗﺄﻣﯾم وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺟﻌل
ﺳﻌﯾد ﻋﺑد اﻟﻐﻔﺎر أﻣﯾن ﺷﻛري ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص. 208 1
55
اﻟﻔﺻل اﻷول :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
ﺗﻌﺎﻧﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ وﻣن ﺿﻣﻧﻬﺎ اﻟﺟزاﺋر ،ﻓراﻏﺎً ﺗﺷرﯾﻌﯾﺎً ﻛﺑﯾرًا ﻓﻲ ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
إﻟﯾﻬﺎ ،إذ إن ﻏﺎﻟﺑﯾﺔ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﻧﻘل اﻟﺗﻲ ﺗﺗم ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾد اﻟدوﻟﻲ ﺗرد ﻓﻲ ﻗواﻟب ﻋﻘدﯾﺔ،
وﻟﻘد ﻛﺎن اﻟﻬدف اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻣن إﺗﺑﺎع وﺳﯾﻠﺔ اﻟﻌﻘود ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻫو
اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﯾوﻓرﻫﺎ ﻫذا اﻷﺳﻠوب ،ﺣﯾث أن ﻫذﻩ ﯾوﻓر ﻋﻠﻰ أطراف ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻧﻘل
اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻛﺛرة اﻹﺟراءات واﻟﺷﻛﻠﯾﺎت اﻟﻣﻌﻬودة ﻓﻲ وﺳﺎﺋل ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻷﺧرى ﻣﺛل
اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ،ﻓﻬذا اﻟﻌﻘد ﯾﺑدأ ﺑﺈﻧﺗﺎج أﺛﺎرﻩ واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﺑﺷﻛل أﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
ﻣن اﻟﺣﺎﺋز إﻟﻰ اﻟطرف اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﺑﻣﺟرد إﺗﻣﺎم ﺷروط اﻻﻧﻌﻘﺎد اﻟﺗﻲ ﯾﺣددﻫﺎ اﻷطراف.
ﻛﻣﺎ أن ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺑﻣوﺟب ﻋﻘد ﯾﺗﯾﺢ ﻟﻠدول اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻣﻊ أطراف ﻻ ﺗﻣﺛل أﺷﺧﺎﺻﺎ
ﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ وﻣﺛﺎل ذﻟك اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت وأﺷﺧﺎص اﻟﻘﺎﻧون اﻟداﺧﻠﻲ ﻟﻠدول،
وﻣن اﻟﻣزاﯾﺎ ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗد وذﻟك ﻣﺎ ﯾﺗﯾﺢ ﻷطراف ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ إﻋطﺎء اﻟﺷﻛل
واﻟﻣﺿﻣون اﻟذي ﯾرﯾداﻧﻪ ﻟﻬذا اﻟﻌﻘد ،وﻛذا ﻓﺎن ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ذو طﺎﺑﻊ ﺳري ﻓﺗﻔﺎﺻﯾل
اﻻﺗﻔﺎق ﺗﺑﻘﻰ ﻓﻲ إطﺎر داﺋرة ﺿﯾﻘﺔ ﺑﯾن اﻟﺣﺎﺋز واﻟﻧﺎﻗل ﻋﻛس اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻷﺧرى .
ﻏﯾر أن اﻟواﻗﻊ اﻟﻌﻣﻠﻲ ﻟم ﯾﻌطﻲ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺑﺗﻠك اﻻﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ،ﺣﯾث أن ﻛﺛرت
اﻟﺛﻐرات اﻟﺗﻲ ﯾﺷﻬدﻫﺎ اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟدوﻟﻲ ﻟﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ وﻛذا اﻹﻓراط ﻓﻲ ﺗﻔﻌﯾل ﻣﺑدأ
اﻟﺣرﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ أدى إﻟﻰ ظﻬور ﺑﻌض اﻟﺳﻠﺑﯾﺎت .
56
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﻧﻘﻞ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ
ﻟﻼﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ أﺛـر ﻛﺑﯾـر ﻓـﻲ ﻣﺟـﺎل اﻟﻧﻘـل اﻟـدوﻟﻲ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ،وذﻟـك ﻋﻠـﻰ ﻋـدة
ﻋﻠـﻰ ﻣـﺳﺗوي اﻟﺗﻧظـﯾم ﻛرﺳـت ﻫـذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت ﺣـق اﻟـدول ﻓـﻲ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ وﻣـﺎ ﯾﺗﺑﻌـﻪ ﻣـن
ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﺑﺎدل واﻟﻧﻘل وذﻟك ﻧظرا ﻷﻫﻣﯾﺔ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻓﻲ ﺗطوﯾر ﺣﯾﺎة اﻟﺷﻌوب،
وﻋﻠـﻰ ﻣـﺳﺗوى ﻧﻘـل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ﻟﻘـد أﺻـﺑﺣت اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ ﻣـن أﻫـم اﻟوﺳـﺎﺋل ﻟﻧﻘـل
وﻟدراﺳﺔ ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻋﺑر اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﯾﻘﺗﺿﻲ ﻣﻧﺎ اﻷﻣـر اﻟﺗطـرق أوﻻ ﻟﻣﻔﻬـوم
اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ ،وﺧـﺻﺎﺋص اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ اﻟﻧﺎﻗﻠـﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ،ﺛـم ﻧـﺳﺗﻌرض اﻟﻣﻣﺎرﺳـﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾـﺔ
ﻟﻼﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ اﻟﻧﺎﻗﻠـﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ،وﺑﻌـدﻫﺎ ﻧﺧـرج ﺑﺗﻘﯾـﯾم ﻟـدور اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ ﻓـﻲ ﻧﻘـل
اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ .
وﻣن ﻫذا اﻟﻣﻧطﻠق ﺳﻧﻘﺳم )اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ( إﻟﻰ ﻣﺑﺣﺛﯾن ،ﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ )اﻟﻣﺑﺣث اﻷول(
ﻣﻔﻬـوم اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ اﻟﻧﺎﻗﻠـﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ﺣﯾـث ﻧﻘـوم ﺑﺗﻌرﯾـف اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ ﻓـﻲ )اﻟﻣطﻠـب
ﻓﯾﻣﺎ ﻧﺧﺻص )اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ( ﻟﺗطﺑﯾﻘﺎت اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ،ﻧﺗطـرق ﻓـﻲ )اﻟﻣطﻠـب
اﻷول( ﻣﻧﻪ ﻟﻠﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل إﺑرام اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﻧﺎﻗﻠﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ،ﺑﯾﻧﻣـﺎ ﻧـﺳﺗﻌرض
58
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
إن اﻟﺗطـرق ﻟﻣﻔﻬـوم ﻟﻼﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ اﻟﻧﺎﻗﻠـﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ﯾﻘﺗـﺿﻲ ﺑﺎﻟدرﺟـﺔ اﻷوﻟـﻰ اﻟﺗﻌـرض
ﻟﺗﻌرﯾـف اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ ﺑـﺷﻛل ﻋـﺎم ،ﺛـم ﺑﻌـدﻫﺎ اﻟﺗطـرق ﻟﻼﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ اﻟﻧﺎﻗﻠـﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ
ﻋﺑـر ﺗﺑـﺎن ﺧﺻﺎﺋـﺻﻬﺎ ،و ﻟﻛـل ﻋﻧـﺻر ﻣـن اﻟﻌﻧـﺻرﯾن اﻟـﺳﺎﻟف ذﻛرﻫﻣـﺎ أﻓردﻧـﺎ ﻣطﻠـب ﺧـﺎص
ﻟﻘـد ﻛـﺎن ﯾﻘـﺻد ﺑﺎﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ ﻣـﻊ ﺑداﯾـﺔ ﺗـﺷﻛل اﻟﻣﺟﺗﻣـﻊ اﻟـدوﻟﻲ اﻟﻣﻌﺎﺻـر ذﻟـك
اﻻﺗﻔـﺎق اﻟـدوﻟﻲ اﻟـذي ﯾـﺗم ﺑـﯾن اﻟـدول ﻓﻘـط ،ﺣﯾـث ﻛـﺎن ﻓﻘـﻪ اﻟﻘـﺎﻧون اﻟـدوﻟﻲ ﯾﺣـﺻر أﺷـﺧﺎص
اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ ﻓﻲ اﻟـدول ﻓﻘـط وﯾﻌﺗﺑـر أن اﻟدوﻟـﺔ ﻫـﻲ اﻟـﺷﺧص اﻟوﺣﯾـد اﻟـذي ﺗوﺻـف اﺗﻔﺎﻗﺎﺗـﻪ
ﻋﻠـﻰ اﻟﻣـﺳﺗوى اﻟـدوﻟﻲ ﺑﺎﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ دون ﻏﯾرﻫـﺎ ،وﻣـن اﻟﺗﻌـﺎرﯾف اﻟﺗـﻲ ﻗـدﻣت ﻓـﻲ ﻫـذا
اﻟـﺳﯾﺎق ﻧﺟـد اﻟﺗﻌرﯾـف اﻟﻘﺎﺋـل ﺑـﺄن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ ﻫـﻲ " اﺗﻔـﺎق أو ﻋﻘـد ﯾﺑـرم ﺑـﯾن دوﻟﺗـﯾن أو
أﻛﺛر ،ﺑﺻﻔﺗﻬﻣﺎ ﺷﺧﺻﯾن ،ﻣن أﺷﺧﺎص اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﻌﺎم ﺗﻧظﻣﻪ ﻗواﻋد ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون وﯾرﺗب
وﯾﻼﺣظ ﻣن ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف أﻧـﻪ ﯾﺧـرج اﻻﺗﻔﺎﻗـﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﺑرﻣﻬـﺎ اﻟﻣﻧظﻣـﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ
وﻟﻘـد أﺛـر ﻫـذا اﻟﻔﻘـﻪ ﻓـﻲ ﺗﻌـﺎرﯾف اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ اﻟـواردة ﻓـﻲ اﻟﻛﺛﯾـر ﻣـن اﻟـﺻﻛوك
اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻌل أﺑرزﻫﺎ ﻧص اﻟﻣﺎدة 02اﻟﻔﻘـرة 01ﻣـن اﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ ﻓﯾﯾﻧـﺎ ﻟﻘـﺎﻧون اﻟﻣﻌﺎﻫـدات اﻟﺗـﻲ ﻋرﻓـت
1
رﺷﺎد اﻟﺳﯾد ،اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﺛوﺑﻪ اﻟﺟدﯾد )ط ،1اﻷردن :واﺋل ﻟﻠﻧﺷر ،( 2005 ،ص . 20
59
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
ﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ ﺑﺄﻧﻬـﺎ " اﺗﻔـﺎق دوﻟـﻲ ﯾﻌﻘـد ﺑـﯾن دوﻟﺗـﯾن أو أﻛﺛـر ﻓـﻲ ﺷـﻛل ﻣﻛﺗـوب وﯾﺧـﺿﻊ
ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ ﺳواء ﺗم ﻫذا اﻻﺗﻔﺎق ﻓﻲ وﺛﯾﻘـﺔ واﺣـدة أو أﻛﺛـر وأﯾـﺎ ﻛﺎﻧـت اﻟﺗـﺳﻣﯾﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗطﻠـق
ﻋﻠﯾﻬﺎ ".إﻻ أن اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟدوﻟﻲ ﺑﻌد اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺑدأ ﯾﺑﺗﻌد ﻋن اﻷﺧذ ﺑﻬذا
اﻟﺗﻌرﯾف وﺧﺻوﺻﺎ ﺑﻌدﻣﺎ ﻛﺛرت اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ وﺗﻌددت أﺛﺎرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟدوﻟﻲ
وأﯾﺿﺎ ﺻدور اﻟرأي اﻻﺳﺗـﺷﺎري ﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻟﻌـدل اﻟدوﻟﯾـﺔ ﻓـﻲ ﻗـﺿﯾﺔ اﻟﺗﻌوﯾـﺿﺎت ﻋـن اﻷﺿـرار
اﻟﺗـﻲ ﺗﻠﺣـق ﺑﻣـوظﻔﻲ اﻷﻣـم اﻟﻣﺗﺣـدة ﺳـﻧﺔ ، 1949أﯾـن أﻋﺗـرف ﻟﻠﻣﻧظﻣـﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ ﺑﺎﻟﺷﺧـﺻﯾﺔ
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾـﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ ذات اﻟطـﺎﺑﻊ اﻟـوظﯾﻔﻲ ﻓﺄﺻـﺑﺢ اﻟﻔﻘـﻪ ﻻ ﯾﺣـﺻر وﺻـف اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ ﻓﻘـط
ﻟﻲ اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺑرﻣﻬﺎ اﻟدول ﺑل أﺿﺎف اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ أﯾﺿﺎ.
وﻣن اﻟﺗﻌﺎرﯾف اﻟﺗﻲ ﻗدﻣت ﻓﻲ ﻫذا اﻻﺗﺟﺎﻩ ﻧﺟد ﺗﻌرﯾف اﻷﺳﺗﺎذ رﺷﺎد اﻟﺳﯾد اﻟذي ﻋرف
اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻟدوﻟﯾﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ " ﺗواﻓق ﻣﻛﺗوب ﺑﯾن إرادﺗﯾن أو أﻛﺛر ﻣن أﺷﺧﺎص اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ ﯾﻬدف
ﻛﻣـﺎ ﻗـدم اﻷﺳـﺗﺎذ ﻋﺑـد اﻟﻛـرﯾم ﻋﻠـوان ﺗﻌرﯾﻔـﺎ ﺟـﺎء ﻓﯾـﻪ أن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ ﻫـﻲ " اﺗﻔـﺎق
ﯾﻛـون أطراﻓـﻪ اﻟـدول ،أو ﻏﯾرﻫـﺎ ﻣـن أﺷـﺧﺎص اﻟﻘـﺎﻧون اﻟـدوﻟﻲ ﻣﻣـن ﯾﻣﻠﻛـون أﻫﻠﯾـﺔ إﺑـرام
اﻟﻣﻌﺎﻫدات وﯾﺗﺿﻣن اﻻﺗﻔﺎق إﻧﺷﺎء ﺣﻘوق واﻟﺗزاﻣﺎت ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻋـﺎﺗق أطراﻓـﻪ ﻛﻣـﺎ ﯾﺟـب أن
ﯾﻛـون ﻣوﺿـوﻋﻪ ﺗﻧظـﯾم ﻋﻼﻗـﺔ ﻣـن اﻟﻌﻼﻗـﺎت اﻟﺗـﻲ ﯾﺣﻛﻣﻬـﺎ اﻟﻘـﺎﻧون اﻟـدوﻟﻲ 2وﻗـد أﺧـذت ﻟﺟﻧـﺔ
اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ ﺑﺎﻟﺗﻌرﯾف اﻟﻣوﺳﻊ ﻟﻼﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺷروﻋﻬﺎ ﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻌﺎﻫدات ﻛﻣﺎ أﻛـدت
1
رﺷﺎد اﻟﺳﯾد ،اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص. 21
2
ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم ﻋﻠوان ،اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﻣﻌﺎﺻر )ط ،1اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ :ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف،
،(2008ص .259
60
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻓﯾﯾﻧﺎ ﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻌﺎﻫدات اﻟﻣﻌﻘـودة ﺑـﯾن اﻟـدول واﻟﻣﻧظﻣـﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ ،1ﻋﻠـﻰ أن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت
ﺗﺗﻣﯾـز اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ اﻟﻧﺎﻗﻠـﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ﺑﻣﺟﻣوﻋـﺔ ﻣـن اﻟﺧـﺻﺎﺋص ،ﺗﺗـراوح ﺑـﯾن
ﺧﺻﺎﺋص ﻋﺎﻣﺔ ﯾـﺷﺗرك ﻓﯾﻬـﺎ ﻫـذا اﻟﻧـوع ﻣـﻊ ﺑـﺎﻗﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ وﺧـﺻﺎﺋص ﺧﺎﺻـﺔ ﺗﻧﻔـرد
ﺑﻬـﺎ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ اﻟﻧﺎﻗﻠـﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ﻋـن ﺑـﺎﻗﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ اﻷﺧـرى ،وﻋﻠـﻰ اﻟﻌﻣـوم
إن أطراف اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﻧﺎﻗﻠﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ داﺋﻣﺎ ﻫم أﺷﺧﺎص اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ ،وﻫم ﺑﺎﻟﺗﺣدﯾد
اﻟـدول واﻟﻣﻧظﻣـﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ ،أي أن ﻫـذا اﻟﻧـوع ﻣـن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت ﺗﺑـرم إﻣـﺎ ﺑـﯾن اﻟـدول ﻣﺛـل اﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ
اﻟﺗﻌـﺎون ﻓـﻲ ﻣﺟـﺎل اﻟﻌﻠـوم واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ اﻟﻣﺑرﻣـﺔ ﺑـﯾن اﻟﺟزاﺋـر واﻟوﻻﯾـﺎت اﻟﻣﺗﺣـدة اﻷﻣرﯾﻛﯾـﺔ
واﻟﻣوﻗـﻊ ﻓـﻲ اﻟﺟزاﺋـر ﺑﺗـﺎرﯾﺦ 18ﺟـﺎﻧﻔﻲ ،* 2006أو ﺗﺑـرم ﺑـﯾن دوﻟـﺔ وﻣﻧظﻣـﺔ دوﻟﯾـﺔ ﻣﺛـل:
اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﻣـﺳﺎﻋدة ﻓـﻲ ﻣﺟـﺎل اﻟطﺎﻗـﺔ اﻟذرﯾـﺔ اﻟﻣﺑـرم ﺑـﯾن اﻟﺟزاﺋـر واﻟوﻛﺎﻟـﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ ﻟﻠطﺎﻗـﺔ اﻟذرﯾـﺔ
1
ﻣﺣﻣد ﯾوﺳف ﻋﻠوان ،اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﻣﻘدﻣﺔ واﻟﻣﺻﺎدر )ط ،3اﻷردن :دار واﺋل ﻟﻠﻧﺷر ، ( 2003،ص. 120
*
اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،اﻟﻌدد 73اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 2006/11/19اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ اﺗﻔﺎق اﻟﺗﻌﺎون ﻓﻲ ﻣﺟﺎل
اﻟﻌﻠوم واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣﺑرم ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر واﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ،اﻟﻣوﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 18ﺟﺎﻧﻔﻲ .2006
61
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة أﻧﻪ إذا ﻛﺎن اﻋﺗﺑﺎر اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺑرﻣﻬﺎ اﻟدول ﺑﻣﺛﺎﺑـﺔ اﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت
دوﻟﯾـﺔ أﻣـرا ﻣـﺳﻠﻣﺎ ﺑـﻪ ﻓـﻲ ﻣـﺻﺎدر اﻟﻘـﺎﻧون اﻟـدوﻟﻲ ،ﻓـﺈن اﻷﻣـر ﻟـﯾس ﺑﻬـذﻩ اﻟـﺳﻬوﻟﺔ ﺑﺎﻟﻧـﺳﺑﺔ
ﻟﻠﻣﻧظﻣـﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ ﺣﯾـث ﻟـم ﺗﻌﺗﺑـر اﻻﺗﻔﺎﻗـﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﺑرﻣﻬـﺎ ﻫـذﻩ اﻟﻣﻧظﻣـﺎت ﻛﺎﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت
اﻟدوﻟﯾﺔ إﻻ ﺑﻌد اﻋﺗراف ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدل اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﻧظﻣﺎت ﺑﺎﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ذات
اﻟطﺎﺑﻊ اﻟوظﯾﻔﻲ و ذﻟك ﺑﻣوﺟب اﻟرأي اﻻﺳﺗﺷﺎري اﻟـﺷﻬﯾر اﻟـذي ﻗدﻣﺗـﻪ ﻓـﻲ ﻗـﺿﯾﺔ اﻟﺗﻌوﯾـﺿﺎت
) (1
ﻋـن اﻷﺿـرار اﻟﺗـﻲ ﺗﻠﺣـق ﺑﻣـوظﻔﻲ اﻷﻣـم اﻟﻣﺗﺣـدة اﻟﻣﻌروﻓـﺔ اﺧﺗـﺻﺎرا ﺑﻘـﺿﯾﺔ اﻟﻛوﻧـت ﺑرﻧـﺎ
ﻟﻛن اﻟﺳؤال اﻟذي ﯾطرح ﻫﻧـﺎ ﻣـﺎ ﺣﻛـم اﻻﺗﻔﺎﻗـﺎت ذات اﻟطـﺎﺑﻊ اﻟـدوﻟﻲ اﻟﻧﺎﻗﻠـﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ
اﻟﺗﻲ ﺗﺑرﻣﻬﺎ ﺑﻌض اﻷطراف اﻷﺧرى ﻣن ﻏﯾـر اﻟـدول واﻟﻣﻧظﻣـﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ ،ﻣﺛـل اﻟوﻻﯾـﺎت داﺧـل
اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣرﻛﺑﺔ واﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﻐﯾر اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ وأﯾﺿﺎ اﻟﺷرﻛﺎت واﻷﻓراد ؟.
