You are on page 1of 120

‫اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ‬

‫اﻟﺴﻦ‬ ‫ّ‬
‫واﻟﻄﻔﻮﻟﺔ وﻛﺒﺎر ّ‬ ‫وزارة اﻷﺳﺮة واﻟﻤﺮأة‬
‫ﻣﺮﺻﺪ اﻹﻋﻼم واﻟﺘّ ﻜﻮﻳﻦ واﻟﺘّ ﻮﺛﻴﻖ‬
‫واﻟﺪراﺳﺎت ﺣﻮل ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺣﻘﻮق ّ‬
‫اﻟﻄﻔﻞ‬ ‫ّ‬

‫اﻟﻮﻃﻨﻲ ﺣﻮل‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ‬
‫وﺿﻊ ّ‬
‫اﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﺑﺘﻮﻧﺲ‬
‫ﻟﺴﻨﺘﻲ ‪2021-2020‬‬

‫ﺗﺄﺛﻴﺮات ﺟﺎﺋﺤﺔ ﻛﻮﻓﻴﺪ‪ ١٩ -‬ﻋﻠﻰ اﻷﻃﻔﺎل‬


‫الـ ّـتقريــرالوطـنــيّ‬
‫ّ‬
‫حـول وضع الطفولــة‬
‫بتونس‬

‫‪2021 - 2020‬‬
‫جدول املحتويات‬

‫‪4‬‬ ‫التوطئة‬
‫‪7‬‬ ‫املقدمة‬
‫‪9‬‬ ‫معطيات ديموغرافية‬
‫‪11‬‬ ‫الحق في التعليم والتربية والتكوين ورهانات تكافؤ الفرص وتحقيق الجودة‬
‫‪12‬‬ ‫الحق في التعليم وجودته وشموليته‪.‬‬‫·الحق في التمدرس‪ :‬نحو استدامة ّ‬
‫ّ‬
‫‪14‬‬ ‫·التربية في مرحلة الطفولة املبكرة‪ :‬تهيئة للدراسة وتنشئة للمستقبل‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪15‬‬ ‫·محاضن األطفال‪ :‬دقة املهام ونقص االختصاص‪.‬‬
‫‪16‬‬ ‫·رياض األطفال‪ :‬نقص العدد وعدم تكافؤ فرص التربية قبل املدرسية‬
‫ّ‬
‫والحد من انتشارها‬ ‫·الفضاءات الفوضوية‬
‫‪18‬‬
‫‪20‬‬ ‫·الكتاتيب‪ :‬في السعي إلى مزيد تجويد الخدمات التربوية‬
‫‪21‬‬ ‫·املرحلة التحضيرية وضرورة التعميم الكلي‬
‫‪22‬‬ ‫·املرحلة االبتدائية‪ :‬ظروف غيرمتكافئة بين الجهات‬
‫‪25‬‬ ‫·مرحلة اإلعدادي التقني‪ :‬أهمية املشروع وضرورة التطوير‬
‫‪26‬‬ ‫·التعليم اإلعدادي العام‪ :‬مرحلة دقيقة بحاجة إلى عناية خاصة‬
‫‪27‬‬ ‫·التعليم الثانوي وعدم تكافؤ ظروف الدراسة وفرص النجاح‬
‫‪30‬‬ ‫·التكوين املنهي‪ :‬قطاع استراتيجي واعد بحاجة للتأهيل الشامل‬
‫‪32‬‬ ‫·األطفال ذوو االحتياجات الخصوصية وحدود الدمج‬
‫‪34‬‬ ‫·االنقطاع عن الدراسة‪ :‬هل استعادت املدرسة أبناءها ؟‬
‫‪35‬‬ ‫·الحق في التربية والتعليم بين مطرقة كوفيد وسالمة األطفال واملتعلمين‬
‫‪35‬‬ ‫ّ‬
‫·اإلجراءات الخاصة بمؤسسات الطفولة املبكرة ملواجهة جائحة كورونا‬
‫‪36‬‬ ‫·اإلجراءات الخاصة باملدارس واملعاهد ملواجهة جائحة كورونا‬
‫‪39‬‬ ‫·التوصيات الخاصة بمحور الحق في التعليم والتربية والتكوين‬
‫‪41‬‬ ‫الحق في الترفيه والثقافة والرياضة والتنشيط و االستجابة النتظارات األطفال‬

‫‪4‬‬
‫‪42‬‬ ‫·دور الثقافة‪ :‬نحو تطويرالفعل الثقافي خدمة للطفولة‬
‫‪43‬‬ ‫·التنشيط الشبابي‪ :‬من أجل جيل جديد من املؤسسات الشبابية‬
‫‪44‬‬ ‫·املكتبات العمومية وترغيب األطفال في املطالعة‬
‫‪44‬‬ ‫تنوع األنشطة ومحدودية املساواة واإلنصاف‬‫·األنشطة الثقافية والترفيهية‪ّ :‬‬
‫‪47‬‬ ‫·التنشيط الثقافي بالوسط املدر�سي‪ :‬غياب ّ‬
‫التنوع ومحدودية اإلقبال‬
‫‪47‬‬ ‫·املحاضن املدرسية والتنشيط التربوي االجتماعي‪ :‬استجابة لطلب مجتمعي متزايد‬
‫‪49‬‬ ‫·الثقافة الرقمية والعالم البديل لألطفال‬
‫‪53‬‬ ‫·التوصيات الخاصة بالحق في الترفيه والثقافة والرياضة والتنشيط‬
‫‪55‬‬ ‫الحق في الرعاية الصحية واملرافقة النفسية واإلحاطة االجتماعية من أجل طفل متوازن‬
‫‪56‬‬ ‫ّ‬
‫الصحية وأهمية الوقاية‬ ‫·الرعاية‬
‫‪58‬‬ ‫ّ‬
‫·املرافقة النفسية والتربوية‪ :‬نقص املختصين ومحدودية الهياكل‬
‫‪59‬‬ ‫·اإلحاطة والحماية االجتماعية حفظا لكرامة الطفل‬
‫‪65‬‬ ‫·التوصيات الخاصة بالحق في الرعاية الصحية واملرافقة النفسية و اإلحاطة االجتماعية‬
‫‪67‬‬ ‫الحق في الحماية من املخاطرتكريسا ملبدأ مصلحة الطفل الفضلى‬
‫‪68‬‬ ‫·الحماية االجتماعية‪ :‬مندوب حماية الطفولة وواجب اإلشعار‬
‫‪73‬‬ ‫·دور مندوب حماية الطفولة في حماية الطفولة في خالف مع القانون‪ :‬الوساطة‬
‫‪75‬‬ ‫·املصالحة والوساطة العائلية‬
‫‪76‬‬ ‫ّ‬
‫·الرقم األخضراملجاني ‪ 1809‬لإلنصات واإلحاطة بالوضعيات املهددة‬
‫‪76‬‬ ‫·الحماية األمنية الوقائية‬
‫‪77‬‬ ‫ّ‬
‫·معالجة وضعيات الطفولة املهددة‬
‫‪79‬‬ ‫·التعاطي األمني مع ظواهرالعنف األسري‬
‫‪80‬‬ ‫·األطفال ضحايا العنف ّ‬
‫املتعهد بهم أمنيا‬
‫‪81‬‬ ‫·الحماية من االتجارباألطفال‬
‫‪83‬‬ ‫·حماية الطفولة من مخاطراألنترنات‪ :‬اإلبحارفي عالم الواب والحماية من الخطر‬
‫‪84‬‬ ‫·الحماية القضائية‪ :‬الحماية القضائية للطفولة ّ‬
‫املهددة‬
‫‪87‬‬ ‫التعهد القضائي بالطفولة الجانحة‪ّ :‬‬
‫تعهد األطفال في خالف مع القانون‬ ‫· ّ‬
‫‪91‬‬ ‫·العنف في الوسط املدر�سي‪ ،‬ظاهرة تتنامى وجب تطويقها‬
‫‪93‬‬ ‫·التوصيات الخاصة بالحق في الحماية من املخاطر‬
‫‪95‬‬ ‫‪  ‬الحق في البيئة و التنمية املستدامة‪ :‬تكريس لثقافة جودة الحياة‬
‫‪96‬‬ ‫·حماية محيط الطفل تكريسا لحق الناشئة في بيئة سليمة‬
‫‪98‬‬ ‫·الحمالت التحسيسية واألنشطة التدريبية املوجهة لألطفال‬
‫‪100‬‬ ‫·األنشطة البيئية في املدارس ومؤسسات الطفولة‬
‫‪101‬‬ ‫·التوصيات الخاصة بالحق في البيئة والتنمية املستدامة‬
‫‪104‬‬ ‫الحق في املشاركة والتعبيروتنشئة الطفل على قيم املواطنة و حقوق اإلنسان‬

‫ّ‬
‫الوطني حول وضع‬ ‫ّ‬
‫التقرير‬
‫‪5‬‬ ‫ّ‬
‫الطفولة بتونس ‪2021 - 2020‬‬
‫التوطئة‬

‫التونسي‬
‫ّ‬ ‫االســتثمار في ّ‬
‫الطفل‬
‫د‪ .‬آمال بلحاج مو�سى‬
‫ّ‬
‫والطفولة وكبارالسنّ‬ ‫وزيرة األسرة واملرأة‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬


‫التونسية لسنة‬ ‫تقريرحول الطفولة يقتصرعلى أوضاع الطفولة‬ ‫والحقيقي واألكبرهواإلنسان‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّإن رأسمال تونس الوطني األول‬
‫‪ 2020‬فحســب وآثــرت تأجيــل إصــدار التقريــر ملــدة ثالثــة أشــهر‬ ‫ّ‬ ‫تبنتــه ّ‬ ‫ّ‬
‫الوطنيــة الحديثــة وعملــت علــى‬ ‫الدولــة‬ ‫وهــو املبــدأ الــذي‬
‫ضاعفــت خاللهــا الجهــود وسـ ّـرعت نســق العمــل إلعــداد تقريــر‬ ‫ّ‬
‫تجســيده منذ لحظة انطالق بناء املشــروع املجتمعي وترجمته‬
‫يشــمل بيانــات ســنتي ‪ 2020‬و‪ .2021‬وهنــا ال يســعنا إال أن نتوجــه‬ ‫بالتعليــم ّ‬
‫والصحــة‬ ‫مــن خــال ســم أولويــات ّتتصــل بالنهــوض ّ‬
‫ّ‬ ‫ِ ر‬
‫بجزيــل الشــكرإلــى كافــة الهيــاكل الوزاريــة التــي تفاعلــت إيجابيــا مــع‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وكل مــن القطاعيــن يهتــم بصحــة العقــل والجســد فــي الوقــت‬ ‫ّ‬
‫ومدتنــا بالبيانــات فــي وقــت قيا�ســي جــدا وهــومــا مكــن الــوزارة‬ ‫طلبنــا ّ‬
‫ذاتــه وبنفــس األهميــة‪.‬‬
‫من أن تنشر‪ ،‬ألول مرة‪ ،‬تقريرا حول سنة لم يمض على انقضائها‬
‫ّ‬
‫املصداقيــة‬ ‫إال أربعــة أشــهر‪.‬كما أننــا حرصنــا علــى التحلــي بتمــام‬ ‫ولعـ ّـل الحفــر فــي قيمــة اإلنســان ومســار بنــاء كيانــه وتأصيلــه‪،‬‬
‫الراحــل الكبيــرمحمــود‬ ‫عبــرعــن ذلــك ببالغــة عاليــة األديــب ّ‬ ‫كمــا ّ‬
‫وتوصيــف الواقــع بمنجــزه ونقائصــه معــا‪.‬‬
‫ّ‬ ‫املســعدي‪ُ ،‬يقودنــا وجوبــا وآليــا إلــى املرحلــة األهـ ّـم فــي مســاربنــاء‬
‫التقريــر الوطنــي حــول وضــع الطفولــة فــي تونــس ِلسـ َـنت ْي‬ ‫يأتــي ّ‬ ‫ّ‬
‫والجماعيــة وهــي مرحلــة الطفولــة التــي‬‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الذاتيــة‬ ‫الفــرد لهويتــه‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫‪ 2020‬و‪ ،2021‬ليعكــس اهتمــام ّ‬ ‫ّ‬ ‫مــن فــرط ّ‬
‫الدولــة املتنامــي بالطفولــة‪،‬‬ ‫ّ ِ‬ ‫أهميتهــا‪ ،‬يذهــب علمــاء النفــس وعلمــاء االجتمــاع وكل‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫ُعمومــا‪ ،‬وبالطفولــة املبكــرة‪ ،‬خصوصــا‪ ،‬وذلــك ملــا لهــذه املرحلــة‬ ‫ُ‬
‫الناشــطين فــي املجــال‪ ،‬إلــى اعتبارهــا املرحلــة املحـ ِّـددة لصياغــة‬ ‫ّ‬
‫ـتقبلية فــي ّ‬ ‫ـخصيته املسـ ّ‬ ‫أهميــة فــي نمـ ّـو الفــرد ونحــت شـ ّ‬ ‫مــن ّ‬
‫كل‬ ‫املالمــح األساسـ ّـية لشــخصية الفــرد‪.‬‬
‫ّ‬
‫والوجدانيــة‬ ‫ّ‬
‫والذهنيــة‪،‬‬ ‫ّ‬
‫الحركيــة‬ ‫أبعادهــا الجسـ ّ‬
‫ـدية والنفسـ ّـية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫واالجتماعيــة‪ ،‬واعتبــارا لدورهــا االســتراتيجي فــي ِصناعــة أجيــال‬ ‫ّ‬ ‫األهميــة الــذي تتنــزل فيــه مرحلــة الطفولــة‪،‬‬ ‫وفــي هــذا اإلطــارمــن‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التكنولوجيــة املُ ّ‬
‫تميــز‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫قــادرة علــى العيــش فــي عصــر الثــورة‬ ‫تولي تونس تركيزا خاصا على الطفولة من خالل االنكباب على‬
‫يميــة‬ ‫املعرفيــة والق ّ‬
‫ّ‬ ‫بســرعة نســق التجـ ّـدد فــي جميــع املنظومــات‬ ‫ُمعالجــة كل املعيقــات التــي تحــول دون التجســيد الكامــل ملبــدأ‬
‫ِ‬ ‫عــدم ّ‬
‫واالقتصاديــة واالجتماعيــة ‪ .‬ولعــل دعــوة رئيــس‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫والسياسـ ّـية‬ ‫التمييــز بيــن األطفــال‪ ،‬إضافــة إلــى وضــع االســتراتيجيات‬
‫الجمهوريــة األســتاذ قيــس ســعيد إلــى إحــداث املجلــس األعلــى‬ ‫التشــاركية املندمجــة ملكافحــة التفــاوت بيــن الجهــات الــذي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يلقــي بظاللــه علــى واقــع عــدد مــن أطفالنــا وظواهــرأخــرى باتــت‬
‫للتربيــة إنمــا تمثــل دليــا قويــا علــى أولويــة مســألة التربيــة ســواء‬
‫املدرسية‪ ،‬وهو ما سيضمن مراجعة لواقع‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املدرسية أو‬ ‫منها قبل‬ ‫تبعــث علــى القلــق وخاصــة منهــا مســألة االنقطــاع املبكــر عــن‬
‫ّ‬
‫التربيــة وتطويــر خب ـرات الطفــل التون�ســي علــى نحــو استش ـرافي‬ ‫الدراســة وتزايــد حــاالت الخــاف مــع القانــون وظاهــرة العنــف‬
‫شامل ‪.‬‬ ‫ضد األطفال بأشكالها املختلفة وأبعادها الخطيرة‪ ،‬باعتبارأن‬
‫أطفــال اليــوم هــم جيــل الغــد املوكــول لــه الحفــاظ علــى تونــس‬
‫وفــي نفــس تعميــق الـ ّـدور االجتماعــي للدولــة‪ ،‬تعكــف وزارة االســرة‬ ‫ُ‬
‫وامل�ضــي بهــا قدمــا نحــو آفــاق أرحــب مــن النمــاء والتقــدم‪.‬‬
‫وامل ـرأة والطفولــة وكبــار الســن علــى مشــروع برنامــج « الروضــة‬ ‫التفكيرفي أي فئة أوقضية‪ ،‬يقوم على ّ‬ ‫وكما نعلم فإن ّ‬
‫ّ‬
‫العموميــة» مــن أجــل معالجــة التمييــزالحاصــل بيــن األطفــال فــي‬ ‫الدراسات‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫خصــوص الحــق فــي التربيــة قبــل املدرسـ ّـية وهــو تمييــزيؤكــده هــذا‬ ‫والتقاريــرالتحليليــة املســتندة إلــى بيانــات وأرقــام تســاعدنا علــى‬
‫تحديد املشكالت وقياس درجة ّ‬
‫التقريــر حيــث ّإن أكثــر مــن نصــف األطفــال التونســيين الذيــن‬ ‫حدتها ومدى خطورتها ومن ّثمة‬
‫تت ـراوح أعمارهــم بيــن الثــاث والخمــس ســنوات هــم خــارج النظــم‬ ‫وضع الحلول املناسبة لها‪ .‬ونظرا إلى أهمية مصداقية البيانات‪،‬‬
‫املؤسســاتية للتربيــة مــا قبــل املدرسـ ّـية أي أنهــم غيــرمســجلين فــي‬ ‫فإن وزارة األسرة واملرأة والطفولة وكبارالسن ارتأت عدم نشر‬

‫‪6‬‬
‫إن قيمة مثل هذه التقاريرال تكمن في تحديد املنجزبقدرما تتمثل‬ ‫القانونيــة‪ .‬وللترفيــع فــي عــدد األطفــال املســتفيدين‬‫ّ‬ ‫ريــاض األطفــال‬
‫ّ‬
‫الجدية‬ ‫في ضبط النقائص واملشكالت وإظهارمواطن الخلل‪ .‬ومن‬ ‫مــن برنامــج النهــوض بالطفولــة املبكــرة قمنــا بإضافــة بلغــت ‪ 50‬باملئــة‬
‫ّ‬
‫بموضوعيــة وشــفافية عــن مشــاكل الطفولــة فــي‬ ‫بمــكان الكشــف‬ ‫السنة الجارية بعد أن كان عام‬ ‫حيث أصبح املستفيدون ‪ 15‬ألفا في ّ‬
‫تونــس ألن معالجتهــا تخضــع وجوبــا إلــى تضافــرالجهــود وإلــى مقاربــة‬ ‫‪ 2020‬عشــرة آالف‪.‬‬
‫تشــاركية مــن منطلــق كــون الطفولــة شــأن يجمــع الجميــع ويعنــي كل‬ ‫التقريــر حصيلــة ِســياق اســتثنائي ّميــز ســنتي ‪2020‬‬ ‫ُويمثــل هــذا ّ‬
‫األطـراف واملؤسســات‪.‬‬ ‫الصعيدين الوطني والعالمي‪ ،‬بســبب تداعيات جائحة‬ ‫و‪ 2021‬على ّ‬
‫كوفيــد ‪ 19‬التــي ألقــت بظاللهــا علــى كل ُمســتويات الحيــاة ّ‬
‫الص ّ‬
‫حيــة‬
‫ونعتقــد أن األخــذ بعيــن االعتبــار تأثي ـرات جائحــة الكورونــا نقطــة‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬
‫ّ‬
‫واالقتصاديــة واالجتماعيــة‪ .‬ولــم تكــن الطفولــة بمنــأى عــن هــذه‬ ‫ّ‬
‫مهمــة تف�ضــي إلــى التحليــل املوضوعــي وتنســيب األرقــام وإخضاعهــا‬
‫التأثي ـرات‪ ،‬بــل ّإنهــا كانــت األكثــرتضـ ّـررا ّ‬
‫تربويــا‪ ،‬نظـرا إلــى االضطـراب‬
‫ألثــر الســياق‪ .‬مــن ناحيــة ثانيــة فــإن قيــاس املنجــز واملنشــود فــي‬ ‫ّ‬ ‫الســنتان ّ‬
‫قطــاع الطفولــة فــي ضــوء األهــداف ذات الصلــة بالطفولــة فــي خطــة‬ ‫الدراسـ ّـيتان األخيرتــان‪ ،‬والــذي أثــرســلبا علــى‬ ‫الــذي شــهدته ّ‬
‫َ‬ ‫العلمي ّ‬
‫ّ‬ ‫ُمستوى ّ‬
‫التنميــة املســتدامة مــن شــأنه أن يطبــع التحليــل وبوصلتــه بالكثيــر‬ ‫والنف�سي ألكثرمن مليون ْي تلميذة وتلميذ‬ ‫التحصيل‬
‫ّ‬ ‫مــن ناحيــة‪ ،‬وأمــام مــا ّميــزفت ـرات الحجــر ّ‬
‫مــن الجــدوى واملرجعيــة الواضحــة املحــددة‪.‬‬ ‫الصحــي‪ ،‬ســواء الشــامل أو‬
‫ّ‬
‫ّ‬ ‫أهميــة مثــل هــذا ّ‬ ‫ّ‬ ‫املوجــه‪ ،‬مــن تضاعــف ل ِنســب العنــف األســري الــذي سـ ّـجل أرقامــا‬ ‫ّ‬
‫محطــة ّ‬ ‫تتأتــى ّ‬
‫مهمــة‬ ‫التقريــر باعتبــاره‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مــن هنــا‬
‫ُ‬ ‫قياسـ ّـية غيرمســبوقة مقارنة بمســتوياته في فترة ما قبل كوفيد ‪،19‬‬
‫للوقــوف علــى مــدى تقــدم إنجــازاالســتراتيجيات والبرامــج والخطــط‬ ‫مــن ناحيــة أخــرى‪.‬‬
‫ّ ُ‬
‫والقطاعيــة املعـ ّـدة فــي الغــرض‪ .‬حيــث حاولنــا‪ ،‬مــن خاللــه‪،‬‬ ‫ّ‬
‫الوطنيــة‬ ‫ّ‬
‫النتائــج املنجــزة فــي مختلــف املجــاالت ذات العالقــة‬ ‫اســتعراض ّ‬ ‫غيــرأن هــذه الظــروف لــم تمنــع مــن اإليفــاء بااللتـزام بتجســيم تطـ ّـور‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫بقطــاع الطفولــة وذلــك بغايــة تقويــم املنجــز والعمــل علــى مزيــد‬ ‫ُمختلــف املؤش ـرات فــي مجــال الطفولــة فــي ُمختلــف مراحلهــا وفــي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫كل املجــاالت‪ ،‬وذلــك إيمانــا بأهميــة األرقــام واإلحصائيــات فــي رســم‬
‫التوجهــات الكفيلــة‬ ‫إحــكام تنســيق التدخــات وإعــادة ضبــط‬ ‫ُ‬
‫ّ‬ ‫بتحقيــق ّ‬ ‫السياســات وتعديلهــا ُومراجعتهــا ِوفقــا ملقتضيــات الواقــع املتحـ ّـول‪،‬‬ ‫ّ‬
‫العموميــة التــي تســتهدف بالخصــوص الفئــات‬ ‫السياســات‬
‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫الدوريــة كآليــة‬ ‫ّ‬ ‫بأهميــة مثــل هــذه التقاريــر‬ ‫مــن ناحيــة‪ ،‬واقتناعــا ّ‬
‫االجتماعيــة األكثــر هشاشــة مــن األطفــال أو الجهــات األقــل حظــا‪.‬‬ ‫ناجعة لتقويم اإلنجا ات ومدى ّ‬
‫ـأن ّ‬ ‫الســنتين املنقضيتيــن‪ ،‬شـ ُـأنها شـ ُ‬ ‫لقــد شــهدت تونــس خــال ّ‬ ‫التقدم فيها من ناحية أخرى‪ .‬عالوة‬ ‫ز‬
‫ُ ّ‬
‫بقيــة‬ ‫علــى ّأن هــذا التقريــرســيمكن مــن الوقــوف علــى النقائــص واملعيقــات‬
‫ّ‬
‫دول العالــم‪ ،‬انتشــارا واســعا لجائحــة الكوفيــد ‪ ،19‬طالــت تبعاتــه‬ ‫رفعهــا باعتمــاد ُمقاربــات‬ ‫والتحديــات التــي وجــب ُ‬ ‫ّ‬ ‫التــي وجــب تجاوزهــا‬
‫وخاصة الفئات األكثرهشاشة منهم على غراراملنحدرين‬ ‫ّ‬ ‫األطفال‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫السند أو ذوي االحتياجات الخصوصيةّ‬ ‫من أسر ُمعوزة أو فاقدي ّ‬ ‫جديدة تراعي الواقع املتحول الذي نعيشه واملتميزبتواترالتحديات‬
‫وبســرعة نسـ ِـقها وتشــابك املتغيـرات التــي تحكمهــا‪.‬‬ ‫ودوليــا ُ‬ ‫وطنيــا ّ‬ ‫ّ‬
‫ممــا سـ ّـبب لهــم الكثيــر مــن املعانــاة الجسـ ّ‬
‫ـدية‬ ‫ـكل أصنافهــا‪ّ ،‬‬ ‫بـ ّ‬
‫ّ‬ ‫أولويــة ُمطلقــة ّ‬ ‫الطفولــة فــي تونــس‪ ،‬وال تـزال‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬
‫والنفسـ ّـية‪ ،‬جـ ّـراء اإلصابــة بالوب ـ ـ ــاء مــن ناحيــة‪ ،‬وجـ ّـراء حرمانهــم‬ ‫للدولــة مــا‬ ‫لقــد مثلــت‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُّ‬ ‫مؤسســاتها حيــث إن‬ ‫فتئــت تحظــى بعنايــة ُمتناميــة مــن قبــل ُمختلــف ّ‬
‫واالجتماعيــة التــي‬ ‫العموميــة‬ ‫الكلــي أو الجزئــي مــن جميــع الخدمــات‬ ‫ِ‬
‫ّ‬
‫بالدنــا أردفــت ُمصادقتهــا علــى االتفاقيــة الدوليــة لحقــوق الطفــل‪،‬‬
‫ّ‬
‫ضاعفــت جائحــة كوفيــد ‪ 19‬الحاجــة إليهــا مــن ناحيــة أخــرى‪ .‬وقــد‬ ‫ّ‬
‫مؤسســات ِريــاض‬ ‫التمتــع بخدمــات ّ‬ ‫شــمل الحرمــان حـ ّـق األطفــال فــي ّ‬ ‫منــذ ‪ 29‬نوفمبــر ‪ ،1991‬بسـ ّـن جملــة مــن القوانيــن والتشــريعات‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫األطفــال وفــي ّ‬ ‫ّ‬ ‫غطــت كل ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الثقافيــة وفــي الترفيــه‬ ‫الدراســة وفــي ممارســة األنشــطة‬ ‫حقــوق الطفــل‬ ‫التطبيقيــة التــي‬ ‫املشــفوعة باإلج ـراءات‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بســبب غلق ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫بوصفهــا جــزء ال يتج ـزأ مــن حقــوق اإلنســان فــي شــموليتها وكونيتهــا‬
‫واملؤسســات‬ ‫مؤسســات الطفولة واملؤسســات التربوية‬ ‫التربيــة ّ‬
‫ّ‬ ‫الترفيهيــة خــال فتــرة الحجــر ّ‬ ‫ّ‬ ‫الرياضيــة ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وخاصــة منهــا الحـ ّـق فــي ّ‬ ‫ّ‬
‫الصحـ ّـي الكلــي‬ ‫والنــوادي‬ ‫والجيــد للجميــع‬ ‫والتعليــم املنصــف‬
‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫والجزئــي علــى حــد ســواء‪ .‬وبرغــم ّ‬ ‫الحقــوق َ‪،‬محمــول علــى‬ ‫تمكينيــا ضامنــا إلعمــال بقيــة ُ‬ ‫ّ‬ ‫باعتبــاره حقــا‬
‫كل املجهــودات التــي بذلتهــا الدولــة‬ ‫ُ ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ُومنظمــات املجتمــع املدنــي فــي تخفيــف آثــارهــذه الجائحــة مــن خــال‬ ‫الدولــة أن تســخر كل مواردهــا وطاقاتهــا ِلتضمنــه لألطفــال جميعــا‬
‫ساتيـ ــا ّإبـ ــان الجائحة‪ ،‬فإن‬ ‫وماديا ّ‬
‫ومؤس ّ‬ ‫نفسيـ ــا ّ‬
‫ّ‬ ‫اإلحاطة باألطفال‬
‫ّ‬
‫التعليميــة‪،‬‬ ‫ّ‬
‫العمليــة‬ ‫دون تمييــز ‪ .‬وليــس املقصــود بالتربيــة ُمجـ ّـرد‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫الشــاملة التــي تشــترك عــدد مــن ّ‬ ‫ّ‬ ‫عمليــة ّ‬‫بــل هــي ّ‬
‫آثارهــا علــى مختلــف فئــات األطفــال‪ ،‬كانــت عميقــة‪ ،‬مثلمــا تبينــه‬ ‫املؤسســات‬ ‫التنشــئة‬
‫ّ‬ ‫مؤسســات‬ ‫أهمهــا األســرة واملدرســة دون أن نن�ســى ّ‬ ‫فــي تأمينهــا‪ ،‬لعـ ّـل ّ‬
‫واإلحصائيــات الــواردة مــن مختلــف الــوزارات والهيــاكل‬ ‫األرقــام‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العمليــة والتــي تأخــذ‬ ‫ّ‬ ‫املبكــرة باعتبارهــا املتدخــل ّ‬
‫األول فــي‬ ‫الطفولــة‬
‫املعنيــة بمجــال الطفولــة واملضمنــة فــي هــذا التقريــر‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫يتأصــل فــي الطفــل‪ .‬فهــي تغــرس فيــه‬ ‫وجدانيــا ّ‬ ‫ّ‬ ‫التنشــئة معهــا ُبعــدا‬
‫ـتثنائيا سـ َـنت ْي ‪2020‬‬ ‫يغطــي اسـ ّ‬ ‫التقريــر‪ ،‬الــذي‬ ‫ويتضمــن هــذا ّ‬ ‫ّ‬
‫التعامــل وتوزيــع األدواربيــن الذكــور‬ ‫ضوابــط وق َي ًمــا تحـ ّـدد لــه قواعــد ّ‬
‫ِ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫و ‪ِ ،2021‬ق ـراءة املؤش ـرات واألرقــام التــي خلفهــا هــذا الوبــاء فــي‬ ‫واإلنــاث‪.‬‬

