You are on page 1of 380

‫مبادئ‬

‫القانون الدستوري‬

‫األستاذ المساعد‬
‫الدكتور‬
‫علي يوسف الشكري‬
‫عميد كلية القانون والعلوم السياسية‬
‫جامعة الكوفة‬

‫‪2011‬‬

‫‪1‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء‬
‫وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير‬

‫سورة آل عمران‬
‫اآلية ‪26‬‬

‫‪2‬‬
‫أني رأيت أنه ال يكتب إنسان كتابا في يومه إال قال في غده ‪ ،‬لو‬
‫غير هذا لكان أحسن‪ ،‬ولو زيد كذا لكان يستحسن ‪ ،‬ولو قدّم هذا‬
‫لكان أفضل ‪ ،‬ولو ترك هذا لكان أجمل ‪ ،‬وهذا من أعظم العبر ‪،‬‬
‫وهو دليل على استيالء النقص على جملة البشر‬

‫العماد األصفهاني‬

‫‪3‬‬
‫المقدمة‬
‫الحمد هلل رب العالمين والصالة والسالم على روىهلا اينىين وعلى ولىا ووىح ا ونىن‬
‫وايهم إل يهم الدين وبعد‪.‬‬
‫صىىاهيع‬ ‫لظيوفيىىا السياوىيع وا‬ ‫فالنظىام السياوىو والدوى هرل لوىة هولىىع هىه ارعوىا‬
‫يصلح لدولع أخيى ‪ ،‬بة إن نا يصىلح‬ ‫وا ج ماعيع‪ ،‬ونا يصلح رظانا هو هريا لدولع نعينع‪ ،‬د‬
‫يصلح ليا فو و ت أخي‪.‬‬ ‫رظانا هو هريا لدولع نعينع فو و ت نعين ‪ ،‬د‬
‫وبصفع عانع جيى العمة فو نخ لف الدول عل ت نو أحد ايرظمىع الدوى هريع ال يليديىع‬
‫( ال يلمارو – اليئاوو – المجلسو – المخ لط) ‪ ،‬ونع ذلى روىمت بعىل الىدول لنفسىيا يييىا‬
‫تحوما نن حيث ايوة ايوس ال و بنيت علييا ايرظمع الدو هريع ال يليديع ‪،‬‬ ‫خاوا فو الحوم‬
‫ويمون أن رطلق عل هذه ايرظمع ‪ ،‬ايرظمع الخاوع ونن بين الدول ال و ت نت هذا الطييىق فىو‬
‫الحوم ‪ ،‬روويا ا تحاهيع فو هو هرها النافذ لسنع ‪ ، 19993‬وغال يع هول اليارة ايفييييع ‪.‬‬
‫والمالحظ أن هناك ولع وثييع بين النظام الدو هرل فو الدولع و يعع رظام الحوم فييا ‪،‬‬
‫كهرا جميهريا أو نلويا ‪ ،‬فيد جيى العمىة فىو كافىع الىدول الملويىع على ت نىو النظىام ال يلمىارو‬
‫أولهبا للحوم ‪ ،‬فو حين تهزعت الدول ذات ايرظمع الجميهريع بين النظىام ال يلمىارو واليئاوىو‬
‫والمجلسو والمخ لط والخاص ‪.‬‬
‫فيد ت ن الدو هر ايلمارو واليندل وال يكو واليابارو واإليطالو عل و ية المثال النظام‬
‫ال يلمارو ‪ ،‬فو حين أخذ الدو هر اينييوو وال يازيلو وايرجن ينو والفنزويلو وا كىهاهورل ‪،‬‬
‫وهو هر بييو وتشيلو بالنظام اليئاوو ‪.‬‬
‫أنا فيرسا فيىد جمعىت فىو هوى هرها النافىذ لسىنع ‪ 1958‬بىين بعىل خصىائل النظىام‬
‫ال يلمارو واليئاوو ‪ ،‬نحاولع فو ذل إعاهة ال هازن بين الحوهنع وال يلمان ‪ ،‬عل أثي ا خى الل‬
‫الذل أواب هذه العال ع فو ظة هو هر ونع ‪.1946‬‬
‫واخ طت روويا ا تحاهيع فو هو هر النافذ لسنع ‪ 1993‬يييا خاوا فىو الحوىم ‪ ،‬ركىز‬
‫غدا اليئيس وكأرا السىلطع الهحيىدة فىو الدولىع ونىا‬ ‫غال يع الصالحيات اليانع بيد اليئيس ‪ ،‬ح‬
‫ال يلمان والحوهنع إ أت اع لا‪.‬‬
‫يعىىع رظىىام الحوىىم الىىذل ت ن ىىا بىىين النظىىام الىىهراثو‬ ‫واريسىىمت اي طىىار العيبيىىع فىىو‬
‫والجميهرل ‪ ،‬فيد ت ن كة نن ايرهن والمغيب والسعههيع والوهيت وعمان و طىي وال حىيين ‪،‬‬
‫النظام الهراثو ‪ ،‬فو حين أخىذت بىا و اي طىار العيبيىع ( باوى ثنام الجماهيييىع اللي يىع) بالنظىام‬
‫الجميهرل كالعياق ونصي ووهريا ول نان وتهرس والجزائي واإلنارات العيبيع الم حدة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫وت نت لي يا النظام الجماهييل أولهبا فو الحوم ‪ ،‬وفو هذا النظام يعد وائي أفياه الشىع‬
‫الشىىع السىىلطع عىىن ييىىق اللجىىان الشىىع يع‬ ‫حوانىىا ونحوىىهنين فىىو ذات اله ىىت ‪ ،‬ويمىىار‬
‫( السلطع ال نفيذيع) والمؤتميات الشع يع ( السلطع ال شييعيع)‪.‬‬
‫ليد تناولنا نفيهات هذا الو اب فو بابين ‪ ،‬خصصنا ايول لدراوع رظييع الدولع ‪ ،‬والثارو‬
‫لدراوع رظييع الدو هر ‪ ،‬وتناولنا فىو ال ىاب ايول ‪ ،‬نىدلهل الدولىع وأركاريىا ورشىأتيا وأ ىواليا‬
‫وأوالي نماروع السلطع فييا ‪ ،‬واخ منا هذا ال اب بدراوع ايحزاب السياويع‪.‬‬
‫أنا ال اب الثارو فويوناه لدراوع رظييع الدو هر ‪ ،‬وبحثنا فيا نىدلهل اليىارهن الدوى هرل‬
‫ونصاهره وأوالي رشأت الدواتيي وأرهاعيا وووائة كفالع اح يانيا وتعديليا ورياي يا‪.‬‬
‫أخييا رس مح اليارئ الوييم العذر ‪ ،‬عن نها ن الشطط ال و د تظيي فىو هىذا الو ىاب ‪،‬‬
‫ع ال شي ‪ ،‬وحس نا رية أجي المج يد ‪،‬فإن أو ت فمن هللا وأن أخطىأت فمىن رفسىو‬ ‫فالنيل نن‬
‫والشيطان‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الباب األول‬
‫الدولة‬
‫الفصل األول‬
‫مدلول الدولة وأركانها‬
‫المبحث األول‬
‫تعريف الدولة‬
‫أثار تعريف الدولة خالفا فقهيا طويال ‪ ،‬فقد عرفها الفقيه الفرنسي اارييه‬
‫دوميا ييير ) ‪ (Carre de malberg‬يأنهيا ممووعية ميأل اافيراد‬
‫مستقرة ف إقليم ولها مأل التنظيم ما يمعل لهذه المواعة ف مواجهية اافيراد‬
‫سلطة علييا مميرة وقيا رة ع وعرفهيا الفقييه) سيالووند )‪ ( (Salmond‬يأنهيا‬
‫ممووعة مأل اافراد مستقرة على إقلييم محيدد ققامية السيالا والعيد عيأل‬
‫القييانون‬ ‫طريييا القييوةع وعرفهييا أيسيوأل )‪ ( Esmein‬يأنهييا التيي ي‬
‫امة ع وعرفها يوناردع ) ‪ (Bonnard‬يأنها وحدة قانونية دائوية تتميوأل‬
‫وجود يئة اجتواعية تباشر سيلطا قانونيية معينية إ ام أمية مسيتقرة عليى‬
‫إقليييم يأسيياليت تقييوا علييى أرادتهييا وحييد ا عييأل طريييا القييوة الوادييية الت ي‬
‫تحتكر ييا ع وعرفهييا ولنييد ) ‪ ( Holland‬يأنهييا ممووعيية مييأل اافييراد‬
‫يقطنون إقليوا معينيا وي ميعون لسيلطة اايلبيية أو سيلطة طائفية مينهم ع‪،‬‬
‫عليى وجيه‬ ‫وعرفها الداتور اوا الغال يأنها ممووعة مأل اافراد تعيي‬

‫‪6‬‬
‫الدواا ف إقليم معيأل وت مع لسلطة عامة ومنظوة ع‪ 1‬وعرفها الداتور عبيد‬

‫الوعنوي الذي يوثل قانونا أمية‬ ‫الحويد متول يأنها عبارة عأل ذلك الي‬
‫ييدورنا‬ ‫تقطأل أرضا معينة ويييده سييطرة عليى السيلطة العامية ع‪ 2‬ونعير‬

‫ييفة الييدواا يمييم ممووعيية مييأل اافييراد‬ ‫الدوليية يأنهييا تنظيييم سياسي لييه‬
‫يقطنون إقليم معيأل وي معون لسلطة سياسية ع‪.‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫نشأة الدولة‬
‫يعد البحث ف أ ل نيأة الدولة مأل الوواضيع الت أثار وما الت‬
‫تثير الكثير مأل النقاشا ‪ ،‬الت و لت ف الكثيير ميأل ااحييان إليى طرييا‬
‫يذا‬ ‫مسدود ‪ ،‬و ذا ما دفع الكثير مأل الباحثيأل إلى ااحمياا عيأل البحيث في‬
‫الووضوع‪.‬‬
‫ذا الووضوع ‪ ،‬مأل اون الدولية قيد مير‬ ‫عوية البحث ف‬ ‫وتنبع‬
‫يتطورا اثيرة ومراحل متعددة قبل و ولها إلى ميا ي علييه اان ‪ ،‬يذا‬
‫التي تحكيم الدولية ت تليف ميأل دولية اخيرى وميأل‬ ‫إضافة إلى أن الظرو‬
‫عصر اخر‪.‬‬
‫وطرحت عدة نظريا ف أ ل نيأة الدولية ‪ ،‬سينبحث فيهيا تباعيا‬
‫وعلى التفصيل اآلت ‪.‬‬
‫المطلب األول‬
‫النظرية الثيوقراطية ( الدينية)‬

‫‪ - 1‬د ‪ .‬كمال الغالي – مبادئ القانون الدستوري – دون ذكر اسم املطبعة ومكان الطبع – ‪ -1985‬ص ‪.29‬‬
‫أار ‪-‬‬ ‫‪ - 2‬د‪ .‬عبد احلميد متولي ود‪ .‬سعد عصفور ود‪ .‬حمسن خليل – القانون الدستوري والنظم السياسية‪ -‬من ش‬
‫أة امل ع‬
‫اإلسكندرية‪ -‬دون سنة طبع‪ -‬ص ‪.29‬‬

‫‪7‬‬
‫)‪( Theories Theocratiquws‬‬
‫ترجع ذه النظرية أ ل نيأة الدولة إلى هللا عيل وجيل ‪ ،‬فوصيدر‬
‫احت السيادة وإلييه ترجيع‬ ‫السلطة حست ذه النظرية ‪ ،‬هللا الذي و وحده‬
‫السلطة اآلمرة ‪ 1.‬مأل نا طالت أنصار ذه النظرية يتقديس السيلطة فالحياام‬

‫حست ذه النظرية ما و إال وسيلة لتنفييذ اقرادة والويييئة اقلهيية ‪ ،‬اامير‬


‫‪2‬‬
‫الذي يستتبعه أن تكون إرادة الحاام فوق المويع ‪.‬‬

‫والوالحظ إن ذه النظرية ‪ ،‬اانت قد لعبت دورا ابيرا ف الوراحيل‬


‫الوتقدمة ف تفسير أ ل نيأة الدولة ‪ ،‬إذ اانت السيلطة والدولية تقيوا منيذا‬
‫على أسيس دينيية محمية ‪ ،‬ييل إن يذه النظريية وجيد رواجيا ابييرا في‬
‫العصر الوسيح والقرون الوسطى ‪ ،‬ولم ت تف أثر ا إال في مطليع القيرن‬
‫العيريأل ‪ ،‬ويعود السبت ف ذليك إليى الوعتقيدا وااسياطير السيائدة منيذا‬
‫حيث اان االعتقاد السائد إن ذا العالم محكوا يقوى ييبية ممهولية يصيعت‬
‫‪3‬‬
‫تفسير ا و ذا ما حدا يأنصار ذه النظرية إلى إضفام القدسية على الحاام ‪.‬‬

‫ومع اتفاق أنصار النظرية الثيوقراطية على أن السيادة هلل ‪،‬إال أنهيم‬
‫اختلفييوا في ااسييس التي يييتم يووجبهييا اختيييار مييأل يييلاو السييلطة وعلييى‬
‫التفصيل اآلت ‪-:‬‬

‫‪ - 1‬د‪ .‬عبد احلميد متولي – القانون الدستوري واألنظمة السياسية – ج‪ – 1‬ط‪ -1965 -4‬ص ‪. 32‬‬
‫‪ - 2‬د‪ .‬حممد أنس قاسم جعفر‪ -‬النظرية السياسية والقانون الدستوري – دار النهضة العربية – ال ق‬
‫أارر – ‪ -1999‬ص‪23‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ - 3‬د‪ .‬ثروت بدوي – النظم السياسية – ج‪ -1‬النظرية العامة للنظم السياسية‪ -‬دار النهضة العربية – القارر ‪– 1962 -‬‬
‫ص ‪. 51‬‬

‫‪8‬‬
‫الفرع األول‬
‫نظيرة الطبيعة اإللهية للحاكم‬
‫)‪( La nature divine des gouvernants‬‬
‫ذه النظرية ف الومتوعيا البدائيية ‪ ،‬ويعيل الحميارا‬ ‫ظهر‬
‫ذه النظرية و ف الطبيعة اقلهية على الحياام ‪ ،‬وحييث‬ ‫القديوة ‪ 1‬وتمف‬

‫أن الحاام و اقله اان اليد أن يعبد وتقدا له القراييأل ‪ ،‬فالحاام ما و إال مله‬
‫‪2‬‬
‫ذه النظرية لها عدة تطبيقيا في‬ ‫‪ ،‬ووجد‬ ‫وسط البير ويحكوهم‬ ‫يعي‬

‫الحمارا القديوة ‪ ،‬ومنها الحمارة الفرعونية ‪ ،‬حيث ايان الفرعيون يعبيد‬


‫وريسع ف عهد ااسرتيأل ااوليى والثانيية واسيم‬ ‫منذا وأطلا عليه اسم‬
‫ذه النظرية تطبيقيا لهيا في‬ ‫رعع ف عصر ااسرة الرايعة ‪ 3.‬اوا وجد‬

‫الصيأل ‪ ،‬حيث اانت سيلطا اقمبراطيور تقيوا عليى أسياي ديني وييذ ت‬
‫جانت مأل الفقه ‪ ،‬إلى أن ذه النظرية ظل معويو يهيا إليى فتيرا تاري يية‬
‫‪4‬‬
‫متأخرة اان أخر ا ما اان مقررا اياطرة اليايان حتى سنة ‪. 1947‬‬

‫‪ - 1‬د‪ .‬عبد احلميد متولي – الوسيط يف القانون الدستوري – دار النهضة العربية – القارر – ‪ -1956‬ص ‪.23‬‬
‫‪ - 2‬د‪ .‬عبد املنعم حمفوظ ود‪ .‬نعمان أمحد اخلطيب – مبادئ يف النظم السياسية – األردن – دار الفرقان للنشر والتوزيع –‬
‫‪ -1987‬ص‪.60‬‬
‫أر‪-‬‬ ‫‪ - 3‬سعيد أبو الشعري –القانون الدستوري والنظم السياسية املقارنة – ج‪ -1‬ط‪ -2‬ديوان املطبوعات اجلامع ي‬
‫أة‪ -‬اجلزا ئ‬
‫‪ -1991‬ص‪22‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- G. Burdeau – Constituions ET Institution Politiques –1957- p. 94.‬‬

‫‪9‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫نظرية الحق اإللهي المباشر‬
‫)‪( Théorie Droit divin surnaturel‬‬
‫تقوا ذه النظرية على أن هللا عل وجل خلا ال شي م في الحيياة ‪،‬‬
‫نعه خلقها يطريقة مباشرة وأقياا‬ ‫مأل‬ ‫والدولة إحدى ذه الو لوقا ‪ ،‬و‬
‫عليها ح ّكاما مأل قبله ‪ ،‬وحولًهيم أمانية الحكيم عليى م لوقاتيه الدولية وميأل‬
‫‪1‬‬
‫على ذلك إن الحاام يستود سلطاته مباشرة مأل اقله ‪ ،‬مأل‬ ‫عليها مأل البيرع‬

‫نا ال يسأ الحاام إال مأل اقله ‪ ،‬وال سلطان عليه إال لإلله ‪.‬‬
‫ويرجع جانت مأل الفقه ذه النظرية إلى رجا الديأل الوسيحييأل في‬
‫القرنيأل السايع والثامأل عيير ‪ ،‬حييث اانيت الييريعة الوسييحية تدايد عليى‬
‫اراميية اقنسييان والحييد مييأل سييلطة الولييو الدنيوييية ‪ ،‬يييير أن ييذه الييدعوة‬
‫راع ييأل الولو ورجا الديأل ييأن مأل تكيون ليه السيلطة العلييا‬ ‫احبها‬
‫وا تدى رجا الديأل وعلى رأسهم سان ييير ‪ ،‬وسان يو ع إلى تفسير قيو‬
‫الوسيح أعطوا ما لقيصر لقيصر وما هلل هللع عليى أنيه دعيوى منيه لفصيل‬
‫سلطة الدولة اللمنية ‪ ،‬وانتهوا إلى أن السلطة الدنيوية لها سيفان‪-: 2‬‬
‫ااو ‪ -:‬سيف السلطة الدينية ويودعه الرب للبايا ف الكنيسة ‪.‬‬

‫‪ - 1‬د‪ .‬إبراريم درويش – علم السياسة – دار النهضة العربية‪ -‬القارر ‪ -1975 -‬ص ‪. 159‬‬
‫أرية‪-‬‬ ‫‪- 2‬د‪ .‬عبد املعطي حممد ود‪ .‬حممد علي حممد ود‪ .‬حممد أبو ريان – السياسة بني النظرية والتطبيق –دار اجلام ع‬
‫أة امل ص‬
‫مصر‪ -1974 -‬ص ‪.310‬‬

‫‪10‬‬
‫الثان ‪ -:‬سيف السلطة اللمنية ويودعه الرب يإرادته الوباشرة لإلمبراطور ‪.‬‬
‫وجيوب ال ميوع‬ ‫فالقديس يولسع اان يقيو ‪ ،‬عليى ايل شي‬
‫احت السلطة ان ال سلطة مصدر ا هللا ‪ ،‬وحييث أن سيلطة‬ ‫لإلمبراطور‬
‫الحاام مأل هللا فقد وجبت طاعته ‪،‬ان ف معصيته معصية هلل ‪.‬‬
‫والقت ذه النظريية رواجيا في فرنسيا حييث اعتصيووا يهيا مليو‬
‫‪1‬‬
‫فرنسا ف خالفاتهم مع البايا ‪ ،‬مدعيأل يأن سلطتهم منللة مأل هللا ‪.‬‬
‫ومأل ييأل الولو الذيأل توسكوا يهيذه النظريية ‪ ،‬ليويس الراييع عيير‬
‫وال امس عير الذي اان ييير ف مقدمة خطبته أننيا نتلقيى التيان ميأل هللا‬
‫مأل اختصا نا وحدنا ال ييارانا ف ذلك أحد وال‬ ‫فسلطة عول القوانيأل‬
‫‪2‬‬
‫ت مع ملاولة عولنا احدع‪.‬‬

‫الفرع الثالث‬
‫نظرية الحق اإللهي غير المباشر ( العناية اإللهية )‬
‫) ‪( Théorie de Droit divin providentiel‬‬
‫اان مأل نتائج انهييار اقمبراطوريية الرومانيية في القيرن ال يامس‬
‫الويالدي سييطرة الكنيسية عليى العيالم الوسييح ‪ ،‬وليم يعيد الوليك يسيتطيع‬
‫موارسة مهاا عوله إال يعد قياا الكنيسة يطقوي تتويميه ومباراية سيلطاته ‪،‬‬
‫مأل نا اان اليد مأل ظهور نظرية جديدة ‪ ،‬تكيف سلطة الحياام و يالحياته‬
‫ف توجيه ااوامر للوحكوميأل ‪ ،‬وإللاا اآلخريأل يإطاعة ذه ااوامر‪ ،‬حييث‬

‫أان‪-‬‬
‫أاملينو – ع م‬ ‫‪ - 1‬د‪ .‬حممد سليمان الدجاني‪ -‬ود‪ .‬منذر سليمان الدجاني – السياسة‪ -‬نظريات وم ف‬
‫أاريم‪ -‬دار ب‬
‫أوسنت‪ -1986 -‬ص‪74‬‬
‫‪ - 2‬نقال عن الدكتور حممد كامل ليله‪ -‬النظم السياسية‪ -‬دار النهضة العربية‪ -‬القارر – ‪ -1961‬ص ‪.202‬‬

‫‪11‬‬
‫لم تعد نظرية الحا اقله الوباشر تتواشى والواقع المديد ‪ ،‬فكانيت النظريية‬
‫المديدة نظرية الحا اقله يير الوباشر ‪.‬‬
‫ويوقتمييى ييذه النظرييية إن هللا ال ي لييا الدوليية يصييورة مباشييرة ‪،‬‬
‫و ال يقيم الحاام عليها يصورة مباشرة وإنوا يتدخل ف خلا الدولة‬ ‫ويالتال‬
‫يطريقة يير مباشرة ‪ 1.‬مأل خال توجيه العناية اقلهية الحوادث نحو اختييار‬

‫معيأل أو أسرة معينة لتول السلطة ف الدولة ‪ 2،‬على ذلك إن اافيراد‬ ‫ش‬

‫ذا االختيار مسيرون وليسوا م يرون‬ ‫م الذيأل ي تارون الحاام ولكنهم ف‬


‫‪ ،‬مأل نا ال يعد الحاام ذا طبيعة إلهية ‪،‬وإنوا و يير يتم اختياره يواسطة‬
‫اافراد ‪.‬‬
‫لقد لعبت ذه النظرية دورا يالغا ف تقييد سلطا الوليو ‪ ،‬وتيدعيم‬
‫ياحت الحيا في مينح‬ ‫سلطة الكنيسة موثلة اليعت الوسييح ‪ ،‬ياعتبار يا‬
‫‪3‬‬
‫سيف السلطة اللمنية للحاام وسحبه منه ‪.‬‬
‫والوالحظ إن النظريا اليثالث التي تقيوا عليى أسياي ديني ‪،‬وإن‬
‫اختلفت ف تفسير ا للتدخل اقله ‪،‬إال أنها تتفا جويعا ف أن مصدر سلطة‬
‫الحاام و اقله ‪ ،‬مأل نا تكون السلطة مقدسة ال يوكأل مقاومتهيا وليو اانيت‬
‫مستبدة ‪.‬‬

‫‪ - 1‬د ‪ .‬حممد أنس قاسم‪ -‬املرجع السابق‪ -‬ص ‪ ، 26‬كذلك د‪ .‬إبراريم درويش‪ -‬املرجع السابق‪ -‬ص ‪. 162‬‬
‫‪ - 2‬د‪ .‬حممد أنس قاسم – املرجع السابق‪ -‬ص‪. 26‬‬
‫‪ - 3‬د‪ .‬السيد صربي‪ -‬مبادئ القانون الدستوري‪ -‬دار النهضة العربية – القارر – ‪ -1971‬ص ‪. 14‬‬

‫‪12‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫نظرية التطور العائلي‬
‫)‪(Théorie de Levolution Familiale‬‬
‫يذ ت أنصار ذه النظرية ‪ ،‬وعلى رأسهم أرسطو ويودان ‪ ،‬إليى أن‬
‫أ ل الدولية يميد أساسيه في السيلطة اايويية ‪،‬فاقنسيان م ليوق اجتوياع‬
‫إال مييع يييره ‪ ،‬وااسيرة ي ال ليية االجتويياع‬ ‫يطبعيه لييس ليه أن يعيي‬
‫فيها اقنسان ‪ ،‬ومأل اجتواع ممووعة مأل ااسير ‪ ،‬نييأ‬ ‫ااولى الت يعي‬
‫العييرة ‪ ،‬ومأل اجتواع ممووعة مأل العيائر نيأ القبيلة ‪ ،‬فالقرية والودينة‬
‫‪ ،‬واان ال تنظيم مأل ذه التنظيوا يحاجية إليى سيلطة تحكويه ‪ ،‬وتتناسيت‬
‫طبيعة ذه السلطة وحمم التموع البيري ‪ ،‬حتى و ل التموع والتنظيم إليى‬
‫حد ظهر معه الدولة ‪.‬‬
‫إن ذه النظرية تبدو واأنها تتفا مع الواقع مأل حييث حميم التمويع‬
‫البيييري والحاجيية إلييى التنظيييم ‪ ،‬إال أنهييا تعرضييت النتقييادا شييديدة ‪،‬ان‬
‫ااسرة ليست ال لية ااولى للومتوع ‪ ،‬فالمواعة البيرية وجد قبل ااسرة‬
‫‪ 1،‬اوا إن ذه النظرية ترجع سلطة الدولية إليى سيلطة ااب عليى أسيرته ‪،‬‬
‫و و ما ي الف الواقع حيث سبقت ف الومتوعا البدائية سلطة ااا ‪ ،‬سيلطة‬
‫ااب ‪ ،‬إضافة إلى أن سلطة العائلة ت تلف يطبيعتها عأل سلطة الدولة ‪ ،‬نظرا‬
‫لكون ااخيرة سلطة الدولةع تبقى مستورة يعد وا ااش اص الحيااويأل‬
‫‪ ،‬فمال عأل أن سلطة الحياام ذا طبيعية سياسيية في حييأل إن سيلطة رب‬

‫‪- 1‬د‪ .‬حممد أنس قاسم – املرجع السابق‪ -‬ص ‪. 29-28‬‬

‫‪13‬‬
‫ااسرة تطغ عليها االعتبارا النفسية والعاطفية ‪ 1.‬أخييرا أن نيا يعيل‬

‫الدو خرجت في تطور يا عويا تيذ ت إلييه يذه النظريية ‪ ،‬ميأل حييث إن‬
‫ااسرة تطور إلى قبيلة ثم إلى قرية فودينة ‪ ،‬وعليى سيبيل الوثيا إن دولية‬
‫الفري والدولة الوصرية القديوة لم تور ينظاا الودينة السياسية الذي وجد ف‬
‫‪2‬‬
‫يالد اقيريا ‪.‬‬

‫المطلب الثالث‬
‫نظرية القوة‬
‫)‪( Théorie de La Force‬‬
‫الدولية إليى القيوة ‪،‬إذ ييرى أنصيار‬ ‫ترجع ذه النظرية أ ل نيأ‬
‫ذه النظرية إن الدولة تنييأ حييث يفيرل القيوي قوتيه عليى جوييع اافيراد‬
‫الذيأل ي معون لسيطرته وقوته ‪ ،‬ويتحدد مفهوا القيوة وفيا يذه النظريية ‪،‬‬
‫ييالقوة الواديية تحديييدا دون قييوة اققنيياع اليذي يسيييطر علييى عقييو وسييلو‬
‫‪3‬‬
‫اآلخريأل ف المواعة اقنسانية‪.‬‬
‫فقييد اييان اافييراد في الومتوعييا القديويية يسييت دمون القييوة البدنييية‬
‫قخماع الغير لهم ‪ ،‬وطغى على حيياتهم طيايع الصيراع ميأل أجيل التسيلط‬

‫أارر ‪-‬‬ ‫‪ - 1‬د‪ .‬طعيمة اجلر‪ -‬نظرية الدولة واألسس العامة للتنظيم السياسي – الكتاب األول – مكتبة القارر احلدي ث‬
‫أة‪ -‬ال ق‬
‫‪.1960‬‬
‫‪ - 2‬د ‪ .‬حممد أنس قاسم‪ -‬املرجع السابق‪ -‬ص ‪.29‬‬
‫‪ - 3‬د‪ .‬إبراريم درويش‪ -‬املرجع الساق‪ -‬ص ‪. 164‬‬

‫‪14‬‬
‫والهيونة ‪ ،‬فنيأ يذلك العيائر والقرى والودن الت يرأسها أش اص أقويام‬
‫‪1‬‬
‫ماديا ‪.‬‬

‫ويذ ت الفقيه يلونار ع إلى إن العالم ي مع لقانون حكم ااقوى ‪،‬‬


‫وذ ت يذا االتماه يلنتي ع الذي يرى إن الظفر يالحرب و يوثاية حكيم‬
‫أ دره اقله لصالح مأل عقد له النصر ‪ ،‬وف ألوانيا ذ ت أوينها يورع إلى‬
‫نظاا إجواع فرضه الغالت على الوغلوب ‪ ،‬أما ف فرنسا فقد‬ ‫أن الدولة‬
‫ذ ت الفقيه ديم ع إلى أن السلطة ف الدولة تكون ف يد مأل يولك القوة ‪.‬‬
‫وميا يدخيذ علييى يذه النظرييية ‪ ،‬أنهيا يوكيأل أن تفسيير أ يل نيييأ‬
‫ااسرة والعييرة والقبيلة ‪ ،‬حيث ي ميع ااضيعف لوقيوى ‪ ،‬اويا يوكيأل أن‬
‫الدولة لو اان العالم يسوده حاليا شريعة الغاب اويا ايان‬ ‫تفسر أ ل نيأ‬
‫ف الومتوعا البدائية ‪،‬أما ف الوقت الحاضر حيث تسيود مبيادا الييرعية‬
‫يحيحا ا يل نييأ‬ ‫والقانونية ‪ ،‬فال يوكأل أن تقيدا يذه النظريية تفسييرا‬
‫الدولة يدليل أن السلطة الفعلية تبقى سلطة يير مستقرة ‪ ،‬يل إن الحاام اليذي‬
‫يصل إلى سدة الحكم عأل طريا االنقالب العسكري ‪ ،‬أما أن يعليأل عيأل نيتيه‬
‫ف الت ل عأل السلطة إلى مأل ي تاره الييعت ‪ ،‬ومثيل يذا ميا فعليه الفرييا‬
‫سوار الذ ت ف السودان حيث ت لى عأل السلطة للفريا عور احود البييير‬
‫‪ ،‬وعل ولد محود فيا رئييس الومليس العسيكري اليذي قياد االنقيالب عليى‬
‫الرئيس معاوية ولد سيدي احود الطايع ‪ .‬أو أن يعلأل عيأل نيتيه في اسيتطالع‬
‫رأي اليعت ييأن يقامه ف السلطة عأل طريا االنت اب أو االستفتام ‪ ،‬ومثل‬
‫ييذا مييا فعلييه الييرئيس الراحييل حييافظ ااسييد ‪ ،‬والييرئيس البااسييتان يرويييل‬
‫الذي تولى السلطة أثر االنقالب العسكري عاا ‪. 1998‬‬ ‫مير‬

‫‪ - 1‬سعيد أبو الشعري – املرجع السابق‪ -‬ص ‪. 24‬‬

‫‪15‬‬
‫ونرى إن القائليأل يهذه النظرية ‪ ،‬اانوا قد وقعوا ف ال لط ييأل القيوة‬
‫المرورية الال مة لحواية أمأل الدولة ونظامها ‪ ،‬وييأل الو و إلى السيلطة‬
‫عأل طريا القوة ‪ ،‬فااولى القوةع ال ينى عنها لحواية أمأل الدولة اليداخل‬
‫وال ارج ‪ ،‬ومأل ثم فه قوة ميروعة لها ما يبرر ا ‪ ،‬أما الثانية فهي قيوة‬
‫يير ميروعة ‪ ،‬ليس لها ما يبرر ا سوى االستبداد والداتاتورية ‪.‬‬

‫المطلب الرابع‬
‫نظرية العقد االجتماعي‬
‫تذ ت ذه النظرية إلى أن الدولة نييأ يفعيل اتفياق اختيياري عقيد‬
‫ييأل اافراد لل رون مأل حالة الفطرة والبدائية الت ايانوا يقاسيونها ‪ ،‬و ي‬
‫تفتييرل أن نييا عهييد في التيياري البيييري لييم تكييأل فيييه دوليية وال قييانون‬
‫‪1‬‬
‫يحكم ‪،‬‬

‫وأنقسم رأي الفقه ييأن أو مأل قا يهذه النظرية ‪ ،‬فذ ت جانت مأل‬
‫الفقه إلى أن ذه النظرية تعود إلى فالسيفة القيرنيأل السيايع والثيامأل عيير ‪،‬‬
‫وجان جا روسو ‪ 2 ،‬في حييأل ييذ ت‬ ‫ويالذا توماي ويل ‪ ،‬وجون لو‬
‫‪3‬‬
‫منيية يعييدة ‪،‬‬ ‫الرأي الغالت ف الفقه إلى أن ذه النظرية ترجع إلى فترا‬

‫أر سطو ‪ ،‬حيث أاد على الصفة الرضائية ف‬ ‫وينسبها البعل إلى الفيلسو‬
‫تكويأل الدولة ‪ ،‬اوا تعرل فالسفة القانون الرومان لفكرة العقد االجتوياع‬
‫يصدد تحليلهم طبيعة القانون وقبوله مأل المواعة ‪،‬إال أن السيبت في اقتيران‬

‫‪.- 1‬د‪ .‬حممد عبد املعز نصر – يف النظريات والنظم السياسية – دار النهضة العربية‪ -‬القارر – ‪ -1981‬ص ‪. 67‬‬
‫‪ - 2‬د ‪ .‬إبراريم درويش‪ -‬املرجع السابق‪ -‬ص ‪. 169‬‬
‫‪ - 3‬د ‪ .‬عبد املنعم حمفوظ ود ‪ ,‬نعمان اخلطيب – املرجع السابق‪ -‬ص ‪ 105‬ز‬

‫‪16‬‬
‫ذه النظرية يكل مأل ويل ‪ ،‬ولو ‪ ،‬وروسو ‪ ،‬و أنهم قياموا يتأ ييل يذه‬
‫‪1‬‬
‫النظرية وعرضها يطريقة واضحة ‪.‬‬

‫لقد أتفا ويل ولو وروسيو عليى مبيدأيأل ‪ ،‬ويا أن اافيراد ايانوا‬
‫يقاسون ف حياتهم البدائية ‪،‬وأنهم انتقلوا مأل حياة الفطرة إلى الحياة الونظوية‬
‫يووجت العقد ‪.‬‬
‫العقييد ‪ ،‬والتلاميياتهم ‪ ،‬ونتيميية العقييد ‪،‬‬ ‫لكيينهم اختلفييوا ف ي أطييرا‬
‫وطبيعته ‪ ،‬وسنبحث تفصيال ف أرام الفالسفة الثالث ‪.‬‬

‫الفرع األول‬
‫آراء هوبز في العقد االجتماعي‬
‫عاش ويل ف فتيرة تاري يية توييل ياالضيطرايا في ايل ميأل‬
‫إنملترا وفرنسا ‪ ،‬موا اان له أيلغ ااثر على فكره اليذي ارسيه لتأيييد الحكيم‬
‫الوطلا ‪ 2،‬فقد اان ويل مأل الي صيا الت تبحث عأل االستقرار السياس‬
‫لة‬ ‫يأية وسيلة ‪ ،‬ويالريم مأل أنه لم يكأل ملكيا وال جوهوريا ‪،‬إال أنه اان ذا‬
‫وثيقة يااسرة الولكية البريطانية ف القيرن السيايع عيير ‪ ،‬السييوا أنيه ايان‬
‫ار يحويل فيويا يعيد اسيم تييالل‬ ‫معلوا لول العهد اامير تيالل ع الذي‬
‫الثان ع ‪.3‬‬

‫‪ - 1‬د‪ .‬حممد أنس – املرجع السابق‪ -‬ص ‪ ، 31‬كذلك د ‪ .‬إبراريم درويش‪ -‬املرجع السابق‪ -‬ص ‪ ، 169‬كذلك د ‪ .‬ع ب‬
‫أد‬
‫املنعم حمفوظ ود ‪ .‬نعمان اخلطيب – املرجع السابق – ص‪ ، 105‬كذلك سعيد أبو الشعري – املرجع السابق‪ -‬ص ‪. 32‬‬
‫‪ - 2‬د‪ .‬فؤاد العطار‪ -‬النظم السياسية والقانون الدستوري – دار النهضة العربية – القارر – ‪ -1975‬ص ‪. 28‬‬
‫‪ - 3‬د‪ .‬حممد أنس قاسم – املرجع السابق‪ -‬ص ‪. 31‬‬

‫‪17‬‬
‫س ر يويل ايل اتاياتيه السياسيية لتيدعيم الولكيية الوطلقية في‬
‫لقد َ‬
‫إنملترا ‪ ،‬وإضفام اليرعية على الحكم الوطلا اسرة ستيوار ع ومحارية‬
‫االدعيياما الت ي تلعوهييا اروميييلع ضييد الولكييية الوطلقيية ايتغييام تحقيييا‬
‫إلييى تحقيييا‬ ‫سيييطرة البرلوييان علييى العولييية التيييريعية واييان ذلييك يهييد‬
‫االستقرار الداخل للدولة والحد ميأل اا ميا التي اانيت تعصيف ييإنملترا‬
‫‪1‬‬
‫منذا ‪ ،‬السيوا وأن أسبانيا اانت تهدد إنملترا يالغلو ‪.‬‬
‫وينى ويل أفكاره في العقيد االجتوياع عليى أسياي إن الوصيلحة‬
‫اقللاميييية يي محييير السيييلو اقنسيييان ‪ ،‬فقيييد توييييل حيييياة اافيييراد‬
‫يالصراعا لقيامها على العللة والبدائية والوحيية ‪ 2.‬وسيطر قانون شريعة‬

‫الغاب على حياة اافراد ‪ ،‬و ّ ور اقنسيان ياعتبياره جيلأ ميأل يذا العيالم ال‬
‫يسعه إال أن ي مع لقانون الحراة إذ تتحر نفسيه نحيو ااشييام ال ارجيية‬
‫الت ترض ريباته ونوا عيه ‪ ،‬وينفير ميأل ااشييام التي ال تتفيا ودوافعيه‬
‫اانانية الت تتوثيل في حر يه عليى‬ ‫النفسية ‪ ،‬ومصدر اجتذايه ونفوره‬
‫ون ذاته واجتناب ما يمر ا ‪ ،‬ال ذلك جعل مأل الحيياة اقنسيانية جحيويا‬
‫‪3‬‬
‫واليقام والوحيية ‪.‬‬ ‫قانونه الحرب الوستورة وال و‬
‫وللحد مأل تلك الحالة الفوضيوية ‪ ،‬ييدأ اقنسيان يبحيث عيأل الوسييلة‬
‫الت توكنه مأل ال رون مأل ذا الواقع إلى حيياة يسيود ا ااميأل واالسيتقرار‬

‫‪ - 1‬د ‪ .‬حممد عبد املعز نصر – املرجع السابق – ص ‪. 69‬‬


‫أاريس – ط‪-2‬‬ ‫‪ - 2‬جان وليم البيري – السلطة السياسية‪ -‬ترمجة اليا حنا اليا – منشورات عويدات – ب‬
‫أريوت‪ -‬ب‬
‫‪ -1977‬ص ‪. 12‬‬
‫‪ - 3‬د‪ .‬حممد عبد املعز نصر – املرجع السابق‪ -‬ص ‪. 70‬‬

‫‪18‬‬
‫‪،‬فا تدى إلى فكرة العقد االجتوياع ‪ 1،‬ويووجيت يذا العقيد يلتيلا ايل فيرد‬

‫الكل الوطلا والنهائ عأل اافة حقوقيه وحرياتيه الطبيعيية للسيلطة‬ ‫يالتنا‬
‫الودنية أيا اان مساوئها واستبداد ا ‪ 2،‬انها مهوا يلغيت ميأل سيوم وطغييان‬

‫تبقى خييارا أفميل ميأل حيياة الفوضيى التي ايان يعيييها اافيراد قبيل يذا‬
‫‪.‬‬ ‫التنا‬
‫ويرى ويل إن ذا العقد جرى إيرامه ييأل ال اافراد في الومتويع‬
‫إال الحاام ‪ ،‬حيث إن ااخيير الحياام ع لييس طرفيا في العقيد ولكيأل جيرى‬
‫له مأل قبل ياق اافراد عأل ال الحقوق الت يوتلكونها لك يوفر لهم‬ ‫التنا‬
‫‪3‬‬
‫حياة اامأل واالستقرار‪.‬‬

‫وحيث إن الحاام ليس طرفا في العقيد فيال يقيع علييه أي التيلاا وال‬
‫تثار مسئوليته تماه اافراد الذيأل تنا لوا له عأل حقوقهم ‪،‬وإن أسيتبد أو أسيام‬
‫الحياته ‪.‬‬ ‫است داا‬
‫وال تحد السلطة الوطلقة للحاام إال يحدود عمله عأل موا لة عوليه‬
‫الرئيس و و افالة الحياة واامأل لرعاياه ‪ ،‬أو إذا نل عأل الحكم ينفسيه ‪،‬أو‬
‫يذه ااحيوا للرعييية‬ ‫إذا يلا في الحيرب وأ يبح يو نفسيه أسييرا ‪ ،‬في‬
‫احت السيادة ‪.‬‬ ‫التحرر مأل التلاماتها السايقة نحو‬
‫وما يدخذ على رأي ويل إطالقه سلطا الحاام الت موا الشك فيه‬
‫تدفعه إلى االستبداد والطغيان ذا مأل ناحية ‪ ،‬ومأل ناحيية أخيرى‬ ‫أنها سو‬
‫أنه لم يمعل الحاام طرفا ف العقد ‪ ،‬يل أن العقد يبرا ييأل اافراد فقيط ‪،‬أمياا‬

‫‪ - 1‬سعيد أبو الشعري – املرجع السابق‪ -‬ص ‪. 32‬‬


‫‪ - 2‬د ‪ .‬عبد املنعم حمفوظ ود‪ .‬نعمان اخلطيب – املرجع السابق ‪ -0‬ص ‪. 107‬‬
‫‪ - 3‬د‪ .‬إبراريم درويش – املرجع السابق – ص ‪. 171‬‬

‫‪19‬‬
‫ذلك نتسام ايف إذا يتعهد الحاام يموان اامأل واالستقرار لبياق اافيراد؟‬
‫اوا انه خلط ييأل الدولة والحكومة اونيه ينيادي يوينح السييادة للحياام و يذا‬
‫يعن إن السيلطة في ييد الحياام وليسيت في ييد الدولية التي تفوضيها ليه ‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫ويالتال فأن تغيير الحاام يعن فنام الدولة ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫آراء لوك في العقد االجتماعي‬
‫عاش جون لو ف عهد تغير فيه ااوضاع السياسية ف يريطانيا‬
‫‪ ،‬حيث توكنت الطبقية اارسيتقراطية ميأل اقطاحية يالوليك وإعادتيه ‪ ،‬عليى‬
‫شرط أن يحكم وفا مبادا وأسس معينة ‪ ،‬ووفا قيود ليس له تماو ا ‪.‬‬
‫ولم يكتف اليعت الونتصر ينماحه ف اقطاحة يالحكم الوطلا لكنيه‬
‫اان يبحث عوأل يديده فكريا ف الثورة يعد انتصار ا ‪ ،‬ميأل خيال توضييح‬
‫مفا يوها وترسي مبادئها ف قلوب ااجيا الحاضرة والوتعاقبة ‪.‬‬
‫لقد سا م لو ووالده ف الثورة ضد الولكيية الوطلقية في إنملتيرا ‪،‬‬
‫واان مأل أ م الي صيا الت سا وت ف إعالم شأن الفرد وإييرا أ ويتيه‬
‫السياسية واالجتواعية ‪.2‬‬
‫وسمل لو ف اتايه الحكومية الودنيية أفكياره السياسيية التي تقيوا‬
‫على منا مة الحكم الوطلا وتعميد نميا البرلويان ضيد الوليك وتدعيويه‬

‫‪ - 1‬د‪ .‬عبد اجمليد عرسان العزام ود‪ .‬حممد ساري الزعيب – دراسات يف علم السياسة – دون ذكر مكان واسم املطب ع‬
‫أة –‬
‫‪-1988‬ص‪.115‬‬
‫‪ - 2‬د ‪ .‬حممد أنس قاسم – املرجع السابق‪ -‬ص ‪. 34‬‬

‫‪20‬‬
‫لثورة ‪ ، 1688‬ياعتبار أن جيوس الثان ع أخي ّل يييروط العقيد االجتوياع‬
‫‪1‬‬
‫ومأل ثم فلليعت الثورة عليه ‪.‬‬

‫حيياة الفطيرة‬ ‫في‬ ‫ويتفا لو مع ويل ف أن اقنسيان ايان يعيي‬


‫حالة مأل الفلع واالضطراب وتعارل الوصالح والحقيوق ‪،‬إال أنيه ي تليف‬
‫معه ف و ف حياة الفطرة ‪ ،‬فقد اان لو يرى إن الفيرد في حيياة الفطيرة‬
‫اان ينعم يال ير والسعادة والحرية والوسياواة وفيا مبيادا يحكوهيا القيانون‬
‫الطبيع ‪.‬‬
‫ويالريم مأل ذه الحياة الهادئة الت ايان يعيييها اقنسيان في حيياة‬
‫الفطرة إال أنه اان يسعى لحياة أفمل ‪ ،‬تتوثل ف إقامة دولة تحكوهيا مبيادا‬
‫معينة تستند إلى قانون أشول وأدق مأل قانون الطبيعة وذلك مأل أجيل الحفياظ‬
‫على حقوق اافراد ف الدولة ‪ ،‬ذا إضافة إلى أن اقنسان ويالريم موا ايان‬
‫ينعم يه مأل دوم واستقرار ‪،‬إال أن استوراره ليس مدادا ‪ ،‬يسبت ميا يوكيأل‬
‫أن يتعييرل لييه مييأل اعتييدام مييأل اآلخييريأل ‪ ،‬فحياتييه اانييت مليئيية يالو يياطر‬
‫‪2‬‬
‫ذا إضافة إلى إن حياة الفطرة اانت تفتقر إلى سلطة تأخيذ عليى‬ ‫الوتمددة ‪،‬‬

‫عاتقها تنفيذ مبادا القانون الطبيع ‪ ،‬مأل نا أتفا اافراد على إيراا عقد مأل‬
‫شأنه نقلهم مأل حياة الفطرة إلى حياة الومتوع الودن الونّظم ‪.‬‬
‫العقد عند لو ‪ ،‬وا اافراد والحاام ‪ ،‬ويووجت ذا العقيد‬ ‫وأطرا‬
‫اافراد عأل القدر المروري مأل حقوقهم الطبيعيية ققامية السيلطة ‪،‬‬ ‫يتنا‬
‫مع االحتفاظ يباق الحقوق الت عليى الحياام حوايتهيا وعيدا الوسياي يهيا ‪،‬‬
‫وعلى الحاام توجيه جهيوده لتحقييا الصيالح العياا واحتيراا حقيوق اافيراد‬

‫‪ - 1‬د إبراريم درويش – املرجع السابق‪ -‬ص ‪. 171‬‬


‫‪ - 2‬د‪ .‬عبد املنعم حمفوظ ود‪ .‬نعمان اخلطيب – املرجع السابق‪ -‬ص ‪.108‬‬

‫‪21‬‬
‫ال ا ة ومأل يينها حا الولكية ‪ ،‬على ذلك إن ذا العقد يونح ال مأل طرفيه‬
‫يالتلاماتيه ‪ ،‬ايان‬ ‫حقوق ويفرل علييه التلاميا ‪ ،‬وإذا ميا أخيل أي طير‬
‫‪1‬‬
‫فلليعت عل الحاام وللحاام محاسبة اليعت ‪.‬‬ ‫ااخر تقويوه ‪،‬‬ ‫للطر‬

‫الفرع الثالث‬
‫آراء جوان جاك روسو في العقد االجتماعي‬
‫تقوا نظرية العقد االجتواع عنيد روسيو عليى أسياي فكيرة سييادة‬
‫تيكيالتها مأل اافيراد‬ ‫اليعت إذ يرى روسو إن الدولة وجد على اختال‬
‫ذه التيكيال يفعل عقد اجتواع يمري إيرامه يطريا اختيياري‬ ‫وظهر‬
‫تارة ويالترييت تارة أخيرى ‪ ،‬وفي التيا الحيالتيأل يفتيرل أن نيا أفيراد‬
‫‪2‬‬
‫يعييون حياة الفطرة لكنهم منمبطون يقانون طبيع ‪.‬‬

‫حياة الفطرة الت‬ ‫ويقسم روسو حياة الفطرة إلى قسويأل ‪ ،‬ااولى‬
‫يحيح البيدن ‪،‬‬ ‫السنيأل ‪ ،‬واان الفرد فيهيا قوييا‬ ‫خلا فيها الفرد وظل آلال‬
‫‪3‬‬
‫ولكأل لم يمد فيها إال القليل الذي يكفيه ولكأل مع ذلك اان سعيدا ‪.‬‬

‫خارجية وتطور ملكا‬ ‫أما الورحلة الثانية فقد جام نتيمة لظرو‬
‫اقنسان ‪ ،‬فهو لم يعد يرضيى يحيياة الفطيرة والتييرد ‪،‬إنويا تطليع إليى حيياة‬
‫متحييرر مييأل القيييم ااخالقييية ‪ ،‬فهييو وجييد مييا ييو‬ ‫ااسييرة ‪ ،‬ولييم يعييد يعييي‬
‫ذه الورحلة اان اافيراد أاثير سيعادة ميأل الورحلية‬ ‫ضروري لحياته ‪ ،‬وف‬

‫‪1‬‬
‫‪-John Locke – The Second Treatise of Government Indiana polis – The Bobbs‬‬
‫‪Merrill Co – 1952-p.8.‬‬
‫‪ - 2‬د ‪ .‬عبد اجمليد العرسان ود‪ .‬حممد الزعيب‪ -‬املرجع السابق‪ -‬ص ‪. 117‬‬
‫‪ - 3‬د‪ .‬مصطفى أبو زيد فهمي‪ -‬النظرية العامة للدولة – دار املطبوعات اجلامعية – اإلسكندرية‪ – 1997 -‬ص ‪. 90‬‬

‫‪22‬‬
‫اللراعة والتعيديأل ‪ ،‬حييث تطليت‬ ‫ااولى ‪ ،‬لكنهم خرجوا منها يفعل ااتيا‬
‫اال وا الولكية الفردية لورل ‪ ،‬و ذا ما خليا تنافسيا شيديدا يييأل اافيراد ‪،‬‬
‫واان مأل شأن ذلك أثار الونا عا يينهم ‪ ،‬مأل نا اان اليد أن يغادر حياة‬
‫‪1‬‬
‫الطبيعة والفطرة إلى حياة المواعة السياسية ‪.‬‬

‫لقد اان االنتقا مأل ممتوع الفطرة إلى الومتوع السياس ‪،‬أمير ييالغ‬
‫اا وية والحساسية انه يقتم يالمرورة إقامة الومتوع المديد على أسيس‬
‫توفر ملايا أابر لوفراد مأل الولايا الت اانت توفر ا لهم حيياة الفطيرة ‪ ،‬إذ‬
‫اان اافراد يتوتعون ف حياة الفطرة يالحرية والوسياواة ‪ ،‬فيالفرد قبيل العقيد‬
‫االجتواع اان يولك حقوقا طبيعية أسبا في النييأة ميأل الومتويع السياسي‬
‫الذي أنيأه العقد االجتواع ‪.‬‬
‫في حيياة الفطيرة‬ ‫ويتفا روسو مع لو ف أن اقنسيان ايان يعيي‬
‫حياة ادئة تقوا على السالا والوساواة وعدا االعتيدام ‪،‬إال أنيه ي تليف معيه‬
‫ف أسباب إيراا العقد وأطرافه ‪ ،‬فهو يرى أن اافراد لم يتنا لوا عأل حقوقهم‬
‫إلى الحاام إال ل ييتهم مأل استبداده يفعل التطور الوستور للومتوع وما ينتج‬
‫عنه مأل مظا ر ومغريا ‪ ،‬قد تدفع الحاام إلى االسيتبداد أو تقيييد الحرييا‬
‫لالستئثار يوا أفر ه التطور ‪.‬‬
‫العقد عند روسو ‪ ،‬م اافيراد اليذيأل يبرميون العقيد ميع‬ ‫أما أطرا‬
‫أنفسهم يصفتهم أفراد منفصليأل عأل يعميهم وياعتبيار م أفيراد متحيديأل في‬
‫ايل‬ ‫المواعة السياسية الت يريبون ف إقامتها ‪ 2،‬ويووجت ذا العقد يتنا‬

‫فرد عأل حقوقه الطبيعيية لومويوع اافيراد اليذيأل تويثلهم في النهايية اقرادة‬

‫‪ - 1‬د ‪ .‬مصطفى أبو زيد فهمي – املرجع السابق‪ -‬ص ‪. 91-90‬‬


‫‪ - 2‬سعيد أبو الشعري‪ -‬املرجع السابق‪ -‬ص ‪.31‬‬

‫‪23‬‬
‫ال يفقييد اافييراد حقييوقهم وحرييياتهم ‪،‬ان الحقييوق‬ ‫العاميية ‪ ،‬علييى أن التنييا‬
‫عنها استبدلت يحقوق وحريا مدنيية‬ ‫والحريا الطبيعية الت جرى التنا‬
‫اانت نتان ذا التنظيم المديد الذي حل محل حياة الفطيرة التي ايان يعيييها‬
‫اافراد ‪.‬‬
‫والوالحظ على مرام روسيو أنهيا تحيرص عليى وضيع السيلطة يييد‬
‫اليعت ال الحاام ‪،‬إذ أن اتفاق اافيراد عليى تكيويأل الدولية يعني أن السييادة‬
‫اسييائر ااشي اص‬ ‫اامنيية في إرادتهييم المواعييية ‪،‬أمييا الحيياام فهييو شي‬
‫اآلخريأل ‪ ،‬وال ما يويله أنيه فيرد أسيند إلييه حقيوق السييادة الوعبيرة عيأل‬
‫الريبة المواعيية لوفيراد ‪ ،‬وفي اافية ااحيوا لييس للحياام ال يرون عيأل‬
‫الوصلحة العامة أو فرل أي عول مأل شأنه اقخال يهذه الوصلحة ‪ ،‬حييث‬
‫أن القوانيأل الطبيعية والوضعية ما وجد إال لتحقيا الوصلحة العامة ‪.‬‬

‫االنتقادات التي وجهت إلى نظرية العقد االجتماعي ‪-:‬‬


‫سييا وت نظرييية العقييد االجتويياع ف ي أينييام الفكيير السياس ي ‪ ،‬وف ي‬
‫تفسير ا ظا رة الدولة وأساي نيأتها ‪ ،‬وسياد اآلرام التي قاليت يهيا يذه‬
‫النظرية فترة طويلة مأل اللمأل ‪،‬إال أنها لم تسلم مأل النقد فقد وجيد خصيومها‬
‫أن نا العديد مأل الوأخذ الت تسمل عليها ‪.‬‬
‫‪ -1‬إنهييا فكييرة خيالييية ‪،‬إذ أن حاليية الطبيعيية الت ي تفترضييها نظرييية العقييد‬
‫االجتواع ال أساي لها مأل الواقع ‪ 1 ،‬حيث ليم يحيدثنا التياري عيأل‬

‫حالة واحدة نيأ فيها الدولة عأل طريا العقد‪.1‬‬

‫‪ - 1‬د ‪ .‬إبراريم درويش – املرجع السابق‪ -‬ص ‪.175‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ -2‬إنهيا ييير متوافقية والوبيادا القانونيية التي تحكيم العقيد ‪ ،‬فالعقيد ‪ ،‬ييو‬
‫ارتباط اقيماب يالقبو على وجه يثبت أثره في الوعقيود علييه ‪،‬أي‬
‫أن العقد توافا إراديتيأل أو أاثر يقصد أحداث أثر قانون ‪ ،‬ف حييأل‬
‫ييير ال مأل ويل وروسو إلى أن الحاام ليس طرفا ف العقد ‪.‬‬
‫‪ -3‬إنها تسلت اافراد حرياتهم الطبيعية مأل أجل إقامية الومتويع السياسي ‪،‬‬
‫ف حيأل إن أساي فكرة العقيد االجتوياع تقيوا عليى أن الفيرد حير‬
‫يطبيعتييه ويبقييى محتفظييا يحريتييه ‪ ،‬و كييذا ال تسييتقيم يداييية الفكييرة‬
‫ونهايتها ‪.‬‬
‫حالية ميأل‬ ‫‪ -4‬إنها تفترل إن الفرد اان قبل نيأة المواعية الونّظوية يعيي‬
‫العللة ‪ ،‬ف حيأل أن النظريا االجتواعية أثبتت إن اقنسان لم يكيأل‬
‫يغييره وميع‬ ‫مثل ذه الحياة ‪ 2‬فاقنسان اجتواع يطبعه يعي‬ ‫يعي‬

‫ييره ‪.‬‬
‫‪ -5‬إنها تفسيح الوميا واسيعا قثيارة الفوضيى واالضيطراب في الدولية ‪،‬‬
‫يالحياته أو‬ ‫اونها تونح اافراد حا الثورة على الحاام إذا تمياو‬
‫أستبد يها ‪ ،‬دون أن تحدد مقياسا أو ضايطا محددا لهذا التماو ‪.‬‬
‫‪ -6‬إنها يير منطقية ‪،‬ان فحوى العقيد يقيوا عليى أن المواعية انتقليت ميأل‬
‫حالة الفطرة إلى نظاا الومتوع ثم إلى الدولية يووجيت العقيد ‪ ،‬و يذا‬
‫يعن ي إن العقييد نفسييه ييو أ ييل الدوليية ‪ ،‬والوعلييوا إن أي عقييد ال‬

‫‪ - 1‬د ‪ .‬ثروت بدوي‪ -‬املرجع السابق‪ -‬ص ‪. 67‬‬


‫‪ - 2‬د ‪ .‬حمسن خليل – النظم السياسية والقانون الدستوري‪ -‬ج‪ -1‬دار النهضة العربية‪ -‬القارر – ‪ – 1967‬ص ‪. 76‬‬

‫‪25‬‬
‫يكتست إللاميته إال مأل السلطة ‪،‬ومأل يير الوقبو إن العقد الذي و‬
‫‪1‬‬
‫يحاجة إلى حواية السلطة ‪ ،‬يكون ذاته و أ ل نيأ الدولة ‪.‬‬

‫‪ -7‬إذا اان للعقد قوة مللمة لطرفيه ‪ ،‬فأن ذلك يعن أنه سيكون أيدي ‪ ،‬و ذا‬
‫يتعيييارل والحريييية الطبيعيييية لإلنسيييان التيي تميييونتها فكيييرة العقيييد‬
‫االجتواع ‪ ،‬فإذا تعاقيد اافيراد عليى إنييام ممووعية اجتواعيية فيإنهم‬
‫يبقون محتفظون يحريتهم الطبيعية ‪ ،‬ويالتال يكون لهم حرية فس العقد‬
‫وال رون مأل المواعة ف أي وقت ‪ ،‬فإذا عاد ال يارجون عيأل المواعية‬
‫واتفقوا فيوا ييينهم عليى إنييام دولية جدييدة ‪ ،‬ترتيت عليى ذليك يطبيعية‬
‫الحا انهيار الدولة القديوة ‪ ،‬فوأل يير الوقبو قياا دولتيأل أو أاثر على‬
‫إقليم واحد ‪.2‬‬

‫المطلب الخامس‬
‫نظرية التطور التاريخي‬
‫)‪(Evolution Theory‬‬
‫قيييا يهيييذه النظريييية عيييدد ميييأل الفقهيييام ميييأل ييييينهم ييييارتلو ع‬
‫وجارنل ع) ‪ ( Gerner‬و سبنسيرع ) ‪، ( Spencer‬‬ ‫) ‪( Berythelmy‬‬
‫ويووجت ذه النظرية تنيأ الدولة يووجت ممووعة مأل العوامل تتفاعل ميع‬
‫يعمها يورور اللمأل وتكون ثورة ذا التفاعل ظهور الدولة وما عليهيا ميأل‬
‫‪3‬‬
‫سلطا ‪.‬‬

‫‪ - 1‬د ‪ .‬إبراريم درويش – املرجع السابق‪ -‬ص ‪. 179‬‬


‫‪ - 2‬د ‪ .‬امحد رسالن – النظم السياسية والقانون الدستوري – القسم األول‪ -‬دار النهضة العربية‪ -‬ال ق‬
‫أارر – ‪– 1997‬‬
‫ص ‪. 52‬‬
‫‪ - 3‬د ‪ .‬حممد أنس قاسم – املرجع السابق – ص ‪. 27‬‬

‫‪26‬‬
‫ويييرى أنصييار ييذه النظرييية إن العوامييل السياسييية واالجتواعييية‬
‫واالقتصادية والدينية والعائلية ‪ ،‬ت تلف مأل دولة اخرى ويالتال فال يوجد‬
‫تفسير واحد ا ل نيأة الدولة ‪ 1،‬اوا يذ ت أنصار يذه النظريية ‪ ،‬إليى إن‬

‫الدولة حدث اجتواع ال سيند لهيا ميأل القيانون ‪ ،‬نويت وتطيور عليى مير‬
‫اللمأل حتى و لت إلى الوضع الرا أل ‪ ،‬فه ليم ت ليا ميأل حكياا أقوييام ‪،‬‬
‫ولم تفرل على الوواطنيأل ياقرياا ‪ ،‬لكنها اانت دائوا موجودة يصييغة أو‬
‫‪2‬‬
‫أخرى ف جويع الومتوعا اقنسانية ‪.‬‬

‫لقد القت ذه النظريية قبيوال ابييرا ميأل قبيل فقهيام القيانون العياا ‪،‬‬
‫اونها لم تحدد عامال يعينه لنيأ وتطور الدولة ‪ ،‬اويا أنهيا أاثير اتفاقيا ميع‬
‫الونطا ‪،‬إذ إن الدولة نيأ نتيمة تفاعل عيدة عواميل ومير يعيدة مراحيل‬
‫عليه اآلن ‪.‬‬ ‫حتى و لت إلى ما‬

‫المبحث الثالث‬
‫أركان الدولة‬
‫لك تظهر الدولة إلى الوجيود ‪ ،‬اتنظييم قيانون مسيتقل ‪ ،‬الييد ميأل‬
‫اليعت واققليم والسلطة ‪ ،‬عليى ذليك إن انتفيام أي‬ ‫توافر ثالثة أراان ‪،‬‬
‫يذا الوبحيث‬ ‫مأل ذه ااراان ‪ ،‬يعن يالمرورة انتفام الدولة ‪ ،‬ونتناو ف‬
‫أراان الدولة تباعا ‪.‬‬

‫‪ - 1‬د ‪ .‬إبراريم درويش‪-‬املرجع السابق‪ -‬ص ‪. 167‬‬


‫‪ - 2‬د ‪ .‬حممد سليمان الدجاني ود‪ .‬منذر سليمان الدجاني – املرجع السابق‪ -‬ص ‪. 76‬‬

‫‪27‬‬
‫المطلب األول‬
‫الشعب‬
‫)‪(Population‬‬
‫لم تنيأ الدولة إال نتيمة لوجود جواعة مأل الناي لها حاجا متعيددة‬
‫سعت إلى إشباعها يو تلف الوسائل ‪.1‬‬

‫مصطلح اليعت إليى سيكان الدولية ميأل حيامل جنسييتها‬ ‫وينصر‬


‫ف ظل سلطة معينة ‪ .‬وال ييترط لتوافر‬ ‫‪،‬أي الومووعة البيرية الت تعي‬
‫ذا الراأل عدد معيأل مأل اافراد ‪ ،‬فيتحقا ذا الراأل إذا اد عدد اافراد أو‬
‫‪ ،‬وعلى سبيل الوثا إن عدد سكان الصيأل اليعبية نا ل الوليار ورييع‬ ‫نق‬
‫عدد سكان الهنيد عليى يليوا الولييار ‪ ،‬في حييأل ال‬ ‫الوليار تقريبا ‪ ،‬وشار‬
‫نسوة تقريبا ‪.‬‬ ‫يقطأل دولة الفاتيكان إال عيرة مال‬
‫وعدا تحديد الحد اادنى لعدد السكان ال يعن قياا ذا الراأل مع أي‬
‫عدد مأل اافراد ‪ ،‬فال يكف مثال لتحقا ذا الراأل أن يكون عدد السكان عدة‬
‫مئا فقط ‪ ،‬على ذلك نرى إن العدد الذي يتحقا يه يذا اليراأل ‪ ،‬يو العيدد‬
‫الييذي يكييون قييادرا علييى النهييول يوسييتللما الدوليية الو تلفيية ‪ ،‬السياسييية‬
‫والعسكرية واالقتصادية واالجتواعية ‪. .......‬‬
‫ونرى أن يادة عدد السكان أو نقصانه عأل الحد الوقبيو سيالذ ذو‬
‫حديأل ‪ ،‬فهو عنصر قوة ومنعه للدولة ف جانت وعنصر ضعف ف المانيت‬
‫ااخر ‪ ،‬فليادة عدد السكان عنصر قوة للدولة ف المانيت العسيكري ‪ ،‬لكنيه‬

‫‪ - 1‬د ‪ .‬عبد احلميد متولي ود‪ .‬سعد عصفور ود‪ .‬حمسن خليل – املرجع السابق‪ -‬ص ‪. 95‬‬

‫‪28‬‬
‫قد يكون عنصر ضعف في المانيت االقتصيادي ‪،‬إذا اانيت الدولية محيدودة‬
‫اقمكانا االقتصادية ‪،‬اوا ف الهند وروسيا االتحادية ميثال ‪ ،‬ويسيري ذا‬
‫الحكم على قلة عدد السكان ‪ ،‬إذ قد يوثيل ذليك عنصير قيوة لهيا في المانيت‬
‫وعنصر ضعف ف المانيت‬ ‫االقتصادي اوا ف يعل دو ال ليج العري‬
‫العسكري والحري ‪.‬‬
‫والمييدير يالييذار ‪،‬إن العنصيير الوويييل لليييعت ‪ ،‬ييو توتييع أفييراده‬
‫يمنسية واحدة وخموعهم لسيادته ‪،‬دون اشتراط االنتوام امة واحدة ‪ ،‬إذ قد‬
‫يكون شعت الدولة منتويا امة واحدة ‪ ،‬االيعت العريي ‪ ،‬وقيد يكيوا منتوييا‬
‫إلى عدة أمم االيعت السوفيت السايا‪ 1‬والسويسري ‪.‬‬

‫واليد ميأل التويييل يييأل شيعت الدولية وسيكانها ‪ ،‬فييعت الدولية يم‬
‫اافراد الذيأل يتوتعون يمنسية الدولة يغل النظر عأل محيل إقيامتهم سيوام‬
‫معنيى سيكان‬ ‫أاانوا مقيويأل ف إقليم الدولة أو خارجيه ‪ ،‬في حييأل ينصير‬
‫الدولة إلى اافراد الوقيويأل على إقليم الدولة مأل حامل جنسيتها ومأل رعاييا‬
‫‪2‬‬
‫الدو ااخرى ‪.‬‬

‫الشعب بمفهومه االجتماعي والسياسي‬


‫مفهوا اليعت يوفهومه االجتواع إلى اافيراد ال اضيعيأل‬ ‫ينصر‬
‫لسييلطة الدول ية والوتوتعيييأل يمنسيييتها ‪ ،‬يغييل النظيير عييأل جنسييهم وسيينهم‬
‫وثقافتهم ومدى التوتع يالحقوق الودنية والسياسية ‪.‬‬

‫‪ - 1‬د‪ .‬فؤاد العطار – النظم السياسية والقانون الدستوري – دار النهضة العربية – القارر – ‪ -1975‬ص ‪. 125‬‬
‫‪ - 2‬د ‪ .‬حمسن خليل – النظم السياسية والقانون الدستوري‪ -‬ج‪ -1‬النظم السياسية – منشة املعار ‪ -‬اإل س‬
‫أكندرية –‬
‫سلسلة الكتب القانونية – ‪ -1971‬ص ‪.50-49‬‬

‫‪29‬‬
‫معنى اليعت يوفهومه السياس ‪ ،‬إليى الويواطنيأل‬ ‫ف حيأل ينصر‬
‫‪1‬‬
‫الذيأل يحا لهم الوياراة ف الحياة السياسية للدولية وفي تسييير شيدونها ‪،‬‬

‫على ذلك أن الوفهوا االجتواع لليعت أوسع مأل الوفهوا السياس ‪،‬إذ يمم‬
‫ااو الثان ‪ ،‬ف حيأل ال يمم الثان إال جلم مأل ااو ‪.‬‬
‫ويتبايأل نطاق اليعت السياسي ضييقا وأتسياعا ‪ ،‬تبعيا لويدى التوتيع‬
‫يالحقوق السياسية ‪ ،‬إذ تتسع دائرة اليعت السياس عند ااخذ يوبدأ االقتراع‬
‫العاا اليذي ال يقييده ييير الميوايط التنظيويية ‪ ،‬االمنسيية والسيأل واا ليية‬
‫‪ .......‬وتميا ذه الدائرة عند تطبييا مبيدأ االقتيراع الوقييد الوحكيوا ييدفع‬
‫المريبة االنت ايية والمنس والتعليم واالنتوام الطبق ‪. ........‬‬

‫الشعب واألمة‬
‫اليعت ‪ :‬ممووعة مأل اافراد يقطنون إقلييم معييأل ‪،‬أميا اامية فهي‬
‫إلى جانت ذلك تتويل ياشترا أفراد ا ف عنصر أو عنا ر متعيددة االلغية‬
‫الويتر ‪.‬‬ ‫والديأل واا ل والريبة ف العي‬
‫ويمد مصطلح اامة ‪ ،‬مصدره في الوية )‪ ( Nation‬التي ظهير‬
‫ف القرن الثالث عير ‪ ،‬واانت تعني ‪،‬اجتوياع ممووعية ميأل اافيراد عليى‬
‫ارل معينة ‪ ،‬وتطور ذا الوصطلح في القيرن الثيامأل عيير حييث أ يبح‬
‫واقعا اجتواعييا وسياسييا ثيم أنتقيل إليى الدولية ‪ ،‬و يذا ميا أدى إليى انيدمان‬

‫– مرجع سابق – ص ‪. 53‬‬ ‫‪ - 1‬د ‪ .‬طعيمة اجلر‬

‫‪30‬‬
‫الوفهوميأل ف أثنام قياا الثورة الفرنسية ‪ ،‬حيث أ بح يقا الدولية الفرنسيية‬
‫‪1‬‬
‫أو اامة الفرنسية ‪.‬‬

‫ويذ ت جانت مأل الفقيه إليى أن مصيطلح اامية ظهير ‪ ،‬ميع ظهيور‬
‫وانتيار اقسالا ‪ ،‬الذي قمى على ال العوامل الوادية والسياسية الت اانت‬
‫تييريط القبائييل واليييعوب ‪ ،‬وأ ييبح الوحييدد الوحيييد لالنمييواا لوميية الييديأل‬
‫الحنيف ‪ 2،‬يغل النظر عأل محل إقامة الوسلم أو جنسه أو ثقافته أو انحيداره‬

‫القوم أو ااسري ‪.‬‬


‫واثيرا ما يكون اليعت جلما مأل أمة مو عة ييأل عدة دو اوا في‬
‫اليعت العري الوو ع ييأل ‪22‬ع دولة ‪ ،‬وقد يكون شعت الدولية خلييط ميأل‬
‫عدة قوميا ‪ ،‬اوا ف شعت اقمبراطوريية العثوانيية والنوسياوية ‪ ،‬وشيعت‬
‫االتحاد السوفيت السايا واليعت السويسري ‪.‬‬
‫وأختلف الفقه ف تحديد العوامل التي ميأل شيأنها تحوييل شيعت ميأل‬
‫ذا الويدان ثالثة نظريا ‪-:‬‬ ‫اليعوب إلى أمة ‪ ،‬إذ طرحت ف‬
‫النظرية الفرنسية ‪ -:‬تذ ت ذه النظرية إلى أن العنصر ااساسي في‬
‫الويتر )‪ (Vouloir Viure Collectif‬مأل نيا‬ ‫تكويأل اامة إرادة العي‬
‫‪3‬‬
‫أطلا على ذه النظرية ‪ ،‬نظرية اقرادة أو الوييئة ‪.‬‬

‫النظرية األلمانية‪-:‬‬
‫‪1‬‬
‫‪- Martelli R. Comprendre La Nation ED . Sociales Paries – 1979- p.21-22.‬‬
‫‪ - 2‬سعيد أبو الشعري – املرجع السابق – ص ‪. 50‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- André Hauriou – Droit Constitutionnel in Stitutions Politiques –Sixième‬‬
‫‪Edition Ed . Montchrestien – Paries –1975 – p. 96.‬‬

‫‪31‬‬
‫إن أشييهر مييأل قييا يهييذه النظرييية الفقيهييان االوانيييان في ييت ع‬
‫و ردرع )‪ ، (Herder‬ويذ ت أنصار ذه النظرية إلى أن‬ ‫) ‪( Fichate‬‬
‫ويا العنصيران ااساسييان لقيياا اامية إذ ي لقيان‬ ‫اللغة واا يل الوييتر‬
‫اليعور لدى اافراد يأنهم يتويلون عأل يير م مويا يوليد ليديهم الريبية في‬
‫الويتر ‪ ،‬و ذا اليعور و الذي جوع سيكان االليلاي والليوريأل ‪.‬‬ ‫العي‬
‫وتأثر يهذه النظرية العديد مأل اليعوب ‪ ،‬االييعت االيطيال والبولنيدي اويا‬
‫تييأثر يهييا شييعوب الييدو ااوريييية حديثيية النيييأة ‪ ،‬االيييعت الميكوسييلفاا‬
‫واليونان واليويسالف ‪.‬‬
‫ولكييأل مييا يدخييذ علييى ييذه النظرييية ‪،‬إن اللغيية واا ييل الويييتر‬
‫عنصييران امييان ف ي تكييون الدوليية ‪،‬إال أنهوييا ليسييا العنصييران الوحيييدان‬
‫لتكوينها ذا مأل ناحية ‪ ،‬ومأل ناحية أخرى ظهر عدة دو تتكلم عدة لغا‬
‫‪1‬‬
‫‪،‬فاامة السويسرية مثال تتكلم االوانية والفرنسية وااليطالية والرومانيية ‪.‬‬

‫ومثلها اامة البلميكية الت تتكلم الفرنسية والفالمندية ‪ ،‬يذا إضيافة إليى أن‬
‫نا دو تتكلم لغة واحدة انفصلت عأل يعمها واونت دو مستقلة اوا ف‬
‫دو أمريكا الالتينية الت انفصلت عأل أسبانيا والبرتغا ‪.‬‬
‫ولكييأل مييا يدخييذ علييى ييذه النظرييية ‪،‬إن اللغيية واا ييل الويييتر‬
‫عنصييران امييان ف ي تكييون الدوليية ‪،‬إال أنهوييا ليسييا العنصييران الوحيييدان‬
‫لتكوينها ذا مأل ناحية ‪ ،‬ومأل ناحية أخرى ظهر عدة دو تتكلم عدة لغا‬
‫‪2‬‬
‫‪،‬فاامة السويسرية مثال تتكلم االوانية والفرنسية وااليطالية والرومانيية ‪.‬‬

‫ومثلها اامة البلميكية الت تتكلم الفرنسية والفالمندية ‪ ،‬يذا إضيافة إليى أن‬

‫– اإلسكندرية – ‪ – 1960‬ص ‪. 150‬‬ ‫‪ - 1‬د‪ .‬مسوحي فوق العاد – القانون الدولي العام – منشة املعار‬
‫– اإلسكندرية – ‪ – 1960‬ص ‪. 150‬‬ ‫‪ - 2‬د‪ .‬مسوحي فوق العاد – القانون الدولي العام – منشة املعار‬

‫‪32‬‬
‫نا دو تتكلم لغة واحدة انفصلت عأل يعمها واونت دو مستقلة اوا ف‬
‫دو أمريكا الالتينية الت انفصلت عأل أسبانيا والبرتغا ‪.‬‬
‫النظرية الماركسية ‪:‬‬
‫تقييوا ييذه النظرييية في أساسييها علييى العامييل االقتصييادي ‪،‬إذ يييرى‬
‫القائليأل يها ‪ ،‬إن الوصلحة االقتصيادية اللوليت الوحير وعنصير االرتكيا‬
‫لقياا اامة ‪ ،‬وعلى حست ذه النظرية إن اامية ‪ ،‬ممووعية مسيتقرة نييأ‬
‫‪1‬‬
‫يفعل الوصلحة االقتصادية والتكويأل النفس الذي يظهر ف الوحدة الثقافية ‪.‬‬

‫ونييرى إن العامييل االقتصييادي ‪،‬عنصيير ال يوكييأل إيفالييه ف ي حييياة‬


‫اافراد ‪ ،‬لكأل ذا العامل قد يكون عنصر تنافر أاثر مأل اونه عنصر تمويع‬
‫واتحاد يفعل تعارل ذه الوصالح ‪ ،‬ذا إضيافة إليى أن العنا ير الوعنويية‬
‫أابيير تييأثيرا في اقنسييان مييأل العنا يير الوادييية ‪ ،‬فوييأل الوسييلم يييه أن اللغيية‬
‫والوياعر والعواطف والتاري الويتر ‪ ،‬عوامل يالبا ما تدفع اافيراد إليى‬
‫الويتر ‪.‬‬ ‫الوحدة ‪ ،‬إذ تهيأ لهم عنا ر العي‬
‫األمة والدولة ‪-:‬‬
‫اان الوبدأ السائد ف العهد الولكي الوطليا في أورييا عامية ‪ ،‬وفي‬
‫فرنسا خا ة ‪ ،‬عدا جوا الفصل ييأل الولك والدولة ‪ ،‬وعلى أثر قياا الثيورة‬
‫الفرنسية ‪ ،‬تم فصل الولك عأل الدولة ‪ ،‬ووضعت اامية مكيان الوليك اسيتنادا‬
‫لوبدأ سيادة اامية ‪ ،‬وظهير الفكيرة القائلية ييأن الدولية ي اامية ‪ ،‬وسياد‬

‫‪ - 1‬جان وليم البيري – املرجع السابق – ص ‪. 154‬‬

‫‪33‬‬
‫يياحبة السييلطة‬ ‫االعتقيياد يييأن ااميية يي التيي تكييون الدوليية ياعتبار ييا‬
‫‪1‬‬
‫والسيادة ‪.‬‬

‫ماني ع ومأل يعده الودرسة االيطالية ‪ ،‬إليى‬ ‫وذ ت الفقيه الفرنس‬


‫راأل مأل أراان الدولة ‪ ،‬يحيث ال توجد دولة حيث ال توجد أمية‬ ‫أن اامة‬
‫حيح حيث تدلف اامة الواحدة دولية واحيدة ‪ ،‬لكنيه يصيبح‬ ‫‪ 2،‬و ذا الرأي‬

‫يير مقبو إذا تكونت اامة مأل عدة دو ‪ ،‬اويا في اامية العرييية ‪ ،‬ويثيار‬
‫التساؤ فيويا إذا اانيت اامية أو الدولية أسيبا وجيودا؟ ولإلجايية عليى يذا‬
‫التساؤ طرحت ثالث مرام ‪-:‬‬
‫الرأي األول ‪-:‬‬
‫يذ ت القيائلون يهيذا اليرأي إليى أن اامية الظيا رة االجتواعيية ع‬
‫أسبا ظهورا مأل الدولة الظا رة السياسيةع حيث ال تظهر الدولة إال نتيمية‬
‫معينة ‪ ،‬حتى يصل ذا التفاعل حدا تظهر‬ ‫تفاعل أفراد اامة ف ظل ظرو‬
‫معنوي مستقل ‪ 3،‬مأل ذلك مثال ظهيور الدولية االوانيية‬ ‫معه الدولة اي‬

‫وااليطالية ‪.‬‬
‫الرأي الثاني ‪-:‬‬
‫يذ ت أ حاب ذا الرأي إلى إن الدولية أسيبا وجيودا ميأل اامية ‪،‬‬
‫ويدللون على رأيهم يالواليا الوتحدة اامريكية الت ظهر اكيان سياسي‬
‫وقانون مستقل عاا ‪، 1787‬أما اامة اامريكية لم تأخذ شكلها الوتكامل ‪،‬إال‬
‫منذ عاا ‪ ، 1918‬ومثل ذا اامر ينطبا على الدو حديثة العهد ياالستقال‬

‫‪ - 1‬د ‪ .‬حمسن خليل – املرجع السابق‪ -‬ص ‪. 20‬‬


‫‪ - 2‬د ‪ .‬عبد احلميد متولي ود ‪ .‬سعد عصور ود‪ .‬حمسن خليل – املرجع السابق‪ -‬ص ‪. 98‬‬
‫‪ - 3‬د ‪ .‬حمسن خليل – املرجع السابق – ص ‪. 20‬‬

‫‪34‬‬
‫‪ ،‬حيث لم تظهر ذه الدو إال على أثير انحسيار الويد االسيتعواري ‪ ،‬والتي‬
‫شكلت فيوا يعد أمم تموعها القومية واللغة والتاري ‪.‬‬
‫الرأي الثالث ‪-:‬‬
‫مث ّل ذا االتماه الواراسييأل الوحدثيأل ‪ ،‬ويرى أ حاب ذا االتماه‬
‫إن اامة والدولة وجهان لنظياا الومتويع ‪ ،‬حييث يحتيل رأي الويا المانيت‬
‫االقتصادي ‪ ،‬وتوثل الدولة المانت القانون ‪ ،‬في حييأل توثيل اامية المانيت‬
‫‪1‬‬
‫االجتواع والسياس ‪.‬‬

‫اييل أميية أن تصييبح دوليية اسييتنادا لوبييدأ‬ ‫والمييدير يالييذار إن ييد‬


‫القوميييا )‪ ، ( Le Principe des Nationalities‬إال أن تحقيييا ييذا‬
‫والقييوى السياسييية التي تسيييطر علييى العالقييا‬ ‫مر ييون يييالظرو‬ ‫الهييد‬
‫الدولية ‪ ،‬فقد أدى نماذ الثورة الفرنسية والحرايا التحرريية التي أعقبتهيا‬
‫في القييرن التاسييع عييير إلييى انتصييار مبييدأ القوميييا واسييتقال اثييير مييأل‬
‫اليعوب عأل اقمبراطوريا الت اانيت تحكوهيا وميأل ذليك اسيتقال يليدان‬
‫‪2‬‬
‫أمريكا الالتينية عأل أسبانيا والبرتغا ‪.‬‬

‫وتيتر الدولة واامة ف ران الييعت واققلييم ‪ ،‬إال أن ميا يوييل‬


‫ييأل االثنيأل ‪ ،‬و راأل السلطة أو الهيئة الحااوة ‪ ،‬فف الوقت الذي يللا لقياا‬
‫الدوليية تييوافر راييأل السييلطة ‪ ،‬تيينهل ااميية يومييرد تييوافر ران ي اليييعت‬
‫واققليم ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Mialle M. –IE tâte du Droit Ed .Maspero –Paris – 1980- p. 117.‬‬
‫‪ - 2‬د ‪ .‬عبد احلميد متولي ود‪.‬سعد عصفور ود‪ .‬حمسن خليل – املرجع السابق – ص ‪. 98‬‬

‫‪35‬‬
‫ويذ ت جانت مأل الفقه ‪ 1،‬إلى أن الدولة الت تمم أميم متعيددة الييد‬

‫أن ينته الحا يها إلى التفكك واالنهيار أو االنصهار في أميم جدييدة ‪ ،‬اويا‬
‫ف االتحاد السوفيت السايا ويويسالفيا السايقة ‪.‬‬
‫ونرى أن ذا الرأي محل نظر إذ أن تفكك االتحاد السوفيت السيايا‬
‫‪ ،‬وقفييت ورامه أسييباب سياسييية ‪ ،‬منهييا الريبيية في تفييرد الواليييا الوتحييدة‬
‫اامريكية ف الهيونة والتسيد على العالم و وال إلى تطبييا سياسية القطيت‬
‫الواحد ‪ ،‬و ذا ما يديده الواقع‪ ،‬يذا إضيافة إليى أن نيا العدييد ميأل اليدو‬
‫اليعت ف ظلها حيياة سياسيية‬ ‫تمم أمم متعددة اانت وما الت قائوة ويعي‬
‫ادئة ‪ ،‬وخير مثا على ذلك االتحاد السويسري الذي ينتو اليعت فيه إليى‬
‫القومية االوانية والفرنسية وااليطالية ‪.‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫اإلقليم‬
‫))‪Territory‬‬
‫الذي يستقر عليه الييعت ‪ ،‬وتوياري‬ ‫يوثل اققليم النطاق المغراف‬
‫عليه الدولة سلطاتها وسيادتها ‪ ،‬على ذلك إن نا تيال ا جيدل يييأل وجيود‬
‫الدولة واققليم ‪ ،‬فال دولة دون إقليم ‪ ،‬مأل نيا ال ينطبيا عليى البيدو الرحيل‬
‫و ف الدولة وأن توفر فيهم رانا اليعت والسلطة ‪ ،‬اونهم ال يستقرون في‬
‫رقعة جغرافية محددة ‪.‬‬
‫ويترتت عليى تحدييد إقلييم الدولية ‪ ،‬نتيائج يالغية اا ويية ‪،‬إذ تتحيدد‬
‫سيادة الدولة ف حدود إقليوها ‪ ،‬وتنته سيادتها مع نهاية إقليوها ‪ ،‬حيث تبيدأ‬
‫سيادة دولة أخرى ‪ ،‬ويترتت على ذه النتيمة ‪،‬إن قانون الدولة واختصا ها‬

‫‪ - 1‬د ‪ .‬كمال الغالي – املرجع السابق – ص ‪.21‬‬

‫‪36‬‬
‫القمائ يتحددان يإقليوها فقط ‪ ،‬وف حدود ذا اققليم تتحدد ثيروا الدولية‬
‫وموارد ا االقتصادية ‪.‬‬
‫وأثار مسألة تحدييد إقلييم الدولية وترسييم الحيدود ‪ ،‬وما اليت تثيير‬
‫الكثييير مييأل ال الفييا ييييأل الييدو ‪ ،‬مييأل ذلييك النييلاع القطييري البحرين ي ‪،‬‬
‫اقيران اقمارات ‪ ،‬العراق اقيران ‪ ،‬البريطان اارجنتين ‪ ،‬والفرنسي‬
‫االوان ‪ ،‬وما إلى ذلك مأل منا عا الحدود ااخرى ‪.‬‬
‫وال ييترط لتحقا راأل اققلييم تيوافر مسياحة معينية ‪ ،‬فهيذا اليراأل‬
‫يتحقا سوام اتسعت مساحة اققليم أا ضاقت ‪ ،‬ولكأل يبدو أثر ذليك جلييا في‬
‫الثقييل السياس ي الييذي توثلييه الدوليية ف ي نطيياق الومتوييع الييدول والعالقييا‬
‫السياسية ‪ ،‬فالثقل السياس قمارة اندورا التي ال تتمياو مسياحتها ‪450‬ع‬
‫اييم ‪ ،‬أقييل يكثييير مييأل الثقييل السياسي للواليييا الوتحييدة اامريكييية وروسيييا‬
‫االتحادية وشبه القارة الهندية والصيأل ‪.‬‬
‫ويدخل ف تكويأل إقليم الدولة ‪ ،‬النطاق اارض وميا يحييط ييه ميأل‬
‫مياه ‪ ،‬وما يعلو ا مأل فمام جوي ‪ ،‬وعلى التفصيل التال ‪-:‬‬

‫الفرع األول‬
‫اإلقليم األرضي‬
‫يمم اققليم اارض ‪ ،‬مساحا اليايسة ‪ ،‬وما عليها مأل منيآ وما‬
‫ف ياطنها مأل موارد إلى مرال الكرة اارضية ‪ .‬وال ييترط ف إقليم الدولة‬
‫اارض أن يكون متصل ااجلام ‪ ،‬يل يوكأل أن تفصيل يييأل أجيلامه حيدود‬
‫طبيعييية االمبييا والبحييار والبحيييرا واانهييار ‪ ،‬أو مصييطنعه اااسييال‬
‫اليائكة مثال ‪ ،‬يل أن راأل اققليم يتحقا وإن اان يفصل ييأل أجلامه أراض‬

‫‪37‬‬
‫دولة أخرى ‪ ،‬فوحدة اققليم قائوة ف البااستان الذي اان يفصيل يييأل قسيويه‬
‫اليييرق والغري ي أراض ي الهنييد ‪ ،‬ومثييل ييذا ااميير ينطبييا علييى اليايييان‬
‫وإندونيسيا والواليا الوتحدة اامريكيية التي يفصيل يييأل أراضييها اققلييم‬
‫الكندي ‪ ،‬ويريطانيا الت يفصيل يييأل أجلام يا البحير اايرلنيدي ‪ ،‬واالتحياد‬
‫السوفيت السايا الذي اان يفصل ييأل أراضيه جبا االورا ‪.‬‬
‫ييييأل‬ ‫وعنييد تعييييأل اققليييم اارضي ‪ ،‬يويييل الفقييه اانملوسكسييون‬
‫ال طيوط التي تحيدد الويدى‬ ‫الت وا حدود اارلع والثغور ‪ ،‬فالت وا‬
‫مساحة مأل اارل تتر افا ل‬ ‫الذي يوتد إليه إقليم الدولة ‪،‬أما الثغور‬
‫ييأل إقليويأل وحاجلا يينهويا ‪ ،‬اويا تسيت دا اونياطا اتصيا انتقيال وتحيدد‬
‫ياتفاق الدولتيأل الوعنيتيأل ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫اإلقليم المائي‬
‫ويمم اققليم الوائ مسارا الويياه التي تت ليل إقلييم الدولية ‪ ،‬ميأل‬
‫أنهار ويحار ويحيرا ‪ ،‬وللدولة السييادة الكاملية عليى يذه الوسيارا متيى‬
‫اانت واقعة ضوأل حدود ا ‪.‬‬
‫وأثار إقليم الدولة الوائ الووتيد يييأل عيدة دو أو اليذي يقطيع عيدد‬
‫منها ‪ ،‬وما ا يثير الكثير ميأل ال الفيا يييأل اليدو ‪ ،‬وجيرى العويل عليى‬
‫حسم يذه الونا عيا عيأل طرييا الوعا يدا واالتفاقييا الدوليية ‪ ،‬وعليى‬
‫التفصيل التال ‪-:‬‬

‫‪38‬‬
‫أوال‪ -‬األنهار ‪-:‬‬
‫يويييل فقييه القييانون الييدول ييييأل اانهييار الوطنييية والدولييية ‪ ،‬فييالنهر‬
‫الوطن ‪ ،‬و الذي يمري يأاوله مأل منبعه إليى مصيبه داخيل إقلييم الدولية ‪،‬‬
‫انهر التايول ف يريطانيا ‪ ،‬وت مع ذه اانهار لسيادة الدولة الت يقطعها ‪.‬‬
‫أما النهر الدول ‪ ،‬فهو النهر الذي يقطع أاثر مأل دولية أو يقيع عليى‬
‫يذه‬ ‫الحدود يييأل دولتييأل أو أاثير ‪ ،‬انهير دجلية والفيرا والنييل ‪ ،‬وأثيار‬
‫اانهار العديد ميأل ال الفيا الدوليية ‪ ،‬واوسييلة لوعالمية وضيعها القيانون‬
‫طرحت عدة أرام ‪-:‬‬
‫الرأي األول‪-:‬‬
‫قا يهذا الرأي الفقه التقليدي ‪ ،‬اليذي نيادى يالسييادة الوطلقية للدولية‬
‫على الملم الذي يور يإقليوها ‪،‬إال أن ذه الفكرة أ بحت مهميورة في ظيل‬
‫شيوع مبدأ التمامأل الدول ‪.‬‬
‫الرأي الثاني ‪-:‬‬
‫عيأل اليرأي اليذي قيا ييه الفقيه‬ ‫ظهر ذا الرأي على أثير العيلو‬
‫التقليدي ‪ ،‬ويذ ت أنصار ذا الرأي ‪،‬إلى أن سيادة الدولية عليى جيلم النهير‬
‫‪1‬‬
‫الطبيعية لمريانه ‪.‬‬ ‫الذي يور يها محكوا يعدا إحداث تغيير ف الظرو‬

‫الموقف الدولي ‪-:‬‬


‫جرى العول ييأل الدو على أن حا الدولة ف االسيتعوا الوييتر‬
‫والكامل للنهر ‪ ،‬ال يحكوه إال شرط عدا ااضرار يوصالح الدو ااخيرى ‪،‬‬
‫ييه سيوريا‬ ‫و و ما يطلا عليه االستعوا البريم ‪ ،‬ومثل يذا الحيل أخيذ‬

‫‪ - 1‬د ‪ .‬حممد حافظ غامن – القانون الدولي العام – دار النهضة العربية – القارر – ‪ -1972‬ص ‪ 344‬وما بعدرا ‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫وااردن ييأن تنظيم االنتفاع الويتر ينهر اليرمو ‪ ،‬اوا أخذ يه مصير‬
‫والسودان سنة ‪ 1959‬ييأن تنظيم االنتفاع الويتر ينهر النييل وأخيذ ييه‬
‫الهند والبااستان سنة ‪ ، 1960‬ييأن تنظيم االنتفاع ينهر الهندوي ‪.‬‬

‫ثانيا – البحار المغلقة ‪-:‬‬


‫يقصد يالبحيار الوغلقية ‪ ،‬أميا البحيار التي ال تتصيل ييالبحر العياا ‪،‬‬
‫االبحر الويت ‪ ،‬أو الت تتصل يه عأل طريا مميا ابحر البلطيا ‪.‬‬
‫وتأخييذ البحييار الوغلقيية الت ي ال تتصييل يييالبحر العيياا حكييم البحييار‬
‫الوطنية الت تقع يكاملها داخيل حيدود الدولية ‪ ،‬حييث ت ميع لسييادة الدولية‬
‫‪1‬‬
‫يصورة ااملة ياعتبار ا جلما مأل إقليوها‪.‬‬

‫أما البحار الوغلقة الت تتصيل ييالبحر العياا يومييا أو توير ييإقليم‬
‫أاثر مأل دولة فتأخذ حكم أعال البحيار ‪ 2،‬أي أن ايل دولية توياري السييادة‬

‫فيها على سفنها الت تبحر تحت علوها‪.‬‬

‫ثالثااا‪ -‬البحاار اإلقليم اي ‪( The Territorial Sea ) ( La Mere‬‬


‫) ‪-: Territorial‬‬
‫البحر اققليو ‪ ،‬شريط مأل البحير خاضيع لسييادة الدولية ومال يا‬
‫لسواحلها وميا ها الداخلية أو لسيواحلها وميا هيا اارخبيليية ‪،‬إذا اانيت ميأل‬
‫‪1‬‬
‫قبيل الدو اارخبيلية ‪.‬‬

‫‪ - 1‬د‪ .‬علي صادق أبو ريف – القانون الدولي العام – منشة املعار ‪ -‬اإلسكندرية – ص ‪ 421‬وما بعدرا ‪.‬‬
‫‪ - 2‬د ‪ .‬علي صادق أبو ريف – نفس املرجع – ص ‪. 421‬‬

‫‪40‬‬
‫وأثار تحديد سييادة الدولية عليى البحير اققليوي خالفيا فقهييا دولييا‬
‫طويال ‪ ،‬وظهر أو محاولة لرسم حدود البحر اققليو في القيرن الراييع‬
‫عير ‪ ،‬حيث حدد البحر اققليو يأقصيى ميدى اايصيار في ييوا مييرق ‪،‬‬
‫وأقترذ الفقيه الهولندي ينكر شكو ع ف القرن الثامأل عير امتيداد البحير‬
‫اققليو إلى الودى الذي تسيتطيع فييه الدولية حوايتيه يواسيطة الويدافع التي‬
‫‪2‬‬
‫‪3‬ع أميا يحريية ‪،‬‬ ‫تقيوها على شواطئها ‪ ،‬واان أقصى مدى للودافع منذا‬
‫وتبنت العديد مأل الوعا يدا واالتفاقييا الدوليية يذا التحدييد ‪ ،‬وميأل يينهيا‬
‫معا دة القسيطنطينية ال ا ية يقنياة السيويس سينة‪ ، 1888‬والوعا يدة التي‬
‫‪3‬‬
‫أيرمتها الواليا الوتحدة اامريكية واليايان سنة ‪. 1929‬‬

‫إال أن ذا التحديد لم يكأل مللميا لليدو ‪ ،‬يسيبت عيدا االتفياق علييه‬


‫يووجت معا دة أو اتفاقية عامة ‪ ،‬مأل نيا تباينيت مواقيف اليدو في تحدييد‬
‫مييدى يحر ييا اققليويي ‪ ،‬فحددتييه السييويد يييأريع أميييا يحرييية ‪ ،‬وحددتييه‬
‫يويسالفيا السايقة يعير أميا يحرية ‪ ،‬وحددته يالبية اليدو العرييية يياثن‬
‫عير ميال يحريا ‪ ،‬وظل موقف الدو ييأن ذه الوسألة ميويا يالتردد وعدا‬
‫ذه السنة يووجت اتفاقية جاميكيا‬ ‫الوضوذ حتى عاا ‪ ، 1982‬حيث حدد ف‬
‫‪12‬ع ميال يحريا ‪ ،‬فقد نصت الويادة‬ ‫عرل البحر اققليو يودى ال يتماو‬
‫الثالثة مأل االتفاقية على أن لكيل دولية الحيا في أن تحيدد عيرل يحر يا‬
‫اققليو ي يوسييافة ال تتميياو ‪ 12‬ميييال يحريييا مقيسيية مييأل خطييوط ااسيياي‬
‫الوقررة وفقا لهذه االتفاقية ع‪.‬‬

‫‪ - 1‬األرخبيل ‪ ،‬كلمة معّربة عن االيطالية )‪ ( Archipelago‬وري كلمة إغريقية يف أصوهلا تعين جمموعة من اجلزر ‪.‬‬
‫‪ - 2‬جيلبري جيدل‪ -‬القانون الدولي العام‪ -‬ج‪ -3‬ص‪. 40‬‬
‫‪ - 3‬د ‪ .‬حازم حسن مجعة – املرجع السابق – ص ‪. 274‬‬

‫‪41‬‬
‫رابعا – المنطقاة المتامماة ‪( The Contiguous Zone )( La Zone‬‬
‫)‪-:Contigue‬‬
‫منطقة مأل البحر تواري الدولية فيهيا يعيل‬ ‫الونطقة الوتاخوة ‪،‬‬
‫االختصا ا‬
‫القوانيأل الميريبية ‪ ،‬المورايية ‪ ،‬الهميرة ‪ ،‬الصيحة ع ‪ 1‬و ال يترتيت عليى‬
‫امتداد سلطة الدولة إلى تليك الونطقية أن تصيبح خاضيعة لسييادتها ييل تبقيى‬
‫محتفظة يو فها اا ل ‪.‬‬
‫واانت الوادة ‪23‬ع مأل اتفاقيية ااميم الوتحيدة لقيانون البحيار لسينة‬
‫‪ ، 1982‬قد نصت على‪-:‬‬
‫يالونطقية‬ ‫‪ -1‬للدولة الساحلية ف منطقة متاخوة لبحر ا اققليو تعير‬
‫الوتاخوة أن تواري السلطة الال مة لي ‪:‬‬
‫‪ -‬منع خرق قوانينها وأنظوتهيا المورايية أو الميريبية‬
‫أو الوتعلقة يالهمرة أو الصحة داخل إقليوهيا أو يحر يا‬
‫اققليو ‪.‬‬
‫‪ -‬الوعاقبة على أي خرق للقيوانيأل واانظوية الويذاورة‬
‫أعاله حصل داخل إقليوها أو يحر ا اققليو ‪.‬‬
‫مامساا‪ -‬المنطقاة االقتصاادية اإلساتثثارية ‪( La Zone Economique‬‬
‫)‪-:Exclusive‬‬
‫منطقيية توتييد مييأل البحيير اققليو ي والونطقيية الوميياورة إلييى مسييافة‬
‫‪200‬ع ميل يحري ‪ ،‬وريم أن الونطقة االقتصادية ال تدخل أ ال في إقلييم‬

‫‪ - 1‬د ‪ .‬حممد سامي عبد احلميد‪ -‬أصول القانون الدولي العام – ج‪ -3‬احليا الدولية – منشة املعار – اإل س‬
‫أكندرية –‬
‫ص‪.297‬‬

‫‪42‬‬
‫الدولة ‪،‬إال إن الومتوع الدول أتفا على منح الدولة السياحلية مسيافة أخيرى‬
‫ف عوا البحر يعد الوياه اققليوية والونطقة الوماورة تواري عليها الحقوق‬
‫السيادية التالية ‪-:‬‬
‫واستغال الووارد الحية ويير الحية للوياه الت تعلو قياع‬ ‫‪ -1‬استكيا‬
‫البحر وياق اارل وحفظ ذه الووارد وإدارتها ‪.‬‬
‫‪ -2‬إقامة واستعوا الملر الصناعية والونيآ والترايبا ‪.‬‬
‫‪ -3‬البحث العلو البحري ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -4‬حواية البيئة البحرية والحفاظ عليها ‪.‬‬

‫الفرع الثالث‬
‫اإلقليم الجوي‬
‫يوثل اققليم الموي العنصر الثالث مأل عنا ر إقليم الدولية ‪ ،‬ويوتيد‬
‫اققليم الموي لييول الفمام ال ارج الذي يعلو اققليويأل البري والوائ ‪.‬‬
‫ومر تنظيم اققليم الموي يعدة مراحل ‪ ،‬مأل حيث استغالله وسييادة‬
‫الدولة عليه ‪ ،‬وتأثر ذا التنظيم يويدى التطيور اليذي و يل إلييه االسيتغال‬
‫الموي ‪ ،‬فف يادا اامر أتمه الرأي إلى عدا تقرير سيادة الدولية عليى ميا‬
‫يعلييو إقليوهييا البييري والوييائ ييييكل مطلييا ‪ ،‬وتيير الفمييام المييوي حييرا‬
‫لالستغال مأل قبل م تلف الدو قياسا على حرية الوالحة ف أعال البحيار‬
‫‪ ،‬ويهذا الرأي أخذ معهد القانون الدول سنة ‪ 2، 1906‬وأستند أ حاب يذا‬

‫‪ - 1‬راجع املواد ( ‪ )55،56‬من اتفاقية قانون البحار‬


‫‪ - 2‬د‪ .‬إبراريم فهمي شحا ته – القانون اجلوي وقانون الفضاء ‪ -‬دار النهضة العربية – القارر – ‪ -1968‬ص ‪. 15‬‬

‫‪43‬‬
‫االتماه فيوا ذ بوا إليه على أساي إن الدولة يير قادرة على السييطرة عليى‬
‫فمائها الموي ‪.‬‬
‫يع يرل أمييأل الدوليية‬
‫وواجييه ييذا الييرأي انتقييادا شييديدة ‪ ،‬اونييه ّ‬
‫وسيادتها لل طر ‪ ،‬ويبدو ذا ال طر أاثر وضوحا على الدو الصغيرة منها‬
‫على الدو الكبيرة ‪.‬‬
‫وإ ام االنتقادا الت وجهت انصار االتمياه السيايا ‪ ،‬تبنيى الفقيه‬
‫رأي أخر يقم يامتداد سيادة الدولة إلى ما يعليو إقليوهيا ميأل فميام جيوي‬
‫يوتد في حيده ااقصيى إليى ‪300‬ع ا ‪ ،‬ويوثيل يذا االرتفياع أعليى عويود‬
‫السلك ‪ ،‬ويمد ذا الرأي أساسه ‪ ،‬ف تقسيم البحر إلى يحر إقليوي خاضيع‬
‫لسيادة الدولة ‪ ،‬ويحر عاا مفتوذ للوالحة الحرة لمويع الدو ‪.‬‬
‫جيان ايويرع تقسييم‬ ‫وف تطور الحا ‪ ،‬أقتيرذ الوفكير اامريكي‬
‫الفمام الموي إلى ‪-:‬‬
‫‪ -1‬منطقة حيرة‪ :‬و ي منطقية تصيلح للوالحية الحديثية ‪ ،‬وتوتيد إليى أعليى‬
‫ارتفاع تصل إليه الطائرة وت مع ذه الونطقة للسيادة الوطلقة للدولة‪.‬‬
‫‪ - 2‬منطقيية المييو اققليو ي ‪ :‬وتوتييد إلييى ‪300‬ع ميييل فييوق سييطح البحيير‬
‫وتوياري الدوليية السيييادة عليهيا مييع عييدا اقخيال يحييا الوييرور البييريم ‪،‬‬
‫وأطلا على ذه الونطقة الفمام الوماور ‪.‬‬
‫الونطقة الت تعلو ‪300‬ع ميل فوق سطح البحر‬ ‫‪ -3‬منطقة المو الحر ‪:‬‬
‫‪ ،‬ويكون فيها الفمام الموي حرا ‪ ،‬ولكأل ميا يالحيظ عليى يذا التقسييم أنيه‬
‫نظري أاثر منه واقع إذ ال يوكأل تحديد االرتفاع الذي تحليا فييه الطيائرة‬
‫أو الورابة الفمائية ‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫وإ ام ذلك ظهر اتماه يدعو إلى سييادة الدولية الوطلقية عليى جوييع‬
‫طبقا الهوام الت تعلو إقليوها ‪ ،‬وقاي أ حاب ذا االتمياه ميا ذ بيوا إلييه‬
‫على القاعدة الوتداولة ف القانون الويدن والتي تقمي ييان ملكيية اارل‬
‫تيول السفل والعلوي ‪ ،‬وما يدخذ على يذا اليرأي أنيه يحقيا للدولية أمنهيا‬
‫ويموأل سالمتها ‪،‬إال انه يعيا حراة الوالحة الموية ‪،‬اوا أنيه ميأل الوتعيذر‬
‫تحديد منياطا سييادة في الفميام الميوي عليى ييرار اققليوييأل ااراضي‬
‫والوائ ‪.‬‬
‫وتيسيرا للوالحة الموية اتمهت الدو إلى إيراا االتفاقيا الثنائيية‬
‫والمواعييية ‪ ،‬ومييأل ييييأل ييذه الوعا ييدا ‪ ،‬معا ييدة ييياريس لسيينة ‪، 1919‬‬
‫واتفاقية افانا لسنة ‪ ، 1928‬ومعا دة شيكايو لسنة ‪. 1944‬‬
‫المطلب الثالث‬
‫السلطة‬
‫ال يكف لقياا الدولة استقرار ممووعة مأل اافيراد عليى إقلييم معييأل ‪،‬‬
‫يييل يلييلا لييذلك خمييوع اافييراد لسييلطة عليييا يييأتورون يأوامر ييا وينتهييون‬
‫ينوا يها ‪ ،‬وتعبيرا عأل أ وية دور السلطة ف الدولة ‪ ،‬ذ ت جانت ميأل الفقيه‬
‫إلى تعريف الدولة يالسلطة ‪ ،‬يير إ ن ذا الرأي محل نظير ‪ ،‬إذ أن السيلطة‬
‫فمال عيأل إن الدولية تميم‬ ‫ظهر قبل الدولة ‪ ،1‬وتطور مع الومتوعا‬
‫إلى جانت السلطة ‪ ،‬اليعت واققليم ‪.‬‬
‫وتييأت أ وييية السييلطة ‪ ،‬مييأل اونهييا وسيييلة الدوليية انمييا مهامهييا‬
‫وواجباتها الداخليية وال ارجيية ‪ ،‬ميأل نيا يثيار التسياؤ ‪ ،‬يل يييترط في‬
‫السلطة اقترانها يووافقة ورضا اليعت ؟ انقسم رأي الفقه ييأن يذه الوسيألة‬

‫‪1‬‬
‫‪-Lefebrre H. De Le tat U.G.E. Paris –1976- p3.‬‬

‫‪45‬‬
‫إلى اتما يأل ‪ ،‬ذ ت االتماه ااو إلى أن راأل السلطة يتحقا وتنهل الدولة‬
‫يومرد انقساا الومتوع إلى حاام ومحكوا ‪ ،‬يغل النظر عيأل رضيا أو عيدا‬
‫رضا الوحكوا يالحاام ‪ ،‬فالرضا ليس راأل مأل أراان الدولة ‪ ،‬وليس شيرطا‬
‫‪1‬‬
‫لتحقا معنى السلطة ‪.‬‬

‫أما االتماه الثان ‪ ،‬فيرى إن رضا الوحكيوا يسيلطة الحياام شيرط ال‬
‫ينى عنه ‪ ،‬لقياا الدولة وتحقا راأل السلطة ‪ ،‬ويغيير ذليك تتحيو السيلطة ‪،‬‬
‫مأل سلطة رسوية إلى سلطة فعلية ‪ ،‬و ذا ما يتعارل ومفهوا الدولة يالوعنى‬
‫الحديث ‪.‬‬
‫ونرى إن الرأي ااو أقرب إلى الواقع ‪،‬إذ أن راأل السيلطة يتحقيا‬
‫يومرد انقساا الومتوع إلى حاام ومحكوا ‪،‬أما رضا الييعت يالسيلطة ‪ ،‬فهيو‬
‫أمر يتعلا يطبيعة السلطة ‪ ،‬اونها شيرعية أو فعليية ‪ ،‬يذا ميأل جانيت وميأل‬
‫جانت أخر ‪ ،‬إن أثر الرضا يظهر جليا ف مدى االسيتقرار اليداخل للدولية ‪،‬‬
‫حيث إن السلطة الفعلية وضع استثنائ مآله اللوا ‪ ،‬ويالبا ما يلميأ الييعت‬
‫إلييى الثييورة أو االنقييالب قحييداث التغيييير ‪ ،‬ومييا يداييد مييا نييذ ت إليييه عييدا‬
‫االستقرار السياس الذي يسود قارت أمريكا الالتينية وأفريقيا ‪ ،‬حيث و ل‬
‫يالبية حكاا اتيأل القارتيأل إلى السلطة عأل طريا االنقاليا العسكرية‪.‬‬
‫والمدير يالذار إن شرعية السيلطة ال تتعيارل مطلقيا واسيت دامها‬
‫القييوة إذ إن اسييت داا القييوة الوتوا نيية أميير ال ينييى عنييه ققاميية النظيياا‬
‫وموارسة السيلطة وحوايية الييعت ميأل الو ياطر التي تتهيدده ميأل ال يارن‬
‫والداخل ‪.‬‬

‫‪ - 1‬د ‪ .‬إبراريم عبد العزيز شيحا‪ -‬األنظمة السياسية – الدول‪ -‬احلكومات – الدار اجلامعية – ب‬
‫أريوت‪ – 1982 -‬ص‬
‫‪.22‬‬

‫‪46‬‬
‫المطلب الرابع‬
‫االعتراف‬
‫فة إقراريه أا‬ ‫يالدولة المديدة اونها ذا‬ ‫أثار طبيعة االعترا‬
‫إنيائية خالفا فقهيا وأنقسم الرأي ييأنها إلى اتما يأل ‪َ ،‬مثل االتمياه ااو ‪،‬‬
‫إجيرام سياسي ال‬ ‫اليذيأل ييرون إن االعتيرا‬ ‫أ حاب الوذ ت الكالسييك‬
‫قانون لها ايانها الوستقل وساد يذا اليرأي‬ ‫يوكأل يدونه قياا الدولة اي‬
‫‪1‬‬
‫ف فقه القانون الدول والدستوري حتى أواخر القرن التاسع عير ‪.‬‬

‫إجرام قانون الحيا لنييأ‬ ‫فيرى أن االعترا‬ ‫أما االتماه الثان‬


‫الدولة وال عالقة له يتكوينها احدث قانون جديد ويالتال فه تظهر يومرد‬
‫توافر ااراان الثالثة اليعت – اققليم – السلطةع على ذلك يعد االعتيرا‬
‫ييفة إقراريييه ال إنيييائية يترتييت عليييه فقييط إقاميية‬ ‫حسييت ييذا االتميياه ذا‬
‫‪2‬‬
‫يها ‪.‬‬ ‫العالقا الديلوماسية ييأل الدولة الوعترفة والوعتر‬

‫إجييرام توليييه فيي أيلييت ااحيييان عوامييل سياسييية‬ ‫واالعتييرا‬


‫يالدولة المدييدة أمير ميأل‬ ‫واقتصادية وأيديولوجية ياعتبار أن عدا االعترا‬
‫شييأنه ااضييرار يالعالقييا الديلوماسييية والسياسييية واالقتصييادية السيييوا إذا‬

‫‪ - 1‬د ‪ .‬مسوحي فوق العاد – القانون الدولي العام – املرجع السابق – ص ‪. 80‬‬
‫‪ - 2‬د ‪ .‬إمساعيل الغزال – القانون الدولي العام – املؤسسة اجلامعية للنشر والتوزيع – بريوت‪ -‬ط‪ -1986 -1‬ص ‪. 92‬‬

‫‪47‬‬
‫قيانون‬ ‫ياق الدو واستقر ايي‬ ‫حصلت الدولة المديدة على اعترا‬
‫مستقل ‪.‬‬

‫الفصل الثاني‬
‫أشكال الدول‬
‫تقسم الدو إلى عدة أقساا ‪ ،‬وحست الوعيار الذي يمري اعتواده ف‬
‫وتقسيم‬
‫ّ‬ ‫التقسيم ‪ ،‬فتقسّم الدو مأل حيث التكويأل ‪ ،‬إلى دو موحدة واتحادية ‪،‬‬
‫مييأل حيييث الييرئيس ااعلييى للدوليية ‪ ،‬إلييى ملكييية وجوهورييية ‪ ،‬ومييأل حيييث‬
‫وتقسيم ميأل حيييث‬
‫ّ‬ ‫ال ميوع للقيانون تقسييم ‪ ،‬إليى دو قانونيية واسييتبدادية ‪،‬‬
‫مياراة اليعت ف السلطة ‪ ،‬إلى دو تأخذ يالديوقراطيية الوباشيرة وأخيرى‬
‫تأخذ يالديوقراطية يير الوباشرة وثالثة تأخيذ يالديوقراطيية شيبه الوباشيرة ‪،‬‬
‫ومأل حيث مصيدر السييادة والسيلطة تقسيم ‪ ،‬إليى ديوقراطيية وأرسيتقراطية‬
‫تقسيم ‪ ،‬إليى دو ااملية السييادة وأخيرى‬
‫ومونقراطية ‪ ،‬ومأل حييث السييادة ّ‬
‫ناقصة السيادة ‪.‬‬
‫وسنبحث تباعا ف أشكا اليدو ‪ ،‬وحسيت الوعيايير الو تلفية التي‬
‫يمري اعتواد ا ف التصنيف ‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫المبحث األول‬
‫أشكال الدول من حيث التكوين‬
‫الدولة الموحدة واالتحادية‬
‫) ‪(Etats Simple OU Unitaires Etat Compose‬‬
‫تقسم الدو ميأل حييث التكيويأل إليى دو موحيدة أو يسييطة ‪ ،‬ودو‬
‫اتحادية ‪.‬‬

‫المطلب األول‬
‫الدول الموحدة أو البسيطة‬
‫)‪(Etats Simple‬‬
‫الدولة الت تكون فيها السييادة موحيدة ‪ ،‬وتبيدو‬ ‫الدولة البسيطة ‪،‬‬
‫الدولة واأنها وحدة واحدة متمانسة مندممة اندماجا اليا ‪ ،‬وتظهر ذه الدولة‬
‫‪ ،‬حينوا تتكامل عنا ر ا الرئيسية اليعت – اققليم – السلطة ع‪.‬‬
‫يذه الدولية في ييد حكومية واحيدة ‪،‬‬ ‫وتمتوع السلطة السياسيية في‬
‫يغل النظر عأل التسوية الت تت ذ ا تلك الحكومة ‪ ،‬ويترتيت عليى ذليك إن‬
‫مقسيوة وال تتيأثر يالتقسييم اقداري الالمرايلي‬
‫وحدة الدولة السياسية ليست ّ‬
‫‪،‬ان القائويأل عليى تليك اقدارا مميرد أدوا لتنفييذ القيوانيأل والتعليويا‬
‫الصادرة عأل الحكومة الورالية ‪ ،‬ويوعنى أخر أن انعداا الوحدة اقداريية ال‬

‫‪49‬‬
‫يدثر ييكل مأل ااشكا على وحدة الدولية السياسيية ‪ 1،‬ييل أن االتمياه العياا‬

‫ييأل الحكومية الوراليية والوحيدا الوحليية ‪ ،‬إذ‬ ‫يذ ت إلى تقسيم السلطا‬
‫يد الحكومة الورالية عاجلة عأل القياا يكل الوظائف والوهاا الت يللمها‬
‫القانون يإشباعها ‪ ،‬يفعل توسيع الدولية وا ديياد عيدد سيكانها وتمي م حميم‬
‫الوهاا الولقاة على عاتقها نتيمة لل رون مأل دور الدولية الحارسية واليدخو‬
‫فيي دور الدوليية التدخلييية ‪ ،‬ييذا إضييافة إلييى مييا يفيير ه التقييدا العلويي‬
‫والتكنولوج مأل مبتكرا حديثة ومتسارعة اامير اليذي يمعيل إشيباع ايل‬
‫ذه االحتياجا مأل قبل السلطة الورالية أمر شبه مستحيل ‪.‬‬
‫وإلى جانت نظياا الالمراليية اقداريية ‪،‬ا تيد يعيل اليدو إليى‬
‫أنظوة أخرى ف إدارة أقاليوها ومقاطعاتها ‪ ،‬ومأل ييأل يذه اانظوية ‪ ،‬نظياا‬
‫الوقاطعييا السياسييية الييذي يويينح مقاطعييا الدوليية الووحييدة سييلطة التنظيييم‬
‫الذات لهيئاتهيا الحكوميية والتييريعية الوسيتودة ميأل الدسيتور ‪ 2.‬وأخيذ يهيذا‬

‫النظاا الدستور ااسبان لسنة ‪ ، 1931‬والدستور االيطال لسنة ‪.1947‬‬


‫وتبنييى الدسييتور البلميكي نظيياا الوقاطعييا الو تلفيية ‪ ،‬حيييث قسييم‬
‫والييون وفالمنيد يرواسييلع ‪،‬‬ ‫ي‬ ‫يلميكيييا سياسيييا إلييى ثييالث مقاطعييا‬
‫فرنسيية و ولنديية وألوانييا وملدوجية‬ ‫وقسوت لغويا إلى أريعة مقاطعا‬
‫يرواسيل ع ‪ ،‬وحيدود يذه الوقاطعيا ال تعيد إال يقيانون ‪ ،‬اويا‬ ‫اللغة و‬

‫أور – دار‬
‫أرب الع ص‬ ‫‪ - 1‬د‪ .‬حممود سعيد عمران ود‪ .‬امحد سويلم العمري ود‪ .‬حممد علي الفوزي – النظم السيا س‬
‫أية ع‬
‫النهضة العربية – بريوت‪ -‬ط‪ -1999 -1‬ص ‪. 329‬‬
‫‪ - 2‬د ‪ .‬حممد عاطف ألبنا – النظم السياسية‪ -‬دار الفكر العربي – القارر ‪ – 1980 -‬ص ‪. 170‬‬

‫‪50‬‬
‫قسوت ثقافيا إليى ثالثية مقاطعيا ‪ ،‬فرنسيية و ولنديية وألوانييا ع‪ ،‬واللغية‬
‫‪1‬‬
‫الرسوية لكل مقاطعة ال تعد إال يقانون ‪.‬‬

‫التالية ‪-:‬‬ ‫ويصفة عامة تتسم الدولة الووحدة يال صائ‬


‫‪ .1‬وحدة السيادة‪.‬‬
‫‪ .2‬وحدة السلطة السياسية‪.‬‬
‫‪ .3‬وحدة اققليم ‪.‬‬
‫‪ .4‬وحدة الدستور ‪.‬‬
‫‪ .5‬وحدة المنسية ‪.‬‬
‫‪ .6‬وحدة الي صية الدولية ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫الدولة المركبة ( االتحادية)‬
‫)‪(Etat Compose‬‬
‫الدولة الت اتحد ميع يير يا لتحقييا أ يدا‬ ‫الدولة الورابة ‪،‬‬
‫ميتراة تعمل ال منها عأل تحقيقها يوفرد يا ‪ ،‬وتقسيم اليدو االتحاديية إليى‬
‫أريعة أنواع وعلى التفصيل التال ‪-:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Prelot.M. ET. J. Boulouis – Institutions Politique ET Droit Constitutionnel,‬‬
‫‪Dalloz 6 Ed Paris –1972p. 237.‬‬

‫‪51‬‬
‫الفرع األول‬
‫االتحاد الشخصي‬
‫)‪(Personal Union‬‬
‫و اتحاد ييأل دولتيأل أو أاثر ميع توتيع ايل منهيا‬ ‫االتحاد الي ص‬
‫يذا االتحياد إال مصيادفة‬ ‫يسيادتها الداخلية وال ارجية‪ ،‬وال يمويع يييأل دو‬
‫واحيد أو أسيرة واحيدة ايأن تيددي قيوانيأل‬ ‫اجتواع العيرش في ييد شي‬
‫توارث العرش ف دولتيأل أو أاثر إليى أيلولية عيرش اليدولتيأل إليى شي‬
‫واحد ‪ ،‬أو أن يكون على عرش إحدى اليدولتيأل مليك ‪ ،‬وعليى عيرش الدولية‬
‫ااخرى ملكة ويتلون االثنان ويتولى أحد وا رئاسة الدولتيأل ‪.‬‬
‫واالتحاد الي ص ليس حكرا على اانظوة الولكية حيث ليس نا‬
‫ما يونع ميأل الناحيية القانونيية والواديية أن يقيوا يذا االتحياد يييأل دو ذا‬
‫أنظويية جوهورييية ‪ ،‬مييأل ذلييك االتحيياد الي صيي ييييأل ييييرو واولومبيييا‬
‫وفنلويالع حيث اختيير اليرئيس ييول فيارع رئيسيا لموهوريية يييرو سينة‬
‫‪، 1813‬وأنت ت رئيسا لموهورية اولومبيا سنة ‪ 1814‬وف سنة ‪ 1816‬تم‬
‫انت ايه رئيسا لفنلويال ‪ ،‬و كذا نيأ ف سينة ‪ 1814‬االتحياد الي صي يييأل‬
‫ييرو واولومبيا ‪ ،‬وف سنة ‪ 1816‬نيأ االتحاد الي ص الثالثي يييأل يييرو‬
‫‪1‬‬
‫واولومبيا وفنلويال ‪.‬‬
‫ويعيييد االتحييياد اللتيييوان البولنيييدي ‪1569 -1385‬ع أو اتحييياد‬
‫ش ص ظهر ف العالم ‪ ،‬وتال يذا االتحياد عيدة اتحيادا ش صيية أخيرى‬
‫منها اتحاد إنملترا و انلفر ‪1937 -1714‬ع واتحاد ولندا واللكسيوبورن‬

‫‪ - 1‬د‪ .‬حممد الشافعي أبو را ‪ -‬نظم احلكم املعاصر – دراسة مقارنة يف أصول النظم السياسية‪ -‬عامل الكتاب – القارر‬
‫– ‪ -1984‬ص ‪262‬‬

‫‪52‬‬
‫يدور قيانون ميأل البرلويان‬ ‫‪1895 -1815‬ع واتحاد يلميكا والكونغو أثر‬
‫البلميكي سيينة ‪ 1885‬يويينح الكونغييو االسييتقال علييى أن تييدخل ف ي اتحيياد‬
‫ش ص مع يلميكا ويكيون مليك يلميكي ملكيا لهيا وفي سينة ‪ 1908‬قيرر‬
‫‪1‬‬
‫البرلوان البلميك جعل الكونغو مستعورة تايعة لبلميكا ‪.‬‬

‫وفيي سيينة ‪ 1939‬احتلييت إيطاليييا ألبانيييا وفرضييت عليهييا اتحييادا‬


‫ش صيا تحت رئاسة ملك إيطالييا وانتهيى يذا االتحياد يهليوية إيطالييا في‬
‫‪2‬‬
‫الحرب العالوية الثانية ‪.‬‬

‫التالية ‪-:‬‬ ‫ويتسم االتحاد الي ص يال صائ‬


‫‪ .1‬وحدة ش صية رئيس الدولة ‪.‬‬
‫‪ .2‬تحتفظ ال دولة يوحدة إقليوها ‪.‬‬
‫‪ .3‬ا دوان المنسية تحتفظ ال دولة يمنسيتها ع‪.‬‬
‫‪ .4‬ا دوان الي صية الدولية تحتفظ ال دولة يي صيتها الدولية ع‪.‬‬
‫‪ .5‬تعد الحرب ييأل دو االتحاد حرب دولية ‪.‬‬
‫‪ .6‬دخو إحدى دو االتحاد ف حيرب ال تليلا اليدو ااخيرى االشيترا‬
‫فيها ‪.‬‬
‫‪ .7‬احتفاظ ال دولة يسيادتها الداخلية احتفاظ ال دولة يسلطاتها الثالثع‪.‬‬
‫‪ .8‬احتفاظ ال دولة يدستور ا ‪.‬‬
‫‪ .9‬استقال ال دولة يووارد ا االقتصادية ‪.‬‬

‫‪ - 1‬د ‪ .‬إبراريم عبد العزيز شيحا‪ -‬املرجع السابق‪ -‬ص ‪.51-50‬‬


‫أامني‬
‫أة ا حمل‬ ‫‪ - 2‬راجع األستاذ حممد جواد اخلطيب احملامي – أنواع الدول املتحد وأشكال احتادرا – جملة الق ض‬
‫أاء – نقا ب‬
‫العراقية – ع‪ -1950 -1941 - 5-4‬ص ‪.5-2‬‬

‫‪53‬‬
‫عييدا التييلاا دو االتحيياد يالوعا ييدا التيي تعقييد ا إحييدى دو‬ ‫‪.10‬‬
‫االتحاد ‪.‬‬
‫احتفاظ ال دولة ينظامها الدستوري ملك – جوهوريع‪.‬‬ ‫‪.11‬‬
‫يعقد يووجت معا يدة‬ ‫ي مع ذا االتحاد ف تنظيوه للقانون الدول‬ ‫‪.12‬‬
‫دوليةع‪.‬‬
‫يوكأل ااخذ يهذا االتحاد ف النظاميأل الولك والموهوري ‪.‬‬ ‫‪.13‬‬
‫االتحاد الي صي ‪ ،‬نيرى أن يذا‬ ‫ومأل خال استعرال خصائ‬
‫االتحاد اضعف أنواع االتحاد رايطة ‪ ،‬فهو وضيع دسيتوري مدقيت فرضيته‬
‫واحد ومآ‬ ‫طارئة توثلت ف اجتواع عرش عدة دو ف يد ش‬ ‫ظرو‬
‫ذا االتحاد التفكيك واالنهييار يوميرد أيلولية عيرش اليدولتيأل إليى أشي اص‬
‫م تلفيأل‪ ،‬مأل نا نرى أن ذا االتحاد و اتحاد شكل أاثر منه فعل اونيه‬
‫االتحاد سوى وحدة الرئيس ااعلى للدولة ‪.‬‬ ‫ال يحول أيا مأل خصائ‬

‫الفرع الثاني‬
‫االتحاد الحقيقي ( الفعلي)‬
‫)‪(Real Union) (L Union Reelle‬‬
‫االتحاد الحقيق أو الفعل ‪ ،‬اندمان دولتيأل أو أاثير في اتحياد تفنيى‬
‫أثر قيامه الي صيية الدوليية ليدو االتحياد ‪ ،‬وتتبليور في ش صيية قانونيية‬
‫جديدة ‪ ،‬ي دولية االتحياد التي تنفيرد يوباشيرة مظيا ر السييادة ال ارجيية‬
‫لمويع الدو ااعمام ف االتحاد ‪.‬‬
‫ّ‬
‫الونظوة لالتحاد ‪ ،‬يوثاية دولية واحيدة ميأل الناحيية‬ ‫وتعد سائر الدو‬
‫القانونية ‪ ،‬مأل نا ال يكون اي منها موارسة مظا ر السيادة ال ارجية ‪ ،‬مأل‬

‫‪54‬‬
‫توثيل ديلوماس أو إعالن حرب أو عقد معا دة أو اتفاقية دولية ‪ ،‬إذ أن اافة‬
‫ذه الصالحيا تناط يالي صية الدوليية المدييدة ‪ 1‬والميدير ياليذار أن ايل‬

‫دولة مأل دو االتحاد الحقيق تبقى محتفظة يسييادتها الداخليية ‪ ،‬فيكيون لهيا‬
‫دسييتور ا ال يياص وسييلطاتها العاميية الوتويييلة التيييريعية – التنفيذييية –‬
‫القمائيةع ‪.‬‬
‫ويعد االتحياد السويسيري النرويمي سينة‪ 1851‬أو اتحياد حقيقي‬
‫عرفه التاري ‪ 2،‬ومأل قبيل ذا االتحياد أيميا االتحياد الوصيري السيودان‬

‫سنة ‪ ، 1951‬إذ أعلأل ذا االتحاد ‪،‬أثر قياا الحكومية الوصيرية وميأل جانيت‬
‫واحد يإلغام معا دة التحالف والصداقة الت سيبقت وأن عقيدتها ميع الوولكية‬
‫الوتحدة سنة ‪ ، 1936‬اوا ألغت مأل جانت واحد أيما اتفاقيت الحكم الثنيائ‬
‫الوبرمتيأل ف ‪ 19‬يناير و ‪ 10‬يوليو ‪ ، 1899‬ييأن إدارة السودان ثيم قاميت‬
‫يتعديل يعل نصوص الدستور وتقرير وضع جديد للسودان وإعيالن الوليك‬
‫‪3‬‬
‫فاروق ااو ملكا على مصر والسودان ‪.‬‬

‫التالية ‪-:‬‬ ‫الفعل ع يال صائ‬ ‫ويتسم االتحاد الحقيق‬


‫‪ .1‬وحدة ش صية رئيس الدولة ‪.‬‬
‫‪ .2‬فنام الي صية الدولية لدو االتحاد وظهور ش صية دولية جديدة ‪.‬‬
‫‪ .3‬احتفاظ ال دولة يسيادتها الداخلية‪.‬‬
‫‪ .4‬احتفاظ ال دولة يوحدتها اققليوية ‪.‬‬
‫‪ .5‬احتفاظ ال دولة يدستور ا ‪.‬‬

‫‪ - 1‬د ‪ .‬امحد رسألن – املرجع السابق‪ -‬ص ‪. 85‬‬


‫‪ - 2‬د ‪ .‬ثروت بدوي – النظم السياسية – ج‪ -1‬النظرية العامة للنظم السياسية – املرجع السابق‪ -‬ص ‪. 61 -58‬‬
‫‪ - 3‬د ‪ .‬سليمان الطماوي ‪ -‬النظم السياسية والقانون الدستوري – دار الفكر العربي – القارر – ‪ -1988‬ص ‪. 26‬‬

‫‪55‬‬
‫‪ .6‬احتفاظ ال دولة يمنسيتها ‪.‬‬
‫‪ .7‬احتفاظ ال دولة يسلطاتها العامة التيريعية – التنفيذية – القمائيةع‪.‬‬
‫‪ .8‬استقال ال دولة يووارد ا االقتصادية ‪.‬‬
‫‪ .9‬الحرب ييأل دو االتحاد حرب أ لية ‪.‬‬
‫‪ .10‬دخو أيا مأل دو االتحاد ف حرب يعن دخو الدو ااخيرى فيهيا‬
‫تلقائيا‪.‬‬
‫‪ .11‬تسييري مثييار الوعا ييدة الت ي يبرمهييا االتحيياد ف ي مواجهيية اافيية دو‬
‫االتحاد ‪.‬‬
‫تنظوه الوعا يدا‬ ‫‪ .12‬ي مع االتحاد ف تنظيوه احكاا القانون الدول‬
‫الدوليةع‪.‬‬

‫الفرع الثالث‬
‫االتحاد التعاهدي ( االستقاللي‪ -‬الكونفيدرالي)‬
‫)‪(Confederation d Etats) (Confederation Union‬‬
‫ينيأ ذا االتحاد عيأل انميواا دولتييأل اياملت السييادة أو أاثير إليى‬
‫اتحاد تنظوه معا دة تبرا ييأل دو االتحياد يقصيد تحقييا ياييا مييتراة ‪،‬‬
‫ونيأ أو اتحاد اونفيدرال ف العالم سنة ‪ ، 1776‬ييأل الوالييا اامريكيية‬
‫الييثالث عيييرة الوسييتقلة عييأل يريطانيييا ‪ ،‬ومييأل قبيييل ييذا االتحيياد ‪ ،‬االتحيياد‬
‫االوان سنة ‪ ، 1815‬واالتحاد السويسري سنة ‪ ، 1848‬والمدير يالذار أن‬
‫جامعة الدو العريية تعد مأل قبييل االتحياد التعا يدي أيميا االسيتقالل –‬
‫الكونفيدرال ع‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫يورة وسيط‬ ‫ويعد االتحاد التعا دي االستقالل – الكونفييدرال ع‬
‫يييأل االتحياد الي صي )‪ (Personal Union‬الييذي تحيتفظ فيييه ايل دوليية‬
‫‪( Real‬‬ ‫يي صيييتها وسيييادتها الداخلييية وال ارجييية ‪ ،‬واالتحيياد الحقيق ي‬
‫ّ‬
‫الونظويية إليييه ش صيييتها الدولييية ويسييتبدلها‬ ‫)‪ Union‬الييذي يسييلت الييدو‬
‫‪1‬‬
‫دولة االتحاد الفعل ‪.‬‬ ‫يي صية دولية جديدة ‪،‬‬
‫ورة يئة ميتراة تسوى الموعية أو الودتور ‪،‬‬ ‫ويوثل االتحاد ف‬
‫عليى تنفييذ الوعا يدة أو االتفيياق ‪ ،‬وتتكيون يذه الهيئية ميأل أعمييام‬ ‫تيير‬
‫يوثلون الحكوما الويتراة ف االتحاد ‪ ،‬وتصدر قرارا الهيئية ياقجوياع‬
‫يدور القيرار‬ ‫يراحة‬ ‫‪،‬إال ف يعيل الحياال التي تمييل فيهيا الوعا يدة‬
‫‪2‬‬
‫ياايلبية الوطلقة ‪.‬‬

‫الحيا الهيئة أو الودتور يووجيت نصيوص الوعا يدة أو‬ ‫وتتحدد‬


‫ك االتحاد ‪ ،‬وليس لهيئا االتحاد تعديل االختصا ا الووالة لها ضييقا‬
‫ييك االتحيياد‬ ‫وأتسيياعا ‪ ،‬يييادة ونقصييانا ‪،‬إال إذا جييرى تعييديل الوعا ييدة أو‬
‫يووافقيية جويييع أعمييام االتحيياد ‪،‬فيإذا اعترضييت إحييدى دو االتحيياد علييى‬
‫‪3‬‬
‫التعديل ‪ ،‬اان لها االنسحاب مأل االتحاد ‪.‬‬
‫ويتسم االتحاد التعا دي االستقالل – الكونفييدرال ع يال صيائ‬
‫التالية ‪-:‬‬
‫‪ .1‬إنه ال ينيأ ش صية دولية جديدة ‪.‬‬

‫‪ - 1‬د ‪ .‬ثروت بدوي – النظم السياسية – املرجع السابق – ص ‪. 66‬‬


‫‪ - 2‬د ‪ .‬سيد خليل ريكل – األنظمة السياسية التقليدية والنظام اإلسالمي – مكتبة اآلالت احلديثة – أ س‬
‫أيوط‪– 1984 -‬‬
‫ص ‪. 70‬‬
‫‪ - 3‬د ‪ .‬إبراريم عبد العزيز شيحا – املرجع السابق‪ -‬ص ‪. 53‬‬

‫‪57‬‬
‫‪ .2‬استقال ال دولة يرئيسها‬
‫‪ .3‬عدا سريان الوعا دة الت تعقد ا إحدى دو االتحياد في مواجهية يياق‬
‫‪.‬‬ ‫الدو‬
‫‪ .4‬احتفاظ دو االتحاد يي صيتها الدولية‪.‬‬
‫‪ .5‬ليس لالتحاد سلطة مباشرة على رعايا دو االتحاد ‪.‬‬
‫‪ .6‬تعد الحرب ييأل دو االتحاد حرب دولية ‪.‬‬
‫‪ .7‬دخو إحدى دو االتحاد ف حرب ال تللا ياق الدو االشترا فيها ‪.‬‬
‫‪ .8‬احتفاظ ال دولة يسيادتها الداخلية ‪.‬‬
‫‪ .9‬اسيييتقال دو االتحييياد يسيييلطاتها اليييثالث التييييريعية – التنفيذيييية –‬
‫القمائيةع ‪.‬‬
‫احتفاظ ال دولة يمنسيتها ‪.‬‬ ‫‪.10‬‬
‫احتفاظ ال دولة يدستور ا ‪.‬‬ ‫‪.11‬‬
‫احتفاظ ال دولة يووارد ا االقتصادية ‪.‬‬ ‫‪.12‬‬
‫احتفاظ ال دولة يوحدة إقليوها ‪.‬‬ ‫‪.13‬‬
‫احتفاظ ال دولة ينظامها الدستوري ‪.‬‬ ‫‪.14‬‬
‫يوكأل إنيام ذا االتحاد ف ظل النظاميأل الولك والموهوري ‪.‬‬ ‫‪.15‬‬
‫تنظوه الوعا دا‬ ‫ي مع تنظيم ذا االتحاد احكاا القانون الدول‬ ‫‪.16‬‬
‫الدولية ع‪.‬‬
‫يك‬ ‫لدو االتحاد إعالن انسحايها منه متيى شيام ‪ ،‬سيوام أشيار‬ ‫‪.17‬‬
‫االتحاد إلى ذا الحا أا لم يير ‪ ،‬ويذ ت جانيت ميأل الفقيه إليى أن يذا‬
‫يراحة عليى عيدا جيوا‬ ‫يك االتحياد‬ ‫الحا يثبيت للدولية وإن ني‬