ﻟﻺﺟﺎﺑـﺔ ﻋﻠـﻰ ﻫـذا اﻟـﺳؤال ﯾﺟـب اﻟرﺟـوع ﻟﻠﻘواﻋـد اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻓـﻲ ﻣﺟـﺎل اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ
-ﻓﺑﺧـﺻوص اﻟوﻻﯾـﺎت داﺧـل اﻟدوﻟـﺔ اﻟﻣرﻛﺑـﺔ ﯾﺟـب أوﻻ اﻟﺗﻌـرف ﻋﻠـﻰ اﻟـﺷﻛل اﻟﻘـﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻬـذﻩ
اﻟدوﻟـﺔ ،ﻫـل ﺗﻣﺛـل اﺗﺣـﺎد ﻓـدراﻟﻲ أم إﺗﺣـﺎد ﻛﻧﻔـدراﻟﻲ ،ﻓـﺈذا ﻛﺎﻧـت دوﻟـﺔ ﻓدراﻟﯾـﺔ ﻓﺣـﺳب اﻟﻘواﻋـد
اﻟﻌﺎﻣـﺔ اﻟﺗـﻲ أرﺳـﻬﺎ اﻟﻘـﺎﻧون اﻟـدوﻟﻲ واﻟﻘـﺎﻧون اﻟدﺳـﺗوري ﻟـﯾس ﻟﻠوﻻﯾـﺎت أن ﺗﻘـوم ﺑـﺈﺑرام اﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت
دوﻟﯾﺔ ،ﻷن اﻟﻘﯾﺎم ﺑذﻟك ﻣن اﺧﺗﺻﺎص اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ وﺑذﻟك ﻻ ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎر ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت
1
ﻣﺣﻣد ﺳﺎﻣﻲ ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ،ﻣﺣﻣد ﺳﻌﯾد اﻟدﻗﺎق ،إﺑراﻫﯾم أﺣﻣد ﺧﻠﯾﻔﺔ اﻟﻘﺎﻧون ،اﻟدوﻟﻲ اﻟﻌﺎم )ط،1اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ :دار ﻣﻧﺷﺄة
اﻟﻣﻌﺎرف ، (2003 ،ص . 13
62
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
ﻛﺎﺗﻔﺎﻗﯾﺎت دوﻟﯾﺔ ﻧﺎﻗﻠﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎٕ ،1واذا ﻛﺎﻧت دوﻟﺔ ﻛﻧﻔدراﻟﯾﺔ ﻓﺎﻟﻌﺑرة ﺑﺎﻟدﺳﺗور اﻟذي ﺗﻘوم ﻋﻠﯾﻪ
ﻫذﻩ اﻟدوﻟﺔ ،وﻛﯾف ﯾﻧظر إﻟﻰ اﻟﻣﻘﺎطﻌﺎت ﻫل ﯾﻌﺗﺑرﻫﺎ دول ﻣﺗﺣدة ﻓﺗﻛون اﺗﻔﺎﻗﺎﺗﻬم ذات اﻟطﺎﺑﻊ
اﻟدوﻟﻲ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت دوﻟﯾﺔ أم ﻣﺟرد وﻻﯾﺎت ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﺳﻠطﺔ ﻣرﻛزﯾﺔ ﻓﻼ ﺗﻌﺗﺑر اﺗﻔﺎﻗﺎﺗﻬم ﻫـذﻩ اﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت
دوﻟﯾﺔ.2
-أﻣـﺎ ﺑﺧـﺻوص اﻟﻣﻧظﻣـﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ ﻏﯾـر اﻟﺣﻛوﻣﯾـﺔ ﻓﻘـد رﻓـض ﻓﻘـﻪ اﻟﻘـﺎﻧون اﻟـدوﻟﻲ اﻋﺗﺑـﺎر
اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻟدوﻟﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺑرﻣﻬـﺎ ﻫـذﻩ اﻟﻛﯾﺎﻧـﺎت ﺑﻣﺛﺎﺑـﺔ اﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت دوﻟﯾـﺔ ،وﻫـذا ﻣـﺎ دﻟـت
ﻋﻠﯾﻪ أﯾﺿﺎ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟـﺎل وﻣﺛـﺎل ذﻟـك ﺣﺎﻟـﺔ رﻓـض ﺳوﯾـﺳرا وﺻـف اﻻﺗﻔـﺎق
اﻟﻣﺑرم ﺑﯾﻧﻬﺎ وﺑﯾن اﺗﺣﺎد اﻟﻧﻘﺎﻟﯾن اﻟﺟوﯾﯾن A.T.I.Aﺑﻣﺛﺎﺑﺔ اﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ ،وذﻟـك ﻷن ﻫـذﻩ اﻟﻣﻧظﻣـﺔ
أﻣـﺎ ﺑﺎﻟﻧـﺳﺑﺔ ﻻﺗﻔﺎﻗـﺎت ذات اﻟطـﺎﺑﻊ اﻟـدوﻟﻲ اﻟﻧﺎﻗﻠـﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ اﻟﻣﺑرﻣـﺔ ﻣـﻊ اﻟـﺷرﻛﺎت
اﻷﺟﻧﺑﯾـﺔ ،ﻓﺑـﺎﻟرﺟوع ﻟﻠﻘواﻋـد اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻓﻘـد ﺣـﺳﻣت ﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻟﻌـدل اﻟدوﻟﯾـﺔ ﻫـذا اﻟﺟـدال ﺑـرﻓض
اﻋﺗﺑـﺎر ﻫـذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗـﺎت ﻛﺎﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت دوﻟﯾـﺔ وذﻟـك ﻓـﻲ ﻗـﺿﯾﺔ ﺷـرﻛﺔ اﻟـﻧﻔط اﻷﻧﺟﻠـو -إﯾراﻧﯾـﺔ ﺳـﻧﺔ
1
ﻣﺣﻣد ﺳﺎﻣﻲ ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ،ﻣﺣﻣد ﺳﻌﯾد اﻟدﻗﺎق ،إﺑراﻫﯾم أﺣﻣد ﺧﻠﯾﻔﺔ اﻟﻘﺎﻧون ،اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص . 13
2
اﻟﺳﻌﯾد ﺑو اﻟﺷﻌﯾر ،اﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري واﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ -اﻟﺟزء اﻷول اﻟدوﻟﺔ واﻟدﺳﺗور)ط ،4اﻟﺟزاﺋر :دﯾوان
اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ، (2000،ص. 126-124
3
ﻣﺣﻣد ﯾوﺳف ﻋﻠوان ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص . 117
63
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
،1933ﺣﯾث رأت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ أن اﻻﺗﻔﺎق ﻣﺣل اﻟﻧزاع ﻟﯾس اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ دوﻟﯾـﺔ ﺑـﯾن إﯾـران واﻧﺠﻠﺘ ﺮا،
ﺑل ﻋﻘد اﻣﺗﯾﺎز ﺑﯾن إﯾران و ﺷرﻛﺔ B.Pواﻧﺟﻠﺗرا ﻟﯾﺳت طرﻓﺎ ﻓﯾﻪ.1
وﺑﺧﺻوص اﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟدول ﻣﻊ اﻷﻓراد اﻟﻌـﺎدﯾن اﻟﻧﺎﻗﻠـﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ﻓـﺳواء ﻛـﺎﻧوا أﻓـراد اﻟدوﻟـﺔ
اﻟﺗﻲ اﺑرم اﻻﺗﻔﺎق ﻣﻌﻬﺎ أو أﻓراد أﺟﺎﻧب ﻓﻼ ﺗﻌد اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ دوﻟﯾﺔ ﻧﺎﻗﻠﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ. 2
ﺗﺗﻣﯾـز اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ ﺑـﺷﻛل ﻋـﺎم وﻣﻧﻬـﺎ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ اﻟﻧﺎﻗﻠـﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ أﻧﻬـﺎ
ﺗﺗﺿﻣن ﺗﻌﻬدات ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣﻠزﻣﺔ ﻟﻸطراف وﻟﯾس ﻣﺟـرد ﻧواﯾـﺎ وﺗطﻠﻌـﺎت ،وﺑـذﻟك ﻓﻬـﻲ ﺗﻠـزم ﻛـل
طرف ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ﯾﻛون ﻋﻠﯾﻪ ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ ،وأﺑرز ﻫذﻩ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ
اﻟﻧﺎﻗﻠﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻫو اﻟﺗزام ﺑﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ وﻗد ﯾﻛون ﻫذا اﻟﺗزام أﺣﺎدي ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق أﺣـد
أطراف اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻓﻘط ،وﯾﻠﺗزم اﻟطرف اﻷﺧـر ﺑـدﻓﻊ ﻣﻘﺎﺑـل ﺳـواء ﻛـﺎن ﻫـذا اﻟﻣﻘﺎﺑـل ﻧﻔﻘـﺎت أو أي
ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻟﻠﻣﺷروع اﻟﻣراد إﻧﺟﺎزﻩ ،وﻣﺛﺎل ذﻟك ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎون اﻟﺗﻘﻧﻲ ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر
وأﻟﻣﺎﻧﯾﺎ اﻻﺗﺣﺎدﯾﺔ اﻟﻣوﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻓـﻲ 02أﻓرﯾـل 2002ﻓﺣـﺳب اﻟﻣـﺎدة 02اﻟﻔﻘـرة 01اﻟﺗـﻲ
ﺟـﺎء ﻓﯾﻬـﺎ " ﺗﻠﺗـزم أﻟﻣﺎﻧﯾـﺎ ﺑﻧﻘـل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ﻓـﻲ إطـﺎر ﻫـذا اﻻﺗﻔـﺎق إﻟـﻰ اﻟﺟزاﺋـر وﺗـﺷﻣل ﻫـذﻩ
اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ إﻧﺷﺎء ﻣراﻛز ﺗدرﯾب ﻟﻺطﺎرات اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ وﺗﻘـدﯾم اﺳﺗـﺷﺎراتٕ ،واﯾﻔـﺎد ﺑﻌﺛـﺎتٕ ،واﻋـداد
ﺧطـط ودراﺳـﺎت وﺗورﯾـد اﻟﻣـواد واﻟﻣﻌـدات " ﻓـﻲ ﺣـﯾن ﺗﻠﺗـزم اﻟﺟزاﺋـر ﺣـﺳب ﻧـص اﻟﻣـﺎدة 03
اﻟﻔﻘـرة "1ﺑﺗـﺄﻣﯾن اﻟظـروف اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾـﺔ واﻹدارﯾـﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾـﺔ ﻟﻬـذا اﻟﺗﻌـﺎون اﻟﺗﻛﻧوﻟـوﺟﻲ ،ﻛﻣـﺎ ﺗـؤﻣن
1
ﻣﺣﻣد ﯾوﺳف ﻋﻠوان ،اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص.117
2
ﻣﺣﻣد ﺳﺎﻣﻲ ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ،ﻣﺣﻣد ﺳﻌﯾد اﻟدﻗﺎق ،إﺑراﻫﯾم أﺣﻣد ﺧﻠﯾﻔﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص. 11
64
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
ﻧﻔﻘـﺎت إﻧـﺷﺎء اﻟﺑﻧﯾـﺎت واﻟﻬﯾﺎﻛـل اﻟﻘﺎﻋدﯾـﺔ وﺗﺣﻣـل اﻟرﺳـوم اﻟﺟﻣرﻛـﺔ ﻹﺳـﺗراد اﻟﻣﻌـدات اﻟﺗـﻲ
ﻛﻣـﺎ ﯾﻣﻛـن أن ﯾﻛـون اﻟﺗـزام ﺑﻧﻘـل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ﻣﺗﺑـﺎدل ﺑـﯾن اﻟطـرﻓﯾن أي ﻛـل طـرف ﯾﻧﻘـل
ﻟﻸﺧـر ﻣـﺎ ﺑﺣوزﺗـﻪ ﻣـن اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ،وﻣﺛـﺎل ذﻟـك ﻣـﺎ ﻧـﺻت ﻋﻠﯾـﻪ اﻟﻣـﺎدة 03ﻣـن اﺗﻔـﺎق اﻟﺗﻌـﺎون
اﻟﻌﻠﻣﻲ واﻟﺗﻛﻧوﻟـوﺟﻲ اﻟﻣﺑـرم ﺑـﯾن اﻟﺟزاﺋـر وﻧﯾﺟﯾرﯾـﺎ اﻟﻣوﻗـﻊ ﻓـﻲ أﺑوﺟـﺎ ﺑﺗـﺎرﯾﺦ 14ﺟـﺎﻧﻔﻲ2002
ﺣﯾث ﺗﻠزم ﻛل طرف ﻧﻘل اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ واﻟﻌﻠﻣﺎء واﻷﺧﺻﺎﺋﯾﯾن واﻟﻘﯾﺎم ﺑﻣﺷﺎرﯾﻊ ﺑﺣث
ﻣـﺷﺗرﻛﺔ ﻓـﻲ ﻣﯾـﺎدﯾن اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ اﻟـﺻﻧﺎﻋﯾﺔ واﻟزراﻋﯾـﺔ واﻷﻣـن اﻟﻐـذاﺋﻲ واﻟﺑﯾوﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ )اﻟﺑﯾﺋـﺔ(
واﻟﻌﻠـوم اﻟطﺑﯾﻌﯾـﺔ وﻋﻠـوم اﻟﺣﯾواﻧـﺎت واﻟﺣـداﺋق واﻟـﺻﺣﺔ* ،وﯾﻼﺣـظ أن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ اﻟﻧﺎﻗﻠـﺔ
اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ إذا ﻛﺎﻧت ﺗﺟﻣﻊ ﺑﯾن طرﻓﯾن ﻣﺗﻔﺎوﺗﯾن ﻓﻲ درﺟـﺔ اﻟﺗطـور اﻟﺗﻛﻧوﻟـوﺟﻲ ﯾﻛـون اﻻﻟﺗـزام
ﺑﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق طرف واﺣد وﻫو اﻟطـرف اﻷﻛﺛـر ﺗطـورا ﻓـﻲ اﻟﻣﺟـﺎل اﻟﺗﻛﻧوﻟـوﺟﻲ،
ٕواذا ﻛﺎﻧت اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑـﯾن طـرﻓﯾن ﻋﻠـﻰ ﻧﻔـس اﻟدرﺟـﺔ ﻣـن اﻟﺗطـور اﻟﺗﻛﻧوﻟـوﺟﻲ ﯾﻛـون اﻟﺗـزام ﺑﻧﻘـل
اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ﻣﺗﺑـﺎدل ﺑـﯾن اﻟطـرﻓﯾن .وﻟﻛـن اﻟـﺳؤال اﻟـذي ﯾﺛـور ﻫﻧـﺎ ﻣـﺎ ﺣﻛـم اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ
اﻟﻧﺎﻗﻠـﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ اﻟﺗـﻲ ﺗﺧﻠـوا ﻣـن اﻻﻟﺗزاﻣـﺎت ،ﻫـل ﺗﻌـد اﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ دوﻟﯾـﺔ؟ .ﺑـﺎﻟرﺟوع إﻟـﻰ اﻟﻘواﻋـد
اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدل اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻗـﺿﯾﺔ اﻟﺟـرف اﻟﻘـﺎري ﺑـﯾن اﻟﯾوﻧـﺎن وﺗرﻛﯾـﺎ
ﺳﻧﺔ 1978ﻧرى أن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ رﻓﺿت اﻋﺗﺑﺎر اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺧﺎﻟﯾـﺔ ﻣـن اﻻﻟﺗزاﻣـﺎت ﺑﻣﺛﺎﺑـﺔ
*
اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،اﻟﻌدد 43اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 28ﺟوان 2006 ،اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ اﺗﻔﺎق اﻟﺗﻌﺎون اﻟﺗﻘﻧﻲ ﺑﯾن
اﻟﺟزاﺋر وأﻟﻣﺎﻧﯾﺎ اﻻﺗﺣﺎدﯾﺔ ،اﻟﻣوﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ 02أﻓرﯾل. 2002