‫ّ‬
‫الوطني حول وضع‬ ‫ّ‬
‫التقرير‬
‫‪7‬‬ ‫ّ‬
‫الطفولة بتونس ‪2021 - 2020‬‬
‫الدخــل‪ ،‬وذلــك باإلســهام فــي تعميــم برنامــج ّ‬ ‫محــدودة ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫«الروضــة‬ ‫املهتمــة بالطفولــة‬ ‫العموميــة‬ ‫الوظيفيــة والهيــاكل‬ ‫القطاعــات‬
‫العموميــة» وتطوي ـ ــرأنظمــة ّ‬
‫التواصــل املعلوم ـ ــاتي وتعميــم الرب ـ ــط‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫فــي مجــاالت الصحــة والتربيــة والتعليــم والتنشــيط والتثقيــف‬ ‫ّ‬
‫بشــبكة األنترنــات وإتاحــة االســتفادة منهــا لجميــع األطفــال دون‬ ‫الراميــة إلــى تحقيــق أهــداف التنميــة‬ ‫والترفيــه وجــودة الحيــاة ّ‬
‫تمييــز‪.‬‬ ‫املســتدامة والبيئــة الســليمة والتنميــة والتكويــن والتدريــب‬
‫وفــي ختــام هــذه ّ‬ ‫االجتماعيــة وتعزيــز املشــاركة والحــوار ونشــر ثقافــة‬ ‫ّ‬ ‫واإلحاطــة‬
‫املقدمــة نتوجــه بالشــكر الجزيــل إلــى السـ ّـيدة‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫حقــوق الطفــل والتعريــف بمصالحــه الفضلــى والحمايــة مــن‬
‫رئيســة الحكومــة علــى دعمهــا فتــح ُمركــب الطفولــة باملغيلــة‬
‫املخاطــر ومــن مختلــف أشــكال العنــف أو اإلســاءة‪.‬‬
‫ســيدي بوزيــد بعــد غلــق دام خمــس ســنوات‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تكتســب الخطــط والبرامــج ّ‬
‫املوجهــة للطفولــة‪،‬‬ ‫والسياســات‬
‫ويتزامــن هــذا التقريــر مــع إعــان وزارة األســرة وامل ـرأة والطفولــة‬ ‫ّ‬
‫متانتهــا وصالبتهــا مــن مــدى احترامهــا لحقــوق الطفــل كاملــة‪ ،‬ومــن‬
‫وكبــارالسـ ّـن عــن فتــح ُمناظـرات النتــداب ُمربيــن وأســاتذة طفولــة‬
‫ّ‬ ‫اســتنادها إلى دســتور الجمهورية التونســية واملواثيق واملعاهدات‬
‫ليتحقــق فــي هــذه‬ ‫وأخصائييــن نفســانيين‪ ،‬وهــو أمــر مــا كان‬ ‫ّ‬ ‫الد ّ‬ ‫ُّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وليــة‪ ،‬ومــن ثوابــت املجتمــع ونقــاط اســتدالله‪ ،‬ولذلــك فإننــا إذ‬
‫اللحظــة االقتصاديــة الصعبــة‪ ،‬لــوال االلت ـزام الخــاص والصــادق‬ ‫كل األطـراف علــى ُمســاهمتها فــي إعــداد هــذا ّ‬ ‫نشــكر ّ‬
‫التقريــر ‪ ،‬فإننــا‬
‫الــذي تحلــت بــه السـ ّـيدة رئيســة الحكومــة والسـ ّـيدة وزيــرة املاليــة‬ ‫ّ‬ ‫نتوجــه إلــى ُمختلــف ّ‬ ‫ّ‬
‫العموميــة ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املؤسســات والهيــاكل واملنظمــات العاملــة فــي‬
‫للنهــوض بواقــع‬ ‫العامــة للوظيفــة‬ ‫والسـ ّـيدة املديــرة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫عامــة والطفولــة األكثــر هشاشــة ّ‬ ‫الطفولــة فــي تونــس ّ‬ ‫االنكبــاب معــا‬ ‫مجــال الطفولــة‪ ،‬حكوميــة كانــت أوغيــرحكوميــة إلــى ِ‬
‫خاصــة‪.‬‬ ‫الجهــود ّ‬ ‫ومضاعفــة ُ‬
‫للتخفيــف مــن آثــار الجائحــة علــى األطفــال‪،‬‬
‫الدعوة إلى جميع الشركاء‬ ‫التقريرلتوجيه ّ‬ ‫وننتهزفرصة نشرهذا ّ‬ ‫الســعي إلــى تذليــل‬ ‫خاصــة األكثــر هشاشــة منهــم‪ ،‬مــن خــال ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والوظيفيــة ودعـ ــم اســتراتيجيات ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املعنييــن بمســألة الطفولــة وإلــى الباحثيــن املهتميــن بإشــكاليات‬ ‫التخطيــط‬ ‫الهيكليــة‬ ‫الصعوبــات‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الطفولــة ومباحثهــا وكذلــك وســائل اإلعــام لفتــح نقــاش عمومـ ّـي‬ ‫والحياتيــة علــى ِغ ـرار التربيــة مــا‬ ‫الحيويــة‬ ‫وال ـ ــبرمجة فــي املج ــاالت‬
‫حول املشكالت التي كشف عنها ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫الوطني للطفولة لسنتي‬ ‫ّ‬ ‫التقرير‬ ‫قبــل املدرسـ ّـية واملدرســية والصحــة والترفيــه والحم ـ ــاية والوق ــاية‬
‫ّ‬
‫‪2020‬و ‪ .2021‬باعتبــار أن ّ‬ ‫ّ‬
‫آليــات‬‫آليــة مــن ّ‬‫النقــاش العمومـ ّـي ّ‬ ‫والرعايــة‪ ،‬وتعزيــز منظومــة ُحقــوق الطفــل وتحســين األوضــاع‬ ‫ّ‬
‫املعالجــة العقالنيــة التشــاركية وجــزء منهــا فــي الوقــت نفســه‪.‬‬ ‫ّ‬
‫الخصوصيــة بـ ّ‬
‫ـكل‬ ‫املعيشـ ّـية لألســر واألطفــال ذوي االحتياجــات‬
‫الســند واألطفــال املر�ضــى واملنحدريــن مــن أســر‬ ‫فئاتهــم وفاقــدي ّ‬

‫‪8‬‬
‫املقد مة‬
‫ّ‬

‫ُ‬ ‫ّ‬
‫وقد انطلق إعداد التقرير ِبتجميع ُمختلف املعطيات واإلحصائيات‬ ‫التقريــرالوطنـ ّـي حــول وضــع الطفولــة فــي تونــس ِلسـ َـنتي ‪2020‬‬ ‫يتنـ ّـزل ّ‬
‫ُ ّ‬ ‫والتقاريــرالقطاعيــة ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الصــادرة عــن الــوزارات والهيــاكل املتدخلــة فــي‬ ‫ّ ِ‬ ‫ـتثنائي مـ ّـرت بــه اإلنســانية جمعــاء‪ ،‬اتســم‬ ‫‪ 2021 -‬فــي ِســياق اسـ ّ‬
‫املؤشـرات ّ‬ ‫ّ‬
‫الدالــة‪،‬‬ ‫مجــال الطفولة ِليتـ ّـم اســتقراء البيانــات واخ ِتيــار‬ ‫الصحــة‬ ‫بانتشــار فيــروس كوفيــد ‪ 19‬وتداعياتــه الخطيــرة علــى ّ‬
‫ِ‬
‫ّ‬ ‫وتحليلها كمــا ّتمــت املُطالبة بتوفيــر ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التدقيقــات واإلضافــات الالزمــة‬ ‫الجسدية والنفسية لإلنسان وعلى حياته‪ ،‬إذ أربكت هذه الجائحة‬
‫كل َمرحلــة مــن مراحــل جمــع البيانــات أو تحريــرعناصــر ّ‬ ‫فــي ّ‬ ‫ُ‬
‫التقريــر‬ ‫املفاجئــة وغيــراملســبوقة نســق الحيــاة اليوميــة لإلنســان وأفســدت‬
‫ّ‬ ‫بالتــوازي مــع عــرض مــا تـ ّـم ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ َ‬
‫التوصــل إليــه علــى أنظــاراللجنــة العلميــة‬ ‫ـتثنائي‪ ،‬طالــت ان ِعكاســاته‬ ‫عليــه راحتــه واطمئنانه‪ .‬وهــو ظــرف اسـ‬
‫التعديــات‬ ‫والخب ـراء إلبــداء ال ـرأي وإج ـراء ّ‬ ‫ُ‬
‫ؤسســات املعنيــة‬ ‫واملُ ّ‬ ‫ناحــي الحيــاة‪ .‬وكان األطفــال‪ ،‬باع ِتبــار‬ ‫ّ َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫كل ِفئــات املجتمــع وكافــة م ِ‬
‫ناســبة‪.‬‬ ‫الفئــات األكثــر تضـ ّـررا‪ ،‬إذ ُحــرم ِمئــات‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫واملراجعات امل ِ‬ ‫هشاشــة وض ِعهــم‪ ،‬مــن بين ِ‬
‫يتعلــق بمنهجيــة صياغــة ّ‬ ‫ّ‬ ‫اآلالف منهــم فــي تونــس‪ ،‬شــأن أطفــال جـ ّـل بلــدان العالــم مــن جــزء‬
‫التقريــرالوطنــي‪ ،‬فقــد قامــت علــى‬ ‫ِ‬ ‫أمــا فيمــا‬ ‫والتربيــة‪ُ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫الص ّحــة ّ‬ ‫«األوليــة» فــي ّ‬ ‫كبيــرمــن ُحقوقهــم ّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫وح ِر ُمــوا‬ ‫والرعايــة‬
‫الربط بين املحاور املشــتركة بين الوزارات والهياكل املختلفة وذلك‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أيضــا ِم ّمــا كان ُمتاحــا لهــم مــن أطــر ِللنشــاط واللعــب والترفيه‪ ،‬مثلما‬
‫ـمولية القـراءة وتعــدد األبعــاد وتحقيقــا َلوحــدة التحليــل‬ ‫ضمانــا لشـ ّ‬
‫ُحرمــوا مــن ُفــرص ّ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫وترابــط املُعطيــات وتجنبــا لتشــتت املعلومــة ّ‬‫ّ‬ ‫والحمايــة والتأطيــر‪ ،‬بنفــس القــدرالــذي‬ ‫ِ‬ ‫الرعايــة‬
‫ممــا قــد يؤثــر فــي دقــة‬ ‫تعلمهــم والتحاقهــم بمقاعــد ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ُ‬ ‫االســتنتاجات‪ .‬أي أن عــرض ّ‬ ‫الدراســة‬ ‫ِ‬ ‫أثــرت فيــه الجا ِئحــة علــى وتيــرة ّ ِ‬
‫التقريــر سـ َـيكون ِوفــق َمحــاور كبــرى‬ ‫ِ‬
‫ّ‬
‫يتفـ ّـرع ّ‬ ‫وفرقــت بينهــم وبيــن ِرفاقهــم وخالنهــم‪.‬‬
‫عناصــرتتكامــل فــي مــا بينهــا‪.‬‬ ‫كل محــور ِمنهــا إلــى مجموعــة ِ‬ ‫ّ‬
‫ُ‬ ‫الطفولــة َ‬
‫وقــد حرصنــا فــي هــذا ّ‬ ‫لســنتي ‪ 2021 - 2020‬جــاء َمســكونا بهــذا الوجــع‪،‬‬ ‫فتقريــر‬
‫التقريــرعلــى إبـرازمــا كشــفت عنــه اإلحصائيــات‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫وجع اإلنسانية عامة والطفولة خاصة‪ .‬إل أن هذا التقريرمشدود‪،‬‬
‫ومكاسب لفائدة الطفولة ِبهدف استثمارها‬ ‫ِ‬ ‫والبيانات من إنجازات‬ ‫والتغلب على الفيروس ُوم ّ‬ ‫ّ‬ ‫في نفس الوقت‪ ،‬إلى ُحلم ّ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫تحوراته‬ ‫التعافي‬
‫والبنــاء عليهــا ُمســتقبال‪ ،‬خاصــة وأن تونــس تعــد مــن ِضمــن البلــدان‬ ‫لميــا ّ‬ ‫املختلفــة‪ ،‬وإلــى أمــل االسـتفادة مــن تبعاتــه لالسـتعداد ع ّ‬ ‫ُ‬
‫الطفــل إذ هــي تحتـ ّـل املرتبــة ّ‬ ‫ّ‬ ‫وطبيــا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫التاســعة عامليــا‬ ‫األكثــراحترامــا لحقــوق‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫واجتماعيا واقتصاديا ِلواجهة مثل هذه الطوارئ التي‬ ‫ونفسيا‬ ‫وتقنيا‬
‫واألولى في منطقة الشــرق األوســط وشــمال إفريقيا وذلك حســب ما‬ ‫أي ِحساب من ّ‬ ‫قد ُتفاجئ اإلنسانية دون أن ُيحسب لها ّ‬
‫ّ‬ ‫جاء في تقريراملُنظمة العاملية ّ‬ ‫أي طرف أو‬
‫للدفاع عن ُحقوق الطفل‪ .‬كما نسعى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ُ‬ ‫التقريــرإلــى وضــع املُعطيــات علــى محـ ّـك ّ‬ ‫مــن خــال ّ‬ ‫ّ‬
‫والخفية‪.‬‬ ‫ِجهــة‪ ،‬رغــم ُمؤشـراتها الظاهــرة ِمنهــا‬
‫املوضوعــي‬ ‫النقــد‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫التقريرإلى إنجازتقويم شامل ُوم ّ‬ ‫يتطلع هذا ّ‬ ‫ّ‬
‫الهــادف إلــى التقييــم الشــامل واملحايــد ولقـراءة املعطيــات وتحليلهــا‬ ‫حين َلوضع الطفولة‬ ‫كما‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫وفق ُمقاربة حقوقية تبحث في مدى االلتزام بحقوق الطفل في كل‬ ‫في تونس من حيث الحقوق وال ـكاسب واالنتهاكات والنقائص وذلك‬ ‫ُ‬
‫الدراســة وقيــس درجــة تكريســها علــى أرض‬ ‫مســتوى مــن مســتويات ّ‬ ‫ؤشـرات وتحليل األســباب وفهم ّ‬ ‫ّر ُ ّ‬
‫الســياقات‪،‬‬ ‫من ِخالل رصد تطو امل‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫الواقع من ِخالل ُمختلف املؤشرات املتوفرة وذلك بتقديراملسافة‬ ‫ُ‬
‫مع األخذ ِبعين االعتبارجائحة كوفيد ‪ 19‬وأبرز تداعياتها على حقوق‬
‫الدوليــة‬ ‫التــي تفصلنــا عــن بلــوغ األهــداف التــي ســمتها املُنظمــات ّ‬ ‫البرامــج املُ ّ‬ ‫التقـ ّـدم فــي تنفيــذ َ‬ ‫الطفــل وعلــى َمــدى ّ‬ ‫ّ‬
‫ر‬ ‫وجهــة لــه وتأثيرها على‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫الطفولــة ّ‬ ‫ّ‬ ‫اشـتغال ُم ّ‬
‫املتخصصــة فــي املجــال والتــي ســاهمت بالدنــا فــي بلورتهــا صياغــة‬ ‫والحمايــة واملرافقــة والتربيــة‬ ‫والرعايــة ِ‬ ‫ؤسســات‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وتأليفــا‪.‬‬ ‫والرياضــة والثقافة‪...‬وهــو مــا تجلــى مــن ِخــال املعطيــات امليدانيــة‬
‫الكميــة الــواردة عــن ُمختلــف الـ ِـوزارات والهيــاكل املعنيــة‪،‬‬ ‫واملُؤشـرات ّ‬ ‫ّ‬
‫ّأمــا بخصــوص اختــال التــوازن الــذي مــازال ُمتواصــا فــي بعــض‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الجهــات التــي لــم تشــملها مشــاريع التنميــة كمــا هــو مأمــول‪ ،‬فقــد‬
‫بظاللهــا علــى تحليــل املعطيــات‬ ‫ِم ّمــا جعــل انعكاســات الجائحــة تلقــي ِ‬
‫ُ‬
‫تضمن التقرير ُمقارنات بين أطفال الجهات األقل حظا من التنمية‬ ‫ّ‬ ‫ناســبة‪.‬‬ ‫التوصيــات امل ِ‬ ‫وصياغــة ِ‬ ‫ووضــع االســتنتاجات ِ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫وأطفال الجهات املحظوظة على مستوى ّ‬ ‫التقريــرأيضــا فــي إطــارمــا دأب عليــه مرصــد اإلعــام ّ‬ ‫ويتنـ ّـزل ّ‬
‫التمدرس وظروف التعلم‬ ‫ِ‬ ‫والتكويــن‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ونســب ّ‬ ‫ّ‬ ‫والتوثيق ّ‬ ‫ّ‬
‫النجــاح وتوفــرفضــاءات التثقيــف والترفيــه والعيــش الكريــم‬ ‫ِ‬ ‫والدراســات حول ِحماية ُحقوق الطفل تحت إشـراف وزارة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والطفولة وكبار ّ‬ ‫ّ‬
‫والحمايــة مــن مخاطر‬
‫ومــدى تحقــق شــروط الصحــة وجــودة الغــذاء ِ‬ ‫السن‪ ،‬من رصد وتقويم ِلوضع الطفولة‬ ‫األسرة واملرأة‬
‫االنح ـراف والجريمــة‪.‬‬ ‫ُ ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ِبشــكل دوري وفــي ش ـراكة وثيقــة مــع كل األط ـراف املتدخلــة فــي مجــال‬
‫ّ‬
‫ّ‬ ‫وقــد تـ ّـم‪ّ ،‬‬ ‫الطفولــة وبتنســيق مــع جميــع الــوزارات والهيــاكل املعنيــة وفــي إطــارمــن‬
‫بالتــوازي مــع ذلــك‪ ،‬إيــاء مســألة النــوع االجتماعــي‬ ‫ختصيــن والجمعيــات ّ‬ ‫وامل ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫املكانــة التــي تسـ ّ‬ ‫الناشــطة فــي املجــال‪.‬‬ ‫التشــاور مــع الخبـراء‬
‫ـتحق‪ِ ،‬بهــدف فهــم وتحليــل مــا كشــفت عنــه األرقــام‬

‫ّ‬
‫الوطني حول وضع‬ ‫ّ‬
‫التقرير‬
‫‪9‬‬ ‫ّ‬
‫الطفولة بتونس ‪2021 - 2020‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫هــذا املحــور وضعيــة املكتبــات ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫العموميــة والكتــب وواقــع املطالعــة‬ ‫ِ‬ ‫واملعطيــات مــن تقصيــر نســبي تجــاه األطفــال مــن اإلنــاث ُمقارنــة‬
‫ّ‬ ‫ُ ّ‬ ‫ّ‬
‫والثقافــة ّ‬ ‫التمتــع بالخدمــات املُ ّ‬
‫بالذكــور فــي ُمختلــف املجــاالت ســواء منهــا ّ‬ ‫ّ‬
‫الرقميــة‪ ،‬وعــدد نــوادي األطفــال ومركبــات الطفولــة‬ ‫وجهــة‬
‫ّ‬ ‫الثقافة ّ‬ ‫ّ‬ ‫إليهــم‪ /‬هـ ّـن أو تكريــس ُ‬
‫والعروض لألطفال‪ ،‬كما‬ ‫الشباب ُ‬ ‫ومؤسسات‬ ‫وأنشطة دور‬ ‫الحقــوق‪ .‬كمــا تـ ّـم توجيــه االهتمــام بنفــس‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تمتعهم ُ‬ ‫الدرجة إلى األطفال ذوي اإلعاقة لعرفة مدى ّ‬ ‫ّ‬
‫يقيــس حظهــم فــي النفــاذ إلــى فضــاءات الفنــون والنــوادي املختصــة‬ ‫بحقوقهم أو‬ ‫ِ‬
‫الضامنــة ّ‬
‫توفــرالهيــاكل واإلجـراءات ّ‬ ‫ّ‬
‫وســائراألنشــطة الثقافيــة والترفيهيــة‪ ،‬إلــى جانــب اســتعراضه واقــع‬ ‫لحقهــم فــي‬ ‫ِحرمانهــم منهــا ومــدى‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫التنشــيط الثقافــي فــي الوســط املدر�ســي ومـ َـدى اســتجابته النتظــارات‬ ‫ّ‬
‫طفولة الئقة وفي ظروف مساوية ألترابهم وفي بيئة مؤهلة لدمجهم‪.‬‬
‫التالميــذ واحترامــه الختالفاتهــم وميوالتهــم فــي ظــل واقــع ُمتحـ ّـول‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫مــن ناحيــة أخــرى وفــي إطــار االلت ـزام ّ‬
‫بتوجهــات أهــداف التنميــة‬
‫ـات وأسـ َ‬
‫ـاليب عمــل حديثــة‪.‬‬ ‫ـات ُومقاربـ ٍ‬
‫يســتدعي آليـ ٍ‬ ‫يرســم ّ‬‫ُ‬ ‫ُ‬
‫التمشـ ّـيات‬ ‫املســتدامة‪ ،‬باعتبارهــا إطــارا َمرجعيــا‬
‫ُ‬ ‫‪3‬الحـ ّـق فــي ّ‬ ‫ُ‬ ‫والسياســات َ‬
‫الهادفــة إلــى نشــر ّ‬ ‫ّ‬
‫الرعايــة الصحيــة واملرافقــة النفســية‬ ‫‪.3‬‬ ‫الرفــاه واملســاواة وتحقيــق كرامــة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫واإلحاطــة االجتماعيــة ‪ :‬ويهتــم هــذا الجــزء بالتعــرف علــى مــا يتوفــر‬ ‫اإلنســان ِضمن ُمقاربــة شــمولية ال تســتثني أحــدا وال تتــرك فــردا‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫لألطفــال مــن وقايــة وعــاج وفحوصــات طبيــة‪ ،‬وعلــى طــرق اشــتغال‬ ‫وخاصــة األطفــال خــارج دا ِئــرة االهتمــام‪ ،‬فقــد مثلــت هــذه املرجعيــة‬
‫الطــب املدر�ســي ُومتابعــة أوضــاع األطفــال داخــل ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫مؤسســات‬ ‫هيــاكل‬ ‫خلفيــة تمت ِب ُموجبها ق ـراءة األرقــام واملعطيــات وتحليــل اإلج ـراءات‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫واالســتناد إليهــا لصياغــة ّ‬
‫الطفولــة والتربيــة‪ ،‬ومــدى توفــر التثقيــف الصحــي‪ ،‬وظــروف رعايــة‬ ‫التوصيــات‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫الطفولــة واملرافقــة النفســية ومــدى توفــر مكاتــب اإلصغــاء داخــل‬ ‫ُ‬ ‫ـيتم اســتعراض مـ ّـادة ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫التقريــرفــي شــكل َمحــاور كبــرى تســتند إلــى‬ ‫وسـ ّ‬
‫املتعهــدة‬ ‫واملؤسســات‬ ‫الوســط املدر�ســي مــع جــرد ألهــم الهيــاكل‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مرجعيــة ُحقوقيــة َعرضــا وتحليــا وتقييمــا‪:‬‬
‫بالطفولــة واملحتضنــة لألطفــال فاقــدي الســند والذيــن يعيشــون‬
‫ُ ّ‬
‫وضعيات اجتماعية وعائلية صعبة‪ ،‬وما توفره لهم من ُمساعدات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ّ 1‬‬
‫ويتضمن استعراضا‬ ‫ّ‬ ‫الحق في التربية والتعليم والتكوين‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫ورعايــة وحمايــة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ُ‬
‫ل ِنســب التمــدرس‪ ،‬و ِق ـراءة فــي مســتويات التربيــة والتعليــم بــدءا مــن‬
‫ّ‬
‫الحمايــة مــن املخاطــر‪ :‬ويخصــص هــذا البــاب‬ ‫‪4‬الحــق فــي ِ‬ ‫‪.4‬‬ ‫التربيــة مــا قبــل املدرســية‪ ،‬مــن َمحاضــن وريــاض أطفــال وكتاتيــب‬
‫الحمايــة االجتماعيــة واألمنيــة والقضائيــة‪،‬‬ ‫الســتعراض أشــكال ِ‬ ‫التعليــم االبتدائــي فاإلعــدادي‬ ‫وصــوال إلــى ّ‬ ‫ومرحلــة تحضيريــة‪ُ ،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وجهــة ملُعالجــة وضعيــات الطفولــة املهــددة أو َّ‬ ‫املُ ّ‬ ‫التالميذ في ُمختلف هذه املراحل ّ‬ ‫والثانوي‪ ،‬وعدد ّ‬ ‫ّ‬
‫املعرضــة للعنــف‬ ‫الدراسية و ِنسب‬
‫َّ‬
‫بمختلــف أنواعــه‪ ،‬أو املســتغلة فــي الجريمــة أو التسـ ّـول أو التشــغيل‪،‬‬ ‫خاصــة فــي ام ِتحــان الباكالوريــا باعتبــاره االمتحــان‬ ‫والرســوب ّ‬ ‫النجــاح ّ‬ ‫ّ‬
‫ُ‬
‫وكذلك االتجارباألطفال‪ ،‬وتعاطي املخدرات مع استعراض ملخاطر‬ ‫الوطنــي اإلجبــاري الوحيــد‪ .‬كمــا يشــتمل هــذا العنصــر كذلــك علــى‬
‫ّ‬ ‫التوجيــه املدر�ســي ومــآالت ّ‬ ‫أبــرز نتائــج ّ‬
‫وســائل االتصــال الحديثــة علــى األطفــال واملراهقيــن‪  .‬‬ ‫التوجيــه الجامعــي بعــد‬
‫التــوازن بيــن الجهــات‪ ،‬مــع البحــث‬ ‫خاصــة فــي ظـ ّـل اختــال ّ‬ ‫الباكالوريــا ّ‬
‫كمــا يتعـ ّـرض هــذا املحــور إلــى ظاهــرة العنــف فــي الوســط املدر�ســي‬ ‫ّ‬
‫يســرة للتعلــم ّ‬
‫ِ‬
‫توفــر ظــروف ُم ّ‬ ‫ّ‬
‫وانعكاســاته الخطيــرة علــى وضــع الطفولة وحــق األطفــال فــي بيئــة‬ ‫والنجــاح‪ ،‬وحــدود دمــج ذوي‬ ‫فــي مــدى‬
‫الجنوح وسائر ّ‬ ‫تربوية سليمة خالية من مظاهر ُ‬ ‫ُ‬
‫االحتياجــات الخصوصيــة بمختلــف ِفئاتهــم مــن ذوي إعاقــة وذوي‬
‫السلوكات املحفوفة‬ ‫تعلــم وذوي ُقــد ات عاليــة وذوي طيــف ّ‬ ‫ّ‬
‫باملخاطــر‪.‬‬ ‫التوحــد‪،...‬‬ ‫ر‬ ‫اضطرابــات‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫باإلضافة إلى واقع التكوين ا ِملنهي‪ .‬وتجدراإلشــارة في هذا الســياق إلى‬ ‫ّ‬
‫يقدم هذا الجزء من التقرير ِقراءة‬ ‫‪5‬الحق في بيئة سليمة‪ّ :‬‬ ‫‪.5‬‬ ‫أن ســرد بعــض املُعطيــات ّ‬
‫ّ‬ ‫املتصلــة بالتوجيــه املدر�ســي أو الجامعــي‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫ملدى توفربيئة ســليمة للناشــئة وملدى حضور مضامين نشــرثقافة‬
‫ُ‬ ‫علمــا وأن ُجــزءا مــن املشــمولين بالتوجيــه الجامعــي هــم مــن الشــباب‬
‫البيئة والتنمية املستدامة بين األطفال والتربية عليهما‪.‬‬ ‫ّ‬
‫الذيــن قــد ال تتجــاوز أعمارهــم ‪ 18‬ســنة‪ -‬يتأتــى مــن إيمــان عميــق بــأن‬
‫ّ‬ ‫املكتســبات التــي ّ‬
‫‪6‬الحــق فــي املشــاركة والتعبيــر‪ّ :‬‬
‫يتوجــه االهتمــام فــي املحــور‬ ‫‪.6‬‬ ‫تتحقــق قبــل سـ ّـت ســنوات وبعدهــا تؤثــر ّأيمــا تأثيــر‬
‫خاصة والحياتي ُعموما‪ .‬إذ تســاهم التربية‬ ‫الدرا�ســي ّ‬ ‫على باقي املســار ّ‬
‫ّ‬
‫األخيــرإلــى مســألة تنشــئة األطفــال علــى قيــم املواطنــة والتــدرب علــى‬
‫ّ‬ ‫الســنوات األولــى مــن الدراســة‪ ،‬مثلمــا‬ ‫مــا قبــل املدرســية إلــى جانــب ّ‬
‫التعبيرواملشاركة واملسؤولية وما يتوفرمن هياكل وآليات لتحقيق‬ ‫ّ‬ ‫النهــوض ّ‬ ‫الدراســات‪ ،‬فــي ّ‬ ‫أثبتتــه ّ‬
‫املؤسســات‬‫املمارســة الديمقراطيــة مثــل برملــان الطفــل‪ ،‬ومجالــس ّ‬ ‫بصحــة الطفــل وإذكاء قدرتــه علــى‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫التربويــة واملجالــس البلديــة لألطفــال‪ ،‬وما تــم إنجــازه مــن أنشــطة‬ ‫التفكيــروتطويــرملكاتــه الذهنيــة األساســية بمــا يمكنــه مــن االنفتــاح‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫لنشــرثقافــة ُحقــوق الطفــل‪ ،‬ومــا ُبعــث مــن نــواد للتربيــة على املواطنة‬ ‫علــى العالــم وتملــك طــرق التعبيــرالجمالــي واكتســاب القيــم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وحقــوق اإلنســان باملُ ّ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫والثقافة ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ؤسســات التربويــة‪.‬‬ ‫والرياضة والتنشيط ‪ :‬يشمل‬ ‫‪2‬الحق في الترفيه‬ ‫‪.2‬‬