‫‪58‬‬
‫االنسحاب منه ‪ ،‬ويالوقايل لالتحياد إنهيام عميوية أييا ميأل أعميائه إذا‬
‫ك االتحاد ‪.‬‬ ‫خالف ينود االتفاق الواردة ف‬
‫والمييدير يالييذار إن االتحيياد التعا ييدي االسييتقالل – الكونفيييدرال ع‬
‫ويوكأل أن ينته يأحد طريقيأل ‪-:‬‬ ‫اتحاد ضعيف مدقت مآله اللوا‬
‫األول ‪ -:‬اتفاق دو االتحاد على حله ‪ ،‬مأل ذلك تفكيك االتحياد االويان سينة‬
‫النوساوي ‪ ،‬وتفكك اتحياد اليدو العرييية اليذي‬ ‫‪ 1866‬أثر النلاع البروس‬
‫جوييع اليييوأل والموهورييية العريييية الوتحييدة سيينة ‪ 1958‬يقييرار مييأل رئيييس‬
‫الموهورية العريية الوتحدة لتنصل اليوأل عيأل التلاماتهيا اليواردة في ميثياق‬
‫االتحاد‪.‬‬
‫ويالبيا ميا‬ ‫ذا االتحاد إلى نوع أخر ميأل أنيواع االتحيادا‬ ‫الثاني ‪ -:‬تحو‬
‫اتحيو االتحياد الكونفيدرال يييأل‬ ‫يذا االتحياد إليى اتحياد فييدرال‬ ‫يتحو‬
‫الواليا اامريكية الثالث عيرة إليى اتحياد فييدرال سينة ‪ 1787‬وتحيو‬
‫االتحاد الكونفدرال السويسري إلى اتحاد فيدرال سنة ‪. 1874‬‬

‫الفرع الرابع‬
‫االتحاد الفيدرالي ( المركزي)‬
‫ينيأ عأل ذا االتحاد مأل اندمان وانصهار عدة دو ف دولة واحيدة‬
‫‪ ،‬يحيث تفقد الدو ااعمام ش صيتها الدولية وتغدو يعد قياا االتحاد ممرد‬
‫واليا أو دويال تايعة لالتحاد ‪.‬‬
‫ش صية دولة االتحاد‬ ‫وينيأ عأل االتحاد ش صية دولية جديدة ‪،‬‬
‫الفيدرال التي تتوتيع وحيد ا يكافية مظيا ر السييادة ال ارجيية ويميلم ميأل‬
‫السيادة الداخلية ‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫ويعد االتحاد الفيدرال تتويما لسائر أنواع االتحادا ااخرى ‪ ،‬فهذا‬
‫النوع مأل االتحادا أخر ا ظهورا وأقوا ا رايطة ‪ ،‬ونيأ أو اتحاد فيدرال‬
‫ف العالم ‪ ،‬ف الواليا الوتحدة اامريكية سينة ‪ ، 1787‬وياسيتثنام االتحياد‬
‫الفيييدرال ‪ ،‬فييإن سييائر أنييواع االتحييادا ااخييرى ال تتعييدى اونهييا ممييرد‬
‫معا ييدا دولييية تحييتفظ فيهييا الييدو ااعمييام يي صيييتها الدولييية اامليية‬
‫وت مع عالقاتها احكاا القانون الدول ‪ ،‬ف حيأل ينظم القيانون الدسيتوري‬
‫‪1‬‬
‫عالقة الواليا الداخلة ف االتحاد ‪.‬‬

‫لقد أثار مسألة ااخذ ياالتحياد الفييدرال خالفيا فقهييا طيويال يييأل‬
‫مديد ومعارل ‪ ،‬فقد نمح ذا النظاا ف يعل الدو نماحا منقطع النظير ‪،‬‬
‫واان سبت ف قوتها ‪ ،‬وريوا تسيد ا على العالم ‪ ،‬اوا ف الوالييا الوتحيدة‬
‫واالتحاد السوفيت السايا ‪.‬‬
‫ومع نماذ ذا النظاا ف يعل الدو فيل ف دو أخيرى ‪ ،‬وايان‬
‫شعوب ذه الدو اوا ف يويسالفيا السايقة ‪.‬‬ ‫سببا ف مأساة ومعانا‬
‫وعلى حد سوام مع االتحيادا ااخيرى ‪ ،‬وقيف ورام تبني النظياا‬
‫الفيدرال عيدة أسيباب ‪ ،‬فهيذا االتحياد وسييلة لتقويية اليروايط التي توجيد ا‬
‫ذا االتحاد يتم دمج شعوب الواليا الداخلة‬ ‫االتحادا ااخرى ‪ ،‬فوأل خال‬
‫والتبايأل اللغوي والدين والعرق ‪.‬‬ ‫ف االتحاد ‪ ،‬متماو ا عقبا االختال‬
‫ومأل خال االتحاد الفيدرال تم دمج اليعوب الناطقة يلغا متعيددة‬
‫اتيان‬ ‫ف دولة واحدة ‪ ،‬اوا في سويسيرا وتييكوسيلوفاايا ‪ ،‬حييث وجيد‬
‫شييعويها الناطقية يلغييا‬ ‫اليدولتان ‪،‬إن الفيدراليية ي الوسييلة الوثلييى لعيي‬
‫متعددة ف إطار دولة واحدة ‪.‬‬

‫‪ - 1‬د ‪ .‬حمسن خليل – القانون الدستوري والدستور اللبناني – دار النهضة العربية‪ -‬بريوت‪ – 1979 -‬ص ‪. 86‬‬

‫‪60‬‬
‫وف الهند جيع النظياا الفييدرال يييأل الوسيلويأل والهنيدوي والسيي‬
‫وحيد االتحياد‬
‫والبوذييأل ف دولة واحدة ‪ ،‬وايذا اامير في يريطانييا ‪ ،‬حييث ّ‬
‫الفيدرال ييأل البروتستانت والكاثوليك واارثوذاس وجوعهم ف دولة واحدة‬
‫واأنهم دولة موحدة ‪.‬‬
‫وقييد يكييون االتحيياد الفيييدرال وسيييلة قدارة الدوليية ذا الرقعيية‬
‫المغرافية الواسعة ‪ ،‬فقد ال تتوكأل السلطة الورالية في الدولية الووحيدة ميأل‬
‫إدارة شدونها على أاول وجيه فتت يذ ميأل اقدارة الفيدراليية وسييلة لميوان‬
‫وحدة الدولة مأل ناحية و يونة السلطة الورالية مأل ناحية أخرى ‪ ،‬مأل خال‬
‫أيماد سلطة تدير اليدون الوحلية تحت يونتها وأشيرافها‪ .‬ولنيا في روسييا‬
‫خير مثا على ذلك ‪ ،‬فالسهل الروس ال يوتيد إليى جبيا ااوراي حسيت ‪،‬‬
‫يل إلى وسط أسيا وسيبيريا أيما ‪.‬‬
‫وللنظاا الفيدرال يعود الفمل في توحييد شيق البااسيتان الييرق‬
‫والغريي في دوليية واحييدة تفصييل يينهوييا مسيياحا شاسييعة مييأل ااراض ي‬
‫الهندية ‪.‬‬
‫وريوا اان عنصر القوة والريبة ف توحيد المهود لوواجهة ال طر‬
‫ال ارج ‪ ،‬العاميل ااقيوى لنييأ االتحياد الفييدرال ‪ ،‬فلهيذا السيبت يعيود‬
‫نيأ االتحياد الفييدرال أو ميرة في الوالييا الوتحيدة اامريكيية ‪ ،‬فبعيد‬
‫إعالن الوستعورا الثالث عيرة استقاللها عأل يريطانيا سنة ‪ ، 1776‬ظلت‬
‫ذه الدو ترتبط ياتحاد اونفيدرال مفكك ويليغ ضيعف حكوماتهيا حيد يدد‬
‫يقام ا واوسيلة قثبيا جيدارتها يحكيم نفسيها وضيوانا لوواجهية التحيديا‬
‫ال ارجية السيوا البريطانية منها ‪ ،‬اتمهت ذه الدو ققامة رياط أاثر قوة ‪،‬‬

‫‪61‬‬
‫و النظاا اامثل الذي يحقا لهيا ميا‬ ‫ذه الدو أن االتحاد الفيدرال‬ ‫ووجد‬
‫تصبوا إليه مأل القوة والرفعة ‪.‬‬
‫ويبدو أن االعتقاد يان االتحياد الفييدرال يرسي أميأل الدولية داخلييا‬
‫ويقويها خارجيا اعتقاد قد ترسي ليدى الكثيير ميأل اليدو التي تبنيت النظياا‬
‫الفيدرال ‪ ،‬ومنها أوستراليا والنوسا واندا واتحاد جنيوب أفريقييا والبرا ييل‬
‫واارجنتيأل وفنلويال والوكسيك واالتحاد السوفيت السايا ‪ ،‬فتياري روسييا‬
‫مثال تاري حافل يالهلائم واالنكسارا ‪ ،‬واان الروي قد وجدوا إن الوسيلة‬
‫اامثل لل رون مأل ذا الواقع الودلم ‪ ،‬توحيد جهود م ف إطار دولة واحيدة‬
‫تذوب فيها الي صية الدولية لسائر الدولية الودلفية لهيا وي ميع فيهيا سيائر‬
‫ااعمييام لسييلطة مرالييية واحييدة ‪ ،‬وتيييميعا للييدو علييى االنمييواا لهييذا‬
‫االتحيياد منحييت حقييا جلئي يا ف ي إدارة شييدونها يعيييدا عييأل يونيية السييلطة‬
‫الورالية ‪ 1.‬وعبّر سيتاليأل عيأل يذا االتمياه سينة ‪ 1931‬يقوليه إن تياري‬

‫و لمها‬ ‫روسيا عبارة عأل سلسلة مأل االنكسارا فقد لمها خانا الوغو‬
‫ااتييرا والبارونييا السويسييرية و لمهييا مييال ااراضيي البولنييديون‬
‫واللتوانيون و لمها الرأسواليون اقنمليل والفرنسيون ‪ ،‬وتكوأل أسباب يذه‬
‫الهلائم ف التأخر الحريي وتفككهيا وعيدا توحييد جهود يا في إطيار دولية‬
‫واحدة ع‪.‬‬

‫أوال‪ -‬نشأت االتحاد الفيدرالي ‪-:‬‬


‫الوراييليع )‪ ( Federation‬يإحييدى‬ ‫ينيييأ االتحيياد الفيييدرال‬
‫طريقتيأل ‪-:‬‬

‫‪ - 1‬مؤلفنا – رئيس الدولة يف االحتاد الفيدرالي – دراسة مقارنة – دار إيرتاك للطباعة – القارر ‪.2009-‬‬

‫‪62‬‬
‫الطريقة األولى ‪-:‬اندمان عدة دو مستقلة ف دولية االتحياد و ي الطريقية‬
‫اااثر انتيارا ف نيأ االتحاد الفيدرال ‪ 1.‬وعادة ما يكون دافع الدو إليى‬

‫ذا االتحاد تقارب شيعويها ميأل الناحيية التاري يية والحميارية والثقافيية أو‬
‫‪2‬‬
‫شعور ذه الدو يحاجتها إلى االتحاد لصد العدوان ‪.‬‬

‫ومأل الدو االتحادية الت قاميت يهيذه الطريقية ‪ ،‬الوالييا الوتحيدة‬


‫اامر يكية وسويسرا االتحاديية وألوانييا االتحاديية وانيدا واسيتراليا وجنيوب‬
‫أفريقيا ‪.‬‬
‫الطريقة الثانية ‪ -:‬أن تكون الدولة في اا يل موحيدة ‪ ،‬تتعيرل لظيرو‬
‫ييغيرة اييالحرب اا لييية أو التنيياحر‬ ‫ي يييى معهييا التفكييك إلييى عييدة دو‬
‫‪ ،‬فتتحو إلى دولة فيدرالية يموع يينهيا مراليية القيرار‬ ‫الطائف أو القوم‬
‫السياس وال مرالية القرار اقداري ومأل الدو الفيدرالية الت نييأ يهيذه‬
‫الطريقة االتحاد السوفيت السايا والبرا يل واارجنتيأل والوكسيك وفنلويال‬
‫والعراق ف ظل دستور ‪.2005‬‬
‫ثانيا‪ -‬توزيع الصالحيات واالمتصاصات في االتحاد الفيدرالي ‪-:‬‬
‫ينيئ دولة واحدة فوق الواليا الوكونية ليه ‪،‬‬ ‫إن االتحاد الفيدرال‬
‫ولدولة االتحاد وعليى حيد سيوام ميع الدولية الووحيدة ‪ ،‬يأتهيا العامية التي‬
‫عليهييا الدسييتور ف ي التيييريع والتنفيييذ‬ ‫تويياري االختصا ييا الت ي ييين‬

‫‪- 1‬د‪.‬عبد الغين بسيوني عبد اهلل – النظم السياسية – أسس التنظيم السياسي ( الدولة واحلكومة – احلقوق واحلر ي‬
‫أات) –‬
‫دار الفكر العربي – القارر – ‪ -1985‬ص ‪. 106‬‬
‫أتوري يف‬ ‫‪ - 2‬د ‪ .‬إحسان املفرجي ود‪ .‬كطران زغري ود‪ .‬رعد اجلد – النظرية العامة يف القانون الدستوري والن ظ‬
‫أام الد س‬
‫العراق – دار احلكمة – بغداد ‪ - 1990-‬ص‪.102‬‬

‫‪63‬‬
‫والقمام ‪ ،‬وإلى جانت ذه الهيئا الفيدرالية ‪ ،‬توجد يئيا محليية توياري‬
‫اختصا ا ف حدود الوالية الواحدة ‪.‬‬
‫ييعيد االتحيياد‬ ‫وأميياا ييذا اال دوان فيي الهيئييا العاميية علييى‬
‫والواليييا مييأل الوحتوييل أن يقييع التعييارل وريوييا التنيياقل ف ي موارسيية‬
‫االختصا ا ‪ ،‬مأل نا اان الييد ميأل حسيم يذه الوسيألة البالغية اا ويية ‪،‬‬
‫يذه‬ ‫واتمهت الدو الفيدرالية ف ذلك إلى عدة اتما ا ‪ ،‬وقبل ال ول ف‬
‫يالحيا‬ ‫االتما ا اليد مأل اقشارة إلى أن االتماه نحو توسيع أو تقلي‬
‫االتحاد أو الواليا يعتود على الطريقة الت ينيأ يها االتحاد ‪.‬‬
‫فإذا نيأ االتحاد عأل طريا اندمان عدة دو موحدة ف دولة اتحادية‬
‫واحدة اتمه الدستور نحو توسيع اختصياص الوالييا عليى حسياب االتحياد‬
‫‪1‬‬
‫تيميعا لها على الدخو ف االتحاد ‪.‬‬

‫وإذا نيأ االتحياد عيأل طرييا تفكيك دولية واحيدة إليى دوييال ميع‬
‫ريبتها ف االحتفاظ يروايط معينة اوسيلة لتقويتها ‪ ،‬يلمأ الدستور إلى تقوية‬
‫‪2‬‬
‫االتحاد على حساب الواليا ‪.‬‬

‫ويوكأل تحديد ثالث اتما ا ف تو يع االختصا ا يييأل االتحياد‬


‫والواليا ف دولة االتحاد الفيدرال ‪-:‬‬

‫الحيا االتحاد عليى سيبيل‬ ‫االتجاه األول ‪ -:‬يذ ت ذا االتماه إلى تحديد‬
‫الحصر ويتر ما ال يدخل ف اختصاص االتحاد لليدويال ‪ ،‬و يذا االتمياه‬

‫أار –‬ ‫‪ - 1‬د ‪ .‬عبد الغين بسيوني عبد اهلل – النظم السياسية والقانون الدستوري – سلسلة الكتب القانونية‪ -‬من ش‬
‫أة امل ع‬
‫اإلسكندرية – ‪ -1997‬ص‪.117‬‬
‫‪ - 2‬د‪ .‬نزيه رعد – القانون الدستوري والنظم السياسية‪ -‬املؤسسة احلديثة للكتاب – لبنان‪ – 1995 -‬ص ‪. 125‬‬

‫‪64‬‬
‫وس يع مييأل‬ ‫ّ‬
‫الوي يرع مهوييا ّ‬ ‫يرم ي إلييى توسيييع اختصا يا الواليييا ‪،‬ان‬
‫ييالحيا االتحيياد ‪ ،‬تبقييى ييذه الصييالحيا محييددة ‪ ،‬اوييا أن الوسييائل‬
‫تدخل ضوأل اختصاص الواليا يير‬ ‫‪ ،‬سو‬ ‫الوستمدة يفعل تغير الظرو‬
‫الوحدد أ ال وذ ت يهذا االتمياه ايل ميأل الدسيتور السويسيري واامريكي‬
‫والوكسيك وااوسترال والسوفيت الولغى ‪.‬‬
‫االتجاه الثاني ‪ -:‬يحدد ذا االتماه اختصاص الواليا على سبيل الحصير ‪،‬‬
‫االتمياه ااو ‪ ،‬وييددي‬ ‫ويتر ياق االختصا ا لالتحياد ‪ ،‬عليى خيال‬
‫ييذا االتميياه إلييى توسيييع اختصيياص االتحيياد يييير الوحييدد علييى حسيياب‬
‫اختصاص الواليا الوحددة على سبيل الحصر ‪ ،‬وتبنى ذا االتماه ال ميأل‬
‫الدستور الكندي والفنلويل ‪.‬‬
‫االتجاه الثالث‪ -:‬جوع ذا االتماه ييأل ما ذ ت إليه االتما يأل السايقيأل حيث‬
‫يحدد ذا االتماه اختصا ا الورال والواليا على سبيل الحصر ‪ ،‬و يذا‬
‫ّ‬
‫الوييرع الدسيتوري مهويا ايان واسيع ال ييا في تحدييد‬ ‫االتماه منتقيد ان‬
‫تبير مسيائل أيفيل‬ ‫االختصا ا وتقسيوها ييأل الورال والواليا ‪ ،‬سو‬
‫تثيار مسيألة‬ ‫منحها اي منهوا يكيف عنها التطبيا العول ‪ ،‬ويالتال سيو‬
‫وتتايع‬ ‫المهة الو تصة يها ‪ ،‬اوا أن نا مسائل تستمد يفعل تغير الظرو‬
‫ااخرى مسألة تحديد المهة الو تصة يها ‪ ،‬واخذ الدستور‬ ‫ااحداث تثير‬
‫الهندي يهذا ااسلوب ف تو يع االختصا ا ييأل االتحاد والواليا ‪.‬‬
‫ولوعالمة ذه الوسألة البالغة اا وية ‪ ،‬اتمهيت الدسياتير إليى ثالثية‬
‫اتما ا ‪ ،‬االتماه ااو يتر الوسيائل التي تويس االتحياد يأسيره للورايل‬
‫والية أو عدة واليا يتراها للواليا ‪ ،‬وذ يت االتمياه الثيان‬ ‫والت ت‬
‫إلى معالمة ذه الوسألة مأل خيال اشيترا االتحياد والوالييا فيهيا ‪ ،‬حييث‬

‫‪65‬‬
‫يتر لالتحاد وضع ااسس العامة ‪ ،‬وي و الواليا ال ول ف التفا ييل‬
‫‪ .‬أمييا االتميياه الثالييث فيقييدا الوراييل علييى الواليييا فيي موارسيية ييذه‬
‫االختصا ا فيمعلها مأل اختصاص االتحاد أ يال وللوالييا تنظيوهيا إذا‬
‫‪1‬‬
‫امتنع الورال عأل معالمتها خال مدة معينة ‪.‬‬

‫المطلب األول‬
‫توزيع االمتصاصات بين االتحاد والواليات في الواليات المتحدة‬
‫األمريكية‬
‫مأل الناحية النظرية وسّع الدستور اامريك مأل اختصاص الواليا‬
‫التعديل العاشر للدستور الصادر عياا ‪1791‬‬ ‫على حساب االتحاد ‪ ،‬فقد ن‬
‫‪2 ،‬على إن السلطا الت لم يفوضها الدستور للواليا الوتحدة ‪ ،‬والت ليم‬
‫‪3‬‬
‫محفوظة لكل ميأل اليدو أو الييعت ع‪ .‬فهيذا‬ ‫تكأل مونوعة على الدو ‪،‬‬
‫ييير إلى أن اختصاص الورال محيدد عليى سيبيل الحصير و يذا ميا‬ ‫الن‬
‫يستنتج مأل تعبير السلطا الت ليم يفوضيها الدسيتور للوالييا الوتحيدة ع‬
‫واذلك يستنتج ذا اامر مأل تعبير ما لم تكأل مونوعة على الدو ع ‪.‬‬
‫الواليا ف ال ما ال يدخل ف اختصاص االتحاد‬ ‫على ذلك ت ت‬
‫يراحة ‪ ،‬وذ يت يهيذا االتمياه‬ ‫الوحدد حصرا وف ايل ميا ال يحظير علييه‬

‫‪ - 1‬ميشيل ستيوارت ‪ -‬نظم احلكم احلديثة – ترمجة امحد كامل – مراجعة د ‪ .‬سليمان الطماوي – دار الفكر العربي –‬
‫القارر – ‪ – 1962‬ص ‪ 79‬وما بعدرا ‪.‬‬
‫‪ - 2‬راجع د ‪ .‬منذر الشاوي – املرجع السابق‪ -‬ص ‪ ، 265‬كذلك د‪ .‬ادمون ربّاط – املرجع السابق‪ -‬ص ‪ ، 452‬ك‬
‫أذلك‬
‫د ‪ .‬إحسان املفرجي – املرجع السابق‪ -‬ص ‪. 114‬‬
‫‪ - 3‬يقصد بالدول – الواليات ( الواليات ) املؤلفة لالحتاد ‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫الدستور البرا يل لعاا ‪ 1967‬الوعد ‪ ،‬حيث حدد اختصا ا االتحاد في‬
‫‪1‬‬
‫الواليا يتنظيوه ‪،‬‬ ‫ذه الوادة ت ت‬ ‫الوادة الثامنة منه ‪ ،‬وال ما ال يرد ف‬
‫واخييذ الدسييتور اارجنتينيي يييذا الوبييدأ ‪ ،‬حيييث ميينح الواليييا سييائر‬
‫‪2‬‬
‫االختصا ا يير الونصوص عليها ف الوادة ‪67‬ع مأل الدستور ‪.‬‬
‫لكييأل تعييايير النصييوص الونظويية الختصيياص االتحيياد ف ي الواليييا‬
‫الوتحدة وواقع التطبيا العول لهذه النصوص يييران إلى اتساع اختصياص‬
‫االتحاد على حساب الواليا ‪،‬إذ أن اختصاص الواليا مأل الناحيية العوليية‬
‫الدسيتور الحكومية الوراليية‬ ‫ليس سيوى اختصياص اسيتثنائ ‪ ،‬فقيد ّخي‬
‫يمولة مأل االختصا ا التي توارسيها عليى وجيه االنفيراد ‪ ،‬اويا توياري‬
‫الحكومة الورالية وحكومة الواليا جولة ميأل االختصا يا الوييتراة ‪،‬‬
‫وعلى التفصيل التال ‪:‬‬

‫الفرع األول‬
‫االمتصاصات التي تمارسها الحكومة المركزية على وجه االنفراد‬
‫تنفرد الحكومة الورالية ف الواليا الوتحدة اامريكية يمولية ميأل‬
‫‪:‬‬ ‫االختصا ا ‪ ،‬و‬
‫الدسيتور اامريكي ممليس النييواب ‪،‬‬ ‫الماالي ‪ّ :‬خي‬ ‫‪ -1‬االمتصاا‬
‫ياقتراذ ميرعا القوانيأل ال ا ية يتحصييل اقييرادا ولومليس اليييو‬

‫‪ - 1‬نصت املاد (‪ )8‬من دستور عام ‪ 1967‬على أن خيتص االحتاد بتنظيم مجلة من املسائل ومنها ( تنظيم وإقامة العال ق‬
‫أات‬
‫مع الدول األجنبية ‪ ،‬عقد املعاردات واالتفاقيات الدولية ‪ ،‬التمثيل يف املنظمات الدولية ‪،‬إعالن احلرب والسالم ‪ ،‬تنظيم القوات‬
‫املسلحة ‪ ،‬إصدار النقد ‪.)...................‬‬
‫‪ - 2‬راجع نص املاد (‪ )67‬من الدستور األرجنتيين اليت حددت اختصاصات االحتاد ‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫إدخا التعديال الال مة ‪ 1،‬فوأل الوالحظ أن الدسيتور اامريكي ليم يكتيف‬
‫يحصر ذا االختصاص ياالتحاد يل منح حا االقتراذ لوملس النواب عليى‬
‫اعتبار أن ذا الوملس موثل للواليا وحست عيدد سيكانها ‪ ،‬ومينح ممليس‬
‫الييييو الييذي تمتوييع فيييه ال بييرا عييادة ‪ ،‬حييا اقتييراذ تعييديل الوييياريع‬
‫الوقترحة مأل قبل مملس النواب ‪.‬‬
‫ييالحية فييرل المييرائت والغرامييا‬ ‫وميينح الدسييتور للكييونغري‬
‫والرسييوا والوكييوي وجبايتهييا ‪ 2،‬وتحقيقييا للوسيياواة ييييأل جويييع الواليييا‬
‫‪،‬اشترط الدستور أن تكون الغراما والوكيوي والرسيوا واحيدة في جوييع‬
‫‪3‬‬
‫أنحام الواليا ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫يالحيا االقتيرال ييالكونغري ‪،‬‬ ‫وحصر الدسيتور اامريكي‬
‫ومأل الوالحظ أن الدستور أشار إلى تعبير االقترالع ولم يير إلى تعبيير‬
‫عقد القرل ع ‪ 5،‬فالتعبير الذي أشار إليه الدستور يعن حصو الوالييا‬
‫الوتحدة على القرل مأل اافيراد واليدو ‪ ،‬وريويا ايان السيبت اليذي يقيف‬

‫‪ - 1‬راجع املاد (‪ )1‬من الدستور األمريكي النافذ لسنة ‪. 1787‬‬


‫‪ - 2‬الضريبة ري ( فريضة مالية يدفعها األفراد جربا وبشكل نهائي ودون مقابل لتغطية األعباء العامة ) ‪،‬أما الر س‬
‫أوم ف أهي (‬
‫أريبة‬
‫أا ( ال ض‬
‫أو بةن ه‬
‫مبلغ نقدي يدفعه األفراد جربا مقابل منافع خاصة يتم احلصول عليها من قبل الدولة ) ‪ ،‬وتعّر امل ك‬
‫املفروضة على أنتاج سلعة معينة ) ويطلق عليها رسوم اإلنتاج ‪.‬‬
‫أاب األول – ص‪، 82‬‬
‫راجع د ‪ .‬إعاد علي محود القيسي – املالية العامة والتشريع املالي – بيت احلكومة – بغداد ‪ -‬الك ت‬
‫والكتاب الثاني – ص ‪ 73‬وما بعدرا ‪.‬‬
‫‪ - 3‬ميشيل ستيوارت – نظم احلكم احلديثة – املرجع السابق‪ -‬ص ‪ ، 152‬كذلك د ‪ .‬نزيه رعد – املرجع ال س‬
‫أابق‪ -‬ص‬
‫‪.127-126‬‬
‫أونغر‬ ‫‪ - 4‬راجع املاد (‪ )1‬من الدستور األمريكي ‪ ،‬وللوقو على املزيد من التفاصيل حول رذا االختصاص املم ن‬
‫أو لل ك‬
‫راجع‪ -‬راملنت ومادسن وجاي‪ -‬الدولة االحتادية – أسسها ودستوررا – ترمجة مجال حممد – مراجعة د ‪ .‬إحسان عبا –‬
‫مؤسسة فرانكلني املسارمة للطبع والنشر – بريوت – نيويورك – ‪ -1959‬ص ‪. 356‬‬
‫‪5‬‬
‫أع‬
‫‪ -Ernest S.Griffith- op- cit- p.‬راجع املاد (‪ )1‬من نفس الدستور وللوقو على املزيد من التفاصيل را ج‬
‫‪42.‬‬

‫‪68‬‬
‫ورام حصيير ييذا االختصيياص ياالتحيياد ‪ ،‬خطييورة اآلثييار الوترتبيية علييى‬
‫القيرل ااجنبي ‪ ،‬فوييأل اخطير ييذه اآلثييار التبعيية السياسييية واالقتصييادية‬
‫للدولة الوقترضة وريوا الوساي ياستقال الدولة وسيادتها ‪ ،‬وإلى جانت ذلك‬
‫نرى إن واضع الدستور اامريك وجيدوا في البرلويان االتحيادي المهية‬
‫ااقدر على تحدييد الحاجية للقيرل ‪ ،‬وتقيدير اآلثيار الوترتبية علييه ‪ ،‬عليى‬
‫اعتبار أن الكونغري يمّم ف عمويته موثل اافة الواليا ‪.‬‬
‫الكييونغري يسييك النقييود وتحديييد قيوتهييا وقيويية العوييال‬ ‫وي ييت‬
‫ااجنبية ‪ ،‬ونرى أن السبت الذي يقيف ورام مينح يذه الصيالحية للبرلويان‬
‫يرفها‬ ‫االتحادي ‪ ،‬و ضوان وحيدة قيوية العولية اامريكيية ووحيدة سيعر‬
‫يالنسبة للعوال ااجنبية ‪.‬‬
‫‪ -2‬وضع القواعد المن ّظمة لمان الجنساية ‪ 1:‬فحييث أن مينح المنسيية‬
‫أثره إلى االتحاد يأسره دون أن يقتصر اامر عليى الواليية مانحية‬ ‫ينصر‬
‫المنسية ‪ ،‬وضوانا لقواعد موحدة لونح المنسيية في جوييع الوالييا ‪ ،‬مينح‬
‫يذه الوسيألة لتييريع ايل‬ ‫ذا االختصاص للحكومة الورالية ‪ ،‬إذ أن تير‬
‫والية يددي إلى تناقل ذه القواعد ‪ ،‬وحيث تتيدد واليية في شيروط مينح‬
‫المنسييية ‪ ،‬قييد ال تتييوانى والييية أخييرى عييأل ميينح المنسييية ييييروط يسيييرة‬
‫ويالتال ريوا يتمه اافيراد لإلقامية في واليية معينية لحييأل اسيت المنسيية‬
‫ويالتال مغادرتها لوالية أخرى ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫– ‪- Bruse Allyn Findalay and Esther Blair Findalay- American Constitution‬‬
‫– ‪copy right by Board of trustees of the Leland stanford – Jun ior University‬‬
‫‪1952 – p. 25.‬‬

‫‪69‬‬
‫ويذ ت اتماه فقه إلى أن منح ذا االختصاص للحكومة الورالية‬
‫له مثاره االجتواعية إلى جانيت اآلثيار القانونيية ‪ ،‬فيااجنب اليذي ال يصيلح‬
‫‪1‬‬
‫مواطنا ف والية معينة ال يصلح أن يكون مواطنا ف والية أخرى ‪.‬‬
‫‪ -3‬تنظيم التجارة الداملية والخارجية والتجارة مع القبائل والهنود ‪ 2:‬وريويا‬
‫الحية تنظيم التميارة‬ ‫اان السبت الذي يقف ورام منح الحكومة الورالية‬
‫و ضوان شروط عادلة متواثلة ف موارسية العويل التمياري‬ ‫ييأل الواليا‬
‫ييأل الواليا ويدون ذا التنظييم الورايلي للتميارة الداخليية ريويا تتيد ور‬
‫العالقة ييأل الواليا ان يعل الواليا ال تستطيع أن تصيدر يميائعها أو‬
‫تستورد ا دون الورور يميرانها مأل الواليا ‪ ،‬ويدون ذا التنظييم الووحيد‬
‫ريوييا تس ي م يعييل الواليييا اسييت داا سييلطاتها وتعرقييل تمييارة الواليييا‬
‫ااخرى ‪.‬‬
‫أما ما يتعلا يالتمارة ال ارجية وتنظيوها ‪ ،‬فكيان مينح يذه الصيالحية‬
‫للحكومة الورالية أمرا طبيعيا انها تتعلا يتنظيم عالقية االتحياد ياليدو‬
‫ااخرى ‪ ،‬وليست مسيألة تنظييم العالقية يييأل الوالييا ويعميها أو يينهيا‬
‫وييأل دو أخرى ‪.‬‬
‫وريوا اان السبت الذي يقف ورام منح تنظيم العالقة التمارية مع الهنيد‬
‫‪ ،‬للحكومة الوراليية ‪ ،‬يو أن تنظييم مسيألة االسيتيطان يالنسيبة للهنيود ليم‬
‫تحسم حييأل وضيع الدسيتور ‪ 3،‬ولميوان قواعيد موحيدة تينظم العالقية يييأل‬

‫‪ - 1‬راملنت ومادسن وجاي – املرجع السابق‪ -‬ص ‪.354‬‬


‫‪- Michel Stewart – op- cit – p. 155.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Michel Steweart – op- cit- p.155.‬‬

‫‪70‬‬
‫االتحيياد والهنييود مييأل جانييت والواليييا والهنييود مييأل جانييت أخيير ‪ ،‬منحييت‬
‫‪1‬‬
‫الحية وضع ذه القواعد للحكومة الورالية ‪.‬‬
‫البرلوييان‬ ‫‪ -4‬االمتصاصااات العسااكرية والحربيااة ‪:‬فالدسييتور خيي‬
‫ووضيع قواعييد إدارة‬ ‫االتحيادي يصيالحية إشييهار الحيرب وتيأليف المييي‬
‫القوا البرية والبحرية وتنظيوها وله دعوة الوليييا ‪ 2،‬لتنفييذ القيوانيأل ورد‬
‫الغلوا ويراع تنظيم وتسيليح وتيدريت الولييييا ‪ ،‬وللكيونغري تفيويل‬
‫الواليا رد العدوان عأل السيفأل وااخيذ يالثيأر ‪ ،‬ويميع البرلويان القواعيد‬
‫‪3‬‬
‫ال ا ة يالغنائم الوستولى عليها ف البر والبحر ‪.‬‬
‫ونييرى أن السييبت الييذي وقييف ورام ميينح السييلطة االتحادييية ييذا‬
‫االختصاص ‪ ،‬و ضوان توحيد حقوق الواليا لوواجهة ال طير ال يارج‬
‫يو مواجهية‬ ‫‪ ،‬فوأل الوسلم يه إن مأل ييأل أ م أسباب إنيام االتحاد الفيدرال‬
‫ال طر ال ارج ‪.‬‬
‫يالحية إنييام القيالع والوسيتودعا‬ ‫ولالتحاد موثال ييالكونغري‬
‫العسكرية ف ااراض الوقتطعة مأل أقاليم الدو ااعميام يووافقتهيا عليى‬
‫أن ال تليد الوساحة الوقتطعة عأل عير أميا مريّعة ‪ ،‬وللكونغري موارسة‬
‫ذا االختصاص على جويع البقاع الت تيترى يووافقية الومليس التييريع‬

‫‪ - 1‬من اجلدير بالذكر أن جتار الرقيق مل حتّرم يف الواليات املتحد إال عام ‪. 1808‬‬
‫راجع ‪Bruce Allyn and Esther Blair Findalay – op – cit – p . 39.‬‬
‫‪ - 2‬ينقسم اجليش يف الواليات املتحد إىل قسمني ‪:‬‬
‫‪ -1‬اجليش العامل ويتبع احلكومة االحتادية ‪ ،‬ورئيس اجلمهورية رو القائد األعلى له ‪.‬‬
‫‪ -2‬املليشيا ( احلر الوطين ) ويتبع الواليات ‪ ،‬ويعترب حاكم الوالية قائدا هلا ‪.‬‬
‫أكندرية‬
‫– اإل س‬ ‫راجع الشافعي حممد بشري – القانون الدستوري والنظم السياسية السودانية ‪- -‬ج‪ -1‬منشة املعار‬
‫– ‪ – 1970‬ص ‪.161‬‬
‫‪ - 3‬م (‪/1‬جـ ‪ )7 /8‬وكذلك م ( ‪/1‬جـ‪ )15 /2‬كذلك م ( ‪/1‬جـ‪ )16 /8‬من الدستور األمريكي ‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫للوالية ‪ ،‬لك تقاا ف الوالية نفسها الحصون وم ا ن السيالذ والترسيانا‬
‫‪1‬‬
‫وأحوال السفأل والونيآ الت تدعو المرورة إليها ‪.‬‬
‫الكونغري جرائم القر نة والمنايا الورت ّكبة في البحيار‬ ‫ويّعر‬
‫العالية والمرائم ضد قانون اامم وأن يعاقت عليها ‪.‬‬
‫القضائي والجزائي ‪ :‬ويتوثيل في إنييام الوحياام ذا الدرجية‬ ‫‪ -5‬االمتصا‬
‫ااقل مأل الوحكوة العليا ‪ 2،‬وله تعديل نظاا الوحاام الفيدرالية الويا اقتميت‬
‫الحاجة ذلك ليناست الوتغيرا الت تحدث ف البالد ‪.3‬‬
‫البرلوان االتحادي يفرل العقويا عليى تليييف ااوراق‬ ‫وي ت‬
‫الوالييية والسييندا والعوليية الوتداوليية فيي الواليييا الوتحييدة ‪،4‬ونييرى إن‬
‫ااسباب التي تقيف ورام مينح االتحياد يذه الصيالحية ‪ ،‬يو إن مثيار يذه‬
‫إلى االتحاد يأسره ‪ ،‬ذا مأل ناحية ‪ ،‬ومأل ناحية أخرى إن‬ ‫المريوة تنصر‬
‫ذه المريوة تدثر ف الثقة الوالية لعولة الدولة ‪ ،‬وحييث إن الكيونغري يو‬
‫المهة الو تصة يسك النقود وإ دار العولة الوطنية ‪ ،‬يكون و ااقدر على‬
‫معالمة تلييفها ‪.‬‬

‫أد –‬ ‫‪ - 1‬للوقو على املزيد من التفاصيل – راجع علي يوسف الشكري – نظام اجمللسني يف الدول االحتاد ي‬
‫أة واملو ح‬
‫دراسة دستورية مقارنة – رسالة ماجستري – كلية القانون – جامعة بغداد‪ -1994 -‬ص ‪.44‬‬
‫‪ - 2‬من اجلدير بالذكر أن الدستور األمريكي مل يشر إال إىل احملكمة العليا ‪ ،‬ولكنه أجاز أنشاء حماكم أخرى ‪،‬ويو ج‬
‫أد اآلن إىل‬
‫جانب احملكمة العليا درجتان من احملاكم ‪ ،‬رمل احملاكم االستئنافية واالبتدائية ‪.‬‬
‫راجع – كارول مورالند ‪ -‬النظام القضائي يف الواليات املتحد األمريكية – ترمجة د‪ .‬حممد لبيب شنب – دون ذكر اسم‬
‫املطبعة ومكان الطبع – ‪ -1975‬ص ‪. 69‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Bruce Findalay and Esther Findalay – op- cit – p. 44.‬‬
‫‪ - 4‬أنظر أطروحتنا للماجستري – نظام اجمللسني يف الدول االحتادية واملوحد – املرجع السابق‪ -‬ص ‪.43‬‬

‫‪72‬‬
‫‪ -6‬لالتحيياد الكييونغريع موارسيية السييلطة التيييريعية الوباشييرة ف ي ااقيياليم‬
‫إقليم اولومبيا ‪.1‬‬ ‫ال ا ة يالعا وة االتحادية و‬
‫‪ -7‬لالتحاااد ( الكااونغر ) ‪ 2‬صااالحية قبااول واليااة جدياادة فااي االتحاااد ‪:‬‬
‫فحيث أن قبو أو رفل انمواا والية جديدة لالتحاد أمرا تسري مثاره إليى‬
‫االتحاد يأسره ‪ ،‬اان طبيعيا أن يتر القرار لسائر الواليا ممت ّوعة ‪.‬‬
‫االتحييياد الفييييدرال وحيييدة‬ ‫‪ -8‬العالقاااات الخارجياااة ‪ :‬ميييأل خصيييائ‬
‫الي صية الدولية ‪ ،‬وفنام الي صية الدولية للواليا الودلفة لالتحاد ‪ ،‬و يذا‬
‫اامر يفم يالمرورة إلى عدا قدرتها على التوثيل ال يارج الوسيتقل أو‬
‫علييى عقييد الوعا ييدا الدولييية ‪ ،‬وانطالقييا مييأل ييذا الفهييم ‪ ،‬اسييند الدسييتور‬
‫اامريك مهوة إدارة العالقا ال ارجيية لالتحياد ‪ ،‬وحظير عليى الوالييا‬
‫الدخو ف أي معا دة أو تحالف أو تعا د سياس فيوا يينهيا أو يينهيا ويييأل‬
‫الدو ااجنبية ‪ 3،‬وأورد استثنام مقتماه السيواذ للوالييا ييإيراا اتفياق أو‬
‫معا دة يير سياسية سوام فيوا يينها أو يينها ويييأل اليدو ااجنبيية يييرط‬
‫‪4‬‬
‫موافقة الكونغري عليها ‪.‬‬
‫الكونغري يتحديد موعيد اختييار النياخبيأل الرئاسيييأل اليذيأل‬ ‫‪ -9‬ي ت‬
‫يدلون يأ واتهم الختيار رئيس الدولية ‪ ،‬ويعييأل الييوا اليذي يقترعيون فييه‬
‫‪5‬‬
‫و و يوا يمت أن يكون واحدا ف جويع الواليا ‪.‬‬

‫‪ - 1‬م (‪/1‬جـ‪ )7 /8‬من الدستور األمريكي ‪.‬‬


‫‪ - 2‬يتةلف الكونغر من جملسني ‪ ،‬رما جملس النواب ‪ ،‬الذي جيري تشكيله على أسا عدد سكان كل والية ومبعدل نا ئ‬
‫أب‬
‫واحد لكل ثالثني ألف نسمة ‪ ،‬وجملس الشيوخ الذي متثل فيه كل والية بنائبني بغض النظر عن عدد سكانها ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Bruce Findalay and Esther Findalay – op –cit- p. 45.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Bruce Findalay and Esther Findalay – op- cit – p. 46.‬‬
‫‪ - 5‬م ( ‪ )5 /2‬من الدستور األمريكي ‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫فيي أراضييى الواليييا الوتحييدة‬ ‫‪-10‬ينفييرد االتحيياد يسييلطة التصيير‬
‫والووتلكييا ااخييرى التايعيية لهييا وإ ييدار جويييع القواعييد المييرورية‬
‫والنظم ال ا ة يصونها ‪ .1‬فالدولة االتحادية دون الواليا لها ش صيية‬
‫دولية ‪ ،‬واالتحاد و الووثل الرسو للدولة ‪ ،‬وحيث اامر اذلك يكون له‬
‫يأراض الدولة وموتلكاتها ‪.‬‬ ‫التصر‬
‫الفرع الثاني‬
‫االمتصاصات المشتركة بين الحكومة المركزية والواليات‬
‫حييدد الدسييتور اامريكي جوليية مييأل االختصا ييا التي توارسييها‬
‫يذه‬ ‫الحكومة الورالية عليى وجيه االشيترا ميع الوالييا ويوكيأل إجويا‬
‫االختصا ا فيوا يل ‪:‬‬
‫المالي ‪ :‬أشر الدستور االتحاد والواليا ف فرل المرائت‬ ‫‪ -1‬االمتصا‬
‫‪ ،‬فأجييا للواليييا فييرل المييرائت علييى الييواردا والصييادرا ييييرط‬
‫موافقة الكونغري عليهيا ‪،‬وعليى أن يكيون اقييراد الصياف لونفعية خلانية‬
‫الواليا الوتحدة ‪.‬‬
‫ويووافقة االتحاد ‪ ،‬للواليا فرل المرائت على حوولة السيفأل ‪ ،‬عليى‬
‫‪2‬‬
‫اف المريبة إيرادا لالتحاد أيما ‪.‬‬ ‫أن يسمل‬
‫‪ -2‬تنظر جويع المرائم ياستثنام حالة االتهاا يعدا الوالم أمياا الوحلفييأل‬
‫‪ ،‬وتمري ذه الوحااوا ف الوالية الت اقترفت فيها تلك المريوة ‪ ،‬ولكيأل‬
‫إذا وقعت ذه المرائم خارن الواليا الوتحيدة اامريكيية يعييأل الكيونغري‬

‫‪ - 1‬م (‪/1 /4‬جـ‪ )3‬من الدستور األمريكي ‪.‬‬


‫‪ - 2‬م (‪/1‬جـ‪ )2 /5‬من الدستور األمريكي ‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫الوكان الذي تمري فيه الوحااوة ‪.1‬على ذلك ّ‬
‫فرق الدسيتور اامريكي يييأل‬
‫حالتيأل ف الوحااوة عأل المرائم ‪ ،‬الحالة ااولى المرائم الت تقع ف إحدى‬
‫الو تصة فيهيا ‪ ،‬ونيرى إن السيبت‬ ‫الواليا ‪ ،‬فم ّعل محاام تلك الوالية‬
‫قدرتها على الفصل فيهيا‬ ‫ذه الصالحية ‪،‬‬ ‫الذي يقف ورام منح الواليا‬
‫‪ ،‬تلك القدرة الت تأت مأل توافر اادلة عأل المريوة ف مكان وقوعها ‪ ،‬ذا‬
‫مأل جانت ‪ ،‬ومأل جانت أخر لك تحدث العقوية أثر ا ف ردع الغير ‪.‬‬
‫أما الحالة الثانية ‪ ،‬فتتوثل ف وقوع المريوة خارن إقلييم االتحياد ‪ ،‬في‬
‫ذه الحالة يعيأل الكونغري الوكان اا لح اجرام الوحااوة وحست سلطته‬
‫التقديرية ‪.‬‬
‫‪ -3‬اقتاااراع تعاااديل الدساااتور ‪ :‬سييياوى الدسيييتور يييييأل الحكومييية الوراليييية‬
‫الكييونغريع والواليييا ف ي حييا اقتييراذ تعييديل الدسييتور ‪ ،‬فللكييونغري‬
‫يأيلبية ثلث أعمائه ‪ ،‬الحا ف اقتراذ تعديل الدسيتور ‪ ،‬وللوالييا موثلية‬
‫يثلث الومالس التيريعية ‪ ،‬الحا ف اقتراذ تعديل الدستور أيما ‪ 2.‬وذ يت‬
‫رأي ف الفقه إلى أن منح ذا الحا لالتحاد والواليا أمر يفرضيه الونطيا‬
‫والعقل فهو يعط الحكومة الورالية فر ة ق الذ ما تراه مأل ّ‬
‫تعثير في‬
‫‪3‬‬
‫نظاا الدولة وتعط للواليا ذا الفر ة ‪.‬‬
‫يالحيا االتحياد عليى وجيه‬ ‫وعلى اليريم ميأل أن الدسيتور حيدد‬
‫الحصيير ‪ ،‬سييوام ف ي الحيياال الت ي يوارسييها علييى وجييه االنفييراد أو‬
‫إال أن يعل نصوص الدستور وواقيع التطبييا‬ ‫ياالشترا مع الواليا‬

‫‪1‬‬
‫‪- David Cushman – The United States Political system – NewAmerican Library‬‬
‫‪– 1954- p.55.‬‬
‫‪ - 2‬راملنت ومادسن وجاي – املرجع السابق‪ -‬ص ‪ 360‬وما بعدرا ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- David Cushman – op- cit- p. 71.‬‬

‫‪75‬‬
‫العولي يييييران إلييى عكييس ذلييك فوييأل الوالحييظ أن االتحيياد توتييع يقييوة‬
‫ملووسة على حساب الواليا ‪ ،‬ويوكأل إيرا ذلك فيوا يل ‪:‬‬
‫‪ -1‬يييذ ت الدسييتور إلييى أن اليييعت اامريك ي ييييكل أميية فيدرالي ية ‪،‬‬
‫مو وفة ياالتحاد )‪ ، (Union‬تحتل الورتبة ااسوى الت تمعلها فوق اليدو‬
‫ااعمام ‪.1‬‬
‫أشار الدستور اامريك إلى تميوأل الوالييا الوتحيدة لكيل‬ ‫‪-2‬‬
‫ذا االتحاد نظاما جوهوريا للحكومة وتحو ال منها مأل االعتدام‬ ‫والية ف‬
‫‪............‬ع فاالتحاد الذي يقوا على النظاا الموهوري يليلا سيائر الوالييا‬
‫يهذا النظياا وال يمييل اي منهيا أن تت يذ ميأل الولكيية أسيلويا للحكيم فيهيا ‪،‬‬
‫وريوا اان السبت الذي يقف ورام إللاا الواليا يالنظياا الموهيوري ‪ ،‬يو‬
‫أن الحكوما الت ال تتيايه ف أنظوتها ومبيادا سيير ا يصيعت عليهيا أن‬
‫تتحد ‪ ،‬والوا تيايهت اانظوة وتواثلت مبادئها ‪ ،‬تيسير السيير نحيو االتحياد‬
‫والبقام فيه ‪ .‬ذا مأل ناحية ومأل ناحية أخرى أن ذا اقللاا اان يرمي إليى‬
‫الوستعور الساياع‪.‬‬ ‫قطع الصلة يالنظاا الولك البريطان‬
‫يذا‬ ‫‪ -3‬أشار الفقرة الثانية مأل الوادة السادسة ميأل الدسيتور إليى أن‬
‫الدستور وقوانيأل الواليا الوتحدة التي ستوضيع وفقيا ليه وايل الوعا يدا‬
‫الت عقدتها الواليا الوتحدة ‪ ،‬تكون القانون ااعليى لليبالد وتكيون مللمية‬
‫ريح‬ ‫الدستوري ييير ييكل‬ ‫لكل القماة ف ال والية ‪........‬ع فهذا الن‬
‫إلى أعلوية القوانيأل االتحادية والوعا دا الت يعقد ا االتحياد عليى قيوانيأل‬
‫الواليا ‪ ،‬ونرى إن ذه ااعلوية لقوانيأل االتحياد ليم تيأ إال نتيمية لسيوو‬
‫االتحاد على الواليا ‪.‬‬

‫‪ - 1‬د ‪ .‬ادمون ربّاط – املرجع السابق‪ -‬ص ‪. 452‬‬

‫‪76‬‬
‫‪ -4‬إن الدستور قيّد ف يعل ااحييان الصيالحيا الوونوحية للوالييا‬
‫ييرط الحصو عليى موافقية االتحياد ‪ ،‬وعليى سيبيل الوثيا نصيت الويادة‬
‫ا‪1‬جييي‪2 /10‬ع علييى أنييه ال تفييرل والييية مييا دون موافقيية الكييونغري‬
‫رسوما أو ضرائت عليى اليواردا أو الصيادرا ‪......‬ع ‪ ،‬وورد مثيل يذا‬
‫ال تفييرل والييية يييدون موافقيية الكييونغري‬ ‫ا‪/1‬ن ي‪2 /11‬ع‬ ‫القييد في‬
‫ضريبة ما على حوولة السفأل أو تحتفظ يالمند أو يالسفأل الحرييية في أثنيام‬
‫السالا ‪.......‬ع ‪ ،‬وموا الشك فيه أن تقيييد سيلطة الوالييا يييرط الحصيو‬
‫على إذن االتحاد ‪ ،‬يعن توتع االتحاد يالسوو وااعلوية على الواليا ‪.‬‬
‫يالحية‬ ‫‪ -5‬ترات الوادة ااولى مأل الدسيتور للهيئية التييريعية في الواليية ‪،‬‬
‫تحديد مواعيد وإجراما انت اب مملس الييو والنواب ومكانها وأساليبها‬
‫للكونغري وف أي وقت أن يصدر قانونا اتحادييا‬ ‫‪ ،‬ولكأل ذه الوادة أجا‬
‫ذه النظم ‪ ،‬إال فيوا يتعلا يدوائر اختيار الييو ‪.‬‬ ‫يعد‬
‫واليد مأل اقشارة إلى أن االختصا ا الواسعة الت توتع يها االتحاد‬
‫انعكسييت ييييكل واضييح علييى الصييالحيا التي توتييع يهييا رئيييس الدوليية ‪،‬‬
‫فرئيس الدولة يييار البرلويان االتحيادي في العدييد ميأل االختصا يا ‪،‬‬
‫وعلى سبيل الوثا ييار رئيس الدولة الكونغري في التييريع سيوام ميأل‬
‫خال الرسائل السنوية الت يرسلها للكيونغري والتي يييرذ فيهيا أوضياع‬
‫االتحيياد أو مييأل خييال االقتراحييا الت ي يقييدمها أنصيياره في الكييونغري ‪،‬‬
‫ولرئيس الموهورية حا االعترال التوقيف على التيريعا التي يناقييها‬
‫الكونغري وتنا تأييده ‪.‬‬
‫ورئيس الدولة و القائيد العياا للقيوا الوسيلحة االتحاديية‪ ،‬ويتوتيع‬
‫الرئيس االتحادي يصالحيا دولية واسيعة ‪ ،‬فهيو يعقيد الوعا يدا الدوليية‬

‫‪77‬‬
‫يويورة وموافقة ممليس اليييو ‪ ،‬وليه تمياو ممليس اليييو ميأل خيال‬
‫إيرامه االتفاقا التنفيذية ‪.‬‬
‫ويعيييأل رئيييس الموهورييية الييو رام والسييفرام والقنا ييل وقميياة‬
‫الوحكوة العليا مستعينا يويورة وموافقة مملس الييو ‪.‬‬
‫تلك الصالحيا ويير ا الت سنبحثها الحقا ويييكل مفصيل تييير‬
‫إلى الوكانة الدستورية الوتوييلة ليرئيس الدولية والتي انعكسيت حتيى عليى‬
‫الواليا ‪ ،‬وعلى سبيل الوثا منح التعديل الرايع عيير للدسيتور ‪ ،‬اليرئيس‬
‫الحية إرياا حكاا الواليا على تنفيذ أحكاا الدسيتور‪ ، 1‬وميأل‬ ‫االتحادي‬
‫ذا التعديل استطاع الرئيس جون انديع إرياا حياام واليية الوسي‬ ‫خال‬
‫سب )‪ (Barnett‬على تسميل الطالت اللنم )‪ (Meredith‬ف جامعية اايس‬
‫فورد التايعة لهذه الوالية يعد أن رفيل حياام الواليية طليت التسيميل عليى‬
‫‪2‬‬
‫اعتبار أن طالت التسميل مأل اللنون ‪.‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫توزيع االمتصاصات بين االتحاد والواليات في ألمانيا‬
‫االتحادية‬

‫‪ - 1‬نص التعديل الرابع عشر للدستور الذي أقّر عام ‪ 1868‬على أنه ( مجيع األشخاص الذين يولدون يف الواليات املت ح‬
‫أد أو‬
‫أع‬
‫أة أن ت ض‬
‫يصبحون مواطنيها وخيضعون لسلطانها ‪ ،‬رم مواطنو للواليات املتحد وللوالية اليت يعيشون فيها ‪ ،‬وال حيل لوال ي‬
‫أا أو‬‫قانونا من شةنه أن ينتقص من املزايا واحلصانات اليت يتمتع بها مواطنو الواليات وال حيل ألي والية أن حترم شخصا احل ي‬
‫احلرية أو املمتلكات بدون تطبيق القانون تطبيقا كامال ‪ ،‬وال حيق هلا أن حترم أحدا خاضعا لسلطانها من املساوا يف احلماية أمام‬
‫القوانني ‪.)...........................‬‬
‫‪ - 2‬ذكره د ‪ .‬منذر الشاوي – املرجع السابق‪ -‬ص ‪. 267‬‬

‫‪78‬‬
‫مييأل الوالحييظ أن الدسييتور االوييان ‪ ،‬حييدد االختصا ييا التيي‬
‫يوارسها االتحاد على وجه الحصر ‪ 1 ،‬ومأل ذه االختصا ا ما يوارسها‬
‫االتحيياد علييى وجييه االنفييراد ‪ 2،‬ومنهييا مييا يوارسييها يصييورة ميييتراة مييع‬
‫‪3‬‬
‫الواليا ‪.‬‬
‫وأجييا الدسييتور لكييل مييأل االتحيياد والواليييا أن يويياري أحييد وا‬
‫اختصاص ااخر اسباب معينة ‪ ،‬فلالتحاد الحا ف تنظيم مسائل تدخل في‬
‫اختصاص الواليا حيث ال يتسنى تنظيم أمر مأل اامور يطريقة فعّالة عيأل‬
‫طريا التيريع الذي تصدره الوالييا الو تلفية ‪ 4.‬أو حينويا تصيدر إحيدى‬
‫الواليييا تيييريعا يييدثر علييى مصييالح يعييل الواليييا أو ممووعهييا ‪ 5.‬أو‬
‫حينوا تتطلت حواية الوحدة القانونية واالقتصادية ‪ ،‬ويوجه خاص الوحافظية‬
‫‪6‬‬
‫الوعيية خارن حدود إحدى الواليا ذلك ‪.‬‬ ‫على تمانس ظرو‬
‫ويالوقاييل للوالييا موارسية االختصياص التييريع لالتحياد متيى‬
‫‪7‬‬
‫عليها القانون ‪.‬‬ ‫راحة ‪ ،‬وف الحدود الت ين‬ ‫خولها قانون اتحادي ذلك‬
‫وحييدد الدسييتور الهنييدي النافييذ لعيياا ‪ 1949‬اختصيياص االتحيياد‬
‫والواليا على سبيل الحصر ‪ ،‬سوام ما يتم موارسته على وجه االنفيراد أو‬
‫يصورة ميتراة ‪ ،‬فاالختصا ا التي يوارسيها االتحياد يصيورة منفيردة‬

‫‪ - 1‬م (‪ )1/70‬من القانون األساسي األملاني لسنة ‪. 1949‬‬


‫‪ - 2‬م (‪ )73‬من القانون األساسي األملاني ‪.‬‬
‫‪ - 3‬م (‪ )74‬من نفس الدستور ‪.‬‬
‫‪ - 4‬م (‪ )1/72‬من نفس الدستور ‪.‬‬
‫‪ - 5‬م (‪ )2/72‬من نفس الدستور ‪.‬‬
‫‪ - 6‬م (‪ )3/72‬من نفس الدستور ‪.‬‬
‫‪ )71 ( - 7‬من نفس الدستور ‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫عليها ف القائوة ااوليى ميأل الميدو السيايا ‪ ،‬وجيام القائوية‬ ‫جام الن‬
‫الثانية مأل المدو نفسه مييرة إلى االختصا ا الت توارسيها الوالييا‬
‫على وجه االنفراد ‪.‬‬
‫وأشار القائوة الثالثة مأل المدو السايع إليى االختصا يا التي‬
‫‪1‬‬
‫يوارسها االتحاد والواليا على وجه االشترا ‪.‬‬
‫ومأل الوالحظ أن الطريقة الت أخذ يها الدستور الهنيدي في تو ييع‬
‫طريقة معيبة ‪ ،‬فهنا مأل الوسائل‬ ‫االختصا ا ييأل االتحاد والواليا‬
‫ما يتم إيفا تنظيوها ‪ ،‬ومنها ما يستمد يعد العول يالدستور ‪ ،‬وفي محاولية‬
‫لوعالمة ذا الوآخذ في تو ييع االختصا يا ‪ ،‬نصيت الويادة ‪246‬ع في‬
‫الفقرة ‪4‬ع منها على أنه للبرلوان ‪ 2،‬سلطة سأل القوانيأل ف شأن أي أمير‬
‫خاص ييأي جيلم ميأل ااراضي الهنديية التي ال تيدخل في أيية واليية ميأل‬
‫الواليا حتى ولو اان يذا اامير ميأل ااميور في قائوية الييدون الوحليية‬
‫للواليية ع ‪ّ ،‬‬
‫ونظويت الويادة ‪1،2/248‬ع الميرائت ييير الوييار إليهيا في‬
‫قائوة اليدون الويتراة واليدون الوحلية للوالييا ‪ ،‬إذ نصيت يذه الويادة‬
‫على أنه ‪ -1-‬للبرلوان وحده السلطة ف سّأل أي قانون ييان أي أمير ييير‬
‫وارد ف ي قائويية اليييدون الويييتراة وقائويية اليييدون الوحلييية للوالييية –‪-2‬‬
‫وتيول ذه السلطة سأل أي قانون يقرر ضريبة يير ميار إليها في أي ميأل‬
‫اتيأل القائوتيأل ع ‪ .‬ويذلك وسّع الدسيتور الهنيدي ميأل اختصا يا االتحياد‬
‫وقيّد اختصا ا الواليا الواردة على سبيل الحصر ‪.‬‬

‫أات‬ ‫‪ - 1‬اجلدول السابع ‪ ،‬جدول بامللحق باملاد (‪ )246‬من القانون األساسي ‪ ،‬نظّم رذا اجلدول يف قائم ت‬
‫أه األوىل اختصا ص‬
‫االحتاد ‪ ،‬ويف القائمة الثانية منه اختصاصات الواليات ‪ ،‬وجاءت القائمة الثالثة منظّمة لالختصاصات املشرتكة لالحتاد والواليات‬
‫‪ ،‬ورذا اجلدول مت تنظيمه مبلحق أضيف يف نهاية الدستور ‪.‬‬
‫‪ - 2‬يقصد بكلمة الربملان الوارد يف املاد (‪ ، )4/246‬الربملان االحتادي وليس برملان الواليات ‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫الفرع األول‬
‫االمتصاصات التي تمارسها الحكومة المركزية على وجه‬
‫االنفراد‬
‫ّ‬
‫نظوت الوادة ‪73‬ع مأل القانون ااساس االوان النافذ الوسائل الت‬
‫يها االتحاد على وجه التحديد ‪ ،‬ونرى إن ذه الوادة جام منسيموة‬ ‫ي ت‬
‫مع ما يميت أن يتوتيع ييه االتحياد ‪ ،‬إذ خصيت الحكومية الوراليية يوسيائل‬
‫تتعلا ياالتحاد يأسره ‪ ،‬وذ ت يذا االتماه الدستور الهندي وإن ايان أاثير‬
‫تفصيال ف تحديد اختصا ا االتحاد‪.1‬‬
‫وسنبحث ف االختصا ا الت تنفرد يهيا الحكومية الوراليية في‬
‫ألوانيا مقارنة يوا أخذ يه الدستور الهندي ‪.‬‬
‫‪-1‬اليدون ال ارجية واذلك شدون الدفاع ‪ ،‬وييول ذليك ال دمية اقجباريية‬
‫للرجا ايتدام مأل سأل الثامنة عيير ووقايية السيكان الويدنيأل ‪ ،2‬وميا يسيمل‬
‫على ذه الفقرة أنها جوعت ييأل اختصا يأل م تلفيأل ‪،‬أحد وا يوثل اليدون‬
‫ال ارجية ‪ ،‬موثال يالعالقا الدولية والونظوا الدولية والتوثيل الديلوماس‬
‫ف الدو وإلى يير ا مأل اليدون ال ارجية ‪ ،‬وحسنا فعل القانون ااساس‬

‫‪ - 1‬من املالحظ أن املاد ( ‪ )73‬من القانون األساسي األملاني خصّت االحتاد بـ(‪ )11‬اختصاصا وردّت عل سبيل احل أ‬
‫صّر ن‬
‫أابع‬
‫أدول ال س‬
‫فكانت رذه القائمة مقتضبة إىل حد ما ‪ ،‬وعلى خال احلال يف الدستور اهلندي ‪ ،‬نظّمت القائمة األوىل من ا جل‬
‫أارت‬‫أبري ‪ ،‬وأ ش‬
‫االختصاصات اليت ينفرد االحتاد ‪ ،‬وكانت رذه القائمة طويلة حبي ضّمت (‪ )97‬اختصاصا مفصلة إىل حد ك‬
‫أد أو‬
‫أكك احلد ي‬
‫رذه القائمة إىل مسائل ال يتم اإلشار إليها عاد يف صلب الدستور ( كنقل املسافرين والبضائع بواسطة ال س‬
‫بطريق البحر أو بطريق اجلو )‪ ،‬و(اليانصيب الذي تنظّمه حكومة اهلند وحكومات الواليات) و ( زراعة األفيون وصناعته وبيعه‬
‫وتصديره ) و ( الرتخيص بعرض األفالم ) ‪.‬‬
‫راجع القائمة األوىل من اجلدول السابع ‪ ،‬امللحق باملاد (‪ )246‬من الدستور ‪.‬‬
‫‪ - 2‬م (‪ )1/73‬من القانون األساسي األملاني النافذ ‪ ،‬وكانت رذه الفقر قد عدلّت يف ‪ 26‬آذار ‪. 1954‬‬

‫‪81‬‬
‫حينوا أورد تعبيرا عاما اليدون ال ارجيةع دون ال ول ف تفا ييل ميا‬
‫تتمّونه اليدون ال ارجية ‪ ،‬انه قد يغفل اقشارة إلى مسائل تيدخل ضيونها‬
‫الدستور الهندي االتحادا يالعالقا ال ارجية أيما اذلك ‪ ،‬ولكنه‬ ‫‪ ،‬وخ‬
‫عليى أن االتحياد ي يت‬ ‫أورد تفا يل لوا توثله العالقا ال ارجية ‪ ،‬فن‬
‫ياليدون ال ارجية – جوييع الوسيائل التي تتصيل يعالقية االتحياد ييأي يليد‬
‫أجنب ‪ -‬التوثيل الديلوماس والقنصل والتمياري ‪ ،‬منظوية ااميم الوتحيدة ‪،‬‬
‫والموعيييا والهيئييا الدولييية ااخييرى وتنفيييذ‬ ‫االشييترا ف ي الوييدتورا‬
‫القرارا الت تت ذ فيها ‪ ،‬عقد الوعا دا واالتفاقيا ميع اليبالد ااجنبيية ‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫وتنفيذ الوعا دا واالتفاقيا الوعقودة مع البالد ااجنبية ‪.‬‬
‫عليى‬ ‫يالحية اقشيرا‬ ‫ومنح الدسيتور االويان لالتحياد‬
‫علييى ييذا االختصيياص في ذا‬ ‫شييدون الييدفاع وتنظيوهييا ‪ 2،‬وني‬
‫فيها على اليدون ال ارجية ‪ ،‬واان ااولى يالدستور‬ ‫الفقرة الت ن‬
‫عليى يذا االختصياص في فقيرة مسيتقلة ‪ ،‬السيتقال الييدون‬ ‫الن‬
‫‪3‬‬
‫ال ارجية عأل شدون الدفاع ‪ ،‬و ذا ما فعله الدستور الهندي ‪.‬‬

‫‪ - 1‬راجع الفقرات (‪ )12،13،14 ،11 ، 10‬من القائمة رقم واحد ‪ ،‬اجلدول السابع ‪.‬‬
‫‪ - 2‬أوردت الفقر األوىل من املاد ( ‪ )73‬تفاصيل ملا تشمله شؤون الدفاع ‪ ،‬ونرى أن الدستور يف إيراده هلذه التفاصيل ك‬
‫أةن‬
‫أؤون‬
‫أددت ش‬ ‫منتقدا ألنه رمبا يفضل اإلشار إىل بعض ما يدخل يف شؤون الدفاع ‪ ،‬ورذا ما حصل فعال ألن الفقر األوىل ح‬
‫الدفاع باخلدمة اإلجبارية للرجال ابتداء من سن الثامنة عشر ‪ ،‬ووقاية السكان املدنني ‪ ،‬يف حني أن شؤون الدفاع ال متثل رذين‬
‫األمرين فقط ‪.‬‬
‫‪ - 3‬من املالحظ أن الدستور اهلندي أورد تفاصيل ملا يشمله تعبري شؤون الدفاع ‪ ،‬ونرى أن األوىل بالدستور إال يورد التفاصيل‬
‫أصّ‬
‫أال ن‬
‫أبيل امل ث‬
‫ويكتفي باإلشار إىل شؤون الدفاع ألنه مهما أورد من تفاصيل فةنه سيغفل اإلشار إىل بعضها ‪ ،‬وعلى س‬
‫أدفاع‬‫اجلدول ا لسابع ‪ ،‬من القائمة األوىل على أن ( االحتاد خيتص بالدفاع عن اهلند وعن كل جزء منها ‪ :‬ويشمل االستعداد ل ل‬
‫وغري ذلك من األعمال اليت قد تؤدى يف أوقات احلرب ‪ ،‬وإىل التسريح بعد انتهائها ‪ ،‬القوات البحرية والعسكرية واجلوية وغري‬
‫ذلك من القوات املسلحة لالحتاد ‪ ،‬األسلحة واألسلحة النارية والذخري واملتفجرات ‪ ،‬الطاقة النووية ‪. )...................‬‬
‫راجع الفقرات من (‪ )1‬إىل (‪ )8‬من اجلدول السابع القائمة (‪ )1‬من املاد (‪ )246‬من الدستور ‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫‪ -1‬اليدون الوتعلّقة يالمنسية ف االتحاد ‪ 1 ،‬ومنح الدستور الهندي لالتحاد ذا‬
‫االختصاص ‪ 2،‬ومنح االتحياد يذا االختصياص أميرا منطقييا ‪ ،‬ان مسيألة‬
‫المنسية مسألة توس االتحاد يأسره ‪ ،‬وليس أمرا متعلقا يوالية واحدة أو عيدة‬
‫واليا فقط ‪ ،‬يل أن تر تنظيم المنسية للواليا ريوا يددي إليى الفوضيى‬
‫ان يعمها قد ال يونحها إال ييروط معّقدة ‪ ،‬وقيد ال تتيردد يعيل الوالييا‬
‫يونحها يأيسر اليروط ‪.‬‬
‫‪-2‬اليييدون الوتعّلقيية يحرييية االنتقييا وجييوا ا السييفر والهمييرة مييأل وإلييى‬
‫االتحيياد وتسييليم الومييرميأل ‪ 3،‬وميينح الدسييتور الهنييدي االتحيياد مثييل ييذا‬
‫االختصييياص ‪ 4،‬ونيييرى أن السيييبت اليييذي يقيييف ورام مييينح االتحييياد يييذا‬
‫االختصاص ‪ ،‬و الوحافظة عليى أميأل الدولية واسيتقرار ا ‪ ،‬وحييث اامير‬
‫اذلك فال يوكأل تر تنظيوها لكل والية على وجه االستقال ‪.‬‬
‫‪-3‬شدون العولة واالئتوان والنقد والووا ييأل والوكاييل والتقويم ‪ 5،‬وماري‬
‫‪6‬‬
‫االتحاد ف ظل الدستور الهندي مثل ذا االختصاص ‪.‬‬
‫‪-4‬وحدة ااراض الموراية ‪ ،‬معا يدا التميارة والوالحية ‪ ،‬حريية تيداو‬
‫السلع ‪ ،‬وطرق الدفع ميأل ال يارن يويا في ذليك الحوايية المورايية وحوايية‬

‫‪ - 1‬م (‪ )2/73‬من القانون األساسي األملاني ‪.‬‬


‫‪ - 2‬الفقر (‪ )17‬من القائمة األوىل من اجلدول السابع ‪.‬‬
‫‪ - 3‬م (‪ )3/73‬من القانون األساسي األملاني ‪.‬‬
‫‪ - 4‬الفقر (‪ )19‬من اجلدول السابع من القائمة األوىل ‪.‬‬
‫‪ - 5‬م (‪ )4/73‬من القانون األساسي األملاني ‪.‬‬
‫‪ - 6‬الفقر (‪ )36‬من اجلدول السابع من القائمة األوىل ‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫الحييدود ‪ 1 .‬واختصييت الحكوميية الورالييية في الهنييد يوثييل ييذه الصييالحية‬
‫‪2‬‬
‫أيما ‪.‬‬
‫‪-5‬السيكك الحديدييية االتحاديية والنقييل المييوي ‪ 3،‬وميأل الوالحييظ أن القييانون‬
‫ااساس االوان أشار إلى النقل البري والموي دون البحري ‪ ،‬على خال‬
‫الدستور الهندي الذي أشار إلى النقل البري والبحري والموي ‪ ،‬يل أنه أشار‬
‫‪4‬‬
‫حتى إلى النقل النهري ف الوياه الداخلية ‪.‬‬
‫‪-6‬البريد واالتصاال التليفونية ‪ 5 ،‬ومأل الوالحظ أن القانون ااساسي مينح‬
‫الحية تنظيم االتصا سيوام ايان يييأل الوالييا ‪ ،‬أو يينهيا ويييأل‬ ‫االتحاد‬
‫يير ا مأل الدو ‪ ،‬وريوا اان السبت الذي يقف ورام ذليك يو أن االتصيا‬
‫ييأل االتحاد والدو ااجنبية أو ييأل ااخيرة والواليا ‪ ،‬مسألة تيدخل ضيوأل‬
‫ي مييأل اختصياص االتحياد ‪ ،‬وذ ييت ييذا االتميياه‬ ‫العالقيا لدوليية التي‬
‫‪6‬‬
‫الدستور الهندي ‪.‬‬
‫‪-7‬نظاا موظف االتحاد ومدسسا القانون العاا الت تتبع االتحاد مباشيرة ‪،‬‬
‫‪ 7‬ونرى أن منح االتحاد ذا االختصاص أمر طبيع انيه اختصياص يويس‬

‫‪ - 1‬م (‪ )5/73‬من القانون األساسي األملاني ‪.‬‬


‫‪ - 2‬الفقر (‪ )41‬من اجلدول السابع من القائمة األوىل ‪.‬‬
‫‪ - 3‬م (‪ )6/73‬من القانون األساسي األملاني ‪.‬‬
‫‪ - 4‬نظّمت الفقر (‪ )30-22‬من القائمة األوىل النقل الربي والبحري واجلوي والنهري ‪.‬‬
‫‪ - 5‬م (‪ )3/73‬من القانون األساسي األملاني ‪.‬‬
‫‪ - 6‬الفقر (‪ )31‬من اجلدول السابع من القائمة األوىل ‪.‬‬
‫‪ - 7‬م (‪ )8/73‬من القانون األساسي األملاني ‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫االتحيياد وال عالقيية لييه يالواليييا وميينح الدسييتور الهنييدي االتحيياد مثييل ييذا‬
‫‪1‬‬
‫االختصاص ‪.‬‬
‫‪-8‬حواية الولكية الصناعية وحقوق الويدلفيأل والنيير ‪ 2 ،‬وميأل الوالحيظ أن‬
‫يالحية تنظييم وحوايية الولكيية الصيناعية‬ ‫الدستور الهندي لم يونح االتحاد‬
‫اوا لم يير لحقوق الودلفيأل والناشريأل ‪.‬‬
‫‪--9‬تعيياون االتحيياد والواليييا ف ي مسييائل المييبط القمييائ وف ي حواييية‬
‫الدستور وإقامة مكتت اتحادي للمبطية القمائية واذلك ف أعوا الوكافحة‬
‫الدولية للمريوة ‪ 3،‬ولم يونح الدستور الهندي االتحاد ذا االختصاص ‪ ،‬اوا‬
‫لم ترد اقشارة إليه في قائوية االختصا يا الوييتراة أو التي تنفيرد يهيا‬
‫الواليا ‪.‬‬
‫االتحياد‬ ‫‪ -10‬شدون اقحصام ال ا ة يأيرال االتحياد ‪ ،‬وحييث ي يت‬
‫الواليا يتنظيم اقحصام ال اص يكل منها ‪.4‬‬ ‫يهذا اقحصام ‪ ،‬ت ت‬
‫الفرع الثاني‬
‫االمتصاصات المشتركة بين الحكومة المركزية والواليات‬
‫ّ‬
‫نظويييت الويييادة ‪74‬ع ميييأل القيييانون ااساسييي االويييان‬
‫ييذه الوييادة علييى ‪23‬ع‬ ‫االختصيياص التيييريع الويييتر ‪ ،‬واحتييو‬
‫اختصا ا يوارسه االتحاد على وجه االشترا مع الواليا ‪.‬‬

‫‪ - 1‬الفقر (‪ )70‬من اجلدول السابع من القائمة األوىل ‪.‬‬


‫‪ - 2‬م (‪ )9/73‬من القانون األساسي األملاني ‪.‬‬
‫‪ - 3‬م (‪ )10/73‬من القانون األساسي األملاني ‪.‬‬
‫‪ - 4‬من اجلدير بالذكر أن قائمة الصالحيات اليت أنفرد االحتاد بتنظيمها يف القانون األساسي األملاني تضّمنت (‪ )11‬اختصاصا‬
‫‪ ،‬يف حني ضّمت القائمة اليت أنفرد االحتاد بتنظيمها يف الدستور اهلندي (‪ )97‬اختصاصا ‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫ويوكأل القيو إن االختصا يا الوييتراة الهامية ر ّال يا القيانون‬
‫‪:‬‬ ‫ااساس االوان ف ستة محاور‬
‫االختصيياص التيييريع ‪ :‬وأشييار القييانون ااساسيي االوييان‬ ‫‪-1‬‬
‫راحة ‪ ،‬إلى التيريعا الت يتم ّ‬
‫تنظيوها على وجيه االشيترا يييأل‬
‫القانون الودن ‪ ،‬والقانون المنيائ ‪ ،‬ونظياا‬ ‫االتحاد والواليا ‪ ،‬و‬
‫السمون ‪ ،‬والتنظيم القمائ ‪ ،‬وإجراما التقاض وشدون الوحامياة‬
‫‪ ، 1‬والتييأميأل االجتويياع ‪ ، 2‬وحييدد الدسييتور الهنييدي االختصيياص‬
‫التيييريع الويييتر يالقييانون المنييائ وقييانون اقجييراما المنائييية‬
‫‪3‬‬
‫والودنية ‪.‬‬
‫أشار القانون ااساس إلى جولة مأل الحقوق والحريا الت يتم‬ ‫‪-2‬‬
‫تنظيوها على وده االشترا ييأل االتحاد والواليا ‪ ،‬وميأل يييأل أ وهيا‬
‫حا تكويأل الموعيا واالجتواع ‪ 4 ،‬حا اققامة واالسيتقرار يالنسيبة‬
‫لوجانييت‪ ، 5‬حييا العوييل ‪،6‬الحييا فيي الولكييية ونلعهييا ‪ ،7‬ونقلهييا‬
‫للمواعة ‪.8‬‬

‫‪ - 1‬م (‪ )1/74‬من القانون األساسي األملاني ‪.‬‬


‫‪ - 2‬م (‪ )7/74‬من القانون األساسي األملاني‬
‫‪ - 3‬راجع الفقرات (‪ )13،1،2‬من القائمة (‪ )3‬من اجلدول (‪ )7‬امللحق باملاد (‪. )246‬‬
‫‪ - 4‬م (‪ )3/74‬من القانون األساسي األملاني ‪.‬‬
‫‪ - 5‬م (‪ )4/74‬من القانون األساسي األملاني ‪.‬‬
‫‪ - 6‬م ( ‪ )12/74‬من القانون األساسي األملاني ‪.‬‬
‫‪ - 7‬م (‪ )14/74‬من القانون األساسي األملاني ‪.‬‬
‫‪ - 8‬م (‪ )15/74‬من القانون األساسي األملاني ‪،‬املالحظ أن الدستور اهلندي النافذ جعل تنظيم امللكية لغري األراضي الزراع ي‬
‫أة‬
‫اختصاصا مشرتكا بني االحتاد والواليات ‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫‪ -3‬تنظيم النياط االقتصادي الصناع – التماري‪ -‬اللراع ع ‪ ،‬فييتر‬
‫االتحاد ميع الوالييا في تنظييم واسيتغال الونياجم والطاقية وتنظييم‬
‫العوييل في الوهييأل الصييناعية والتمارييية والبنييو ‪ 1 ،‬وتنوييية اانتييان‬
‫اللراع والغايا والصيد ف أعال البحيار والييواطئ السياحلية ‪.2‬‬
‫وحواية تمارة الونتما الغذائية والونتما الماري استعوالها ‪.3‬‬
‫تنظيم النقل البري والبحيري والنهيري ‪ ،‬إذ يييتر االتحياد ميع‬ ‫‪-4‬‬
‫الواليا ف تنظيم الوالحة ف اانهار الكبييرة ‪ ،‬والوالحية السياحلية ‪،‬‬
‫والوالحة الداخلية ‪ ،‬والطرق البحرية ‪،‬والوياه الداخليية الوسيت دمة في‬
‫النقل العاا ‪ 4،‬وعلى وجه االشترا ييتم تنظييم النقيل البيري ‪ ،‬وحراية‬
‫مييرور السيييارا وإنيييام الطييرق ذا الوسييافا الطويليية والوحافظيية‬
‫عليهييا ‪ 5 ،‬وإنيييام السييكك الحديدييية ياسييتثنام السييكك التايعيية لالتحيياد‬
‫والسكك المبلية ‪.6‬‬

‫راجع الفقر (‪ )6‬من القائمة (‪ )3‬من اجلدول السابع امللحق باملاد (‪. )246‬‬
‫‪ - 1‬م (‪ )11/74‬من القانون األساسي األملاني ‪.‬‬
‫‪ - 2‬م (‪ )17/74‬من القانون األساسي األملاني ‪.‬‬
‫‪ - 3‬م (‪ )20/74‬من القانون األساسي األملاني ‪.‬‬
‫‪ - 4‬م (‪ )21/74‬من القانون األساسي األملاني ‪.‬‬
‫‪ - 5‬م (‪ )22/74‬من القانون األساسي األملاني ‪.‬‬
‫‪ - 6‬م (‪ )23/74‬من القانون األساسي األملاني ‪ ،‬ومن اجلدير بالذكر أن الدستور اهلندي جعل تنظيم املالحة يف الطرق املائ ي‬
‫أة‬
‫الداخلية حصرا دون أنواع النقل األخرى اختصاصا مشرتكا بني االحتاد والواليات ‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫المنسييية ف ي الواليييا ‪ 1 ،‬وحييا اققاميية واالسييتقرار يالنسييبة‬ ‫‪-5‬‬
‫لوجانت ‪ ،‬وجعل الدستور الهندي تنظيم منح المنسية والتمنس وإقامة‬
‫‪2‬‬
‫ااجانت مأل اختصاص االتحاد حصرا ‪.‬‬
‫معالميية اآلثييار الوترتبيية علييى الحييرب ‪ ،‬مييأل خييال تعييويل‬ ‫‪-6‬‬
‫خسائر الحرب ومساعدة الويو يأل وأسرى الحرب وضحايا ا ‪.3‬‬
‫وعلى الريم مأل سعة الصالحيا الت يتوتع يهيا االتحياد سيوام ميا‬
‫اان منها على وجه االنفراد أو يصيورة مييتراة ميع الوالييا ‪،‬إال أن‬
‫رئيييس الدوليية إال يصييالحيا‬ ‫القييانون ااساس ي االوييان لييم ي ي‬
‫محدودة وشكلية ف يالبيتها ‪ ،‬واوا سنرى الحقيا ‪ ،‬ريويا ان الدسيتور‬
‫االوان أخذ يالنظاا البرلويان اليذي جعيل ميأل رئييس الدولية مصيونا‬
‫ويير مسئو ‪ ،‬فحيث توجد السلطة توجد الوسدولية ‪ ،‬ويانتفام السيلطة‬
‫تنف الوسدولية ‪.‬‬

‫المطلب الثالث‬
‫توزيع االمتصاصات والصالحيات بين االتحاد‬
‫والواليات في روسيا االتحادية‬
‫مسييايرة لالتميياه الدسييتوري الفيييدرال الغالييت ‪ 1 ،‬حييدد الدسييتور‬
‫الروس النافيذ لسينة ‪ ، 1993‬اختصا يا االتحياد عليى سيبيل الحصير ‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬م (‪ )8/74‬من القانون األساسي األملاني ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬م (‪ )4/74‬من القانون األساسي األملاني ‪.‬‬
‫‪ - 3‬الفقر األوىل من اجلدول السابع من القائمة األوىل ‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫االتحياد يغالبيية االختصا يا الهامية‬ ‫ذا التحديد اان قيد خي‬ ‫ولكنه ف‬
‫الت توس شدون االتحاد يأسره ‪ ،‬ومأل االختصا ا ميا يوارسيها االتحياد‬
‫على وجيه االنفيراد ‪ ، 2‬ومنهيا ميا يوارسيها ميع شي وص االتحياد الروسي‬
‫ااخرى ‪.3‬‬
‫ولييم يكتييف الدسييتور الروسيي يويينح السييلطة الورالييية يالبييية‬
‫راحة إلى أعلوية االتحاد عليى الوالييا‬ ‫االختصا ا الهامة ‪ ،‬يل أشار‬
‫ف عيدة نصيوص ومنهيا ميا ورد في الويادة ‪73‬ع منيه تتوتيع مدسسيا‬
‫يالحيا‬ ‫االتحاد الروس خارن حدود الصالحيا االتحاد الروسي يكيل‬
‫السلطة الحكومية الكاملية في مواضييع اقدارة الوييتراة لالتحياد الروسي‬
‫ومدسساتهع ‪ ،‬ومنها ما ورد في الويادة ‪1/76‬ع تييرع قيوانيأل دسيتورية‬
‫فيدرالية وقوانيأل فيدرالية حو مواضيع اقدارة ف االتحاد الروس ‪ ،‬تعتبر‬
‫نافذة الوفعو على جويع أراضى االتحاد الروس ع ‪.‬‬
‫ومأل الوالحيظ أن نيا تيداخال في االختصا يا التي يوارسيها‬
‫االتحاد على وجه االنفراد واالختصا ا الت يوارسيها يصيورة مييتراة‬
‫ييذا التيداخل ميأل خيال يحثنيا اختصا ييا‬ ‫ّنبير‬ ‫ميع الوالييا ‪ ،‬وسيو‬
‫االتحاد الونفردة والويتراة ‪.‬‬

‫ألطة‬
‫أك لل س‬ ‫‪ - 1‬من املالحظ أن دوال فيدرالية قليلة حددت اختصاصات الواليات على سبيل احلصر ‪ ،‬وتركت م‬
‫أا دون ذ ل‬
‫املركزية ‪ ،‬ومنها كندا يف دستور عام ‪ ، 1900‬وفنزويال يف دستور عام ‪ ، 1953‬أما االجتاه الفيدرالي الغالب فيميل إىل حصر‬
‫أي‬
‫أي والربازي ل‬
‫أتور األمري ك‬
‫أذ الد س‬ ‫اختصاصات االحتاد ‪ ،‬وترك ما ال يدخل يف اختصاصات االحتاد ‪ ،‬للواليات ‪ ،‬وبهذا أ خ‬
‫واألرجنتيين واألملاني واهلندي والسوفييت لسنة ‪ ، 1924‬و‪ ، 1936‬و‪. 1977‬‬
‫أواد‬
‫أا ورد يف ا مل‬
‫أات م‬
‫أذه االختصا ص‬ ‫‪ - 2‬أشار الدستور الروسي إىل اختصاصات االحتاد يف نصوص متفرقة ‪ ،‬و م‬
‫أن ر‬
‫( ‪. )76 ، 75 ،71‬‬
‫‪ - 3‬راجع نص املاد ( ‪ )72‬من الدستور الروسي لسنة ‪. 1993‬‬

‫‪89‬‬
‫الفرع األول‬
‫االمتصاصات التي تمارسها الحكومة المركزية على‬
‫وجه االنفراد‬
‫يوكأل ترايل االختصا ا الت توارسها الحكومية االتحاديية عليى‬
‫‪:‬‬ ‫وجه االنفراد ف عدة محاور‬
‫‪-1‬الجانب التشريعي ‪ :‬يواري االتحياد اختصا يا تييريعيا ييالغ اا ويية ‪،‬‬
‫يتوثل ف قبو وتغيير الدسيتور االتحيادي ‪ ،‬و يذا يعني أن لييس للوالييا‬
‫وممالسها الحا ف طلت تعديل الدستور أو إلغائه ‪ 1 ،‬وإلى جانت ذا الحا‬
‫علييى‬ ‫ييالحية وضييع القييوانيأل واقشييرا‬ ‫التأسيسيي ‪ ،‬يويياري االتحيياد‬
‫تطبيقها‪.2‬‬
‫الحية حواية حقيوق وحرييا الويواطنيأل ميأل‬ ‫ويواري االتحاد‬
‫خال وضعه للتيريعا الونظوة لها ‪ ،‬ومراقبته لالنتهاايا التي يوكيأل أن‬
‫يراحة عليى ضيوان حقيوق ااقلييا‬ ‫تتعرل لها ‪ ،‬يل إن الدستور ين‬
‫القومية ‪.3‬‬

‫‪ - 1‬حماضر مناقشات دستور روسيا االحتادية ‪ -‬موسكو – باللغة الروسية – ‪ – 1991‬ص ‪. 58‬‬
‫‪ - 2‬م ( ‪/71‬أ) من الدستور الروسي لسنة ‪. 1993‬‬
‫‪ - 3‬حماضر مناقشات دستور روسيا االحتادية – باللغة الروسية ‪-‬املرجع السابق – ص ‪. 58‬‬

‫‪90‬‬
‫اوا ّ‬
‫ويقير االتحياد أنظوية الهيئيا التييريعية والتنفيذيية والقميائية‬
‫االتحاديييية ونظييياا منظواتهيييا ونيييياطها وتييييكيل يئيييا سيييلطة الدولييية‬
‫‪1‬‬
‫االتحادية ‪.‬‬
‫االتحاد يوضع التيريع المنائ وقانون الورافعا المنائية‬ ‫وي ت‬
‫والودنية وقانون الرسوا العدلية والقوانيأل الونظوة للولكيية ‪ .2‬وييذلك يكيون‬
‫ذه الوياديأل ‪ ،‬ميع مالحظية إن‬ ‫الدستور الروس قد خلا وحدة تيريعية ف‬
‫يهيا االتحياد أيميا في ظيل‬ ‫وضع التيريعا المنائية والودنية اان ي ت‬
‫دستور عاا ‪. 1977‬‬
‫‪ -2‬إدارة وتنظيم العالقاات الخارجياة لالتحااد‪ :‬إن مينح السيلطة الوراليية‬
‫لهذه الصالحية أمر ينسمم والغاية مأل تأسيس االتحاد الفييدرال ‪ ،‬فويأل يييأل‬
‫الرئيسييية قنيييام االتحيياد الفيييدرال ‪ ،‬توحيييد السياسيية ال ارجييية‬ ‫اا ييدا‬
‫وترايل ا ف يد يئة واحيدة توثيل سيائر الوالييا واأنهيا حكومية يسييطة‬
‫‪3‬‬
‫واحدة ‪.‬‬
‫مأل نا خ ّ الدستور الروس ‪ ،‬االتحاد يوضع السياسة ال ارجيية وتنظييم‬
‫العالقا الدولية لالتحاد وعقد االتفاقيا الدولية ‪ 4 ،‬ووضع أسس العالقيا‬
‫‪5‬‬
‫االقتصادية ال ارجية للدولة ‪.‬‬

‫‪ - 1‬م (‪/71‬د) من الدستور الروسي ‪.‬‬


‫‪ - 2‬م (‪/71‬ن) من الدستور الروسي ‪.‬‬
‫‪ - 3‬د ‪ .‬الشافعي حممد بشري – القانون الدستوري والنظم السياسية السودانية – املرجع السابق‪ -‬ص ‪.148‬‬
‫‪ - 4‬م (‪/71‬م) من الدستور الروسي النافذ ‪.‬‬
‫‪ - 5‬م (‪/71‬ك) من الدستور ‪،‬‬

‫‪91‬‬
‫والوالحظ أن الدستور الروس ّمل ييأل نوعيأل مأل اتفاقيا الحدود ‪،‬‬
‫يهيا االتحياد ‪ ،‬واتفاقييا الحيدود يييأل‬ ‫اتفاقيا الحدود ال ارجية ‪ 1 ،‬وخ‬
‫مناطا الحكم الذات والت أجيا عقيد ا يييأل الونياطا دون حاجية للرجيوع‬
‫‪2‬‬
‫للسلطة الورالية ‪.‬‬
‫‪ -4‬تنظيم وإدارة مالية االتحااد ‪ :‬إن مينح االتحياد يذه الصيالحية أمير‬
‫يتفا وفنام الي صية الدولية الوستقلة لدويال االتحاد ‪ ،‬فوحيدة ش صيية‬
‫على اليدون الوالية للدولة ‪ ،‬ميأل نيا‬ ‫الدولة الفيدرالية تستوجت ااشرا‬
‫تيير الدسييتور للسييلطة الورالييية مهويية إدارة وتنظيييم اليييدون الوالييية ‪،‬‬
‫االتحيياد يوضييع الويلانييية الفيدراليية ‪ 3،‬وييينظم اامييور الوالييية‬ ‫في ييت‬
‫وأمور التسليف واق دار النقدي ‪ ،4‬ويصدر العولة ‪ ،5‬اوا ويحدد القانون‬
‫الفيدرال نظاا المرائت ويأمر يمبايتها ‪ ،6‬ويونح القرول الحكومية ‪.7‬‬

‫‪ - 1‬م ( ‪/71‬م) من الدستور الروسي ‪.‬‬


‫أة يف‬
‫أدات الدول ي‬ ‫‪ - 2‬م (‪ . )3/67‬من املالحظ أن الدستور السويسري لعام ‪ 1874‬املعّدل منح الواليات حق إ ب‬
‫أرام املعا ر‬
‫أوق‬
‫مواضيع تتعلق باالقتصاد السياسي وروابط اجلوار والبوليس بشرط أن ال تضمن رذه املعاردات ما يتعارض مع االحتاد وح ق‬
‫أريع واإلدار‬
‫أوعات الت ش‬
‫الواليات األخرى ‪ ،‬م (‪ ، )9‬وأجازت م (‪ ) 7‬للواليات فيما بينها حق إبرام االتفاقيات يف مو ض‬
‫أات‬
‫والقضاء ‪ ،‬على أن حتاط السلطة االحتادية علما بها وهلا أن متنع تنفيذرا إذا كةن فيها ما يتعارض مع االحتاد وحقوق الوال ي‬
‫أـ‪/10‬‬
‫األخرى ‪ ،‬وأجاز الدستور األمريكي للواليات عقد اتفاقيات دولية أو داخلية بشرط موافقة الكونغر عليها ‪.‬م ( ‪ /1‬ج‬
‫‪. )1‬‬
‫‪ - 3‬م (‪ ) /71‬من الدستور الروسي ‪.‬‬
‫‪ - 4‬م (‪/71‬ز) من الدستور الروسي ‪.‬‬
‫‪ - 5‬م (‪ )1/75‬من الدستور الروسي ‪.‬‬
‫‪ - 6‬م (‪ )3/75‬من الدستور الروسي ‪.‬‬
‫‪ - 7‬م (‪ )4/75‬من الدستور الروسي ‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫‪ -5‬اإلشراف على الشؤون العسكرية ‪ :‬مأل ييأل دوافع تأسييس االتحياد‬
‫الفيدرال ‪ ،‬توحييد القيوا الوسيلحة لومايهية ااخطيار العسيكرية ‪ ،1‬و يذا‬
‫الدافع يبر أثره ف تو يع االختصا ا ييأل االتحاد والواليا ‪ ،‬إذ ترايل‬
‫يالحية إعيالن الحيرب وإعيداد القيوا الوسيلحة‬ ‫الدساتير الفيدرالية عادة‬
‫‪2‬‬
‫واانفاق عليها ف يد الحكومة االتحادية دون الواليا ‪.‬‬
‫ومسايرة لهذا االتماه الدسيتوري الغاليت ‪ ،‬مينح الدسيتور الروسي للحكومية‬
‫على شدون الدفاع واامأل والتصنيع العسكرية‬ ‫الحية اقشرا‬ ‫االتحادية‬
‫‪3‬‬
‫‪ ،‬وتنظيم ييع وشرام ااسلحة ‪.‬‬
‫‪ -6‬من وسحب الجنسية ‪ :‬ال توجد ف االتحياد الفييدرال ييير جنسيية‬
‫الحييا ف ي االتحييادا ااخييرى ‪ ،‬حيييث توجييد عييدة‬ ‫واحييدة ‪ ،‬علييى خييال‬
‫جنسيييا ويعييدد الييدو الودلفيية لالتحيياد ‪ ،‬ففي ظييل التعا ييد االوييان لعيياا‬
‫ي ‪ ،‬النوسيياوية واالوانييية‬ ‫‪ 1815‬مييثال اييان ف ي االتحيياد عييدة جنسيييا‬
‫والبروسية والبافرية ‪.4‬‬
‫وأما وحيدة المنسيية في الدولية الفيدراليية ‪ ،‬فهيو نيايع ميأل طبيعية‬
‫رايطة فرد يدولة تويله‬ ‫المنسية واالتحاد الفيدرال أيما ‪ ،‬فالمنسية‬

‫‪ - 1‬د ‪ .‬الشافعي حممد بشري – القانون الدولي العام يف وقت السلم واحلرب – دار الفكر العربي – مصر – ط‪1979 -4‬‬
‫– ص ‪.230‬‬
‫‪ - 2‬د ‪ .‬الشافعي حممد بشري – القانون الدستوري والنظم السياسية السودانية – املرجع السابق‪ -‬ص ‪.159‬‬
‫أيين م ( ‪ ،16/186‬و ‪)18‬‬ ‫‪ - 3‬ومن رذه الدساتري ‪ ،‬الدستور األمريكي يف املاد ( ‪ ، )8/1‬وم (‪ ، )3/3‬والد س‬
‫أتور األرجن ت‬
‫أام‬
‫أيكي ل ع‬‫أتور املك س‬
‫والدستور الربازيلي م ( ‪ ، )2/44‬والدستور الفنزويلي لعام ‪ 1953‬م ( ‪6/190‬و م ‪ ، )133‬والد س‬
‫أدي‬‫أتور اهل ن‬
‫‪ 1953‬م ( ‪ ، )12/73‬والدستور السويسري م ( ‪ ، 8‬و م ‪، )20‬والدستور األملاني م ( ‪/87‬ب‪ ، )1/‬والد س‬
‫م ( ‪1 /246‬و‪2‬و‪3‬و‪4‬و‪. )5‬‬
‫‪ - 4‬د ‪ .‬عبد الغين بسيوني عبد اهلل – النظم السياسية والقانون الدستوري – املرجع السابق‪ -‬ص ‪.99‬‬

‫‪93‬‬
‫عأل أفراد الدو ااخرى ‪ ،1‬أما االتحاد الفيدرال فيوحد سيائر الوالييا‬
‫الودلفة له في دولية واحيدة ‪ ،2‬و يذا يسيتتبع يالميرورة وجيود جنسيية‬
‫واحدة لسائر أفراد الدولة ال عدة جنسيا يعدد الواليا ‪.‬‬
‫وانطالقا مأل ذه الطبيعة ال ا ة للدولة الفيدرالية ‪ ،‬مينح الدسيتور‬
‫الحية منح وسحت المنسية لسائر أفراد االتحاد ينيام‬ ‫الروس لالتحاد‬
‫‪3‬‬
‫على ضوايط يحدد ا قانون اتحادي‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫االمتصاصات المشتركة بين الحكومة المركزية والواليات‬
‫أورد الدسييتور الروس ي جوليية مييأل االختصا ييا الت ي يويياري‬
‫االتحيياد علييى وجييه االشييترا مييع الواليييا ‪ ،‬ووجييدنا إن يعييل ييذه‬
‫االختصا ا جام ضوانا لحواية الدستور والقوانيأل االتحادية ‪ ،‬ووجدنا‬
‫البعل ااخر مواثال إلى حد ميا لالختصا يا التي يوارسيها االتحياد‬
‫على وجه االنفراد ‪ ،‬وإلى جانت يذه االختصا يا أشير الدسيتور ‪،‬‬
‫الحكومة الورالية مع الواليا ‪ ،‬ف جولة مأل االختصا ا المدييدة ‪،‬‬
‫ويوكأل إجوا االختصا ا الوييتراة للحكومية الوراليية والوالييا‬
‫فيوا يل ‪:‬‬

‫‪- 1‬كما تعر اجلنسية أنها ( أنتساب الفرد قانونا للشعب املكّون للدولة )‬
‫د ‪ .‬مشس الدين الوكيل – اجلنسية ومركز األجانب – مطابع البصري – مصر – ط‪ -1960 -2‬ص ‪. 24‬‬
‫‪ - 2‬د ‪ .‬الشافعي حممد بشري – القانون الدولي يف وقت السلم واحلرب – املرجع السابق‪ -‬ص ‪.193‬‬
‫‪ - 3‬م (‪ )1/6‬من الدستور الروسي النافذ لعام ‪.1993‬‬

‫‪94‬‬
‫‪ -1‬تييأميأل توافييا دسيياتير وقييوانيأل الموهوريييا والوواثيييا والوثييائا‬
‫القانونية الوعيارية ااخرى في ااقياليم والوحافظيا والويدن االتحاديية‬
‫ذا الحكييم الييذات والييدوائر الوسييتقلة مييع دسييتور االتحيياد الروسيي‬
‫والقوانيأل الفيدرالية ‪ 1،‬فالدسيتور والقيوانيأل الفيدراليية تتوييل يااعلويية‬
‫على دساتير وقوانيأل الواليا ‪ ،‬وحواية ذه ااعلويية أسيند ا الدسيتور‬
‫الروسيي لالتحيياد والواليييا ‪ ،‬يوارسييها ااو عييأل طريييا الوحكويية‬
‫الدسييتورية ‪ 2 .‬وتأمنهييا الثانييية مييأل خييال االلتييلاا يوراعيياة الدسييتور‬
‫والقوانيأل الفيدرالية عند وضع الدستور والقوانيأل الوحلية ‪.‬‬
‫التشريعي ‪ :‬ويتوثل ف وضيع مبيادا القيانون اقداري‬ ‫‪ -2‬االمتصا‬
‫وقانون الورافعا اقداري وقوانيأل العول وااسيرة والسيكأل والغاييا‬
‫وقوانيأل ثروا يياطأل اارل وحوايية البيئية ‪ 3 .‬وإ يدار التييريعا‬
‫الال ميية لحواييية حقييوق وحريييا اقنسييان والوييواطأل وحواييية حقييوق‬
‫ااقليا القومية وضوان تطبيا القانون والنظاا القيانون وااميأل العياا‬
‫ونظاا الوناطا الحدودية ‪ 4.‬ووضع اانظوة الال مة لتنظيم عول يئا‬
‫‪5‬‬
‫السلطة الحكومية واقدارة الذاتية الوحلية ‪.‬‬

‫‪ - 1‬م (‪/72‬أ) من الدستور الروسي لسنة ‪. 1993‬‬


‫‪ - 2‬حماضر مناقشات الدستور الروسي لسنة ‪ -1993‬باللغة الروسية – املرجع السابق – ص ‪.61‬‬
‫‪ - 3‬م (‪/72‬ي) من الدستور الروسي ‪.‬‬
‫‪ - 4‬م (‪/72‬ب) من الدستور الروسي ‪.‬‬
‫‪ - 5‬م (‪/72‬م) من الدستور الروسي ‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫المالي ‪ :‬ويتوثيل يذا االختصياص في وضيع الوبيادا العامية‬ ‫‪ -3‬االمتصا‬
‫لفرل المرائت وجبايتها ف االتحياد الروسي ‪ 1 ،‬وميأل الوالحيظ أن يذه‬
‫الفقرة جام مطايقة للفقرة الثالثة مأل الوادة ال امسة والسبعيأل التي جعليت‬
‫وضع نظاا فرل المرائت مأل اختصاص االتحاد على وجه الحصر ‪.‬‬
‫الاادولي ‪ :‬وينصييت ييذا االختصيياص علييى تنسيييا‬ ‫االمتصااا‬ ‫‪-4‬‬
‫العالقا الدولية واالقتصادية ال ارجية لودسسا االتحياد الروسي وتنفييذ‬
‫االتفاقيا الدولية لالتحاد الروس ‪ 2 ،‬ومأل الوالحيظ أن نيا تيداخال يييأل‬
‫‪ ،‬ا ع مأل الويادة الحاديية والسيبعيأل واللتييأل تراتيا‬ ‫ذه الفقرة والفقرتيأل‬
‫تنظيم العالقا الدولية واالقتصادية ال ارجية لالتحاد على سبيل الحصر ‪.‬‬
‫‪ -5‬تنظيم الملكية ‪ :‬مأل خيال تحدييد أميال الدولية ‪ 3 ،‬وتنظييم قميايا اميتال‬
‫واست داا ااراض وما ف جوفها والوياه والووارد االقتصيادي ‪ 4،‬وتنظييم‬
‫استغال الطبيعة وحواية البيئية وضيوان أمنهيا وإدامية الوحوييا الطبيعيية‬
‫‪5‬‬
‫ذا ال صو ية وحفظ اآلثار التاري ية والثقافية ‪.‬‬
‫‪ -6‬اإلشراف على شؤون الصحة ‪ :‬مأل يييأل االختصا يا الوييتراة‬
‫التي توارسييها الحكوميية الورالييية والواليييا ‪ ،‬الرعاييية الصييحية وحواييية‬
‫ااسييرة وااموميية والطفوليية وحواييية الومتوييع ‪ ،‬يوييا فيي ذلييك التييأميأل‬

‫‪ - 1‬م (‪/72‬ط) من الدستور الروسي ‪.‬‬


‫‪ - 2‬م (‪/72‬ن) من الدستور الروسي ‪.‬‬
‫‪ - 3‬م (‪/72‬د) من الدستور الروسي ‪.‬‬
‫‪ - 4‬م (‪/72‬جـ) من الدستور الروسي ‪.‬‬
‫‪ - 5‬م (‪/72‬رـ) من الدستور الروسي ‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫االجتواع ‪ 1،‬وات اذ اقجراما الال مة للحد مأل مثيار الكيوارث والوآسي‬
‫الطبيعييية وااويئيية ومكافحيية م لفاتهييا ‪ 2،‬وحواييية البيئيية اا ييلية لسييكأل‬
‫الومتوعا ااثنية الصغيرة العدد ‪.3‬‬
‫وضييع ااسييس العاميية لتنظيييم شييدون التريييية والتعليييم والثقافيية‬ ‫‪-7‬‬
‫‪4‬‬
‫على الرياضة والتريية البدنية ‪.‬‬ ‫واقشرا‬
‫ومأل خال استعرال االختصا ا الت يوارسها االتحاد سوام ما‬
‫اان منها عليى وجيه االنفيراد أو يصيورة مييتراة ميع الوالييا ‪ ،‬نميد إن‬
‫االتحاد يغالبية االختصا يا الهامية سيوام ميا ايان‬ ‫الدستور اان قد خ‬
‫منها داخليا أو خارجيا والت توس االتحاد يأسره ‪.‬‬
‫والوالحظ إن ذه السعة في الصيالحيا اانيت قيد انعكسيت عليى‬
‫الصالحيا الت يوارسها رئييس الدولية في م تليف الومياال التييريعية‬
‫والعسكرية والدولية ‪ ،‬يل أن رئيس الدولة أ بح يتوتع يقيوة ملووسية اتمياه‬
‫سلطا الدولة ااخرى التيريعية – الحكومةع واوا سنبّر ه الحقا ‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬مصائص االتحاد الفيدرالي‬


‫التالية ‪-:‬‬ ‫يتسم االتحاد الفيدرال يال صائ‬
‫فنييام الي صييية الدولييية للييدويال الداخليية ف ي االتحيياد ‪ ،‬وظهييور‬ ‫‪.1‬‬
‫ش صية الدولة االتحادية ‪.‬‬ ‫ش صية دولية جديدة‬

‫‪ - 1‬م (‪/72‬ز) من الدستور الروسي ‪.‬‬


‫‪ - 2‬م (‪ ) /72‬من الدستور الروسي ‪.‬‬
‫‪ - 3‬م (‪/72‬ل) من الدستور الروسي ‪.‬‬
‫‪ - 4‬م (‪/72‬و) من الدستور الروسي ‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫‪ .2‬لالتحاد سلطة مباشرة على رعايا الواليا الداخلة ف االتحاد ‪.‬‬
‫‪ .3‬اضييطالع السييلطة الورالييية الحكوميية الفيدراليييةع يسييائر اليييدون‬
‫ال ارجية لفنام الي صية الدولية ليدويال االتحياد فتيدخل الدولية المدييدة‬
‫وتوثييل في الونظوييا الدولييية‬ ‫في عالقييا دولييية مييع يير ييا مييأل الييدو‬
‫وتقيرر الحيرب‬ ‫واققليوية وتبرا الوعا يدا وتتبياد التوثييل الديلوماسي‬
‫‪1‬‬
‫والسالا ‪.‬‬
‫ولقاعدة انفراد السيلطة الوراليية يالييدون ال ارجيية اسيتثناما ‪ ،‬إذ‬
‫أقر يعل الدساتير الفيدرالية للدويال حيا التوثييل الديلوماسي الوسيتقل‬
‫وحا إييراا الوعا يدا الدوليية ‪ ،‬اويا في دسيتور اقمبراطوريية االوانيية‬
‫الفيدرالية لسنة ‪ 2، 1871‬ودستور االتحاد السيوفيت السيايا لسينة ‪، 1977‬‬

‫حيث مينح الوالييا حيا التوثييل الديلوماسي الوسيتقل وإرسيا الوبعيوثيأل‬


‫والدخو ف عالقا دولية ‪ ،‬وعوليا انمّوت أوارانيا وروسيا‬ ‫الديلوماس‬
‫‪3‬‬
‫البيمام لومم الوتحدة ومثلت ييكل مستقل عأل االتحاد السوفيت السايا ‪.‬‬

‫‪--4‬تعد الحرب ييأل دويال االتحاد حريا أ لية ‪.‬‬


‫دويال االتحاد إال عأل يعل اختصا اتها الداخلية لالتحياد‬ ‫‪ -5‬عدا تنا‬
‫وتحتفظ يباق االختصا ا ‪.‬‬

‫‪ - 1‬د ‪ .‬عبد الغين بسيوني عبد اهلل – النظم السياسية والقانون الدستوري – املرجع السابق – ص ‪. 105‬‬
‫‪ - 2‬د ‪ .‬إبراريم عبد العزيز شيحا – املرجع السابق – ص ‪. 62‬‬
‫‪ - 3‬د ‪ .‬حامد امحد األفندي – نظم احلكم املقارنة – دار اجليل للطباعة – مصر – ‪ – 1972‬ص ‪. 247-246‬‬

‫‪98‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -6‬استقال ال والية يسلطاتها العامة التيريعية والتنفيذيية والقميائيةع‬

‫والت تواري اختصا اتها و الحياتها ف حدود إقليوها وعلى شعبها فقط‬
‫ي أقسيياا إدارييية اوييا ف ي إقليييم الدوليية‬ ‫إذ أن دويييال االتحيياد الفيييدرال‬
‫‪2‬‬
‫الووحدة أو البسيطة ‪.‬‬

‫جنسية الدولة المديدة ولكأل يبقيى شيعت الوالييا‬ ‫‪ -7‬وحدة المنسية و‬


‫متوتعا يرعوية واليته دون أن يعتبر ذلك ا دواجا ف المنسية ‪.‬‬
‫‪ -8‬وحدة الدستور في الدولية ميع احتفياظ ايل دويلية يحيا وضيع دسيتور‬
‫‪3‬‬
‫خاص يها شريطة أال يتعارل مع الدستور الووحد للدولة الفيدرالية ‪.‬‬
‫‪ -9‬احتفيياظ الواليييا يوحييدة إقليوهييا والتي ال يوكييأل أن توييس أو تعييد إال‬
‫يووافقتها ‪.‬‬
‫‪ - 10‬احتفاظ ال دويلة يحا تنظيم سلطاتها الدستورية ويوا يتالما وظروفهيا‬
‫‪ ،‬فه يير مللمة يات اذ أنظوة موحدة ‪ ،‬و يذا يسيوح يطيرذ عيدة تميارب‬
‫دسييتورية ‪ 4،‬وقييد يستيييف االتحيياد نظامييه الدسييتوري مييأل تمرييية إحييدى‬

‫الواليا الناجحة ‪.‬‬


‫‪ -11‬يصلح ذا االتحاد للتطبيا ف ظل النظاميأل الولك والموهوري ‪.‬‬

‫أريوت‪ -1965 -1964 -‬ص‬ ‫‪ - 1‬عبده عويدات – النظم الدستورية يف لبنان والبالد العربية – دار النهضة العرب ي‬
‫أة – ب‬
‫‪. 34 -33‬‬
‫– املرجع السابق – ص ‪. 167‬‬ ‫‪ - 2‬طعيمة اجلر‬
‫‪ - 3‬د ‪ .‬محيد حنون الساعدي – مبادئ القانون الدستوري والنظام السياسي يف العراق – دار احلكمة للطباعة والن ش‬
‫أر –‬
‫املوصل – ‪ – 1990‬ط‪ -1‬ص ‪. 48‬‬
‫أداد‪-1981 -‬‬ ‫‪ - 4‬منذر الشاوي‪ -‬القانون الدستوري – ج‪ -1‬نظرية الدولة – منشورات مركز البحوث القانون ي‬
‫أة – ب غ‬
‫ص‪ 98‬وما بعدرا‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫‪ -12‬ي مع تنظييم يذا االتحياد احكياا القيانون الدسيتوري ‪ ،‬عليى خيال‬
‫االتحادا ااخرى الت ت مع احكاا القانون الدول ‪ ،‬ذليك أن الوعا يدا‬
‫الدولية تنظم العالقا ييأل الدو أما القانون الدستوري فينظم عالقا الدولة‬
‫الواحدة ‪ ،‬وحيث أن الواليا الداخلة ف االتحاد الفييدرال تنصيهر وتنيدمج‬
‫ف دولة االتحاد وتفنى ش صيتها الدولية وال تبقيى سيوى ش صيية االتحياد‬
‫الدولية ‪ ،‬مأل نا ينظم القانون الدستوري عول ونياط ذه الي صية الدولية‬
‫المديدة وعلى حد سوام مع الدولة الووحدة أو البسيطة ‪.‬‬
‫وانطالقا مأل ذلك أطلا يعل الفقه على االتحاد الفيدرال ‪ ،‬االتحياد‬
‫الدستوري ‪ 1،‬ياعتبار أن ذه التسوية اقرب إلى واقع الدولة المديدة وتعبييرا‬

‫عييأل تنظيييم القييانون الدسييتوري لهييا ‪ ،‬وأطلييا الفقييه االوييان علييى الدوليية‬
‫الفيدرالية تعبير دولة دو ‪ 2،‬اونها تتألف مأل اندمان عدة دو لها ش صيتها‬

‫الوستقلة قبل االتحاد ‪.‬‬


‫‪ -13‬تيييتر الدوليية الفيدراليية والووحييدة يييذا ااراييان الواجييت توافر ييا‬
‫لتأسيس الدولة مأل شعت وإقليم وسلطة وحكومية ‪ ،‬فييعت الدولية الفيدراليية‬
‫و ممووع شعت الواليا ‪ ،‬وإقليوها يتوثل ف إقليم الدو الونصيهرة ‪ ،‬أميا‬
‫الحكومة فه ذا طبعة ملدوجة ‪ ،‬فهنا الحكومة االتحاديية التي توياري‬
‫الحياتها الدستورية ف سائر أنحام االتحاد ‪ ،‬و نا الحكومة الوحلية الت‬
‫ال تعول إال ف حدود الدويلة أو الوالية ‪.‬‬
‫رابعا ‪ -‬ثنائية السلطات ‪-:‬‬

‫‪ - 1‬د ‪ .‬الشافعي حممد بشري – القانون الدولي العام يف احلرب والسلم – دار الفكر العربي – ال ق‬
‫أارر – ط‪1979 -4‬‬
‫– ص ‪. 184‬‬
‫‪ - 2‬د ‪ .‬منذر الشاوي‪ -‬القانون الدستوري واملؤسسات السياسية يف العراق – بغداد‪ -‬ط‪ – 1966 -2‬ص ‪. 73‬‬

‫‪100‬‬
‫‪ -1‬ثنائية السلطة التشريعية ‪-:‬‬
‫جرى العول ف يالبية الدو االتحادية على ااخذ ينظياا الوملسييأل‬
‫ف ي تنظيييم السييلطة التيييريعية ‪ ،‬حيييث يوثييل أحييد الوملسيييأل شييعت الدوليية‬
‫ّ‬
‫الونظوة لالتحاد ‪.‬‬ ‫االتحادية ‪ ،‬ويوثل الوملس ااخر الواليا‬
‫ففي ي الوالييييا الوتحيييدة اامريكيييية تتيييألف السيييلطة التييييريعية‬
‫‪( House of‬‬ ‫الكيييونغريع ميييأل مملسييييأل ويييا ‪ ،‬ممليييس النيييواب‬
‫)‪ Representative‬الذي يوثل الييعت اامريكي يوحدتيه القوميية اليياملة‬
‫ياعتبار أن الواليا الوتحدة مكونة مأل شعت واحد ‪ 1.‬وينت ت يذا الومليس‬

‫مأل قبل مواطن ال الواليا وحست عدد سكانها ‪ ،‬ويوعد نائت واحد لكيل‬
‫ثالثيأل ملف نسوة ‪ ،‬ونائت واحد لكل والية يقل عدد سكانها عأل ذا العدد ‪.‬‬
‫مملس النواب يووارسة الصيالحيا التي تتعليا ياالتحياد‬ ‫وي ت‬
‫يأسييره ‪ ،‬ااالختصيياص الوييال والعسييكري والهمييرة والموييار ‪ ،‬وتوجيييه‬
‫االتهاا للرئيس االتحادي وأعمام مملس الييو ‪.‬‬
‫أما مملس اليييو فتتوثيل فييه الصيفة االتحاديية للدولية اامريكيية‬
‫االتحادية وال ت تلف طريقة االختيار أعمام ذا الوملس عأل طريقة اختيار‬
‫أعمام مملس النواب إذ يمري اختيار أعميام يذا الومليس عيأل طرييا‬
‫‪2‬‬
‫يغر أو ابير حموهيا ‪،‬‬ ‫االنت اب أيما على أن يكون لكل والية شيي ان‬
‫قل أو اثر عدد سكانها ‪ ،‬فتستوي ف ذلك والية نيوييور التي يقتيرب عيدد‬
‫سكانها مأل عيريأل مليون نسوة ‪ ،‬مع والية االسكا الت ال يليد تعداد ا عأل‬

‫‪ - 1‬م ( ‪ )3/1‬من الدستور األمريكي ‪.‬‬


‫أه ‪- -‬‬
‫أاء والف ق‬
‫أوعة الق ض‬
‫‪ -109‬د‪ .‬حسن السيد إمساعيل – النظام السياسي للواليات املتحد األمريكية واجنلرتا – مو س‬
‫ج‪ -109‬بريوت – لبنان – ‪ -1982‬ص‪. 15‬‬

‫‪101‬‬
‫نصف ملييون نسيوة ‪ ،‬ويميوأل يذا التوثييل الوتسياوي للوالييا نوعيا ميأل‬
‫التوا ن ويحو دون طغيان الواليا الكبيرة على الصغيرة ‪.1‬‬

‫ويبلغ عدد أعمام مملس الييو مائة عمو ‪ ،‬ويرأي ذا الوملس‬


‫نائت رئيس الموهورية ‪ ،‬ويواري ذا الوملس اختصا ا يالغة اا وية ‪،‬‬
‫فهييو ييييار مملييس النييواب ف ي اقتييراذ مييياريع القييوانيأل ‪ ،‬وف ي فييرل‬
‫المرائت ووضع قواعد المنسية وإنيام الوحاام ااقل مأل الوحكوية العلييا ‪،‬‬
‫ذا إضافة إلى اختصا ا أخرى يالغة اا وية ‪.‬‬
‫وف العراق تألفت السيلطة التييريعية يووجيت دسيتور عياا ‪2005‬‬
‫مأل مملسيأل ‪ ،‬وا مملس النواب ومملس االتحاد ‪.‬‬
‫ويوثل مملس النواب ممووع اليعت العراق يوعد نائت واحد لكل‬
‫مائة ألف نسوة ‪ ،‬و ذا يعن أن عدد أعمام ذا الوملس يير محدد ويتبيايأل‬
‫فيه التوثيل مأل محافظة اخرى ومأل إقليم اخر وحست عدد سكانه ‪ 2.‬وتوثل‬
‫‪3‬‬
‫فيه النسام ينسبة ال تقل عأل الريع ‪.‬‬
‫وحدد الدستور مدة والية الوملس يأريعة سنوا تقويوية تبيدأ ييأو‬
‫جلسة وتنته ينهاية السنة الرايعة ‪ 4.‬على أن يمري انت اب الوملس المدييد‬
‫‪5‬‬
‫قبل خوسة وأريعيأل يوميا مأل تاري انتهام الدورة االنت ايية ‪.‬‬

‫أة‬ ‫‪ - 1‬علي يوسف الشكري – نظام اجمللسني يف الدول االحتادية واملوحد – دراسة مقارنة – رسالة ماج س‬
‫أتري ‪ -‬جام ع‬
‫بغداد – كلية القانون – ‪ -1994‬ص ‪. 35‬‬
‫‪-2‬م ( ‪ /49‬أوال ) ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬م ( ‪ /49‬رابعا )‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬م ( ‪ /56‬أوال )‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬م ( ‪ /56‬ثانيا )‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫مملس النواب يووجت الدستور النافيذ يغالبيية الصيالحيا‬ ‫واخت‬
‫يتيريع‬ ‫التيريعية الهامة ‪ ،‬إن لم نقل جويعها ‪ .‬فبووجت الوادة ‪61‬ع اخت‬
‫القييوانيأل االتحادييية ‪ ،‬والرقاييية علييى السييلطة التنفيذييية ‪ ،‬وانت يياب رئيييس‬
‫الموهورية ‪ ،‬وتنظيم عولية الوصادقة على الوعا دا واالتفاقييا الدوليية ‪،‬‬
‫والووافقة على تعييأل رئييس وأعميام محكوية التويييل االتحاديية ‪ ،‬ورئييس‬
‫القميائ ينيام عليى اقتيراذ ممليس‬ ‫االدعام العاا ‪ ،‬ورئيس يئية اقشيرا‬
‫القمام ااعلى ‪ ،‬والووافقة على تعييأل السفرام وأ حاب الدرجا ال ا ية‬
‫ينام عليى اقتيراذ ممليس اليو رام ن والووافقية عليى تعيييأل رئييس أرايان‬
‫ومعاونيه ‪ ،‬ومأل يم يونصيت قائيد فرقية فويا فيوق ‪ ،‬ورئييس جهيا‬ ‫المي‬
‫الو ايرا ‪ ،‬وله مساملة رئيس الموهورية ينام على طلت مسيبت ياايلبيية‬
‫الوطلقة لعدد أعمام الوملس ‪ ،‬وله إعفامه ميأل منصيبه يعيد إدانتيه ميأل قبيل‬
‫الوحكوة االتحادية العليا ‪.‬‬
‫وللوملس ينيام عليى طليت اايلبيية الوطلقية سيحت الثقية ميأل أحيد‬
‫الو رام ‪ ،‬وله ينام على طلت رئييس الموهوريية أو خويس أعميامه سيحت‬
‫ذه الحالة تعد الو ارة مستقيلة يأاولها ‪.‬‬ ‫الثقة مأل رئيس الو رام ‪ ،‬وف‬
‫وللوملس الووافقة على إعالن حالية الحيرب وحالية الطيوارا ينيام‬
‫على طلت مييتر ميأل رئييس الموهوريية ورئييس ممليس اليو رام ‪ ،‬وليه‬
‫إجرام الوناقلة ييأل أيواب وفصو الووا نة العامة وت فيل ممويل مبالغهيا‬
‫‪1‬‬
‫وله عند المرورة اقتراذ يادة إجوال مبالغ النفقا ‪.‬‬
‫أما مملس االتحاد فلم يفرد له الدسيتور سيوى نصييأل ‪ ،‬أشيار ااو‬
‫منهوا إلى إنييام ممليس تييريع مخير إليى جانيت ممليس النيواب ‪ ،‬ييدعى‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬م (‪ )62‬من الدستور‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫مملس االتحاد يميم في عميويته موثلييأل عيأل ااقياليم والوحافظيا ييير‬
‫الونتظوة يإقليم ‪ 1.‬وأحيا الدسيتور ايل ميا يتعليا يهيذا الومليس إليى قيانون‬
‫يصدر الحقا عأل مملس النواب ‪.‬‬
‫ا ‪137‬ع أجل الدستور يووجبه ال ما يتعليا يهيذا‬ ‫الثان‬ ‫أما الن‬
‫دور قرار مأل مملس النواب يأيلبية الثلثيأل في دورتيه‬ ‫الوملس إلى حيأل‬
‫االنت ايية الثانية الت يعقد ا يعد نفاذ الدستور ‪.‬‬
‫ويذ ت جانت مأل الفقه إلى أن ااخذ ينظاا الوملسيأل مأل مستللما‬
‫الدولة االتحادية حيث ‪ 2،‬تتكيون الدولية االتحاديية ميأل أفيراد ودوييال لهيا‬

‫استقاللها الذات ‪ ،‬ولكأل ما ذ ت إليه ذا المانت مأل الفقه ال يوكأل ااخذ ييه‬
‫علييى إطالقييه ‪،‬فقييد أخييذ يعييل الييدو االتحادييية ينظيياا الوملييس الواحييد‬
‫واستطاعت يرلواناتها القياا يوظائفها على أاول وجه ‪ ،‬مأل يينها يويوسالفيا‬
‫ف دستور عاا ‪ ، 1963‬وأطلا على ذا الوملس اسم الموعية الفيدراليية (‬
‫)‪ Federal Assembly‬ومثليييت يييذه الموعيييية ميييواطن الموهورييييا‬
‫‪3‬‬
‫اليويسالفية واذلك الواليا الست الوكونة لالتحاد ‪.‬‬

‫‪ -2‬ثنائية السلطة التنفيذية ‪-:‬‬


‫ف االتحاد الفيدرال ‪ ،‬يمري اقتساا السلطة التنفيذيية يييأل الحكومية‬
‫يالحيتها‬ ‫الورالية والحكوما الوحلية ‪ ،‬حيث تواري الحكومة الورالية‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬م ( ‪ )65‬من الدستور‪.‬‬
‫‪ - 2‬د ‪ .‬وحيد رأفت ود‪ .‬وايت إبراريم – القانون الدستوري – املطبعة العصرية – مصر – ‪ 1937‬ص ‪ ،198‬كذلك د ‪.‬‬
‫أريوت – ط‪ – 1958 -1‬ص‬
‫أقيلي – ب‬
‫زردي يكن – القانون الدستوري والنظام السياسي ‪ -‬مطبعة جوزيف سليم ص‬
‫‪. 258‬‬
‫‪3‬‬
‫– ‪-Michel Ameller _ Parliament Comparative Study in fifty countries – Cass ell‬‬
‫‪1966- p.7‬‬

‫‪104‬‬
‫ييعيد االتحيياد ‪ ،‬في حيييأل تويياري الحكومييا الوحلييية ييذه‬ ‫التنفيذييية علييى‬
‫الصالحية ف حدود الواليا فقط ‪.‬‬
‫وعلى حد سوام ميع السيلطة التنفيذيية في الدولية الووحيدة ‪ ،‬تتكيون‬
‫السلطة التنفيذية ف االتحاد الفيدرال ميأل رئييس وحكومية اتحاديية ومحليية‬
‫ويتبايأل تيكيل الحكومة مأل نظاا دستوري اخر ‪ ،‬فف الدولة االتحادية الت‬
‫تأخذ يالنظاا الرئاس ‪ ،‬تتكون الحكومة االتحادية ميأل رئييس اتحيادي وعيدد‬
‫مييأل الييو رام االتحييادييأل ‪ ،‬وال يعييد ييدالم الييو رام إال مسيياعديأل للييرئيس‬
‫يأتورون يأوامره وينتهون ينوا يهه ‪ ،‬فهم ممرد مساعديأل وأعيوان لليرئيس‬
‫الحياته الدستورية ف إدارة اليدون التنفيذية ‪.‬‬ ‫و و يواري‬
‫أمييا السييلطة التنفيذييية الوحلييية فتتكييون مييأل حيياام الوالييية وأعمييام‬
‫الحكوميية الوحلييية ‪ ،‬ويتحييدد اختصيياص ييذه الحكوميية ف ي إدارة اليييدون‬
‫التنفيذية للوالية وال يتعدى اختصا ها إلى الواليا ااخرى ‪.‬‬
‫‪ -3‬ثنائية السلطة القضائية ‪-:‬‬
‫ف ي االتحيياد الفيييدرال يمييري اقتسيياا الصييالحيا القمييائية ييييأل‬
‫الوحاام االتحادية ومحاام الواليا ‪ ،‬وثنائيية السيلطة القميائية في االتحياد‬
‫الفيييدرال أميير ال ينييى عنييه ‪ ،‬حيييث يتحييدد اختصيياص الوح ياام االتحادييية‬
‫يييالنظر في الوسييائل الوتعلقيية ياالتحيياد ‪ ،‬االرقاييية علييى دسييتورية القييوانيأل‬
‫والونا عييا االنت ايييية اختيييار رئيييس الدوليية وأعمييام مملس ي النييواب‬
‫واليييييو ع ومنا عيييا االتحييياد والوالييييا والونا عيييا يييييأل الوالييييا‬
‫ومنا عا اافراد التايعيأل لواليا م تلفة ‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫أما محاام الواليا فيتحدد اختصا ها يالنظر ف منا عا الوالية‬
‫الواحدة ‪ ،‬فتنظر ف دستورية قيوانيأل الواليية ومنا عيا اافيراد والطعيون‬
‫االنت ايية الوحلية ‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫الدول من حيث السيادة‬
‫كاملة السيادة وناقصة السيادة‬
‫إن ما يويل الدولة عيأل يير يا ميأل التنظيويا والتموعيا البييرية‬
‫ااخرى ‪ ،‬ليس فقط ااراان الثالث اليعت‪ -‬اققليم – السلطةع ولكأل أيما‬
‫مدى توتعها يالسيادة ‪.‬‬
‫وي تلف الفقه ف تحديد مفهيوا السييادة ‪ ،‬فوينهم ميأل ييذ ت إليى أن‬
‫معنا ا يتحدد ف أن يكون للدولة الكلوة العليا وااخيرة ف إدارة شدونها وال‬
‫ت مع ق ذلك لغير ا مأل اليدو ‪ 1.‬ومينهم ميأل ييذ ت إليى أن السييادة ي‬

‫القانون لومة وما يمعل مأل اامة دولة و توافر السلطة العامة‬ ‫التي ي‬
‫الت تعلو إرادة سائر ااعمام وال توجد فوقها سلطة ت مع لها ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ُ- Ernest Lavissest Alfred _ - Histoire general Tom3 – Formation des grads‬‬
‫‪Etats 1270 –1470 –1429-Paris –p.18.‬‬

‫‪106‬‬
‫أمييا ااسييتاذ دايييانع )‪ ( Dabin‬فيعرفهييا إن الدوليية تكييون ذا‬
‫أو تعويل‬ ‫سيادة ف مواجهة اافراد والمواعا ال ا ة والعامة التي تعيي‬
‫‪1‬‬
‫داخلها ‪ ،‬فه الومتوع السام الذي ي مع له اافراد والمواعا ع‪.‬‬

‫وتقسم السيادة إلى عدة أقساا تبعا لللاوية الت ينظر منها إليها ‪-:‬‬
‫أوال‪ -‬السيادة الداملية والخارجية ‪-:‬‬
‫معنى السيادة الداخليية ‪ ،‬إليى عيدا خميوع الدولية لسيلطة‬ ‫ينصر‬
‫دوليية أخييرى ‪ ،‬وحقهييا ف ي تيييريع القييوانيأل وسييأل اانظويية ‪ ،‬أمييا السيييادة‬
‫ال ارجية فتعن الحقوق الوكفولة للدولة في الوميا ال يارج وفقيا لقواعيد‬
‫القانون الدول ‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬السيادة الشخصية واإلقليمية ‪-:‬‬
‫ويبنيى يذا التقسيييم أساسيا عليى أراييان الدولية اليثالث اليييعت –‬
‫اققليم – السلطةع فتكون السيادة ش صية إذا ما جرى تحدييد ا عليى أسياي‬
‫عنصر اليعت ‪ ،‬وتكون السييادة إقليويية إذا ميا جيرى تحدييد ا عليى أسياي‬
‫اققليم ‪ ،‬والسيادة يهذا الوعنى تعن امتداد سلطان الدولة إليى ايل ميأل يعيي‬
‫على إقليوها ولو اان حامال لمنسية دولة أخرى ‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬السيادة القانونية والسياسية ‪-:‬‬
‫تعن ي السيييادة القانونييية ‪،‬انفييراد الدوليية يتيييريع القييوانيأل وتعييديلها‬
‫وإلغاؤ ا ‪ ،‬وي تلف أ حاب السيادة مأل دولة اخرى ‪ ،‬فتارة يكون أ حاب‬
‫السيادة القانونية ‪ ،‬أعمام السلطة التيريعية ‪ ،‬وتارة أخيرى يكيون أ يحاب‬
‫ذه السيادة أعمام السلطة التنفيذية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Dabin – J.L Etat OU La Politique , Essai de Définition Seirey _Paris- 1955-‬‬
‫‪p.39.‬‬

‫‪107‬‬
‫أما السيادة السياسية ‪ ،‬فتعن سيادة أولئك الذيأل لديهم حيا االنت ياب‬
‫والتصويت ‪ ،‬ويتحدد حميم أعميام يذه السييادة يويدى إطيالق وتقيييد حيا‬
‫االنت اب ‪ ،‬فيتسع حمم أ حاب السيادة إذا ما أخيذ الدولية يوبيدأ االقتيراع‬
‫العاا ‪ ،‬ويميا حموهم إذا ما أخذ الدولة يوبدأ االقتراع الوقيد ‪.‬‬
‫ويصفة عامة تقسم الدو مأل حييث السييادة إليى دو ااملية السييادة‬
‫ودو ناقصة السيادة ‪.‬‬

‫المطلب األول‬
‫الدولة كاملة السيادة‬
‫الدولة الت ال ت مع ف موارسة سلطاتها‬ ‫الدولة ااملة السيادة‪،‬‬
‫لسلطة أخر ‪،‬إال ف حدود ما تفرضيه عليهيا القيوانيأل وااللتلاميا الدوليية ‪،‬‬
‫ا مييوعها لليييرعية الدولييية والتلامهييا يعييدا االعتييدام علييى الغييير وعييدا‬
‫التدخل ياليدون الداخليية لليدو ااخيرى وتقييد ا يااللتلاميا الوفروضية‬
‫عليها يووجت الوعا دا الدولية‪ ،‬سوام أاانيت يذه الوعا يدا اختياريية أا‬
‫إجبارية ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫الدولة ناقصة السيادة‬

‫‪108‬‬
‫الدوليية ناقصيية السيييادة ‪ ،‬ي الدوليية التي تتبييع يير ييا مييأل الييدو‬
‫والهيئا الدولية ف إدارة شدونها الداخلية وال ارجية ‪ ،‬ويت ذ ذا النوع مأل‬
‫الدو عدة أشكا ‪.‬‬

‫الفرع األول‬
‫الدولة الخاضعة لالنتداب‬
‫)‪( Etat Sous Mondât‬‬
‫االنتداب ‪ ،‬نظاا استعواري انييأ يووجيت عهيد عصيبة ااميم ‪ ،‬فقيد‬
‫نصت الويادة ‪22‬ع ميأل العهيد عليى أن تطبيا الوبيادا ااتي يينهيا عليى‬
‫الوستعورا والبلدان الت لم تعد يعد الحرب تحت سييادة اليدو التي اانيت‬
‫تحكوهيا سيايقا والتي يقطنهيا شييعوب قا يرة عليى أن تحكيم نفسيها ينفسييها‬
‫العالوييية ف ي العييالم الحييديث ‪ ،‬وإن رفا ييية وتطييور ييذه‬ ‫يالنسييبة للظييرو‬
‫اليعوب تيكل مهوة مقدسة على عاتا الودنيية ‪ ،‬ويميدر يالويثياق أن يين‬
‫على الموانا الت تدمأل تنفيذ ذه الوهااع‪.‬‬
‫ويووجت ذا النظاا خمعت الدو الوهلومة في الحيرب العالويية‬
‫ااولى وااقاليم التي اانيت تتبعهيا وي ا ية في أفريقييا والييرق ااوسيط‬
‫للدو الونتصرة ف الحرب ‪ ،‬عليى أن تتعهيد ااخييرة يالعويل عليى رفا يية‬
‫وتقدا اليعوب الووضوعة تحت انتدايها ‪.‬‬
‫وقسوت ااقاليم ال اضعة لالنتداب إلى ثالثة أقساا ‪-:1‬‬

‫(القسم أ‪ -: ) A-‬ويمم أقاليم الدولة العثوانية العيراق – لبنيان – سيوريا‪-‬‬


‫فلسطيأل‪ -‬شرق ااردنع ‪،‬و ذه ااقاليم و لت إلى درجة مأل التطيور يوكيأل‬

‫‪ - 1‬د ‪.‬حممد عزيز شكري‪ -‬مدخل إىل القانون الدولي العام – مطبعة جامعة دمشق‪ -‬دمشق – ‪ – 1987‬ص ‪. 113‬‬