*
اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،اﻟﻌدد 16اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 08ﻣﺎرس ، 2003اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ اﺗﻔﺎق اﻟﺗﻌﺎون اﻟﻌﻠﻣﻲ
واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ اﻟﻣﺑرم ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر وﻧﯾﺟﯾرﯾﺎ اﻟﻣوﻗﻊ ﻓﻲ أﺑوﺟﺎ ﺑﺗﺎرﯾﺦ 14ﺟﺎﻧﻔﻲ. 2002
65
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت دوﻟﯾﺔ ،وﺑذﻟك رﻓﺿت اﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻧزاع اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ اﻟﺑﯾﺎن اﻟﻣﺷﺗرك ﻣﺣل اﻟﻧزاع ﺑﯾن
ﻻ ﯾﻌد اﻟﺗﺻرف اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﻣﺑرم ﺑﯾن أﺷﺧﺎص اﻟﻘﺎﻧون اﻟـدوﻟﻲ اﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ دوﻟﯾـﺔ ﻣـﺎ ﻟـم ﯾﻛـن
ﺧﺎﺿـﻌﺎ ﻟﻠﻘـﺎﻧون اﻟـدوﻟﻲ ،أﻣـﺎ ﻓـﻲ ﺣﺎﻟـﺔ اﺗﻔـﺎق اﻷطـراف اﻟـﺻرﯾﺢ أو اﻟـﺿﻣﻧﻲ ﻋﻠـﻰ ﺧـﺿوع
اﻟﺗﺻرف ﻟﻘﺎﻧون ﻏﯾر اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ ﻓـﻼ ﯾﻣﻛـن اﻋﺗﺑـﺎر اﻟﺗـﺻرف اﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ دوﻟﯾـﺔ .وﺑـذﻟك ﯾﺟـب
أن ﺗﺧـﺿﻊ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ اﻟﻧﺎﻗﻠـﺔ اﻟﺗﻛﻧوﻟـوﺟﻲ ا ﺷـﻛﻼ وﻣـﺿﻣوﻧﺎ ﻟﻠﻘـﺎﻧون اﻟـدوﻟﻲ وﻣـن أﻫـم
اﻟﺻﻛوك اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﻧﺎﻗﻠـﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ اﻟﺧـﺿوع ﻷﺣﻛﺎﻣﻬـﺎ ﻧﺟـد
اﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ ﻓﯾﯾﻧـﺎ ﻟﻘـﺎﻧون اﻟﻣﻌﺎﻫـدات ﺑـﯾن اﻟـدول ﻟـﺳﻧﺔ ، 1969واﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ ﻓﯾﯾﻧـﺎ ﻟﻘـﺎﻧون اﻟﻣﻌﺎﻫـدات
اﻟﻣﻌﻘودة ﺑﯾن اﻟدول واﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ أو ﺑﯾن اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻌﺎم ،2 1986ﻟﻛن ﻣـﺎ ﺣﻛـم
اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﻧﻘل ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ﻣﺣظـورة ﻓـﻲ اﻟﻘـﺎﻧون اﻟـدوﻟﻲ* ﺑـﺎﻟرﺟوع إﻟـﻰ اﻟﻘواﻋـد
اﻟﻌﺎﻣـﺔ اﻟـواردة ﻓـﻲ اﻟﻣـﺎدة 53ﻣـن اﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ ﻓﯾﯾﻧـﺎ ﻟﻘـﺎﻧون اﻟﻣﻌﺎﻫـدات ﻟـﺳﻧﺔ 1961ﻧﺟـدﻫﺎ ﺗﻘـرر
اﻟﺑطﻼن ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ أي اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻟﻘواﻋد ال ﻗﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻵﻣرة ،وﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة " ﺗﻘﻊ ﺑﺎطﻠﺔ
ﺑطﻼن ﻣطﻠق ﻛل ﻣﻌﺎﻫدة ﯾﺗﻌﺎرض ﻓـﻲ ﻟﺣظـﺔ إﺑراﻣﻬـﺎ ﻣـﻊ إﺣـدى ﻗواﻋـد اﻟﻘـﺎﻧون اﻟـدوﻟﻲ اﻟﻌـﺎم
اﻵﻣرة ،وﯾﻌﺗﺑر ﻓﻲ ﻣﻔﻬوم ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻗﺎﻋدة آﻣرة ﻣن ﻗواﻋد اﻟﻘﺎﻧون اﻟـدوﻟﻲ اﻟﻌـﺎم ﻛـل ﻗﺎﻋـدة
1
ﻣﺣﻣد ﯾوﺳف ﻋﻠوان ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص . 119
2
ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ،ص . 120
*
ﻣﺛﺎل ذﻟك ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻻﺳﺗﻧﺳﺎخ اﻟﺑﺷري اﻟﻣﺣظورة ﺑﻣوﺟب إﻋﻼن اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﺑﺷﺄن اﻻﺳﺗﻧﺳﺎخ اﻟﺑﺷري 02ﻣﺎرس
.2005
66
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
ﺗﻘﺑﻠﻬﺎ اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ ﻓـﻲ ﻣﺟﻣوﻋﻬـﺎ وﺗﻌﺗـرف ﺑﻬـﺎ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫـﺎ ﻗﺎﻋـدة ﻻ ﯾﺟـوز اﻹﺧـﻼل ﺑﻬـﺎ وﻻ
ﯾﻣﻛن ﺗﻌـدﯾﻠﻬﺎ إﻟـﻰ ﺑﻘﺎﻋـدة ﺟدﯾـدة ﻣـن ﻗواﻋـد اﻟﻘـﺎﻧون اﻟـدوﻟﻲ اﻟﻌـﺎم ﻟﻬـﺎ ﻧﻔـس اﻟـﺻﻔﺔ "وﺗـﺿﯾف
اﻟﻣﺎدة 64ﺣﺎﻟﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ﺗﺟﻌل اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎطﻠـﺔ ﺑطـﻼن ﻣطﻠـق إذا ﺗﺑـﯾن أن ﻣﺣـل اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ أﺻـﺑﺢ
ﻏﯾـر ﻣـﺷروع ﺑﻣوﺟـب ﻗﺎﻋـدة دوﻟﯾـﺔ آﻣـرة ظﻬـرت ﺑﻌـد إﺑـرام اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ ،ﻓـﺈذا ظﻬـرت ﻗﺎﻋـدة آﻣـرة
ﺟدﯾدة ﻣن ﻗواﻋد اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﻌﺎم ﻓﺈن أي ﻣﻌﺎﻫدة ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺗﺗﻌﺎرض ﻣﻊ ﻫذﻩ اﻟﻘﺎﻋدة ﺗـﺻﺑﺢ
وﺑذﻟك ﻓﺈن ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ دوﻟﯾﺔ اﻟﻧﺎﻗﻠﺔ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ﻟﻘواﻋـد اﻟﻘـﺎﻧون اﻟـدوﻟﻲ اﻵﻣـرة ﯾـؤدي
ﺑﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺑطﻼن اﻟﻣطﻠق وﯾﻧﺑﻎ ي ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ أن ﺗﺣﻛم ﺑﻪ ، 1ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛـن
أن ﯾﻌرض اﻟدوﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺑرم ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ ﻟﻠﻣـﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ ﻋﻠـﻰ أﺳـﺎس ﻧظرﯾـﺔ
اﻟﻌﻣـل اﻟـدوﻟﻲ اﻟﻐﯾـر اﻟﻣـﺷروع ، 2وﻟﻛـن اﻟـﺳؤال اﻟـذي ﯾطـرح ﻫﻧـﺎ ﻫـل ﻫﻧـﺎك ﻓﻌـﻼ أﻧـواع ﻣـن
اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻣﺣظورة ﺑﻣوﺟب ﻗواﻋد اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﻌﺎم اﻵﻣرة ،أم أﻧﻬﺎ ﻣﺣظورة ﻓﻘـط ﺑﻣوﺟـب
ﻗواﻋـد اﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ ﻻ ﺗـزال اﻟﻛﺛﯾـر ﻣـن اﻟـدول ﻟـم ﺗـﻧظم إﻟﯾﻬـﺎ وﺧﯾـر ﻣﺛـﺎل ﻋﻠـﻰ ذﻟـك ﻣﻌﺎﻫـدة ﻋـدم
اﻧﺗﺷﺎر اﻷﺳﻠﺣﺔ اﻟﻧووﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ 1968ﺣﯾث اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟدول ﻟم ﺗﻧظم إﻟﯾﻬﺎ ؟.
1
ﻣﺣﻣد ﺳﺎﻣﻲ ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ،ﻣﺣﻣد ﺳﻌﯾد اﻟدﻗﺎق ،ﻣﺻطﻔﻰ ﺳﻼﻣﺔ ﺣﺳﯾن ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 120,119
2
ﺑن ﻋﺎﻣر ﺗوﻧﺳﻲ ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ -اﻟﻌﻣل اﻟدوﻟﻲ اﻟﻐﯾر ﻣﺷروع ﻛﺄﺳﺎس ﻟﻠﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ )ط ،1ﻣﻧﺷورات دﺣﻠب،
اﻟﺟزاﺋر ،( 1995 ،ص. 36
67
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ أن ﺗﻛون ﻓﻲ ﺷﻛل ﻣﻛﺗوب ،وﻟﻘد ﻧﺻت اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻓﯾﯾﻧﺎ ﻟﻘﺎﻧون
اﻟﻣﻌﺎﻫـدات ﻋﻠـﻰ ﻫـذا اﻟـﺷرط ﻓـﻲ ﻧـص اﻟﻣـﺎدة 03اﻟﻔﻘـرة أ اﻟﺑﻧـد 01وﻗـد ﺗـم اﺷـﺗراط اﻟﻛﺗﺎﺑـﺔ
ﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟوﺿوح واﻟﺑﺳﺎطﺔ ﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ ،1وﻫو ﻟﯾس ﺷرطﺎ ﻟﻠﺻﺣﺔ ﺣﯾث ﯾﺟوز أن ﺗﻛون
اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻏﯾر ﻣﻛﺗوﺑﺔ وﻻ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺑطﻼن ٕواﻧﻣﺎ ﺣﺳب ﻧـص اﻟﻣـﺎدة 03ﻻ ﺗـﺳري
ﻋﻠﯾﻬـﺎ اﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ ﻓﯾﯾﻧـﺎ ﻟﻘـﺎﻧون اﻟﻣﻌﺎﻫـدات ،وﻟﻛـن ﺳـواء ﻛﺎﻧـت اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ ﻣﻛﺗوﺑـﺔ أو ﻏﯾـر
ﻣﻛﺗوﺑـﺔ ﻓﻬـذا ﻻ ﯾـؤﺛر ﻋﻠـﻰ ﻗوﺗﻬـﺎ اﻹﻟزاﻣﯾـﺔ ،وﯾﻔـﺿل ﻓـﻲ اﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ اﻟﻧﺎﻗﻠـﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ أن
ﺗﻛون ﻣﻛﺗوﺑﺔ وذﻟك ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﻧﺷﺄ ﻧزاع ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺎﺻﯾﻠﻬﺎ وﺧـﺻوﺻﺎ أن ﻫـذا اﻟﻧـوع ﻣـن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت
ﯾﺗﺿﻣن ﻛﻣﺎ ﻛﺑﯾر ﻣن اﻟﺗﻔﺎﺻﯾل اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟب ﻛﺗﺎﺑﺗﻬﺎ ﻟﺗوﺿﯾﺣﻬﺎ.
أﻣﺎ ﺑﺧﺻوص ﺗﻌدد اﻟﺗﺳﻣﯾﺎت اﻟﻣرادﻓﺔ واﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻟدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻣﺛل
اﺗﻔـﺎق ،ﻣﻌﺎﻫـدة ،ﻣﻠﺣـق ،ﻣـذﻛرة ﺗﻔـﺎﻫم ،ﻓﻠﻘـد اﺳـﺗﻘر ﻗـﺿﺎء ﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻟﻌـدل اﻟدوﻟﯾـﺔ ﻓـﻲ ﻗـﺿﯾﺔ
ﺟﻧوب ﻏرب إﻓرﯾﻘﯾﺎ ﻋﻠﻰ أن اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت ﻟﯾﺳت ﻋﻧﺻر اﻟﺣـﺳم ﻓـﻲ ﺗﺣدﯾـد طﺑﯾﻌـﺔ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت
ﻟﻠﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺳﻣﯾﺔ وﻣﺛﺎل ذﻟك اﻟﻘﺎﻧون اﻷﻣرﯾﻛﻲ اﻟذي ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﻫدات
ﻣﺻﺎدﻗﺔ اﻟرﺋﯾس وﺛﻠﺛﻲ ﻣﺟﻠس اﻟﺷﯾوخ أﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻓﯾﺻﺎدق اﻟرﺋﯾس وﺣدﻩ.2
1
ﻣﺣﻣد ﺳﺎﻣﻲ ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ،ﻣﺣﻣد ﺳﻌﯾد اﻟدﻗﺎق ،إﺑراﻫﯾم أﺣﻣد ﺧﻠﯾﻔﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص . 16
2
ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ،ص . 18
68
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
ﺗﻧﺻب اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﻧﺎﻗﻠﺔ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻘل ﻛل أو ﺑﻌض ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
وذﻟـك ﺣـﺳب اﻻﺗﻔـﺎق ،وﺑـذﻟك ﻓﻬـﻲ ﺗﻧـﺻب ﻣـﺛﻼ ﻋﻠـﻰ ﻧﻘـل اﻟﻣـﺻﺎﻧﻊ اﻟﺟـﺎﻫز ة أو ﻓـﻲ ﺣﺎﻟـﺔ
ﺗـﺷﻐﯾل ﻛﻣـﺎ ﺗﻧـﺻب ﻋﻠـﻰ ﻧﻘـل ﺣﻘـوق اﻻﺧﺗـراع ،اﻟرﺳـوم ،اﻟﻣﻌرﻓـﺔ ،اﻟﺧﺑـرة اﻟﻔﻧﯾـﺔ ﺑﻣﺧﺗﻠـف
أﺟﻬـزت اﻟﺗـدرﯾب ،ﺧـدﻣﺎت اﻟﻣـﺳﺎﻋدة اﻟﺗﻘﻧﯾـﺔ ،اﻟﺧطـط ،اﻟدراﺳـﺎت ،ﺗﻘـﺎرﯾر ﺧﺑـراء ،اﻷﺑﺣـﺎث،
اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،ﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻔﻧﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗرﻛﯾب أو ﺗﺷﻐﯾل أﺟﻬزة أو اﻵﻻت أو ﻣﻌدات..
إﻟﺦ.