‫‪10‬‬
‫ُمعطيــات ديموغرافية‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫التونســيات ّ‬ ‫يبلــغ عــدد ّ‬


‫الثالثــة فتبلــغ ‪899081‬وتشــمل األطفــال مــن سـ ّـن العاشــرة إلــى ‪14‬‬ ‫والتونســيين حســب تقديـرات ‪ 2020‬للســكان‬
‫ســنة‪ .‬وتضـ ّـم الفئــة العمريــة ّ‬ ‫ّ‬
‫الرابعــة مــن تت ـراوح أعمارهــم بيــن ‪15‬و‬ ‫‪11718881‬نســمة‪ .‬ويمثــل األطفــال مــا يناهــز الثلــث مــن مجمــوع‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫‪ 19‬ســنة‪ ،‬ويصــل عددهــم ‪797508‬طفــا‪ .‬وهــي الشــريحة األقــل‬ ‫السكان‪ ،‬إذ يبلغ عددهم ‪3764275‬طفال يتوزعون على أربع فئات‬
‫ّ‬
‫عددا‪.‬‬ ‫ُعمرية‪ .‬تمثل األولى ِفئة األطفال ما بين ‪ 0‬و‪ 4‬سنوات ويبلغ عددهم‬
‫ُ‬ ‫ويقـ ّـدم ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ّ‬
‫الرســم البيانــي املوالــي ِنســب توزيــع هــذه الفئــات‪( :‬املصــدر‪:‬‬ ‫‪ ،1009362‬وتمثــل الفئــة املتراوحــة أعمارهــم بيــن ‪ 5‬و‪ 9‬ســنوات‪،‬‬
‫معطيــات واردة عــن املعهــد الوطنــي لإلحصــاء)‬ ‫األكبــرحجمــا‪ ،‬إذ يبلــغ عددهــم ‪1058323‬طفلــة و ِطفــا‪ّ .‬أمــا الفئــة‬
‫رسم بياني رقم ‪:1‬‬

‫تغيـرا فــي عددهــا زيــادة ُونقصانــا مــن ســنة إلــى أخــرى‬


‫الفئــات العمريــة ّ‬ ‫لقــد سـ ّـجل عــدد األطفــال انخفاضــا ب ـ ‪40242‬طفــا خــال ســنة‬
‫ُ‬
‫مثلمــا يرصــده الجــدول املقــارن بيــن ســنوات ‪ 2018‬و‪ 2019‬و‪:2020‬‬ ‫‪ُ 2020‬مقارنــة بعــدد األطفــال ســنة ‪ .2019‬كمــا عرفــت ُمختلــف‬
‫جدول رقم‪:1‬‬
‫ّ‬
‫تطور عدد األطفال حسب الفئات العمرية‬
‫‪2021‬‬ ‫‪2020‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫الفئة العمرية‬
‫‪956663‬‬ ‫‪1009362‬‬ ‫‪1122675‬‬ ‫‪1110872‬‬ ‫‪ 4 - 0‬سنوات‬
‫‪1078357‬‬ ‫‪1058323‬‬ ‫‪969251‬‬ ‫‪941708‬‬ ‫‪ 9 -5‬سنوات‬
‫‪927238‬‬ ‫‪899081‬‬ ‫‪846964‬‬ ‫‪831262‬‬ ‫‪ 14 -10‬سنة‬
‫‪808317‬‬ ‫‪797508‬‬ ‫‪785142‬‬ ‫‪787176‬‬ ‫‪ 19 -15‬سنة‬
‫‪3770575‬‬ ‫‪3764274‬‬ ‫‪3724032‬‬ ‫‪3671018‬‬ ‫املجموع‬
‫تتجــاوز ‪ 1.03%‬مــن مجمــوع الفئــة العمريــة‪.‬‬ ‫الصــادرة عــن املعهــد الوطنــي لإلحصــاء‪ ،‬بلــغ‬ ‫حســب اإلحصائيــات ّ‬
‫ُ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عــدد األطفــال املتراوحــة أعمارهــم بيــن ‪ 0‬و‪ 4‬ســنوات ‪ 1189627‬فــي‬
‫وبالرغــم مــن أن عــدد اإلنــاث يتجــاوز عــدد الذكــور فــي العــدد الجملــي‬ ‫جانفــي ‪ 2021‬يتوزعــون ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫كالتالــي ‪ 578779‬مــن اإلنــاث و‪610849‬‬
‫للســكان فــي ‪ 2020‬ب ـ ‪ 91825‬فــإن توزيــع األطفــال حســب الجنــس‪،‬‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫علــى ِخــاف ذلــك‪ ،‬يكشــف ّأن مجمــوع عــدد األطفــال الذكــور‬ ‫مــن الذكــور‪ .‬وتحتـ ّـل واليــة تونــس العــدد األكبــر مــن بيــن هــذه ِ‬
‫الفئــة‬
‫ُ‬
‫العمريــة ب ـ ‪ 98542‬طفــا أي بنســبة تعــادل ‪ 8.28%‬تليهــا واليــة‬
‫ُيناهــز ‪1937829‬ســنة ‪2020‬متجــاوزا بذلــك عــدد اإلنــاث البالــغ‬ ‫ُ ّ‬
‫صفاقــس بــ‪ 98459‬طفــا وتمثــل واليــة تــوزرالواليــة األقــل عــددا مــن‬
‫‪1826445‬وينســحب هــذا االرتفــاع علــى ُمختلــف الفئــات العمريــة‬
‫الرســم البيانــي ّ‬ ‫لألطفــال‪ ،‬مثلمــا ّ‬
‫يوضحــه ّ‬ ‫بيــن أطفــال مــا بيــن ‪ 0‬و‪ 4‬ســنوات فــي ‪ 2021‬بــ‪ 12258‬طفــا بنســبة ال‬
‫التالــي ‪:‬‬

‫ّ‬
‫الوطني حول وضع‬ ‫ّ‬
‫التقرير‬
‫‪11‬‬ ‫ّ‬
‫الطفولة بتونس ‪2021 - 2020‬‬
‫رسم بياني رقم ‪:2‬‬

‫‪12‬‬
‫التربية ّ‬
‫والتعليم‬ ‫الحق في ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫والتكوين ورهانات تكافؤ الفرص‬
‫وتحقيق الجودة‬

‫ّ‬
‫الوطني حول وضع‬ ‫ّ‬
‫التقرير‬
‫‪13‬‬ ‫ّ‬
‫الطفولة بتونس ‪2021 - 2020‬‬
‫والتعليــم ّ‬
‫والتكوين‬ ‫التربيــة ّ‬
‫الحـ ّـق فــي ّ‬
‫ورهانــات تكافــؤ الفــرص وتحقيق الجودة‬

‫الطفــل‪ ،‬ومــن بينهــا الحـ ّـق فــي التعليــم‪ ،‬إذ ّ‬


‫نصــت املــادة ‪ 28‬علــى مــا يلــي‬
‫«تعترف الدول األطراف ّ‬ ‫ّ‬
‫الحــق فــي‬ ‫الحــق فــي التّ مــدرس‪ :‬نحــو اســتدامة‬
‫ّ‬
‫بحق الطفل في التعليم‪ ،‬وتحقيقا لإلعمال‬
‫التعليــم وجودتــه وشــموليته‪.‬‬
‫الكامــل لهــذا الحــق تدريجيــا وعلــى أســاس تكافــؤالفــرص تقــوم بوجــه‬
‫خاص بما يلي‪:‬‬ ‫التونســية الحـ ّـق فــي التعليــم مكانــة ّ‬
‫هامــة‬ ‫ْأولــى ُدســتور الجمهوريــة ّ‬
‫ّ‬ ‫تجلــت مــن خــال الفصــل ‪« 39‬تضمــن ّ‬ ‫ّ‬
‫الدولــة الحــق فــي التعليــم‬
‫‪1 .1‬جعل التعليم االبتدائي إلزاميا ُومتاحا مجانا للجميع‪  .‬‬ ‫ُ‬
‫العمومــي املجانــي بكامــل مراحلــه‪ .‬وتســعى إلــى توفيــر اإلمكانيــات‬
‫‪2 .2‬التشجيع على تطويرشتى أشكال التعليم الثانوي‪ ،‬سواء العام‬ ‫والتكويــن» ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ُ‬ ‫وبالتالــي‬ ‫الضروريــة لتحقيــق جــودة التربيــة والتعليــم‬
‫ُ‬ ‫فـ ّ‬
‫أو املنهي‪ ،‬وتوفيرها وإتاحتها لجميع األطفال واتخاذ التدابيراملناسبة‬
‫ُ‬ ‫ـإن جميــع األطفــال الذيــن يؤ ّمــون املــدارس واملعاهــد فــي ُمختلــف‬
‫مثــل ضمــان مجانيــة ّ‬
‫التعليــم وتقديــم املســاعدة املاليــة عنــد الحاجة‬ ‫ربــوع البــاد‪ ،‬هــم بصــدد ممارســة حـ ّـق مــن حقوقهــم األساســية التــي‬
‫إليهــا‪ .»...‬وتفعيــا لهــذه املــادة‪ ،‬أصبــح ّ‬
‫التعليــم األسا�ســي فــي جـ ّـل‬ ‫ّ‬ ‫قرهــا ّ‬
‫الدســتور وهــو حـ ّـق التعليــم‪ ،‬الــذي مثــل إحــدى أولويــات‬ ‫ُي ّ‬
‫السادســة إلى السادســة‬ ‫البلدان‪ ،‬ومن بينها بالدنا‪ ،‬إجباريا من ســن ّ‬ ‫الدولــة الحديثــة فــي تونــس مــن خــال ّ‬ ‫ؤس�ســي ّ‬ ‫ُم ّ‬
‫التنصيــص عليــه فــي‬
‫عشرة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ديباجة دستور ‪ 1959‬في سياق اإلقرار ُ‬
‫بحقوق املواطنين في العمل‬ ‫ِ‬
‫والصحــة ّ‬
‫ّ‬
‫نصــت نفــس املــادة فــي الفقــرة (هــ) علــى ضــرورة الحـ ّـد مــن‬
‫كمــا ّ‬ ‫والتعليــم والــذي تواصــل الحــرص علــى دعــم مكانتــه مــن‬
‫خصــه بفصــل ُمســتقل ُ‬ ‫خــال دســتور ‪ 2014‬الــذي ّ‬
‫ّ‬
‫االنقطــاع عــن الدراســة حاثــة الـ ّـدول علــى «اتخــاذ تدابيــر لتشــجيع‬ ‫وح ّملــت فيــه‬
‫ضمانــات تفعيلــه‬ ‫التعليــم وتوفيــر َ‬ ‫الدولــة َمســؤولية تكريــس حـ ّـق ّ‬ ‫ّ‬
‫الحضــور املنتظــم باملــدارس والتقليــل مــن معــدالت االنقطــاع عــن‬ ‫وشــروط تنفيــذه باعتبــاره ّ‬ ‫ُ‬
‫الدراســة « (املــادة ‪ 28‬مــن االتفاقيــة الدوليــة لحقــوق الطفــل)‬ ‫أولويــة وطنيــة‪.‬‬
‫التعليم ِضمن الجيل الثاني من حقوق اإلنسان وهي‬ ‫الحق في ّ‬‫ويندرج ّ‬
‫وتتجــه أغلــب بلــدان العالــم اليــوم إلــى إجـراء إصالحــات جوهريــة فــي‬ ‫ِ‬
‫ُحقــوق ّتتصــل بحاجيــات اإلنســان األساســية املاديــة واالقتصاديــة‬
‫أنظمــة تعليمهــا تكــون متأصلــة فــي بيئتهــا و ُمتوافقــة مــع أســس رؤيــة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫«الحركــة العامليــة ّ‬ ‫والصحــة والتربيــة والعمــل الالئــق وهــو ِصنــف‬ ‫واالجتماعيــة كال ِغــذاء‬
‫للتعليــم للجميــع» التــي ُوضعــت فــي جوميتيــان‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مــن ُ‬
‫ُ‬ ‫‪ Jomitien‬عام ‪ 1990‬ليقع ّ‬ ‫الحقــوق التــي تســتوجب تكفــل الدولــة بضمانهــا بصــورة مباشــرة‬
‫التأكيد في داكاربمناسبة انعقاد املنتدى‬ ‫مــن ِخــال ّ‬
‫التعليم من ّ‬ ‫للتعليم (أفريل ‪ )2000‬والذي اعتبرجودة ّ‬ ‫العالمي ّ‬ ‫التعهــد ببنــاء املــدارس وضمــان مجانيــة خدماتهــا وتوجيــه‬
‫أهم‬
‫املشــاغل الدوليــة نظ ـرا إلــى القلــق املُتزايــد إ اء ضعــف ّ‬ ‫مــوارد املجموعــة الوطنيــة لتوفيرها‪.‬‬
‫التحصيــل‬ ‫ز‬
‫ّ‬
‫وتدنــي ُمســتواه وبــطء التقــدم فــي وتيــرة تحقيــق األهــداف اإلنمائيــة‬ ‫وخاصــة فــي املـ ّـادة ‪ّ 26‬أن‬
‫ّ‬ ‫لحقــوق اإلنســان‬‫لقــد أقـ ّـر اإلعــان العالمــي ُ‬
‫ُ‬
‫لأللفيــة واملتعلقــة بالتعليــم‪.‬‬ ‫ـكل شــخص الحـ ّـق فــي التعليــم» تعبي ـرا عــن شــمولية هــذا الحـ ّـق‬ ‫« لـ ّ‬
‫ضمانــه للجميــع دون أي اســتثناء‪ .‬وهــو اعت ـراف صريــح‬ ‫وضــرورة َ‬
‫التوقــف‪ ،‬فــي هــذا ّ‬ ‫ّ‬
‫الســياق‪ ،‬عنــد « خطــة التنميــة‬ ‫ومــن املهــم‬ ‫بالقيمــة اإلنســانية الجوهريــة ّ‬
‫نصــت علــى هــذا الحـ ّـق‬ ‫للتعليــم‪ .‬كمــا ّ‬
‫املســتدامة ســنة ‪ « 2030‬التــي اعتمدتهــا الــدول األعضــاء فــي منظمــة‬ ‫الدولية التي صادقت عليها تونس‪ ،‬ومن ّ‬ ‫ّ‬
‫ُ‬ ‫أهمها العهد‬ ‫عديد املواثيق‬
‫طلــق‬
‫اليونســكو ســنة ‪ ،2015‬و التــي تشــمل ‪ 17‬هد ّفــا عامليــا جديــدا أ ِ‬ ‫الدولــي الخــاص بالحقــوق االقتصاديــة واالجتماعيــة والثقافيــة فــي‬
‫عليهــا أجنــدا ‪ ،2030‬وقــد أبــرزت هــذه الخطــة أهميــة التعليــم فــي‬
‫تحقيــق التنميــة املُســتدامة حيــث تــم إفـراد التعليــم بهــدف مسـ ّ‬ ‫ـص صراحــة علــى إقـرار «الـ ّـدول األطـراف فــي هــذا‬ ‫املــادة ‪ 13‬والتــي تنـ ّ‬
‫ـتقل‬ ‫العهــد بحـ ّـق كل فــرد فــي التربيــة والتعليــم وهــي ّ‬
‫ّ‬ ‫متفقــة علــى وجــوب‬
‫بذاتــه وهــو الهــدف الرابــع املتعلــق ب ـ «ضمــان التعليــم الجيــد‬
‫ّ ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫توجيــه التربيــة والتعليــم إلــى اإلنمــاء الكامــل للشــخصية اإلنســانية‬
‫املنصــف والشــامل للجميــع وتعزيــز فــرص التعلــم مــدى الحيــاة‬ ‫والحـ ّ‬
‫ـس بكرامتهــا وإلــى توطيــد احت ـرام حقــوق اإلنســان والحريــات‬
‫للجميــع» وال تخلــو بقيــة األهــداف مــن إشــارات ُمباشــرة أو ضمنيــة‬ ‫ُ‬
‫وخاصــة فــي مســتوى غايــات األهــداف الخمســة ّ‬ ‫ّ‬ ‫إلــى ّ‬ ‫األساســية‪ »...‬وتشــير هــذه املــادة كذلــك إلــى أن ضمــان املمارســة‬
‫التاليــة‪:‬‬ ‫التعليــم‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫الصحــة الجيــدة ّ‬ ‫ّ‬ ‫التامــة لهــذا الحـ ّـق يتطلــب جعــل التعليــم االبتدائــي إلزاميــا ومجانيــا‬
‫والرفــاه‪ ،‬واملســاواة بيــن الجنســين‪ ،‬العمــل الالئــق‬ ‫التعليــم الثانــوي واملنهــي وإتاحــة فــرص ّ‬ ‫كمــا يوجــب تعميــم ّ‬
‫التعليــم‬
‫ونمــو االقتصــاد‪ ،‬االســتهالك واإلنتــاج‪ ،‬واملنــاخ‪ ،‬كمــا أنــه يرتبــط‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫العالي للجميع على قدم املساواة حسب كفاءتهم مع املحافظة على‬
‫‪،‬بشكل أو بآخر‪ ،‬ببقية أهداف التنمية وبمقاصد الحق في التعليم‬
‫مبــدأ املجانيــة‪.‬‬
‫وباقــي الحقــوق املتصلــة بــه‪:‬‬
‫ّ‬
‫·ضمــان ّ‬ ‫وقد اشتملت االتفاقية الدولية لحقوق الطفل على أربع وخمسين‬
‫تمتــع جميــع البنــات والبنيــن والفتيــات والفتيــان بتعليــم‬
‫مــادة تؤكــد الواجبــات املوكولــة إلــى الــدول األعضــاء لرعايــة حقــوق‬

‫‪14‬‬
‫الصــادر فــي جويليــة ‪2002‬‬ ‫التوجيهــي للتربيــة والتعليــم املدر�ســي‪ّ ،‬‬ ‫ابتدائــي وثانــوي مجانــي ومنصــف ّ‬
‫وجيــد‪ ،‬ممــا يــؤدي إلــى تحقيــق‬
‫ـص فــي فصلــه األول علــى ّأن «التربيــة أولويــة وطنيــة مطلقــة‬
‫والــذي ينـ ّ‬ ‫نتائــج تعليميــة مالئمــة ّ‬
‫وفعالــة بحلــول عــام ‪.2030‬‬
‫السادســة إلــى ســن السادســة عشــرة»‬ ‫والتعليــم إجبــاري مــن ســن ّ‬
‫·ضمــان إتاحــة الفــرص لجميــع البنــات والبنيــن للحصــول علــى‬
‫ويؤكــد القانــون التوجيهــي علــى ضمــان الدولــة لهــذا الحـ ّـق‪ ،‬حيــث‬ ‫نوعيــة جيــدة مــن النمــاء ّ‬
‫والرعايــة فــي مرحلــة الطفولــة املبكــرة‬
‫ورد فــي الفصــل الرابــع مــا يلــي «تضمــن الدولــة حــق التعليــم مجانــا‬
‫والتعليــم قبــل املدر�ســي حتــى يكونــوا جاهزيــن للتعليــم االبتدائــي‪.‬‬
‫باملؤسســات التربويــة العموميــة لــكل مــن هــم فــي ســن الدراســة»‪.‬‬
‫ُ‬ ‫الحصــول علــى‬ ‫·ضمــان تكافــؤ ُفــرص جميــع النســاء والرجــال فــي ُ‬
‫كمــا تكشــف املعطيــات بالتــوازي مــع التكريــس القانونــي للحـ ّـق فــي‬ ‫التعليــم املنهي والتعليــم العالــي ّ‬
‫ّ‬ ‫الجيــد وميســور التكلفــة فــي حــدود‬
‫التعليــم اإلجبــاري واملجانــي‪ ،‬حجــم إنفــاق العائــات التونســية‪ ،‬بمــا‬
‫ســنة ‪.2030‬‬
‫فيها العائالت محدودة الدخل‪ ،‬في سبيل ضمان تعليم جيد ألبنائها‬
‫وتمســكها بهــذا الحـ ّـق فــي ســياق وعــي مجتمعــي راســخ وعميــق بقيمــة‬
‫ّ‬ ‫·القضــاء علــى التفــاوت بيــن الجنســين فــي التعليــم وضمــان تكافــؤ‬
‫التعليــم ومكانــة املدرســة‪ .‬وهــو مــا تعكســه نســبة التمــدرس العــام‬ ‫فــرص الوصــول إلــى جميــع مســتويات التعليــم والتدريــب املنهــي‬
‫ّ‬ ‫املرتفعــة واملسـ ّ‬
‫ـتقرة منــذ ســنوات‪ ،‬ومــا يؤكــده كذلــك العــدد املرتفــع‬ ‫للفئات الضعيفة‪ ،‬بمن في ذلك األشخاص ذوو اإلعاقة واألطفال‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مــن ّ‬
‫التالميــذ املســجلين باملؤسســات التربويــة العموميــة فــي مختلــف‬ ‫الذيــن يعيشــون فــي ظــل أوضــاع هشــة‪...‬‬
‫املراحــل الدراســية والبالــغ ‪ 2250097‬تلميــذا وتلميــذة خــال ســنة‬ ‫ً‬
‫ّ‬ ‫‪ .2020/2021‬باإلضافــة إلــى ّ‬ ‫·ضمان إملام نسبة كبيرة من الشباب والكبار‪ ،‬رجال ونساء على‬
‫باملؤسســات الخاصــة فــي‬ ‫املرســمين‬
‫حد السواء‪ ،‬بالقراءة والكتابة والحساب بحلول عام ‪2030‬‬
‫االبتدائــي واإلعــدادي والثانــوي (‪ 183271‬تلميــذة وتلميــذا)‪.‬‬
‫ّ‬
‫·ضمــان اكتســاب جميــع املتعلميــن املعــارف واملهــارات الالزمــة‬
‫لقــد بلغــت نســبة التحــاق األطفــال البالغــة أعمارهــم ‪ 6‬ســنوات‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫لدعــم التنميــة املســتدامة‪ ،‬بمــا فــي ذلــك التعليــم واتبــاع أســاليب‬
‫باملدرســة ‪ ،99.6%‬خــال ســنة ‪ ،2020/2021‬دون فــارق كبيــر بيــن‬
‫العيــش املســتدامة‪ ،‬وحقوق اإلنســان واملســاواة بيــن الجنســين‪،‬‬
‫اإلنــاث ‪ 99.7%‬والذكــور البالغــة ‪ .99.5%‬وتحافــظ نســبة تمــدرس‬ ‫ُ‬
‫والترويــج لثقافــة الســام والالعنــف واملواطنــة العامليــة وتقديــر‬
‫الفئــة العمريــة مــن ‪ 6‬إلــى ‪ 11‬ســنة‪ ،‬وهــي التــي تتوافــق مــع مرحلــة‬
‫التنــوع الثقافــي وتقديــر مســاهمة الثقافــة فــي التنميــة املســتدامة‪.‬‬
‫التعليــم االبتدائــي‪ ،‬علــى نســبة ُمرتفعــة تناهــز ‪( 99.2%‬وهــي نفــس‬
‫النســبة املسـ ّـجلة خــال الســنة الدراســية ‪ .)2017/2018‬أمــا فيمــا‬ ‫ُ‬
‫·بنــاء املرافــق التعليميــة التــي تراعــي الفــروق بيــن الجنســين‪،‬‬
‫يتعلــق بالفئــة العمريــة ‪ 12-18‬ســنة وهــي املنتميــة فــي أغلبهــا إلــى‬ ‫واإلعاقــة بأصنافهــا ‪ ،‬ورفــع مســتوى املرافــق التعليميــة القائمــة‬
‫مرحلتــي التعليــم اإلعــدادي والثانــوي‪ ،‬فقــد ارتفعــت مــن ‪ 81.7‬ســنة‬ ‫وتهيئــة بيئــة تعليميــة ّ‬
‫فعالــة وآمنــة وخاليــة مــن العنــف‪  .‬‬
‫ّ‬
‫‪ 2017/2018‬إلــى ‪ 82.3‬خــال ســنة ‪ .2020/2021‬ويمثــل تمــدرس‬ ‫ُ‬ ‫· ّ‬
‫الزيادة بنســبة كبيرة في عدد املعلمين املؤهلين‪ ،‬واالســتفادة من‬
‫اإلنــاث فــي هــذه الفئــة العمريــة ‪ 87.8%‬وهــي نســبة أرفــع مــن نســبة‬ ‫ّ‬
‫وخاصــة فــي‬ ‫التعــاون الدولــي لتدريــب املعلمين فــي البلــدان الناميــة‪،‬‬
‫الذكــور البالغــة ‪ 76.9%‬خاصــة وأن نســبة التمــدرس (فــي ســن‬
‫البلــدان األقـ ّـل نمـ ًّـوا‪ ،‬بحلــول عــام ‪.2030‬‬
‫‪6‬ســنوات) متســاوية تقريبــا بيــن الجنســين‪.‬‬
‫الرسم البياني رقم ‪3‬‬ ‫ّ‬
‫التوجهــات الدوليــة وتكريســا لالختيــارات‬ ‫والتزامــا ُبمختلــف هــذه‬
‫ُ‬
‫الوطنيــة‪ ،‬تضطلــع الــوزا ات الـ ـكلفــة بالتربيــة ّ‬
‫والتعليــم والتكويــن‬ ‫ر‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫والطفولــة فــي بالدنــا‪ ،‬فــي إطــارالتنســيق والتعــاون والتكامــل‪ ،‬بمهمــة‬
‫تأميــن التربيــة والتعليــم وتمكيــن جميــع األطفــال مــن حقهــم فــي‬
‫ّ‬
‫التمــدرس دون أي تمييــزعلــى أســاس الجنــس أو األصــل أو اللــون أو‬
‫الخصو�صــي لألطفــال ذوي‬‫ُ‬ ‫الديــن‪ ،‬مــع األخــذ بعيــن االعتبــارالوضــع‬
‫ّ‬
‫اإلعاقــة واألطفــال املنتميــن إلــى األســر ضعيفــة الدخــل‪ ،‬نظ ـرا إلــى‬
‫التفــاوت فــي ُقــدرة العائــات علــى توفيــر املُســتلزمات وتأميــن ّ‬
‫الت ّ‬
‫عهــد‬ ‫ّ‬
‫ُ‬
‫واملتابعة‪.‬‬
‫ُيعتبــرالحـ ّـق فــي التعليــم فــي تونــس‪ ،‬حقــا ثابتــا تـ ّـم تكريســه وتعميمــه‬
‫مــن خــال إقـرارإجباريتــة ومجانيتــه وبسـ ّـن مجموعــة مــن القوانيــن‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التربيــة فــي بالدنــا منــذ االســتقالل وآخرهــا القانــون‬ ‫التــي نظمــت‬