‫‪109‬‬
‫لهييا اأميية مسييتقلة علييى أن تسترشييد فيي إدارة شييدونها‬ ‫معهييا االعتييرا‬
‫ومصالحها يالدو ااخرى ‪.‬‬
‫( القسم ب‪ -: ) B -‬ويمم ممووعة مأل ااقاليم ااقل تطورا مأل إقليم القسيم‬
‫أ‪ A-‬ع ‪ ،‬السيييوا تلييك التي تقييع في أواسييط إفريقيييا الكيياميرون‪ -‬تويييو‪-‬‬
‫تنمانيقيا‪ -‬رواندا‪ -‬ع و ذه الومووعة لم تصل إلى درجة ميأل التطيور يوكيأل‬
‫معها أن تحكم نفسها ينفسها ‪ ،‬مأل نا تبقى ذه ااقاليم خاضعة مدقتيا لليدو‬
‫الونتدية لحيأل يلويها درجة مأل التطور يوكأل معها أن تدير شدونها ينفسها ‪.‬‬
‫(القسم جا ‪ -: ) C -‬ويمم ااقاليم النائية وااقاليم الصيغيرة قليلية السيكان‬
‫جنوب أفريقيا‪ -‬يينيا المديدة – جلييرة مارينيا واارولينياع و يذه ااقياليم‬
‫على درجة ميأل الت ليف ال يوكيأل معهيا منحهيا االسيتقال أو وضيعها تحيت‬
‫اقدارة الودقتة للدولة الونتديية ويالتيال تبقيى يذه ااقياليم خاضيعة للدولية‬
‫الونتدية واأنها جلم مأل إقليوها ‪.‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫الدولة التابعة‬
‫) ‪( Etat Vessel‬‬
‫معنييى الدوليية التايعيية إلييى ارتبيياط دوليية يييأخرى يرايطيية‬ ‫ينصيير‬
‫ال موع والوالم ‪ ،‬ويطلا على ااولى الدولية التايعية وعليى الثانيية الدولية‬
‫‪1‬‬
‫الوتبوعة ‪.‬‬
‫الدولة الوتبوعة يإدارة اليدون ال ارجيية للدولية التايعية ‪،‬‬ ‫وت ت‬
‫الدولية ‪ ،‬وتبرا الوعا دا نياية عنها وتيدير‬ ‫فتوثلها ف الونظوا والهيئا‬

‫أة‬ ‫‪ - 1‬د ‪ .‬حممد سامي عبد احلميد ود ‪ .‬حممد سعيد الدقاق ود‪ .‬مصطفى حسني سالمة – القانون الدولي ال ع‬
‫أام – من ش‬
‫– اإلسكندرية – ‪ -1999‬ص ‪. 311‬‬ ‫املعار‬

‫‪110‬‬
‫شدونها الديلوماسية ‪ ،‬وليس للدولة التايعة إال موارسة يعل االختصا يا‬
‫‪1‬‬
‫الداخلية ‪.‬‬

‫وال يوجد نوط واحد محيدد يينظم عالقية الدولية التايعية يالوتبوعية ‪،‬‬
‫التاري ية واالجتواعية واالقتصادية‬ ‫وإنوا ي مع تنظيم ذه العالقة للظرو‬
‫والسياسية ‪ 2،‬إال أن العول جرى عليى ارتبياط الدولية التايعية يالوتبوعية في‬

‫جويع الوعا دا التمارية والسياسية الت تعقد ا ااخيرة الوتبوعة ع ‪،‬اويا‬


‫اعتاد الدولة الوتبوعة على التدخل ميأل حييأل اخير في الييدون الداخليية‬
‫‪3‬‬
‫للدولة التايعة ‪.‬‬
‫وساد العول يهذا النظاا ف القرن التاسع عير ‪ ،‬فقد أ بحت مصير‬
‫تايعة للدولة العثوانية يووجيت معا يدة لنيدن الوبرمية في ‪ 15‬ميايو ‪1840‬‬
‫واستور ذا الوضع حتى سنة ‪ 4، 1914‬اوا طبا يذا النظياا عليى ااقياليم‬
‫يرييا ورومانييا‬ ‫ااوريية الت اانت خاضعة للدولة العثوانيية ‪ ،‬مثيل إقلييم‬
‫والمبل ااسود ويلغاريا ‪ ،‬حيث راذ يعمها يتنقل مأل نظاا الواليا التراية‬
‫إلى نظياا الوالييا الوسيتقلة داخيل الدولية العثوانيية ‪ ،‬ثيم إليى نظياا الدولية‬

‫أالن –‬ ‫‪ - 1‬د ‪ .‬غازي حسن صباريين‪ -‬الوجيز يف مبادئ القانون الدولي العام – مكتبة دار الثقافة للنشر والتوز ي‬
‫أع واإل ع‬
‫عمان – ‪ -1992‬ص ‪. 118‬‬
‫‪ - 2‬د ‪ .‬علي حممد مشبش – العلوم السياسية – دار اجلمارريية للنشر والتوزيع واإلعالن ‪ - -‬ليب ي‬
‫أا‪ -‬ط‪ – 1988 -3‬ص‬
‫‪. 134‬‬
‫‪ 3‬د ‪ .‬امحد إبراريم اجلبري – مبادئ العلوم السياسية – دون ذكر سنة ومكان الطبع – ص ‪. 233-232‬‬
‫‪ - 4‬د ‪ .‬حممد عزيز شكري – املدخل إىل القانون الدولي العام يف وقت السلم – دار الفكر – س‬
‫أوريا‪ -‬ط‪-1973 -2‬‬
‫ص ‪. 95‬‬

‫‪111‬‬
‫الوستقلة ييدونها الداخلية ميع يقائهيا مرتبطية يالبياب العيال يريياط التبعيية‬
‫‪1‬‬
‫انظاا انتقال لحيأل نيل االستقال النهائ ‪.‬‬

‫الفرع الثالث‬
‫الدولة المحمية‬
‫)‪(Etat Protégés‬‬
‫الحواية عالقة قانونية تنيئ عأل معا دة دولية يييأل دولتييأل إحيدا وا‬
‫قوية الحاميةع وااخرى ضعيفة الوحويةع ويووجت ذه الوعا يدة تميع‬
‫لهيا عيأل قيدر ميأل‬ ‫الدولة المعيفة نفسها تحت حواية الدولة القوية ‪ ،‬وتتنا‬
‫سيادتها الداخلية وسيادتها ال ارجية ‪ ،‬يوا ف ذلك االشيترا في الويدتورا‬
‫الدوليييية وإييييراا الوعا يييدا والتوثييييل الديلوماسييي ومباشيييرة الييييدون‬
‫الديلوماسية ‪.‬‬
‫وي مع تنظيم عالقة الدولة الحامية يالوحوية احكاا القانون الدول‬
‫‪2‬‬
‫وتكييون الحييرب ييييأل الييدولتيأل حييرب دولييية اوييا تحييتفظ الدوليية الوحوييية‬

‫يمنسيتها الوستقلة عأل جنسية الدولة الحامية‪ ،‬ومأل الدو الت خمعت لنظاا‬
‫الحامية ‪ ،‬الهند الصينية ‪ ،‬حييث اانيت خاضيعة للحوايية الفرنسيية ‪ ،‬وترتيت‬
‫على انتهيام يذه الحوايية ظهيور عيدة دو ‪ ،‬ي اوبودييا والوي وفيتنياا‬

‫أكندرية – ط‪-1967 -4‬‬ ‫‪ - 1‬د ‪ .‬حممد طه بدوي – أصول العوم السياسية ‪ -‬املكتب املصري للطباعة والن ش‬
‫أر – اإل س‬
‫ص ‪. 100‬‬
‫‪ - 2‬د ‪ .‬عبد العزيز حممد سرحان – مبادئ القانون الدولي – دار النهضة العربية – القارر – ‪ – 1980‬ص ‪– 490‬‬

‫‪112‬‬
‫للحوايية الفرنسيية حتيى‬ ‫اليوالية والمنويية‪ 1،‬اوا خمعت تيونس وميراا‬
‫‪2‬‬
‫سنة ‪. 1956‬‬

‫والمدير ياليذار إن نظياا الحوايية ميا ا معويوال ييه حتيى الوقيت‬


‫الحاضر ‪،‬إذ ت ميع إدارة مونيااو للحوايية الفرنسيية يووجيت معا يدة ميايو‬
‫‪ ، 1948‬وت مييع سييان مييارينو للحواييية اقيطالييية يووجييت معا ييدة يونيييو‬
‫‪3‬‬
‫‪. 1898‬‬

‫الفرع الرابع‬
‫نظام الوصاية‬
‫)‪( Etat Sous TU. Telle International‬‬
‫يقصد ينظاا الو اية ‪ ،‬قياا دولة أو أاثير يوسياعدة إقلييم معييأل في‬
‫إدارة شدونه ال ارجية أو الداخلية أو اليهوا ‪ ،‬أو تقديم النصح له حتى يصيل‬
‫إليى الدرجية التي يسيتطيع فيهيا ذليك اققلييم االسيتقال يييدونه عليى نحيو‬
‫‪4‬‬
‫اامل ‪.‬‬

‫‪ - 1‬د ‪ .‬علي حممد مشبش – املرجع السابق – ص ‪. 136‬‬


‫‪ - 2‬د ‪ .‬بطر غالي و د ‪ .‬حممود خريي عيسى – املدخل يف علم السياسة – مكتبة األ جنلو مصرية – ال ق‬
‫أارر – ط‪-5‬‬
‫‪ – 1976‬ص ‪. 215‬‬
‫‪ 3‬د ‪ .‬غازي حسن صباريين – املرجع السابق‪ -‬ص ‪. 118‬‬
‫‪ - 4‬د ‪ .‬حممد السعيد الدقاق – املرجع السابق‪ -‬ص ‪. 385‬‬

‫‪113‬‬
‫السياسية الت طبعيت ميدتور‬ ‫وإذا اان نظاا االنتداب وليد الظرو‬
‫إليى حيل الوييكلة‬ ‫الصلح سنة ‪ ، 1919‬فإن نظاا الو اية ‪ ،‬ظيا را يهيد‬
‫االستعوارية على النحو الذي يسهم ف حفظ السيلم وااميأل اليدولييأل وي ّوكيأل‬
‫اليعوب مأل تقرير مصير ا ‪.‬‬
‫فحينوا نيأ اامم الوتحدة ف أعقاب الحرب العالوية الثانيية ‪ ،‬ايان‬
‫تليك‬ ‫نا عدد مأل ااقاليم يير متوتعة يالحكم الذات ‪ ،‬واان مأل ييأل أ دا‬
‫الهيئة محاولة مساعدة تلك ااقاليم على النهول والتقدا على نحو يوكأل معه‬
‫تقرير مصير ا ينفسها والو و إلى حد تسيتطيع معيه االسيتقال يييدونها‬
‫اامم الوتحدة نظاما أطلقت عليه نظاا الو اية‬ ‫وحكم نفسها ‪،‬مأل نا أنيأ‬
‫سالفة الذار ‪.‬‬ ‫لتحقيا اا دا‬
‫وحدد الوادة ‪77‬ع مأل ميثاق اامم الوتحدة ااقاليم الويوولة ينظاا‬
‫الو اية ‪ ،‬و‬
‫ااقيياليم الويييوولة ينظيياا االنتييداب يعييد موافقيية الييدو الونتدييية علييى‬ ‫‪.1‬‬
‫وضعها تحت الو اية‪.‬‬
‫ااقيياليم الوقتطعيية مييأل الييدو الوهلوميية في الحييرب العالوييية الثانيية‬ ‫‪.2‬‬
‫دور الوحورع‪.‬‬
‫ااقاليم الت تمعها الدو الوسئولة عأل إدارتها يوحل إرادتها تحيت‬ ‫‪.3‬‬
‫نظاا الو اية ‪.‬‬
‫والمدير ياليذار إن حيدود الو ياية ‪ ،‬وسيلطت الدولية التي تتيولى‬
‫الو اية ‪ ،‬يتم تحديد ا يووجت اتفاقيا تبرا ييأل الدولة الت تتولى الو اية‬

‫‪114‬‬
‫ت تليف ميأل اتفياق‬ ‫واامم الوتحدة ‪ ،‬ومأل ثم فإن يذه الحيدود والصيالحيا‬
‫‪1‬‬
‫اخر ومأل حالة اخرى ‪.‬‬

‫ذا النظاا اللوا ‪ ،‬يعد أن أ در‬ ‫واليد مأل اقشارة إلى أن مآ‬
‫اامم الوتحدة ف ‪ 14‬ديسوبر ‪ ، 1960‬إعالنا دعت فيه إلى ضيرورة وضيع‬
‫يوره وأشيكاله ‪ ،‬وليم يعيد‬ ‫نهاية سريعة ويير ميروطة لالستعوار يموييع‬
‫لهذا النظاا وجود منذ سنة ‪،2 1977‬إال ف إقلييم واحيد يعيد أن خميع لهيذا‬

‫النظاا إحدى عيرة دولة ‪ 3‬و ذا اققليم و الوحيط الهادا الذي تولت أدارته‬
‫ممليس ااميأل يووجيت اتفياق و ياية عقيد‬ ‫الواليا الوتحدة تحيت أشيرا‬
‫يينهوا عاا ‪. 1947‬‬

‫الفصل الثالث‬
‫الحكومة‬
‫)‪(The Government‬‬
‫للحكومة عدة معان ‪ ،‬ويحكم تحديد معنى الحكومة ‪ ،‬معياريأل ‪ ،‬ويا‬
‫الوعيار الووضوع والعموي ‪.‬‬

‫‪ - 1‬د ‪ .‬حممد سامي عبد احلميد ود ‪ .‬حممد السعيد الدقاق ود‪ .‬مصطفى سالمة حسني‪ -‬املرجع السابق‪ -‬ص ‪. 313‬‬
‫‪ - 2‬يف رذا العام نالت غينيا اجلديد استقالهلا بعد أن كانت خاضعة لإلدار األوسرتالية‪.‬‬
‫‪ - 3‬اإلقليم اليت خضعت لنظام الوصاية ‪ ،‬ري ( توغو ‪ ،‬الكامرون‪ ،‬سامو الغربية ‪،‬رواندا ‪ ،‬غينيا اجلديد ‪ ،‬ناورو ‪ ،‬الصومال ‪،‬‬
‫احمليط اهلادئ ‪ ،‬مارشال ‪ ،‬مارينا ‪ ،‬كارولني )‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫والحكومة وفا الوعيار العميوي ‪ ،‬قيد يقصيد يهيا ممويوع الهيئيا‬
‫العليييا الوسييئولة عييأل تسيييير شييدون الدوليية ‪ ،‬والحكوميية يهييذا الوعنييى تمييم‬
‫يسأل القيوانيأل والسيلطة التنفيذيية التي تتيولى‬ ‫السلطة التيريعية الت ت ت‬
‫يالفصييل‬ ‫إ ييدار اانظويية والتعليوييا ‪،‬والسييلطة القمييائية التيي ت ييت‬
‫يالونا عا ‪.‬‬
‫معنيى الحكومية وفيا الوعييار العميوي إليى السيلطة‬ ‫وقد ينصر‬
‫التنفيذية رئيس الدولية واليو رام وميوظف اقدارا العامية ع‪ ،‬واسيتعوا‬
‫تعبييير الحكوميية يهييذا الوعنييى شييائعا للصييلة الوثيقيية ييييأل السييلطة التنفيذييية‬
‫والوواطأل ‪ ،‬فأوامر السلطة ونوا يهها إنوا يبلغ يها اافيراد عيأل طرييا يذه‬
‫الت تباشير وسيائل اقايراه الويادي في ميواجهتهم فيحسيبها‬ ‫السلطة ‪ ،‬و‬
‫الناي الهيئة الحااوة الوحيدة دون السلطتيأل التيريعية والقمائية ‪.‬‬
‫وأخيييرا يقصييد يالحكوميية وفقييا لهييذا الوعيييار الوعيييار العمييويع‬
‫الو ارة ‪ ،‬أي رئيس الو رام والو رام ‪ ،‬و ذا الوعنى شائع ف البلدان التي‬
‫تأخييذ يالنظيياا البرلوييان ‪ ،‬فيقييا الحكوميية البريطانييية والحكوميية االوانييية‬
‫والحكومة الهندية والحكومة التراية والحكومة العراقية ‪.‬‬
‫أما الحكومة وفا الوعييار الووضيوع ‪ ،‬فيقصيد يهيا وسيائل إسيناد‬
‫السلطة وايفية موارستها ‪ ،‬و ي يهيذا الوعنيى تقسيم إليى عيدة أقسياا ‪ ،‬فويأل‬
‫حيث طريقة اختيار رئيس الدولة تقسم إلى حكومة ملكية وجوهوريية ‪ ،‬وميأل‬
‫حيث ال موع للقانون تقسيم إليى حكومية قانونيية واسيتبدادية ‪ ،‬وميأل حييث‬
‫مصيييدر السييييادة والسيييلطة ‪ ،‬تقسيييم إليييى حكومييية فرديييية وأرسيييتقراطية‬
‫وديوقراطية ‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫المبحث األول‬
‫الحكومة من حيث مصدر السيادة والسلطة‬
‫الحكومة الفردية واألرستقراطية والديمقراطية‬
‫تقسم الحكوميا ميأل حييث السييادة والسيلطة ‪ ،‬إليى حكومية فرديية‬
‫مونقراطيةع وديوقراطية وحكومة أقلية أرستقراطيةع ‪.‬‬

‫المطلب األول‬
‫الحكومة الفردية ( المونقراطية)‬
‫)‪(La Monarchies‬‬
‫إن مصطلح مونقراطية ‪ ،‬و مصطلح يونان يتكون مأل مقطعييأل ‪،‬‬
‫ويا )‪( Monos‬وتعني واحيد و)‪ (kRatos‬وتعني حكيم ‪ ،‬أي حكيم الفيرد‬
‫واحد أو حاام واحد مهوا‬ ‫ذا النظاا تترال السلطة ييد ش‬ ‫الواحد ‪ ،‬وف‬
‫اختلفت ألقايه ‪.‬‬
‫ونظاا الحكم الفردي أو الوونقراطية ‪ ،‬يوكأل أن نميد ليه تطبيقيا في‬
‫اانظوة الولكية والموهورية وعلى حد سوام ‪ ،‬ويو ف النظياا الولكي في‬
‫ذه الحالة يي الولكية الوطلقةع وينقسم النظاا الولك يدوره إلى قسويأل وا ‪،‬‬
‫الولكية الوطلقة االستبدادية )‪ ، (La Tyrannies‬وتو ف الولكية الوطلقية‬
‫يهذا الو ف حينوا ال ي مع الولك لحكم القانون ‪ ،‬والولكية القانونية‬

‫‪117‬‬
‫)‪ (Monarchies Absolute‬وتو يف الولكيية الوطلقية يهيذا الو يف ‪،‬‬
‫حينوا يموع الولك ييأل يديه اافة السلطا إال أنه ي مع لحكم القانون ويتقيد‬
‫‪1‬‬
‫يأحكامه‪.‬‬

‫وف النظاا الموهيوري‪ ،‬يميري و يف اليرئيس اليذي يمويع اافية‬


‫ذا النظاا ال يتولى الرئيس الحكم عأل‬ ‫الصالحيا ييأل يديه يالداتاتور ‪،‬وف‬
‫طريا الوراثة ‪ ،‬ولكأل يالقوة يالبا مأل خال االنقاليا العسكرية ‪.2‬‬

‫ويذ ت جانت مأل الفقه إلى أن الحكم يبقى محتفظا يو يف الفرديية‬


‫وإن اييان الحيياام محاطييا يالوسيياعديأل والوستييياريأل ‪ ،‬طالوييا أن ييدالم‬
‫الوسيياعديأل والوستييياريأل ليييس لهييم دور حقيقي ف ي إدارة وتسيييير شييدون‬
‫‪3‬‬
‫البالد ‪.‬‬

‫وتقسم الفردية الوونقراطيةع إلى قديوية وحديثية ‪ ،‬وتتوثيل ااوليى‬


‫يالولكية الوطلقة والداتاتورية واالستبدادية ‪،‬أميا الثانيية فتتوثيل في اانظوية‬
‫الداتاتورية الت سياد العيالم يييأل الحيرييأل العيالويتيأل ‪ ،‬ااوليى والثانيية ‪،‬‬
‫االفاشية ف إيطاليا يلعامة موسلين ييأل عيام ‪ ، 1939 -1921‬والنا يية‬
‫ف ألوانيا ييأل عاميأل ‪ ، 1945 -1933‬واانظوة العسكرية الت يل يلدان‬
‫العالم الثالث ف أعقاب نيلها االستقال ‪.‬‬

‫‪ - 1‬د ‪ .‬حممود سعيد عمران وآخرون – املرجع السابق – ص ‪. 34‬‬


‫‪ - 2‬د ‪ .‬امحد إبراريم اجلبري – املرجع السابق – ص ‪. 264‬‬
‫‪ - 3‬د ‪ .‬صاحل جواد الكاظم ود ‪ .‬علي العاني – املرجع السابق – ص ‪. 13‬‬
‫– ‪-Marcel Prelot- Institutions Politiques ET Droit Constitutionnelle – Dalloz‬‬
‫‪Paris – 1963- p.149.‬‬

‫‪118‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫حكومة األقلية ( األرستقراطية)‬
‫)‪(Les Oligarchies‬‬
‫إن مصطلح اارستقراطية ‪ ،‬و مصطلح يونان يتكون مأل مقطعيأل‬
‫وا )‪ ( Aristos‬وتعن أ لح ‪ ،‬و )‪ ( Kratos‬وتعن سيلطة ‪ ،‬و ي ييذلك‬
‫تعن حكم أ لح الناي أو حكم خيرة القوا ‪.‬‬
‫أما مصطلح )‪ ( Oligarchies‬فهو ااخر مصيطلح يونيان يتكيون‬
‫مأل مقطعيأل ‪ ،‬وا )‪ (Oligos‬وتعن قلييل ‪ ،‬و )‪ (Archie‬وتعني حكيم أو‬
‫يذا النيوع ميأل‬ ‫أمر ‪ ،‬ويموع الوصطلحيأل فأنه يعن حكم الفئة القليلة ‪ ،‬وف‬
‫اانظوة تترال السلطة ييد فئة قليلة مأل اافراد ‪.‬‬
‫والحكم الفردي يذا يفتيرل وضيع السيلطة يييد أفميل ااشي اص‬
‫وأحسنهم ‪،‬تمسييدا للفكيرة القائلية يالقيانون الطبيعي أو الوكتسيت ‪ ،‬والوقسيم‬
‫ييكل ميتر ييأل عدد محدد مأل الرجا والعوائل‪.‬‬
‫وحكم ااقلية يوثل مرحلة وسط يييأل الحكيم الفيردي واليديوقراط ‪،‬‬
‫و و مرحلة انتقالية توهد السبيل لنقل السلطة مأل يد الحياام الوسيتبد يهيا إليى‬
‫اليعت ‪ .‬وخير مثا على ذلك التمريية اقنمليليية ‪ ،‬فبعيد أن اانيت السيلطة‬
‫مرالة ييد الولك ف ظل الولكية الوطلقة ‪ ،‬جرى تو يعها يعد ذلك ييأل الولك‬
‫الحاام الفردع والبرلوان حكم ااقليةع الن بية – الطبقية اارسيتقراطيةع‬
‫يوملسيييه اللييوردا – العوييواع حيييث اييان مملييس اللييوردا يوثييل منييذا‬
‫أرستقراطية العموية ‪ ،‬القتصار العموية فيه على اللوردا ورجا اليديأل‬
‫‪،‬أما مملس العووا فكان حتى سنة ‪ 1832‬منت بيا عليى أسياي أرسيتقراط‬

‫‪119‬‬
‫‪،‬إذ اان ييترط ف الناخت نصاب مال معيأل موا جعل االنت ياب مقصيورا‬
‫‪1‬‬
‫على فئة قليلة ‪.‬‬

‫ويورور اللمأل تماملت سلطة الولك حتى يدا ممرد سيلطة شيكلية‬
‫يالحيا‬ ‫يروتواولية ليس لها دور يذار ف الواقع العول ‪ ،‬اوا تماملت‬
‫مملس اللوردا وانتقلت إليى ممليس العويوا ‪ ،‬اليذي أ يبح يوثيل جوهيور‬
‫النيياخبيأل ويالبييية اليييعت يعييد إلغييام شييرط النصيياب الوييال وااخييذ يوبييدأ‬
‫االقتراع العاا ‪.‬‬

‫‪ - 1‬د ‪ .‬سليمان الطماوي – النظم السياسية والقانون لدستوري – دون ذكر مكان واسم املطبعة – ‪ -1988‬ص ‪. 95‬‬

‫‪120‬‬
‫وهكذا يبدو جليا كيف انتقلت السلطة في بريطانيا من الملك ( الحكم‬
‫الفردي ) ‪ ،‬إلى النخبة ( الحكم األرستقراطي ) ثم إلى الشعب ممثال في‬
‫مجلس العموم ( الحكم الديمقراطي)‪.‬‬

‫المطلب الثالث‬
‫الحكومة الديمقراطية‬
‫)‪(La Democratie‬‬
‫أن اصل اصطالح الديمقراطية ‪ ،‬مشتق منن مطنطلحين يوننانيين ‪،‬‬
‫همنا )‪ ( Demos‬وتعنني الشنعب ‪ ،‬و )‪ ( Kratos‬وتعنني ككنم أو سنلطة ‪،‬‬
‫ومن جمع المططلحين معا ‪،‬فإن مططلح الديمقراطية يعني ‪ ،‬سلطة الشنعب‬
‫أو ككم الشعب ‪.‬‬
‫فحكومة الشعب أو الحكومة الديمقراطية ‪ ،‬هي الحكومة التي يجنري‬
‫مباشرة السلطة فيها عن طريق الشعب أو غالبيتنه ‪ ،‬إذ يعند األيينر صناكب‬
‫السيادة الحقيقية وله دون غيره ممارسة السلطة في الدولة ‪.‬‬
‫ويذهب رأي في الفقه إلى أن مبدأ الديمقراطية يعد متحققا منن كين‬
‫الواقع بمجرد األيذ بمبدأ الفطل بين السلطات باعتبار أن ذلنك يمننع تركين‬
‫السلطة في يد هيئة واكدة ‪ ،‬ويذهب رأي أير إلى ضرورة التفريق في الحي‬
‫الجغرافنني الننذي يجننري تطبيننق الديمقراطيننة فيننه ‪ ،‬ويقسننم هننذا ا تجنناه‬
‫الديمقراطية إلى ديمقراطية شرقية وغربية ‪ 1،‬ونرى أن هنذا النرأي يجاننب‬
‫الحقيقية ويخرج الديمقراطية عن معناها الحقيقي ‪ ،‬فالديمقراطينة لهنا مفهنوم‬

‫اهرة – ص ‪.222‬‬
‫لق‬
‫لعريب – ا‬
‫لفكر ا‬
‫نظراي ت – دار ا‬
‫ل‬‫ية – دراسة يف األصو ل وا‬
‫اس‬‫ي‬
‫ا –علومس‬
‫ن‬‫‪ –1‬د‪.‬حممدنصرمه‬

‫‪121‬‬
‫يختلف بايتالف ال مان والمكان ‪ ،‬فهي تعني ككم الشنعب أو األينذ‬ ‫واكد‬
‫بمبدأ السيادة الشعبية ‪،‬أي أن يكون الشعب مطدر السيادة والسلطة ‪.‬‬
‫والجنندير بالننذكر أن مفهننوم الديمقراطيننة لننيس ككننرا علننى ن ننام‬
‫دستوري معين ‪ ،‬فمثلما يتحقق هنذا المفهنوم فني الن نام البرلمناني ‪ ،‬يتحقنق‬
‫أيضا في الن ام الرئاسي والمجلسي والمختلط ‪.‬‬
‫ورغم الم ايا التني يتمتنع بهنا الن نام النديمقراطي ‪،‬إ أن يطنومه‬
‫وجهوا له سهام النقد بقطد النيل منه ‪،‬ومن بين ا نتقادات التني وجهنت لهنذا‬
‫الن ام ‪-:‬‬
‫‪ .1‬إن الديمقراطيننة ككننم األقليننة أو علننى األقننل هنني ليسننت ككننم مجمننو‬
‫الشعب أو غالبيته ‪ ،‬باعتبار أن من يختص بتسيير األمور دايل األغلبية‬
‫أقلية ضئيلة ‪.‬‬
‫ونرى أن هذا النقد غينر مقبنو‪ ، ،‬كوننه يغفنل كقيقنة مسنلم بهنا ‪ ،‬هني‬
‫استحالة ممارسة سائر األفراد للسلطة زدياد عدد السكان في كافة الدو‪،‬‬
‫‪ ،‬كتى أن بعض الدو‪ ،‬قد تجاوز عدد سكانها المليار وربنع الملينار ‪ ،‬هنذا‬
‫إضافة إلى اتسا كجم المهام التي تضطلع بها الدولة بفعل انتشار األفكار‬
‫ا شتراكية واأليذ بمبدأ الدولة التديلينة ‪ ،‬وربمنا كنان األهنم منن ذلنك إن‬
‫القائلين بهذا النقد يغفلنون اعتبنارات السنرية الواجنب مراعاتهنا فني إدارة‬
‫شؤون الدولة ‪.‬‬
‫‪ -2‬أنها تؤدي إلى عدم تحديد المسؤولية ‪ ،‬كي يلقي النايب المسؤولية على‬
‫النائب الذي يلقيها بدوره على البرلمان ( ممثل الشعب) وبالتالي فننن هنذه‬
‫الحلقة المفرغة سوف تنتهي إلى ضيا المسؤولية ‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫محننل ينراده ‪،‬ألن المسننؤولية سنوف تتحنندد‬ ‫وننرى أن هننذا النقند‬
‫بنعضاء البرلمان وكثيرا ما يجنري كنل البرلمنان فني البلندان التني تنينذ‬
‫بالن ام البرلماني لثبوت تقطير أعضائه في أداء واجباتهم النيابية ‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا كانت الديمقراطية تعني ككم الشنعب ‪،‬فإنهنا قند تنؤدي إلنى الفوضنى‬
‫وا ضطراب ‪،‬إذ لم تطل كافة الشعوب إلى درجة من التطور يمكن معهنا‬
‫أن تحكم نفسها بنفسنها ‪ ،‬وإذا وصنلت بعضنها إلنى هنذه الدرجنة فنإن منن‬
‫وصل منها صفوة أو فئة معينة ‪ ،‬وليس مجمو األفراد ‪.‬‬
‫إن القننائلين بهننذا النقنند يفترضننون إن الديمقراطيننة يتحنندد معناهننا‬
‫بالديمقراطية المباشرة تحديدا ‪ ،‬ويغفلنون أن للديمقراطينة صنور أينرى ‪،‬‬
‫هي الديمقراطية النيابية وشبه المباشرة ‪.‬‬
‫‪ -4‬يذهب أنطار الديمقراطية ‪ ،‬إلى أن الديمقراطية الحقيقية ‪ ،‬هي التي تقوم‬
‫على التعددية الح بية ‪ ،‬باعتبارها الضمانة الحقيقية لرقابة الحكومة ومننع‬
‫استبدادها ‪ ،‬والوسيلة الفعّالة لتعبير الشعب عن رأيه ‪ ،‬وإذا كاننت التعددينة‬
‫غنى عنه لقيام الديمقراطية الحقيقية عنند أنطنارها ‪،‬فننن‬ ‫الح بية شرط‬
‫يطومها يرون فيها أنها منيذ كبير على الديمقراطية ‪ ،‬علنى أسناأ أنهنا‬
‫( التعددية الح بية) تخلق الفرقة وت ر الشقاق بين أفراد الشنعب ‪ ،‬كين‬
‫يسنعى كنل كن ب لكسنب تنييند أكبننر عندد منن األفننراد ولنو بطنرق غيننر‬
‫مشروعة لضمان وصوله إلى سدة الحكم ‪.‬‬
‫ونننرى أن هننذا الننرأي غيننر مقبننو‪ ، ،‬فقنند تننناوب علننى السننلطة فنني‬
‫بريطانيا منذ أوائل القرن العشرين كتى اآلن ك بي العما‪ ،‬والمحناف ين ‪،‬‬
‫وتناوب على السلطة في الو يات المتحدة مننذ القنرن التاسنع عشنر كتنى‬
‫اآلن الح ب الجمهوري والديمقراطي ‪ ،‬ولم يذكر التناري الدسنتوري فني‬

‫‪123‬‬
‫بريطانيا والو يات المتحدة أن الح بين الرئيسين كانا سببا لفرقت الشنعب‬
‫ا نجلي ي أو األمريكي ‪.‬‬
‫يطنلح إ إذا‬ ‫‪ -5‬يرى يطوم الديمقراطية ‪،‬أننه ن نام غينر مسنتقر فهنو‬
‫تطنلح ن امنا للحكنم‬ ‫كانت الدولة تعيش في ظل ظروف عادية ‪،1‬وهني‬

‫إذا كانت الدولة تعيش في ظل ظروف اسنتثنائية ‪ ،‬كين يسنتوجب كماينة‬


‫أمن الدولة تركي كافة أو غالبية الطنالكيات فني يند القنائمين علنى رأأ‬
‫السلطة أو العسكريين منهم ‪.‬‬
‫وفي رأينا إن هذا النقد مرفوض من أساسه ‪ ،‬ألن تقينيم ن نام معنين‬
‫اسنتثنائية ‪ ،‬فاألصنل أن تعنيش‬ ‫بد أن يجري فني ظنل ظنروف اعتيادينة‬
‫الدولة في ظل ظروف اعتيادية ‪ ،‬وا سنتثناء مرورهنا ب نروف اسنتثنائية ‪،‬‬
‫هذا إضافة إلى أن سائر الدو‪ ،‬قد تمر ب روف اسنتثنائية بغنض الن نر عنن‬
‫ن ام الحكم الذي تتبعه وتلجئها هذه ال روف إلى تركي كافة الطالكيات أو‬
‫غالبيتها في يد هيئة واكدة أو شخص واكد ‪.‬‬

‫اهرة – ‪ - 19 71‬ص‬
‫لقد‬
‫لعدريب ‪ -‬ا‬
‫لفكدر ا‬
‫لفكدر ا د ا – دار ا‬
‫لفدرد ك وا‬
‫لفكدر ا‬
‫يدةبددا ا‬
‫لدميقراط‬
‫–ا‬ ‫‪ - 1‬د‪ .‬امحدد رسد‬
‫‪.4 0‬‬

‫‪124‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫الحكومة من حيث الخضوع للقانون‬
‫الحكومة القانونية واالستبدادية‬
‫)‪(Legal Government and despotic Government‬‬
‫تقسم الحكومات من كي يضوعها للقانون إلى ‪-:‬‬
‫المطلب األول‬
‫الحكومة القانونية‬
‫)‪(Legal Government‬‬
‫الحكومة القانونينة ‪ ،‬هني الحكومنة التني يخضنع فيهنا الحكنام للقنوانين‬
‫واألن مننة النافننذة ‪ ،‬وفيهننا تتقينند الدولننة بمننا تتخننذه مننن قننرارات وإجننراءات‬
‫وتطرفات بحكم القانون ‪ ،‬ويذهب جانب من الفقه األلماني ‪ ،‬إلى أن يضو‬
‫الحكومة للقانون يتنافى مع فكرة السيادة ‪ ،‬لكن هذا الرأي غير مقبنو‪ ،،‬إذ أن‬
‫يننتقص منن سنيادتها ‪ ،‬كونهنا هني التني تضنع‬ ‫الحكومة للقانون‬ ‫يضو‬
‫القوانين وتلت م بها بمحنض إرادتهنا ‪ ،‬ولنيس هننا منن يفنرض عليهنا هنذا‬
‫‪1‬‬
‫ا لت ام ‪.‬‬

‫وا لت ام بنككام القنانون أمنر مفنروض فني الدولنة القانونينة علنى‬


‫سلطات الدولة الثالث ( التشريعية –التنفيذية – القضائية) فالسلطة التشريعية‬
‫مل مة في التشريعات التي تطدرها بالمبادئ العامنة النواردة فني الدسنتور ‪،‬‬
‫وبغير ذلك تعد تشريعاتها غير دستورية‪.‬‬

‫بق – ص ‪.3 20‬‬


‫ا‬‫لس‬
‫ية –املرجع ا‬
‫اس‬‫ي‬
‫لس‬‫نظم ا‬
‫ل‬ ‫‪ - 1‬د‪.‬حممد املل‬
‫يلة – ا‬

‫‪125‬‬
‫وتلت م السلطة التنفيذية عنند وضنعها األن منة والتعليمنات الالزمنة‬
‫لتسنهيل تنفينذ القننانون بمراعناة المبنادئ الننواردة فني الدسنتور والتشننريعات‬
‫النافذة ‪.‬‬
‫مقيندة فني أككامهنا بالتشنريعات النافنذة‬
‫أما السلطة القضائية ‪ ،‬فهني ّ‬
‫‪،‬ولننيس لهننا القضنناء بموجننب تشننريع ملغننى أو غيننر نافننذ أو قضنني بعنندم‬
‫دستوريته ‪ ،‬وهي في كل ذلك محكومة بايتطاصها الموضوعي والمكاني ‪،‬‬
‫كما أنها مل مة بمراعاة مبدأ التدرج القضائي ‪،‬إذ تلت م المحاكم األدنى درجة‬
‫بنككام وقرارات المحاكم األعلى درجة ‪.‬‬
‫والحكومة القانونية قد تكون ككومنة مقيندة ‪ ،‬تتنوز فيهنا السنلطات‬
‫بين جهات متعددة تتباد‪ ،‬بينها الرقابة ‪ ،‬وقند تكنون ككومنة مطلقنة ‪ ،‬تتركن‬
‫فيها السلطات بيد شخص أو هيئة واكدة مع يضوعها للقانون‪. .1‬‬
‫وضمانا لتحقيق مفهنوم الدولنة القانونينة ‪ ،‬بند منن اقتنران مخالفنة‬
‫القانون بج اء راد يقع على من يرتكبها ‪ ،‬مع األيذ بمبدأ الرقابة القضنائية‬
‫والسياسية على دسنتورية القنوانين ‪ ،‬ولكني تحقنق الرقابنة أهندافها ‪ ،‬يولنت‬
‫بعض الدو‪ ،‬هذه الطالكية ألعلى هيئة قضائية كما فني الو ينات المتحندة ‪،‬‬
‫كي يولت هذه الطنالكية إلنى المحكمنة العلينا ‪ ،‬ومنن الندو‪ ،‬منن أفنردت‬
‫محاكم ياصة لممارسة هذه الرقابة ‪ ،‬كما في ألمانيا ومطر اللتان يولتا هذه‬
‫الرقابة للمحكمة الدستورية ‪.‬‬
‫ويضو الدولة القانونية بجميع سلطاتها وهيئاتها لحكم القانون ‪،‬‬
‫يعني بحا‪ ،‬من األكوا‪ ،‬ك نر تعنديل أو إلغناء القنانون ‪،‬إذا أضنحى التعنديل‬

‫بق ‪ -‬ص ‪.13 1‬‬


‫ا‬‫لس‬
‫ية –املرجع ا‬
‫اس‬‫ي‬
‫لس‬‫نظمة ا‬
‫ا دئ األ‬
‫ب‬‫ا –م‬
‫يز يح‬
‫لعز‬
‫بد ا‬
‫يمع‬
‫براه‬
‫‪ - 1‬د‪ .‬إ‬

‫‪126‬‬
‫غنى عنه لمسايرة المستجدات والمبادئ الديمقراطية والتقندم‬ ‫وا لغاء أمر‬
‫العلمي ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫الحكومة االستبدادية‬
‫)‪(Despotic Government‬‬
‫يخضننع فيهننا الحكننام‬ ‫الحكومننة ا سننتبدادية ‪ ،‬هنني الحكومننة التنني‬
‫للقانون ‪ ،‬إذ أن إرادة الحاكم هي القانون الذي يجب أن يلت م به الجمينع دون‬
‫‪2‬‬
‫أن يتقيد هو به ‪.‬‬
‫وفي ظل هذا الن ام يعطف الحاكم بحقوق األفنراد وكريناتهم ‪ ،‬فنال‬
‫يبغي من وراء ممارسته السلطة إ تحقينق مطنلحته‬ ‫يقيم لها وزنا ‪ ،‬وهو‬
‫‪1‬‬
‫الخاصة وإيثارها على مطلحة الجماعة ‪.‬‬

‫وكانننت الحكومننات ا سننتبدادية هنني الطننابع الممي ن للننن م الملكيننة‬


‫القديمة ‪ ،‬ومن ال ّكتاب والفالسفة الفرنسيين من برر هذا ا ستبداد بندعوى أن‬
‫‪1‬‬
‫الملك وهو مطدر القوانين له أن ينمر وينهي دون أن يلت م بقاعدة معيننة ‪.‬‬
‫وهنا من زعم لهم بحق التفويض ا لهي ‪،‬وأن الحاكم أو الملك هو ظنل‬
‫في األرض ‪ ،‬وأنه يحكم بمشيئة إلهية كتى وصل األمنر بنكند ملنو فرنسنا‬
‫كدا قا‪ ،‬فيه قولته المشهورة ( أنا الدولة والدولة أنا)‪.‬‬

‫بق – ص ‪.13 0‬‬


‫ا‬‫لس‬
‫ا –املرجع ا‬
‫يز يح‬
‫لعز‬
‫بد ا‬
‫يمع‬
‫براه‬
‫‪ - 2‬د‪ .‬إ‬
‫بق ‪ -‬ص ‪_ 120‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫تور ك –املرجع ا‬
‫لدس‬
‫نو ا‬
‫ا‬‫لق‬
‫ية وا‬
‫اس‬‫ي‬
‫لس‬‫نظم ا‬
‫ل‬ ‫‪ - 1‬د‪.‬حمسنخل‬
‫يل ‪ -‬ا‬
‫اهرة – ط ‪– 5‬‬
‫لقد‬
‫يدة – ا‬
‫ب‬
‫لعر‬
‫نهضدة ا‬
‫ل‬‫ية ‪ -‬دار ا‬
‫اسد‬
‫ي‬‫لس‬
‫نظم ا‬
‫لد‬
‫ا –ا‬
‫لوهد‬
‫بدد ا‬
‫دعددوع‬
‫يلد ود‪.‬حممدد ر‬
‫اصم امحددعل‬
‫‪ - 1‬د‪.‬ع‬
‫‪ - 19 9 2‬ص ‪.14‬‬
‫بق – ص ‪.3 0 0‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫ّب ط –املرجع ا‬
‫د‪ .‬ادمو را‬

‫‪127‬‬
‫إ أن الكثير من الفالسفة والمفكرين الفرنسيين قناوموا هنذا ا تجناه‬
‫الذي يبنرر ا سنتبداد كتنى قامنت الثنورة الفرنسنية سننة ‪ ، 1789‬فنطاكنت‬
‫بالملكيننة المسننتبدة وأشننرق العهنند الجدينند بن ننام سياسنني يقننوم علننى اكتننرام‬
‫األفراد وكرياتهم ‪ ،‬بل إن هذا الن ام أصبح نبراسنا ينينر الندرب لغينره منن‬
‫الشعوب ‪.‬‬
‫ويمي ن جانننب مننن فقننه القننانون الدسننتوري بننين الدولننة البوليسننية‬
‫وا ستبدادية ‪ ،‬إذ يرى أن الدولة البوليسية تشتر مع الدولة ا سنتبدادية فني‬
‫عدم الت ام الحكنام فني ممارسنتهم السنلطة بنككنام القنانون ‪،‬إ أن منا يمين‬
‫ا ثنين ‪،‬إن الدولة البوليسية ترمي منن وراء يروجهنا علنى القنانون تحقينق‬
‫الطالح العنام لألمنة ‪،‬أمنا الدولنة ا سنتبدادية فإنهنا تسنتهدف منن وراء ذلنك‬
‫‪2‬‬
‫( يروجها عن القانون) تحقيق مطالح شخطية ‪.‬‬
‫علنى ذلنك أن الحناكم فني الحكومننة البوليسنية غينر مقيند منن كين‬
‫الوسيلة ‪ ،‬لكنه مقيد من كي الغاية ‪،‬أما في الحكومة ا ستبدادية ‪ ،‬فهنو غينر‬
‫من كي الوسيلة و من كين الغاينة ‪ ،‬فلنه أن يسنلك منا يشناء منن‬ ‫مقيد‬
‫‪3‬‬
‫الطرق والوسائل تحقيقا لمطلحته الذاتية ‪.‬‬

‫اهرة – ‪- 19 9 7‬‬
‫لقد‬
‫يدة – ا‬
‫ب‬
‫لعر‬
‫نهضدة ا‬
‫ل‬‫لقسدم األو ل ‪ -‬دار ا‬
‫تور ك ‪ -‬ا‬
‫لدسد‬
‫نو ا‬
‫ا‬‫لقد‬
‫ية وا‬
‫اسد‬
‫ي‬‫لس‬
‫نظم ا‬
‫لد‬
‫–ا‬ ‫‪ - 2‬د‪ .‬امحدد رسد‬
‫ص ‪._ 10 1‬‬
‫بق – ص ‪.13 7‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫‪ - 3‬د‪.‬ثرو تبدو ك –املرجع ا‬

‫‪128‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫الحكومة من حيث تركيز السلطة‬
‫الحكومة المطلقة والمقيدة‬
‫تركي السلطة وتوزيعها إلى ‪ ،‬ككومات‬ ‫تقسم الحكومات من كي‬
‫مطلقة ومقيدة‪.‬‬
‫المطلب األول‬
‫الحكومة المطلقة‬
‫)‪(Absolute Government)(Government Absolute‬‬
‫الحكومة المطلقة ‪ ،‬هي الحكومة التي تترك فيها كل سلطات الدولة‬
‫في يد شخص واكد أو هيئة واكدة ‪ ،‬فيجمع الحاكم أو الهيئة الواكدة ‪ ،‬بين‬
‫السلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية ‪.‬‬
‫و بد من التميين بنين الحكومنة المطلقنة وا سنتبدادية ‪ ،‬فقند تكنون‬
‫الحكومة مطلقة ويجمع الحاكم بين يديه السلطات الثالث التشريعية والتنفيذية‬
‫والقضننائية‪ ،‬وبننالرغم مننن ذلننك تكننون الحكومننة قانونيننة‪ ،‬كمننا فنني الحكومننة‬
‫ا سالمية في صدر ا سالم ‪ ،‬كي كاننت تجتمنع السنلطات النثالث فني يند‬
‫الرسو‪ ،‬والخلفاء الراشدين من بعنده ‪ ،‬لكنن سنلطاتهم كاننت مقيندة بالمبنادئ‬
‫‪1‬‬
‫الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية‪.‬‬

‫وقنند تكننون الحكومننة المطلقننة اسننتبدادية‪ ،‬فيجمننع الحنناكم بننين يديننه‬


‫السننلطات الننثالث دون أن يكننون محكومننا باألن مننة والقننوانين‪ ،‬ومثننل هننذه‬
‫الحكومات وجدت في الملكيات القديمنة ‪،‬إذ كنان الملنك يجمنع بنين يدينه كنل‬

‫بق ‪ -‬ص ‪.17‬‬


‫ا‬‫لس‬
‫ا –املرجع ا‬
‫لوه‬
‫بد ا‬
‫دعوع‬
‫يل ود‪.‬حممد ر‬ ‫‪ - 1‬د‪.‬عص‬
‫ا م امحدعل‬

‫‪129‬‬
‫السلطات‪ ،‬وما زالنت قائمنة فني الوقنت الحاضنر ممثلنة باألن منة الشنمولية‬
‫واألن مة التي يتم تولي السلطة فيها عن طريق ا نقالبات العسنكرية‪ ،‬كين‬
‫يجمع الحاكم بنين يدينه كنل السنلطات بحجنة عندم اسنتقرار أوضنا الثنورة‬
‫ومرور الدولة ب روف استثنائية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫الحكومة المقيّدة‬
‫)‪(Limited Government)(Government Limit‬‬
‫الحكومة المقيّدة ‪ ،‬هي الحكومة التي يتم فيهنا توزينع السنلطات بنين‬
‫عنندة هيئننات يراقننب بعضننها الننبعض ‪ 1 ،‬فتخننتص السننلطة التشننريعية بسننن‬

‫القوانين ‪ ،‬وتتولى السلطة التنفيذية مهمة إصدار األن مة والتعليمات الالزمة‬


‫لتسهيل تنفيذ القانون ‪ ،‬وتختص السلطة القضائية فني الفطنل فني منازعنات‬
‫األفراد وا دارة والقوانين ( الرقابة على دستورية القوانين)‪.‬‬
‫وتعنند جميننع األن مننة القائم نة علننى مبنندأ الفطننل بننين السننلطات ‪،‬‬
‫ككومات مقيدة ‪ 2،‬فكل من الن ام الرئاسي والبرلماني والمجلسني والمخنتلط‬

‫يقوم على مبدأ الفطل بين السلطات وإن تفاوتت فني درجنات هنذا الفطنل ‪،‬‬
‫فهنني تبنندو أكثننر وضننوكا فنني الن ننام الرئاسنني منننه فنني الن ننام البرلمنناني‬
‫والمجلسي والمختلط ‪.‬‬

‫ا ل –بريو ت ‪ -‬ط ‪ - 19 9 4 - - 1‬ص ‪.8 2‬‬


‫ي‬‫دق األمن – دار اخل‬
‫يممر‬
‫نظ‬‫ه يفت‬
‫ثر‬‫لة وآ‬ ‫‪ 1‬د‪.‬عمر امحدقدور – كل ا‬
‫لدو‬
‫لد د‪.‬عمدر امحددقددور –‬
‫بق – ص ‪ ،8 1‬دك‬
‫ا‬‫لسد‬
‫ا –املرجدع ا‬
‫لوهد‬
‫بدد ا‬
‫دعددوع‬
‫يلد ود‪.‬حممدد ر‬ ‫‪ - 2‬د‪.‬ع‬
‫اصدمحممددعل‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.118‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫–املرجع ا‬ ‫لد د‪ .‬امحد رس‬
‫بق – ص ‪ ،8 2‬ك‬
‫ا‬‫لس‬
‫املرجع ا‬

‫‪130‬‬
‫ونرى إن الملكيات الدستورية ‪ ،‬مثا للحكومات المقيندة ‪،‬إذ يخضنع‬
‫الملك ألككام الدستور الذي يحدد صالكياته ‪ ،‬ويوز السنلطات بنين هيئنات‬
‫ثالث ‪ ،‬ويكون الملك فيها مقيد بمجلس أو مجالس منتخبة منن قبنل الشنعب ‪،‬‬
‫مننن هنننا درج فقهنناء القننانون الدسننتوري علننى تطنننيف األن مننة الملكيننة‬
‫الدستورية ‪ ،‬ضمن األن مة الحرة باعتبار أن الملك في هذا الن نام أبعند منن‬
‫‪1‬‬
‫أن يتحكم أو يطغي ‪.‬‬

‫المبحث الرابع‬
‫الحكومة من حيث الرئيس األعلى للدولة‬
‫الحكومة الملكية والجمهورية‬
‫تقسم الحكومات منن كين النرئيس األعلنى للدولنة ‪ ،‬إلنى ككومنات‬
‫ملكية وجمهورية‪.‬‬
‫المطلب األول‬
‫الحكومة الملكية‬
‫)‪(Royal Government‬‬
‫وفيها يتولى رئيس الدولة مهام عمله عن طريق الوراثة مدى الحياة‬
‫أو طالما كان متمتعا باألهلية ‪،‬بغض الن ر عن التسمية التي تطلق على هذا‬
‫الحاكم ‪ ،‬ملك ‪،‬أمير‪ ،‬سلطان ‪،‬إمبراطور ‪ ،‬قيطر‪،‬عاهل‪ ،‬شاه ‪ ،‬والي‪.‬‬
‫ويعد هذا النو من ن م الحكم هو أقدم األشكا‪ ،‬ظهورا وكان هو‬
‫‪2‬‬
‫السائد في أكثر دو‪ ،‬العالم كتى قيام الثورة الفرنسية‪.‬‬

‫بق – ص ‪.3 25‬‬


‫ا‬‫لس‬ ‫‪ - 1‬د‪.‬حممد املل‬
‫يل ‪-‬املرجع ا‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.13 2‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫ا –املرجع ا‬
‫يز يح‬
‫لعز‬
‫بد ا‬
‫يمع‬ ‫‪ - 2‬د‪ .‬إ‬
‫براه‬

‫‪131‬‬
‫وتقسم الملكيات ‪ ،‬إلى ملكيات مطلقة ودستورية ‪ ،‬وفي األولى يجمع‬
‫الملك كافة السلطات والطالكيات بين يديه دون أن تشاركه في ذلك سلطة‬
‫أيرى ‪ ،‬أما في الثانية ( الدستورية) فيمارأ الشعب السلطة بواسطة هيئات‬
‫رم لوكدة‬ ‫ثالث ( التشريعية – التنفيذية – القضائية) وما الملك إ‬
‫‪1‬‬
‫الدولة ‪.‬‬

‫وغالبا ما يتمتع الملك ببعض ا متيازات التي يطلق عليها امتيازات‬


‫التاج ‪،‬إ أن هذه ا متيازات تضاءلت بمرور ال من بفعل انتشار المبادئ‬
‫الديمقراطية في مع م األن مة السياسية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫الحكومة الجمهورية‬
‫)‪(Republican Government‬‬
‫وفيها يتولى الرئيس مهام عمله عن طريق ا نتخاب من قبل الشعب‬
‫‪ ،‬كما في الو يات المتحدة بموجب دستور الو يات المتحدة لسنة ‪1787‬‬
‫‪،‬وروسيا ا تحادية بموجب دستور سنة ‪ ،1993‬وفرنسا بموجب دستور سنة‬
‫‪، 1958‬أو عن طريق البرلمان كما في لبنان بموجب دستور سنة ‪، 1926‬‬
‫والعراق بموجب دستور عام‬ ‫‪1982‬‬ ‫وتركيا بموجب دستور سنة‬
‫‪،2005‬أو أن يتم انتخابه من قبل هيئة ياصة كما في ألمانيا بموجب دستور‬
‫سنة ‪ 1949‬كي يجري انتخاب الرئيس من قبل المجلس ا تحادي ‪ ،‬والهند‬
‫بموجب دستور سنة ‪ ، 1949‬إذ ينتخب الرئيس من قبل األعضاء المنتخبين‬

‫بق – ص ‪.8 8‬‬


‫ا‬ ‫‪ - 1‬د‪.‬عمر امحدقدور –املرجع ا‬
‫لس‬

‫‪132‬‬
‫في البرلمان ا تحادي واألعضاء المنتخبين في المجالس التشريعية للو يات‬
‫‪.‬‬
‫وظهر في اآلونة األييرة أسلوب جديد يتيار رئيس الجمهورية ‪،‬‬
‫هو ا يتيار عن طريق ا ستفتاء ‪ ،‬وبهذا األسلوب تم ايتيار الرئيس‬
‫الراكل جما‪ ،‬عبد الناصر عام ‪ ، 1956‬والرئيس كسني مبار سنة ‪1999‬‬
‫والرئيس الراكل كافظ األسد سنة ‪ ، 1978‬و‪ 1999‬والرئيس جعفر نميري‬
‫سنة ‪ 1977‬وصدام كسين عامي ‪ 1995‬و‪ ،2002‬وكل هذه ا ستفتاءات‬
‫في الواقع كانت فرض لو ية الرئيس على الشعب ‪ ،‬وبالتالي فهي أبعد ما‬
‫تكون عن الشرعية الدستورية ‪..‬‬

‫أوجه التمييز بين الحكومة الملكية والجمهورية ‪-:‬‬


‫أوال‪ -‬من حيث كيفية اختيار الرئيس ‪-:‬‬
‫كما ذكرنا سابقا إن الملك يتولى مهام عمله عن طريق الوراثة من‬
‫األصو‪ ( ،‬األب – الجد – العم) كي يعتبر ذلك كقا مورثا عن األسرة ‪ ،‬من‬
‫ذلك عائلة هانوفر في إنجلترا التي أصبحت تعرف باسم ( وندسور) ‪ ،‬ومن‬
‫نطت‬ ‫ذلك أيضا ما قضى به الدستور األردني النافذ لسنة ‪ ، 1952‬كي‬
‫المادة (‪ )28‬منه على أن ( عرش المملكة األردنية الهاشمية وراثي في آسرة‬
‫بن الحسين ‪ ،‬وتكون وراثة العرش في الذكور من األو د‬ ‫الملك عبد‬
‫ال هور وفق األككام التالية‪-:‬‬
‫تنتقل و ية الملك من صاكب العرش إلى أكبر أبنائه سنا ثم إلى‬
‫اكبر أبناء ذلك ا بن األكبر ‪ ،‬وهكذا طبقة بعد طبقة ‪ ،‬وإذا توفى اكبر األبناء‬
‫قبل أن ينتقل إليه الملك ‪ ،‬كانت الو ية إلى أكبر أبنائه ولو كان للمتوفى‬

‫‪133‬‬
‫أيوة ‪ ،‬على أنه يجوز للملك أن يختار أكد إيوانه الذكور وليا للعهد ‪ ،‬وفي‬
‫هذه الحالة تنتقل و ية الملك إلى صاكب العرش إليه)‪.‬‬
‫وقد تنتقل وراثة العرش عن طريق األم ‪ ،‬ففي بريطانيا أصبح‬
‫األمير ( تشال فيليب ) وليا لعرش المملكة المتحدة عن طريق والدته الملكة‬
‫( إلي ابي ) ‪.‬‬
‫وتجي بعض الدساتير نقل و ية العهد إلى األخ ‪،‬وأن كان للملك‬
‫يو‪ ،‬التعديل‬ ‫أو د من صلبه ‪ ،‬ومن هذه الدساتير الدستور األردني ‪ ،‬كي‬
‫الدستوري الطادر في ا نيسان ‪ 1965‬الملك كق ايتيار أكد إيوانه وليا‬
‫للعهد ‪.‬‬
‫أما في الن ام الجمهوري فيتم ايتيار الرئيس با نتخاب ‪ ،‬وتتعدد‬
‫وتتنو أساليب انتخاب الرئيس ‪ ،‬تبعا يتالف الفلسفة السياسية التي يؤمن‬
‫بها واضعو الدستور ‪ ،‬وطبيعة الن ام السياسي في الدولة‪ .‬وعلى النحو‬
‫التالي ‪:‬‬
‫اختيار رئيس الجمهورية من قبل الشعب وعلى درجة واحدة ‪-:‬‬
‫وفقا لهذا األسلوب يجري ايتيار رئيس الجمهورية بواسطة الشعب‬
‫مباشرة ‪ ،‬كما في الدستور الفرنسي لسنة ‪ ، 1958‬منذ ان جرى تعديل المادة‬
‫أصبح الرئيس ينتخب بطورة مباشرة من‬ ‫السادسة منه سنة ‪ ، 1962‬كي‬
‫قبل الشعب ‪ ،‬وذهب بذات ا تجاه الدستور التونسي لسنة ‪ ، 1959‬فقد نص‬
‫الفطل األربعون منه على أن ( ينتخب رئيس الجمهورية لمدة يمسة أعوام‬
‫انتخابا عاما كرا مباشرا سريا عن طريق النايبين المنطوص عليهم‬
‫بالفطل العشرين)‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫اختيار رئيس الجمهورية من قبل الشعب على درجتين ‪-:‬‬
‫وبموجب هذا األسلوب يجري ايتيار الرئيس على درجتين ‪،‬إذ‬
‫يختار الشعب مندوبون )‪ (Elector‬وهؤ ء المندوبين ينتخبون الرئيس‪،‬‬
‫وبهذا األسلوب ايذ الدستور األمريكي النافذ لسنة ‪ ، 1787‬ويرى جانب من‬
‫الفقه األمريكي ‪،‬إن هذه القلة المختارة تملك المعلومات الكافية عن‬
‫‪1‬‬
‫المرشحين بما يمكنها من التميي بين الطالح واألصح ‪.‬‬

‫اختيار رئيس الجمهورية من قبل البرلمان ‪-:‬‬


‫يولت بعض الدساتير البرلمان ‪ ،‬صالكية ايتيار رئيس الجمهورية‬
‫‪ ،‬ومن بين هذه الدساتير ‪ ،‬الدستور الفرنسي لسنة ‪ 1875‬وسنة ‪1946‬‬
‫‪،‬والدستور اللبناني لسنة ‪ ، 1926‬والدستور التركي لسنة ‪ 1962‬وسنة‬
‫‪، 1982‬والدستور العراقي لسنة ‪. 2005‬‬
‫وما يسجل على هذه الطريقة في ايتيار الرئيس ‪،‬أنها تجعل الرئيس‬
‫ياضعا للبرلمان ‪ ،‬سيما إذا أجاز الدستور ايتياره ألكثر من فترة رئاسية ‪،‬‬
‫وهو ما يجري عليه العمل في غالبية الدساتير ‪ ،‬فقد أجاز الدستور العراقي‬
‫سنة ‪ 2005‬مثال ‪،‬ايتيار الرئيس لمدتين رئاسيتين ‪ ،‬األمر الذي قد يدفع‬
‫الرئيس إلى ايتيار سياسة ترضي البرلمان أو على األقل عدم إتباعه سياسة‬
‫تخالف السياسة التي يتبعها البرلمان رغبة في ايتياره لفترة رئاسية ثانية ‪.‬‬
‫اختيار رئيس الجمهورية من قبل الشعب والبرلمان ‪-:‬‬
‫تبنت بعض الدساتير طريقا وسطا في ايتيار رئيس الجمهورية‬
‫‪،‬ويقضي هذا الطريق بتخويل صالكية ايتيار الرئيس للشعب والبرلمان معا‬

‫ا –‬
‫بد‬
‫اع‬‫ا لحممدد امحدد –مراجعدة د‪ .‬إاسد‬
‫ا –ترمجة مجد‬
‫توره‬
‫ا ودس‬
‫ية –أسسه‬
‫اد‬‫لة ا حت‬
‫لدو‬
‫ا ك ‪-‬ا‬
‫ا دسن وج‬ ‫‪- 1‬ه‬
‫املنت وم‬
‫اة –بريو ت ‪ – 19 5 9 -‬ص ‪.5 3 1‬‬
‫ي‬‫بة احل‬
‫ت‬‫دارمك‬

‫‪135‬‬
‫‪ ،‬والواقع إن تبني هذا ا تجاه كان يرمي إلى تفادي المآيذ المسجلة على‬
‫ايتيار الرئيس من قبل الشعب أو البرلمان على وجه ا نفراد ‪ ،‬كي يجعل‬
‫األسلوب األو‪ ،‬الرئيس مستقال بطورة كاملة عن البرلمان األمر الذي قد‬
‫يدفعة إلى اتخاذ سياسة مخالفة لسياسة البرلمان ‪ ،‬في كين يخضع األسلوب‬
‫الثاني الرئيس لهيمنة البرلمان ‪.‬‬
‫وبموجب هذا األسلوب ( ايتيار الرئيس من قبل الشعب والبرلمان )‬
‫يجري ترشيح الرئيس من قبل البرلمان ‪ ،‬ثم يعرض هذا الترشيح على‬
‫الشعب بداء الرأي فيه ‪ ،‬وتبنى هذا األسلوب في ايتيار الرئيس ‪ ،‬كل من‬
‫الدستور السوداني والسوري لسنة ‪ ، 1973‬والمطري لسنة ‪، 1956‬‬
‫ودستور الجمهورية العربية المتحدة المؤقت لسنة ‪، 1964‬والدستور‬
‫المطري النافذ سنة ‪ ، 1971‬كي نطت المادة (‪ )76‬منه على أن ( يرشح‬
‫مجلس الشعب رئيس الجمهورية ويعرض الترشيح على المواطنين‬
‫ستفتائهم فيه ‪ ،‬ويتم الترشيح في مجلس الشعب لمنطب رئيس الجمهورية‬
‫بناء على اقتراح ثل أعضائه على األقل ‪ ،‬ويعرض المرشح الحاصل على‬
‫أغلبية ثلثي أعضاء المجلس على المواطنين ستفتائهم فيه فإذا لم يحطل‬
‫أكد المرشحين على األغلبية المشار إليها ‪،‬أعيد الترشيح مرة أيرى بعد‬
‫يومين من تاري التطويت األو‪ ، ،‬ويعرض المرشح الحاصل على األغلبية‬
‫المطلقة ألعضاء المجلس ستفتائهم فيه‪.)..........‬‬

‫اختيار رئيس الجمهورية من قبل هيئة خاصة ‪-:‬‬


‫أناطت بعض الدساتير مهمة ايتيار الرئيس لهيئة ياصة ‪ ،‬ويختلف‬
‫تشكيل هذه الهيئة من دستور ألير ‪ ،‬فبموجب الدستور األسباني لسنة‬

‫‪136‬‬
‫‪ ، 1931‬يجري ايتيار الرئيس من قبل هيئة ياصة مؤلفة من أعضاء‬
‫المجلس النيابي ومن عدد من المندوبين مساو لعدد أعضاء المجلس النيابي‬
‫يجري ايتيارهم با قترا العام من قبل الشعب ‪ 1 .‬ومنح الدستور األلماني‬

‫النافذ صالكية ايتيار الرئيس للمجلس ا تحادي المؤلف من أعضاء مجلس‬


‫النواب ( البندستاج) )‪ (Bundestage‬ومن عدد مساو لهم يجري انتخابهم‬
‫‪2‬‬
‫وفقا لمبدأ التمثيل النسبي بواسطة المجالس النيابية للو يات‪.‬‬

‫ثانيا – من حيث مدة الوالية ‪-:‬‬


‫يعتلي الملك العرش لمدة غير محدودة ‪،‬أو طالما كان متمتعا باألهلية‬
‫القانونية ‪،‬أما الرئيس فيجري ايتياره لمدة يحددها الدستور ‪ ،‬ومما شك فيه‬
‫أن قطر مدة و ية الرئيس أو طولها ‪،‬تؤثر سلبا أو إيجابا على أداء الرئيس‬
‫مهام عمله فا نسان مجبو‪ ،‬على الو ء لما في يده ‪ ،‬بمقدار يتناسب وطو‪،‬‬
‫المدة التي يملك فيها ما يملك ‪ ،‬فهو يقبل إقبا شديدا إن طالت مدته ويستخف‬
‫بها إن كان ملكيته لها مؤقتة ‪ ،‬وينطبق هذا األمر على مدة و ية الرئيس ‪،‬‬
‫فالرئيس إن طالت مدة و يته كان أكثر كرصا على أداء عمله وأكثر تحسبا‬
‫في اتخاذه ألي إجراء ‪ ،‬ألن نتائج عمله ربما يراها أثناء مدة و يته ‪،‬أما من‬
‫يكون كريطا في عمله ألن هذا المنطب سوف لن‬ ‫قطرت مدة و يته قد‬
‫يرى نتائج عمله أثناء مدة و يته و‬ ‫فيه سوى مدة قطيرة وربما‬ ‫يمك‬
‫يتحمل مسؤولياتها ‪.‬‬
‫وأثارت مسنلة إعادة انتخاب الرئيس يالفا فقهيا بين مؤيد‬
‫ومعارض ‪ ،‬ولكن نرى ان جواز إعادة انتخاب الرئيس ربما يكون دافعا‬

‫نة ‪.19 3 1‬‬


‫اينلس‬
‫ب‬‫تور األس‬ ‫‪ - 1‬م ( ‪) 68‬من ا‬
‫لدس‬
‫تة ‪.19 4 9‬‬
‫اينلس‬
‫تور األمل‬ ‫‪ - 2‬م ( ‪) 3 /5 4‬من ا‬
‫لدس‬

‫‪137‬‬
‫لبذ‪ ،‬الم يد من الجهد رغبة في الفوز بو ية أيرى ‪ ،‬بل أن تحريم إعادة‬
‫يخشى على‬ ‫ا نتخاب قد يدفع إلى إساءة استعما‪ ،‬السلطة ألن الرئيس‬
‫منطبه الذي سيفقده كتما بعد انتهاء مدة و يته سواء أكسن أم أساء استخدام‬
‫صالكياته ‪ ،‬بل إن تحديد مدة الو ية بمدة واكدة غير قابلة للتجديد ‪ ،‬قد‬
‫يحرم الدولة من يبرة سياسية اكتسبها الرئيس نتيجة لو يته السابقة ‪ ،‬كما أن‬
‫تغيير الرئيس بشكل مستمر ‪ ،‬ربما يؤدي إلى التغير المستمر في أسلوب‬
‫العمل ا داري ‪ ،‬باعتبار أن لكل رئيس إداري أسلوبه المستقل وربما‬
‫الخاص في تطريف شؤون الدولة ‪.‬‬
‫وتباينت الدساتير في تحديد مدة و ية الرئيس‪ ،‬وجواز إعادة‬
‫‪1‬‬
‫انتخابه‪ ،‬فحددها الدستور األمريكي بنربع سنوات قابلة للتجديد مرة واكدة‬

‫‪،‬وكددها الدستور األلماني بخمس سنوات قابلة للتجديد مرة واكدة‪ 2‬وكددها‬

‫الدستور العراقي لسنة ‪ 2005‬بخمس سنوات قابلة للتجديد مرة واكدة ‪،‬‬
‫وكددها الدستور الهندي بخمس سنوات قابلة للتجديد بشكل مطلق ‪ ،3‬وكددها‬

‫الدستور البرازيلي ‪ 4‬واألرجنتيني ‪ 5‬بست سنوات غير قابلة للتجديد ‪.‬‬

‫ثالثا – من حيث المسؤولية ‪-:‬‬


‫من المبادئ التي جرى النص عليها في الدساتير الملكية ‪ ،‬عدم‬
‫تمس ‪ ،‬ومثل هذا‬ ‫مسؤولية الملك ‪ ،‬والنص على أن ذات الملك مطونة‬

‫نة ‪.178 7‬‬


‫يك لس‬
‫تور األمر‬ ‫‪ - 1‬م ( ‪) 1 /2‬من ا‬
‫لدس‬
‫نة ‪.19 4 9‬‬
‫اينلس‬
‫تور األمل‬ ‫‪ - 2‬م ( ‪) 2/5 4‬من ا‬
‫لدس‬
‫نة ‪.19 4 9‬‬
‫ند كلس‬ ‫‪ - 3‬م (‪) 5 7‬من ا‬
‫لدستور اهل‬
‫نة ‪.19 67‬‬
‫يل لس‬
‫لرباز‬
‫تور ا‬ ‫‪ - 4‬م ( ‪) 3 /75‬من ا‬
‫لدس‬
‫نة ‪.18 5 3‬‬
‫يينلس‬
‫ت‬ ‫‪ - 5‬م (‪) 77‬من ا‬
‫لدستور األرجن‬

‫‪138‬‬
‫المبدأ جاء النص عليه في الدستور األردني النافذ ( الملك هو رأأ الدولة‬
‫‪1‬‬
‫والدستور المطري لسنة ‪1930‬‬ ‫وهو مطون من كل تبعة ومسؤولية )‬
‫‪2‬‬
‫( الملك مطون من كل تبعة ومسؤولية )‪.‬‬
‫ويعود هذا المبدأ في أصوله إلى القاعدة ا نجلي ية القائلة‬
‫يخطئ ) )‪ ، (The King can do no wrong‬ومبدأ عدم‬ ‫بن( أن الملك‬
‫مسؤولية الملك مبدأ مطلق يمتد ليشمل المسؤولية السياسية والجنائي ‪ ،‬فالملك‬
‫غير مسئو‪ ،‬سياسيا عن أعماله في إدارة شؤون الحكم ‪ ،‬وتقع المسؤولية‬
‫على عاتق الوزارة ‪ ،‬وهذا ما نطت عليه صراكة المادة (‪ )49‬من الدستور‬
‫تخلي الوزراء من المسؤولية)‬ ‫األردني (أوامر الملك الشفوية أو الخطية‬
‫كما نطت المادة (‪ )95‬منه على أن (رئيس الوزراء والوزراء مسئولون‬
‫أمام مجلس النواب مسؤولية مشتركة عن السياسية العامة للدولة ‪ ،‬كما أن‬
‫كل وزير مسئو‪ ،‬أمام مجلس النواب عن أعما‪ ،‬وزارته ) ومثل هذا النص‬
‫ورد في الدستور المطري لسنة ‪ ،3 1923‬و‪ ( 1930‬أوامر الملك شفوية أو‬
‫تخلي الوزراء من مسؤولياتهم ) ‪.‬‬ ‫كتابية‬

‫يسن‪ ،‬الملك‬ ‫وعلى كد سواء مع عدم مسؤولية الملك السياسية‬


‫جنائيا عن الجرائم التي يرتكبها أثناء اعتالئه العرش سواء ارتكب الجريمة‬
‫أثناء قيامه بواجباته الوظيفية أو يارجها ‪.‬‬
‫أما في الن ام الجمهوري ‪،‬فإن الرئيس يسن‪ ،‬عن بعض األفعا‪،‬‬
‫المتعلقة بنعما‪ ،‬وظيفته ‪ ،‬وتتبّع إجراءات ياصة في محاكمته ‪ ،‬كماية له من‬

‫نة ‪.19 5 2‬‬


‫تور األردينلس‬
‫لدس‬
‫‪ - 1‬م ( ‪) 3 0‬من ا‬
‫نة ‪.19 3 0‬‬
‫توراملصر كلس‬
‫لدس‬
‫‪ - 2‬م ( ‪) 3 0‬من ا‬
‫نة ‪.19 23‬‬
‫توراملصر كلس‬
‫لدس‬
‫‪ - 3‬م (‪) 62‬من ا‬

‫‪139‬‬
‫التهم الكيدية ‪ ،‬وعلى سبيل المثا‪ ،‬ناط الدستور األمريكي صالكية اتهام‬
‫الرئيس لمجلس النواب ‪،‬وأوكل لمجلس الشيوخ مهمة محاكمته ‪ ،‬وقطر‬
‫الدستور صالكية مجلس الشيوخ على ع ‪ ،‬الرئيس إذا ثبت ارتكابه‬
‫الجريمة ‪.‬‬
‫و يحيل مجلس النواب الرئيس إلى المحاكمة إ بناء على طلب‬
‫اللجنة القضائية فيه ‪ ،‬واكتفى الدستور باألغلبية البسيطة لطدور قرار‬
‫ا تهام‪.4‬‬
‫وين ر مجلس الشيوخ في الدعوى المحالة إليه ‪ ،‬بعد أداء اليمين بالحكم‬
‫مجلس‬ ‫ينعقد‬ ‫الحالة‬ ‫كسب القانون والعد‪ ،‬والضمير ‪ ،‬وفي هذه‬
‫‪5‬‬
‫الشيوخ برئاسة رئيس المحكمة العليا ‪(Jief‬‬
‫)‪ ، Justice‬و دانة الرئيس بد من صدور القرار بنغلبية ثلثي األعضاء‬
‫‪1‬‬
‫الحاضرين‪.‬‬

‫ويذكر التاري الدستوري للو يات المتحدة ‪،‬عدة كا ت جرى فيها‬


‫اتهام الرئيس وكان الرئيس ( اندرو جونسون ) أو‪ ،‬رئيس أتهم من قبل‬
‫‪2‬‬
‫مجلس النواب وانتهى ا تهام بالبراءة ‪،‬‬

‫ورفض مجلس النواب اقتراح اتهام الرئيس ( تايلر) مرتين ‪ ،‬قدم‬


‫األو‪ ،‬سنة ‪، 1842‬واقترح الثاني سنة ‪ ، 1843‬كما رفض مجلس النواب‬
‫سنة ‪ ،1932‬وسنة ‪ ، 1933‬اتهام الرئيس( هو فر)‪ ،‬وقبل اتهام الرئيس‬

‫يك ‪.‬‬
‫تور األمر‬
‫لدس‬
‫‪ - 4‬م ( ‪) 2/5 /1‬من ا‬
‫يك ‪.‬‬
‫تور األمر‬
‫لدس‬
‫‪ –5‬م ( ‪) 3 /6 ،7/1‬من ا‬
‫يدة –مصدر – ‪ – 19 8 9‬ص‬
‫امع‬
‫لددار ام‬
‫تور ك – ا‬
‫لدسد‬
‫نو ا‬
‫ا‬‫لقد‬
‫ية وا‬
‫اسد‬
‫ي‬‫لس‬
‫نظم ا‬
‫لد‬
‫ا –ا‬
‫امد‬
‫ا حممددع‬ ‫‪ - 1‬د‪.‬اسدداع‬
‫امد‬
‫‪.23 1‬‬
‫بق – ص ‪.3 4 7‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫يم –املرجع ا‬
‫براه‬
‫يو إ‬ ‫‪ - 2‬د‪ .‬وا‬
‫يد رأدو ود‪ .‬وا‬

‫‪140‬‬
‫( دي ني كسون) من قبل مجلس النواب بادر الرئيس إلى ا ستقالة على أثر‬
‫‪1‬‬
‫فضيحة(ووتركيت)‪.‬‬
‫وفي سنة ‪ 1998‬وجّه مجلس النواب للرئيس ( بل كلينتون) تهمة‬
‫باليمين وتضليل العدالة ‪ ،‬أثر فضيحة المتدربة في البيت األبيض‬ ‫الحن‬
‫( مونيكا لوين سكي) ‪،‬إ أن هذا ا تهام انتهى بإعالن مجلس الشيوخ براءة‬
‫الرئيس من التهمة الموجهة إليه ‪ .‬والجدير بالذكر إن مجلس النواب استعمل‬
‫صالكيته في ا تهام ستة عشر مرة ‪ ،‬سبع مرات في القرن التاسع عشر‬
‫‪2‬‬
‫وتسع مرات يال‪ ،‬القرن العشرين ‪.‬‬
‫وتباينت الدساتير في تقرير مسؤولية رئيس الجمهورية السياسية ‪،‬‬
‫فبعض الدساتير أقرت كطانته من المسؤولية السياسية ‪ ،‬وألقت المسؤولية‬
‫على الوزارة ‪ ،‬ومن بين هذه الدساتير الدستور اللبناني لسنة ‪ ، 1926‬كي‬
‫تبعة على رئيس الجمهورية في كا‪،‬‬ ‫نطت المادة ( ‪ )60‬منه على أن (‬
‫قيامه بوظيفته) وذهب بذات ا تجاه الدستور المطري النافذ لسنة ‪. 1971‬‬
‫وبخالف ذلك نطت بعض الدساتير على مسؤولية الرئيس السياسية‬
‫‪ ،‬ومن بين هذه الدساتير ‪ ،‬الدستور األسباني لسنة ‪ ، 1931‬واأللماني‬
‫( فايمر) لسنة ‪ ، 1919‬واأللماني الديمقراطي لسنة ‪. 1949‬‬
‫وتبنت بعض الدساتير موقفا وسط في تقرير مسؤولية الرئيس‬
‫السياسية ‪ ،‬فنوجبت إثارت مسئوليته عن أفعا‪ ،‬محددة ‪ ،‬ومن بين هذه‬
‫نطت المادة (‪ )68‬منه‬ ‫الدساتير ‪ ،‬الدستور الفرنسي لسنة ‪ ، 1958‬كي‬
‫يكون رئيس الجمهورية مسئو عن األعما‪ ،‬التي يقوم بها في‬ ‫على أن (‬

‫‪1‬‬
‫‪-Benoit Jeanneau – Droit Constitution ET Institutions Politiques Spetiem‬‬
‫‪Edition – 1987- p.115.‬‬
‫بق – ص ‪.9 1‬‬
‫ا‬‫لفدرايل –مرجعس‬
‫ا دا‬
‫لة يف ا حت‬
‫لدو‬
‫يس ا‬
‫ئ‬
‫لشكر ك – ر‬
‫‪ - 2‬د‪.‬عل يوسف ا‬

‫‪141‬‬
‫في كالة الخيانة الع مى ‪ ،‬ويكون اتهامه بواسطة‬ ‫مباشرة مهامه إ‬
‫المجلسين بقرار موكد يطدر بتطويت علني باألغلبية المطلقة لألعضاء‬
‫العليا‬ ‫الذين يتكون منهم المجلسان وتجري محاكمته أمام المحكمة القضائية‬
‫)‪.‬‬
‫وفي العراق يسن‪ ،‬الرئيس عن أيطائه السياسية ‪ ،‬وأناط الدستور‬
‫صالكية اتهامه لمجلس النواب بناء على طلب مسبب من قبل األغلبية‬
‫‪1‬‬
‫المطلقة ‪.‬‬

‫لدستور‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬م ( ‪/61‬سا دسا‪ /‬أ )من ا‬

‫‪142‬‬
‫الفصل الرابع‬
‫صور الديمقراطية‬
‫كما ذكرنا سابقا ‪،‬إن معنى الديمقراطية ينطرف إلى أن الشعب هو‬
‫مطدر السلطة ‪ ،‬وقد يباشر الشعب السلطة بنفسه وبطورة مباشرة‬
‫‪،‬باعتباره صاكب الحق األصلي في ذلك ‪ ،‬فنكون والحالة هذه أمام ن ام‬
‫الديمقراطية المباشرة ‪ ،‬وقد يلجن إلى إنابة غيره في مباشرة السلطة وهو ما‬
‫يجري غالبا ‪ ،‬فنكون أمام ن ام الديمقراطية غير المباشرة ‪ ،‬وقد يختط‬
‫الدستور طريقا وسط في آلية ممارسة السلطة ‪ ،‬فيمارأ ج ء منها ‪،‬‬
‫ويحيل الج ء اآلير إلى البرلمان ‪ ،‬ويطلق على هذا الن ام ‪ ،‬ن ام‬
‫الديمقراطية شبه المباشرة ‪.‬‬

‫المبحث األول‬
‫الديمقراطية المباشرة‬
‫)‪(Le Democratic Direct) (Direct Democracy‬‬
‫وهي أقدم صور الديمقراطية ‪ ،‬وتعني قيام الشعب بإدارة الشؤون‬
‫السياسية للدولة بطورة مباشرة ‪ ،‬ودون وساطة النواب ‪ ،‬وهذا يعني أن هذا‬
‫يعرف البرلمان ‪،‬ألن الشعب هو صاكب السلطة يتو ها بمحاورها‬ ‫الن ام‬
‫‪1‬‬
‫الثالث ( التشريعية والتنفيذية والقضائية ) ‪.‬‬
‫ويعود الفضل في نشنة وتطور هذا الن ام إلى المدن اليونانية القديمة‬
‫تولى فيها المواطنون فعليا رسم السياسة العامة ووضع برامجها‬ ‫كي‬
‫وتشريعاتها وإدارة شؤونها الدايلية والخارجية ‪.‬‬

‫بق – ص ‪.218‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫ا –املرجع ا‬
‫لوه‬
‫بد ا‬
‫دعوع‬
‫يلة ود‪.‬حممد ر‬
‫اصمحممدعل‬
‫‪ - 1‬د‪.‬ع‬

‫‪143‬‬
‫ودافع جان جا رو سو عن الديمقراطية المباشرة في مؤلفه ( العقد‬
‫ا جتماعي) فقد رأى فيها الطورة الحقيقية والترجمة الطحيحة لمبدأ السيادة‬
‫تقبل ا نابة أو التمثيل )‬ ‫الشعبية المطلقة ( ذلك إن ا رادة العامة للشعب‬
‫وهاجم روسو الن ام النيابي كونه ( يطيب الروح الوطنية لدى الشعب‬
‫يمكن أن‬ ‫بالوهن والضعف ‪.............‬هذا إضافة إلى أن نواب الشعب‬
‫يكونوا ممثلين له ‪ ،‬بل لهم وكالء منفذين رادته وليس لهم أن يفطلوا في‬
‫يمكن أن نطلق‬ ‫شيء بطفة نهائية ‪ ،‬فكل تشريع لم يوافق عليه الشعب‬
‫‪2‬‬
‫عليه قانون )‪.‬‬
‫وفي أثينا القديمة كان األفراد يجتمعون في ساكة عامة في األوقات‬
‫ويقرون‬
‫ّ‬ ‫المحددة وبطورة دورية يناقشون فيها أمورهم وشؤون الدولة‬
‫القوانين وين رون في شؤون الدولة الخارجية كإبرام المعاهدات وإعالن‬
‫الحرب والسالم ‪ ،‬وكانت هذه ا جتماعات التي عرفت فيما بعد باسم‬
‫( الجمعية العامة ) أو ( الجمعية الشعبية ) تنتخب مجلسا مكونا من (‪)500‬‬
‫عضو ينوبون عن الشعب في تسيير الشؤون العامة للدولة ويخضع هؤ ء‬
‫النواب لرقابة ( الجمعية العامة ) وأعضاء المجلس ليسوا نوابا أو ممثلين‬
‫منتخبين من قبل الشعب بل أشخاص مكلفين بمهام معينة وهم أشبه بموظفي‬
‫‪1‬‬
‫الدولة يجري ايتيارهم من قبل الجمعية العامة عن طريق القرعة ‪.‬‬
‫والمالكظ أن ن ام الديمقراطية المباشرة ‪ ،‬كان قد كقق نجاكا نسبيا‬
‫في المدن اليونانية القديمة ‪ ،‬ويرجع نجاح هذا الن ام إلى عدة عوامل ‪-:‬‬

‫ية –مصر –‪ – 19 77‬ص‬


‫امعة املصر‬
‫اس – دار ام‬
‫ي‬‫لس‬
‫اع ا‬
‫تم‬‫ا ت يفعلم ا ج‬
‫‪–2‬نق عن د‪.‬حممدعل حممد – دراس‬
‫‪.23 6‬‬
‫ية –بيو احلكمة –بغدا د ‪ – 19 9 1- 19 9 0 -‬ص ‪27‬‬
‫ياس‬
‫لس‬‫نظمة ا‬
‫اين – األ‬
‫لع‬
‫اظم ود‪.‬عل ا‬
‫لك‬‫احلجوا د ا‬
‫‪ –1‬د‪ .‬ص‬
‫‪.‬‬

‫‪144‬‬
‫‪ -1‬محدودية عدد السكان ‪ ،‬كي لم يكن يتجاوز عدد سكان المدن اليونانية‬
‫القديمة مجتمعة (‪ ) 400‬آلف نسمة‪.‬‬
‫‪ -2‬تحديد عدد األفراد الذين لهم الحق في المشاركة في الحياة‬
‫السياسية بشكل كبير ‪ ،‬كي استبعدت القوانين اليونانية ‪ ،‬النساء‬
‫‪2‬‬
‫والرقيق من ممارسة هذا الحق ‪.‬‬
‫‪ -3‬محدودية وظائف وواجبات الدولة واتسامها بالبساطة وعدم‬
‫‪3‬‬
‫التعقيد ‪.‬‬
‫ولكن يسجل على تجربة أثينا القديمة في تطبيق الديمقراطية المباشرة‬
‫المالك ات التالية ‪-:‬‬
‫‪ -1‬إنها لم تنيذ بمبدأ الديمقراطية المباشرة بمعناها الحقيقي ‪،‬ألن هذا‬
‫النو من أنوا الديمقراطية يقتضي مشاركة جميع أفراد الشعب‬
‫في إدارة الشؤون العامة للدولة ‪ ،‬دون تميي في الجنس أو العرق‬
‫أو اللغة أو الدين ‪ ،‬في كين كانت تجربة أثينا تحرم النساء من‬
‫كق المشاركة في اجتماعات الجمعية العامة ‪ ،‬كما استبعدت‬
‫األرقاء من مباشرة هذا الحق ‪ ،‬كتى أن نسبة المواطنين األكرار‬
‫‪4‬‬
‫في جمعية الشعب لم تكن ت يد على عشر سكان مدينة أثينا ‪.‬‬
‫الواقع جميع الوظائف‬ ‫‪ -2‬إن جمعية الشعب لم تمارأ من كي‬
‫في إدارة كافة الشؤون‬ ‫والسلطات الدستورية ‪،‬ولم تشتر‬
‫السياسية للدولة ‪ ،‬بل كانت تمارأ الوظيفة التشريعية فقط‬

‫اهرة – ‪ - 19 76‬ص‬
‫لق‬
‫تا – ا‬
‫يةللك‬
‫امةاملصر‬
‫لع‬
‫ئة ا‬
‫ي‬‫نة ‪ -‬اهل‬
‫ار‬
‫اسيةاملق‬
‫ي‬‫لس‬
‫نظم ا‬
‫ل‬‫لعمر ك ‪ -‬أصو ل ا‬
‫يم ا‬
‫‪ –2‬د‪.‬حممدسول‬
‫‪.3 9 7‬‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.19 9‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫ية –املرجع ا‬
‫اس‬‫ي‬
‫لس‬‫نظمة ا‬
‫ا – األ‬
‫يز يح‬
‫لعز‬
‫بد ا‬
‫يمع‬
‫براه‬
‫‪ –3‬د‪ .‬إ‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.219 - 218‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫ا –املرجع ا‬
‫لوه‬
‫بد ا‬
‫دعوع‬
‫يل – د‪.‬حممد ر‬
‫‪ –4‬د‪.‬عاصم امحدعل‬

‫‪145‬‬
‫والمتمثلة في إصدار القوانين وتحديد الضرائب والمطادقة على‬
‫المعاهدات ‪ .‬أما الوظيفة التنفيذية فكانت تمارأ من قبل مجلس‬
‫تعيينه جمعية الشعب بالقرعة وتباشر السلطة القضائية من قبل‬
‫قضاة يجري تعيينهم من قبل مجلس الشعب أيضا ‪.‬‬
‫والمالكظ أن تبني ن ام الديمقراطية المباشرة في الوقت الحاضر ‪،‬‬
‫أصبح أمرا في غاية الطعوبة لألسباب التالية ‪-:‬‬
‫‪ -1‬زيادة عدد السكان كتى تجاوز في بعض الدو‪ ، ،‬المليار وربع المليار‬
‫‪ ،‬كما في الطين ‪ ،‬ومن المسلم به إن من مستل مات ن ام الديمقراطية‬
‫المباشرة اجتما كل األفراد المتمتعين بالحقوق السياسية في مكان‬
‫واكد ‪ ،‬ومما شك فيه إن اجتما عدة مئات من اآل ف من الناأ في‬
‫مكان واكد أمر شبه مستحيل فكيف في اجتما آ ف الماليين في‬
‫مكان واكد ‪.‬‬
‫‪ -2‬اتسا كجم الوظائف والمهام الملقاة على عاتق الدولة بعد انتشار‬
‫األفكار ا شتراكية والخروج من دور الدولة الحارسة والديو‪ ،‬في‬
‫دور الدولة التديلية ‪.‬‬
‫‪ -3‬اتسام وظائف الدولة بالتعقيد ‪ ،‬بفعل التقدم العلمي ‪ ،‬األمر الذي يتبعه‬
‫بالضرورة الحاجة إلى الخبرات الفنية للنهوض بتلك الوظائف ‪ ،‬كي‬
‫يعج األفراد عن القيام بها ‪.‬‬
‫‪ -4‬عدم توافر النضج السياسي لدى نسبة معينة من الشعب بما يمكنها من‬
‫إدارة الشؤون العامة للدولة ‪ ،‬سيما في بعض الدو‪ ،‬التي مازالت‬
‫تنتشر فيها األمية والجهل ‪ ،‬وما يدعم هذه الحجة إن غالبية الدساتير‬
‫المعاصرة تشترط في النائب والنايب توافر مؤهالت علمية معينة كنن‬

‫‪146‬‬
‫يكون المرشح أو النايب كاصال على شهادة التعليم الثانوي أو‬
‫الجامعي مثال ‪.‬‬
‫‪ -5‬الحاجة إلى السرية في إدارة وتسيير الشؤون العامة للدولة ‪ ،‬سيما‬
‫بعد انتشار الجاسوسية وسباق التسلح والتهاب العالم بالطراعات‬
‫المسلحة والتسابق للسيطرة على الموارد ا قتطادية للدو‪ ،‬األيرى‬
‫وما إلى ذلك من األسباب األيرى التي توجب السرية في إدارة‬
‫الشؤون الدولة ‪.‬‬
‫لهذه األسباب أصبح األيذ بن ام الديمقراطية المباشرة أمر نادر‬
‫الحطو‪ ،‬وأعتاد الفقه على إيراد تجربة المقاطعات السويسرية مثا على‬
‫يتجاوز عدد سكان بعض المقاطعات عدة‬ ‫ن ام الديمقراطية المباشرة كي‬
‫آ ف يجتمعون مرة واكدة في السنة نتخاب رئيس الو ية وا قترا على‬
‫مي انية المقاطعة وعلى القوانين الواجب تشريعها وانتخاب الموظفين الذين‬
‫يمارسون الوظائف ا دارية والقضائية‪.‬‬

‫‪147‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫الديمقراطية غير المباشرة ) التمثيلية )‬
‫)‪(Representative Democracy‬‬
‫في هذا النو من الديمقراطية يمارأ الشعب السلطة عن طريق‬
‫نواب أو ممثلين ‪ ،‬وتتحدد وظيفة المواطنين السياسية في ايتيار هؤ ء‬
‫النواب أو الممثلين لمباشرة شؤون الحكم ‪.‬‬
‫المطلب األول‬
‫أركان النظام النيابي‬
‫بد من توافرها ‪ ،‬لكي ينهض ن اما‬ ‫للن ام النيابي عدة ركائ‬
‫مستقال ‪ ،‬هي ‪-:‬‬
‫أوال‪ -‬وجود هيئة نيابية منتخبة من قبل الشعب تمارس سلطات فعلية ‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬انتخاب البرلمان لمدة محددة ‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬تمثيل النائب األمة بأسرها ‪.‬‬
‫رابعا‪ -‬استقالل النائب عن الناخب خالل مدة النيابة ‪.‬‬
‫وسنبح تفطيال في كل ركن من هذه األركان ‪.‬‬
‫أوال‪ -‬وجود هيئة نيابية منتخبة من قبل الشعب تمارس سلطات فعلية ‪-:‬‬
‫يعد وجود هيئة نيابية منتخبة من قبل الشعب ‪،‬أو‪ ،‬ركائ الن ام‬
‫النيابي ‪ ،‬يستوي في ذلك أن تكون هذه الهيئة مكونة من مجلس واكد أو‬
‫مجلسين ‪ ،‬ولكن بد أن يكون كل أعضاء المجلس أو غالبيتهم منتخبين من‬
‫يعد كل من مجلس اللوردات البريطاني ‪،‬‬ ‫قبل الشعب ‪ 1.‬من هنا‬

‫اهرة – ط ‪- 19 8 1 - 6‬‬
‫لق‬
‫لعريب – ا‬
‫لفكر ا‬
‫اصرة – دار ا‬
‫نظم املع‬
‫ل‬‫ارانّب‬
‫ا م احلكم اإلس م مق‬
‫‪ –1‬د‪.‬حممودالم –نظ‬
‫ص ‪.15 3‬‬

‫‪148‬‬
‫ومجلس األعيان العراقي في ظل القانون األساسي العراقي لسنة ‪1925‬‬
‫يعد مجلسا نيابيا ألن‬ ‫‪،‬ومجلس األعيان األردني في ظل الدستور النافذ ‪،‬‬
‫أعضاء كل هذه المجالس يجري ايتيارهم بالتعيين ‪.‬‬
‫و يكفي أن يكون أعضاء المجلس منتخبين ‪ ،‬بل بد أن يمارأ‬
‫المجلس النيابي دور فعلي في إدارة شؤون الدولة ‪ ،‬سواء في مجا‪،‬‬
‫التشريع أو إقرار الموازنة العامة أو مراقبة الحكومة ‪ ،‬وما إلى ذلك من‬
‫‪2‬‬
‫ا يتطاصات األيرى ‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬انتخاب البرلمان لمدة محددة قابلة للتجديد ‪-:‬‬
‫إن أساأ الن ام النيابي يقوم على إسناد السيادة للبرلمان لمدة محددة‬
‫‪ ،‬يمارسها نيابة عن الشعب ‪ ،‬من هنا فإن البرلمان كينما يمارأ الوظيفة‬
‫النيابية ‪،‬إنما يعّبر عن رغبات وأماني الشعب واتجاهات الرأي العام ‪،‬‬
‫شك فيه إن ايتيار المجلس النيابي لمدة غير محددة أو بطورة‬ ‫ومما‬
‫دائمية سوف ينتهي إلى ا يال‪ ،‬بمبدأ تمثيل الشعب تمثيال كقيقيا ‪،‬ألنه‬
‫سوف يدفع النواب إلى الترايي في أداء وظائفهم باعتبار أن الشعب لن‬
‫يكون قادرا على ع لهم أو إنهاء نيابتهم ‪ ،‬وهذا ما يتعارض وكق صاكب‬
‫السلطة في مراقبة ومحاسبة نائبه ‪.‬‬
‫ولكن نرى أن ايتيار النائب لمدة محددة بد أن يقترن بشرط آير ‪،‬‬
‫هو جواز إعادة انتخاب النائب الذي انتهت مدة نيابته ألن مثل هذا الشرط‬
‫من شننه يلق روح ا بدا والمبادرة وا يالص لدى النائب رغبة في‬
‫ايتياره لفترة أو فترات نيابية أيرى ‪ ،‬بخالف الحا‪ ،‬لو كان الدستور‬
‫يح ر إعادة ا نتخاب فمثل هذا القيد قد ينتهي إلى إكباط ع يمة النائب‬

‫ايل –بغدا د ‪ - 19 4 0 -‬ص ‪.28 9 - 28 8‬‬


‫بعة األه‬
‫تور ك –مط‬
‫لدس‬
‫نو ا‬
‫ا‬‫لق‬
‫اما – ا‬
‫يلع‬
‫ا خل‬
‫ام‬‫‪ –2‬د‪.‬ع‬

‫‪149‬‬
‫وربما ينتهي به إلى التماهل في عمله باعتبار أن ذلك سوف لن يؤثر سلبا‬
‫على مستقبله النيابي كون الدستور يح ر ايتياره لفترة أيرى ‪ ،‬هذا إضافة‬
‫إلى أن جواز إعادة انتخاب النائب لفترات أيرى من شننه يلق كفاءات‬
‫نيابية قادرة على سد النقص في يبرة النواب الجدد ‪.‬‬
‫وتتباين الدساتير في تحديدها مدة و ية المجلس النيابي ‪ ،‬فقد كدد‬
‫الدستور األمريكي مدة و ية مجلس النواب بن (‪ )2‬سنة ومدة و ية مجلس‬
‫الشيوخ بن (‪ )6‬سنوات على أن يجري تجديد ‪ 3/1‬المجلس كل سنتين ‪،‬‬
‫وكدد الدستور الفرنسي مدة و ية الجمعية الوطنية بن(‪ )5‬سنوات ‪ 1‬ومدة‬
‫و ية مجلس الشيوخ بن( ‪ )9‬سنوات‪ 2‬وكدد الدستور األلماني مدة و ية‬
‫مجلس البندستاج ( النواب) بن(‪ )4‬سنوات ‪ ،‬وكدد الدستور السوري مدة‬
‫و ية مجلس الشعب بن(‪ )5‬سنوات ‪ ،‬وكدد الدستور األردني مدة و ية‬
‫‪3‬‬
‫أما الدستور المطري فحدد مدة و ية‬ ‫مجلس النواب بن(‪ )4‬سنوات‬
‫‪4‬‬
‫وكدد الدستور العراقي النافذ مدة و ية‬ ‫مجلس الشعب بن( ‪ )5‬سنوات‬
‫‪1‬‬
‫مجلس النواب ب(‪ )4‬سنوات ‪.‬‬
‫ويراعى في تحديد مدة و ية مجلس النواب ‪ ،‬عدم انفطا‪ ،‬النائب‬
‫عن النايب كما أن هذه المدة تمنح النايب فرصة تقييم عمل النائب ‪،‬‬
‫وبالمقابل تمنح النائب فرصة لتحقيق ما وعد به النايبين قبل انتخابه ‪ ،‬هذا‬
‫إضافة إلى أن تحديد مدة و ية البرلمان يراعى فيها ا عتبار المالي‬

‫بق – ص ‪.3 0 8‬‬


‫لسا‬
‫ية –املرجع ا‬
‫ياس‬
‫لس‬‫نظم ا‬
‫ل‬‫تور ك وا‬
‫لدس‬
‫نو ا‬
‫ا‬‫لق‬
‫لغزا ل – ا‬
‫يل ا‬
‫اع‬‫‪ - 1‬د‪ .‬إمس‬
‫ياس للحكومة –جملة‬
‫لس‬‫تقرار ا‬
‫مةعد م ا س‬
‫امسة واحلدمن أز‬
‫ية اخل‬
‫اين –مؤسسا ت اممهور‬
‫لع‬
‫يق ا‬
‫ا ف‬
‫‪ –2‬د‪.‬اس‬
‫‪ – 19 8 5 - 22‬ص ‪.18‬‬ ‫ار ‪ -‬ع‪- 17‬‬
‫نو املق‬
‫ا‬‫لق‬
‫ا‬
‫نة ‪.19 5 2‬‬
‫تور األردينلس‬
‫لدس‬
‫‪ –3‬م ( ‪) 1 /68‬من ا‬
‫توراملصر ك‪.‬‬
‫لدس‬
‫‪ –4‬م (‪) 9 2‬من ا‬
‫‪1‬‬
‫لعراق ‪.‬‬
‫لدستور ا‬
‫‪ -‬م ( ‪) 5 6‬من ا‬

‫‪150‬‬
‫وتحمل تكاليف الدعاية ا نتخابية ‪ ،‬سيما في الدو‪ ،‬التي تلقي على عاتق‬
‫النائب عبء تحمل تكاليف الدعاية ا نتخابية ‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬تمثيل النائب األمة بأسرها ‪-:‬‬
‫ظل النائب يمثل دائرته ا نتخابية فقط إلى ما قبل قيام الثورة‬
‫الفرنسية ‪ 1،‬فقد كانت الن رية السائدة ‪ ،‬هي ن رية الوكالة ا ل امية التي‬
‫تقضي بنن النائب يمثل مطلحة المقاطعة أو المدينة التي انتخبته ‪ ،‬وليس‬
‫المطلحة العامة في مجموعها ‪ ،‬وترتب على ن رية الوكالة ا ل امية نتائج‬
‫غير مقبولة ‪،‬إذ بدأت كل دائرة انتخابية تحدد لنوابها برنامجا محددا ليس‬
‫للنائب الخروج عنه في البرلمان ‪،‬فإذا ما طرح موضو في البرلمان‬
‫يديل في ضمن برنامجه ا نتخابي أو تجاوز كدود وكالته كان النائب‬
‫مل ما با متنا عن التطويت كتى يتلقى تعليمات جديدة من النايبين ‪،‬‬
‫يحطل‬ ‫وساد في فرنسا ن ام ا ستقا ت الموقعّة على بياض كي‬
‫النايبون من نوابهم على استقا ت موقعّة على بياض فإذا يرج النائب‬
‫عن كدود وكالته يضّع النايبين التاري على ا ستقالة وترسل إلى رئيس‬
‫‪2‬‬
‫المجلس النيابي كي يجري ع له ‪.‬‬
‫ونتيجة لذلك لم يعد النائب ين ر إلى الطالح العام إ بالقدر الذي‬
‫تتحقق معه مطلحة نايبيه في الدائرة ا نتخابية ‪ ،‬من هنا هجرت الدساتير‬
‫هذا المبدأ واعتنقت ن رية الوكالة العامة للبرلمان ‪ ،‬وفحواها ‪،‬إن النائب‬
‫دائرته ا نتخابية كسب ‪ ،‬وتبعا لذلك تغيرت مهمة‬ ‫يمثل األمة بنسرها‬

‫اهرة – ‪ – 19 76‬ص‬
‫لق‬
‫ية – ا‬
‫ب‬
‫لعر‬
‫ادة ا‬
‫اق‬‫اهرةلل‬
‫لق‬
‫ية – ا‬
‫لدميقراط‬
‫ايب ومشكلة ا‬
‫ي‬‫ن‬
‫ل‬‫ا ما‬
‫نظ‬‫ل‬
‫لة – ا‬
‫لدو‬
‫يف ا‬
‫‪ -‬د‪.‬عصموس‬ ‫‪1‬‬

‫‪.25 0‬‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.227 - 226‬‬
‫لسا‬
‫ا –املرجع ا‬
‫لوه‬
‫بد ا‬
‫دعوع‬
‫يلة وحممد ر‬
‫اصم امحدعل‬
‫د‪.‬ع‬ ‫‪2‬‬

‫‪151‬‬
‫النائب وبات واجب عليه تقديم المطلحة العامة وإيثارها على المطلحة‬
‫المحلية ‪.‬‬
‫رابعا – استقالل النائب عن الناخب خالل مدة الوالية ‪-:‬‬
‫يعد هذا الركن الركي ة األييرة للن ام النيابي ‪ ،‬فالنائب يستقل‬
‫استقال كامال عن النايبين وهو يمارأ عمله النيابي ‪ ،‬إذ ليس للنايب‬
‫إقالة النائب أو توجيه التعليمات له وإل امه باتخاذ موقف معين أو التطرف‬
‫بطريقة معينة دايل المجلس النيابي ‪ ،‬ويستمر هذا ا ستقال‪ ،‬لحين انتهاء‬
‫مدة و ية المجلس كي يبدي النايب مرة أيرى رأيه بالنائب ‪.‬‬
‫والغاية من هذه الضمانة منح الفرصة للنائب ألداء عمله على وجه‬
‫ا ستقال‪ ،‬بعيدا عن التنثير ‪ ،‬هذا إضافة إلى أن فسح المجا‪ ،‬للنايب للتديل‬
‫في عمل النائب سوف يخلق نو من الفوضى وا ربا في عمل النائب‬
‫بفعل تعدد وايتالف اتجاهات الرأي العام وتباين مطالح األفراد ‪.‬‬
‫يعني بحا‪،‬‬ ‫و بد من التنويه إلى أن استقال‪ ،‬النائب عن النايب ‪،‬‬
‫من األكوا‪ ،‬ا نفطا‪ ،‬وتبني النائب ا تجاه الذي يخدم مطلحته بعيدا عن‬
‫مطالح ورغبات النايبين ‪ ،‬ولكن يقطد به‪ ،‬تبني النائب في عمله النيابي‬
‫اتجاه يخدم ويراعي الطالح العام بعيدا عن المطالح الشخطية الخاصة ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫تشكيل البرلمان‬
‫تباينت الدساتير في تن يمها تشكيل البرلمان بين اتجاهين ‪ ،‬األو‪،‬‬
‫أيذ بن ام المجلس الواكد ‪ ،‬والثاني تبنى ن ام المجلسين ‪،‬وانخرط الفقه في‬
‫بيان م ايا ومنيذ كل ن ام وعلى التفطيل التالي ‪-:‬‬

‫‪152‬‬
‫الفرع األول‬
‫مسوغات األخذ بنظام المجلسين‬
‫لقد ساق مؤيدوا ن ام المجلسين كججا لدعم آرائهم وتحبيذهم لهذا الن نام‬
‫‪ ،‬ومن هذه الحجج ما ينتي‪:‬‬
‫‪ -1‬المي ة التاريخية التني نشنن منن أجلهنا ن نام المجلسنين ‪ ،‬وهني أن يكنون‬
‫تحارب كرية العامنة‬ ‫للطبقة األرستقراطية في األمة تمثيل ياص ‪ 1 ،‬لكي‬
‫‪2‬‬
‫ووجود المجلس الثاني يساعد على كفنظ التنوازن بنين الخنواص والعنوام ‪.‬‬

‫ولكن نرى أن هذه المي ة التاريخية زالت و أثر لهنا بعند انتشنار المبنادىء‬
‫الديمقراطية وا عالنات العالمينة لحقنوق ا نسنان التني تؤكند المسناواة بنين‬
‫جميع المواطنين و تفرق بينهم بسبب المكانة ا جتماعية وا قتطادية ‪ ،‬فقد‬
‫جاء في إعالن الحقوق الفرنسي ( يولد األفراد ويعيشون أكرارا ومتسناويين‬
‫في الحقوق )‪ 3 ،‬بل أن الدو‪ ،‬أيذت تنص في صلب دساتيرها علنى المسناواة‬

‫بين جميع أفراد الشعب ‪ ،‬و تفنرق بيننهم بنل تن نر إلنيهم علنى أنهنم طبقنة‬
‫واكدة ‪ ،‬جاء في الدستور التركي ناصا على أنه ( لكل فرد كرينات وكقنوق‬
‫يمكن المساأ بها أو التناز‪ ،‬عنها وتعمل الدولنة‬ ‫أساسية مرتبطة بشخطه‬
‫على إلغاء جميع العقبات السياسية وا قتطادية وا جتماعينة التني تحند منن‬
‫كقننوق وكريننات الشننخص األساسننية )‪ 4 ،‬وجنناء فنني الدسننتور المطننري‬

‫يل ‪-‬بدريو ت – ط ‪ - 19 5 5 - 1‬ص‬


‫يم صدق‬
‫يددفسدل‬
‫بعجوز‬
‫ا‬‫ية ‪-‬مطد‬
‫اسد‬
‫ي‬‫لس‬
‫نظم ا‬
‫لد‬
‫تور ك وا‬
‫لدسد‬
‫نو ا‬
‫ا‬ ‫‪ - 1‬زهدد كيكدن ‪ -‬ا‬
‫لقد‬
‫‪.25 7‬‬
‫لعرا ق ‪13 3 9 -‬هد ‪ -‬ص ‪.14 8‬‬
‫بعة ا‬
‫ية ‪ -‬ط ‪- 1‬بغدا د ‪-‬مط‬
‫اس‬‫ي‬
‫لس‬‫ية أو احلقوق ا‬
‫تور‬
‫لدس‬
‫يض ‪ -‬احلقوق ا‬
‫اد‬ ‫‪- 2‬سل‬
‫يم‬
‫نة ‪.178 9‬‬
‫نس لس‬
‫لفر‬
‫احلقوق ا‬ ‫‪ - 3‬م ( ‪) 1‬من إع‬
‫نة ‪.19 8 2‬‬
‫ل لس‬
‫تور ا‬ ‫‪ - 4‬م ( ‪) 10‬من ا‬
‫لدس‬

‫‪153‬‬
‫( المواطنون لدى القانون سواء وهم متساوون في الحقوق والواجبات العامة‬
‫تميينن بينننهم فنني ذلننك بسننبب الجنننس أو األصننل أو اللغننة أو النندين أو‬
‫العقيدة )‪ 1 ،‬كما أكد الدسنتور العراقني علنى المسناواة بنين جمينع المنواطنين‬

‫وعدم التفريق بينهم فجاء فيه ( العراقيون متساوون أمام القانون دون تميين‬
‫بسبب الجنس أو العرق أو القومية أو األصل أو اللون أو الدين أو المذهب أو‬
‫‪2‬‬
‫المعتقد أو الرأي أو الوضع ا قتطادي أو ا جتماعي )‪.‬‬
‫فمننن يننال‪ ،‬استعراضنننا لهننذه النطننوص نجنند أنهننا تؤكنند المسنناواة بننين‬
‫المواطنين و تقسمهم إلى طبقات أو إلنى عنوام وينواص ‪ ،‬وهنذا منا يؤكند‬
‫زوا‪ ،‬هذه المي ة التاريخية‪.‬‬
‫‪-2‬إن ن ام المجلسين يساعد على رفع مسنتوى المجنالس النيابينة ‪ ،‬ذلنك ألن‬
‫يسناعدان‬ ‫ذيو مبدأ ا قترا العام وجعل انتخاب النواب بيد الشعب ربمنا‬
‫علننى ديننو‪ ،‬أصننحاب الخبننرة وا يتطنناص فنني المجلننس ‪ ،‬وقيننام ن ننام‬
‫يتيسنر لهنم النجناح‬ ‫المجلسين يساعد الحكومة على تعيين ذوي الخبرة مما‬
‫تنكنر بنين انتشنار‬ ‫جد‪ ،‬فيه أن هنا صنلة وثيقنة‬ ‫في ا نتخابات‪3 ،‬ومما‬

‫ا قتننرا العننام وهبننوط مسننتوى أعضنناء المجننالس النيابيننة ‪ ،‬وقيننام ن ننام‬


‫‪4‬‬
‫المجلسين يوفق بين ا قترا العام وكسن ايتيار أعضاء البرلمان‪.‬‬

‫ولكن نرى أن هذه الحجة قد ضعفت في الوقنت الحاضنر نتيجنة ألرتفنا‬


‫المستوى العلمي والثقافي لندى الننايبين ‪ ،‬وضنعف الن عنة العشنائرية التني‬

‫توراملصر كلسنة ‪.19 71‬‬ ‫‪ - 1‬م ( ‪) 4 0‬من ا‬


‫لدس‬
‫‪2‬‬
‫نة ‪.20 0 5‬‬
‫لعراق لس‬
‫لدستور ا‬
‫‪ -‬م ( ‪) 14‬من ا‬
‫ية ‪ - 19 5 3 -‬ص ‪.268‬‬
‫ب‬
‫لعر‬
‫نهضة ا‬
‫ل‬‫بة ا‬
‫ت‬‫امة ‪-‬مصر ‪-‬مك‬
‫لع‬
‫ية ا‬
‫تور‬
‫لدس‬
‫نظم ا‬
‫ل‬‫ا ل ‪-‬ا‬
‫ا در امم‬
‫لق‬ ‫‪ - 3‬د‪.‬ع‬
‫بد ا‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.10 4‬‬
‫ا‬‫يد صرب ك ‪-‬مصدرس‬
‫لس‬‫‪ - 4‬د‪ .‬ا‬

‫‪154‬‬
‫كانت تسود سابقا ( وأن كنا نجد أن هذه الن عة مازالنت قائمنة فني المنناطق‬
‫الريفيننة كتننى اآلن) ويضنناف إلننى هننذا أن غالبيننة القننوانين ا نتخابيننة قنند‬
‫اشترطت في المرشح على األقل أن يكون كامال لمؤهل علمني معنين وهنذا‬
‫يعني أن المرشنحين فني ا نتخابنات بند أن يتنوافر فنيهم الحند األدننى منن‬
‫الوعي وهذا ما يضمن ديو‪ ،‬العناصر الكفؤة إلى المجالس النيابية‪.‬‬
‫وقد قيل بحق أن المجالس الثانية ليست مؤلفة دائما على نحنو تكنون معنه‬
‫قادرة على إعطاء رأي ثاني له قيمتنه ‪ ،‬و تملنك منن المنؤهالت منا تفتقنده‬
‫المجالس الندنيا‪ ،‬وعلينه يحتمنل أن تكنون محاف نة ‪ ،‬بمعننى أن تكنون وراء‬
‫العطر وآفاقه ‪ ،‬إنها تعبر عن أراء الننايبين ينال‪ ،‬فتنرة هني منثال سنت أو‬
‫ثماني سنوات ‪ ،‬في كين أن المجالس الدنيا تعبنر عنن آرائهنم لهنذه السننة أو‬
‫السنتين الماضيتين ‪ ،‬وعندها ربما يمارأ المجلس األعلى دور الكابح لنتائج‬
‫‪1‬‬
‫النجاح ا نتخابي األيير أو الحدي ‪.‬‬

‫‪ -3‬لن ام المجلسين فائدة بالنسبة لبعض الكياننات الديمقراطينة الحديثنة التني‬


‫تفوق فيها أهمية المسائل ا قتطادية أهمية المسائل السياسية كمنا هنو الحنا‪،‬‬
‫في ككومة و ية فكتوريا بنستراليا ‪ ،‬لذلك ينتخب أكد المجلسين من الشعب‬
‫بال قيد ليمثل العامة ‪ ،‬وينتخب الثناني ليمثنل فئنات اقتطنادية بناقترا محندد‬
‫‪2‬‬
‫بشروط مالية ياصة‪.‬‬

‫نجد لقيام المجلس الثاني في هذه الدو‪ ،‬مبرر إذ يمكن تمثيل هذه‬ ‫ولكننا‬
‫الفئات من يال‪ ،‬تحديد نسبة معينة من المقاعد لتمثيلهنا وبنذلك ين و‪ ،‬مبنرر‬
‫قيام المجلس الثاني‪.‬‬

‫‪- K.C. Whear -Legislatures- London- Oxford University prees-1968.P.142. 1‬‬


‫بق ‪ -‬ص ‪.10 4‬‬
‫ا‬‫يد صرب ك ‪-‬مصدرس‬
‫لس‬‫‪ - 2‬د‪ .‬ا‬

‫‪155‬‬
‫‪ -4‬يحو‪ ،‬ن ام المجلسين دون التسر في إصدار التشريعات المختلفة وذلك‬
‫أن أكد المجلسين يكون عادة مسنئو عنن مراجعنة التشنريعات التني يقرهنا‬
‫المجلس اآلير قبل إصدارها ‪ ،‬وهو يمثل نو من الرقابة من أكد المجلسنين‬
‫‪1‬‬
‫على المجلس اآلير ومشاركته في السلطة التشريعية‪.‬‬

‫ونجد في هذا المبرر ما قد يؤدي إلى تنيير صدور المشرو كينما يحا‪،‬‬
‫المشرو من المجلس األو‪ ،‬إلى المجلس الثاني ‪ ،‬كي تجنري مناقشنته منن‬
‫قبل المجلس األيير وقد يقره أو يرفضه أو قد يطلب إديا‪ ،‬تعنديالت علينه ‪،‬‬
‫وقد ينص الدستور في مثل هذه الحالة على عقند اجتمنا مشنتر للمجلسنين‬
‫ومناقشته مجددا والتطويت عليه بنغلبية معيننة لكنال المجلسنين ‪ ،‬وفني هنذا‬
‫‪2‬‬
‫كله تنيير لطدور التشريع‪.‬‬
‫‪ -5‬تنفرد الهيئة النيابية فني الدولنة بسنلطة سنن التشنريعات والقنوانين ‪،‬فنإذا‬
‫كانت هذه السلطة بيد مجلنس نينابي واكند فإننه قند يسنتبد بهنا ويتعسنف فني‬
‫استعمالها في مواجهة السلطة التنفيذية ‪،‬أما إذا توزعت بين مجلسنين نينابيين‬
‫فإن هذا سيكون مانعا من ا ستبداد وعامال مساعدا علنى وجنود تنوازن بنين‬
‫‪3‬‬
‫السلطات العامة في الدولة‪.‬‬

‫ولكننا نرى في وجود المجلس الثاني سببا لمحابنة السنلطة التنفيذينة علنى‬
‫كسنناب المجلننس اآليننر ‪،‬إذ قنند يكننون المجلننس األعلننى معينننا كلننه مننن قبننل‬

‫‪- Maurice Duverger- op- cit- p.147. 1‬‬


‫نا إ أادد السددادد ذا‬
‫لقدوا‬
‫يع ا‬
‫ار‬
‫ددعمشد‬
‫لعراقد ‪ ،‬إ أ تر‬
‫اسد ا‬
‫نو األس‬
‫ا‬‫لقد‬
‫ا دة (‪ ) 1 /62‬و ( ‪) 63‬مدن ا‬ ‫‪ - 2‬ذه‬
‫بددواملد‬
‫دد أادد السدا‬
‫ا إذا ر‬
‫اامللددد‪،‬أمد‬
‫يصددقه‬
‫ا و‬
‫ا السد‬
‫يهد‬
‫امليواددقعل‬
‫نوانمد‬
‫ا‬‫اين‪ ،‬و تكدو قد‬
‫اد‬
‫ل‬‫ددع إ الددس ا‬
‫اتر‬
‫بلهد‬
‫ق‬
‫يسجملددس‬
‫ئد‬
‫ندوا )برةسدة ر‬
‫ل‬‫ا ‪-‬ا‬
‫يد‬
‫اني السددا ( األع‬
‫نعقدجلسةمشد ةمدن أعضد‬
‫ت‬‫ل ‪،‬د‬
‫بو‬
‫اينعلىق‬
‫ا‬‫ل‬
‫تا وأصر ا‬
‫املشروعمر‬
‫يق امللد‪.‬‬
‫تصد‬
‫اب‬‫لةاق اهن‬
‫ا‬‫ية يفا‬
‫ئ‬‫ا‬
‫تربهن‬
‫اني الس املش كتع‬
‫ا عد د أعض‬
‫يةثل‬
‫ا درأبار‬
‫لص‬‫لقرار ا‬
‫ا وا‬
‫ي‬‫األع‬
‫ية ‪ - 19 8 5 -‬ص ‪.24 9‬‬
‫امع‬
‫لدار ام‬
‫ية ‪ -‬ط ‪- 1‬مصر ‪ -‬ا‬
‫اس‬‫ي‬
‫لس‬‫نظم ا‬
‫ل‬‫بد هللا ‪ -‬ا‬
‫يوينع‬
‫لغينبس‬ ‫‪ - 3‬د‪.‬ع‬
‫بد ا‬

‫‪156‬‬
‫الحكومة ‪ ،‬وهذا ما هو عليه في القانون األساسني العراقني كين كنان كافنة‬
‫أعضاء مجلس األعيان معينين من قبل الملنك ‪ ،‬وقند تكنون هننا نسنبة منن‬
‫المجلس األعلى معينين من قبل الملك ‪ ،‬وهذا ما نجده في الدستور المطنري‬
‫لسننة ‪ ، 1923‬كين كننان يمسننا أعضناء مجلننس الشننيوخ معينننين ‪ ،‬بننل أن‬
‫بعض الدساتير جعلت رئاسة المجلس األعلى منوطة بنكد أعضناء الحكومنة‬
‫‪ ،‬وهننذا مننا نجننده فنني الدسننتور األمريكنني ‪ ،‬كينمننا جعننل مننن نائننب الننرئيس‬
‫األمريكي رئيسا لمجلس الشيوخ‪.‬‬
‫‪ -6‬كثيرا ما يحدث يالف بين الحكومنة والبرلمنان فني مسننلة معيننة ‪ ،‬وقند‬
‫يشتد هذا الخالف ويهدد ن ام الدولة ياصة في ن ام المجلس الواكد ‪ ،‬ويبدو‬
‫‪1‬‬
‫أن من الممكن اكتواء هذا الخالف وتجاوزه عنند األينذ بن نام المجلسنين ‪،‬‬

‫وذلك في كالة وقو ن ا بين الحكومة وأكد المجلسين فنن المجلنس اآلينر‬
‫‪2‬‬
‫يقوم بمهمة التوفيق والعمل على إنهاء األزمة قبل أن تتعاظم‪.‬‬

‫‪ -7‬تمثل الدو‪ ،‬ا تحادية بطبيعتها تركيبا ثنائينا ‪ ،‬فمنن جهنة هننا األمنة‬
‫التي هي كيان قائم بذاته ‪ ،‬ومن جهة أيرى المقاطعات والو يات التي يتنلف‬
‫منهننا ا تحنناد ولهننا ظروفهننا الخاصننة‪3 .‬وفنني برلمانننات ا تحنناد أو الدولننة‬

‫ا تحادية بد من أن يتجسد هذا التركينب الثننائي فني صنيغته فني مجلسنين‬


‫منفطلين أكدهما يمثل األمة كلها ‪ ،‬ويمثل ثانيهما كل و ينة منن الو ينات ‪،‬‬
‫‪1 -Georges‬‬ ‫‪Burdaeu - Droit constitutionnel ET Institutionnel politiques -L.G.D.J-‬‬
‫‪paris- 1980-p.535.‬‬
‫‪2 20 5‬‬ ‫ار ‪ - 19 71 -‬ص‬
‫نشد ةاملعد‬
‫ية‪-‬م‬
‫ندر‬
‫تور ك‪ -‬ط‪ -2‬اإلسدك‬
‫لدسد‬
‫نو ا‬
‫ا‬‫لقد‬
‫ية وا‬
‫اسد‬
‫ي‬‫لس‬
‫نظم ا‬
‫لد‬
‫يدل‪ -‬ا‬
‫‪ -‬د‪.‬حمسدنخل‬
‫ا‪.‬‬
‫ابعده‬
‫وم‬
‫‪3 -Michel‬‬ ‫‪Ameller - Parliaments comparative study on the srructurs and function‬‬
‫‪of representative institutions in fifty five countries -Cass ell -London - 1966- p.‬‬
‫‪3.‬‬

‫‪157‬‬
‫تملننك إ ييننارا واكنندا وهننو ن ننام‬ ‫وهكننذا قيننل أن الدولننة ا تحاديننة‬
‫‪1‬‬
‫المجلسين‪.‬‬

‫إ أن بعض الدو‪ ،‬ا تحادية أيذت بن ام المجلس الواكد وأن شعبها هنو‬
‫شعب واكد ‪ ،‬فما المبرر إذن ألن يندلي الناينب بطنوته منرتين ولننائبين‬
‫وقد يكون من أسباب األيذ بن ام المجلس الواكد في بعض الندو‪ ،‬ا تحادينة‬
‫هو تع ي الروابط وتوثيقها بين أفراد شنعبها ‪ ،‬ومنن الندو‪ ،‬ا تحادينة التني‬
‫أيذت بن ام المجلس الواكد الباكستان والكمرون‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫مسوغات األخذ بنظام المجلس الواحد‬
‫في مواجهة المسوغات التي ساقها أنطار ن ام المجلسين لندعم آرائهنم ‪،‬‬
‫ساق أنطار ن ام المجلنس الواكند‪ ،‬المسنوغات لتندعيم منوقفهم منن الندعوة‬
‫لتبني ن ام المجلس الواكد ‪ ،‬ومن هذه المسوغات‪-:‬‬
‫‪ -1‬إن األمة ليست إ إرادة واكدة وذات سيادة واكدة و يمكن تمثيلهنا‬
‫إ بهيئة واكدة توجدها أكثرية الننايبين ‪ ،‬و يمكنن أن يكنون ذلنك‬
‫إ بن ام المجلس الواكد‪ 2.‬ثم إن ن ام المجلسين يتعارض مع وكندة‬

‫إرادة األمة ‪ ،‬ووجود مجلسين قد يؤدي إلى كطو‪ ،‬تعنارض بينهمنا‬


‫‪ ،‬فإذا كطل هذا التعارض بد أن تكون إكدى هاتين ا راديتين في‬

‫‪1-‬‬ ‫‪Jacques Cadert- institutions politiques ET Droit constitutionnel L.G.D.J.‬‬


‫‪paris - 1975 p.330-331.‬‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.25 9‬‬
‫ا‬‫‪ - 2‬زهد كيكن ‪-‬مصدرس‬

‫‪158‬‬
‫األقل مخالفة لرأي األمة وإذا أتفق المجلسان في الرأي ومعناه أتفاق‬
‫‪1‬‬
‫ا رادتين فال فائدة من ن ام المجلسين ويكفي مجلس واكد‪.‬‬

‫تجد لها كال ‪ ،‬ما هي‬ ‫إن هذه الحجة تثير عدة تساؤ ت ربما‬
‫العالقة بين وكدة إرادة األمة وتمثيلها بنكثر من مجلنس واكند ومنا هنو‬
‫وجه التعارض بين ن ام المجلسين وهذه الوكدة في ا رادة ثم أ ّ يعند‬
‫اتفاق المجلسين في الرأي دليال على صحة هذا الرأي ودقتنه إن هنذه‬
‫تكون بحد ذاتها منيذا يسجل علنى ن نام المجلسنين فكثينرا منا‬ ‫الحجة‬
‫يكون هنا مجلسان ويكونان المعبر الحقيقي عن إرادة األمة ‪.‬‬
‫‪ -2‬إن وجود مجلس واكند يكفنل الوكندة ويحنو‪ ،‬دون ا نقسنام بنين هيئنات‬
‫التشريع ‪ 2،‬وازدواج الهيئة التشريعية يكنون مطندرا للنن ا بنين المجلسنين‬

‫نتيجة لاليتالف في وجهات الن ر في األمور التشنريعية المختلفنة‪ 3 .‬وينرى‬

‫بعض الفقهاء أن منناص منن اينتالف المجلسنين فني النرأي أكياننا نتيجنة‬
‫ايتالف طريقة تشكيل هذين المجلسين الذي قد يؤدي إلى انحياز أكدهما إلى‬
‫‪4‬‬
‫السلطة التنفيذية التي ساهمت في تشكيله‪.‬‬

‫إن هذه الحجة يمكن أن تكون صحيحة في الدو‪ ،‬التي يتم تشكيل المجلنس‬
‫فيها بطريق التعيين ‪ ،‬كما هو الحا‪ ،‬في تعينين أعضناء مجلنس األعينان فني‬

‫اة ‪ -‬ط ‪ - 19 4 3 - 1‬ص ‪.24 5‬‬


‫ي‬‫اهرة احلد‬
‫لق‬
‫بعة ا‬
‫امة ‪-‬مصر ‪-‬مط‬
‫لع‬
‫ية ا‬
‫تور‬
‫لدس‬
‫ا د ىني ا‬
‫ب‬‫ا ‪ -‬امل‬
‫ام‬‫يلع‬
‫ا خل‬
‫ام‬‫‪ - 1‬د‪.‬ع‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.25 9‬‬
‫ا‬‫‪ - 2‬زهد كيكن ‪-‬مصدرس‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.13‬‬
‫ا‬‫يم ‪-‬مصدرس‬
‫براه‬ ‫‪ - 3‬د‪ .‬امحدا‬
‫ادظ إ‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.20 2‬‬
‫ا‬‫يم ‪-‬مرجعس‬
‫براه‬
‫يو إ‬ ‫‪ - 4‬د‪ .‬وا‬
‫يد رأدو ود‪ .‬وا‬

‫‪159‬‬
‫القانون األساسي العراقي‪1 .‬وكذلك في تعيين بعض أعضناء مجلنس الشنيوخ‬

‫تكنون‬ ‫في دستوري مطر لسنة ‪ 2، 1923‬و‪ 3 ، 1930‬ولكن هذه الحجنة‬

‫صحيحة في الدو‪ ،‬التي يجنري تشنكيل المجلنس األعلنى فيهنا عنن طرينق ‪،‬‬
‫ا نتخنناب كمننا فنني انتخنناب أعضنناء مجلننس الشننيوخ الفرنسنني فنني دسننتور‬
‫‪4‬‬
‫‪.1958‬‬

‫‪ -3‬إن وجود المجلس الثاني ينؤدي إلنى النبطء فني التشنريع ‪ 5 ،‬فالمشنرو‬

‫المقترح يمر هنا بالمجلس األو‪ ،‬وبعد مناقشنته وإقنراره يرفنع إلنى المجلنس‬
‫الثاني لمناقشته ‪ ،‬وقد يالقي المشرو الموافقة أو النرفض منن قبنل المجلنس‬
‫الثاني ‪ ،‬وفي ذلك كله تنيير لطدور التشريع ‪ ،‬وقد يتطلب اآلمر فني بعنض‬
‫األكيان صدور التشريع على وجه السنرعة لمواجهنة ظنرف معنين أو كالنة‬
‫مستعجلة ‪ 6 ،‬وقد يؤدي األيذ بن ام المجلسنين إلنى تننيير ا صنالكات أمندا‬

‫طننويال ‪ ،‬وقنند شننبه ن ننام المجلسننين بعربننة يجرهننا جننوادين فنني اتجنناهين‬
‫‪7‬‬
‫متضادين‪.‬‬

‫نة ‪.19 25‬‬


‫لعراق لس‬
‫اس ا‬
‫نو األس‬
‫ا‬ ‫‪ - 1‬م ( ‪) 1 /3 1‬من ا‬
‫لق‬
‫نة ‪.19 23‬‬
‫تور املصر كلس‬ ‫‪ - 2‬م ( ‪) 74‬من ا‬
‫لدس‬
‫نة ‪.19 3 0‬‬
‫تور املصر كلس‬ ‫‪ - 3‬م ( ‪) 75‬من ا‬
‫لدس‬
‫نس لسنة ‪.19 5 8‬‬
‫لفر‬
‫تور ا‬ ‫‪ - 4‬م ( ‪) 24‬من ا‬
‫لدس‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.271‬‬
‫ا‬‫ا ل ‪-‬مصدرس‬
‫ا در امم‬
‫لق‬ ‫‪ - 5‬د‪.‬ع‬
‫بد ا‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.19 8‬‬
‫ا‬‫يم ‪-‬مصدرس‬
‫براه‬ ‫‪ - 6‬د‪ .‬وايد رأدو ود‪ .‬وا‬
‫يو إ‬
‫‪ - 7‬زهد كيكن ‪-‬مصدرسا‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.25 9‬‬

‫‪160‬‬
‫‪ -4‬إن وجود المجلسين يؤدي إلى يلق أرستقراطيات جديندة ‪ ،‬وهنذا لنم يعند‬
‫يتفننق وجننوهر الديمقراطيننة ‪،‬فبموجننب ن ننام المجلسننين يجننب أن يختلننف‬
‫المجلسان من كي التكنوين ‪ ،‬وقند جنرت العنادة أن يكنون المجلنس األعلنى‬
‫معينا كما كان عليه الحا‪ ،‬فني مجلنس الشنيوخ الليبني بموجنب دسنتور سننة‬
‫‪ 1 ، 1951‬ومجلس األعيان العراقي في ظل القانون األساسي لسنة ‪1925‬‬

‫ومجلس األعيان األردني في ظنل دسنتور ‪ ، 1952‬بنل أن بعنض الدسناتير‬


‫جعلت من أعضاء المجلس األعلى معينين مدى الحياة كما كنان علينه الحنا‪،‬‬
‫أبان الحكم الفاشي في إيطاليا ‪2،‬وقد تكون العضوية في المجلس األعلنى عنن‬

‫طريق الوراثة كما في مجلس اللورادت البريطاني ‪ ،‬ومما شك فيه أن ذلنك‬


‫يخالف المبادئ الديمقراطية التني تسنعى الشنعوب فني الوقنت الحاضنر إلنى‬
‫‪3‬‬
‫تحقيقها‪.‬‬

‫المبحث الثالث‬
‫الديمقراطية شبه المباشرة‬
‫إن مططلح الديمقراطية يخرج عن معناه الحقيقي إذا لم يتم ممارسة‬
‫السلطة من قبل الشعب ‪ ،‬ومن يال‪ ،‬استعراض ن نام الديمقراطينة المباشنرة‬
‫تبين لنا إن تبني هذا الن ام في الوقنت الحاضنر أمنر غاينة فني الطنعوبة ‪،‬‬
‫وفي ذات الوقت يسنجل علنى ن نام الديمقراطينة غينر المباشنرة العديند منن‬
‫السلبيات ‪ ،‬وللخروج من هذا التناقض ‪ ،‬اهتندى الفكنر الدسنتوري إلنى ن نام‬

‫نة ‪.19 5 1‬‬


‫ييبلس‬
‫لل‬
‫تور ا‬ ‫‪ - 1‬م ( ‪) 9 4‬من ا‬
‫لدس‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.25 1‬‬
‫ا‬‫يوين ‪-‬مصدرس‬
‫لغينبس‬ ‫‪ - 2‬د‪.‬ع‬
‫بد ا‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.272‬‬
‫ا‬‫ا ل ‪-‬مصدرس‬
‫ا در امم‬
‫لق‬ ‫‪ - 3‬د‪.‬ع‬
‫بد ا‬

‫‪161‬‬
‫وسط يجمع بين بعض يطائص الن امين السنابقين وهنذا الن نام هنو ن نام‬
‫الديمقراطية شبه المباشرة ‪ ،‬ويقوم هذا الن ام على وجود برلمان منتخب من‬
‫قبل الشعب يمارأ السنيادة نيابنة عننه ‪ ،‬منع اكتفناظ الشنعب بحنق ممارسنة‬
‫بعض م اهر السلطة با شترا مع البرلمان ‪.‬‬
‫ويعد ا ستفتاء الشعبي أهم م اهر ن ام الديمقراطية شنبه المباشنرة‬
‫بل أنه يعبر عن جوهر المشاركة الشعبية في السلطة إلى جانب كنق مراقبنة‬
‫البرلمان وكله واقتراح القوانين وا عتراض عليها ‪.‬‬
‫ويذهب جانب من الفقنه إلنى أن ن نام الديمقراطينة شنبه المباشنرة ‪،‬‬
‫يجعل من هيئة النايبين سلطة رابعة إلى جانب السنلطات النثالث التقليدينة (‬
‫التشريعية – التنفيذية – القضائية) إذ يباشر النايبون بعنض م ناهر السنيادة‬
‫‪1‬‬
‫على نحو إيجابي ‪.‬‬

‫مظاهر الديمقراطية شبه المباشرة ‪-:‬‬


‫للديمقراطية شبه المباشرة عدة م اهر ‪ ،‬تنطب جميعها على‬
‫مشاركة الشعب في السلطة ‪ ،‬و يل م توافرها جميعا لقيام هذا الن ام ‪ ،‬بل‬
‫إن هذا الن ام ينهض مع توافر بعضها فقط ‪ ،‬وهذه الم اهر هي ‪ ،‬ا ستفتاء‬
‫الشعبي وا عتراض الشعبي وا قتراح الشعبي وكق كل البرلمان وكق‬
‫إقالة النائب وأييرا طلب ع ‪ ،‬الرئيس ‪.‬‬

‫أوال – االستفتاء الشعبي ‪-:‬‬

‫بق – ص ‪.218‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫ا –املرجع ا‬
‫يز يح‬
‫لعز‬
‫بد ا‬
‫يمع‬ ‫‪ - 1‬د‪ .‬إ‬
‫براه‬

‫‪162‬‬
‫ا ستفتاء ‪ ،‬استطال رأي الشعب في مسنلة معينة على درجة من‬
‫األهمية ستبيان رأيه قبل اتخاذ قرار فيها ‪ ،‬ويعد ا ستفتاء الشعبي أهم‬
‫م اهر الديمقراطية شبه المباشرة ‪ ،‬كونه يفسح المجا‪ ،‬واسعا أمام الشعب‬
‫بداء رأيه والمشاركة في القرار تطبيقا لمبدأ السيادة الشعبية ‪.‬‬
‫ويقسم ا ستفتاء الشعبي إلى عدة أقسام ‪ ،‬وكسب المعيار الذي‬
‫يجري اعتماده في التقسيم ‪ ،‬فمن كي موضوعه يقسم إلى استفتاء دستوري‬
‫وقت إجراءه يقسم إلى استفتاء‬ ‫وتشريعي وسياسي وشخطي ‪ ،‬ومن كي‬
‫وجوب إجراءه يقسم إلى استفتاء إل امي‬ ‫سابق و كق ‪ ،‬ومن كي‬
‫وايتياري ‪ ،‬ومن كي قوته ا ل امية ‪ ،‬يقسم إلى استفتاء مل م واستشاري ‪،‬‬
‫ومن كي عموميته يقسم إلى استفتاء عام ومقيد ‪ ،‬وأييرا يقسم ا ستفتاء من‬
‫تباعا في األنوا المختلفة‬ ‫الهدف إلى رسمي ودراسي ‪ ،‬وسنبح‬ ‫كي‬
‫لالستفتاء ‪.‬‬
‫االستفتاء من حيث موضوعه ‪-:‬‬
‫موضوعه ‪ ،‬إلى استفتاء دستوري‬ ‫يقسم ا ستفتاء من كي‬
‫وتشريعي وسياسي وشخطي‪.‬‬
‫‪ -1‬االستفتاء الدستوري ‪ -:‬هو ا ستفتاء الذي ينطب على إقرار‬
‫الدستور أو تعديله ( تنسيسي – تعديلي) ‪ ،‬ويقطد با ستفتاء‬
‫التنسيسي ‪،‬استطال رأي الشعب بمشرو الدستور المقترح ‪،‬إذ‬
‫ينيذ هذا المشرو صفة الدستور إذا صوت الشعب لطالحه ‪،‬‬
‫وي و‪ ،‬كل آثر قانوني له ‪ ،‬إذ لم صوت ضده ‪ ،‬وبدأت فكرة‬
‫ا ستفتاء التنسيسي مع بداية كركة تدوين الدساتير في الو يات‬