وﯾﺗم ﻋﻧد إﺑرام اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗﺣدﯾد ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣراد ﻧﻘﻠﻬﺎ ،وﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻫذا
اﻟﺗﺣدﯾـد دﻗﯾﻘـﺎ وذﻟـك ﺗﻔﺎدﯾـﺎ ﻟﻠﻧزاﻋـﺎت اﻟﺗـﻲ ﯾﻣﻛـن أن ﺗﻧـﺷﺄ ﺟـراء ﻋـدم دﻗـﺔ اﻟﺗﺣدﯾـد ،وﻣـن أﻣﺛﻠـﺔ
اﻟﺗﺣدﯾـد اﻟـدﻗﯾق ﻣـﺎ ﻧـﺻت ﻋﻠﯾـﻪ اﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ اﻟﺗﻌـﺎون اﻟﺗﻛﻧوﻟـوﺟﻲ ﻓـﻲ اﻟﻣﺟـﺎل اﻟـﺻﺣﻲ اﻟﻣﺑرﻣـﺔ ﺑـﯾن
اﻟﺟزاﺋر وﺟﻧوب إﻓرﯾﻘﯾﺎ اﻟﻣوﻗﻌﺔ ﺑﺗﺎرﯾﺦ 06أﻛﺗوﺑر 2006ﺣﯾث ﺗﺿﻣﻧت ﺗﺣدﯾدا دﻗﯾﻘﺎ ﻟﻌﻧﺎﺻر
اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣراد ﻧﻘﻠﻬﺎ ﺑﯾن اﻟطرﻓﯾن ﻓﻧـﺻت اﻟﻣـﺎدة 05ﻋﻠـﻰ ﻧﻘـل اﻟﺧﺑـرات اﻟﻔﻧﯾـﺔ اﻟـﺻﯾدﻻﻧﯾﺔ
اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻧوع ﻣﻌﯾن ﻣن اﻷدوﯾﺔ ﺑﯾﻧﻣﺎ ذﻛرت اﻟﻣﺎدة 07ﺗﺑﺎدل اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺣﻠﯾل*.
* اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،اﻟﻌدد 44اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 26ﺟوان 2005اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎون اﻟﺗﻘﻧﻲ ﻓﻲ
اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺻﺣﻲ اﻟﻣﺑرﻣﺔ ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر وﺟﻧوب إﻓرﯾﻘﯾﺎ ،اﻟﻣوﻗﻌﺔ ﻓﻲ ﺑرﯾﺗورﯾﺎ ﺑﺗﺎرﯾﺦ 06اﻛﺗوﺑر . 2006
69
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
ﻟﻘد ﻋرﻓت اﻟﺟزاﺋر ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻋﺑر اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ و ﺗﻣﯾزت
اﻟﻣﻣﺎرﺳـﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾـﺔ ﻓـﻲ ﻫـذا اﻟﻣﺟـﺎل ﺑﺗﻌـدد اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ اﻟﺗـﻲ أﺑرﻣﺗﻬـﺎ اﻟﺟزاﺋـر ،وأﯾـﺿﺎ
ﻣﺣﺎوﻟﺗﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﺗﺟـﺎرب ﺗﻛـرﯾس ﻣﺟﻣوﻋـﺔ ﻣـن ﻣﺑـﺎدئ اﻟﻘـﺎﻧون اﻟـدوﻟﻲ وﻋﻠﯾـﻪ ﺳـﻧﺗﻧﺎول
ﻌﻧﺻرن.
ا ﺗﺣﻠﯾل ﻫذﻩ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻋﺑر ﻫذان اﻟ
وﻓﻲ ﺳﺑﯾل اﻟﺳﻌﻲ ﻟﺗﻠﺑﯾﺔ اﺣﺗﯾﺎﺟﺎﺗﻬﺎ ﻣن اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ اﻷﺟﻧﺑﯾـﺔ وذﻟـك ﺑﻐﯾـﺔ ﺗﺣﻘﯾـق ﺗﻧﻣﯾـﺔ
ﻓــﻲ ﻣﺧﺗﻠــف اﻟﻘطﺎﻋــﺎت اﻟﺣﯾوﯾــﺔ ،أﺑرﻣــت اﻟﺟزاﺋــر اﻟﻌدﯾــد ﻣــن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾــﺎت اﻟدوﻟﯾــﺔ اﻟﻧﺎﻗﻠــﺔ
ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ،وﺗﺗـراوح ﻫـذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت ﺑـﯾن اﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت دوﻟﯾـﺔ ﺛﻧﺎﺋﯾـﺔ ﻧﺎﻗﻠـﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ و اﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت
ﺗﻌـرف اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ اﻟﺛﻧﺎﺋﯾـﺔ ﺑـﺷﻛل ﻋـﺎم ﻋﻠـﻰ أﻧﻬـﺎ " ﺗواﻓـق إرادة ﺷﺧـﺻﯾن ﻣـن أﺷـﺧﺎص
اﻟﻘـﺎﻧون اﻟـدوﻟﻲ ﻋﻠـﻰ إﺣـداث أﺛـﺎر ﻗﺎﻧوﻧﯾـﺔ ﻣﻌﯾﻧـﺔ طﺑﻘـﺎ ﻟﻠﻘـﺎﻧون اﻟـدوﻟﻲ" ،وﺑـذﻟك ﯾﺗـﺿﺢ ﻟﻧـﺎ أن
اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺳـواء ﻛﺎﻧـت ﻓـﻲ ﻣﺟـﺎل اﻟﻧﻘـل اﻟـدوﻟﻲ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ،1أو أي ﻣﺟـﺎل أﺧـر
ﺗﺟﻣﻊ ﺑﯾن ﺷﺧﺻﯾن ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ ﻋﺎم ،وﻫم اﻟدول واﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ.
1
ﻣﺣﻣد ﯾوﺳف ﻋﻠوان ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص . 122
70
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
ﻟﻘد أﺑرﻣت اﻟﺟزاﺋر اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓـﻲ ﻣﺟـﺎل ﻧﻘـل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ﻣـﻊ
-1اﺗﻔﺎق اﻟﺗﻌﺎون اﻟﺗﻘﻧﻲ ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر وﺳﯾراﻟﯾون اﻟﻣوﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 22أﺑرﯾل1980
وﺣـﺳب اﻟﻣـﺎدة 04ﻣـن ﻫـذا اﻻﺗﻔـﺎق أﻧـﻪ ﯾﻬـدف ﻟﻠﺗﻌـﺎون ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟـوﺟﻲ ﻓـﻲ اﻟﻣﺟـﺎل اﻟزراﻋـﻲ
-2اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌﺎون اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﺗﻘﻧﻲ واﻟﻌﻠﻣﻲ ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر واﻟﯾوﻧﺎن اﻟﻣوﻗﻊ
اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 11دﯾﺳﻣﺑر ، 1982وﺣﺳب اﻟﻣواد 02و 03ﻫﻲ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗﻌﺎون ﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ ﻓﻲ
ﻣﺟـﺎل اﻟﺗﺟـﺎرة واﻟـﺻﻧﺎﻋﺔ واﻟـﺳﯾﺎﺣﺔ واﻟﻧﻘـل واﻟﻣوﺻـﻼت واﻷﺷـﻐﺎل اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ واﻟﻣﻼﺣـﺔ واﻟﺑﻧـﺎء
واﻟﺻﯾد اﻟﺑﺣري*.
-3اﺗﻔﺎق اﻟﺗﻌﺎون اﻟﻌﻠﻣﻲ واﻟﺗﻘﻧﻲ ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر واﻟﻬﻧد اﻟﻣوﻗﻊ ﺑدﻟﻬﻲ ﺑﺗـﺎرﯾﺦ 28ﻓﺑراﯾـر1980
اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،ﺑﺗﺎرﯾﺦ 25ﺟوﯾﻠﯾﺔ 1980اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ ﻧص اﻟﻣﺎدة 04ﻣن اﺗﻔﺎق اﻟﺗﻌﺎون اﻟﺗﻘﻧﻲ ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر *
اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﺗﻘﻧﻲ واﻟﻌﻠﻣﻲ ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر واﻟﯾوﻧﺎن ،اﻟﻣوﻗﻊ ﺑﺎﻟﺟزاﺋر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 13ﻣﺎي ، 1982ص 3275إﻟﻰ. 3277
71
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
اﻟﻣـﺎدة 01ﻣﻧـﻪ ﻫـو اﺗﻔـﺎق ﯾرﻣـﻲ إﻟـﻰ اﻟﺗﺑـﺎدل اﻟﺗﻛﻧوﻟـوﺟﻲ ﻷﻏـراض اﻗﺗـﺻﺎدﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾـﺔ
ﻟﻠﺑﻠدﯾن*.
-4اﺗﻔﺎق اﻟﺗﻌـﺎون اﻻﻗﺗـﺻﺎدي واﻟﺗﻘﻧـﻲ ﺑـﯾن اﻟﺟزاﺋـر واﻟـﺻﯾن اﻟﻣوﻗـﻊ ﻓـﻲ اﻟﺟزاﺋـر ﺑﺗـﺎرﯾﺦ 26
28ﻓﯾﻔـري 1990وﺣـﺳب اﻟﻣـﺎدة 02ﻣـن ﻫـذا اﻻﺗﻔـﺎق أﻧـﻪ ﯾﻬـدف إﻟـﻰ اﻟﺗﻌـﺎون اﻟﺗﻘﻧـﻲ ﻓـﻲ
اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :اﻟﺗﻌﻣﯾر و اﻟﺑﻧـﺎء ،اﻟﻬﯾﺎﻛـل اﻟﻘﺎﻋدﯾـﺔ ،اﻟـﺻﯾد ،اﻟﻧﻘـل ،اﻟﻘطﺎﻋـﺎت
-5اﻻﺗﻔﺎق اﻹطﺎري ﻟﻠﺗﻌﺎون اﻟﻌﻠﻣﻲ واﻟﺗﻘﻧﻲ واﻟﺛﻘﺎﻓﻲ واﻟﺗرﺑوي ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر واﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻻﺳﺑﺎﻧﯾﺔ
-6اﺗﻔـﺎق اﻟﺗﻌـﺎون اﻟﻌﻠﻣـﻲ واﻟﺗﻛﻧوﻟـوﺟﻲ اﻟﻣﺑـرم ﺑـﯾن اﻟﺟزاﺋـر وﻧﯾﺟﯾرﯾـﺎ اﻟﻣوﻗـﻊ ﺑﺄﺑوﺟـﺎ ﻓـﻲ 14
اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،ﺑﺗﺎرﯾﺦ 11دﯾﺳﻣﺑر 1982اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ ﻧص اﻟﻣﺎدة 01ﻣن اﺗﻔﺎق اﻟﺗﻌﺎون اﻟﻌﻠﻣﻲ واﻟﺗﻘﻧﻲ ﺑﯾن *
اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،اﻟﻌدد 09اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 26أﻛﺗوﺑر 1985اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ ﻧص اﻟﻣﺎدة 02ﻣن اﺗﻔﺎق اﻟﺗﻌﺎون *
اﻻﻗﺗﺻﺎدي .واﻟﺗﻘﻧﻲ ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر واﻟﺻﯾن ،اﻟﻣوﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 28 ،ﻓﯾﻔري ، 1990ص. 348
اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،ﺑﺗﺎرﯾﺦ 28ﻧوﻓﻣﺑر 2000اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺗﻔﺎق اﻹطﺎري ﻟﻠﺗﻌﺎون اﻟﻌﻠﻣﻲ واﻟﺗﻘﻧﻲ، *
)واﻟﺛﻘﺎﻓﻲ واﻟﺗرﺑوي ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر واﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻻﺳﺑﺎﻧﯾﺔ ،اﻟﻣوﻗﻊ ﺑﺎﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ 05أﻓرﯾل ، 1993ص. 19
72
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
اﻟﻣـؤرخ ﻓـﻲ 03ﻣـﺎرس 2003وﺣـﺳب اﻟﻣـﺎدة 03ﯾﻬـدف ﻫـذا اﻻﺗﻔـﺎق ﻟﻠﺗﻌـﺎون واﻟﺗﺑـﺎدل
اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف .اﻟﻣﺟﺎﻻت ﻣﺛل اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ واﻟزراﻋﺔ واﻷﻣن اﻟﻐذاﺋﻲ واﻟﺑﯾﺋﺔ واﻟﺻﺣﺔ*.
-7اﺗﻔـﺎق اﻟﺗﻌـﺎون اﻟﺗﻘﻧـﻲ ﺑـﯾن اﻟﺟزاﺋـر وأﻟﻣﺎﻧﯾـﺎ اﻟﻣوﻗـﻊ ﻓـﻲ اﻟﺟزاﺋـر ﺑﺗـﺎرﯾﺦ 30أﻓرﯾـل 2002
ﻧـص اﻟﻣـواد 01و 02و 03ﻣـن اﻻﺗﻔـﺎق ﻓﺈﻧـﻪ ﯾﻬـدف إﻟـﻰ اﻟﺗﻌـﺎون واﻟﺗﺑـﺎدل اﻟﺗﻘﻧـﻲ ﻟﺗﻧﻣﯾـﺔ
-8اﺗﻔﺎق اﻟﺗﻌﺎون ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ واﻟﻌﻠوم واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر ٕواﯾطﺎﻟﯾﺎ اﻟﻣوﻗﻊ ﺑﺎﻟﺟزاﺋر
ﺑﺗﺎرﯾﺦ 30ﺟوان 2002واﻟﻣﺻﺎدق ﻋﻠﯾﻪ ﺑﻣوﺟب اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳـﻲ 202-03اﻟﻣـؤرخ ﻓـﻲ 05
ﻣﺎي ، 2003وﯾﻬدف ﻫذا اﻻﺗﻔﺎق إﻟﻰ اﻟﺗﻌﺎون واﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ ﻋﺑر ﻋدة .ﻣﺟـﺎﻻت ﻣﻧﻬـﺎ
-09اﺗﻔﺎق اﻟﺗﻌﺎون اﻟﺗﻘﻧﻲ ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر واﻟﯾﺎﺑﺎن اﻟﻣوﻗﻊ ﺑـ طوﻛﯾو ﺑﺗﺎرﯾﺦ 07دﯾﺳﻣﺑر، 2004
واﻟﻣـﺻﺎدق ﻋﻠﯾـﻪ ﺑﻣوﺟـب اﻟﻣرﺳـوم اﻟرﺋﺎﺳـﻲ ، 76 -06اﻟﻣـؤرخ ﻓـﻲ 18ﻓﯾﻔـري 2006 -
اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،اﻟﻌدد 16اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 08ﻣﺎرس 2003اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ اﻟﻣﺎدة 03ﻣن اﺗﻔﺎق اﻟﺗﻌﺎون اﻟﻌﻠﻣﻲ . *
واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ اﻟﻣﺑرم ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر وﻧﯾﺟﯾرﯾﺎ ،اﻟﻣوﻗﻊ ﺑـ أﺑوﺟﺎ ﻓﻲ 14ﯾﻧﺎﯾر ، 2002ص. 19
اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،اﻟﻌدد 44اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 28ﺟوان 2006اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ اﻟﻣواد 01.ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر وأﻟﻣﺎﻧﯾﺎ ،اﻟﻣوﻗﻊ *
اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،اﻟﻌدد 32اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 07ﻣﺎي 2003اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ اﺗﻔﺎق اﻟﺗﻌﺎون ﻓﻲ ﻣﺟﺎل *
اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ).واﻟﻌﻠوم واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر ٕواﯾطﺎﻟﯾﺎ ،اﻟﻣوﻗﻊ ﺑﺎﻟﺟزاﺋر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 30ﺟوان ، 2002ص. 09
73
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
وﺣـﺳب اﻟﻣـواد ﻣـن 01إﻟـﻰ 04ﯾﻬـدف ﻫـذا اﻻﺗﻔـﺎق إﻟـﻰ اﻟﺗﻌـﺎون ﻓـﻲ ﻣﺧﺗﻠـف اﻟﻣﯾـﺎدﯾن
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ*.
-10اﺗﻔـﺎق اﻟﺗﻌـﺎون ﻓـﻲ ﻣﺟـﺎل اﻟﻌﻠـوم واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ اﻟﻣﺑـرم ﺑـﯾن اﻟﺟزاﺋـر واﻟوﻻﯾـﺎت اﻟﻣﺗﺣـدة
رﻗـم 06 -402اﻟﻣـؤرخ ﻓـﻲ 14ﻧـوﻓﻣﺑر ، 2006واﻟـذي ﯾﻬـدف ﺣـﺳب اﻟﻣـﺎدة 01ﻣﻧـﻪ ﻋﻠـﻰ
اﻟﺗﻌﺎون اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ وﺗﻌزﯾز اﻟﻘدرات اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ ﻟﻠطرﻓﯾن وﻷﻏراض ﺳﻠﻣﯾﺔ وذﻟك ﻓﻲ اﻟﻣﯾـﺎدﯾن
ذات اﻟﻣﻧﻔﻌـﺔ اﻟﻣـﺷﺗرﻛﺔ ﻟﻠطـرﻓﯾن*،وﺗﺟـدر اﻹﺷـﺎرة أن ﻫﻧـﺎك ﺑﻌـض اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ اﻟﺛﻧﺎﺋﯾـﺔ
اﻟﺗﻲ أﺑرﻣﺗﻬﺎ اﻟﺟزاﺋر ﻓـﻲ ﻣﺟـﻼت ﻣﺗﻌـددة رﻏـم أﻧﻬـﺎ ﻏﯾـر ﻣﺧﺗـﺻﺔ أﺻـﻼ ﺑﻧﻘـل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ إﻻ
أﻧﻬﺎ ﺗﺿﻣﻧت ﺑﻌض اﻟﺑﻧود اﻟﺗﻲ ﺗﺷﯾر إﻟﻰ ﻧﻘل ﺑﻌض اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎت ﺑﯾن اﻟطرﻓﯾن وﻣﺛﺎل ذﻟك:
-1ﻣـذﻛرة اﻟﺗﻔـﺎﻫم ﺣـول اﻟﺗﻌـﺎون ﻓـﻲ اﻟﻣﺟـﺎل اﻟـﺻﺣﻲ اﻟﻣﺑرﻣـﺔ ﺑـﯾن اﻟﺟزاﺋـر و ﺟﻧـوب إﻓرﯾﻘﯾـﺎ
اﻟﻣوﻗﻌﺔ ﻓﻲ ﺑرﯾﺗورﯾﺎ ﺑﺗﺎرﯾﺦ 06أﻛﺗوﺑر 2004واﻟﻣﺻﺎدق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﻣوﺟب اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم
اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ﺑـل اﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ ﻟﻠﺗﻌـﺎون اﻟـﺻﺣﻲ وﻟﻛـن اﻟﻣـواد ﻣـن 02إﻟـﻰ ، 07ﺗـﻧص ﻋﻠـﻰ ﺗﺑـﺎدل
اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،اﻟﻌدد 10اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 26ﻓﯾﻔري 2006اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ اﻟﻣﺎدة 01اﻟﺗﻌﺎون اﻟﺗﻘﻧﻲ ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر *
اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،اﻟﻌدد 73اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 19ﻧوﻓﻣﺑر 2006اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ اﻟﻣﺎدة 01ﻣن اﺗﻔﺎق اﻟﺗﻌﺎون ﻓﻲ ﻣﺟﺎل *
).اﻟﻌﻠوم واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣﺑرم ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر واﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ،اﻟﻣوﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ 18ﯾﻧﺎﯾر ، 2006ص.04
74
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
واﻷدوﯾﺔ*.