‫ّ‬
‫الوطني حول وضع‬ ‫ّ‬
‫التقرير‬
‫‪15‬‬ ‫ّ‬
‫الطفولة بتونس ‪2021 - 2020‬‬
‫ّ‬
‫ُيالحــظ اســتقرارهــذه النســب فــي ارتفاعهــا منــذ ســنوات فــي مــا عـ َـدا تغيـرات طفيفــة مــن ســنة إلــى أخــرى‪ .‬ويقـ ّـدم الجــدول التالــي مقارنــة بيــن نســب‬
‫الســنتين ّ‬
‫الدراســيتين األخيرتيــن‪:‬‬ ‫التمــدرس خــال ّ‬
‫جدول رقم ‪:2‬‬
‫ُمقارنة نسب التمدرس بين ‪ 2020 /2019‬و‪2020/2021‬‬
‫‪2020/2021‬‬ ‫‪2019/2020‬‬ ‫السنة الدراسية‬
‫املجموع‬ ‫إناث‬ ‫ذكور‬ ‫املجموع‬ ‫إناث‬ ‫ذكور‬ ‫الفئة العمرية‬
‫‪99.6%‬‬ ‫‪99.7%‬‬ ‫‪99.5%‬‬ ‫‪99.5%‬‬ ‫‪99.6%‬‬ ‫‪99.5%‬‬ ‫‪ 6‬سنوات‬
‫‪99.2%‬‬ ‫‪99.3%‬‬ ‫‪99.1%‬‬ ‫‪99.1%‬‬ ‫‪99.1%‬‬ ‫‪99.1%‬‬ ‫‪ 11 -6‬سنة‬
‫‪95.5%‬‬ ‫‪97.1%‬‬ ‫‪94%‬‬ ‫‪95.4%‬‬ ‫‪97%‬‬ ‫‪93.9%‬‬ ‫‪ 16 -6‬سنة‬
‫‪82.3%‬‬ ‫‪87.8%‬‬ ‫‪76.9%‬‬ ‫‪81.9%‬‬ ‫‪87.5%‬‬ ‫‪76.7%‬‬ ‫‪ 18 -12‬سنة‬

‫املدرسية عددا هاما من األطفال ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬


‫ممن أعمارهم بين الثالث والست‬ ‫الفئات‬ ‫تبرز هذه النسب شمولية الحق في التمدرس لفائدة جميع ِ‬
‫ُ‬
‫ســنوات‪ ،‬وهــي ريــاض األطفــال والكتاتيــب والســنة التحضيريــة‪.‬‬ ‫الجهــات وذلــك نتيجــة مــا‬ ‫الجنســين وبيــن ِ‬‫العمريــة دون تمييــز بيــن ِ‬
‫وقــد تعـ ّـرض القانــون التوجيهــي للتربيــة والتعليــم املدر�ســي إلــى هــذه‬ ‫كرســت إجباريتــه‪،‬‬ ‫رافــق اإلق ـرار بهــذا الحـ ّـق مــن إج ـراءات وبرامــج‪ّ ،‬‬
‫املرحلــة فــي الفصــل ‪ 16‬حيــث نـ ّ‬ ‫والتونسيين‬ ‫التونسيات ّ‬ ‫وفعلت مجانيته‪ ،‬وضمنته لجميع األطفال ّ‬ ‫ّ‬
‫ـص علــى أن «تجــري التربيــة قبــل‬
‫ُّ‬ ‫الد اســة‪ ،‬دون أي اســتثناء‪ .‬غيــر أن َ‬ ‫ّ‬
‫متخصصــة يؤمهــا أطفــال مــن‬ ‫ّ‬ ‫املدرســية فــي مؤسســات وفضــاءات‬ ‫ضمــان هــذا‬ ‫ِم ّمــن هــم فــي ســن ر‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫ســن الثالثــة إلــى ســن السادســة‪ ،‬تخصــص لتنشــئتهم وإعدادهــم‬ ‫الحـ ّـق لــم يكــن متبوعــا‪ ،‬منــذ بدايــة إنفــاذه‪ ،‬بمواكبــة التحـ ّـوالت التــي‬
‫ُ ّ‬ ‫الدولــي‬‫فرضتهــا الســياقات الجديــدة ســواء علــى املُســتوى الوطنــي أو ّ‬
‫للتعليــم املدر�ســي‪ »...‬وتوفــرهــذه الفضــاءات أط ـرا لتنشــئة األطفــال‬
‫تســاهم فــي تهيئتهــم للدراســة النظاميــة اإلجباريــة بدايــة مــن ســن‬ ‫وخاصــة تلــك التــي فرضهــا التطـ ّـور التكنولوجــي والتحـ ّـول الرقمــي‬ ‫ّ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫السادســة‪ .‬وقــد أصبحــت أغلــب األســر التونســية تولــي اهتمامــا‬ ‫اللذان يشهدهما العالم وما لهما من إسهام في تجويد طرق التعلم‬
‫ّ‬ ‫وتطويــر مناهــج التدريــس والقطــع مــع مقاربــة نقــل املعــارف بشــكل‬
‫ملرحلــة الطفولــة املبكــرة وعيــا منهــا بدورهــا فــي تنشــئة متوازنــة للطفل‬
‫وتأثيرهــا فــي تحديــد مالمــح شــخصيته وإعــداده للمراحــل الالحقــة من‬ ‫تؤسس الفكر‬ ‫عمودي واعتماد املقاربات التشاركية والنشيطة التي ّ‬
‫ؤمــن مؤسســات التربيــة والطفولــة الوظيفــة‬ ‫التربيــة والتعليــم‪ .‬كمــا ُت ّ‬ ‫النقــدي وتســاهم فــي تحســين مكتســبات التالميــذ وتدعــم مهاراتهــم‪.‬‬
‫التنشــيئية والتربوية لفائدة األطفال دون الســت ســنوات‪ ،‬في تكامل‬ ‫تعهــد املؤسســات بالصيانــة والتوســعة‬ ‫كمــا يحتــاج تجويــد التعليــم ّ‬
‫ـص عليــه دســتور الجمهوريــة التونســية‬ ‫مــع دور األســرة‪ .‬وهــو مــا نـ ّ‬ ‫وتوفيرظروف الدراسة املادية والبيداغوجية والتواصلية ومختلف‬
‫فــي فصلــه ‪« :47‬حقــوق الطفــل علــى أبويــه وعلــى الدولــة ضمــان‬ ‫خدمــات الدعــم واملرافقــة واإلعاشــة والترفيــه‪ ...‬وخلــق بيئــة تعليميــة‬
‫ّ‬
‫الكرامــة والصحــة والرعايــة والتربيــة والتعليــم»‬ ‫جذابــة‪ ،‬أي ضمــان جــودة العمليــة التعليميــة التربويــة باعتبارهــا‬
‫مــن أهــم الشــروط الضامنــة للتكريــس الفعلــي للحــق فــي التعليــم‬
‫تؤكــد األرقــام وخاصــة تلــك املنبثقــة عــن الدراســة التــي أجرتهــا‬ ‫امليســرة ملواصلــة التمــدرس دون عوائــق وضمــان‬ ‫وتحقيــق الظــروف ّ‬
‫وزارة األســرة وامل ـرأة والطفولــة وكبــار الســن بمشــاركة اليونيســيف‬ ‫شــروط النجــاح وتكافــؤ الفــرص‪ .‬وهــو مــا يســتدعي كذلــك مراجعــة‬
‫ســنة ‪ 2018‬بمناســبة اليــوم العالمــي للطفولــة حــول معــارف‬ ‫نظــام التقييــم الــذي يقتصــرحاليــا علــى امتحــان الباكالوريا كمحطة‬
‫ومواقــف وممارســات األوليــاء املرتبطــة بنمـ ّـو األطفــال‪ ،‬غيــاب نظــرة‬ ‫تقييميــة وطنيــة إجباريــة وحيــدة باعتبــار أن مناظــرة الدخــول إلــى‬
‫ّ‬
‫الوالديــة فــي مجــال‬ ‫استش ـرافية مشــتركة وشــاملة حــول الكفــاءات‬ ‫املــدارس اإلعداديــة النموذجيــة ومناظــرة ختــم التعليــم األسا�ســي‬
‫تربيــة الطفــل وهشاشــة جســور التواصــل والش ـراكة بيــن املهنييــن‬ ‫اختياريتــان وال يشــارك فيهمــا إال عــدد محــدود مــن التالميــذ وبالتالــي‬
‫واألولياء وضعف انخراط اإلعالم واإلعالميين عموما في توفيرمناخ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ال تمكــن مــن التقييــم املوضوعــي لنتائــج جميــع التالميــذ وال توفــر‬
‫يســاعد علــى االرتقــاء بثقافــة تربيــة الطفــل لــدى األوليــاء ومســاعدته‬ ‫املعطيــات الكافيــة لتقييــم املنظومــة ومعرفــة َمواطــن خللهــا‪.‬‬
‫علــى تحقيــق نمـ ّـو متــوازن‪ .‬فضــا عــن كــون نســبة كبيــرة مــن العائــات‬
‫ال تبــذل مجهــودا ُيذكــر فــي مرافقــة أبنائهــا علــى مســتوى األنشــطة‬ ‫ّ‬
‫المبكــرة‪ :‬تهيئــة‬ ‫التربيــة فــي مرحلــة الطفولــة‬
‫ّ‬
‫البنائيــة (‪ 18%‬فقــط مــن العائــات تعتبــرأنــه مــن‬ ‫ّ‬
‫واللعبيــة‬ ‫التعلميــة‬ ‫للدراســة وتنشــئة للمســتقبل‪.‬‬
‫ُ‬ ‫تبــدأ عمليــات التربيــة ّ‬
‫املفيــد املثابــرة فــي تحفيــزالطفــل وإســناده فــي األنشــطة التــي يمارســها‬ ‫املوجهــة إلــى األطفــال فــي مرحلــة الطفولــة‬
‫وذلــك وفــق مــا ورد فــي دراســة معــارف ومواقــف وممارســات األوليــاء‬ ‫ّ‬
‫املبكــرة‪ ،‬دون الســت ســنوات‪ ،‬داخــل األســرة وفــي املؤسســات‬
‫املتصلــة بنمــو األطفــال املشــار إليهــا أعــاه‪.‬‬ ‫املختصــة العموميــة والخاصــة‪ .‬وتســتوعب املؤسســات مــا قبــل‬

‫‪16‬‬
‫املرســمين بهــا‪:‬‬ ‫ُويعتبــر تعميــم املؤسســات التربويــة املحتضنــة للطفولــة فــي هــذه‬
‫السـ ّـن علــى جميــع جهــات البــاد الســبيل األوحــد لتكريــس الحــق فــي‬
‫رسم بياني رقم ‪:4‬‬
‫التربية ما قبل املدرسية أمام جميع األطفال وتحقيق تكافؤالفرص‬
‫تطور عدد املحاضن واألطفال‬
‫بينهــم‪ ،‬ســيما وأن هــذا الصنــف مــن التربيــة‪ ،‬الــذي كان مقتصـرا علــى‬
‫ّ‬
‫األوســاط االجتماعيــة املرفهــة دون غيرهــا‪ ،‬باعتبــار عــدم إجباريتــه‬
‫وعــدم مجانيــة بعــض مؤسســاته‪ ،‬عــرف انتشــارا ّ‬
‫وتوســعا بيــن أغلــب‬
‫فئــات املجتمــع فــي ظـ ّـل مــا قامــت بــه مؤسســات الدولــة‪ ،‬بتعــاون مــع‬
‫بقيــة الهيــاكل املتدخلــة‪ ،‬مــن إحــداث ملؤسســاته وخاصــة الســنة‬
‫التحضيريــة فــي املــدارس االبتدائيــة التــي شــملت أغلــب األطفــال دون‬
‫ّ‬
‫أن تبلــغ التعميــم الكلــي‪ .‬وهــو الشــعار الــذي رفعــه اإلصــاح التربــوي‬
‫ويتضــح التفــاوت بيــن القطــاع الخــاص والقطــاع‬ ‫منــذ ســنة ‪ّ .2002‬‬
‫العمومي في مؤسسات الطفولة املبكرة في مستوى ظروف الدراسة‬
‫ُ‬
‫وفــي نوعيــة الخدمــات املســداة إلــى جانــب كــون القطــاع يعيــش‬
‫ـإن توزيعهــا بيــن‬ ‫وفضــا عــن محدوديــة انتشــار عــدد املحاضــن فـ ّ‬ ‫بصفــة عامــة إشــكاليات عديــدة فــي ظــل ضغوطــات الزمــن االجتماعــي‬
‫الجهــات متفــاوت بشــكل ملحــوظ‪ .‬ففــي ســنة ‪ 2020‬مثــا اســتأثرت‬ ‫وحاجيــات األوليــاء‪.‬‬
‫ّ‬
‫واليــة تونــس بالنصيــب األكبــر (‪ 95‬محضنــة) تليهــا واليــة سوســة ب ـ‬ ‫وتتطلــب معالجــة إشــكاليات مرحلــة الطفولــة املبكــرة رؤيــة شــمولية‬
‫‪ 55‬مؤسســة فــي حيــن ال يتجــاوز عددهــا فــي واليــات الشــمال الغربــي‬ ‫ومراجعــة متعـ ّـددة األوجــه باعتبارهــا مجــاال اســتراتيجيا حيويــا ال‬
‫مجتمعــة ‪ 23‬وفــي كامــل الجنــوب الغربــي ‪ 19‬وال وجــود لهــا إطالقــا فــي‬ ‫بــد مــن االســتثمارفيــه توعيــة وتكوينــا وإســنادا ماديــا ولذلــك‪ ،‬فقــد‬
‫بعــض الواليــات مثــل تطاويــن وســليانة‪.‬‬ ‫قامــت االســتراتيجة الوطنيــة متعــددة القطاعــات لتنميــة الطفولــة‬
‫املبكــرة علــى أســاس أن «تتضمــن تنميــة الطفولــة املبكــرة جملــة مــن‬
‫ويعرض الجدول املوالي توزيع املحاضن وعدد األطفال املستفيدين‬ ‫نموهم بشكل‬ ‫الخدمات املقدمة لألطفال الصغارمن أجل تحسين ّ‬
‫ّ‬
‫من خدماتها موزعين على مختلف الواليات‪:‬‬ ‫شــامل وضمــان حســن رعايتهــم وحمايتهــم‪ .‬كمــا أنهــا تشــمل أبعــادا‬
‫متعــددة منهــا الصحــة والتغذيــة والتعليــم والتحفيــزاملبكــرإلــى جانــب‬
‫رسم بياني رقم ‪:5‬‬
‫الحمايــة والثقافــة والترفيــه والرياضــة ‪( »...‬املصــدر‪ :‬االســتراتيجية‬
‫توزيع املحاضن وعدد األطفال حسب الواليات سنة ‪2020‬‬
‫الوطنيــة متعــددة القطاعــات لتنميــة الطفولــة املبكــرة – ملخــص‬
‫تنفيــذي‪ -‬وزارة امل ـرأة واألســرة وكبــارالسـ ّـن واليونســيف)‪.‬‬
‫ّ‬
‫وفيمــا يلــي اســتعراض لواقــع مؤسســات الطفولــة املبكــرة وخاصــة‬
‫محاضــن األطفــال وريــاض األطفــال والكتاتيــب والســنة التحضيريــة‪:‬‬

‫ونقــص‬ ‫المهــام‬ ‫ّ‬


‫دقــة‬ ‫محاضــن األطفــال‪:‬‬
‫ا ال ختصــا ص ‪.‬‬
‫يبلــغ عــدد محاضــن األطفــال ‪ 471‬مؤسســة ســنة ‪ 2020‬تحتضــن‬
‫ـرب‪ .‬وقــد شــهدت محاضــن األطفــال‬ ‫‪ 5781‬طفــا يؤطرهــم ‪ُ 939‬مـ ّ‬
‫تطورا في عددها منذ ‪ 2017‬مع تسجيل تراجع عددها خالل ‪2020‬‬ ‫ّ‬
‫املفســرة ملحدوديــة عــدد املحاضــن فــي‬ ‫ّ‬ ‫لعـ ّـل مــن بيــن األســباب‬ ‫ب ـ ‪ 19‬مؤسســة مقارنــة بالســنة التــي ســبقتها (‪ 490 : 2019‬محضنــة)‬
‫خاصــة ّأن‬
‫مختلــف مناطــق البــاد وفــي الجهــات الداخليــة بصفــة ّ‬
‫كمــا عــرف عــدد األطفــال انخفاضــا ب ـ ‪ 1082‬طفــا بســبب جائحــة‬
‫هــذه املؤسســات تعــود إلــى القطــاع الخــاص‪ ،‬وهــي فــي الغالــب مرتفعــة‬ ‫كوفيــد‪ .‬وقــد شــهد عــدد املحاضــن انخفاضــا كذلــك‪ ،‬خــال ســنة‬
‫ُ‬
‫األســعار‪ ،‬نظ ـرا الرتفــاع كلفــة بعثهــا وتهيئتهــا وتجهيزهــا وانتــداب‬ ‫‪ 2021‬مقارنــة بســنتي ‪ 2019‬و‪ 2020‬إذ لــم يتجــاوز‪ 461‬محضنــة‬
‫املؤطريــن املختصيــن‪ ،‬بمــا يجعــل النفــاذ إليهــا واالســتفادة مــن‬ ‫يتابــع تأطيــر األطفــال فيهــا ‪ 1007‬إطــارا تربويــا‪ .‬ويبلــغ عــدد األطفــال‬
‫خدماتها التربوية أمرا غيرمتاح للعائالت املعوزة ومحدودة الدخل‪.‬‬ ‫‪ 5785‬ســنة ‪ 2021‬يتوزعــون بيــن ‪ 2990‬مــن اإلنــاث و‪ 2795‬مــن‬
‫أما بالنسبة إلى القرى واألرياف فإن نمط العيش وطبيعة العالقات‬ ‫الذكــور‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ويرصــد الرســم البيانــي املوالــي عــدد املحاضــن وعــدد األطفــال‬
‫األســرية يمكنــان األمهــات املوظفــات والعامــات مــن توفيــر حضانــة‬

‫ّ‬
‫الوطني حول وضع‬ ‫ّ‬
‫التقرير‬
‫‪17‬‬ ‫ّ‬
‫الطفولة بتونس ‪2021 - 2020‬‬
‫ضــع لــدى‬‫الر ّ‬ ‫األطفــال داخــل األســرة ّ‬
‫املوســعة ومــن إيــداع األبنــاء ُ‬
‫ريــاض األطفــال‪ :‬نقــص العــدد وعــدم تكافــؤ فــرص‬
‫األقــارب‪ .‬لكــن خالفــا لذلــك تســتأثر املــدن الكبــرى بعــدد أكبــر مــن‬
‫التربيــة قبــل المدرســية‬
‫املحاضــن بالنظــرإلــى كثافــة الطلــب االجتماعــي عليهــا فــي ظـ ّـل ضعــف‬
‫تهــدف التربيــة فــي ريــاض األطفــال إلــى توفيــر شــروط النمــو الذهنــي‬ ‫ُ ّ‬
‫شبكات العالقات االجتماعية التي يمكن أن تمثل بالنسبة للبعض‬
‫والنف�ســي والعاطفــي الســليم لألطفــال مــا بيــن ‪ 3‬و‪ 5‬ســنوات وتنميــة‬ ‫منهــم بديــا للمحاضــن‪ .‬وهــي حلــول ال تضمــن تســاوي الحظــوظ‬
‫قدرتهــم علــى التواصــل الشــفوي وتمكينهــم مــن الرعايــة االجتماعيــة‬ ‫ّ‬
‫بيــن األطفــال وبيــن الجهــات بصفــة عامــة باعتبــارأنهــا ال توفــر نفــس‬
‫والتربويــة ومــن التنشــئة املتوازنــة‪ ،‬وذلــك بتنظيــم مجموعــة مــن‬ ‫الخدمــات وال تســتند إلــى شــروط ومراجــع ّ‬
‫علميــة وال تحقــق احت ـرام‬
‫األنشطة لفائدتهم وتأطيرهم بمراعاة مختلف احتياجاتهم النمائية‬ ‫مبــدأ مصلحــة الطفــل الفضلــى‪.‬‬
‫بما يساهم في تيسيراندماجهم الحقا في الوسط املدر�سي‪ .‬وقد شهد‬
‫عــدد ريــاض األطفــال تزايــدا ب ـ ‪ 545‬مؤسســة ســنة ‪ 2020‬مقارنــة‬ ‫كمــا تعــود محدوديــة محاضــن األطفــال بصفــة عامــة إلــى عوامــل‬
‫ثقافية كاقتناع عدد كبيرمن األسربأن الحضانة هي وظيفة عائلية‬ ‫ّ‬
‫بالســنة الســابقة لهــا‪ ،‬ليرتفــع عددهــا مــن ‪ 5131‬فــي ‪ 2019‬إلــى ‪5676‬‬ ‫ّ‬
‫ســنة ‪ 2020‬ويســتقر فــي حــدود ‪ 5670‬روضــة أطفــال ســنة ‪.2021‬‬ ‫املختصــة ذات الخبــرة فــي‬ ‫باألســاس‪ .‬إلــى جانــب نقــص اإلطــارات‬
‫ّ ّ‬
‫مجال تربية ورعاية األطفال دون الثالث ســنوات مما أثرســلبا على‬
‫وباملقابــل عــرف عــدد األطفــال املســجلين انخفاضــا مــن ‪301965‬‬ ‫نوعيــة الخدمــات املســداة بالنظــرإلــى حاجــة الطفــل فــي هــذه السـ ّـن‬
‫طفــا ســنة ‪ 2019‬إلــى ‪ 286073‬طفــا ســنة ‪ ،2020‬أشــرف علــى‬ ‫إلــى رعايــة شــاملة صحيــة ونفســية وتربويــة وعاطفيــة وإلــى عنايــة‬
‫ـرب‪ .‬وقــد تواصــل انخفــاض عــدد املســجلين‬ ‫تأطيرهــم ‪ 16122‬مـ ّ‬ ‫دقيقــة ومختصــة ال يمكــن أن تؤمنهــا إال كفــاءات رفيعــة املســتوى‬
‫ّ‬ ‫وفــي فضــاءات عاليــة الجــودة‪ .‬ورغــم أن القطــاع قــد ّ‬
‫ليبلــغ ‪ 261803‬طفــا ســنة ‪ 2021‬موزعيــن بيــن ‪ 128028‬إمــن‬ ‫تدعــم بعــدد‬
‫اإلنــاث ‪ 133775‬مــن الذكــور‪ ،‬ويبلــغ عــدد املؤطريــن ‪ .17539‬ومــن‬ ‫مــن املختصيــن األكفــاء فــا يـزال عــدد كبيــرمــن العامليــن باملحاضــن‬
‫أهــم أســباب تراجــع إقبــال األوليــاء علــى تســجيل منظوريهــم خــال‬ ‫يفســرتواضــع‬‫واملكلفيــن برعايــة األطفــال مــن غيــراملختصيــن‪ ،‬وهــومــا ّ‬
‫الســنتين األخيرتيــن تف�شــي جائحــة كوفيــد ‪.19‬‬ ‫مســتوى الخدمــات ومحدوديــة أثرهــا التربــوي بمــا يعمــق ضعــف‬
‫الرسم البياني رقم ‪6‬‬ ‫اإلقبــال عليهــا مــن ِقبــل األوليــاء خاصــة ممــن وجــدوا حلــوال عائليــة‬
‫بديلــة تتــاءم أكثــرمــع إمكانياتهــم وحاجاتهــم‪.‬‬

‫ُ‬
‫يتعــارض مــع مبــدأ اإلنصــاف بيــن أطفــال مختلــف الشـرائح والجهــات‬ ‫وتثبــت املعطيــات أنــه ال ينتفــع بخدمــات ريــاض األطفــال جميــع مــن‬
‫ّ‬
‫ومــن شــأنه أن يؤثــرعلــى تكافــؤ الفــرص فــي النجــاح املدر�ســي الحقــا‪،‬‬ ‫تتـراوح أعمارهــم مــا بيــن ‪ 3‬و‪ 5‬ســنوات‪ ،‬إذ ال يتجــاوز املعـ ّـدل الوطنــي‬
‫ّ‬
‫وهو ما أكدته دراسات علم اجتماع التربية وخاصة التأثيرالحاسم‬ ‫اللتحاق األطفال برياض األطفال ‪ 42%‬وذلك ألسباب مختلفة من‬
‫للمعارف القبلية و»الرأسمال الثقافي» و»الرأسمال اللغوي» الذي‬ ‫بينهــا ضعــف اإلمكانيــات املاديــة بالنســبة إلــى بعــض األســر أو عــدم‬
‫ّ‬
‫يكتســبه الطفــل داخــل األســرة وفــي مرحلــة مــا قبــل املدرســة واملحـ ّـدد‬ ‫توفرها في بعض املناطق والجهات الداخلية أو لعدم الوعي بدورها‬
‫ملــدى تأقلمــه مــع املعــارف املدرســية ومــع الوضعيــة التعليميــة وهــومــا‬ ‫في اإلعداد للمرحلة الدراسية‪ .‬ومما ال شك فيه فإن عدم استفادة‬
‫ّ‬
‫من شــأنه أن يؤثرســلبا في املســارالدرا�ســي‪.‬‬ ‫جميع األطفال من فرص التربية ما قبل املدرسية في رياض األطفال‬

‫‪18‬‬
‫الجدول رقم ‪:3‬‬
‫توزيع عدد األطفال املسجلين برياض األطفال القانونية حسب الواليات خالل سنتي ‪ 2020‬و‪2021‬‬
‫عدد األطفال املسجلين ‪2021‬‬ ‫عدد األطفال املسجلين ‪2020‬‬ ‫الوالية‬
‫‪34487‬‬ ‫‪30942‬‬ ‫تونس‬
‫‪11275‬‬ ‫‪9052‬‬ ‫أريانة‬
‫‪14127‬‬ ‫‪12874‬‬ ‫بن عروس‬
‫‪8822‬‬ ‫‪5970‬‬ ‫منوبة‬
‫‪47212‬‬ ‫‪99827‬‬ ‫نابل‬
‫‪3397‬‬ ‫‪2990‬‬ ‫زغوان‬
‫‪11427‬‬ ‫‪10501‬‬ ‫بنزرت‬
‫‪5152‬‬ ‫‪4812‬‬ ‫باجة‬
‫‪3712‬‬ ‫‪3262‬‬ ‫جندوبة‬
‫‪3332‬‬ ‫‪2712‬‬ ‫الكاف‬
‫‪2985‬‬ ‫‪2440‬‬ ‫سليانة‬
‫‪17721‬‬ ‫‪15481‬‬ ‫سوسة‬
‫‪16790‬‬ ‫‪15525‬‬ ‫املنستير‬
‫‪8052‬‬ ‫‪7298‬‬ ‫املهدية‬
‫‪14258‬‬ ‫‪12790‬‬ ‫صفاقس‬
‫‪8167‬‬ ‫‪7105‬‬ ‫القيروان‬
‫‪6661‬‬ ‫‪4433‬‬ ‫القصرين‬
‫‪7195‬‬ ‫‪6595‬‬ ‫سيدي بوزيد‬
‫‪10427‬‬ ‫‪8905‬‬ ‫قابس‬
‫‪8079‬‬ ‫‪6070‬‬ ‫مدنين‬
‫‪1309‬‬ ‫‪1615‬‬ ‫تطاوين‬
‫‪7477‬‬ ‫‪6685‬‬ ‫قفصة‬
‫‪3014‬‬ ‫‪2964‬‬ ‫توزر‬
‫‪5754‬‬ ‫‪5225‬‬ ‫قبلي‬
‫‪260832‬‬ ‫‪286073‬‬ ‫املجموع‬