‫‪163‬‬
‫المتحدة األمريكية سنة ‪1. 1776‬وفي الوقت الحاضر هنا اتجاه‬
‫دستوري مت ايد يذهب إلى استطال رأي الشعب بالدستور قبل‬
‫إقراره والعمل بنككامه ‪ ،‬ومن الدساتير التي أيذت با ستفتاء‬
‫التنسيسي ‪ ،‬الدستور األلماني لسنة ‪ 1919‬والدستور األسباني لسنة‬
‫‪ 1920‬والدستور ا يطالي لسنة ‪ 1947‬والدستور الفرنسي لسنة‬
‫‪ 1958‬والدستور البلغاري لسنة ‪ 1973‬والدستور الطيني لسنة‬
‫‪ 1982‬والدستور التركي لسنة ‪ 1962‬و‪ 1982‬والدستور البلجيكي‬
‫لسنة ‪ 1993‬والدستور الروسي لسنة ‪ 1993‬والدستور العراقي‬
‫لسنة ‪.2005‬‬
‫أما ا ستفتاء ألتعديلي فيعني ‪ ،‬استطال رأي الشعب في تعديل‬
‫الدستور إضافة وكذفا ‪ ،‬ويقسم ا ستفتاء ألتعديلي ‪ ،‬إلى استفتاء‬
‫إجباري وايتياري ‪ ،‬ومن الدساتير التي أيذت با ستفتاء ألتعديلي‬
‫ا جباري الدستور السويسري والمطري والعراقي النافذ ‪ ،‬في‬
‫كين ايذ كل من الدستور النمساوي والفرنسي با ستفتاء ا يتياري‬
‫‪ ،‬كي علق الدستور النمساوي مسنلة ا ستفتاء على إرادة البرلمان‬
‫‪ ،‬في كين جعل الدستور الفرنسي ا ستفتاء مرهونا بإرادة الرئيس‬
‫‪1‬‬
‫‪.‬‬
‫‪-2‬االستفتاء التشريعي‪ -:‬هو ا ستفتاء الذي ينطب على مشرو‬
‫‪ ،‬وقطرت بعض الدساتير هذا ا ستفتاء‬ ‫قانون أو تعديل قانون م ّ‬
‫شر‬
‫على بعض القوانين دون غيرها ‪ ،‬ومن بين القوانين التي جرى العمل‬

‫يو ‪ - 19 68 -‬ص ‪.62‬‬


‫لكو‬
‫تور ك يف ا‬
‫لدس‬
‫ا ما‬
‫نظ‬‫ل‬
‫ا دئ ا‬
‫ب‬‫احاسن –م‬
‫ت‬‫لف‬
‫بد ا‬
‫‪ –1‬د‪.‬ع‬
‫ية – ج ‪ - 4‬ص ‪.24 1‬‬
‫اس‬‫لسي‬
‫لعلوم ا‬
‫‪–1‬جور جبردو –مطو ل ا‬

‫‪164‬‬
‫على استبعادها من ا ستفتاء ‪ ،‬القوانين المتعلقة بسياسة الدولة الخارجية‬
‫وأمن الدولة وقوانين الطوارئ واألككام العرفية وقوانين الضرائب‬
‫ويجري استبعاد هذه القوانين من ا ستفتاء عادة ن را لما تتسم به من‬
‫سرية أو كاجة للتخطص الفني أو السرعة في الطدور ‪.‬‬
‫‪-3‬االستفتاء السياسي ‪-:‬هو ا ستفتاء الذي ينطب على مسنلة سياسية‬
‫ذات أهمية ياصة يخشى الحاكم من ا نفراد في اتخاذ القرار فيها ‪ ،‬كنن‬
‫يتوقف عليها تقرير مطير الدولة ‪،‬أو إن النتائج المترتبة عليها غير‬
‫واضحة المعالم ‪،‬وقد يتخذ الحاكم من هذا ا ستفتاء وسيلة لكسب تنييد‬
‫الشعب ‪ ،‬ومن قبيل ا ستفتاء السياسي ‪،‬استفتاء الشعب على ا نضمام‬
‫تحاد أو الخروج منه كاستفتاء الشعب الجيكي والبولندي وا ستوني‬
‫والالتيفي على ا نضمام لالتحاد األوربي عام ‪ 2003‬أو ا يتيار بين‬
‫الن ام الملكي والجمهوري كما كدث في إيطاليا سنة ‪ 1946‬والعراق‬
‫سنة ‪ 1921‬بشنن تولي فيطل األو‪ ،‬العرش ‪ ،‬وفي إيران بشنن إلغاء‬
‫الن ام الملكي وإقامة الن ام الجمهوري ‪ ،‬ومن قبيل ا ستفتاء السياسي‬
‫أيضا ‪ ،‬ا ستفتاء على ضم إقليم أو تقرير استقالله أو ا نضمام إلى‬
‫المعاهدة سياسية أو الديو‪ ،‬في الحرب أو الخروج منها ‪ ،‬أو ا نضمام‬
‫لمن مة دولية أو ا نسحاب منها كاستفتاء الشعب السويسري عام‬
‫‪ 2004‬على ا نضمام لألمم المتحدة ‪.‬‬
‫‪-4‬االستفتاء الشخصي ‪ -:‬وينطب هذا النو من ا ستفتاء على شخص‬
‫رئيس الدولة ‪،‬إذ يتم استطال رأي الشعب في تجديد و يته أو لمعرفة‬
‫يكون إ مرشح واكد‬ ‫مدى التنييد الذي يح ى به ‪ ،‬وفي هذا ا ستفتاء‬
‫لرئاسة الجمهورية ‪ ،‬أو هو رئيس الجمهورية ذاته كينما يسعى إلى‬

‫‪165‬‬
‫تجديد و يته ‪،‬أو هو رجل السلطة الجديد الذي أطاح بالسابق وأستحوذ‬
‫على السلطة يتقدم إلى الشعب طالبا موافقته على تنطيبه رئيسا‬
‫للجمهورية سعيا وراء إضفاء الشرعية على سلطته ‪.‬‬
‫ويعد ا ستفتاء على شخص نابليون سنة ‪ 1804‬أو‪ ،‬استفتاء شخطي‬
‫في التاري كي تم مبايعته إمبراطورا على فرنسا ‪ ،‬وتال ذلك ا ستفتاء‬
‫إمبراطورا على‬ ‫ايتير نابليون الثال‬ ‫‪،‬استفتاء آير في فرنسا كي‬
‫‪1‬‬
‫فرنسا سنة ‪. 1852‬‬
‫وفي مطر سن ن ام ا ستفتاء الشخطي ‪،‬الرئيس الراكل جما‪،‬‬
‫عبد الناصر ‪ ،‬وجاء النص صريحا عليه في دستور سنة ‪1956‬‬
‫ودستور سنة ‪ 1964‬ودستور سنة ‪ 1971‬النافذ ‪ ،‬واضطرد العمل‬
‫بن ام ا ستفتاء الشخطي في الوطن العربي ن را ل روف ا ستثنائية‬
‫التي تمر بها غالبية األقطار العربية ‪ ،‬أو لخشية القابضين على السلطة‬
‫من إطالق الحرية لألك اب السياسية لالشترا في ا نتخابات ‪ ،‬ففي‬
‫مطر استفتى الشعب المطري على الرئيس الراكل أنور السادات سنة‬
‫‪2‬‬
‫كما استفتى الشعب مرة أيرى على الرئيس الحالي كسني‬ ‫‪1976‬‬
‫سنة‪ ، 1999‬واستفتى الشعب السوري على الرئيس الراكل‬ ‫مبار‬
‫كافظ األسد سنة ‪ 1978‬و‪ ، 1999‬وفي السودان استفتى الشعب على‬
‫الرئيس جعفر نميري سنة ‪، 1977‬كما استفتى الشعب الج ائري على‬
‫الرئيس هواري بو مدين سنة ‪ ، 1976‬واستفتى مرة أيرى على‬
‫الرئيس الشاذلي بن جديد ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪- A. Hauriou – Droit Constitutionnel ET Institutions Politiques – 1972- p .697.‬‬
‫ا‬
‫يو – ط ‪ - 19 8 0 - 1‬ص ‪ 3 20‬وم‬
‫لكو‬
‫ية – ا‬
‫ار اإلس م‬
‫ن‬‫بةامل‬
‫ت‬‫لشعيب –مك‬
‫اني ا‬
‫ت‬‫تف‬
‫اجد راغب احللو – ا س‬
‫‪ –2‬د‪ .‬م‬
‫ا‪.‬‬
‫بعده‬

‫‪166‬‬
‫االستفتاء من حيث وقت إجراءاه‪-:‬‬
‫وقت إجراءه ‪ ،‬إلى استفتاء سابق و كق ‪،‬‬ ‫يقسم ا ستفتاء من كي‬
‫وا ستفتاء السابق هو ا ستفتاء الذي يجرى قبل إعداد القانون وتحضيره‬
‫وصياغته ‪ ،‬ومن ثم فإن هذا ا ستفتاء ينطب على المبدأ الذي يدور كوله‬
‫التشريع ‪،‬فإذا ما كطل المبدأ على التنييد قامت الحكومة أو البرلمان بإعداد‬
‫المشرو تمهيدا لمناقشته والتطويت عليه ‪.‬‬
‫أما ا ستفتاء الالكق ‪ ،‬هو ا ستفتاء الذي ينطب على مشرو‬
‫اقتركه البرلمان أو الحكومة ‪ ،‬وتم مناقشته وإعداده والتطويت عليه في‬
‫البرلمان ‪ ،‬فإذا كاز المشرو على التنييد الشعبي أصبح قانونا واجب النفاذ‬
‫‪،‬وإذا جاءت نتيجة ا ستفتاء في غير صالحه ‪ ،‬سقط وأصبح كنن لم يكن ‪،‬‬
‫وي ّ‬
‫شبه جانب من الفقه ا ستفتاء الالكق بحق المطادقة الذي يملكه رئيس‬
‫الدولة ‪ ،‬باعتبار أن مطير المشرو يبقى موقوفا على مطادقة الرئيس ‪،‬إن‬
‫شاء صدقه وإن شاء رفضه ‪.‬‬
‫االستفتاء من حيث وجوب إجراءه ‪-:‬‬
‫وجوب إجراءه إلى استفتاء إل امي‬ ‫يقسم ا ستفتاء من كي‬
‫( وجوبي) واستفتاء ايتياري ( جوازي) ‪ ،‬وا ستفتاء ا ل امي ‪ ،‬هو‬
‫ا ستفتاء الذي تكون فيه السلطة مل مة باستطال رأي الشعب قبل اتخاذ‬
‫القرار النهائي فيه ‪ ،‬كنن يل م الدستور السلطة المختطة باستطال رأي‬
‫الشعب بشنن تعديل نص من نطوصه ‪.‬‬
‫أما ا ستفتاء ا يتياري ( ألجوازي) ‪،‬هو ا ستفتاء الذي يتوقف‬
‫إجراءه على إرادة السلطة المختطة ‪ ،‬إن شاءت أجرته وإن شاءت تجاهلته‪،‬‬

‫‪167‬‬
‫من ذلك ما نطت عليه المادة (‪ )52‬من ا عالن الدستوري المطري لسنة‬
‫‪ ( 1952‬لرئيس الجمهورية أن يستفتي الشعب في المسائل الهامة التي‬
‫تتطل بمطالح البالد العليا )‪.‬‬
‫االستفتاء من حيث قوته اإللزامية ‪-:‬‬
‫إل امية األيذ بنتائجه ‪ ،‬إلى استفتاء مل م‬ ‫يقسم ا ستفتاء من كي‬
‫واستشاري ‪ ،‬ويكون ا ستفتاء مل ما إذا أل م الدستور السلطة التي أمرت‬
‫بإجرائه بنتائج ا ستفتاء ‪.‬‬
‫أما ا ستفتاء ا ستشاري‪ ،‬هو ا ستفتاء الذي تكون فيه السلطة‬
‫والمالكظ إن السلطة غالبا ما‬ ‫‪1‬‬
‫مخيّرة بين األيذ أو عدم األيذ بنتائجه ‪.‬‬
‫تلت م بنتائج هذا ا ستفتاء يشية فقدان ثقة النايبين أو الشعب بها ‪ ،‬وهي‬
‫تلجن عادة إلى هذا ا ستفتاء إ إذا كانت على يقين من تنييد الشعب لها‪.‬‬
‫االستفتاء من حيث عموميته ‪-:‬‬
‫عموميته ‪ ،‬إلى استفتاء عام ومقيد ‪،‬‬ ‫يقسم ا ستفتاء من كي‬
‫وا ستفتاء العام ‪ ،‬هو ا ستفتاء الذي يفسح فيه المجا‪ ،‬لكافة المواطنين بداء‬
‫رأيهم ‪ ،‬دون قيد ‪ ،‬فال يشترط مثال فيمن يدلي برأيه أن يكون كاصال على‬
‫مؤهل علمي معين ‪،‬أو أن يكون منحدرا من أصل معين أو ا ن يكون قادرا‬
‫على دفع الضريبة ا نتخابية ‪ ،‬مع مالك ة أن ا ستفتاء العام وعلى كد‬
‫سواء مع ا قترا محكوم بشروط ياصة ‪ ،‬كشرط السن واألهلية والجنسية‬
‫‪.‬‬

‫بق ‪ -‬ص ‪.3 21 - 3 20‬‬


‫ا‬‫لس‬
‫اجد راغب احللو –املرجع ا‬
‫‪ –1‬د‪.‬م‬

‫‪168‬‬
‫أما ا ستفتاء المقيد ‪ ،‬هو ا ستفتاء المحكوم بقيود معينة ‪،‬من شننها‬
‫كرمان ج ء من الشعب السياسي من المشاركة فيه‪ ،‬كشرط ا نتماء الطبقي‬
‫أو النطاب المالي أو دفع الضريبة وما إلى ذلك من القيود األيرى ‪.‬‬

‫االستفتاء من حيث الهدف ‪-:‬‬


‫الهدف إلى ‪ ،‬استفتاء رسمي ودراسي ‪،‬‬ ‫يقسم ا ستفتاء من كي‬
‫تستطلع فيه الدولة رأي‬ ‫ويقطد با ستفتاء الرسمي ‪ ،‬ا ستفتاء الذي‬
‫النايبين بشنن مسنلة معينة ‪ ،‬وتلت م فيه بنتائج ا ستفتاء ‪ ،‬كا ستفتاء‬
‫الدستوري والتشريعي والسياسي والشخطي ‪.‬‬
‫أما ا ستفتاء الدراسي ‪ ،‬فهو ا ستفتاء الذي تجريه إكدى الهيئات‬
‫العامة أو الخاصة ‪ ،‬كالوكا ت العامة أو الخاصة والطحف والمجالت‬
‫ومحطات ا ذاعة والباكثين األكاديميين ‪ ،‬وأكيانا الجهات الحكومية‬
‫وا دارية ‪ ،‬بهدف ا ستئناأ بنتائجه قبل اتخاذ قرار أو موقف معين ‪ ،‬من‬
‫ذلك ا ستفتاء الذي أجراه الرئيس األمريكي جيمي كارتر سنة ‪. 1977‬‬

‫ثانيا‪ -‬االقتراح الشعبي ‪-:‬‬


‫ينطرف معنى ا قتراح الشعبي ‪ ،‬إلى كق النايبين من المواطنين ‪،‬‬
‫في التقدم إلى المجلس النيابي باقتراح مشرو قانون يلت م البرلمان بمناقشته‬
‫‪ ،‬و ضفاء الجدية على هذا الحق وعدم هدر وقت البرلمان في مناقشة‬
‫تعبر عن رأي النايبين أو غالبيتهم ‪ ،‬توجب‬ ‫تتسم بالجدية أو‬ ‫مشاريع‬
‫الدساتير عادة تقديم ا قتراح من قبل عدد معين من النايبين ‪.‬‬
‫ويتخذ ا قتراح الشعبي إكدى صورتين ‪-:‬‬

‫‪169‬‬
‫األولى – تقديم النايبين مشرو القانون إلى البرلمان في هيئة قانون مقسّم‬
‫ومبّوب إلى فطو‪ ،‬ومواد ‪،‬ويطلق على هذه الطورة من ا قتراح ‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫ا قتراح الكامل أو المبوبّ ‪،‬‬
‫الثانية‪ -‬التقدم إلى البرلمان بفكرة أو مبدأ معين يدور كوله التشريع دون‬
‫صياغته في صورة قانون مبوبّ ‪ ،‬ويطلق على هذه الطورة من ا قتراح ‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫ا قتراح غير الكامل أو غير المبوبّ ‪.‬‬
‫ويتوقف ا قتراح الذي يتقدم به الشعب على رأي البرلمان ‪ ،‬فإذا‬
‫وافق عليه أصبح نهائيا ونافذا بعد تبويبه وتقسيمه إلى فطو‪ ،‬ومواد إذا كان‬
‫المشرو غير كامل ‪،‬أما إذا اعترض عليه البرلمان ‪ ،‬في هذه الحالة انقسمت‬
‫الدساتير إلى اتجاهين ‪ ،‬األو‪ ، ،‬يل م البرلمان باستفتاء الشعب فإذا جاءت‬
‫نتيجة ا ستفتاء مؤيدة لالقتراح ‪،‬أصبح المشرو قانونا واجب النفاذ ‪،‬أما إذا‬
‫كانت النتيجة مؤيده للبرلمان سقط المشرو وأصبح كنن لم يكن ‪.‬‬
‫أما ا تجاه الثاني من الدساتير ‪ ،‬فيل م البرلمان الذي رفض‬
‫المشرو ‪ ،‬باقتراح مشرو بديل عنه ‪ ،‬على أن يعرض المشروعان على‬
‫ا ستفتاء ‪ ،‬وأي مشرو ينا‪ ،‬تنييد الشعب يطبح قانونا واجب النفاذ ‪.‬‬

‫اهرة – ط ‪ - 19 4 9 - 4‬ص ‪.10 7‬‬


‫لق‬
‫ية – ا‬
‫امل‬
‫لع‬
‫بعة ا‬
‫لدستور ك –املط‬
‫نو ا‬
‫ا‬‫لق‬
‫ا دئ ا‬
‫ب‬‫يد صرب ك ‪-‬م‬
‫لس‬‫‪ –1‬د‪ .‬ا‬
‫ا‪.‬‬
‫ابعده‬
‫بق – ص ‪ 4 70‬وم‬
‫يمة امر –مرجعسا‬
‫‪ –2‬د‪.‬طع‬

‫‪170‬‬
‫ثالثا‪ -‬االعتراض الشعبي ‪-:‬‬
‫ا عتراض الشعبي ‪ ،‬كق ممنوح لعدد معين من النايبين بداء‬
‫رأيهم في قانون اقره البرلمان يال‪ ،‬فترة زمنية معينة ‪ ،‬ويترتب على عدم‬
‫تقديم النايبين العريضة إلى البرلمان يال‪ ،‬المدة المحددة سقوط كقهم في‬
‫ا عتراض ‪.‬‬
‫و يترتب على ا عتراض سوى وقف تنفيذ القانون لحين عرضه‬
‫على النايبين لالستفتاء عليه ‪،‬فإذا جاءت نتيجة ا ستفتاء مؤيدة للقانون سقط‬
‫ا عتراض واسترد القانون قوته ‪ ،‬أما إذا جاءت النتيجة مخالفة له ‪ ،‬سقط‬
‫‪1‬‬
‫القانون نهائيا واعتبر كنن لم يكن بنثر رجعي من تاري صدوره‬
‫ويعد ا عتراض الشعبي وسيلة اقل فاعلية من ا ستفتاء ‪ ،‬ففي‬
‫يعد النص الذي قبله البرلمان سوى مجرد مشرو ‪ ،‬و يطبح‬ ‫ا ستفتاء‬
‫قانونا إ إذا قبلته هيئة النايبين ‪، ،‬أما في كالة ا عتراض فإن النايبين‬
‫يملكون سوى سلطة المنع ‪ ،‬إذا يكون القانون كامال منذ موافقة البرلمان عليه‬
‫يثير تطبيقه مشكلة إعادة الحا‪،‬‬ ‫لكنه غير نافذ يال‪ ،‬فترة ا عتراض لكي‬
‫إلى ما كان عليه ‪،‬إذا لم يحظ بموافقة الشعب في ا ستفتاء ‪.‬‬

‫رابعا‪ -‬حل البرلمان ‪-:‬‬


‫يقطد بالحل الشعبي ‪ ،‬كق النايبين في طلب كل المجلس النيابي‬
‫بنسره ‪ ،‬ومن المسلم به ‪،‬إن هذا الحق كق بالغ األهمية ومحفوف بالمخاطر‬
‫‪ ،‬كونه ينطب على إنهاء عضوية كامل أعضاء الهيئة النيابية ‪ ،‬كما أنه قد‬
‫يستخدم كوسيلة لعرقلة عمل البرلمان أو التنثير عليه فيما يطدره من‬

‫يمة امر –نفس املرجع – ص ‪.4 72‬‬


‫‪ –1‬د‪.‬طع‬

‫‪171‬‬
‫تشريعات أو ما يتخذه من قرارات ‪ ،‬من هنا لم يجر النص على هذا الحق إ‬
‫في دساتير محددة ‪ ،‬كدساتير بعض الو يات األلمانية والسويسرية ‪ ،‬وكتى‬
‫في هذه الدساتير أكيط هذا الحق بضمانات من شننها الحد من إساءة‬
‫استخدامه ‪ ،‬فقد اشترطت هذه الدساتير تقديم ا قتراح من قبل عدد معين من‬
‫النايبين يحدده الدستور ‪ ،‬ويعرض هذا ا قتراح على النايبين بداء الرأي‬
‫فيه ‪ ،‬فإذا جاءت نتيجة ا ستفتاء مؤيده لالقتراح جرى كل المجلس ‪ ،‬وكدد‬
‫موعد جديد ألجراء انتخاب المجلس الجديد ‪،‬أما إذا جاءت نتيجة ا ستفتاء‬
‫معارضة لالقتراح ‪ ،‬سقط هذا الحق واستمر المجلس النيابي في م اولة‬
‫‪2‬‬
‫عمله لحين انتهاء مدة و يته ‪.‬‬
‫خامسا – إقالة النائب ‪-:‬‬
‫بموجب هذا الحق لعدد معين من النايبين اقتراح أقالت النائب الذي‬
‫يمثلهم في المجلس قبل انتهاء مدة و يته ‪ ،‬وجاء النص على هذا الحق في‬
‫بعض دساتير الو يات األمريكي منذ مطلع القرن العشرين كدستور‬
‫كاليفورنيا لسنة ‪ 1911‬ومنها انتقل إلى باقي الو يات األمريكية ‪ 1.‬كما نص‬
‫على هذا الحق الدستور اليوغسالفي لسنة ‪ 2، 1963‬والبلغاري لسنة ‪1971‬‬
‫‪3‬‬
‫‪،‬والسوفيتي الملغى لسنة ‪. 1977‬‬
‫ون را لخطورة هذا الحق ‪ ،‬وللحد من إساءة استخدامه ‪ ،‬تشترط‬
‫الدساتير التي أيذت به تقديم ا قتراح من قبل نسبة معينة من النايبين في‬
‫الدائرة ا نتخابية ‪،‬كنن تكون هذه النسبة الربع أو الخمس مثال ‪ ،‬وتقديم كفالة‬

‫بق ‪ -‬ص ‪.161‬‬


‫لسا‬
‫اصرة –املرجع ا‬
‫نظم املع‬
‫ل‬‫ارانّب‬
‫ا م احلكم يف اإلس ممق‬
‫‪ –2‬د‪.‬حممودالم –نظ‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.161‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫ا –املرجع ا‬
‫لوه‬
‫بد ا‬
‫دعوع‬
‫يلة ود‪.‬حممد ر‬
‫‪ –1‬د‪.‬عاصم امحدعل‬
‫نة ‪.19 63‬‬
‫يوغس يفلس‬
‫ل‬‫تور ا‬
‫لدس‬
‫‪ - 2‬م ( ‪) 170‬من ا‬
‫نة ‪.19 77‬‬
‫ييتامللغىلس‬
‫د‬‫لسو‬
‫تور ا‬
‫لدس‬
‫‪ –3‬م ( ‪) 10 5‬من ا‬

‫‪172‬‬
‫مالية ‪،‬على أن يبقى مبلغ الكفالة معلقا على نتيجة ا نتخاب ‪،‬إذ تخو‪،‬‬
‫الدساتير التي تنيذ بهذا الحق النائب المع و‪ ،‬كق يوض المعركة ا نتخابية‬
‫لسد الشاغر في المجلس بفعل إقالته ‪ ،‬فإذا يسر النائب المع و‪ ،‬المعركة‬
‫ا نتخابية أعيد مبلغ الكفالة إلى النايبين الذين تقدموا بطلب الع ‪ ، ،‬أما إذا‬
‫فاز النائب المع و‪ ،‬في المعركة ا نتخابية ‪ ،‬صودر مبلغ الكفالة ‪،‬ونرى أن‬
‫شرط الكفالة ضمانة فعّالة من شننها الحد من اللجوء إلى طلب الع ‪ ،‬الكيدي‬
‫‪،‬وعدم تقدم النايبين بطلب الع ‪ ،‬إ إذا كانوا على ثقة من فقدان النائب ثقة‬
‫باقي النايبين‪.‬‬
‫سادسا‪ -‬عزل الرئيس ‪-:‬‬
‫يعد كق الع ‪ ،‬من ايطر م اهر الديمقراطية شبه المباشرة ‪ ،‬كي‬
‫يترتب عليه إقالة الرئيس األعلى للدولة ‪ ،‬وقد يستخدم هذا الحق كوسيلة‬
‫للضغط على الرئيس من أجل اتخاذ قرار أو إجراء معين وإ هدد بالع ‪. ،‬‬
‫ونطت على هذا الحق بعض الدساتير البرلمانية ‪ ،‬ومن بينها‬
‫الدستور األلماني لسنة ‪ ، 1919‬وأكاط هذا الدستور كق الع ‪ ،‬هذا بالعديد‬
‫من الضمانات التي من شننها الحد من إساءة استخدامه ‪ ،‬فقد أوجب تقديم‬
‫طلب الع ‪ ،‬من قبل عدد معين من النايبين ‪ ،‬وعرض هذا الطلب على‬
‫مجلس النواب ( الريشتاغ ) بداء الرأي فيه فإذا كطل هذا الطلب على‬
‫تنييد ثلثي أعضاء المجلس ‪ ،‬يوقف الرئيس عن العمل لحين عرض هذا‬
‫الطلب على ا ستفتاء الشعبي ‪،‬فإذا أيّد ا ستفتاء طلب الع ‪ ، ،‬عد الرئيس‬
‫مع و ‪ ،‬أما إذا جاءت نتيجة ا ستفتاء معارضة للع ‪ ، ،‬كل المجلس‬
‫النيابي وعد ذلك تجديدا نتخاب الرئيس ‪.‬‬

‫‪173‬‬
‫الفصل الخامس‬
‫األنظمة السياسية القائمة على مبدأ الفصل بين السلطات‬
‫ينطرف معنى الفطل بين السلطات إلى ‪ ،‬عدم تركي السلطات‬
‫الثالث ( التشريعية – التنفيذية – القضائية) في يد شخص أو هيئة واكدة ‪،‬‬
‫وإنما توزيعها بين هيئات متعددة ‪ ،‬فيختص‬
‫البرلمان بسن القوانين وإقرار الموازنة العامة وإقرار المعاهدات المعروضة‬
‫علي ه من قبل السلطة التنفيذية ‪ ،‬وتمارأ السلطة التنفيذية مهمة تنفيذ القوانين‬
‫وإصدار اللوائح واألن مة التي من شننها وضع القوانين موضع التنفيذ ‪،‬‬
‫وتنفرد السلطة القضائية بطالكية فض المنازعات بين األفراد أو بينهم‬
‫وبين ا دارة ‪ ،‬هذا إضافة إلى الفطل في منازعات القوانين ‪.‬‬
‫وكان الفيلسوف أرسطو أو‪ ،‬من نادى بمبدأ توزيع السلطات وعدم‬
‫تركي ها في يد واكدة ‪،‬إ أن هذا المبدأ ( الفطل بين السلطات) أقترن باسم‬
‫الفيلسوف مونتسكيو ‪ ،‬الذي وجد فيه أنه يير وسيلة للحد من سلطات‬
‫الحكومة المطلقة ‪ ،‬والسالح األجدى نفعا بيد المحكومين في مواجهة الحّكام‬
‫المستبدين ‪.‬‬
‫ووجد هذا المبدأ تنييدا كبيرا من قبل رجا‪ ،‬الثورة الفرنسية ‪ ،‬كتى‬
‫جاء النص عليه في إعالن كقوق ا نسان والمواطن الفرنسي لسنة ‪1789‬‬
‫تضمن كقوق األفراد و تفطل بين السلطات‬ ‫( لكل جماعة سياسية‬
‫دستور لها )‪.‬‬
‫وتقوم األن مة النيابية التقليدية الثالث ( الرئاسي – البرلماني‪-‬‬
‫ألمجلسي) على مبدأ الفطل بين السلطات ‪،‬إ أنها تتفاوت في مدى األيذ‬

‫‪174‬‬
‫بهذا المبدأ ‪ ،‬فالن ام الرئاسي يقوم على مبدأ الفطل الجامد بين السلطات‬
‫‪،‬أما الن ام البرلماني فينيذ بمبدأ التعاون والرقابة بين السلطات ‪ ،‬وينيذ‬
‫الن ام ألمجلسي ( ككومة الجمعية ) هو األير بمبدأ الفطل بين السلطات ‪،‬‬
‫ولكن بدرجة أقل من الن امين البرلماني والرئاسي ‪،‬إذ أنه يخضع السلطة‬
‫التنفيذية للسلطة التشريعية ‪ ،‬لكنه يحدد ايتطاصات كل منهما على وجه‬
‫الدقة ‪.‬‬
‫تفطيال في األن مة الدستورية التقليدية الثالث( الرئاسي‬ ‫وسنبح‬
‫– البرلماني – ألمجلسي) ‪.‬‬
‫المبحث األول‬
‫النظام الرئاسي‬
‫يقوم الن ام الرئاسي على الفطل شبه المطلق بين السلطات ‪ ،‬إذ‬
‫تتولى كل سلطة وظيفة معينة تمارسها بطورة مستقلة بعيدا عن تنثير‬
‫‪1‬‬
‫السلطات األيرى ‪.‬‬
‫وأساأ هذا الن ام يقوم على التخطص والعضوي والوظيفي ‪ ،‬وما‬
‫نقطد بالتخطص العضوي هو أن يكون لكل سلطة من السلطات الثالث‬
‫استقال‪ ،‬ذاتي في مواجهة باقي السلطات ‪ ،‬وليس ألي سلطة أن تتخذ‬
‫إجراءات من شننها المساأ بهذا ا ستقال‪ 2.،‬ونعني بالتخطص الوظيفي‬
‫ممارسة كل سلطة وظيفة معينة ليس لها تجاوزها ‪ ،‬فالبرلمان يمارأ‬
‫التشريع ‪ ،‬والحكومة تختص بالتنفيذ من يال‪ ،‬ما تطدره من قرارات ‪،‬‬
‫ويكاد يجمع الفقه ‪ ،‬على أن الن ام‬ ‫ويفطل القضاء في المنازعات‬

‫بق ‪ -‬ص ‪.69‬‬


‫لسا‬
‫لفدرايل –املرجع ا‬
‫ا دا‬
‫لة يف ا حت‬
‫لدو‬
‫يس ا‬
‫ئ‬
‫لشكر ك – ر‬
‫‪ –1‬د‪.‬عل يوسف ا‬
‫ية –بريو ت ‪ - 19 8 4 -‬ص ‪.216‬‬
‫ب‬
‫لعر‬
‫نهضة ا‬
‫ل‬‫ية – دار ا‬
‫اس‬‫ي‬
‫لس‬‫نظمة ا‬
‫ا دئ األ‬
‫ب‬‫يددهم –م‬
‫بو ز‬
‫‪ –2‬د‪.‬مصطفى أ‬

‫‪175‬‬
‫الرئاسي يقوم على دعامتين هما ‪ ،‬فردية السلطة التنفيذية ‪ ،‬والفطل شبه‬
‫المطلق بين السلطات ‪ ،‬فيذهب الدكتور محسن يليل إلى إن ( الن ام‬
‫الرئاسي يدور كو‪ ،‬عنطرين ‪ ،‬فردية السلطة التنفيذية ‪ ،‬وتوازن واستقال‪،‬‬
‫السلطات العامة )‪ 3‬ويذهب الدكتور ثروت بدوي إلى ( إن الن ام الرئاسي‬
‫يقوم على أعلوية السلطة التنفيذية ‪ ..... ،‬بل إن هذا ا تجاه الفقهي يقرن‬
‫باأليذ بالن ام الرئاسي كي‬ ‫ا ستقرار السياسي في بلدان العالم الثال‬
‫أن مع م الدو‪ ،‬النامية و سيما التي‬ ‫يشير هذا ا تجاه إلى ‪.........‬وكي‬
‫نشنت بعد الحرب العالمية الثانية ‪،‬وجدت نفسها إنها تواجه ثالث مهمات‬
‫أساسية ‪ ،‬هي الحفاظ على الوكدة الوطنية واستكمالها والتنمية ا قتطادية‬
‫وا جتماعية وا ستقرار السياسي ‪ ،‬وكان هذا ا ستقرار يعني إنشاء ن ام‬
‫‪4‬‬
‫قادر على إنجاز المهمتين األوليتين وهذا الن ام هو الن ام الرئاسي )‬
‫ويذهب الدكتور سليمان الطماوي إلى إن ( الن ام الرئاسي يقوم على‬
‫دعامتين ‪ ،‬رئيس الجمهورية هو صاكب السلطة التنفيذية وشدة الفطل بين‬
‫‪5‬‬
‫السلطات )‪.‬‬

‫ية –بريو ت ‪ - 19 79 -‬ص ‪.4 0 4‬‬


‫ب‬
‫لعر‬
‫نهضة ا‬
‫ل‬‫ناين – دار ا‬
‫ب‬‫لل‬
‫تور ا‬
‫لدس‬
‫ية وا‬
‫ياس‬
‫لس‬‫نظم ا‬
‫ل‬‫‪ –3‬د‪.‬حمسنخليل – ا‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.210‬‬
‫لسا‬
‫– ‪ 4‬د‪..‬ثرو تبدو ك –املرجع ا‬
‫نة –‬
‫ار‬
‫اس اإلس م – دراسةمق‬
‫ي‬‫لس‬
‫لفكر ا‬
‫اصرة وا‬
‫ية املع‬
‫ب‬
‫لعر‬
‫تري ا‬
‫ا‬‫لدس‬
‫ث يف ا‬ ‫ا‬
‫ل‬‫ا تا‬
‫لسلط‬
‫او ك – ا‬
‫لطم‬
‫ا ا‬
‫يم‬‫‪ –5‬د‪.‬سل‬
‫امعةعا مش س – ط ‪ - 19 8 6 - - 5‬ص ‪.228‬‬
‫بعةج‬
‫مط‬

‫‪176‬‬
‫المطلب األول‬
‫الدعائم التي يقوم عليها النظام الرئاسي‬
‫الفرع األول‬
‫فردية السلطة التنفيذية‬
‫من أهم م اهر الن ام الرئاسي ‪ ،‬فردية السلطة التنفيذية ‪،‬وأشارت‬
‫طيطة ‪ ،‬ومن بين هذه الدساتير‬
‫بعض الدساتير صراكة إلى هذه الخ ّ‬
‫الدستور األرجنتيني لسنة ‪ ، 1853‬كين نطت المادة (‪ )74‬منه على أن (‬
‫السلطة التنفيذية في الدولة يولها المواطنون لرئيس الدولة )‪ .‬فرئيس‬
‫يوجد في هذا‬ ‫الدولة في هذا الن ام هو ذاته رئيس الحكومة ‪ ،‬كي‬
‫الن ام مجلس وزراء متضامن كما في الن ام البرلماني ‪ ،‬وما الوزراء في‬
‫هذا الن ام سوى أعوان للرئيس في ميدان العمل التنفيذي ‪ ،‬وهذا ما أشار‬
‫إليه صراكة الدستور البرازيلي لسنة ‪ ( 1967‬إن رئيس الدولة يمارأ‬
‫مهام عمله بمساعدة الوزراء )‪ ،1.‬من هنا أصبح رئيس الدولة هو صاكب‬
‫السلطة التنفيذية الفعلي ‪.‬‬
‫وفي هذا الن ام يستقل الرئيس برسم وتقرير السياسة العامة للدولة‬
‫والحكومة ‪ ،‬في كين يقتطر دور الوزراء والموظفون على تنفيذ السياسة‬
‫‪2‬‬
‫التي يرسمها الرئيس ‪ ،‬وهم مسئولون أمامه عن نتائج عملهم ‪.‬‬

‫نة ‪.19 67‬‬


‫يل لس‬
‫لرباز‬
‫تور ا‬
‫لدس‬
‫‪ –1‬م ( ‪) 1 /118‬من ا‬
‫بق – ص ‪.4 0 5‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫ناين –املرجع ا‬
‫ب‬‫لل‬
‫تور ا‬
‫لدس‬
‫ية وا‬
‫ياس‬
‫لس‬‫نظم ا‬
‫ل‬‫‪ –2‬د‪.‬حمسنخليل – ا‬

‫‪177‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫الفصل شبه المطلق بين السلطات‬
‫لقد وجد واضعوا الدستور األمريكي ‪،‬إن هذا المبدأ سياجا منيعا‬
‫للحريات وسالكا يقي من ا ستبداد والطغيان ‪ ،‬وكانوا يعتبرون يطن‬
‫الحكومة البريطانية الذي دفع المستعمرات األمريكية إلى الثورة التحررية‬
‫‪ ،‬هو أن تلك الحكومة لم تحترم مبدأ الفطل بين السلطات ‪.‬‬
‫وذهب اتجاه فقهي ‪ ،‬إلى أن الفطل بين السلطات يعني ا ستقال‪،‬‬
‫الكامل لكل سلطة عن السلطات األيرى في ممارستها وظيفتها التي كددها‬
‫الدستور ‪ ،‬فيختار القضاة با نتخاب ‪ ،‬مع عدم تنثير السلطتين التشريعية‬
‫‪3‬‬
‫والتنفيذية أكداهما على األيرى ‪.‬‬
‫في كين يذهب اتجاه فقهي آير ‪ ،‬إلى أن الفطل بين السلطات مبدأ‬
‫يمكن أن يتحقق عمليا لتعارضه مع وكدة السلطة في الدولة ‪،‬‬ ‫وهمي‬
‫فالسلطة تعني مجموعة من ا يتطاصات موزعّة على هيئات ن مها‬
‫الدستور ‪،‬وبالتالي بد من وجود تعاون وتنثير بين هذه الهيئات ‪ ،‬وعلى‬
‫كسب هذا ا تجاه أن الفطل المطلق بين السلطات يعني عدم تنثير سلطة‬
‫على أيرى إلى درجة النيل من استقاللها ‪ ،‬فليس للحكومة كل البرلمان ‪،‬‬
‫وليس للبرلمان سحب الثقة من الحكومة ‪.‬‬
‫ويبدو لنا أن ا تجاه الثاني اقرب إلى الواقع من ا تجاه األو‪ ، ،‬ولنا‬
‫في التجربة األمريكية يير دليل على ذلك ‪ ،‬فن ريا يقوم الدستور األمريكي‬
‫على مبدأ الفطل المطلق بين السلطات ‪ ،‬ولكن الواقع يشير إلى وجود‬

‫بق ‪ -‬ص ‪.265‬‬


‫ا‬‫لس‬
‫يب –املرجع ا‬
‫ا اخلط‬
‫نعمحمفو ظ ود‪.‬نعم‬
‫بد امل‬
‫‪ –3‬د‪.‬ع‬

‫‪178‬‬
‫تعاون وتنثير بين السلطة التنفيذية التي ترك ت في رئيس الدولة ‪ ،‬والسلطة‬
‫التشريعية التي مثلها الكونغرأ ‪.‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫السلطات في النظام الرئاسي‬
‫كرسنا هذا المطلب لدراسة السلطات في الن ام الرئاسي ‪ ،‬وسوف‬
‫‪،‬ن را للنجاح الذي كققه هذا‬ ‫نتخذ من الدستور األمريكي أنموذجا للبح‬
‫الن ام في الو يات المتحدة ‪،‬ولكون هذه الدولة الوطن األم لهذا الن ام ‪.‬‬
‫ومن الجدير بالذكر إن الدستور األمريكي لسنة ‪ ، 1787‬أو‪،‬‬
‫دستور ايذ بالن ام الرئاسي أسلوبا للحكم ‪ ،‬وكان هذا الدستور قد جمع بين‬
‫ثناياه ثالث مستجدات لم يسبقه دستور إليها ‪ ،‬وهي أنه أو‪ ،‬دستور مكتوب‬
‫ن م عمل السلطات في الدولة ‪،‬وأقترن به نشنة ا تحاد الفدرالي ‪ ،‬ولم‬
‫ي هر النمط الرئاسي في الحكم إ في ظل هذا الدستور ‪ .1‬ومن الو يات‬
‫ايذ به كل من‬ ‫المتحدة انتقل هذا الن ام إلى دو‪ ،‬أمريكا الالتينية ‪ ،‬كي‬
‫الدستور الفن ولي والكولومبي لسنة ‪ 1811‬واألرجنتيني لسنة ‪1853‬‬
‫والتشيلي لسنة ‪ 1925‬ومنها انتقل هذا الن ام إلى الدو‪ ،‬األيرى ‪.‬‬

‫بق ‪ -‬ص ‪._ 70‬‬


‫لسا‬
‫لفدرايل –املرجع ا‬
‫ا دا‬
‫لة يف ا حت‬
‫لدو‬
‫يس ا‬
‫ئ‬
‫لشكر ك – ر‬
‫‪ –1‬د‪.‬عل يوسف ا‬

‫‪179‬‬
‫الفرع األول‬
‫رئيس الدولة‬
‫أوال‪ -‬الشروط الواجب توافرها في رئيس الدولة ‪-:‬‬
‫يمكن األيذ بها إ في‬ ‫من الحقائق المسلم بها ‪،‬إن الن ام الرئاسي‬
‫األمر‬ ‫ينتخب الرئيس من قبل الشعب ‪ ،‬وكي‬ ‫الن ام الجمهوري ‪ ،‬كي‬
‫بد من وضع شروط معينة تتوافر فيمن يرشح نفسه لرئاسة‬ ‫كذلك‬
‫الجمهورية ‪ .‬وأشارت المادة (‪ )6/2‬من الدستور األمريكي إلى الشروط‬
‫الواجب توافرها فمن يرشح نفسه رئيسا للجمهورية ‪.‬‬
‫‪ -1‬أن يكون مواطنا مولودا في الو يات المتحدة ‪،‬أو كان عند إقرار هذا‬
‫الدستور مواطنا للبالد ‪ ،‬ومن المالكظ أن هذه الفقرة تحرم األمريكي‬
‫المتجنس من كق الترشيح لرئاسة الدولة إ إذا كان اكتساب الجنسية‬
‫قرار الدستور النافذ ‪.‬‬ ‫سابقا‬
‫‪ -2‬أن يكون قد بلغ الخامسة والثالثين من عمره‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون قد أقام في الو يات المتحدة أربعة عشر عاما ونرى أن هذا‬
‫الشرط جاء للتنكد من و ء المرشح للدولة ‪.‬‬
‫أن هذه الشروط الثالثة كانت هي الشروط الواجب توافرها فيمن‬
‫يرشح نفسه رئيسا للدولة في الو يات المتحدة كتى سنة ‪،1 1800‬‬
‫وفي هذا العام أضيف شرط رابع بموجب عرف دستوري ‪ ،‬ويقضي‬
‫‪1‬‬
‫– ‪– David Cushman Coyle – The United State Political system _ New York‬‬
‫‪Library – 1954 – p.69.‬‬

‫‪180‬‬
‫هذا الشرط أن يكون المرشح منتميا إلى أكد الح بين الرئيسيين‬
‫الجمهوري أو الديمقراطي ‪ ،2‬ويبدو أن هذا العرف قد تم الخروج عليه‬
‫في ا نتخابات الرئاسية األمريكية التي جرت سنة ‪، 1996‬إذ كان‬
‫أكد طالبي الترشيح مستقال وقبل ترشيحه رسميا ‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬كيفية اختيار رئيس الدولة ‪-:‬‬
‫يجري ايتيار الرئيس في الو يات المتحدة على درجتين ‪ ،‬إذ يختار‬
‫الشعب المندوبين )‪ (Elector‬وهؤ ء المندوبون ينتخبون الرئيس ‪ ،3‬ويرى‬
‫جانب من الفقه األمريكي إن هذه القلة المختارة تملك المعلومات الكافية عن‬
‫‪4‬‬
‫المرشحين بما يمكنها من التمي بين الطالح واألصح ‪.‬‬
‫ولم يبدأ تديل األك اب السياسية في انتخابات الرئاسة إ في سنة‬
‫أنشنت هيئة اتحادية تضم أعضاء من مجلس الشيوخ والنواب‬ ‫‪ 1800‬كي‬
‫في الكونغرأ عرفت باسم ( لجنة الكونغرأ ) ‪( Congressional‬‬
‫)‪ Caucus‬أو لجنة الترشيح )‪ ( Nominating Caucus‬وجعلت من‬
‫‪5‬‬
‫ايتطاصها ترشيح األشخاص نتخابات الرئاسة ‪.‬‬
‫وفي سنة ‪ 1828‬تم العدو‪ ،‬عن هذه الطريقة في الترشيح إلى طريقة‬
‫أيرى معمو‪ ،‬بها كتى الوقت الحاضر ‪ ،‬وتتلخص هذه الطريقة في أن يدعو‬
‫كل ك ب أنطاره لعقد مؤتمر وطني ‪،‬وقبل انعقاد هذا المؤتمر تنتخب فرو‬
‫الح ب في الو يات مرشحيها ‪ ،‬وترسل أسماء المرشحين الذين وقع‬

‫ية – دار احلكمة –بغدا د ‪ - 19 9 1 -‬ص ‪.163‬‬


‫ياس‬
‫لس‬‫نظم ا‬
‫ل‬‫‪ –2‬د‪.‬حممد اظم املشهداين – ا‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.215‬‬
‫لسا‬
‫اسية –املرجع ا‬
‫ي‬‫لس‬
‫نظم ا‬
‫ل‬‫تور ك وا‬
‫لدس‬
‫نو ا‬
‫ا‬‫لق‬
‫ية يف ا‬
‫اس‬‫ا دئ األس‬
‫ب‬‫‪ -‬د‪.‬سعدعصفور –امل‬ ‫‪3‬‬

‫بق ‪ -‬ص ‪.5 3 1‬‬


‫ا‬‫لس‬
‫ا دسن وجا ك –املرجع ا‬
‫املنت وم‬
‫‪–4‬ه‬
‫يسمرب‬
‫‪4‬د‬ ‫ية – ع ‪4 - 3‬‬
‫اد‬‫تص‬
‫ية وا ق‬
‫ن‬
‫نو‬‫ا‬
‫لق‬
‫بحو ث ا‬
‫ية –جملة احلقوقلل‬
‫يك‬‫ية األمر‬
‫يس اممهور‬
‫ئ‬
‫‪ –5‬د‪.‬سعدعصفور – ر‬
‫– ‪.19 5 0‬‬

‫‪181‬‬
‫ا يتيار عليهم إلى مقر الح ب ‪ ،‬وينعقد المؤتمر الوطني قبل انتخابات‬
‫‪6‬‬
‫الرئاسة بنربعة اشهر يتيار مرشح الح ب في ا نتخابات الرئاسية ‪.‬‬
‫وبعد ايتيار الح ب لمرشحيه لمنطب رئاسة الدولة ونيابة الرئاسة‬
‫‪ ،‬يجري ا يتيار الشعبي وعلى مركلتين ( ا نتخاب غير المباشر) ‪،‬‬
‫تجرى المركلة األولى يوم الثالثاء الذي يلي أو‪ ،‬اثنين من شهر تشرين‬
‫الثاني ‪،‬إذ تختار كل و ية وبالطريقة التي تحددها سلطتها التشريعية عدد‬
‫من المندوبين ( النايبين الرئاسيين )‪ 1‬مماثال لعدد نوابها وشيويها في‬
‫الكونغرأ ‪ ،‬على أن يكون هؤ ء المندوبون من بين أعضاء مجلس‬
‫الشيوخ أو النواب أو من الذين يشغلون مناصب تقتضي الثقة أو تدر ربحا‬
‫في الو يات المتحدة ‪.2‬‬
‫وكتى سنة ‪ 1968‬كان ايتيار المندوبين يتم من قبل المجالس‬
‫النيابية لكل و ية ‪،‬إ أنه ومنذ العام المذكور أصبح ايتيارهم يجري من‬
‫‪3‬‬
‫وتعد هذه المركلة في ا نتخابات هي الفاصلة في‬ ‫قبل الشعب مباشرة ‪.‬‬
‫ايتيار الرئيس ونائبه ‪،‬ألن العادة استقرت على أن يجري انتخاب النايبين‬
‫الرئاسيين على أساأ إعالن مرشحيهم للرئاسة ونيابية الرئاسة ‪ ،‬كتى إذا‬
‫‪4‬‬
‫ما تم فوزهم كنايبين رئاسيين كان فوز مرشحيهم مضمونا ‪.‬‬
‫وفي الثاني من كانون الثاني يطوت النايبون الرئاسيون يتيار‬
‫يجتمع مندوبو كل و ية في و ياتهم ويطوتون‬ ‫الرئيس ونائبه ‪،‬كي‬
‫‪6‬‬
‫‪- Milton .G.f. The usa of Presidential power _new York -University press-‬‬
‫‪first Edition – 1949-p.78.‬‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.4 9 0‬‬
‫لسا‬
‫اي ط –املرجع ا‬
‫– د‪ .‬ادمو را‬
‫‪1‬‬

‫يك ‪.‬‬ ‫تور األمر‬


‫لدس‬‫‪ - 2‬م (‪) 2/2‬من ا‬
‫‪3‬‬
‫– ‪– Ernest S. Griffith – The American System Of Government – New York‬‬
‫‪1953-p.70.‬‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.4 9 6‬‬
‫لسا‬‫ّب ط –املرجع ا‬
‫– د‪ .‬ادمو را‬
‫‪4‬‬

‫‪182‬‬
‫با قترا السري يتيار الرئيس‪ 5‬ونائبه ‪ ،‬وترسل األصوات إلى مجلس‬
‫الشيوخ كي تجري عملية الفرز بحضور أعضاء مجلس الشيوخ والنواب‬
‫وتعلن النتيجة ‪،‬فإذا كطل أكد المرشحين على األغلبية المطلقة ألصوات‬
‫وإذا لم يحطل أكد المرشحين‬ ‫المندوبين أعلن رئيسا للو يات المتحدة ‪،‬‬
‫على األغلبية المطلقة يقوم مجلس النواب بانتخاب الرئيس من بين‬
‫المرشحين الثالثة الذين كطلوا على أكثر األصوات ‪ ،‬ولكي يكون اجتما‬
‫مجلس النواب صحيحا بد من كضور ممثلي ثلثي الو يات ‪ ،‬ويكفي‬
‫لتمثيل الو ية كضور أكد نوابها ‪ ،‬ويفوز بالرئاسة من يحطل على‬
‫‪6‬‬
‫أصوات أكثرية مجمو الو يات على أن يكون لكل و ية صوت واكد ‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬مدة والية الرئيس وإعادة انتخابه ‪-:‬‬
‫كدد الدستور األمريكي مدة و ية الرئيس بنربع سنوات قابلة‬
‫للتجديد مرة واكدة ‪ 7،‬والجدير بالذكر أن الدستور األمريكي في نطه‬
‫األصلي كان يجي أعادت انتخاب الرئيس أكثر من مرة واكدة ‪ ،‬لكن‬
‫التعديل الدستوري الثاني والعشرين كّرم انتخاب الرئيس للمرة الثالثة ‪.‬‬
‫ووفقا للدستور األمريكي يطبح نائب الرئيس ‪ ،‬رئيسا للدولة ‪،‬إذا‬
‫عج الرئيس عن ممارسة مهام عمله بشكل نهائي ‪ ، ،‬ولنا أن نتساء‪ ،‬هل‬
‫أن نائب الرئيس الذي كل محل الرئيس السابق له الحق في الترشيح لو ية‬
‫واكدة أم و يتين عقب انتهاء و يته الحالية ‪ ،‬أجاب التعديل الثاني‬
‫والعشرون على هذا التساؤ‪................( ،‬كما أن أي شخص تولى‬
‫منطب الرئاسة أو تطرف كرئيس ألكثر من عامين من مدة كان قد‬

‫باعة –بغدا د ‪ -‬ط ‪ – 19 73 - 3‬ص‪.19 6‬‬


‫يةللط‬
‫ية – دار احلر‬
‫ياس‬
‫لس‬‫نظم ا‬
‫ل‬‫ا د ك–ا‬
‫‪ –5‬د‪ .‬مشرا مح‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.219‬‬
‫لسا‬
‫اما –املرجع ا‬
‫ا حممدع‬
‫‪ –6‬د‪.‬اساعام‬
‫يك ‪.‬‬
‫تور األمر‬
‫لدس‬
‫‪ –7‬م (‪) 1 /2‬من ا‬

‫‪183‬‬
‫انتخب شخص أير لها ‪ ،‬لن ينتخب لمنطب الرئاسة أكثر من مدة واكدة )‬
‫‪ .‬على ذلك مي هذا التعديل بين من يتولى مهام رئاسة الدولة محل الرئيس‬
‫السابق لمدة ت يد على سنتين ‪ ،‬وفي هذه الحالة ليس له أن يرشح سوى‬
‫لو ية واكدة ‪ ،‬وبين من يتولى مهام الرئيس مدة تقل عن سنتين ‪ ،‬وفي‬
‫الحالة األييرة له الحق في الترشيح لو يتين ‪ ،‬ويشير التاري الدستوري‬
‫للو يات المتحدة إلى عدة كا ت تولى فيها نائب الرئيس ‪ ،‬منطب الرئاسة‬
‫بد عن الرئيس األصلي ‪ ،‬ومن هذه الحا ت ‪ ،‬تولي الرئيس ( بيرسي)‬
‫مهام رئيس الدولة بد من الرئيس ( تايلور) سنة ‪ ، 1851‬وتولى الرئيس‬
‫( فورد) مهام الرئيس بد من الرئيس ( نيكسون) الذي استقا‪ ،‬في و يته‬
‫الثانية بعد مضي عام واكد فقط من و يته على أثر فضيحة ( ووتركيت)‪.‬‬
‫رابعا‪ -‬انتهاء والية الرئيس ‪-:‬‬
‫تنتهي و ية الرئيس في الو يات المتحدة في إكدى الحا ت التالية‬
‫‪-:‬‬
‫‪ -1‬الوفاة‪ ،‬وهي أو‪ ،‬الحا ت التي أشار أليها الدستور األمريكي كسبب‬
‫نتهاء و ية الرئيس‪ ،‬والجدير بالذكر أن عدة رؤساء في الو يات‬
‫المتحدة انتهت و يتهم بهذا السبب‪ ،‬ومن بينهم الرئيس ( كندي ) الذي‬
‫اغتيل سنة ‪. 1963‬‬
‫العمل بشكل‬ ‫‪- 2‬ا ستقالة‪ ،‬وهي تعني إبداء الرغبة التحريرية بتر‬
‫نهائي‪ ،‬ومن بين الرؤساء الذين انتهت و يتهم با ستقالة‪ ،‬الرئيس‬
‫نيكسون ‪.‬‬
‫‪- 3‬العج ‪ ،‬وفي هذه الحالة يحل نائب الرئيس محل الرئيس‪ ،‬ولكن ما هو‬
‫الحل لو كان منطب نائب الرئيس هو اآلير شاغرا‪ ،‬كسم هذا األشكا‪،‬‬

‫‪184‬‬
‫القانون الطادر سنة ‪ ،1948‬والذي قضى بتولي رئيس مجلس النواب‬
‫مهام رئيس الدولة‪ ،‬إذا عج الرئيس عن ممارسة مهام عمله‪ ،‬وكان‬
‫منطب نائبه شاغرا في نفس الوقت‪ ،‬وإذا استحا‪ ،‬على رئيس مجلس‬
‫النواب ألي سبب من األسباب تولي مهام الرئيس‪ ،‬توكل في هذه الحالة‬
‫مهام رئيس الدولة إلى رئيس مجلس الشيوخ المؤقت ‪.‬‬
‫أو سواهما من‬ ‫‪ -4‬إدانة الرئيس بعدم الو ء أو الخيانة أو الرشوة‬
‫الجنايات والجنح الخطيرة‪.1‬‬
‫خامسا – صالحيات رئيس الدولة ‪-:‬‬
‫يتمتع رئيس الجمهورية في ظل الدستور األمريكي النافذ بالعديد من‬
‫الطالكيات التنفيذية وعلى التفطيل التالي ‪-:‬‬
‫‪ -1‬تعين الوزراء ‪ ،‬من المالكظ إن الدستور األمريكي جاء ياليا من أي‬
‫إشارة أو ذكر للوزارة ‪ ،‬بل إن ذكر للوزارة لم يرد في أي نص قانوني‬
‫قبل سنة ‪، 1907‬وإن كنت قد استقرت كج ء من ا دارة األمريكية‬
‫‪1‬‬
‫قبل ذلك التاري ب من طويل ‪.‬‬
‫ويشتر رئيس الجمهورية مع مجلس الشيوخ في تعيين السكرتيرين‬
‫( الوزراء)‪،‬إذ يرشح رئيس الجمهورية ( السكرتير) ( الوزير) لكن األيير‬
‫يطبح وزيرا إ بعد موافقة مجلس الشيوخ ‪ 2.‬وجرى العرف على أ‬
‫يعترض مجلس الشيوخ على ترشيحات الرئيس للوزراء ‪،‬ألن الرئيس هو‬
‫المسئو‪ ،‬أمام الشعب عن ايتيار وزراءه ‪،‬أو من باب ا قرار بامتياز يملكه‬

‫يك ‪.‬‬‫تور األمر‬


‫لدس‬
‫‪ –1‬م (‪) 1 /6 /2‬من ا‬
‫‪1‬‬
‫‪– Kelly. H.A. and Winfred- The American Constitution – Oxford- University‬‬
‫‪press- 1948-p.170.‬‬
‫اعة‬
‫ب‬‫لط‬
‫نشر وا‬
‫ندلل‬
‫لكر‬‫ار ‪ - -‬دار ا‬
‫يك –تر مجةمنة دار املع‬
‫تور األمر‬
‫لدس‬
‫ند ك – ا‬ ‫يس د‬‫ند ك وا‬ ‫‪–2‬برو د‬
‫يع –بريو ت – ‪ – 19 64‬ص ‪.15 6‬‬
‫توز‬
‫ل‬‫وا‬

‫‪185‬‬
‫الرئيس وأطلق على هذا العرف ( مجاملة الشيوخ ) ‪( The Sent oral‬‬
‫) ‪. Courtesy‬‬
‫ويحرص الرئيس عادة في ايتيار وزراءه على إرضاء شتى‬
‫الو يات واستجالب تنييد شتى المناطق التي لديها أصوات ير غب في‬
‫كسبها كما يراعي تكافؤ توزيع المناصب بين شتى الكتل الدينية وا قتطادية‬
‫وا جتماعية ‪ 3.‬وقد يسعى الرئيس إلى مكافئة أنطاره في الحملة ا نتخابية‬
‫الذين ساندوه ماديا وإعالميا من يال‪ ،‬إسناد المناصب الوزارية لهم ‪ ،‬وهذا‬
‫عين بعض أنطاره وزراء‬ ‫ما فعله الرئيس ( نيكسون) سنة ‪ 1968‬كي‬
‫مكافئة لهم على جهودهم في ا نتخابات ‪ 4 .‬وربما كان العامل الح بي هو‬
‫األكثر تنثيرا في ايتيار الوزراء ‪ ،‬فال عيم الفائ في انتخابات الرئاسة‬
‫يسعى إلى ايتيار وزراءه من بين أعضاء ك به ‪ ،‬وهذا ما فعله الرئيس‬
‫( فورد) الذي ايتار وزراءه من بين الح ب الجمهوري ‪ ،‬واسند الرئيس‬
‫(كلينتون) سائر المناصب الوزارية سنة ‪ 1992‬ألعضاء ك به من‬
‫الديمقراطيين ‪ ،‬وهذا ما فعله أيضا سنة ‪ 1996‬إ منطبين وزاريين اسند‬
‫هما لوزيرين من الح ب الجمهوري ‪ ،‬وهذين المنطبين هما وزارة‬
‫اسند هذا المنطب إلى( أو‪ ،‬برايت) ‪ ،‬ووزارة الدفا التي‬ ‫الخارجية كي‬
‫أسندها إلى (وليم كوهن)‪.‬‬
‫ويثار التساؤ‪ ،‬كو‪ ،‬السلطة المختطة بع ‪ ،‬الوزراء ‪ ،‬فهل يستقل‬
‫إذ سبق‬ ‫رئيس الدولة بع لهم أم يشاركه مجلس الشيوخ هذه السلطة‬
‫واشتر مجلس الشيوخ مع رئيس الدولة في تعيينهم ‪ .‬لقد جاءت نطوص‬
‫الدستور صامته عن معالجة هذه المسنلة ‪ ،‬ولم يشر الدستور سوى إلى كالة‬
‫‪3‬‬
‫‪–Kelly A.H.- op- cit – p. 171.‬‬
‫‪- Rowland Egger – The President of United States - New York – 1968- p.32.‬‬
‫‪4‬‬

‫‪186‬‬
‫إدانة الوزراء بجريمة الخيانة أو الرشوة أو غيرها من الجنايات والجنح‬
‫الخطيرة ‪ ،‬إذ منح الدستور صالكية أقالتهم في هذه الحالة لمجلس الشيوخ‬
‫‪،‬وأمام سكوت النص الدستوري عن تحديد الجهة المختطة بع ‪ ،‬الوزراء ‪،‬‬
‫أثير نقاش سياسي وفقهي في عهد الرئيس ( واشنطن ) كي ذهب اتجاه إلى‬
‫أن ع ‪ ،‬الوزراء من ايتطاص الرئيس وكده ‪ ،‬وذهب اتجاه أير إلى‬
‫‪1‬‬
‫وجوب اشترا مجلس الشيوخ مع الرئيس في ممارسة هذه الطالكية ‪.‬‬
‫وقدر للرأي األو‪ ،‬أن يسود كتى عام ‪ ، 1867‬وفي هذا العام نشب‬
‫( جونسون) والكونغرأ ‪ ،‬وعلى أثر هذا الخالف‬ ‫الخالف بين الرئيس‬
‫أصدر الكونغرأ قانونا أطلق عليه )‪ ( Tenure of office Act‬واستل م‬
‫هذا القانون موافقة مجلس الشيوخ على قرار الرئيس القاضي بع ‪ ،‬الوزير‪.‬‬
‫على ثقة الرئيس‬ ‫وبالمقابل ليس لمجلس الشيوخ ع ‪ ،‬الوزير الحائ‬
‫‪،‬فحطل أن طلب مجلس الشيوخ من الرئيس ( كولدج) سنة ‪ 1924‬ع ‪،‬‬
‫وزير البحرية شتباهه بفضيحة مالية ‪ ،‬ورفض الرئيس هذا الطلب الذي‬
‫‪2‬‬
‫اعتبره ماسا بطالكياته التنفيذية ‪.‬‬
‫‪ -2‬تعيين الموظفين ا تحاديين‪ -:‬منح الدستور األمريكي رئيس الدولة‬
‫مع مجلس الشيوخ صالكية تعين كبار الموظفين‬ ‫وبا شترا‬
‫ا تحاديين ‪ ،‬وتعد هذه الطالكية من الطالكيات البالغة األهمية ‪ ،‬إذ‬
‫أنها توفر لرئيس الدولة قدرا كبيرا من النفوذ والسيطرة على الموظفين‬
‫هذا النفوذ الذي يمكنه من تنفيذ سياسته‪.‬‬

‫بق ‪ -‬ص ‪.225‬‬


‫ا‬‫لس‬
‫ا –املرجع ا‬
‫ام‬‫ا محدع‬
‫ام‬‫‪ –1‬راجع د‪.‬اساع‬
‫‪2‬‬
‫‪– Rowland Egger- op. cit- p. 56.‬‬

‫‪187‬‬
‫وفي الو يات المتحدة يجري التميي بين ثالثة أنوا من الوظائف ‪،‬‬
‫الطنف األو‪ ، ،‬هو وظائف الدرجات العليا وتشمل ( الوزراء ‪ ،‬السفراء‬
‫‪،‬القناصل ‪،‬قضاة المحكمة العليا‪،‬والقادة العسكريين الكبار) وهذه الفئة‬
‫‪3‬‬
‫يتطلب التعيين فيها اقتران ترشيح رئيس الدولة بموافقة مجلس الشيوخ ‪،‬‬
‫أما الطنف الثاني في وظائف الدرجات الدنيا ‪ ،‬وتعيينات هذا الطنف‬
‫من الوظائف فال يمكن‬ ‫تركت لرئيس الدولة وكده ‪،‬أما الطنف الثال‬
‫التعيين فيها إ بقانون صادر عن الكونغرأ ‪.‬‬
‫ولم ين م الدستور األمريكي مسنلة ع ‪ ،‬الموظفين الكبار ألسباب‬
‫غير جنائية ‪ ،‬كعدم الكفنة والتقطير وإساءة استخدام السلطة ‪ ،‬وهنا بد من‬
‫التميي بين كالتين ‪ ،‬أولهما انفراد جهة معينة بطالكية التعيين ‪ ،‬وفي هذه‬
‫الحالة تملك ذات الجهة صالكية الع ‪ ،‬ألن من يملك التعيين يملك الع ‪،‬‬
‫‪،‬فإذا يص الدستور رئيس الدولة بطالكية التعيين على وجه ا نفراد ‪،‬‬
‫فله أيضا صالكية الع ‪ ،‬وإن لم يشر الدستور إلى ذلك صراكة ‪.‬‬
‫ولكن الخالف يثار كو‪ ،‬الجهة المختطة بالع ‪ ،‬في كالة اشترا‬
‫مجلس الشيوخ مع رئيس الدولة بطالكية التعيين ‪ ،‬ذهب ا تجاه األو‪ ،‬إلى‬
‫وجوب اشترا مجلس الشيوخ مع رئيس الدولة في ع ‪ ،‬الموظفين تطبيقا‬
‫لمبدأ ( من يملك التعيين يملك الع ‪ ) ،‬أما ا تجاه الثاني ‪ ،‬فقد ذهب إلى أن‬
‫رئيس الدولة هو الذي يتحمل المسؤولية عن أعما‪ ،‬الموظفين ‪ ،‬وكي‬
‫األمر كذلك له صالكية ع لهم على وجه ا نفراد و يطح تقييد صالكيته‬
‫يتحمل المسؤولية‬ ‫بموافقة مجلس الشيوخ ألن األيير ( مجلس الشيوخ)‬

‫يك ‪.‬‬
‫تور األمر‬
‫لدس‬
‫‪ –3‬م (‪) 2/2‬من ا‬

‫‪188‬‬
‫نشب‬ ‫مع الرئيس ‪ 4.‬وقدر للرأي الثاني أن يسود كتى سنة ‪ ، 1867‬كي‬
‫في هذا العام الخالف بين الرئيس ( جونسون) ومجلس الشيوخ نتيجة لع ‪،‬‬
‫الرئيس ‪ ،‬وزير الحربية دون الرجو إلى مجلس الشيوخ ‪ ،‬وما كان من‬
‫الكونغرأ إ أن أصدر قانونا يمنع بموجبه ع ‪ ،‬أي موظف أو وزير‬
‫‪2‬‬
‫دون الرجو إلى مجلس الشيوخ ‪.‬‬
‫وفي سنة ‪ 1926‬أصدرت المحكمة العليا قرارا يقضي بعدم‬
‫دستورية قانون سنة ‪ 1867‬بعد أن استمر تطبيقه ما يقارب من النطف‬
‫قرن ‪ ،‬وبطدور قرار المحكمة العليا استعاد الرئيس كقه في ع ‪ ،‬أي‬
‫موظف ( اشتر في تعيينه مجلس الشيوخ) على وجه ا نفراد دون الحاجة‬
‫‪3‬‬
‫لموافقة مجلس الشيوخ ‪.‬‬
‫‪ -3‬عقد المعاهدات الدولية ‪ :‬أشر الدستور األمريكي مجلس الشيوخ مع‬
‫رئيس الدولة في عقد المعاهدات الدولية ‪،‬إذ نطت المادة (‪)2/2/2‬‬
‫على أن ( للرئيس بناء على مشورة وموافقة مجلس الشيوخ أن يعقد‬
‫المعاهدات بشرط أن يوافق عليها ثلثا أعضاء مجلس الشيوخ‬
‫الحاضرين ) وظاهر هذا النص يشر إلى أن رئيس الدولة مل م‬
‫باستشارة مجلس الشيوخ والحطو‪ ،‬على موافقته قبل عقد المعاهدة ‪،‬‬
‫ولكن يثار التساؤ‪ ،‬هل أن رئيس الدولة مل م باستشارة وموافقة مجلس‬
‫بد من ا شارة إلى‬ ‫الشيوخ في كافة المراكل التي تمر بها المعاهدة‬

‫باعة –مصر –‬
‫لرةس – دارعطوهللط‬
‫ا ما‬
‫لنظ‬
‫لة يف ا‬
‫يس الدو‬
‫ئ‬
‫يةلر‬
‫يك‬‫نف‬
‫ت‬‫ل‬
‫يفة ا‬
‫لوظ‬
‫اعد ك – ا‬
‫لس‬‫نو ا‬
‫يدا‬
‫‪ – 1 -‬د‪ .‬مح‬
‫‪ 19 8 1‬ص ‪.164 - 163‬‬
‫بق – ص ‪.226‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫ية –املرجع ا‬
‫اس‬‫ي‬
‫لس‬‫نظم ا‬
‫ل‬‫تور ك وا‬
‫لدس‬
‫نو ا‬
‫ا‬‫لق‬
‫ية يف ا‬
‫اس‬‫ا دئ األس‬
‫ب‬‫‪ –2‬د‪.‬سعدعصفور –امل‬
‫بق – ص ‪.164‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫اعد ك –املرجع ا‬
‫لس‬‫يد ا‬
‫‪–3‬نق عن د‪ .‬مح‬

‫‪189‬‬
‫أن استشارة مجلس الشيوخ تختلف من مركلة أليرى وعلى التفطيل‬
‫التالي ‪-:‬‬
‫أ‪ -‬مركلة المفاوضات )‪ -:(Negociations‬جرى العرف على إشرا‬
‫مجلس الشيوخ في المفاوضات ‪ ،‬ولكن ن را لكثرة اعتراضات مجلس‬
‫الشيوخ وتديله المبالغ فيه في مركلة المفاوضات وعرقلته للكثير من‬
‫‪4‬‬
‫تم الخروج على هذا العرف منذ عهد الرئيس ( واشنطون )‬ ‫المعاهدات ‪،‬‬
‫وما تبقى من العرف مجرد التشاور مع بعض أعضاء مجلس الشيوخ أو‬
‫إرسا‪ ،‬بعض األعضاء كمندوبين في المفاوضات ‪.‬‬
‫ب‪ -‬مركلة ا قرار ‪ -:‬يمارأ مجلس الشيوخ دوره في عقد المعاهدات في‬
‫مركلة ا قرار‪ 1‬إذ نطت المادة (‪ )2/2/2‬منه على أن ( ‪...............‬بشرط‬
‫أن يوافق عليها ثلثا أعضاء مجلس الشيوخ الحاضرين) فبموجب هذا النص‬
‫لمجلس الشيوخ إقرار المعاهدة أو رفضها أو تعديلها ‪ ،‬وإذا لم يكن رئيس‬
‫الدولة مطمئنا من موافقة مجلس الشيوخ على المعاهدة ‪ ،‬يتطل ابتداء‬
‫في‬ ‫بنعضاء لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ قبل الشرو‬
‫المفاوضات ‪ ،‬ومن شنن هذا ا تطا‪ ،‬إقنا أعضاء مجلس الشيوخ وانت ا‬
‫موافقتهم على المعاهدة عند عرضها عليهم كقا ‪.‬‬
‫يعرض الرئيس المعاهدة على مجلس الشيوخ إ‬ ‫وفي الغالب‬
‫بعد ا تفاق الضمني على مضمونها ‪ ،‬من هنا نجد أن مجلس الشيوخ اقر‬
‫دون تعديل ‪ 5/4‬المعاهدات التي عرضت عليه بين عامي ‪ 1787‬و ‪1935‬‬
‫‪ ،‬وأقر المجلس في الفترة من ‪ 1924‬إلى ‪ ( 1930‬مائة وست) معاهدات‬
‫عقدت مع أكدى وار بعين دولة ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪– Ernest. S.Griffith – op.cit. p. 109.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪– Ernest .s. Griffith – op.cit. p. 112.‬‬

‫‪190‬‬
‫يعني إن الرئيس دائما ما يتفق ابتداء مع المجلس وقبل‬ ‫ولكن هذا‬
‫عرض المعاهدة عليه ‪ ،‬فحطل أن رفض المجلس إقرار العديد من‬
‫المعاهدات البالغة األهمية ‪ ،‬من بينها معاهدة فرساي لسنة ‪ ، 1919‬كما‬
‫رفض المجلس ا نضمام إلى محكمة العد‪ ،‬الدولية سنة ‪. 1926‬‬
‫عقد ا تفاقات التنفيذية ‪:‬ا تفاقات التنفيذية ( اتفاق في صورة مبسطة‬ ‫‪-4‬‬
‫يقطد به معاهدة أبرمت بواسطة تباد‪ ،‬المذكرات أو الموافقة على محضر‬
‫جلسة ما أو مذكرة باتفاق ما أو إعالن مشتر أو أية وسيلة أيرى تتمثل‬
‫‪2‬‬
‫يخضع للتطديق ‪.‬‬ ‫بنجراء مشابه وهذا ا تفاق‬
‫يحتاج إ‬ ‫وما يمي المعاهدة عن ا تفاق التنفيذي ‪ ،‬أن األيير‬
‫يمكن نفاذها إ بمطادقة‬ ‫لتوقيع رئيس الدولة ‪ ،‬على يالف المعاهدة التي‬
‫السلطة الدايلية المختطة ‪.‬‬
‫ولم يخو‪ ،‬الدستور األمريكي الرئيس صالكية عقد ا تفاقات‬
‫التنفيذية )‪ ( Executive Agreement‬لكن عرفا دستوريا ثابتا اسند هذه‬
‫الطالكية لرئيس الدولة ‪.‬‬
‫يمارأ رئيس الدولة صالكيته بعقد ا تفاقات التنفيذية إ‬ ‫و‬
‫بتفويض سابق من الكونغرأ ‪ ،‬كما هو الحا‪ ،‬في اتفاقات التباد‪ ،‬التجاري‬
‫المخولة بموجب قانون التعرفة لسنة ‪ ، 1934‬واتفاقات التطوير الدولي‬
‫بموجب القانون الطادر سنة ‪. 1950‬‬
‫وقد يكون أساأ ا تفاق التنفيذي ‪ ،‬معاهدة سابقة اقرها مجلس‬
‫الشيوخ فينتي ا تفاق مكمال لها كما في اتفاقية سنة ‪ 1817‬المتعلقة بتحديد‬
‫األسلحة البحرية كو‪ ،‬البحيرات الع مى ‪.‬‬

‫اهرة –‪ – 19 76‬ص ‪.61‬‬


‫لق‬
‫نهضة – ا‬
‫ل‬‫لسلم – دار ا‬
‫قو ا‬
‫ام و‬
‫لع‬
‫لدويل ا‬
‫نو ا‬
‫ا‬‫لق‬
‫ا –ا‬
‫امدسلط‬
‫‪ –2‬د‪.‬ا‬

‫‪191‬‬
‫وقد يلجن الرئيس أكيانا إلى عقد ا تفاقات التنفيذية كوسيلة للتخلص‬
‫من معارضة مجلس الشيوخ لمعاهدة يروم األو‪ ،‬عقدها ‪ ،‬وهكذا ضمت‬
‫( تكساأ والهاوي) بموجب اتفاقات تنفيذية بعد أن رفض مجلس الشيوخ‬
‫المطادقة على المعاهدة ضمنا ‪ ،‬ولجن الرئيس ( تيدور روزلفت) إلى عقد‬
‫اتفاق تنفيذي مع جمهورية ( سان دومنيكو) يقضي بتعهد الو يات المتحدة‬
‫بتنمين استقال‪ ،‬تلك الجمهورية مقابل تولي الو يات المتحدة إدارة جماركها‬
‫‪ ،‬بعد أن رفض مجلس الشيوخ المطادقة على المعاهدة ‪ .‬وكوسيلة للتخلص‬
‫من معارضة مجلس الشيوخ لمعاهدة ك ر الحرب النووية واستعما‪،‬‬
‫األسلحة النووية المعقودة مع ا تحاد السوفيتي السابق عقد الرئيس‬
‫( نيكسون) اتفاقا تنفيذيا تضمن ذات المحتوى ‪.‬‬
‫وقد يكون ا تفاق التنفيذي تدبيرا استثنائيا لمواجهة مسائل عاجلة‬
‫تحتمل التنيير كا تفاق المعقود بين الو يات المتحدة والمملكة المتحدة سنة‬
‫‪ ، 1940‬والذي منحت بموجبه األولى الثانية يمسين مدمرة بحرية مقابل‬
‫إيجار الثانية لألولى بعض القواعد البحرية لمدة (‪ )99‬سنة ‪.‬‬
‫‪ -5‬اعتراف بالدو‪ ،‬والحكومات األجنبية ‪ :‬لم يخو‪ ،‬الدستور األمريكي‬
‫بنص صريح هذه الطالكية كدى السلطات ‪ ،‬لكن عرفا دستوريا‬
‫أوكل هذه المهمة لرئيس الدولة منذ عهد الرئيس ( واشنطون ) ‪،‬‬
‫وذهب جانب من الفقه إلى أن هذه الطالكية هي من صميم‬
‫ايتطاصات السلطة التنفيذية و تشاركها فيها سلطة أيرى ‪ ،‬وإ‬
‫عدت المشاركة من قبل سلطة أيرى يروجا على مبدأ الفطل بين‬
‫السلطات ‪.‬‬

‫‪192‬‬
‫وعمليا مارأ عدد من الرؤساء صالكيتهم في ا عتراف‬
‫بالدو‪ ،‬والحكومات األجنبية ‪ ،‬ومن بينهم الرئيس ( مونرو) الذي‬
‫اعترف بجمهوريات أمريكا الجنوبية سنة ‪ ، 1817‬واعترف الرئيس (‬
‫روزفلت) بجمهورية بنما سنة ‪ ، 1903‬واعترف الرئيس ( ترومان)‬
‫بإسرائيل ‪ ،‬كما اعترف الرئيس ( كولدج) بالحكومة الوطنية في‬
‫الطين سنة ‪ ، 1928‬واعترف الرئيس ( روزفلت) بالحكومة‬
‫‪1‬‬
‫الشيوعية في روسيا سنة ‪. 1933‬‬
‫‪ -6‬تعيين السفراء والممثلين الدبلوماسيين ‪ -:‬أناط الدستور األمريكي‬
‫صالكية تعيين السفراء والممثلين الدبلوماسيين إلى رئيس الجمهورية‬
‫ومجلس الشيوخ ‪ ،‬إذ يرشح الرئيس أعضاء الهيئة الدبلوماسية ‪،‬‬
‫ويعرض هذا الترشيح على مجلس الشيوخ للمطادقة عليه ‪.‬‬
‫ويشير التاري الدستوري للو يات المتحدة ‪ ،‬إلى أن تعيين‬
‫أعضاء السلك الدبلوماسي والسفراء مر بمركلتين ‪ ،‬األولى منذ العمل‬
‫لم يكن أعضاء السلك‬ ‫بنككام الدستور النافذ كتى سنة ‪ ، 1924‬كي‬
‫الدبلوماسي سوى هواة عديمي الخبرة و يحملون من المؤهالت إ الثراء‬
‫ومع تنسيس معهد الخدمة‬ ‫‪1‬‬
‫والسخاء وتبرعهم لخ انة ك ب األغلبية ‪.‬‬
‫الخارجية سنة‪ ، 1924‬بدأت المركلة الثانية من عهد موظفي السلك‬
‫تخرج في الغالب عن نطاق‬ ‫الدبلوماسي إذ أصبحت التعيينات الدبلوماسية‬
‫ومع ذلك ما زا‪ ،‬رؤساء البعثات الدبلوماسية‬ ‫‪2‬‬
‫الفنيين المتخططين ‪.‬‬

‫اهرة ‪-‬‬
‫لق‬
‫ية – ا‬
‫بعة األجنلومصر‬
‫تحدة –تر مجةأمري امل ‪-‬مط‬
‫لو اي تامل‬
‫تور ا‬
‫مو – أضوانيعلى دس‬
‫ار‬‫‪ –1‬م‪.‬جده‬
‫‪ - 19 8 2‬ص ‪.14 9‬‬
‫‪1‬‬
‫‪– David Cushman – op. cit. p. 193.‬‬
‫نشر –بغدا د ‪ – 19 9 2 -‬ص ‪.218‬‬
‫ل‬‫باعة وا‬
‫تغري – دار احلكمةللط‬
‫املم‬
‫لع‬
‫ية يف ا‬
‫اس‬‫بلوم‬
‫لد‬‫اضل ز حممد – ا‬
‫د‪.‬د‬ ‫‪2‬‬

‫‪193‬‬
‫يقدمون شكليا استقا تهم كين تنتهي و ية الرئيس الذي عينهم وتبدأ و ية‬
‫الرئيس الجديد ‪.3‬‬
‫الطالكيات العسكرية والحربية ‪ ،‬بموجب الدستور األمريكي يكون‬ ‫‪-7‬‬
‫الرئيس قائدا عاما للقوات المسلحة ‪ ،‬فيختص بإدارة القوات البرية‬
‫والبحرية والجوية في وقت السلم والحرب ‪ ،‬ومما شك فيه أن صالكية‬
‫الرئيس العسكرية تبرز في وقت الحرب ‪ 4.‬أكثر منها في وقت السلم ‪ ،‬ففي‬
‫وقت الحرب يطدر األوامر العسكرية التنفيذية ‪ ،‬ويطادق على قرارات‬
‫وزير الدفا ‪ ،‬ويترأأ مجلس أركان الحرب ومجلس تقرير القتا‪ ،‬ومجلس‬
‫كما يعين ويع ‪،‬‬ ‫‪5‬‬
‫والتطوير العسكري ومجلس الدفا المدني ‪.‬‬ ‫البح‬
‫القوات المسلحة وفقا لمقتضيات ال رف القائم ‪،‬‬ ‫العسكريين ‪ ،‬ويحّر‬
‫وتطورت صالكياته في ذلك كتى أصبح يتحكم بحركة القوات المسلحة‬
‫( نيكسون)‬ ‫يارج كدود الو يات المتحدة ‪ ،‬كما كدث في عهد الرئيس‬
‫كينما أمر القوات المسلحة بالتحر لضرب كمبوديا من اجل تطهيرها من‬
‫‪6‬‬
‫القواعد الفيتنامية ‪.‬‬
‫وبموجب الدستور يختص الكونغرأ بإعالن الحرب ‪ ،‬و يملك‬
‫الرئيس سوى طلب إعالن الحرب برسالة يقدمها للكونغرأ ‪ ،‬وتعد الرسالة‬
‫التي وجهها الرئيس ( مادسون) سنة ‪، 1811‬أو‪ ،‬رسالة كرب توجه‬
‫أشار فيها إلى تحرشات‬ ‫للكونغرأ في تاري الو يات المتحدة ‪ ،‬كي‬

‫يق –بغدا د ‪ -‬ط ‪.174 - 19 69 - 1‬‬


‫بعة ف‬
‫اوضة –مط‬
‫يز يفدن املف‬
‫لوج‬
‫ا م ا ل او ك – ا‬
‫‪ - 3‬د‪.‬هش‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.8 3 8‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫يف –املرجع ا‬
‫بوه‬
‫ا د قأ‬
‫‪ –4‬د‪.‬عل ص‬
‫‪5‬‬
‫‪– Ernest S.Griffith – op.cit. p. 93.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪– Ernest S.Griffith- op. cit. p 137-139 .‬‬

‫‪194‬‬
‫بريطانيا وطلب من السلطة التشريعية وضع الو يات المتحدة في كالة‬
‫استعداد للحرب‪.‬‬
‫ويبدو أن الرؤساء األمريكان لم يكتفوا بالسلطات الدستورية الحربية‬
‫الممنوكة لهم ‪ ،‬فاهتدوا إلى أسلوب جديد يمنحهم صالكية إشهار الحرب‬
‫وبدون إعالن رسمي ‪ ،‬وأطلق على هذا النو من الحرب ‪ ،‬الحرب غير‬
‫المعلنة ‪ ،‬ومقتضى أسلوب الحرب غير المعلنة ‪ ،‬هو أن يتخذ رئيس الدولة‬
‫إجراءات تعد من الناكية الفعلية كربا و يبقى أمام الكونغرأ إ إعالنها‬
‫وعلى سبيل المثا‪ ،‬اكتج الرئيس ( جورج بوش) بضم العراق الكويت سنة‬
‫ولم يبق أمام‬ ‫‪، 1990‬واتخذ إجراءات تعد من الناكية العملية كربا‬
‫الكونغرأ إ إعالن الحرب بعد أن فوت الرئيس عليه أية فرصة للرفض ‪.‬‬
‫الفرع ثاني‬
‫البرلمان ( الكونغرس)‬
‫تتنننلف السننلطة التشننريعية )‪ ، ( Congress‬فنني الو يننات المتحنندة‬
‫‪( House of‬‬ ‫األمريكين نة منننن مجلسنننين همنننا ‪ ،‬مجلنننس الننننواب‬
‫)‪ ، Representatives‬ومجلننس الشننيوخ )‪ ، ( Senate‬ويجننري تشننكيل‬
‫مجلس الننواب علنى أسناأ عندد سنكان كنل و ينة ‪ ،‬ولنم يكنن ظهنور هنذا‬
‫المجلس إ نتيجة نتطار مبدأ سيادة الشعب ‪ ،‬أمنا مجلنس الشنيوخ فيتننلف‬
‫من شيخين لكل و ية ‪ ،‬ولم يكن ظهور هنذا المجلنس إ نتيجنة لنجناح مبندأ‬
‫‪1‬‬
‫استقال‪ ،‬الو يات‪.‬‬

‫بة أطلس ‪ - 19 60 -‬ص ‪.14 8‬‬


‫ت‬‫نشورا تمك‬
‫ية ‪ -‬دمشق ‪-‬م‬
‫يك‬‫تحدة األمر‬
‫لو اي ت امل‬
‫يخ ا‬
‫ار كبريد ‪-‬اتر‬ ‫‪- 1‬تش‬
‫ارز وم‬

‫‪195‬‬
‫أوال‪ -‬مجلس النواب ‪-:‬‬
‫‪( House of‬‬ ‫يقنننوم مجلنننس الننننواب كمنننا تننند‪ ،‬علينننه تسنننميته‬
‫)‪ ، Representative‬بتمثيننل الشننعب األمريكنني بوكدتننه القوميننة الشنناملة‬
‫باعتبار أن الو يات المتحدة األمريكية مكونة منن شنعب واكند ‪1 ،‬وجناء فني‬

‫مقدمة الدستور األمريكي ما يؤكد ذلك ‪ 2،‬وينتخب أعضاء هنذا المجلنس منن‬

‫قبل مواطني كل الو يات ‪ ،‬وكسب عدد سكانها ‪ ،‬وبمعند‪ ،‬نائنب واكند عنن‬
‫كل ثالثين ألف نسمة ‪ ،‬ونائب واكد عن كل و ية يقل عدد سنكانها عنن هنذا‬
‫‪3‬‬
‫العدد‪.‬‬

‫ولكي يمكن تفادي وقو منازعات بشننن عندد الننواب النذي يمثلنون أينة‬
‫و ية ‪ ،‬نص الدستور على أجراء تعنداد رسنمي للسنكان فني كنل و ينة كنل‬
‫عشر سنوات‪ 4 ،‬على أن تبلغ كل و ية بعدد الننواب النذين يجنب أن ترسنلهم‬

‫بعد كل تعداد‪ 5 .‬و يمكن وصف ا قترا الذي يتم من يالله ايتيار أعضاء‬

‫مجلس النواب با قترا العام بسبب الشروط التي تفرضنها بعنض الو ينات‬
‫علننى النننايبين ‪ 6 ،‬كين اشننترطت قننوانين بعننض الو يننات معرفننة النايننب‬

‫للقراءة والكتابنة والتمتنع بنإيراد كناف للعنيش ‪ ،‬واشنترطت بعنض القنوانين‬

‫ّب ط ‪ -‬ص ‪.4 74‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪ -‬د‪ .‬ادمو را‬
‫ام ‪.) ..........‬‬
‫ا دا أارتك‬
‫لف احت‬
‫تحدةلك نؤ‬ ‫‪( - 2‬حنن عب ا‬
‫لو اي ت امل‬
‫ا‬
‫يس ‪ -‬دو ذ درمكد‬
‫بدع رعمسد‬
‫بع ‪-‬مط‬
‫لضد‬
‫يدد ا‬
‫ل‬
‫تحددة ‪-‬ترمجدة و‬
‫لدو اي تامل‬
‫ية يف ا‬
‫تور‬
‫لدسد‬ ‫‪ - 3‬وودرو و‬
‫لسدن ‪ -‬احلكومدة ا‬
‫بع ‪ - 19 24 -‬ص ‪.9 6‬‬
‫لط‬‫ا‬
‫نة ‪.178 7‬‬
‫يك لس‬
‫تور األمر‬ ‫‪ - 4‬م ( ‪) 2/1‬من ا‬
‫لدس‬
‫ند ك ‪ - -‬ص ‪.3 3 - 3 2‬‬
‫يس د‬ ‫‪- 5‬برو د‬
‫ند ك وأ‬
‫‪- Ernest .S. Griffith- op. cit - p. 36. 6‬‬

‫‪196‬‬
‫ا نتخابية لو يات أيرى ‪ ،‬دفع ما يسنمى بضنريبة ا نتخناب ‪ ،‬ولنيس لهنذه‬
‫القيننود أهميننة تننذكر لننو لننم تسننتخدم لتبريننر تنندابير التميين العنطننري ضنند‬
‫‪1‬‬
‫ال نوج‪.‬‬

‫وقرر الدستور األمريكي كق التطويت يتيار أعضاء مجلنس الشنيوخ‬


‫لكل من له كنق التطنويت يتينار أعضناء مجلنس الننواب ‪ 2 ،‬ويبلنغ عندد‬

‫أعضاء مجلس الننواب كالينا أربعمائنة ويمسنة وثالثنين عضنوا ‪ ،‬وتح نى‬
‫و ية نيويور بالعدد األكبر من أعضاء المجلنس ألنهنا أكبنر الو ينات منن‬
‫كي عدد سكانها‪ 3 .‬وعند كطو‪ ،‬فراغ في تمثيل أية و ية كان على السلطة‬
‫‪4‬‬
‫التنفيذية إصدار أمر بنجراء ا نتخابات لملء هذا الفراغ ‪.‬‬

‫وينتخب مجلس النواب رئيسنا لنه ‪ 5 ،‬ويكنون عنادة منن الحن ب صناكب‬
‫األغلبية في المجلس ‪ ،‬ويطلق على رئيس المجلس اسم )‪ (speaker‬والتني‬
‫أيذت من التسمية ا نجلي ية ‪.6‬‬

‫ومدة العضوية في المجلس سنتان ‪ ،‬وهي مدة نراهنا قطنيرة جندا ‪ 1 ،‬ولنم‬

‫نجد بين الدساتير من جعل مدة و ية المجلس سنتين ‪ ،‬بل وجندنا أن متوسنط‬

‫يدا ت ‪- 19 61 -‬‬
‫نشورا تعو‬
‫امل ‪ -‬ط ‪- 1‬بريو ت ‪-‬م‬
‫لع‬
‫ية وا‬
‫ب‬
‫لعر‬
‫ب دا‬
‫ل‬‫ا وا‬
‫ن‬‫ب‬
‫ية يفل‬
‫تور‬
‫لدس‬
‫نظم ا‬
‫ل‬‫يدا ت ‪ -‬ا‬ ‫‪- 1‬ع‬
‫بدهعو‬
‫ص ‪.20 9‬‬
‫ية ‪ - 19 63 -‬ص ‪.14 3‬‬
‫بة أ جنلومصر‬
‫ت‬‫نة ‪--‬مصر ‪-‬مك‬
‫ار‬
‫ية املق‬
‫اس‬‫ي‬
‫لس‬‫نظم ا‬
‫ل‬ ‫‪ - 2‬د‪.‬حممودخري كع‬
‫يسى ‪ -‬ا‬
‫يدة ‪ -‬ع‪- 2‬‬
‫لعلدوم اإل دار‬
‫نشدور يفجملدة ا‬
‫تحدة ومصدر ‪-‬حبددمم‬
‫لو اي تامل‬
‫ا م السا يف إجنل ا وا‬
‫ية ‪-‬نظ‬ ‫‪ - 3‬د‪ .‬امحدا‬
‫ادظعط‬
‫‪ - 19 8 6 - 28‬ص ‪.5 5‬‬
‫يك ‪.‬‬
‫تور األمر‬ ‫‪ ( - 4‬م ‪/2 /1‬جد ‪) 4‬من ا‬
‫لدس‬
‫يك ‪.‬‬
‫تور األمر‬ ‫‪ ( - 5‬م ‪/2 /1‬جد ‪) 5‬من ا‬
‫لدس‬
‫‪6-‬‬ ‫‪Mackay Reborit-American constitutional law reader -New York university‬‬
‫‪press- 1958- p.231.‬‬

‫‪197‬‬
‫هذه المدة تتراوح بين األربع والخمنس سننوات ‪ ،‬فمنثال إن مندة الو ينة هني‬
‫أربنع سنننوات فنني الدسننتور اليوغسنالفي‪ ،2‬والطننيني ‪ 3 ،‬واأللمنناني ‪ 4 ،‬وفنني‬

‫مشرو دسنتور دولنة اتحناد الجمهورينات المتحندة ‪ ،5‬ويمنس سننوات فني‬

‫الدستور الكمروني ‪ 6 ،‬ومنن ينال‪ ،‬استعراضننا لمندة و ينة المجلنس األدننى‬

‫( النواب ‪ -‬الشعبي) لم نجد أيا منها قد ن ‪ ،‬بهنذه المندة إلنى السننتين ‪ ،‬وممنا‬
‫شك فيه أن قطر هذه المدة يكلف الدولة تكاليف أضنافية لتهيننة مسنتل مات‬
‫ا نتخابات وكذلك الدعاية ا نتخابية ‪،‬كما أن قطر هذه المندة يجعنل الو ينة‬
‫في كالة انشغا‪ ،‬مستمر من أجل ايتيار المرشحين الجندد‪ ،‬واألهنم منن ذلنك‬
‫كله أن قطر هذه المدة لن يسمح للنائب بتحقيق ما وعد به نايبيه ممنا ينؤدي‬
‫إلى زع عة الثقة به وبالمجلس بنسره‪.‬‬
‫وربما كان من مسوغات قطر هذه المدة هو أن الن رية الديمقراطية‬
‫التنني تنندعو إلننى أن تكننون أعمننا‪ ،‬البرلمانننات قطننيرة والرجننو إلننى رأي‬
‫النايبين متكرر الحدوث في فترات قطيرة‪ .‬ولكن البرلمانات األطو‪ ،‬عمنرا‬
‫تشننجع علننى قيننام ككومننات مسننتقرة وكمننا كننظ الننبعض فنننن التجننارب‬
‫والممارسات البرلمانية نجحت في كل هنذا التنناقض ال ناهري ‪ ،‬فقند كاننت‬

‫با‬
‫اخ‬‫ند‬
‫ل‬‫تد حلمدل ا‬
‫نة األو مدن وي‬
‫لس‬‫تعمل ا‬
‫نوا يس‬
‫ل‬‫لقو لأب عضوجملس ا‬
‫تحدةعلى ا‬
‫لو اي تامل‬ ‫‪( - 1‬جرتلع‬
‫ا دة يف ا‬
‫تديعمدل‬
‫يدةمدن وي‬
‫ن‬‫ا‬
‫ا‬‫نةل‬
‫لسد‬
‫ا‪ ،‬وا‬
‫انيهبد‬
‫دد‬
‫لو‬‫ند ا‬
‫ا‬‫يسإبمك‬
‫لدديتلد‬
‫او‬‫ا مر ددح‬
‫اد‬‫نددم‬
‫اع‬‫ليت وعدهبد‬
‫يلة ا‬
‫تح‬‫لوعود املس‬
‫ا ا‬
‫ي‬‫علىنس‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.4 0 6‬‬
‫ا‬‫يو ‪-‬مصدرس‬
‫ي هور‬
‫ندر‬
‫ب )‪ - .‬راجع ا‬
‫ا‬‫تخ‬
‫ن‬‫ا دة ا‬
‫يقمن أجل إع‬
‫تحق‬
‫ل‬‫يلة ا‬
‫تح‬‫اغة وعود أخر ىمس‬
‫ي‬‫على ص‬
‫نة ‪.19 74‬‬
‫يوغس يفلس‬
‫ل‬‫تور ا‬ ‫‪ - 2‬م (‪) 2‬من ا‬
‫لدس‬
‫نة ‪.19 5 4‬‬
‫يينلس‬
‫لص‬‫تور ا‬ ‫‪ - 3‬م ( ‪) 24‬من ا‬
‫لدس‬
‫نة ‪.19 4 9‬‬
‫اينلس‬
‫تور األمل‬ ‫‪ - 4‬م ( ‪) 3 9‬من ا‬
‫لدس‬
‫تحدة‪.‬‬
‫لة احتا د اممهوراي ت امل‬ ‫‪ - 5‬م ( ‪) 29‬منمشروع دس‬
‫تور دو‬
‫لكمروينلسنة ‪.19 60‬‬
‫تور ا‬ ‫‪ - 6‬م ( ‪) 4‬من ا‬
‫لدس‬

‫‪198‬‬
‫فترة األربع أو يمس سنوات في كياة البرلمان كافيه لتنفيذ المشاريع الكبرى‬
‫‪1‬‬
‫دون انقطا الطلة بالنايبين‪.‬‬

‫أما المؤهالت الواجب توافرها في النائب فقد رأى واضنعوا دسنتور‬


‫عام ‪، 1787‬أنها يجب أن تتعناد‪ ،‬فني كنل الو ينات ألن التمثينل المركن ي‬
‫متطننل بالو يننات مجتمعننة‪ 2.‬وقنند أوجننب الدسننتور األمريكنني تننوافر ثالثننة‬

‫شروط في المرشح هي ‪:‬‬


‫‪ -1‬إ يقل سن المرشح عن يمس وعشرين سنة ‪.‬‬
‫تقل عن سبع سنوات‪.‬‬ ‫‪ -2‬أ ّن يكون مواطنا أمريكيا مدة‬
‫‪3‬‬
‫‪ -3‬أن يكون كين انتخابه مقيما في الو ية التي سينتخب فيها‪.‬‬

‫وننرى أن اشننتراط كننون المرشننح مقيمننا فنني الو يننة التنني سننيجري‬
‫انتخابه فيها ‪ ،‬هي لضمان كون النايبين على معرفنة تامنة بمرشنحهم ‪ ،‬وأن‬
‫يكون المرشح عارفا بحاجات الو ية ‪ ،‬ناقال إياها إلى المجلنس النذي يمثلهنا‬
‫يكنادون جميعننا أن‬ ‫فينه‪ ،‬ولكنن نتيجنة لهننذا الشنرط فنإن أعضنناء المجلنس‬
‫يكونوا مقيمين في و يتهم كسب ‪ ،‬ولكن أيضا فني منناطقهم الخاصنة داينل‬
‫الو ية‪ ،‬فنادرا ما ينتخب شخص يعيش في مكنان أينر بواسنطة منطقنة منن‬
‫المننناطق ‪ 4 .‬ونننرى أن هننذا الشننرط ينندفع المرشننح إلننى أن يكننون منحننازا‬

‫ومننندفعا لتفضننيل مطننلحة و يتننه علننى مطننلحة ا تحنناد ‪ ،‬وقنند يننؤدي هننذا‬

‫‪1-‬‬ ‫‪Michel Ameller- op- cit.- p.53.‬‬


‫ا‪.‬‬
‫بعده‬
‫ا‬‫بق ‪ -‬ص ‪ 3 3 5‬وم‬
‫ا‬‫ا ك ‪-‬مرجعس‬
‫ا دسن وج‬ ‫‪- 2‬ه‬
‫املنت وم‬
‫يك ‪.‬‬
‫تور األمر‬ ‫‪ - 3‬م ( ‪) 2/1‬من ا‬
‫لدس‬
‫بدة‬
‫ت‬‫اهرة ‪-‬مك‬
‫لقد‬
‫بدداملعدزنصدر ‪ -‬ا‬
‫ية ‪-‬ترمجدةحممددع‬
‫يك‬‫تحدة األمر‬
‫لو اي تامل‬
‫ا م احلكم يف ا‬
‫يو ‪-‬نظ‬
‫يف‬ ‫‪- 4‬آر‬
‫نسو ‪. .‬جر‬
‫بع ‪ -‬ص ‪.3 5‬‬
‫نةط‬
‫مصر ‪-‬بدو س‬

‫‪199‬‬
‫الشرط إلى اكتكار النيابة منن قبنل المقيمنين فني الو ينة رغنم اكتمنا‪ ،‬عندم‬
‫كفاءتهم ‪ ،‬وهذا ما يؤدي إلى انخفاض مستوى الكفنة في المجلس ‪.‬‬
‫أن مجلننس النننواب األمريكنني جمعيننة كبيننرة والجمعيننات الكبيننرة‬
‫تستطيع بنفسها أن تمارأ أعمالهنا بطنورة دقيقنة‪ 1 ،‬لنذلك فهني تعمنل علنى‬

‫إنشاء لجان تشكل من بين أعضائها لترسم قراراتها وتدرأ ما ينرد عرضنه‬
‫عليها ‪ ،‬وهذه اللجان ليست لجنان وقتينة ‪ ،‬بنل هني لجنان دائمنة تقنوم بتقنديم‬
‫الدراسات والبيانات الالزمة عن الشؤون التي تدرسها ‪ 2،‬وهذا ما يفسر كون‬

‫السلطة الحقيقية في مجلس النواب تترك في يد اللجان التني هني فني الواقنع‬
‫مطدر التشريع ‪ 3 ،‬وعدد هذه اللجان عشرين لجنة تتنلف كل لجننة منن عندد‬

‫يتراوح بين يمسة عشر إلى سبعة وعشنرين عضنوا ومنن كنق كنل عضنو‬
‫الديو‪ ،‬في لجنة واكدة ولكن ليس في أكثر منن لجنتنين‪ 4 ،‬وفضنال عنن هنذه‬

‫اللجان الدائمة فننه يحق لكل مجلس أن يكنون لجاننا مؤقتنة ألمنور ياصنة ‪،‬‬
‫ومن أمثلتها اللجنان التني تؤلنف لتقطني الحقنائق أو التحقينق فني موضنو‬
‫‪5‬‬
‫معين‪.‬‬

‫‪1-‬‬ ‫‪Ernest S. Griffith- op- cit- p.32.‬‬


‫نهضدة‬
‫ل‬‫بدة ا‬
‫ت‬‫ندرباو ك ‪-‬مصدر ‪-‬مك‬
‫ل‬‫لدتور را د ا‬
‫يك ‪-‬ترمجة ز نودة ‪-‬مراجعة ا‬
‫اين األمر‬
‫لربمل‬
‫نو ا‬
‫ا‬‫لق‬
‫برت ‪ -‬ا‬ ‫‪- 2‬ه‬
‫نر ك رو‬
‫ا‪.‬‬
‫ابعده‬
‫ية ‪ - 19 5 1 -‬ص‪ 22‬وم‬
‫املصر‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.210‬‬
‫ا‬‫يدا ت ‪-‬مصدرس‬ ‫‪- 3‬ع‬
‫بدهعو‬
‫ية ‪ - 19 70 -‬ص ‪.179‬‬
‫نشر األهل‬
‫ل‬‫اعة وا‬
‫ب‬‫لط‬
‫ية ‪ -‬ط‪- 2‬بغدا د ‪ -‬رة ا‬
‫اس‬‫ي‬
‫لس‬‫نظم ا‬
‫ل‬ ‫‪ - 4‬د‪ .‬مشرا مح‬
‫ا د ك ‪-‬ا‬
‫‪5‬‬ ‫ا ‪-‬بدريو ت‪- 19 8 2 -‬‬
‫ند‬
‫ب‬‫لفقد ‪ -‬ج ‪-10 9‬ل‬
‫اني وا‬
‫لقضد‬
‫اصدرة‪-‬موسدوعة ا‬
‫يةاملع‬
‫اسد‬
‫ي‬‫لس‬
‫نظمدة ا‬
‫‪ -‬د‪.‬حيددجل اممدل‪ -‬األ‬
‫ص ‪.15 6- 15 5‬‬

‫‪200‬‬
‫وينفرد مجلس النواب في الفطل في صنحة انتخابنات أعضنائه وأهلينتهم‬
‫وباستطاعته فطل أي عضو من أعضائه بنغلبية ثلثي األصوات‪ 1 ،‬ولم يشنر‬

‫الدستور األمريكي إ ّ إلى هذه الحالة من كا ت انتهاء العضوية في المجلس‬


‫‪ ،‬علننى اعتبننار أن الحننا ت األيننرى مننن بنناب تحطننيل الحاصننل نتهنناء‬
‫العضوية ‪ ،‬كحالة وفاة العضو أو أصابته بمرض يمنعه من ممارسة وظيفتنه‬
‫بطورة دائمة أو انتهاء مدة و ية المجلس‪.‬‬

‫ثانيا ‪ -‬مجلس الشيوخ ‪-:‬‬


‫نشن مجلس الشيوخ من فكرة إيجاد هيئة محاف ة تعاد‪ ،‬مجلس ممثلي‬
‫الشعب ‪ ،‬فكان تشنكيل هنذا المجلنس ضنمانة تطمنئن المنندوبين النذين كنانوا‬
‫يتخوفون من سلطة المجلس الواكد وتكفل عندم اتخناذ أي أجنراء ضند إرادة‬
‫الو ية‪ 2.‬وإذا كان مجلس النواب يتطف بالعمومية الوطنية الشناملة للشنعب‬

‫األمريكي بنسنره ‪،‬فننن مجلنس الشنيوخ تتمثنل فينه الطنفة ا تحادينة للدولنة‬
‫األمريكية المتحدة‪ 3 .‬و تختلف طريقة ايتيار أعضناء مجلنس الشنيوخ عنن‬

‫طريقة ايتيار أعضاء مجلس النواب ‪ ،‬إذ ينتم ايتينار أعضناء هنذا المجلنس‬
‫عن طريق ا نتخاب أيضا ‪ ،‬على إن يكون لكنل و ينة شنيخان ‪ 4 ،‬صنغر أو‬

‫اني‬
‫ا أعضد‬
‫تخد‬
‫ن‬‫يلادو ل ا‬
‫اصد‬
‫تف‬‫ل‬
‫يددمدن ا‬
‫قدو علدىاملز‬
‫للو‬
‫نة ‪ ،178 7‬و‬
‫يكد لسد‬
‫تور األمر‬
‫لدسد‬
‫‪/5‬جدد‪) 2‬مدن ا‬ ‫‪ ( - 1‬م ‪/6‬‬
‫نشدر ‪ -‬دو‬
‫ل‬‫يةلل مجدة وا‬
‫ق‬‫لشدر‬
‫ا ‪-‬بدريو ت ‪-‬املؤسسدة ا‬
‫يكد‬
‫ا م احلكدم يفأمر‬
‫ب و ك ‪-‬نظد‬
‫يكد ‪ ،‬راجدعددوز كقد‬
‫نوا األمر‬
‫ل‬‫جملس ا‬
‫بع ‪ -‬ص ‪.20‬‬
‫نةط‬
‫س‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.210‬‬
‫ا‬‫يدا ت ‪-‬مصدرس‬ ‫‪- 2‬ع‬
‫بدهعو‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.4 78‬‬
‫ّب ط ‪-‬مصدرسا‬ ‫‪3‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬ادمو را‬
‫يك ‪.‬‬
‫تور األمر‬ ‫‪ - 4‬م ( ‪) 3 /1‬من ا‬
‫لدس‬

‫‪201‬‬
‫كبر كجمها ‪ ،‬وقل أو كثر عدد سنكانها ‪ ،‬فتسنتوي فني ذلنك و ينة نيوينور‬
‫التي يقرب عدد سكانها من عشرين مليون نسمة ‪ ،‬مع و ينة أ سنكا التني‬
‫ي يد تعدادها على ربع مليون نسمة ‪ ،‬وهكذا يضنمن هنذا التمثينل المتسناوي‬
‫للو يننات نوعننا مننن التننوازن ويحننو‪ ،‬دون طغيننان الو يننات الكبيننرة علننى‬
‫الو يات الطغيرة ‪ 1 ،‬ويجري انتخاب أعضاء المجلس من قبل الننايبين فني‬

‫و ياتهم ‪ 2،‬ويبلغ عدد أعضاء مجلس الشيوخ في الوقت الحاضر مائة عضو‬

‫ويرأأ هذا المجلس نائب رئيس الجمهورينة بحكنم الدسنتور‪ 3 ،‬وهنو أيضنا‬
‫عضو في مجلس اآلمن القومي‪ ،‬مما أدى إلى ازدياد أهمينة منطنبه وأصنبح‬
‫كلقة الوصل بين رئيس الدولة وقطا مهم من السنلطة التشنريعية ‪ 4 ،‬ولنيس‬

‫لرئيس المجلس الحق في التطويت إ في كالة تعاد‪ ،‬األصوات كي ترجح‬


‫‪5‬‬
‫كفة الجانب الذي يطوت معه‪.‬‬

‫لقد كان منح نائب رئيس الجمهورية منطنب رئاسنة مجلنس الشنيوخ‬
‫محل ن ر إذ قد يكون ذلك دافعا للتطويت إلى جاننب النرأي المؤيند للسنلطة‬

‫لفقد ‪-‬‬
‫اني وا‬
‫لقضد‬
‫يدة وإجنلد ا ‪ -‬موسدوعة ا‬
‫يك‬‫تحددة األمر‬
‫اسد للدو اي تامل‬
‫ي‬‫لس‬
‫ا ما‬
‫نظد‬
‫ل‬‫يدل ‪ -‬ا‬
‫اع‬ ‫‪ - 1‬د‪.‬اسدنسد‬
‫يد امحدد إمس‬
‫ا ‪-‬بريو ت ‪ - 19 8 2 -‬ص ‪.15‬‬
‫ن‬‫ب‬
‫ج ‪- 10 9‬ل‬
‫ية‬
‫يع‬
‫تشدر‬
‫ل‬‫لس ا‬
‫ا‬‫يدق ا د‬
‫يو عدنطر‬
‫لشد‬
‫انيجملددس ا‬
‫ا أعض‬
‫تخ‬‫ن‬
‫تور ا جير ك ا‬
‫لدس‬
‫بععشرعلى ا‬
‫ا‬‫لس‬
‫يل ا‬
‫تعد‬
‫ل‬‫ا لا‬ ‫‪- 2‬ق‬
‫بل إ دخ‬
‫ا رة‪.‬‬
‫ب‬‫بابصورةم‬
‫اخ‬‫ن‬
‫ل‬‫بل ا‬
‫اني السجير كمنق‬
‫ا أعض‬
‫تخ‬‫ن‬
‫بح ا‬
‫يل أص‬
‫تعد‬
‫ل‬‫للو اي ت‪ ،‬ومبوجبهكا ا‬
‫يدة يف‬
‫يس اممهور‬
‫ئد‬
‫ئددب ر‬
‫ا تان‬
‫ي‬‫يلادو ل صد ا‬
‫اصد‬
‫تف‬‫ل‬
‫يددمدن ا‬
‫قو علىاملز‬
‫يك ‪-‬للو‬
‫تور األمر‬ ‫‪ ( - 3‬م ‪/3 /1‬جد ‪) 4‬من ا‬
‫لدس‬
‫تحددة‬
‫لدو اي تامل‬
‫يدة ويف ا‬
‫ب‬
‫لعر‬
‫ية ا‬
‫تور‬
‫لدسد‬
‫نظمدة ا‬
‫لدة يف األ‬
‫لدو‬
‫يس ا‬
‫ئد‬
‫ئددب ر‬
‫از ‪-‬ان‬
‫بد‬
‫ل‬‫ية ‪ -‬راجع د‪.‬علد ا‬
‫يك‬‫تحدة األمر‬
‫لو اي ت امل‬
‫ا‬
‫يو ‪ -‬ع ‪ - 19 8 8 - 4‬ص ‪.28‬‬
‫لكو‬
‫نة ‪-‬جملة احلقوق ‪ -‬ا‬
‫ار‬
‫ية ‪ -‬دراسةمق‬
‫يك‬‫األمر‬
‫‪4-‬‬ ‫‪Graves W. Brooke - American state Government - Oxford university press-‬‬
‫‪1972- p.224.‬‬
‫ار ‪-‬‬
‫نشد ةاملعد‬
‫ية ‪-‬م‬
‫ندر‬
‫ية ‪ -‬اإلسدك‬
‫اسد‬
‫ي‬‫لس‬
‫نظم ا‬
‫لد‬
‫تور ك ‪ -‬ج ‪ - 1‬ا‬
‫لدسد‬
‫نو ا‬
‫ا‬‫لقد‬
‫ية وا‬
‫اسد‬
‫ي‬‫لس‬
‫نظم ا‬
‫لد‬ ‫‪ - 5‬د‪.‬حمسدنخل‬
‫يدل ‪-‬ا‬
‫‪ - 19 71‬ص ‪.4 9 3‬‬

‫‪202‬‬
‫التنفيذية إذا تعلق األمر بها عنند تعناد‪ ،‬األصنوات با ضنافة إلنى أن مجلنس‬
‫الشننيوخ يشننار رئننيس لجمهوريننة فنني عنندد مننن ا يتطاصننات ‪ ،‬كعقنند‬
‫المعاهدات ‪ ،‬وتعيين الوزراء والسفراء والقناصل ‪ ،‬مما قد يؤدي إلى تعاطف‬
‫المجلس مع رئيس الدولة عند ممارسته هذه ا يتطاصات ‪ ،‬هذا عالوة على‬
‫أن الدستور منح رئيس الجمهورية الحق في توجيه الرسائل للكونغرأ للفت‬
‫ن ره إلى ا هتمنام بموضنو معنين بطنورة مباشنرة أو غينر مباشنرة منن‬
‫يال‪ ،‬أنطناره فني أكند المجلسنين ‪ ،1‬وقند يكنون لنرئيس المجلنس دور فني‬

‫التنثير في األعضاء للتطويت إلى جانب ما اقتركه الرئيس ‪.‬‬


‫وقد أوجب الدسنتور تنوافر عندة شنروط فني المرشنح لعضنوية المجلنس‬
‫وهي‪-:‬‬
‫‪ -1‬أن يبلغ من العمر ثالثين عاما‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون مواطنا أمريكيا منذ تسع سنوات ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -3‬أن يكون مقيما في الو ية التي يتم انتخابه فيها‪.‬‬

‫ومن المالكظ أن الدسنتور قند تشندد شنيئا منا فني الشنروط الواجنب‬
‫توافرها في المرشح لعضنوية مجلنس الشنيوخ قياسنا إلنى الشنروط الواجنب‬
‫توافرها في عضوية مجلنس الننواب ‪ ،‬ضنمانا لتنوفر يبنرة وكفنن أكبنر ممنا‬
‫يتوافر منها في عضو مجلس النواب ‪ ،‬لكي تتناسب والوظائف التي يمارسها‬
‫هذا المجلس‪.‬‬
‫وينتخب المجلس من بين أعضائه بعند انعقناده يمنس عشنرة لجننة ‪،‬‬
‫يتراوح عدد أعضاء هذه اللجان بين ثالثة عشنر إلنى سنبعة عشنر عضنوا ‪،‬‬

‫بق ‪ -‬ص‪.116‬‬
‫ا‬ ‫‪ - 1‬د‪.‬إاس‬
‫ا املفرج ود‪ .‬طرا زغرينعمة ود‪ .‬رعد امدة ‪-‬مرجعس‬
‫يك ‪.‬‬
‫تور األمر‬ ‫‪ ( - 2‬م ‪/3 /1‬جد ‪) 3‬من ا‬
‫لدس‬

‫‪203‬‬
‫ولكل عضو من أعضاء المجلس ا شترا في أكثر من لجنة ‪ ،‬وإضافة لهنذه‬
‫اللجان الدائمة توجد لجان مؤقتة يجري انتخابها لتمارأ مهاما معينة ومؤقتة‬
‫‪1‬‬
‫‪ ،‬وينتهي عملها بانتهاء المهمة التي أوكلت إليها‪.‬‬

‫ومندة و ينة المجلنس سنت سنننوات ويجنري تجديند أعضناء المجلننس‬


‫بمعد‪ ،‬الثل كل سنتين ‪ ،‬على أن يتم تجديد المجلس في الوقنت النذي يجنري‬
‫فيه انتخاب أعضاء مجلس النواب ‪ ،‬وبهنذه الطريقنة يحنتفظ مجلنس الشنيوخ‬
‫‪2‬‬
‫ويجننري تقسننيم أعضنناء‬ ‫بالقنندرة علننى ا سننتمرار فنني سياسننته وأعمالننه‪،‬‬

‫المجلس إلى ثالث فئات متساوية بقدر ا مكان في ا جتما األو‪ ،‬للمجلس ‪،‬‬
‫ويتم تقسيم أعضاء المجلس إلى هذه الفئنات عنن طرينق القرعنة ‪ 3 ،‬ولعضنو‬
‫‪4‬‬
‫المجلس الذي انتهت مدة و يته الترشيح لعضوية المجلس مرة أيرى‪.‬‬

‫ولمجلننس الشننيوخ دورة انعقنناد عاديننة تبنندأ مننع بدايننة انعقنناد مجلننس‬
‫الننواب ‪ ،‬فني كنانون الثناني ‪ ،‬وتنتهني فنني نهاينة شنهر تمنوز ‪ ،‬ويجنوز منند‬
‫النندورات العاديننة فنني ال ننروف ا سننتثنائية‪ 5 ،‬ولمنننع عرقلننة أعمننا‪ ،‬أكنند‬

‫‪1-‬‬ ‫‪C. Herman Pritchett- The American constitutional system - third edition -‬‬
‫‪printed in the united- 19 71- - p.38‬‬
‫‪14‬‬ ‫ية‪ -‬ص ‪9 3‬‬
‫ياس‬
‫لس‬‫نظم ا‬
‫ل‬‫تور ك ‪ -‬ج‪ -1‬ا‬
‫لدس‬
‫نو ا‬
‫ا‬‫لق‬
‫ية وا‬
‫ياس‬
‫لس‬‫نظم ا‬
‫ل‬‫‪ -‬د‪.‬حمسنخليل‪-‬ا‬
‫‪.‬‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.4 8 0‬‬
‫ّب ط ‪-‬مصدرسا‬ ‫‪2‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬ادمو را‬
‫‪3-‬‬ ‫‪Graves W. Brooke- op- cit- p. 228.‬‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.18 0‬‬ ‫‪ - 4‬د‪.‬مشرا مح‬
‫ا د ك ‪-‬مصدرسا‬
‫ية ‪-‬بغدا د ‪ -‬دار احلكمة ‪ - 19 9 1 -‬ص ‪.173‬‬
‫ياس‬
‫لس‬‫نظم ا‬
‫ل‬‫‪ - 5‬د‪.‬حممد اظم املشهداين ‪ -‬ا‬

‫‪204‬‬
‫المجلسننين لأليننر ‪،‬أشننترط الدسننتور عنندم جننواز تنجيننل اجتماعننات أكنند‬
‫‪1‬‬
‫المجلسين مدة ت يد على ثالثة أيام إ بموافقة المجلس اآلير ‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫وأييرا ينفرد المجلنس فني الفطنل فني صنحة انتخابنات أعضنائه ‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫وفي إسقاط العضوية ‪ ،‬ولكن يجب اتخاذ القرار بهذا الشنن بنغلبية الثلثين ‪،‬‬

‫ويقوم كاكم الو ية التي يخلو أكد مقعديها في المجلس بتعيين عضنو مؤقنت‬
‫‪4‬‬
‫لحين أجراء ا نتخابات يتيار العضو الذي يملئ المقعد الشاغر‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬صالحيات الكونغرس‪-:‬‬


‫كفل الدستور األمريكي ألعضاء الكونغرأ فرصة مناقشة ودراسنة‬
‫كل ما يديل في ايتطاصهم ‪ ،‬كما منح الدستور لألقلينة فرصنة مالئمنة ألن‬
‫تسمع وأن تنتقد وأن تقدم ما تراه يطلح بديال لما تقدمنه األكثرينة ‪ .‬ويشنتر‬
‫المجلسنننان فننني غالبينننة ا يتطاصنننات منننع انفنننراد كنننل منهمنننا بنننبعض‬
‫يتمتع بها المجلس اآلير‪.‬‬ ‫ا يتطاصات التي‬

‫‪ -1‬االختصاصات المشتركة للمجلسين ( النواب والشيوخ) ‪-:‬‬


‫قبننل الشننرو فنني دراسننة ا يتطاصننات المشننتركة للمجلسننين‬
‫( النواب‪ -‬الشيوخ) ‪ ،‬بد من ا شارة إلى أن المجلسين يعقندان اجتماعاتهمنا‬
‫بطورة منفردة و يجتمعان بهيئة مؤتمر إ في كا ت ياصة ‪ ،‬ومنها فرز‬

‫يك ‪.‬‬
‫تور األمر‬
‫لدس‬
‫‪/5‬جد ‪) 4‬من ا‬ ‫‪ ( - 1‬م ‪/5‬‬
‫يك ‪.‬‬
‫تور األمر‬
‫لدس‬
‫‪ /5‬ج ‪) 1‬من ا‬ ‫‪ ( - 2‬م ‪/1‬‬
‫يك ‪.‬‬
‫تور األمر‬
‫لدس‬
‫‪ /5‬ج‪) 2‬من ا‬ ‫‪ ( - 3‬م ‪/1‬‬
‫يك ‪.‬‬
‫تور األمر‬ ‫‪ - 4‬م (‪) 17‬من ا‬
‫لدس‬

‫‪205‬‬
‫أصننوات النننايبين الرئاسننيين لرئاسننة الجمهوري نة وا سننتما إلننى يطنناب‬
‫‪1‬‬
‫الرئيس‪.‬‬

‫وتقسم ا يتطاصات التي يمارسها الكونغرأ إلى نوعين ‪:‬‬


‫‪-‬ا يتطاص التشريعي العادي‪.‬‬
‫‪ -‬ا يتطاص التنسيسي ‪.‬‬
‫‪ -‬االختصاص التشريعي العادي‪:‬‬
‫لكل من مجلسي الكونغرأ ( الننواب ‪ -‬الشنيوخ)‪ ،‬الحنق فني اقتنراح‬
‫مشاريع القوانين ‪ 2،‬كما أن لكل من المجلسين الحق فني إقنرار أو رفنض أي‬

‫مشرو يحا‪ ،‬إليه من المجلس اآلينر بعند أن يكنون قند أقنره األو‪ ، ،‬وفني‬
‫كالة ايتالف المجلسين على مشنرو قنانون يجنري تشنكيل لجننة مطنالحة‬
‫تضننم ممثلننين عننن المجلسننين وتضننع مشننروعا موكنندا قنند يح ننى بموافقننة‬
‫‪3‬‬
‫الطرفين ‪ ،‬وإذا تعذر ذلك يهمل المشرو الذي وقع ا يتالف فيه‪.‬‬

‫ويجوز ألي من المجلسين أن يكون هنو البنادئ بناقتراح ومناقشنة أي‬


‫تشريع باستثناء التشريعات الضريبية ‪ ،‬كي ينص الدسنتور علنى ضنرورة‬
‫المبادرة في اقتراكها من قبل مجلس النواب ‪ ،‬وعند انتهاء أي من المجلسنين‬
‫من الن ر في تشريع معين يحا‪ ،‬إلى المجلس اآلير فإذا أقره أكينل التشنريع‬
‫إلننى الننرئيس ‪ 4 ،‬وإذا وافننق رئننيس الجمهوريننة علننى التشننريع ووقننع عليننه‬

‫يسننتكمل التشننريع صننفته ويطننبح قانونننا نافننذا ‪،‬أمننا إذا رفضننه يعنناد إلننى‬

‫بق ‪ -‬ص ‪.174‬‬


‫ا‬‫‪ - 1‬د‪.‬حممد اظم املشهداين ‪-‬مصدرس‬
‫يك ‪.‬‬
‫تور األمر‬ ‫‪ ( - 2‬م ‪/1 /1‬جد‪) 7‬من ا‬
‫لدس‬
‫‪3-‬‬ ‫‪Mackey Reborit- op- cit- p. 276.‬‬
‫يك ‪.‬‬
‫تور األمر‬ ‫‪ ( - 4‬م ‪/2 /1‬جد‪) 7‬من ا‬
‫لدس‬

‫‪206‬‬
‫الكونغرأ مرفقا بمنذكرة يوضنح فيهنا أسنباب رفضنه ‪ ،‬وإذا جنرى مناقشنة‬
‫المشرو منن قبنل الكنونغرأ منرة ثانينة وكطنلت الموافقنة علينه بنغلبينة‬
‫‪1‬‬
‫الثلثين يطبح قانونا واجب النفاذ‪.‬‬

‫وقد تحددت صالكيات الكنونغرأ التشنريعية بموجنب الفقنرة الثامننة‬


‫من المادة األولى من الدستور وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬فرض الضرائب وتحطيل الضرائب والرسوم والعوائد والمكوأ لتسديد‬
‫الديون واألنفاق على الدفا والرفاهية العامة للبالد ‪ ،‬وأشترط الدستور‬
‫‪2‬‬
‫فرض ذات الضريبة على كل الو يات‪.‬‬

‫‪ -2‬اقتراض األموا‪ ،‬لحساب الو يات المتحدة‪.‬‬


‫‪ -3‬تن يم التجنارة منع الندو‪ ،‬األجنبينة وبنين الو ينات الدايلنة فني ا تحناد‬
‫وكانت هذه الطالكية ضئيلة في بدايتها ثم توسعت بمرور ال من ‪.3‬‬

‫‪ -4‬وضع قواعد موكدة لمنح الجنسية ‪ ،‬والكونغرأ هو السلطة الوكيدة التي‬


‫تقننرر لألشننخاص المولننودين فنني بلنند أجنبنني الحننق فنني التمتننع بالجنسننية‬
‫‪4‬‬
‫األمريكية‪.‬‬

‫‪ -5‬سك النقود وتن يم قيمتها وقيمة النقنود األجنبينة ‪ ،‬وتحديند وكندة القيناأ‬
‫والموازين والمكايينل ‪ ،‬وكنان لهنذا ا يتطناص أهمينة بالغنة فني السننوات‬

‫بق ‪ -‬ص ‪.8 0‬‬


‫ا‬‫ند ك ‪-‬مصدرس‬
‫يس د‬ ‫‪- 1‬برو د‬
‫ند ك وأ‬
‫‪2-‬‬ ‫‪Graves W. Broo;e- op- cit-p.446.‬‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.4 8 3‬‬
‫ا‬‫ّب ط ‪-‬مصدرس‬ ‫‪3‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬ادمو را‬
‫بق ‪ -‬ص‪.4 2‬‬
‫ا‬‫يو ‪-‬مصدرس‬
‫يف‬ ‫‪ - 4‬أر‬
‫نسو‪. .‬جر‬

‫‪207‬‬
‫األولى من تاري الو يات المتحدة ‪ ،‬عندما كانت العملة األجنبية هي الشائعة‬
‫‪1‬‬
‫في البالد وعملة الو يات المتحدة نادرة‪.‬‬

‫‪ -6‬فرض العقوبات على ت ييف األوراق المالية والسندات والعملة المتداولة‬


‫في الو يات المتحدة‬
‫‪ -7‬العمل على تقدم العلوم والفنون النافعة عن طريق ضمان الحق المطلق ‪،‬‬
‫لمدة محددة للمؤلفين والمخترعين في كتاباتهم وايتراعاتهم‪.‬‬
‫‪ -8‬الحق فني إنشناء المحناكم ذات الدرجنة األقنل منن المحكمنة العلينا ‪ ،‬ولنه‬
‫( الكونغرأ) تعديل ن ام المحاكم الفدرالية ‪ ،‬كلمنا اقتضنت الحاجنة ليناسنب‬
‫‪2‬‬
‫التغييرات التي تحدث في البالد‪.‬‬

‫‪ -9‬إعالن الحرب ومنح التفويضات باكتجاز رعايا دولة أجنبية أو أموالها ‪،‬‬
‫ووضع القواعد الخاصة بالغنائم المستولى عليها في البر والبحر‪.‬‬
‫‪ -10‬ممارسة السنلطة التشنريعية المباشنرة فني األقناليم الخاصنة بالعاصنمة‬
‫‪3‬‬
‫ا تحادية ‪ ،‬وهي إقليم كولومبيا‪.‬‬

‫‪ -11‬إنشاء القال والمستودعات العسكرية في األراضي المقتطعة من أقناليم‬


‫الدو‪ ،‬األعضاء ‪ ،‬بموافقتهنا علنى أ ت يند المسناكة المقتطعنة علنى عشنرة‬
‫أميا‪ ، ،‬وله كذلك ( الكونغرأ) صالكية التطرف بالمناطق وسائر األقناليم‬
‫‪4‬‬
‫الدايلة في ملكية الو يات المتحدة مباشرة ‪.‬‬

‫‪1.9 3‬‬ ‫بق‪ -‬ص‬


‫ا‬‫ند ك‪-‬مصدرس‬
‫يس د‬
‫ند ك وأ‬
‫‪-‬برو د‬
‫‪2.10 4‬‬ ‫بق‪ -‬ص‬
‫ا‬‫ند ك‪-‬مصدرس‬
‫يس د‬
‫ند ك وأ‬
‫‪-‬برو د‬
‫يك ‪3.‬‬
‫تور األمر‬
‫لدس‬
‫‪/7‬جد ‪) 8‬من ا‬ ‫‪ ( -‬م‪/1‬‬
‫يك ‪4.‬‬
‫تور األمر‬
‫لدس‬
‫‪/7‬جد ‪) 8‬من ا‬ ‫‪ ( -‬م‪/1‬‬

‫‪208‬‬
‫‪ -12‬تنسننيس الجيننوش واألنفنناق عليهننا ‪ ،‬بشننرط إ ت ينند فتننرة ا عتمننادات‬
‫المالية التني ترصند لهنذا الغنرض علنى عنامين ‪ ،‬ولنه ( الكنونغرأ) أنشناء‬
‫األساطيل البحرية واألنفاق عليها‪.‬‬
‫‪ -13‬وضع قواعد ا دارة لتن يم القوات البرية والبحرية‪.‬‬
‫‪ -14‬يمنارأ الكنونغرأ وكندة التشنريع فني جمينع األكنوا‪ ،‬فني منطقننة‬
‫تتجاوز مساكتها عشرة أميا‪ ،‬مربعة قد تطبح مقر ككومة الو يات المتحدة‬
‫‪ ،‬بتناز‪ ،‬و يات معينة وموافقة الكونغرأ ‪ ،‬وله مباشرة مثنل هنذه السنلطة‬
‫في جميع المناطق التي يجنري شنرائها بموافقنة المجلنس التشنريعي للو ينة‬
‫قامننة الحطننون فيهننا ‪ ،‬ومخننازن السننالح والترسننانات وأكننواض السننفن‬
‫والمنشآت األيرى التي تدعو الحاجة إليها ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -15‬الموافقة على انضمام و يات جديدة لالتحاد‪.‬‬

‫‪ -16‬تعريف جرائم القرصنة والجنايات المرتكبة في البحار العالية والجرائم‬


‫ضد قانون األمم والمعاقبة عليها‪.‬‬
‫‪ -17‬وضع القواعند الخاصنة باسنتدعاء المليشنيا أو الحنرأ النوطني لتنفينذ‬
‫‪2‬‬
‫قوانين ا تحاد وقمع الثورات وأعما‪ ،‬التمرد وصد الهجوم والغ و‪.‬‬

‫‪ -18‬وضننع القواعنند الخاصننة بتن ننيم وتسننليح وتنندريب قننوات المليشننيا أو‬
‫الحننرأ الننوطني والننتحكم فنني ج ن ء منهننا سننتخدامه فنني يدمننة الو يننات‬
‫‪3‬‬
‫المتحدة‪.‬‬

‫يك ‪1.‬‬
‫تور األمر‬
‫لدس‬
‫‪/3‬جد‪) 1‬من ا‬ ‫‪ ( -‬م ‪/4‬‬
‫يك ‪.‬‬
‫تور األمر‬
‫لدس‬
‫‪/15‬جد ‪) 8‬من ا‬ ‫‪ ( - 2‬م ‪/1‬‬
‫يك ‪.‬‬
‫تور األمر‬ ‫‪ ( - 3‬م ‪/16 /1‬جد ‪) 8‬من ا‬
‫لدس‬

‫‪209‬‬
‫‪ -19‬تشننريع جميننع القننوانين الضننرورية والمناسننبة للقيننام بتنفيننذ السننلطات‬
‫السالفة الذكر ‪ ،‬وجمينع السنلطات األينرى المخولنة بهنذا الدسنتور لحكومنة‬
‫‪1‬‬
‫الو يات المتحدة أو آلي إدارة أو موظف تابع لها‪.‬‬

‫‪ -‬االختصاص التأسيسي‪-:‬‬
‫للكونغرأ صالكية تعديل الدستور عنندما ينرى ثلثنا األعضناء فني‬
‫كال المجلسين ( النواب ‪ -‬الشيوخ) ضرورة لذلك ‪ 2،‬كما أعطى الدسنتور فني‬

‫المننادة ذاتهننا الحننق فنني التعننديل بننناء علننى طلننب المجلننس التشننريعي لثلثنني‬
‫الو يننات ‪ ،‬ولنجنناح مشننرو التعننديل مننن الواجننب الحطننو‪ ،‬علننى موافقننة‬
‫المجالس التشريعية لثالثة أربنا الو ينات عنن طرينق عقند منؤتمر وطنني‬
‫‪3‬‬
‫يجري فيه التطويت على مشرو التعديل‪.‬‬

‫لقد عد‪ ،‬الدستور األمريكني كتنى اآلن سنتة وعشنرين تعنديال جنرت‬
‫جميعها عن طريق الكونغرأ ‪ 4 ،‬لكون هذا الطريق أيسر من الطريق اآلير‬

‫الذي يتطلب موافقة ثالثة أربا الو يات ‪ ،‬وهكنذا نلمنس المروننة والجمنود‬
‫في تعديل الدستور األمريكي فني آن واكند ‪ ،‬فوجندنا المروننة كينمنا يجنري‬
‫تعديل الدستور من قبل ثلثي األعضاء في الكونغرأ ‪ ،‬ووجدنا الجمنود عنند‬
‫تقننديم الطلننب مننن المجننالس التشننريعية لثلثنني الو يننات وموافقننة المجننالس‬
‫التشريعية لثالثة أربا الو يات تمام التعديل‪.‬‬

‫يك ‪.‬‬
‫تور األمر‬ ‫‪ ( - 1‬م ‪/18 /1‬جد ‪) 8‬من ا‬
‫لدس‬
‫يك ‪.‬‬
‫تور األمر‬ ‫‪ - 2‬م ( ‪) 5‬من ا‬
‫لدس‬
‫‪3-‬‬ ‫‪Goodman Pall - The American constitutional system - Oxford university‬‬
‫‪press- 1957- p.344.‬‬
‫بق ‪ -‬ص‬‫ا‬‫اظماملشدهداين ‪-‬مصددرسد‬
‫لد د‪.‬حممدد د‬
‫بق ‪ -‬ص ‪ ،20 3‬دك‬
‫ا‬‫ندد ك ‪-‬مصددرسد‬
‫يسد د‬ ‫‪- 4‬بدرو د‬
‫ندد ك وأ‬
‫‪.174‬‬

‫‪210‬‬
‫‪ -2‬االختصاصات التي ينفرد بها أحد المجلسين ‪-:‬‬
‫سنقوم في هذا الفر بدراسة ا يتطاصات التي ينفرد بها مجلس النواب‬
‫‪ ،‬أو ثم نتولى بالدراسة ا يتطاصات التي ينفرد بها مجلس الشيوخ‪.‬‬
‫‪ -‬االختصاصات التي ينفرد بها مجلس النواب‪-:‬‬
‫أ‪ -‬ا يتطاص المنالي‪ :‬مننح مجلنس الننواب دون مجلنس الشنيوخ صنالكية‬
‫أعداد مشروعات القوانين المالية وإقرارها قبل أن ينطرف مجلنس الشنيوخ‬
‫لمناقشتها ‪ ،1‬ولكنن لمجلنس الشنيوخ اقتنراح إدينا‪ ،‬تعنديالت علنى مشناريع‬