-2اﺗﻔـﺎق اﻟﺗﻌـﺎون ﻓـﻲ اﻟﻣﺟـﺎل اﻟﻔﻼﺣـﻲ ﺑـﯾن اﻟﺟزاﺋـر وﻓﯾﺗﻧـﺎم اﻟﻣوﻗـﻊ ﻓـﻲ اﻟﺟزاﺋـر ﺑﺗـﺎرﯾﺦ 21
،2006ﺣﯾث أﻧﻪ ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أن ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻣﺧﺻﺻﺔ أﺻﻼ ﻟﻠﺗﻌﺎون ﻓـﻲ اﻟﻣﺟـﺎل اﻟﻔﻼﺣـﻲ
إﻻ أن اﻟﻣـﺎدة 06ﻣﻧﻬـﺎ ﺗـﺷﯾر إﻟـﻰ ﺗﺑـﺎدل اﻟﺗﻘﻧﯾـﺎت واﻟﻣـﺳﺎﻋدات اﻟﻌﻠﻣﯾـﺔ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺔ ﻓـﻲ ﻣﺟـﺎل
اﻟزراﻋﻲ.
إن ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﻧﻘل اﻟدوﻟﻲ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻟم ﺗﻌد ﺣﻛرا ﻓﻘط ﻋﻠﻰ اﻟدول ،ﺑـل ﺣﺗـﻰ أن ﺑﻌـض
اﻟﻣﻧظﻣـﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ أﺻـﺑﺣت ﺗـﺷﺎرك ﻓـﻲ ﻫـذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾـﺎت وﺧـﺻوﺻﺎ إذا ﻛﺎﻧـت ﻣﺗﺧﺻـﺻﺔ ﻓـﻲ
ذﻟك اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ،ورﺑﻣـﺎ ﻣـن أﺑـرز اﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت اﻟﺟزاﺋـر ﻓـﻲ ﻣﺟـﺎل اﻟﻧﻘـل اﻟﺗﻛﻧوﻟـوﺟﻲ ﻣـﻊ
اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻧﺟد اﺗﻔﺎق اﻟﺟزاﺋر ﻣﻊ اﻟوﻛﺎﻟﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟطﺎﻗﺔ اﻟذرﯾﺔ اﻟﻣوﻗﻊ ﻓﻲ ﻓﯾﯾﻧﺎ ﺑﺗـﺎرﯾﺦ
اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،اﻟﻌدد 43اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 26ﺟوﯾﻠﯾﺔ 2005اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ اﻟﻣواد ﻣن 02إﻟﻰ 07ﻣن ﻣذﻛرة اﻟﺗﻔﺎﻫم *
ﺣول اﻟﺗﻌﺎون ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺻﺣﻲ اﻟﻣﺑرﻣﺔ ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر وﺟﻧوب إﻓرﯾﻘﯾﺎ ،اﻟﻣوﻗﻌﺔ ﻓﻲ ﺑرﯾﺗورﯾﺎ ﺑﺗﺎرﯾﺦ 06أﻛﺗوﺑر ، 2004
ص. 08
75
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
-1اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻧﻘل ﺗﻘﻧﯾﺎت و ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺗداﺑﯾر اﻟﺳﻼﻣﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺣدوث ﺧطر ﻧﺎﺟم ﻋن
ﺑذﻟك *.
-3اﺗﻔـﺎق ﻋﻠـﻰ ﺷـﻛل اﻟﺣﻣﺎﯾـﺔ اﻟﻣﺎدﯾـﺔ ﻟﻠﻣراﻓـق واﻟﻣﻌـدات اﻟﻣـﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓـﻲ أﺑﺣـﺎث اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ
اﻟﻧووﯾﺔ.
*
ﻣﻠﻛﯾﺗﻬﺎ . -4اﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻣﻌدات واﻟﻣواد اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ أﺑﺣﺎث اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ وطرق ﻧﻘل
ﻋﻠـﻰ ﻋﻛـس اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت اﻟﺛﻧﺎﺋﯾـﺔ ﻓـﺎﻟﺟزاﺋر ﻟـم ﯾﻛـن ﻟﻬـﺎ ﻧﻔـس اﻹﻗﺑـﺎل ﻋﻠـﻰ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ
اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻧﺎﻗﻠﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ واﻟﺳﺑب ﻫو ﻗﻠﺔ اﻟﺗﻧﺳﯾق ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ ﺑﯾن دول اﻟﻣﻧطﻘﺔ
ﻋﻠﻰ ﻋﻛس ﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ دول اﻹﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ أو دول أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻣـت ﺑـﺈﺑرام
اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،اﻟﻌدد 88اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 13دﯾﺳﻣﺑر 1992اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ اﺗﻔﺎق اﻟﺟزاﺋر ﻣﻊ *
اﻟوﻛﺎﻟﺔ ،اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟطﺎﻗﺔ اﻟذرﯾﺔ ،اﻟﻣوﻗﻊ ﻓﻲ ﻓﯾﯾﻧﺎ ﺑﺗﺎرﯾﺦ 02و 06أﻛﺗوﺑر. 1992
اﻟﻣﺎدة 02و 03ﻣن اﺗﻔﺎق اﻟﺟزاﺋر ﻣﻊ اﻟوﻛﺎﻟﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟطﺎﻗﺔ اﻟذرﯾﺔ اﻟﻣوﻗﻊ ﻓﻲ ﻓﯾﯾﻧﺎ ﺑﺗﺎرﯾﺦ . 1992/ 06 /10/ *
اﻟﻣﺎدة 04و 05ﻣن اﺗﻔﺎق اﻟﺟزاﺋر ﻣﻊ اﻟوﻛﺎﻟﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟطﺎﻗﺔ اﻟذرﯾﺔ اﻟﻣوﻗﻊ ﻓﻲ ﻓﯾﯾﻧﺎ ﺑﺗﺎرﯾﺦ .1992/06/10 *
76
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
اﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ دوﻟﯾـﺔ ﺟﻣﺎﻋﯾـﺔ ﻟﻧﻘـل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ﻓﯾﻣـﺎ ﺑﯾﻧﻬـﺎ ﺗـﺳﻣﻰ اﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ ﻗرطﺎﺟﻧـﺔ ﻟـدول ﻣﺟﻣـوع
اﻷﻧدﯾز ﺳﻧﺔ ، 11969وﻟﻛن ﻣﻊ ذﻟك ﻛﺎﻧت ﻟﻠﺟزاﺋر ﺑﻌض اﻟﺗﺟﺎرب اﻟﻣﺣدودة ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ:
-1اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻻﺗﺣﺎد اﻹﻓرﯾﻘﻲ ﻟﻼﺗﺻﺎﻻت اﻟﺳﻠﻛﯾﺔ واﻟﻼﺳﻠﻛﯾﺔ اﻟﻣوﻗﻌﺔ ﺑﺄدﯾس أﺑﺎﺑﺎ ﻓـﻲ دﯾـﺳﻣﺑر
وﺗﺿم ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺟﻣﯾﻊ دول ﻣﻧظﻣﺔ اﻟوﺣدة اﻹﻓرﯾﻘﯾﺔ ﺣﺳب ﻧص اﻟﻣﺎدة 02اﻟﻔﻘرة 01اﻟﺗﻲ
ﺟـﺎء ﻓﯾﻬـﺎ" اﻟـدول اﻷﻋـﺿﺎء ﻓـﻲ ﻣﻧظﻣـﺔ اﻟوﺣـدة اﻹﻓرﯾﻘﯾـﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗوﻗـﻊ وﺗـﺻﺎدق ﻋﻠـﻰ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ
ﺗﻧﺿم إﻟﯾﻬﺎ".
وﺣـﺳب ﻧـص اﻟﻣـﺎدة 05ﻓﻣـن أﻫـداف ﻫـذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ ﻫـو إﻧـﺷﺎء إﺗﺣـﺎد إﻓرﯾﻘـﻲ ﯾـﺳﻌﻰ إﻟـﻰ
ﺗطور اﻟﻣواﺻﻼت اﻟﺳﻠﻛﯾﺔ واﻟﻼﺳﻠﻛﯾﺔ وذﻟك ﻋﺑر اﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ﺑﯾن دول
اﻹﺗﺣﺎد ﻋﺑر:
-ﻧﺷر وﺗﺑﺎدل اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻷﺑﺣﺎث اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ ﺣول ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣواﺻﻼت ﺑﯾن
2
-إﻧﺷﺎء ﻣﻌﺎﻫد ﺗﻛوﯾن اﻹطﺎرات ﻓﻲ ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣواﺻﻼت.
1
ﻋﺑﺎﺑﺳﺔ ﺣﻣزة ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.76
اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 02ﺳﺑﺗﻣﺑر 1980ص . 1306 ، 1300 *
2
اﻟﻣﺎدة 05اﻟﻔﻘرة د .ه .ز .ط .ﻣن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻻﺗﺣﺎد اﻹﻓرﯾﻘﻲ ﻟﻼﺗﺻﺎﻻت اﻟﺳﻠﻛﯾﺔ واﻟﻼﺳﻠﻛﯾﺔ اﻟﻣوﻗﻌﺔ ﺑﺄدﯾس ﺑﺎﺑﺎ ﻓﻲ دﯾﺳﻣﺑر
77
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
أو ﻣـﺎ ﯾﻌـرف أﯾـﺿﺎ ﺑـﺈﻋﻼن ﺑرﺷـﻠوﻧﺔ وﻫـو ﻣﺟﻣوﻋـﺔ ﺗوﺻـﯾﺎت ﺗـم اﻻﺗﻔـﺎق ﻋﻠﯾﻬـﺎ وﺗﺑﻧﯾﻬـﺎ ﻓـﻲ
اﻟﻣـؤﺗﻣر اﻷورو -ﻣﺗوﺳـطﻲ ﻓـﻲ 27و 28ﻧـوﻓﻣﺑر ﻣـن اﻟﻌـﺎم 1995اﻟﻣﻧﻌﻘـد ﻓـﻲ ﺑرﺷـﻠوﻧﺔ ،
واﻟذي ﺿم ﻣﻣﺛﻠﯾن ﻋن ﺧﻣﺳﺔ ﻋـﺷر دوﻟـﺔ أوروﺑﯾـﺔ ﺗﻣﺛـل دول اﻹﺗﺣـﺎد اﻷوروﺑـﻲ وأﺛﻧـﻰ ﻋـﺷر
دوﻟﺔ ﻣن دول اﻟﺑﺣر اﻷﺑﯾض اﻟﻣﺗوﺳط ﻣﻧﻬم اﻟﺟزاﺋر .وﻗد ﻧﺟم ﻋن اﻻﺗﻔﺎق ﺗوﺻﯾﺎت ﺑﺎﻟﺗﻌﺎون
ﻓﻲ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻘطﺎﻋﺎت ،وﻣﻧﻬﺎ ﻗطﺎع اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺣﯾث ﺷـﺟﻊ اﻟﻣـؤﺗﻣر ﻧﻘـل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺔ ﺑـﯾن
ﻟﻠﺷرﻛﺎء اﻟﻣﺗوﺳطﯾﯾن ﺧﻔض اﻟﻬوة ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺟﯾراﻧﻬم اﻷوروﺑﯾﯾن وﺗﺷﺟﯾﻊ ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ.
ج -ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﺑﺣث واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﺑﻣواﺟﻬﺔ ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﺧـﺗﻼل اﻟﻣﺗـﺻﺎﻋد ﻟﻺﻧﺟـﺎزات اﻟﻌﻠﻣﯾـﺔ ﻣـﻊ أﺧـذ
وﺑذﻟك ﻛﺎﻧت ﻟﻠﺟزاﺋر ﺗﺟﺎرب ﺛﻧﺎﺋﯾﺔ وﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾـﺎت ﻧﻘـل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ﺑﻣوﺟـب اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت
إﻋﻼن ﺑرﺷﻠوﻧﺔ اﻟﺻﺎدر ﻋن اﻟﻣؤﺗﻣر اﻷوروﻣﺗوﺳطﻲ ﻓﻲ 27و 28ﻧوﻓﻣﺑر ﻣن اﻟﻌﺎم . 1995 1
78
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
ﻟﻘـد ﺣﺎوﻟـت اﻟﺟزاﺋـر ﻣـن وراء اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت اﻟﻧﺎﻗﻠـﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ اﻟﺗـﻲ أﺑرﻣﺗﻬـﺎ ﻟـﯾس ﻓﻘـط
اﻟﺣـﺻول ﻋﻠـﻰ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ اﻷﺟﻧﺑﯾـﺔ ﻟـدﻓﻊ اﻟﺗﻧﻣﯾـﺔ ﻓﯾﻬـﺎ ،ﺑـل ﺳـﻌت أﯾـﺿﺎ إﻟـﻰ ﺗﻛـرﯾس واﻟﺗﺄﻛﯾـد
ﻋﻠﻰ ﺑﻌض ﻣﺑﺎدئ اﻟﻘﺎﻧون اﻟـدوﻟﻲ ،وذﻟـك ﺣﺗـﻰ ﻻ ﺗﻌﺗﺑـر ﻫـذﻩ اﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت ﻣﺟـرد ﺳـﻧد دوﻟـﻲ ﻟﻧﻘـل
اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ،ﺑل ﺻﻛوك ﻣرﺟﻌﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ،وﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻣﻛرﺳﺔ.
واﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾـﻪ ﻓـﻲ اﻟﻣـﺎدة 01اﻟﻔﻘـرة 03ﻣـن ﻣﯾﺛـﺎق اﻷﻣـم اﻟﻣﺗﺣـدة اﻟﺗـﻲ ﺟـﺎء ﻓﯾﻬـﺎ" إن ﻣـن
ﻣﻘﺎﺻـد اﻟﻣﯾﺛـﺎق ﺗﺣﻘﯾـق اﻟﺗﻌـﺎون اﻟـدوﻟﻲ ﻋﻠـﻰ ﺣـل اﻟﻣـﺳﺎﺋل اﻟدوﻟﯾـﺔ ذات اﻟـﺻﺑﻐﺔ اﻻﻗﺗـﺻﺎدﯾﺔ
واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾـﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾـﺔ ،1وﻗـد ﺗـم اﻟـﻧص ﻋﻠـﻰ ﻣﺑـدأ اﻟﺗﻌـﺎون اﻟـدوﻟﻲ ﻓـﻲ اﻟﻣﺟـﺎل اﻟﺗﻛﻧوﻟـوﺟﻲ
ﺻراﺣﺔ ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 13اﻟﻔﻘرة 02ﻣن ﻣﯾﺛﺎق ﺣﻘـوق اﻟـدول وواﺟﺑﺎﺗﻬـﺎ اﻻﻗﺗـﺻﺎدﯾﺔ اﻟـﺻﺎدر
ﻋـن اﻟﺟﻣﻌﯾـﺔ اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻟﻸﻣـم اﻟﻣﺗﺣـدة اﻟﺗـﻲ ﺟـﺎء ﻓﯾﻬـﺎ " ﻋﻠـﻰ ﺟﻣﯾـﻊ اﻟـدول اﻟﻧﻬـوض ﺑﺎﻟﺗﻌـﺎون
اﻟـدوﻟﻲ اﻟﻌﻠﻣـﻲ واﻟﺗﻛﻧوﻟـوﺟﻲ وﺑﻧﻘـل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ﻣـﻊ إﯾـﻼء اﻟﻣراﻋـﺎة اﻟواﺟﺑـﺔ ﻟﻛﺎﻓـﺔ اﻟﻣـﺻﺎﻟﺢ
اﻟﻣـﺷروﻋﺔ وﻣـن ذﻟـك ﺧﺎﺻـﺔ ﺣﻘـوق وواﺟﺑـﺎت ﺣـﺎﺋزي اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ وﻣوردﯾﻬـﺎ وﻣﺗﻠﻘﯾﻬـﺎ ،وﯾﻧﺑﻐـﻲ
ﻋﻠـﻰ ﺟﻣﯾـﻊ اﻟـدول ،ﻋﻠـﻰ وﺟـﻪ اﻟﺧـﺻوص ﺗـﺳﻬﯾل وﺻـول اﻟﺑﻠـدان اﻟﻧﺎﻣﯾـﺔ إﻟـﻰ ﻣﻧﺟـزات اﻟﻌﻠـم
واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﺣدﯾﺛﯾن وﻧﻘـل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ وﺧﻠـق ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ﻣﺣﻠﯾـﺔ ﻟﻣﻧﻔﻌـﺔ اﻟﺑﻠـدان اﻟﻧﺎﻣﯾـﺔ ،وذﻟـك
1
أﺣﻣد أﺑو اﻟوﻓﺎء ،اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ )ط،1ﻣﺻر :دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،(1999،ص . 342
79
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
ﻓﻲ ﺻور وﺗﺑﻌﺎ ﻹﺟراءات ﺗﻼﺋم اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎﺗﻬﺎ و اﺣﺗﯾﺎﺟﺎﺗﻬﺎ" وﻗد ﺳﺎﻫﻣت اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ ﺗﻛـرﯾس
ﻫـذا اﻟﻣﺑـدأ ﻋﺑـر إﺑراﻣﻬـﺎ اﻟﻌدﯾـد ﻣـن اﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ اﻟﻧﺎﻗﻠـﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ وﻛﺎﻧـت ﻓﯾﻬـﺎ ﺑﻣﺛﺎﺑـﺔ
ﻣـﺳﺗﻔﯾد وأﯾـﺿﺎ ﻧﺎﺷـر ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ اﻟﺗﻧﻣوﯾـﺔ ،ﻓﻣـن ﺟﻬـﺔ ﺳـﻌت إﻟـﻰ اﻻﺳـﺗﻔﺎدة ﻣـن اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ
ﻟﻣﺷﺎرﯾﻌﻬﺎ اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ وﻣن ﺟﻬـﺔ أﺧـرى ﺗـﺳﻌﻰ إﻟـﻰ ﺗﻣﻛـﯾن اﻟـدول اﻟﻧﺎﻣﯾـﺔ اﻷﺧـرى ﻣـن اﻟﺣـﺻول
ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗﺎﺟﻬﺎ ﻟﻌﻣﻠﯾﺗﻬﺎ اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ وﺑذﻟك ﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻋﻠﻰ
ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة ﺑﯾن اﻟدول ﻣـن اﻟﻣﺑـﺎدئ اﻷﺳﺎﺳـﯾﺔ اﻟﺗـﻲ ﯾﻘـوم ﻋﻠﯾﻬـﺎ اﻟﻘـﺎﻧون اﻟـدوﻟﻲ
اﻟﻣﻌﺎﺻر وﻗد ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 01اﻟﻔﻘرة 3ﻣـن اﻟﻣﯾﺛـﺎق وﯾﻘـﺿﻲ ﻫـذا اﻟﻣﺑـدأ أن ﻛـل اﻟـدول
ﻋﻠﻰ ﻧﻔس اﻟدرﺟﺔ ﻣن اﻟﻣﺳﺎواة ﻓﻲ اﻟﺳﯾﺎدة وﻻ ﯾﻣﻛن ﻟدوﻟﺔ اﻹدﻋﺎء أﻧﻬﺎ أﻛﺛر ﺳﯾﺎدة ﻣـن دوﻟـﺔ
أﺧـرى ﻣﻬﻣـﺎ ﻛﺎﻧـت درﺟـﺔ ﻗوﺗﻬـﺎ اﻻﻗﺗـﺻﺎدﯾﺔ أو اﻟـﺳﯾﺎﺳﯾﺔ أو اﻟﺟﻐراﻓﯾـﺔ .2وﻟﻘـد أﻛـدت اﻟﺟزاﺋـر
ﻋﻠـﻰ ﻫـذا اﻟﻣﺑـدأ ﻣـن ﺧـﻼل اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت اﻟﻧﺎﻗﻠـﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ اﻟﺗـﻲ أﺑرﻣﺗﻬـﺎ ﺣﯾـث ﻧـﺻت ﻋﻠﯾـﻪ
ﺻـراﺣﺔ ﻓـﻲ أﻛﺛـر ﻣـن ﻣوﻗـﻊ ﻓـﻲ ﻫـذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت ﻧـذﻛر ﻣـن ﺑﯾﻧﻬـﺎ ﻧـص اﻟﻣـﺎدة 01ﻣـن اﺗﻔـﺎق
اﻟﺗﻌﺎون اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﺗﻘﻧﻲ ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر واﻟﺻﯾن اﻟﻣوﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 26أﻛﺗوﺑر 1985
اﻟذي ﺟﺎء ﻓﯾﻬﺎ" ﯾﻠﺗزم اﻟطرﻓﺎن ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣﺑـدأ اﻟﻣـﺳﺎواة و اﻟﻣﻧـﺎﻓﻊ اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟـﺔ ﺑـﺳﯾر واﺳـﺗﻐﻼل
1
اﺗﻔﺎق اﻟﺗﻌﺎون اﻟﺗﻘﻧﻲ ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر وﺳﯾراﻟﯾون اﻟﻣوﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 22أﺑرﯾل . 1980
80
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
ﺟﻣﯾـﻊ اﻹﻣﻛﺎﻧﯾـﺎت وﻛـل أﺷـﻛﺎل اﻟﺗﻌـﺎون اﻻﻗﺗـﺻﺎدي واﻟﺗﻘﻧـﻲ واﻟﺗـﻲ ﻣـن .ﺷـﺄﻧﻬﺎ أن ﺗـؤدي إﻟـﻰ
ﻟﻘد ﻧﺻت ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻣﺑدأ اﻟﻣﺎدة 02اﻟﻔﻘرة 02ﻣن ﻣﯾﺛﺎق اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة وﯾﻘﺿﻲ ﻫذا
اﻟﻣﺑـدأ ﺑـﺷﻛل ﻋـﺎم ﻋﻠـﻰ أﻧـﻪ ﺣﺗـﻰ ﺗـﺳﺗﻔﯾد دوﻟـﺔ ﻋـﺿو ﻓـﻲ ﻫﯾﺋـﺔ اﻷﻣـم اﻟﻣﺗﺣـدة ﻣـن اﻟﻣزاﯾـﺎ
واﻟﺣﻘوق اﻟﺗﻲ ﯾﺿﻣﻧﻬﺎ ﻣﯾﺛﺎق اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻻﻟﺗزام أوﻻ وﺑﺧﺎﻟص اﻟﻧﯾﺔ ﺑﺎﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺗﻲ
وﻗد ﻛرﺳت اﻟﺟزاﺋر ﻫذا اﻟﻣﺑدأ ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﻧﺎﻗﻠﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﺗﻲ أﺑرﻣﺗﻬﺎ ،ﺣﯾث
ﺗﺳﻌﻰ إﻟﻰ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗزاﻣﺎﺗﻬﺎ اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن ﻫذا اﻻﺗﻔﺎق ﺑﻧﯾﺔ ﺣﺳﻧﺔ ﺧﺎﻟﺻﺔ ،وﻗد ﻟﺟﺄت اﻟﺟزاﺋر ﻓـﻲ
ذﻟـك إﻟـﻰ آﻟﯾـﺔ اﻟﻠﺟـﺎن اﻟﻣـﺷﺗرﻛﺔ ﻟـﺿﻣﺎن اﻟﺗﻧﻔﯾـذ اﻟﺣـﺳن ﻟﻬـذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت ،ﺣﯾـث ﺗﺗﻛﻔـل ﻫـذﻩ
اﻟﻠﺟـﺎن ﺑﻣﺗﺎﺑﻌـﺔ ﺗﻧﻔﯾـذ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ اﻟﻧﺎﻗـل ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ،وﻣﺛـﺎل ذﻟـك اﻻﺗﻔـﺎق اﻟﻣﻠﺣـق اﻟـذي
ﯾﺗﻌﻠـق ﺑﺈﻧـﺷﺎء ﻟﺟﻧـﺔ ﻣـﺷﺗرﻛﺔ ﺟزاﺋرﯾـﺔ ﺳـﯾراﻟﯾوﻧﯾﺔ ﻟﺗﻧﻔﯾـذ اﻟﺗﻌـﺎون اﻻﻗﺗـﺻﺎدي واﻟﻌﻠﻣـﻲ واﻟﺛﻘـﺎﻓﻲ
واﻟﺗﻘﻧـﻲ * ،وأﯾـﺿﺎ ﻣـﺎ ﻧـﺻت ﻋﻠﯾـﻪ اﻟﻣـﺎدة 08ﻣـن اﺗﻔـﺎق اﻟﺗﻌـﺎون ﻓـﻲ ﻣﺟـﺎل اﻟﺛﻘﺎﻓـﺔ واﻟﻌﻠـوم
اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،اﻟﻌدد 09اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 26أﻛﺗوﺑر 1985اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ ﻧص اﻟﻣﺎدة 02ﻣن اﺗﻔﺎق اﻟﺗﻌﺎون *
اﻻﻗﺗﺻﺎدي .واﻟﺗﻘﻧﻲ ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر واﻟﺻﯾن ،اﻟﻣوﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 28 ،ﻓﯾﻔري ، 1985ص. 348
81
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ﺑـﯾن اﻟﺟزاﺋـر ٕواﯾطﺎﻟﯾـﺎ اﻟﻣوﻗـﻊ ﺑـﺎﻟﺟزاﺋر ﺑﺗـﺎرﯾﺦ 30ﺟـوان 2002اﻟﺗـﻲ ﺟـﺎء ﻓﯾﻬـﺎ
ﻟـم ﯾﻌـد اﻟﻘـﺎﻧون اﻟـدوﻟﻲ اﻟﻣﻌﺎﺻـر ﯾـﺳﻣﺢ ﺑـﺄن ﯾـﺗم ﺣـل اﻟﻧزاﻋـﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ ﺑطـرق ﻏﯾـر
ﺳﻠﻣﯾﺔ أو ﻏﯾر ودﯾﺔ ﺑل أﺻﺑﺢ ﯾﺟرم اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻌﻧﯾﻔﺔ ﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ ﻣﺛـل
اﻟﺣرب ،وﻗد ﻛرﺳت اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺻﻛوك اﻟدوﻟﯾﺔ ﻫذا اﻟﻣﺑدأ وﻟﻌل أﺑرزﻫـﺎ اﻟﻣـﺎدة 33ﻣـن ﻣﯾﺛـﺎق
اﻷﻣـم اﻟﻣﺗﺣـدة وﻟﻘـد ﻛرﺳـت اﻟﺟزاﺋـر ﻫـذا اﻟﻣﺑـدأ ،ﺣﯾـث أن ﻛـل اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت اﻟﺗـﻲ أﺑرﻣﺗﻬـﺎ ﻛﺎﻧـت
ﺗﺗﺿﻣن ﻣﺎدة ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت ،ﺗﻘﺿﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﺑـﺄن ﯾـﺗم ﺗـﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاﻋـﺎت اﻟﻧﺎﺟﻣـﺔ
ﻋن ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﺑﺎﻟطرق اﻟﺳﻠﻣﯾﺔ وﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﺗم اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أﺳﻠوب اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت أو أﺳـﻠوب
اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻛوﺳﺎﺋل ﻟﺣل ﻫذﻩ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت ،واﻟﺳﺑب ﻓـﻲ ذﻟـك ﻫـو اﻟﺣﻔـﺎظ ﻋﻠـﻰ اﻟﻌﻼﻗـﺔ اﻟودﯾـﺔ ﺑـﯾن
-اﻟﻣﺎدة 09ﻣن اﺗﻔﺎق اﻟﺗﻌﺎون ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻌﻠوم واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣﺑرم ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر
واﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ اﻟﻣوﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ 18ﯾﻧﺎﯾر 2006اﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﻓﯾﻬﺎ " ﯾﺗم
ﺗﺳوﯾﺔ أي ﺧﻼف ﺑﯾن اﻟطرﻓﯾن ﺣول ﺗﻔﺳﯾر أو ﺗطﺑﯾق أﺣﻛﺎم ﻫذا اﻻﺗﻔﺎق ﺑﺎﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت
اﻟﻌﻠوم واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣﺑرم ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر واﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ،اﻟﻣوﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ 18ﯾﻧﺎﯾر ، 2006ص. 9
82
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
-اﻟﻣـﺎدة 06اﻻﺗﻔـﺎق اﻟﺗﻛﻣﯾﻠـﻲ اﻟﻣـﻧﻘﺢ ﻟﻠﺟزاﺋـر ﻣـﻊ اﻟوﻛﺎﻟـﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ ﻟﻠطﺎﻗـﺔ اﻟذرﯾـﺔ اﻟﻣوﻗـﻊ ﻓـﻲ
ﻓﯾﯾﻧـﺎ ﺑﺗـﺎرﯾﺦ 02و 06أﻛﺗـوﺑر " 1992ﻛـل ﻧـزاع ﯾﻧـﺷﺄ ﺑـﺷﺄن ﺗﻔـﺳﯾر ﻫـذا اﻻﺗﻔـﺎق أو ﺗطﺑﯾﻘـﻪ
وﯾﺗﻌـذر ﺗـﺳوﯾﺗﻪ ﺑﺎﻟﺗﻔـﺎوض أو ﺑﺄﺳـﻠوب ﺗـﺳوﯾﺔ أﺧـر ﻣﺗﻔـق ﻋﻠﯾـﻪ ﯾﺣـﺎل إﻟـﻰ اﻟﺗﺣﻛـﯾم ﺑﻧـﺎء ﻋﻠـﻰ
ﻟﻘد أﺻﺑﺣت اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻣن أﻛﺛر اﻟوﺳﺎﺋل اﺳﺗﻌﻣﺎﻻ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﻧﻘل اﻟدوﻟﻲ
ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ﺑﻌـد ﻋﻘـود اﻟدوﻟﯾـﺔ ﻟﻧﻘـل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ،وﻻ ﯾﻣﻛـن ﺗـﺻور وﺟـود دوﻟـﺔ ﻟـم ﺗﻘـم ﺑـﺈﺑرام
اﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت ﻣـن ﻫـذا اﻟﻧـوع ﻣﻬﻣـﺎ ﻛـﺎن ﺗوﺟﻬﻬـﺎ اﻟـﺳﯾﺎﺳﻲ واﻻﻗﺗـﺻﺎدي ،وﻣـن ﺧـﻼل ﻫـذﻩ اﻟﻣﻣﺎرﺳـﺔ
اﻟواﺳﻌﺔ ﻧﺳﺗطﯾﻊ ﻣﻼﺣظﺔ اﯾﺟﺎﺑﯾﺎت ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻛﻣﺎ ﻧﺳﺗطﯾﻊ ﻣﻼﺣظﺔ ﺳﻠﺑﯾﺎت
ﻟﻘد ﺗم ﺗﺳﺟﯾل ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣـن اﻟﻣزاﯾـﺎ ﻟﻬـذا اﻟﻧظـﺎم ﻓـﻲ ﻋﻣﻠﯾـﺎت اﻟﻧﻘـل اﻟـدوﻟﻲ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ
وﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ:
ﺗﻌد اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﻧﺎﻗﻠﺔ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ أﺣﺳن ﺿﻣﺎن ﻟﻠﺗﻧﻔﯾـذ اﻟﻣـرن واﻟـﺳرﯾﻊ ﻟﻌﻣﻠﯾـﺎت
اﻟﻧﻘـل اﻟـدوﻟﻲ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ،ﺣﯾـث أن ﻫـذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ ﺑﻌـد اﺳـﺗﯾﻔﺎﺋﻬﺎ ﻟـﺷروط ﺳـرﯾﺎﻧﻬﺎ داﺧـل اﻟـدول
* اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،اﻟﻌدد 88اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 13دﯾﺳﻣﺑر 1992اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ اﺗﻔﺎق اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﻲ اﻟﻣﻧﻘﺢ
اﻟﺟزاﺋر ﻣﻊ اﻟوﻛﺎﻟﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟطﺎﻗﺔ اﻟذرﯾﺔ ،اﻟﻣوﻗﻊ ﻓﻲ ﻓﯾﯾﻧﺎ ﺑﺗﺎرﯾﺦ 02و 06أﻛﺗوﺑر ، 1992ص. 2243
83
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
اﻷطراف ﺗﺻﺑﺢ ﻣن اﻟﻘواﻧﯾن اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻟﻬـذﻩ اﻟـدول وﺑـذ ﻟـك ﻻ ﯾـﺻﻌب ﺗﻧﻔﯾـذﻩ .1ﻛﻣـﺎ أن اﻟدوﻟـﺔ
ﻗﺑل إﺑراﻣﻬﺎ ﻟﻬذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗﺗﺄﻛد ﻣن ﻋدم وﺟود ﻋراﻗﯾل ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ وﻣﺎدﯾﺔ ﺗﻌوق ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ وﺣﺗﻰ إذا
ظﻬرت ﻫذﻩ اﻟﻌراﻗﯾل ﺑﻌد ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﺑرام ﯾﻛون ﻟدوﻟﺔ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ إزاﻟﺗﻬﺎ ﺑﻣﺎ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻪ ﻣن ﺳـﻠطﺔ
ﻋﺎﻣـﺔ ،وﻫـذا ﻋﻠـﻰ ﻋﻛـس اﻟﻌﻘـود اﻟدوﻟﯾـﺔ ﻟﻧﻘـل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ اﻟﺗـﻲ ﻛﺛﯾـرا ﻣـﺎ ﯾﺗوﻗـف ﺗﻧﻔﯾـذﻫﺎ ﻧظـرا
ﻟﻌراﻗﯾل داﺧل اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺗﻠﻘﯾﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ أو اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣوردة ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ،وﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗﺄﺧـذ ﻋﻣﻠﯾـﺔ
إزاﻟﺔ ﻫذﻩ اﻟﻌراﻗﯾل وﻗﺗﺎ طوﯾﻼ ﺧﺻوﺻﺎ إذا اﺗﺑﻊ ﻓﻲ ذﻟك اﻟطرق اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ*.