‫ويعــرف عــدد ريــاض األطفــال‪ ،‬شــأنه شــأن األطفــال املســجلين‪،‬‬ ‫يتضــح مــن الجــدول الســابق أن أكبــر عــدد مــن األطفــال املنتفعيــن‬
‫تفاوتــا بيــن الجهــات‪ ،‬ففــي ســنة ‪ 2020‬بلــغ عــدد ريــاض األطفــال‬ ‫بخدمــات ريــاض األطفــال هــم مــن بيــن املقيميــن بواليــات الشــمال‬
‫بإقليــم تونــس الكبــرى ‪ 1448‬مؤسســة يليــه الوســط الشــرقي‪1407 :‬‬ ‫والســاحل إذ ت ـراوح عددهــم بواليــة تونــس مثــا بيــن ‪ 34487‬ســنة‬
‫فالشــمال الشــرقي ‪ 743‬ثــم ينخفــض العــدد ليصــل إلــى ‪ 553‬فــي‬ ‫‪ 2021‬و‪ 30942‬فــي ‪ .2020‬ولئــن انخفــض عــدد األطفــال املســجلين‬
‫الوســط الغربــي و‪ 458‬روضــة أطفــال فــي الجنــوب الغربــي‪ .‬وتسـ ّـجل‬ ‫برياض األطفال بنابل من ‪ 99827‬في ‪ 2020‬إلى ‪ 47212‬طفال وطفلة‬
‫واليــة تطاويــن أقــل عــدد مــن ريــاض األطفــال (‪ 51‬مؤسســة) وهــو‬ ‫سنة ‪ 2021‬فقد حافظت هذه الوالية على أعلى عدد من املسجلين‬
‫تفاوت مرتبط بالتفاوت التنموي بين الجهات كما يعود إلى أسباب‬ ‫علــى املســتوى الوطنــي‪ .‬فــي مقابــل هــذا العــدد املرتفــع ال يتجــاوز عــدد‬
‫ثقافيــة واجتماعيــة باإلضافــة إلــى االســتثمار املتزايــد الــذي ُي ّ‬
‫وجهــه‬ ‫املســجلين فــي عــدد مــن الجهــات األلفيــن أو الثالثــة آالف طفــل‪ ،‬مثــل‬
‫القطــاع الخــاص فــي املــدن إلــى ميــدان الطفولــة والتنافــس لتجويــد‬ ‫زغــوان وســليانة وتــوزرلينخفــض فــي واليــة تطاويــن إلــى ‪ 1309‬طفــا‪،‬‬
‫الخدمــات الســتقطاب األوليــاء لتســجيل منظوريهــم بالنظــر إلــى مــا‬ ‫ســنة ‪ 2021‬و‪ 1615‬فــي ‪ 2020‬وممــا ال شــك فيــه فــإن هــذا التفــاوت‬
‫توليــه األســر فــي املــدن مــن أهميــة ملثــل هــذه الخدمــات املســتحدثة‬ ‫محكــوم بعوامــل اجتماعيــة وماديــة وثقافيــة لكنــه مرتبــط كذلــك‬
‫واملســتجيبة لتحـ ّـوالت املجتمــع ومتطلبــات الزمــن األســري‪.‬‬ ‫بالكثافــة الديموغرافيــة املتباينــة بيــن الجهــات‪.‬‬

‫ّ‬
‫الوطني حول وضع‬ ‫ّ‬
‫التقرير‬
‫‪19‬‬ ‫ّ‬
‫الطفولة بتونس ‪2021 - 2020‬‬
‫الرسم البياني رقم ‪:7‬‬
‫التفاوت بين الواليات في عدد رياض األطفال سنة ‪2020‬‬

‫لــم يعــرف عــدد ريــاض األطفــال تغيـرا ُيذكــرخــال ســنة ‪ 2021‬فــي مختلــف الواليــات وظلــت واليــة تونــس األرفــع عــددا (‪ 550‬روضــة) تليهــا صفاقــس‬
‫(‪ 461‬مؤسســة) وكان العــدد األدنــى فــي واليــة تطاويــن (‪ )53‬تســبقها واليــة زغــوان ب ـ ‪ 82‬روضــة أطفــال‪.‬‬

‫الرسم البياني رقم ‪8‬‬

‫تربويــة اجتماعيــة تقــدم خدمــات تســاهم فــي تنشــئة األطفــال وفــي‬


‫ضمــان نموهــم الســليم نفســيا ومعرفيــا وتربويــا وهــو مــا اســتوجب‬ ‫والحد من انتشارها‬
‫ّ‬ ‫الفضاءات الفوضوية‬
‫ّ‬
‫التصــدي لهــذه الظاهــرة عبــروضــع نصــوص قانونيــة زجريــة‪ ،‬والعمــل‬ ‫انتشــرت الفضــاءات الفوضويــة خــال العشـ ّـرية األخيــرة وتضخــم‬
‫علــى الرفــع مــن الوعــي املجتمعــي بمخاطرهــا وإحــداث مؤسســات‬ ‫عددهــا ّ‬
‫حتــى أصبحــت ظاهــرة اجتماعيــة أســاءت بشــكل مباشــرإلــى‬
‫تربويــة ذات جــودة تضمــن املعادلــة بيــن تأميــن خدمــات الجــوار‬ ‫منظومة الطفولة وإلى مكانة مؤسسة روضة األطفال بما هي وحدة‬

‫‪20‬‬
‫ويســتعرض الرســم التالــي تزايــد الفضــاءات الفوضويــة بالتــوازي مــع‬ ‫ومراعاة املقدرة الشرائية لألولياء من متوسطي ومحدودي الدخل‪.‬‬
‫تزايــد قـرارات الغلــق منــذ ســنة ‪:2017‬‬ ‫إذ قــد ُيقبــل بعــض األوليــاء علــى تســجيل أبنائهــم بهــذه الفضــاءات‬
‫ُ‬
‫الفوضويــة العتبــارات متعـ ّـددة مــن بينهــا قربهــا الجغرافــي مــن محــل‬
‫الرسم البياني رقم ‪:9‬‬
‫ســكناهم أو انخفــاض أســعارها نســبيا‪ ...‬لكنهــا فضــاءات ال تحتــرم‬
‫ّ‬
‫تطور عدد الفضاءات الفوضوية وقرارات الغلق‬ ‫اإلج ـراءات القانونيــة للفتــح وال تســتجيب للشــروط الصحيــة وال‬
‫تتوفــر بهــا ظــروف الســامة‪ ،‬وقــد ال تلتــزم بتقديــم مضاميــن تربويــة‬
‫رســمية ومالئمــة ممــا يجعلهــا تــؤدي أدوارا ت�ســيء إلــى مرتاديهــا مــن‬
‫وتشوه الرسالة التربوية املنوطة بعهدة مؤسسات‬ ‫األطفال الصغار ّ‬
‫الطفولــة املبكــرة‪.‬‬
‫وقــد انجـ ّـر عــن انتشــار الفضــاءات الفوضويــة حصــول انتهــاكات‬
‫وحــوادث خــال الســنوات األخيــرة ّأدت فــي بعــض الحــاالت إلــى الوفــاة‬
‫نتيجــة اإلهمــال والتقصيــر ّ‬
‫البيــن فــي ّ‬
‫الرعايــة‪.‬‬
‫وقــد تـ ّـم خــال ســنة ‪ 2020‬رصــد ‪ 467‬فضــاء فوضويــا صــدر فــي‬
‫شــأن ‪ 382‬منهــا قـراربالغلــق بنســبة تبلــغ ‪ .81.80%‬وقــد ارتفــع عــدد‬
‫الفضــاءات الفوضويــة بشــكل ملحــوظ خــال ســنة ‪ 2021‬ليصــل‬
‫ُ‬
‫ويختلف عدد الفضاءات الفوضوية من جهة إلى أخرى‪ .‬ويستعرض‬ ‫‪ 801‬فضاء أغلق منها نهائيا ‪383‬فضاء خالل أشهرأكتوبرونوفمبر‬
‫الجدول املوالي عدد الفضاءات الفوضوية موزعة حسب الواليات‪:‬‬ ‫وديســمبر ‪2021‬وجانفــي ‪.2022‬‬
‫الجدول رقم ‪:4‬‬
‫توزيع الفضاءات الفوضوية املخالفة للتراتيب املنظمة ملؤسسات الطفولة الخاصة سنة ‪ 2020‬وسنة ‪2021‬‬
‫‪2021‬‬ ‫‪2020‬‬ ‫الوالية‬
‫‪96‬‬ ‫تونس‬
‫‪114‬‬ ‫منوبة‬
‫‪51‬‬ ‫أريانة‬
‫‪88‬‬ ‫‪50‬‬ ‫بن عروس‬
‫‪35‬‬ ‫‪24‬‬ ‫نابل‬
‫‪66‬‬ ‫‪72‬‬ ‫سوسة‬
‫‪2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫سليانة‬
‫‪0‬‬ ‫الكاف‬
‫‪8‬‬ ‫‪1‬‬ ‫جندوبة‬
‫‪11‬‬ ‫القيروان‬
‫‪43‬‬ ‫‪31‬‬ ‫املنستير‬
‫‪24‬‬ ‫قابس‬
‫‪6‬‬ ‫‪20‬‬ ‫قبلي‬
‫‪13‬‬ ‫تطاوين‬
‫‪46‬‬ ‫مدنين‬
‫‪6‬‬ ‫توزر‬
‫‪94‬‬ ‫‪56‬‬ ‫صفاقس‬
‫‪8‬‬ ‫‪35‬‬ ‫زغوان‬
‫‪0‬‬ ‫‪18‬‬ ‫الكاف‬
‫‪11‬‬ ‫‪14‬‬ ‫قفصة‬
‫‪50‬‬ ‫‪37‬‬ ‫باجة‬
‫‪16‬‬ ‫‪74‬‬ ‫بنزرت‬
‫‪0‬‬ ‫‪11‬‬ ‫املهدية‬
‫‪5‬‬ ‫‪19‬‬ ‫سيدي بوزيد‬
‫‪8‬‬ ‫القصرين‬
‫‪801‬‬ ‫‪467‬‬ ‫املجموع‬
‫ّ‬
‫الوطني حول وضع‬ ‫ّ‬
‫التقرير‬
‫‪21‬‬ ‫ّ‬
‫الطفولة بتونس ‪2021 - 2020‬‬
‫الفوضويــة واملتابعــة الفعليــة لتنفيــذ ق ـرارات الغلــق والحــد مــن‬ ‫ولئــن كانــت جـ ّـل الفضــاءات الفوضويــة غيــر مســتجيبة ملواصفــات‬
‫ـس باملصلحــة الفضلــى‬‫انتشــارها و»عــدم التســامح مــع كل مــا يمـ ّ‬ ‫الصحــة فــإن عــددا مــن الفضــاءات القانونيــة‬‫ّ‬ ‫الســامة وشــروط‬
‫للطفــل» بالتعــاون مــع الســلط الجهويــة‪.‬‬ ‫سـ ّـجلت بهــا كذلــك‪ ،‬بعــض النقائــص واإلخــاالت‪ ،‬التــي تــم رصدهــا‬
‫ّ‬
‫من مصالح التفقد واملراقبة التابعة لوزارة األسرة واملرأة والطفولة‬
‫الكتاتيــب‪ :‬الســعي إلــى مزيــد تجويــد الخدمــات‬
‫التربويــة‪.‬‬
‫وكبارالســن ُلتتخذ في شــأنها إجراءات قانونية‪ .‬وهو ما يؤكده تقرير‬
‫ُ ّ‬ ‫اليونيســيف حــول «تحليــل وضــع الطفولــة فــي تونــس لســنة ‪»2020‬‬
‫تمثــل الكتاتيــب فضــاءات تربويــة تابعــة للملــك العمومــي للمســاجد‬
‫ُتشــرف عليهــا وزارة الشــؤون ّ‬ ‫الــذي سـ ّـجل أن ُربــع املؤسســات مــا قبــل املدرســية تفتقــرإلــى وحــدات‬
‫ينيــة ســواء كان داخــل املســاجد أو‬ ‫الد ّ‬
‫ّ‬ ‫صحيــة‪ .‬وفــي حــال وجودهــا فهــي غيــر متطابقــة للبنيــة الجســدية‬
‫خارجها‪ .‬و إيمانا من الوزارة باملكانة التي تحتلها الطفولة املبكرة في‬ ‫لألطفال‪.‬‬
‫ّ‬ ‫العمليــة النمائيــة لشـ ّ‬
‫ـخصية الطفــل بمختلــف أبعادهــا و مجاالتهــا‪،‬‬
‫الرســالة التربويــة التــي تضطلــع‬ ‫ســعت مؤسســة ّ‬
‫الكتــاب مــن خــال ّ‬ ‫وملقاومــة انتشــار الفضــاءات الفوضويــة‪ ،‬صــدر ق ـرار وزيــرة األســرة‬
‫بهــا إلــى تأصيــل الناشــئة فــي هويتهــم العربيــة اإلســامية وانتمائهــم‬ ‫واملرأة والطفولة وكبارالسن ووزيرالداخلية بالرائد الرسمي بتاريخ‬
‫الوطني كما عملت على مزيد االنفتاح على املناهج التربوية الحديثة‬ ‫‪ 4‬مــاي ‪ 2021‬واملتعلــق بإحــداث لجنــة جهويــة ملتابعــة الفضــاءات‬
‫ّ‬
‫للمتغيــرالبيداغوجــي بمــا يســاهم فــي تأميــن أفضــل الظــروف‬ ‫املواكبــة‬ ‫الفوضويــة التــي تســتقبل أو تحتضــن أطفــاال دون الحصــول علــى‬
‫لتحقيــق نمــو ســليم ومتــوازن يواكــب التوجهــات التربويــة الحديثــة‬ ‫الترخيــص الــازم أو ك ـراس الشــروط املنظــم فــي املجــال‪ .‬وتتركــب‬
‫ّ‬ ‫اللجنــة مــن مختلــف القطاعــات (منــدوب حمايــة الطفولــة‪ ،‬ممثــل‬
‫علــى غ ـرار بقيــة الــوزارات املعنيــة بالطفولــة املبكــرة وذلــك فــي إطــار‬
‫مقاربــة تشــاركية بالتعــاون مــع الوســط العائلــي‪.‬‬ ‫عــن اإلدارة الجهويــة للصحــة‪ ،‬والتربيــة والشــؤون الدينيــة والشــؤون‬
‫االجتماعيــة واألمــن الوطنــي والحــرس الوطنــي ‪)...‬‬
‫بلــغ عــدد الكتاتيــب املوجــودة داخــل املســاجد ‪ 1946‬مقابــل ‪21‬‬
‫خارجها وذلك خالل سنة ‪ ،2020‬ويناهزعدد املسجلين بها ‪57254‬‬ ‫ومــن أبــرز مهــام اللجنــة الجهويــة رصــد ومعاينــة الفضــاءات‬
‫طفــا أقــل مــن نصفهــم بقليــل مــن البنــات (‪ .)28408‬أمــا بالنســبة إلــى‬ ‫الفوضوية ومتابعة تنفيذ قرارات إيقاف النشاط والتنفيذ الفوري‬
‫ســنة ‪ 2021‬فقــد ارتفــع عــدد الكتاتيــب داخــل املســاجد إلــى ‪1959‬‬ ‫لغلــق الفضــاءات التــي تهـ ّـدد ســامة األطفــال‪.‬‬
‫كتابــا بينمــا حافظــت الكتاتيــب املوجــودة خــارج املســاجد علــى نفــس‬ ‫ّ‬ ‫كمــا تـ ّـم تمكيــن األوليــاء مــن حــق التثبــت مــن وضعيــة املؤسســة قبــل‬
‫العــدد‪ .‬فــي حيــن شــهد عــدد األطفــال ســنة ‪ 2021‬انخفاضــا ب ـ ‪3200‬‬ ‫تســجيل أبنائهــم وذلــك بوضــع الرابــط االلكترونــي علــى ذمتهــم بهــدف‬
‫ّ‬
‫طفــا ليبلــغ ‪ 54054‬ويناهــز عــدد اإلنــاث ‪ 26613‬والذكــور ‪27441‬‬ ‫االطــاع علــى مؤسســات الطفولــة القانونيــة علــى اختــاف أصنافهــا‬
‫طفال‪.‬‬ ‫(محاضــن أطفــال‪ ،‬ريــاض أطفــال‪ ،‬نــوادي أطفــال‪ ،‬محاضــن‬
‫وارتفــع عــدد الكتاتيــب التــي بهــا أقســام تحضيريــة مــن ‪ 1095‬ســنة‬ ‫مدرســية ‪ )...‬والتــي تخضــع إلشـراف هيــاكل الــوزارة ومــا تقتضيــه مــن‬
‫‪ 2019‬إلــى ‪ 1259‬ســنة ‪ 2020‬ليصــل ‪ 1435‬خــال ‪.2021‬‬ ‫متابعــة ومراقبــة تضطلــع بهمــا اطــارت التفقــد واالرشــاد البيداغوجــي‬
‫‪toufoula.femme.gov.tn/Parent‬‬
‫ويســتعرض الرســم البيانــي املوالــي مقارنــة بيــن مختلــف املعطيــات‬ ‫كما ّ‬
‫املتعلقــة بالكتاتيــب بيــن ســنوات ‪ 2019‬و‪ 2020‬و‪:2021‬‬ ‫تم التنســيق مع املندوبين الجهويين لحصرقائمات الفضاءات‬

‫الرسم البياني رقم ‪:10‬‬

‫‪22‬‬
‫المرحلة التحضيرية وضرورة التعميم الكلي‪.‬‬ ‫ؤطــر األطفــال بالكتاتيــب ‪ 1967‬مـ ّ‬ ‫ُ ّ‬
‫ـرب خــال ســنة ‪ 2020‬أغلبهــم‬ ‫وي‬
‫ينص القانون التوجيهي للتربية والتعليم املدر�سي في فصله الثامن‬ ‫ّ‬ ‫مــن النســاء ‪ .1297‬بينمــا بلــغ عــدد املربيــن ‪ 1980‬ســنة ‪642( 2021‬‬
‫عشــرعلــى «أن الســنة التحضيريــة جــزء مــن التعليــم األسا�ســي» كمــا‬ ‫ذكــور و‪ 1338‬إنــاث) ويت ـراوح املســتوى التعليمــي للمؤطريــن بيــن‬
‫عبــرالقانــون علــى حــرص الدولــة علــى تعميمهــا تكريســا لحــق جميــع‬ ‫ّ‬
‫املاجســتيروالدكتــوراه واألســتاذية واملســتوى الجامعــي والباكالوريــا‬
‫األطفال في االستفادة من هذه املرحلة التمهيدية ّ‬
‫امليسرة لالندماج‬ ‫دون اعتبــار املؤدبيــن املكلفيــن فــي فت ـرات ســابقة‪.‬‬
‫ّ‬
‫التدريجــي فــي التعلــم‪.‬‬
‫ويعــرض الرســم التالــي توزيعــا للمربيــن بالكتاتيــب حســب مســتواهم‬
‫وتحتضــن الســنة التحضيريــة األطفــال بيــن ســن الخامســة‬ ‫الدرا�ســي‪:‬‬
‫والسادســة فــي املــدارس االبتدائيــة ولكنهــا ال تقتصــرعليهــا‪ ،‬إذ ُيمكــن‬
‫أن يتــم تأمينهــا «فــي إطــار التكامــل بيــن التعليــم العمومــي ومبــادرات‬ ‫الرسم البياني رقم ‪11‬‬
‫الجماعــات املحليــة والجمعيــات والقطــاع الخــاص» مثلمــا نــص علــى‬
‫ذلك الفصل السابع عشرمن القانون التوجيهي للتربية والتعليم‪  .‬‬
‫املرســمين باألقســام التحضيريــة باملــدارس‬ ‫وقــد بلــغ عــدد التالميــذ ّ‬
‫االبتدائية العمومية ‪ 57127‬تلميذا خالل السنة الدراسية ‪2020-‬‬
‫يتوزعــون بيــن ‪ 27884‬مــن اإلنــاث و‪ 29243‬مــن الذكــور‬ ‫ّ‬
‫‪،2021‬‬
‫وتمثــل التلميــذات نســبة أقــل مــن الذكــور إذ ال تتجــاوز ‪48.8%‬‬
‫مــن مجمــوع املسـ ّـجلين‪ .‬ويناهــز عــدد أفــواج التالميــذ باألقســام‬
‫التحضيريــة ‪ 3048‬فوجــا بمختلــف املــدارس االبتدائيــة العموميــة‬
‫املحتضنــة لهــذه املرحلــة‪ .‬ويبلــغ متوســط كثافــة الفــوج ‪ 18.7‬ومعــدل‬
‫عــدد األطفــال للمربــي الواحــد ‪ 21‬طفــا‪ُ .‬يشــرف علــى تأطيــر هــؤالء‬
‫مدرســا‪ ،‬أغلبهــم مــن املربيــات البالــغ عددهــن ‪2106‬‬ ‫األطفــال ‪ّ 2774‬‬
‫بنســبة تناهــز ‪ 75.91%‬مقابــل ‪ 668‬مربيــا مــن الذكــور‪ .‬وقــد ارتفــع‬ ‫ويجــدرالتأكيــد أن مــن بيــن املربيــن‪ ،‬أصحــاب شــهائد جامعيــة عليــا‬
‫عــدد املــدارس التــي توجــد بهــا أقســام تحضيريــة مــن ‪ 2370‬خــال‬ ‫مثــل املاجســتيروالدكتــوراه ويبلــغ عددهــم ‪ 42‬مــرب‪ ،‬ســنة ‪.2020‬‬
‫الســنة الدراســية ‪ 2017/2018‬إلــى ‪ 2432‬ســنة ‪( 2019/2020‬مــن‬ ‫واملالحــظ أن عــدد املربيــن الحاصليــن علــى شــهادة جامعيــة قــد ارتفــع‬
‫ريفيــة) لينخفــض العــدد قليــا فــي الســنة‬ ‫بينهــا ‪ 1513‬فــي مناطــق ّ‬
‫ّ‬ ‫من ‪ 621‬سنة ‪ 2020‬إلى ‪ 655‬خالل سنة ‪ 2021‬وأصحاب املستوى‬
‫الدراســية ‪ 2020/2021‬ليبلــغ ‪ 2415‬مدرســة وهــو مــا يمثــل ‪52.7%‬‬ ‫الجامعــي مــن ‪ 570‬إلــى ‪ 586‬فــي مقابــل تراجــع عــدد مــن لــم يتجــاوزوا‬
‫مــن مجمــوع املــدارس‪ .‬وقــد انخفــض معـ ّـدل األطفــال بــكل فــوج فــي‬ ‫التعليــم الثانــوي إلــى ‪ 576‬واالبتدائــي إلــى ‪.123‬‬
‫القسم التحضيري إلى ‪ 18.7‬مقارنة بالسنة التي سبقتها والتي بلغت‬
‫‪ 19.3‬بمــا يضمــن درجــة تأطيــر أفضــل‪.‬‬ ‫وتخضــع كافــة الكتاتيــب إلــى املتابعــة الدوريــة مــن قبــل إطــارات وزارة‬
‫لكــن يجــدر التأكيــد أنــه غــم كل الجهــود ورغــم مــا ّ‬ ‫الشــؤون الدينيــة املكلفيــن بهــذه املهــام‪ ،‬فضــا عــن ذلــك عملــت‬
‫يقدمــه القطــاع‬ ‫ر‬ ‫الوزارة منذ سنوات على مزيد تكوين منظوريها وتأطيرهم في املجال‬
‫ّ‬
‫الخــاص والكتاتيــب (وفــرت الكتاتيــب ‪ 1259‬قســما تحضيريــا ســنة‬ ‫التربــوي والبيداغوجــي لدعــم كفاياتهــم وتنميــة قدراتهــم وتطويــر‬
‫تضم ‪ 22774‬طفال‪ ،‬وارتفع عددها سنة ‪ 2021‬لتبلغ ‪1435‬‬ ‫‪ّ ،2020‬‬
‫قســما تحضيريــا) لــم ّ‬ ‫أدائهــم املعرفــي كمــا دعمــت هــذا التكويــن بتوفيــرالوســائط واملحامــل‬
‫يتحقــق التعميــم الكلــي للمرحلــة التحضيريــة‬ ‫البيداغوجيــة الالزمــة‪.‬‬
‫ولــم تشــمل كل األطفــال ومازالــت نســبة املسـ ّـجلين بالســنة األولــى‬
‫ّ‬
‫واملتنوع للمتابعة والتأطير‪ ،‬ال تزال‬ ‫وبالرغم من هذا املجهود النوعي‬
‫املتمتعيــن بالســنة التحضيريــة ال تتجــاوز ‪ 89%‬مــن التالميــذ الجــدد‪.‬‬
‫أي أن ‪ 11%‬مــن األطفــال املؤهليــن لاللتحــاق بالســنة التحضيريــة‬ ‫الكتاتيــب‪ ،‬شــأنها شــأن جميــع مؤسســات مــا قبــل الدراســة‪ ،‬بحاجــة‬
‫محرومــون مــن هــذا الحــق ومســتثنون مــن ّ‬
‫التمتــع بهــذه الفرصــة‬ ‫إلى مزيد تكثيف املراقبة ومتابعة سيرالعمل بها‪ ،‬بالتوازي مع تعزيز‬
‫ّ‬ ‫املرافقة البيداغوجية للمربين ودعم تكوينهم في مجاالت علم نفس‬
‫للتعلــم التــي يســتفيد منهــا أغلــب األطفــال اآلخريــن‪ .‬ويعــود ذلــك إلــى‬
‫ّ‬ ‫الطفــل وعلــوم التربيــة والتواصــل البيداغوجــي باعتبارهــا مــن بيــن‬
‫مجموعــة مــن األســباب مــن أهمهــا عــدم توفــراملرحلــة التحضيريــة فــي‬ ‫الشروط الضامنة ملزيد دعم الوظيفة التربوية واملجتمعية ّ‬
‫عــدد كبيــرمــن املــدارس االبتدائيــة تناهــزنصــف املؤسســات‪ ،‬وهــو مــا‬ ‫للكتاب‬
‫يقدم الرســم املوالي نســبة‬‫يتعارض جوهريا مع مبدأ تكافؤ الفرص‪ّ .‬‬ ‫وحمايتــه مــن أي انحـراف عــن دوره التربــوي والقيمــي واألخالقــي‪ ،‬بمــا‬
‫املــدارس التــي تحتضــن أقســاما تحضيريــة‪.‬‬ ‫من شأنه أن يحافظ على نبل الرسالة امللقاة على عاتقه‪.‬‬