‫القوانين المالينة التني يقتركهنا مجلنس الننواب‪ ،‬وهنذه الطنالكية الممنوكنة‬


‫يطورة فيها من كي الواقنع ألن هنذا المجلنس ننادرا منا‬ ‫لمجلس الشيوخ‬
‫يسننتعمل هننذه الطننالكية ‪ 2،‬وربمننا كننان األجنندر بالدسننتور إشننرا مجلننس‬

‫الشيوخ مع مجلس النواب فني ممارسنة هنذا ا يتطناص وعلنى كند سنواء‬
‫سيما وأن المجلسين منتخبان من قبل شعب الو يات ‪ ،‬بل ننرى أن األولنى‬
‫ممارسة هذا ا يتطاص من قبنل مجلنس الشنيوخ كين يكنون تمثينل كافنة‬
‫الو يات فيه متساويا ‪ ،‬هذا من ناكية ومن ناكينة أينرى أن مجلنس الشنيوخ‬
‫يضم في عضويته أشخاص اكتلوا سابقا مناصنب علينا فني الدولنة كرؤسناء‬
‫دولة أو سفراء أو وزراء أو كتى أعضاء سابقين في مجلس النواب ‪ 3 ،‬وممنا‬

‫شك فيه أن هؤ ء تكون لديهم يبرة في هذا الميدان بحكم عملهنم السنابق ‪،‬‬
‫وعالوة على هذا فنن الدستور تشدد في شروط العضوية في مجلس الشنيوخ‬

‫يك ‪.‬‬
‫تور األمر‬ ‫‪ ( - 1‬م ‪/7 /1‬جد ‪) 1‬من ا‬
‫لدس‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.211‬‬
‫ا‬‫يدا ت ‪-‬مصدرس‬ ‫‪- 2‬ع‬
‫بدهعو‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.75‬‬
‫ند ك ‪-‬مصدرسا‬
‫يس د‬ ‫‪- 3‬برو د‬
‫ند ك وأ‬

‫‪211‬‬
‫ورفع سن المرشح لعضوية هنذا المجلنس وجعلهنا أعلنى منن سنن المرشنح‬
‫لعضوية مجلس النواب ‪ ،‬وهذا يعني أن المجلس سيضم في عضويته أعضاء‬
‫لهم يبرة تفوق يبرة أعضاء مجلس النواب‪.‬‬
‫ب ‪ -‬ا يتطنناص القضننائي‪ :‬لمجلننس النننواب دون مجلننس الشننيوخ توجيننه‬
‫ا تهام للوزراء وكذلك للرئيس ونائب الرئيس وجميع المسئولين ا تحاديين‪.‬‬
‫‪ --‬االختصاصات التي ينفرد بها مجلس الشيوخ‪:‬‬
‫أ‪ -‬مشاركة رئنيس الدولنة فني عقند المعاهندات‪ :‬يتمتنع مجلنس الشنيوخ دون‬
‫النواب بطالكية مشاركة رئيس الدولة في عقند المعاهندات ‪ ،‬ومنن أسنباب‬
‫منح مجلس الشيوخ هذه الطالكية طو‪ ،‬مدة و ية مجلس الشيوخ التي تفوق‬
‫مدة و ية مجلس النواب ‪ ،‬وهذا ما يجعل أعضاء مجلس الشيوخ أقدر علنى‬
‫تحديد كاجة الدولة إلى المعاهدة ‪1 ،‬وعالوة على هذا فنن األعضناء النذين لنم‬

‫يشملهم التجديد والمحتف نين بمقاعندهم سنيعملون علنى التنسنيق بنين منا تنم‬
‫‪2‬‬
‫اقتراكه سابقا في المجلس وبين ما يقتركه األعضاء الجدد‪.‬‬

‫ويذهب جانب من الفقه األمريكي إلى ضرورة إشرا مجلس النواب‬


‫إلى جانب مجلس الشيوخ في صالكية عقد المعاهدات وسلب هذه الطنالكية‬
‫من رئيس الدولة ‪ ،‬وهذا ا تجاه من الفقه يرى إن المعاهدة تحمل قوة القانون‬
‫وليس ألكد إ ّ أهل التشريع أن يتطدى لعقد المعاهدات‪ 3 .‬ولكننا نرى أن هذا‬

‫الرأي محل ن ر ‪ ،‬صحيح أن المعاهدة لها قوة القانون ‪ ،‬بل أن بعض الدولنة‬

‫بق ‪ -‬ص ‪.5 78‬‬


‫ا دسن وجا ك ‪-‬مصدرسا‬ ‫‪- 1‬ه‬
‫املنت وم‬
‫‪2-‬‬ ‫بق ‪ -‬ص ‪Graves Brooker- op- cit- p. 230. 5 78‬‬
‫ا‬‫ا ك ‪-‬مصدرس‬
‫ا دسن وج‬
‫املنت وم‬
‫لده‬
‫راجع ك‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.5 0 8‬‬
‫ا‬‫ا ك ‪-‬مصدرس‬
‫ا دسن وج‬ ‫‪- 3‬ه‬
‫املنت وم‬

‫‪212‬‬
‫أعطننت للمعاهنندة قننوة تفننوق قننوة القننانون ‪ 1 ،‬وهننذا مننا أيننذ بننه الدسننتور‬

‫األمريكنني‪ 2،‬والفرنسنني ‪ 3 ،‬ولكننن عقنند المعاهنندات يتطلننب قنندر مننن الخبننرة‬

‫والدبلوماسية في التفناوض ولنيس مسننلة وضنع تشنريع معنين يطبنق داينل‬


‫الدولة فقط بحي يمكن تعديله متى شاءت الدولة دون أن يقيدها في ذلنك قيند‬
‫يارجي ‪ ،‬ذلك أن تعديل المعاهدة يتطلب إجراءات معينة كموافقة كافة الدو‪،‬‬
‫األطراف أو مرور فترة معيننة علنى عقندها ‪ ،‬ثنم أن المعاهندات قند يترتنب‬
‫عليها الحد من سيادة الدولة أو اقتطا ج ء من أراضنيها أو الحطنو‪ ،‬علنى‬
‫امتينناز فنني دولننة أيننرى ‪ ،‬مننن هنننا يكننون مننن المالئننم أن يمننارأ هننذا‬
‫ا يتطاص أشخاص على قدر منن الخبنرة فني الشنؤون الخارجينة ‪ ،‬وهنذه‬
‫الخبرة متوافرة في أعضاء مجلس الشيوخ بحكم ممارسنتهم للعمنل السياسني‬
‫سننابقا علننى األغلننب ‪ ،‬وكننذلك قنند تكننون متننوافرة فنني رئننيس الدولننة بحكننم‬
‫ممارسته العمنل السياسني قبنل الفنوز برئاسنة الدولنة ‪ ،‬ومنن غينر المعقنو‪،‬‬
‫ترشيح شخص نفسه لرئاسة الدولة دون أن يكون قد منارأ العمنل السياسني‬
‫قبنل ذلنك ‪ ،‬وفضنال عنن هنذا فنننن الدسنتور األمريكني سنمح لنرئيس الدولننة‬
‫الترشيح لهذا المنطب منرتين ومنن المؤكند أن ذلنك سني يد منن يبرتنه فني‬
‫الميدان الخارجي ‪.‬‬
‫تكون متوافرة فني أعضناء مجلنس‬ ‫والمالكظ أن هذه الخبرة ربما‬
‫النواب ألن جنل عملهنم ينطنب فني المجنا‪ ،‬التشنريعي ‪ ،‬وبنذلك يكنون منن‬

‫يدة ‪ - 19 78 -‬ص‬
‫ب‬
‫لعر‬
‫نهضدة ا‬
‫ل‬‫اهرة ‪ -‬دار ا‬
‫لقد‬
‫لددويل ‪-‬ا‬
‫نو ا‬
‫ا‬‫لقد‬
‫ئدة يف ا‬
‫اد‬
‫تك‬‫اهددا تغدريامل‬
‫ا ‪-‬املع‬
‫مضد‬
‫ادقر‬ ‫‪ - 1‬د‪.‬عص‬
‫ا م صد‬
‫ا‪.‬‬
‫ابعده‬
‫‪ 5‬وم‬
‫يك ‪.‬‬
‫تور األمر‬ ‫‪ - 2‬م ( ‪) 6‬من ا‬
‫لدس‬
‫نس لسنة ‪.19 5 8‬‬
‫لفر‬
‫تور ا‬ ‫‪ - 3‬م ( ‪) 5 0‬من ا‬
‫لدس‬

‫‪213‬‬
‫األنسب منح هذا ا يتطاص لرئيس الدولنة با شنترا منع مجلنس الشنيوخ‬
‫دون إشرا مجلس النواب فيه‪.‬‬
‫ب ‪ -‬ا يتطاص القضائي‪ :‬يمارأ مجلس الشنيوخ وظيفنة قضنائية هامنة ‪،‬‬
‫هي محاكمة األشخاص النذين يوجنه إلنيهم مجلنس الننواب اتهامنات يطينرة‬
‫ومنها عدم الو ء ‪ ،‬فقد نص الدستور على أن لمجلس الشيوخ وكده صالكية‬
‫المحاكم في جميع ا تهامات الخاصة بالجرائم التي يرتكبها عادة المسئولين ‪،‬‬
‫وعند محاكمة رئيس الجمهورية يرأأ مجلس الشيوخ رئيس المحكمة العلينا‬
‫‪1‬‬
‫‪ ،‬والحكم الطنادر يجنب أن يقتنرن بموافقنة ثلثني األعضناء الحاضنرين ‪،‬‬

‫يمكنن أن يتجناوز عقوبنة العن ‪ ،‬والحرمنان‬ ‫والحكم الطادر من المجلس‬


‫من تنولي منطنب رفينع أو التمتنع بمنطنب يقتضني ثقنة أو يندر ربحنا فني‬
‫‪2‬‬
‫الو يات المتحدة‪.‬‬

‫جن ‪ -‬تعيين كبار الموظفين‪ :‬يشار مجلس الشيوخ رئيس الدولة في ترشنيح‬
‫أو تعيين كبنار المنوظفين كنالوزراء والسنفراء والقناصنل وقضناة المحكمنة‬
‫العليا ‪ ،‬ويشار كذلك مجلس الشيوخ رئيس الدولة في تعيين الموظفين الذين‬
‫‪3‬‬
‫لم ترد في الدستور نطوص ياصة بتعييننهم علنى أن يقنرر ذلنك بقنانون ‪،‬‬

‫واشتراط الدستور الحطو‪ ،‬على موافقة مجلس الشنيوخ فيمنا يتعلنق بتعينين‬
‫هؤ ء المنوظفين دونمنا يتعلنق بعن لهم ‪ 4 ،‬وقند جنرى عنرف قنديم علنى إ‬

‫يك ‪.‬‬
‫تور األمر‬ ‫‪ ( - 1‬م ‪/3 /1‬جد ‪) 6‬من ا‬
‫لدس‬
‫يك ‪.‬‬
‫تور األمر‬ ‫‪ ( - 2‬م ‪/3 /1‬جد‪) 7‬من ا‬
‫لدس‬
‫يك‬
‫تور األمر‬ ‫‪ ( - 3‬م‪/2 /2‬جد‪) 2‬من ا‬
‫لدس‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.15 8‬‬
‫يب ‪-‬مصدرسا‬ ‫‪ - 4‬د‪.‬حممدد‬
‫تح هللا اخلط‬

‫‪214‬‬
‫يعترض مجلس الشيوخ على ايتيار الرئيس للوزراء من باب المجاملة ‪ ،1‬أو‬

‫من باب ا قرار بامتياز يملكه الرئيس في هذا المضمار‪.‬‬


‫د ‪ -‬ا يتطاص ا نتخابي‪ :‬في الوقت الذي يملك فيه مجلس النواب صالكية‬
‫انتخاب رئيس الدولة من بين المرشحين الثالثة الحاصلين على أعلنى نسنبة‬
‫من األصوات ‪ ،‬عند عدم كطنو‪ ،‬أكند المرشنحين علنى األغلبينة المطلقنة ‪،‬‬
‫منح مجلس الشيوخ صنالكية انتخناب نائنب النرئيس ‪ 2،‬وننرى أن واضنعي‬
‫الدستور قد منحوا مجلس الشيوخ هذا ا يتطاص انطالقنا منن مبندأ ايتينار‬
‫المجلس لرئيسه إذ يحتل رئيس مجلس الشيوخ في ذات الوقت منطنب نائنب‬
‫رئيس الجمهورية بحكم الدستور‪.‬‬

‫بق ‪ -‬ص ‪.25 2‬‬


‫تويل ‪-‬مصدرسا‬
‫يدم‬ ‫‪ - 1‬د‪.‬ع‬
‫بد احلم‬
‫يك ‪.‬‬
‫تور األمر‬ ‫‪ ( - 2‬م‪/1 /2‬جد‪) 2‬من ا‬
‫لدس‬

‫‪215‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫لربملان‬
‫النظا م ا‬
‫يقوم النظام البرلماني على مبدأ الفصل بين السلطات ‪،‬فأساس هذا‬
‫النظام التوازن بين السلطات التشريعية والتنفيذية ‪ ،‬وكأصل عام تقف كافة‬
‫السلطات في هذا النظام على قدم المساواة دون أن تتبع أو تسيطر إحداها‬
‫على األخرى ‪.1‬‬
‫وللمحافظة على هذا التوازن بين السلطتين التشريعية والتنفيذية ‪،‬‬
‫كان البد من إيجاد عنصر وسط محايد يعيد استقرار هذا التوازن ويوجهه ‪،‬‬
‫ورئيس الدولة هو من أنيطت به هذه المهمة ‪ ،‬ويترتب على دور رئيس‬
‫الدولة هذا نتيجتان هما‪ ،‬شكلية المهام التي يضطلع بها ‪ ،‬وعدم مسئوليته عن‬
‫نتائج عمله ‪ ،‬إذ ال تنهض المسؤولية إال مع وجود السلطة ‪ ،‬وحيث تنتفي‬
‫السلطة تنتفي معها المسؤولية ‪.‬‬
‫وبصفة عامة يقوم النظام البرلماني على دعامتين هما ‪-:‬‬
‫ثنائية السلطة التنفيذية ‪.‬‬
‫التعاون والرقابة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية ‪.‬‬

‫بق ‪ -‬ص ‪.14 3‬‬


‫لسا‬
‫ا –املرجع ا‬
‫يح‬‫يزش‬
‫لعز‬
‫بد ا‬
‫يمع‬
‫براه‬
‫‪ –1‬د إ‬

‫‪216‬‬
‫المطلب األول‬
‫الدعائم التي يقوم عليها النظام البرلماني‬
‫الفرع األول‬
‫ثنائية السلطة التنفيذية‬

‫على خالف النظام الرئاسي يقوم النظام البرلماني على ثنائية السلطة‬
‫التنفيذية ‪ ،‬حيث تتكون السلطة التنفيذية من رئيس الدولة والوزارة ( رئيس‬
‫الوزراء والوزراء )‪.‬‬
‫أوال‪ -‬رئيس الدولة‬
‫نشير ابتداء إلى أن النظام البرلماني ‪ ،‬نظام يصلل العملل بله فلي‬
‫الدول ذات النظام الملكي والجمهوري ‪ ،‬على خالف النظام الرئاسلي ‪ ،‬اللذي‬
‫ال يصل تطبيقه إال في الدول التي تأخذ بالنظلام الجمهلوري ‪ ،‬حيلث يجلري‬
‫اختيار الرئيس من قبل الشعب ‪.‬‬
‫وانقسم رأي الفقه بشأن تحديد دور رئيس الدولة في النظام البرلماني‬
‫إلى اتجاهين ‪ ،‬وكان لكل اتجاه حججه ومبرراته التي يستند إليهلا فلي تبريلر‬
‫وجهة نظره ‪ ،‬ويرى االتجلاه األول أنله لليس لللرئيس فلي النظلام البرلملاني‬
‫سللوى دور سلللبي ‪،‬وال يتمتللع إال باختصاصللات اسللميه يمارسللها بواسللطة‬
‫الوزراء ‪ 2،‬بل إن بعض الفقله يلذهب إللى أن اللرئيس فلي النظلام البرلملاني‬
‫ليس له إال توجيه النص واإلرشاد لهيئات الدولة األخرى دون أن يكلون لله‬

‫اهرة – دون‬
‫لق‬
‫ية ‪ -‬ا‬
‫ن‬
‫نو‬‫ا‬
‫لق‬
‫بة ا‬
‫ت‬‫نواعها –املك‬
‫ا ت وأ‬
‫نة – احلكوم‬
‫ار‬
‫يةاملق‬
‫اس‬‫ي‬
‫لس‬‫نظمة ا‬
‫ار ي – األ‬
‫ن‬‫لس‬
‫ا لا‬
‫لع‬
‫بد ا‬
‫د‪.‬حممدع‬ ‫‪2‬‬

‫بع ‪ -‬ص‪.9 6‬‬


‫نةط‬
‫س‬

‫‪217‬‬
‫‪3‬‬
‫واسلتند هلذا االتجلاه فيملا ذهلب إليله إللى‬ ‫دور في مباشرة شؤون الحكم ‪.‬‬
‫الحجج التالية ‪-:‬‬
‫‪ -1‬إن المبدأ المسلم به في النظام البرلماني ‪ ،‬هو عدم مسؤولية رئيس الدولة‬
‫عللن تصللرفاته ال اصللة بشللؤون الحكللم ‪ ،‬بينمللا تتقللرر هللذه المسللؤولية‬
‫بالنسبة للوزارة وحدها ‪ ،‬ولما كانت القاعدة أنله حيلث توجلد المسلؤولية‬
‫توجد السلطة ‪،‬فإن رئيس الدولة ال يكون له سلطة فعلية وإنما تتقرر هذه‬
‫‪1‬‬
‫السلطة للوزارة وحدها نتيجة تقرير مسئوليتها ‪.‬‬
‫‪ -2‬إن هذا الرأي هو المتبع في أكبلر دولتلين برلملانيتين هملا إنجلتلرا مهلد‬
‫النظام البرلملاني وموننله األول وفرنسلا فلي للل الجمهوريلة الرابعلة‬
‫وحكللم ديلللول ‪ ،‬حيللث نجللد أن الللرئيس يتللرد للللوزارة اإلدارة الفعليللة‬
‫‪2‬‬
‫لشؤون الحكم ‪.‬‬
‫أملا االتجللاه اليلاني ‪ ،‬فيللرى أن النظلام البرلمللاني ال يتقلانع ومللن‬
‫رئيس الدولة صلالحيات فعليلة ‪ ،‬بلل أن هلذا اللرأي ‪ ،‬يلذهب إللى أن رئليس‬
‫الدولة يشترد مع الوزارة فلي إدارة شلؤون السللطة التنفيذيلة ‪ ،‬واسلتند هلذا‬
‫الرأي في تأييلد وجهلة نظلره ‪ ،‬إللى أن الدسلاتير للم تملن السللطة التنفيذيلة‬
‫للوزارة وحدها ‪،‬وإنما منحتها للوزارة ورئيس الدولة معا ‪ ،‬فكما إن البرلمان‬
‫يمكن أن يتألف من مجلسين ‪،‬فإن السلطة التنفيذية يمكن أن تكون مزدوجلة ‪،‬‬
‫وهذا الوضع يؤدي إلى وضع حد إلساءة استعمال السللطة واالسلتبداد ‪ ،‬كملا‬

‫بق ‪ -‬ص ‪.28 3‬‬


‫ا‬‫لس‬
‫ناين –املرجع ا‬
‫ب‬‫لل‬
‫تور ا‬
‫لدس‬
‫ية وا‬
‫ياس‬
‫لس‬‫نظم ا‬
‫ل‬‫‪ –3‬د‪.‬حمسنخليل – ا‬

‫بق ‪ -‬ص ‪.24 4 - 24 3‬‬


‫ا‬‫لس‬
‫ا –املرجع ا‬
‫يح‬‫يزش‬
‫لعز‬
‫بد ا‬
‫يمع‬
‫براه‬
‫‪ -‬د‪ .‬إ‬ ‫‪1‬‬

‫بق ‪ -‬ص ‪.13 7‬‬


‫ا‬‫لس‬
‫ية –املرجع ا‬
‫اس‬‫ي‬
‫لس‬‫نظم ا‬
‫ل‬‫يلة – ا‬
‫املل‬
‫‪ –2‬د‪.‬حممدك‬

‫‪218‬‬
‫يؤدي إلى زيادة الرويّة والتفكيلر فلي تصلريف األملور ‪ 3.‬لكلن هلذا االتجلاه‬
‫يشترن لمن الرئيس صالحيات فعلية توافر شرنين ‪-:‬‬
‫‪ -1‬أن يجللد الللرئيس وزارة مسللتعدة لتحمللل مسللؤولية ذل ل التللدخل أو‬
‫اآلراء السياسية ال اصة برئيس الدولة ‪ ،‬وأن تكون الوزارة في ذات‬
‫‪4‬‬
‫الوقت محتفظة بيقة الهيئة التشريعية ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يلطي الوزراء دائما نشان رئيس الدولة ‪ ،‬ملن خلالل علدم فسل‬
‫المجال ألن يكون ش ص رئيس الدولة أو أعماله موضع نقاش أملام‬
‫البرلمان ‪ ،‬وأال تنسب أعملال الحكوملة إال لللوزارة ‪ ،‬وعللى رئليس‬
‫الللوزراء والللوزراء أحانللت أعمللال الللرئيس بالكتمللان والسللرية‬
‫‪،‬فأعمال الحكومة وتصرفاتها يجب أن تعد في نظر الجميع أنها ملن‬
‫صنع الوزارة المسئولة عنها ‪.‬‬
‫أو حجب الصالحيات عن الرئيس في النظلام‬ ‫ونرى أن مسألة من‬
‫البرلماني مسألة نسبية ت تلف من دولة ألخرى ‪ ،‬فمن الدساتير ملن ال تملن‬
‫رئيس الدولة إال دورا شكليا محدودا ‪ ،‬كما في بريطانيا وألمانيا ‪ ،‬ومنهلا ملن‬
‫ت وله صالحيات حقيقية مؤثرة كما في الدستور الهندي النافذ ‪ ،‬األملر اللذي‬
‫حدا بل( اوديان شوكال) إلى القول ( إن للرئيس الهنلدي سللطات واسلعة جلدا‬
‫أكير من تل التي لمل بريطانيا والرئيس األمريكي ) ‪ 5‬وعلى سلبيل الميلال‬
‫خول الدستور الرئيس صالحية اقتراح القوانين بصورة غير مباشلرة ‪ ،‬ملن‬
‫خالل الرسائل التلي يوجههلا إللى مجلسلي البرلملان بشلأن مشلروق القلانون‬

‫بق – ص ‪.13 7‬‬


‫لسا‬
‫ية _املرجع ا‬
‫ام‬‫ن‬
‫ل‬‫لدو ل ا‬
‫نظمة احلكم يف ا‬
‫تويل –نظرا ت يف أ‬
‫يدم‬
‫بد احلم‬
‫د‪.‬ع‬ ‫‪3‬‬

‫بق ‪ -‬ص ‪.24 6- 24 5‬‬


‫لسا‬
‫ثمان –املرجع ا‬
‫انحممدع‬
‫‪ –4‬د‪.‬حسنيعثم‬
‫‪5‬‬
‫– ‪- Udaun Narayan Shukla _ Federal executive with Special reference to India‬‬
‫‪Luckow University – 1965- p.296.‬‬

‫‪219‬‬
‫المعروض عليهما ‪،‬وإلزام المجلس الذي وجهلت إليله رسلالة ‪ ،‬إبلداء اللرأي‬
‫فيها وعلى وجه االستعجال ‪ 1،‬وبموجب المادة (‪ )1/117‬ملن الدسلتور ‪ ،‬ال‬
‫يمكن عرض ومناقشة أي مشروق قانون مالي أو تعديله إال بناء على توصية‬
‫الرئيس ‪ ،‬وخوله الدستور حق االعتلراض التلوقيفي عللى مشلاريع القلوانين‬
‫المحالة إليه لتصديقها وإصدارها باستيناء المالية منها‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫وقرن الدستور الهندي احتفال الوزراء بمناصلبهم بيقلة اللرئيس ‪،‬‬
‫وألزمهم ( الوزراء ) بأداء اليمين أمام الرئيس ‪،‬كملا أللزمهم بلإبال اللرئيس‬
‫‪3‬‬
‫بسياستهم وإن كان لهم صالحية إصدار القرار النهائي ‪.‬‬
‫وللرئيس تعيين نائب مؤقت لمجلس الشعب إذا كان النائلب األصللي‬
‫يمارس مهام رئيس المجلس ‪ 4،‬كما خصه الدستور بصلالحية تعيلين وعلزل‬
‫قضاة المحكمة العليا الدائميين والمؤقتين ‪ 5،‬وال يباشلر هلؤالء القضلاة مهلام‬
‫‪6‬‬
‫عملهم إال بعد أداء اليمين أمام رئيس الجمهورية ‪.‬‬
‫وفللي رأينللا أن دور رئلليس الدولللة ( مللل – رئلليس ) فللي النظللام‬
‫البرلماني يتباين من دولة ألخرى ‪ ،‬حيث تلعلب الظلروف الداخليلة للدوللة ‪،‬‬
‫والمبللادا التللي يللؤمن بهللا واضللعوا الدسللتور ‪ ،‬ونريقللة اختيللار الللرئيس ‪،‬‬
‫فعلال فللي تحديللد دور‬
‫وشللعبيته وعالقتلله مللع رئلليس الللوزراء ‪ ،‬تلعللب دورا ّ‬
‫الرئيس في إدارة شؤون البالد ‪.‬‬

‫نة ‪.19 4 9‬‬


‫اينلس‬
‫تور األمل‬
‫لدس‬
‫‪ –1‬م ( ‪) 2/8 6‬من ا‬
‫تور‪.‬‬
‫لدس‬
‫‪ -‬م (‪) 2/5 7‬من ا‬ ‫‪2‬‬

‫بق ‪ -‬ص ‪.9 3‬‬


‫ا‬‫لس‬
‫يوارت –املرجع ا‬
‫ت‬‫يلس‬
‫يش‬‫‪–3‬م‬
‫تور‪.‬‬
‫لدس‬
‫‪ –4‬م ( ‪) 1 /9 5‬من ا‬
‫تور‪.‬‬
‫لدس‬
‫‪ –5‬م ( ‪) 126 ،2/124‬من ا‬
‫تور‪.‬‬
‫لدس‬
‫‪ –6‬م ( ‪) 6 /124‬من ا‬

‫‪220‬‬
‫فكلما كانت الدولة أكير استقرارا ‪ ،‬كلما اتجه واضعوا الدسلتور إللى‬
‫توزيع الصالحيات بين الحكومة ( الوزارة ) والبرلملان وتحديلد دور رئليس‬
‫الدولة في أضيق نطاق ممكن ‪،‬إذ أن استقرار أوضاق الدوللة واحلد ملن أهلم‬
‫أسباب تحديد دور رئيس الدولة ‪ ،‬وجعله رمز أكير ملن كونله لوللب محلرد‬
‫لسياستها ‪،‬ب الف الحال لو كانت الدولة تمر بأزمة داخلية أو تهديلد خلارجي‬
‫‪ ،‬حيث إن هذا التهديد أو علدم االسلتقرار يسلتدعي تركيلز الصلالحيات بيلد‬
‫هيئة أو ش ص واحد ‪.‬‬
‫ومما الش فيه إن المبادا التي يؤمن بها واضعوا الدستور ‪ ،‬تلعلب‬
‫هي األخرى دور هام في رسم وتحديلد دور رئليس الدوللة فلي إدارة شلؤون‬
‫الدولة ‪ ،‬فكلما تمسل واضلعوا الدسلتور بمبلادا النظلام البرلملاني التقليلدي‬
‫( النموذج اإلنجليزي) كلما اتجهوا إلى تحديد صالحيات الرئيس فلي أضليق‬
‫نطللاق ‪ ،‬ب للالف الحللال لللو كللان أيمللانهم مقللرون بمراعللاة لللروف الدولللة‬
‫وأوضللاعها إذ أن ذللل مللن شللأنه تحديللد دور الللرئيس بمللا يللتالءم وتللل‬
‫الظروف ‪.‬‬
‫هذا إضافة إلى أن نريقة اختيلار اللرئيس لهلا دور ملؤثر فلي رسلم‬
‫دور الرئيس في إدارة دفلة الحكلم ‪ ،‬فحيلث يجلري اختيلار اللرئيس ملن قبلل‬
‫الشعب تتسع صلالحياته ويتمتلع بنلوق ملن االسلتقرار تجلاه سللطات الدوللة‬
‫األخرى ‪ ،‬وحيث يجري اختياره من قبل البرلملان أو ملن قبلل هيئلة خاصلة‬
‫تضيق صالحياته ‪ ،‬بل ويتبع أحيانا لذات الجهة التي اختارته ‪.‬‬
‫ونرى أن الصفات الش صية للرئيس وشلعبيته ونبيعلة عالقتله ملع‬
‫رئلليس الللوزراء لهللا دور ال يمكللن إغفاللله فللي تحديللد صللالحيات الللرئيس‬
‫الدستورية ‪ ،‬ولنا في الرئيس األلماني ( هيس) والهندي ( براساد) مياال على‬

‫‪221‬‬
‫ذل ‪ ،‬فقلد ملارس اللرئيس ( هليس) ملن الناحيلة العمليلة صلالحيات تفلوق‬
‫الصالحيات التي له ممارستها بموجب الدستور ‪ ،‬ووقلف وراء ذلل تاري له‬
‫السياسي واليقافي الحافل ‪ ،‬هذا التاريخ الذي دفع بعض أعضاء البرلمان إللى‬
‫المناداة بتعديل الدستور مع اقتراب نهاية واليته اليانيلة ‪ ،‬وبملا يسلم بتقللده‬
‫رئاسة الدولة لفترة ثالية ‪،‬فقد كان الشعب األلماني يرى في الرئيس ( هليس)‬
‫‪1‬‬
‫رمزا للبطولة وزعيما وننيا فذا‪.‬‬
‫وفي الهند ملارس اللرئيس ( راجنلدرا براسلاد) ‪ ،‬صلالحيات تفلوق‬
‫الصالحيات الواسعة التي نص عليها الدستور ‪ ،‬ولم يلعب الرئيس هذا الدور‬
‫إال بفعل التاريخ السياسي الحافل له ‪ 2،‬وعالقته الش صية مع رئيس الوزراء‬
‫( نهرو) إذ كان األخير ال يتردد في الرجوق إليه دائما وفي أي شأن ‪ ،‬بل أن‬
‫‪3‬‬
‫(نهرو ) كييرا ما كان يجتمع به ويحيطه علما بكل شيء ‪.‬‬
‫ثانيا – الوزارة ‪:‬‬
‫هي العنصر الياني في السلطة التنفيذية ‪ ،‬بل هي العنصر األهم فيهلا‬
‫‪ ،‬حيث تتولى الوزارة ممارسلة الصلالحيات التنفيذيلة ملن الناحيلة الفعليلة ‪،‬‬
‫وتسأل الوزارة سياسيا أمام المجلس النيابي بصورة جماعيلة ( تضلامنية) أو‬
‫فردية ‪ ،‬إذ أن المسؤولية تتناسب نرديا ملع السللطة ‪ ،‬فحيلث توجلد السللطة‬
‫توجد المسؤولية ‪ ،‬وحيث تنتفي السلطة تنتفي المسؤولية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Elmer Plichke – Contemporary Government of Germany Publish by‬‬
‫‪Haughton Mifflin company Boston – 1961-p.95.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Norman D. Plamer _- The Indian political system – Haughton Mifflin‬‬
‫‪Company – Boston – p.112.‬‬
‫لرتمجة –بريو ت –‬
‫نشر وا‬
‫ل‬‫اعة وا‬
‫ب‬‫نكلنيللط‬
‫ند ي –ترمجةحممدحقي –مؤسسةفر‬
‫تور اهل‬
‫لدس‬
‫ا د–ا‬
‫ندرابراس‬
‫‪ –3‬د‪ .‬راج‬
‫بع – ص ‪.65‬‬
‫نةط‬
‫يور ك – دونس‬
‫يو‬
‫ن‬

‫‪222‬‬
‫وفي النظام البرلماني ‪ ،‬تتألف الوزارة من رئيس الوزراء والوزراء‬
‫‪ ،‬حيث جرى العمل في هذا النظام على تعيلين زعليم األغلبيلة البرلمانيلة أو‬
‫مللن ترضللى عنلله األغلبيللة البرلمانيللة رئيسللا للللوزراء ‪،‬وبنللاء علللى اقتللراح‬
‫األخير ( رئيس الوزراء) يجري تعيين اللوزراء ‪ ،‬إذ لليس لللوزارة فلي هلذا‬
‫النظام أن تمارس عملها فلي للل هلذا النظلام إال إذا كانلت حلائزة عللى ثقلة‬
‫األغلبيلة البرلمانيلة ‪ ،‬ويبلدي البرلملان علادة رأيله فلي اللوزارة فلي الجلسلة‬
‫األولى التي يعقدها في أعقاب تشكيل الوزارة ‪.‬‬
‫ويبدو أن تشكيل وزارة حائزة على ثقلة البرلملان ‪ ،‬فلي اللدول التلي‬
‫تأخذ بنظام الينائية الحزبية أكير يسلرا ملن تشلكيل اللوزارة فلي اللدول التلي‬
‫تأخذ بنظام التعددية الحزبية ‪،‬إذ يجري في األولى تشكيل الوزارة ملن زعليم‬
‫وأعضاء الحزب الفائز باألغلبية البرلمانية ‪ ،‬وعلى سبيل الميال تعاقب عللى‬
‫تشكيل الوزارة فلي المملكلة المتحلدة ملن مطللع القلرن العشلرين حتلى اآلن‬
‫حزبي العمال والمحافظين ‪ ،‬ولم يذكر التلاريخ الدسلتوري البريطلاني خلالل‬
‫هذه الحقبة قيام أزمة سياسية بشأن تشكيل الحكومة ‪.‬‬
‫أما في الدول التي تأخذ بنظام التعددية الحزبية ‪،‬فإن تشكيل اللوزارة‬
‫أو اليقة بها غالبا ما تيير أزملة سياسلية بلين الحكوملة والبرلملان ‪،‬أو رئليس‬
‫الدولة والبرلمان ‪ ،‬فحصل أن رفض مجللس اللدوما الروسلي سلنة ‪، 1998‬‬
‫اقتراح اللرئيس( يلتسلن) تشلكيل وزارة بزعاملة ( تشلنرومردين) ‪ ،‬ونتيجلة‬
‫لذل هدد الرئيس ( يلتسن) مجلس الدوما (النواب) بالحلل إذا للم يملن اليقلة‬
‫لمرشحه لمنصب رئاسة الوزارة ‪ ،‬وبالمقابل هلدد مجللس اللدوما ( النلواب)‬
‫بتنحية الرئيس إذا قام بات اذ أي أجراء ضده ‪.‬‬

‫‪223‬‬
‫وفي الدول البرلمانية ‪ ،‬غالبا ما يتم تشكيل حكومات ائتالفية للرض‬
‫الحصلول علللى األغلبيللة البرلمانيلة ‪ ،‬وعللادة مللا تكلون هللذه األحللزاب غيللر‬
‫منسجمة وال يجمعها إال الرغبة في الحصول على األغلبية التلي تمكنهلا ملن‬
‫تشكيل الحكومة ‪،‬وما تفتلأ ريل ال الفلات تعصلف بهلذه اللوزارة بعلد فتلرة‬
‫قصيرة من تشكيلها ‪ ،‬ولنا في األزمات الوزارية في إيطاليا واليابلان وتركيلا‬
‫والهند وإسرائيل خير ميال على ذل ‪ ،‬ففي االنت ابات البرلمانية في إسرائيل‬
‫سنة ‪ ، 1999‬لم يحصل أي حزب على األغلبية البرلمانية التي تؤهله تشكيل‬
‫الوزارة ‪ ،‬مما أضطر زعيم حزب العمل ( يهوذا براد) إلى تشلكيل حكوملة‬
‫ائتالفية مع حزب شاس الديني وعدة أحزاب صليرة أخرى ‪ ،‬وتعلرض هلذا‬
‫االئتالف علدة ملرات ل طلر االنهيلار عللى هثلر تهديلد وزراء حلزب شلاس‬
‫باالنسحاب منه ما لم يحصل الحزب عللى م صصلات ماليلة إضلافية للدعم‬
‫مدارس الحزب الدينية ‪ ،‬وأخيرا انهار االئتالف في ‪ 2000/12/1‬على راثلر‬
‫التصويت بعدم اليقة بالحكومة االئتالفية التي كان يتزعمها براد ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫التعاون والرقابة بين السلطات‬
‫من خصائص النظام البرلماني ‪ ،‬أنه يقوم على التعاون والرقابة بين‬
‫السلطات على خالف النظام الرئاسي الذي يقلوم عللى الفصلل شلبه المطللق‬
‫بين السلطات ‪ ،‬وسنبحث أوال في وسلائل التعلاون بلين السللطتين التشلريعية‬
‫والتنفيذية ‪ ،‬ثم نعّرج على وسائل رقابة البرلمان على الحكومة ‪.‬‬

‫‪224‬‬
‫أوال‪-‬أوجه التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية ‪-:‬‬
‫يشترد البرلمان مع الحكومة في ممارسة بعض االختصاصات التي‬
‫تعد من صميم اختصاصات الحكومة ‪ ،‬وبالمقابل تشترد الحكومة مع‬
‫البرلمان في ممارسة بعض اختصاصاته وعلى الوجه التالي‪:‬‬
‫‪ -1‬اشتراك البرلمان مع الحكومة في بعض اختصاصاتها ‪-:‬‬
‫أ‪-‬اختيار رئيس الدولة ‪ -:‬ت ول بعض الدساتير البرلمانية ‪ ،‬البرلمان‬
‫صالحية اختيار رئيس الدولة‪ ،‬ومن بين هذه الدساتير الدستور التركي‬
‫والهندي الذي خول األعضاء المنت بين في البرلمان االتحادي واألعضاء‬
‫المنت بين في المجالس التشريعية ‪ ،‬صالحية اختيار الرئيس ‪ .1‬على ذل‬
‫استبعد الدستور الهندي العناصر المعينة في البرلمان االتحادي والمجالس‬
‫التشريعية للواليات من عملية االقتراق ضمانا لنزاهة االنت ابات ‪ ،‬إذ قد‬
‫يدلي األعضاء المعينين في البرلمان االتحادي بأصواتهم للرئيس رغبة في‬
‫إعادة تعيينهم في البرلمان لدورة أخرى ‪.‬‬
‫وفي األردن إذا توفى أخر مل بدون وارث ‪..............‬يرجع المل‬
‫إلى من ي تاره مجلس األمة من ساللة مؤسس النهضة العربية الكبرى‬
‫‪2‬‬
‫الملفور له المل حسين بن علي ‪.‬‬
‫ب‪-‬اختيار رئيس الوزراء ‪-:‬‬
‫تمن بعض الدساتير البرلمانية ‪ ،‬البرلمان صالحية اختيار رئيس‬
‫الوزراء ومن بين هذه الدساتير ‪ ،‬الدستور األلماني ‪ ،‬الذي خول مجلس‬

‫ند ي‪.‬‬
‫تور اهل‬
‫لدس‬
‫‪ –1‬م ( ‪/5 4‬أ‪ ،‬ب )من ا‬
‫تور األردين‪.‬‬
‫لدس‬
‫‪ –2‬م ( ‪ /28‬د ) من ا‬

‫‪225‬‬
‫النواب ( البندستاج) صالحية اختيار المستشار االتحادي وسحب اليقة منه‬
‫بأكيرية األصوات ‪ ،‬على أن ي تار خلفا له ‪ ،‬ويطلب إلى رئيس الجمهورية‬
‫عزله من منصبه ‪ ،‬وفي هذه الحالة يلتزم الرئيس باالستجابة لهذا الطلب‬
‫‪3‬‬
‫وتعيين من وقع عليه االختيار ‪.‬‬

‫جـ‪-‬ممارسة مهام رئيس الدولة بصفة مؤقتة ‪-:‬‬

‫قد يعجز الرئيس عن ممارسة مهلام عملله بصلفة مؤقتلة أو دائملة ‪،‬‬
‫وفي هذه الحالة تنيط بعض الدسلاتير البرلمانيلة صلالحية اللرئيس ‪ ،‬للرئيس‬
‫البرلمان ‪ ،‬وملن بلين هلذه الدسلاتير الدسلتور الهنلدي واأللملاني ‪ ،‬فبموجلب‬
‫الدستور األلماني ‪ ،‬يمارس رئليس مجللس الواليلات صلالحيات اللرئيس إذا‬
‫عجز األخير عن ممارسة مهام عمله بشكل مؤقلت أو دائلم ‪ 4.‬إال أن رئليس‬
‫مجلس الواليات ال يكون رئيسا للدولة إال بصفة مؤقتة لحين انت اب الرئيس‬
‫الجديد ‪.‬‬
‫أما في الهند فيعتبر رئيس مجلس الواليات حكما نائبا لرئيس الدوللة‬
‫‪ ،‬وتمكينللا لهللذا النائللب مللن القيللام ‪ 1‬بمهللام الللرئيس ‪ ،‬خوللله الدسللتور كافللة‬
‫الصلللالحيات الم وللللة للللرئيس الجمهوريلللة ‪،‬وأحانللله بلللذات الحصلللانات‬
‫‪2‬‬
‫واالمتيازات التي يتمتع بها الرئيس الدائم ‪.‬‬

‫اين‪.‬‬
‫تور األمل‬
‫لدس‬
‫‪ –3‬م (‪) 1 /67‬من ا‬
‫اين‪.‬‬
‫تور األمل‬
‫لدس‬
‫‪ -‬م (‪) 5 7‬من ا‬ ‫‪4‬‬

‫ند ي‪.‬‬
‫تور اهل‬
‫لدس‬
‫‪ –1‬م ( ‪) 64‬من ا‬
‫ند ي‪.‬‬
‫تور اهل‬
‫لدس‬
‫‪ –2‬م ( ‪) 3 /65‬من ا‬

‫‪226‬‬
‫د‪ -‬المصادقة على المعاهدات التي يعقدها الرئيس ‪-:‬‬
‫ت ول الدساتير عادة رئيس الدولة ( ملل – رئليس ) صلالحية عقلد‬
‫المعاهدات ‪،‬إال أن بعض منها تعلق صالحية المصادقة على المعاهدات على‬
‫موافقة البرلمان ‪،‬وملن بلين هلذه الدسلاتير القلانون األساسلي العراقلي لسلنة‬
‫ّ‬
‫عللق صلالحية الملل بالمصلادقة عللى المعاهلدات الدوليلة ‪،‬‬ ‫‪ ، 1925‬الذي‬
‫على موافقة مجلس األمة ‪ 3،‬وذهب بذات االتجاه الدستور الفرنسي واأللماني‬
‫فقد اشترن الدستور األلماني لنفاذ المعاهلدة التلي يعقلدها اللرئيس االتحلادي‬
‫‪4‬‬
‫اقترانها بموافقة مجلس النواب ‪.‬‬
‫وفي فرنسا لرئيس الجمهورية صلالحية عقلد المعاهلدات واالتفاقيلات‬
‫الدولية والمصادقة عليها بشرن الحصول على موافقة البرلمان ‪.5‬‬
‫هـ‪ -‬أداء رئيس الدولة اليمين أمام البرلمان ‪-:‬‬
‫تلللزم كافللة الدسللاتير الللرئيس وأعضللاء الحكومللة والبرلمللان ‪ ،‬أداء‬
‫اليمين قبل مباشرتهم مهلام عملهلم ‪ ،‬وتوجلب بعلض الدسلاتير أداء اللرئيس‬
‫اليمين أمام البرلمان ‪ ،‬ومن بين هذه الدساتير الدسلتور األردنلي النافلذ ‪ ،‬فقلد‬
‫نصت المادة (‪ )29‬منه على أنه ( يقسم المل أثر تبوئه العرش أملام مجللس‬
‫األمة الذي يلتئم برئاسة رئيس مجلس األعيان أن يحافظ عللى الدسلتور وأن‬
‫ي لص لألمة)‪.‬‬
‫و‪ -‬إقرار الموازنة العامة والحسابات الختامية ‪-:‬‬
‫توجب الدساتير قبل العمل بالموازنة العامة التي يجري إعدادها ملن‬
‫قبل الحكومة ‪ ،‬اقترانها بمصادقة البرلمان ‪ ،‬كما يملارس البرلملان صلالحية‬

‫نة ‪.19 25‬‬


‫لعراقيلس‬
‫نون األساسي ا‬
‫ا‬‫لق‬
‫‪ –3‬م ( ‪) 4 /26‬من ا‬
‫اين‪.‬‬
‫تور األمل‬
‫لدس‬
‫‪ –4‬م ( ‪) 2/5 9‬من ا‬
‫نسيلسنة ‪.19 5 8‬‬
‫لفر‬
‫تور ا‬
‫لدس‬
‫‪ –5‬م (‪) 5 2‬من ا‬

‫‪227‬‬
‫المصادقة على الحسابات ال تامية عند انتهاء السنة المالية ‪ ،‬واللاية من هلذه‬
‫‪6‬‬
‫المصادقة ‪ ،‬التحقق من مدى التزام الحكومة ببنود الموازنة‪.‬‬
‫وبموجب الدستور األردني ‪ ،‬يتم تقديم مشروق الموازنة العاملة إللى‬
‫مجلس األمة قبل ابتداء السنة المالية بشهر واحد على األقل للنظلر فيله وفلق‬
‫أحكام الدستور ‪ 7.‬ويجري االقتراق على الموازنلة العاملة فصلال فصلال وال‬
‫يجوز نقل أي مبلغ من قسم النفقات في الموازنة العاملة ملن فصلل ألخلر إال‬
‫بقانون ‪.‬‬
‫وتحسبا لإلهمال الذي قد يقلع ملن البرلملان عنلد فحصله الحسلابات‬
‫ال تامية للحكومة لسعة المهام التي ي لتص بهلا ملن ناحيلة ‪ ،‬أو لعلدم تلوافر‬
‫ال برة واالختصاص الماليين ألعضائه من ناحية أخرى ‪ ،‬فقد أوكلت غالبيلة‬
‫الدساتير هذه المهمة إلى دوائر مالية مت صصة ‪ 1.‬ومن بين هلذه الدسلاتير ‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫الدستور األردني ‪ ،‬حيث أوكل هذه المهمة إلى ديوان المحاسبة ‪.‬‬
‫‪-2‬اشتراك الحكومة مع البرلمان في بعض اختصاصاته ‪-:‬‬
‫أ‪-‬اقتراح القوانين ‪ -:‬تمن بعض الدساتير البرلمانية ‪ ،‬الحكوملة إللى جانلب‬
‫البرلمان ‪ ،‬حق اقتراح القلوانين ‪ ،‬وملن بلين هلذه الدسلاتير الدسلتور الهنلدي‬
‫واأللماني ‪ ،‬بل أن بعض الدساتير خولت الحكومة دون البرلملان ‪ ،‬صلالحية‬
‫اقتراح القوانين ‪ ،‬ومن بينهلا القلانون األساسلي العراقلي لسلنة ‪ 1925‬اللذي‬
‫خول الحكومة دون البرلمان صالحية اقتراح القوانين المالية‪.‬‬

‫لعريب –مصر – ط ‪- 19 5 1 - 3‬‬


‫لفكر ا‬
‫تور ي – دار ا‬
‫لدس‬
‫نون ا‬
‫ا‬‫لق‬
‫او ي –موجز ا‬
‫لطم‬
‫ان ا‬
‫يم‬‫يل ود‪.‬سل‬
‫انخل‬
‫ثم‬‫‪ –6‬د‪.‬ع‬
‫ص ‪.4 4 5‬‬
‫تور األردين‪.‬‬
‫لدس‬
‫‪ –7‬م (‪) 1 /112‬من ا‬
‫نون‬
‫ا‬‫لق‬
‫ية ا‬
‫تري –كل‬
‫اجس‬
‫لةم‬
‫ا‬‫نة – رس‬
‫ار‬
‫ية واملوحدة – دراسةمق‬
‫اد‬‫لدو ل االحت‬
‫ا م اجمللسني يف ا‬
‫لشكر ي –نظ‬
‫‪–1‬علييوسف ا‬
‫امعةبغدا د ‪ - 19 9 4 -‬ص ‪.5 9‬‬
‫–ج‬
‫نة ‪.19 5 2‬‬
‫تور األردينلس‬
‫لدس‬
‫‪ –2‬م ( ‪) 119‬من ا‬

‫‪228‬‬
‫ب‪-‬افتتــاح جلســات البرلمــان ‪ -:‬تنلليط بعللض الدسللاتير البرلمانيللة بالملل ‪،‬‬
‫صالحية افتتاح جلسات البرلمان ‪ ،‬وإلقلاء خطلاب العلرش ‪ ،‬وملن بلين هلذه‬
‫الدساتير ‪ ،‬الدستور البريطاني والدستور األردني ‪ ،‬حيث نصت المادة (‪)79‬‬
‫منه على أنه ( يفتت المل الدورة العادية لمجلس األمة بإلقاء خطاب العلرش‬
‫في المجلسين مجتمعين ‪،‬وله أن ينيب رئيس الوزراء أو أحلد اللوزراء ليقلوم‬
‫بمراسم االفتتاح وإلقاء خطاب العرش ‪ ،‬ويقلدم كلل ملن المجلسلين عريضلة‬
‫يضمنه جوابه عنها )‪.‬‬
‫جـ ‪ -‬دعوة البرلمان لعقد جلسـة اسـتثنائية ‪ -:‬قلد تطلرأ عللى الدوللة أثنلاء‬
‫عطلة البرلمان لروف اسلتينائية ‪ ،‬تلدعوها إللى ات لاذ إجلراءات سلريعة ال‬
‫تحتمل التأخير ‪ ،‬وتدخل هذه اإلجراءات ضمن اختصاص البرلمان ‪ ،‬من هنا‬
‫ت ول غالبيلة الدسلاتير رئليس الدوللة صلالحية دعلوة البرلملان لعقلد جلسلة‬
‫اسللتينائية لدراسللة ومناقشللة الظللروف المسللتجدة وات للاذ القللرارات الالزمللة‬
‫بشأنها ‪ ،‬ومن الدسلاتير البرلمانيلة التلي خوللت اللرئيس ( ملل ‪ -‬رئيس)هلذه‬
‫الصالحية ‪ ،‬الدستور األردني ‪ ،‬حيلث نصلت الملادة (‪ )1/82‬منله عللى أنله‬
‫( للملل أن يللدعو عنللد الضللرورة مجلللس األمللة إلللى االجتمللاق فللي دورات‬
‫استينائية ولمدة غير محددة لكل دوره من أجل إقلرار أملور معينلة تبلين فلي‬
‫اإلرادة الملكية عند صدور الدعوة وتفض الدورة االستينائية بإرادة ) ‪.‬‬
‫ثانيا‪-‬وسائل رقابة البرلمان على الحكومة‪-:‬‬
‫يقوم النظام البرلماني على التعاون والرقابة بين الحكومة والبرلمان‬
‫‪ ،‬وفي هذا النظام يكون اللوزراء مسلئولين أملام البرلملان ‪ ،‬وعللى اللوزارة‬
‫االستقالة إذا فقدت ثقة البرلمان ‪ ،‬وفي مقابل هذه السلطة الممنوحلة للبرلملان‬

‫‪229‬‬
‫ولكي ال يكون البرلمان هو المهيمن ‪،‬وإلعادة التوازن بين السلطات ‪ ،‬منحت‬
‫الحكومة الحق في نلب حل البرلمان وإجراء انت ابات جديدة ‪.‬‬
‫وتتعللدد وسللائل رقابللة البرلمللان علللى الحكومللة وعلللى التفصلليل‬
‫التالي ‪-:‬‬
‫‪-1‬حق السؤال ‪ -:‬السؤال نلب يتقدم به البرلمان إللى الحكوملة أو بعلض‬
‫أعضائها ‪،‬لالستيضاح عن مسألة معينة يسودها اللموض أو عدم الوضلوح‬
‫‪ ،‬وال يحمل السؤال في نياته االتهام بالتقصير أو اإلهمال ‪.‬‬
‫وتقسّم بعض الدساتير السؤال البرلماني إلى عدة أنواق ‪ ،‬ومن بلين هلذه‬
‫الدسللاتير الدسللتور الفرنسللي النافللذ لسللنة ‪ ، 1958‬الللذي قسللم السللؤال‪ ،‬إلللى‬
‫نوعين ‪ ،‬هما ‪ ،‬السؤال الشفوي والسؤال التحريري ‪ ،‬وقسم السلؤال الشلفوي‬
‫بدوره إلى نوعين أيضا ‪ ،‬منهلا ملا يلدور بشلأنه مناقشلات ‪ ،‬ومنهلا ملا لليس‬
‫‪1‬‬
‫كذل ‪.‬‬
‫أ‪ -‬األسئلة المكتوبة ‪:‬‬
‫وهي نلب معلومات يتقدم بهلا أحلد أعضلاء المجلسلين ( الجمعيلة‬
‫الوننية‪ -‬مجلس الشيوخ) إلى أحلد أعضلاء الحكوملة ‪ ،‬ويجلري اللرد عليهلا‬
‫خالل مدة شهر من تاريخ تقديمها ‪ 1 .‬وينشر سؤال البرلمان وجواب الحكومة‬

‫في الجريدة الرسمية ‪ ،‬وللوزير الذي ال يستطيع اإلجابة عللى السلؤال خلالل‬
‫فتللرة الشللهر ‪ ،‬نلللب مهلللة إضللافية ال تتجللاوز الشللهر‪ 2.‬وإذا انتهللت المللدة‬

‫بق ‪ -‬ص ‪.20 5 - 20 4‬‬


‫ا‬‫لس‬
‫يب –املرجع ا‬
‫تح هللا اخلط‬
‫‪ –1‬د‪.‬حممدف‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.3 12‬‬
‫لغزا ل ‪-‬املرجعسا‬ ‫‪ - 1‬د‪ .‬إمس‬
‫اعيل ا‬
‫بد احلسنسعد ‪-‬‬
‫يقحدا د وع‬
‫ية –ترمجةعليمقلد وشف‬
‫اس‬‫لسي‬
‫تور ي واملؤسسا ت ا‬
‫لدس‬
‫نون ا‬
‫ا‬‫لق‬
‫يو ‪ -‬ا‬
‫يههور‬ ‫‪- 2‬ا‬
‫ندر‬
‫يع ‪-‬بريو ت ‪ -‬ص ‪.4 5 1‬‬
‫لتوز‬
‫يةللنشر وا‬
‫ج‪ - 2‬األهل‬

‫‪230‬‬
‫اإلضللافية دون أن يحصللل النائللب علللى جللواب الللوزير ‪ ،‬يسللتدعي رئلليس‬
‫المجلس ( الجمعية الوننيلة‪ -‬مجللس الشليوخ) اللوزير المسلئول ألخلذ رأيله‬
‫بشأن تحويل السؤال المكتوب إللى سلؤال شلفوي ‪ ،‬وإذا رفلض اللوزير هلذا‬
‫االقتراح يمن هخر فرصة لإلجابة عن السؤال المكتلوب عللى أن ال تتجلاوز‬
‫‪1‬‬
‫هذه المدة شهر‪.‬‬

‫ومن المالحظ أن المدة التي منحها الدستور للوزير لإلجابة على‬


‫السؤال المكتوب هي مدة نويلة وقد يت ذها الوزير وسيلة للممانلة ‪ ،‬وكان‬
‫حريا بالدستور تحديد مدة أقصر ‪ ،‬يتوجب على الوزير الرد خاللها ‪ ،‬كتحديد‬
‫هذه المدة بأسبوق وللوزير نلب مدة إضافية للرد على السؤال إذا لم يستطع‬
‫الرد خالل المدة األصلية ‪ ،‬على أن ال تتجاوز المدة اإلضافية أسبوق أيضا‪.‬‬
‫ب‪ -‬السؤال الشفوي غير المقرون بمناقشة ‪:‬‬
‫ينحصر هذا النوق من السؤال بين النائب السائل واللوزير المسلئول‬
‫‪ ،‬على أن يطلرح هلذا السلؤال بصلورة شلفوية وتلتم اإلجابلة عليله بصلورة‬
‫شفوية أيضا ‪ ،‬وللنائب السائل إذا لم يقتنع بإجابة الوزير ‪ ،‬التعقيب على هذه‬
‫اإلجابة ‪ ،2‬على أن ال يتجاوز التعقيب خمس دقائق ‪.3‬‬

‫جـ ‪-‬السؤال الشفوي المقرون بالمناقشة ‪:‬‬


‫يجري نرح هذا السؤال واإلجابة عليه بصورة شفوية ‪ ،‬وإذا لم تكلن‬
‫إجابة الوزير مقنعة ‪ ،‬للنائب السائل ولليره ملن النلواب مناقشلة اللوزير فلي‬
‫أجباته ‪ .‬على أن ال يتجاوز عدد النواب الذي يشتركون في المناقشة ثلث عدد‬

‫بق ‪ -‬ص ‪.3 12‬‬


‫ا‬‫لغزا ل ‪-‬املرجعس‬
‫يل ا‬
‫اع‬‫‪ - 1‬د‪ .‬إمس‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.4 5 2‬‬
‫يو ‪-‬املرجعسا‬
‫يههور‬ ‫‪- 2‬ا‬
‫ندر‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.20 4‬‬
‫ا‬‫يب ‪-‬املرجعس‬ ‫‪ - 3‬د‪.‬حممدف‬
‫تح هللا اخلط‬

‫‪231‬‬
‫األعضاء ‪ ،1‬وعلى األعضلاء اللراغبين فلي االشلتراد فلي المناقشلة تلدوين‬
‫أسمائهم لهذا اللرض ‪ 2.‬ويتبع المناقشة تصويت على السؤال ‪.3‬‬
‫‪-2‬االستيضاح ‪ -:‬االستيضاح ‪ ،‬حق مستقل عن السؤال واالستجواب ‪ ،‬وهو‬
‫مرحلة وسط بين الحقين ( السؤال – االستجواب ) ‪ ،‬فإذا لم يكتف النائب‬
‫‪4‬‬
‫بجواب الوزير على السؤال‪ ،‬له أن يطلب االستيضاح ‪.‬‬
‫والواقع إن حق االستيضاح حق أكير خطلرا ملن حلق السلؤال ‪ ،‬إذ‬
‫يحمل في معناه الش والريبة بإجابة الحكومة على السؤال الذي وجه إليهلا‬
‫‪ ،‬أو الشلل بشللأن معالجللة الحكومللة لمسللألة معينللة ‪ ،‬هللذا إضللافة إلللى أن‬
‫االستيضاح قد ينتهي إلى مسألة الحكومة ومحاسبتها وربما حجب اليقة عنهلا‬
‫بفعل استجوابها ‪.‬‬
‫ونظرا ل طورة هذا الحق فقد اشترنت بعض الدساتير التلي أخلذت‬
‫به ‪ ،‬تقديمه ملن قبلل علدد معلين ملن النلواب ‪ ،‬وموافقلة المجللس ‪،‬ملع ملن‬
‫الحكومة أو الوزير الذي وجه إليه االستيضاح فرصة ألعداد أجابته ‪.‬‬
‫‪-3‬االستجواب ‪ -:‬يعد االستجواب السالح األكيلر خطلرا بيلد البرلملان فلي‬
‫مواجهللة الحكومللة ‪ ،‬إذ يحمللل االسللتجواب فللي نيللا تلله االتهللام باإلهمللال‬
‫والتقصير وكييرا ملا ينتهلي االسلتجواب إللى حجلب اليقلة علن الحكوملة أو‬
‫الوزير المستجوب ‪.‬‬
‫من هنا تشترن الدساتير التي نصت عليه توافر عدة شرون لتقديمه‬
‫ومن بين هذه الشرون ‪-:‬‬

‫بق ‪ -‬ص ‪.4 5 2‬‬


‫ا‬‫لس‬
‫يو –املر ج ا‬
‫يههور‬
‫ندر‬
‫‪ –1‬ا‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.20 5 - 20 4‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫يب –املرجع ا‬
‫تح هللا اخلط‬
‫‪ –2‬د‪.‬حممدف‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.3 77‬‬‫لسا‬‫ّب ط –املرجع ا‬
‫– د‪ .‬ادمون را‬
‫‪3‬‬

‫ية – ‪ – 19 73‬ص ‪.61‬‬


‫ندر‬
‫ية – اإلسك‬
‫با ب اجلامع‬
‫لش‬‫تور ي –مؤسسة ا‬
‫لدس‬
‫نون ا‬
‫ا‬‫لق‬‫اجد راغب احللو – ا‬‫‪ –4‬د‪.‬م‬

‫‪232‬‬
‫أ – عدم جواز تقديم االستيضاح إال بعلد تقلديم السلؤال وعلدم اكتفلاء النائلب‬
‫السائل أو البرلمان برد الوزير المسئول أو الحكومة ‪.‬‬
‫ب‪-‬اشتران تقديمه من قبل عدد معين ملن النلواب ‪ ،‬وعلدم االكتفلاء بتقديمله‬
‫من قبل نائب واحد ‪ ،‬ألن االستجواب قد يت ذ وسيلة للكيد للوزير المستجوب‬
‫أو الحكومة بقصد النيل منه أو لعرقلة أعماله ‪.‬‬
‫جل‪ -‬عدم مناقشة الحكومة أو الوزير المستجوب إال بعد مضي مدة معينة ملن‬
‫تاريخ توجيه االستجواب ‪ ،‬لكي يهيأ ملن وجله إليله االسلتجواب نفسله لللرد‬
‫‪،‬ألنه قد ال يكون مهيأ للرد بصورة مباشرة ‪ ،‬هذا إضلافة إللى أن اللرد عللى‬
‫االستجواب قد يحتاج إلى تهيأت وثائق معينة أو مراجعتها وهو ملا يحصلل‬
‫غالبا ‪.‬‬
‫‪ -4‬إجراء التحقيق ‪ -:‬خولت بعض الدساتير البرلمان صالحية التحقيق ملع‬
‫الحكومة أو الوزير عند عدم االكتفاء باإليضاحات المقدمة من قبل الحكوملة‬
‫أو الوزير في حالة السؤال واالستيضاح واالستجواب ‪ ،‬أو إذا كان البرلمان‬
‫راغبا في الوقوف على المزيد من التفاصليل بشلأن موضلوق معلين ‪ ،‬وملن‬
‫الدساتير التي أخذت بهذا الحق الدستور المصلري لسلنة ‪ ، 19231‬ودسلتور‬
‫سنة‪.1930‬‬

‫نة ‪.19 23‬‬


‫تور املصر يلس‬
‫لدس‬
‫‪ –1‬م ( ‪) 10 8‬من ا‬

‫‪233‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫السلطات في النظام البرلماني‬
‫سوف نبحث في هذا المطلب السلطات العامة في النظام البرلماني ‪،‬‬
‫مت ذين من الدستور األلماني النافذ لسنة ‪ 1949‬أنموذجا للبحث حيث‬
‫يتمس الدستور األلماني النافذ بالتقاليد البرلمانية إلى درجة كبيرة ‪.‬‬

‫الفرع األول‬
‫السلطة التنفيذية‬
‫كما ذكرنا سابق أن السلطة التنفيذية في النظام البرلماني تتلألف ملن‬
‫الرئيس والوزارة ( رئيس الوزراء – الوزراء) ‪.‬‬

‫أوال‪ -‬رئيس الدولة ‪-:‬‬


‫‪ -1‬الشروط الواجب توافرها في رئيس الدولة ‪-:‬‬

‫المالحظ إن الدستور األلماني لم يتشدد في الشرون الواجب توافرها‬


‫في رئيس الدولة ‪،‬إذ اكتفى أن يكون المرشل بالللا ملن العملر أربعلين سلنة‬
‫‪،‬وأن يكلللون متمتعلللا بحلللق التصلللويت فلللي انت ابلللات مجللللس النلللواب‬
‫)‪ 1، ( Bundstag‬وبالرجوق إلى نص المادة (‪ )2/38‬من القانون األساسي‬
‫األلماني ‪ ،‬وجدنا أنها لم تشترن في الناخب إال أن يكون باللا من العمر واحد‬
‫وعشرين عاما ‪.‬‬
‫ويبدو أن الدستور لم يتضمن إال األحكام الرئيسية المنظمة النت لاب‬
‫‪2‬‬
‫رئيس الدولة ‪،‬أما األحكام التفصيلية فترد تنظيمها لقانون اتحادي خلاص ‪،‬‬

‫اين‪.‬‬
‫تور األمل‬
‫لدس‬
‫‪ –1‬م ( ‪) 1 /5 4‬من ا‬
‫اين‪.‬‬
‫تور األمل‬
‫لدس‬
‫‪ –2‬م ( ‪) 7/5 4‬من ا‬

‫‪234‬‬
‫وأورد هذا القلانون ثلالث شلرون أوجلب توافرهلا فلي المرشل إضلافة لملا‬
‫اشترنه الدستور ‪ ،‬وهذه الشرون هي ‪-:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون المرش مقيملا فلي ألمانيلا إقاملة مسلتمرة ملدة ال تقلل علن‬
‫خمس سنوات ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن ال يكون ممن حكم عليله بجريملة م للة باليقلة العاملة أو جريملة‬
‫ماسة بأمن الدولة واستقاللها وأن أخلى سبيله ‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ال يكون مهزوزا عقليلا ‪ ،‬ولكلي ال يسلاء اسلت دام هلذا الشلرن ‪،‬‬
‫اشترن القانون إثبات حالة الضعف العقلي بقرار قضائي ‪.‬‬
‫والجللدير بالللذكر أن الدسللتور لللم يشللترن فللي المرشلل لمنصللب‬
‫الرئاسة أن يكون منتميا إلى أحد األحزاب السياسية ‪ ،‬إال أن الواقع يشلر إللى‬
‫أن شرن االنتماء الحزبي أمر ال غنى عنه للفوز في انت ابات الرئاسة ‪ ،‬ألن‬
‫الدستور ي ول المجلس االتحادي صالحية انت اب الرئيس ‪ ،‬ومما الش فيه‬
‫إن الحزب السياسي الذي يشكل األغلبيلة فلي المجللس االتحلادي سيصلوت‬
‫‪3‬‬
‫لمرشحه ال لمرش األقلية أو للمرش المستقل‪.‬‬
‫‪ – 2‬كيفية اختيار الرئيس‪- :‬‬
‫أوكل الدستور األلملاني النافلذ للمجللس االتحلادي صلالحية اختيلار‬
‫الرئيس دون مناقشة ‪ 4،‬أي أن الدستور جعل انت اب الرئيس سريا ‪.‬‬
‫والجدير بالذكر أن المجلس االتحلادي ‪ ،‬ال يميلل البرلملان ‪ ،‬بلل هلو‬
‫هيئة مؤلفة من أعضاء مجلس النواب ( البندستاج) )‪ (Bundstag‬ومن عدد‬

‫‪3‬‬
‫‪– Almer Plichke – op.cit.p.105-106.‬‬
‫اين‪.‬‬
‫تور األمل‬
‫لدس‬
‫‪ –4‬م ( ‪) 1 /5 4‬من ا‬

‫‪235‬‬
‫مساو لهم يتم انت ابهم وفقا لمبلدأ التمييلل النسلبي بواسلطة المجلالس النيابيلة‬
‫‪5‬‬
‫للواليات ‪.‬‬
‫ولكللي يمللارس المجلللس االتحللادي صللالحيته االنت ابيللة ‪ ،‬يجتمللع‬
‫أعضاؤه سوية كمجموعلة واحلدة ‪ ،‬وينعقلد المجللس برئاسلة رئليس مجللس‬
‫النلللواب ‪ 1،‬ويجلللري اختيلللار اللللرئيس بطريلللق التمييلللل النسلللبي ‪ ،‬ويفلللوز‬
‫باالنت ابات المرش الذي يحصل على األغلبيلة المطلقلة فلي اللدور األول ‪،‬‬
‫وإذا لم يحصل أي مرش على هذه األغلبية في الدور األول تعاد االنت ابلات‬
‫مرة ثانية وفي الموعد الذي يحدده المجلس االتحادي ‪ ،‬وفي هذا الدور أيضا‬
‫لكي يفوز المرش البد من حصوله على األغلبية المطلقة ‪ ،‬وإذا لم يظفر أحد‬
‫المرشحين بهذه األغلبية ‪ ،‬يفوز المرش الذي يحصل على األكيرية البسيطة‬
‫في الجولة اليالية ‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬مدة والية الرئيس وإعادة انتخابه ‪-:‬‬
‫بموجب المادة (‪ )2/54‬من الدستور األلماني ‪ ،‬ينت ب الرئيس لملدة‬
‫خمس سنوات ‪ ،‬ويجوز أعادت انت ابه مباشرة مرة واحدة فقلط‪ ،‬وهلذا يعنلي‬
‫أن الرئيس يمكن انت ابه أكير من مرتين بشرن أن تفصل الوالية اليالية علن‬
‫اليانية بواليلة رئليس هخلر ‪ ،‬ويبلدو أن انت لاب اللرئيس لواليلة ثاليلة تعقلب‬
‫الواليتين األوليتين المفصولتين بوالية رئيس هخر ‪ ،‬ال وجود لهلا فلي الواقلع‬
‫العملي ‪ ،‬فلم يحدثنا التاريخ الدستوري األلماني منذ العمل بالدستور االتحادي‬
‫حتى اآلن عن حالة انت ب فيها الرئيس ليالث واليات غير متصلة ‪.‬‬

‫اين‪.‬‬
‫تور األمل‬
‫لدس‬
‫‪ –5‬م ( ‪) 3 /5 4‬من ا‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.173‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫يوارت –املرجع ا‬
‫ت‬‫يلس‬
‫يش‬‫‪–1‬م‬

‫‪236‬‬
‫ويجتمع المجلس االتحادي المكلف بانت اب الرئيس قبل انتهاء والية‬
‫رئيس الجمهورية بيالثين يوما على األكير ‪ ،‬وفي حالة انتهاء والية اللرئيس‬
‫قبل موعدها بسلبب االسلتقالة أو العلزل أو الوفلاة ‪ ...........‬يجتملع المجللس‬
‫خالل ثالثلين يوملا عللى األكيلر ملن تلاريخ هلذا االنتهلاء النت لاب رئليس‬
‫جديد ‪.2‬‬
‫ويتللولى رئلليس مجلللس الواليللات )‪ (Bundeserat‬مهللام رئلليس‬
‫الجمهورية خالل فترة شلور منصب الرئيس ‪ 3،‬ونرى أن واضعي الدستور‬
‫األلماني كانوا قد وجدوا في رئيس مجلس الواليات هو ال يار األفضل لتولي‬
‫مهام رئيس الدولة مؤقتا ‪ ،‬إذ أن الدستور لم ينص على منصب نائب الرئيس‬
‫لكللي يحللل محللل الللرئيس ‪،‬كمللا اسللند الدسللتور لللرئيس مجلللس النللواب‬
‫( البندستاج) مهمة رئاسة المجلس الذي ينت ب الرئيس ‪ ،‬ومن غيلر المقبلول‬
‫إسناد مهام رئليس الدوللة ورئاسلة المجللس المكللف بانت لاب رئليس الدوللة‬
‫لذات الش ص ‪ ،‬من هنا يكلون رئليس مجللس الواليلات)‪( Bundesrat‬هلو‬
‫أفضل من يتولى مهام رئيس الدولة بصفة مؤقتة ‪.‬‬
‫والجدير بالذكر أن الرئيس الجديد المنت لب بلدال ملن اللرئيس اللذي‬
‫انتهت واليته لسبب نارا ‪ ،‬ينت ب لمدة خملس سلنوات كامللة ولليس للملدة‬
‫المتبقية من فترة الرئيس السابق ‪ .‬ومنلذ العملل بالدسلتوري االتحلادي النافلذ‬
‫حتى اآلن لم تنته والية أي رئيس لسبب نارا ‪.‬‬

‫اين ‪.‬‬
‫تور األمل‬
‫لدس‬
‫‪ –2‬م ( ‪) 2/5 4‬من ا‬
‫اين‪.‬‬
‫تور األمل‬
‫لدس‬
‫‪ –3‬م (‪) 5 7‬من ا‬

‫‪237‬‬
‫رابعا‪ -‬انتهاء والية الرئيس ‪-:‬‬
‫تنتهي والية الرئيس أما نهاية نبيعية أو لسبب نارا ‪ ،‬وأشار‬
‫الدستور األلماني إلى حالة واحدة تنتهي فيها والية الرئيس قبل انتهاء المدة ‪،‬‬
‫وهي حالة عزله من قبل المحكمة الدستورية االتحادية بسبب م الفته العمدية‬
‫للدستور أو ألي قانون اتحادي هخر ‪ 1،‬ولهذه المحكمة أن تقرر وقف الرئيس‬
‫عن ممارسة مهام عمله بصفة مؤقتة إذا وجدت إن الم الفة جسيمة ‪،‬أو إن‬
‫األدلة تشير إلى ارتكابه الجريمة المسندة إليه أو إذا وجدت إن استمراره في‬
‫ممارسة مهام عمله يؤثر على إجراءات سير المحاكمة ‪.‬‬
‫والمالحظ أن الدستور لم يشر إلى حالتي الوفاة واالستقالة كسببين‬
‫النتهاء والية الرئيس نهاية غير نبيعية ‪،‬إال أن المادة (‪ )57‬من الدستور‬
‫يمكن أن تضم هاتين الحالتين ( في حالة قيام مانع يحول دون مباشرة رئيس‬
‫الجمهورية لمهام منصبه أو انتهت رياسته قبل أوانها ‪.).........‬‬
‫ثانيا – صالحيات رئيس الدولة ‪-:‬‬
‫‪-1‬صالحية رئيس الدولة التشريعية ‪-:‬‬
‫قصر الدستور األلماني صالحية الرئيس التشريعية على توقيع‬
‫القانون المحال إليه من قبل البرلمان ‪ ،‬بعد مصادقة الوزير الم تص أو‬
‫المستشار االتحادي ‪.‬‬
‫ونرى أن ليس للرئيس في ألمانيا حق االعتراض على المشروق‬
‫المحال عليه من البرلمان لمصادقته ‪ ،‬بدليل إن المادة (‪ )1/82‬من الدستور‬
‫تنص على أنه ( القوانين التي تقرر وفقا ألحكام هذا الدستور يوقع عليها‬
‫رئيس الجمهورية االتحادية بعد أن يوقع الم تصون عليها) فهذه الفقرة‬

‫اين‪.‬‬
‫تور األمل‬
‫لدس‬
‫‪ –1‬م (‪) 2/62‬من ا‬

‫‪238‬‬
‫قصرت حق الرئيس على التوقيع ولم تمنحه حق االعتراض ‪ ،‬كما أن المادة‬
‫(‪ )78‬من الدستور تنص على ( القانون يصب نهائيا متى اقره مجلس‬
‫النواب بشكل نهائي ووافق عليه مجلس الواليات ) ‪ .‬وهذه المادة تشير‬
‫وبصورة صريحة إلى أن القانون يصب نهائيا بإقراره من قبل مجلسي‬
‫البرلمان ‪ ،‬وما مصادقة رئيس الدولة عليه إال مسألة شكلية بحتة ليس لها‬
‫دور مؤثر على القانون وجودا وعدما ‪.‬‬
‫وعلى الرغم من أن الدستور ‪ ،‬لم يمن رئيس الدولة حق االعتراض‬
‫على القوانين ‪ ،‬إال أن عرفا دستوريا مكمال منحه حق االمتناق عن وضع‬
‫توقيعه على أي تشريع بشرن أن ينصب هذا االعتراض على الشكل ال‬
‫الموضوق ‪ ،‬كما أن هذا العرف أباح له حق االمتناق عن التصديق إذا كانت‬
‫دستورية التشريع محل ش ‪.‬‬
‫وحصل أن امتنع الرئيس سنة ‪ 1951‬عن توقيع التشريع االتحادي‬
‫القاضي بتمديد المدة القانونية للمجالس التشريعية في ( باون ) و‬
‫( فير تمبرج) و ( هوهنزولرن) بسبب ما كان مقترحا من إعادة تنظيم‬
‫أراضيها ‪ ،‬وحصل أن قضت المحكمة الدستورية العليا الحقا بعدم دستورية‬
‫القانون ‪.‬‬
‫‪-2‬صالحيات رئيس الدولة في الظروف االستثنائية ‪-:‬‬
‫تعلن حالة الطوارا التشريعية في ألمانيا بقرار من رئيس‬
‫الجمهورية بناء على نلب المستشار االتحادي ‪ ،‬على أن يكون هذا الطلب‬
‫‪1‬‬
‫مؤيدا من قبل المجلسين ‪.‬‬

‫اين‪.‬‬
‫تور األمل‬
‫لدس‬
‫‪ –1‬م ( ‪) 1 /8 1‬من ا‬

‫‪239‬‬
‫وال تعلن حالة الطوارا التشريعية إال في إحدى حالتين ‪،‬أما‬
‫بصدور قانون معين يرفضه البندستاج على الرغم من أن الحكومة ترى أن‬
‫الحاجة ماسة إليه ‪ ،‬أو إذا رفض البندستاج مشروق قانون رغم أن المستشار‬
‫كان قد ربط بينه وبين نلب حله ( حل البندستاج) ‪.‬‬
‫وفي الحالتين ال تعلن حالة الطوارا التشريعية إال إذا سبق إعالنها‬
‫أزمة بين البندستاج والمستشار ‪ ،‬ويفشل كل منهما باإلناحة باألخر ‪ ،‬فال‬
‫يتمكن البندستاج من الحصول على األغلبية الكافية في المجلس لإلناحة‬
‫بالمستشار ‪ ،‬وال يستطيع المستشار إقناق رئيس الدولة بحل البندستاج ‪.2‬‬
‫وبعد إعالن حالة األزمة التشريعية ‪،‬إذا رفض البندستاج المشروق‬
‫مرة أخرى ‪،‬أو إذا وافق عليه بصيلة ال تقبلها الحكومة الفدرالية ‪ ،‬يصدر‬
‫القانون كما اقترحته الحكومة بشرن موافقة مجلس البنديسرات عليه ‪ ، .‬كما‬
‫يعتبر القانون مقرا وصادرا بالصيلة التي عرضتها الحكومة ‪ ،‬إذا لم يصوت‬
‫‪3‬‬
‫عليه البندستاج بالرغم من مرور أربعة أسابيع على تقديمه ‪.‬‬
‫وحدد الدستور مدة إعالن حالة الطوارا التشريعية في حدها‬
‫األقصى بستة أشهر ‪،‬وحّرم إعالنها أكير من مرة واحدة خالل فترة والية‬
‫‪4‬‬
‫نفس المستشار ‪ ،‬وبلض النظر عن المدة التي قضاها في منصبه ‪.‬‬
‫‪-4‬صالحيات رئيس الدولة في عقد المعاهدات ‪-:‬‬
‫بموجب المادة (‪ )1/59‬من الدستور األلماني ‪ ،‬ي تص رئيس‬
‫الجمهورية بصالحية عقد المعاهدات الدولية ‪ ،‬إال أن الواقع العملي يشر إلى‬
‫أن الرئيس ال يمارس هذه الصالحية إال نظريا ‪ ،‬فقد اختص وزير ال ارجية‬

‫بق ‪ -‬ص ‪.174‬‬


‫ا‬‫لس‬
‫يوارت –املرجع ا‬
‫ت‬‫يلس‬
‫يش‬‫‪–2‬م‬
‫اين‪.‬‬
‫تور األمل‬
‫لدس‬
‫‪ –3‬م ( ‪) 2/8 1‬من ا‬
‫‪4‬‬
‫‪– Almer Plischke- op.cit. p.100-101.‬‬

‫‪240‬‬
‫من الناحية الفعلية بصالحية إبرام وعقد المعاهدات ‪ ،‬إال إن األخير ال‬
‫‪5‬‬
‫يمارس اختصاصه هذا إال بناء على تفويض صادر عن وزارة ال ارجية ‪.‬‬
‫والجدير بالذكر إن الدستور األلماني كان قد من الواليات حق عقد‬
‫المعاهدات مع الدول األجنبية ‪ ،‬في المسائل التي تكون فيها الوالية صاحبة‬
‫الحق في التشريع بشرن موافقة الحكومة االتحادية ‪ ،‬وانسجاما مع الدستور‬
‫االتحادي ‪،‬أنانت الدساتير المحلية بالرئيس التنفيذي للوالية صالحية عقد‬
‫المعاهدات ‪ ،‬وأخضعت هي األخرى هذه المعاهدات لمصادقة البرلمان‬
‫المحلي ‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬رئيس الوزراء ( المستشار االتحادي ) ‪-:‬‬
‫يميل رئيس الوزراء في النظام البرلماني اللولب الحقيقي المحرد‬
‫للسلطة التنفيذية ‪ ،‬ففي الوزارة ( رئيس الوزراء‪ -‬الوزارة) تجتمع‬
‫الصالحيات التنفيذية الفعلية ‪ ،‬وما رئيس الدولة سوى رمز للسلطة التنفيذية‬
‫‪ ،‬إذ ليس له إال صالحيات شكلية ‪ ،‬في حين تجتمع غالبية الصالحيات‬
‫الموضوعية بيد الوزارة ورئيسها ‪.‬‬
‫والواقع أن بروز دور رئيس الوزراء لم يكن إال على حساب رئيس‬
‫الدولة ‪ ،‬الذي لم يأفل نجمه أال مع لهور وتطور النظام البرلماني الذي ركز‬
‫السلطة التنفيذية بيد رئيس مجلس الوزراء‪.‬‬
‫ويعود إلنجلترا الفضل في لهور منصب رئيس الوزراء ‪ ،‬وذل‬
‫‪( Prime‬‬ ‫في القرن السادس عشر ‪ ،‬وكان يطلق عليه ( الوزير األول)‬

‫‪5‬‬
‫‪– Almer Plischke – op.cit.p.176.‬‬

‫‪241‬‬
‫)‪ Minister‬باعتباره مستشار المل ‪،‬إال أن دور رئيس الوزراء لم يبرز‬
‫ويتميز على سائر الوزراء اآلخرين أال في عهد الملكة (هنا) ‪.1‬‬
‫وفي ألمانيا يطلق على رئيس الوزراء ‪ ،‬المستشار االتحادي ‪،‬‬
‫ويجري انت اب المستشار االتحادي على أثر انعقاد بندستاج جديد بعد‬
‫االنت ابات العامة ‪ 2،‬إذ يقترح رئيس الدولة على مجلس النواب ( البندستاج)‬
‫مرشحا لهذا المنصب بناء على مفاوضات سابقة مع األحزاب السياسية ‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫ويصوت البندستاج على المرش دون مناقشة ‪.‬‬
‫ونظرا ألهمية الموضوق الذي يجري االقتراق عليه ‪ ،‬فقد اشترن‬
‫القانون األساسي األلماني توافر األغلبية المطلقة ألعضاء المجلس بأسره‬
‫وليس ألعضائه الحاضرين فقط ‪ ،‬وإذا لم يحصل مرش الرئيس على هذه‬
‫األغلبية ‪ ،‬لمجلس النواب خالل األربعة عشر يوما التالية لالقتراق األول‬
‫‪،‬انت اب ش ص جديد أو نفس المرش األول ‪ ،‬ولكي يفوز هذا المرش‬
‫بمنصب المستشار البد من حصوله على األغلبية المطلقة أيضا ‪.‬‬
‫وإذا انقضت مدة األربعة عشر يوما دون أن يقترق على مرش‬
‫معين ‪ ،‬يكون المجلس ملزما باالقتراق على مرش ي تاره هو ‪ ،‬أو على‬
‫المرش الذي تقدم به الرئيس سابق ‪،‬فإذا حصل المرش على األغلبية‬
‫المطلقة ‪ ،‬كان الرئيس ملزما بتعيينه خالل السبعة أيام التي تلي االنت اب ‪،‬‬
‫أما إذا لم يحصل المرش إال على األغلبية البسيطة ‪ ،‬كان الرئيس م يرا بين‬
‫تعيينه مستشارا لالتحاد خالل السبعة أيام التي تلي االنت اب أو حل مجلس‬

‫اهرة – ‪ - 19 3 5‬ص ‪.75‬‬


‫لق‬
‫ية – ا‬
‫تب املصر‬
‫لك‬‫بعة دار ا‬
‫يز يفبالدهم –مط‬
‫ا ‪ -‬اإلجنل‬
‫يفيّبش‬
‫افظعف‬
‫‪ –1‬د‪.‬ح‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.174‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫يوارت –املرجع ا‬
‫ت‬‫يلس‬
‫يش‬‫‪–2‬م‬
‫‪3‬‬
‫‪– Almer Plischke- op. cit p. 112.‬‬

‫‪242‬‬
‫النواب ( البندستاج) على أمل أن يتمكن المجلس الجديد من اختيار مستشار‬
‫‪1‬‬
‫لالتحاد باألغلبية المطلقة ‪.‬‬
‫ومنذ العمل بالدستور الفدرالي النافذ حتى الوقت الحاضر ‪ ،‬تم‬
‫اختيار مستشارين فقط بناء على ترشي البندستاج ‪ ،‬بعد أن رفض األخير‬
‫مرش الرئيس لهذا المنصب وهما ( ويل برانت) )‪ (Willy Bradt‬سنة‬
‫‪( ، 1972‬وهلموت كول ) )‪ ( Helmut Kohl‬سنة ‪ ، 1983‬والجدير‬
‫بالذكر أن المستشارين ( ويل برانت وهلموت كول) حينما اختيرا مستشارين‬
‫بناء على ترشي البندستاج كانا يشلالن هذا المنصب في الفترة التي سبقت‬
‫ترشيحهما هذا ‪.‬‬
‫رابعا‪ -‬الوزارة ‪-:‬‬
‫تتألف الحكومة االتحادية من المستشار األلماني والوزراء‬
‫االتحاديين ‪ ،‬ودستوريا ي تص رئيس الجمهورية بتعيين الوزراء ‪ 2.‬إال أنه‬
‫ال يمارس هذا الحق إال بناء على اقتراح ومشورة المستشار‪ ،‬على ذل يكون‬
‫حق الرئيس في تعيين الوزراء حقا شكليا ليس له فحوى حقيقي ‪،‬إذ يمارس‬
‫المستشار من الناحية العملية هذه الصالحية‪.‬‬
‫وللمستشار صالحية اختيار نائب له ‪ ،‬على أن يكون هذا النائب‬
‫وزيرا في الحكومة ‪، ،‬وإذا لم يسند هذا المنصب ألحد الوزراء كان اكبر‬
‫الوزراء سنا نائبا له ‪ ،‬وله تعين وزير الدولة لشؤون مكتبه ‪ 3،‬والواقع أن هذا‬
‫الوزير ال يقدم لمجلس الوزراء خدمة تذكر بل جل نشانه ينصب في خدمة‬

‫بق ‪ -‬ص ‪.174‬‬


‫ا‬‫لس‬
‫يوارت –املرجع ا‬
‫ت‬‫يلس‬
‫يش‬‫‪–1‬م‬
‫اين‪.‬‬
‫تور األمل‬
‫لدس‬
‫‪ –2‬م ( ‪) 1 /64‬من ا‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.176‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫يوارت –املرجع ا‬
‫ت‬‫يلس‬
‫يش‬‫‪–3‬م‬

‫‪243‬‬
‫المستشار ‪ ،‬لكن هذا الوزير يتمتع بقوة ملموسة تفوق قوة سائر أعضاء‬
‫‪4‬‬
‫مجلس الوزراء اآلخرين ‪.‬‬
‫وللمستشار دون الرئيس صالحية قبول أو رفض استقالة‬
‫الوزير‪ ،‬والتي قد يكون سببها مجرد ال الف الش صي بين‬
‫المستشار والوزير أو قد يكون سببها تجاهل المستشار مجلس‬
‫الوزراء في القرارات التي يت ذها ‪ ،‬فحصل أن استقال وزير‬
‫الداخلية الدكتور ( جوستاف ها نيمان) بسبب دعوة المستشار‬
‫مجلس الوزراء لالنعقاد ال لمناقشة االنضمام لمعاهدة دفاق أوربا‬
‫اللربية ‪ ،‬بل للتصديق على القرار الذي ات ذه هو ( المستشار )‬
‫‪5‬‬
‫قبل يومين من انعقاد المجلس ‪.‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫البرلمان‬
‫يتألف البرلمان االتحادي في جمهورية ألمانيا االتحادية من مجلسين ‪،‬‬
‫يسمى األول ( النواب) ( البندستاج) )‪ ، (Bundstage‬ويسمى الياني‬
‫( الواليات) ( البندسيرات) )‪، (Bundesrat‬‬
‫أوال‪ -‬مجلس البندستاج‬
‫يميل هذا المجلس شعب الدولة االتحادية ‪ ،‬ويجري انت اب نصف‬
‫أعضاء المجلس مباشرة من قبل المواننين في انت ابات عامة ‪ ،‬أما بالنسبة‬

‫اهرة – ‪– 19 8 7‬‬
‫لقد‬
‫لعدريب – ا‬
‫لفكدر ا‬
‫ا در – دار ا‬
‫ايناملع‬
‫لاملد‬
‫ا ما‬
‫نظد‬
‫ل‬‫لدوزران يف ا‬
‫يجمسلددجم ا‬
‫ئد‬
‫‪ –4‬د‪.‬حممدقددر يحسدن – ر‬
‫ص ‪.5‬‬
‫‪5‬‬
‫‪– Almer Plischke- op.cit- p. 121‬‬

‫‪244‬‬
‫إلى النصف اآلخر فإن الناخبين يصوتون لحزب أو أخر ‪ ،‬ثم يوزق‬
‫المرشحون من قوائم الواليات على المجلس وفقا لعدد األصوات التي يحصل‬
‫باست دام نريقة ( دي هونت) ‪ ،‬وعليه فإن‬ ‫عليها الحزب الواحد وذل‬
‫البندستاج مزيج من نظام التمييل النسبي والبرلمان المنت ب بشكل مباشر‬
‫وال يضم المجلسين من األحزاب إال تل التي تحصل على ما ال يقل عن‬
‫خمسة بالمائة من أصوات الناخبين وهذا ما يضمن وصول األحزاب الكبيرة‬
‫‪2‬‬
‫فقط إلى البرلمان ‪ 1،‬وسن االنت اب هي بلو سن اليامنة عشر‪.‬‬

‫وجرى انت اب أول بندسدتاج عام ‪ 1949‬وفق القانون األساسي‬


‫األلماني الذي صدر في ذات العام ‪ ،‬وكان يضم (‪ )402‬عضوا ‪ ،‬وقد تلير‬
‫حجم هذا المجلس بمقتضى قانون االنت اب الصادر في عام ‪، 1975‬‬
‫عدد أعضائه (‪ )521‬عضوا ‪ ،‬منهم (‪ )499‬عضوا لهم حق‬ ‫وأصب‬
‫التصويت والباقون هم مميلو برلين‪ 3 ،‬وهم أعضاء استشاريون فقط وليس‬

‫لهم حق التصويت ‪.‬‬


‫ولم يضع الدستور األلماني سوى شرن واحد للترشي لعضوية‬
‫مجلس البندستاج ‪ ،‬وهو أن يكون المرش باللا السن القانونية ‪ 4 ،‬موسعا‬

‫لعضوية هذا المجلس ‪ ،‬وفاسحا المجال لألجنبي‬ ‫قاعدة الترشي‬ ‫بذل‬

‫ط‪1 -1‬‬ ‫يدع‪-‬‬


‫توز‬
‫ل‬‫نشدر وا‬
‫ل‬‫ا ت وا‬
‫يدةللدراسد‬
‫امع‬
‫ية ‪-‬املؤسسدة اجل‬
‫اسد‬
‫ي‬‫لس‬
‫نظم ا‬
‫لد‬
‫تور ي وا‬
‫لدسد‬
‫نون ا‬
‫ا‬‫لقد‬
‫لغدزا ل‪ -‬ا‬
‫يدل ا‬
‫اع‬‫‪ -‬د‪ .‬إمس‬
‫‪ - 19 8 2‬ص ‪.3 9 7‬‬
‫تور‪.‬‬ ‫‪ - 2‬م ( ‪) 2/3 8‬من ا‬
‫لدس‬
‫نكلني ‪ - 19 73 -‬ص ‪.12‬‬
‫ا رة ‪-‬ترمجةحممد و في ‪-‬بريو ت ‪-‬مؤسسةفر‬
‫ا املع‬
‫ي‬‫ن‬
‫ا‬ ‫‪- 3‬أملربل‬
‫يشكه ‪-‬حكومةأمل‬
‫ا دةموجددب‬
‫يلهدباملد‬
‫بعددتعدد‬
‫نة‪ ،‬و‬
‫لعمدر ( ‪) 25‬سد‬
‫امدن ا‬
‫لغد‬
‫ا أنيكدوناملرشددحّب‬
‫يله‬
‫بدلتعدد‬ ‫‪ - 4‬اشدرتط املد‬
‫ا دة ( ‪) 2/3 8‬ق‬

‫ية‪.‬‬
‫ن‬
‫نو‬‫ا‬
‫لق‬
‫لسن ا‬
‫اا‬‫لغ‬
‫انأبنيكون املرشحّب‬
‫تف‬‫ا در يف ‪11‬متوز ‪19 70‬مت االك‬
‫لص‬‫ا د يا‬
‫نون االحت‬
‫ا‬‫لق‬
‫ا‬

‫‪245‬‬
‫مكتسب الجنسية للترشي لعضوية هذا المجلس بلض النظر عن الوقت الذي‬
‫مضى على تجنسه ‪ ،‬مساويا بذل بينه وبين الونني حامل الجنسية األصلية‪.‬‬
‫وتلاضى الدستور األلماني عن ذكر بعض الشرون التقليدية للترشي‬
‫كامل األهلية وغير‬ ‫لعضوية مجلس البندستاج ومنها أن يكون المرش‬
‫محجور عليه ‪ ،‬كما لم يأت الدستور إلى ذكر شرون أخرى كمعرفة المرش‬
‫القراءة والكتابة مفترضا توافرها ضمنيا بعد التطور العلمي الكبير الذي‬
‫‪1‬‬
‫أصاب العالم وألمانية‪.‬‬

‫وينت ب المجلس لمدة أربع سنوات وجاء الدستور األلماني االتحادي‬


‫بمبدأ جديد يجدر الوقوف عنده‪ ،‬إذ أشترن أجراء االنت ابات للمجلس الجديد‬
‫في موعد أدناه خمسة وأربعون شهرا وأقصاه سبعة وأربعون شهرا ‪ ،‬بعد‬
‫بداية الفصل التشريعي ‪ 2 ،‬وبذل يضمن هذا الشرن للمجلس الجديد ممارسة‬

‫عمله في الوقت المحدد متجاوزا بذل ما قد يطرأ على الدولة من لروف قد‬
‫تمنعها من أجراء انت ابات المجلس الجديد في موعدها المحدد كمرور الدولة‬
‫بحرب مما يضطرها إلى مد عمل المجلس الذي انتهت مدة واليته ‪ ،‬ويجوز‬
‫‪3‬‬
‫أعادة انت اب النائب الذي انتهت مدة نيابته‪.‬‬

‫وينت ب المجلس رئيسا وثالثة نواب للرئيس وأعضاء سكرتارية المجلس‬


‫لدورة برلمانية كاملة أي لمدة أربع سنوات ‪ 4 ،‬ولكي يفوز المرش برئاسة‬

‫نشددر‬
‫ل‬‫ا ت وا‬
‫يددةللدراسد‬
‫امع‬
‫ا ‪-‬بددريو ت ‪-‬املؤسسدة اجل‬
‫امهد‬
‫نظ‬‫لددة و‬
‫لدو‬
‫ان ا‬
‫يد‬
‫ا تك‬
‫يدة ‪-‬مقومدد‬
‫اد‬‫ا االحت‬
‫يدد‬
‫ن‬‫ا‬
‫يف ‪-‬أمل‬
‫لشدر‬
‫يم ا‬ ‫‪- 1‬إ‬
‫بدراه‬
‫يع ‪ - 19 73 -‬ص ‪.215‬‬
‫توز‬
‫ل‬‫وا‬
‫لصا در يف ‪27‬آ ب ‪.19 76‬‬
‫ا د يا‬
‫نون االحت‬
‫ا‬‫لق‬ ‫‪ - 2‬م ( ‪ ) 1 /3 9‬املعد‬
‫لةّب‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.215‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫يف ‪-‬املصدر ا‬
‫لشر‬
‫يم ا‬ ‫‪- 3‬إ‬
‫براه‬
‫ثىن ‪ -‬ط ‪ - 19 69 - 1‬ص‪.3 1‬‬
‫بعةامل‬
‫ا ‪-‬بغدا د ‪-‬مط‬
‫ي‬‫ن‬
‫ا‬‫ية أمل‬
‫اسي واإل دار ي جلمهور‬
‫ي‬‫لس‬
‫يم ا‬
‫نظ‬‫ت‬
‫ل‬‫ئقحممود ‪ -‬ا‬
‫ا‬‫‪- 4‬حممدف‬

‫‪246‬‬
‫المجلس البد من حصوله على األغلبية المطلقة وإذا لم يستطع أي من‬
‫المرشحين الحصول على هذه األغلبية ‪ ،‬اختير صاحب أكير األصوات في‬
‫االقتراق الياني ‪ ،‬وهذا ما حدث عام ‪ 1954‬عندما توفى رئيس المجلس‬
‫( هيرمان أيلز)‪ ،‬فقد خلفه في رئاسة المجلس ( يوجين حبير ستنماير) الذي‬
‫اختير في االقتراق الياني على أساس حصوله على أكير األصوات ‪1 ،‬وقد‬

‫جرى العرف في ألمانيا على أن يكون رئيس المجلس م الفا في مذهبه‬


‫الديني لرئيس الوزراء ‪ 2،‬ونرى أن ذل يجعل االختيار شاقا وقد يؤدي إلى‬

‫اختيار ش ص لرئاسة المجلس ليس ألنه أكفا المرشحين لهذا المنصب ولكن‬
‫لمجرد اختالفه مع رئيس الوزراء في مذهبه الديني‪.‬‬
‫إن مجلس البندستاج جمعية كبيرة ال تستطيع أن تمارس عملها وهي‬
‫بهذا الحجم بصورة دقيقة ‪ ،‬لذل يتم تشكيل عدة لجان داخل هذا المجلس‬
‫ت تص كل منها بممارسة وليفة معينة ‪ 3 ،‬هذا عالوة على وجود لجنتان ال‬

‫تمارسان عملهما إال خالل الفترة الواقعة بين فصلين تشريعيين ‪ ،‬وهما لجنة‬
‫الشؤون ال ارجية ولجنة شؤون الدفاق ‪ 4 ،‬ومن خالل هاتين اللجنتين يستطيع‬

‫مجلس البندستاج فرض رقابته على نشان الحكومة في أهم حقلين من حقول‬
‫نشانها أال وهما الشؤون ال ارجية وشؤون الدفاق‪.‬‬

‫‪1-‬‬ ‫‪Hans Trosman- The German Bund stag organization and operation Oxford‬‬
‫‪university press- First Edition - 1966- p. 12.‬‬
‫ية ‪ - 19 8 0 -‬ص ‪.3 9 8‬‬
‫ن‬
‫نو‬‫ا‬
‫لق‬
‫لسلسة ا‬
‫ية ‪-‬بريو ت ‪ -‬ا‬
‫اس‬‫ي‬
‫لس‬‫نظمة ا‬
‫تور ي واأل‬
‫لدس‬
‫نون ا‬
‫ا‬‫لق‬ ‫‪ - 2‬د‪ .‬امحدسرح‬
‫ا ل ‪-‬ا‬
‫‪3-‬‬ ‫‪Hans Trosman- op- cit- p. 370.‬‬
‫لصا در يف ‪ 19‬إذار ‪.19 5 6‬‬
‫نون االحتا د ي ا‬
‫ا‬‫لق‬ ‫‪ - 4‬م ( ‪/4 5‬أ ) أض‬
‫يف موجب ا‬

‫‪247‬‬
‫وي تص المجلس في الفصل في صحة انت اب أعضائه وفي توافر‬
‫شرون العضوية فيهم ‪1،‬حيث يكون المجلس أقدر على الفصل في ذل هذا‬

‫إضافة إلى أن ذل يمنع أي سلطة أخرى من التدخل في الشؤون الداخلية‬


‫للمجلس ‪ ،‬ولكنه خرج عن هذا المبدأ حينما أجاز الطعن في قرار المجلس‬
‫أمام المحكمة الدستورية االتحادية ‪2،‬وربما كان حريا به إن يجعل من قرار‬

‫المجلس قرارا باتا لضمان عدم تدخل أية سلطة بما فيها المحكمة الدستورية‬
‫في أعمال المجلس‪.‬‬
‫وإذا حل المجلس قبل انتهاء والياته جرت االنت ابات خالل ستين‬
‫يوما ‪ 3 ،‬ويجتمع المجلس في مدة ال تتجاوز اليوم اليالثين بعد االنت ابات ‪،‬‬

‫ولم يحدد الدستور عدد اجتماعات المجلس ومدتها ‪ ،‬وترد ذل للمجلس إذ‬
‫هو الذي يحدد موعد عقد اجتماعاته وعددها كما يحدد في ذات الوقت موعد‬
‫فض اجتماعاته ‪،‬ولكن الدستور ي ول رئيس المجلس صالحية دعوة‬
‫المجلس إلى عقد اجتماق في وقت مبكر ‪،‬أي في وقت يسبق الموعد المحدد‬
‫الجتماق المجلس العادي ‪،‬ويلجأ الرئيس إلى ذل بناء على نلب ثلث أعضاء‬
‫‪4‬‬
‫المجلس أو الرئيس االتحادي أو المستشار االتحادي‪.‬‬

‫تور‪.‬‬ ‫‪ - 1‬م ( ‪) 4 1‬من ا‬


‫لدس‬
‫_‪2‬‬ ‫‪Brannth Gercal - The fedration of German-Institution politics- second Edition‬‬
‫‪-Oxford university press- 1980- p.32.‬‬
‫ا در يف ‪ 23‬أ ب ‪.19 76‬‬
‫لص‬‫نون االحتا د ي ا‬
‫ا‬‫لق‬ ‫‪ - 3‬م ( ‪) 1 /3 9‬املعد‬
‫لةّب‬
‫تور‪.‬‬ ‫‪ - 4‬م ( ‪) 2/3 9‬من ا‬
‫لدس‬

‫‪248‬‬
‫‪1‬‬
‫وأشار الدستور إلى حالتين من حاالت انتهاء العضوية في المجلس ‪،‬‬

‫وهي حالة حل المجلس من قبل رئيس الجمهورية االتحادية إذا رفض‬


‫المجلس بأغلبية أعضائه نلب االقتراق على اليقة بالمستشار االتحادي على‬
‫أن يكون نلب الحل مقدما من قبل المستشار ذاته‪ 2،‬ولكن حق الحل هذا‬
‫‪3‬‬
‫ينتهي بمجرد انت اب المجلس بأغلبية أعضائه مستشارا اتحاديا جديدا ‪،‬‬

‫والحالة اليانية هي حالة عدم حصول المرش لمنصب المستشار االتحادي‬


‫‪4‬‬
‫على تأييد أكيرية أعضاء المجلس‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬مجلس البنديسرات‬


‫تشترد الواليات في التشريع وفي اإلدارة االتحادية عن نريق‬
‫مجلس الواليات( البنديسرات)‪ 5 ،‬ويتألف هذا المجلس من أعضاء يجري‬
‫تعيينهم وعزلهم من قبل حكومات الواليات ‪ ،‬فهو إذن فرق من فروق‬
‫الحكومة االتحادية ‪ 6 ،‬وقد جرى العمل على أن ترسل كل والية مع قائمة‬

‫مميليها قائمة باألعضاء االحتيان الذين يحلون محل األعضاء األصليين‬

‫انمددة‬
‫تهد‬
‫ن‬‫اة ‪ - 2-‬ا‬
‫فد‬
‫لو‬‫تور وهدي ( ‪ - 1‬ا‬
‫لدس‬
‫ا يف لب ا‬
‫اجةلكره‬
‫ية يف اجملل جمالح‬
‫لعضو‬
‫ان ا‬
‫ته‬‫ن‬
‫يةال‬
‫يع‬‫ب‬
‫اال تط‬
‫ا كح‬
‫ن‬‫‪- 1‬ه‬
‫لعضو )‪.‬‬
‫لة ا‬
‫ا‬‫تق‬
‫بة ‪ - 3 -‬اس‬
‫ا‬‫ي‬
‫ن‬‫ل‬
‫ا‬
‫ا در يف ‪ 23‬أ ب ‪.19 76‬‬
‫لص‬‫ا د يا‬
‫نون االحت‬
‫ا‬‫لق‬
‫لةّب‬
‫‪ -‬م ( ‪ ) 1 /3 9‬املعد‬ ‫تور‪2 .‬‬
‫لدس‬
‫( ‪) 1 /68‬من ا‬ ‫‪-2‬م‬

‫تور‪.‬‬ ‫‪ - 3‬م ( ‪) 3 /3 9‬من ا‬


‫لدس‬
‫تور‪.‬‬ ‫‪ - 4‬م ( ‪) 4 /63‬من ا‬
‫لدس‬
‫ية ‪ - 19 62 -‬ص ‪.8 0‬‬
‫ب‬
‫لعر‬
‫لدو ل ا‬
‫امعة ا‬
‫لث ‪-‬ج‬
‫ا‬‫ث‬
‫ل‬‫لقسم ا‬
‫ية ‪ -‬ا‬
‫ب‬
‫لعر‬
‫بال د ا‬
‫ل‬‫ية يف ا‬
‫لدستور‬
‫نظم ا‬
‫ل‬‫يد ا ي ‪ -‬ا‬
‫لس‬‫‪ - 5‬د‪ .‬ا‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.8 0‬‬ ‫‪- 6‬أملربل‬
‫يشكه ‪-‬مصدرسا‬

‫‪249‬‬
‫عندما تقيل حكومة الوالية أعضائها األصليين ‪ 1 ،‬وقبل توحيد ألمانيا كان هذا‬

‫المجلس يتألف من (‪ )45‬عضوا يميلون (‪ )11‬والية ‪ )41( ،‬عضوا لهم حق‬


‫التصويت ‪ ،‬و (‪ )4‬ليس لهم حق التصويت ‪ ،‬وهم أعضاء استشاريون كانوا‬
‫يميلون برلين ‪ 2،‬ولكل والية ثالثة أصوات في األقل ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ويكون للوالية التي يزيد تعدادها على ستة ماليين خمسة أصوات ‪،‬‬

‫على ذل حدد الدستور الحد األدنى ألصوات الواليات بيالثة والحد األعلى‬
‫ب مسة ‪ ،‬وحدد عدد المميلين الذين تنتدبهم الوالية بعدد األصوات التي‬
‫تملكها ‪ ،‬ولكن ال يجوز اإلدالء بأصوات الوالية الواحدة إال مجتمعة أو‬
‫بصورة كتلة ‪ 4 ،‬ومعنى هذا أنه إذا كان للوالية خمسة أصوات ميال وجب‬

‫اإلدالء بهذه األصوات مجتمعة ‪ ،‬فال يجوز اإلدالء بأربعة أو ثالثة أصوات‬
‫ويمتنع أو يعارض واحد أو أثنين من مميلي الوالية ‪ ،‬كما نص الدستور على‬
‫إال يدلي بأصواتهم إال األعضاء الحاضرون أو بدالئهم‪.‬‬
‫ال‬ ‫ولم يحدد الدستور مدة معينة لوالية المجلس األعلى وعلى ذل‬
‫تكون مدة والية األعضاء محددة بفترة معينة ‪ ،‬بل أن لكل والية الحق في‬
‫‪5‬‬
‫إقالة مميليها وتعيين مميلين جدد متى شئت دون أن يقيدها في ذل قيد ‪.‬‬

‫‪1-‬‬ ‫‪Hans Gercal- op- cit- p. 130.‬‬


‫ية‪.‬‬
‫لوالاي ت ( ‪ ) 19‬وال‬
‫ا أ بحعد د ا‬
‫ي‬‫ن‬
‫ا‬‫يدأمل‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.120‬بعدتوح‬
‫ا‬ ‫‪- 2‬أملربل‬
‫يشكه ‪-‬مصدرس‬
‫تور‪.‬‬ ‫‪ - 3‬م ( ‪) 2/5 1‬من ا‬
‫لدس‬
‫تور‪.‬‬ ‫‪ - 4‬م ( ‪) 3 /5 1‬من ا‬
‫لدس‬
‫‪5-‬‬ ‫‪Hans Gercal - op- cit- p. 130.‬‬

‫‪250‬‬
‫وينت ب المجلس رئيسا له من بين أعضائه لمدة عام واحد‪ 1 ،‬وهو في‬

‫العادة رئيس وزراء إحدى الواليات ‪ 2،‬ولم يحدد الدستور مدة معينة النعقاد‬

‫المجلس و فض اجتماعاته ‪ ،‬كما لم يحدد أوقات انعقاده‪.‬‬


‫ويدعو الرئيس‪ ،‬المجلس إلى االجتماق ‪ ،‬بناء على نلب مميلو‬
‫واليتين في األقل أو بناء على نلب الحكومة الفدرالية ‪ 3 ،‬وما جرى عليه‬
‫‪4‬‬
‫العمل انعقاد المجلس كل أسبوعين أو ثالثة أسابيع ‪.‬‬

‫وأشار الدستور إلى حالة واحدة النتهاء العضوية في المجلس إال وهي‬
‫‪5‬‬
‫إقالة العضو من قبل حكومته وتعيين عضو جديد محله‪.‬‬

‫ثالثا‪-‬اختصاصات المجلسين‬
‫قسم الدستور األلماني لعام ‪ 1949‬االختصاصات التي يمارسها‬
‫البرلمان إلى ثالثة أقسام ‪ ،‬منها ما ينفرد مجلس االتحاد بممارستها ‪ 6 ،‬ومنها‬

‫ما يشترد مجلس االتحاد في ممارستها مع مجلس الواليات ‪ 7،‬ومنها ما‬

‫ينفرد مجلس الواليات في ممارستها ‪ ،‬وهو يشمل كل االختصاصات التي ال‬

‫تور‪.‬‬ ‫‪ - 1‬م (‪) 1 /5 2‬من ا‬


‫لدس‬
‫ا‬
‫ابعده‬
‫بق ‪ -‬ص ‪ 123‬وم‬ ‫‪- 2‬أملربل‬
‫يشكه ‪-‬مصدرسا‬
‫تور‪.‬‬ ‫‪ - 3‬م (‪) 2/5 2‬من ا‬
‫لدس‬
‫‪4-‬‬ ‫‪Hans Gercal- op- cit- p. 133.‬‬
‫تور‪.‬‬ ‫‪ - 5‬م ( ‪) 1 /5 1‬من ا‬
‫لدس‬
‫ا ا‪.‬‬
‫تص‬‫نفرا د ( ‪ ) 11‬اخ‬
‫ا دعلى وجه اال‬ ‫‪- 6‬مي‬
‫ار سسلجم االحت‬
‫ا ا‪.‬‬
‫تص‬‫لوالاي ت يف ( ‪ ) 24‬اخ‬ ‫‪- 7‬يشرت ك سلجم االحت‬
‫ا دمعسلجم ا‬

‫‪251‬‬
‫يمارسها مجلس االتحاد ‪ ،‬وبذل وسع الدستور األلماني من اختصاصات‬
‫‪1‬‬
‫مجلس الواليات على حساب مجلس االتحاد‪.‬‬

‫‪-‬االختصاصات المشتركة للمجلسين‪-:‬‬


‫يمارس مجلس البندستاج البنديسرات عددا من االختصاصات‬
‫المشتركة ‪ ،‬وسوف نقوم بدراسة هذه االختصاصات مبتعدين عن تناول‬
‫‪2‬‬
‫االختصاصات الفرعية التي ال تذكر عادة في صلب الدستور‪.‬‬

‫ويوض الدستور في المادة (‪ )72‬معنى االختصاصات المشتركة‬


‫بقوله ( أنه في المسائل التي تقع ضمن الصالحيات التشريعية المشتركة‬
‫يكون للواليات حق التشريع مادام االتحاد ال يمارس حقه في التشريع وإلى‬
‫الحد الذي ال يمارس فيه هذا الحق)‪.‬‬

‫‪ -1‬االختصاص التشريعي العادي‪-:‬‬


‫حق االقتراح ‪ :‬من القانون األساسي األلماني الحق في اقتراح القوانين‬
‫للحكومة االتحادية ولكل من أعضاء مجلسي البندستاج والبنديسرات ‪،3‬‬

‫ولكن البد من التفريق بين االقتراح المقدم من الحكومة االتحادية حيث‬


‫يعرض أوال على مجلس البنديسرات ‪ ،‬ويبدي األخير رأيه فيه خالل ستة‬

‫تور ي ‪ -‬ط ‪- 1‬‬


‫لدسد‬
‫نون ا‬
‫ا‬‫لقد‬
‫لقسدم األو ل ‪-‬مقدمدة ا‬
‫تور ي ‪ -‬ا‬
‫لدسد‬
‫نون ا‬
‫ا‬‫لقد‬
‫لددس د‪.‬سدعدعصدفور ‪ -‬ا‬ ‫‪ - 1‬راجدع يفتفصد‬
‫يل ذ‬
‫ار ف ‪ - 19 5 4 -‬ص ‪.277‬‬
‫ية ‪ -‬دار املع‬
‫ندر‬
‫اإلسك‬
‫اّب ت م‬
‫لغد‬
‫يدة ا‬
‫نم‬‫ت‬
‫لزراعدي و‬
‫ا جا‬
‫تد‬
‫ن‬‫يدة اإل‬
‫نم‬‫لعمدلعلدىت‬
‫ا ل يف ا‬
‫ث‬‫يلامل‬
‫ب‬‫اين إىل اشرتا ك اجمللسنيعلىس‬
‫تور األمل‬
‫لدس‬ ‫‪- 2‬لقد أش‬
‫ار ا‬
‫يدة اخلطدرةعلدى‬
‫ن‬‫يوا‬
‫ئدة واألمدرا احل‬
‫ب‬
‫افحدة األو‬
‫ت د ملك‬
‫لددتت‬
‫يدد اإلجدرانا ت ا‬
‫كدلس إىل اشدرتا ك اجمللسددني يفحتد‬
‫( ‪ ،) 17/74‬و‬
‫ام‬
‫يهد‬
‫افظدةعل‬
‫يلدة واف‬
‫لطو‬
‫ا تا‬
‫اف‬
‫لطدرذ ذا تاملسد‬
‫ان ا‬
‫نشد‬
‫ارا ت وإ‬
‫ي‬‫لسد‬
‫كدة ا‬
‫لدا ي وحر‬
‫نقدل ا‬
‫ل‬‫يم ا‬
‫نظ‬‫ت‬
‫اعة م ( ‪،) 19 /74‬و‬
‫احل اجلم‬
‫مص‬
‫( ‪.) 22/74‬‬
‫تور‪.‬‬ ‫‪ - 3‬م ( ‪) 1 /76‬من ا‬
‫لدس‬

‫‪252‬‬
‫أسابيع ‪ 1 ،‬وبين االقتراح المقدم من قبل مجلس البنديسرات ‪ ،‬الذي يقدم أوال‬

‫للحكومة االتحادية ‪ ،‬حيث تقوم هذه بإبداء رأيها في االقتراح بمذكرة ترفقها‬
‫مع االقتراح المقدم من مجلس البنديسرات‪ ،‬ومما الش فيه أن ذل يضعف‬
‫من دور مجلس الواليات فيما يتعلق باقتراح القوانين ‪ 2،‬ونرى أن السبب‬

‫الذي يقف وراء هذا التمييز هو ضمان جدية االقتراحات التي يتقدم بها‬
‫أعضاء مجلس البنديسرات قبل عرضها على مجلس النواب ( البندستاج)‬
‫( البنديسرات) خاضعين لتوجيه حكوماتهم مما قد‬ ‫حيث يكون أعضاؤه‬
‫يدفعهم للتقدم باقتراحات ت دم مصلحة الواليات حسب ‪ ،‬وعلى ذل نجد أن‬
‫غالبية المشاريع المطروحة أمام مجلس النواب تأتي أما من الحكومة‬
‫‪3‬‬
‫االتحادية أو من مجلس النواب ( البندستاج) ذاته‪.‬‬

‫لقد ذكر الدستور المسائل التي ي تص المجلسان بتشريعها على وجه‬


‫االشتراد وعلى سبيل الحصر وبسرد مطول ‪ ،‬إذ يبلغ عددها (‪ )24‬مسألة‪،‬‬
‫‪ 4‬ومن بين هذه المسائل ولعل أهمها تشريع القوانين المدنية والجنائية ‪ ،‬وهذا‬

‫يعني أن تشريع بقية القوانين سيكون من اختصاص مجلس الواليات حيث لم‬
‫تذكر ضمن المسائل التي ي تص مجلس االتحاد بتشريعها‪ ،‬وهذه القوانين ال‬
‫تقل أهمية عن القانون المدني والجنائي ‪ ،‬كقوانين األحوال الش صية ‪،‬‬
‫والتجارة ‪ ،‬والجمارد ‪ ،‬والنقل ‪ ،.....‬وربما كان األفضل أن يجعل الدستور‬

‫تور‪.‬‬ ‫‪ - 1‬م ( ‪) 76‬من ا‬


‫لدس‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.129‬‬ ‫‪- 2‬املربل‬
‫يشكه ‪-‬مصدرسا‬
‫‪3-‬‬ ‫‪Hans Trosman- op- cit- p. 79.‬‬
‫تور‪.‬‬ ‫‪ - 4‬م ( ‪) 74‬من ا‬
‫لدس‬

‫‪253‬‬
‫تشريع كافة القوانين التي تمس االتحاد بأسره من اختصاص المجلسين أو‬
‫من اختصاص مجلس االتحاد ‪ ،‬وذل من خالل وضع قاعدة عامة تبين هذا‬
‫االختصاص واالبتعاد عن السرد المطول أو التعداد على سبيل الحصر ‪،‬‬
‫فهذا السرد منتقدا بذاته عالوة على أن اختصاصات أخرى قد يجري إغفالها‬
‫نتيجة ذكر اختصاصات معينة على سبيل الحصر‪.‬‬
‫‪-‬االختصاص المالي‪ :‬يمارس المجلسان ( البندستاج والبنديسرات)‬
‫اختصاصا ماليا ينصب في غالبيته على تنظيم الضرائب ‪ 1 ،‬ونرى أن السبب‬

‫الذي يقف وراء من هذا االختصاص للمجلسين على وجه االشتراد هو أن‬
‫الضريبة هي إحدى الموارد المالية لالتحاد كما تكون إحدى الموارد المالية‬
‫للواليات ‪ ،‬هذا من جانب ومن جانب أخر ترتبط الضريبة بالمستوى‬
‫ال يمكن أن تترد هذه المسألة ألحد‬ ‫المعيشي للمكلفين بها ‪ ،‬على ذل‬
‫المجلسين دون اآلخر ‪ ،‬وحدد الدستور اختصاص المجلسين بتنظيم أنواق‬
‫معينة من الضرائب ذكرها على سبيل الحصر ‪ ،‬وهي الضرائب المفروضة‬
‫على ( المواد االستهالكية واألموال اليابتة ‪ ،‬ضريبة الدخل ورأس المال‬
‫‪2‬‬
‫والتركات والهبات ‪ ،‬والضريبة العينية)‪.‬‬

‫ويمارس المجلسان ( البندستاج والبنديسرات) اختصاصات مالية‬


‫أخرى ‪،‬ومنها إقرار الموازنة العامة قبل العمل بها ‪ ،‬وبعد إقرار الموازنة‬

‫يع‬
‫تشدر‬
‫امدة و‬
‫لع‬
‫يدة ا‬
‫ل‬‫ا‬
‫يدة ‪-‬امل‬
‫القواعددمقدررة ) راجدع د‪.‬حممدد راي عط‬
‫فقد‬
‫ئده و‬
‫ا ليلدزم األفدرا دأب دا‬
‫بلد مدناملد‬
‫بة (م‬
‫ي‬ ‫‪- 1‬ا‬
‫لضدر‬
‫ار ف ‪ - 19 5 8 -‬ص ‪.10 0‬‬
‫أة املع‬
‫نش‬‫ية ‪-‬م‬
‫ندر‬
‫ئب ‪ -‬ج ‪ - 1‬اإلسك‬
‫لضرا‬
‫ا‬
‫‪2-‬‬ ‫‪Hans Trosmann- op- cit- p. 122.‬‬

‫‪254‬‬
‫العامة ليس للبرلمان زيادة نفقات الميزانية إال بعد موافقة الحكومة‬
‫‪1‬‬
‫االتحادية‪.‬‬

‫وتمارس برلمانات العالم في نهاية السنة المالية ‪ ،‬عملية فحص‬


‫الحسابات ال تامية للحكومة للتحقق من مدى التزامها بما ورد في بنود‬
‫الميزانية ‪ 2،‬وتحسبا لإلهمال الذي قد يقع فيه البرلمان عند فحصه الحسابات‬

‫ال تامية للحكومة ‪،‬لسعة النشانات التي يمارسها من ناحية ولعدم توافر‬
‫ال برة واالختصاص الماليين ألعضائه من ناحية أخرى ‪ ،‬فقد أوكلت غالبية‬
‫برلمانات العالم هذه المهمة لدوائر مالية مت صصة ‪ ،‬وقد ساير الدستور‬
‫األلماني هذا االتجاه ‪ ،‬حينما نان هذه المهمة بديوان المحاسبة الذي يتولى‬
‫مهمة فحص الحسابات السنوية ويقدم تقريرا عنها إلى مجلسي البندستاج‬
‫‪3‬‬
‫والبنديسرات‪.‬‬

‫تنظيم أقامة األجانب واستقرارهم ‪ :‬نظرا ألهمية أقامة األجانب واستقرارهم‬


‫فقد أوكل الدستور األلماني تنظيم هذه المسألة إلى مجلسي البندستاج‬
‫والبنديسرات وعلى وجه االشتراد ‪4 ،‬ونرى أن من األسباب التي تقف وراء‬

‫من المجلسين هذا االختصاص هو أن أقامة األجنبي سواء أكانت مؤقتة أو‬
‫على وجه االستقرار تمس أمن االتحاد والواليات معا‪ ،‬كما أن هذه اإلقامة‬

‫بق ‪ -‬ص ‪.13 6‬‬ ‫‪- 1‬أملربل‬


‫يشكه ‪-‬مصدرسا‬
‫لعدريب ‪- 1 9 5 1 -‬‬
‫لفكدر ا‬
‫تور ي ‪ -‬ط ‪- 3‬مصدر ‪ -‬دار ا‬
‫لدسد‬
‫نون ا‬
‫ا‬‫لقد‬
‫او ي ‪-‬مدوجز ا‬
‫لطمد‬
‫ان ا‬
‫يم‬‫يدل ود‪.‬سدل‬
‫انخل‬ ‫‪ - 2‬د‪.‬ع‬
‫ثمد‬
‫ا‪.‬‬
‫ابعده‬
‫ص ‪ 4 4 5‬وم‬
‫‪3-‬‬ ‫‪Hans Trosmann0 op- cit- p. 125.‬‬
‫احة‪،‬أوقددتكدون‬
‫ي‬‫لسد‬
‫لعددال ج أو ا‬
‫لدراسة أو ا‬
‫ارضةألغرا ا‬
‫امةع‬
‫نيبأق‬
‫امة األج‬
‫تور ‪-‬قدتكونأق‬ ‫‪ - 4‬م ( ‪) 4 /74‬من ا‬
‫لدس‬
‫لة‪.‬‬
‫لدو‬
‫يم ا‬
‫نة يفإقل‬
‫ي‬‫نةمع‬
‫نيبمه‬
‫أنيزاو ل األج‬
‫تقرارك‬
‫لدوا م واالس‬
‫يل ا‬
‫ب‬‫امةعلىس‬
‫هب اإلق‬

‫‪255‬‬
‫والسيما الدائمة منها تؤثر في اقتصاد االتحاد والواليات وباألخص على‬
‫فرص العمل المتوفرة لمواننيها ‪ ،‬على ذل ال يمكن أن تترد مسألة تنظيم‬
‫ذل ألحد المجلسين دون أشراد المجلس اآلخر فيها‪.‬‬
‫تنظيم دفع التعويضات الناجمة عن الحرب ‪ :‬قد ترتكب الدولة خطأ يوجب‬
‫مسئوليتها فتكون حينذاد ملزمة بدفع التعويضات الناشئة عن فعلها الضار‬
‫‪ 1 ،‬وقد تترتب المسؤولية على الدولة نتيجة لقيامها بأعمال عادية أو نتيجة‬

‫لقيمها بأعمال حربية غير مشروعة ‪ 2،‬ونرى أن السبب الذي يقف وراء‬

‫من هذا االختصاص للمجلسين هو التعويضات الكبيرة التي فرضت على‬


‫ألمانيا نتيجة للحرب العالمية اليانية ‪ ،‬وربما كان األفضل أن يوسع الدستور‬
‫اختصاص المجلسين ليشمل فيه التعويضات عن األضرار الناشئة عن فعل‬
‫الدولة الضار دون أن يقصر ذل على ال سائر وتعويضات الحرب‪.‬‬
‫االختصاص االنتخابي‪ -:‬يمارس المجلسان بموجب المادة (‪ )94‬من الدستور‬
‫اختصاصا انت ابيا واحدا ‪ ،‬هو انت اب أعضاء المحكمة الدستورية االتحادية‬
‫‪ ،‬إذ ينت ب مجلس النواب نصف أعضاء المحكمة وينت ب مجلس الواليات‬
‫‪3‬‬
‫النصف اآلخر‪.‬‬

‫لفعدلغدري‬
‫قدوغ ا‬
‫بدل و‬
‫يدهق‬
‫انعل‬
‫اكد‬
‫ا دة ارمدر إىل مد‬
‫ثل يف أعد‬
‫تم‬‫ت‬
‫ية ‪ - :‬و‬
‫ن‬‫ي‬
‫لع‬
‫ا تا‬
‫يض‬‫تعو‬
‫ل‬‫ا ت إىل ‪ - 1‬ا‬
‫يض‬‫تعو‬
‫ل‬ ‫‪-1‬و‬
‫تقسم هب ا‬
‫لفعدلغدرياملشدروغ ‪ -‬د‪.‬‬
‫امجدةعدن ا‬
‫ن‬‫ل‬
‫ي األضدرار ا‬
‫تعدو‬
‫ا لل‬
‫بل منامل‬
‫ثل يف دفعم‬
‫تم‬‫ت‬
‫ية ‪ - :‬و‬
‫نقد‬
‫ل‬‫ا تا‬
‫يض‬‫تعو‬
‫ل‬‫املشروغ ‪ - 2-‬ا‬
‫ية افدودة ‪ - 19 8 7 -‬ص ‪.29 3 - 29 2‬‬
‫ن‬‫لف‬
‫اعة ا‬
‫ب‬‫يةللط‬
‫لعراق‬
‫كة ا‬
‫لشر‬
‫ا م ‪-‬بغدا د ‪ -‬ا‬
‫لع‬
‫لدويل ا‬
‫نون ا‬
‫ا‬‫لق‬
‫ية ‪ -‬ا‬
‫لعط‬
‫ا ما‬
‫عص‬
‫لددويل ‪-‬سلدد‬
‫نون ا‬
‫ا‬‫يةللقد‬
‫ا تعدن األضدرار ‪ -‬اجمللدةاملصدر‬
‫يضد‬
‫تعو‬
‫ل‬‫ثالدي ضددمصدر وا‬
‫ل‬‫تددان ا‬
‫اشدي ‪ -‬االع‬
‫ب‬ ‫‪ - 2‬د‪.‬حممدد ز‬
‫كديغ‬
‫‪ - 19 5 7 - 13‬ص ‪.118‬‬
‫ت ددبنصدفهمبواسدطةسلددجم‬
‫ن‬‫يني‬
‫انآخدر‬
‫يني ومدن أعضد‬
‫اد‬‫اة احت‬
‫يةمنقض‬
‫اد‬‫ية االحت‬
‫تور‬
‫لدس‬ ‫‪ - 3‬م ( ‪- 1 ( ) 9 4‬ت‬
‫تكون افكمة ا‬
‫لدوالاي ت أو يفحكومدة‬
‫ندوا ب أوسلددجم ا‬
‫ل‬‫يةسلددجم ا‬
‫كوا يفعضو‬
‫لوالاي ت وجيب إاليشرت‬
‫نصف ارخربواسطةسلجم ا‬
‫ل‬‫نوا ب وا‬
‫ل‬‫ا‬

‫‪256‬‬
‫ونرى إن سبب ت ويل المجلسين هذا االختصاص هو الوليفة‬
‫ال طيرة التي تمارسها المحكمة الدستورية ‪ ،‬إذ تنظر في التهمة الموجهة إلى‬
‫رئيس الجمهورية من مجلس النواب أو الواليات‪ 1،‬وإذا ثبت لها مسؤولية‬

‫رئيس الجمهورية عن التهمة التي وجهت إليه لها أن تقرر عزله من منصبه‬
‫كما لها أن توقفه عن عمله بعد توجيه التهمة إليه حتى يصدر قرارها‬
‫‪2‬‬
‫النهائي‪.‬‬

‫‪-‬االختصاص القضائي‪ :‬يمارس كل من مجلس النواب ومجلس الواليات‬


‫اختصاصا قضائيا على درجة من األهمية ‪ ،‬إذ لكل منهما توجيه التهمة إلى‬
‫رئيس الجمهورية في حالة م الفته ألحكام القانون األساسي أو أي قانون‬
‫اتحادي أخر ‪ 3 ،‬وال يجوز توجيه التهمة إال بناء على نلب مقدم من قبل ربع‬

‫أعضاء المجلس في األقل وذل إلضفاء الجدية على هذا الطلب ‪ ،‬وال يصدر‬
‫‪4‬‬
‫قرار توجيه التهمة في المجلس إال إذا حصل على أغلبية ثليي أعضائه ‪،‬‬

‫وأشترن الدستور هذه النسبة ل طورة اآلثار المترتبة على صدور قرار‬
‫توجيه التهمة ‪ ،‬إذ قد يترتب عليها وقف رئيس الجمهورية عن ممارسة مهام‬

‫لددتيكدون‬
‫اال ت ا‬
‫ا وادد د احلد‬
‫ا دة د‬
‫ا م واإلجدرانا ت اخل‬
‫نظد‬
‫ل‬‫ا د يا‬
‫نون احتد‬
‫ا‬‫لدوالاي ت ‪- 2-‬يضدعقد‬
‫الدة يف ا‬
‫ا تاملم‬
‫ئد‬
‫ي‬‫ا د أو اهل‬
‫االحتد‬
‫نون )‪.‬‬
‫ا‬‫لق‬
‫اقوة ا‬
‫القراراهت‬
‫يه‬‫ف‬
‫نون‬
‫ا‬‫بقدةقد‬
‫ا‬‫لفصدل يفمدد (مط‬
‫تور وا‬
‫لدسد‬
‫تفسدري ا‬
‫ا ت أخدر ( (ك‬
‫ا د‬
‫تص‬‫ار سهدب افكمدة اخ‬
‫يفةمتد‬
‫لوظ‬ ‫‪ - 1‬وّبإلض‬
‫افة إىلهب ا‬
‫لدة وجدودخددال فحدو ل‬
‫ا‬‫لفصدل يفح‬
‫يدة‪......‬وا‬
‫اد‬‫ية أوامل‬
‫لشدكل‬
‫يدة ا‬
‫اح‬‫ن‬
‫ل‬‫تورمدن ا‬
‫لدوالاي تللدسد‬
‫يدةمدن ا‬
‫نون وال‬
‫ا‬‫ا د ي أوقد‬
‫احتد‬
‫لدوالاي ت‬
‫ا د وا‬
‫ا مبددني االحتد‬
‫لعد‬
‫نون ا‬
‫ا‬‫لقد‬
‫تعلقدةّب‬
‫ا ت األخر ( امل‬
‫ازع‬
‫ن‬‫لفصل يفامل‬
‫لوالاي ت‪ ......‬وا‬
‫ا د وا‬
‫ا تكلمن االحت‬
‫ب‬‫حقوذ وواج‬
‫لوالاي ت امل تلفة‪ .) ......‬م ( ‪.) 9 3‬‬
‫أوبني ا‬
‫تور‪.‬‬ ‫‪ - 2‬م ( ‪) 2/61‬من ا‬
‫لدس‬
‫تور‪.‬‬ ‫‪ - 3‬م ( ‪) 1 /61‬من ا‬
‫لدس‬
‫‪4-‬‬ ‫‪Hans Trosmann- op- cit- p.138.‬‬

‫‪257‬‬
‫عمله قبل صدور قرار المحكمة النهائي ‪ 1،‬وقد تقرر المحكمة براءته من‬

‫التهمة الموجهة إليه ‪ ،‬على ذل البد من إحانة قرار توجيه التهمة بضمانات‬
‫تحمي رئيس الجمهورية من التهم الكيدية الموجة إليه‪.‬‬
‫‪ -2‬االختصاص التأسيسي‪:‬‬
‫نص الدستور على أنه ال يمكن تعديله إال بقوانين تعدل أو تكمل‬
‫بصراحة نصوصه ‪ 2 ،‬كما نص على أنه أي قانون من هذا القبيل يجب أن‬

‫يوافق عليه ثاليا مجلس النواب ومجلس الواليات ‪ 3 ،‬ووجه المساواة في هذا‬
‫االختصاص هو أن تعديل الدستور قد يمس حقوق االتحاد والواليات على‬
‫حد سواء ‪.‬‬
‫‪-‬االختصاصات التي ينفرد مجلس البندستاج بممارستها‬
‫ينفرد مجلس البندستاج بممارسة جملة من االختصاصات ‪ ،‬ويوض‬
‫الدستور في المادة (‪ )71‬منه معنى االختصاص المانع أو االنفرادي هذا‬
‫بقوله أنه ( في المسائل التي تقع حصرا ضمن الصالحيات التشريعية‬
‫لالتحاد ال تكون للواليات صالحية التشريع إال إذا خولها قانون اتحادي ذل‬
‫بصراحة وإلى هذا الحد من الت ويل) ‪ ،‬وسنبحث في هذا الفرق أهم‬
‫االختصاصات ‪.‬‬
‫‪ -1‬االختصاص التشريعي العادي ‪-:‬‬
‫يمارس مجلس البندستاج أحد عشر اختصاصا تشريعيا في مجاالت‬
‫متعددة منها‪-:‬‬

‫تور‪.‬‬ ‫‪ - 1‬م ( ‪) 2/63‬من ا‬


‫لدس‬
‫تور‪.‬‬ ‫‪ - 2‬م ( ‪) 1 /79‬من ا‬
‫لدس‬
‫تور‪.‬‬ ‫‪ - 3‬م ( ‪) 2/79‬من ا‬
‫لدس‬

‫‪258‬‬
‫‪ -‬ما يتعلق بالشؤون الخارجية وشؤون الدفاع ‪ -:‬خص الدستور األلماني‬
‫مجلس النواب ( البندستاج) بهذا االختصاص لتعلقه بتنظيم نشان الدولة في‬
‫أهم حقلين من حقول نشانها ‪ ،‬هما حقل الدفاق بما فيه حماية السكان‬
‫‪1‬‬
‫المدنيين والشؤون ال ارجية‪.‬‬

‫ونرى أن هناد سببين يقفان وراء من هذا االختصاص لمجلس‬


‫النواب ( البندستاج) دون مجلس الواليات ( البنديسرات) هما‪-:‬‬
‫األول ‪-‬أن أعضاء هذا المجلس منت بون لمدة أربع سنوات وهذا ما يضمن‬
‫لهم نوعا من االستقرار عند ممارسة عملهم ‪ ،‬وشؤون الدفاق والشؤون‬
‫ال ارجية تتطلب بطبيعتها درجة عالية من االستقرار النسبي ‪،‬أما أعضاء‬
‫مجلس الواليات ( البنديسرات) فهم معينون من قبل حكومات الواليات ولها‬
‫عزلهم متى شاءت دون أن يقيدها في ذل انقضاء مدة معينة‪.‬‬
‫الياني ‪ -‬أن أعضاء مجلس البندستاج يجري انت ابهم باالقتراق العام وهم‬
‫مميلو االتحاد كله وهذا يضمن لهم االستقالل وصفة التمييل الشامل عند أداء‬
‫أعمالهم في المجلس ‪،‬أما أعضاء مجلس البنديسرات فهم معينون من قبل‬
‫حكوماتهم ويميلون والياتهم في المقام األول ‪ ،‬ومن ثم سي ضع أعضاء هذا‬
‫المجلس لتأثير حكوماتهم المستمر ‪ ،‬بل أن ذل سيكون دافعا لهم لتفضيل‬
‫مصلحة والياتهم على مصلحة االتحاد ‪ ،‬وبمعنى أخر أن الشؤون الدفاعية‬
‫وال ارجية تعني االتحاد كله ال بعض الواليات ‪ ،‬ولذل كان من الطبيعي‬
‫نون مهمة التشريع فيهما بالمجلس الذي يميل هذا االتحاد‪.‬‬