ﯾﻼﺣظ أن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ أﻧﻬﺎ أﻛﺛر ﺧدﻣﺔ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ داﺧـل اﻟـدول ﻣـن
اﻟﻌﻘود اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ وﯾﻌود اﻟﺳﺑب ﻓﻲ ذﻟك إﻟﻰ ﻋﺎﻣﻠﯾن وﻫﻣﺎ:
-1اﻟﻌﺎﻣـل اﻷول :إن أطـراف اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ اﻟﻧﺎﻗﻠـﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ داﺋﻣـﺎ ﻫـم اﻟـدول ،واﻟدوﻟـﺔ
ﻗﺑل ﻗﯾﺎﻣﻬﺎ ﺑﺈﺑرام اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ دوﻟﯾﺔ ﻟﻧﻘـل ا ﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ﺗﻘـوم ﺑدراﺳـﺔ ﻣﺳﺗﻔﯾـﺿﺔ ﻋـن ﻧـوع اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ
اﻟﺗـﻲ ﻫـﻲ ﺑﺣﺎﺟـﺔ إﻟﯾﻬـﺎ وﻣﺟـﺎﻻت اﺳـﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ وﻣـدى ﺧـدﻣﺗﻬﺎ ﻟﻠﻣـﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻓـﻲ ﺗﻠـك اﻟدوﻟـﺔ
وﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗﻧﺗﻬﻲ ﻫذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﺑﺎﺧﺗﯾﺎر اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﺧدم اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟدوﻟﺔ ،وﻫذا ﻋﻠﻰ
ﻋﻛـس اﻟﻌﻘـود اﻟدوﻟﯾـﺔ ﻟﻧﻘـل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ا ﻟﺗـﻲ ﯾﻣﻛـن أن ﺗﺑـرم ﺑـﯾن أﺷـﺧﺎص اﻟﻘـﺎﻧون اﻟﺧـﺎص
1
ﻣﺣﻣد ﯾوﺳف ﻋﻠوان ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.130
* اﻟﻣﺎدة 132ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ 1996ﺗﺿﻊ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ أﺳﻣﻰ ﻣن اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻌﺎدي ":اﻟﻣﻌﺎﻫدات اﻟﺗﻲ
ﯾﺻﺎدق ﻋﻠﯾﻬﺎ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ،ﺣﺳب اﻟﺷروط اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟدﺳﺗور ﺗﺳﻣو ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻧون ''.
84
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
-2اﻟﻌﺎﻣـل اﻟﺛـﺎﻧﻲ :ﯾﻼﺣـظ أن اﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ اﻟﻧﺎﻗﻠـﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ﺗﻧـﺻب ﻋﻠـﻰ ﻛـل أﻧـواع
اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻓﻲ ﻛل ﻗطﺎﻋﺎت اﻟدوﻟﺔ ﻛﺎﻟزراﻋﺔ ،اﺗﻔﺎق اﻟﺗﻌﺎون ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﻔﻼﺣﻲ ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر
وﻓﯾﺗﻧﺎم اﻟﻣوﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 21ﻧوﻓﻣﺑر 2004أو اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌﺎون
*
اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﺗﻘﻧﻲ واﻟﻌﻠﻣﻲ ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋـر واﻟﯾوﻧـﺎن واﻟﻣوﻗـﻊ ﺑـﺎﻟﺟزاﺋر ﺑﺗـﺎرﯾﺦ 13ﻣـﺎي1982
،أو اﻟﺗﻌﻠـﯾم واﻟﺛﻘﺎﻓـﺔ ﻣﺛـل اﻻﺗﻔـﺎق اﻹطـﺎري ﻟﻠﺗﻌـﺎون اﻟﻌﻠﻣـﻲ واﻟﺗﻘﻧـﻲ أو واﻟﺛﻘـﺎﻓﻲ واﻟﺗرﺑـوي ﺑـﯾن
وﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺻﺣﻲ ،ﻣذﻛرة اﻟﺗﻔﺎﻫم ﺣول اﻟﺗﻌﺎون ﻓـﻲ اﻟﻣﺟـﺎل اﻟـﺻﺣﻲ اﻟﻣﺑرﻣـﺔ ﺑـﯾن اﻟﺟزاﺋـر
وﺳﺑب ذﻟك ﻫو اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق ﺗﻧﻣﯾﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﻛل اﻟﻣﺟﻼت ،ﻋﻛس اﻟﻌﻘود اﻟدوﻟﯾـﺔ
ﻟﻧﻘـل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ اﻟﺗـﻲ ﺗرﻛـز ﻏﺎﻟﺑـﺎ ﻋﻠـﻰ اﻟﺟﺎﻧـب اﻟـﺻﻧﺎﻋﻲ وﺑـذﻟك ﻻ ﺗـﺳﺗطﯾﻊ ﺗﺣﻘﯾـق ﺗﻧﻣﯾـﺔ
ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ.
ﻣن اﻟـﺳﻠﺑﯾﺎت اﻟﺗـﻲ ﺗـم ﺗـﺳﺟﯾﻠﻬﺎ ﻋﻠـﻰ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ اﻟﻧﺎﻗﻠـﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ﻓـﻲ ﻋﻣﻠﯾـﺔ
اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،ﺑﺗﺎرﯾﺦ 11دﯾﺳﻣﺑر ، 1982اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص . 2375، 2376 *
85
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﻌﺎﻫدات اﻟدوﻟﯾﺔ واﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ
ﻓﯾﯾﻧـﺎ ﻟﻘـﺎﻧون اﻟﻣﻌﺎﻫـدات ﻓـﺈن اﻟﻣﻌﺎﻫـدة أو اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ ﻻ ﺗـدﺧل ﺣﯾـز اﻟﺗﻧﻔﯾـذ إﻻ ﺑﻌـد اﺳـﺗﯾﻔﺎﺋﻬﺎ
ﻹﺟراءات اﻟﻧﻔﺎذ داﺧل اﻟدول اﻷطراف ﻣﺛل إﺟراء اﻟﺗوﻗﯾﻊ ٕواﺟراء اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ* ،وﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗﺄﺧذ
ﻫذﻩ اﻹﺟراءات وﻗﺗﺎ طوﯾﻼ وﺧﺻوﺻﺎ إذا ﻛﺎن أﺣد أطراف اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻣن اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ أﯾن ﻻ
ﺗﺗـوﻓر ﻫـذﻩ اﻟﺑﻠـدان ﻋﻠـﻰ أﻫﻠﯾـﺔ ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺔ ﺗـﺳﻣﺢ ﻟﻬـﺎ ﺑدراﺳـﺔ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ واﻟﺗﻌـرف ﺑـﺳرﻋﺔ ﻋﻠـﻰ
أﺛﺎرﻫﺎ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﺑذﻟك ﯾﺗم ﺗﺄﺧﯾر إﺟراءات اﻟﻧﻔﺎذ ،وﻫذ ا ﻣﺎ ﯾؤﺛر ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗﺻﺑﺢ ﺑﻌد ﻣرور ﺗﻠك اﻟﻔﺗرات ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻗدﯾﻣﺔ وﯾؤﺛر ﺳﻠﺑﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﯾـﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾـﺔ ﻓـﻲ ﺗﻠـك
اﻟدوﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺄﺧر ،وﻣن أﻣﺛﻠﺔ ﻫذ ا اﻟﺗﺄﺧﯾر اﻻﺗﻔﺎق اﻹطﺎري ﻟﻠﺗﻌﺎون اﻟﻌﻠﻣﻲ واﻟﺗﻘﻧﻲ واﻟﺛﻘﺎﻓﻲ
واﻟﺗرﺑوي ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر واﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻻﺳﺑﺎﻧﯾﺔ ﻓرﻏم ﺗوﻗﯾﻌﻪ ﻓﻲ 05أﻓرﯾل .* 1993وﻟم ﯾدﺧل ﺣﯾز
اﻟﺗﻧﻔﯾذ إﻻ ﻓﻲ 16ﻧوﻓﻣﺑر.2000
ب -اﻻﻗﺗﺻﺎر ﻋﻠﻰ ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﺣت ﺳﯾطرة اﻟدول و اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ
إن اﻗﺗﺻﺎر اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ اﻟﻧﺎﻗﻠـﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ﻋﻠـﻰ اﻟـدول واﻟﻣﻧظﻣـﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ
ﯾﻌﻧـﻲ ﻧﻘـل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ اﻟﺗـﻲ ﺗﺣـت ﺳـﯾطرة ﻫـذﻩ اﻷطـراف ﻓﻘـط ،وﻫـﻲ ﻗﻠﯾﻠـﺔ ﻟـو ﺗـم ﻣﻘﺎرﻧﺗﻬـﺎ
ﺑﺎﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ اﻟﺗـﻲ ﺗـﺳﯾطر ﻋﻠﯾﻬـﺎ ﺑﻌـض اﻷطـراف اﻷﺧـرى ،وﺑـذﻟك ﯾﺑﻘـﻲ اﻟﻌدﯾـد ﻣـن اﻷطـراف
اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺎﻫم ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﻧﻘل اﻟدوﻟﻲ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺧـﺎرج داﺋـرة ﻋﻣﻠﯾـﺎت ﻧﻘـل
اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،اﻟﻌدد 28اﻟﻣؤرﺧﺔ ﻓﻲ 28ﻧوﻓﻣﺑر ، 2000اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص. 19 *
86
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺑﻣوﺟب اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ وأﻫﻣﻬﺎ اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗﻛر أﻏﻠﺑﯾـﺔ
ﺑـراءات اﻻﺧﺗـراع اﻟﻌﺎﻟﻣﯾـﺔ ،وﻫـذا ﻣـﺎ ﯾـؤدي إﻟـﻰ ﻋـدم اﻻﺳـﺗﻔﺎدة ﻣـن اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ اﻟﺗـﻲ ﺗـﺳﯾطر
ﻋﻠﯾﻬـﺎ اﻟـﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺗﻌـددة اﻟﺟﻧـﺳﯾﺎت ﺑواﺳـطﺔ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ ، 1وذﻟـك ﻣـﺎ دﻓـﻊ ﺑﻌـض
اﻟﺻﻛوك اﻟدوﻟﯾﺔ إﻟﻰ اﻟطﻠب ﺻراﺣﺔ ﺑﺄن ﯾﺳﻌﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟدوﻟﻲ إﻟﻰ ﺗﻣﻛﯾن اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾـﺔ ﻣـن
ﻛل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎت وﺧﺻوﺻﺎ ﺗﻠك اﻟﻣﻣﻠوﻛﺔ ﻷطراف ﻻ ﺗﻌﺗﺑر أﺷﺧﺎﺻﺎ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ دوﻟﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ
1
أﺣﻣد ﺳﻲ ﻋﻠﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص . 35
اﻟﻔﻘرة 03و 04و 05ﻣن دﯾﺑﺎﺟﺔ ﺗﻘرﯾر ﻣؤﺗﻣر اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة اﻟﻣﻌﻧﻲ ﺑﺗﺳﺧﯾر اﻟﻌﻠم واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻷﻏراض اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ،ﻓﯾﯾﻧﺎ، *
.2013/7/21
87
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
ﻛﻣﺎ رأﯾﻧﺎ ﻓﺎن ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻗد ﯾﺄﺧذ ﺷـﻛل اﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ دوﻟﯾـﺔ ﺗوﺻـف ﺑﺄﻧﻬـﺎ اﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ دوﻟﯾـﺔ ﻧﺎﻗﻠـﺔ
ﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ،ﺣﯾـث أﺻـﺑﺣت ﻣـن أﻛﺛـر اﻟوﺳـﺎﺋل اﺳـﺗﻌﻣﺎﻻ ﻓـﻲ ﻋﻣﻠﯾـﺔ ﻧﻘـل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ﺑﻌـد ﻋﻘـود
اﻟدوﻟﯾﺔ ،وﻻ ﯾﻣﻛن ﺗـﺻور وﺟـود دوﻟـﺔ ﻟـم ﺗﻘـم ﺑـﺈﺑرام اﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت ﻣـن ﻫـذا اﻟﻧـوع ﻣﻬﻣـﺎ ﻛـﺎن ﺗوﺟﻬﻬـﺎ
اﻻﻗﺗــﺻﺎدي واﻟــﺳﯾﺎﺳﻲ وﻣﻧﻬــﺎ اﻟﺟزاﺋــر اﻟﺗــﻲ أﺑرﻣ ـت ﻣﺟﻣوﻋــﺔ ﻣــن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾــﺎت ﻓــﻲ ﻫــذا اﻟﻣﺟــﺎل
وﻣﻊ اﻧﺗـﺷﺎر ﻫـذﻩ اﻟوﺳـﯾﻠﺔ ﻓـﻲ ﻧﻘـل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ وﻣـن ﺧـﻼل ﻫـذﻩ اﻟﻣﻣﺎرﺳـﺎت اﻟواﺳـﻌﺔ ذﻛرﻧـﺎ
ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻻﯾﺟﺎﺑﯾـﺎت ﻓـﻲ ﻫـذا اﻟﻧظـﺎم ،ﻣﻧﻬـﺎ أﻧﻬـﺎ أﺣـﺳن ﺿـﻣﺎن ﻟﺗﻧﻔﯾـذ اﻟﻣـرن ﻟﻌﻣﻠﯾـﺎت ﻧﻘـل
اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ وﻛذا وﺳﯾﻠﺔ ﻟﺧدﻣﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ،وﻣن اﻟﺳﻠﺑﯾﺎت أو اﻟﻌﯾوب ﻧﺟد طول
إﺟراءات إﺑرام اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت واﻗﺗﺻﺎر اﻟﻧﻘل ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﺣت ﺳﯾطرة اﻟدول واﻟﻣﻧظﻣـﺎت
اﻟدوﻟﯾـ ــﺔ دون ﺑـ ــﺎﻗﻲ اﻹط ـ ـراف ﻣﺛـ ــل اﻟـ ــﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺗﻌـ ــددة اﻟﺟﻧـ ــﺳﯾﺎت وﺑـ ــذﻟك ﻓﻬـ ــﻲ وﺳـ ــﯾﻠﺔ ﻧﻘـ ــل
88
ﺍﳋﺎﲤﺔ
ﺧﺎﺗﻣﺔ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﻛﺛرة اﻟﺟﻬود اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺑذوﻟﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻟم ﺗﺻل ﺑﻌد إﻟﻰ ﺗﻌرﯾف ﻗﺎﻧوﻧﻲ
ﺻـرف ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ذﻟـك اﻟﻣﺣـور اﻟرﺋﯾـﺳﻲ اﻟـذي ﺗـدور ﺣوﻟـﻪ ﻋﻣﻠﯾـﺎت ﻧﻘـل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ
واﻷﻣر ﻧﻔﺳﻪ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺗﻌرﯾـف ﻧﻘـل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ،ﻏﯾـر أن ﻫـذﻩ اﻟﺟﻬـود اﺳـﺗطﺎﻋت رﺳـم
اﻟﻣﻼﻣﺢ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻬذﯾن اﻟﻣوﺿوﻋﯾن ﻛﻣﺎ اﺳﺗطﺎﻋت إﻗرار اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ وذﻟك
وﻋﻠـﻰ ﺻـﻌﯾد وﺳـﺎﺋل ﻧﻘـل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ،ﻓﻘـد ﻛـﺎن ﻟﺗطـور ﻣﻔﻬـوم ﻋﻣﻠﯾـﺎت ﻧﻘـل
اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻷﺛر اﻟﺑﺎﻟﻎ ﻓﻲ ظﻬور وﺳﺎﺋل ﻧﻘل ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺣدﯾﺛﺔ وﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻋن اﻟوﺳﺎﺋل
اﻟﻣﻌﻬـودة ﻓـﻲ ﻣﺟـﺎل اﻟﻣﻌـﺎﻣﻼت اﻟدوﻟﯾـﺔ ،وأﺑـرز ﻫـذﻩ اﻟوﺳـﺎﺋل ﺣﺎﻟﯾـﺎ ﻋﻘـود ﻧﻘـل
وﻗد ﺷﻛﻠت ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻣﺟﺎﻻ واﺳﻌﺎ ﻟﻧﻘﺎش اﻟدوﻟﻲ ﺣول طﺑﯾﻌﺔ ﻫذﻩ
اﻟﻌﻘـود وذﻟـك ﻣـن زواﯾـﺎ ﻣﺧﺗﻠﻔـﺔ ،ﺣﯾـث اﺧﺗﻠـف اﻟﻔﻘـﻪ ﻓـﻲ ﺗﻛﯾﻔﻬـﺎ ﻛﻣـﺎ اﺧﺗﻠـف ﺣـول
أﻧواﻋﻬﺎ.أﻣﺎ ﻋن واﻗﻊ ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ،ﻓﻘد رأﯾﻧﺎ أﻧﻪ ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن
اﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﯾوﻓرﻫـﺎ ﻫـذا اﻷﺳـﻠوب ﻣـن ﺳـرﻋﺔ ﻓـﻲ ﻧﻘـل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ وأﯾـﺿﺎ إﻣﻛﺎﻧﯾـﺔ ﻧﻘﻠـﻪ
ﻛل أﻧواع اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣوﺟودة ،إﻻ أن ﻫﻧـﺎك ﺑﻌـض اﻟﻣظـﺎﻫر ﺗﺟﻌـل ﻧﻘـل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ
ﻋﺑر ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻧﺳﺑﯾﺎ ﺟدا وﻣن ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻟﻣظﺎﻫر.
أوﻻ :ﻋـدم اﻟﺗﻛـﺎﻓؤ ﻓـﻲ ﻣﻔﺎوﺿـﺎت إﺑـرام ﻋﻘـود ﻧﻘـل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ﺑـﯾن ﺣـﺎﺋز
اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ وﻣﺗﻠﻘﯾﻬـﺎ ﻣﻣـﺎ ﯾـؤدي إﻟـﻰ أﺑـرام ﻋﻘـود ﻻ ﺗﺧـدم ﻣـﺻﻠﺣﺔ اﻟطـرف اﻟﻣﺗﻠﻘـﻲ .
90
ﺧﺎﺗﻣﺔ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺛﺎﻧﯾـﺎ :ﺗﺣﻣﯾـل اﻟﻌﻘـد ﺑﺟﻣﻠـﺔ ﻣـن اﻟـﺷروط اﻟﺗـﻲ ﯾـرى ﻓﯾﻬـﺎ ﺟﺎﻧـب ﻛﺑﯾـر ﻣـن اﻟﻔﻘـﻪ .
اﻟدوﻟﻲ أﻧﻬﺎ ﻣﻘﯾدة ﻟﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ وﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ،وﻛﻧوع ﻣـن اﻟﺣـل ﺣﺎوﻟـت اﻟﺟﻬـود اﻟدوﻟﯾـﺔ
اﻟﺗﺻدي ﻟﻬذﻩ اﻟظـواﻫر ٕوان ﻛﺎﻧـت اﻟﻣﺣﺎوﻟـﺔ اﻷوﻟـﻰ ﻟـم ﯾﻛﺗـب ﻟﻬـﺎ اﻟﻧﺟـﺎح ﻧﺗﯾﺟـﺔ ﻓـﺷل
ﻣـﺷروع ﺗﻘﻧـﯾن ﺳـﻠوك ﻧﻘـل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ إﻻ أن اﻟﻣﺣﺎوﻟـﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾـﺔ وﺑـﺎﻟرﻏم ﻣـن ﻧﺟﺎﺣﻬـﺎ
وﻧﻌﻧـﻲ ﻫﻧـﺎ اﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ ﻣﻧظﻣـﺔ اﻟﺗﺟـﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾـﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘـﺔ ﺑﺟواﻧـب اﻟﻣﻠﻛﯾـﺔ اﻟﻔﻛرﯾـﺔ ﻓﺈﻧﻬـﺎ ﻟـم
ﺗﻌطﻲ أﺣﻛﺎﻣـﺎ ﻗﺎطﻌـﺔ ﺑﺧـﺻوص ﻫـذﻩ اﻟﻣظـﺎﻫر ﻣﻣـﺎ ﯾﺑﻘـﻲ اﻟﺟـدل ﻗﺎﺋﻣـﺎ ﺣوﻟﻬـﺎ وﺑـذﻟك
ﻓﺈن ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺑﻣوﺟب ﻋﻘد ﻧﻘـل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ﯾﺣﺗـﺎج إﻟـﻰ أﻫﻠﯾـﺔ ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺔ ﻟﺗﻌﺎﻗـد
أﻣـﺎ اﻟوﺳـﯾﻠﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾـﺔ ﻓـﻲ اﻟﻧﻘـل اﻟـدوﻟﻲ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ واﻟﻣﺗﻣﺛﻠـﺔ ﻓـﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت
اﻟدوﻟﯾﺔ ،ﻓﻘد رأﯾﻧﺎ ﺧﺻﺎﺋص اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻛﻣﺎ اﺳﺗﻌرﺿﻧﺎ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ
اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻟﻬذا اﻷﺳﻠوب واﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛرﺳﺗﻬﺎ ،ﻏﯾر أن ﻫذﻩ اﻟوﺳﯾﻠﺔ
ﻛﻣـﺎ ﻟﻬـﺎ ﻣزاﯾـﺎ ﻟﻬـﺎ ﺳـﻠﺑﯾﺎت ،ﺣﯾـث إذا ﻛﺎﻧـت ﻫـذﻩ اﻟوﺳـﯾﻠﺔ ﺗﺧـدم اﻟﺗﻧﻣﯾـﺔ اﻟـﺷﺎﻣﻠﺔ ﻓـﻲ
اﻟدوﻟﺔ ﺣﯾث ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗﻧﺻب ﻋﻠﻰ ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ اﻟﻣﺧﺻـﺻﺔ ﻷﻏـراض اﻟﺗﻧﻣﯾـﺔ ،إﻻ
أﻧﻪ ﯾﻌﺎب ﻋﻠﯾﻬﺎ طول إﺟراءاﺗﻬﺎ ﻛﻣﺎ ﯾﻌﺎب ﻋﻠﯾﻬﺎ أﻧﻬﺎ وﺳﯾﻠﺔ ﻣﺗﺎﺣﺔ ﻷﺷﺧﺎص اﻟﻘﺎﻧون
اﻟـدوﻟﻲ ﻓﻘـط دون ﺑـﺎﻗﻲ اﻷطـراف اﻟﺗـﻲ ﯾﻣﻛـن أن ﯾﻛوﻧـوا ﻓـﺎﻋﻠﯾن أﺳﺎﺳـﯾن ﻓـﻲ ﻋﻣﻠﯾـﺎت
ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻣﺛـل اﻟـﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺗﻌـددة اﻟﺟﻧـﺳﯾﺎت وﺑـذﻟك ﻓﻬـﻲ وﺳـﯾﻠﺔ ﻧﻘـل ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ
ﻧﺳﺑﯾﺔ.
91
ﺧﺎﺗﻣﺔ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺑق ﻧﺟد أن ﻟﻌﻘود واﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻋدة ﻋﯾوب ﻗد ﻻ
ﺗﺧدم ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟطرف اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﺑﺎﻟﺧﺻوص ﻻﻋﺗﺑﺎرﻩ اﻟﺣﻠﻘﺔ اﻷﺿﻌف ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ،ﻟذا
ﯾﻣﻛن أن ﻧﻘﺗرح ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﺗوﺻﯾﺎت وﻫذا ﻛﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻟﺳد ﻫذﻩ اﻟﺛﻐرات ﻋﻠﻰ ﺻﻌﯾد
-ﺿرورة اﻹﻗرار اﻟﺻرﯾﺢ ﺑﺣق اﻟدول ﻓﻲ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ،وان ﯾﺷﻣل ﻣﻔﻬوم ﻫذا
اﻟﺣق إﻟزام اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺗﺳﻬﯾل ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣوﺟﻬﺔ ﺧﺻﯾﺻﺎ
-ﺿرورة ﺗﻛﯾف اﻻﻟﺗزام ﺑﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟوارد ﻓﻲ ﻋﻘود اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
أو اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﻧﻪ اﻟﺗزام ﺑﺗﺣﻘﯾق ﻧﺗﯾﺟﺔ وﻟﯾس اﻟﺗزام
ﺑﺑذل ﺳﻠوك ،أي ﻻ ﯾﻌﺗﺑر ﻧﺎﻗل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻗد أدى اﻟﺗزاﻣﻪ إﻻ إذا ﺳﯾطر
اﻟطرف اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ ،وذﻟك ﻟﻣراﻋﺎة ﻗدرات اﻟطرف اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ
وأﯾﺿﺎ ﻟﻠﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ ظﺎﻫرة اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ واﻟﺗﻲ أﺻﺑﺣت ﺗﺷﻛل ﺧرﻗﺎ
92
ﺧﺎﺗﻣﺔ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-ﺿرورة وﺿﻊ ﺿواﺑط ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺑق إﺑرام اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﻘل
وﻓﻲ اﻷﺧﯾر ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻻ ﻧدﻋﻲ ﻛﻣﺎﻻ ﻟﻌﻠﻣﻧﺎ وﻻ ﻧﻧﻔﻲ ﻗﺻورا ﻓﻲ ﺟﻬدﻧﺎ ﻏﯾر أن
واﻟﺣﻣد ﷲ رب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾن
93
ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﳌﺮﺍﺟﻊ
اﻟﻣراﺟﻊ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-أﺑـو اﻟوﻓـﺎء أﺣﻣـد ،اﻟﻘـﺎﻧون اﻟـدوﻟﻲ واﻟﻌﻼﻗـﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ ،ط، 1ﻣـﺻر :دار
اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ.1999،
-أﺑو ﻫﯾف ﻋﻠﻲ اﻟﺻﺎدق ،اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﻌﺎم اﻷﺻول واﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ
-ﺑن ﺑﻛر اﻟطﯾﺎر ﺻﺎﻟﺢ ،اﻟﻌﻘود اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ،ط ،2ﻟﺑﻧﺎن :
-ﺟﺎﺑر ﻋﺑد اﻟرؤوف ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ ﻋﻘود اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ ،ط ،1ﻟﺑﻧﺎن :دار
اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ.2005،
-ﺟواد اﻟﻣوﻟﻰ ﻧداء ﻛﺎظم ﻣﺣﻣد ،اﻵﺛﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻌﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ،ط1
95
اﻟﻣراﺟﻊ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ.2005،
-ﻣزﯾد ﻓﻠﺣوط وﻓﺎء ،اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻘود ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻰ اﻟدول
-ﺳﻼﻣﺔ أﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم ،ﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﻘد اﻟدوﻟﻲ اﻟطﻠﯾق ﺑﯾن اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ
اﻟﺧﺎص وﻗﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ دراﺳﺔ ﺗﺄﺻﯾﻠﯾﺔ إﻧﺗﻘﺎدﯾﺔ ،ط ،1ﻣﺻر :دار
اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ.1988،
-ﺳري اﻟدﯾن ﻫﺎﻧﻲ – ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ – دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ طﺑﻌﺔ .2001
-ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ﻣﺣﻣد ﺳﺎﻣﻲ ،اﻟدﻗﺎق ﻣﺣﻣد ﺳﻌﯾد ،ﺧﻠﯾﻔﺔ إﺑراﻫﯾم أﺣﻣد،
96
اﻟﻣراﺟﻊ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-ﻋﻠوان ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم ،اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ
-ﺷﻛري ﺳﻌﯾد ﻋﺑد اﻟﻐﻔﺎر أﻣﯾن ،اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻌﻘود ،ط،1
97
اﻟﻣراﺟﻊ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اﻟﻣذﻛرات
-ﺑوﺟﻣﻌـﺔ ﺳـﻌدي ﻧـﺻﯾرة ،ﻋﻘـود ﻧﻘـل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ﻓـﻲ ﻣﺟـﺎل ﺗﺑـﺎدل اﻟـدوﻟﻲ،
اﻟﻌ ــﺎم ) ،رﺳ ــﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟــﺳﺗﯾر ﻏﯾ ــر ﻣﻧ ــﺷورة(،ﺟﺎﻣﻌــﺔ اﻟ ــدوﻟﻲ واﻟﻘــﺎﻧون
اﻟﺟزاﺋر.1987،
-ﻋﺑﺎﺑـﺳﺔ ﺣﻣـزة ،وﺳــﺎﺋل ﻧﻘــل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾــﺎ وﺗــﺳوﯾﺔ ﻧزاﻋﺎﺗﻬــﺎ ﻓــﻲ ﺿــوء اﻟﻘــﺎﻧون
اﻟـدوﻟﻲ ،رﺳــﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟـﺳﺗﯾر ﻏﯾــر ﻣﻧـﺷورة ،ﺟﺎﻣﻌــﺔ ﺣـﺳﯾﺑﺔ ﺑــن ﺑـوﻋﻠﻲ اﻟــﺷﻠف
.2008،
-ﻏﺎزي ﺑﺻراوي أﺣﻣـد ،اﻻﻟﺗـزام ﺑﺎﻟـﺿﻣﺎن ﻓـﻲ ﻋﻘـود ﻧﻘـل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺎ ،رﺳـﺎﻟﺔ
-اﻟﻘﻠﯾــوﺑﻲ ﺳ ــﻣﯾﺣﺔ "،ﺗﻘﯾــﯾم ﺷ ــروط اﻟﺗﻌﺎﻗــد" ،ﻣﺟﻠ ــﺔ ﻣــﺻر اﻟﻣﻌﺎﺻـ ـرة ،ﻋ ــدد
98
اﻟﻣراﺟﻊ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-زروﺗـﻲ اﻟطﯾـب " ،ﻣﻧـﺎﻫﺞ اﻟﻘـواﻧﯾن ﻓـﻲ اﻟﻌﻘـود اﻟدوﻟﯾـﺔ" ،اﻟﻣﺟﻠـﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾـﺔ
-ذﻧــون اﻟ ــﺳﺑﻌﺎوي ﯾﺎﺳ ــر ﺑﺎﺳ ــم "،اﻟطﺑﯾﻌ ــﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾ ــﺔ ﻟﻌﻘ ــد ﻧﻘ ــل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾ ــﺎ" ،
اﻟﻘوﻧﯾن :
-ﻗـ ـ ـ ــﺎﻧون اﻟﺗﺟـ ـ ـ ــﺎرة اﻟﻣـ ـ ـ ــﺻري اﻟـ ـ ـ ــﺻﺎدر ﺑﺎﻟﻘـ ـ ـ ــﺎﻧون رﻗـ ـ ـ ــم 1999/17ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ
اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت واﻟﻣﻌﺎﻫدات:
.1994
99
اﻟﻣراﺟﻊ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اﻟﻣـﺎدة 04ﻣـن اﺗﻔـﺎق اﻟﺗﻌـﺎون اﻟﺗﻘﻧـﻲ ﺑـﯾن اﻟﺟزاﺋـر وﺳـﯾراﻟﯾون ،اﻟﻣوﻗـﻊ ﻓـﻲ
اﻟﻣﺎدة 01ﻣـن اﺗﻔـﺎق اﻟﺗﻌـﺎون اﻟﻌﻠﻣـﻲ واﻟﺗﻘﻧـﻲ ﺑـﯾن اﻟﺟزاﺋـر واﻟﻬﻧـد ،اﻟﻣوﻗـﻊ
100
اﻟﻣراﺟﻊ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.1993
.2002
اﻟﻣﺑرﻣـﺔ ﺑـﯾن اﻟﺟزاﺋـر وﺟﻧـوب إﻓرﯾﻘﯾـﺎ ،اﻟﻣوﻗﻌـﺔ ﻓـﻲ ﺑرﯾﺗورﯾـﺎ ﺑﺗـﺎرﯾﺦ 06
اﻛﺗوﺑر . 2006
101
اﻟﻣراﺟﻊ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اﻟﻣﺗـﺿﻣﻧﺔ اﻟﻣـواد ﻣـن 02إﻟـﻰ 07ﻣـن ﻣـذﻛرة اﻟﺗﻔـﺎﻫم ﺣـول اﻟﺗﻌـﺎون ﻓـﻲ
اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺻﺣﻲ اﻟﻣﺑرﻣﺔ ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر وﺟﻧوب إﻓرﯾﻘﯾﺎ ،اﻟﻣوﻗﻌﺔ ﻓـﻲ ﺑرﯾﺗورﯾـﺎ
اﻟﻣﺑرم ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر واﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ،اﻟﻣوﻗـﻊ ﻓـﻲ اﻟﺟزاﺋـر ﺑﺗـﺎرﯾﺦ
18ﺟﺎﻧﻔﻲ .2006
102
اﻟﻣراﺟﻊ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻣواﻗﻊ اﻹﻧﺗراﻧت:
-اﻷﻣﺎﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺣﻛوﻣﺔ
http://www.joradp.dz/HAR/Index.htm
{ ﺑﺗﺎرﯾﺦ 2013/07/16
-ﺣﺳﺎم اﻟدﯾن اﻟﺻﻐﯾر ،ﺗرﺧﯾص اﻟﻣﻠﻛﯾﺔاﻟﻔﻛرﯾﺔوﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ،ﻣﻘﺎل ﻓﻲ
اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ)ﻋﻣﺎن :ﻣﺳﻘط 24/23
ﻣﺎرس، 2004اﻟوﺛﯾﻘﺔ ،(09ﺑﺗﺎرﯾﺦ 2013/7/24
-دﯾﺑﺎﺟﺔ ﺗﻘرﯾر ﻣؤﺗﻣر اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة اﻟﻣﻌﻧﻲ ﺑﺗﺳﺧﯾر اﻟﻌﻠم واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
ﻷﻏراض اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ،ﻓﯾﯾﻧﺎ . ،ﻣﻧﺷورات اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة،
} .{http://www.un.org/arabic/esa/progareas/sciencetech.html
ﺑﺗﺎرﯾﺦ .2013/7/21
{http://www.wipo.int/edocs/mdocs/arab/ar/wipo_ip_mct_04/wip
} o_ip_mct_04_9.doc
103
ﺍﻟﻔﻬﺮﺱ
ﻓﮭرس اﻟﻣوﺿوﻋﺎت ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- اﻹﻫداء
- اﻟﺗﺷﻛرات
2 ﻣﻘدﻣﺔ
105
ﻓﮭرس اﻟﻣوﺿوﻋﺎت ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
70 اﻟﻣطﻠب اﻷول :اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل إﺑرام اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﻧﺎﻗﻠﺔ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
106
ﻓﮭرس اﻟﻣوﺿوﻋﺎت ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
90 اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ
95 اﻟﻣراﺟﻊ
102 اﻟﻔﻬرس
107