‫ّ‬
‫الوطني حول وضع‬ ‫ّ‬
‫التقرير‬
‫‪23‬‬ ‫ّ‬
‫الطفولة بتونس ‪2021 - 2020‬‬
‫وتجدراملالحظة إلى أنه باإلضافة إلى عدم تعميم املرحلة التحضيرية‬ ‫الرسم البياني رقم ‪:12‬‬
‫فإنهــا مــا زالــت تشــهد صعوبــات ونقائــص متعـ ّـددة‬
‫تعميمــا كامــا‪ّ ،‬‬
‫متصلــة بنقــص اإلطــارات التربويــة املختصــة وضعــف املتابعــة‬
‫البيداغوجيــة والتكويــن املالئــم إضافــة إلــى محدوديــة الوســائل‬
‫والتجهي ـزات الضروريــة لهــذه املرحلــة الدراســية الحساســة‪.‬‬
‫المرحلــة االبتدائيــة‪ :‬ظــروف غيــر متكافئــة بيــن‬
‫ا لجهــا ت‬
‫ست سنوات‪ .‬ويهدف إلى تمكين‬ ‫يدوم التعليم في املرحلة االبتدائية ّ‬
‫ّ‬
‫املتعلميــن مــن املكتســبات املعرفيــة األساســية وخاصــة التعبيــر‬
‫الشــفوي والكتابي والقراءة والحســاب كما يعمل على تنمية ذكائهم‬
‫ّ‬
‫الحياتيــة مــن‬ ‫العملــي ّ‬
‫وحســهم الفنـ ّـي‪ ،‬باإلضافــة إلــى تطويــرمهاراتهــم‬
‫خــال تربيتهــم علــى قيــم املواطنــة وتنشــئتهم علــى احتـرام مقتضيــات‬
‫العيش املشترك‪.‬‬
‫وحســب املعطيــات الــواردة فــي «تقريــر اليونيســيف حــول تحليــل‬
‫وقــد عــرف عــدد تالميــذ املرحلــة األولــى مــن التعليــم األسا�ســي‬
‫وضــع الطفولــة فــي تونــس الصــادرســنة ‪ ،»2020‬فــإن نســبة التالميــذ‬
‫تطـ ّـورا ملحوظــا إذ بلــغ ‪ 1202667‬تلميــذا خــال الســنة الدراســية‬ ‫عموميــة أو ّ‬
‫ّ‬
‫خاصــة أو‬ ‫الذيــن تمتعــوا بســنة تحضيريــة ســواء كانــت‬
‫‪ 2020/2021‬مقابــل ‪ 1171569‬فــي الســنة التــي ســبقتها أي بزيــادة‬
‫داخــل الكتاتيــب‪ ،‬منخفضــة فــي جـ ّـل الجهــات الداخليــة ذات الطابــع‬
‫‪ 31098‬تلميــذا‪ .‬ويتجــاوز عــدد التالميــذ الذكــور البالــغ ‪625370‬‬ ‫ّ‬ ‫الريفي وهي نسب ّ‬
‫الوطني على عكس الجهات‬ ‫أقل بكثيرمن املعدل‬
‫عــدد الفتيــات الــذي يقـ ّـدر ب ـ ‪ 577297‬تلميــذة‪ ،‬أي بنســبة ‪48%‬‬
‫الســاحلية وتونس الكبرى إذ تتراوح نســبة املســجلين الجدد بالســنة‬
‫مــن مجمــوع التالميــذ‪ .‬وبالتــوزاي مــع ذلــك ارتفــع عــدد الفصــول مــن‬
‫‪ 48743‬إلى ‪ 49010‬وتوزع هؤالء التالميذ على ‪ 4582‬مدرسة ُي ّ‬ ‫األولــى مــن التعليــم االبتدائــي الذيــن تلقــوا تربيــة مــا قبل مدرســية بين‬
‫ؤمن‬
‫وتمثــل املُ ّ‬
‫ّ‬ ‫تعليمهــم ‪ّ 68871‬‬ ‫‪ % 44.2‬بالقصريــن و ‪ % 96.8‬بتونــس ‪.2‬‬
‫درســات البالــغ عددهــن ‪45570‬‬ ‫مدرســا‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وأمام ما أثبتته الدراسات الوطنية والدولية من تأثيرمباشرللسنة‬
‫معلمــة (‪ )66.16%‬أي ضعــف عــدد املعلميــن الذكــور البالــغ ‪.23301‬‬
‫التحضيريــة علــى حظــوظ املتعلميــن فــي مواصلــة مســارهم بنجــاح‬
‫ويشــهد عــدد مؤسســات التعليــم االبتدائــي الخــاص ارتفاعــا مطــردا‪،‬‬ ‫ّ‬
‫التربويــة أن تكــون‬ ‫بفــارق يصــل حــد ‪ ،30 %‬فإنــه ال يمكــن للمنظومــة‬
‫مــن ســنة إلــى أخــرى‪ ،‬وإقبــاال متزايــدا مــن قبــل األوليــاء لتســجيل‬
‫منصفــة وهــي تســتقبل متعلميــن علــى هــذه الدرجــة مــن التفــاوت فــي‬
‫أبنائهــم باملــدارس الخاصــة‪ .‬وقــد ارتفــع عــدد التالميــذ املزاوليــن‬
‫األو ّليــة ُلتخضعهــم بعــد ذلــك لنفــس‬ ‫اســتعداداتهم وإمكانياتهــم ّ‬
‫دراســتهم باملــدارس االبتدائيــة الخاصــة ليبلــغ عددهــم ‪101091‬‬ ‫ّ‬
‫ـكل صنــف‪ ،‬ثـ ّـم‬
‫التعلــم القبلــي الخــاص بـ ّ‬ ‫البرامــج دون اعتبــار لزمــن‬
‫تلميــذا وتلميــذة‪ ،‬مسـ ّـجال زيــادة ب ـ ‪ 22048‬تلميــذا وتلميــذة مقارنــة‬ ‫ُ ّ‬ ‫ُ‬
‫تخضعهم لنفس منظومة التقييم وترتبهم كما لو كانوا قد انطلقوا‬
‫بالســنة الدراســية ‪ .)79043( 2017/2018‬ويفــوق عــدد الذكــور‬ ‫مــن نفــس ّ‬
‫الدرجــة‪ .‬والنتيجــة الثابتــة علميــا وواقعيــا أن حظــوظ‬
‫البالــغ ‪ 53082‬تلميــذا عــدد اإلنــاث (‪.)48009‬‬
‫األطفــال ال تكــون متســاوية‪ ،‬بــل ســتكون حظــوظ الوافديــن دون‬
‫واملدرســين والفصــول‬‫ّ‬ ‫ويرصــد الجــدول املوالــي تطـ ّـور عــدد املــدارس‬ ‫التمتــع بالســنة التحضيريــة أكثــرعرضــة لخطــرالرســوب واالنقطــاع‬
‫والتالميــذ بالتعليــم العمومــي‪:‬‬ ‫املبكــر‪.‬‬
‫جدول رقم ‪:5‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫تطور املعطيات املتصلة باملرحلة االبتدائية من سنة ‪ 2017/2018‬إلى ‪2020/2021‬‬
‫‪2020/2021‬‬ ‫‪2019/2020‬‬ ‫‪2018/2019‬‬ ‫‪2017/2018‬‬ ‫السنة الدراسية‬
‫‪4582‬‬ ‫‪4583‬‬ ‫‪4583‬‬ ‫‪4576‬‬ ‫عدد املدارس‬
‫‪1202667‬‬ ‫‪1171569‬‬ ‫‪1149245‬‬ ‫‪1122693‬‬ ‫عدد التالميذ‬
‫‪49010‬‬ ‫‪48743‬‬ ‫‪48008‬‬ ‫‪47941‬‬ ‫عدد الفصول‬
‫‪68871‬‬ ‫‪65981‬‬ ‫‪63228‬‬ ‫‪63642‬‬ ‫عدد ّ‬
‫املدرسين‬
‫(املصدر‪ :‬التقريرالسنوي لألداء ّ‬
‫ملهمة التربية لسنة ‪ ،2020‬وزارة التربية‪ ،‬سبتمبر ‪ .2021‬باإلضافة إلى إحصائيات الوزارة لسنة ‪)2020/2021‬‬

‫‪24‬‬
‫مــن جهــة أخــرى و بالرغــم مــن العــدد الهــام مــن املــدارس االبتدائيــة‬ ‫أمــا معـ ّـدل التالميــذ بالفصــل فــي املــدارس العموميــة‪ ،‬فيبلــغ ‪24.5‬‬
‫املجهــزة بشــبكة امليــاه العموميــة والبالــغ عددهــا ‪ 4036‬مؤسســة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫لكنــه متفــاوت مــن مدرســة إلــى‬ ‫وهــو معـ ّـدل كثافــة مقبــول نســبيا‪ّ ،‬‬
‫بنســبة تناهــز ‪ 88%‬مــن مجمــوع املــدارس ‪ ،‬فــإن مجموعــة مــن‬ ‫ّ‬
‫الحضرية‬ ‫أخرى‪ ،‬حيث تشهد عديد املؤسسات املوجودة باملناطق‬
‫املــدارس‪ ،‬ال ُيســتهان بهــا‪ ،‬الت ـزال دون ربــط بشــبكة امليــاه ويبلــغ‬ ‫كثافــة أكبــرفــي األقســام بحكــم مجموعــة مــن العوامــل مثــل الكثافــة‬
‫عددها ‪ 546‬مدرسة ابتدائية أي بنسبة تناهز ‪ 12%‬من مؤسسات‬ ‫الســكانية والطلــب املرتفــع علــى التســجيل بمؤسســات دون أخــرى‬
‫التعليــم االبتدائــي‪ .‬وهــي مــدارس موجــودة خاصــة بواليتــي جندوبــة‬ ‫ألســباب بيداغوجيــة ودراســية أو ملــا تعــرف بــه مــن ارتفــاع نســب‬
‫وسليانة‪.‬‬ ‫ّ‬
‫النموذجيــة‪ ،‬أو‬ ‫ّ‬
‫اإلعداديــة‬ ‫النجــاح بمناظــرة الدخــول إلــى املــدارس‬
‫أمــا بالنســبة إلــى موضــوع التطهيــر‪ ،‬فــإن ّ‬
‫التمتــع بخدمــات هــذا املرفــق‬ ‫العتبــارات رمزيــة واجتماعيــة أحيانــا‪.‬‬
‫ال يتجــاوز ‪ 30‬باملائــة مــن املــدارس االبتدائيــة املرتبطــة بالشــبكة‬ ‫ّ‬
‫ويتطلــب «ضمــان التعليــم الجيــد املنصــف والشــامل وتعزيــزفــرص‬
‫العموميــة التابعــة لديــوان التطهيــر‪ .‬وقــد سـ ّـجلت واليــات ســيدي‬ ‫التعلم مدى الحياة» الذي نص عليه الهدف الرابع من بين أهــداف‬
‫بوزيــد ومدنيــن والقيــروان والقصريــن أضعــف نســب للربــط‪.‬‬ ‫التنميــة املســتدامة توفيــر ظــروف مالئمــة للتعليــم فــي مختلــف‬
‫كمــا تجــدر اإلشــارة إلــى أن املــدارس غيــر املرتبطــة بشــبكة ديــوان‬ ‫املؤسســات والجهــات‪ .‬فبعــد أن تحقــق تقــدم ملحــوظ فــي نســب‬
‫التطهيرتلجأ إلى حلول ذاتية من أجل تصريف املياه املستعملة عبر‬ ‫التمدرس والنجاح في مختلف مستويات املرحلة االبتدائية‪ ،‬أصبح‬
‫خزانــات وآبــارالصــرف الصحــي‪.‬‬‫ّ‬ ‫كســب رهــان الجــودة هــو التحــدي املطــروح علــى وزارة التربيــة وذلــك‬
‫وفــي نفــس الســياق‪ ،‬فـ ّ‬ ‫مــن خــال تحســين ظــروف الدراســة واالرتقــاء بــأداء املدرســة‪ ،‬حيــث‬
‫ـإن مــا ال يقــل عــن ‪ 15‬باملائــة مــن املــدارس‬
‫بينــت دراســة اليونســيف لســنة ‪ 2020‬أن أغلبيــة األطفــال املتراوحــة‬
‫االبتدائيــة ال تتمكــن مــن التخلــص مــن مياههــا املســتعملة بالطــرق‬
‫التــي تراعــي قواعــد حفــظ الصحــة‪ .‬وهــو واقــع يظــل بعيــدا عمــا نـ ّ‬ ‫أعمارهم من ‪ 7‬الى ‪ 14‬سنة ال يمتلكون الكفايات األساسية ملستوى‬
‫ـص‬
‫الســنة الثانيــة مــن التعليــم االبتدائــي فــي مجــال القـراءة والفهــم (‪33‬‬
‫عليــه أحــد أهــداف التنميــة املســتدامة واملتعلــق ب ـ «املــاء الصالــح‬
‫باملائــة ‪ 32 :‬باملائــة فتيــات و‪ 35‬باملائــة أوالد) وبدرجــة أقــل فــي مجــال‬
‫للش ـراب والتطهيــر»‪.‬‬
‫الحســاب (‪ 72‬باملائــة ‪ 74% :‬فتيــات و ‪ 70%‬أوالد)‪ .‬وترتبــط فــوارق‬
‫وقــد أشــار «تقريــراليونســيف حــول وضــع الطفولــة فــي تونــس لســنة‬ ‫تحصيــل الكفايــات بالوســط االجتماعــي الــذي ينحــدر منــه التلميــذ‬
‫‪ « 2020‬أن ‪ 37%‬مــن املــدارس االبتدائيــة ال تتوفــرعلــى دورات ميــاه‬ ‫وباملســتوى االقتصــادي للعائلــة (يصــل الفــارق الــى ‪ 35‬نقطــة)‪.‬‬
‫تحتــرم الفصــل بيــن الذكــور واإلنــاث ممــا ينتــج عنــه امتنــاع البنــات‬ ‫(املصــدر‪ :‬دراســة «تحليــل وضــع الطفولــة فــي تونــس» لســنة ‪2020‬‬
‫عــن الذهــاب إليهــا بمــا قــد يتسـ ّـبب فــي إصابــات ومشــاكل صحيــة‬ ‫(بالفرنســية)‪ ،‬اليونســيف)‬
‫مختلفــة فــي صفــوف التلميــذات خاصــة‪ .‬وتعــد واليــة القيــروان أكثــر‬ ‫ُ‬
‫الواليات املعنية باختالط الدورات الصحية بنســبة ‪ 88‬باملائة تليها‬ ‫وتثبــت املعطيــات أن املدرســة االبتدائيــة مــا زالــت تعانــي عــددا مــن‬
‫ســليانة ‪ 72‬باملائــة‪.‬‬ ‫الصعوبــات علــى مســتوى التســيير اإلداري واملالــي‪ ،‬باعتبــار عــدم‬
‫تمتعهــا بالشــخصية القانونيــة وباالســتقالل املالــي‪ ،‬باإلضافــة‬ ‫ّ‬
‫كمــا تعانــي عديــد مــن املــدارس االبتدائيــة نقصــا فــي القاعــات‬ ‫إلــى مجموعــة مــن النقائــص فــي مســتوى ظــروف الدراســة املاديــة‬
‫والتجهي ـزات وخاصــة قاعــات االختصــاص والتجهي ـزات الالزمــة لهــا‪،‬‬ ‫والبيداغوجية والشروط الحافة بها‪ ،‬والتي قد تختلف من مدرسة‬
‫ّ ّ‬
‫مثــل قاعــات املطالعــة التــي ال تتوفــر إال ب ـ ‪ 228‬مؤسســة فقــط أي‬ ‫إلــى أخــرى حيــث تفتقــربعــض املــدارس الــى الحـ ّـد األدنــى مــن الشــروط‬
‫بنســبة ال تتجــاوز ‪ 5%‬وكذلــك الشــأن بالنســبة إلــى املكتبــات التــي ال‬ ‫ّ‬ ‫الضروريــة ّ‬
‫امليســرة للتعلــم والضامنــة للتكريــس الفعلــي ملبــدأي‬
‫تغطــي ســوى ‪ 365‬مدرســة (بنســبة ‪ )7.96%‬أي ّأن ‪ 4217‬مدرســة‬ ‫االنصــاف وتكافــؤ الفــرص فــي التعليــم وذلــك مــن خــال افتقادهــا‬
‫مجهــزة بمكتبــة أو فضــاء للكتــب (حتــى‬ ‫ابتدائيــة (‪ )92.03%‬غيــر ّ‬
‫للتجهي ـزات الضروريــة ولوســائل العمــل األساســية الــى جانــب غيــاب‬
‫باملواصفــات التقليديــة) بمــا يحــرم األطفــال فــي األغلبيــة املطلقــة مــن‬ ‫عمليــات الصيانــة املســتوجبة للقاعــات‪ .‬وذلــك باإلضافــة إلــى ُبعــد‬
‫املــدارس مــن اســتعارة الكتــب والقصــص والتــدرب علــى املطالعــة‪.‬‬ ‫ّ‬
‫أمــا فيمــا يخـ ّ‬ ‫عدد هام من املدارس عن مقرإقامة بعض التالميذ وما يترتب عنه‬
‫ـص تعاطــي التالميــذ مــع مجــال التكنولوجيــات الحديثــة‬ ‫مــن صعوبــات فــي التنقــل ومخاطــرالطريــق‪ ،‬خاصــة وأنــه توجــد ‪611‬‬
‫ُ‬
‫ومــا تتيحــه مــن خدمــات ومعــارف‪ ،‬فقــد شــملت قاعــات اإلعالميــة‬ ‫معبــدة‪ ،‬وهــي فــي الغالــب‪ ،‬مــدارس ريفيــة‬ ‫مدرســة غيــرمرتبطــة بطــرق ّ‬
‫‪ 4375‬مدرســة إال أن ‪ 207‬مؤسســة مــا زالــت دون قاعــة إعالميــة‪.‬‬ ‫وفــي مناطــق نائيــة بالجهــات الداخليــة للبــاد‪ .‬ولئــن تـ ّـم تجهيــزجميــع‬
‫مجهــزة باألنترنــات‪ ،‬أي بنســبة ‪23.83%‬‬ ‫ومازالــت ‪ 1092‬مدرســة غيــر ّ‬
‫املدارس تقريبا بشبكة الكهرباء (‪ 4579‬مدرسة) وهو مكسب هام‪،‬‬
‫ّ‬
‫مــن مجمــوع املــدارس االبتدائيــة‪.‬‬ ‫إال ّأن ‪ 3‬مــدارس مازالــت‪ ،‬بعــد‪ ،‬دون كهربــاء فــي مناطــق نائيــة تتطلــب‬
‫مــا مــن شــك فــي أن لهــذه النقائــص تأثي ـرا علــى ّ‬
‫التمتــع بالحـ ّـق الكامــل‬ ‫الربــط حتــى ال ُيحــرم أبناؤهــا مــن هــذه الخدمــات فــي كنــف املســاواة‪.‬‬

‫ّ‬
‫الوطني حول وضع‬ ‫ّ‬
‫التقرير‬
‫‪25‬‬ ‫ّ‬
‫الطفولة بتونس ‪2021 - 2020‬‬
‫ّ‬
‫باإلعداديــات النموذجيــة مقابــل ‪ 1634‬تلميــذا‪.‬‬ ‫فــي التعلــم وبشــمولية التكويــن فــي ظــروف متســاوية تحتــرم املعاييــر‬
‫الدولية وهو ما يحول دون إدراك الهدف الرابع للتنمية املســتدامة‬
‫ونسـ ّـجل فــي هــذا الصــدد‪ّ ،‬أن عــدد املترشــحين ملناظــرة الدخــول إلــى‬ ‫ّ‬ ‫واملتعلــق بالتعليــم ّ‬
‫الجيــد للجميــع‪ .‬فكلمــا فقــدت الظــروف املحيطــة‬
‫املــدارس اإلعداديــة النموذجيــة خــال دورة جــوان ‪ 2021‬ارتفــع بـ ـ‬ ‫ّ‬ ‫مقوماتهــا أو شــروط ّ‬ ‫ّ‬
‫التعلــم بعــض ّ‬
‫تحققهــا إال وأثــرت ســلبا‬ ‫بعمليــة‬
‫‪ 5328‬تلميذا مقارنة بدورة جوان ‪ 43139( 2020‬مترشحا) في حين‬
‫علــى مســتوى التحصيــل املعرفــي للمتعلميــن وعلــى نســب النجــاح‪.‬‬
‫أنــه ســجل انخفضــا خــال دورة جــوان ‪ .2019‬وقــد يكــون التراجــع فــي‬
‫ّ ُ‬
‫نسب املشاركة مرتبطا بمدى االستعداد املعرفي والنف�سي للمناظرة‬ ‫الجليــة‪ ،‬تعتبــر نســبة االرتقــاء العامــة‬ ‫وبالرغــم مــن هــذه النقائــص‬
‫ّ ّ‬
‫ظل توقف الدروس وتراجع نسق التحصيل الدرا�سي جراء تأثير‬ ‫في‬ ‫باملرحلة األولى من التعليم األسا�سي مرتفعة حيث بلغت في القطاع‬
‫جائحــة كورنا‪.‬‬ ‫العام ‪ 91.7%‬ســنة ‪ 2018/2019‬لترتفع إلى ‪ 92.2%‬في نهاية الســنة‬
‫الدراســية ‪ 2019/2020‬مقابــل نســبة رســوب ال تتجــاوز ‪.7.2%‬‬
‫وتحتـ ّـل املندوبيــة الجهويــة للتربيــة بصفاقــس ‪ 1‬صــدارة الترتيــب فــي‬
‫نســب التالميذ املتحصلين على معدل يســاوي ‪ 10‬فما فوق النجاح‬ ‫أما بالنسبة إلى مناظرة الدخول إلى املدارس اإلعدادية النموذجية‪،‬‬
‫في مناظرة الدخول إلى املدارس اإلعدادية النموذجية‪ ،‬بنســبة تبلغ‬ ‫وهــي مناظــرة اختياريــة لكنهــا ذات ّ‬
‫رمزيــة خاصــة فــي وجــدان العائــات‬
‫ترشــح للمشــاركة فيهــا ‪ 48467‬تلميــذا ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ 55.6%‬من املترشحين‪ .‬تليها مندوبية صفاقس ‪ 2‬ثم الكاف فأريانة‪،‬‬ ‫تحصــل مــن‬ ‫التونســية‪ ،‬فقــد‬
‫وكان الترتيب األخيربالتوالي ملندوبيات توزر ‪ 30.3%‬فقبلي‪،29.2%‬‬ ‫ّ‬
‫بينهــم ‪ 20614‬تلميــذا علــى معــدل يســاوي أو يفــوق ‪ 10‬مــن ‪ 20‬فــي‬
‫ُ‬
‫وتطاوين التي ســجلت نســبة ‪.26.3%‬‬ ‫جــوان ‪ ،2021‬أي بنســبة ‪ 42.5%‬مــن مجمــوع املترشــحين‪ .‬وقــد قبــل‬
‫مــن بينهــم ‪ 3521‬تلميــذا لاللتحــاق باملــدارس اإلعداديــة النموذجيــة‬
‫ويعرض الرسم التالي نسب التالميذ املتحصلين على معدل يساوي‬
‫وفــق طاقــة االســتيعاب وشــروط القبــول املحـ ّـددة ســلفا‪ .‬ومثلمــا‬
‫‪ 10‬فما فوق في مناظرة الدخول إلى املدارس اإلعدادية النموذجية‬
‫ّ‬ ‫كانــت نســبة مشــاركة التلميــذات فــي املناظــرة أعلــى مــن التالميــذ‪،‬‬
‫في دورة جوان ‪ 2021‬مرتبة ترتيبا تفاضليا حسب الواليات‪:‬‬
‫كان عــدد املترشــحات املقبــوالت باملــدارس اإلعداديــة النموذجيــة‬
‫‪ 1887‬تلميــذة بنســبة تبلــغ ‪ 53.6%‬مــن جملــة التالميــذ امللتحقيــن‬

‫رسم بياني رقم ‪13‬‬

‫(املصدر ‪ :‬وزارة التربية سبتمبر ‪)2021‬‬

‫‪26‬‬
‫ّ‬
‫األسا�ســي العــام‪ ،‬واختصاصــات التكويــن املنهــي‪ .‬وقــد مثــل التعليــم‬ ‫وبخصوص نسبة التالميذ الذين التحقوا باملدارس االعدادية‬
‫التقني فرصة‪ ،‬للتالميذ ذوي القدرات التطبيقية واملهارات اليدوية‬ ‫النموذجية فقد بلغت ‪ ، 7.3%‬وتحتل جهة الكاف صدارة الترتيب‬
‫ّ‬
‫والتميــزفيهــا‪ ،‬مــن خــال‬ ‫واالســتعدادات التقنيــة‪ ،‬ملواصلــة دراســتهم‬ ‫ب ـ ‪ 15.4%‬تليها جهة قفصة ب ـ ‪ 11.6%‬ثم باجة ب ـ ‪ 11.0%‬بينما‬
‫إكســابهم مؤهــات أساســية فــي املجــاالت املهنيــة التــي يختارونهــا‬ ‫تذيلت الترتيب كل من بنزرت ب ـ ‪ 5.2%‬فقبلي ب ـ ‪ 5.0%‬وأخيرا‬
‫كالصناعــة والبنــاء والخدمــات بالتــوازي مــع تكويــن عــام فــي اللغــات‬ ‫املنستيرب ـ ‪.4.8%‬‬
‫واملــواد االجتماعيــة ممــا يفتــح أمــام التالميــذ آفاقــا متعـ ّـددة ملواصلــة‬ ‫ّ‬
‫ممــا ال شــك فيــه أن هــذا التفــاوت يعــود إلــى أســباب بيداغوجيــة وإلــى‬
‫التكويــن بمراكــزالتكويــن املنهــي‪ ،‬بعــد الســنة التاســعة‪.‬‬
‫ظــروف الدراســة باعتبــار أن جــودة التعليــم ليســت متســاوية بيــن‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ويمثــل إحــداث املــدارس اإلعداديــة التقنيــة شــكال مــن االعت ـراف‬ ‫الجهــات‪ .‬فالجهــات الــواردة أســفل الســلم هــي الجهــات التــي تعتمــد‬
‫بتعـ ّـدد ذكاءات التالميــذ وتنـ ّـوع مالمحهــم‪ .‬وهــو فــي نفــس الوقــت‪،‬‬ ‫النواب حيث إن بعضهم يفتقرإلى املؤهالت‬ ‫باألساس على املدرسين ّ‬
‫ّ‬
‫ضامــن لنجــاح صنــف مــن التالميــذ الذيــن قــد ال تتوفــرلديهــم نفــس‬ ‫املطلوبــة للتدريــس‪ ،‬باإلضافــة إلــى كونهــم ال يتمتعــون بــدورات‬
‫ّ‬
‫فــرص النجــاح فــي التعليــم العــام‪ .‬وبهــذا املعنــى ُيمكــن أن يشــكل‬ ‫التكويــن والتأطيــر البيداغوجــي مــن قبــل املتفقديــن البيداغوجييــن‬
‫التعليــم التقنــي مســارا دراســيا موازيــا ورافــدا تكوينيــا لتفعيــل مبــدأ‬ ‫مثلمــا هــو الشــأن بالنســبة للمدرســين املنتدبيــن‪ .‬كمــا تشــهد هــذه‬
‫ّ‬
‫حق جميع التالميذ في التعلم مهما كانت استعداداتهم وإمكانياتهم‬ ‫الجهــات فــي غالــب األحيــان تأخـرا فــي موعــد انطــاق الســنة الدراســية‬
‫ّ‬
‫للتنميــة املســتدامة‬ ‫املعرفيــة‪ ،‬بمــا يســاهم فــي تحقيــق الهــدف الرابــع‬ ‫بســبب نقــص إطــار التدريــس بمــا لــه مــن انعكاســات مباشــرة علــى‬
‫واملتصــل بالحــق فــي التعليــم ّ‬
‫الجيــد والشــامل‪.‬‬ ‫اســتكمال البرامــج وشــمولية التكويــن وجــودة التحصيــل‪ ،‬التــي تؤثــر‬
‫ّ‬ ‫علــى املراحــل الدراســية الالحقــة لهــؤالء األطفــال‪.‬‬
‫وقــد تمكــن التعليــم التقنــي فــي تونــس‪ ،‬علــى امتــداد ســنوات‪،‬‬
‫مــن اســتيعاب فئــة مــن التالميــذ الذيــن ال تســمح لهــم نتائجهــم‬ ‫غيــر أن الظــروف التعليميــة املتواضعــة والحظــوظ الدراســية غيــر‬
‫ّ‬
‫واستعداداتهم ومؤهالتهم بمواصلة الدراسة بالتعليم العام‪ ،‬ووفر‬ ‫املتكافئــة ليســت األســباب الوحيــدة لظاهــرة التفــاوت فــي التحصيــل‬
‫لهــم فرصــة لتغييــرمســارهم‪ ،‬واســتغالل طاقاتهــم فــي مجــال آخــرمــن‬ ‫العلمــي لتالميــذ تلــك الجهــات إذ هنــاك عوامــل أخــرى علــى غ ـرار‬
‫ّ‬
‫التعلمــات التــي تعتمــد علــى املهــارات والحــرف غيــرأن هــذه التجربــة‬ ‫العوامــل االجتماعيــة والثقافيــة واالقتصاديــة مثــل الفقــروالبطالــة‬
‫عرفــت إخــاالت كبيــرة فــي مســتوى املســار التوجيهــي واملحتــوى‬ ‫وانتشــار األميــة وضعــف البنيــة التحتيــة وتواضــع توفــر الخدمــات‬
‫الدرا�ســي وآفــاق مــا بعــد الدراســة‪.‬‬ ‫األساســية‪ ،‬تســاهم بشــكل كبيــرفــي ضعــف النتائــج الدراســية ببعــض‬
‫جهات البالد‪.‬‬
‫ومــن أهــم اإلشــكاليات التــي يعيشــها التعليــم اإلعــدادي التقنــي‪،‬‬
‫ّ‬
‫عــدم اســتجابة التعلمــات املدرجــة باملســارالتقنــي النتظــارات هــؤالء‬ ‫باإلضافــة إلــى كل مــا ســبق‪ ،‬تعانــي أغلــب املــدارس مــن غيــاب‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التالميــذ‪ ،‬إذ تغطــي التعلمــات العامــة مــا بيــن‪ 17‬إلــى ‪ 21‬ســاعة‬ ‫واالجتماعية املوازية للتعلم‪ ،‬خاصة‬ ‫األنشــطة الرياضية والثقافية‬
‫مــن الــدروس وهــو مــا ال يلبــي انتظــارات التالميــذ امللتحقيــن بالتقنــي‬ ‫وأن عــددا كبي ـرا مــن القــرى واألريــاف واملناطــق النائيــة ال توجــد بهــا‬
‫ّ‬
‫إذ يبقــى حجــم التعلمــات النظريــة متضخمــا قياســا بالــدروس‬ ‫أيــة مؤسســة مــن املؤسســات الراجعــة بالنظــر إلــى وزارات الشــباب‬
‫التطبيقية والتربصات امليدانية‪ ،‬فضال عن عدم فتح اختصاصات‬ ‫والرياضــة والثقافــة والقــادرة علــى تأطيــر هــؤالء األطفــال وعلــى‬
‫مهنيــة تواكــب حاجيــات التالميــذ وســوق الشــغل‪ ،‬بــل يتزايــد النقــص‬ ‫ّ‬ ‫معاضــدة األنشــطة الرياضيــة والتنشــيطية والثقافيــة للمــدارس‪.‬‬
‫مــن ســنة إلــى أخــرى فــي االختصاصــات املرغوبــة بســبب غلــق هــذه‬ ‫كمــا أنــه حتــى فــي ظــل توفــربعــض املؤسســات التنشــيطية والثقافيــة‬
‫االختصاصــات بعــد تقاعــد األســاتذة الذيــن كانــوا ّ‬
‫يدرســونها‪ .‬كمــا‬ ‫في هذه الجهات‪ ،‬فإن املدرسة ال تزال منغلقة على نفسها وال تسمح‬
‫ّ‬ ‫باالنفتــاح علــى محيطهــا بمــا ّ‬
‫تعانــي املــدارس اإلعداديــة التقنيــة مــن نقــص التجهي ـزات باإلضافــة‬ ‫يحقــق لهــا االســتفادة بمــا توفــره الهيــاكل‬
‫إلــى الصعوبــات املتصلــة بتوجيــه تالميــذ هــذه املــدارس إلــى مراكــز‬ ‫واملؤسســات من أنشــطة وفضاءات وبرامج من شــأنها أن تســاهم في‬
‫التكويــن املنهــي التــي يرغبــون فــي االلتحــاق بهــا فــي ظــل غيــاب آليــات‬ ‫تطويــرمعــارف الطفــل وتوســيع أفــق اهتماماتــه ويدعــم انتمائــه إلــى‬
‫ّ‬
‫التنســيق الناجعــة بيــن وزارة التربيــة مــن ناحيــة والــوزارة املكلفــة‬ ‫جهتــه ووطنــه وانفتاحــه علــى العالــم‪.‬‬
‫بالتكويــن املنهــي والتشــغيل مــن ناحيــة أخــرى‪.‬‬
‫مرحلــة اإلعــدادي التقنــي‪ :‬أهمية المشــروع وضرورة‬
‫لــم يتجــاوز عــدد التالميــذ باملرحلــة اإلعداديــة التقنيــة ‪9840‬‬ ‫التطوير‬
‫تلميذاخــال ســنة ‪ 2020/2021‬مسـ ّـجال انخفاضــا ب ـ ‪ 333‬تلميــذا‬ ‫ُيعتبــر التعليــم التقنــي حلقــة مهمــة ضمــن املســارات الدراســية لــكل‬
‫مقارنــة بالســنة التــي ســبقتها (‪ 10173‬تلميــذا)‪ .‬وبالتــوازي مــع ذلــك‬ ‫نظــام تربــوي عصــري‪ ،‬ألنــه يشــمل فــي نفــس الوقــت اإلعــداد التربــوي‬
‫ّ‬
‫مستمرا من سنة إلى‬ ‫يشهد عدد املدارس اإلعدادية التقنية تراجعا‬ ‫وإكســاب املهــارات واملعــارف املهنيــة فهــو يجمــع بيــن مــواد التعليــم‬