‫تور‪.‬‬ ‫‪ - 1‬م ( ‪) 1 /73‬من ا‬


‫لدس‬

‫‪259‬‬
‫ي تص مجلس النواب بوضع‬ ‫‪-‬وضع ضوابط منح الجنسية األلمانية‪-: 1‬‬

‫ضوابط من الجنسية األلمانية لألجانب الراغبين في اكتسابها ‪ ،‬ونرى أن‬


‫من أسباب من مجلس النواب هذا االختصاص هو ضمان التنظيم الموحد‬
‫لهذه المسألة لتعلقها باالتحاد بأسره‪ ،‬دون أن يكون ذل متعلقا بوالية دون‬
‫لمجلس الواليات ألدى إلى أحداث نوق من‬ ‫أخرى ولو ترد تنظيم ذل‬
‫االرتباد والتباين في تنظيم هذه المسألة ‪ ،‬فقد تضع كل والية ضوابط لمن‬
‫الجنسية ت تلف عن الضوابط التي تضعها والية أخرى ‪ ،‬وتجنبا لهذا‬
‫التناقض المتوقع من مجلس النواب هذا االختصاص ‪ ،‬ومن األمور التي‬
‫ينفرد بها هذا المجلس في هذا المضمار تنظيم حرية االنتقال وجوازات‬
‫السفر والهجرة إلى ألمانيا ومنها وتبادل تسليم المجرمين‪.‬‬
‫‪ -‬تنظيم شؤون العملة واالئتمان والنقد والموازين والمكاييل‪ -:2‬مما الش‬

‫فيه أن لكل دولة سواء أكانت اتحادية أو موحدة ‪ ،‬وحدة للموازين والمقاييس‬
‫كما أن لها عملة موحدة يجري التعامل بها في سائر أنحاء الدولة ‪ ،‬وضمانا‬
‫الدستور األلماني مجلس النواب‬ ‫للتنظيم الموحدة لهذه المسألة فقد من‬
‫( البندستاج) دون مجلس الواليات ( البنديسرات) حق التشريع فيها‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -:‬من الدستور‬ ‫‪ -‬تنظيم كل ما يتعلق بالمسائل الجمركية والتجارية‬
‫األلماني مجلس النواب ( البندستاج) دون مجلس الواليات ( البنديسرات)‬
‫اختصاصا للتشريع في هذه المسائل لمساسها المباشر بمصلحة االتحاد كله‬
‫ولتوحيد التشريع فيها ‪ ،‬وعلى ذل فال يمكن ترد تنظيم هذه المسألة لمجلس‬

‫تور‪.‬‬ ‫‪ - 1‬م ( ‪) 2/73‬من ا‬


‫لدس‬
‫تور‪.‬‬ ‫‪ - 2‬م ( ‪) 4 /73‬من ا‬
‫لدس‬
‫تور‪.‬‬ ‫‪ - 3‬م ( ‪) 5 /73‬من ا‬
‫لدس‬

‫‪260‬‬
‫الواليات ويدخل في هذا الباب أيضا تشريع مجلس النواب وحده في مسائل‬
‫المعاهدات التجارية والمالحة وحرية انتقال السلع وتبادل السلع والمدفوعات‬
‫مع الدول األجنبية‪.‬‬

‫‪ -2‬االختصاص التشريعي االستثنائي‪-:‬‬


‫إلى جانب االختصاصات التشريعية العادية التي يمارسها مجلس‬
‫النواب ‪ ،‬هناد جملة من االختصاصات التي يمكن أن يمارسها على وجه‬
‫االستيناء واالنفراد ‪ ،‬والتي تدخل ضمن االختصاصات التي يمارسها مجلس‬
‫النواب والواليات على وجه االشتراد ‪ ،‬ويمارس مجلس النواب هذه‬
‫االختصاصات في أربع حاالت هي‪-:‬‬
‫أ‪ -‬عندما ال يتسنى تنظيم أمر من األمور بطريقة فعّالة عن نريق التشريع‬
‫الذي تصدره الواليات الم تلفة ‪ 1 ،‬ويمكن تصور ذل في حالتين ‪:‬‬

‫‪ -1‬أن يتماهل مجلس الواليات في معالجة مسألة معينة‪.‬‬


‫‪ -2‬أن يعالج مجلس الواليات هذه المسألة معالجة ناقصة أو بصورة غير‬
‫حاسمة ‪ ،‬وتداركا للنقص واإلهمال الحاصل من مجلس الواليات ‪،‬أجاز‬
‫القانون األساسي لمجلس النواب معالجة هذه المسألة من خالل إصدار‬
‫تشريع يسد هذا النقص الذي وقع فيه مجلس الواليات‪.‬‬

‫تور‪.‬‬ ‫‪ - 1‬م (‪) 2/72‬من ا‬


‫لدس‬

‫‪261‬‬
‫ب‪ -‬عندما يؤثر تنظيم أمر من األمور عن نريق قانون تصدره إحدى‬
‫‪1‬‬
‫مجموق الواليات ‪،‬‬ ‫الواليات في مصلحة والية أخرى أو في مصال‬

‫وللموازنة بين مصال الواليات من جهة وللحد من المنازعات التي قد‬


‫تحصل بين الواليات نتيجة لذل من جهة أخرى ‪ ،‬فقد من القانون األساسي‬
‫مجلس النواب صالحية تنظيم هذه المسألة بطريقة توازن بين مصال‬
‫الواليات جميعا‪.‬‬
‫حماية الوحدة القانونية أو االقتصادية وبوجه‬ ‫جل –عندما يتطلب ذل‬
‫ال اص المحافظة على تجانس لروف المعيشة خارج حدود إحدى الواليات‬
‫‪ 2،‬فقد يمن القانون األساسي مجلس الواليات صالحية تنظيم مسألة معينة‬

‫لتعلقها بمصلحة الواليات ‪ ،‬ولكن تنظيم هذه المسألة من قبل مجلس الواليات‬
‫أجاز‬ ‫قد يمس مصلحة االتحاد ووحدته القانونية أو االقتصادية ‪ ،‬لذل‬
‫الدستور لمجلس النواب تنظيم هذه المسألة بطريقة يوازن فيها بين مصلحة‬
‫االتحاد والواليات في ذات الوقت ‪ ،‬بالرغم من أن تنظيم هذه المسألة يقع‬
‫ضمن اختصاص مجلس الواليات أصال‪.‬‬
‫د‪ -‬حالة الدفاق‪ -:‬نص الدستور على أن لالتحاد حق ممارسة التشريع‬
‫المشترد حتى في المسائل التي تعود لالختصاص التشريعي للواليات وذل‬
‫بسن قوانين تطبق عند قيام حالة الدفاق وتتطلب هذه القوانين موافقة مجلس‬
‫‪3‬‬
‫البنديسرات‪.‬‬

‫‪ -3‬االختصاص االنتخابي‪-:‬‬

‫تور‪.‬‬ ‫‪ - 1‬م (‪) 2/72‬من ا‬


‫لدس‬
‫تور‪.‬‬ ‫‪ - 2‬م (‪) 2/72‬من ا‬
‫لدس‬
‫تور‪.‬‬ ‫‪ - 3‬م ( ‪/115‬جد )من ا‬
‫لدس‬

‫‪262‬‬
‫يمارس مجلس النواب وليفة انت اب مستشار االتحاد باألكيرية‬
‫بناء على اقتراح رئيس الجمهورية ‪ 1،‬ولمجلس البندستاج في ذات الوقت‬

‫صالحية سحب اليقة منه بأكيرية األصوات ‪ ،‬على أن ي تار خلفا له ويطلب‬
‫إلى رئيس الجمهورية عزله من منصبه ‪ ،‬وفي هذه الحالة يلزم رئيس‬
‫‪2‬‬
‫الجمهورية باالستجابة لهذا الطلب وتعيين من وقع عليه االختيار‪.‬‬

‫ونرى أن من مجلس النواب ( البندستاج) صالحية اختيار وعزل‬


‫مستشار االتحاد ي ضع المستشار لتأثير مجلس النواب المستمر وسيكون‬
‫هذا مهددا بالعزل متى ما فقد ثقة مجلس النواب ‪ ،‬وربما كان األجدر بالقانون‬
‫األساسي من مجلسي النواب والواليات هذه الصالحية على وجه االشتراد‬
‫للحد من تأثير وتهديد مجلس النواب للمستشار‪.‬‬

‫‪ -4‬الموافقة على المعاهدات‪-:‬‬


‫نظرا ألهمية المعاهدات واآلثار المترتبة عليها ‪ ،‬خص الدستور‬
‫األلماني مجلس النواب بالموافقة على المعاهدات بعد عقدها من قبل الرئيس‬
‫االتحادي ‪ ،‬ولكنه قصر ذل على نوعين من المعاهدات فقط هما‪-:‬‬
‫‪ -‬المعاهدات التي تتناول تنظيم العالقات السياسية لالتحاد‪.‬‬
‫‪ -‬المعاهدات التي تدخل في نطاق التشريع االتحادي ‪ 3 ،‬كما من الدستور‬
‫‪1‬‬
‫األلماني مجلس النواب صالحية إبرام معاهدات السالم‪.‬‬

‫تور‪.‬‬ ‫‪ - 1‬م ( ‪) 1 /63‬من ا‬


‫لدس‬
‫تور‪.‬‬ ‫‪ - 2‬م (‪) 1 /67‬من ا‬
‫لدس‬
‫تور‪.‬‬ ‫‪ - 3‬م ( ‪) 2/5 9‬من ا‬
‫لدس‬

‫‪263‬‬
‫وال غرابة في أن ي ص الدستور مجلس النواب هذه الصالحية‬
‫أن‬ ‫الهامة بعد ت ويله حق التشريع في الشؤون ال ارجية ‪ ،‬والش‬
‫المعاهدات تؤلف أبرز جوانب الشؤون ال ارجية ‪ ،‬وعالوة على هذا أن‬
‫‪2‬‬
‫الدستور أوكل إلى االتحاد إدارة وتنظيم عالقات ألمانيا بالدول األجنبية ‪،‬‬

‫ومن المعروف أن المعاهدات هي الوسيلة الرئيسية لتنظيم العالقات بين‬


‫الدول‪.‬‬
‫وبالرغم من صلالحيات المجللس هلذه ‪ ،‬نلص الدسلتور عللى وجلوب‬
‫التشاور قبل وقت كاف مع الوالية المعنية قبل عقد أي معاهدة ‪ 3 .‬كما نلص‬

‫على أن للواليلات أن تعقلد معاهلدات ملع اللدول األجنبيلة بموافقلة الحكوملة‬


‫االتحاديللة وذلل فللي المسللائل التللي تملل حللق التشللريع فيهللا ‪،‬وبللذل تملل‬
‫الواليات صلالحيات تعاهديله وأن كانلت محلددة ‪ ،‬وهلذه سلمة ال توجلد فلي‬
‫‪4‬‬
‫الكيير من األنظمة االتحادية الحالية‪.‬‬

‫المبحث الثالث‬
‫النظام المجلسي ( نظام حكومة المعية)‬
‫)‪(Le Gouvernement d Assemblée‬‬
‫أن نظام حكومة الجمعية أو النظام المجلسي ‪ ،‬كما تدل عليه تسميته‬
‫يقوم على ترجي كفة السلطة التشريعية على السلطة التنفيذية ‪،‬إذ يركز هذا‬

‫تور‪.‬‬ ‫‪ - 1‬م ( ‪/115‬ن )من ا‬


‫لدس‬
‫تور‪.‬‬ ‫‪ - 2‬م (‪) 2/3 2‬من ا‬
‫لدس‬
‫تور‪.‬‬ ‫‪ - 3‬م (‪) 2/3 2‬من ا‬
‫لدس‬
‫ارن ‪ -‬غ‬
‫نوناملقد‬
‫ا‬‫لقد‬
‫يده ‪-‬سلدة ا‬
‫اهد‬
‫ا تتع‬
‫ي‬‫يدة ددالح‬
‫اد‬‫لة االحت‬
‫لدو‬
‫نح أجزان ا‬
‫بغيم‬
‫ن‬‫اظم ‪-‬هلي‬
‫لك‬ ‫‪- 4‬ا‬
‫نظر د‪ .‬احلجوا د ا‬
‫نة ‪ - 19 8 2 - 10‬ص ‪.19 6‬‬
‫لس‬‫‪ - 15‬ا‬

‫‪264‬‬
‫النظام غالبية الصالحيات الهامة بيد السلطة التشريعية ‪ ،‬سواء أكانت هذه‬
‫الصالحيات تشريعية أم تنفيذية ‪.‬‬
‫وعرفت فرنسا هذا النظام ‪،‬كنظام استينائي مؤقت يعقب اليورات‬
‫‪،‬فعرفت هذا النظام عقب ثورة سنة ‪ ، 1792‬وبعد ثورة سنة ‪ ، 1848‬وعلى‬
‫‪1‬‬
‫هثر انهيار إمبرانورية نابليون اليالث سنة ‪. 1870‬‬
‫وأخذت بهذا النظام كل من بروسيا سنة ‪ 1919‬والساكسن سنة‬
‫‪ 1920‬وبافريا والنمسا في الفترة الواقعة بين سنتي ‪ 1929-1920‬وتركيا‬
‫‪2‬‬
‫سنة ‪. 1924‬‬
‫ويتسم النظام المجلسي بال صائص التالية ‪-:‬‬
‫‪ -1‬تفوق السلطة التشريعية ‪ -:‬إن أهم خصائص النظام المجلسي ‪،‬هو عدم‬
‫التوازن بين السلطات ‪ ،‬حيث تتركز غالبية الصالحيات الهامة بيد البرلمان ‪،‬‬
‫حتى تبدو السلطة التشريعية وكأنها السلطة الوحيدة أو الفعلية في الدولة وما‬
‫السلطات األخرى إال أدوات أو وسائل لتنفيذ سياسة السلطة التشريعية ‪.‬‬
‫ويأتي هذا التفوق بفعل اختيار أعضاء البرلمان من قبل الشعب‬
‫مباشرة ‪،‬أو أليمان الشعب بعدم القدرة على ممارسة المهام التي تضطلع بها‬
‫السلطة التشريعية بصورة مباشرة ‪ ،‬من هنا ال يجري العمل بهذا النظام إال‬
‫في الدولة التي تأخذ بنظام الديمقرانية شبه المباشرة‪.‬‬
‫‪-2‬تبعية السلطة التنفيذية للسلطة التشريعية ‪ -:‬في هذا النظام تمارس السلطة‬
‫التشريعية صالحيات باللة األهمية تجاه السلطة التنفيذية ‪ ،‬فت تص باختيار‬
‫أعضاء السلطة التنفيذية ‪ ،‬وتوجه األوامر لهم ولها إللاء وتعديل قرارات‬

‫بق ‪ -‬ص ‪.28 0‬‬


‫ا‬‫لس‬
‫ان –املرجع ا‬
‫ثم‬‫انحممدع‬
‫ثم‬‫‪ - 1‬د‪.‬حسنيع‬
‫ياسي –‬
‫لس‬‫يم ا‬
‫نظ‬‫ت‬
‫امةلل‬
‫لع‬
‫تور ي – األسجم ا‬
‫لدس‬
‫نون ا‬
‫ا‬‫لق‬
‫ا دئ ا‬
‫ب‬‫ية – وم‬
‫اس‬‫ي‬
‫لس‬‫نظم ا‬
‫ل‬‫نظراي ت وا‬
‫ل‬‫‪ –2‬د‪.‬طعمة اجلر ف – ا‬
‫اهرة – ‪ - 19 62‬ص ‪.23 3‬‬
‫لق‬
‫ثة – ا‬
‫ي‬‫اهرة احلد‬
‫لق‬
‫بة ا‬
‫ت‬‫مك‬

‫‪265‬‬
‫السلطة التنفيذية ‪ ،‬كما يلزم الدستور عادة السلطة التنفيذية بتقديم تقرير إلى‬
‫السلطة التشريعية ‪ ،‬وفي ضوء هذا التقرير ‪ ،‬تقوم السلطة التشريعية بإصدار‬
‫األوامر والتوجيهات للسلطة التنفيذية ‪.‬‬
‫‪ - 3‬مسؤولية السلطة التنفيذية أمام البرلمان ‪ -:‬في النظام المجلسي للبرلمان‬
‫مساءلة السلطة التنفيذية وتوجيه األسئلة واالستجواب ألعضائها ‪ ،‬وبالمقابل‬
‫ليس للسلطة التنفيذية التدخل بعمل السلطة التشريعية ‪ ،‬فليس لها حق دعوة‬
‫البرلمان لالنعقاد أو فض دوراته أو حله أو مساءلة احد أعضائه أو اتهامه‬
‫بالفساد ‪.‬‬
‫وسوف نبحث السلطات العامة في النظام المجلسي في لل الدستور‬
‫السويسري النافذ لسنة ‪ ، 1874‬باعتبار أن سويسرا هي الدولة الوحيدة التي‬
‫تأخذ بهذا النظام في الوقت الحاضر ‪.‬‬
‫المطلب األول‬
‫السلطة التشريعية‬
‫( الجمعية االتحادية)‬
‫تتألف الجمعية االتحادية في سويسرا من مجلسين هما‬
‫المجلس الونني ومجلس الدولة ‪:‬‬
‫المجلس الوطني )‪ -: ( Consiel National‬يميل هذا المجلس الشعب‬
‫االتحادي ‪ ،‬ويجري انت اب أعضائه باالقتراق العام المباشر ‪ ،‬على أساس‬
‫نائب واحد لكل عشرين ألف نسمة ‪ ،‬ومدة والية هذا المجلس أربع سنوات ‪.‬‬

‫‪266‬‬
‫مجلس الدولة )‪ -: (Bundesrat)( Consiel des Etats‬يتألف هذا‬
‫المجلس من (‪ )44‬عضوا ‪ ،‬ويميل هذا المجلس المقانعات السويسرية على‬
‫‪1‬‬
‫أساس نائبين لكل مقانعة ‪ ،‬ونائب واحد لكل نصف مقانعة ‪.‬‬
‫واألصل اجتماق مجلسي البرلمان على حده ‪ ،‬وال يجتمع المجلسان‬
‫معا إال في أربع جلسات ‪ ،‬يجري خاللها اختيار رئيس( رئيس االتحاد)‬
‫وأعضاء المجلس االتحادي ‪ ،‬واختيار أعضاء المحكمة العليا وأعضاء‬
‫محكمة الضمان ‪ ،‬وتعيين قائد الجيش وفض منازعات االختصاص بين‬
‫‪2‬‬
‫سلطات االتحاد ‪.‬‬
‫وإلى جانب السلطة التشريعية االتحادية ‪ ،‬هناد سلطة تشريعية‬
‫محلية لكل كومون ‪ ،‬ويطلق على هذه السلطة عدة تسميات كالمجلس البلدي‬
‫‪( Parliament‬‬ ‫)‪ ( Consiel Municipal‬أو برلمان الكومون‬
‫)‪ Communal) ( Assemblee Communal‬أو مجلس المواننين‬
‫)‪(Assemble des citoyans‬أو اليندس غمايند )‪(Landsgemeinde‬‬
‫ويتراوح عدد أعضاء السلطة التشريعية في الكومون بين (‪ )9-7‬عضوا‬
‫وحسب عدد سكان الكومون ‪.‬‬
‫اختصاصات الجمعية االتحادية ‪-:‬‬
‫ت تص الجمعية االتحادية بعدد من االختصاصات الباللة األهمية ‪،‬‬
‫ومن بينها تشريع القوانين االتحادية وعقد المعاهدات واألحالف الدولية‬
‫واالعتراف بالدول األخرى وات اذ اإلجراءات الالزمة لحفظ األمن‬
‫ال ارجي والداخلي لالتحاد والمحافظة على استقالل الدولة وحيادها‬

‫بع – ص ‪.13 3‬‬


‫نةط‬
‫نون – دونس‬
‫ا‬‫لق‬
‫ية ا‬
‫امعةبغدا د ‪-‬كل‬
‫تور ي –ج‬
‫لدس‬
‫نون ا‬
‫ا‬‫لق‬
‫اين – ا‬
‫لع‬
‫يف ود‪.‬علي ا‬
‫‪ -‬د‪.‬نور يلط‬ ‫‪1‬‬

‫يع –بريو ت ‪-‬‬


‫توز‬
‫ل‬‫نشر وا‬
‫ل‬‫يةللدراسا ت وا‬
‫امع‬
‫ية – املؤسسة اجل‬
‫اس‬‫ي‬
‫لس‬‫نظم ا‬
‫ل‬‫تور ي وا‬
‫لدس‬
‫نون ا‬
‫ا‬‫لق‬
‫لغزا ل – ا‬
‫يل ا‬
‫اع‬‫‪ –2‬د‪ .‬إمس‬
‫ط ‪ – 19 8 2 - 1‬ص ‪.3 9 0‬‬

‫‪267‬‬
‫وإعالن الحرب وعقد الصل ‪ 3،‬وقيادة الجيش وات اذ اإلجراءات الالزمة‬
‫لضمان احترام الدستور االتحادي ومن العفو العام وال اص ‪ ،‬وفرض‬
‫الرقابة على هيئات الدولة ومؤسساتها وإقرار الموازنة العامة والمصادقة‬
‫على الحسابات ال تامية وعقد القروض ووضع قواعد من الجنسية وسحبها‬
‫‪ ،1‬وإصدار األوراق النقدية وس النقود ‪.2‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫السلطة التنفيذية‬
‫المجلس االتحادية‬
‫)‪(Consiel Federal‬‬
‫يميل المجلس االتحادي ‪ ،‬السلطة التنفيذية ‪ ،‬ويتألف هذا المجلس من‬
‫سبعة أعضاء يجري اختيارهم باالنت اب من قبل الجمعية االتحادية‬
‫( السلطة التشريعية) لمدة أربع سنوات وال يجوز اختيار أكير من عضو‬
‫واحد من نفس المقانعة ‪.‬‬
‫ويقابل المجس االتحادي في الدول األخرى ‪ ،‬مجلس الوزراء‬
‫ويطلق السويسريون على الوزارات التي يتألف منها المجلس االتحادي ‪،‬‬
‫اإلدارات العامة )‪ (Department‬واإلدارات التي يتألف منها المجلس‬
‫االتحادي هي ‪-:‬‬
‫‪ -1‬إدارة الشؤون ال ارجية )‪. (Department Federal Affaires‬‬
‫‪ -2‬إدارة الشؤون الداخلية )‪. ( DepartmentFerderal Interieur‬‬

‫يسر ي‪.‬‬
‫لسو‬
‫تور ا‬
‫لدس‬
‫‪ –3‬م (‪،10 2‬و ‪) 8 4‬من ا‬
‫يسرا ‪ - 19 9 1 -‬ص ‪.18 9‬‬
‫يف –سو‬
‫يع –جن‬
‫توز‬
‫ل‬‫نشر وا‬
‫يةلل‬
‫ب‬
‫لعر‬
‫بة ا‬
‫ت‬‫ارة – املك‬
‫يسرا واحلض‬
‫لواساين –سو‬
‫د‪.‬حممد ا‬ ‫‪1‬‬

‫يسر ي‪.‬‬
‫لسو‬
‫تور ا‬
‫لدس‬
‫– ‪ 2‬م ( ‪) 3 9‬من ا‬

‫‪268‬‬
‫‪ -3‬إدارة العدل والشرنة ‪(Department Federal Justice Et‬‬
‫)‪. Police‬‬
‫‪ -4‬إدارة المالية )‪. (Department Federal Finance‬‬
‫‪ -5‬إدارة الدفاق )‪. (Department Militaries Federal‬‬
‫‪ -6‬إدارة االقتصاد العام ‪(Department Federal de Economic‬‬
‫)‪. Publique‬‬
‫‪ -7‬إدارة النقل والمواصالت والطاقة ‪( Department Federal des‬‬
‫‪3‬‬
‫)‪. Transport ET Communication ET de Energies‬‬
‫وت تص الجمعية االتحادية أيضا باختيار رئيس المجلس االتحادي‬
‫من بين أعضائه ولمدة سنة واحد ‪ ،‬وال يجوز اختيار رئيس المجلس مرتين‬
‫متتاليتين ‪ ،‬وكان النص األصلي قبل تعديله يحّرم إعادة انت اب الرئيس‬
‫بشكل مطلق ‪ 1.‬ويعد رئيس المجلس رئيسا لالتحاد بصورة تلقائية ‪ ،‬وليس‬
‫لرئيس المجلس ونائبه أي سلطة أو ميزه فعلية على باقي األعضاء ‪ ،‬فهما‬
‫وعلى حد سواء مع باقي األعضاء تسند لهما حقائب وزارية ‪ ،‬وجرى العمل‬
‫‪2‬‬
‫على أن تسند لرئيس المجلس مهام إدارة الشؤون ال ارجية ‪.‬‬
‫وإلى جانب رئاسة المجلس يتولى الرئيس مهام برتوكولية شكلية‬
‫محددة‪ ،‬فبصفته رئيسا للمجلس الفدرالي يرأس اجتماعات المجلس ‪ 3،‬ولكن‬
‫ليس له أي سلطة على أعضاء المجلس االتحادي وليس له من‬

‫‪3‬‬
‫– ‪– Laufer Hiens – Droit Constitution ET Institutionnel Politiques‬‬
‫‪E.G.D.J.Paris 1985-p.51.‬‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.67‬‬‫ا‬‫لس‬‫لفدرايل –املرجع ا‬
‫ا دا‬
‫لة يف االحت‬
‫لدو‬
‫يجم ا‬
‫ئ‬
‫‪ –1‬دعلييوسف – ر‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.24 5‬‬
‫لسا‬
‫يو –املرجع ا‬
‫يههور‬
‫ندر‬
‫‪-‬ا‬ ‫‪2‬‬

‫ار ف –بغدا د ‪ - 19 4 9 -‬ص ‪22‬‬


‫بعةاملع‬
‫يسر ي –مط‬
‫لسو‬
‫ا دا‬
‫ا م االحت‬
‫لفدرا ل –حبث يفنظ‬
‫يفحممد – ا‬
‫يعشر‬
‫‪ –3‬د‪.‬بد‬
‫‪.‬‬

‫‪269‬‬
‫االختصاصات ما يفوق بها باقي األعضاء‪ 4.‬إال ما يتعلق بإدارة الجلسات‬
‫وتنظيمها ‪ ،‬وصالحياته خارج المجلس تنحصر في استقبال المبعوثين‬
‫والمميلين الدبلوماسيين ‪ 5،‬مع مالحظة أن ليس له تعيين سفراء الدولة أو‬
‫مبعوثيها الدبلوماسيين في الدول األخرى ‪ ،‬وليس له تمييل دولته في ال ارج‬
‫أو في المؤتمرات الدولية ‪ ،‬بل أن الدستور حّرم عليه السفر لزيارة دولة‬
‫‪6‬‬
‫أخرى بصفته رئيسا لالتحاد ‪.‬‬

‫المطلب الثالث‬
‫العالقة بين الجمعية االتحادية والمجلس االتحادي‬
‫إن أهم مزايا النظام المجلسي ‪،‬أنه يحقق ميزة االستقرار ‪ ،‬بالرغم‬
‫من أن المجلس االتحادي ي ضع من الناحية الدستورية للجمعية االتحادية‬
‫‪،‬فالدستور يلزم المجلس االتحادي بتقديم تقرير سنوي عن إدارة أعماله إلى‬
‫الجمعية االتحادية ‪ ،‬وللجمعية االتحادية استجواب المجلس االتحادي وتوجيه‬
‫اللوم إليه من اجل تعديل سياسته أو دعوته لدراسة مشاريع القوانين‬
‫والمعاهدات الدولية ال اصة إال ما يتعلق باالتفاقيات البسيطة ‪.‬‬
‫وبالمقابل للمجلس االتحادي اقتراح القوانين وإبداء الرأي في‬
‫مشاريع القوانين التي تقدمها الجمعية االتحادية ‪ ،‬وألعضائه حضور جلسات‬

‫ية ‪-‬‬
‫يعة اإلسالم‬
‫لشر‬
‫ية يف ا‬
‫تور‬
‫لدس‬
‫ا دئ ا‬
‫ب‬‫نةّبمل‬
‫ار‬
‫يةمع املق‬
‫اس‬‫لسي‬
‫نظمة ا‬
‫تور ي واأل‬
‫لدس‬
‫نون ا‬
‫ا‬‫لق‬
‫تويل – ا‬
‫يدم‬
‫بد احلم‬
‫‪ –4‬د‪.‬ع‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.23 8‬‬
‫لسا‬
‫املرجع ا‬
‫بع األهدرا م –مصدر – ‪– 19 9 0‬‬
‫ا‬‫ينحممددبددر –مطد‬
‫لدد‬
‫ان ا‬
‫ي‬‫يدة –ترمجدة ضد‬
‫اد‬‫ية االحت‬
‫يسدر‬
‫لسو‬
‫ا تا‬
‫ي –املؤسسد‬
‫لدد‬
‫ا‬‫ف‬
‫‪ –5‬أوز‬
‫ص ‪.15‬‬
‫بق – ص‪.68 - 67‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫نة – املرجع ا‬
‫ار‬
‫لفدرايل – دراسةمق‬
‫ا دا‬
‫لة يف االحت‬
‫لدو‬
‫يجم ا‬
‫ئ‬
‫– ‪ 6‬د‪.‬علييوسف – ر‬

‫‪270‬‬
‫الجمعية االتحادية والمشاركة في مناقشاته دون أن يكون لهم حق التصويت‬
‫‪7‬‬
‫‪.‬‬
‫وبالرغم من أن الدستور السويسري ‪ ،‬من الجمعية االتحادية حق‬
‫نرح اليقة بالحكومة وحجب اليقة عنها ‪،‬إال أنه لم يرتب على ذل إقالتها‬
‫ولكن يلزمها بتعديل سياستها حسب رأي الجمعية ‪ ،‬وإذا لم يمتيل المجلس‬
‫من خالل حجب االعتمادات‬ ‫االتحادي لهذا األمر ‪ ،‬للجمعية إلزامه بذل‬
‫‪1‬‬
‫المالية عنه أو معارضة مشاريع القوانين التي يقترحها ‪.‬‬
‫والمالحظ إن أعضاء المجلس االتحادي يحتفضون عادة بمناصبهم‬
‫لفترة نويلة نسبية ‪ ،‬فمنذ سنة ‪ 1848‬حتى سنة ‪، 1929‬لم يحصل أن رفض‬
‫البرلمان تجديد انت اب أي عضو رش نفسه ‪ ،‬بل أن احد األعضاء ويدعى‬
‫)‪ (Schnek‬احتفظ بمنصبه (‪ )32‬عاما ‪ ،‬وهذا االستقرار جعل المجلس‬
‫أكير دراية من الناحية الفنية بشؤون الدولة‪ ،‬وهذا ما يفسر اختصاص‬
‫المجلس برسم السياسة العامة للدولة ‪ ،‬بل وممارسة بعض االختصاصات‬
‫التشريعية الهامة بشكل فعال ‪ ،‬فلالبا ما تتبنى الجمعية االتحادية مشاريع‬
‫القوانين التي يقترحها المجلس االتحادي ‪ ،‬حيث ال تجد الجمعية االتحادية‬
‫الوقت الكافي لممارسة كافة االختصاصات التي خصها الدستور بها ‪ ،‬إذ‬
‫حدد الدستور مدة انعقادها بيالثة أشهر فقط ‪.2‬‬

‫بق ‪ -‬ص ‪.3 9 1‬‬


‫ا‬‫لس‬
‫ية ‪ -‬املرجع ا‬
‫اس‬‫ي‬
‫لس‬‫نظم ا‬
‫ل‬‫تور ي وا‬
‫لدس‬
‫نون ا‬
‫ا‬‫لق‬
‫لغزا ل – ا‬
‫يل ا‬
‫اع‬‫‪ –7‬د‪ .‬إمس‬
‫يدل‬
‫اع‬‫بق ‪ -‬ص ‪،267- 266‬كدلس د‪ .‬إمس‬
‫ا‬‫لسد‬
‫يدل –املرجدع ا‬
‫تويل ود‪.‬سعدعصفور ود‪.‬حمسدنخل‬
‫يدم‬
‫بد احلم‬
‫‪ –1‬د‪.‬ع‬
‫اظم ود‪.‬‬
‫لكد‬
‫احل جدوا د ا‬
‫بق ‪ -‬ص ‪،3 9 2- 3 9 1‬كدلس د‪ .‬د‬
‫ا‬‫لسد‬
‫ية –املرجدع ا‬
‫اسد‬
‫ي‬‫لس‬
‫نظم ا‬
‫لد‬
‫تور ي وا‬
‫لدسد‬
‫نون ا‬
‫ا‬‫لقد‬
‫لغدزا ل – ا‬
‫ا‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.8 3‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫اين –املرجع ا‬
‫لع‬
‫علي ا‬
‫ا ت –مصدر –‬
‫بوعد‬
‫ية – دار اهلدد (للمط‬
‫اسد‬
‫ي‬‫لس‬
‫نظم ا‬
‫لد‬
‫تور ي وا‬
‫لدسد‬
‫نون ا‬
‫ا‬‫لقد‬
‫يز يف ا‬
‫لدوج‬
‫يددفهمدي – ا‬
‫بدو ز‬
‫‪ –2‬د‪.‬مصدطفى أ‬
‫‪Prelot – Institutions Politiques ET Droit‬‬ ‫‪ - 19 9 9‬ص ‪،224 - 223‬راجددعكددلس‬
‫‪Constitutions –5eme –Paris –1972-p.96.‬‬

‫‪271‬‬
272
‫الباب الثاني‬
‫يةالدستور‬
‫نظر‬
‫بدأت دراسة القانون الدستوري أول مرة في جامعات شمال إيطاليا سنة ‪ ، 1797‬أثناء‬
‫احتالل جيوش الجمهورية األولى الفرنسية لألراضي اإليطالية ‪.‬‬
‫وفي فرنسا ظهر اصطالح القانون الدستوري )‪ ( Droit Constitutionnel‬أول مرة‬
‫سنة ‪ 1834‬عندما قرر جيزو )‪ ( Guizet‬وزير التعليم في عهد الملك لويس فيليب تدريسه كمادة‬
‫من مواد الدراسة في كلية الحقوق في جامعة باريس ‪.1‬‬
‫وكان هدف جيزو من ذلك الدعاية للنظام السياسي وكسب تأييد الشعب الفرنسي للحكم‬
‫الملكي الجديد فمن خالل تدريس هذه المادة يجري الربط بينها وبن تدريس الوثيقة الدستورية‬
‫لسنة ‪. 1830‬‬
‫ولم يستمر هذا الوضع طويال ‪ ،‬فمع قيام اإلمبراطورية الثانية الفرنسية سنة ‪1852‬‬
‫‪،‬بزعامة لويس نابليون جرى دمج مادة القانون الدستوري بالقانون اإلداري ‪.‬‬
‫أما في مصر فقد كان السائد قبل سنة ‪، 1923‬استخدام تعبير القانون األساسي أو القانون‬
‫النظامي أو نظام السلطات العامة للداللة على الدستور ‪ ،‬ومثل هذا االصطالح ( القانون‬
‫األساسي) أطلق على أول دساتير عهد االستقالل في العراق ( دستور ‪ ،)1925‬وأطلق الم ّ‬
‫شرع‬
‫األردني ذات االصطالح على دستور سنة ‪ ، 1947‬والدستور األردني النافذ لسنة ‪ ، 1952‬أما‬
‫الم ّ‬
‫شرع العماني فأطلق اصطالح النظام األساسي على الدستور النافذ لسنة ‪. 1998‬‬
‫والجدير بالذكر إن إطالق اصطالح القانون األساسي على القانون األعلى في الدولة هو‬
‫االصطالح األقرب إلى اللغة العربية ‪،‬ألن اصطالح ( الدستور) اصطالح فارسي في األصل نقل‬
‫إلى اللغة العربية من اللغة الفارسية عن طريق اللغة التركية ‪ ،‬ويعني األساس أو القاعدة أو األذن‬
‫‪2‬‬
‫‪ ،‬ومنهم من يذهب إلى أنه الوزير الكبير الذي يرجع إليه في األمور ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫– ‪– Nezard – De La Méthode Dans Lenseignement Du droit Constitutionnel Melauges de mabrag‬‬
‫‪Paris-1933—p.378.‬‬
‫اهرة – ‪ – 19 68‬ص ‪.5 21‬‬
‫لق‬‫نون األساسي – ا‬
‫ا‬‫لق‬
‫ية هللا – ا‬
‫اذ امحدعط‬
‫ت‬‫‪ –2‬األس‬

‫‪273‬‬
‫الفصل األول‬
‫مدلول القانون الدستوري ومصادره‬
‫المبحث األول‬
‫مدلول القانون الدستوري‬
‫رغممم شمميوع اصممطالح (القممانون الدسممتوري ( ) ‪( Droit Consitutionnel‬‬
‫)‪، Constitutional law‬إال أن الفقه لم يتفق على الموضموعات التمي تمدخل ضممن نطماق همذا‬
‫االصطالح نظرا الختالفهم في تعريفه ‪ ،‬ويرجع هذا الخالف إلى المعيار الذي يجري اعتماده في‬
‫التعريف ‪ ،‬فمنهم من يعتمد المعيار اللغوي في التعريف ‪ ،‬ومنهم ممنهم ينطلمق فمي التعريمف ممن‬
‫الظروف التاريخية التي مر بهما االصمطالح ‪ ،‬ويتخمذ بع مهم الناحيمة الشمكلية منطلقما للتعريمف‬
‫اعتمادا على نصوص الوثيقة الدستورية ‪ ،‬واعتمد جانب ممن الفقمه المعيمار الموضموعي كأسماس‬
‫للتعريف ‪ ،‬منطلقا من طبيعة القواعد التي يت منها القانون الدستوري واألسس التي يقوم عليها ‪.‬‬

‫المطلب األول‬
‫المدلول اللغوي‬
‫ذكرنا سالفا ‪،‬إن أصمل اصمطالح الدسمتور ‪ ،‬اصمطالح فارسمي دخمل اللغمة العربيمة عمن‬
‫طريق اللغة التركية ‪ ،‬حتى أصبح همذا االصمطالح همو الشمائع فمي المبالد العربيمة ‪،‬للتعبيمر عمن‬
‫القواعد العليا التي تحكم أساس التنظيم السياسي والعالقة بمين السملطات ‪ ،‬ولمم يبمق ممن الدسماتير‬
‫العربية ‪ ،‬الذي يطلق القانون األساسي على هذه القواعد سوى عدد قليل منها ‪ ،‬ومن هذه الدسماتير‬
‫القانون األساسي األردني النافذ لسنة ‪ 1952‬والنظام األساسي العماني لسنة ‪. 1998‬‬
‫‪،‬‬ ‫وتعني كلمة الدستور في اللغة العربية ‪ ،‬األسماس أو القاعمدة كمما تفيمد كمذلك التمرخي‬
‫وعليه يمكن القول ‪،‬إن القانون الدستوري بمدلوله اللغوي يعني حتما ‪ ،‬كل قانون أساسي ‪ ،‬ويتسمع‬
‫هذا المدلول ليشمل إلى جانب تنظيم السلطة الحاكمة ‪ ،‬تنظيم مسائل أخمرى ال صملة لهما بالقمانون‬
‫الدستوري ‪ ،‬كمسألة الجنسية وحق العمل والتقاضي واإلقامة والسفر ‪. .......‬‬
‫والمالحظ أن فقهاء القانون الدستوري اإلنجليز تأثروا إلى حد بعيد بالممدلول اللغموي فمي‬
‫تعريف القانون الدستوري ‪ ،‬فقد عرفه ( دايسمي) )‪ (Dicey‬بأنمه ( مجموعمة القواعمد التمي تحمدد‬
‫‪1‬‬
‫تكوين الدولة ) ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪– Dicey – Introduction to the Study of the law of the constitution – London – 1962- p.23.‬‬

‫‪274‬‬
‫لقد واجه المدلول اللغوي في تعريف القانون الدستوري العديد من االنتقادات ‪-:‬‬
‫‪ -1‬إن هذا المدلول ينتهي إلى توسيع نطاق القانون الدستوري ‪ ،‬لي م بين موضوعاته مسائل‬
‫تدخل عادة في قوانين أخرى ‪ ،‬فين مم إجمراءات التقاضمي والسمير فمي المدعوى ‪ ،‬فهمذه‬
‫المسائل تدخل عادة ضمن قانون أصول المحاكمات الجنائية والمدنية والتجارية ‪،‬أما حمق‬
‫العمل وتنظيمه فيدخل ضمن قانون العمل ‪ ،‬ويدخل تنظيم السلطة اإلداريمة ضممن قواعمد‬
‫‪1‬‬
‫القانون اإلداري ‪. ......‬‬
‫‪ -2‬إن االصطالحات القانونية ال يجوز تفسيرها تفسيرا لغويا بحتا ألن لكل علم لغة ‪ ،‬كما إن‬
‫‪2‬‬
‫للكلمات الحق في أن يكون لها المعنى الذي جرى على لسان العرف ‪.‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫المدلول الشكلي‬
‫اقترن ظهور المعيار الشكلي بظهور وانتشار حركة تدوين الدساتير في العالم التي‬
‫بدأت بدستور الواليات المتحدة األمريكية سنة ‪ ، 1787‬ثم فرنسا بعد ثورة سنة ‪. 1789‬‬
‫ويعتمد المعيار الشكلي على الشكل أو المظهر الخارجي للقاعدة أو الجهة التمي أصمدرتها‬
‫‪ ،‬وطبقا لهذا المعيار يعني الدستور ( مجموعة القواعد األساسية المنّظمة للدولة التي صدرت فمي‬
‫شكل وثيقة دستورية من السلطة المختصة بذلك )‪ 3.‬أو ( مجموعة القواعد التمي تت ممنها الوثيقمة‬
‫المسماة بالدستور والتي ال يمكن أن توضع أو تعدل إال باتباع إجراءات خاصة تختلمف عمن تلمك‬
‫التي تتبع في وضع وتعديل القواعد العادية )‪ .4‬ويذهب جانب من الفقه الدستوري إلى أن الدستور‬
‫وفقا للمعيار الشكلي ‪ ،‬الدستور المطبق فعال في وقم معمين وفمي بلمد معمين والممدون فمي وثيقمة‬
‫رسمية تسمى الدستور ‪ ،‬وبالتالي يكون نطاق دراسة القانون الدستوري حسب هذا المعيار محمددا‬
‫في شرح وتفسير نصوص وصفية مدونة في وثيقة رسمية أي شرح قانون الدستور ‪.‬‬
‫وتأثر تعريف القانون الدستوري لدى الفقهماء اإلنجليمز بهمذا المفهموم إلمى حمد كبيمر ‪ ،‬إذ‬
‫يشمل القانون الدستوري لدى الفقهاء اإلنجليز ( كل القواعد المتعلقة بطريق مباشر أو غير مباشر‬
‫بتكوين الدولة بحيث ي م القانون الدستوري جميع القواعد المتعلقة بتنظيم كافة الهيئمات الحاكممة‬
‫وعالقتها فيما بينها وكذلك القواعد المتعلقة بالجنسية )‪.‬‬

‫يت – ‪ - 19 72‬ص ‪.3 6‬‬


‫لكو‬
‫نشورا تجامعة ا‬
‫تور ي – ‪- 19 72‬م‬
‫لدس‬
‫نون ا‬
‫ا‬‫امةللق‬
‫لع‬
‫ية ا‬
‫نظر‬
‫ل‬‫اعر – ا‬
‫لش‬‫مز ي ا‬
‫‪ –1‬د‪ .‬ر‬
‫اهرة – ‪ - 19 5 2‬ص ‪.26‬‬‫لق‬
‫ية ‪ -‬ا‬‫ب‬
‫لعر‬‫نهضة ا‬
‫ل‬‫تور ي – ج ‪ - 1‬دار ا‬ ‫لدس‬ ‫نون ا‬‫ا‬
‫لق‬‫تويل –املفصل يف ا‬
‫يدم‬ ‫بد احلم‬
‫‪ –2‬د‪.‬ع‬
‫‪3‬‬
‫‪–Andre Hauriou – Droit constitutionnel Et Institutions Politique- 1975- p.322.‬‬
‫اهرة – ‪ - 19 66‬ص ‪.75‬‬
‫لق‬
‫ية – ا‬
‫ب‬
‫لعر‬
‫نهضة ا‬‫ل‬‫تحدة – دار ا‬‫بيةامل‬
‫لعر‬
‫ية ا‬‫تور ي يف اجلمهور‬ ‫لدس‬‫ا ما‬‫نظ‬‫ل‬‫يدفهمي – ا‬‫بو ز‬
‫‪ –4‬د‪.‬مصطفى أ‬

‫‪275‬‬
‫ويمتاز المعيار الشكلي بالوضوح ‪ ،‬حيث يعّول على مصدر القواعمد الدسمتورية وشمكلها‬
‫وطريقة وضعها وتعديلها ‪ ،‬حيث تختلف تلك القواعد عن القواعد التشمريعية العاديمة ‪ ، ،‬وبالتمالي‬
‫‪1‬‬
‫فإن هذا المعيار يمثل األساس الذي قام عليه فكر جمود وسمو الدستور على القوانين العادية ‪.‬‬
‫وبالرغم من وضوح هذا المعيار وبساطته ‪ ،‬إال أنه لم يخلو من السلبيات والمآخذ ‪ ،‬وساق‬
‫نقّاد هذا المعيار العديد من االنتقادات ‪-:‬‬
‫‪-1‬إن اآلخذ بهذا المعيار يؤدي إلى نتيجة غير مقبولة ‪ ،‬تتمثل في إنكمار وجمود الدسمتور فمي دول‬
‫الدساتير غير المدونة ‪ ،‬مثل إنجلترا التي تحكمها قواعد دستورية غير مدونة ‪.‬‬
‫‪ -2‬يعجز هذا المعيار عن إعطاء تعريف صحيح وشامل للدسمتور ‪ ،‬حتمى فمي المدول التمي تأخمذ‬
‫بالدسماتير المدونممة ‪ ،‬إذ أن نظممام الحكممم فممي أيممة دولممة ال تحممدده النصمموص المكتوبممة فممي الوثيقممة‬
‫الدستورية فقط ‪ ،‬إنما تشترك في هذا التحديد قواعد أساسية أخرى ذات طبيعة دستورية ‪ ،‬كقمانون‬
‫تنظيم البرلمان وقانون السلطة التنفيذية وقانون االنتخاب وقانون األحزاب السياسية ‪.‬‬
‫‪ -3‬يؤدي اعتماد المعيار الشكلي في تعريف الدستور إلى نفي الصفة الدسمتورية عمن العديمد ممن‬
‫القواعد والموضوعات التي ال تم للدستور بشيء إال لكونها واردة في صلب الوثيقة الدسمتورية‬
‫‪،‬كالقواعد الخاصة بالتنظيم الق ائي واإلداري والمالي ‪ ،‬بقصد إضفاء الحصانة عليها ‪ ،‬لما تمتاز‬
‫بممه الدسمماتير مممن ثبممات واس متقرار فتخرجهمما بممذلك مممن متنمماول األغلبيممات البرلمانيممة المتقلبممة ‪،‬‬
‫صنها من الرقابة الق ائية والسياسية وال يقصد بهمذا أن تصمبح همذه النصموص ذات طبيعمة‬
‫وتح ّ‬
‫الموارد فمي الدسمتور الفرنسمي لسمنة ‪1848‬‬ ‫دستورية من الناحية الموضوعية ‪ ،‬ممن ذلمك المن‬
‫الوارد فمي الدسمتور األمريكمي‬ ‫والذي يق ي بإلغاء عقوبة اإلعدام في الجرائم السياسية ‪ ،‬والن‬
‫‪2‬‬
‫والقاضي بتحريم إنتاج الخمور أو نقل المشمروبات الكحوليمة أو اسمتيرادها ألغمراش الشمرب ‪.‬‬
‫الوارد في الدسمتور‬ ‫الوارد في الدستور السويسري والذي يحظر ذبح الحيوانات ‪ ،‬والن‬ ‫والن‬
‫الفرنسي لسنة ‪1875‬و المذي يق مي بإنشماء صمندوق إلدارة أذونمات المدفاع الموطني واسمتهالك‬
‫الدين العام ‪.‬‬
‫‪ -4‬أنه ينفي الصفة الدستورية عن العديد من القواعد ذات الطبيعة الدستورية ‪ ،‬في بلدان الدساتير‬
‫المدونة وغير المدونمة وعلمى حمد سمواء ‪ ،‬ال لشميء إال ألنهما وارده خمارج الوثيقمة الدسمتورية ‪،‬‬
‫كقانون السلطة التنفيذية ‪ ،‬والقانون المنظم لعممل رئميس الدولمة ‪ ،‬وقمانون تنظميم امتيمازات التماج‬
‫وقانون السلطة التشريعية وما إلى ذلك من القواعد األخرى ‪.‬‬

‫بق ‪ -‬ص ‪.20‬‬


‫ا‬‫لس‬
‫‪–1‬ثرو تبدو ي – املرجع ا‬
‫ية –مصر – ‪ – 19 8 5‬ص ‪.18‬‬
‫امع‬
‫لدار اجل‬
‫تور ي – ا‬
‫لدس‬
‫نون ا‬
‫ا‬‫امةللق‬
‫لع‬
‫ا دئ ا‬
‫ب‬‫بد هللا –امل‬
‫يوينع‬
‫لغينبس‬
‫بد ا‬
‫‪ –2‬د‪.‬ع‬

‫‪276‬‬
‫المطلب الثالث‬
‫المدلول الموضوعي ( المادي )‬

‫يعتمممد المعيممار المممادي أو الموضمموعي فممي تعريممف القممانون الدسممتوري علممى الم مممون‬
‫النظمر عمن‬ ‫)‪، ( Le Contenu‬أو الممادة )‪ ( Le Metler‬أو الموضموع )‪ ( L Object‬بغم‬
‫الشكل أو اإلجراءات المتخذة إلصدار القانون ‪.‬‬
‫وبموجب هذا المعيار يعني الدستور الموضوعات التي تعد دستورية من حيث طبيعتها أو‬
‫جوهرها سواء ور دت هذه القواعد في صلب الوثيقة الدستورية ‪،‬أو في القوانين العاديمة أو جمرى‬
‫العمل بها حتى أصبح عرفا واجب اإلتباع ‪.‬‬
‫على ذلك تعد قواعد دستورية بموجب المعيار الموضوعي‪ ،‬القواعد المنّظمة لشكل‬
‫وعمل السلطات العامة في الدولة وكيفية ممارسة اختصاصاتها وتنظيم العالقة بينها ‪ ،‬كذلك تعد‬
‫من هذا القبيل القواعد المنّظمة لحقوق اإلنسان وحرياته األساسية ‪ ،‬في حين يخرج هذا المعيار‬
‫من نطاق القواعد الدستورية ‪ ،‬القواعد الخاصة بالتنظيم االقتصادي واالجتماعي ‪ ،‬وسائر القواعد‬
‫عليها في صلب الوثيقة‬ ‫بصلة للنظام السياسي ‪ ،‬والتي لم يجر الن‬ ‫األخرى التي ال تم‬
‫الدستورية إال لحمايتها من المساس ‪ ،‬أو التخاذها منهاجا يسير عليه المشرع العادي وهو ي ع‬
‫التشريعات المنظمة للنشاط االقتصادي واالجتماعي في الدولة ‪.‬‬
‫غير أن جانب من الفقه ومن بينه الفقيه الفرنسي ( بيردو) يرى أن الموضوعات التي تعد‬
‫دستورية بطبعتها أو في جوهرها ‪ ،‬ال تتمثل في تلك التي تتصل بطبيعة نظام الحكم في الدولة أو‬
‫المتعلقة بتنظيم السلطات العامة حسب ‪ ،‬بل ت م أي ا النصوص التي تحدد االتجاهات‬
‫االجتماعية واالقتصادية ‪ ،‬باعتبار أن تلك القواعد تحدد االتجاهات األيديولوجية والفلسفية التي‬
‫‪1‬‬
‫يقوم عليها النظام السياسي في الدولة ‪.‬‬
‫وميزة هذا المعيار الذي تبناه غالبية الفقه ‪ ،‬بأنه يذهب إلى القول ب رورة وجود قانون‬
‫دستوري ‪ ،‬نظرا لوجود قواعد دستورية بطبيعتها في كل الدول ‪ ،‬سواء أكان هذه القواعد مدونة‬
‫أم غير مدونة ‪.‬‬
‫إال أن ما يواجه هذا المعيار ‪ ،‬مشكلة تحديد الموضوعات التي تعد ذات طبيعة دستورية‬
‫بطبيعتها ‪ ، ،‬وأنقسم رأي الفقه بشان ذلك بين ثالث اتجاهات ‪-:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪– Georges Burdeau – Droit Constitutionnel Et Institutions Politiques –I3 Edit- Paris- 1968-p.61.‬‬

‫‪277‬‬
‫االتجاه األول ‪ -:‬يربط هذا االتجاه ‪ ،‬القانون الدستوري بالنظام السياسي الحر الذي يستهدف‬
‫حماية الحريات ‪ ،‬فهو يربط بين الدستور والنظام الديمقراطي الحر ‪ 1 ،‬وساد هذا الرأي في أوائل‬
‫القرن الثامن عشر كأثر للفلسفات السياسية التي ارتكزت على أفكار القانون الطبيعي والعقد‬
‫االجتماعي وحقوق اإلنسان ‪ ،‬ودلل أصحاب هذا االتجاه على رأيهم بما ورد في إعالن حقوق‬
‫المادة السادسة عشر منه على انه ( كل‬ ‫اإلنسان والمواطن الفرنسي لسنة‪ ، 1789‬حيث نص‬
‫مجتمع ال تتقرر فيه ضمانات لحقوق األفراد وال يسود فيه مبدأ الفصل بين السلطات هو مجتمع‬
‫ليس له دستور)‪.‬‬
‫يرى أصحاب هذا االتجاه أن الدستور يوجد في كل دولة أيا كان النظام‬ ‫االتجاه الثاني ‪-:‬‬
‫السياسي السائد فيها مادام فيها تنظيم للسلطة ‪ 2،‬وعلى هذا النحو يؤمن الفقه الدستوري الحديث‬
‫بان كل دولة البد أن يكون لها دستور ‪ ،‬يحدد نظام الحكم فيها ويبين السلطات العامة وكيفية‬
‫تكوينها واختصاصاتها ة والعالقة بينها وموقفها إزاء المواطنين ‪،‬أيا كان شكل هذا النظام وأيا كان‬
‫‪3‬‬
‫مقدار احترامه لمبدأ سيادة الشعب وحقوق األفراد ‪.‬‬
‫االتجاه الثالث ‪ -:‬يذهب أصحاب هذا االتجاه إلى استبعاد موضوع الدولة من دراسة القانون‬
‫الدستوري ‪ 4،‬ويعرف أصحاب هذا االتجاه القانون الدستوري بأنه ( مجموعة القواعد القانونية‬
‫الخاصة بنظام الحكم في مجتمع سياسي معين وفي وق معين )‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪– Georges Burdeau – op. cit.p.54.‬‬
‫بق – ص ‪.25‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫ير –املرجع ا‬
‫ير دا‬
‫احسا‬
‫ت‬‫لف‬
‫بد ا‬
‫‪ –2‬د‪.‬ع‬
‫ير –نفس املرجع – ص ‪.25‬‬
‫ير دا‬
‫احسا‬
‫ت‬‫لف‬
‫بد ا‬
‫‪ –3‬د‪.‬ع‬
‫بق – ص ‪.5 6‬‬
‫لسا‬
‫اعر –املرجع ا‬
‫لش‬‫مز ي ا‬
‫‪ –4‬د‪ .‬ر‬

‫‪278‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫مصادر القانون الدستوري‬
‫على حد سواء مع كافة القواعد القانونية األخرى ‪ ،‬تتعدد وتتنوع مصادر القانون‬
‫الدستوري ‪ ،‬وسوف نبحث تباعا في هذه المصادر ‪.‬‬
‫المطلب األول‬
‫التشريع‬
‫)‪(Legislation‬‬
‫التشممريع بصممفة عامممة ‪ ،‬مجموعممة القواعممد القانونيممة المدونممة ‪ ،‬والصممادرة عممن السمملطة‬
‫المختصة بالتشريع‪ ،‬وفقا إلجراءات معينة‪ ،‬وتحرص الدساتير عادة على تحديد السلطة المختصمة‬
‫بالتشريع ‪ ،‬وتسمى السلطة التشريعية )‪. ( Pouvoir Legislatif‬‬
‫وازدادت أهمية التشريع كمصدر من مصادر القانون في اآلونمة األخيمرة ‪ ،‬للمزايما التمي‬
‫يتمتع بها ‪ ،‬فهو يتسم بسهولة سنه وتعديله وإلغاءه ‪ ،‬وهذا ما ي ممن مسمايرة التشمريع للمتغيمرات‬
‫والمستجدات ‪ ،‬وربما كان الميزة األهم التي تسجل للتشريع وضوحه ‪ ،‬حيث يجري إفراغمه فمي‬
‫نصوص واضحة محددة يمكن الرجوع إليها بسهولة ‪ ،‬ومما الشك فيه إن همذه الميمزة تشمكل قيمدا‬
‫على الحّكام لصالح األفراد ‪.‬‬
‫وفي نطاق القانون الدستوري ‪ ،‬يقصمد بالتشمريع ‪ ،‬الوثيقمة الدسمتورية ومما تت ممنه ممن‬
‫نصوص صمادره عمن المشمرع الدسمتوري أو السملطة التأسيسمية ‪ ،‬ويتسمع همذا المصمدر ليشممل‬
‫القواعد القانونيمة ذات الطبيعمة الدسمتورية الصمادرة عمن المشمرع العمادي ‪ ،‬والتمي يطلمق عليهما‬
‫القوانين األساسية )‪. ( Les Lois Organiques‬‬

‫الفرع األول‬
‫الوثيقة الدستورية‬
‫الوثيقة الدستورية ‪ ،‬مجموعة القواعد المدونة الصادرة عن السلطة التأسيسية والمت ممنة‬
‫المبادئ واألحكام المتعلقة بتنظيم السلطات العامة في الدولة وصالحياتها والعالقة بينها ‪ ،‬وحقوق‬
‫األفراد وحرياتهم ‪ ،‬واألسس العاممة التمي تحكمم النظمام السياسمي واالقتصمادي واالجتمماعي فمي‬
‫الدولة ‪.‬‬
‫وتتباين الدول في تحديد الجهة التي تنيط بها صالحية وضع الوثيقة الدستورية ‪ ،‬فاالتجاه‬
‫الغالممب ‪ ،‬يخممول هممذه الصممالحية لجهممة مختصممة يطلممق عليهمما ‪ ،‬السمملطة التأسيسممية األصمملية‬

‫‪279‬‬
‫)‪ ، (Pouvior Constituant Orginaire‬ومن بمين الدسماتير التمي وضمع ممن قبمل السملطة‬
‫التأسيسية الدستور األمريكي النافذ لسنة ‪ ، 1787‬ودستور الجمهورية الخامسة الفرنسية ‪.‬‬
‫والبممد مممن التميممز بممين السمملطة التأسيسممية األصمملية ‪( Pouvior Constituant‬‬
‫)‪ ، Orginaire‬والسملطة التأسيسمية المنشمأة أو المشمتقة ‪( Pouvior Constituant Instltue‬‬
‫)‪، (Derive‬إذ تتولى السلطة التأسيسية األصلية مسؤولية وضع دسمتور الدولمة ‪ ،‬اثمر قيمام دولمة‬
‫جديد مثل قيام روسيا االتحادية وروسيا البي اء وأوكرانيا وأوزباكستان ‪....‬وسائر الجمهوريمات‬
‫السوفيتية السابقة التي أعلن نفسها دوال مستقلة اثر تفكك االتحاد السوفيتي السابق ‪.‬‬
‫وقد تظهر الحاجة للسلطة التأسيسية بفعل إعالن استقالل الدولة ‪ ،‬ومثل هذا ما حمدث فمي‬
‫غالبية بلدان القارة اآلسميوية واألفريقيمة وقمارة أمريكما الالتينيمة ‪ ،‬إذ خ مع غالبيمة بلمدان همذه‬
‫القارات لالستعمار الفرنسي واإلنجليزي واألمريكي واألسباني ‪.‬‬
‫وتظهر الحاجة إلى السلطة التأسيسية األصلية أي ا نتيجة لتغير القاب مين علمى السملطة‬
‫أو تغير األسس العامة التي يؤمن بها القاب ون على السلطة بفعل الثورة أو االنقالب ‪ ،‬وغالبا مما‬
‫تتألف السلطة التأسيسية في هذه الحالة من رجال الثورة أو قادة االنقالب ‪.‬‬
‫وربما تظهر الحاجة إلى السلطة التأسيسية األصلية ممع احتفماظ الدولمة بكيانهما ونظامهما‬
‫السياسي ‪ ،‬وتظهر مثل هذه الحاجة حينما تجد الدولة أن تعديل دستورها القائم ال يساير المتغيرات‬
‫والمستجدات أو اتجاهات الرأي العمام أو المبمادئ الديمقراطيمة السمائد فمي العمام ‪ ،‬أو حينمما تجمد‬
‫الدولة أن هناك حاجة إلعادة التوازن بين السلطات ‪ ،‬ومثل هذا ما حمدث فمي دسمتور الجمهوريمة‬
‫الرابعة الفرنسية لسنة ‪ ، 1946‬حيث وجد الساسة الفرنسية بعد فترة وجيزة من نفاذ الدسمتور أن‬
‫هناك حاجة ماسة إلعادة التوازن بين السلطتين التشريعية والتنفيذية‪.‬‬
‫أما السلطة التأسيسية المنشأة أو المشتقة ‪ ،‬فهي السلطة التي تتولى مهمة تعمديل نصموص‬
‫الدستور القائم ‪ ،‬ويجري تحديد هذه السلطة وتنظيم عملهما واإلجمراءات التمي تتبعهما فمي التعمديل‬
‫بموجب نصوص الدستور ‪.‬‬
‫وتوصف هذه السلطة ‪ ،‬بالسلطة التأسيسية المشتقة ‪ ،‬كونها تحل محل السملطة التأسيسمية‬
‫األصلية ‪ ،‬هذا إضافة إلى أنها تتولى تعديل نصوص الدستور تحديدا دون التشريعات األخرى ‪.‬‬
‫والبد من اإلشارة إلى أن هناك من الدساتير من يخول صمالحية تعمديل الدسمتور للسملطة‬
‫التشريعية ومن هذه الدساتير ‪ ،‬الدستور األمريكي لسنة ‪ ، 1787‬الذي خول الكونغرس صالحية‬
‫‪1‬‬
‫تعديل الدستور إذا وجد ثلثا األع اء في كال المجلسين ( النواب – الشيوخ) ضرورة لذلك ‪.‬‬

‫يكي‪.‬‬
‫تور األمر‬
‫لدس‬
‫‪ –1‬م ( ‪) 5‬من ا‬

‫‪280‬‬
‫صب رئيس الدولة نفسه بدال عن السلطة التأسيسية األصلية ‪ ،‬وهو ما يجري عمادة‬
‫وقد ين ّ‬
‫تعبمر همذه الدسماتير‬
‫في األنظمة الشمولية ‪ ،‬أو في الدساتير المؤقتة التي تعقب قيام الثورة ‪ ،‬حيمث ّ‬
‫عن أفكار القاب ين الجدد على السلطة أو تعبّر عن المبادئ التي يؤمن بها وهمي غالبما مما تكمون‬
‫كونهما قمد وضمع عمل عجمل فمي‬ ‫أو التنماق‬ ‫موجزة ال تشير للتفاصيل وربما يشموبها المنق‬
‫أعقاب قيام الثورة ‪.‬‬
‫والجدير بالذكر إن أول الدساتير المكتوبة تعود إلى إنجلترا ‪ ،‬حيمث وضمع نصموص همذا‬
‫الدستور كرومل اثر الثورة التي قام بها سنة ‪ ، 1653‬وأطلق على هذا الدستور ‪ ،‬دستور كروممل‬
‫‪ ،‬وضم هذا الدستور (‪ )42‬مادة ‪ ،‬إال أنه لم يمكث طويال في العممل ‪ ،‬حيمث تمم إلغائمه علمى اثمر‬
‫عودة شارل الثاني إلى الحكم سنة ‪ ، 1660‬وعادت إنجلترا إلى الدستور غير المدون ‪.1‬‬
‫وارتبط ظهور الدسماتير المدونمة ‪ ،‬بالدسماتير التمي أعلنتهما المسمتعمرات البريطانيمة فمي‬
‫أمريكا الشمالية على اثمر إعمالن اسمتقاللها عمن التماج البريطماني سمنة ‪ ، 1776‬وسماد منمذ ذلمك‬
‫التاريخ األخذ بالدساتير المدونة ‪ ،‬وانحسمر نطماق الدسماتير غيمر المدونمة ‪،‬حتمى اقتصمرت علمى‬
‫بريطانيا وإسرائيل فقط ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫القوانين األساسية ( النظامية)‬
‫القوانين األساسية ‪ ،‬مجموعة من القواعد القانونية الصادر عن السلطة المختصة‬
‫بالتشريع ‪،‬والمنّظمة لعمل السلطات العامة في الدولة واختصاصاتها والعالقة بينها ‪ ،‬وتأتى هذه‬
‫التشريعات في مرتبة وسط بين الدستور والقوانين العادية ‪.‬‬
‫وتأتي أهمية هذه القوانين من كونها تورد التفاصيل المنّظمة لعمل السلطات العامة والتمي‬
‫ال توردها الدساتير عادة ‪ ،‬هذا إضافة إلى اتصافها بسهولة التعديل قياسا إلى اإلجمراءات الواجمب‬
‫إتباعها في تعديل نصوص الدستور ‪.‬‬
‫وتقسم القوانين النظامية من حيث مصدرها ‪ ،‬إلى قسمين ‪ ،‬األول يصدر بناء على تكليف‬
‫المشرع الدستوري ‪ ،‬من ذلك ما نص عليه المادة (‪ )25‬من الدسمتور الفرنسمي النافمذ والخاصمة‬
‫بإصدار قانون أساسي لتنظيم البرلمان ‪ ،‬ومن ذلك أي ا ما نص عليمه الممادتين (‪ )88 ،87‬ممن‬
‫الدستور المصري النافذ لسنة ‪ 1971‬بشأن تشكيل مجلس الشعب ‪ ،‬حيمث أحالم هماتين الممادتين‬
‫على القانون تحديد عدد األع اء المنتخبين بشرط إال يقل عن ثالثمائة وخمسين ع وا ‪،‬من ذلك‬

‫‪1‬‬
‫‪– Harvey and Bather – The British Constitution – New York – 1966- p.504.‬‬

‫‪281‬‬
‫أي ا ‪ ،‬المادة (‪ )24‬من الدستور اللبناني التي أحال إلى القانون مسألة تحديد عدد النواب وكيفيمة‬
‫اختيارهم ‪.‬‬
‫أما القسم الثاني من القوانين األساسية ‪ ،‬هي القوانين ذات الطبيعة الدستورية ‪ ،‬والصادرة‬
‫عن السلطة التشريعية دون تكليف من الشرع الدستوري ‪ ،‬من ذلك قانون مجلس النواب األردني‬
‫رقم ‪ 22‬لسنة ‪ ، 1986‬وقانون المجلمس الموطني العراقمي ‪ 55‬لسمنة ‪ ، 1980‬وقمانون ‪ 26‬لسمنة‬
‫‪. 1995‬‬
‫الفرع الثالث‬
‫إعالنات حقوق اإلنسان‬
‫على حقوق األفراد وحرياتهم ‪ ،‬وتمثل هذه اإلعالنات‬ ‫إعالنات الحقوق ‪ ،‬هي وثائق تن‬
‫قيدا على حرية الملوك والرؤساء في مواجهة الشعب ‪ ،‬ولم تصدر هذه اإلعالنمات إال بعمد ن مال‬
‫طويل قادته الشعوب ضد االستبداد والطغيان ‪ ،‬فالعهد األعظم )‪ (Magna Carta‬لم يصمدر فمي‬
‫إنجلترا إال نتيجة لثورة الشعب واالكليروس على الملك( جون سانتير) ‪ ،‬وينطبق ذات األمر على‬
‫هذا العهمد علمى أن ( ال‬ ‫ملتمس الحقوق )‪ ( Pet ion of right‬الصادر سنة ‪ ، 1628‬حيث ن‬
‫إال بتهمة حقيقة محددة و ال تعلن األحكام العرفيمة فمي وقم السملم) أمما الئحمة‬ ‫يسجن أي شخ‬
‫الحقوق )‪ (Bill of right‬الصادرة سنة ‪ ، 1688‬فقد حرم الملك من صالحية إيقاف القوانين ‪،‬‬
‫كما قيدته في فرش ال رائب بالرجوع إلى البرلمان ‪.‬‬
‫أما المستعمرات البريطانية في شممال أمريكما ‪ ،‬التمي كونم فيمما بعمد الواليمات المتحمدة‬
‫األمريكية ‪ ،‬فقد أعلن استقاللها عن بريطانيا سنة ‪ 1776‬وأصدرت كل منها دستورا داخليا ي م‬
‫إعالن االسمتقالل فمي مقدمتمه علمى ( يولمد جميمع‬ ‫مقدمة قي شكل إعالن لحقوق اإلنسان ‪ ،‬ون‬
‫الناس أحرارا وقد وهبهم هللا حقوقا ال يعقل أن يتخلوا عنها ومن بين هذه الحقوق ‪ ،‬الحياة والحرية‬
‫والبحث عن السعادة ويجب على الحكومات أن تعمل على ضمان هذه الحقوق)‪.‬‬
‫وفي ‪ 26‬أب ‪ 1789‬صدر إعالن حقوق اإلنسان والمواطن الفرنسي ‪ ،‬وتال هذا اإلعمالن‬
‫علمى العديمد ممن الحقموق والحريمات‬ ‫صدور دستور سنة ‪ 1802‬الذي ت من همو األخمر المن‬
‫المادة (‪ )3‬منه ( إن مصدر كل سلطة يكمن في األممة فمال‬ ‫السياسية ‪ ،‬ومن بينها ما ورد في ن‬
‫من األمة ) ‪ ،‬ونص المادة (‪ )5‬منه على أنه ( حمق الممواطنين فمي التشمريع‬ ‫سلطة دون تفوي‬
‫والترشيح لكافة مناصب الدولة دون تمييز) ‪.‬‬
‫ونصم سممائر الدسمماتير الفرنسممية الصممادرة فممي أعقمماب الثممورة ‪ ، 1789‬حتممى دسممتور‬
‫الجمهورية الرابعة ‪ ،‬علمى أن إعمالن حقموق اإلنسمان والممواطن الفرنسمي لسمنة ‪ 1789‬جمزء ال‬
‫يتجزأ منها ‪.‬‬

‫‪282‬‬
‫الفصمل الثمامن منمه فمي الممواد ممن (‪)23 -5‬‬ ‫أما الدستور األردني النافذ ‪ ،‬فقد خصم‬
‫هذه الحقوق في فصول أخرى ممن‬ ‫على بع‬ ‫لتنظيم الحقوق والحريات العامة ‪ ،‬كما ورد الن‬
‫الدستور ‪ ،‬كما جاء الميثاق الوطني األردني لسنة ‪ 1991‬حافال باإلشارة إلى حقوق اإلنسان ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫العرف الدستوري‬
‫)‪( La Cantume Constitutionnelle‬‬
‫العرف ‪ ،‬عادة درج الناس على إتباعها في مسألة معينمة حتمى سماد االعتقماد إنهما ملزممة‬
‫ويترتب الجزاء على مخالفتها ‪ ،‬ويّولد العرف قاعدة قانونية شأنه في ذلمك شمأن التشمريع ‪ ،‬فيقمال‬
‫القاعدة القانونية التي تم االعتياد على التعامل بها ‪.‬‬ ‫ق ى العرف بكذا ‪ ،‬أي ق‬
‫أما العرف الدستوري ‪ ،‬فهو عادة درج السلطات العامة على إتباعهما بشمأن مسمألة ممن‬
‫المسائل التي تتعلق بتنظيمها أو تحديد العالقة بينها أو تنظيم حقوق األفراد وحرياتهم ويكون لهما‬
‫صفة اإللزام ) أو ( تواتر العمل وفقا لمسلك معين في أحد الموضوعات الدستورية بحيث يكتسمب‬
‫هذا المسلك صفة اإللزام)‪.‬‬
‫ويحتل العرف الدستوري مكانه هامة كمصدر رسمي مباشر للقواعد الدسمتورية ‪ ،‬سمواء‬
‫في الدول التي تأخذ بالدساتير المدونة أو غير المدونة ‪ ،‬وإن كان أهمية العرف تبرز فمي المدول‬
‫األخيرة (الدول الدساتير غير المدونة ) ‪ ،‬حيث تعتمد هذه الدول بصورة أساسية في تنظيم شمؤون‬
‫السلطة العامة فيها على العرف ‪.‬‬
‫وفي الدول التي أخمذت بالدسماتير المكتوبمة ‪ ،‬لعمب العمرف دورا ال يسمتهان بمه فمي سمد‬
‫المسمائل ممن‬ ‫التشريعي الذي يبدو على الدستور بعد التطبيق ‪ ،‬بفعل إغفال معالجمة بعم‬ ‫النق‬
‫قبل المشرع الدستوري ‪ ،‬أو بفعل المتغيرات والمستجدات ‪،‬فمن الدساتير من امتد عمره أكثر ممن‬
‫مائتي سنة ‪ ،‬كالدستور األمريكي النافذ ‪.‬‬
‫ففي الواليات المتحدة لعب العرف الدسمتوري دورا هامما فمي تنظميم الحيماة الدسمتورية ‪،‬‬
‫نظرا لتقدم تاريخ صدور الدستور فيها ‪ ،‬هذا إضافة لما يتسم به الدستور من صياغة موجزة ‪،‬فقمد‬
‫احتمموى الدسممتور األمريكممي علممى (‪ )7‬مممواد فقممط ‪ ،‬وعممدل (‪ )26‬تعممديال ‪ .‬ومممن أهممم األعممراف‬
‫الدستورية التي نشأت في الواليات المتحدة ‪ ،‬العرف الدستوري الذي يخول الرئيس صالحية عقد‬
‫االتفاقممات التنفيذيممة دون الرجمموع إلممى مجلممس الشمميوخ ‪ ،‬ففممي الدسممتور األمريكممي لممم يممرد ذكممرا‬
‫لالتفاقات التنفيذية ‪ ،‬إال أن عرفا نشأ الحقا لنفاذ الدستور يق ي بممنح المرئيس همذه الصمالحية ‪،‬‬

‫‪283‬‬
‫ولم ينشأ هذا العرف إال كوسيلة للتغلب على إلزام الرئيس بالرجوع إلى مجلس الشيوخ عنمد عقمد‬
‫‪1‬‬
‫المعاهدات ‪ ،‬حيث أن االتفاق التنفيذي ال يحتاج إال لتوقيع الرئيس ‪.‬‬
‫وفي فرنسا لعب العرف دورا ال يستهان به في ظل دستور الجمهورية الثالثة الفرنسية ‪،‬‬
‫حيث تميز هذا العرف باإليجاز ‪ ،‬فقد حدد العمرف كمل مما يتعلمق بمرئيس الموزراء وصمالحياته ‪،‬‬
‫حيث لم يتعرش الدستور لهذا المنصب وصالحيات ممن يشمغله ‪ ،‬وفمي ظمل ذات الدسمتور ألغمى‬
‫العرف صالحية رئيس الدولة بحل مجلس النواب ‪.‬‬
‫وفي ظل الدستور اللبناني النافذ لسنة ‪ ، 1926‬لعب العرف دورا هامما فمي تنظميم العديمد‬
‫من المسائل الدستورية التي لم ينظمها الدستور ‪ ،‬ومن بين همذه األعمراف ‪ ،‬العمرف المذي يخمول‬
‫الحكومة إصمدار مراسميم اشمتراعية ( اللموائح التفوي مية) أثنماء‬ ‫مجلس النواب صالحية تفوي‬
‫الظروف االستثنائية‪.‬‬ ‫انعقاد البرلمان لمواجهة بع‬
‫وبصفة عامة يعد العمرف أقمدم المصمادر الرسممية للقواعمد الدسمتورية ‪ ،‬وظمل المصمدر‬
‫الوحيد لها حتى القرن الثامن عشمر ‪ ،‬حيمث ظهمرت الدسماتير المدونمة فمي أمريكما الشممالية سمنة‬
‫‪ 1776‬على اثر استقاللها عن بريطانيا ‪ ،‬ومنمذ ذلمك التماريخ بمدأ نطماق الدسماتير غيمر المدونمة‬
‫باالنكماش ‪ ،‬حتى غدا القانون الدستوري اإلنجليزي المثل الوحيد أو النادر لها في وقتنا الحاضر‪.‬‬
‫ولعل السبب الذي يرجع إلى تمسك بريطانيا بالدستور غير المدون ‪ ،‬همو طبيعمة الشمعب‬
‫اإلنجليممزي الممذي يميممل إلممى تطمموير قواعممده الدسممتورية بهممدوء ودون عنممف ‪ ،‬كممما أن التمماريخ‬
‫الدستوري قد بدأ في إنجلترا في وق مبكر ‪ ،‬هذا ف ال عن أن األسباب التي دعم معظمم المدول‬
‫إلى األخذ بالدساتير المدونة غير متوافرة في النظام اإلنجليمزي ‪ ،‬وتتمثمل همذه األسمباب ‪ ،‬فمي أن‬
‫األخذ بالدساتير المدونة أمر ال غنى عنه في الدول حديثة النشأة ‪ ،‬أو حديثة العهد باالستقالل حيث‬
‫تسعى هذه الدول إلى قطع الصلة بالماضي ‪ ،‬كما إن األخذ بالدساتير المدونة أمر ال غنى عنه فمي‬
‫الدول ذات النظام السياسي الحديث التي تسعى إلى قطع صلتها بموروثات الماضمي ‪ ،‬ومثمل همذه‬
‫الحاجة تظهر في الدول التي يكون سكانها خليط من أجناس وقوميات متعددة ‪ ،‬ومما الشك فيه إن‬
‫األخذ بالدساتير المدونة أمر ال غنى عنه أي ا في الدولمة االتحاديمة المتراميمة األطمراف ‪ ،‬وكمل‬
‫هذه المبررات غير متوافرة في بريطانيا وبالتالي فهي ليس بحاجة ماسة إلى الدسمتور المكتموب‬
‫كما في الدول األخرى ‪.‬‬
‫وبالرغم من أن بريطانيا مازال تأخذ بالدستور غير الممدون ‪،‬إال أن العمرف الدسمتوري‬
‫ليس المصدر الوحيد لنظامها الدستوري ‪،‬إذ يوجد إلى جانبه عدد من القوانين الدسمتورية المدونمة‬
‫مثممل قممانون تمموارث العممرش وقممانون الوصممايا علممى العممرش وقممانون البرلمممان ‪ ،‬وقممانون تنظمميم‬
‫بق ‪.13 9 -‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫لفدرايل –املرجع ا‬
‫ا دا‬
‫لة يف االحت‬
‫لدو‬
‫يس ا‬
‫ئ‬
‫لشكر ي – ر‬
‫‪ –1‬د‪.‬علييوسف ا‬

‫‪284‬‬
‫امتيازات التاج ‪، ........‬وإلى جانب ذلك هناك العديد ممن العمادات الدسمتورية التمي لمم يكتمب لهما‬
‫االستقرار والثبات بعد لكي تتحول إلى أعراف دستورية ‪.‬‬
‫والبد ممن التميمز بمين الدسمتور العرفمي ‪ ،‬والعمرف الدسمتوري ‪ ،‬فالدسمتور العرفمي همو‬
‫الوثيقة الدستورية غير المدونة المنظمة للسلطة السياسية في الدولة ‪،‬أما العمرف الدسمتورية فهمو‬
‫مصدر من مصادر القواعد الدستورية في الدولة ‪.‬‬
‫الفرع األول‬
‫أركان العرف‬
‫يقوم العرف الدستوري شأنه في ذلك شأن سمائر األعمراف األخمرى علمى ركنمين همما ‪،‬‬
‫الركن المادي )‪ ( L element Materiel‬والمتمثل في سير الهيئة الحاكمة علمى سملوك معمين ‪،‬‬
‫والممركن المعنمموي )‪ (L element Paychologique‬أو النفسمماني )‪ (Moral‬والمتمثممل فممي‬
‫االعتقاد بالقوة الملزمة للعادة التي اطردت الهيئة الحاكمة على إتباعها ‪.‬‬
‫أوال‪ -‬الركن المادي )‪ -: ( L element Materiel‬ويقصد به اعتياد الهيئة الحاكمة علمى إتبماع‬
‫قاعدة معينة في شأن مسألة دستورية معينة سواء اتخذ السلوك شكل إيجابي أو سلبي ‪.‬‬
‫ولكي يتوافر الركن المادي للعرف البد من توافر عدة شروط ‪-:‬‬
‫‪ -1‬التكرار )‪ : (La Repletion‬يعد التكرار أول شروط الركن المادي في العرف ‪ ،‬فتكرار‬
‫التصرف هو المذي يمؤدي إلمى خلمق القاعمدة العرفيمة ‪ ،‬وهمو بمثابمة اإلقمرار أو الشمهادة‬
‫‪1‬‬
‫باعتناق ضمير الجماعة للقاعدة القانونية ‪.‬‬
‫ويذهب جانب من الفقه اإلنجليزي والفرنسي إلى أن عنصمر التكمرار يتحقمق بحمدوث‬
‫التصرف أو السلوك مرة واحدة لكي يتولمد عنمه االعتيماد المكمون للمركن الممادي للعمرف ‪،‬إذ أن‬
‫العرف يمكن أن ينشأ استنادا إلى حدوث العمل مرة واحدة ‪ ،‬وقد ال ينشأ رغمم تكمرار العممل عمدة‬
‫مرات ‪ ،‬ويدلل هذا الجانب من الفقه على رأيه بالعرف الدستوري الذي ساد في بريطانيا ‪ ،‬والمذي‬
‫يق ي بعدم جواز اختيار رئيس الوزراء ممن بمين اللموردات ‪ ،‬فهمذا العمرف ال يرجمع إال لسمابقة‬
‫واحممدة حممدث سممنة ‪ ، 1923‬حينممما اختيممر المسممتر (بلممودين) رئيسمما للمموزراء بممدال مممن اللممورد‬
‫‪2‬‬
‫(كورزون) ‪.‬‬
‫ونرى أن هذا المرأي غيمر مقبمول ‪،‬إذ أن معنمى التكمرار ينصمرف إلمى حمدوث الفعمل أو‬
‫السلوك عدة مرات أو مرتين على األقل ‪.‬‬

‫بق ‪ -‬ص ‪.163‬‬‫ا‬


‫لس‬‫تور ي –املرجع ا‬
‫لدس‬
‫نون ا‬
‫ا‬‫لق‬
‫تويل –املفصل يف ا‬
‫يدم‬
‫بد احلم‬
‫‪ –1‬د‪.‬ع‬
‫‪2‬‬
‫‪– Ridges – Constitutional Law – London – 1950- p.22.‬‬

‫‪285‬‬
‫وبالرغم من اتفاق الفقه على ضرورة حمدوث الفعمل أكثمر ممن ممرة واحمدة لكمي يتحقمق‬
‫عنصر التكرار‪ ،‬إال أنهم لم يتفقوا على عدد المرات التي يجمب أن يتكمرر فيهما العممل أو السملوك‬
‫المحكمممة الفدراليممة السويسممرية فممي حكمهمما الصممادر سممنة ‪ 1917‬بحممدوث الفعممل أو‬ ‫‪،‬واكتف م‬
‫التصرف مرتين فقط ‪.‬‬
‫‪-2‬العمومية )‪ : ( La Generalite‬العمومية ‪ ،‬سير إحدى السلطات العامة على نفس التصرف‬
‫يشأن ذات المسألة بصفة مستمرة ‪ ،‬دون معارضة السلطات األخرى ‪ ،‬وتنتفي عن التصرف صفة‬
‫العمومية متى واجه السلوك أو التصرف اعتراضا من باقي السلطات ‪ ،‬من هنا ال يعد عرفا تعيين‬
‫الملك في مصر لوكيل الديوان الملكي سنة ‪ ، 1924‬ولرئيس المديوان الملكمي سمنة ‪، 1937‬بمأمر‬
‫ملكي موقع عليه من قبله فقط ‪ ،‬ألن هاتين السابقتين جرى االعتراش عليهما من قبل الموزارة ‪،‬‬
‫التي كان ترى أن تعين رئيس ووكيل الديوان الملكي البد أن يصدر بمرسموم ملكمي موقمع عليمه‬
‫( ديجول)‬ ‫الرئيس الفرنسي‬ ‫من قبل الملك ورئيس الوزراء ‪،‬كما ال يعد سابقة دستورية رف‬
‫المادة (‪ )29‬من الدستور رغمم‬ ‫سنة ‪ ، 1960‬دعوة البرلمان لالنعقاد بجلسة استثنائية تطبيقا لن‬
‫طلب أغلبية البرلمان ذلك ‪ 1.‬كذلك ال يعد عرفا دسمتوريا عمزل البرلممان النرويجمي الملمك ‪ ،‬الن‬
‫هذا العزل ف ال عن مخالفته أحكام الدستور ‪ ،‬تم رغم احتجاج الملك ‪.‬‬
‫وانقسم رأي الفقه بشمأن ممدى تموافر صمفة العموميمة ‪ ،‬إذا لمم تعتمرش إحمدى السملطات‬
‫العامة على السلوك ‪ ،‬إال أن هذا السملوك القمى اعتراضما ممن قبمل مجمموع األفمراد أو بع مهم ‪،‬‬
‫فذهب االتجاه األول إلى أن هذا االعتراش يحمول دون تحمول السملوك إلمى عمرف ملمزم واجمب‬
‫اإلتباع ‪ ،‬الن ممارسة االعتراش في هذا المجال ال يتوقف على الهيئمات الحاكممة المؤهلمة بحكمم‬
‫‪2‬‬
‫وظيفتها لتشيد قواعد جديدة في المجال الدستوري ‪.‬‬
‫أما االتجاه الثاني فيذهب إلى أن موافقة مجموع األفراد أو عمدم اعتراضمهم علمى تطبيمق‬
‫السابقة العرفية يتحدد في الحاالت التي تمس فيها القاعدة الدستورية مساسا مباشرا بحقوق األفراد‬
‫كأن تكون تلك السابقة متعلقة بحريات األفراد وحقوقهم ‪.3‬‬
‫وفي رأينا إن صفة العمومية تتوافر بمجرد عدم اعتراش إحمدى الهيئمات الحاكممة علمى‬
‫السلوك المذي اتخذتمه سملطة أخمرى ‪ ،‬كونهما همي المعنيمة بماألمر ‪ ،‬وهمي المقصمودة باصمطالح‬

‫‪1‬‬
‫‪- A. Hauriou – op.cit.p288.‬‬
‫ا ت – ‪ - 19 8 6‬ص‬
‫لددو – احلكومد‬
‫ية – ا‬
‫اسد‬
‫ي‬‫لس‬
‫نظمدة ا‬
‫ا ‪ -‬األ‬
‫يح‬‫يدز د‬
‫لعز‬
‫بدد ا‬
‫يدع‬
‫بدراه‬
‫لد د‪ .‬ر‬
‫بق ‪ -‬ص ‪،3 8‬مدك‬
‫ا‬‫لسد‬
‫يلدة –املرجدع ا‬
‫امدلل‬
‫‪ –2‬د‪.‬حممددم‬
‫تدويل ود‪.‬‬
‫يددم‬
‫بدد احلم‬
‫لد دع‬
‫بق – ص ‪،8 3‬مدك‬
‫ا‬‫لسد‬
‫ية –املرجدع ا‬
‫اسد‬
‫ي‬‫لس‬
‫نظد ا‬
‫لد‬
‫تور ي وا‬
‫لدسد‬
‫نون ا‬
‫ا‬‫لقد‬
‫ية يف ا‬
‫اسد‬
‫ا دئ األس‬
‫بد‬
‫لد د‪.‬سعدعصدفور –امل‬
‫‪.10 6‬مك‬
‫بع – ص ‪.3 5‬‬
‫نةط‬
‫ية – دونس‬
‫ندر‬
‫ار ف اإلسك‬
‫أة املع‬
‫نش‬‫ية –م‬
‫اس‬‫ي‬
‫لس‬‫نظد ا‬
‫ل‬‫تور ي وا‬
‫لدس‬
‫نون ا‬
‫ا‬‫لق‬
‫يل ‪ -‬ا‬
‫سعدعصفور ود‪ .‬حمسنخل‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.9 7‬‬
‫لسا‬
‫اعر –املرجع ا‬
‫لش‬‫مز ي ا‬
‫‪ –3‬د‪ .‬ر‬

‫‪286‬‬
‫الجماعة في القانون الدستوري ‪4،‬هذا إضافة إلى أن فسح المجال لألفراد إلبداء الرأي في العمرف‬
‫سوف ينتهي إلى الفوضى واالضطراب بفعل تعارش المصالح ‪ ،‬وقد ينتهي األمر إلى التدخل في‬
‫شؤون السلطة من أجل عرقلة أعمالها ‪.‬‬
‫‪-3‬الثبات ( اطراد تطبيق القاعدة العرفية)‪ :‬ال يكفي لتحقق الركن الممادي ‪،‬التكمرار والعموميمة ‪،‬‬
‫بل البد من استقرار الهيئة الحاكمة على السير على ذات التصرف في الحاالت المماثلمة ‪ ،‬ويكفمي‬
‫إلنهاء الركن المادي ‪ ،‬مخالفة السلطة المعنية لسلوكها بقصد العدول عنه وتبني غيره وإن عمادت‬
‫إليه الحقا ‪.‬‬
‫أما إذا ثب أن الهيئة الحاكمة قد خالف العرف الدستوري القائم فمي حالمة فرديمة معينمة‬
‫بالذات مع نيتها في االحتفاظ به واستمرارها في تطبيقه على غيمر تلمك الحالمة فمإن العمرف يبقمى‬
‫‪1‬‬
‫قائما ‪.‬‬
‫‪-4‬الوضوح ‪ :‬أي أن يكون السلوك الذي تنتهجمه الهيئمة الحاكممة واضمحا دقيقما ال يقبمل التفسمير‬
‫والتأويل وال يثير الخالف واللبس ‪،‬وال يشترط في التصرف الذي تسلكه الهيئمة المعنيمة أن يكمون‬
‫إيجابيا ‪ ،‬فقد‪ ،‬يكون مجرد امتناع من جانب إحمدى السملطات العاممة عمن اسمتعمال حقما دسمتوريا‬
‫‪2‬‬
‫مقررا لها ‪.‬‬
‫‪-5‬المددة ‪ :‬يشترط أخيرا لتحقق الركن المادي أن تم ي مدة كافية للداللة على استقرار السلوك ‪،‬‬
‫والتحقق من كونه لم يكن مجرد نزعة عارضة أو اتجاه طارئ ‪ ،‬ولم يتفق الفقمه علمى تحديمد همذه‬
‫المممدة باعتبممار إن المممدة الكافيممة السممتقرار العممرف تختلممف مممن حالممة الخممرى ‪ ،‬فبينممما تقممررت‬
‫المسؤولية الوزارية في إنجلترا نتيجة لعرف اطرد العمل به منمذ القمرن الثمامن عشمر ‪ 3،‬نجمد أن‬
‫صالحيات رئيس الدولة ورئيس الوزراء فمي فرنسما تقمررت بمقت مى عمرف نشمأ خمالل‬ ‫بع‬
‫‪4‬‬
‫الحرب العالمية األولى ‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬الركن المعنوي ( النفساني) )‪-: ( L element Psychologique‬‬
‫ال يكفي لنشأة العرف كمصدر من مصادر القانون الدستوري ‪ ،‬توافر الركن المادي فقط‬
‫‪ ،‬بل يلزم إلى جانب ذلك أن يتولد االعتقاد في ضمير الجماعة ‪ ،‬بمأن همذه العمادة أصمبح قاعمدة‬

‫بق ‪ -‬ص ‪.9 7‬‬


‫ا‬‫لس‬
‫تور ي –املرجع ا‬
‫لدس‬
‫نون ا‬
‫ا‬‫لق‬
‫تويل –املفصل يف ا‬
‫يدم‬
‫بد احلم‬
‫لد د‪.‬ع‬
‫يل ذ‬
‫نظر يفتفص‬
‫‪ –4‬ا‬
‫بع – ص ‪.75‬‬
‫اهرة – دونسنةط‬
‫لق‬
‫ية – ا‬
‫ب‬
‫لعر‬
‫نهضة ا‬
‫ل‬‫تور ي – دار ا‬
‫لدس‬
‫نون ا‬
‫ا‬‫لق‬
‫اين – دراسة يف ا‬
‫ب‬‫‪ –1‬د‪.‬بكرق‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.9 1‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫تور ي –املرجع ا‬
‫لدس‬
‫نون ا‬
‫ا‬‫لق‬
‫تويل –املفصل يف ا‬
‫يدم‬
‫بد احلم‬
‫‪ –2‬د‪.‬ع‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.3 5‬‬
‫لسا‬
‫يل –املرجع ا‬
‫تويل ود‪.‬سعدعصفور ود‪.‬حمسنخل‬
‫يدم‬
‫بد احلم‬
‫‪ –3‬د‪.‬ع‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.9 9‬‬
‫لسا‬
‫اعر –املرجع ا‬
‫لش‬‫مز ي ا‬
‫‪ –4‬د‪ .‬ر‬

‫‪287‬‬
‫قانونية واجبة اإلتباع ‪ 5،‬وهو ما يوجب خلع وصمف المخالفمة علمى أعممال السملطة التمي خالفم‬
‫العرف الدستوري ‪.‬‬
‫ويتولد هذا االعتقاد متأخرا عن االعتياد ‪ ،‬فاألمر يبدأ بتكرار غير ملزم للمسلك أو القاعدة‬
‫‪ ،‬ثم اطراد إتباع هذا المسلك ‪ ،‬الذي يولد االعتقاد لدى الجماعة بالزاميته ‪،‬وال ينشمأ همذا االعتقماد‬
‫إال تدريجيا ‪ ،‬فال يمكن أن ينسب إلى تاريخ أو وق محدد‪.‬‬
‫وانقسم رأي الفقه بشأن تحديد المقصمود بالجماعمة ‪ ،‬التمي يجمب أن يقموم لمديها االعتقماد‬
‫بإلزامية السلوك ‪ ،‬فاالتجاه األول ذهب إلى أن المقصود بالجماعة هنا ‪ ،‬الهيئة الحاكممة باإلضمافة‬
‫إلى مجموع األفراد ‪ ،‬ويكفي أن يتخذ األفمراد موقفما سملبيا يقمف عنمد حمد عمدم االعتمراش علمى‬
‫‪6‬‬
‫السلوك ‪.‬‬
‫أما االتجاه الثاني‪ 1،‬والذي نؤيده ‪،‬فيذهب إلمى أن المقصمود بالجماعمة فمي حمدود القاعمدة‬
‫الدسمتورية العرفيمة ‪ ،‬الهيئمة الحاكممة تحديمدا ‪ ،‬كالبرلممان والحكوممة ورئميس الدولمة واألحمزاب‬
‫السياسية ‪.‬‬
‫على أن سيادة االعتقاد لدى الهيئة الحاكمة بإلزامية العرف ال يمنع تلك الهيئة من العمدول‬
‫عن هذا السلوك كلما استلزم ذلك ‪ ،‬كتغير الظمروف أو أن العمدول لمقت ميات لمصملحة العاممة ‪،‬‬
‫ويقع هذا العدول ‪ ،‬متى خالف السلطة المعنية عرفا دستوريا قائما بقصد العدول عنه بصفة نهائية‬
‫ومطلقة ‪ ،‬واستبداله بغيره ‪.‬‬
‫أما إذا انصرف قصد السلطة المعنية إلى مخالفة العرف الدسمتوري ‪ ،‬بشمأن حالمة فرديمة‬
‫‪2‬‬
‫بعينها ‪ ،‬ودون أن ينصرف قصدها إلى العدول عن العرف ‪ ،‬فإن هذا العرف يبقى قائما ‪.‬‬

‫بق ‪ -‬ص ‪.25 1‬‬


‫ا‬‫لس‬
‫ير –املرجع ا‬
‫ير دا‬
‫ا‬‫احس‬
‫ت‬‫لف‬
‫بد ا‬
‫‪ –5‬د‪.‬ع‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.66‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫يوين –املرجع ا‬
‫لغينبس‬
‫بد ا‬
‫‪ –6‬د‪.‬ع‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.10 1 - 10 0‬‬
‫لسا‬
‫اعر –املرجع ا‬
‫لش‬‫مز ي ا‬
‫‪ –1‬د‪ .‬ر‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.75‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫اين –املرجع ا‬
‫ب‬‫‪ –2‬د‪.‬بكرق‬

‫‪288‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫أنواع العرف الدستوري‬
‫جرى العمل على تقسيم العرف الدستوري إلى ثالث أقسام ‪ ،‬هي العرف المفسر والمكمل‬
‫والمعدل ‪-:‬‬

‫أوال‪ -‬العرف المفسر )‪-: ( Coutume Interpretative‬‬

‫نصوص الوثيقة الدستورية غام ة أو‬ ‫يظهر هذا النوع من العرف ‪ ،‬حينما تكون بع‬
‫غير واضحة ‪،‬ويقتصر اثر هذا العرف على تفسير الغموش ‪ ،‬دون أن يتعدى آثره إلى إنشاء‬
‫قاعدة قانونية جديدة أو مغايرة للقاعدة المنصوص عليها في صلب الوثيقة الدستورية ‪.‬‬
‫وتبرز أهمية العرف المفسر بالنسبة للوثائق الدستورية المقت بة ‪،‬كما في الدستور‬
‫األمريكي النافذ ‪ ،‬ودستور الجمهورية الثالثة الفرنسية لسنة ‪ ، 1875‬حيث لعب العرف دورا هاما‬
‫في تفسير وتوضيح العديد من نصوص هذا الدستور ‪ ،‬ومن بين هذه األعراف ‪،‬العرف المفسر‬
‫على أن ( رئيس الجمهورية يكفل تنفيذ‬ ‫المادة (‪ )3‬من الدستور المذكور ‪ ،‬والتي نص‬ ‫لن‬
‫‪ ،‬على‬ ‫القانون) )‪ ، ( Assure L execution des Lois‬وجرى العرف على تفسير هذا الن‬
‫أن لرئيس الجمهورية سلطة إصدار اللوائح نظرا التصال هذه السلطة بمهمة القيام على تنفيذ‬
‫القانون ‪.‬‬
‫والجدير بالذكر إن العرف السابق على صدور الدستور يؤخذ به على أنه وسيلة من‬
‫وسائل تفسير نصوصه ‪ ،‬مالم يكن هذا العرف منافيا للمبادئ العامة التي قام على أساسها الدستور‬
‫‪3‬‬
‫وهذا العرف ‪.‬‬ ‫الدستور على ما يتناق‬ ‫الجديد ‪ ،‬وما لم ين‬
‫ومن المتفق عليه ‪،‬إن العرف المفسر يعتبرا جزءا ال يتجزأ من الدستور ذاته ‪ ،‬ويأخذ‬
‫‪1‬‬
‫حكمه سواء أكان الدستور مرنا أم جامدا ‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬العرف المكمل )‪-: ( La Coutume Complementative‬‬
‫العرف المكمل ‪ ،‬العرف الذي يرمي إلى تنظيم مسألة أغفل الدستور تنظيمها ‪ ،‬وقد يأتي‬
‫العرف المكمل بناء على إحالة المشرع الدستوري ‪ ،‬مما يجعل هذا العرف جزءا ال يتجزأ من‬
‫الدستور ‪ ،‬وقد يأتي هذا العرف من غير إحالة صريحة من المشرع الدستوري ‪ ،‬مما يجعله عرفا‬
‫قائما بذاته ‪.‬‬
‫ويسوق الفقه مثاال تقليديا للعرف المكمل ‪ ،‬العرف الذي نشأ في ظل دستور الجمهورية‬
‫هذا الدستور على أن يكون انتخاب مجلس النواب ‪ ،‬انتخابا عاما غير‬ ‫لثالثة الفرنسية ‪ ،‬حيث ن‬

‫بق – ص ‪.18 8‬‬


‫ا‬‫لس‬
‫تور ي –املرجع ا‬
‫لدس‬
‫نون ا‬
‫ا‬‫لق‬
‫تويل –املفصل يف ا‬
‫يدم‬
‫بد احلم‬
‫‪ –3‬د ‪.‬ع‬
‫بق – ص ‪.68‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫يوين –املرجع ا‬
‫لغينبس‬
‫بد ا‬
‫‪ –1‬د‪.‬ع‬

‫‪289‬‬
‫مقيد بنصاب مالي أو كفاءة عالية خاصة ‪ ،‬دون أن يشير إلى كون االنتخاب مباشرا أو غير‬
‫مباشرا ‪ ،‬ونظرا آلن قوانين االنتخاب الفرنسية اطردت منذ سنة ‪ ، 1848‬على أن يكون‬
‫االنتخاب مباشرا أي على درجة واحدة ‪ ،‬فقد نشأ عرف دستوري يق ي بأن يكون انتخاب مجلس‬
‫النواب في ظل الدستور المذكور (‪ )1875‬مباشرا ‪ 2.‬ومن بين األعراف المكملة ‪ ،‬العرف الذي‬
‫نشأ في الهند ‪ ،‬والقاضي بإلزام الوزارة بإحاطة رئيس الجمهورية علما بالقرارات التي تتخذها ‪،‬‬
‫فقد اعتاد رؤساء الوزارات ومنذ عهد( نهرو) ومن باب المجاملة على إحاطة رئيس الجمهورية‬
‫علما بغالبية القرارات التي تتخذها الوزارة والسيما الهامة منها ‪ 3 .‬وفي لبنان نظم الدستور في‬
‫المادة (‪ )79‬منه إجراءات التصوي في مجلس النواب على اقتراح وتعديل الدستور ‪ ،‬إال انه لم‬
‫بالمناداة‬ ‫علنيا أم سريا ‪ ،‬من هنا جرى العرف في المجلس على التصوي‬ ‫يحدد كون التصوي‬
‫على األسماء ‪.‬‬
‫وانقسم رأي الفقه الدستورية بشأن القيمة القانونية للعرف المكمل ‪ ،‬فذهب االتجاه األول‬
‫‪4‬‬
‫إلى أن له قيمة تعادل القيمة القانونية للتشريعات العادية وال ترقى إلى قوة النصوص الدستورية‪.‬‬
‫أما االتجاه الثاني ‪ ،‬فيذهب إلى أن للعمرف المكممل ذات القيممة القانونيمة التمي للنصموص‬
‫‪5‬‬
‫الدستورية المكتوبة طالما أنها لم تأت بأحكام مخالفة لنصوص الدستور أو معدلة لها ‪.‬‬
‫أما االتجاه الثالث فيميز بين حالتين ‪ ،‬األولى أن يقتصر دور العرف علمى تحديمد الكيفيمة‬
‫أو الوسائل التي يتم عن طريقها تطبيق حكم من األحكام الوارده في الوثيقة الدستورية ‪ ،‬وفي هذه‬
‫الحالة يعد العرف جزء ال يتجزأ من الدستور ‪ .‬ويمورد همذا الجانمب ممن الفقمه مثماال ممن التماريخ‬
‫الدستوري الفرنسي ‪ ،‬فقد نشأ عرف في فرنسا يحظر عقد قرش عمومي إال إذا صدر قانونا يأذن‬
‫الواردة في الدستور الفرنسي لسنة ‪ ، 1815‬ومثل‬ ‫بذلك ‪ ،‬ويعود هذا العرف في أساسه إلى الن‬
‫لم يرد في أي دستور فرنسي الحق ‪ ،‬من هنا نشأ عمرف مكممل يق مي بمذات الحكمم‪،.‬‬ ‫هذا الن‬
‫همذا‬ ‫ومن ذلك أي ا العرف الذي نشأ في ظمل دسمتور سمنة ‪ 1923‬المصمري ‪ ،‬حيمث لمم يمن‬
‫الدستور على حق السلطة التنفيذية في إصدار لموائح البموليس ‪،‬إال أن العممل جمرى علمى إصمدار‬
‫السلطة التنفيذية لهذه اللوائح حتى غدا هذا السلوك عرفا دستوريا مستقرا وكأنه جزء ممن الوثيقمة‬
‫‪1‬‬
‫الدستورية ‪.‬‬

‫بق ‪ -‬ص ‪.3 8 - 3 7‬‬


‫لسا‬
‫يل –املرجع ا‬
‫تويل ود‪.‬سعدعصفور ود‪.‬حمسنخل‬
‫يدم‬
‫بد احلم‬
‫‪ –2‬د‪.‬ع‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.178‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫لفدرايل –املرجع ا‬
‫ا دا‬
‫لة يف االحت‬
‫لدو‬
‫يس ا‬
‫ئ‬
‫لشكر ي ‪ -‬ر‬
‫‪ –3‬د‪.‬علييوسف ا‬
‫تويل ود‪.‬سعد‬
‫يدم‬
‫بد احلم‬
‫لد د‪.‬ع‬
‫بق ‪ -‬ص ‪،4 5‬مك‬
‫ا‬‫لس‬
‫ية –املرجع ا‬
‫اس‬‫ي‬
‫لس‬‫نظد ا‬
‫ل‬‫تور ي وا‬
‫لدس‬
‫نون ا‬
‫ا‬‫لق‬
‫ية يف ا‬
‫اس‬‫ا دئ األس‬
‫ب‬‫‪ –4‬د‪.‬سعدعصفور –امل‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.3 8‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫يل –املرجع ا‬
‫عصفور ود‪.‬حمسنخل‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.8 6‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫اين –املرجع ا‬
‫ب‬‫لد د‪.‬بكرق‬
‫بق – ص ‪،61‬مك‬
‫ا‬‫لس‬
‫‪ –5‬د‪.‬ثرو تبدو ي –املرجع ا‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.23 8‬‬
‫لسا‬
‫ار –املرجع ا‬
‫لعط‬
‫‪ –1‬د‪.‬فؤا د ا‬

‫‪290‬‬
‫أما الحالة الثانية ‪ ،‬فهي التي يتعدى فيهما دور العمرف مجمرد بيمان الكيفيمة التمي يمتم فيهما‬
‫الدستوري إلى إنشاء قاعدة دستورية جديدة ال سند لها في الوثيقة الدسمتورية ‪ ،‬فهمذا‬ ‫تطبيق الن‬
‫النوع من العرف يعتبر عرفا معدال للدستور ‪ ،‬من هنا ال يمكن االعتراف له بقيمة قانونية ‪ ،‬وليس‬
‫له صفة اإللزام ‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬العرف المعدل )‪:( La Coutume Modificatrice‬‬
‫العرف المعدل ‪ ،‬هو العرف الذي ينصرف آثره إلى تعديل نصوص الوثيقة الدستورية‬
‫باإلضافة أو الحذف ‪ ،‬ويعد العرف المعدل أخطر أنواع العرف وأكثرها أهمية ‪ ،‬كونه يعدل‬
‫نصوص الوثيقة الدستورية ‪ ،‬والتي غالبا ما يشترط المشرع في تعديلها إجراءات معقدة ‪ ،‬حفاظا‬
‫على قدسيتها وأعلويتها وحمايتها من المساس واالنتهاك ‪.‬‬
‫وينكر جانب من الفقه وجود هذا العرف ومشروعيته ‪ ،‬إذ يرى هذا الجانب من الفقه أن‬
‫هذا العرف ال يعد عرفا بالمفهوم الصحيح نظرا لعدم استيفائه أهم شروط العرف في دول‬
‫الدساتير المدونة وهو عدم مخالفته لنصوص الدستور المدون ‪.‬‬
‫أما عدم مشروعيته فتأتي من كون العرف أدنى مرتبة من التشريع ‪ ،‬وليس لألدنى‬
‫التشريعي ال يلغى إال بن‬ ‫تشريعي ‪ ،‬فالن‬ ‫مخالفة األعلى ‪ ،‬ومن باب أولى ليس له إلغاء ن‬
‫تشريعي أعلى أو مساوي له في المرتبة ‪.‬‬
‫من هنا يعد اطراد الهيئة الحاكمة عن إتباع سلوك معين مخالف للدستور ‪ ،‬يعد عمال غير‬
‫مشروع ‪ ،‬وال ينفي هذه الصفة عنه اطراد العمل به لفترة طيلة ‪ ،‬ألن قدم المدة ال تنفي عدم‬
‫المشروعية ‪،‬وإذا قلنا بغير ذلك فأن هذا يعني انتهاك سيادة القانون وأعلوية الدستور وتحول‬
‫الدولة من دولة قانونية إلى دولة استبدادية ‪.‬‬
‫وآيا كان األمر فإن العرف المعدل ينقسم إلى قسمين ‪-:‬‬
‫‪ -1‬العرف المعدل باإلضافة )‪:( La Coutume Modificatrice‬‬
‫يهدف هذا العرف إلى تعديل نصوص الدستور ‪،‬بإضافة أحكام جديدة ال يحتملها تفسير‬
‫القائم‪ ،‬على ذلك إن هذا العرف يتمثل بسلوك إيجابي يقوم بإضافة أحكام جديدة إلى‬ ‫الن‬
‫النصوص الدستورية القائمة وعلى حد سواء مع العرف المكمل ‪ ،‬إال أن ما يميز األخير ( العرف‬
‫المكمل) أنه يعدل نصوص الدستور عن طريق اإلضافة ‪ ،‬بينما يتحدد دور العرف المكمل بتنظيم‬
‫مسائل دستورية أغفل المشرع الدستوري تنظيمها ‪.‬‬
‫ومن األعراف المعدلة التي نشأت في ظل الدستور المصري لسنة ‪ ، 1923‬العرف‬
‫الذي منح الحكومة صالحية إصدار لوائح البوليس لتنظيم الشؤون المتعلقة بالنظام العام ( األمن‪-‬‬
‫الصحة – السكينة) ‪،‬فأال صل إن كل ما يتعلق بالنظام العام يتم تنظيمه بقانون ‪ ،‬كونه يقيد بع‬

‫‪291‬‬
‫الحريات التي كفلها الدستور ‪ ،‬واألصل عدم جواز تقيد الحريات إال بقانون ‪ ،‬لكن هذا العرف منح‬
‫الحكومة صالحية إصدار مثل هذه اللوائح ‪.‬‬
‫ويعد من قبيل العرف المعدل باإلضافة ‪ ،‬العرف الذي نشأ في ظل دستور الجمهورية‬
‫السلطة‬ ‫الثالثة الفرنسية لسنة ‪ ، 1875‬والذي بموجبه تواتر العمل من قبل البرلمان على تفوي‬
‫التنفيذية صالحية وضع قواعد عامة بواسطة المراسيم ‪ ،‬رغم إن البرلمان هو صاحب‬
‫االختصاص الفعلي في إصدار التشريعات ‪.‬‬
‫ومن هذه األعراف العرف الدستوري الذي نشأ في الواليات المتحدة والذي يق ي بمنح‬
‫الرئيس صالحية االعتراف بالدول األجنبية ‪ ،‬حيث لم يسند الدستور هذه الصالحية لسلطة معينة‬
‫‪1‬‬
‫بالذات ‪.‬‬
‫وفي ألمانيا ‪ ،‬لم يخول الدستور ‪ ،‬رئيس الجمهورية صالحية االعتراش على القوانين‬
‫المحالة إليه من أجل تصديقها واألمر بإصدارها ‪ ،‬إال أن عرفا دستوريا منحه حق االمتناع عن‬
‫وضع توقيعه على أي تشريع بشرط أن ينصب هذا االعتراش على الشكل ال الموضوع ‪ ،‬أو إذا‬
‫‪2‬‬
‫كان دستورية التشريع محل شك ‪.‬‬
‫‪ -2‬العرف المعدل بالحذف )‪( ( La Desuetude‬العرف المسقط)‪-:‬‬
‫العرف‬ ‫تعددت التسميات التي أطلقها الفقه على هذا العرف ‪ ،‬فأطلق عليه البع‬
‫األخر‬ ‫‪ ،‬ووصفه البع‬ ‫االعتياد على عدم تطبيق الن‬ ‫المعدل بالحذف ‪ ،‬واطلق عليه البع‬
‫‪ ،‬في حين وصفه جانب أخر بالعرف‬ ‫بالعرف المسقط ‪ ،‬واسماه جانب من الفقه العرف المناق‬
‫على هذا العرف ‪ ،‬فأنه يعني العرف القاضي بعدم‬ ‫التسمية التي أطلق‬ ‫السلبي ‪ .‬وأيا كان‬
‫نصوص الوثيقة الدستورية من جانب هيئة حكومية ‪ ،‬أو إسقاط حق من الحقوق أو‬ ‫استعمال بع‬
‫صالحية من الصالحيات التي تقررها الوثيقة الدستورية ‪.‬‬
‫ومن هذه األعراف العرف الذي نشأ في الواليات المتحدة ‪ ،‬والذي يق ي بعدم استشارة‬
‫رئيس الجمهورية لمجلس الشيوخ عند تعينه الوزراء بالرغم من أن الدستور يلزمه بالرجوع إلى‬
‫المجلس المذكور قبل تعيين أي وزير ‪ ،‬باعتبار أن الرئيس هو المسئول أمام الشعب عن اختيار‬
‫وزرائه‪.‬‬
‫وبموجب دستور الجمهورية الثالثة الفرنسية تسأل الوزارة أمام رئيس الجمهورية‬
‫والبرلمان كل على انفراد ‪ ،‬وحينما لجأ الرئيس ( مكماهون) إلى استخدام صالحيته الدستورية‬
‫باستقالته ‪ ،‬وحينما انتخب ( جريفي) رئيسا‬ ‫هذه نشب أزمة دستورية بينه وبين الوزارة انته‬

‫بق ‪ -‬ص ‪.14 2‬‬


‫لسا‬
‫لفدرايل –املرجع ا‬
‫ا دا‬
‫لة يف االحت‬
‫لدو‬
‫يس ا‬
‫ئ‬
‫لشكر ي – ر‬
‫‪ –1‬د‪.‬علييوسف ا‬
‫لشكر ي –نفس املرجع – ص ‪.19 4‬‬
‫‪ –2‬د‪.‬علييوسف ا‬

‫‪292‬‬
‫للجمهورية بادر إلى توجيه رسالة إلى البرلمان يشير فيها إلى أن الوزارة سوف لن تسأل في‬
‫عهده إال أمام البرلمان ‪ ،‬وانتهج الرؤساء الالحقون ذات المنهج في اإلقرار بعدم مسألة الوزارة‬
‫إال أمام البرلمان ‪ ،‬وأدى اطراد العمل بهذا السلوك ‪ ،‬إلى تحوله إلى عرف ملزم يق ي بجعل‬
‫‪1‬‬
‫مسؤولية الوزارة حكرا على البرلمان ‪.‬‬
‫وفي ألمانيا ساد عرف يق ي بعدم إلزام الرئيس بأخذ رأي المستشار االتحادي أو أتباع‬
‫مشورته بالرغم من أن المادة (‪ )1/74‬من الدستور ‪ ،‬تلزم رئيس الجمهورية بالرجوع إلى مجلس‬
‫‪2‬‬
‫الوزراء ومشاورته وأخذ رأيه في القرارات التي يتخذها ‪.‬‬
‫القيمة القانونية للعرف المعدل ‪-:‬‬
‫أثارت القيمة القانونية للعرف المعدل خالفا فقهيا ‪ ،‬وأنقسم رأي الفقه بشأنها إلى عدة‬
‫اتجاهات ‪-:‬‬
‫يذهب االتجاه األول إلى عدم االعتراف بالعرف المعدل‪ ، 3‬وال يقر له بالمشروعية ‪، ،‬إذ‬
‫أو أكثر من نصوص‬ ‫يرى هذا االتجاه عدم إمكان نشأت عرف دستوري يترتب عليه حذف ن‬
‫الوثيقة الدستورية سواء في بلدان الدساتير الجامدة أو المرنة ‪ ،‬ففي بريطانيا بالد الدستور غير‬
‫المدون ‪ ،‬ليس للعرف تعديل أو إلغاء تشريع صادر عن البرلمان ‪ ،4‬فالتشريع ال يلغى إال بتشريع‬
‫‪5‬‬
‫التشريع القائم ‪.‬‬ ‫يتعارش ون‬ ‫صراحة على هذا اإللغاء ‪،‬أو يت من ن‬ ‫الحق له ين‬
‫أما االتجاه الثاني فيميز بين العرف المعدل باإلضافة والعرف المعدل بالحذف ‪ ،‬حيث يقر‬
‫بمشروعية العرف المعدل باإلضافة باعتبار أنه ال يخالف نصوص الدستور القائم وإن أضافه له‬
‫‪1‬‬
‫أحكام جديدة ‪ ،‬ويأخذ هذا العرف حسب هذا االتجاه حكم العرف المكمل ‪.‬‬
‫أما العرف المعدل بالحذف فيعد عرفا غير مشروع ‪ ،‬وال يقر له هذا االتجاه بالوجود من‬
‫الناحية العملية ‪ ،‬فعدم استعمال حق من الحقوق المقررة في الوثيقة الدستورية يعد مخالفة صريحة‬
‫لنصوص الدستور ‪ ،‬وال يمكن االعتراف بها في ظل دستور جامد يتطلب تعديله إجراءات خاصة‬
‫‪2‬‬
‫تختلف عن إجراءات تعديل القانون العادي ‪.‬‬
‫ومن جانبنا فإننا نميز بين ما هو كائن وما يجب أن يكون ‪،‬أي أننا نميز بين المبادئ‬
‫النظرية والواقع العملي ‪ ،‬فمن الناحية النظرية ليس للعرف المعدل أية قيمة قانونية ‪،‬إال في‬

‫‪1‬‬
‫‪– Horion – op.cit.p.282.‬‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.14 2‬‬
‫لسا‬
‫لشكر ي–املرجع ا‬
‫‪ –2‬د‪.‬علييوسف ا‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.25 5‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫اعر –املرجع ا‬
‫لش‬‫مز ي ا‬
‫‪ –3‬د‪ .‬ر‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.117‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫ايل –املرجع ا‬
‫لغ‬
‫ا ا‬
‫‪ –4‬د‪.‬مم‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.9 1‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫اين –املرجع ا‬
‫ب‬‫‪ –5‬د‪.‬بكرق‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.122 - 121‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫يش –املرجع ا‬
‫يد درو‬
‫براه‬
‫لد د‪ .‬ر‬
‫بق ‪ -‬ص ‪،25 5‬مك‬
‫ا‬‫لس‬
‫ير –املرجع ا‬
‫ير دا‬
‫احسا‬
‫ت‬‫لف‬
‫بد ا‬
‫‪ –1‬د‪.‬ع‬
‫ته ‪-‬عمان – ط‪ - 19 9 8 - 2‬ص ‪.3 8‬‬
‫امعةمؤ‬
‫نشورا تج‬
‫تور ي ‪-‬م‬
‫لدس‬
‫نون ا‬
‫ا‬‫لق‬
‫يز يف ا‬
‫لوج‬
‫يب ‪ -‬ا‬
‫ان اخلط‬
‫‪ –2‬د‪.‬نعم‬

‫‪293‬‬
‫مساو له في القيمة والمرتبة ‪ ،‬السيما‬ ‫المدون ال يعدل إال بن‬ ‫الدساتير غير المدونة ‪،‬إذ أن الن‬
‫في الدساتير الجامدة ‪.‬‬
‫أما من الناحية العملية ‪ ،‬فإن العرف الدستوري واقع ال يمكن إنكاره ‪ ،‬وما يؤكد ما نذهب‬
‫إليه ‪ ،‬السوابق الدستورية التي تشير إلى العديد من الحاالت التي أضاف فيها العرف بع‬
‫األحكام إلى الوثيقة الدستورية أو عّدل في نصوص قائمة‪.‬‬

‫‪294‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫أساليب نشأة الدساتير وأشكالها‬
‫ينصب الحديث في أساليب نشأة الدساتير على الدساتير المدونة دون الدساتير غير‬
‫المدونة ‪ ،‬الن األخيرة كان وما زال تستمد نصوصها من مصدرين فقط ‪ ،‬هما العرف وأحكام‬
‫الق اء ‪ .‬وظهر الحديث عن أساليب نشأة الدساتير‪،‬مع ظهور أول دستور مكتوب في العالم ‪،‬هو‬
‫فكرة الدساتير المدونة إلى فرنسا‬ ‫دستور االتحاد األمريكي لسنة ‪ ، 1787‬ومن أمريكا انتقل‬
‫حيث صدر أول دستور مكتوب فيها سنة ‪ ، 1791‬وأعقب ذلك اطراد األخذ بالدساتير المدونة‬
‫‪،‬في مختلف أنحاء العالم ‪ ،‬إذ صدر الدستور البافيري سنة ‪ 1818‬ثم البلجيكي سنة ‪1831‬‬
‫واإليطالي سنة ‪، 1848‬ثم البروسي سنة ‪ 1850‬واألرجنتيني سنة ‪ 1853‬والدينماركي سنة‬
‫‪ 1866‬فالنمساوي سنة ‪ 1867‬والكندي سنة‪ 1867‬واأللماني سنة ‪ 1871‬ثم الدستور الفدرالي‬
‫السويسري لسنة ‪ 1874‬فاألسترالي سنة ‪ 1900‬والروسي سنة ‪ 1906‬ودستور موناكو سنة‬
‫‪.1911‬‬
‫وفي أعقاب الحرب العالمية األولى وما خلفته من كوارث وويالت ‪ ،‬وتغيير في خريطة‬
‫العالم وتبادل في المراكز االستعمارية ‪ ،‬تناما الشعور الشعبي واألصوات الداعية إلى االستقالل‬
‫ومنح الشعوب حق تقرير مصيرها ‪،‬وساد االعتقاد آنذاك أن من بين أهم وسائل حماية حقوق‬
‫الشعوب من االضطهاد والتسلط ‪،‬هو منحها دساتير مدونة يثب فيها حقوقها بشكل واضح ال يقبل‬
‫التسويف والمماطلة ‪ ،‬فصدر أول دستور مدون في أعقاب تلك الحرب هو الدستور الروسي لسنة‬
‫‪ 1918‬ثم األلماني لسنة ‪ 1919‬والفنلندي لسنة ‪ 1919‬والجيكوسلفاكي لسنة ‪ 1920‬والنمساوي‬
‫لسنة ‪ 1920‬والبولوني لسنة ‪ 1921‬واإلثيوبي لسنة ‪ 1921‬والروماني لسنة ‪ 1923‬والتركي‬
‫لسنة ‪ 1924‬واألسباني لسنة ‪.1931‬‬
‫استقاللها حديثا بعيدا عن حركة الدساتير المدونة ‪،‬‬ ‫ولم تكن األقطار العربية التي نال‬
‫فظهر أول دستور مدون في سوريا سنة ‪ 1920‬ثم مصر سنة ‪ 1923‬فالعراق سنة ‪ 1925‬ولبنان‬
‫سنة ‪ 1926‬وشرق األردن سنة ‪. 1928‬‬
‫والمالحظ أن حركة تدوين الدساتير لم تنتشر في أفريقيا إال في فترة متأخرة ‪ ،‬ربما ألن‬
‫أقطار هذه القارة لم تنل استقاللها إال في فترات متأخرة ‪ ،‬فباستثناء مصر ‪ ،‬ظهر أول دستور‬
‫مدون في القارة سنة ‪ 1954‬في مدغشقر ‪،‬وأعقب ذلك انتشار الدساتير المدونة ‪ ،‬فأخذت غينيا‬
‫بالدستور المدون سنة ‪ 1958‬وساحل العاج سنة ‪ 1960‬والكاميرون سنة ‪ 1960‬وفولتا العليا سنة‬
‫‪ 1960‬والنيجر سنة‪ 1960‬والكابون سنة ‪. 1961‬‬

‫‪295‬‬
‫وتتابين أساليب نشأة الدساتير بتباين الظروف واألوضاع المحيطة بهذه النشأة ‪ ،‬ذلك أن‬
‫كل دستور هو وليد الظروف الموضوعية التي أحاط به ‪ ،‬سواء بالنسبة لنشأته أو م مونه ‪.‬‬
‫ودرج الفقه الدستوري على تقسيم أساليب نشأة الدساتير ‪ ،‬إلى األساليب غير الديمقراطية‬
‫‪،‬واألساليب الديمقراطية ‪ ،‬ويندرج ضمن األساليب غير الديمقراطية ‪ ،‬أسلوب المنحة )‪(Octroi‬‬
‫والعقد )‪ ، ( Pacte‬أما األساليب الديمقراطية فت م أسلوبي ‪ (،‬الجمعية التأسيسية (‬
‫‪(Referendum‬‬ ‫)‪ (Assemble Constituante‬وأسلوب االستفتاء الدستوري‬
‫)‪. Constituante‬‬
‫والواقع أن تقسيم أساليب نشأة الدساتير إلى أساليب ديمقراطية وغير ديمقراطية ‪ ،‬ارتبط‬
‫تاريخيا بتطور فكرة السيادة في الدولة ‪ ،‬فقد كان الملوك يعتبرون أنفسهم أصحاب السيادة في‬
‫الدولة ‪،‬ومن ثم كان من الطبيعي أن يختصوا دون سواهم بوضع الدستور ‪ ،‬فكان يصدر عنهم في‬
‫شكل منحه إلى الشعب ‪ ،‬ومع ظهور وانتشار نظرية العقد االجتماعي ‪ ،‬بدأ الشعب يرى في‬
‫أسلوب المنحة أنه ال يحقق أماله وطموحاته وال يعبّر عن تطلعاته في المشاركة في السلطة ‪ ،‬فبدأ‬
‫بمقاومة الحكام وسلطاتهم المطلقة ‪ ،‬وتتوج ن اله هذا بالمشاركة في وضع الدستور حيث حل‬
‫أسلوب العقد محل المنحة في وضع الدستور ‪.‬‬
‫ومع ظهور وانتشار األفكار الديمقراطية التي تجعل األمة أو الشعب صاحب السيادة‬
‫ظهرت األساليب الديمقراطية في وضع الدساتير ‪،‬إذ بدأ الشعب يشترك بوضع الدستور بصورة‬
‫مباشرة عن طريق االستفتاء الدستوري أو بطريقة غير مباشرة عن طريق الجمعية التأسيسية ‪.‬‬
‫والجدير بالذكر أن ظهور وانتشار األساليب الديمقراطية في وضع الدساتير ال يعني‬
‫عدة‬ ‫بال رورة زوال األساليب غير الديمقراطية في وضعها ‪ ،‬ففي القرن العشرين وضع‬
‫دساتير عن طريق المنحة ومن بين هذه الدساتير ‪ ،‬دستور موناكو لسنة ‪ 1911‬والدستور‬
‫دساتير أخرى عن طريق‬ ‫المصري لسنة ‪ 1923‬والدستور اإلثيوبي لسنة ‪ ، 1931‬كما وضع‬
‫العقد ‪ ،‬ومن بين هذه الدساتير الدستور العراقي لسنة ‪ 1925‬والدستور اللبناني لسنة ‪1926‬‬
‫والدستور الكويتي لسنة ‪ 1962‬والدستور السوداني لسنة ‪. 1973‬‬
‫المبحث األول‬
‫األساليب غير الديمقراطية في وضع الدساتير‬
‫بموجب هذا األسلوب تنفرد إرادة الحاكم في وضع الدستور ( المنحة) أو تشترك مع‬
‫إرادة الشعب ( العقد) ‪ ،‬فتتخذ الوثيقة الدستورية صورة عقد بين هاتي اإلراديتين ‪،‬ويطلق جانب‬
‫‪(Les Proceeds‬‬ ‫من الفقه على هذه األساليب في وضع الدساتير ‪ ،‬األساليب الملكية‬
‫)‪ ، Monarchists‬باعتبار أن األخذ بهذه األساليب غالبا ما يحدث في ظل األنظمة الملكية ‪،‬‬

‫‪296‬‬
‫والواقع إن الربط بين األساليب غير الديمقراطية في وضع الدساتير واألنظمة الملكية أمر غير‬
‫هذا األسلوب في‬ ‫مقبول على إطالقه ‪ ،‬ألن هناك العديد من الدول ذات األنظمة الجمهورية تبن‬
‫وضع دساتيرها ‪،‬كما في الدستور اللبناني لسنة ‪ 1926‬والدستور السوداني لسنة ‪ ، 1973‬هذا‬
‫إضافة إلى أن هناك العديد من الدولة ذات األنظمة الملكية أخذت باألساليب الديمقراطية في وضع‬
‫دساتيرها ‪ ،‬ومن بينها ليبيا في دستور سنة ‪ 1951‬الملكي ‪ ،‬حيث تم وضع هذا الدستور عن‬
‫طريق الجمعية التأسيسية ‪.‬‬
‫المطلب األول‬
‫أسلوب المنحة‬
‫)‪)L Octroi‬‬
‫يمثل أسلوب المنحة في وضع الدساتير ‪ ،‬مرحلة االنتقال من نظام الملكية المطلقة‬
‫)‪ (Monarchies limitiee‬إذ ترتب‬ ‫)‪ (Monarchies Absolue‬إلى نظام الملكية المقيدة‬
‫عليه تقرير حقوق األمة والطوائف في مواجه الملك ‪ ،‬وتحديد طريقة ممارسة الملك لحقه في‬
‫السيادة الذي لم يعد تحكميا مطلقا‪.‬‬
‫وبموجب أسلوب المنحة يستقل الحاكم بوضع الدستور ‪ ،‬فيتنازل بوصفه صاحب السيادة‬
‫سلطاته للشعب في صورة مواثيق أو عهود ‪ ،‬ويعد الدستور في هذه الحالة ملكية‬ ‫عن بع‬
‫‪1‬‬
‫حقوق السيادة التي يملكها ‪.‬‬ ‫وتنازل من جانب الحاكم عن بع‬
‫إرادته ‪،‬‬ ‫وصدور الدستور بطريقة المنحة ‪ ،‬قد يكون هبة تلقائية من الحاكم ‪ ،‬أي بمح‬
‫ضغط الشعوب على الحكام نتيجة لزيادة وتنامي‬ ‫وغالبا ما يصدر الدستور بهذه الطريقة تح‬
‫وعيها السياسي وإدراكها ل رورة حصولها على وثيقة دستورية تصون وتحمي حقوقها‬
‫وحرياتها ‪.‬‬
‫والواقع إن هذه الظروف واألحداث تشير إلى األسباب الحقيقة لمنح الحكام الوثيقة‬
‫الدستورية للشعب ال تغير من الوصف القانوني لنشأة الدستور ما دام إن الدستور قد وضع من‬
‫‪2‬‬
‫وجرى الحكام على اإلشارة في ديباجة الدستور إلى رغبتهم في إسعاد‬ ‫قبل الحاكم وحدة ‪.‬‬
‫المكان إلرادة الشعب ‪.‬‬ ‫شعوبهم وعزمهم على فسح بع‬
‫ومن الدساتير التي صدرت بطريقة المنحة ‪ ،‬الدستور الفرنسي لسنة ‪ ، 1814‬والدستور‬
‫البافيري لسنة ‪ 1818‬والدستور اإليطالي لسنة ‪ 1848‬والدستور الياباني لسنة ‪ 1889‬والدستور‬

‫بق ‪ -‬ص ‪.63‬‬


‫لسا‬
‫يلة –املرجع ا‬
‫املل‬
‫‪ –1‬د‪.‬حممدم‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.15‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫ناين –املرجع ا‬
‫ب‬‫لل‬
‫تور ا‬
‫لدس‬
‫تور ي وا‬
‫لدس‬
‫نون ا‬
‫ا‬‫لق‬
‫‪ –2‬د‪.‬حمسنخليل – ا‬

‫‪297‬‬
‫الروسي لسنة ‪ 1906‬ودستور موناكو لسنة ‪ 1911‬والدستور المصري لسنة ‪ 1923‬ودستور‬
‫شرق األردن لسنة ‪ 1928‬والدستور اإلثيوبي لسنة ‪. 1931‬‬
‫ويثار التساؤل بشأن إمكانية سحب الدستور بإرادة الملك المنفردة ‪ ،‬ولإلجابة على هذا‬
‫التساؤل نشير إلى أن الفقه أنقسم إلى اتجاهين ‪ ، ،‬ذهب االتجاه األول ‪ ،‬إلى أن للملك سحب‬
‫يشاء ‪ ،‬على أساس أن من يملك المنح يملك السحب والتعديل ‪ ، ،‬مالم يكن‬ ‫الدستور في أي وق‬
‫الحاكم قد تنازل عن ذلك صراحة ‪ ،‬في صلب الوثيقة الدستورية ‪ ،‬ويذهب هذا االتجاه في تأيد‬
‫وجهة نظره إلى أن المنحة قد جرى تكيفها من الناحية النظرية على أنها إجراء حر منفرد ‪ ،‬من‬
‫‪1‬‬
‫هنا يكون للحاكم العدول عن رأيه بإرادته المنفردة ‪.‬‬
‫أما االتجاه الثاني والذي يمثل غالبية رأي الفقه ‪ ،‬فيذهب إلى أن ليس للحاكم العدول عن‬
‫رأيه وسحب الدستور الذي سبق وأن منحه للشعب ‪ ،‬حيث أن هناك حقوق لألمة قد تعلق‬
‫بالدستور ‪ ،‬ليس للحاكم المساس بها ‪،‬إال بموافقة األمة ووفق اإلجراءات المنصوص عليها في‬
‫الدستور ‪.2‬هذا من ناحية ومن ناحية أخرى إن الحاكم ذات السلطة المطلقة يعتبر من حيث المبدأ‬
‫مغتصبا للسلطة من الشعب صاحب السيادة ‪،‬فإذا أعادها إليه عن طريق الدستور الممنوح له ‪،‬‬
‫ليس له الرجوع في المنحة أو تعديلها وإال عد ذلك تجديدا للغصب ‪ 3.‬هذا إضافة إلى أن صدور‬
‫الدستور في شكل منحه عن طريق اإلرادة المنفردة للحاكم ال يمنحه حق الرجوع فيها من تلقاء‬
‫نفسه ‪ ،‬ألن اإلرادة المنفردة تكون مصدرا اللتزامات إذا ما الق قبوال من الطرف األخر ‪ ،‬وبناء‬
‫‪4‬‬
‫على ذلك فأن قبول األمة للدستور يحول بين الحاكم وبين إمكانية سحبه أو تعديله ‪.‬‬
‫وبالرغم من أن الرأي الغالب في الفقه يذهب إلى أن ليس للحاكم بإرادته المنفردة‬
‫الرجوع عن الدستور الذي منحه للشعب ‪،‬إال أن هذا الرأي يبدو نظريا أكثر منه واقعيا ‪ ،‬فالتاريخ‬
‫الدستوري يشير إلى عدة حاالت ‪ ،‬عدل فيها الحاكم عن رأيه وبادر إلى سحب الدستور الذي سبق‬
‫وإن منحه للشعب ‪ ،‬ففي فرنسا بادر الملك شارل العاشر سنة ‪ 1830‬إلى سحب دستور سنة‬
‫‪ 1814‬بإرادته المنفردة ‪ ،‬ألن الشعب على حد قوله ( شارل العاشر) (اظهر نكرانا للجميل‬

‫بق ‪ -‬ص ‪.8 3‬‬


‫ا‬‫لس‬
‫تور ي –املرجع ا‬
‫لدس‬
‫نون ا‬
‫ا‬‫لق‬
‫تويل –املفصل يف ا‬
‫بد احلميدم‬
‫لد د‪.‬ع‬
‫بق ‪ -‬ص ‪،8 1‬مك‬
‫ا‬‫لس‬
‫يوين –املرجع ا‬
‫لغينبس‬
‫بد ا‬
‫‪ –1‬د‪.‬ع‬
‫ا–‬
‫يز يح‬
‫لعز‬
‫بد ا‬
‫يدع‬
‫براه‬
‫لد د‪ .‬ر‬
‫اهرة – ‪ - 19 4 3‬ص ‪،125‬مك‬
‫لق‬
‫ثة – ا‬
‫ي‬‫اهرة احلد‬
‫لق‬
‫بة ا‬
‫ت‬‫امة –مك‬
‫لع‬
‫ية ا‬
‫تور‬
‫لدس‬
‫ا دئ ا‬
‫ب‬‫ثمان –امل‬
‫يلع‬
‫انخل‬
‫ثم‬‫‪ –2‬د‪.‬ع‬
‫بق – ص ‪.15 6‬‬
‫لسا‬
‫املرجع ا‬
‫ثمان –املرجع‬
‫يلع‬
‫ثمانخل‬
‫لد د‪.‬ع‬
‫بق ‪ -‬ص ‪،119‬مك‬
‫ا‬‫لس‬
‫اعر –املرجع ا‬
‫لش‬‫مز ي ا‬
‫لد د‪ .‬ر‬
‫بق ‪ -‬ص ‪،5 2‬مك‬
‫لسا‬
‫يد –املرجع ا‬
‫‪ –3‬د‪.‬حممودحل‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.125‬‬
‫لسا‬
‫ا‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.5 3 3‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫يل –املرجع ا‬
‫لد د‪.‬حمسنخل‬
‫بق ‪ -‬ص ‪،117‬مك‬
‫ا‬‫لس‬
‫يد –املرجع ا‬
‫براه‬
‫يت ر‬
‫يد رأفت ود‪.‬وا‬
‫‪ –4‬د‪ .‬وح‬

‫‪298‬‬
‫وجحود للمنحة) ‪ 5،‬وفي مصر قام الملك فؤاد بسحب دستور سنة ‪ ، 1923‬وأحل محله دستور‬
‫‪6‬‬
‫يقوي سلطاته على حساب البرلمان ‪.‬‬
‫سنة ‪1930‬الذي كان ّ‬