‫ّ‬
‫الوطني حول وضع‬ ‫ّ‬
‫التقرير‬
‫‪27‬‬ ‫ّ‬
‫الطفولة بتونس ‪2021 - 2020‬‬
‫رغبات التالميذ ويســتجيب لحاجيات ســوق الشــغل ويضمن فرص‬ ‫أخرى فقد انخفض عددها من ‪ 86‬مؤسسة خالل السنة الدراسية‬
‫العمل للمتخرجين‪ .‬وهو التوجه الذي أقرته لجان اإلصالح التربوي‬ ‫‪ 2017/2018‬إلــى ‪ 83‬ســنة ‪ ، ،2019‬علــى املســتوى الوطنــي ســنة‬
‫ســنة ‪ 2016‬داعيــة إلــى «إيــاء التعليــم املنهــي والتقنــي منزلــة ّ‬
‫هامــة بمــا‬ ‫‪ 2020‬وهــو عــدد محــدود جـ ّـدا يعكــس محدوديــة طاقــة اســتيعاب‬
‫امللحــة» و»إحــداث معابــربيــن منظومتــي‬ ‫يتــاءم مــع حاجــات املجتمــع ّ‬ ‫هــذه املــدارس مــن ناحيــة‪ ،‬وضعــف اإلقبــال عليهــا‪ ،‬مــن ناحيــة ثانيــة‬
‫التعليــم والتكويــن املنهــي» وذلــك فــي إطــار إعــادة هيكلــة التعليــم‬ ‫وذلك للصورة الدونية التي ما زالت ملتصقة بالتعليم التقني ونظرا‬
‫اإلعــدادي والثانــوي‪( .‬املصــدر‪ :‬الكتــاب األبيــض‪ ،‬مشــروع إصــاح‬ ‫ألن أغلــب املســجلين بهــا هــم مــن بيــن التالميــذ الراســبين وأصحــاب‬
‫املنظومــة التربويــة فــي تونــس‪ ،‬وزارة التربيــة‪ ،‬مــاي ‪)2016‬‬ ‫املعدالت الضعيفة‪ .‬كما تكشــف عديد املؤشـرات عن تراجع مكانة‬ ‫ّ‬
‫هــذه املؤسســات علــى غـرارانخفــاض عــدد املدرســين بهــا مــن ‪1776‬‬
‫التعليــم اإلعــدادي العــام‪ :‬مرحلــة دقيقــة بحاجــة إلــى‬ ‫ّ‬
‫عنايــة خاصــة‬
‫مدرســا‪ ،‬ســنة ‪ 2017/2018‬إلــى ‪ 1217‬خــال الســنة الدراســية‬
‫‪ 2020/2021‬بالرغــم مــن االق ـرار بأهميــة هــذا املســار الدرا�ســي مــن‬
‫تــدوم املرحلــة الثانيــة مــن التعليــم األسا�ســي ثــاث ســنوات ُوي ّ‬
‫ؤمــن‬ ‫قبل مسؤولي وزارة التربية ومستشاري التوجيه املدر�سي والجامعي‬
‫التدريــس اإلعــدادي العــام فــي املــدارس اإلعداديــة وفــي املــدارس‬ ‫واملتفقديــن البيداغوجييــن الذيــن ينــادون بضــرورة مراجعــة هــذه‬
‫ّ‬
‫ومتطور‬ ‫تصور جديد‬‫التجربة مراجعة جذرية بهدف تطويرها وفق ّ‬
‫اإلعداديــة النموذجيــة‪ .‬ويهــدف التعليــم اإلعــدادي إلــى تدعيــم‬
‫التكويــن واملعــارف التــي ّ‬
‫تلقاهــا التالميــذ فــي املرحلــة االبتدائيــة‬ ‫للتعليم التقني‪.‬‬
‫وتمكينهم من امتالك كفايات التواصل في اللغة الوطنية وفي لغتين‬ ‫ُ‬
‫مــن ناحيــة أخــرى‪ ،‬تعتبــر اســتفادة الفتيــات مــن هــذه الفرصــة‬
‫أجنبيتين ومن املعارف واملهارات املستوجبة في مجاالت الرياضيات‬ ‫التعليميــة ضعيفــة جــدا إذ ال يتجــاوز عــدد التلميــذات املنتفعــات‬
‫والعلوم والتكنولوجيا‪ .‬كما يهدف إلى تنمية مواهب الطفل وصقلها‬ ‫بالتعليــم التقنــي ‪ 1617‬تلميــذة مقابــل ‪ 8233‬تلميــذا‪ ،‬وذلــك لغلبــة‬
‫من خالل املواد الفنية والجمالية ومن تنشئته على القيم الوطنية‬ ‫االختصاصــات التــي تعتبــر فــي نظــر املجتمــع حك ـرا علــى الذكــور‪،‬‬
‫والكونية من خالل املواد االجتماعية وفي تكامل بين مختلف املواد‪.‬‬ ‫باإلضافــة إلــى عــدم تــاؤم االختصاصــات املتوفــرة فــي اإلعداديــات‬
‫ّ‬
‫وتنتهــي هــذه املرحلــة بإعــداد املتعلميــن ملواصلــة الدراســة فــي املرحلــة‬ ‫التقنية مع رغبات الفتيات خاصة في ظل محدودية االختصاصات‬
‫الثانويــة أو االلتحــاق بمســالك التكويــن املنهــي‪.‬‬ ‫فــي مجــال الخدمــات والتــي عــادة مــا تقبــل عليهــا الفتيــات أكثــر مــن‬
‫ارتفــع عــدد التالميــذ املرســمين باملرحلــة اإلعداديــة مــن ‪502329‬‬ ‫الفتيــان‪.‬‬
‫تلميــذا خــال الســنة الدراســية ‪ 2019/2020‬إلــى ‪ 522332‬تلميــذا‬ ‫أمــا عــدد التالميــذ مــن ذوي االحتياجــات الخصوصيــة بالتعليــم‬
‫ســنة ‪ 2020/2021‬منهــم ‪ 264050‬مــن اإلنــاث و‪ 258282‬مــن‬ ‫اإلعــدادي التقنــي فــا يتجــاوز ‪ 30‬طفــا علــى املســتوى الوطنــي مــن‬
‫الذكــور‪ .‬ويبلــغ عــدد املــدارس اإلعداديــة ‪ 815‬مؤسســة‪ ،‬تضـ ّـم‬ ‫ّ‬
‫بينهــم ‪ 8‬تلميــذات فقــط باعتبــار أن هــذه املــدارس ال توفــر عــروض‬
‫‪ 17833‬فصــا‪ .‬وتناهــز كثافــة الفصــل ‪.29.3‬‬ ‫تكويــن تراعــي خصوصيــات التالميــذ مــن ذوي اإلعاقــة‪ .‬وال يتجــاوز‬
‫ّأمــا التعليــم اإلعــدادي الخــاص فيشــمل ‪ 31974‬مــن التالميــذ الذيــن‬ ‫عــدد املــدارس التقنيــة التــي تضـ ّـم تالميــذ مــن ذوي االحتياجــات‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الخصوصيــة ‪ 19‬مدرســة‪.‬‬
‫يتوزعــون بيــن ‪ 11570‬تلميــذة و‪ 20204‬تلميــذا‪ .‬وتمثــل نســبة‬
‫الذكــور ‪ 63.18%‬مــن مجمــوع تالميــذ املــدارس اإلعداديــة الخاصــة‪.‬‬ ‫لقــد ارتبطــت منظومــة التعليــم اإلعــدادي التقنــي بالفشــل املدر�ســي‬
‫ُ‬ ‫وبمكانــة رمزيــة ّ‬
‫ّأمــا عــدد املؤسســات التــي تضــم املســتويين اإلعــدادي والثانــوي معــا‬ ‫دونيــة لــدى العائــات واملربيــن علــى حــد ســواء بمــا‬
‫جعلهــا تشــهد تراجعــا كبي ـرا ّ‬
‫حولهــا مــع مــرور الســنوات إلــى مجــرد‬
‫فقــد تراجــع ولــم يبــق منهــا فــي ســنة ‪ 2019/2020‬إال ‪ 81‬مؤسســة‬
‫ّ‬
‫موزعــة فــي القــرى البعيــدة وفــي املناطــق الداخليــة ومحــدودة الكثافــة‬ ‫مــاذ مؤقــت ألطفــال لــم يبلغــوا ســن السادســة عشــرة‪ .‬فبقــدر مــا‬
‫الســكانية‪ .‬وقــد اتخــذت وزارة التربيــة هــذا التوجــه للفصــل بيــن‬
‫ّ‬
‫املختصــون علــى أهميــة التعليــم اإلعــدادي التقنــي‪ ،‬باعتبــاره‬ ‫ُيجمــع‬
‫ّ‬
‫املرحلة اإلعدادية واملرحلة الثانوية ملا ثبت من آثارسلبية الختالط‬ ‫يســتجيب بشــكل مــا لتنـ ّـوع مالمــح التالميــذ ومــا يمكــن أن يوفــره‬
‫املرحلتيــن خاصــة علــى تالميــذ املرحلــة اإلعداديــة وعلــى نتائجهــم‪.‬‬ ‫لهــم مــن فــرص للنجــاح‪ ،‬فإنهــم يقـ ّـرون بفشــل تجربــة بعــث املــدارس‬
‫اإلعدادية التقنية في صيغتها الحالية‪ .‬لذلك فهي تحتاج إلى إصالح‬
‫وتبلغ نسبة الرسوب باملرحلة اإلعدادية ‪ 13.4%‬سنة ‪2020/2021‬‬ ‫جــذري مــن الناحيــة الهيكليــة والتنظيميــة وإلــى تطويــر برامجهــا‬
‫وهــي تسـ ّـجل بذلــك انخفاضــا هامــا يقـ ّـدر بــ‪ 3.6‬مقارنــة بالســنة التــي‬ ‫واختصاصاتهــا حتــى تســتجيب ملــا راهنــت عليــه البــاد مــن تطويــر‬
‫سبقتها‪.‬‬ ‫لهذا الصنف من التعليم وتثمين موقعه في منظومة التربية وجعله‬
‫الرســم التالــي تراجــع نســبة الرســوب بالتعليــم اإلعــدادي‬ ‫ويوضــح ّ‬‫ّ‬
‫مســلكا للنجــاح ال مــاذا للفاشــلين وذلــك مــن خــال مراجعــة صيــغ‬
‫خــال الســنوات األربــع األخيــرة‪:‬‬ ‫التوجيه إليها وشروط االلتحاق بها ومقاييس النجاح فيها بما يراعي‬

‫‪28‬‬
‫فــي تعديــل مســاره وإعــادة توجيهــه مــن مســلك إلــى آخــرأو مــن شــعبة‬ ‫الرسم البياني رقم ‪:14‬‬
‫إلــى أخــرى ســواء فــي حالــة النجــاح أو الرســوب‪ ،‬وذلــك وفــق شــروط‬ ‫تراجع نسبة الرسوب في التعليم اإلعدادي العام‬
‫محددة مع اعتماد املرونة لالستجابة ألكبرعدد ممكن من مطالب‬ ‫ّ‬
‫تغييرالتوجيه‪.‬‬
‫تهــدف مرحلــة التعليــم الثانــوي إلــى تكويــن التالميــذ‪ ،‬تكوينــا ّ‬
‫معمقا في‬
‫أحــد مجــاالت املعرفــة وتكوينــا متخصصــا فــي أح ــد فروعهــا باإلضافــة‬
‫إلــى إكســابهم ثقافــة عامــة متينــة‪ ،‬وذلــك لتمكينهــم مــن مواصلــة‬
‫ّ‬
‫التعلـم باملـرحلة الجامعـية أو االلتحاق بالتكوين املنهي أو من دخول‬
‫الحيــاة العمليــة‪.‬‬
‫ويبلــغ عــدد املعاهــد ‪ 552‬معهــدا خــال الســنة الدراســية‬
‫‪ ،2020/2021‬ويقـ ّـدر عــدد الفصــول ب ـ ‪ 17523‬فصــا بمتوســط‬
‫ويعــود هــذا التراجــع فــي نســب الرســوب إلــى مجموعــة مــن العوامــل‬
‫كثافــة يبلــغ ‪ .26.1‬وارتفــع عــدد املرســمين بمرحلــة التعليــم الثانــوي‬
‫مــن بينهــا التخفيــف فــي البرامــج جـ ّـراء الوضــع الصحــي ومــا رافقــه مــن‬
‫مــن ‪ 424503‬ســنة ‪ 2019‬إلــى ‪ 458131‬تلميــذا وتلميــذة‪ ،‬ســنة‬ ‫ّ‬
‫نقــص فــي تواتــرعمليــات التقييــم وهــو مــا وفــروقتــا أطــول للمراجعــة‬
‫‪ .2020/2021‬ويتجــاوز عــدد اإلنــاث الذكــور ب ـ ‪ 88847‬تلميــذة‪.‬‬
‫واالســتعداد للفــروض‪.‬‬
‫الرسم البياني رقم ‪:15‬‬
‫رغم انخفاض نسب الرسوب في مرحلة التعليم اإلعدادي‪ ،‬مازالت‬
‫ُ ّ‬
‫الســنة الســابعة مــن التعليــم األسا�ســي تمثــل املســتوى الــذي يســجل‬
‫أعلــى نســب الرســوب منــذ ســنوات مقارنــة ببقيــة املســتويات حيــث‬
‫تجــاوزت خــال الســنوات الخمــس األخيــرة ال ـ ‪ 20%‬وقــد بلغــت‬
‫‪ 26.4%‬فــي نهايــة الســنة الدراســية ‪ .2017/2018‬وهــي نتيجــة‬
‫منطقيــة لصعوبــات التأقلــم مــع املرحلــة الدراســية الجديــدة وغيــاب‬
‫املرافقــة واملســاعدة علــى االندمــاج لفائــدة هــؤالء الوافديــن الجــدد‬
‫من املدرسة االبتدائية واضحة املعالم سهلة الولوج معلومة السير‬
‫والتنظيــم‪ .‬وهــو مــا يــزداد حـ ّـدة بالنســبة للتالميــذ القادميــن مــن قــرى‬
‫بعيــدة والذيــن قــد يلجــأ عــدد كبيــرمنهــم إلــى االنقطــاع عــن الدراســة‬
‫بســبب ُبعد املدرســة اإلعدادية وظروف التنقل وصعوبات التأقلم‪.‬‬

‫التعليــم الثانــوي وعــدم تكافــؤ ظــروف الدراســة‬


‫وفــرص النجــاح‪.‬‬
‫ُويعتبرارتفاع نسبة اإلناث في التعليم الثانوي مؤشرا إيجابيا يعكس‬ ‫يلتحــق بالتعليــم الثانــوي‪ ،‬التالميــذ الذيــن اســتوفوا شــروط االرتقــاء‬
‫تطـ ّـورا فــي عقليــة األســرة ووعيهــا املتنامــي بحــق الفتــاة الالمحــدود فــي‬ ‫إليه من بين تالميذ السنوات التاسعة من التعليم األسا�سي‪ .‬وتدوم‬
‫تمسك‬ ‫يعبرعن ّ‬ ‫التعليم وبلوغ أعلى درجات التحصيل املعرفي‪ .‬كما ّ‬ ‫ُ ّ‬
‫الدراســة بــه أربــع ســنوات‪ .‬وتمثــل الســنة األولــى منــه جذعــا مشــتركا‬
‫الفتــاة التونســية بحقهــا فــي مواصلــة الدراســة علــى قــدم املســاواة مــع‬ ‫يتــم إثــره توجيــه التالميــذ‪ ،‬حســب رغباتهــم ووفــق نتائجهــم وباعتمــاد‬
‫الفتــى مــع اإلشــارة إلــى أن قاعــدة االنطــاق تــكاد تكــون متســاوية بيــن‬ ‫مجموعــة مــن املعاييــر‪ ،‬إلــى أحــد املســالك األربعــة وهــي اآلداب‪ ،‬أو‬
‫الجنســين مــن حيــث عــدد األطفــال املســجلين الجــدد فــي االبتدائــي‪.‬‬ ‫العلــوم‪ ،‬أو االقتصــاد والخدمــات‪ ،‬أو تكنولوجيــا اإلعالميــة‪ُ .‬ويف�ضــي‬
‫ّ‬
‫أمــا علــى مســتوى نســبة الرســوب فقــد سـ ّـجلت انخفاضــا مــن‬ ‫التخصــص‪ ،‬بدايــة مــن الســنة الثالثــة‪،‬‬ ‫مســلك العلــوم إلــى مزيــد‬
‫‪ 17.7%‬ســنة ‪ 2018/2019‬إلــى ‪ 16.2%‬فــي نهايــة الســنة الدراســية‬ ‫باختيــار شــعبة مــن بيــن االختصاصــات العلميــة الثالثــة‪ ،‬وهــي‬
‫‪ 2019/2020‬لكنهــا مازالــت مرتفعــة وتتطلــب البحــث عــن حلــول‬ ‫الرياضيــات أو العلــوم التجريبيــة أو التقنيــة‪ .‬بينمــا يواصــل التالميــذ‬
‫ُ‬
‫لتحسين نسب النجاح بصفة عامة‪ ،‬وخاصة في الجهات الداخلية‪،‬‬ ‫املنتمــون إلــى بقيــة املســالك فــي نفــس الشــعب الدراســية التــي تختــم‬
‫باعتبــارالكلفــة املاديــة واملعنويــة املرتفعــة للرســوب وارتباطــه بتزايــد‬ ‫جميعهــا بالحصــول علــى شــهادة الباكالوريــا مــع إتاحــة الفرصــة أمــام‬
‫نســب االنقطــاع عــن الدراســة‪.‬‬ ‫التلميــذ فــي مختلــف ســنوات التوجيــه ومحطــات االختيــار‪ ،‬من الحق‬

‫ّ‬
‫الوطني حول وضع‬ ‫ّ‬
‫التقرير‬
‫‪29‬‬ ‫ّ‬
‫الطفولة بتونس ‪2021 - 2020‬‬
‫كمــا كانــت النتائــج متفاوتــة بيــن مختلــف شــعب البكالوريــا‪ ،‬إذ‬ ‫ويتابــع عــدد مــن التالميــذ دراســتهم الثانويــة فــي املعاهــد الخاصــة‪،‬‬
‫سـ ّـجلت شــعبة الرياضــة أعلــى نســبة تليهــا شــعبة الرياضيــات فــي حيــن‬ ‫ســواء بصفــة اختياريــة أو عنــد الرســوب أو الرفــت مــن التعليــم‬
‫كانــت شــعبة االقتصــاد والتصــرف فــي آخــرالقائمــة ألســباب عديــدة‬ ‫ـاص ‪50206‬‬ ‫العمومــي‪ .‬ويبلــغ عــدد ّ‬
‫املرســمين بالتعليــم الثانــوي الخـ ّ‬
‫من أهمها إشكاليات متصلة بالتوجيه املدر�سي ومحدودية املسالك‬ ‫مــن بينهــم ‪ 31818‬تلميــذا مــن الذكــور بنســبة ‪ 63.37%‬بينمــا ال‬
‫والشــعب وعــدم تالؤمهــا مــع مؤهــات التالميــذ الذيــن يتــم توجيههــم‬ ‫يتجــاوز عــدد التلميــذات ‪.18388‬‬
‫إليها‪.‬‬
‫ورغــم تأثي ـرات جائحــة كوفيــد ‪ ،19‬فقــد شــهدت نســبة النجــاح فــي‬
‫الرسم البياني رقم ‪:16‬‬ ‫خاصــة بالقطــاع العمومــي إذ‬ ‫ّ‬ ‫باكالوريــا ‪ 2021‬ارتفاعــا ملحوظــا‬
‫بلغــت ‪ % 65.7‬مقابــل ‪ % 49,2‬خــال دورة جــوان ‪ 2020‬إي بزيــادة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ .% 16.5‬وقــد ترشــح لهــذا االمتحــان ‪ 136282‬مترشــحا ومترشــحة‬
‫وكانت النسبة األكبرمن اإلناث فقد بلغ عددهن ‪ 83083‬مترشحة‪،‬‬
‫بنســبة بلغــت ‪ 61.0%‬مــن مجمــوع املترشــحين واملترشــحات‪ .‬وكانــت‬
‫نســبة التلميــذات الناجحــات ‪ 66.6%‬مــن بيــن املترشــحات‪ .‬بينمــا‬
‫بلغــت نســبة الناجحيــن مــن األوالد ‪ 63.9%‬مــن بيــن املترشــحين‬
‫الذكــور‪.‬‬
‫وبلغت النســبة العامة للنجاح بين العمومي والخاص ‪ 57.5%‬نظرا‬
‫ّ‬ ‫النخفــاض نســبة النجــاح فــي البكالوريــا فــي القطــاع الخــاص والتــي لــم‬
‫وتحتل مندوبيات املناطق الساحلية والوسط الشرقي أعلى املراتب‬ ‫تناهــز ‪ 20.8%‬فــي جــوان ‪ 2021‬وذلــك رغــم ارتفاعهــا ب ـ ‪ 9%‬مقارنــة‬
‫فمندوبيــة صفاقــس ‪ 2‬هــي األولــى وطنيــا‪ ،‬تليهــا املنســتير ثــم املهديــة‬ ‫بــدورة ‪.)11.8%( 2020‬‬
‫فصفاقــس ‪ .1‬فــي حيــن تحافــظ واليــات الجنــوب الغربــي والوســط‬
‫ّ‬ ‫وقــد يعــود ارتفــاع نتائــج الباكالوريــا رغــم ظــروف جائحــة كوفيــد إلــى‬
‫الغربــي علــى أدنــى ترتيــب وأضعــف النتائــج فمندوبيــة جندوبــة مرتبــة‬
‫األخيرة وتسبقها الكاف وتطاوين وقبلي مثلما يعرضه الرسم التالي‪:‬‬ ‫مجموعــة مــن األســباب مــن بينهــا التخفيــف فــي البرامــج وطــول فتــرة‬
‫املراجعــة التــي توفــرت لتالميــذ الباكالوريــا خــال توقــف الــدروس‪.‬‬
‫رسم بياني رقم ‪17‬‬

‫تفــاوت كبيــربيــن الجهــات وتبايــن بيــن املعاهــد فــي نفــس الجهــة‪ .‬وهــو‬ ‫ويهمنــا ضمــن هــذا الجــزء مــن التقريــر أن نتوقــف عنــد مســتوى‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫مــا يؤكــد وجــود اختــال فــي مبــدأ تكافــؤ الفــرص بشــكل الفــت بيــن‬ ‫امتحــان الباكالوريــا تحديــدا لتوليــد كل االســتنتاجات الضروريــة‬
‫جميــع أبنــاء التونســيين علــى مســتوى نســبة النجــاح ونوعيتــه‪ ،‬وفــي‬ ‫وذلــك باعتبارهــا العتبــة التقييميــة اإلجباريــة الوحيــدة طيلــة املســار‬
‫ارتبــاط وثيــق بتدنــي مســتوى التنميــة االقتصاديــة واالجتماعيــة‬ ‫الدرا�ســي للتلميــذ‪ ،‬إذ أن نظامنــا التربــوي ال يخضــع إلــى أي تقييــم‬
‫بالجهــات املتحصلــة علــى أضعــف النتائــج وارتفــاع مســتوى الفقــر‬ ‫مرحلــي إلزامــي قبــل الباكالوريــا‪.‬‬
‫ّ‬
‫واألميــة بهــا‪ .‬وهــو مــا يتأكــد كذلــك مــن خــال تدنــي نســبة النتائــج فــي‬
‫تكشــف نتائــج باكالوريــا ‪ 2021‬علــى هــذا النحــو‪ ،‬وككل ســنة‪ ،‬عــن‬