‫المطلب الثاني‬
‫أسلوب العقد‬
‫يمثل أسلوب العقد مرحلة وسط بين األساليب غير الديمقراطية واألساليب الديمقراطية‬
‫في وضع الدساتير ‪، ،‬ولم يظهر هذا األسلوب إال نتيجة لن ال الشعب ضد الملوك لحملهم على‬
‫االعتراف بحقه في مشاركتهم في السلطة التأسيسية األصلية ‪ 1.‬ففي إنجلترا ثار األشراف ضد‬
‫الملك وهزموا جيشه وأرغموه على التوقيع على العهد األعظم )‪ (Magna Carta‬سنة ‪1215‬‬
‫الذي يعتبر مصدرا للحقوق والحريات في بريطانيا حتى اليوم ‪ ،‬ولم يتم وضع وثيقة الحقوق‬
‫)‪ (The Bill of Rights‬سنة ‪ 1688‬إال نتيجة لثورة الشعب اإلنجليزي ضد الملك ‪ ،‬وفي فرنسا‬
‫وضع دستور سنة ‪ 1830‬في أعقاب الثورة على الملك شارل العاشر حيث أرغمته تلك الثورة‬
‫على التنازل عن العرش ‪.‬‬
‫وبموجب هذا االسلوب يصدر الدستور باتفاق بين الحاكم والشعب ( جمعية) األمر الذي‬
‫يفترش أن يتمتع كل من الطرفين بالحق في مناقشة شروط االتفاق ورف ها عند اللزوم ‪ ،‬على‬
‫ذلك ال تنفرد إرادة الحاكم بوضع الدستور كما في أسلوب المنحة ‪ ،‬كما ال تنفرد إرادة األمة بذلك‬
‫‪،‬كما في أسلوب الجمعية التأسيسية ‪.‬‬
‫ويتم وضع الدستور عن طريق مشروع يقترحه ممثلو الشعب ‪ ،‬ويعرش هذا‬
‫المشروع على الحاكم الذي يوافق عليه ويوقعه ‪ ،‬ويرى جانب من الفقه انه ليس هناك ما يمنع في‬
‫أسلوب العقد من أن يتم وضع الدستور بطريق غير مباشر ‪ ،‬عن طريق الموافقة على مشروع‬
‫الدستور في استفتاء عام ‪،‬ويلزم في هذه الحالة موافقة الحاكم أي ا ‪ ،‬باعتبار أن وضع الدستور‬
‫‪2‬‬
‫عن طريق العقد هو نتائج إرادتي الشعب والحاكم ‪.‬‬
‫وأمام هذا العمل المشترك بين الشعب والحاكم في وضع الوثيقة الدستورية ‪ ،‬ليس ألي‬
‫منهما ( الشعب‪ -‬الحاكم) بإرادته المنفردة الخروج عليها أو إلغائها فأي عمل ينصب على الوثيقة‬
‫الدستورية البد أن يصدر بإرادة مشتركة ‪.‬‬

‫بق ‪ -‬ص ‪.15 7‬‬


‫لسا‬
‫ا –املرجع ا‬
‫يز يح‬
‫لعز‬
‫بد ا‬
‫يدع‬
‫براه‬
‫لد د‪ .‬ر‬
‫بق ‪ -‬ص ‪،5 0‬مك‬
‫ا‬‫لس‬
‫‪ –5‬د‪.‬ثرو تبدو ي –املرجع ا‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.121‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫لشاعر – املرجع ا‬
‫مز ي ا‬
‫– ‪ 6‬د‪ .‬ر‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.8 5‬‬
‫لسا‬
‫يل –املرجع ا‬
‫تويل ود‪.‬سعدعصفور ود‪.‬حمسنخل‬
‫يدم‬
‫بد احلم‬
‫‪ –1‬د‪.‬ع‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.5 0‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫يب –املرجع ا‬
‫ان اخلط‬
‫لد د‪.‬نعم‬
‫بق ‪ -‬ص ‪،15 8‬مك‬
‫ا‬‫لس‬
‫ا –املرجع ا‬
‫يز يح‬
‫لعز‬
‫بد ا‬
‫يدع‬
‫براه‬
‫‪ –2‬د‪ .‬ر‬

‫‪299‬‬
‫ومن الدساتير التي صدرت بأسلوب العقد ‪ ،‬الدستور الفرنسي لسنة ‪ ، 1830‬والدستور‬
‫اليوناني لسنة ‪ 1844‬والدستور الروماني لسنة ‪ 1864‬والدستور البلغاري لسنة ‪ 3، 1879‬وتبن‬
‫العديد من الدول العربية هذا االسلوب في وضع دساتيرها ‪ ،‬ومن بينها القانون األساسي العراقي‬
‫لسنة ‪ ،1925‬حيث جاء في ديباجة هذا الدستور ( نحن ملك العراق ‪ ............‬بناء على ما أقره‬
‫المجلس التأسيسي صادقنا على القانون األساسي وامرنا بوضعها موضع التنفيذ) وأخذ بهذا‬
‫األسلوب أي ا الدستور األردني لسنة ‪ 1946‬وسنة ‪ 1952‬فقد جاء في ديباجة هذا الدستور‬
‫( نحن طالل األول ملك المملكة األردنية الهاشمية بمقت ى المادة الخامسة والعشرين من‬
‫صدق على الدستور المعدل األتي ونأمر‬
‫الدستور وبناء على ما اقره مجلس األعيان والنواب ن ّ‬
‫بإصداره) وتبنى ذات االسلوب الدستور الكويتي لسنة ‪ ، 1962‬حيث تم وضع الدستور من قبل‬
‫صدق عليه األمير وأصدره ‪.‬‬
‫المجلس التأسيسي و ّ‬
‫تقدير أسلوب العقد ‪-:‬‬
‫مما الشك فيه أن أسلوب العقد في وضع الدساتير ‪،‬أكثر ديمقراطية من أسلوب المنحة ‪،‬‬
‫كونه يشرك الشعب إلى جانب الحاكم في وضع نصوص الوثيقة الدستورية ‪ ،‬وربما كان دور‬
‫الشعب أكبر من دور الحاكم باعتبار أن نصوص الوثيقة الدستورية يجري وضعها من قبل‬
‫الشعب ‪ ،‬وما على الحاكم إال المصادقة على هذه النصوص أو إبداء الرأي غير الملزم فيها ‪،‬‬
‫حيث تخ ع المالحظات التي يبديها الحاكم لمناقشة الشعب ‪.‬‬
‫وبالرغم من ذلك ال يعد هذا االسلوب من أساليب وضع الدساتير أسلوبا ديمقراطيا ألنه‬
‫يجعل الحاكم يقف على قدم المساواة مع الشعب في السيادة ‪ ،‬في حين أن الشعب هو صاحب الحق‬
‫األصلي في السيادة ‪.‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫األساليب الديمقراطية في وضع الدساتير‬
‫تعد السلطة المختصة بتشريع الدستور ‪ ،‬أعلى سلطة تأسيسية في الدولة ‪ ،‬من هنا كان‬
‫هذه السلطة للشعب ‪،‬باعتباره صاحب السيادة في الدولة ومصدر جميع السلطات‪.‬‬ ‫البد من تفوي‬
‫وتعّبر األساليب الديمقراطية في نشأة الدساتير عن انتصار إرادة الشعب على إرادة‬
‫الحاكم ‪ ،‬حيث ينفرد الشعب وفق هذه األساليب بوضع الدستور أما عن طريق الجمعية التأسيسية‬
‫أو االستفتاء الدستوري ‪.‬‬

‫بق ‪ -‬ص ‪.8 5‬‬


‫ا‬‫لس‬
‫تور ي –املرجع ا‬
‫لدس‬
‫نون ا‬
‫ا‬‫لق‬
‫تويل –املفصل يف ا‬
‫يدم‬
‫بد احلم‬
‫‪ –3‬د‪.‬ع‬

‫‪300‬‬
‫المطلب األول‬
‫أسلوب الجمعية التأسيسية‬
‫)‪( Convention Ou assemblée Constituante‬‬
‫يعد هذا األسلوب تطبيقا لمبدأ الديمقراطية النيابية ‪ ،‬حيث ينتخب الشعب بموجب هذا‬
‫األسلوب هيئة نيابية ينيط بها مهمة وضع الدستور ‪ ،‬وتسمى هذه الهيئة الجمعية التأسيسية أو‬
‫الهيئ ة التأسيسية ‪ ،‬ويصبح الدستور نافذا بمجرد انتهاء الجمعية التأسيسية من إعداده دون أن‬
‫يتوقف نفاذه على موافقة الحاكم أو الشعب ‪،‬إذ خول األخير ( الشعب) الجمعية صالحية تشريع‬
‫الدستور نيابة عنه ‪.‬‬
‫ولكي يكون الدستور صادرا عن الجمعية التأسيسية ‪ ،‬البد أن يجري اختيار أع اء‬
‫الجمعية التأسيسية عن طريق االنتخاب المباشر ‪،‬على ذلك ال يعد الدستور صادرا عن الجمعية‬
‫التأسيسية متى تم تعين أع اء الجمعية من قبل السلطة الحاكمة ‪ ،‬كما ال يعد من هذا القبيل إذا‬
‫هذه السلطة منتخبة من قبل الشعب‪،‬‬ ‫جرى وضع الدستور من قبل السلطة التشريعية وأن كان‬
‫ألن هذه السلطة ‪ ،‬هي سلطة منشأة وظيفتها سن التشريعات العادية ‪ ،‬من هنا ال يعد دستور سنة‬
‫‪ 1791‬الفرنسي دستورا صادرا عن الجمعية التأسيسية ‪ ،‬حيث جرى تشريعه من قبل هيئة نيابية‬
‫مهمتها سن التشريعات العادية ‪ ،‬وفي أعقاب‬ ‫أطلق عليها ) ‪ ( Les Etats Generaux‬وكان‬
‫‪1‬‬
‫الثورة أطلق على نفسها )‪. ( L Assemblee Nationale‬‬
‫ويعود هذا األسلوب في نشأته إلى التجربة األمريكية ‪ ،‬حيث الزم مؤتمر فيالدلفيا الذي‬
‫جمع الواليات المستقلة عن التاج البريطاني ‪ ،‬الزم كافة الواليات بأن تعد دساتيرها بأسلوب يؤكد‬
‫فلسفة العقد االجتماعي ‪ ،‬وتنفيذا لهذا القرار انتخب كل والية جمعية تأسيسية تتولى إعداد الوثيقة‬
‫الدستورية الخاصة بها ‪ ،‬وأعقب ذلك صدور دستور االتحاد الفدرالي لسنة‪ 1787‬عن طريق‬
‫الجمعية التأسيسية أي ا ‪.‬‬
‫ومن الواليات المتحدة أنتقل هذا األسلوب إلى فرنسا ‪ ،‬حيث صدر دستور سنة ‪1793‬‬
‫ودستور سنة ‪ 1848‬ودستور سنة ‪ 1875‬عن طريق الجمعية التأسيسية ‪ ،‬ومن فرنسا انتقل هذا‬
‫األسلوب إلى باقي الدول األوربية ‪ ،‬حيث أخذت به كل من بلجيكا في دستور سنة ‪، 1831‬‬
‫وألمانيا في دستور سنة ‪ 1919‬والنمسا في دستور سنة ‪ 1920‬وتركيا في دستور سنة ‪1924‬‬
‫وأسبانيا في دستور سنة ‪ 1931‬ويوغسالفيا في دستور سنة ‪ 1946‬وإيطاليا في دستور سنة‬
‫‪ 1948‬ورومانيا في دستور سنة ‪ 1948‬والمجر في دستور سنة ‪ 1949‬والهند في دستور سنة‬
‫‪ 1949‬والباكستان في دستور سنة ‪.1956‬‬
‫‪1‬‬
‫‪– Haurio- op.cit.p.293.‬‬

‫‪301‬‬
‫و لم تكن البالد العربية بعيدة عن هذا التحول الدستوري الديمقراطي ‪ ،‬فقد اخذ بهذا‬
‫األسلوب كل من الدستور السوري لسنة ‪ ، 1950‬والدستور الليبي لسنة ‪. 1951‬‬
‫والجدير بالذكر إن مهمة الجمعية التأسيسية تتحدد بوضع الوثيقة الدستورية ‪ ،‬ودون أن‬
‫تنصرف مهمتها إلى وضع القوانين العادية ‪ ،‬من هنا ينتفي سندها القانوني من تاريخ انتهائها من‬
‫‪2‬‬
‫وضع الدستور وإقراره وإصداره ‪.‬‬

‫تقدير أسلوب الجمعية التأسيسية ‪-:‬‬


‫من المسلم به إن وضع الدستور عن طريق الجمعية التأسيسية أسلوب أكثر ديمقراطية‬
‫من أسلوب وضع الدستور عن طريق المنحة والعقد ‪ ،‬حيث يعد الشعب ولو من الناحية النظرية‬
‫هو المهيمن على وضع نصوص الوثيقة الدستورية ‪ ،‬وغالبا ما تجري مناقشة مستفي ة‬
‫لنصوص الدستور قبل إقراره ‪.‬‬
‫ولكن ما يؤخذ عليه ‪ ،‬إن الجمعية التأسيسية قد تنفصل عن الشعب بمجرد انتخابها ‪،‬‬
‫وبالتالي ال تأتي نصوص الدستور معبرة عن أمال الشعب وتطلعاته ‪ ،1‬هذا إضافة إلى أن هذه‬
‫الهيئة غالبا ما تجد نفسها بعد انتخابها أنها تجمع بين يديها السلطتين التأسيسية والتشريعية ‪ ،‬وهذا‬
‫ما قد يدفعها إلى التدخل في شؤون السلطتين التنفيذية والق ائية ‪ ،‬بل أن جانب من الفقه يذهب‬
‫إلى تشبيه العالقة بينها وبين السلطة التنفيذية ‪ ،‬بعالقة البرلمان بالحكومة في نظام حكومة‬
‫‪2‬‬
‫الجمعية ‪.‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫أسلوب االستفتاء الدستوري‬
‫)‪(Referendum Constituant‬‬
‫إذا كان وضع الدستور عن طريق الجمعية التأسيسية تعبيرا عن الديمقراطية النيابية ‪،‬فإن‬
‫أسلوب االستفتاء الدستوري هو تعبيرا عن الديمقراطية شبه المباشرة ‪ ،‬حيث يشترك الشعب إلى‬
‫جانب الهيئة النيابية المنتخبة في وضع نصوص الوثيقة الدستورية ‪.‬‬
‫وبموجب هذا األسلوب يتم وضع الدستور عن طريق جمعية نيابية أو لجنة فنية تقوم‬
‫بمجرد تح ير وإعداد نصوص الوثيقة الدستورية ‪ ،‬ويعرش هذا المشروع على الشعب‬

‫بق ‪ -‬ص ‪.162‬‬


‫ا‬‫لس‬
‫ا ‪-‬املرجع ا‬
‫يز يح‬
‫لعز‬
‫بد ا‬
‫يدع‬
‫براه‬
‫‪ –2‬د‪ .‬ر‬
‫اهرة – ‪ - 19 9 1‬ص ‪.5 6‬‬
‫لق‬
‫ية – ا‬
‫ب‬
‫لعر‬
‫نهضة ا‬
‫ل‬‫تور ي – دار ا‬
‫لدس‬
‫نون ا‬
‫ا‬‫لق‬
‫ا ت يف ا‬
‫بو اجملد – دراس‬
‫ا أ‬
‫‪ –1‬د‪ .‬امحدمم‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.79 - 78‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫تور ي –املرجع ا‬
‫لدس‬
‫نون ا‬
‫ا‬‫لق‬
‫تويل –املفصل يف ا‬
‫يدم‬
‫بد احلم‬
‫‪ –2‬د‪.‬ع‬

‫‪302‬‬
‫الستفتائه ‪ 3.‬وعلى سبيل المثال جرى إعداد مشروع دستور سنة ‪ ، 1946‬ومشروع دستور سنة‬
‫‪ 1958‬من قبل لجنة حكومية قم بتشكيلها ( ديجول) لهذا الغرش بعد أن وضع لها األسس التي‬
‫تعتمدها في وضع المشروع ‪ 4،‬في حين تم إعداد مشروع دستور سنة ‪ 1793‬الفرنسي من قبل‬
‫جمعية منتخبة من قبل الشعب ‪.‬‬
‫وأيا كان أسلوب وضع مشروع الدستور ‪ ،‬سواء أكان من قبل هيئة معينة أو جمعية‬
‫تأسيسية منتخبة ‪،‬فإنه يشترط لصدور الوثيقة الدستورية ونفاذها ‪ ،‬وجوب عرضها على االستفتاء‬
‫الدستوري وموافقة الشعب عليها ‪ ،‬فإذا لم ينل هذا المشروع على تأييد الشعب أصبح كان لم يكن‬
‫‪ ،‬وإن تم وضعه من قبل جمعية تأسيسية ‪ ،‬ومثل هذا ما حدث في المشروع األول لدستور‬
‫الجمهورية الرابعة الفرنسية ‪ ،‬حيث عرش هذا المشروع في مايو سنة ‪ 1946‬على الشعب ولم‬
‫يلق هذا المشروع التأييد‪ ،‬ونتيجة لذلك جرى استبداله بمشروع أخر عرش على الشعب في‬
‫أكتوبر ‪ ، 1946‬وحصل هذا المشروع على تأييد غالبية الشعب ‪.‬‬
‫وتشير التجارب الدستورية إلى أن االستفتاء الدستوري استخدم أساسا لتحقيق غرضين ‪:‬‬
‫األول‪ -‬استبيان رأي الشعب في مسألة سياسية هامة يتوقف عليها وضع الدستور ‪ ،‬كما في استفتاء‬
‫الشعب اليوناني سنة ‪ 1946‬على عودة النظام الملكي ‪ ،‬واستفتاء الشعب اإليطالي سنة ‪1947‬‬
‫على إعالن الجمهورية ‪.‬‬
‫الثاني –استفتاء الشعب على مشروع تم وضعه من قبل هيئة فنية معينة أو جمعية تأسيسية منتخبة‬
‫‪،‬كما في استفتاء الشعب الفرنسي على دستور الجمهورية الرابعة والخامسة واستفتاء شعب‬
‫الواليات األمريكية والسويسرية على دساتير الواليات ‪ ،‬واستفتاء الشعب المصري على دستور‬
‫سنة ‪. 1956‬‬
‫تقدير أسلوب االستفتاء الدستوري ‪:‬‬
‫بالرغم من أن أسلوب االستفتاء الدستوري ‪ ،‬هو أكثر األساليب ديمقراطية في وضع‬
‫الدساتير ‪ ،‬حيث يبدي الشعب رأيه فيه بصورة مباشرة ‪،‬إال أن جانب من الفقه ف ّل عليه أسلوب‬
‫‪1‬‬
‫الجمعية التأسيسية ‪.‬‬
‫والواقع أن نقطة الخالف بين الرأيين ال ينصب تحديدا على أسلوب وضع الدستور ‪،‬‬
‫ولكن ينصب على أسلوب ممارسة الشعب السلطة ‪ ،2‬فالذين يف لون أسلوب ممارسة السلطة من‬

‫ية – ‪ - 19 66‬ص ‪.8 7‬‬


‫ندر‬
‫ار ف اإلسك‬
‫نشاة املع‬
‫تحدة –م‬
‫بيةامل‬
‫لعر‬
‫ية ا‬
‫تور ي يف اجلمهور‬
‫لدس‬
‫ا ما‬
‫نظ‬‫ل‬
‫يدفهمي – ا‬
‫بو ز‬
‫‪ –3‬د‪.‬مصطفى أ‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.13 4‬‬
‫لسا‬
‫اعر –املرجع ا‬
‫لش‬‫مز ي ا‬
‫‪ –4‬د‪ .‬ر‬
‫ا –املرجع‬
‫يز يح‬
‫لعز‬
‫بد ا‬
‫يدع‬
‫براه‬
‫لد د‪ .‬ر‬
‫بق ‪ -‬ص ‪،8 8‬مك‬
‫لسا‬
‫تحدة –املرجع ا‬
‫بيةامل‬
‫لعر‬
‫ية ا‬
‫تور ي يف اجلمهور‬
‫لدس‬
‫ا ما‬
‫نظ‬‫ل‬
‫يدفهمي – ا‬
‫بو ز‬
‫‪ –1‬د‪.‬مصطفى أ‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.171‬‬
‫لسا‬
‫ا‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.8 6‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫يدفهمي –املرجع ا‬
‫بو ز‬
‫لد د‪.‬مصطفى أ‬
‫بق – ص ‪،5 7‬مك‬
‫ا‬‫لس‬
‫‪ –2‬د‪.‬حمسنخليل – املرجع ا‬

‫‪303‬‬
‫قبل الشعب مباشرة ( الديمقراطية المباشرة) يرون في وضع الدستور عن طريق االستفتاء أكثر‬
‫ديمقراطية من وضعه عن طريق الجمعية التأسيسية ‪.‬‬
‫وخالفا لذلك يرى أنصار الديمقراطية غير المباشرة ‪،‬إن األسلوب األمثل لوضع الدساتير‬
‫هو أسلوب الجمعية التأسيسية ‪ ،‬حيث يرى أنصار هذا االتجاه أن الجمعية التأسيسية أقدر من‬
‫الشعب على وضع ومناقشة نصوص الوثيقة الدستورية بحكم تخصصها الفني ‪.‬‬
‫وبالرغم من انتشار وشيوع أسلوب االستفتاء الدستوري ‪ ،‬إال أنه لم ينجو من النقد ‪ ،‬فقد‬
‫وجد خصومه ‪،‬أن هذا األسلوب يعاني من العديد من السلبيات ‪-:‬‬
‫‪ -1‬أنه يؤدي إلى أضعاف سيطرة األحزاب السياسية على هيئة الناخبين ‪ ،‬وفي ذلك هدم ألهم‬
‫ركائز الديمقراطية القائمة على حرية الرأي ووجود معارضة سياسية ‪ 3.‬والواقع إن االستفتاء‬
‫الدستوري ال يتعارش مع حرية الرأي ووجود األحزاب السياسية وال ينكر حق المعارضة‬
‫‪.‬فهو وأن كان ي عف سيطرة األحزاب‬ ‫‪1‬‬
‫أو التصارع بين اآلراء واالتجاهات المختلفة‬
‫‪2‬‬
‫السياسية على الناخبين ‪،‬إال أنه ال ينكر حرية الرأي وال يمنع قيام األحزاب السياسية‪.‬‬
‫‪ -2‬إن الحكومة غالبا ما تلجأ إلى التأثير على إرادة الشعب عن طريق ال غط السياسي أو‬
‫اإلكراه المعنوي أو التدخل المباشر في إجراءات االستفتاء أو عن طريق استخدام الدعاية‬
‫ووسائل األعالم السياسي من أجل التأثير على نتيجة االستفتاء ‪ 3.‬ونرى أن هذا المأخذ ال‬
‫يسجل على االستفتاء الدستوري تحديدا ‪ ،‬بل يسجل على االستفتاء عموما ‪ ،‬هذا إضافة إلى‬
‫أن الدولة إذا أرادت التدخل ‪ ،‬يمكن أن يكون تأثيرها على الجمعية التأسيسية أكبر من تأثيرها‬
‫على إرادة الشعب المستفتي على الدستور ‪.‬‬
‫‪ -3‬الدستور أعلى وثيقة قانونية في الدولة ‪،‬بموجبها يتم تنظيم وإرساء أسس الدولة ونظامها‬
‫السياسي والعالقة بين السلطات وتنظيم وحماية حقوق األفراد وحرياتهم‪ ،‬وإذا كان للدستور‬
‫مثل هذه األهمية ‪ ،‬فكيف يمنح للشعب مسؤولية التحكم بمصيره وجودا وعدما ‪ ،‬السيما إن‬
‫الكثير من شعوب الدولة التي أخذت بنظام االستفتاء الدستوري لم تبلغ درجة من الن ج‬
‫أيا ‪،‬‬ ‫تؤهلها ممارسة هذه الوظيفة‪ ،‬ونرى أن هذا االنتقاد مرفوش من أساسه بل ومتناق‬
‫فإذا لم يمنح الشعب حق ومسؤولية وضع نصوص الدستور لخطورة األمر وأهميته ‪ ،‬إذا لمن‬
‫سابقا ال تتمتع بالوعي‬ ‫يمنح هذا الحق ؟ هذا إضافة إلى أن الشعوب لم تعد كما كان‬
‫والن ج السياسي ‪ ،‬بعد انتشار المبادئ الديمقراطية وتطور وسائل االتصال الثقافي‪ ،‬وال أدل‬

‫بق ‪ -‬ص ‪.9 4‬‬


‫ا‬‫لس‬
‫يوين –املرجع ا‬
‫لغينبس‬
‫بد ا‬
‫‪ –3‬د‪.‬ع‬
‫بق ‪ -‬ص ‪173‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫ا ‪-‬املرجع ا‬
‫يز يح‬
‫لعز‬
‫بد ا‬
‫يدع‬
‫براه‬
‫‪ –1‬د‪ .‬ر‬
‫اهرة – ‪ – 19 64‬ص ‪.9 7‬‬
‫لق‬
‫ثة – ا‬
‫ي‬‫اهرة احلد‬
‫لق‬
‫بة ا‬
‫ت‬‫تور ي –مك‬
‫لدس‬
‫نون ا‬
‫ا‬‫لق‬
‫يمة اجلر ف –موجز ا‬
‫‪ –2‬د‪.‬طع‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.114‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫اين –املرجع ا‬
‫ب‬‫‪ –3‬د‪.‬بكرق‬

‫‪304‬‬
‫على ذلك مطالبة مختلف الشعوب بتطبيق المبادئ الديمقراطية في ممارسة السلطة السياسية‬
‫الشعوب غير متمتعة بالن ج السياسي الكافي لممارسة االستفتاء‬ ‫بع‬ ‫‪ ،‬وإذا كان‬
‫الدستوري فإن هذا الحكم ال يمكن إطالقه على سائر الشعوب ‪،‬فمن المعلوم أن الشعوب‬
‫تتباين في درجة وعيها ون جها السياسي ‪.‬‬
‫‪ -4‬تجري عملية االستفتاء عادة دون أن تسبقها مناقشات كافية تتيح الفرصة للشعب بطبقاته‬
‫المختلفة اإلطالع على هذه النصوص ‪ 4 ،‬وطبيعتها ومواطن ال عف والخطورة فيها والقيود‬
‫المفروضة على حقوق الشعب وحرياته وتوزيع الصالحيات بين السلطات الثالث ‪ ،‬ونرى‬
‫أن هذا االنتقاد يمكن التغلب عليه بسهولة ‪،‬من خالل إطالة المدة التي تسبق االستفتاء والتي‬
‫تجري خاللها مناقشة نصوص الوثيقة الدستورية وطرح اآلراء المختلفة فيها ومناقشتها بدقة‬
‫ورويه‪.‬‬
‫ّ‬
‫ومن خالل استعراش أساليب وضع الدساتير واإليجابيات المسجلة لها والسلبيات‬
‫المسجلة عليها ‪ ،‬يبدو لنا جليا إن االستفتاء الدستوري أكثر األساليب ديمقراطية ‪،‬بالرغم من‬
‫أوجه النقد الموجهة إليه ‪،‬إذ يبدي الشعب من خالل هذا األسلوب رأيه في نصوص الوثيقة‬
‫الدستورية بصورة مباشرة دون أن يحل إرادة أخرى محل إرادته في ممارسة هذه الصالحية‬
‫البالغة األهمية ‪ ،‬هذا إضافة إلى أن المأخذ المسجلة على هذا األسلوب يمكن التغلب عليها بسهولة‬
‫‪ ،‬وليس فيها مساس بالسيادة الشعبية أو بحق الشعب في تقرير مصيره‬

‫الفصل الثالث‬
‫أنواع الدساتير‬
‫تقسم الدساتير إلى عدة أقسام وحسب الزاوية التي ينظر منها إليها ‪ ،‬فمن حيث تدوينها‬
‫تقسم إلى دساتير مدونة ( مكتوبة) وغير مدونة ( عرفية) ‪ ،‬ومن حيث إجراءات تعديلها تقسم إلى‬
‫دساتير مرنة وجامدة ‪ ،‬ومن حيث تفاصيلها ‪ ،‬تقسم إلى دساتير مطولة وموجزة ‪ ،‬ومن حيث فترة‬
‫نفاذها ‪ ،‬تقسم إلى دساتير دائمة ومؤقتة ‪ ،‬ومن حيث أسلوب وضعها تقسم إلى دساتير ديمقراطية‬
‫وغير ديمقراطية ‪ ،‬ومن حيث نظام الحكم الذي تعمل في ظله تقسم إلى دساتير ملكية وجمهورية‬
‫‪ ،‬ومن حيث برامجها وتطبيقها على أرش الواقع تقسم إلى دساتير آنيّة وبرامجّية ‪ ،‬ومن حيث‬
‫مصدرها ‪،‬تقسم إلى دساتير وطنية ( محلية) ووافدة ( مستوردة) هذا إضافة إلى تقسيمات أخرى‬
‫تعتمد على أسس مختلفة ‪ ،‬وسوف يقتصر بحثنا على التقسيمات األساسية للدساتير فقط ‪.‬‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.9 7‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫يمة اجلر ف –املرجع ا‬
‫‪ –4‬د‪.‬طع‬

‫‪305‬‬
‫المبحث األول‬
‫الدساتير المدونة وغير المدونة‬
‫المطلب األول‬
‫الدساتير المدونة ( المكتوبة)‬
‫) ‪( Le Constitution E crites )(Written constitution‬‬
‫الدستور المدون ‪ ،‬هو الدستور الذي تصدر أحكامه أو غالبيتها في صورة نصوص‬
‫تشريعية مدونة في وثيقة واحدة أو أكثر‪ ،‬وال يقصد بالتدوين ‪ ،‬مجرد تسجيل القواعد الدستورية‬
‫في وثيقة مكتوبة ‪ ،‬وإنما تسجيلها في وثيقة رسمية صادرة من سلطة مختصة بسنها وفق‬
‫إجراءات معينة‪.‬‬
‫وال يشترط في الدستور المدون أن يصدر في وثيقة واحدة ‪ ،‬وإنما يمكن أن يصدر بعدة‬
‫وثائق ‪ ،‬فقد صدر دستور الجمهورية الثالثة الفرنسية لسنة ‪ 1875‬بثالث وثائق متتابعة‪ ،‬كما ال‬
‫يشترط فيه أن تكون كافة أحكامه مدونة ولكن العبرة بتدوين غالبية إحكامه ‪،‬إذ أن تقسيم الدساتير‬
‫إلى مدونة وغير مدونة تقسيم نسبي ‪ ،‬فما من دستور إال وي م أحكاما مدونة وأخرى غير مدونة‬
‫‪ ،‬ففي بريطانيا الوطن األم للدساتير غير المدونة ‪ ،‬والمثل النادر لها ‪ ،‬نجد إن الدستور البريطاني‬
‫‪ ،‬ي م إلى جانب األعراف الدستورية عدة وثائق رسمية أخرى ‪ ،‬كالعهد األعظم ‪( Magna‬‬
‫) ‪ Charta‬وملتمس الحقوق )‪ ( Pet ion of right‬وقانون الحقوق )‪ (Bill of right‬وقانون‬
‫توارث العرش )‪. ( Act of settlement‬‬
‫وفي الواليات المتحدة الوطن األم للدساتير المدونة ‪ ،‬نجد إلى جانب النصوص الدستورية‬
‫التشريعي في الدستور ‪ ،‬حيث اتسم الدستور‬ ‫المدونة ‪،‬عدة أعراف نشأت من أجل سد النق‬
‫األمريكي باالقت اب إذا ضم هذا الدستور سبع نصوص فقط ‪ ،‬هذا إضافة إلى أن هذه األعراف‬
‫الدستور األمريكي الجمود والقدم ‪ ،‬فقد م ى أكثر‬ ‫نشأت لمسايرة المستجدات ‪ ،‬فمن خصائ‬
‫من مائتي سنة على نفاذه أول مرة ‪.‬‬
‫ومن األعراف التي سادت في الواليات المتحدة ‪ ،‬العرف الذي يشترط في المرشح‬
‫النتخابات الرئاسة أن يكون منتميا ألحد الحزبين الرئيسين الجمهوري أو الديمقراطي ‪ ،‬والعرف‬
‫‪1‬‬
‫الذي يحظر إعادة انتخاب الرئيس أكثر من مرة واحدة ‪.‬‬

‫بق ‪ -‬ص ‪.8 2 - 73‬‬


‫لسا‬
‫لشكر ي –املرجع ا‬
‫‪ –1‬د‪.‬علييوسف ا‬

‫‪306‬‬
‫وفي الهند نشأ إلى جانب دستورها النافذ لسنة ‪ 1949‬عدة أعراف ‪ ،‬ومن بينها ‪ ،‬العرف‬
‫الذي يق ي بعد إلزام الرئيس بأخذ رأي مجلس الوزراء أو أتباع مشورته ‪ ،‬والعرف الذي يلزم‬
‫‪2‬‬
‫الوزارة بإحاطة رئيس الجمهورية علما بغالبية القرارات التي تتخذها و ال سيما الهامة منها ‪.‬‬
‫والجدير بالذكر أن االتجاه العام بين الدول يذهب إلى األخذ بالدساتير المدونة لما تتسم به‬
‫وراء تبني هذا النوع الدساتير‬ ‫من مزايا هذا إضافة إلى أن هناك العديد من األسباب التي وقف‬
‫ومن بينها ‪:‬‬
‫‪ -1‬الحركة الفكرية التي قادها كبار المفكرين والفالسفة في القرن الثامن عشر والتي أكدت على‬
‫ّ‬
‫المنظمة ألسس الحكم في الدولة ‪.‬‬ ‫ضرورة تدوين القواعد‬
‫‪ -2‬سيادة االعتقاد في القرن الثامن عشر ‪ ،‬بأن الدستور المدون يعتبر تجديدا للعقد االجتماعي‬
‫الذي نشأة الجماعة السياسية على أساسه ‪ ،‬وإن تدوين القواعد الدستورية في نصوص‬
‫واضحة ي في عليها القدسية ‪ ،‬ويبين لألفراد الحقوق التي يتمتعون بها والواجبات‬
‫‪1‬‬
‫المفروضة عليهم ‪.‬‬
‫‪ -3‬إن تدوين القواعد الدستورية هي ضمانة قوية لحماية حقوق األفراد وحرياتهم من استبداد‬
‫الحكام حيث يجد األفراد قواعد واضحة يمكن اإلطالع عليها والتمسك بأحكامها‪.‬‬
‫‪ -4‬تتسم القواعد المدونة بالثبات والوضوح ‪ ،‬وهذا ما ي في عليها االستقرار ‪ ،‬وال يجعلها‬
‫عرضة للتالعب والتحايل ‪ ،‬بشأن تفسيرها وإي اح أحكامها ‪ ،‬بخالف الحال في الدساتير‬
‫غير المدونة التي تثير في الكثير من األحيان الشك حول وجودها والخالف بشأن تفسيرها ‪،‬‬
‫األمر الذي يفسح المجال واسعا أمام الحكام للنفاذ منها والتحايل على أحكامها‪.‬‬
‫‪ -5‬سهولة إعداد وتعديل نصوص الوثيقة الدستورية المدونة‪ ،‬ومما الشك فيه إن هذه المزية‬
‫تجعل أحكام الدستور تساير المتغيرات والمستجدات ‪ ،‬السيما إذا كان هناك تغيير دستوري‬
‫جوهري في المبادئ التي تحكم الدولة وتنظم عمل السلطات فيها ‪ ،‬كالمتغيرات الطارئة على‬
‫الدولة بفعل الثورة واالنقالب أو االنفصال عن االتحاد أو االن مام إليه ‪.‬‬
‫‪ -6‬إن األخذ بالدستور المدون أمر ال غنى عنه ‪،‬في الدولة الفدرالية ‪ ،‬أو دولة االتحاد المركزي‬
‫‪ ،‬حيث يثير هذا النوع من االتحادات العديد من اإلشكاليات ‪ ،‬السيما ما يتعلق باالن مام‬
‫لالتحاد واالنسحاب منه ‪ ،‬وتوزيع الصالحيات بين االتحاد والواليات ‪ ،‬وتنظيم عمل‬
‫المنازعات بين‬ ‫السلطات الثالث في الدولة على صعيد االتحاد والواليات وتنظيم ف‬
‫الواليات أو بينها وبين االتحاد ‪ ،‬وما إلى ذلك من المسائل األخرى البالغة األهمية ‪،‬والتي ال‬

‫‪2‬‬
‫‪- Norman D Palmer – op. cit.p.115.‬‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.127‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫يوين – املرجع ا‬
‫لغينبس‬
‫بد ا‬
‫‪ –1‬د‪.‬ع‬

‫‪307‬‬
‫يمكن‪ 1‬بحال من األحوال تنظيمها بموجب مبادئ عرفيه ‪ ،‬السيما إذا كان االتحاد يجمع بين‬

‫ثناياه شعوب دويالت تنتمي لقوميات وديانات مختلفة ‪.‬‬


‫‪ -7‬إن الدستور المكتوب يؤدي إلى تربية األمة من الناحية السياسية ويساعد على رفع وعيها‬
‫الوطني ‪ ،‬فهو وسيلة للتثقيف السياسي والمعنوي ‪ 2،‬وذلك بما يت منه من مبادئ وأحكام‬
‫محددة تسهل على الشعب معرفة حقوقه والتمسك بها ‪ ،‬األمر الذي يؤدي إلى زيادة قدسية‬
‫‪3‬‬
‫الدستور واحترامه ‪.‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫الدساتير غير المدونة ( العرفية)‬
‫)‪( Les constitutions coutumières)(non Ecrite)(unwritten‬‬
‫الدساتير غير المدونة ‪ ،‬هي الدساتير التي تستمد غالبية أحكامها من العرف ‪ ،‬فال يتدخل‬
‫المشرع في إصدارها وال تصدر في وثيقة رسمية ‪.‬‬
‫ويطلق جانب من الفقه على هذه الدساتير ‪ ،‬تسمية الدساتير العرفية ‪ ،‬ونرى أن التسمية‬
‫األقرب لحقيقة هذه الدساتير ‪ ،‬هي الدساتير غير المدونة ‪،‬ألن هذا المصطلح يتسع ليشمل‬
‫المصادر غير التشريعية سواء أكان أعراف أو أحكام الق اء ‪.‬‬
‫ويعد الدستور اإلنجليزي المثل التقليدي للدساتير غير المدونة ‪ ،‬فالنظام الدستوري‬
‫اإلنجليزي تحكمه مبادئ مستمدة من األعراف وأحكام الق اء ‪ ،‬وعلى سبيل المثال إن نظام‬
‫الدولة الملكي ونظام المجلسين ‪ ،‬وامتيازات التاج ‪ ،‬ونظام الحزبين وتعين زعيم حزب األغلبية‬
‫البرلمانية رئيسا للوزراء ‪ ،‬وما إلى ذلك من المبادئ الدستورية األخرى كلها تجد أساساها في‬
‫األعراف الدستورية ‪.‬‬
‫وإلى جانب األحكام الدستورية غير المدونة في بريطانيا ‪ ،‬توجد هناك العديد من‬
‫التشريعات التي تنظم مسائل دستورية غاية في األهمية ‪ ،‬لكن العبرة في وصف الدستور كما‬
‫ذكرنا سابقا بالصفة الغالبة لألحكام ‪ ،‬وحيث أن غالبية أحكام الدستور اإلنجليزي غير مدونة‬
‫جرى وصفه بالدستور غير المدون ‪.‬‬

‫بق ‪ -‬ص‪.22‬‬
‫لسا‬
‫‪ - 2‬د‪.‬ثرو تبدو ي –املرجع ا‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.20 0‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫ا –املرجع ا‬
‫يز يح‬
‫لعز‬
‫بد ا‬
‫يدع‬
‫براه‬
‫‪ –3‬د‪ .‬ر‬

‫‪308‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫الدساتير المرنة والجامدة‬
‫المطلب األول‬
‫الدساتير المرنة‬
‫)‪(Constitution Souple‬‬
‫الدستور المرن ‪ ،‬هو الدستور الذي يمكن تعديله بذات اإلجراءات التي يجري فيها تعديل‬
‫القوانين العادية ‪ ،‬من هنا يكون للدساتير المرنة ذات القيمة القانونية المقررة للقوانين العادية ‪،‬‬
‫وهذا ما يفسر تخويل صالحية تعديل الدستور المرن لذات السلطة التي تتولى تعديل القانون‬
‫العادي ‪.‬‬
‫ومعيار التمييز بين الدساتير المرنة والجامدة ‪ ،‬هي اإلجراءات المتبعة في التعديل ‪ ،‬فإذا‬
‫النظر عن السلطة‬ ‫إجراءات تعديل الدستور والقانون العادي ‪ ،‬كان الدستور مرنا بغ‬ ‫تماثل‬
‫واألسلوب المتبع في وضعه ‪ ،‬سواء تم وضعه من قبل السلطة التشريعية أم السلطة التأسيسية‬
‫األصلية أم عن طريق االستفتاء ‪.‬‬
‫واألصل إن سائر الدساتير غير المدونة هي دساتير مرنة ‪ ،‬كونها تنشأ أما عن طريق‬
‫العرف أو السوابق الق ائية وبالتالي يجري تعديلها بذات التي الطريقة التي نشأت فيها ‪ ،‬هذا‬
‫إضافة إلى إمكانية تعديلها من قبل المشرع العادي بإصدار تشريع يخالف أحكامها ‪.‬‬
‫بالدساتير غير المدونة ‪ ،‬إال أنها تنسحب‬ ‫والجدير بالذكر إن صفة المرونة وأن اقترن‬
‫األحيان إلى الدساتير المدونة ‪ ،‬في حالة ما إذا لم يشترط المشرع الدستوري إجراءات‬ ‫في بع‬
‫خاصة في تعديلها تختلف عن إجراءات تعديل القانون العادي ‪.‬‬
‫ومن أمثلة الدساتير المدونة المرنة الدستور الفرنسي لسنة ‪ 1814‬ودستور سنة ‪، 1830‬‬
‫والدستور اإليطالي لسنة ‪ 1848‬والدستور السوفياتي لسنة ‪ 1918‬ودستور ايرلندا الحرة لسنة‬
‫‪2‬‬
‫‪ 1، 1922‬والدستور العراقي المؤق لسنة ‪. 1964‬‬
‫ونرى أن مرونة الدستور سالح ذو حدين ‪ ،‬فهي ميزة تسجل للدستور ومأخذ يسجل عليه‬
‫‪ ،‬فهي ضمانة من شأنها جعل الدستور يساير التطورات وروح العصر وحاجات المجتمع ‪،‬‬
‫وتجنب البالد األزمات والثورات التي قد تقع جراء صعوبة تعديل الدستور ‪ ،‬وصفة المرونة ال‬
‫تعني زعزعة الثقة بالدستور وعدم استقراره ‪ ،‬فالدستور يبقى ثابتا مستقرا رغم سهولة تعديله‬
‫طالما كان يتالءم وظروف البيئة السياسية واالجتماعية ‪.‬‬

‫بق ‪ -‬ص ‪.123‬‬


‫ا‬‫لس‬
‫اين –املرجع ا‬
‫ب‬‫لد د‪.‬بكرق‬
‫بق ‪ -‬ص ‪،13 5‬مك‬
‫ا‬‫لس‬
‫يوين –املرجع ا‬
‫لغينبس‬
‫بد ا‬
‫‪ –1‬د‪.‬ع‬
‫ية –بغدا د ‪ - 19 8 1 -‬ص ‪.3 3‬‬
‫ن‬
‫نو‬‫ا‬
‫لق‬
‫لسلسلة ا‬
‫تور – ا‬
‫لدس‬
‫ية ا‬
‫تور ي –نظر‬
‫لدس‬
‫نون ا‬
‫ا‬‫لق‬
‫او ي – ا‬
‫لش‬‫نكر ا‬
‫‪ –2‬د‪.‬م‬

‫‪309‬‬
‫أما الجانب السلبي فيتمثل في أن هذه المرونة ‪ ،‬قد تؤدي إلى التقليل من مهابة الدستور‬
‫وقداسته لدى الهيئات الحاكمة واألفراد على حد سواء ‪،‬كما أنها قد تدفع السلطة التشريعية إلى‬
‫إجراء تعديالت ال ضرورة لها ‪ ،‬لكنها تخ ع في ذلك لألهواء الحزبية وال غوط السياسية‬
‫والمصالح الشخصية األمر الذي يزعزع الثقة بالدستور وقدسيته ‪.‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫الدساتير الجامدة‬
‫)‪(Constitution Rigid‬‬
‫يقصد بالدستور الجامد ‪ ،‬الدستور الذي ال يمكن تعديله إال بإجراءات خاصة تختلف عن‬
‫إجراءات تعديل القانون العادي ‪ ،‬وغالبا ما تتسم هذه اإلجراءات بالتعقيد ‪ ،‬وقد يكون مرد جمود‬
‫الدستور تخويل صالحية تعديله لهيئة خاصة غير التي تتولى تعديل القوانين العادية ‪.‬‬
‫وإذا اتصف الدستور بالجمود فأن هذه الصفة تنسحب على سائر نصوصه وإن كان‬
‫ذات طبيعة غير دستورية ‪ ،‬كالنصوص التي تشير إلى أن اآلسرة نواة المجتمع أو النصوص التي‬
‫تشير إلى أن الشؤون البلدية تديرها مجالس محلية وفقا لقوانين خاصة ‪ ،‬وبالمقابل فإن صفة‬
‫الجمود ال تنسحب على النصوص ذات الطبيعة الدستورية متى جرى تنظيمها في قوانين خاصة ‪،‬‬
‫كقانون مجلس النواب وقانون السلطة التنفيذية أو قانون األحزاب السياسية ‪.‬‬
‫وجمود الدستور ال يعني بحال من األحوال استحالة تعديله ‪ ،‬ولكن صعوبة ذلك ‪ ، ،‬فما‬
‫من دستور في العالم إال ويكون قابال للتعديل ‪ ،‬مع اختالف وتفاوت إجراءات وصعوبة التعديل‬
‫من دستور ألخر فالدستور األردني النافذ لسنة ‪ 1952‬اشترط لتعديله موافقة ثلثي أع اء كل‬
‫من مجلس النواب واألعيان على االقتراح ‪ ،‬وفي حالة اجتماعهما معا البد من موافقة ثلثي‬
‫على االقتراح أن يكون علنيا‬ ‫األع اء الذين يتألف منهم كل مجلس ‪ ،‬واشترط في التصوي‬
‫بالمناداة على األع اء بأسمائهم وبصوت عال ‪ 1،‬وإذا ما حصل اقتراح التعديل على األغلبية‬
‫المطلوبة يحال على الملك لتصديقه ‪ ،‬وللملك المصادقة على التعديل أو االعتراش عليه ‪ ،‬ويكون‬
‫اعتراش الملك على التعديل اعتراضا مسقطا ‪ 2.‬أما الدستور الفرنسي النافذ لسنة ‪ 1958‬فقد‬
‫خول حق اقتراح التعديل لكل من رئيس الجمهورية وأع اء البرلمان بمجلسيه ‪ ،‬على أن ينظر‬
‫البرلمان بمجلسيه في اقتراح التعديل ‪ ،‬وإذا حصل االقتراح على تأيد البرلمان أحيل على‬
‫االستفتاء وال يصبح التعديل نهائيا إال إذا أقترن بموافقة الشعب ‪.3‬‬

‫تور األردين‪.‬‬
‫لدس‬
‫‪ –1‬م ( ‪) 3 /8 4‬من ا‬
‫تور األردين‪.‬‬
‫لدس‬
‫‪ –2‬م ( ‪) 1 /126‬من ا‬
‫نسيلسنة ‪.19 5 8‬‬
‫لفر‬
‫تور ا‬
‫لدس‬
‫‪ –3‬م ( ‪) 8 9‬من ا‬

‫‪310‬‬
‫وفي لبنان خول الدستور رئيس الجمهورية ومجلس النواب حق اقتراح تعديل الدستور ‪،‬‬
‫على أن يقدم االقتراح في مجلس النواب من قبل عشرة من أع ائه على األقل ‪ ،‬ولكي يمر هذا‬
‫االقتراح في مجلس النواب البد من اقترانه بتأييد ثلثي األع اء ‪ ،‬وإذا ما حصل االقتراح على‬
‫األغلبية المطلوبة ‪ ،‬يحيله رئيس الجمهورية على الحكومة إلعداد مشروع التعديل ‪ 4،‬إذا كان‬
‫االقتراح مقدما من قبله ( رئيس الجمهورية)‪ ،‬إذا أن اقتراح الرئيس وحده يلزم الحكومة تلقائيا‬
‫بإعداد مشروع التعديل ‪ ،‬وإال وجب عليه االستقالة ‪ ،‬أما إذا كان االقتراح مقدما من قبل مجلس‬
‫الحكومة على اقتراح التعديل وجب‬ ‫النواب ‪ ،‬فللحكومة الموافقة عليه أو رف ه ‪ ،‬فإذا وافق‬
‫عليها إعداد المشروع وطرحه خالل أربعة اشهر ‪،‬أما إذا لم يقترن بموافقتها ‪ ،‬كان عليها إعادته‬
‫صر المجلس على اقتراحه‬
‫إلى المجلس ‪ ،‬وللمجلس اإلصرار على قراره أو التراجع عنه ‪ ،‬فإذا أ ّ‬
‫بأغلبية ثالثة أرباع المجلس ‪ ،‬فلرئيس الجمهورية حينئذ االستجابة لرغبة المجلس ‪ ،‬وعلى‬
‫الحكومة في هذه الحالة إعداد مشروع التعديل وإرساله إلى المجلس خالل مدة أربعة اشهر من‬
‫عليه ‪ ،‬ولكي يكون انعقاد المجلس صحيحا البد من ح ور ثلثي‬ ‫تاريخ أحالته إليها ‪ ،‬للتصوي‬
‫أع اء المجلس ‪ ،‬وإلقرار التعديل البد من اقترانه بموافقة ثلثي األع اء أي ا ‪ .1‬وفي هذه‬
‫الحالة يحال إلى رئيس لجمهورية إلقراره واألمر بنشره ‪ ،‬ولرئيس الجمهورية االعتراش على‬
‫التعديل في بحر شهر من تاريخ اإلحالة إليه ‪ ،‬وخالل خمسة أيام في حالة االستعجال‪ ،‬وفي هذه‬
‫صر المجلس على المشروع‬
‫الحالة يعاد المشروع إلى مجلس النواب لمناقشته مرة واحدة ‪ ،‬فإذا أ ّ‬
‫بأغلبية ثلثي أع ائه ‪ ،‬كان على الرئيس إقراره واألمر بنشره ‪.‬‬

‫المبحث الثالث‬
‫الدساتير المؤقتة والدائمة‬
‫تقسم الدساتير من حيث مدة نفاذها إلى ‪ ،‬دساتير دائمة ومؤقتة ‪.‬‬
‫المطلب األول‬
‫الدساتير المؤقتة‬
‫الدساتير المؤقتة ‪ ،‬هي الدساتير التي يجري وضعها من أجل تنظيم األوضاع الدستورية‬
‫في الدولة خالل الفترة االنتقالية ‪ ،‬أو لحين وضع الدستور الدائم ‪.‬‬

‫نة ‪.19 26‬‬


‫اينلس‬
‫ن‬‫للب‬
‫تور ا‬
‫لدس‬
‫‪ –4‬م ( ‪) 77‬من ا‬
‫ناين‪.‬‬
‫ب‬‫لل‬
‫تور ا‬
‫لدس‬
‫‪ –1‬م ( ‪) 79‬من ا‬

‫‪311‬‬
‫ومثل هذه الدساتير يتم اللجوء إليها في أعقاب وقوع ثورة أو انقالب أو إعالن استقالل‬
‫الدولة ‪ ،‬حيث تكون األوضاع الداخلية للدولة غير مستقرة وتتصارع فيها القوى واألحزاب‬
‫ال‬ ‫والتيارات السياسية المختلفة ‪ ،‬من هنا يلجأ القاب ون على السلطة إلى إعالن دستور مؤق‬
‫تحدد فترة نفاذه عادة ‪ ،‬ولكن يشار في صلبه إلى أنه دستور مؤق أو يعمل بأحكامه خالل الفترة‬
‫االنتقالية فقط‪.‬‬
‫وتصدر هذه الدساتير عادة بتوقيع قادة الثورة أو االنقالب أو بتوقيع القاب ون على‬
‫السلطة ‪ ،‬وعلى سبيل المثال إن الدستور العراقي المؤق لسنة ‪ ، 1968‬والدستور الليبي المؤق‬
‫لسنة ‪ 1969‬صدرا بتوقيع أع اء مجلس قيادة الثورة في كال الدولتين ‪.‬‬
‫عن الدائم ‪،‬سوى التسمية التي يحملها‬ ‫وال يوجد معيار محدد لتميز الدستور المؤق‬
‫معيارا لتميزه ‪ ،‬فمن الدساتير المؤقتة من ظل نافذا‬ ‫الدستور ‪ ،‬ونرى إن مدة نفاذ الدستور ليس‬
‫لسنة‬ ‫الدساتير الدائمة ‪ ،‬فدستور اإلمارات العربية المتحدة المؤق‬ ‫في العمل مدة أطول من بع‬
‫‪ 1971‬مازال نافذا حتى اآلن أي أن عمره يربو على الثالثين عاما ‪ ،‬في حين لم يمتد عمر‬
‫دستور الجمهورية الرابعة الفرنسية لسنة ‪ 1946‬أكثر من أثني عشر سنة ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫الدساتير الدائمة‬
‫الدساتير الدائمة ‪ ،‬هي الدساتير التي يتم سنها ‪ ،‬من أجل تنظيم األوضاع الدستورية في‬
‫على‬ ‫الدولة ألجل غير محدد ‪ ،‬فينظم عمل السلطات العامة وصالحياتها والعالقة بينها وين‬
‫على األسس االقتصادية واالجتماعية‬ ‫حقوق األفراد وحرياتهم ‪ ،‬وفي اآلونة األخيرة اطرد الن‬
‫التي تحكم الدولة ‪.‬‬
‫ونرى أن مصطلح الدساتير الدائمة والمؤقتة ‪،‬ظهر أساسا لتمييز الدساتير المدونة تحديدا‬
‫‪،‬ألن الدساتير غير المدونة ال يمكن أن تكون إال دائمة ‪،‬باعتبار أن مصدر هذه الدساتير ‪ ،‬هي‬
‫األعراف والسوابق الق ائية والتي ال يمكن أن تكون مصدرا للدستور العرفي إال بعد اطراد‬
‫العمل بها لفترة غير محددة ‪ ،‬وفي ذلك مخالفة للغاية التي وجد من أجلها الدستور المؤق ‪.‬‬
‫والجدير بالذكر إن أطول الدساتير الدائمة عمرا ‪ ،‬الدستور األمريكي لسنة ‪ 1787‬النافذ ‪،‬‬
‫واستطاع هذا الدستور أن يجمع بين ثناياه عدة مستجدات لم يسبقه فيها دستور مدون ‪ ،‬فهو أول‬
‫الدساتير المكتوبة ‪ ،‬وإليه يعود السبق في ابتكار النظام الرئاسي ‪ ،‬والنظام الفدرالي أي ا‪.‬‬

‫‪312‬‬
‫المبحث الرابع‬
‫الدساتير الموجزة والمطولة‬
‫المطلب األول‬
‫الدساتير الموجزة‬
‫الدساتير الموجزة ‪ ،‬هي الدساتير التي تحدد معالم النظام السياسي في الدولة بنصوص‬
‫مقت بة أو بعدد محدد من النصوص ‪ ،‬دون الخوش في التفاصيل ‪ ،‬وترك تنظيم المسائل‬
‫الفرعية أو الدقيقة للقوانين واألنظمة واألعراف ‪.‬‬
‫وقد تكون الدساتير الموجزة ‪ ،‬دساتير مؤقتة أو دائمة ‪ ،‬على ذلك ليس هناك تالزم بين‬
‫لسنة‬ ‫صفة اإليجاز وصفة التأقي أو الديمومة ‪ ،‬وعلى سبيل المثال أن الدستور العراقي المؤق‬
‫‪ 1958‬ضم أربعة عشر مادة فقط ‪ ،‬وضم الدستور األمريكي النافذ سبع مواد فقط ‪ ،‬وهو أكثر‬
‫الدساتير الدائمة إيجازا ‪ ،‬وطرأ عليه س وعشرون تعديال ‪،‬إال أن أيا من هذه التعديالت لم ي ف‬
‫جديد ‪.‬‬ ‫له ن‬

‫المطلب الثاني‬
‫الدساتير المطولة‬
‫هي الدساتير التي ت م عدد كبير من النصوص ‪ ،‬وتخوش في تفاصيل وفرعيات ال‬
‫عليها عادة في صلب الوثيقة الدستورية ‪،‬أو تعالج مواضيع هي من اختصاص‬ ‫يجري الن‬
‫المشرع العادي ‪ ،‬ويعد الدستور اليوغسالفي الملغى لسنة ‪ 1974‬أطول الدساتير الدائم ‪ ،‬حيث‬
‫أحتوى هذا الدستور على (‪ )502‬مادة ‪.‬‬

‫المبحث الخامس‬
‫الدساتير الديمقراطية وغير الديمقراطية‬
‫تقسم الدساتير من حيث أسلوب وضعها إلى دساتير ديمقراطية وغير ديمقراطية‬
‫المطلب األول‬
‫الدساتير الديمقراطية‬
‫هي الدساتير التي يتم وضعها عن طريق الجمعية التأسيسية أو االستفتاء الدستوري ‪،‬‬
‫على ذلك أن تقسيم الدساتير ‪ ،‬إلى دساتير ديمقراطية وغير ديمقراطية ‪ ،‬يعتمد على أسلوب‬
‫وضعها ال على المبادئ التي ت مها ‪ ،‬من هنا يعد الدستور ديمقراطيا متى تم وضعه من قبل‬

‫‪313‬‬
‫الجمعية التأسيسية أو عن طريق االستفتاء الدستوري وأن ر ّكز كافة الصالحيات أو غالبيتها في‬
‫واحد‪.‬‬ ‫يد هيئة أو شخ‬

‫المطلب الثاني‬
‫الدساتير غير الديمقراطية‬
‫هي الدساتير التي يتم وضعها بأسلوب المنحة أو العقد ‪ ،‬وتوصف الدساتير بهذا الوصف‬
‫وإن احتوت على مبادئ ديمقراطية ‪،‬أو تم توزيع الصالحيات فيها بين السلطات الثالث ‪.‬‬
‫ونرى أن تقسيم الدساتير إلى ‪ ،‬دساتير ديمقراطية وغير ديمقراطية ‪ ،‬البد أن يستند إلى‬
‫معيار أخر إلى جانب أسلوب التشريع ‪ ،‬وهذا المعيار ‪ ،‬هو المبادئ التي يحملها الدستور ومدى‬
‫على حقوق األفراد وحرياتهم وضمانات هذه الحقوق‬ ‫تبنيه لمبدأ الفصل بين السلطات ‪ ،‬والن‬
‫والحريات ‪.‬‬

‫الفصل الرابع‬
‫مبدأ سمو الدستور وكفالة احترامه‬
‫من المبادئ الدستورية المسلم بها ‪ ،‬سمو الدستور وأعلويته على كافة القواعد القانونية‬
‫النظر عن كون الدستور مدون أو غير مدون ‪،‬وهذا المبدأ من الحقائق‬ ‫النافذة في الدولة ‪ ،‬بغ‬
‫عليها ‪.‬‬ ‫الثابتة وإن أغفل الدستور الن‬
‫عليه صريحا في العديد من الدساتير ‪ ،‬كالدستور‬ ‫وتأكيدا لهذا المبدأ جاء الن‬
‫واإليطالي لسنة ‪ 1947،2‬والصيني لسنة ‪1945‬‬ ‫‪1‬‬
‫التشجوكسلوفاكي لسنة ‪، 1920‬‬
‫‪3،‬والسوفياتي لسنة ‪.4 1977‬‬
‫الدولة القانونية ‪ ،‬إذ ال سبيل إلخ اع الحكام للقانون‬ ‫وسمو الدستور من خصائ‬
‫وتحديد صالحياتهم والحد من سلطاتهم ‪ ،‬ما لم تتهيأ للنصوص الدستورية مكانة عليا تسمو على‬
‫الحكام وتخ عهم ألحكامها ‪.‬‬
‫في حين إن هذا المبدأ ال مكان له في السلم القانوني في الدول ذات األنظمة الدكتاتورية‬
‫‪،‬إذ ال يعترف الحكام في هذه األنظمة بالدستور وال بغيره من القوانين وتتصف أعمالهم غالبا‬
‫‪5‬‬
‫بالعنف واالستبداد ‪.‬‬

‫نة ‪.19 20‬‬


‫اميلس‬
‫ف‬‫يكوسلو‬
‫تش‬‫ل‬
‫تور ا‬
‫لدس‬
‫‪ –1‬م ( ‪) 1‬من ا‬
‫نة ‪.19 4 7‬‬
‫ايللس‬
‫يط‬‫تور اإل‬
‫لدس‬
‫‪ –2‬م (‪) 2‬من ا‬
‫نة ‪.19 4 5‬‬
‫يينلس‬
‫لص‬‫تور ا‬
‫لدس‬
‫‪ –3‬م ( ‪) 18‬من ا‬
‫نة ‪.19 77‬‬
‫ايتلس‬
‫ي‬‫ف‬
‫لسو‬
‫تور ا‬
‫لدس‬
‫‪ –4‬م ( ‪) 173‬من ا‬

‫‪314‬‬
‫ويتطلب سمو الدستور خ وع الكافة ألحكامه ‪ ،‬حكاما ومحكومين ‪ ،‬هذا إضافة إلى‬
‫ضرورة إيجاد الطرق والوسائل الكفيلة باحترام أحكامه من قبل األفراد وهيئات الدولة المختلفة‪.‬‬

‫المبحث األول‬
‫سمو الدستور‬
‫)‪( La Suprématie De La Constitution‬‬
‫يقصد بمبدأ سمو الدستور‪ ،‬أعلوية القواعد الدستورية وسيادتها على سائر القواعد‬
‫القانونية األخرى في الدولة ‪.‬‬
‫ويقسم سمو الدستور ‪ ،‬إلى سمو موضوعي وشكلي‪،‬ويقصد بالسمو الموضوعي أعلوية‬
‫األحكام والمبادئ المنصوص عليها في الوثيقة الدستورية على سائر األحكام الواردة في القوانين‬
‫األخرى ‪.‬‬
‫أما السمو الشكلي فيقصد به وجوب أتباع إجراءات وأوضاع معينة في وضع القواعد‬
‫الدستورية وتعديلها تختلف عن تلك التي يجري أتباعها في وضع وتعديل القوانين العادية ‪.‬‬

‫المطلب األول‬
‫السمو الموضوعي للدستور‬
‫)‪( La Suprématie Matérielle De La Constitution‬‬
‫يكمن السمو الموضوعي للدستور في طبيعة وم مون القواعد التي يت منها ‪ ،‬وكذلك‬
‫في طبيعة الموضوعات التي ينظمها ‪ ،‬فهو يمثل سند شرعية السلطات الحاكمة ‪ ،‬وينظم‬
‫اختصاصاتها وكيفية ممارستها ‪ ،‬ويحدد الفلسفة أو األيديولوجية التي يؤمن بها القاب ون على‬
‫السلطة ‪.‬‬
‫ويتجلى السمو الموضوعي للدستور في مظهرين ‪:‬‬
‫المظهر األول ‪ -:‬الدستور هو السند الشرعي لوجود الهيئات الحاكمة في الدولة ‪ ،‬وهو الذي يحدد‬
‫اختصاصاتها ‪ ،‬من هنا كان على كافة السلطات والهيئات الحاكمة الخ وع ألحكام الدستور‬
‫خ وعا تاما وأحترم أحكامه في كل ما يصدر عنها من أعمال وتصرفات ‪ ،‬بحكم سموه وعلوه‬
‫‪1‬‬
‫عليها ‪ ،‬إذ هو الذي أنشأها ومنحا اختصاصاتها ‪.‬‬

‫بق ‪ -‬ص ‪.111‬‬


‫لسا‬
‫يلة –املرجع ا‬
‫املل‬
‫‪ –5‬د‪.‬حممدم‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.127‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫يمة اجلر ف –املرجع ا‬
‫‪ –1‬د‪.‬طع‬

‫‪315‬‬
‫المظهر الثاني ‪ -:‬تحديد الفكرة القانونية للدولة ‪ ،‬فالدستور هو الذي يتولى تحديد الفكرة القانونية‬
‫السائدة في الدولة ‪ ،‬والفلسفة أو األيديولوجية التي يقوم عليها النظام القانوني في الدولة سواء من‬
‫الناحية السياسية أو االقتصادية أو االجتماعية ‪.‬‬
‫على ذلك إن كل نشاط يخرج عن حدود هذا اإلطار أو يخالفه يعد باطال ‪ ،‬بيد أن ذلك ال‬
‫يعني تحريم كل االتجاهات والتصورات الفلسفية المناق ة للدستور ‪ ،‬غاية األمر إنها ال تأخذ‬
‫عليها الدستور ‪،‬فهو يسمح لهذه الفلسفات أن تحتل‬ ‫الصفة الرسمية إال بأتباع اإلجراءات التي ن‬
‫‪2‬‬
‫مكانها في المعارضة وإن كان ذلك على درجات تتفاوت بتفاوت النظم السياسية ‪.‬‬
‫النتائج المترتبة على السمو الموضوعي ‪-:‬‬
‫يترتب على السمو الموضوعي للقواعد الدستورية النتيجتين التاليتين ‪-:‬‬
‫النتيجة األولى ‪ -‬تدعيم مبدأ المشروعية ‪ -:‬من المسلم به أن السمو الموضوعي للدستور يؤدي‬
‫إلى تدعيم مبدأ المشروعية ‪ ،‬ويجعل القاعدة الدستورية في أعلى سلم التدرج القانوني ‪.‬‬
‫وإذا كان مبدأ المشروعية يعني خ وع الحكام والمحكومين للقانون ‪ ،‬بحيث ال يصدر‬
‫ويقوي هذا المبدأ (المشروعية)‬
‫أي قرار فردي إال في حدوده (القانون) ‪ ،‬فإن سمو الدستور يدعم ّ‬
‫ويوسع من نطاقه ‪ ،‬ألنه يتطلب خ وع الحّكام والمحكومين لقواعده من ناحية ‪ ،‬وخ وع كافة‬
‫‪1‬‬
‫التشريعات واللوائح والقرارات اإلدارية ألحكامه من ناحية أخرى ‪.‬‬
‫النتيجة الثانية – حظر التفويض في االختصاص‪ -:‬يحدد الدستور اختصاصات كل سلطة على‬
‫وجه التحديد ‪ ،‬وهذه االختصاصات ال تعد حقوقا شخصية أو مزايا خاصة لمن يمارسها بل‬
‫واجبات يجب أداؤها في الحدود التي رسمها القانون ‪.‬‬
‫والدستور حينما يخول إحدى الهيئات الحاكمة اختصاصا معينا فإنه يحظر عليها في ذات‬
‫ذات االختصاص إلى هيئة أخرى على أساس إن االختصاصات المفوضة ال تقبل‬ ‫الوق تفوي‬
‫هذا إضافة إلى أنه يراعي في توزيع االختصاصات طريقة اختيار السلطة ‪ ،‬وأسلوب‬ ‫التفوي‬
‫دستوري‬ ‫اختصاصاتها لهيئة أخرى إال بن‬ ‫ممارستها لوظيفتها ‪ ،‬من هنا ليس ألي هيئة تفوي‬
‫غير مشروع كونه يخالف نصوص الوثيقة‬ ‫‪ ،‬وبغير ذلك يعد التفوي‬ ‫صر يح يجيز التفوي‬
‫الدستورية اآلمرة ‪.‬‬
‫صراحة ‪ ،‬الدستور الروسي لسنة ‪،19932‬‬ ‫ومن الدساتير التي أجازت التفوي‬
‫‪3‬‬
‫والدستور المصري النافذ لسنة ‪، 1971‬حيث نص‬ ‫والدستور الهندي لسنة ‪1949‬‬

‫اهرة – ‪ – 19 69‬ص ‪.9 6‬‬


‫لق‬
‫ية – ا‬
‫ب‬
‫لعر‬
‫نهضة ا‬
‫ل‬‫ية –يفمصر – دار ا‬
‫تور‬
‫لدس‬
‫نظمة ا‬
‫تطور األ‬
‫تور ي و‬
‫لدس‬
‫نون ا‬
‫ا‬‫لق‬
‫‪ –2‬د‪.‬ثرو تبدو ي – ا‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.179‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫تور ي –املرجع ا‬
‫لدس‬
‫نون ا‬
‫ا‬‫لق‬
‫يط يف ا‬
‫لوس‬
‫تويل – ا‬
‫يدم‬
‫بد احلم‬
‫‪ –1‬د‪.‬ع‬
‫نة ‪.19 9 3‬‬
‫لروسيلس‬
‫تور ا‬
‫لدس‬
‫‪ –2‬م ( ‪) 1 /5 6‬من ا‬

‫‪316‬‬
‫المادة(‪ )108‬منه على أنه ( لرئيس الجمهورية عند ال رورة وفي األحوال االستثنائية وبناء‬
‫مجلس الشعب بأغلبية ثلثي أع ائه أن يصدر قرارات لها قوة القانون ‪ ،‬ويجب أن‬ ‫على تفوي‬
‫لمدة محددة وأن تبين فيه موضوعات هذه القرارات واألسس التي تقوم عليها‬ ‫يكون التفوي‬
‫‪ ،‬فإذا لم‬ ‫ويجب عرش هذه القرارات على مجلس الشعب في أو ل جلسة بعد انتهاء مدة التفوي‬
‫تعرش أو عرض ولم يوافق عليها المجلس زال ما كان لها من قوة القانون )‪.‬‬
‫‪ ،‬وبالتالي ليس ألي من‬ ‫وفي الدستور األردني النافذ لم ترد أية إشارة إلى التفوي‬
‫صالحياتها لهيئة أخرى ‪ ،‬سواء في الظروف العادية أو االستثنائية ‪،‬‬ ‫الهيئات الحاكمة تفوي‬
‫المادة (‪/28‬ح‪،‬ط) من الدستور تشير إلى‬ ‫وإال عد ذلك خرقا للدستور ‪ ،‬مع مالحظة أن ن‬
‫الفقه (ح‪ )28/‬على أنه ( إذا أصبح الملك غير قادر على‬ ‫اإلنابة في أحوال استثنائية ‪ ،‬فقد نص‬
‫تولي سلطته بسبب مرضه فيمارس صالحياته نائب أو هيئة نيابية ويعين النائب أو الهيئة النيابية‬
‫بإرادة ملكية وعندما يكون الملك غير قادر على إجراء هذا التعيين يقوم به مجلس الوزراء) ‪،‬‬
‫الفقرة (ط‪ )28/‬على أنه ( إذا أعتزم الملك مغادرة البالد فيعين قبل مغادرته بإرادة ملكية‬ ‫وتن‬
‫نائبا أو هيئة نيابية لممارسة صالحياته مدة غيابه ‪ ،‬وعلى النائب أو هيئة النيابة أن تراعي أية‬
‫شروط قد تشتمل عليها تلك اإلرادة وإذا أمتد غياب الملك أكثر من أربعة أشهر ولم يكن مجلس‬
‫األمة مجتمعا يدعى حاال إلى االجتماع للنظر في األمر )‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫السمو الشكلي للدستور‬
‫يقصد بالسمو الشكلي وجوب أتباع إجراءات وأشكال معينة في تعديل الدستور ‪ ،‬تختلف‬
‫عن تلك المتبعة في تعديل القوانين العادية ‪،‬على ذلك ال يمكن الحديث عن السمو الشكلي إال في‬
‫ظل الدساتير المدونة الجامدة ‪ ،‬باعتبار إن الدساتير غير المدونة والمدونة المرنة ال تتمتع إال‬
‫بالسمو الموضوعي ‪.‬‬
‫ويذهب جانب من الفقه إلى أن السمو الشكلي ( جمود الدستور) هو الذي ي في على‬
‫القواعد الدستورية سموا وعلوا ‪ ،‬ويهيئ لها مركزا خاصا أسمى من القواعد القانونية األخرى ‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫فتحتل المكانة العليا في سلم التدرج الهرمي والنظام القانوني للدولة ‪.‬‬

‫نة ‪.19 4 9‬‬


‫ند يلس‬
‫تور اهل‬
‫لدس‬
‫‪ –3‬م (‪/1 /3 5 7‬أ )من ا‬
‫اهرة – ‪ - 19 64‬ص‬
‫لق‬
‫ثة – ا‬
‫ي‬‫اهرة احلد‬
‫لق‬
‫بة ا‬
‫ت‬‫تحدة –مك‬
‫بية امل‬
‫لعر‬
‫ية ا‬
‫تور ي يف اجلمهور‬
‫لدس‬
‫نظا م ا‬
‫ل‬‫ا دئ ا‬
‫ب‬‫تور ي وم‬
‫لدس‬
‫نون ا‬
‫ا‬‫لق‬
‫يمة اجلر ف – ا‬
‫‪ –1‬د‪.‬طع‬
‫‪.129‬‬

‫‪317‬‬
‫النظر‬ ‫والجدير بالذكر أن السمو الدستور الشكلي يمتد إلى كافة نصوص الدستور بغ‬
‫عن طبيعتها أو م مونها ‪ ،‬وعلى سبيل المثال ‪ ،‬إن المادة (‪ )8/1‬من الدستور األمريكي تخول‬
‫الكونغرس صالحية إصدار القوانين التي من شانها تقدم العلوم والفنون النافعة عن طريق ضمان‬
‫الحق المطلق لمدة محددة للمؤلفين والمخترعين في كتابتهم واختراعاتهم ‪ ،‬وتحدد المادة (‪)2/1‬‬
‫من الدستور شروط الترشيح لع وية مجلس النواب وتحدد المادة (‪ )6/2‬شروط الترشيح‬
‫لمنصب الرئاسة ‪ ،‬فهذه النصوص الثالث التي أشرنا إليها تتباين من حيث األهمية إال أنها جميعا‬
‫تعّدل بذات الشكل واإلجراءات ‪ ،‬إذ يلزم لتعديلها موافقة ثلثا مجلسي النواب والشيوخ ‪ ،‬أو أن‬
‫تعدل بناء على اقتراح المجالس التشريعية لثلثي الواليات ‪ ،‬ولمرور هذا االقتراح البد من‬
‫‪2‬‬
‫الحصول على موافقة المجالس التشريعية لثالثة أرباع الواليات عن طريق عقد مؤتمر وطني ‪.‬‬
‫وحددت المادة (‪ )1/54‬من الدستور األلماني شروط الترشيح لمنصب الرئاسة ‪،‬أما المادة‬
‫شؤون السكك الحديدية االتحادية والنقل الجوي ‪ ،‬ولتعديل أيا من هذين‬ ‫(‪ ) 6/73‬فقد نظم‬
‫‪3‬‬
‫النصين البد من موافقة ثلثا أع اء مجلسي البوندستاج ( النواب) والبنديسرات( الواليات) ‪.‬‬
‫ذات طبيعة‬ ‫وبالمقابل أن السمو الشكلي ال يمتد إلى القواعد القانونية العادية ‪ ،‬وإن كان‬
‫دستورية ‪ ،‬كقانون السلطة التنفيذية وقانون مجلس النواب ‪.‬‬
‫ومجمل القول إن السمو الشكلي للدستور ال يمكن أن يتحقق إال في ظل الدساتير الجامدة‬
‫‪ ،‬ألن الدساتير المرنة يجري تعديلها بذات األشكال واإلجراءات المتبعة في تعديل القوانين العادية‬
‫‪ ،‬بل أن إصدار السلطة التشريعية قانون جديد أو تعديل قانون نافذ بما يتعارش وأحكام الدستور‬
‫يعد تعديال له ‪.‬‬
‫المطلب الثالث‬
‫التمييز بين القوانين الدستورية والعادية‬
‫ظهر التمييز بين القوانين العادية والدستورية في القرن السابع عشر ‪،‬حيث أطلق الفقه‬
‫آنذاك على القوانين الدستورية ‪ ،‬القوانين األساسية باعتبارها المظهر األساسي المعّبر عن سيادة‬
‫األمة ‪ ،‬هذا إضافة إلى أنها قوانين تتعلق بتنظيم السلطات العامة وصالحياتها ‪.‬‬
‫ويبرز التباين بين القوانين العادية والدستورية من حيث الشكل والموضوع ‪-:‬‬
‫أوال‪ -‬من حيث الشكل ‪-:‬‬
‫إن نقطة الخالف األولى بين القوانين العادية والدستورية ‪ ،‬هي من حيث اإلجراءات‬
‫المتبعّة في التشريع والتعديل ‪ ،‬فالقانون الدستوري يجري تشريعه عادة أما بأسلوب المنحة أو‬

‫يكي‪.‬‬
‫تور األمر‬
‫لدس‬
‫‪ –2‬م ( ‪) 5‬من ا‬
‫اين‪.‬‬
‫تور األمل‬
‫لدس‬
‫‪ –3‬م ( ‪) 179‬من ا‬

‫‪318‬‬
‫العقد أو الجمعية التأسيسية أو االستفتاء الدستوري ‪ ،‬في حين يجري تشريع القانون العادي من‬
‫قبل البرلمان ‪ ،‬وغالبا ما يستغرق تشريع القانون الدستوري فترة أطول من الفترة التي يستغرقها‬
‫تشريع القانون العادي ‪.‬‬
‫أما من حيث إجراءات التعديل ‪ ،‬فإن إجراءات تعديل القانون الدستوري أكثر تعقيدا من‬
‫إجراءات تعديل القانون العادي ‪ ،‬وعلى سبيل المثال إن المادة (‪ )126‬من الدستور األردني‬
‫اشتر ط موافقة ثلثي كل من مجلس النواب واألعيان سواء اجتماعا في جلسة مشتركة أو جرى‬
‫المادة (‪ )84‬من الدستور‬ ‫على المشروع في كل مجلس على حده ‪ ، ،‬في حين اكتف‬ ‫التصوي‬
‫لتعديل القانون العادي الحصول على األغلبية المطلقة للحاضرين في كل من مجلس النواب‬
‫واألعيان بعد تحقق ال نصاب القانوني لصحة انعقاد كل من المجلسين وهو ح ور ثلثي أع اء‬
‫كل مجلس ‪.‬‬
‫على تعديل الدستور بصوت‬ ‫المادة (‪ )3/84‬من الدستور أن يجري التصوي‬ ‫وأوجب‬
‫العلني على‬ ‫التصوي‬ ‫عال بالمناداة على األع اء بأسمائهم ‪ ،‬في حين ال يشترط ذات الن‬
‫تعديل القانون العادي ‪.‬‬
‫وبموجب المادة (‪ )93‬من الدستور يحال مشروع تعديل الدستور والقانون العادي على‬
‫الملك إلصداره واألمر بنشره في الجريدة الرسمية ‪ ،‬وللملك االعتراش التوقيفي على القانون‬
‫صر مجلس النواب واألعيان في جلسة المناقشة الثانية على مشروع القانون‬
‫العادي ‪ ،‬فإذا أ ّ‬
‫وحصل المشروع على تأيد ثلثي كل من المجلسين ‪ ،‬كان على الملك إصداره ‪ ،‬في حين يملك‬
‫الملك حق االعتراش المطلق( االسقاطي) على تعديل الدستور ‪ ،‬فإذا ما أحال مجلسي النواب‬
‫واألعيان اقتراح تعديل الدستور على الملك واعترش عليه سقط هذا المشروع تلقائيا إذا ال سبيل‬
‫إلصرار مجلس النواب واألعيان عليه ‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬من حيث الموضوع ‪-:‬‬


‫تختلف طبيعة الموضوعات التي يعالجها القانون الدستوري عن تلك التي يعالجها القانون‬
‫العادي ‪ ،‬فالقانون الدستوري يحدد اإلطار الفلسفي واأليديولوجي والقانوني الذي تعمل في ظله‬
‫سلطات الدولة والهيئات الحكومية ‪،‬كما يحدد تشكيل تلك الهيئات وصالحياتها والعالقة بينها ‪،‬‬
‫وينظم الحقوق والحريات العامة وضماناتها ‪ ،‬في حين يعالج القانون العادي موضوعات ال عالقة‬
‫لها بالنظام السياسي في الدولة ‪ ،‬كالقانون المدني والجنائي واألحوال الشخصية ‪ ،‬وما إلى ذلك من‬
‫القوانين األخرى ‪.‬‬

‫‪319‬‬
‫المطلب الرابع‬
‫النتائج المترتبة على التميز بين القوانين الدستورية والعادية‬
‫يترتب على التمييز السالف الذكر بين القوانين الدستورية والعادية النتائج التالية ‪-:‬‬
‫‪ -1‬ثبات القوانين الدستورية أكثر من القوانين العادية ‪-:‬‬
‫تتسم القوانين الدستورية بكونها أكثر ثباتا واستقرارا من القوانين العادية ‪ ،‬وهي نتيجة‬
‫منطقية يؤدي إليها المجرى العادي لألمور بفعل اشتراط إجراءات وشكليات في تعديل الدستور‬
‫أكثر تعقيدا من تلك الواجب أتباعها في تعديل القانون العادي ‪.‬‬
‫والجدير بالمالحظة إن ثبات القوانين الدستورية واستقرارها أمر نسبي غير مطلق ‪،‬‬
‫فما من دستور في العالم إال ويمكن تعديله ‪ ،‬والقول بغير ذلك يعني خلق فجوة دستورية تنعكس‬
‫آثارها بصورة مباشرة على النظام السياسي في الدولة ‪ ،‬واستقرار األوضاع الداخلية ‪ ،‬وهذا ما‬
‫يتنافى والغاية من وضع الدستور أصال ‪ ،‬بل أن من الدساتير من جرى تعديله حتى قبل نفاذه ‪،‬‬
‫ومن ذلك الدستور األمريكي ‪ ،‬الذي عدل قبل نفاذه ولم يكن ذلك يتعارش مع صفة الجمود التي‬
‫يتسم بها ‪ ،‬فهذا الدستور ظل نافذا ما يربو على المائتان وعشرون سنة ولم يعدل إال س‬
‫وعشرون مرة فقط ‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم جواز تعديل القانون الدستوري إال بقانون دستوري أخر ‪-:‬‬
‫إن من نتائج سمو القوانين الدستورية على القوانين العادية ‪ ،‬عدم جواز تعديلها أو‬
‫إلغائها إال بقوانين أخرى مماثلة لها في المرتبة ‪ ،‬وتتمتع بنفس الدرجة من السمو ‪ ،‬وهذا يعني أنه‬
‫ليس للقوانين العادية تعديل القوانين الدستورية ‪ ،‬لكونها أدنى منها مرتبة والقاعدة في ذلك إن‬
‫القانون األدنى ال يلغي أو يعدل القانون األعلى منه درجة ‪.‬‬
‫والواقع إن هذا المبدأ ال يجري العمل به إال في الظروف العادية ‪،‬أي حينما تعيش الدولة‬
‫في ظل ظروف داخلية وخارجية مستقرة ‪ ،‬وبخالف ذلك قد يجري إلغاء أو تعديل الدستور بقرار‬
‫فردي ‪ ،‬وهو ما يحد ث عادة عند قيام ثورة أو وقوع انقالب ‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم جواز مخالفة القوانين العادية للقوانين الدستورية ‪-:‬‬
‫إن ما يميز الدستور المرن والجامد اإلجراءات والشكليات الواجب أتباعها في التعديل ‪ ،‬فإذا‬
‫لم يشترط الم ّ‬
‫شرع الدستوري إجراءات خاصة في تعديله ‪،‬تختلف عن تلك الواجب إتباعها في‬
‫تعديل القانون العادي ‪ ،‬كان الدستور مرنا ‪ ،‬وتعد أي مخالفة ألحكامه من قبل المشرع العادي‬
‫تعديال له ‪.‬‬

‫‪320‬‬
‫في حين تعد مخالفة القانون العادي ألحكام الدستور الجامد ‪ ،‬خرقا لمبدأ المشروعية والتدرج‬
‫القانوني الواجب مراعاته في التشريع ‪ ،‬وبالتالي يكون مصير القانون البطالن سواء ن‬
‫باعتبار أن هذا الحكم نتيجة منطقية لعدم مراعاة مبدأ‬ ‫الدستور على ذلك صراحة أم لم ين‬
‫التدرج القانوني ‪.‬‬

‫‪321‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫كفالة احترام سمو الدستور‬
‫ال تثار مسألة كفالة احترام الدستترر لال فت لتا الدستاتار الدامتدح ث حاتم لتتدم لت تدلا‬
‫الدسترر لجراءات خاصة تختتف عن اإلجراءات الراجب لتباعها لت دلا القانرن ال ادي ‪.‬‬
‫ولذا كان من المستم به ف لا الدساتار الدامدح لن القرانان المخالفة لتدسترر ت د باطتة ث‬
‫لال أن البحم لثار بشأن الستطة المختصة بتقرلر بطالن القرانان الت تخرج عن أحكام الدسترر ث‬
‫وهذه الستطة بالضرورح ه ستطة مستقتة عن الستتطة التشترل اة مهمتهتا مرا بتة متدب مطابقتة‬
‫القرانان لتدسترر ( الر ابة عتى دستررلة القرانان)‪.‬‬
‫وتختتف الر ابة عتى دستررلة القرانان باختالف الدساتار ث لال أن الغالب ف الر ابتة أمتا‬
‫أن لدري ممارستها من با هائة سااساة مستقتة ث أو من با القضاء ‪ .‬وسرف نبحم تفصاال ف‬
‫هذلن االستربان من أسالاب الر ابة‪.‬‬

‫المطلب األول‬
‫الرقابة السياسية على دستورية القوانين‬
‫)‪(Controle Politique‬‬
‫ستطات الدولة‬ ‫لتم ممارسة هذا النرع من الر ابة ث من با هائة سااساة منفصتة عن با‬
‫ث وغالبا ما لراعى ف تشكاا هذه الهائة تنرع الخبرات فاها ث حاتم جترب ال متا عتتى أن تضتم‬
‫هذه الهائة ف عضرلتها خبرات سااساة وا تصادلة و انرناة ‪.‬‬
‫ولدري تشكاا هذه الهائة أم عن طرلق الت اان من با الستطة التشرل اة أو التنفاذلة ثأو‬
‫باالنتخاب من با الش ب ث وألا كان الطرلق المتبّع ف تشكاا هذه الهائة ثفإن ما لمادها هر عدم‬
‫‪1‬‬
‫تقادها برجرد ال ناصر القضائاة ‪.‬‬
‫الفرع األول‬
‫الرقابة السياسية على دستورية القوانين في فرنسا قبل دستور سنة‪1946‬‬
‫ت رد الر ابة السااساة ف نشأتها للى فرنسا ث حام تقدم الفقاه الفرنست )‪ (Sieyes‬أثنتاء‬
‫منا شة نصرص دسترر سنة ‪ 1795‬ث با تراح استحداث هائة محتفّان دستررلة ثمهمتهتا التحقتق‬
‫من مطابقة القرانان ال ادلة لتدسترر ث وا ترح تشكاا هذه الهائتة متن (‪ )108‬عضترا لتتم ت اتنهم‬
‫أول مرح من با الدم اة التأساساة ث وتترلى هتذه الهائتة ب تد ذلتي ت اتان أعضتائها بنفستها عتن‬
‫الشت ب‬ ‫طرلق تددلد ثتم األعضاء ستنرلا ث ونرترا لمتا ّ‬
‫ختفته القضتاء متن يثتار ستائة فت نفت‬
‫يت ‪ - 19 9 5 -‬ص ‪.5 9‬‬
‫لكو‬
‫يت – ا‬
‫لكو‬
‫امعة ا‬
‫نشورا تج‬
‫يع –م‬
‫تشر‬
‫ل‬‫ية ا‬
‫تور‬
‫بةعلى دس‬
‫ا‬‫ق‬
‫لر‬‫يف ‪ -‬دراسة يف ا‬
‫لشر‬
‫يزة ا‬
‫‪ –1‬د‪.‬عز‬

‫‪322‬‬
‫الفرنس ث فقد أكد الفقاه )‪ (Sieyes‬لن الهائة المقترحة هائتة سااستاة ولاستض ضتائاة ث غاتر لن‬
‫الدستترر خشتاة أن تصتبذ هتذه الهائتة ستتطة فتر‬ ‫هذا المشروع ربا بالرفض من با واض‬
‫القانرن ‪.‬‬
‫وتقدم الفقاه )‪ ( Sieyes‬بذات اال تراح عند لعداد مشروع دسترر ستنة ‪ 1799‬ث ووجتد‬
‫الشتاري الحتام‬ ‫هذا اال تراح برال من با لدنة لعتداد الدستترر واستتحدثض هائتة بأستم مدتت‬
‫متن بتا نتابتارن‬ ‫لتدستترر) ‪ ( Snat conservateur‬وكتان االختاتار األول ألعضتاء المدتت‬
‫بنصها عتى أنه ( لبق‬ ‫والقنصتان المؤ تان ث وحددت المادح (‪ )21‬من الدسترر مهمة هذا المدت‬
‫النااب أمامه ب دم دستررلتها )‪.‬‬ ‫أو لتغ جماع األعمال الت تط ن الحكرمة أو المدت‬
‫لتم تستاعد عتتى نداحته ث‬ ‫غار أن الرروف وال راما الت أحاطض بإنشاء هتذا المدتت‬
‫حام كان لخضع لإلمبراطرر ( نابتارن برنابرت) من ناحاةث كما لم لكن لها ممارستة الر ابتة لال‬
‫‪1‬‬
‫النااب ‪.‬‬ ‫بناء عتى طتب الحكرمة أو المدت‬
‫وجاء دسترر ستنة ‪ 1852‬متضتمنا التنع عتتى الر ابتة عتتى دستتررلة القترانان ث عتن‬
‫الشاري المحتاف عتتى الدستترر) ث‪ 2‬وخترل هتذه الهائتة‬ ‫طرلق هائة سااساة أطتق عتاها ( مدت‬
‫الدولتتة إلصتتدارها ث ث لضتتافة للتتى‬ ‫صتتالحاة فحتتع مشتتارلع القتترانان بتتا لحالتهتتا للتتى رئتتا‬
‫‪3‬‬
‫صالحاتها ف للغاء القرانان بناء طتب الحكرمة أو األفراد لذا ثبض لها عدم دستررلتها ‪.‬‬
‫وبالرغم من س ة االختصاصات الت خرلض لهذه الهائة ثلال أنهتا فت الرا تع لتم تمتار‬
‫انرنتا عترل عتاته ل تدم دستتررلته ‪4‬ثلذا‬ ‫شائا منها ث فتم لحدث ف ال ما أن ألغى هذا المدتت‬
‫نتتابتارن) التتذي حمتهتتا عتتتى عتتدم ممارستتة‬ ‫خض ت ض هتتذه الهائتتة لهامنتتة اإلمبراطتترر( لتترل‬
‫نابتارن) باالستبداد ‪.5‬هذا لضافة‬ ‫اختصاصاتها بالترغاب والترهاب ث فقد اتسمض فترح حكم (لرل‬
‫عن طرلق المنذ وال طالا الساما أن ال ضرلة فت الهائتة كانتض دون‬ ‫للى لغرائه أعضاء المدت‬
‫‪6‬‬
‫مقابا ‪.‬‬

‫بق ‪ -‬ص ‪.119‬‬


‫لسا‬
‫يله –املرجع ا‬
‫املل‬
‫‪ –1‬د‪.‬حممدك‬
‫اهرة – ‪ - 19 9 5‬ص ‪.19 3‬‬
‫لق‬
‫لعريب – ا‬
‫لفكر ا‬
‫نني ‪ -‬دار ا‬
‫لقوا‬
‫ية ا‬
‫تور‬
‫بة دس‬
‫ا‬‫ق‬
‫املان – ر‬
‫يزحممدس‬
‫لعز‬
‫بد ا‬
‫‪ - 2‬د‪.‬ع‬
‫ار ف –مصر – ط ‪ - 19 5 8 - 1‬ص ‪.5 8‬‬
‫ية – داراملع‬
‫تور‬
‫لدس‬
‫اا‬‫ئه‬
‫اد‬‫ب‬
‫اسية –وم‬
‫ي‬‫لس‬
‫نظمة ا‬
‫نظراي ت واأل‬
‫ل‬‫يز يف ا‬
‫لوج‬
‫تويل – ا‬
‫يدم‬
‫بد احلم‬
‫‪ –3‬د‪.‬ع‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.19 1‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫يوين –املرجع ا‬
‫لغينبس‬
‫بد ا‬
‫‪ –4‬د‪.‬ع‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.3 72‬‬
‫لسا‬
‫اسمجعفر –املرجع ا‬
‫نسق‬
‫‪ –5‬د‪.‬حممد ا‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.19 3‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫ان –املرجع ا‬
‫امل‬
‫يزحممدس‬
‫لعز‬
‫بد ا‬
‫‪ –6‬د‪.‬ع‬

‫‪323‬‬
‫وجاء دسترر الدمهررلة الثالثة الفرنساة لستنة ‪ 1875‬خالاتا متن اإلشتارح لتر ابتة عتتى‬
‫دستررلة القرانان ‪7‬ث ربما ألن هذا الدسترر كان مرجدا ثلذ أحترب عتى (‪ )34‬مادح فقت أو لفشتا‬
‫الر ابة ف لا الدستررلان السابقان له ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫الرقابة على دستورية القوانين في ظل دستور الجمهورية الفرنسية الرابعة لسنة ‪1946‬‬
‫أنشأ دسترر الدمهررلة الراب ة الفرنساة لسنة ‪ 1946‬لدنة خاصة لممارسة الر ابة عتتى‬
‫دستررلة القرانان ث وأطتق عتاها ( التدنة الدستررلة ) )‪ ( Comite Constitutionnel‬وتتألف‬
‫هذه التدنة من ثالثة عشر عضرا هم ‪:‬‬
‫الدمهررلة – رئاسا لتدنة ‪.‬‬ ‫‪ -1‬رئا‬
‫الدم اة الرطناة ‪.‬‬ ‫‪ -2‬رئا‬
‫الدمهررلة ‪.‬‬ ‫مدت‬ ‫‪ -3‬رئا‬
‫‪ -4‬سب ة أعضاء تنتخبهم الدم اة الرطناة من غار أعضائها ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫الدمهررلة من غار أعضائه ‪.‬‬ ‫‪ -5‬ثالثة أعضاء لنتخبهم مدت‬
‫ومن است رال تشكاا التدنة الدستررلة لبدو جتاا الصبغة السااساة التت اصتطبغض بهتا‬
‫التدنة ث هذا أضافه للى تأثرها باالنتماءات الحدباة ألعضائها ث األمر التذي أدب للتى تحترل هتذه‬
‫التدنة ب د فترح وجادح من تشكاتها للى مدرد هائة تاب ة لتبرلمتان خاضت ة لته فامتا تصتدره متن‬
‫‪2‬‬
‫رارات ‪.‬‬
‫وبمرجب المادح (‪ )92‬من الدسترر ال تتصدب التدنة لفحع دستررلة القتانرن متن تتقتاء‬
‫الدمهررلتة‬ ‫نفسها أو بناء عتى طتب األفراد ث با البتد متن تقتدلم طتتب مشتترق متن بتا رئتا‬
‫الدمهررلة با لصدار القانرن ث وتبدأ التدنة عمتها بمحاولة الترفاق بتان مدتست‬ ‫مدت‬ ‫ورئا‬
‫البرلمان خالل مدح خمسة ألام من تارلخ تقدلم الطتب للاها وخالل مدح لرمان ف أحرال الضرورح‬
‫واالست دال ث‪ 3‬فإذا وفّقض التدنة ف ذلي انتهى األمر ولم ل د ثمة حاجة لتنرر فت دستتررلة هتذا‬
‫القانرن ولن كان االتفا بان هذلن المدتسان مخالفا لتدسترر ‪ 4.‬أمتا لذا لتم تتندذ التدنتة فت هتذه‬
‫المهمة ف تاها النرر ف دستررلة القانرن ث فإذا ترصتض للى عدم دستتررلته أعادتته للتى الدم اتة‬

‫نشر ‪-‬مصر – ‪ - 19 8 3‬ص ‪.18 3‬‬


‫ل‬‫اعة وا‬
‫ب‬‫يةللط‬
‫امع‬
‫لدار اجل‬
‫ناين – ا‬
‫ب‬‫لل‬
‫تور ي ا‬
‫لدس‬
‫ا ما‬
‫نظ‬‫ل‬
‫يحا ‪ -‬ا‬
‫يزش‬
‫لعز‬
‫بد ا‬
‫‪ –7‬د‪.‬ع‬
‫نسيلسنة ‪.19 4 6‬‬
‫لفر‬
‫تور ا‬
‫لدس‬
‫‪ –1‬م ( ‪) 9 1‬من ا‬
‫اهرة – ‪ – 19 5 8‬ص ‪.72‬‬
‫لق‬
‫توراه – ا‬
‫لة دك‬
‫ا‬‫يم املصر ي – رس‬
‫تحدة واإلقل‬
‫لوالاي ت امل‬
‫نني يف ا‬
‫لقوا‬
‫ية ا‬
‫تور‬
‫بةعلى دس‬
‫ا‬‫ق‬
‫لر‬‫بو اجملد – ا‬
‫ا لأ‬
‫‪ –2‬د‪ .‬امحدكم‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.19 7‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫ان –املرجع ا‬
‫امل‬
‫يزحممدس‬
‫لعز‬
‫بد ا‬
‫‪ –3‬د‪.‬ع‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.4 4 6‬‬
‫لسا‬
‫اعر –املرجع ا‬
‫لش‬‫مز ي ا‬
‫‪ –4‬د‪ .‬ر‬

‫‪324‬‬
‫لصداره لحان لزالة الت ارل بانه وبان الدسترر ث أو ت دلا الدسترر‬ ‫الرطناة وأمتنع عتى الرئا‬
‫‪5‬‬
‫وفقا لإلجراءات المقررح ث وبما لد ته متفقا مع القانرن الصادر عن الدم اة الرطناة ‪.‬‬
‫والمالح أن التدنة بدال من مرا بتها القرانان الصادرح عن البرلمان ث لدتأت للتى ر ابتة‬
‫الدسترر ث وعمتض عتى ت دلته وبما لنسدم مع القانرن المخالف له ‪.‬‬
‫الفرع الثالث‬
‫الرقابة على دستورية القوانين في ظل دستور الجمهورية الفرنسية الخامسة لسنة ‪1958‬‬
‫نرم الدسترر الفرنس النافذ لسنة ‪ 1958‬ث الر ابة عتى دستررلة القرانان ف المراد من‬
‫(‪ )63-56‬واستهدف الم ّ‬
‫شرع الدسترري من وراء هذه الر ابة ث ضمان التطباق الستام لنصترص‬
‫الدسترر ث الساما ما لت تق بترزلع االختصاصات بان الستطة التشترل اة والتنفاذلتة وكتان لهتدف‬
‫من وراء هذه الر ابة لنشاء هائة لتتحكام السااس بان الستطات وبما لحقق الترازن بانها ‪.‬‬
‫أوال‪ -‬تشكيل المجلس الدستوري )‪-: ( Le Conseil Constitutionnel‬‬
‫الدسترري لتألف من تس ة أعضاء ث‬ ‫أشارت المادح (‪ )56‬من الدسترر للى أن المدت‬
‫كا‬ ‫لدري اختاارهم لمدح تسع سنرات غار ابتة لتتددلد ث عتى أن لدري تددلد ثتم المدت‬
‫ثالث سنرات ‪.‬‬
‫الشتاري صتالحاة‬ ‫مدتت‬ ‫الدم اتة الرطناتة ورئتا‬ ‫الدمهررلة ورئتا‬ ‫ولتقاسم رئا‬
‫ث حام لختار كا منهم ثالثة أعضتاء ث هتذا لضتافة للتى أن هنتاق أعضتاء‬ ‫ت ان أعضاء المدت‬
‫م انرن بحكم القانرن لمدب الحااح وهم رؤساء الدمهررلة السابقرن ‪.‬‬
‫ترجاذ أحد الترألان‬ ‫الدمهررلة ث ولترئا‬ ‫من با رئا‬ ‫المدت‬ ‫ولدري اختاار رئا‬
‫عند تساوي األصرات بشأن مسألة م انة ‪.‬‬
‫واالشتتراق فت الحكرمتة أو‬ ‫الدمع بتان ال ضترلة فت المدتت‬ ‫ألعضاء المدت‬ ‫ولا‬
‫اال تصادي واالجتماع ث كما ال لدرز ت انهم ف ولائف عامتة أو تتر اتهم‬ ‫البرلمان أو المدت‬
‫‪1‬‬
‫باالختبار أن كانرا مرلفان عمرماان ‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬اختصاصات المجلس الدستوري ‪-:‬‬
‫الدسترري ث ولمكن تقسام هذه‬ ‫نرمض المادح (‪ )61‬من الدسترر اختصاصات المدت‬
‫االختصاصات للى نرعان هما ‪-:‬‬
‫‪ -1‬اختصاصات للداماة ( وجرباه) ‪.‬‬
‫‪ -2‬اختصاصات اختاارلة( جرازله) ‪.‬‬

‫نة ‪.19 4 6‬‬


‫تورس‬
‫‪ –5‬م ( ‪) 9 1‬من دس‬
‫بق ‪.19 9 -‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫ان –املرجع ا‬
‫يزحممديسامل‬
‫لعز‬
‫بد ا‬
‫‪ –1‬د‪.‬ع‬

‫‪325‬‬
‫اإللداماة ( الرجرباة)‪ -:‬أوجبض المادح (‪ )61‬متن الدستترر عترل‬ ‫‪ -1‬اختصاصات المدت‬
‫الدسترري وهذه المسائا ه ‪-:‬‬ ‫ب ض المسائا عتى المدت‬
‫القرانان األساساة‪.‬‬ ‫‪-一‬‬
‫النااب ‪.‬‬ ‫لرائذ المدت‬ ‫‪-二‬‬
‫سالمة لجراءات االستفتاء ولعالن النتادة ‪.‬‬ ‫‪-三‬‬
‫سالمة االنتخابات الرئاساة والتشرل اة‬ ‫‪-四‬‬
‫الدمهررلة بناء عتى طتب الحكرمة ‪.‬‬ ‫تحدلد حاالت عدد رئا‬ ‫‪-五‬‬
‫تطباق المادح (‪ )16‬من الدسترر ‪.‬‬ ‫‪-六‬‬
‫االختاارلة ( الدرازلة )‪-:‬‬ ‫‪ -2‬اختصاصات المدت‬
‫عتى وجه الدراز ‪-:‬‬ ‫وهذه االختصاصات ت رل عتى المدت‬
‫‪ -一‬النرر ف القرانان ال ادلة ب د انتهتاء التصترلض عتاهتا فت البرلمتان و بتا تصتدلقها ث‬
‫باان رأله فاها خالل مدح ستة أشهر من تارلخ عرضها عتاه ‪.‬‬ ‫وعتى المدت‬
‫‪ -二‬النرر ف الطتب المقدم من با الترزلر فامتا لذا كتان ثمتة تانرن تد أ تر ب تد صتدور‬
‫أو الالئح طبقا لنع المادح (‪ )34‬من‬ ‫دسترر سنة ‪ 1958‬لدخا ف المدال التشرل‬
‫‪1‬‬
‫الدسترر ‪.‬‬
‫الدسترري أثناء منا شة مشروع انرن أمام البرلمان لتبتض‬ ‫ت –لدرء الحكرمة للى المدت‬
‫‪2‬‬ ‫ف كرن الم ّ‬
‫شروع لدخا ف اختصاص البرلمان أو الحكرمة ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ث‪ -‬لبداء الرأي ف مدب اتفا بنرد الم اهدح أو االتفا اة الدولاة مع أحكام الدستترر‬
‫‪.‬‬
‫ثالثا‪-‬الطعن أما المجلس الدستوري ‪-:‬‬
‫الدمهررلتة أو‬ ‫الدسترري فت دستتررلة القترانان بنتاء عتتى طتتب رئتا‬ ‫لنرر المدت‬
‫الشاري ث وبمرجب القانرن الدسترري‬ ‫مدت‬ ‫الدم اة الرطناة أو رئا‬ ‫الرزراء أو رئا‬ ‫رئا‬
‫ر م ‪ 904 – 74‬الصادر ف ‪ 9‬أكتربر ‪ 1974‬ث خرلض صالحاة الط ن ألضا لستان عضترا متن‬
‫‪4‬‬
‫الشاري ‪.‬‬ ‫أعضاء الدم اة الرطناة أو ستان عضرا من أعضاء مدت‬

‫اهرة – ‪ - 19 8 4‬ص ‪.173‬‬


‫لق‬
‫ية ا‬
‫ب‬
‫لعر‬
‫نهضة ا‬
‫ل‬‫لدستور ي – دار ا‬
‫نون ا‬
‫ا‬‫لق‬
‫او ي – ود‪.‬عبد هللاانصف ‪ -‬أسس ا‬
‫ق‬‫لشر‬
‫ا دا‬
‫‪ –1‬د‪.‬سع‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.20 1‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫ان –املرجع ا‬
‫امل‬
‫يزحممدس‬
‫لعز‬
‫بد ا‬
‫‪ –2‬د‪.‬ع‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.3 75‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫اسم –املرجع ا‬
‫نسق‬
‫‪ –3‬د‪.‬حممد ا‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.170‬‬
‫لسا‬
‫او ي – ود‪.‬عبد هللاانصف –املرجع ا‬
‫ق‬‫لشر‬
‫ا دا‬
‫‪ –4‬د‪.‬سع‬

‫‪326‬‬
‫‪5‬‬
‫عتى دستتررلة القترانان ث ر ابتة و ائاتة ستابقة لصتدور القتانرن ونفتاذهث‬ ‫ور ابة المدت‬
‫وبالتال فه تحرل دون نفاذ أي انرن غار دسترري األمر التذي لضتع حتدا إلثتارح المنازعتات‬
‫بشأن الحقر المترتبة عتى القانرن المقض ب دم دستررلته ث ومثا هذه المنازعات لمكن أن تثار‬
‫عتى القانرن ب د نفاذه ‪.‬‬ ‫لر كانض ر ابة المدت‬
‫بإبداء الرأي ف القانرن ختالل متدح شتهر متن‬ ‫وألدمض المادح (‪ )62‬من الدسترر المدت‬
‫تارلخ أحتته عتاه ث وأجازت تقتاع هذه المدح للى ثماناة ألام بناء عتى طتتب الحكرمتة فت حالتة‬
‫نهائاة ال لمكن الط تن فاهتا أمتام أي جهتة أخترب ‪ 1.‬وهت متدمتة‬ ‫الضرورح ث و رارات المدت‬
‫‪2‬‬
‫لكافة الستطات ف الدولة بما فاها الستطة القضائ ‪.‬‬
‫له النرر ف دستتررلة القترانان التت لدتري‬ ‫الدسترري لا‬ ‫والددلر بالذكر لن المدت‬
‫ل رارها عن طرلق االستفتاء ال ام ث كرنها ت بر بصررح مباشرح عتن الستاادح الشت باة وال مدتال‬
‫( دلدرل) النفاذ متن المدتت‬ ‫حانئذ لتنرر ف دستررلتها ث ومن خالل االستفتاء استطاع الرئا‬
‫الدمهررلة ث حام ج ا هذا الت دلا‬ ‫الدسترري وت دلا نصرص الدسترر الخاصة باختاار رئا‬
‫‪3‬‬
‫لتم من با الش ب بصررح مباشرح ‪.‬‬ ‫اختاار الرئا‬

‫الفرع الرابع‬
‫الرقابة السياسية على دستورية القوانين في دساتير الديمقراطيات الشعبية‬
‫السابق ث الر ابة السااساة عتى‬ ‫تبنض ال دلد من دساتار دول الم سكر االشتراك‬
‫دستررلة القرانان ث لال أنها تبالنض ف تحدلد الدهة الت أوكتض لها مهمة الر ابة ‪.‬وعتى التفصاا‬
‫التال ‪:‬‬
‫أوال‪ -‬الدساتير التي أوكلت مهمة الرقابة للسلطة التشريعية ‪-:‬‬
‫أوكتا االتدتتاه األول متن الدستتاتار ث مهمتة الر ابتة السااستاة عتتتى دستتررلة القتترانان ث‬
‫لتستطة التشرل اة ث ومن بان هذه الدساتار ث دسترر اتحاد الدمهررلات االشتراكاة السرفاتاة لسنة‬
‫‪ 1936‬ث‪ 4‬ودسترر االتحاد السرفات المتغى لسنة ‪ 1977‬ث‪ 5‬حام عهد كا منهما بهذه المهمة للى‬
‫السرفاض األعتى ‪.‬‬ ‫مدت‬

‫بق ‪ -‬ص ‪.4 5 1‬‬


‫لسا‬
‫ية –املرجع ا‬
‫تري املصر‬
‫ا‬‫لدس‬
‫تور ي وا‬
‫لدس‬
‫نون ا‬
‫ا‬‫لق‬
‫يل – ا‬
‫‪ -‬د‪.‬حمسنخل‬ ‫‪5‬‬

‫بق ‪ -‬ص ‪.4 7‬‬


‫لسا‬
‫يل –املرجع ا‬
‫تويل ود‪.‬سعدعصفور ود‪.‬حمسنخل‬
‫يدم‬
‫بد احلم‬
‫‪ –1‬د‪.‬ع‬
‫‪2‬‬
‫‪– G.Burdeau – op- cit-p. 109.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪– G. Burdeau – op- cit.- p.146.‬‬
‫تيةلسنة ‪.19 3 6‬‬
‫ا‬‫ي‬
‫ق‬‫لسو‬
‫ية ا‬
‫ا د اجلمهوراي ت االشرتاك‬
‫تور احت‬
‫‪ –4‬م ( ‪) 14‬من دس‬
‫نة ‪.19 77‬‬
‫ايت امللغىلس‬
‫ي‬‫ف‬
‫لسو‬
‫تور ا‬
‫‪ –5‬م ( ‪) 11‬من دس‬

‫‪327‬‬
‫وذهب بذات االتداه ث كا متن الدستترر البتغتاري لستنة ‪ 1947‬والصتان لستنة ‪19546‬‬
‫الرطن لنراب الش ب ‪.‬‬ ‫ثودسترر سنة ‪7 1982‬ث حام أوكا كا منهما هذه المهمة لتمدت‬

‫ثانيا‪ -‬الدساتير التي أوكلت مهمة الرقابة للمكتب اإلداري في السلطة التشريعية ‪-:‬‬
‫خترل االتدتاه الثتان متتن الدستاتار ذات الندعتة االشتتتراكاة ث مهمتة الر ابتة السااستتاة ث‬
‫لتمكتب اإلداري ف البرلمان ث ومن هذه الدساتار دسترر اتحاد الدمهررلات الارغسالفاة المتحدح‬
‫لسنة ‪ 1946‬ث‪ 1‬والدسترر األلبان لستنة ‪ 1945‬ث‪ 2‬والتشاكرستترفاك لستنة ‪ 1948‬ث‪ 3‬ودستترر‬
‫‪4‬‬
‫ألماناا الدلمقراطاة لسنة ‪. 1968‬‬
‫ثالثا‪ -‬الدساتير التي أوكلت الرقابة للمجلس الدستوري ‪:‬‬
‫أناط االتداه الثالم من الدساتار مهمة الر ابة السااساة عتى دستررلة القترانان للتى لدنتة‬
‫مشكتة خصاصا لهذا الغرل ث ومن بان هذه الدساتار دسترر ألماناا الدلمقراطاتة لستنة ‪ 1949‬ث‬
‫الش ب لدنة دستتررلة مهمتهتا النرتر فت‬ ‫حام نصض المادح (‪ )66‬منه عتى أنه ( ل ّ‬
‫شكا المدت‬
‫دستررلة القرانان ث ولمثا ف هذه التدنة مختتف الهائات وحسب أهماتها ثلضتافة للتى ثالثتة متن‬
‫أعضاء المحكمة ال تاا وثالثة من الخبراء ف القانرن الدول )‪.‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫الرقابة القضائية على دستورية القوانين‬
‫)‪( Contrôle Juridictionnel de La Constitutionnalité des lois‬‬
‫هذه الر ابتة متن بتا‬ ‫ترمد الر ابة القضائاة ث للى صفة الهائة الت تمارسها ث لذ تمار‬
‫تتدخا‬ ‫الستطة القضائاة ث وهذا النرع من الر ابة األكثر شتارعا فت ال متا ث ولقترم عتتى أستا‬
‫الدهاز القضائ ث إلصدار حكم بمدب ترافق أو عدم ترافق تشرلع م ان مع الدسترر ث ونترب أن‬
‫هذه الرلافتة ت تد متن صتمام اختصتاص الهائتة القضتائاة ث فالهائتة القضتائاة حانمتا تفصتا فت‬
‫دستررلة القرانان ثلنما تفصا فت نتداع طرفتاه تانرنان أحتدهما أعتتى واألختر أدنتى ث والحكتم‬
‫الصادر عن القاض هر حكم لصالذ أحد القانرنان ضد األخر ‪.‬‬

‫نة ‪.19 5 4‬‬


‫لصيينلس‬
‫تور ا‬
‫لدس‬
‫‪ –6‬م ( ‪) 27‬من ا‬
‫نة ‪.19 8 2‬‬
‫لصيينلس‬
‫تور ا‬
‫لدس‬
‫‪ –7‬م ( ‪) 21‬من ا‬
‫يوغساليف‪.‬‬
‫ل‬‫تور ا‬
‫لدس‬
‫‪ –1‬م ( ‪) 4 /74‬من ا‬
‫اين‪.‬‬
‫ب‬‫ل‬
‫تور األ‬
‫لدس‬
‫‪ –2‬م ( ‪) 5 4‬من ا‬
‫اكي‪.‬‬
‫ف‬‫يكوسلو‬
‫تش‬‫ل‬
‫تور ا‬
‫لدس‬
‫‪ - 3‬م ( ‪) 65‬من ا‬
‫ية‪.‬‬
‫لدميقراط‬
‫اا‬‫ي‬
‫ن‬‫ا‬
‫تور أمل‬
‫‪ –4‬م ( ‪) 3 /8 9‬من دس‬

‫‪328‬‬
‫وتمتاز الر ابة القضائاة باالستقالل والحااد والمرضرعاة المستمدح من استتقالل القضتاء‬
‫ومرضرعاته وب ده عن التأثر بالتاارات واألهراء الحدباة ث كما أنها تمتاز برجرد ضاح متؤهتان‬
‫بحكم تكرلنهم لالضطالع بمهمة فحع القرانان والفصا فت متدب مرافقتهتا أو مخالفتهتا الحكتام‬
‫الدسترر ث فضال عما لرفره النرام القضائ من ضمانات لتمتقاضان هدفها النهائ الرصترل للتى‬
‫الحقاقاة المدردح ثوهر ما لكفته نرتام اإلجتراءات القضتائاة ث متن حرلتة التقاضت وحتق التدفاع‬
‫والترافع وعالناة الدتسات وتسباب األحكام وحق الط ن ث ومما الشي فاته لن هتذه الضتمانات ال‬
‫لمكن أن ترفرها ألة وساتة ر اباة أخرب ‪.‬‬
‫والمالح أن هناق اتداه دول متدالد لآلخذ بالر ابة القضائاة عتتى دستتررلة القترانان ث‬
‫عتى حساب الر ابة السااساة ث ومثا هذا االتداه ساد حتتى فت التدول التت كانتض تأختذ بالر ابتة‬
‫السااساة عتى دستررلة القرانان ث فف فرنسا الترطن االم لتر ابتة السااستاة ث لهتر اتدتاه شت ب‬
‫وسااس لدعر للى اآلخذ بالر ابة القضائاة للى جانب الر ابة السااساة ث فقد تقدمض الحكرمة ستنة‬
‫‪ 1990‬با تراح للى التدنة التشرل اة ف الدم اة الرطناة لدعر للى منذ األفراد حق الط تن أمتام‬
‫الحقتر األساستاة‬ ‫المحاكم ب دم دستررلة انرن م ان أو نع منه ث ف حدود القرانان الت تم‬
‫الت لتضمنها الدسترر ولعالن حقر اإلنسان والمراطن الفرنست و ترانان الدمهررلتة المت تقتة‬
‫بالحرلات ال امة ثلال أن هذا اال تراح لم لكتب له النداح ث وتغتبض الحدج التقتادلة الفرنساة عتتى‬
‫هذا االتداه الددلد ثلذ اا أن هذا اال تراح ستاخا بتالترازن بتان الستتطات ث وسترف لنتهت للتى‬
‫‪1‬‬
‫ل امة حكرمة ضاح ف فرنسا ‪.‬‬
‫الفرع األول‬
‫نشأة الرقابة القضائية على دستورية القوانين‬
‫ت د الراللات المتحدح الرطن األم لتر ابة القضائاة عتى دستررلة القرانان ث بالرغم من أن‬
‫الدسترر األمرلك لم لنع صراحة عتتى متنذ هتذه الصتالحاة لتمحتاكم ث لكتن هتذا الحتق تقترر‬
‫‪2‬‬
‫براسطة القضاء من جانب وتألد الفقه من جانب أخر ‪.‬‬
‫ومرت الر ابة القضائاة ف الراللات المتحدح ب دح مراحا با أن تصا للى ما هت عتاته‬
‫التشترل اة حتتى ستنة‬ ‫اآلن ث فكانض المحاكم ف بادئ األمر تطبق القرانان كما تصدرها المدال‬
‫ضاة (ترفاض ضد ولدن)‬ ‫‪ 1786‬ث حام رفضض محكمة ( رود الستند) )‪ ( Rhode Island‬ف‬
‫ضاة‬ ‫تطباق انرن لقض بد ا النقرد الرر اة عمتة للداماة لمخالفته دسترر الراللة ث‪ 3‬وف‬

‫‪1‬‬
‫لدستور ي يفمصر – ‪ -19 5 2‬ص ‪– G. Burdeau – op- cit-p.375..25‬‬
‫نون ا‬
‫ا‬‫لق‬
‫لك د‪.‬حيىي اجلمل – ا‬
‫كذ‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.4 5 5‬‬
‫لسا‬
‫اعر –املرجع ا‬
‫لش‬‫مز ي ا‬
‫‪ –2‬د‪ .‬ر‬
‫ا سهذا احلق – ‪ – 19 5 0‬ص ‪.66‬‬
‫نني _ ‪ -‬أس‬
‫لقوا‬
‫ية ا‬
‫تور‬
‫لقضاءلدس‬
‫بة ا‬
‫ا‬‫ق‬
‫يد – ر‬
‫لس‬‫يدعلي ا‬
‫لس‬‫تاذ ا‬
‫‪ - 3‬االس‬

‫‪329‬‬
‫( باار ضد سندا سترن) ضض محكمة ( كار ولانا الشمالاة) ب دم دستررلة انرن صدر بمتكاتة‬
‫ال قارات المشتراح من بان ما جرب مصادرتها من أمرال خصرم الثررح ‪.‬‬
‫لال أن هذه األحكام وجدت م ارضة شدلدح من با الستطة التشرل اة وأهتال المقاط تات‬
‫ضاة ( ترفاض ضد ولدن) لن تم عدل سائر ضتاح المحكمتة متن بتا‬ ‫ث فقد ترتب عتى الحكم ف‬
‫ورفض أهال المقاط ة أعادت انتخابهم فتهابض المحاكم متن ذلتي وكفتض عتن‬ ‫التشرل‬ ‫المدت‬
‫التصدي لهذه المسألة للى أن أنشئض المحكمة ال تاا ث حام بانض هذه المحكمة وبصتررح صترلحة‬
‫ضاة ( مار برري ضد مادسرن) ‪(Mar‬‬ ‫مر فها من الر ابة القضائاة عتى دستررلة القرانان ف‬
‫)‪ bury V. Madison‬ث وتتتخع و ائع هذه القضاة ف أن االتحادلان بدعامة (جرن يدمد) ب د‬
‫خسارتهم االنتخابات ثأعتدوا برنامدتا متكتامال لتستاطرح عتتى الستتطة القضتائاة ث حاتم أصتدر‬
‫ف سنة ‪ 1801‬انرنا جدلتدا لتنرتام الستتطة القضتائاة ث وتضتمن لنشتاء ستتة محتاكم‬ ‫الكرنغر‬
‫ل تاماة جدلدح ث وا تضى هذا اإلنشاء ت اان ستة عشر اضاا لت ما بها ث ث كمتا خترل الكترنغر‬
‫الدمهررلة صالحاة ت ان عدد أخر من القضاح فت المحتاكم الددئاتة ث و بتا انتهتاء فتترح‬ ‫رئا‬
‫رئاسة (جرن يدمد) سارع للى ت اان أثنان وأرب ان اضاا ثلمقاط ت واشنطن واإلستكندرلة فت‬
‫الشاري هذه الت اانات وو ض رارات الت اان وتم ختمها بختم الدولة‬ ‫ل تام كرلرمباا ث وأ ر مدت‬
‫ث لال أن وزلر الداختاة ( مارشال ) أغفا تستام القضاح الددد أوامر الت اان نررا لحالة االست دال‬
‫الدمهررلة عتى رارات الت اان لال ف لاتة انتهاء رئاسته ‪.‬‬ ‫‪ 1.‬حام لم لصد رئا‬
‫( جرن يدمد) انتهد‬ ‫جافرسرن) ث مهام عمته ختفا لترئا‬ ‫( ترما‬ ‫وعندما ترلى الرئا‬
‫فرصة عدم تستام رارات الت اان لتقضتاح ث وأصتدر ت تاماتته لترزلر الداختاتة ( مادسترن) ب تدم‬
‫تستام أوامر الت اان لتقضاح المرالان لتحدب الم تارل ث وكتان متن باتنهم القضتاح ( متار بترري‬
‫رامدي وروبرت تاونسند هر وولام هتاربر) ث األمتر التذي أضتطرهم للتى التدترء للتى‬ ‫ثودلن‬
‫المحكمة ال تاا الستصدار أمر منها لرزلر الداختاة ( مادسرن) لقض بتستتام أوامتر الت اتان بنتاء‬
‫‪2‬‬
‫عتى ستطتها ف لصدار هذا األمر ‪.‬‬
‫و ضض المحكمة بأحقاتة المتدعان فت الت اتان ث لكنهتا رفضتض لصتدار أمتر للتى وزلتر‬
‫لن انرن التنرام القضائ لستنة ‪ 1789‬التذي لخرلهتا‬ ‫الداختاة بتستام أوامر الت اان ث عتى أسا‬

‫يف –‬
‫لشر‬
‫يزة ا‬
‫لك د‪.‬عز‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.22‬كذ‬
‫ا‬‫لس‬
‫يم املصر ي –املرجع ا‬
‫تحدة واإلقل‬
‫لوالاي ت امل‬
‫نني يف ا‬
‫لقوا‬
‫ية ا‬
‫تور‬
‫بةعلى دس‬
‫ا‬‫ق‬
‫لر‬‫بو اجملد ‪ -‬ا‬
‫ا لأ‬
‫‪ –1‬د‪ .‬امحدكم‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.8 8‬‬
‫لسا‬
‫املرجع ا‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.8 9‬‬
‫لسا‬
‫يف –املرجع ا‬
‫لشر‬
‫يزة ا‬
‫‪ –2‬د‪.‬عز‬

‫‪330‬‬
‫لتته ترستتاع‬ ‫لتتا‬ ‫ستتتطة لصتتدار األوامتتر القضتتائاة ث تتانرن غاتتر دستتترري ثألن الكتترنغر‬
‫‪3‬‬
‫اختصاصاتها المحددح عتى سباا الحصر ف الدسترر ‪.‬‬
‫ولا القضاء األمرلك مترددا ف مر فه متن الر ابتة القضتائاة عتتى دستتررلة القترانان‬
‫حتى عام ‪ 1830‬ث حام لم ل د حق القضاء ف الر ابة عتى دستررلة القترانان محتا ختالف ث لذ‬
‫‪4‬‬
‫سارت المحاكم سارا م تادا ف مباشرح هذه الر ابة ‪.‬‬
‫ومنذ نهالة القرن التاسع عشر حتى سنة ‪ 1936‬ث ترس ض المحاكم بشكا كبار ف فرل‬
‫( روزفتض) للتى القترل أن ( الراللتات المتحتدح ال‬ ‫ر ابتها عتى القرانان ث األمر الذي دعا الرئا‬
‫ولنما لحكمها ضاح المحكمتة ال تاتا) والرا تع لن‬ ‫لحكمها سااسارن ف الباض األباض والكرنغر‬
‫( روزفتض) لال ت بارا عن امت اضه من مر ف المحكمة ال تاا‬ ‫هذا التصرلذ لم لصدر عن الرئا‬
‫من القرانان اال تصادلة الت أصدرها كرساتة لتتغتب عتى األزمة اال تصادلة الت اجتاحض ال الم‬
‫سنة ‪ 1930‬ث حام ضض المحكمة ال تاا ب دم دستررلة هذه القرانان ‪.‬‬
‫وعن الراللات المتحتدح أختذت ب تض الدستاتار بنرتام الر ابتة القضتائاة عتتى دستتررلة‬
‫القتترانان ث ومتتن بانهتتا الدستتترر السرلستتري لستتنة ‪ 1874‬ث والدستتترر النمستتاوي لستتنة ‪1920‬‬
‫والدسترر الرومان لسنة ‪ 1923‬والدستترر التشاكرستترفاك لستنة ‪ 1930‬والدستترر االلرلنتدي‬
‫لسنة ‪ 1937‬و الدسترر اإللطال لسنة ‪ 1947‬والدسترر األلمان لسنة ‪ 1949‬والدسترر التركت‬
‫لسنة ‪ 1961‬والدسترر الارغسالف لسنة ‪. 1963‬‬
‫ولم تكن الدساتار ال رباة ب ادح عتن هتذا النرتام الر تاب ث فقتد أختذ بته كتا متن القتانرن‬
‫لسنة ‪ 1925‬والدسترر السرري لستنة ‪ 1950‬والدستترر الكترلت لستنة ‪1962‬‬ ‫األساس ال را‬
‫والدسترر التاب لسنة ‪ 1963‬والدسترر المصري النافذ لسنة ‪. 1971‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫أساليب الرقابة القضائية‬
‫القضاء الر ابة عتى دستررلة القرانان بأحد األسالاب التالاة ‪-:‬‬ ‫لمار‬

‫أوال – الرقابة عن طريق الدعوى األصلية ( اإللغاء) )‪(Controle par voie daction‬‬

‫لرصف هذا األسترب متن أستالاب الر ابتة القضتائاة بتالهدرم ث كرنته لخترل صتاحب‬
‫الشأن الحق ف الط ن ب دم دستررلة القتانرن بصتررح مباشترح أمتام المحكمتة المختصتة ث طالبتا‬
‫للغائه لمخافته ال دسترر ث دون أن لنترر تطباق القانرن عتاه ث وترصف هذه الدعرب بأنها دعرب‬

‫نس‬
‫لك د‪.‬حممد أ‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.9 2- 9 1‬كذ‬
‫ا‬‫لس‬
‫يف –املرجع ا‬
‫لشر‬
‫يزة ا‬
‫لك د‪.‬عز‬
‫بق ‪ -‬ص ‪،4 5 8 – 4 5 8 - 4 75‬كذ‬
‫ا‬‫لس‬
‫لشاعر – املرجع ا‬
‫مز ي ا‬
‫‪ - 3‬د‪ .‬ر‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.29 - 28‬‬
‫لسا‬
‫بو اجملد –املرجع ا‬
‫ا لأ‬
‫لك د‪ .‬امحدكم‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.3 78 - 3 77‬كذ‬
‫لسا‬
‫–املرجع ا‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.9 1‬‬
‫لسا‬
‫يف –املرجع ا‬
‫لشر‬
‫يزة ا‬
‫‪ –4‬د‪.‬عز‬

‫‪331‬‬
‫مرضرعاة )‪ ( approaches Objective‬باعتبار أن أثر حكم اإللغاء لسري ف مراجهة األفراد‬
‫وستطات الدولة كافتة ( التشترل اة – التنفاذلتة – القضتائاة) ثلذ تكترن الستتطة التشترل اة متدمتة‬
‫بإعادح النرر ف القانرن المقض ب دم دستتررلته واستتبداله بغاتره ث متا لتم لخترل الدستترر ذات‬
‫المحكمة صالحاة للغاء القانرن مباشرح ‪.‬‬
‫وعتى الستطة التنفاذلة االمتناع عن تطباق هتذا القتانرن وت تدلا كافتة التترائذ واألنرمتة‬
‫الصتتادرح فت لتتته وبمتتا لنستتدم و ضتتاء المحكمتتة ث وعتتتى حتتد ستتراء متتع الستتتطتان التشتترل اة‬
‫والتنفاذلتتة تتتتتدم الستتتطة القضتتائاة باالمتنتتاع عتتن تطباتتق أحكتتام هتتذا القتتانرن عتتتى المنازعتتات‬
‫الم روضة أمامها من لرم القضاء ب دم دستررلته ‪.‬‬
‫ور ابة اإللغاء د تكرن سابقة لصدور القانرن ث ومن المستم به أن الط ن ف هتذه الحالتة‬
‫لكترن مقصتتررا عتتتى ستتتطات الدولتتة ( التنفاذلتة – القضتتائاة) دون األفتتراد ث ففت الستترلد لقتترم‬
‫القانرن ث الذي لتكرن من ضاح المحكمة ال تاا ث بدور ف ّال ف مرحتة ا تراح القترانان‬ ‫المدت‬
‫الدولتة بشتأنها متع‬ ‫ث حام ال ت رل مشارلع القرانان عتى البرلمان ثلال ب د أن لتشتاور مدتت‬
‫‪1‬‬
‫القانرن ث لذ ت د هذه المشاورح جدءا من ال متاة التشرل اة ‪.‬‬ ‫المدت‬
‫و د تكرن هذه الر ابة الحقة لصتدور القتانرن ث وفت هتذه الحالتة تد لخترل األفتراد متع‬
‫ستطات الدولة حق الط ن ب دم دستررلة القانرن ‪.‬‬
‫تد تنتهت للتى للغتاء القتانرن‬ ‫ونررا لخطررح اآلثار المترتبة عتى دعرب اإللغتاء والتت‬
‫المط رن بدستررل ته ث فقد تبنض الدساتار أسالاب مختتفة إلضفاء الددلة عتى هذه الدعرب ث فمنها‬
‫متتن صتتر حتتق الط تتن عتتتى هائتتات الدولتتة دون األفتتراد ث ومتتن هتتذه الدستتاتار الدستتترر‬
‫التشاكرسترفاك لسنة ‪ 1920‬والدسترر النمساوي لستنة ‪ 1920‬ودستترر ستنة ‪ 1945‬والدستترر‬
‫السرري لسنة ‪. 1950‬‬
‫ومنها من ج ا الط ن عتتى درجتتان ث حاتم أوجبتض هتذه الدستاتار الط تن ابتتداء أمتام‬
‫محاكم الدرجة األولى ث فإذا وجدت هذه المحاكم لن القانرن المط رن به محا شي ف دستررلته ث‬
‫لحالة الط ن للى المحكمة ال تاا ث ولال امض برد الط ن بصررح مباشرح ‪.‬‬
‫أما االتداه الثالم من الدساتار فأوجبض تقدلم الط ن أمتام أعتتى هائتة ضتائاة ث كمتا فت‬
‫الدسترر السرلسري والدسترر األمرلك ث ومنهتا متن أفترد محتاكم خاصتة لتنرتر فت دستتررلة‬
‫القرانان ث ومن بانها الدسترر اإللطتال لستنة ‪ 1947‬والدستترر األلمتان لستنة ‪ 1949‬والقتانرن‬
‫لسنة ‪ 1925‬والدسترر الكرلت لسنة ‪ 1962‬والدسترر المصري لسنة ‪. 1971‬‬ ‫األساس ال را‬

‫بق ‪ -‬ص ‪.272 - 265‬‬


‫لسا‬
‫يوارت ‪ -‬املرجع ا‬
‫ت‬‫يلس‬
‫‪–1‬مش‬

‫‪332‬‬
‫ثانيا‪ -‬الدفع بعدم الدستورية ( رقابة االمتناع) ( الدفع الفرعي) ‪( Le controle par voie d‬‬
‫‪-: ) exception‬‬
‫ل د هذا األستترب ا تدم أستالاب الر ابتة القضتائاة عتتى دستتررلة القترانان ثلذ ال تحتتاج‬
‫المحكمة لممارستته للتى نتع دستترري صترلذ لخرلهتا هتذه الصتالحاة ث فهتر ل تد متن صتمام‬
‫اختصاصاتها ث فالمحكمة حانما تقض ب دم دستررلة القانرن لنما تقض ف نداع طرفاه انرنان‬
‫مختتفان ف السمر والمرتبة ف ستم التدرج القانرن ‪.‬‬
‫ولرصف هذا األستترب متن أستالاب الر ابتة القضتائاة ث باألستترب التدفاع ث كرنته ال‬
‫لرم للى للغاء القانرن ث ولنما لقتصر أثره عتى االمتناع عن تطباقه عتى النداع الم رول عتى‬
‫المحكمة ث هذا لضافة للى أن هذا الط تن ال لمكتن أثارتته أمتام المحكمتة متا لتم لكتن هنتاق نتداع‬
‫م رول عتاها ولضار أحد طرف النداع من تطباق هذا القانرن ‪.‬‬
‫كما أن صالحاة المحكمة تقف عند حد عدم تطباق القانرن المقض ب دم دستررلته عتتى‬
‫النداع الم ترول عتاهتا دون أن تمتتد صتالحاتها للتى للغائته أو للتى االمتنتاع عتن تطباقته فت‬
‫النداعات األخرب ث فتذات المحكمة الفصا بالقانرن ف المنازعات األخرب طالما لم لط ن أحد‬
‫ضائها‪.‬‬ ‫طرف النداع ب دم دستررلته ث ومن باب أولى لتمحاكم األخرب تطباق أحكامه ف‬
‫ولذهب جانب من الفقه للى أن هذا األسترب الر اب ث لؤدي للى للغاء القانرن من الناحاة‬
‫الف تاة ف بتدان السرابق القضائاة كالراللات المتحتدح ثباعتبتار أن المحكمتة األعتتى درجتة تتتدم‬
‫نفسها ف لحكامها الالحقة بالقضاء ب دم دستررلة القانرن ث كما تتدم المحاكم األدنى درجتة منهتا‬
‫بذات الحكم ‪.1‬‬
‫واألصا أن لكافة المحاكم النرر بالدعرب الفرعاتة ( عتدم الدستتررلة) ث غاتر أن ب تض‬
‫الدساتار صرت هذا الحق عتى أنراع ودرجات م انة من المحاكم ث ومن بانها الدسترر الرومان‬
‫‪2‬‬
‫لسنة ‪ 1923‬الذي صر هذا الحق عتى محكمة النقض تحدلدا دون المحاكم األخرب ‪.‬‬
‫والمالح أن هناق اتداه دول متدالد لتبن هذا النرع من الر ابة القضائاة ث حمالة لمبدأ‬
‫المشروعاة وتداركا ل دم النع ف الدسترر عتى الر ابة عتى دستررلة القرانان ‪.‬‬
‫وتبالنض الدساتار ف تنرامها لر ابة االمتناع ث فمنها من أشار للاها صراحة ث كالدستترر‬
‫الرومان لسنة ‪ 1923‬والدسترر البرتغال لسنة ‪ 1933‬والدسترر الاابان لسنة ‪.1946‬‬
‫ومنها من لم لشر للاها صراحة ثلال أن القضاء جرب عتى االمتنتاع عتن تطباتق القتانرن‬
‫المط رن بدستررلته ث كما ف الارنان والنرولج وكندا واسترالاا وال را ‪.‬‬

‫بق ‪ -‬ص ‪.179‬‬


‫ا‬‫لس‬
‫ان –املرجع ا‬
‫امل‬
‫يزحممدس‬
‫لعز‬
‫بد ا‬
‫‪ –1‬د‪.‬ع‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.4 79‬‬
‫لسا‬
‫اعر –املرجع ا‬
‫لش‬‫مز ي ا‬
‫يل راجع د‪ .‬ر‬
‫اص‬‫تف‬
‫ل‬‫يدمن ا‬
‫قو فعلى املز‬
‫‪–2‬للو‬

‫‪333‬‬
‫ثالثا‪ -‬األمر القضائي (أوامر المنع) )‪: ( Writes of injunction‬‬
‫األمر القضائ بالمنعث ( أمر لتخذ صاغة النه الصرلذ لرجه للتى شتخع متا إلنتذاره‬
‫بأنه لذا استمر بنشاط خاطئ م ان أو لذا باشر نشتاطا خاطئتا فأنته لتتتدم بتالت رلض لضتافة للتى‬
‫أهانض القضاء )‪ 3.‬عتتى ذلتي لن المحكمتة ال تتدتأ للتى لصتدار أمتر‬ ‫ت رضه لت قاب عتى أسا‬
‫المنع لال بترافر ثالث شروط‪:‬‬
‫‪ -1‬لن لقدم طتب لصدار أمر المنع متن بتا صتاحب المصتتحة التذي تضتار مصتتحته متن‬
‫تطباق القانرن‪.‬‬
‫‪ -2‬أن لت ذر دفع الضرر لذا تم تطباق القانرن ‪.‬‬
‫‪ -3‬أن لثبض لتمحكمة أن القانرن لخالف الدسترر ‪.‬‬
‫بتنفاذ األمر الصادر للاته متن المحكمتة ولال‬ ‫وبمرجب أوامر المنع لتتدم المرلف الم ن‬
‫عد مرتكبا لدرلمة احتقار المحكمة )‪ ( Contempt of court‬وت تبر أوامر المنع ضمانة عامتة‬
‫تصتذ لحمالة سائر الحقر ثلال أنهتا وستاتة احتااطاتة ال لدترز التدترء للاهتا لال لذا ت تذر تقتدلم‬
‫الحمالة الكافاة عن طرلق راعد القانرن )‪. ( Common Law‬‬
‫وتقسم أوامر المنع للى نرعان ث األولى ث مؤ تة تصتدر أثنتاء لجتراءات دعترب مبتتدأه ث‬
‫تسمع فاها المحكمة الخصرم با لصدار أوامرها وتستمى )‪( Preliminary or Inter cutory‬‬
‫ث والثاناة ترفتع بهتا التدعرب مبتتدأه تستمع فاهتا المحكمتة الخصترم بتا لصتدار أمرهتا وتستمى‬
‫‪1‬‬
‫)‪. (Prepetural‬‬
‫وبالرغم من ختر الدسترر األمرلك من نع صرلذ ث لمتنذ المحكمتة صتالحاة لصتدار‬
‫أوامر المنع ث لال أن القضاء األمرلك تبنى هذا الطرلق الر اب منذ أواخر القرن التاستع عشتر ث‬
‫وأطتق عتاه ث اإلل از القضائ أو التنباه أو النه أو األمر القضائ ‪.‬‬
‫ضتاة‬ ‫وأول األوامر القضائ الت صدرت ف الراللات المتحدح ث صدر سنة ‪ 1824‬ف‬
‫)‪ ( Obsorn V. Bank of the United State‬ث ومتن األوامتر القضتائاة الشتهارح اآلمتر‬
‫ضتاة الصتتب ‪(Young stown. Sheet and Tube Co. V‬‬ ‫الصتادر ستنة ‪ 1952‬فت‬
‫)‪ Swayer‬ث وتتتخع و تائع هتذه القضتاة ث فت أن شتركة الصتتب تقتدت للتى المحكمتة بطتتب‬
‫لصدار أمر ضائ للى وزلر التدارح لقضت بمن ته متن تنفاتذ األمتر الصتادر للاته متن الترئا‬
‫(ترومان) باالستاالء عتى مصانع الصتب ولدارتها تحض لشتراف الترزارح ث وذلتي تأساستا عتتى‬
‫لهتا لصتدار أمتر المنتع فت مراجهتة‬ ‫عدم دستررلة ذلي القرار ث واحتج الدفاع بأن المحكمة لتا‬

‫بق – ص ‪.24 6‬‬


‫ا‬‫لس‬
‫بو اجملد ‪-‬املرجع ا‬
‫‪ –3‬د‪ .‬امحد أ‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.18 4‬‬
‫لسا‬
‫يف –املرجع ا‬
‫لشر‬
‫يزة ا‬
‫‪ –1‬د‪.‬عز‬

‫‪334‬‬
‫رارات الرئا ث غار أن المحكمة االتحادلة الدناا الت عرل عتاها النداع أول مرح ضتض بتأن‬
‫أمترا مرجهتا‬ ‫طرفا ف الدعرب ثولن األمر الذي صدر للى وزرائه ث لا‬ ‫الدمهررلة لا‬ ‫رئا‬
‫للاه ‪.2‬‬
‫فاهتتا‬ ‫وفتت االنتخابتتات الرئاستتاة األمرلكاتتة التتت جتترت ستتنة ‪ 2000‬ث والتتت تنتتاف‬
‫المرشحان الدمهرري ( جررج برش االبن) والتدلمقراط ( يل كترر) ث تقتدم المرشتذ ( جتررج‬
‫برش االبن) للى المحكمة االتحادلة ال تاا بطتب لصدار أمر ضائ للى محكمتة واللتة فتررلتدا ث‬
‫بر ف أمرها القاض بإعادح فرز األصرات لدولا ف الراللة ث حام أصدرت هذه المحكمتة أمترا‬
‫بإعادح الفرز لدولا بناء عتى طتب المرشذ الدلمقراط (يل كرر) ثواستتدابة المحكمتة االتحادلتة‬
‫ال تاا لطتب المرشذ الدمهرري( جررج برش االبن) وأصدرت أمرا ضائاا بر ف الفرز الاتدوي‬
‫ث وعتى أثر هذا األمر ث أعتن المرشذ ( جررج برش االبن) رئاسا لتراللات المتحدح‪.‬‬

‫رابعا‪ -‬الحكم التقريري )‪-: ( Declqrqtory Judgment‬‬


‫تبنى القضاء األمرلك منذ سنة ‪ 1918‬ثأستربا أخر من أستالاب الر ابتة عتتى دستتررلة‬
‫القرانان ث وهذا األسترب هر أسترب الحكم التقرلري ث وبمرجب هتذا األستترب ألي متن أطتراف‬
‫ال ال ة القانرناة التدرء للتى المحكمتة الستصتدار حكتم ب تدم دستتررلة القتانرن التذي لحكتم هتذه‬
‫ال ال ة القانرناتة ولتنرم الحقتر وااللتدامتات الناشتئة عنهتا ث وعتتى المرلتف المختتع بتنفاتذ‬
‫القانرن ث االمتناع من تتقاء نفسه عن تطباقته ( تطباتق القتانرن) بمدترد عتمته برفتع الطتتب للتى‬
‫‪1‬‬
‫المحكمة لحان لبداء المحكمة رألها ف القانرن وال ما بمرجب ذلي ‪.‬‬
‫بترل الحكتم التقرلتري كرستاتة متن‬ ‫والمالح لن المحكمة ال تاتا كانتض تد تترددت فت‬
‫أسالاب الر ابة القضائاة عتتى دستتررلة القترانان ث فامتن تض فت البدالتة عتن تبنت هتذا الطرلتق‬
‫أن ولافة المحكمة ال تمتد للى البحم ف المسائا النررلتة المدتردح‪ 2.‬ففت‬ ‫الر اب ث عتى أسا‬
‫ضاة ( جران ))‪ (Grannis‬ذهبض المحكمتة ال تاتا ث للتى أن األحكتام التقرلرلتة ال ت تد أحكامتا‬
‫ضائاة بالم نى الصحاذ ث وه أ رب للى اآلراء االستشارلة منها للتى األحكتام القضتائاة ث متن‬
‫لتقضاء النرر فاها ‪.‬‬ ‫هنا لا‬
‫ولم ت دل المحكمة ال تاا عن مر فهتا هتذا لال ستنة ‪ 1934‬ث حاتم صتدر فت هتذه الستنة‬
‫ث لخرل المحاكم االتحادلة صالحاة لصدار األحكام التقرلرلتة فت المستائا‬ ‫انرنا عن الكرنغر‬

‫بق ‪ -‬ص ‪.20 5‬‬


‫ا‬‫لس‬
‫بو اجملد –املرجع ا‬
‫‪ –2‬د‪ .‬امحد أ‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.3 8 0‬‬
‫لسا‬
‫اسم –املرجع ا‬
‫نسق‬
‫نظر د‪.‬حممد أ‬
‫‪ –1‬ا‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.18 2‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫اسم –املرجع ا‬
‫نسق‬
‫لك د‪.‬حممد أ‬
‫بق ‪ -‬ص ‪،274‬كذ‬
‫ا‬‫لس‬
‫بو اجملد –املرجع ا‬
‫‪ –2‬د‪ .‬امحد أ‬

‫‪335‬‬
‫المت تقة بدستررلة القرانان ث وعمال بأحكام القانرن المذكرر ضض المحكمة االتحادلة ال تاتا ستنة‬
‫ضاة ( شركة أتنا لتتتأمان ضتد هتاروث) بدستتررلة القتانرن الراجتب التطباتق عتتى‬ ‫‪ 1937‬ف‬
‫النداع‪.‬‬

‫الفصل الخامس‬
‫تعديل الدستور‬
‫)‪(LA révision des constitutions‬‬
‫لرصف الدسترر بأنه القانرن األعتى لتدولة ث من هنا فإن ت دلا هذا القانرن أمتر ال غنتى‬
‫تتد تطتترأ عتتتى األوضتتاع السااستتاة واال تصتتادلة‬ ‫عنتته لمستتالرح المتغاتترات والمستتتددات الت ت‬
‫واالجتماعاة ف الدولة ث لال أن طرلقة ت دلا الدستترر تختتتف بتاختالف كترن الدستترر مرنتا أو‬
‫جامدا با وتختتف من دسترر جامد ألخر تب ا لصت ربة وت قاتد اإلجتراءات الراجتب لتباعهتا فت‬
‫الت دلا ‪.‬‬
‫ف حان أن الدساتار المرنة ت دل بذات اإلجتراءات الراجتب أتباعهتا فت ت تدلا القتانرن‬
‫ال ادي ث ومن با ذات الستطة أحاانا ث وبالتال لتالشى الفار بانها وبان القانرن ال ادي ف هذا‬
‫الدانب ث ومن األمثتة التقتادلة لتدساتار المرنة الدسترر اإلندتادي ث مع مالحرة لن صفة المرنتة‬
‫ال تقترن وجردا وعدما بالدساتار غار المدونة ث فقد لكرن الدسترر متدونا ومرنتا فت ذات الر تض‬
‫حانما ال لشترط المشرع ف ت دلته لجراءات خاصة ث ومن ذلي الدستترر الفرنست لستنة ‪1814‬‬

‫‪336‬‬
‫ودسترر سنة ‪ 1830‬والدسترر اإللطال لسنة ‪ 1848‬والدسترر السرفاات لسنة ‪ 1918‬ودستترر‬
‫‪1‬‬
‫الرلندا الحرح لسنة ‪. 1922‬‬

‫المبحث األول‬
‫السلطة المختصة بالتعديل‬
‫المطلب األول‬
‫موقف الفقه من تحديد السلطة المختصة بتعديل الدستور‬
‫تبالن مر ف الفقه من تحدلد الستطة المختصة بت دلا الدسترر ث ولهرت ثالث اتداهات‬
‫بهذا الصدد ‪-:‬‬
‫االتجاه األول – تخويل صالحية التعديل للشعب ‪-:‬‬
‫لذهب االتداه األول ث للى أن ت دلا الدستترر البتد أن لقتترن بمرافقتة مدمترع الشت ب ث‬
‫أن ت دلا الدسترر هر بمثابة ت دلا شروط ال قد االجتماع الذي ول ّ الحاكم الستتطة‬ ‫عتى أسا‬
‫بمرجبه ث وحام لبرام هذا ال قد بإرادح مدمرع األفراد فت المدتمتع فتإن ت دلتته البتد أن لقتترن‬
‫‪1‬‬
‫بمرافقتهم جما ا‪.‬‬
‫والمالح أن هذا الرأي لنته للى الدمرد المطتق لتدستترر ث حاتم لن اإلجمتاع ضترب‬
‫من ضروب الخاال ث وهر أمر أ رب للى الخاال منه للتى الرا تع ث ونتادتة ألدراق أصتحاب هتذا‬
‫الرأي لهذه الحقاقة تحرلرا عن شرط اإلجماع ث واكتفرا باألغتباة إلجراء لت دلا ث ولأل تاة الحق‬
‫ف االنفصال عن الدماعة ‪.‬‬
‫ولذهب أصحاب هذا االتداه للى جراز ت دلا الدسترر ثلذ ورد نع فاه لداتد ذلتي ثألن‬
‫الت دلا ف هذه الحالة ال ل دو أن لكرن تنفاذا لشرط من شروط ال قد االجتماع ‪ 2.‬ومن الدساتار‬
‫الت أناطض لتش ب صالحاة الت دلا عن طرلق االستفتاء ( الش ب) الدسترر الفرنس النافذ لسنة‬
‫‪3 1958‬ث والدسترر المصري لسنة ‪4 1956‬ث ودسترر سنة ‪.5 1971‬‬
‫االتجاه الثاني – تخويل صالحية التعديل ألغلبية الشعب أو البرلمان ‪-:‬‬

‫بق ‪ -‬ص ‪.65 0‬‬


‫ا‬‫لس‬
‫لشاعر –املرجع ا‬
‫مز ي ا‬
‫لك د‪ .‬ر‬
‫بق ‪ -‬ص ‪،79‬كذ‬
‫لسا‬
‫يل –املرجع ا‬
‫تويل ود‪.‬سعدعصفور ود‪.‬حمسنخل‬
‫يدم‬
‫بد احلم‬
‫‪ –1‬د‪.‬ع‬
‫ثىن –بغدا د ‪ - 19 64 -‬ص ‪.5 0‬‬
‫بعةامل‬
‫ية –مط‬
‫ياس‬
‫لس‬‫نظم ا‬
‫ل‬‫تور ي وا‬
‫لدس‬
‫نون ا‬
‫ا‬‫لق‬
‫‪ –1‬د‪.‬حممدعلي أ لايسني – ا‬
‫‪ –2‬د‪.‬حممدعلي أ لايسني –نفس املرجع – ص ‪.13 9‬‬
‫نة ‪.19 5 8‬‬
‫نسيلس‬
‫لفر‬
‫تور ا‬
‫لدس‬
‫‪ - 3‬م ( ‪) 8 9‬من ا‬
‫توراملصر يلسنة ‪.19 5 6‬‬
‫لدس‬
‫‪ –4‬م ( ‪) 8 9‬من ا‬
‫نة ‪.19 71‬‬
‫تور املصر يلس‬
‫لدس‬
‫‪ –5‬م ( ‪) 18 9‬من ا‬

‫‪337‬‬
‫لذهب أنصار هذا االتداه للى أن صالحاة ت دلا الدسترر ال ت ّخرل لال لغالباة الشت ب أو‬
‫لتبرلمان ث وأول من ال بهتذا الترأي الفقاته الفرنست )‪ ( Sieyes‬ث فهتر لترب لن األمتة صتاحبة‬
‫الساادح ث تمتي ت دلا الدسترر كما أصدرته من با دون التقاد بشكا م ان ألجرائه ثفإرادح األمتة‬
‫ه القانرن األعتى ألا كان شكتها وطرلقة الت بار عنها ‪ .‬من هنا لألمتة الت باتر عتن لرادتهتا فت‬
‫الت دلا بصررح مباشرح أو من خالل ممثتاها ف البرلمان أو الدم اة التأساساة ‪.‬‬

‫االتجاه الثالث – الدستور هو الذي يحدد الجهة المختصة بالتعديل ‪:‬‬


‫لمثا هذا االتداه الرأي الغالب ف الفقه ‪6‬ث ولذهب القائتان به للى أن الدسترر هر الذي‬
‫لحدد الستطة المختصة بالت دلا ‪.‬‬
‫وأول من ال بهذا الرأي الفقاه الفرنس جان جاق روسر ث الذي ذهب للى أن متا لتنتافى‬
‫وطبا ة األشااء أن تفرل األمة عتى نفسها رانان ال تستتطاع ت تدلتها أو للغاؤهتا ث ولكتن متا ال‬
‫لتنافى وطبا ة األشااء أن تتتدم األمة بالشكتاات الرسماة إلجراء الت دلا ‪.‬‬
‫ولماد أصحاب هذا الرأي بان الستطة التأساساة األصتاة والستطة التأساساة المنشأح الت‬
‫د تكرن الستتطة التشترل اة ذاتهتا ث فالستتطة التأساستاة المنشتأح متدمتة عنتد لجراؤهتا الت تدلا ث‬
‫بالشكتاات الت حددتها الستتطة التأساستاة األصتتاة فت الدستترر ث مراعتاح لمبتدأ ستمر الدستترر‬
‫وأعترلته عتى القرانان ال ادلة ‪ 1.‬وتبنتض ال دلتد متن الدستاتار هتذا الترأي ث ومتن بانهتا الدستترر‬
‫األردن النافذ لستنة ‪ 1952‬والدستترر األمرلكت لستنة ‪ 1787‬والدستترر الصتان لستنة ‪1982‬‬
‫والدسترر الروس لسنة ‪.1993‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫موقف األنظمة الدستورية من تحديد السلطة المختصة بتعديل الدستور‬
‫ترزعض الدساتار ث ف تحدلدها وتنرامها الستطة التأساساة المنشأح بان ثالث اتداهتات ث‬
‫األول خرلها لتستطة التشرل اة ث والثان منحها لدم اتة تأساستاة منتخبتة متن بتا الشت ب ث أمتا‬
‫االتداه الثالم من الدساتار ثفأوجب مرافقة الش ب عتى الت دلا ك لصبذ نافذا‪.‬‬

‫بق ‪ -‬ص‬
‫ا‬‫لس‬
‫ية يفمصر –املرجع ا‬
‫لدستور‬
‫نظمة ا‬
‫تطور األ‬
‫تور ي و‬
‫لدس‬
‫نون ا‬
‫ا‬‫لق‬
‫لك د‪.‬ثرو تبدو ي – ا‬
‫بق ‪ -‬ص ‪،65 4‬كذ‬
‫ا‬‫لس‬
‫يمة اجلر ف –املرجع ا‬
‫‪ –6‬د‪.‬طع‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.15 1‬‬
‫لسا‬
‫يوين –املرجع ا‬
‫لغينبس‬
‫بد ا‬
‫لك د‪.‬ع‬
‫بق ‪ -‬ص ‪،14 0‬كذ‬
‫ا‬‫لس‬
‫اين – املرجع ا‬
‫ب‬‫لك د‪.‬بكرق‬
‫‪،10 7‬كذ‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.10 7‬‬
‫لسا‬
‫‪ –1‬د‪.‬ثرو تبدو ي ‪-‬املرجع ا‬

‫‪338‬‬
‫االتجاه األول ‪ :‬منح السلطة التأسيسية المنشأة للبرلمان ‪-:‬‬
‫لمنذ االتداه األول من الدساتار الستطة التأساساة المنشأح لتبرلمان ث عتى أن لمارسها‬
‫ت دلا القانرن ال ادي ث وتبالنض‬ ‫وفقا إلجراءات خاصة تختتف عن تتي الت لتم أتباعها ف‬
‫الدساتار الت اختطض هذا الطرلق ف اإلجراءات الت أوجبض أتباعها ف الت دلا ‪.‬‬
‫فالدسترر الفرنس لسنة ‪ 1875‬أوجب اجتماع البرلمان بمدتساه ف هائة مؤتمر عند‬
‫التصرلض عتى الت دلا ث وال لصبذ الت دلا نهائاا لال لذا ألدته أغتباة الثتثان ف المدتسان ‪.‬‬
‫أما الدسترر األردن النافذ لسنة ‪ 1952‬والدسترر األلمان لسنة ‪ 1949‬فقد اشتراطا‬
‫لت دلا ال دسترر ترافر أغتباة خاصة ف مدتس البرلمان تختتف عن األغتباة الراجب ترافرها‬
‫لت دلا القانرن ال ادي ‪.‬‬
‫النراب‬ ‫لسنة ‪ 1925‬لت دلا الدسترر ث حا مدت‬ ‫واشترط القانرن األساس ال را‬
‫الددلد وال لصبذ الت دلا‬ ‫ولجراء انتخابات جدلدح عتى أن ل رل مشروع الت دلا عتى المدت‬
‫‪.‬‬ ‫نهائاا لال لذا ألدته أغتباة الثتثان ف هذا المدت‬
‫االتجاه الثاني – منح السلطة التأسيسية المنشأة لجمعية تأسيسية ‪-:‬‬
‫منذ االتداه الثان من الدساتار الستطة التأساساة المنشأح لدم اة تأساساة لدري لنشاؤها‬
‫خصاصتا لهتتذا الغتترل ث ومثتتتض هتتذا االتدتتاه غالباتة دستتاتار أمرلكتتا الالتاناتتة وب تتض دستتاتار‬
‫‪2‬‬
‫الراللات األمرلكاة‪.‬‬
‫االتجاه الثالث – منح السلطة التأسيسية المنشأة للشعب ‪-:‬‬
‫اشترط االتداه الثالم من الدساتار لنفاذ الت دلا ا ترانه بمرافقة الشت ب فت استتفتاء عتام‬
‫لدري عتى الت دلا ث بغض النرر عن الدهة الت ا ترحض الت دلا واعدت مشروعه سراء أكانض‬
‫جم اة تأساساة أم البرلمان ذاته‪.‬‬
‫تبنض هذا االتداه ث الدسترر السرلسري لسنة ‪ 1874‬ودسترر‬ ‫ومن الدساتار الت‬
‫الدمهررلة الخامسة الفرنساة لسنة ‪1958‬ث فقد أناطض المادح (‪ )2/89‬منه حق ا تراح الت دلا‬
‫الدمهررلة وأعضاء البرلمان بمدتساه ث عتى أن ل رل اال تراح عتى البرلمان‬ ‫لكا من رئا‬
‫إلبداء الرأي فاه ث وال لصبذ الت دلا نافذا لال ب د بمرافقة الش ب عتاه ف استفتاء ش ب ‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫نطاق التعديل‬

‫بق ‪ -‬ص ‪.9 6‬‬


‫لسا‬
‫تحدة –املرجع ا‬
‫بيةامل‬
‫لعر‬
‫ية ا‬
‫تور ي يف اجلمهور‬
‫لدس‬
‫ا ما‬
‫نظ‬‫ل‬
‫يدفهمي – ا‬
‫بو ز‬
‫‪ –2‬د‪.‬مصطفى أ‬

‫‪339‬‬
‫جرب ال ما ف ب ض الدساتار عتى النع عتى حرر ت دلا ب ض نصرصه بصفة‬
‫مطتقة أو خالل مدح م انة من تارلخ نفاذه أو ف لا لروف م انة تمر بها الدولة ‪.‬‬
‫ولثار التساؤل بشأن القامة القانرناة لهذه النصرص ث وكان الفقه د طرح عدح يراء بشأن‬
‫هذه المسألة البالغة األهماة ث وعتى التفصاا التال ‪-:‬‬

‫المطلب األول‬
‫الحظر الموضوعي ( حظر تعديل بعض نصوص الدستور )‬
‫لقصد بالحرر المرضرع ث حرر ت دلا ب ض نصرص الدسترر بصفة مطتقة ثأو‬
‫خالل فترح م انة من تارلخ نفاذه ثبقصد المحافرة عتى دعائم النرام السااس الذي لقامه الدسترر‬
‫أو المحافرة عتى ب ض القام والمبادئ ال تاا لتمدتمع‪.‬‬

‫الفرع األول‬
‫الحظر الموضوعي النسبي المطلق‬
‫ف هذا النرع من الحرر لنع الدسترر عتى تحرلم ت دلا ب ض نصرصه بصفة مطتقة‬
‫ث من ذلي النع عتى حرر ت دلا شكا نرام الحكم ث ومن بان الدساتار الت نصض عتى هذا‬
‫الحرر صراحة ث الدسترر البرازلت لسنة ‪ 1934‬الذي نع عتى حرر ت دلا الشكا الدمهرري‬
‫الفدرال لتدولة ث والدسترر اإللطال الذي نع عتى حرر ت دلا النرام الدمهرري ثومثا هذا‬
‫الحرر ورد ف الدسترر الفرنس لسنة ‪ 1946‬ث ودسترر سنة ‪ 1958‬ث والدسترر الترك لسنة‬
‫‪ 1961‬ودسترر سنة ‪ 1982‬ث والدسترر الارنان لسنة ‪ 1927‬ث والدسترر المصري لسنة ‪1923‬‬
‫الذي نع عتى حرر ت دلا النصرص المت تقة بالنرم البرلمان ونرام ال رش ث والدسترر التاب‬
‫لسنة ‪ 1951‬الذي نع عتى حرر ت دلا شكا الدولة المتك ونرام وراثة ال رش ث والدسترر‬
‫الكرلت لسنة ‪ 1962‬الذي نع عتى حرر ت دلا النصرص الخاصة بالنرام األماري والدسترر‬
‫المغرب الذي نع هر األخر عتى حرر ت دلا نصرص الدسترر الخاصة بالنرام المتك ‪.‬‬
‫المطتق ألضا ث النع عتى حرر ت دلا النصرص‬ ‫ومن باا الحرر المرضرع‬
‫الخاصة بدلن الدولة ث ومثا هذا الحرر ورد ف الدسترر المغرب لسنة ‪ 1972‬ث والدسترر‬
‫الددائري لسنة ‪. 1976‬‬

‫‪340‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫الحظر الموضوعي النسبي المؤقت‬
‫لقصد بهذا الحرر ث تحرلم ت دلا ب ض نصرص الدسترر ف أحرال م انة ث من ذلي‬
‫النع عتى حرر ت دلا النصرص الخاصة بحقر المتي ووراثة ال رش خال ل فترح الرصالا‬
‫عتى ال رش ث ومن بان الدساتار الت أشارت للى ذلي صراحة الدسترر األردن لسنة ‪1952‬‬
‫لسنة ‪ 1925‬ث والدسترر الكرلت‬ ‫‪1‬والدسترر المصري لسنة ‪ 1923‬ث والقانرن األساس ال را‬
‫لسنة ‪.1962‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫الحظر الزمني‬
‫لقصد بهذا الحرر ث تحرلم ت دلا ب ض نصرص الدسترر خالل فترح م انة من تارلخ‬
‫نفاذه ث أو ف لا لروف طارئة تمر بها الدولة كالحرب مثال ‪.‬‬
‫الفرع األول‬
‫الحظر الزمني الالحق لنفاذ الدستور‬
‫لهدف هذا الحرر للى لضفاء صفة الثبات واالستقرار عتى نصرص الرثاقة الدستررلة ث‬
‫ومثا هذا الحرر لدري النع عتاه عادح ف الدساتار الت ت تن ف أعقاب لعالن استقالل الدولة‬
‫نصض عتى هذا الحرر ث الدسترر‬ ‫دساتار الدولة حدلثة النشأح ث ومن الدساتار الت‬ ‫ثأو ف‬
‫لسنة‬ ‫األمرلك الذي نع عتى حرر ت دلا نصرصه با سنة ‪ 1808‬والقانرن األساس ال را‬
‫سنرات من تارلخ نفاذه ث والدسترر‬ ‫‪ 1925‬الذي حرر ت دلا ب ض نصرصه خالل مدح خم‬
‫المصري لسنة ‪ 1930‬الذي حرر ت دلا أحكامه با مض عشر سنرات ث والدسترر السرري‬
‫لسنة ‪ 1950‬الذي حرر ت دلا نصرصه با مض سنتان عتى نفاذه ث والدسترر الكرلت لسنة‬
‫سنرات من تارلخ ال ما بأحكامه‪.‬‬ ‫‪ 1962‬الذي حرر ت دلا نصرصه با مض خم‬

‫الفرع الثاني‬
‫حظر تعديل الدستور في ظل ظروف معينة‬
‫جرب النع ف ب ض الدساتار عتى حرر ت دلا نصرصه ث لذا كانض الدولة تخضع‬
‫لرروف استثنائاة ث كاشتراكها ف حرب أو خضرعها لالحتالل أو اضطراب أوضاعها الداختاة‬
‫ث أو تهدلد أمنها الخارج ‪.‬‬
‫تور األردين‪.‬‬
‫لدس‬
‫‪ –1‬م ( ‪) 2/126‬من ا‬

‫‪341‬‬
‫وعتة هذا الحرر ث هر أن لرادح األمة د تكرن مقادح ال تستطاع الت بار عن رغباتها‬
‫بحرلة ب اد اعن التأثار ث وبالتال لأت الت دلا مخالفا إلرادح الش ب واتداهات الرأي ال ام ث‬
‫ومثا هذا الحرر ورد ف الدسترر الفرنس لسنة ‪ 1946‬الذي حّرم الت دلا أثناء احتالل كا أو‬
‫بسالمة‬ ‫جدء من األراض الفرنساة ودسترر سنة ‪ 1958‬الذي حرر أي ت دلا من شأنه المسا‬
‫ل تام الدولة ‪.‬‬

‫المطلب الثالث‬
‫القيمة القانونية للنصوص التي تحظر التعديل‬
‫أتفق الفقه عتى بطالن النصرص الت تقض بالحرر المطتق الكت ثلال أنه أختتف بشأن‬
‫مشروعاة النصرص الت تقض بالحرر النسب ث سراء تتي الت تقض بحرر ت دلا ب ض‬
‫نصرص الدسترر بصفة دائمة ثأو تحرر ت دلتها خالل فترح زمناة م انة أو ف أحرال أو لروف‬
‫م انة ث وعتى التفصاا التال ‪-:‬‬
‫االتجاه األول‪ -‬بطالن حظر التعديل النسبي ‪-:‬‬
‫بصفة دائمة‬ ‫لذهب أنصار هذا االتداه للى بطالن النصرص الت تقض بالحرر النسب‬
‫أو خالل فترح م انة ث ومثا هذه النصرص ال ت دو أن تكرن مدرد رغبات وأمان ال تتمتع بألة‬
‫امة انرناة أو سااساة ‪ 1.‬وه ولدت ماتة لمخالفتها طبا ة القراعد القانرناة ث فمن خصائع‬
‫القاعدح القانرناة ابتاتها لتت دلا مسالرح لتمتغارات السااساة واال تصادلة واالجتماعاة ث‬
‫والدسترر هر انرن كسائر القرانان األخرب وكا ما لتماد به هر أعترلته وسمره فق ث هذا لضافة‬
‫للى أن حرمان األمة من حق الت دلا لتنافى وساادتها ‪.‬‬
‫ولضاف أنصار هذا االتداه ث حدة أخرب تقض بأن الستطة التأساساة الت وض ض‬
‫الدسترر ف و ض م ان لاسض أعتى من الستطة التأساساة الت ت بر عن لرادح األمة ف و ض‬
‫لتستطة األولى تقاد الثاناة ولن ت ّ‬
‫تق هذا التقاد بت دلا ب ض نصرص‬ ‫الحق ث ومن هنا لا‬
‫ت د سائر النصرص الت تقض بالحرر‬ ‫الدسترر أو كتها خالل فترح م انة ‪ 1.‬وعتى هذا األسا‬
‫نصرص باطتة وال تتمتع بألة امة انرناة ولألمة لدخال ما تشاء من الت دلالت عتى الدسترر‬
‫وف أي و ض تشاء دون أن لمن ها من ذلي اد من القارد‪.‬‬

‫ا‬
‫بق ‪ --‬ص ‪ 5 1‬وم‬
‫لسا‬
‫لك د‪.‬حممدعلي أ لايسني –املرجع ا‬
‫بق ‪ -‬ص ‪،10 5‬كذ‬
‫ا‬‫لس‬
‫ية –املرجع ا‬
‫اس‬‫ي‬
‫لس‬‫لنظم ا‬
‫تور ي وا‬
‫لدس‬
‫نون ا‬
‫ا‬‫لق‬
‫‪ –1‬د‪.‬حمسنخليل – ا‬
‫ا‪.‬‬
‫بعده‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.15 2‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫تور ي –املرجع ا‬
‫لدس‬
‫نون ا‬
‫ا‬‫لق‬
‫تويل –املفصل يف ا‬
‫يدم‬
‫بد احلم‬
‫‪ –1‬د‪.‬ع‬

‫‪342‬‬
‫االتجاه الثاني – مشروعية حظر التعديل ‪-:‬‬
‫بالحرر النسب أو الكت‬ ‫تقض‬ ‫لذهب أنصار هذا االتداه ث للى أن النصرص الت‬
‫‪2‬‬
‫المؤ ض ث ه نصرص مشروعة من الناحاة القانرناة ‪.‬‬
‫لذ لماد أنصار هذا االتداه ف مشروعاة الحرر بان الناحاة القانرناة والسااساة ث فهذا‬
‫الحرر عتى حسب رألهم مشروعة من الناحاة القانرناة ث وباطا من الناحاة السااساة كرنه‬
‫لت ارل ومبدأ ساادح الش ب ث فحام أن الش ب هر صاحب الساادح ث له ت دلا أو للغاء ما رره‬
‫ف أي و ض هذا لضافة للى أن أفراد الش ب ف حالة من التغار المستمر ومن غار المقبرل أن‬
‫‪3‬‬
‫لقاد جاا م ان األجاال الالحقة له‪.‬‬
‫أما من الناحاة القانرناة فإن هذا الحرر ل د مشروعا ث صحاذ لن األمة ه صاحبة‬
‫الساادح لال أنها مقادح ف است مال ساادتها وستطانها ف الحدود الت رسمها الدسترر ث وبالتال‬
‫ال لدرز أجراء أي ت دلا لال ف الحدود الت رسمها ث ومن غار المتصرر اام لحدب الستطات‬
‫‪4‬‬
‫ب ما لخالف أحكام الدسترر لال لذا كانض تبغ من وراء ذلي القاام بانقالب أو ثررح ‪.‬‬
‫هذا ولقر ب ض أنصار هذا االتداه بمشروعاة تداوز الحرر الذي تفرضه ب ض‬
‫النصرص لذا كان هذا الحرر لتفق مع روح الدسترر وحكمتهث وعتى سباا المثال لن القانرن‬
‫لسنة ‪ 1925‬ث لحرر ت دلا كا ما لت تق بحقر المتي ووراثته خالل فترح‬ ‫األساس ال را‬
‫الرصالا عتى ال رش حفالا عتى حقر المتي ث وحصا لن أدخا ت دلا عتى تتي النصرص‬
‫خالل فترح الرصالا عتى ال رش ث وألدت المحكمة ال تاا ينذاق هذا الت دلا بحدة أنه لمنذ المتي‬
‫أمتاازات وحقر لضافاة وهر ما لتفق والحكمة من الحرر الذي نع عتاه الدسترر ‪.‬‬
‫االتجاه الثالث – التمييز بين أنوع الحظر النسبي‪-:‬‬
‫لماد أنصار هذا االتداه ف حرر الت دلا ث بان الحرر الدمن وحرر الت دلا ف لا‬
‫لروف م انة ث والحرر المرضرع النسب المطتق ث فاقرون مشروعاة الحرر الدمن والحرر‬
‫ف لا لروف م انة ث ولنكرون الحرر المرضرع النسب المطتق ولدردونه من ألة امة‬
‫انرناة ‪.‬‬
‫فالحرر الدمن عتى حسب رألهم حرر مشروع كرنه لرم للى لضفاء صفة االستقرار‬
‫والثبات عتى نصرص الدسترر وبما لتالءم مع سمره وأعترلته عتى سائر القرانان األخرب ‪.‬‬

‫بق ‪ -‬ص ‪.23 3‬‬


‫لسا‬
‫ار –املرجع ا‬
‫لعط‬
‫‪ –2‬د‪.‬فؤا د ا‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.664‬‬
‫لسا‬
‫اعر –املرجع ا‬
‫لش‬‫مز ي ا‬
‫‪ –3‬د‪ .‬ر‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.23 3‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫ا –املرجع ا‬
‫يح‬‫يزش‬
‫لعز‬
‫بد ا‬
‫يمع‬
‫براه‬
‫لك د‪ .‬إ‬
‫بق ‪ -‬ص ‪،23 4‬كذ‬
‫لسا‬
‫ار –املرجع ا‬
‫لعط‬
‫‪ –4‬د‪.‬فؤا د ا‬

‫‪343‬‬
‫كما ل د حرر الت دلا ف لا لروف م انة ث كالحرب أو االحتالل ث حرر مشروع‬
‫ألضا حام تكرن لرادح األمة مكبّتة وال تستطاع الت بار عن رغباتها بصررح وا اة ‪.‬‬
‫أما الحرر المرضرع النسب المطتق ث فهر حرر غار مشروع كرنه لت ارل مع مبدأ‬
‫ساادح األمة وحقها ف الت بار عن رألها بحرلة كامتة ث كما أنه لصادر لرادح األجاال القادمة‬
‫إلرادح األجاال الحاضرح أعترلة عتى لرادح األجاال‬ ‫بصررح نهائاة ث ومن المستم به أنه لا‬
‫القادمة لك تقادها أو تصادر لرادتها ف الت بار عن رألها ‪.‬‬
‫ولتفق الحرر المرضرع النسب المطتق والحرر المرضرع الكت المطتق ث والذي‬
‫لدمع الفقه عتى تحرلمه ث ف أنه لصادر حرلة األمة ف الت بار عن رألها لال أنه لختتف عنه ف‬
‫‪1‬‬
‫نطا الحرر فق ث فاألول جدئ والثان كت ‪.‬‬
‫وف ضرء اآلراء الثالث سالفة الذكرث نرب أن أ رب اآلراء للى الرا ع وأكثرها اتفا ا‬
‫مع منطق األشااء ومبدأ المشروعاة وسمر الدسترر ث الرأي الثان الذي لقر بمشروعاة الحرر‬
‫ثألن هذا الرأي ولن كان لت ارل من الناحاة الفتسفاة والسااساة مع مبدأ ساادح األمة ثلال أنه‬
‫لها أن‬ ‫حرر مشروع من الناحاة القانرناة مراعاح لمبدأ سمر الدسترر ث فستطات الدولة لا‬
‫صالحااتها لال ف الحدود الت رسمها لها الدسترر ث وبالتال ه متدمة بإجراءات‬ ‫تمار‬
‫ونطا الت دلا الذي نع عتاهاث والقرل بغار ذلي ل ن الخروج عن مبدأ المشروعاة والغالة من‬
‫وجرد الدسترر ‪.‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫إجراءات التعديل‬
‫تختتف لجراءات ت دلا الدسترر من دولة ألخرب ث ولرجع هذا االختالف للى اعتبارات‬
‫سااساة وفناة ‪.‬‬
‫فمن حام االعتبارات السااساة ث لراعى ف لجراءات الت دلا طبا ة نرام الحكم ف‬
‫الدولة ث فف الدول الت تأخذ بالنرام البرلمان لأخذ بنرر االعتبار رأي البرلمان والحكرمة ث‬
‫وف الدول الت تأخذ بنرام الدلمقراطاة شبه المباشرح لراعى ف الت دلا رأي الش ب والبرلمان‬
‫م ا ثأما ف الدول الت تأخذ بالنرام الفدرال فاراعى ف الت دلا رأي الدولالت الت لتكرن منها‬
‫‪1‬‬
‫االتحاد ‪.‬‬

‫يووت ‪ – 19 71 -‬ص‬
‫لكو‬
‫يووت – ا‬
‫لكو‬
‫امعوة ا‬
‫نشوورا تج‬
‫امة –م‬
‫لع‬
‫ية ا‬
‫تور‬
‫لدس‬
‫ا د ىء ا‬
‫ب‬‫يتمعمقدمة يف دراسةامل‬
‫لكو‬
‫تور ي يف ا‬
‫لدس‬
‫ا ما‬
‫نظ‬‫ل‬
‫‪ - 1‬د‪.‬حيىي اجلمل – ا‬
‫لك د‬
‫بق ‪ -‬ص ‪،667 - 666‬كوذ‬
‫ا‬‫لسو‬
‫اعر –املرجوع ا‬
‫لشو‬
‫موز ي ا‬
‫لك د‪ .‬ر‬
‫بق ‪ -‬ص ‪،23 5 - 23 4‬كذ‬
‫ا‬‫لس‬
‫ا –املرجع ا‬
‫يح‬‫يزش‬
‫لعز‬
‫بد ا‬
‫يمع‬
‫براه‬
‫لك د‪ .‬إ‬
‫‪،73‬كذ‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.9 8‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫ية يفمصر –املرجع ا‬
‫تور‬
‫لدس‬
‫نظمة ا‬
‫تطور األ‬
‫تور ي و‬
‫لدس‬
‫نون ا‬
‫ا‬‫لق‬
‫‪.‬ثرو تبدو ي –ا‬
‫لك‬
‫ية – ‪ - 19 5 4‬ص ‪،19 6‬كذ‬
‫ندر‬
‫ار ف اإلسك‬
‫أة املع‬
‫نش‬‫تور ي – ط ‪- 1‬م‬
‫لدس‬
‫نون ا‬
‫ا‬‫لق‬
‫لقسم األو ل –مقدمة ا‬
‫تور ي – ا‬
‫لدس‬
‫نون ا‬
‫ا‬‫لق‬
‫‪ –1‬د‪.‬سعدعصفور – ا‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.168‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫يوين –املرجع ا‬
‫لغينبس‬
‫بد ا‬
‫لك د‪.‬ع‬
‫بق ‪ -‬ص ‪،221‬كذ‬
‫ا‬‫لس‬
‫ا –املرجع ا‬
‫يح‬‫يزش‬
‫لعز‬
‫بد ا‬
‫يمع‬
‫براه‬
‫د‪ .‬إ‬

‫‪344‬‬
‫أما من حام االعتبارات الفناة ف أسالاب الصااغة ث فقد تأخذ الدساتار بمبدأ ترازي أو‬
‫تقابا األشكال القانرناة )‪ ( Le Principe Du parallelism des forms‬ومقتضى هذا المبدأ‬
‫‪2‬‬
‫عدم جراز ت دلا ال ما القانرن لال بمقتضى ذات اإلجراءات واألشكال الت أتب ض ف لصداره‪.‬‬
‫وتطباق هذا المبدأ عتى ت دلا الدسترر لقتض لسناد مهمة الت دلا للى ذات الدهة الت‬
‫ترلض وضع نصرص الرثاقة الدستررلة والت عتاها أتباع ذات اإلجراءات الت أتب تها ف وضع‬
‫نصرص هذه الرثاقة ‪.‬‬
‫عتى ذلي لن وضع نصرص الرثاقة الدستررلة من با جم اة تأساساة منتخبة ولبداء‬
‫الش ب رأله فاها ف استفتاء عام ث لقتض بالضرورح اال لدري ت دلتها لال من با جم اة‬
‫منتخبة ألضا مع مرافقة الش ب عتى هذا الت دلا ومثا هذا ما جرب عتاه النع ف دسترر‬
‫الدمهررلة الخامسة الفرنساة لسنة ‪ 1958‬ث والدسترر المصري النافذ لسنة ‪. 1971‬‬
‫أما لذا تم وضع نصرص الرثاقة الدستررلة من با جم اة تأساساة منتخبة فق ثفإن‬
‫ت دلتها لتم من با ذات الدم اة أو من با جم اة تأساساة منتخبة أخرب ومثا هذا اإلجراء‬
‫نع عتاه دسترر الدمهررلة الفرنساة الثاناة لسنة ‪. 1848‬‬
‫والمالح لن اع دح ترازي أو تقابا األشكال القانرناة ث نادرا ما لتم التدرء للاها ف‬
‫ت دلا الدسترر ف الر ض الحاضر ث نررا لتص ربات وال رائق الت تض ها ف طرلق الت دلا‬
‫من الاسار اختاار جم اة تأساساة منتخبه لرضع نصرص الت دلا ف كا مرح لراد بها‬ ‫ثلذ لا‬
‫ت دلا الدسترر ث من هنا لتدأ واض را الدسترر عادح للى طر أكثر لسرا إلجراء الت دلا ث‬
‫كالتدرء للى لدنة فناة متخصصة لرضع مشروع الت دلا وعرضه عتى الش ب إلبداء الرأي فاه‬
‫ثأو منذ هذه الصالحاة لتستطة التشرل اة مع اشتراط لجراءات خاصة ف الت دلا تختتف عن‬
‫تتي المتب ة ف ت دلا القانرن ال ادي ‪.‬‬
‫وبصفة عامة وبغض النرر عن تبالن األنرمة الدستررلة واختالف اإلجراءات الت‬
‫تتب ها ف ت دلا الدسترر ث لمر الت دلا بأربع مراحا ث ه مرحتة اال تراح ث ول رار مبدأ‬
‫الت دلا ث ولعداد الت دلا ث وأخارا ل رار الت دلا بصفة نهائاة‪.‬‬

‫بق –‬
‫ا‬‫لس‬
‫ية يفمصر –املرجع ا‬
‫تور‬
‫لدس‬
‫نظمة ا‬
‫تطور األ‬
‫تور ي و‬
‫لدس‬
‫نون ا‬
‫ا‬‫لق‬
‫لك د‪.‬ثرو تبدو ي – ا‬
‫‪ –2‬د‪.‬سعدعصفور –نفس املرجع – ص ‪، 19 6‬كذ‬
‫ص ‪.10 8‬‬

‫‪345‬‬
‫المطلب األول‬
‫اقتراح التعديل‬
‫ا تراح الت دلا ث هر أول مراحا ت دلا الدسترر ث وتتبالن الدساتار ف تحدلدها الدهة‬
‫المختصة با تراح الت دلا ث فمن الدساتار من خرل هذه الصالحاة لتحكرمة وحدها ث ومنها من‬
‫خرلها لتبرلمان عتى وجه االنفراد ث ومنها من ج تها اختصاصا مشتركا بان الحكرمة والبرلمان ث‬
‫ومن الدساتار من خرل هذه الصالحاة لتش ب ذاته ‪.‬‬
‫الستطات وعتى‬ ‫ومنذ صالحاة ا تراح الت دلا ألي ستطة ل ن ترجاذ كفتها عتى با‬
‫التفصاا التال ‪-:‬‬
‫أوال‪ -‬لذا كان الدسترر لماا للى ترجاذ كفة البرلمان عتى الحكرمة ثفإنه لخرل صالحاة ا تراح‬
‫لسنة‬ ‫الت دلا لتبرلمان ث وهذا ما أخذ به الدسترر الفرنس لسنة ‪ 1791‬والدسترر األمرلك‬
‫لسنة ‪2‬ث‪ 1853‬والدسترر‬ ‫لسنة ‪ 1970‬والدسترر األرجنتان‬ ‫‪ 1787‬ث‪ 1‬والدسترر ال را‬
‫البرازلت لسنة ‪ 1967‬والدسترر الكرلرمب والدسترر والفندولت والدسترر واالكرادوري ‪.3‬‬
‫ثاناا‪ -‬لذا كان الدسترر لماا للى ترجاذ كفة الحكرمة عتى البرلمان ث فإنه لخرل صالحاة ا تراح‬
‫الت دلا لتحكرمة ث وهذا ما أخذ به الدسترر البرتغال لسنة ‪ 1933‬ث‪ 4‬والرومان لسنة ‪1938‬‬
‫‪6‬‬
‫ث‪5‬والدسترر الاابان لسنة ‪. 1946‬‬
‫ثالثا‪ -‬لذا كان الدسترر لس ى للى تحقاق الترازن بان الستطتان التشرل اة والتنفاذلة ثفإنه لمنذ‬
‫صالحا ة ا تراح ت دلا الدسترر لتستطتان عتى وجه االشتراق ث ومن الدساتار الت تبنض هذا‬
‫‪8‬‬
‫ث‬ ‫ث والدسترر التبنان‬ ‫االتداه الدسترر المصري لسنة ‪7 1923‬ث والقانرن األساس ال را‬
‫والدسترر األسبان لسنة ‪9 1931‬ث والدسترر المصري لسنة ‪10 1956‬ث والدسترر المصري‬
‫لسنة ‪ 197111‬ث والدسترر الكرلت ‪. 12‬‬

‫يكي‪.‬‬
‫تور األمر‬
‫لدس‬
‫‪ –1‬م ( ‪) 5‬من ا‬
‫يين‪.‬‬
‫ت‬‫ن‬
‫تور األرج‬
‫لدس‬
‫‪ –2‬م ( ‪) 3 0‬من ا‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.3 77‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫ناين –املرجع ا‬
‫ب‬‫لل‬
‫لدستور ا‬
‫ية وا‬
‫اس‬‫ي‬
‫لس‬‫لنظم ا‬
‫‪ –3‬د‪.‬حمسنخليل ‪ -‬ا‬
‫ايل‪.‬‬
‫تغ‬
‫لرب‬
‫تور ا‬
‫لدس‬
‫‪ –4‬م ( ‪) 13 5‬من ا‬
‫اين‪.‬‬
‫لروم‬
‫تور ا‬
‫لدس‬
‫‪ –5‬م (‪) 9 7‬من ا‬
‫اابين‪.‬‬
‫ي‬‫ل‬
‫تور ا‬
‫لدس‬
‫‪ –6‬م (‪) 72‬من ا‬
‫نة ‪.19 23‬‬
‫توراملصر يلس‬
‫لدس‬
‫‪ - 7‬م ( ‪) 125‬من ا‬
‫اين‪.‬‬
‫ن‬‫للب‬
‫تور ا‬
‫لدس‬
‫‪ –8‬م ( ‪) 77‬من ا‬
‫اين‪.‬‬
‫ب‬‫تور األس‬
‫لدس‬
‫‪ –9‬م ( ‪) 125‬من ا‬
‫نة ‪.19 5 6‬‬
‫تور املصر يلس‬
‫لدس‬
‫‪ - 10‬م ( ‪) 18 9‬من ا‬
‫نة ‪.19 71‬‬
‫تور املصر يلس‬
‫لدس‬
‫‪ –11‬م ( ‪) 18 9‬من ا‬
‫ييت‪.‬‬
‫لكو‬
‫تور ا‬
‫لدس‬
‫‪ –12‬م ( ‪) 174‬من ا‬

‫‪346‬‬
‫راب ا‪ -‬لذا كان الدسترر لس ى للى لبراز دور الش ب ف مباشرح الستطة ث فإنه لمنذ الش ب للى‬
‫االتحاد‬ ‫جانب البرلمان حق ا تراح الت دلا ث وهذا ما أخذت به غالباة دساتار الراللات ف‬
‫الفدرال ث كدساتار واللات االتحاد السرلسري ث ودساتار ب ض الراللات األمرلكاة ودسترر‬
‫حكرا عتى دساتار الدول الفدرالاة ث فمن‬ ‫فالمر األلمان لسنة ‪ 1919‬ث لكن هذا االتداه لا‬
‫دساتار الدول المرحدح من تبنى هذا االتداه ألضا ث كالدسترر اإللطال لسنة ‪ 1947‬ث حام خرلض‬
‫المادح الساب ة منه البرلمان والحكرمة وعدد من األفراد ال لقا عن (‪ )50000‬حق ا تراح ت دلا‬
‫الدسترر‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫إقرار مبدأ التعديل‬
‫مدب‬ ‫تمنذ غالباة الدساتار ث البرلمان صالحاة ل رار مبدأ الت دلا ث أي الفصا ف‬
‫الحاجة للى لجراء الت دلا من عدمه ث ولهذا المستي ما لبرره لذ لمثا البرلمان األمة ث وهر بهذا‬
‫الرصف أكثر الستطات صالحاة لتفصا ف مدب الحاجة للى الت دلا ‪.‬‬
‫ومن الدساتار الت تبنض هذا االتداه ث الدسترر الفرنس لسنة ‪ 1791‬ث ودسترر سنة‬
‫‪ 1848‬ودسترر سنة ‪ 1875‬ودسترر‪ 1. 1946‬لضافة للى م رم الدساتار األورباة الت صدرت‬
‫ف أعقاب الحرب ال الماة األولى ث كالدسترر البتداك ‪2‬ث والدسترر الدنامارك ‪3‬ث والدسترر‬
‫النرولد ‪4‬ث كما أخذت بهذا االتداه دساتار الدول ذات الندعة االشتراكاة ‪.5‬‬
‫وتشترط ب ض الدساتار لضافة للى ل رار البرلمان لمبدأ الت دلا ث مرافقة الش ب عتاه ث‬
‫‪6‬‬
‫كما ف دساتار الراللات السرلسرلة واألمرلكاة ‪.‬‬
‫المطلب الثالث‬
‫إعداد التعديل‬
‫تمنذ غالباة الدساتار صالحاة لعداد الت دلا لتبرلمان ث وت هد ب ض الدساتار بهذه‬
‫المهمة لهائة منتخبة خصاصا لهذا الغرل ث كما ف الدسترر الفرنس لسنة ‪ 1793‬والدسترر‬
‫‪7‬‬
‫األرجنتان لسنة ‪ 1853‬ث وتخرل تة من الدساتار هذه الصالحاة لتحكرمة‪.‬‬

‫بق ‪ -‬ص ‪.8 1‬‬


‫لسا‬
‫يل –املرجع ا‬
‫تويل ود‪.‬سعدعصفور ود‪.‬حمسنخل‬
‫يدم‬
‫بد احلم‬
‫‪ - 1‬د‪.‬ع‬
‫يكي‪.‬‬
‫بلج‬
‫ل‬‫تور ا‬
‫لدس‬
‫‪ - 2‬م ( ‪) 13 1‬من ا‬
‫كي‪.‬‬
‫ار‬‫يم‬
‫ن‬‫لد‬
‫تور ا‬
‫لدس‬
‫‪ –3‬م ( ‪) 9 4‬من ا‬
‫نروجيي‪.‬‬
‫ل‬‫تور ا‬
‫لدس‬
‫‪ - 4‬م (‪) 112‬من ا‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.8 1‬‬
‫لسا‬
‫يل ‪-‬املرجع ا‬
‫تويل ود‪.‬سعدعصفور ود‪.‬حمسنخل‬
‫يدم‬
‫بد احلم‬
‫‪ - 5‬د‪.‬ع‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.20 0 - 19 9‬‬
‫لسا‬
‫تور ي –املرجع ا‬
‫لدس‬
‫نون ا‬
‫ا‬‫لق‬
‫لقسم األو ل –مقدمة يف ا‬
‫تور ي – ا‬
‫لدس‬
‫نون ا‬
‫ا‬‫لق‬
‫‪ –6‬د‪.‬سعدعصفور – ا‬

‫‪347‬‬
‫وتشرط الدساتار الت عهدت بهذه المهمة لتبرلمان ترافر عدح شروط ‪-:‬‬
‫‪ -1‬اجتماع مدتس البرلمان لذا كان مكرنا من مدتسان بهائة مؤتمر ث كما ف الدسترر‬
‫الفرنس لسنة ‪ 1875‬والدسترر الرومان لسنة ‪. 1923‬‬
‫‪ -2‬اشتراط حضرر أغتباة خاصة لصحة ان قاد البرلمان ث واشتراط أغتباة خاصة ألضا‬
‫لصحة القرار الصادر منه ثكما ف الدسترر الكرلرمب ‪1‬ث والمكساك ‪2‬ث ودسترر بارو‪.3‬‬
‫جدلد لترلى مهمة الت دلا ث كما ف القانرن األساس‬ ‫‪ -3‬حا البرلمان ث وانتخاب مدت‬
‫لسنة ‪ 1925‬ث والدسترر الهرلندي ‪4‬ث والدسترر النرولد ‪.5‬‬ ‫ال را‬
‫المطلب الرابع‬
‫إقرار التعديل بصفة نهائية‬
‫ت هد غالباة الدساتار بمهمة الت دلا بصفة نهائاة ث لذات الهائة الت ترلض لعداده ‪6‬ث سراء‬
‫أكانض هذه الهائة هائة منتخبة خصاصا لهذا الغرل ث أو كان البرلمان ث أو الحكرمة ف الدول‬
‫الت ت هد بمهمة لعداد الت دلا لتحكرمة‪.‬‬
‫وتمنذ ب ض الدساتار صالحاة ل رار الت دلا بصفة نهائاة لتش ب ذاته ث عن طرلق‬
‫االستفتاء الدسترري ث كما ف الدسترر السرلسري لسنة ‪ 1874‬والدسترر المصري لسنة ‪.1971‬‬

‫اين –املرجع‬
‫ب‬‫لك د‪.‬بكرق‬
‫بق ‪ -‬ص ‪،226‬كذ‬
‫ا‬‫لس‬
‫ا ‪-‬املرجع ا‬
‫يح‬‫يزش‬
‫لعز‬
‫بد ا‬
‫يمع‬
‫براه‬
‫لك د‪ .‬إ‬
‫بق ‪ -‬ص ‪،173‬كذ‬
‫ا‬‫لس‬
‫لغينبسيوين –املرجع ا‬
‫بد ا‬
‫‪ –7‬د‪.‬ع‬
‫بق – ص ‪.14 4‬‬
‫لسا‬
‫ا‬
‫لوميب‪.‬‬
‫لكو‬
‫تور ا‬
‫لدس‬
‫‪ –1‬م ( ‪) 20 9‬من ا‬
‫يكي‪.‬‬
‫توراملكس‬
‫لدس‬
‫‪ –2‬م ( ‪) 13 5‬من ا‬
‫توربريو‪.‬‬
‫‪ –3‬م ( ‪) 160‬من دس‬
‫ند ي‪.‬‬
‫ل‬
‫تور اهلو‬
‫لدس‬
‫‪ –4‬م ( ‪) 20 4‬من ا‬
‫نروجيي‪.‬‬
‫ل‬‫تور ا‬
‫لدس‬
‫‪ –5‬م (‪) 112‬من ا‬
‫لك د‪.‬‬
‫بق ‪ -‬ص ‪،14 2‬كذ‬
‫لسا‬
‫اين –املرجع ا‬
‫ب‬‫لك د‪.‬بكرق‬
‫بق ‪ -‬ص ‪،8 2‬كذ‬
‫ا‬‫لس‬
‫يل –املرجع ا‬
‫تويل ود‪.‬سعدعصفور ود‪.‬حمسنخل‬
‫يدم‬
‫بد احلم‬
‫‪ - 6‬د‪.‬ع‬
‫لك د‪.‬سعدعصفور –املرجع‬
‫بق – ص ‪،173‬كذ‬
‫ا‬‫لس‬
‫يوين –املرجع ا‬
‫لغينبس‬
‫لك د‪.‬عبد ا‬
‫بق ‪ -‬ص‪،227‬كذ‬
‫لسا‬
‫ا –املرجع ا‬
‫يح‬‫يزش‬
‫لعز‬
‫بد ا‬
‫يمع‬
‫براه‬
‫إ‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.20 1‬‬
‫لسا‬
‫ا‬

‫‪348‬‬
‫الفصل السادس‬
‫نهاية الدستور‬
‫لقصد بنهالة الدسترر ث للغاء أحكامه بصررح كتاة ث دون الر رف عند حد ت دلته بصررح‬
‫جدئاة‪.‬‬
‫والمالح لن غالباة الدساتار ال تنع عتى كافاة للغاؤها بصررح كامتة ث وتقف عند حد‬
‫النع عتى كافاة ت دلتها بصررح جدئاة والستطة المختصة بإجراء هذا الت دلا‪.‬‬
‫ث وتنته‬ ‫الدساتار بأستربان أحدهما عادي واألخر استثنائ‬ ‫وبصفة عامة تنته‬
‫ام‬ ‫باألسترب األول ( اإللغاء ال ادي) لذا كانض األفكار السااساة واال تصادلة واالجتماعاة الت‬
‫عتاها الدسترر ما زالض ائمة ومقبرلة لدب الدماعة ‪.‬‬
‫أما األسترب الثان ( اإللغاء بأسترب استثنائ ) فال لتدأ للاه الش ب لال لذا كان راغبا ف‬
‫السااساة واال تصادلة واالجتماعاة الت لقرم عتاها النرام ‪.‬‬ ‫لحداث تغاار جذري ف األس‬

‫المبحث األول‬
‫األسلوب العادي لنهاية الدستور‬
‫لقصد باألسترب ال ادي لنهالة الدسترر ث لنهاء ال ما بإحكامه بصررح كتاة وبصفة نهائاة‬
‫دون التدرء للى ال نف ث واستبداله بدسترر جدلد تنسدم أحكامه والتطررات السااساة‬
‫واال تصادلة واالجتماعاة الطارئة عتى المدتمع‪.‬‬
‫وال تثار نهالة الدسترر المرن أشكاال أو ص ربة ث كرنها تدري بذات الطرلقة واألسترب‬
‫الت تم فاها وضع وللغاء القانرن ال ادي ثفإذا كان الدسترر غار مدون جرب للغاؤه واستبداله‬
‫بدسترر غار مدون أخر أما عن طرلق ال رف أو السرابق أو الستطة التشرل اة ‪.‬‬
‫أما لذا كان الدسترر المرن مدونا ثجرب للغاؤه واستبداله بأخر من با الستطة التشرل اة‬
‫وبذات اإلجراءات المتب ة بإلغاء التشرلع ( القانرن ال ادي)‪.‬‬
‫وف للغاء الدساتار الدامدح ث لدري التمااد بان حالتان ث حالة النع عتى كافاة للغاء‬
‫الدسترر واإلجراءات الراجب لتباعها ف هذا اإللغاء ثكما ف دسترر الدمهررلة الفرنساة الثالثة‬

‫‪349‬‬
‫لسنة ‪. 1875‬وبان ا ن ال لدري النع عتى كافاة استبدال الدسترر القائم بدسترر جدلد ث وهر ما‬
‫لمثا االتداه الغالب ف الدساتار ث األمر الذي لثار التساؤل عما لذا كان بإمكان الستطة المختصة‬
‫بإجراء الت دلا الددئ لجراء ت دلا كت عتى الدسترر واستبداله بغاره؟‬
‫لتستطة المختصة‬ ‫ولإلجابة عتى هذا التساؤل لذهب الرأي الغالب ف الفقه ‪1‬ثللى أنه لا‬
‫بإجراء الت دلا الددئ لدخال ت دلا كت عتى الدسترر ث باعتبار لن هذه الستطة ه ستطة منشأح‬
‫كسائر ستطات الدولة األخرب ( التشرل اة – التنفاذلة – القضائاة) فإذا ما أ دمض عتى ت دلا‬
‫الدسترر ت دلال كتاا فإنها تتداوز بذلي حدود اختصاصاتها ث كرنها تحا نفسها محا الستطة‬
‫التأساساة األصتاة ث األمر الذي ل د مخالفة دستررلة من شأنها لبطال األجراء بأسره ث فهذا الحق‬
‫منرطا باألمة وحدها ف النرم الدلمقراطاة باعتبارها صاحبة الستطة التأساساة األصتاة ث وه‬
‫وحدها القادرح عتى تحدلد مدب حاجة الدسترر لتت دلا بصررح كتاة ونمرذج الدسترر الذي‬
‫تقترحه بدلال عنه ‪.‬‬
‫والبد من التمااد ف أسترب وضع الدسترر الددلد ث الذي لحا محا الدسترر الذي ألغته‬
‫األمة ث بان أن لتم وضع هذا الدسترر ف لا نرام دلمقراط ث وبان أن لتم وض ه ف لا نرام‬
‫غار دلمقراط ث فإذا تم وضع الدسترر ف لا نرام دلمقراط فإن ذلي لتم عادح من با جم اة‬
‫تأساساة منتخبة ث أو عن طرلق االستفتاء ثأما لذا تم وض ه ف لا نرام غار دلمقراط فإنه‬
‫لدري عادح من با الستطة الحاكمة أو باتفا ها مع لرادح األمة ‪.‬‬
‫وال لشترط أن تكرن الستطة التأساساة األصتاة الت وض ض الدسترر المتغى ه ذاتها‬
‫الت تضع الدسترر الددلدث فقد لدري وضع الدسترر المتغى عن طرلق المنحة أو ال قد أو‬
‫الدم اة التأساساة ث ف حان لتم وضع لدسترر الددلد عن طرلق االستفتاء الدسترري ‪.‬‬
‫وللغاء الدسترر ثأما أن لتم بصررح صرلحة من خالل النع ف الدسترر الددلد عتى‬
‫و ف ال ما بأحكام الدسترر السابقث كما ف الدسترر األردن النافذ لسنة ‪ 1952‬ث حام نصض‬
‫المادح ( ‪ )1/129‬منه عتى أنه ( لتغى الدسترر األردن الصادر ف ‪ 7‬كانرن أول سنة ‪ 1946‬مع‬
‫ما طرأ عتاه من ت دلالت) ‪.‬‬
‫أو أن لستفاد هذا اإللغاء بطرلق ضمن ث حانما تت ارل األحكام والمبادئ الراردح ف‬
‫الدسترر الددلد مع تتي المنصرص عتاها ف الدسترر المتغى ث ثأو حانما لصدر دسترر جدلد‬
‫الدسترر القدلم ولكن بطرلقة وم الدة جدلدح‬ ‫لتناول كافة المرضرعات والمبادئ الراردح ف‬

‫بق ‪ -‬ص‬
‫ا‬‫لسو‬
‫اعر –املرجوع ا‬
‫لشو‬
‫موز ي ا‬
‫لك د‪ .‬ر‬
‫بق ‪ -‬ص ‪،24 3‬كوذ‬
‫ا‬‫لسو‬
‫اين –املرجوع ا‬
‫بو‬
‫لك د‪.‬بكورق‬
‫بق ‪ -‬ص ‪،215‬كوذ‬
‫ا‬‫لسو‬
‫‪ –1‬د‪.‬سعدعصوفور –املرجوع ا‬
‫ا–‬
‫يح‬‫يوزشو‬
‫لعز‬
‫بود ا‬
‫يمع‬
‫بوراه‬
‫لك د‪ .‬إ‬
‫بق ‪ -‬ص ‪،9 0 - 8 9‬كوذ‬
‫ا‬‫لسو‬
‫يول ‪-‬املرجوع ا‬
‫تويل ود‪.‬سعدعصفور ود‪.‬حمسونخل‬
‫يدم‬
‫بد احلم‬
‫لك د‪.‬ع‬
‫‪،715 - 714‬كذ‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.25 4‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫املرجع ا‬

‫‪350‬‬
‫ثولرجب الم ّ‬
‫شرع ال ما بأحكامه من تارلخ نشره ف الدرلدح الرسماة أو ب د مرور مدح م انة‬
‫من تارلخ النشر‪.‬‬
‫والبد من اإلشارح للى أن للغاء الدسترر بصررح صرلحة أو ضمناة ث لفترل بقاء‬
‫الشخصاة الدولاة لتدولة واستمرارها ث ولكن د تفنى الشخصاة القانرناة لتدولة بف ا انضمامها‬
‫ّ‬
‫المنرمة لالتحاد بصررح تتقائاة بف ا‬ ‫التحاد فدرال ث وف هذه الحالة تتغى كافة دساتار الدول‬
‫فناء شخصاتها القانرناة ث ولتم استبدالها بدسترر جدلد لحكم الشخصاة القانرناة الددلدح ث ومثا‬
‫هذا ما حدث ف الراللات األمرلكاة الثالثة عشر المكرنة لالتحاد الفدرال األمرلك ث حام‬
‫و ف ال ما بدساتار الراللات المكرنة لالتحاد واستبدالها‬ ‫ترتب عتى لعالن االتحاد الفدرال‬
‫بالدسترر الفدرال النافذ لسنة ‪ 1787‬ث ومثا هذا ما حدث ألضا ف الدسترر المصري لسنة‬
‫‪ 1956‬والسرري لسنة ‪ 1950‬ث حام جرب استبدالهما بدسترر الدمهررلة ال رباة المتحدح لسنة‬
‫‪ 1958‬ث يثر لعالن اام الرحدح بان الدولتان‪.‬‬
‫بأن لتفكي االتحاد القائم ث وتفنى شخصاته القانرناة ث ولنشأ نتادة‬ ‫و د لحدث ال ك‬
‫لذلي عدح كاانات لنطبق عتى كا منها وصف الدولة ث وف هذه الحالة لر ف ال ما بأحكام‬
‫الدسترر الفدرال ولدري استبداله بدساتار جدلدح تحكم األوضاع الدستررلة لألشخاص الدولاة‬
‫الددلدح الناشئة عن تفكي االتحاد ث كما ف دسترر االتحاد السرفات السابق لسنة ‪ 1977‬ث الذي‬
‫ألغ يثر لعالن تفكي االتحاد الفدرال سنة ‪ 1991‬واستبدل بدساتار جدلدح ب دد الدول الناشئة‬
‫عن تفكي هذا االتحاد‪.‬‬
‫ولحصا ف ال ما أن لصدر دسترر جدلد و با ال ما بأحكامه تستدد لروف تحرل‬
‫دون تطباق ث كما ف الدسترر الفرنس لسنة ‪ 1793‬ث الذي لم لتم ال ما بأحكامه منذ صدوره ث‬
‫حتى ساد االعتقاد لدب الرأي ال ام لن هذا الدسترر لم ل د لمثا الفكرح القانرناة السائدح ف‬
‫المدتمع األمر الذي أدب للى استبداله بدسترر جدلد هر دسترر سنة ‪. 1795‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫األسلوب غير العادي ( الثوري) لنهاية الدستور‬
‫لقصد باألسترب غار ال ادي لنهالة الدساتار ثلنهاء ال ما بأحكام الدسترر عن طرلق‬
‫الثررح أو االنقالب ث ولذا كان األسترب ال ادي لنهالة الدسترر هر الطرلق القانرن إلنهاء ال ما‬
‫و ف ال ما ب دد ال لستهان به‬ ‫بأحكامها ث فإن الثررات واالنقالبات ل بض دورا كبارا ف‬
‫الدساتار ث ث وعتى سباا المثال لن م رم الدساتار الفرنساة منذ عصر الثررح والت بتغض خمسة‬
‫عشر دستررا سقطض عن طرلق الثررح واالنقالب ث ومن بانهاث دسترر سنة ‪ 1791‬ث ودسترر‬

‫‪351‬‬
‫السنة الثالثة والثامنة لتثررح ث ودسترر سنة‪ 1814‬ث ودسترر سنة ‪ 1830‬ودسترر سنة ‪1848‬‬
‫ودسترر سنة ‪ 1852‬ث‪ 1‬وبذات األسترب جرب للغاء الدسترر المصري لسنة ‪ 1930‬ث والقانرن‬
‫لسنة ‪ 1925‬ودسترر سنة ‪ 1958‬ودسترر سنة ‪ 1963‬والدسترر السرري لسنة‬ ‫األساس ال را‬
‫‪ 1928‬وسنة ‪ 1950‬والدسترر التاب لسنة ‪ 1963‬والدسترر السردان لسنة ‪. 1973‬‬
‫والبد من التمااد بان الثررح واالنقالب ث حام لبرز االختالف بانهما من حام الهائة‬
‫والهدف ث فمن حام الهائة ث تقرم الثررح )‪ ( Revolution‬من با الش ب ثأما االنقالب ‪(Coup‬‬
‫)‪d Etat‬ث فاقع عادح من با فئة أو هائة من الهائات الحاكمة أو من با ب ض القابضان عتى‬
‫الرزراء أو وزلر الدفاع أو ادح الداش ‪.‬‬ ‫الستطة كرئا‬
‫ومن حام الهدف فإن الثررح ترم للى لحداث تغاار ف النرام السااس لتدولة ( كتغار‬
‫)‬ ‫أو بال ك‬ ‫أو مدتس‬ ‫للى رئاس‬ ‫للى جمهرري أو تغار النرام البرلمان‬ ‫النرام المتك‬
‫واالجتماع واال تصادي (كاستبدال النرام االشتراك بالنرام الرأسمال أو بال ك )‪.‬‬
‫أما االنقالب فإنه لرم للى مدرد االستئثار بالستطة أو ترل فرلق جدلد لمقالاد الحكم‬
‫الستطة ث ودون أن لهدف للى لحداث تغاار ف النرام السااس أو‬ ‫بدال عن القائمان عتى رأ‬
‫ث عتى ذلي لن الثررح تهدف للى تحقاق الصالذ ال ام ث أما‬ ‫القانرن أو اال تصادي أو االجتماع‬
‫االنقالب فاهدف للى تحقاق مصالذ خاصة أو شخصاة تتمثا ف االستئثار بالستطة ث ولذهب‬
‫جانب من الفقه للى لن الثررح واالنقالب لتتقاان ف االستاالء عتى الستطة ثلال أن االستاالء عتى‬
‫الستطة بف ا الثررح هر وساتة لتحقاق غالة تتمثا ف لحداث تغاار ف المدتمع ثأما االستاالء‬
‫‪1‬‬
‫عتى الستطة بف ا االنقالب هر هدف وغالة بحد ذاتها ‪.‬‬
‫آثر الثورة على الدستور ‪-:‬‬
‫ذكرنا لن الدسترر هر القانرن األعتى لتدولة ث وهر الذي لحدد فتسفتها السااساة‬
‫النرام السااس واال تصادي واالجتماع ث وأمام ذلي لثار التساؤل ث ها‬ ‫وا أللدلرلرجاة وأس‬
‫لن نداح الثررح واستاالء الثرار عتى الحكم لؤدي للى سقرط الدسترر تتقائاا أم لن مصاره ل تمد‬
‫عتى لرادح القابضان عتى الستطة ؟ أنقسم رأي الفقه بشأن هذه المسألة للى ثالث اتداهات ثوعتى‬
‫التفصاا التال ‪-:‬‬
‫االتجاه األول‪ -‬عدم سقوط الدستور تلقائيا ‪-:‬‬

‫بق ‪ -‬ص ‪.717‬‬


‫ا‬‫لس‬
‫اعر –املرجع ا‬
‫لش‬‫مز ي ا‬
‫‪ - 1‬د‪ .‬ر‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.25 8‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫ا – املرجع ا‬
‫يح‬‫يزش‬
‫لعز‬
‫بد ا‬
‫يمع‬
‫براه‬
‫‪ - 1‬د‪ .‬إ‬

‫‪352‬‬
‫لرب أنصار هذا االتداه لن نداح الثررح ال لؤدي للى سقرط الدسترر تتقائاا ث لذ د لكرن‬
‫من‬ ‫الهدف من الثررح المحافرة عتى الدسترر وحمالته من عبم الحكام ث وف هذه الحالة لا‬
‫المنطق أن لفرل عتى رجال الثررح لسقاط الدسترر وهم ما امرا بالثررح لال دفاعا عنه‬
‫( الدسترر ) ول صاانته من التالعب ث و د لكرن ادح الثررح بحاجة لت ما بأحكام الدسترر النافذ‬
‫‪1‬‬
‫لحان استبداله بأخر‪.‬‬
‫ولذهب القائتان بهذا الرأي ث للى أن اإلعالن عن سقرط الدسترر لضع األمرر ف‬
‫نصابها الصحاذ ولّبرز أهداف الثررح وما لرم للاه ادتها ث والقرل بأن هذا اإلعالن مقرر‬
‫منشأ لرضع جدلد رل محا نرر والتمسي به غار منتج ‪ 2.‬ولدعم‬ ‫لحالة حدثض غداح الثررح ولا‬
‫أنصار هذا االتداه رألهم بأحداث ثررح ‪ 23‬لرلار ‪ 1952‬ث حام لم تؤد هذه الثررح للى سقرط‬
‫دسترر سنة ‪ 1923‬تتقائاا با استمر ال ما بأحكامه للى ‪ 10‬دلسمبر ‪ 1952‬حام اصدر القائد‬
‫ال ام لتقرات المستحة باعتباره ادا لتثررح أعالنا دستررلا بسقرط الدسترر ث ومثا هذا ما حدث‬
‫ف ال را ف أعقاب ثررح ‪ 14‬تمرز ‪ 1958‬حام استمر ال ما بأحكام القانرن األساس ال را‬
‫‪ 27‬تمرز ‪ 1958‬و ف ال ما بأحكام القانرن األساس ‪.‬‬ ‫لسنة ‪ 1925‬حتى أعتن ادح الثررح‬
‫االتجاه الثاني – سقوط الدستور تلقائيا‪-:‬‬
‫لذهب الرأي الغالب ف الفقه‪ 3‬ث للى أن نداح الثررح لؤدي للى سقرط الدسترر تتقائاا‬
‫ثألن الغالة من الثررح االنقضال عتى نرام الحكم وتقرلض أسسه السااساة واال تصادلة‬
‫واالجتماعاة واستبدالها بغارها‪.‬‬
‫و د لنع الدسترر الددلد الذي لتم سنه ف أعقاب اام الثررح ث عتى و ف ال ما بأحكام‬
‫الدسترر القدلم ث ومثا هذا النع ال ل د منشئا لرضع انرن جدلد ث ولنما هر مقرر وكاشف‬
‫‪4‬‬
‫لرضع انرن نشأ بمدرد نداح الثررح ‪.‬‬
‫القانرن لمذهبهم ث فاالتداه‬ ‫وانقسم أنصار هذا االتداه عتى أنفسهم ف باان األسا‬
‫نررلة ال قد االجتماع الذي لدسدها الدسترر ث والثررح ما ه لال‬ ‫القدلم بنى رأله عتى أسا‬
‫ت بار عن رفض األفراد لما التدمرا به وتنازلرا عنه بمقتضى الدسترر ثأما االتداه الحدلم فافسر‬
‫السقرط التتقائ لتدسترر بناء عتى نررلة ساادح األمة ث فاألمة ه الت ارتضض الدسترر ماثا ا‬

‫اموة –املرجوع‬
‫لع‬
‫ية ا‬
‫تور‬
‫لدسو‬
‫ا دا ا‬
‫بو‬
‫لك د‪.‬حممودحلمي –امل‬
‫بق ‪ -‬ص ‪،9 4‬كذ‬
‫ا‬‫لس‬
‫ا م –املرجع ا‬
‫لع‬
‫تور ي ا‬
‫لدس‬
‫نون ا‬
‫ا‬‫لق‬
‫يط يف ا‬
‫لوس‬
‫تويل – ا‬
‫يدم‬
‫بد احلم‬
‫‪ –1‬د‪.‬ع‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.8 8‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫ا‬
‫بق – ص ‪.110‬‬
‫لسا‬
‫يلة –املرجع ا‬
‫املل‬
‫‪ –2‬د‪.‬حممدك‬
‫لك د‪.‬سوعدعصوفور –‬
‫ية – ‪ - 19 66 - 19 65‬ص ‪،216‬كوذ‬
‫ندر‬
‫ار ف اإلسوك‬
‫أةاملعو‬
‫نشو‬
‫تور ي –م‬
‫لدسو‬
‫نون ا‬
‫ا‬‫لقو‬
‫ية وا‬
‫اسو‬
‫ي‬‫لس‬
‫نظم ا‬
‫لو‬
‫ار – ا‬
‫لعطو‬
‫‪ –3‬د‪.‬فوؤا د ا‬
‫اعر –املرجوع‬
‫لشو‬
‫موز ي ا‬
‫لك د‪ .‬ر‬
‫بوع ‪ -‬ص‪،10 2‬كوذ‬
‫نةط‬
‫ية – دونسو‬
‫ندر‬
‫ار ف – اإلسوك‬
‫أةاملعو‬
‫نش‬‫ية –م‬
‫اس‬‫ي‬
‫لس‬‫نظم ا‬
‫ل‬‫تور ي وا‬
‫لدس‬
‫نون ا‬
‫ا‬‫لق‬
‫ية يف ا‬
‫اس‬‫ا دا األس‬
‫ب‬‫امل‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.74 0‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫ا‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.10 8‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫يوين –املرجع ا‬
‫لغينبس‬
‫بد ا‬
‫لك د‪.‬ع‬
‫بق ‪ -‬ص ‪،74 0‬كذ‬
‫ا‬‫لس‬
‫اعر –املرجع ا‬
‫لش‬‫مز ي ا‬
‫‪ - 4‬د‪ .‬ر‬

‫‪353‬‬
‫لها لتباّن من خالله كافاة ممارسة الستطة ث وه حان تسحب هذا الرضى ت بر عن عدم ارتااحها‬
‫‪5‬‬
‫لتدسترر ومقاومتها له ‪.‬‬

‫االتجاه الثالث‪ -‬سقوط النصوص المتعلقة بنظام الحكم فقط ‪-:‬‬


‫لذهب الرأي الثالم ف الفقه ث للى أن الثررح تؤدي سقرط النصرص المت تقة بنرام الحكم‬
‫فق دون نصرص الدسترر األخرب ث ألن الثررح ال تقرم عادح لال لتقضاء عتى النرام السااس‬
‫وما دونها من نصرص لبقى ساري المف رل ولترتب عتى ذلي لن الدسترر ال لسق‬ ‫فق‬
‫النصرص التالاة ‪:‬‬
‫‪ -1‬النصرص المت تقة بحقر األفراد وحرلاتهم ث فحقر األفراد وحرلاتهم ولن كانض تت تق‬
‫للى حد ما بالنرام السااس لتدولة وتتأثر به ث لال أنها ت ّكرن ف مدمرعها ما لسمى‬
‫بالدسترر االجتماع لألمة الذي ال لتغار بتغار النرام السااس ف الدولة ‪ .1‬هذا لضافة‬
‫للى أن هذه الحقر استقرت ف الضمار اإلنسان وأصبحض واجبة االحترام والتقدل‬
‫وغدت أسمى من النصرص الدستررلة الرض اة ث فضال عن أن هذه الحقر والحرلات‬
‫جرب النع عتاها ف اإلعالن ال الم لحقر اإلنسان وال هد الدول لتحقر المدناة‬
‫وال هد الدول لتحقر اال تصادلة واالجتماعاة والثقافاة التذان جرب اعتمادهما من با‬
‫الدم اة ال امة لألمم المتحدح سنة ‪.1966‬وبذلي أصبحض مقررح بمرجب نصرص‬
‫وض اة دولاة تد تها أسمى من الدساتار وغار مرتب بها وجردا وعدما ‪.‬‬
‫أال أن هذا الرأي لم لتق التألاد من ب ض الفقه باعتبار لن الثررح ترم للى أحداث‬
‫السااساة أو اال تصادلة أو االجتماعاة الت تقرم عتاها الدولة ث كما ت ما‬ ‫تغاار شاما ف األس‬
‫عتى لحالل مفاهام جدلدح لحقر األفراد وحرلاتهم محا المفاهام القدلمة ث من هنا ال مناص من‬
‫القرل بسقرط األحكام والقراعد المت تقة بحقر األفراد وحرلاتهم ولحالل أخرب محتها ‪.2‬‬
‫‪ -2‬النصرص الدستررلة الشكتاة ث وهذه النصرص ال تختتف من حام المرضرع عن‬
‫النصرص الراردح ف القرانان ال ادلة ث وه ال تمض بصتة لتدسترر سرب النع عتاها‬
‫ف صتب هذه الرثاقة إلكسابها مدلد من القدساة والثبات ثمن هنا فإن هذه النصرص ال‬
‫بسقرط الدسترر ولكن تندع عنها الصفة الدستررلة وتغدو مدرد نصرص‬ ‫تسق‬
‫دستررلة عادلة كسائر القراعد القانرناة األخرب ث من هذه النصرص المادح (‪ )75‬من‬

‫بق ‪ -‬ص ‪.164‬‬


‫ا‬‫لس‬
‫ايل –املرجع ا‬
‫لغ‬
‫ا لا‬
‫‪ –5‬د‪.‬كم‬
‫نشور –‬
‫يودةلل‬
‫يوة اجلد‬
‫امع‬
‫لودار اجل‬
‫ية – ا‬
‫ترياملصور‬
‫ا‬‫لدسو‬
‫تور ي وا‬
‫لدسو‬
‫نون ا‬
‫ا‬‫لقو‬
‫يول – ا‬
‫لك د‪.‬حمسونخل‬
‫بق ‪ -‬ص ‪،74 3‬كوذ‬
‫ا‬‫لسو‬
‫اعر –املرجوع ا‬
‫لشو‬
‫موز ي ا‬
‫‪ –1‬د‪ .‬ر‬
‫ية – ‪ - 19 9 6‬ص ‪.14 6‬‬
‫ندر‬
‫اإلسك‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.266‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫ا –املرجع ا‬
‫يح‬‫يزش‬
‫لعز‬
‫بد ا‬
‫يمع‬
‫براه‬
‫‪ –2‬د‪ .‬إ‬

‫‪354‬‬
‫دسترر سنة ‪ 1814‬الفرنس الت كانض تقض ب دم جراز مساءلة مرلف الحكرمة‬
‫الدولة ث واستمر ال ما‬ ‫مدناا عن أعمالهم الت تتصا برلائفهم لال ب د استئذان مدت‬
‫بهذا النع برصفه اعدح انرناة عادلة حتى ألغ بمقتضى مرسرم ‪ 19‬سبتمبر سنة‬
‫‪ 1870‬ث ومن ذلي ألضا المادح (‪ )5‬من دسترر سنة ‪ 1848‬الت كانض تقض بإلغاء‬
‫عقربة اإلعدام ف الدرائم السااساة ث ومازال ال ما سارلا بهذا النع بالرغم من سقرط‬
‫نابتارن سنة ‪ 1851‬ولكن باعتباره اعدح انرناة‬ ‫دسترر سنة ‪ 1848‬بانقالب لرل‬
‫عادلة ‪.‬‬
‫وبالرغم من الرواج الذي ال ته فكرح سحب الصفة الدستررلة عن القراعد الشكتاة‬
‫بمدرد سقرط الدسترر ثلال أنها ت رضض لت دلد من االنتقادات‪:‬‬
‫من الاسار التمااد بان النصرص الدستررلة كرنها ذا طبا ة شكتاة أو‬ ‫أ – لا‬
‫مرضرعاة وكثارا ما لقع الخالف ف تحدلد طبا تها‪.‬‬
‫ب‪-‬لن فكرح سحب الصتفة الدستتررلة عتن النصترص الشتكتاة فكترح لمكتن‬
‫برلها ث ف حالة ستقرط الدستترر بقترار صترلذ فترر ندتاح الثتررح ‪2‬ث‬
‫ولكتتن هتتذه الفكتترح ال لمكتتن برلهتتا لذا لتتم لتتتم للغتتاء الدستتترر بصتتررح‬
‫صرلحة لال ب د فترح من اتام الثتررح ونداحهتا ثلذ ال لمكتن أن لستتثن‬
‫رار اإللغتاء الصترلذ لتدستترر ث بصتررح ضتمناة ب تض النصترص ث‬
‫فاإللغاء الصرلذ ل ن للغاء جماع النصرص دون تماد بان نع وأخر‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫ونرب لن ما ال به أنصار االتداه الثان أ رب اآلراء للى الرا ع ثألن الغالة من الثررح‬
‫الدولة ث ومثا هذا‬ ‫األوضاع السااساة واال تصادلة واالجتماعاة ف‬ ‫لحداث تغاار شاما ف‬
‫القانرن الذي لحكمها ث من هنا نرب مع أصحاب‬ ‫التغاار ال لمكن لحداثه لال لذا تم لنهاء األسا‬
‫االتداه الثان أن الدسترر لسق تتقائاا بمدرد نداح الثررح ث مع ضرورح التمااد بان اإلرادح‬
‫الضمناة والصرلحة لتقائمان عتى الثررح ث فأرادتهم الضمناة تنصرف دائما للى للغاء الدسترر‬
‫الددلدح لتنرام السااس واال تصادي واالجتماع‬ ‫القائم ولحالل دسترر أخر محته لحدد األس‬
‫ثأما اإلرادح الصرلحة لهم د ال لدري الكشف عنها حال اام الثررح أو ف أعقاب نداحها مباشرح‬

‫نون‬
‫ا‬‫لقو‬
‫توويل – ا‬
‫يودم‬
‫بود احلم‬
‫لك د‪.‬ع‬
‫بق – ص ‪،29 9‬كوذ‬
‫ا‬‫لسو‬
‫تحودة –املرجوع ا‬
‫يوةامل‬
‫ب‬
‫لعر‬
‫يوة ا‬
‫تور ي يف اجلمهور‬
‫لدسو‬
‫ا ما‬
‫نظو‬
‫ل‬‫يودفهموي – ا‬
‫بوو ز‬
‫‪ –2‬د‪.‬مصوطفى أ‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.10 0‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫لك د‪.‬حممودحلمي –املر ج ا‬
‫بق ‪ -‬ص ‪،8 5‬كذ‬
‫ا‬‫لس‬
‫ية –املرجع ا‬
‫اس‬‫ي‬
‫لس‬‫نظمة ا‬
‫تور ي واأل‬
‫لدس‬
‫ا‬
‫بود‬
‫يمع‬
‫بوراه‬
‫لك د‪ .‬إ‬
‫لك د‪.‬حمموودحلموي –نفووساملرجوع – ص ‪،10 1- 10 0‬كوذ‬
‫يدفهمي –نفساملرجع – ص ‪،23 6- 229‬كذ‬
‫بو ز‬
‫‪ –3‬د‪.‬مصطفى أ‬
‫بق ‪ -‬ص ‪.269 - 268‬‬
‫ا‬‫لس‬
‫ا –املرجع ا‬
‫يح‬‫يز ش‬
‫لعز‬
‫ا‬

‫‪355‬‬
‫تم‬ ‫الستطة الت‬ ‫ثالنشغالهم بتثباض أركان النرام الددلد ث وربما مالحقة القائمان عتى رأ‬
‫لسقاطها بف ا الثررح ‪.‬‬

‫أثر الثورة على القوانين العادية ‪-:‬‬


‫لتثررح أثر عتى القرانان ال ادلة ث كالقانرن المدن‬ ‫لدمع الفقه ال رب ث‪ 4‬عتى أنه لا‬
‫والتداري والدنائ وغارها من القرانان األخرب ث حام تبقى هذه القرانان سارلة المف رل ما لم‬
‫لتم للغاؤها بنع صرلذ أو ضمن ‪.‬‬
‫وعتة بقاء القرانان ال ادلة وعدم تأثرها بالثررح ث لرجع للى كرنها ال تت تق بالنرام‬
‫السااس لتدولة ث كما أن الثررح لاسض مرجهة للاها ث هذا لضافة للى أن بقاؤها ل د نتادة منطقاة‬
‫بف ا استمرار الدولة رغم تغار نرام الحكم فاها ‪.‬‬
‫من هنا ندد أن تشرل ات ال دلد من الدولة ما زالض سارلة المف رل بالرغم من اام‬
‫الثررح فاها ث من ذلي مدمرعة نابتارن الت ما زالض سارلة المف رل ف فرنسا بالرغم من سقرط‬
‫ال دلد من الدساتار فاها بف ا الثررات ‪ .‬ومن ذلي ألضا ب ض القرانان ال را اة ومن بانها القانرن‬
‫الذي ما زال ساري المف رل بالرغم من اام ثررت ‪ 14‬تمرز ‪ 1958‬و ‪ 17‬تمرز‬ ‫المدن ال را‬
‫‪.1968‬‬

‫تور ي يف‬
‫لدسو‬
‫ا ما‬
‫نظو‬
‫ل‬‫يودفهموي – ا‬
‫بوو ز‬
‫لك د‪.‬مصوطفى أ‬
‫بق ‪ -‬ص ‪،9 5‬كوذ‬
‫ا‬‫لسو‬
‫ية –املرجوع ا‬
‫اسو‬
‫ي‬‫لس‬
‫نظموة ا‬
‫تور ي واأل‬
‫لدسو‬
‫نون ا‬
‫ا‬‫لقو‬
‫توويل – ا‬
‫يدم‬
‫بد احلم‬
‫‪ - 4‬د‪.‬ع‬
‫بق – ص ‪،14 6‬‬
‫ا‬‫لسو‬
‫ية –املرجوع ا‬
‫ترياملصور‬
‫ا‬‫لدسو‬
‫تور ي وا‬
‫لدسو‬
‫نون ا‬
‫ا‬‫لقو‬
‫يول – ا‬
‫لك د‪.‬حمسونخل‬
‫بق ‪ -‬ص ‪،23 0‬كوذ‬
‫ا‬‫لسو‬
‫تحودة –املرجوع ا‬
‫يوةامل‬
‫ب‬
‫لعر‬
‫يوة ا‬
‫اجلمهور‬
‫يوز‬
‫لعز‬
‫بود ا‬
‫يمع‬
‫بوراه‬
‫لك د‪ .‬إ‬
‫بق ‪ -‬ص ‪،74 6‬كوذ‬
‫ا‬‫لسو‬
‫اعر ‪-‬املرجوع ا‬
‫لشو‬
‫موز ي ا‬
‫لك د‪ .‬ر‬
‫بق ‪ -‬ص ‪،117- 116‬كوذ‬
‫ا‬‫لسو‬
‫يوين –املرجوع ا‬
‫لغينبس‬
‫بد ا‬
‫لك د‪.‬ع‬
‫كذ‬
‫بق ‪ -‬ص‬
‫ا‬‫لسو‬
‫يو –املرجوع ا‬
‫ان ا ط‬
‫لك د‪.‬نعمو‬
‫بق ‪ -‬ص ‪،4 11‬كوذ‬
‫ا‬‫لسو‬
‫اسوم –املرجوع ا‬
‫نووسق‬
‫لك د‪.‬حممود ا‬
‫بق ‪ -‬ص ‪،271- 270‬كوذ‬
‫ا‬‫لسو‬
‫ا –املرجوع ا‬
‫يح‬‫شو‬
‫‪.15 3 - 15 2‬‬

‫‪356‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫أوال‪ -‬المراجع العربية‬
‫‪ -1‬د‪ .‬لبراهام درولش – عتم السااسة – دار النهضة ال رباة – القاهرح – ‪.1975‬‬
‫‪ -2‬د ‪ .‬لبراهام عبد ال دلد شاحا‪ -‬مبادئ األنرمة السااساة – الدول والحكرمات – الدار‬
‫الدام اة – مصر‪. 1982 -‬‬
‫‪ -3‬د ‪ .‬لبراهام عبد ال دلد شاحا‪ -‬النرام الدسترري التبنان – الدار الدام اة‪ -‬مصر –‬
‫‪. 1983‬‬
‫‪ -4‬د ‪ .‬لبراهام فهم شحاته – القانرن الدري الدول و انرن الفضاء‪ -‬دار النهضة ال رباة –‬
‫القاهرح – ‪.1968‬‬
‫‪ -5‬د ‪ .‬لحسان المفرج ود ‪ .‬كطران زغار ود‪ .‬رعد ناج الدده – النررلة ال امة ف‬
‫القانرن الدسترري والنرام الدسترري ف ال را – دار الحكمة – بغداد‪. 1990 -‬‬
‫‪ -6‬د ‪ .‬احمد رسالن – النرم السااساة والقانرن الدسترري – القسم األول – دار النهضة‬
‫ال رباة – القاهرح – ‪.1997‬‬
‫السااس – القاهرح – ‪.1968‬‬ ‫‪ -7‬األستاذ احمد عطاة هللا‪ -‬القامر‬
‫‪ -8‬د‪ .‬احمد كمال أبر المدد – الر ابة عتى دستررلة القرانان ف الراللات المتحدح واإل تام‬
‫المصري – رسالة دكترراه – ‪.1958‬‬
‫‪ -9‬د ‪ .‬احمد كمال أبر المدد – دراسات ف القانرن الدسترري – دار النهضة ال رباة –‬
‫القاهرح – ‪.1991‬‬
‫د ‪ .‬احمد لبراهام الدبار – مبادبء ال ترم السااساة – دون ذكر سنة ومكان‬ ‫‪-10‬‬
‫الطبع ‪.‬‬
‫د ‪ .‬ادمرن ربّاط – الرسا ف القانرن الدسترري ال ام – ج‪ – 1‬الدول وانرمتها‬ ‫‪-11‬‬
‫‪ -‬دار ال تم لتماللان – باروت‪ -‬ط‪.1968 -2‬‬
‫د ‪ .‬لسماعاا الغداال‪ -‬القانرن الدسترري والنرم السااساة – المؤسسة الدام اة‬ ‫‪-12‬‬
‫لتدراسات والنشر والترزلع‪ -‬باروت‪.1982 -‬‬
‫د ‪ .‬لسماعاا الغداال – القانرن الدول ال ام – المؤسسة الدام اة لتدراسات‬ ‫‪-13‬‬
‫والنشر والترزلع – باروت‪.1986 -‬‬

‫‪357‬‬
‫د ‪ .‬الساد صبري – مبادبء القانرن الدسترري – المطب ة ال الماة – القاهرح –‬ ‫‪-14‬‬
‫ط‪ -4‬مكررح – ‪. 1949‬‬
‫األردن والمسارح‬ ‫د‪ .‬أمان مشا بة – ف الترباة الرطناة – النرام السااس‬ ‫‪-15‬‬
‫الدلمقراطاة – دار حامد –عمان – ط‪. 1988 -3‬‬
‫د ‪ .‬أنرر ستطان – الدلمقراطاة بان الفكر الفردي واالشتراك – دار الفكر‬ ‫‪-16‬‬
‫ال رب – القاهرح – ‪. 1971‬‬
‫د ‪ .‬بدلع شرلف محمد – الفدرال – بحم ف نرام االتحاد السرلسري – مطب ة‬ ‫‪-17‬‬
‫الم ارف – بغداد‪.1949 -‬‬
‫القانرن الدسترري – دار النهضة ال رباة –‬ ‫– دراسات ف‬ ‫د ‪ .‬بكر بان‬ ‫‪-18‬‬
‫القاهرح – دون سنة طبع ‪.‬‬
‫ود‪ .‬محمد خاري عاسى – المدخا ف عتم السااسة – مكتبة‬ ‫غال‬ ‫د ‪ .‬بطر‬ ‫‪-19‬‬
‫األندتر مصرلة – القاهرح – ط‪.1976 -5‬‬
‫د ‪ .‬ثروت بدوي – القانرن الدسترري وتطرر األنرمة الدستررلة ف مصر –‬ ‫‪-20‬‬
‫دار النهضة ال رباة – القاهرح – ‪.1969‬‬
‫د ‪ .‬ثروت بدوي – النرم السااساة – ج‪ -1‬النررلة ال امة لتنرم السااساة – دار‬ ‫‪-21‬‬
‫النهضة ال رباة – القاهرح – ‪.1962‬‬
‫ال ام – دون ذكر المطب ة ومكان‬ ‫د ‪ .‬حازم حسن جم ة – القانرن الدول‬ ‫‪-22‬‬
‫المطب ة – ‪.1993‬‬
‫د ‪ .‬حامد احمد االفندي – نرم الحكم المقارنة – دار الداا لتطباعة – مصر –‬ ‫‪-23‬‬
‫‪.1972‬‬
‫د ‪ .‬حامد ستطان – القانرن الدول ال ام و ض الستم – دار النهضة ال رباة –‬ ‫‪-24‬‬
‫القاهرح – ‪.1976‬‬
‫د ‪ .‬حاف عفاف باشا‪ -‬اإلندتاد ف بالدهم – دار الكتب المصرلة – القاهرح –‬ ‫‪-25‬‬
‫‪.1935‬‬
‫د ‪ .‬حسان عثمان محمد عثمان – النرم السااساة والقانرن الدسترري – الدار‬ ‫‪-26‬‬
‫الدام اة – مصر – ‪.1989‬‬
‫المستشار د‪ .‬حسن البدراوي‪ -‬األحداب السااساة والحرلات ال امة – دار‬ ‫‪-27‬‬
‫المطبرعات الدام اة – اإلسكندرلة – ‪.2000‬‬

‫‪358‬‬
‫الدولة ف النرام الرئاس‬ ‫د ‪ .‬حماد حنرن الساعدي – الرلافاة التنفاذلة لرئا‬ ‫‪-28‬‬
‫– دار عطرح لتطباعة – مصر – ‪.1981‬‬
‫د ‪ .‬حماد حنرن الساعدي – مبادبء القانرن الدسترري والنرام السااس ف‬ ‫‪-29‬‬
‫ال را – دار الحكمة لتطباعة والنشر‪ -‬المرصا – ط‪.1991-1‬‬
‫د ‪ .‬خالد الدعب – مبادبء القانرن الدسترري والنرم السااساة –المركد ال رب‬ ‫‪-30‬‬
‫لتخدمات الطالباة – األردن‪-‬ط‪.1996 – 1‬‬
‫د ‪ .‬رمدي الشاعر – النررلة ال امة لتقانرن الدسترري – دون ذكر اسم‬ ‫‪-31‬‬
‫المطب ة ومكان الطبع – ‪.1972‬‬
‫زهدي لكن – القانرن الدسترري والنرم السااساة – مطب ة جرزلف ستام‬ ‫‪-32‬‬
‫صقات – باروت – ط‪ -1‬دون سنة طبع‪.‬‬
‫القانرن الدسترري – دار‬ ‫د ‪ .‬س اد الشر اوي ود ‪ .‬عبد هللا ناصف – أس‬ ‫‪-33‬‬
‫النهضة ال رباة – القاهرح – ‪.1984‬‬
‫د‪ .‬س اد الشر اوي ود ‪ .‬عبد هللا ناصف – نرم االنتخاب ف ال الم الم اصر –‬ ‫‪-34‬‬
‫دار النهضة ال رباة – القاهرح – ‪.1984‬‬
‫د ‪ .‬س د عصفرر – القانرن الدسترري – القسم األول‪ -‬مقدمة القانرن الدسترري‬ ‫‪-35‬‬
‫–منشأح الم ارف اإلسكندرلة – ط‪.1954 -1‬‬
‫د ‪ .‬س د عصفرر – المبادئ األساساة ف القانرن الدسترري والنرم السااساة –‬ ‫‪-36‬‬
‫منشأح الم ارف اإلسكندرلة – دون سنة طبع‪.‬‬
‫س اد أبر الش ار – القانرن الدسترري والنرم السااساة المقارنة‪ -‬ج‪ -1‬دار‬ ‫‪-37‬‬
‫المطبرعات الدام اة –الددائر‪ -‬ط‪.1991 -2‬‬
‫د ‪ .‬ستامان الطماوي – الستطات الثالث ف الدساتار ال رباة الم اصرح والفكر‬ ‫‪-38‬‬
‫السااس اإلسالم – دراسة مقارنة – جام ة عان شم ‪ -‬ط‪.1986 -5‬‬
‫د ‪ .‬ستامان الطماوي – النرم السااساة والقانرن الدسترري – دار الفكر ال رب‬ ‫‪-39‬‬
‫– القاهرح – ‪.1988‬‬
‫القرن ال شرلن –‬ ‫– تارلخ األردن ف‬ ‫ستامان المرسري‪ -‬ومناب الماض‬ ‫‪-40‬‬
‫‪ -1959-1900‬عمان –ط‪.1988 -2‬‬
‫– الحقر الدستررلة – أو الحقر السااساة – مطب ة‬ ‫د ‪ .‬ستامان فاض‬ ‫‪-41‬‬
‫الم ارف – بغداد‪ -‬ط‪ 1339 -1‬هت ‪.‬‬

‫‪359‬‬
‫– مكتبة‬ ‫د ‪ .‬ساد ختاا هاكا‪ -‬األنرمة السااساة التقتادلة والنرام اإلسالم‬ ‫‪-42‬‬
‫اآلالت الحدلثة – اسارط – ‪. 1984‬‬
‫د ‪ .‬سمرح فر ال ادح – القانرن الدول ال ام – منشأح الم ارف اإلسكندرلة –‬ ‫‪-43‬‬
‫‪.1960‬‬
‫د‪ .‬شمران حمادي – النرم السااساة – دار الحرلة لتطباعة – بغداد‪.1973 -‬‬ ‫‪-44‬‬
‫د ‪ .‬صالذ جراد الكالم ود ‪ .‬عت غالب ال ان – األنرمة السااساة – باض‬ ‫‪-45‬‬
‫الحكمة – بغداد‪.1991 -1990 -‬‬
‫ال امة لتتنرام السااس – الكتاب‬ ‫د ‪ .‬ط امة الدرف – نررلة الدولة واألس‬ ‫‪-46‬‬
‫األول‪ -‬مكتبة القاهرح الحدلثة – القاهرح – ‪.1960‬‬
‫د ‪ .‬ط امة الدرف – النررلات والنرم السااساة – ومبادئ القانرن الدسترري –‬ ‫‪-47‬‬
‫ال امة لتتنرام السااس – مكتبة القاهرح الحدلثة – القاهرح – ‪.1962‬‬ ‫األس‬
‫الدمهررلة‬ ‫د ‪ .‬ط امة الدرف – القانرن الدسترري والنرام الدسترري ف‬ ‫‪-48‬‬
‫ال رباة المتحدح – مكتبة القاهرح الحدلثة – القاهرح – ‪.1964‬‬
‫ط امة الدرف – مرجد القانرن الدسترري – مكتبة القاهرح الحدلثة – القاهرح‪-‬‬ ‫‪-49‬‬
‫‪. 1964‬‬
‫د ‪ .‬عاصم احمد عداتة ود ‪ .‬محمد رف ض عبد الرهاب – النرم السااساة – دار‬ ‫‪-50‬‬
‫الفكر ال رب – القاهرح – ط‪.1992 -5‬‬
‫– الرجاد ف النررلات واألنرمة السااساة ومبادئها‬ ‫د ‪ .‬عبد الحماد مترل‬ ‫‪-51‬‬
‫الدستررلة – دار الم ارف – مصر – ط‪.1958 -1‬‬
‫الدول الناماة مع‬ ‫أنرمة الحكم – ف‬ ‫– نررات ف‬ ‫د ‪ .‬عبد الحماد مترل‬ ‫‪-52‬‬
‫المقارنة باألنرمة الغرباة – ستستة الكتب القانرناة – مصر – ‪.1985‬‬
‫– ود ‪ .‬س د عصفرر ود ‪ .‬محسن ختاا‪ -‬القانرن‬ ‫د ‪ .‬عبد الحماد مترل‬ ‫‪-53‬‬
‫الدسترري والنرم السااساة – منشأح الم ارف اإلسكندرلة – دون سنة طبع‪.‬‬
‫د ‪ .‬عبد الحماد مترل – القانرن الدسترري واألنرمة السااساة – ج‪ -1‬ط‪-4‬‬ ‫‪-54‬‬
‫‪.1965‬‬
‫د ‪ .‬عبد الحماد مترل – الرسا ف القانرن الدسترري – دار النهضة ال رباة –‬ ‫‪-55‬‬
‫القاهرح – ‪.1956‬‬
‫صا ف القانرن الدسترري – دار النهضة ال رباة‬
‫د ‪ .‬عبد الحماد مترل – المف ّ‬ ‫‪-56‬‬
‫– القاهرح – ‪. 1952‬‬

‫‪360‬‬
‫د ‪ .‬عبد القادر الد ّمال – النرم الدستررلة ال امة – مكتبة النهضة ال رباة –‬ ‫‪-57‬‬
‫القاهرح – ‪. 1953‬‬
‫د ‪ .‬عبد الفتاح حسن – مبادبء النرام الدسترري ف الكرلض – الكرلض –‬ ‫‪-58‬‬
‫‪.1982‬‬
‫د ‪ .‬عبد الفتاح سالر دالر – مبادبء القانرن الدسترري – دار النهضة ال رباة –‬ ‫‪-59‬‬
‫القاهرح – دون سنة طبع‪.‬‬
‫د ‪.‬عبد ال دلد محمد سالمان – ر ابة دستررلة القرانان – دار الفكر ال رب –‬ ‫‪-60‬‬
‫مصر – ‪.1995‬‬
‫د ‪ .‬عبد ال دلد سرحان – مبادئ القانرن الدول ال ام – دار النهضة ال رباة –‬ ‫‪-61‬‬
‫القاهرح‪.1980-‬‬
‫عبد هللا – المبادئ ال امة لتقانرن الدسترري – الدار‬ ‫د ‪ .‬عبد الغن بسارن‬ ‫‪-62‬‬
‫الدام اة – مصر – ‪.1985‬‬
‫التنرام السااس – (‬ ‫د ‪ .‬عبد الغن بسارن عبد هللا – النرم السااساة – أس‬ ‫‪-63‬‬
‫الدولة والحكرمة – الحقر والحرلات) – دار الفكر ال رب – القاهرح – ‪.1985‬‬
‫– الساادح – دار الحصاد لتنشر والترزلع – دمشق‪.‬‬ ‫د ‪ .‬عبد الهادي عبا‬ ‫‪-64‬‬
‫د ‪ .‬عبد المداد عرسان ال دام ود ‪ .‬محمد ساري الدعب – دراسات ف عتم‬ ‫‪-65‬‬
‫السااسة – دون ذكر واسم المطب ة – ‪.1988‬‬
‫د ‪ .‬عبد الم ط محمد ود ‪ .‬محمد عت محمد ود ‪ .‬محمد أبر رلان – السااسة‬ ‫‪-66‬‬
‫بان النررلة والتطباق‪ -‬دار الدام ة المصرلة – مصر – ‪.1974‬‬
‫د ‪ .‬عبد المن م محفرل ود ‪ .‬ن مان احمد الخطاب‪ -‬مبادبء ف النرم السااساة –‬ ‫‪-67‬‬
‫دار الفر ان لتنشر والترزلع – األردن – ط‪.1987 -1‬‬
‫عبده عرلدات – النرم الدستررلة ف لبنان والبالد ال رباة – منشررات عرلدات‬ ‫‪-68‬‬
‫– باروت‪.1965 -1964 -‬‬
‫رمضان‪ -‬الم اهدات غار المتكافئة ف القانرن الدول –‬ ‫د ‪ .‬عصام الصاد‬ ‫‪-69‬‬
‫دار النهضة ال رباة – القاهرح – ‪.1978‬‬
‫د ‪ .‬عصمض ساف الدولة – النرام النااب ومشكتة الدلمقراطاة – القاهرح لتثقافة‬ ‫‪-70‬‬
‫ال رباة – القاهرح – ‪.1976‬‬
‫– بغداد‪-‬‬ ‫د ‪ .‬عثمان ختاا عثمان – القانرن الدسترري – مطب ة األهال‬ ‫‪-71‬‬
‫‪.1940‬‬

‫‪361‬‬
‫د ‪ .‬عثمان ختاا عثمان – المبادئ الدستررلة ال امة – مطب ة القاهرح الحدلثة‬ ‫‪-72‬‬
‫– مصر – ط‪.1943 -1‬‬
‫د ‪ .‬عثمان ختاا عثمان ود ‪ .‬ستامان الطماوي – مرجد القانرن الدسترري‪ -‬دار‬ ‫‪-73‬‬
‫الفكر ال رب ‪ -‬القاهرح – ط‪. 1951 -3‬‬
‫د ‪ .‬عدلدح الشرلف – دراسة ف الر ابة عتى دستررلة التشرلع – منشررات‬ ‫‪-74‬‬
‫جام ة الكرلض – الكرلض‪.1995 -‬‬
‫د ‪ .‬عت صاد أبر هاف‪ -‬القانرن الدول ال ام – منشأح الم ارف اإلسكندرلة –‬ ‫‪-75‬‬
‫دون سنة طبع ‪.‬‬
‫د ‪.‬عت لرسف الشكري – نرام المدتسان ف الدول االتحادلة والمرحدح –‬ ‫‪-76‬‬
‫دراسة مقارنة – ‪.1994‬‬
‫الدولة ف االتحاد الفدرال – دراسة مقارنة‬ ‫د ‪ .‬عت لرسف الشكري‪ -‬رئا‬ ‫‪-77‬‬
‫‪.1998‬‬
‫د‪ .‬عت محافرة – الفكر السااس ف األردن – ‪.1990‬‬ ‫‪-78‬‬
‫د ‪ .‬عمر احمد دوره – شكا الدولة وأثره ف تنرام مرفق األمن – دار الخاال‬ ‫‪-79‬‬
‫– باروت‪ -‬ط‪.1994 -1‬‬
‫غازي حسن صبارلن – الرجاد ف القانرن الدول ال ام – دار الثقافة لتنشر‬ ‫‪-80‬‬
‫والترزلع – عمان – ‪. 1992‬‬
‫د ‪ .‬ماجد راغب الحتر – القانرن الدسترري – مؤسسة الشباب الدام اة –‬ ‫‪-81‬‬
‫اإلسكندرلة – ‪.1973‬‬
‫ماجد راغب الحتر – االستفتاء الش ب – مكتبة المنار اإلسالماة – الكرلض –‬ ‫‪-82‬‬
‫ط‪. 1981 -1‬‬
‫د ‪ .‬محسن ختاا – النرم السااساة والدساتار المصرلة – دار الدام ة الددلدح‬ ‫‪-83‬‬
‫لتنشر – مصر – ‪.1996‬‬
‫د ‪ .‬محسن ختاا – النرم السااساة والقانرن الدسترري – ج‪ -1‬دار النهضة‬ ‫‪-84‬‬
‫ال رباة – القاهرح – ‪.1967‬‬
‫د ‪ .‬محسن ختاا – النرام الدسترري ف مصر والدمهررلة ال رباة المتحدح –‬ ‫‪-85‬‬
‫منشأح الم ارف – اإلسكندرلة – ‪.1969‬‬
‫د ‪ .‬محسن ختاا – القانرن الدسترري والدسترر التبنان – دار النهضة ال رباة‬ ‫‪-86‬‬
‫– باروت – ‪.1979‬‬

‫‪362‬‬
‫اسم ج فر – النررلة السااساة والقانرن الدسترري – دار‬ ‫د ‪ .‬محمد أن‬ ‫‪-87‬‬
‫النهضة ال رباة – القاهرح – ‪.1999‬‬
‫– نرم الحكم الم اصرح – دراسة مقارنة ف‬ ‫أبر را‬ ‫د ‪ .‬محمد الشاف‬ ‫‪-88‬‬
‫أصرل النرم السااساة – عالم الكتاب – القاهرح – ‪.1984‬‬
‫د ‪ .‬محمد سام عبد الحماد – أصرل القانرن الدول ال ام – ج‪ -3‬الحااح الدولاة‬ ‫‪-89‬‬
‫– منشأح الم ارف – اإلسكندرلة – دون سنة طبع‪.‬‬
‫د ‪ .‬محمد سام عبد الحماد ود ‪ .‬محمد الس اد الد ا ود‪ .‬مصطفى سالمه‬ ‫‪-90‬‬
‫حسان – القانرن الدول ال ام – منشأح الم ارف‪ -‬اإلسكندرلة – ‪.1999‬‬
‫د ‪ .‬محمد سرلتم ال مري – أصرل النرم السااساة المقارنة – الهائة ال امة‬ ‫‪-91‬‬
‫المصرلة لتكتاب – القاهرح – ‪.1976‬‬
‫د ‪ .‬محمد س اد عمران ود‪ .‬احمد أمان ستام ود‪ .‬محمد عت الفرزي – النرم‬ ‫‪-92‬‬
‫السااساة عبر ال صرر‪ -‬دار النهضة ال رباة – باروت – ط‪.1999 -1‬‬
‫د ‪ .‬محمد فتذ هللا الخطاب‪ -‬دراسات ف الحكرمات المقارنة – ج‪ -1‬مكتبة‬ ‫‪-93‬‬
‫النهضة ال رباة – القاهرح – ‪.1966‬‬
‫الرزراء ف النرم البرلماناة الم اصرح‬ ‫مدت‬ ‫د ‪ .‬محمد دري حسن – رئا‬ ‫‪-94‬‬
‫– دار الفكر ال رب – القاهرح – ‪. 1987‬‬
‫د ‪ .‬محمد حاف غانم – القانرن الدول ال ام – دار النهضة ال رباة – القاهرح –‬ ‫‪-95‬‬
‫‪.1972‬‬
‫د ‪ .‬محمد طه بدوي – أصرل عتم السااسة – المكتبة المصرلة لطباعة والنشر‬ ‫‪-96‬‬
‫– اإلسكندرلة – ط‪. 1967 -4‬‬
‫د ‪ .‬محمد عبد ال ال السناري ‪ -‬األنرمة السااساة المقارنة – الحكرمات‬ ‫‪-97‬‬
‫وأنراعها – المكتبة القانرناة – القاهرح – دون سنة طبع ‪.‬‬
‫د ‪ .‬محمد عبد الم د نصر – ف النررلات والنرم السااساة – دار النهضة‬ ‫‪-98‬‬
‫ال رباة ‪-‬القاهرح – ‪.1981‬‬
‫د ‪ .‬مدخا ف القانرن الدول ال ام ف و ض الستم – سررلا – ‪.1973‬‬ ‫‪-99‬‬
‫محمد عدلد شكري – مدخا ف القانرن الدول ال ام – مطب ة جام ة دمشق –‬ ‫‪-100‬‬
‫دمشق – ‪.1987‬‬
‫– القاهرح‪-‬‬ ‫د ‪ .‬محمد عاطف البنا‪ -‬النرم السااساة – دار الفكر – ال رب‬ ‫‪-101‬‬
‫‪.1980‬‬

‫‪363‬‬
‫د ‪ .‬محمد عت محمد – دراسات ف عتم االجتماع السااس – دار الدام ة‬ ‫‪-102‬‬
‫المصرلة – مصر – ‪.1977‬‬
‫د ‪ .‬محمد عت أل لاسان‪ -‬القانرن الدسترري والنرم السااساة – بغداد‪.1964 -‬‬ ‫‪-103‬‬
‫د ‪ .‬محمد نصر مهنا – عترم السااسة – دار الفكر ال رب – القاهرح – دون‬ ‫‪-104‬‬
‫سنة طبع‪.‬‬
‫‪ -105‬د ‪ .‬محمد كالم المشهدان – النرم السااساة – دار الحكمة –بغداد‪.1991 -‬‬
‫‪ -106‬د ‪ .‬محمد كاما لاتة – النرم السااساة – دار النهضة ال رباة – القاهرح – ‪1961‬‬
‫‪ -107‬د‪ .‬محمد مصالحه‪ -‬التدربة الحدباة السااساة ف األردن – دراسة تحتاتاة مقارنة بان‬
‫تدربت الخمسانات والتس انات – دار وائا – عمان‪ -‬ط‪.1999 -1‬‬
‫‪ -108‬د ‪ .‬مصطفى أبر زلد فهم – النرام الدسترري لتدمهررلة ال رباة المتحدح – دار‬
‫النهضة ال رباة – القاهرح – ‪.1966‬‬
‫– مبادبء األنرمة السااساة – دار النهضة ال رباة –‬ ‫‪ -109‬د‪ .‬مصطفى أبر زلد فهم‬
‫باروت‪.1984 -‬‬
‫‪ -110‬د‪ .‬مصطفى أبر زلد فهم – النررلة ال امة لتدولة – دار المطبرعات الدام اة –‬
‫مصر – ‪.1997‬‬
‫‪ -111‬د‪ .‬مصفى أبر زلد فهم ‪ -‬القانرن الدسترري والنرم السااساة – دار الهدب لتطباعة –‬
‫مصر – ‪.1999‬‬
‫– سرلسرا والحضارح – المكتبة ال رباة لتنشر والترزلع – جناف‬ ‫‪ -112‬محمد الراسان‬
‫سرلسرا‪.1991 -‬‬
‫‪ -113‬د‪ .‬محمد الس اد الد ا ‪ -‬القانرن الدول – المصادر – األشخاص – الدار الدام اة –‬
‫باروت‪.1992 -‬‬
‫‪ -114‬د ‪ .‬محمرد خاري عاسى – النرم السااساة المقارنة – مكتبة اإلندتر مصرلة – مصر‬
‫– ‪.1963‬‬
‫‪ -115‬د ‪ .‬محمرد حتم ‪ -‬المبادئ الدستررلة ال امة – دار الفكر ال رب – مصر – ‪.1964‬‬
‫‪ -116‬د ‪ .‬محمرد حتم – نرام الحكم اإلسالم مقارنا بالنرم الم اصرح – دار الفكر ال رب‬
‫– القاهرح – ‪.1981‬‬
‫‪ -117‬مروان احمد ستامان ال بدالت – خرلطة األحداب السااساة ف األردن – عمان‪ -‬ط‪-1‬‬
‫‪.1992‬‬

‫‪364‬‬
‫‪ -118‬د ‪ .‬منذر الشاوي‪ -‬القانرن الدسترري والمؤسسات الدستررلة ال را اة – بغداد‪ -‬ط‪-2‬‬
‫‪.1966‬‬
‫‪ -119‬د ‪ .‬منذر الشاوي – القانرن الدسترري – نررلة الدولة – الستستة القانرناة – بغداد‪-‬‬
‫‪.1981‬‬
‫‪ -120‬د‪ .‬منذر الشاوي‪ -‬القانرن الدسترري – نررلة الدسترر – الستستة القانرناة – بغداد‪-‬‬
‫‪.1981‬‬
‫‪ -121‬د‪ .‬نباه عبد الحتام كاما‪ -‬األحداب السااساة ف ال الم الم اصر – دار الفكر ال رباة –‬
‫القاهرح – ‪.1982‬‬
‫‪ -122‬د ‪ .‬نرري لطاف ود‪ .‬عت غالب ال ان ‪ -‬القانرن الدسترري – منشررات جام ة بغداد‪-‬‬
‫دون سنة طبع‪.‬‬
‫‪ -123‬د ‪ .‬ن مان الخطاب – الرسا ف النرم السااساة والقانرن الدسترري – مكتبة دار‬
‫الثقافة لتنشر والترزلع – عمان‪.1999 -‬‬
‫‪ -124‬د‪ .‬كمال الغال – مبادبء القانرن الدسترري – دون ذكر اسم المطب ة ومكان الطبع –‬
‫‪.1985‬‬
‫‪ -125‬د ‪ .‬هشام أل شاوي‪ -‬الرجاد ف فن المفاوضة – مطب ة شفاق – بغداد‪ -‬ط‪.1969 -1‬‬
‫‪ -126‬د‪ .‬وحاد رأفض ود‪ .‬والض لبراهام – القانرن الدسترري – المطب ة ال صرلة – مصر –‬
‫‪.1937‬‬
‫دراسة المبادئ‬ ‫الكرلض مع المقارنة ف‬ ‫‪ -127‬د ‪ .‬لحاى الدما – النرام الدسترري ف‬
‫الدستررلة ال امة – مطبرعات جام ة الكرلض – الكرلض – ‪.1971‬‬
‫‪ -128‬د ‪ .‬لحاى الدما‪ -‬القضاء الدسترري ف مصر – مصر ‪.1992‬‬

‫ثانيا‪ -‬المراجع المترجمة‪-:‬‬


‫‪ -1‬اندرله هررلر – القانرن الدسترري والمؤسسات السااساة – ترجمة عت مقتد وشفاق‬
‫حداد وعبد الحسن س د – األهتاة لتنشر والترزلع باروت – ‪.1974‬‬
‫ونرام الحكم ف مدمرعة األمم البرلطاناة –‬ ‫‪ -2‬د ‪ .‬ابرو الكسندر – الدسترر البرلطان‬
‫ترجمة محمد الهمشري ود‪ .‬محمد أبر طائتة ود‪ .‬محمد بدران ولرسف الرلدي – مؤسسة‬
‫فرنكتان لتطباعة والنشر والترجمة – باروت – نارلررق – دون سنة طبع‪.‬‬
‫‪ -3‬ارنسض ‪ . .‬جرلفاض – نرام الحكم ف الراللات المتحدح – ترجمة محمد عبد الم د‬
‫نصر – مكتبة مصر – القاهرح – دون سنة طبع‪.‬‬

‫‪365‬‬
‫‪ -4‬اوزفالدلاج‪ -‬المؤسسات السرلسرلة االتحادلة – ترجمة ضااء الدلن محمد بدر‪ -‬مطابع‬
‫األهرام – مصر – ‪.1990‬‬
‫فندالي والستر فندالي – الدسترر اإلمرلك – ترجمة دار الم ارف‪ -‬دار الكرني‬ ‫‪ -5‬برو‬
‫لتنشر والطباعة والترزلع‪ -‬باروت‪.1964 -‬‬
‫– منشررات عرلدات –‬ ‫حنا الاا‬ ‫‪ -6‬جان ولاام الباار – الستطة السااساة – ترجمة الاا‬
‫باروت – بارل ‪ -‬ط‪.1977 -2‬‬
‫‪ -7‬جاتابر جادل‪ -‬القانرن الدول ال ام لتبحار – ج‪.3‬‬
‫– دمشق‪-‬‬ ‫‪ -8‬تشارز وماري بارد – تارلخ الراللات المتحدح – منشررات مكتبة أطت‬
‫‪.1960‬‬
‫‪ -9‬راجاندرا براساد ‪ -‬الدسترر الهندي – ترجمة محمد حق ‪ -‬باروت – نارلررق –‬
‫مؤسسة فرنكتان لتطباعة والنشر – دون سنة طبع ‪.‬‬
‫روجاه غار ودي‪ -‬من طف االشتراكاة الكبار – ترجمة أدلب التدم ود‪ .‬كمال‬ ‫‪-10‬‬
‫الغال – ط‪.2‬‬
‫م ‪ .‬جاد هارمرن‪ -‬أضراء عتى دسترر الراللات المتحدح األمرلكاة – ترجمة‬ ‫‪-11‬‬
‫أمار كاما‪ -‬مطب ة اإلندتر مصرلة القاهرح – ‪.1982‬‬
‫ماشاا ستارارت – نرم الحكم الحدلثة – ترجمة احمد كاما‪ -‬مراج ة الدكترر‬ ‫‪-12‬‬
‫ستامان الطماوي‪ -‬دار الفكر ال رب – مصر – ‪.1962‬‬
‫وودرو ولسن – الحكرمة الدستررلة ف الراللات المتحدح – ترجمة ولاد الضبع‬ ‫‪-13‬‬
‫– دون ذكر مكان الطبع – ‪.1924‬‬ ‫– مطب ة رعمسا‬
‫هامتتن ومادسن وجاي‪ -‬الدولة االتحادلة أسسها ودستررها – ترجمة محمد‬ ‫‪-14‬‬
‫– دار مكتبة الحااح – باروت‪.1959 -‬‬ ‫احمد – مراج ة الدكترر لحسان عبا‬
‫‪ -15‬هنري روبرت – القانرن البرلمان األمرلك ‪ -‬ترجمة زك شنرده – مراج ة الدكترر‬
‫راشد النبراوي‪ -‬مكتبة النهضة المصرلة – مصر – ‪.1951‬‬
‫ثالثا‪ -‬الدوريات ‪-:‬‬
‫‪ 4‬دلسمبر – ‪.1950‬‬ ‫‪ -1‬مدتة الحقر لتبحرث القانرناة واال تصادلة – ع‪-3-3‬‬
‫‪.1985 -22‬‬ ‫‪ -2‬مدتة القانرن المقارن – ع ‪-17‬‬
‫‪ -3‬مدتة القضاء – نقابة المحامان – ال را ‪ -‬ع ‪.1950-1949 -5-4‬‬
‫‪ -4‬مرسرعة القضاء والفقه‪ -‬ج‪ -109‬باروت‪ -‬لبنان – ‪.1982‬‬
‫‪.1986 -28‬‬ ‫‪ -5‬مدتة ال ترم اإلدارلة – ع‪-2‬‬

‫‪366‬‬
.1950 -‫ لنالر‬-1 – ‫الدولة‬ ‫ مدتة مدت‬-6

-:‫ المراجع باللغة اإلنجليزية‬-‫رابعا‬


1- C. Herman Pritchtt- The American Consitutionnel system –
Third Edition –printed in the united state of American –
1971.
2- Crowin Edweard –The President Office and Power- 1781-
1975- Forth Edition New York University press – 1967.
3- David Cushman Coyle – The United State Political system
New York University –1954.
4- Dicey – Introducation to the styde of the law oh the
constitution- London – 1962.
5- Ernest .S. Griffith – The American system of Government –
New York – 1953.
6- Elmer Plichke- Contemporary Government of Germany –
publish – by Haughton Mifflin Company Boston – 1961.

367
7- Goodman Pall – The American Constitutionnel system –
Oxford University press- 1957.
8- Harvey Bather – The British Constitution –New York –
1966.
9- K.C. Whear – Legislature – London – Oxford University –
1968.
10- L.S.Amery – Thoughts on The Constitution- Oxford –
1964.
11- Michel Ameller _parliament a comparive study in fifty-
five countries – Cassell-1966.
12- Milton .G.f – The USA Presidential power New York
University press – first Edition –1949.
13- Norman Wilson – The British system of Government.
14- Kelly. A.H. and Winfrid – The American constitution –
Oxford University press- 1948.
15- Udayan Marian Shukla – Fedral Executive with special
reference to the India – Luckow University – 1965.
16- Ridges – Constitutional Law – London – 1950.
17- Robert A. Dahl – Pluralist Democracy in the United State
– Conflict and consent - Rand Mcnally- Chicago- 1967.

-: ‫ المراجع باللغة الفرنسية‬-‫خامسا‬


1- Andre Hauriou _ Droit constitutionnel ET Institutiones
Politique- 1957.
2- Benoit Jeanneau – Droit constitution ET Institutions
Politiques spetiem Edition – 1987.

368
3- Dabin J – Letat Ou La politique – essai de definition seirey –
Paris – 1955.
4- Dicey – Introduction to the study of the Law of the
constitution – London – 1962.
5- Ernest Lavisse ET Alfred ram baud- Histore general
Tom.3.formation des grand’s Etats – 1270-1470-1492-Paris.
6- Gorges Burdeau - Droit constitutionnel ET Institutions
politiques –Paris- 1968.
7- Jacques Cadert – Institutions politiques ET Droit
constitutionnel –L.G.D.J- Paris –1974.
8- Lefebrre H. – De Letat U.G.E. Paris – 1976.
9- Marcel Prelot – Institutions politiques ET Droit
constitutionnel – Dalloz – Paris – 1963.
10- Martelli R. Comprendre La Nation Ed. Socials – Paris-
1979.
11- Mialle. M. IE Tate DU Droit ED. Maspero – Paris – 1980.
12- Nezard – De La method dans Lenseignement DU Droit
constitutionnel Melauge Carre De Malberge – Paris- 1933.
13- Prelot – Institutions politiques ET constitutions – 5eme-
Paris –1972.
14- Prelot. M.ET J. Boulouis – Institutions politique ET Droit
consiutionnel – Dalloz – 6ed –Paris – 1972.

369
‫الفهرس‬
‫المقدمة‪6-5...................................................................................................‬‬
‫الباب األول‬
‫نررلة الدولة‪......................................................................................‬‬
‫الفصا األول‬
‫مدلرل الدولة وأركانها ‪.............................................................................‬‬
‫المبحم األول‬
‫مدلرل الدولة وأركانها ‪...............................................................................‬‬
‫المبحم الثان‬
‫نشأح الدولة ‪...........................................................................................‬‬
‫المطتب األول‬
‫النررلة الثار راطاة ( الدلناة) ‪..................................................................‬‬
‫المطتب الثان‬
‫نررلة التطرر ال ائت ‪............................................................................‬‬
‫المطتب الثالم‬
‫نررلة القرح ‪........................................................................................‬‬
‫المطتب الرابع‬
‫نررلة ال قد االجتماع ‪..........................................................................‬‬
‫المطتب الخام‬
‫نررلة التطرر التارلخ ‪....................................................................‬‬

‫‪370‬‬
‫‪-‬المبحم الثالم‬
‫أركان الدولة‪........................................................................................‬‬
‫المطتب األول‬
‫الش ب ‪............................................................................................‬‬
‫المطتب الثان‬
‫اإل تام ‪..............................................................................................‬‬
‫المطتب الثالم‬
‫الستطة ‪..............................................................................................‬‬
‫المطتب الرابع‬
‫االعتراف ‪.........................................................................................‬‬
‫الفصا الثان‬
‫أشكال الدول‪........................................................................................‬‬
‫المبحم األول‬
‫أشكال الدول من حام التكرلن ‪...............................................................‬‬
‫المطتب األول‬
‫الدولة المرحدح( البساطة )‪................................ ......................................‬‬
‫المطتب الثان‬
‫الدولة المركبة ( االتحادلة) ‪....................................................................‬‬
‫المبحم الثان‬
‫الدولة من حام الساادح ‪..........................................................................‬‬
‫المطتب األول‬
‫الدولة كامتة الساادح ‪..............................................................................‬‬
‫المطتب الثان‬
‫الدولة نا صة الساادح‪..........................................................................‬‬
‫الفصا الثالم‬
‫الحكرمة ‪...........................................................................................‬‬
‫المبحم األول‬
‫الحكرمة من حام مصدر الساادح والستطة‪– ........................................... .....‬‬
‫المطتب األول‬

‫‪371‬‬
‫الحكرمة الفردلة ( المرنقراطاة ) ‪..............................................................‬‬
‫المطتب الثان‬
‫حكرمة األ تاة ( األرستقراطاة ) ‪...............................................................‬‬
‫المطتب الثالم‬
‫الحكرمة الدلمقراطاة ‪............................................................................‬‬
‫المبحم الثان‬
‫الحكرمة من حام الخضرع لتقانرن ‪...........................................................‬‬
‫المطتب األول‬
‫الحكرمة القانرناة ‪.................................................................................‬‬
‫المطتب الثان‬
‫الحكرمة االستبدادلة ‪.............................................................................‬‬
‫المبحم الثالم‬
‫الحكرمة من حام تركاد الستطة ‪...............................................................‬‬
‫المطتب األول‬
‫الحكرمة المطتقة ‪.................................................................................‬‬
‫المطتب الثان‬
‫الحكرمة المقادح ‪...................................................................................‬‬
‫المبحم الرابع‬
‫األعتى لتدولة ‪...........................................................‬‬ ‫الحكرمة من رئا‬
‫المطتب األول‬
‫الحكرمة المتكاة ‪...................................................................................‬‬
‫المطتب الثان‬
‫الحكرمة الدمهررلة ‪.............................................................................‬‬
‫الفصا الرابع‬
‫صرر الدلمقراطاة ‪...............................................................................‬‬
‫المبحم األول‬
‫الدلمقراطاة المباشرح ‪.............................................................................‬‬
‫المبحم الثان‬
‫الدلمقراطاة غار المباشرح ( النااب )‪.........................................................‬‬

‫‪372‬‬
‫المطتب األول‬
‫أركان النرام النااب ‪..............................................................................‬‬
‫المطتب الثان‬
‫تشكاا البرلمان ‪....................................................................................‬‬
‫المبحم الثالم‬
‫الدلمقراطاة شبه المباشرح ‪.......................................................................‬‬
‫الفصا الخام‬
‫األنرمة السااساة القائمة عتى مبدأ الفصا بان الستطات‪................................‬‬
‫المبحم األول‬
‫النرام الرئاس ‪..................................................................................‬‬
‫المطتب األول‬
‫الدعائم الت لقرم عتاها النرام الرئاس ‪........................................................‬‬
‫المطتب الثان‬
‫الستطات ف النرام الرئاس ‪................................................ ..................‬‬
‫المبحم الثان‬
‫النرام البرلمان ‪........…....................................................….....‬‬

‫المطتب األول‬
‫الدعائم الت لقرم عتاها النرام البرلمان ‪.................................................‬‬
‫المطتب الثان‬
‫الستطات ف النرام البرلمان ‪............................................................‬‬
‫المبحم الثالم‬
‫النرام المدتس ‪...............................................................................‬‬
‫المطتب األول‬
‫الستطة التشرل اة ‪............................................................................‬‬
‫المطتب الثان‬
‫الستطة التنفاذلة ‪...............................................................................‬‬
‫المطتب الثالم‬
‫االتحادي‪......................................‬‬ ‫ال ال ة بان الدم اة االتحادلة والمدت‬

‫‪373‬‬
‫الباب الثان‬
‫نررلة الدسترر‪................................................................................‬‬
‫الفصا األول‬
‫مدلرل القانرن الدسترري ومصادره‪.......................................................‬‬
‫المبحم األول‬
‫مدلرل القانرن الدسترري ‪....................................................................‬‬
‫المطتب األول‬
‫المدلرل التغري ‪................................................................................‬‬
‫المطتب الثان‬
‫المدلرل الشكت ‪...............................................................................‬‬

‫المطتب الثالم‬
‫المدلرل المرضرع ‪........................................................................‬‬
‫المبحم الثان‬
‫مصادر القانرن الدسترري ‪..................................................................‬‬
‫المطتب األول‬
‫التشرلع ‪........................................................................................‬‬
‫المطتب الثان‬
‫ال رف الدسترري ‪...........................................................................‬‬
‫الفصا الثان‬
‫أسالاب نشأح الدساتار ‪.......................................................................‬‬
‫المبحم األول‬
‫األسالاب غار الدلمقراطاة ف وضع الدساتار‪…........................................‬‬
‫المطتب األول‬
‫أسترب المنحة‪.................................................................................‬‬
‫المطتب الثان‬
‫أسترب ال قد ‪...................................................................................‬‬
‫المبحم الثان‬
‫األسالاب الدلمقراطاة ف وضع الدساتار ‪...............................................‬‬

‫‪374‬‬
‫المطتب األول‬
‫أسترب الدم اة التأساساة ‪...................................................................‬‬
‫المطتب الثان‬
‫أسترب االستفتاء ‪............................................................................‬‬
‫الفصا الثالم‬
‫أنراع الدساتار ‪...............................................................................‬‬
‫المبحم األول‬
‫الدساتار المدونة وغار المدونة‪.............................................................‬‬
‫المطتب األول‬
‫الدساتار المدونة ‪................…...................................................‬‬

‫المطتب الثان‬
‫الدساتار غار المدونة‪.........................................................................‬‬
‫المبحم الثان‬
‫الدساتار المرنة والدامدح‪....................................................................‬‬
‫المطتب األول‬
‫الدساتار المرنة ‪...............................................................................‬‬
‫المطتب الثان‬
‫الدساتار الدامدح ‪..............................................................................‬‬
‫المبحم الثالم‬
‫الدساتار المؤ تة والدائمة‪....................................................................‬‬
‫المطتب األول‬
‫الدساتار المؤ تة ‪...............................................................................‬‬
‫المطتب الثان‬
‫الدساتار الدائمة ‪..............................................................................‬‬
‫المبحم الرابع‬
‫الدساتار المرجدح والمطرلة ‪.................................................................‬‬
‫المطتب األول‬
‫الدساتار المرجدح‪..............................................................................‬‬

‫‪375‬‬
‫المطتب الثان‬
‫الدساتار المطرلة‪..............................................................................‬‬
‫المبحم الخام‬
‫الدساتار الدلمقراطاة وغار الدلمقراطاة‪..................................................‬‬
‫المطتب األول‬
‫الدساتار الدلمقراطاة‪..........................................................................‬‬
‫المطتب الثان‬
‫الدساتار غار الدلمقراطاة ‪...................................................................‬‬
‫الفصا الرابع‬
‫مبدأ سمر الدسترر وكفالة احترامه ‪........................................................‬‬

‫المبحم األول‬
‫سمر الدسترر ‪................................................................................‬‬
‫المطتب األول‬
‫السمر المرضرع لتدسترر ‪.................................................................‬‬
‫المطتب الثان‬
‫السمر الشكت لتدسترر ‪.....................................................................‬‬
‫المطتب الثالم‬
‫التمااد بان القرانان الدستررلة وال ادلة ‪..................................................‬‬
‫المطتب الرابع‬
‫النتائج المترتبة عتى التمااد بان القرانان الدستررلة وال ادي‪..........................‬‬
‫المبحم الثان‬
‫كفالة احترام سمر الدسترر ‪..................................................................‬‬
‫المطتب األول‬
‫الر ابة السااساة عتى دستررلة القرانان‪..................................................‬‬
‫المطتب الثان‬
‫الر ابة القضائاة عتى دستررلة القرانان‪...................................................‬‬
‫الفصا الخام‬
‫ت دلا الدسترر ‪...............................................................................‬‬

‫‪376‬‬
‫المبحم األول‬
‫الستطة المختصة بالت دلا ‪..................................................................‬‬
‫المطتب األول‬
‫مر ف الفقه من تحدلد الستطة المختصة بت دلا الدسترر‪................................‬‬
‫المطتب الثان‬
‫مر ف األنرمة الدستررلة من تحدلد الستطة المختصة بت دلا الدسترر‪..............‬‬
‫المبحم الثان‬
‫نطا الت دلا ‪.................................................................................‬‬
‫المطتب األول‬
‫الحرر المرضرع ‪.........................................................................‬‬

‫المطتب الثان‬
‫الحرر الدمن ‪................................................................................‬‬
‫المطتب الثالم‬
‫القامة القانرناة لتنصرص الت تحرر الت دلا‪...........................................‬‬
‫المبحم الثالم‬
‫لجراءات الت دلا ‪.............................................................................‬‬
‫المطتب األول‬
‫ا تراح الت دلا‪.................................................................................‬‬
‫المطتب الثان‬
‫ل رار مبدأ الت دلا ‪...........................................................................‬‬
‫المطتب الثالم‬
‫لعداد الت دلا ‪..................................................................................‬‬
‫المطتب الرابع‬
‫ل رار الت دلا بصفة نهائاة‪..................................................................‬‬
‫الفصا الساد‬
‫نهالة الدسترر ‪................................................................................‬‬
‫المبحم األول‬
‫األسترب ال ادي لنهالة الدسترر ‪...........................................................‬‬

‫‪377‬‬
‫المبحم الثان‬
‫األسترب غار ال ادي لنهالة الدسترر ‪.....................................................‬‬
‫ائمة المراجع‪............................................. .................................‬‬

‫‪378‬‬

You might also like