‫‪30‬‬
‫وتجــدر اإلشــارة إلــى أن هــذا الضعــف فــي نتائــج الباكالوريــا هــو نتــاج‬ ‫الباكالوريــا فــي املعاهــد الريفيــة بــكل الجهــات بمــا فيهــا املندوبيــات‬
‫لضعــف املكتســبات فــي مراحــل دراســية ســابقة‪ .‬إذ ّبينــت نتائــج آخــر‬ ‫جيــد‪ .‬وهــو مــا ســتكون لــه انعكاســات واضحــة‬ ‫املرتبــة وطنيــا بشــكل ّ‬
‫دورة لتقييم بيزا ‪( PISA‬البرنامج الدولي لتقييم مكتسبات التالميذ)‬ ‫فــي مســتوى اختيــارات التوجيــه الجامعــي‪ .‬كمــا نالحــظ تواضعــا فــي‬
‫ســنة ‪( ،2015‬آخــر مشــاركة للتالميــذ التونســيين) أن مرتبــة تونــس‬ ‫املعــدالت املتحصــل عليهــا مــن قبــل التالميــذ فــي البكالوريــا والتــي مــن‬
‫كانــت ‪( 65‬مــع لبنــان) مــن مجمــوع ‪ 70‬دولــة مشــاركة‪ ،‬وأن الفــرق‬ ‫شــأنها أن تحــرم أبنــاء الجهــات الداخليــة‪ ،‬مــن الشــعب ذات اآلفــاق‬
‫بيــن معــدل النتائــج ّ‬
‫املحققــة مــن قبــل التالميــذ التونســيين ومعــدل‬ ‫الواعــدة أو ذات الرمزيــة العاليــة مثــل الطــب والصيدلــة والهندســة‬
‫االتحــاد األوروبــي يســاوي ‪ 3‬ســنوات دراســية بأكملهــا‪  .‬‬ ‫املعماريــة واملعاهــد التحضيرية‪...‬رغــم إجـراء التمييــزاإليجابــي الــذي‬
‫تــم اعتمــاده منــذ دورة التوجيــه الجامعــي لســنة ‪ 2018‬والــذي خـ ّ‬
‫ـص‬
‫أما على مســتوى العلوم‪ ،‬فإن ‪ % 66‬من تالميذ الثانوي ال يمتلكون‬
‫أبنــاء الجهــات الداخليــة بعــدد مــن املقاعــد فــي هــذه االختصاصــات‬
‫إال املســتوى ‪( 1‬املســتوى األضعف في نتائج التقييم) كما لم يتمكن‬
‫أي تلميــذ تون�ســي مــن بلــوغ الكفايــات التــي ّ‬ ‫الجامعيــة‪ .‬وهــو مــا يطــرح بإلحــاح مســألة التفــاوت الجهــوي وعــدم‬
‫تميــز املســتوى ‪ 6‬أو حتــى‬
‫تكافــؤ الفــرص بيــن الجهــات‪.‬‬
‫املســتوى ‪ ،5‬وهــو دليــل علــى أن التالميــذ التونســيين ال يمتلكــون‬
‫ّ‬
‫املهــارات األساســية املســتوجبة مقارنــة بالبلــدان التــي شــاركت فــي‬ ‫ويتجلــى التفــاوت بيــن الجهــات خاصــة فــي املــواد العلميــة واللغــات‬
‫ُ‬
‫التقييــم‪ .‬ويتجلــى ضعــف املســتوى أكثــر فأكثــر عندمــا يتعلــق األمــر‬ ‫والــذي تبــرزه نســبة التالميــذ الذيــن اجتــازوا امتحــان الباكالوريــا‬
‫ب ـ «فهــم املكتــوب» إذ ال يتجــاوز التالميــذ التونســيون املســتوى ‪1‬‬ ‫تحصلــوا علــى معــدل ‪ 10‬مــن ‪ 20‬فمــا فــوق ويمكــن االقتصــار‬ ‫والذيــن ّ‬
‫حيــث لــم تتمكــن نصــف العينــة التونســية مــن اإلحاطــة إال بجــزء مــن‬ ‫علــى تقديــم مادتيــن فقــط همــا الفرنســية والرياضيــات‪ .‬فمعــدالت‬
‫املعلومات التي تتوفرعليها النصوص القصيرة ذات البناء الســهل‪.‬‬ ‫اللغــات وخاصــة األجنبيــة ضعيفــة بصفــة عامــة‪ ،‬مــع حصــول عــدد‬
‫وسجلت‬‫كبيرمن الناجحين في الباكالوريا على أصفارفي الفرنسية‪ّ .‬‬
‫أمــا بالنســبة إلــى الرياضيــات‪ ،‬فلــم يــدرك أكثــر مــن ‪ 70‬باملائــة مــن‬
‫املناطــق الداخليــة أضعــف األعــداد فــي اللغــة الفرنســية وأكبــرنســبة‬
‫التالميــذ التونســيين مهــارات املســتوى ‪ .1‬ويخلــص تقييــم بي ـزا إلــى‬
‫مــن املتحصليــن علــى مــا دون املعـ ّـدل‪.‬‬
‫أن النظــام التربــوي التون�ســي متدنــي الجــودة ألن نســبة التالميــذ‬
‫غيــراملقتدريــن (أقــل مــن املســتوى‪ )2‬فــي املجــاالت الثالثــة الخاضعــة‬ ‫وتؤكــد معـ ّـدالت مــادة الرياضيــات‪ ،‬كذلــك‪ ،‬التفــاوت الواضــح بيــن‬
‫للتقييــم مجتمعــة تصــل إلــى ‪ 57‬باملائــة‪.‬‬ ‫الجهــات حيــث نجــد واليــات الجنــوب والشــمال الغربــي فــي أســفل‬
‫الترتيــب‪.‬‬
‫وتشــكو املنظومــة التربويــة مــن ظواهــرأخــرى تمــس بمبــدأ الجــودة فــي‬
‫التعليــم مــن أبرزهــا ظاهــرة عــزوف التالميــذ عــن الشــعب العلميــة‬ ‫وال يقتصــرالتفــاوت فــي املعـ ّـدالت بيــن املندوبيــات‪ ،‬بــل يبــرز أيضــا فــي‬
‫نتيجــة لضعــف املكتســبات التــي تخـ ّـول لهــم االلتحــاق بهــا فــي مقابــل‬ ‫مســتوى املؤسســات التربويــة فــي نفــس الجهــة‪.‬‬
‫تزايــد امللتحقيــن بشــعبة اآلداب وشــعبة االقتصــاد والتصـ ّـرف وهــي‬
‫ويعــود هــذا التفــاوت بيــن الجهــات‪ ،‬وداخــل الجهــة الواحــدة إلــى‬
‫شــعب ذات آفــاق محــدودة وتشــغيلية ضعيفــة‪.‬‬
‫أســباب تنمويــة‪ ،‬تضــاف إليهــا أســباب بيداغوجيــة وأخــرى متعلقــة‬
‫ويقـ ّـدم الجــدول املوالــي مقارنــة بيــن نســب التوجيــه املدر�ســي إلــى‬ ‫باملــوارد البشــرية علــى غ ـرار تكويــن املدرســين وعــدم اســتقرار إطــار‬
‫مختلــف الشــعب خــال الســنوات األخيــرة‪:‬‬ ‫التدريــس بالجهــات الداخليــة وكثــرة املدرســين النــواب بمــا فــي ذلــك‬
‫مدر�ســي أقســام الباكالوريــا‪...‬‬
‫جدول رقم ‪6‬‬
‫تطور نسب التوجيه املدر�سي في نهاية السنة الثانية ثانوي حسب الشعب‬
‫الشعبة‬
‫االقتصاد‬ ‫العلوم‬ ‫العلوم‬ ‫العلوم‬
‫رياضة‬ ‫ّ‬ ‫الرياضيات‬ ‫اآلداب‬
‫والتصرف‬ ‫اإلعالمية‬ ‫التقنية‬ ‫التجريبية‬
‫السنة الدراسية‬
‫‪1,7‬‬ ‫‪28.6‬‬ ‫‪5.0‬‬ ‫‪15.7‬‬ ‫‪23.0‬‬ ‫‪10.1‬‬ ‫‪15.9‬‬ ‫‪2017/2018‬‬
‫‪1,3‬‬ ‫‪29.9‬‬ ‫‪4.8‬‬ ‫‪15.5‬‬ ‫‪23.6‬‬ ‫‪9.2‬‬ ‫‪15.7‬‬ ‫‪2018/2019‬‬
‫‪1,5‬‬ ‫‪29.6‬‬ ‫‪5.7‬‬ ‫‪14.8‬‬ ‫‪22.9‬‬ ‫‪10.0‬‬ ‫‪15.5‬‬ ‫‪2019/2020‬‬
‫‪1,6‬‬ ‫‪33.4‬‬ ‫‪7.5‬‬ ‫‪14.1‬‬ ‫‪19.6‬‬ ‫‪8.1‬‬ ‫‪15.6‬‬ ‫‪2020/2021‬‬
‫(املصدر ‪ :‬اإلحصاء املدر�سي – وزارة التربية‪ ،‬السنة الدراسية‪)2020/2021‬‬

‫ّ‬
‫الوطني حول وضع‬ ‫ّ‬
‫التقرير‬
‫‪31‬‬ ‫ّ‬
‫الطفولة بتونس ‪2021 - 2020‬‬
‫املرصــد الوطنــي للتشــغيل واملهــارات ‪ ONEQ‬التابــع لــوزارة التكويــن‬ ‫وتكشــف مقارنــة الجهــات الداخليــة بالنســب الوطنيــة اختــاال‬
‫املنهــي والتشــغيل (الصــادر باللغــة الفرنســية فــي ســبتمبر ‪)2021‬‬ ‫كبيـرا فــي مســتوى نســب التوجيــه إلــى بعــض الشــعب علــى غـرارشــعبة‬
‫حوالــي ‪ 032 95‬شــابا (‪ 681 71‬منهــم فــي القطــاع العمومــي (‪75‬‬ ‫الرياضيــات املرتفعــة فــي واليــات مثــل صفاقــس وأريانــة وتونــس‬
‫ّ‬
‫املتكونــون‬ ‫‪ )%‬و‪ 351 23‬شــابا فــي القطــاع الخــاص (‪ُ .)% 25‬ويتابــع‬ ‫واملنخفضــة بواليــات تطاويــن وســيدي بوزيــد وزغــوان مثــا‪ ،‬فــي حيــن‬
‫دراســاتهم فــي املؤسســات العموميــة ســواء بمراكــز التكويــن املنهــي‬ ‫املوجهيــن إلــى شــعبتي اآلداب واالقتصــاد والتصــرف فــي‬ ‫تفــوق نســبة ّ‬
‫الراجعــة بالنظــر إلــى الوكالــة التونســية للتكويــن املنهــي أو باملراكــز‬ ‫بعــض الجهــات الداخليــة نصــف مجمــوع ّ‬
‫املوجهيــن بهــا‪ .‬وهــو مــا نتــج‬
‫التابعــة لــوزارات أخــرى مثــل الدفــاع والفالحــة والســياحة‪.‬‬ ‫عنــه عــدم تــوازن بيــن الواليــات فــي نســب التوجيــه كمــا أثــرســلبا علــى‬
‫نســب النجــاح فــي الباكالوريــا‪.‬‬
‫ويجــدر التذكيــر فــي هــذا الخصــوص أن وزارة التشــغيل والتكويــن‬
‫املنهي تعمل على تطويرالسياسة العمومية للتكوين املنهي من خالل‬ ‫وتفــوز الواليــات الســاحلية بأكبــر عــدد مــن املقاعــد فــي املؤسســات‬
‫إحــداث مســلك جديــد بمنظومــة التكويــن املنهــي مخصــص لشــريحة‬ ‫الجامعيــة التــي يتطلــب الولــوج إليهــا معــدالت عاليــة جــدا فــي‬
‫األطفــال الذيــن تتـراوح أعمارهــم بيــن ‪ 14‬و‪ 16‬ســنة والذيــن انقطعــوا‬ ‫الباكالوريــا ومجمــوع نقــاط مرتفــع (كليــات الطــب والصيدلــة وطــب‬
‫عن التعليم‪ .‬ويطلق على هذا املسلك «املراحل التحضيرية للتكوين‬ ‫األســنان واألقســام التحضيريــة للدراســات الهندســية ومعهــد تونــس‬
‫املنهــي « الــذي ســيمكن الناجحيــن فيــه مــن التســجيل باملســتويات‬ ‫لألعمال الخ‪ )...‬مقارنة بالجهات الداخلية التي أدرك نصيبها الصفر‬
‫التأهيليــة للتكويــن املنهــي املواليــة‪ ،‬ممــا ســيمنح لهــذه الفئــة الحــق‬ ‫في بعض الواليات‪ ...‬بما سينعكس في املستقبل على نصيب الجهات‬
‫ّ‬
‫فــي اســتكمال الحــد األدنــى مــن التعلمــات العامــة وتملــك بعــض‬ ‫الداخليــة مــن التنميــة والصحــة ورفــاه العيــش عمومــا‪.‬‬
‫املهــارات اليدويــة والتقنيــة التــي تمكنهــم مــن التســجيل باملســتويات‬ ‫ومــن بيــن اإلشــكاليات والصعوبــات التــي ّ‬
‫تميــز منظومــة التوجيــه‬
‫املواليــة للتكويــن املنهــي‪ .‬حيــث ســتداركامــل هــذه املراحــل التحضيريــة‬
‫املدر�ســي هــي محدوديــة االختيــارات أمــام التالميــذ وغيــاب تنـ ّـوع‬
‫بمؤسســات التكويــن املنهــي‪ .‬وتعتبــر املراحــل التحضيريــة مــن أحــد‬
‫الشــعب خاصــة ذات الطابــع الفنــي والتقنــي حتــى تســتجيب لتنـ ّـوع‬
‫اآلليــات الهامــة التــي ســتعمل علــى انتشــال هــذه الفئــة الهشــة مــن‬ ‫مالمح التالميذ ورغباتهم ّ‬
‫وتعدد ذكاءاتهم مما يدفع بعدد كبيرمنهم‬
‫األطفــال مــن املخاطــرالتــي تحــدق بهــم‪ .‬وفــي هــذا الســياق ســيتم بدايــة‬
‫إلــى شــعب ال تنســجم مــع اســتعداداتهم ومؤهالتهــم‪ ،‬وتف�ضــي بهــم إلــى‬
‫مــن دورة ســبتمبر ‪ 2022‬فــي تركيــز هــذا املســلك الجديــد بــكل مــن‬
‫الرسوب واالنقطاع باإلضافة إلى أن شعب التعليم الثانوي الحالية‬
‫واليات أريانة (حي التضامن) وســيدي بوزيد (مكنا�ســي) وصفاقس‪.‬‬
‫ال تنســجم بالشــكل املطلــوب مــع اختصاصــات التعليــم العالــي‪ ،‬وال‬
‫ويعتبرهذا املسلك باإلضافة إلى خدماته املباشرة نوعا من التجديد‬ ‫تتما�شــى مــع التطــور الحاصــل واملنتظــرفــي عالــم املهــن‪.‬‬
‫والتعصيــر علــى مســتوى نظــام التدريــب املنهــي املوجــه للشــريحة‬ ‫ّ‬
‫مما ال شك فيه أن إصالح منظومة التوجيه يتطلب مراجعة هيكلة‬
‫العمريــة املتـراوح ســنها بيــن ‪ 15‬و‪ 20‬ســنة وذلــك قصــد الرفــع تدريجيــا‬
‫املســالك والشــعب بمــا يدعــم حــق التالميــذ فــي االختيــاراملالئــم لتنـ ّـوع‬
‫مــن ســن االنتفــاع بهــذه الصيغــة مــن هــذا التكويــن والتــي تتــم فــي جــل‬
‫مالمحهــم والضامــن لنجاحهــم‪ ،‬مــع ضــرورة تفعيــل مقاربــة التربيــة‬
‫الحــاالت وبكامــل مدتهــا باملؤسســات االقتصاديــة الصغــرى‪  .‬‬
‫علــى التوجيــه وإرســاء مقومــات مرافقــة التالميــذ فــي بنــاء مشــروعهم‬
‫وفــي هــذا الخصــوص تجــدر اإلشــارة إلــى أن تواضــع التنســيق بيــن‬ ‫الدرا�ســي واملنهــي‪ ،‬بالرفــع مــن عــدد مستشــاري اإلعــام والتوجيــه‬
‫الــوزارات والهيــاكل املختصــة واملتدخلــة فــي املجــال التربــوي بمفهومــه‬ ‫املدر�ســي والجامعــي الذيــن يرافقــون التالميــذ فــي عمليــات التوجيــه‬
‫العــام يمثــل ثغــرة علــى مســتوى السياســات التربويــة للبــاد ينجــر‬ ‫ويقدمــون إليهــم إعالمــا محينــا ودقيقــا حــول مســالك التوجيــه‬ ‫ّ‬
‫عنهــا انعكاســات خطيــرة علــى شــريحة األطفــال الذيــن يبقــون دون‬ ‫املدر�ســي وآفاقهــا الجامعيــة واملهنيــة‪ ،‬تكريســا ملــا ورد فــي الفصــل‬
‫أي مرافقــة تعليميــة وتكوينيــة ودون التمتــع بالخدمــات صحيــة‬ ‫‪ 11‬مــن القانــون التوجيهــي للتربيــة والتعليــم الــذي ينــص علــى أنــه «‬
‫ممــا سـ ّـهل اســتغاللهم وتوظيفهــم‬ ‫ووقائيــة وحمائيــة اجتماعيــة‪ّ .‬‬ ‫للتلميــذ الحـ ّـق فــي إعــام متنـ ّـوع وشــامل حــول كل مــا يفيــد التوجيــه‬
‫نتيجــة حاالتهــم النفســية والبدنيــة والشــخصية الضعيفــة‪ .‬ويتجلــى‬ ‫املدر�سي والجامعي حتى يتسنى له اختيارمساره التعليمي واملنهي عن‬
‫السياســات العموميــة املنتظــرة‬ ‫تبعــا لذلــك الــدور املجتمعــي وطبيعــة ّ‬ ‫درايــة واقتنــاع» غيــرأن عــدد املستشــارين فــي التوجيــه محــدود جــدا‬
‫لحمايــة هــذه الشــريحة مــن كل املظاهــر والســلوكيات التــي تهــدد‬ ‫مقارنــة بعــدد املؤسســات والتالميــذ إذ ال يتجــاوز عددهــم الجملــي‬
‫ســامة الطفــل‪ ،‬فضــا عــن التصــدي الــى كل مــا يدعــو إلــى العنــف‬ ‫‪ 160‬مستشــارا (بمعـ ّـدل ‪ 2330‬تلميــذا لــكل مستشــار)‪.‬‬
‫واإلرهــاب واآلفــات الخطيــرة داخــل املجتمــع‪.‬‬
‫التكويــن المهنــي‪ :‬قطــاع اســتراتيجي واعــد بحاجــة‬
‫هذا وتعمل وزارة التشغيل والتكوين املنهي بالتعاون مع وزارة التربية‬ ‫للتأهيــل الشــامل‪.‬‬
‫والشؤون االجتماعية وبالشراكة مع منظمة الـ ‪ UNICEF‬على ضبط‬ ‫بلــغ عــدد الشــبان املسـ ّـجلين بمنظومــة التكويــن املنهــي حســب تقريــر‬

‫‪32‬‬
‫تقليــص الهــوة بيــن مؤسســات التعليــم ومؤسســات التكويــن املنهــي‬ ‫وتطويربرنامج الفرصة الثانية املخصصة لشريحة األطفال الذين‬
‫باعتبــار ّأن التجربــة الحاصلــة حاليــا بمدرســة الفرصــة الثانيــة‬ ‫يتـراوح أعمارهــم بيــن ‪ 12‬و‪ 18‬ســنة ممــن ال يتابعــون تعليمــا أو تكوينــا‬
‫ّ‬
‫ببــاب الخضـراء وظفــت عــدة مالمــح وأســاك مهنيــة بهــذه املؤسســة‬ ‫والغيــرمندرجيــن بســوق الشــغل ‪ .‬ويعتمــد مفهــوم مدرســة الفرصــة‬
‫(أســاتذة ومكونيــن وأخصائييــن اجتماعييــن)‪.‬‬ ‫الثانيــة‪ ،‬املتبــع حاليــا بعــدة دول الســيما االوربيــة منهــا‪ ،‬علــى تقديــم‬
‫خدمــات مشــخصة ومتفــردة تتســم فــي نفــس الوقــت بتقديــم كل‬
‫وفــي هــذا الســياق‪ ،‬تجــدر اإلشــارة إلــى أن مدرســة الفرصــة‬
‫الخدمــات التــي توفرهــا الهيــاكل واملؤسســات العموميــة بمــا فــي ذلــك‬
‫الثانيــة بالقيــروان التــي تشــرف عليهــا وزارة التشــغيل والتكويــن‬
‫خدمــات التمتــع بمختلــف األنشــطة الثقافيــة واالجتماعيــة وبفتـرات‬
‫املنهــي ســتفتح أبوابهــا فــي مفتتــح الســنة الدراســية ‪2022-‬‬
‫تربــص قصيــرة صلــب القطــاع الخــاص وكذلــك بالجمعيــات املدنيــة‪.‬‬
‫‪ 2023‬أي بعــد االنتهــاء مــن أشــغال تهيئتهــا‪ .‬حيــث ســيتم‬
‫املــرور بعــد ذلــك إلــى تهيئــة مدرســة الفرصــة الثانيــة بقابــس‪.‬‬ ‫هــذا كمــا تــم التركيــزضمــن هــذا املشــروع علــى تطويــرالعمــل الشــبكي‬
‫ُيالحظ من خالل تقريراملرصد الوطني للتشغيل واملهارات‪ ،‬اختالل‬ ‫بيــن مختلــف املصالــح العموميــة ملــا فــي ذلــك مــن انعكاســات جــد‬
‫فــي التــوازن بيــن الذكــور واإلنــاث عنــد مقارنــة املســجلين فــي مختلــف‬ ‫ايجابيــة علــى حوكمــة القطاعــات الفرعيــة املتجانســة كالتعليــم‬
‫أصناف الشهائد التي ُيسديها التكوين املنهي (شهادة الكفاءة املهنية‬ ‫والتكوين املنهي وخدمات االندماج االجتماعي بين مختلف الوزارات‬
‫ومؤهل التقني املنهي ومؤهل التقني السامي) حسب القطاع إن كان‬ ‫لتعلقهــا بمختلــف الحاجيــات واملســتلزمات الخصوصيــة املتصلــة‬
‫عموميا أوخاصا‪.‬‬ ‫بشــريحة األطفــال‪ .‬وقــد أتــاح هــذا املشــروع مــن الناحيــة اإلجرائيــة‬
‫الجدول رقم ‪:7‬‬
‫توزيع املتكونين في القطاع العمومي سنة ‪2019‬‬
‫شهادة مهارة‬
‫املجموع‬ ‫شهادة تكوين منهي‬ ‫مؤهل التقني السامي‬ ‫مؤهل التقني املنهي‬ ‫الكفاءة املهنية‬
‫شهادة تدريب منهي‬
‫‪991 48‬‬ ‫‪086 14‬‬ ‫‪904 4‬‬ ‫‪249 17‬‬ ‫‪752 12‬‬ ‫الذكور‬
‫‪690 22‬‬ ‫‪763 8‬‬ ‫‪118 3‬‬ ‫‪286 7‬‬ ‫‪523 3‬‬ ‫اإلناث‬
‫‪71681‬‬ ‫‪849 22‬‬ ‫‪022 8‬‬ ‫‪535 24‬‬ ‫‪275 16‬‬ ‫املجموع‬
‫(املصدر‪ :‬تقريراملرصد الوطني للتشغيل واملهارات ‪ ،‬وزارة التكوين املنهي والتشغيل (صادرباللغة الفرنسية)‪ ،‬سبتمبر ‪)2021‬‬

‫الجدول رقم ‪:8‬‬


‫توزيع املتكونين في القطاع الخاص سنة ‪2019‬‬

‫املجموع‬ ‫شهادات أخرى‬ ‫مؤهل التقني سامي‬ ‫الكفاءة املهنية مؤهل التقني منهي‬
‫‪673 7‬‬ ‫‪204 3‬‬ ‫‪430 1‬‬ ‫‪599 2‬‬ ‫‪440‬‬ ‫الذكور‬
‫‪678 15‬‬ ‫‪474 5‬‬ ‫‪543 3‬‬ ‫‪687 5‬‬ ‫‪974‬‬ ‫اإلناث‬
‫‪351 23‬‬ ‫‪678 8‬‬ ‫‪973 4‬‬ ‫‪286 8‬‬ ‫‪414 1‬‬ ‫املجموع‬
‫(املصدر‪ :‬تقريراملرصد الوطني للتشغيل واملهارات ‪ ،‬وزارة التكوين املنهي والتشغيل (صادرباللغة الفرنسية)‪ ،‬سبتمبر ‪)2021‬‬

‫ُ‬ ‫ُوي ّ‬
‫(وتحتســب وفــق ضوابــط منظمــة العمــل الدوليــة)‪ ،‬أمــا نســبة‬ ‫فســر ضعــف عــدد الفتيــات فــي القطــاع العمومــي وارتفاعــه فــي‬
‫البطالــة بالنســبة إلــى الفتيــات فتبلــغ ‪ % 45.5‬بينمــا ال تتعـ ّـدى ‪% 21.7‬‬ ‫القطــاع الخــاص مقارنــة بعــدد الذكــور‪ ،‬بقــدرة الفاعليــن الخــواص‬
‫بالنســبة إلــى الشـ ّـبان‪ .‬كمــا يصــل هــذا االنزيــاح إلــى ‪ 34‬و‪ 28‬نقطــة‬ ‫فــي قطــاع التكويــن املنهــي علــى التأقلــم بســرعة أكبــر مــع انتظــارات‬
‫بالنســبة للمحرزيــن علــى شــهادة مؤهــل تقنــي ســام ومؤهــل تقنــي منهــي‬ ‫املتكونيــن وتحـ ّـوالت ســوق الشــغل مــن خــال توفيــرعــروض تكوينيــة‬
‫ّ‬
‫و ‪ 15‬نقطــة بالنســبة الــى شــهادة الكفــاءة املهنيــة‪.‬‬ ‫تراعــي ميــوالت الراغبــات والراغبيــن فــي التكويــن والتــي يكــون عليهــا‬
‫طلــب أكبــر مــن ســوق التشــغيل‪( .‬ثالثــة أربــاع املســجلين فــي القطــاع‬
‫وتفيــد املعطيــات أنــه توجــد اختصاصــات فــي التكويــن املنهــي أكثــر‬
‫الخــاص فــي مختلــف الشــهائد هــم مــن الفتيــات)‪.‬‬
‫مقبوليــة مــن اختصاصــات أخــرى تشــكو ضعفــا فــي اإلقبــال عليهــا‬
‫ومحدوديــة فــي طلــب االلتحــاق بهــا مثلمــا تؤكــده األرقــام الصــادرة‬ ‫وتبلــغ نســبة البطالــة العامــة لخريجــي التكويــن املنهــي ‪% 29.7‬‬

‫ّ‬
‫الوطني حول وضع‬ ‫ّ‬
‫التقرير‬
‫‪33‬‬ ‫ّ‬
‫الطفولة بتونس ‪2021 - 2020‬‬
‫للتمتــع بهــذا الحــق»‪ّ .‬‬
‫ووضــح الفصــل ‪ 21‬مــن هــذا القانــون واجــب‬ ‫عــن وزارة التكويــن املنهــي والتشــغيل حيــث ّ‬
‫تبيــن أن عــدد املسـ ّـجلين‬
‫املدرســة فــي تكريــس هــذا الحــق ّ‬
‫«تؤمــن املدرســة للتالميــذ املعوقيــن‬ ‫فــي أصنــاف معينــة مــن االختصاصــات تكــون أقــل بكثيــر مــن طاقــة‬
‫ومتعدد األبعاد حسب ما تسمح به قدراتهم الذهنية‬ ‫ّ‬ ‫تكوينا متوازنا‬ ‫االســتيعاب املفتوحة‪ .‬ففي ســنة ‪ 2020‬فتحت مراكزالتكوين املنهي‬
‫والبدنيــة والحســية‪»...‬‬ ‫‪ 20260‬مقعــدا للشــباب فــي عــدد مــن االختصاصــات علــى غـرارالبنــاء‬
‫واألشــغال العموميــة والنســيج واإلكســاء واآلليــة العامــة والتركيــب‬
‫وهــو مــا ينســجم مــع مــا ورد بالقانــون التوجيهــي للتربيــة والتعليــم فــي‬
‫املعدنــي‪ ،‬غيــرأنهــا لــم تتلــق إال ‪ 2460‬مترشــحا أي بنســبة لــم تتجــاوز‬
‫فصلــه الرابــع «تســهرالدولــة علــى توفيــرالظــروف املالئمــة لألطفــال‬ ‫ّ‬
‫مــن ذوي االحتياجــات الخاصــة ّ‬ ‫‪ 12.14%‬مــن طاقــة االســتيعاب املفتوحــة‪ ،‬ويمثــل الذكــور ‪2129‬‬
‫للتمتــع بحــق التعليــم»‬
‫متكونــا فــي حيــن لــم يتجــاوز عــدد اإلنــاث ‪ 331‬متكونــة أي أن نســبة‬
‫أما الدمج املدر�سي فيشمل أصنافا من اإلعاقات من بينها‪:‬‬ ‫اإلنــاث كانــت ضعيفــة جــدا وناهــزت ‪ 13.45%‬مــن مجمــوع املتكونيــن‪.‬‬
‫·إعاقة عضوية ّ‬ ‫ويعــود ضعــف عــدد اإلنــاث إلــى مجموعــة مــن األســباب مــن بينهــا‬
‫تتيسرمعها قابلية الدمج‬ ‫ُ‬
‫محدوديــة االختصاصــات املعروضــة التــي يمكــن أن تقبــل عليهــا‬
‫ّ‬
‫متوســطة مــع وجــوب اســتعمال‬ ‫·إعاقــة ســمعية خفيفــة أو‬ ‫الفتيات في مقابل عرض أكثر ّ‬
‫تنوعا في االختصاصات التي يمكن أن‬
‫ا لســما عا ت‬ ‫تستقطب الذكور‪ .‬علما وأن هذه العينة من االختصاصات الواردة‬
‫فــي هــذا الصــدد‪ ،‬مــن وزارة التكويــن املنهــي والتشــغيل‪ ،‬ال تشــمل ّ‬
‫كل‬
‫·إعاقة ذهنية من الصنف الخفيف‬
‫االختصاصــات التكوينيــة وال تتضمــن جميــع أصنــاف الشــهائد‪.‬‬
‫·إعاقة بصرية مع وجوب استعمال آلة تعديل البصر‬
‫أمــا عــن تداعيــات أزمــة انتشــار فيــروس كوفيــد‪ ،19‬علــى قطــاع‬
‫كمــا يشــمل الدمــج املدر�ســي أيضــا أطفــاال مــن ذوي االحتياجــات‬ ‫التكويــن املنهــي فـ ّ‬
‫ّ‬ ‫ـإن عــدد املســجلين فــي مســالك التكويــن فــي مختلــف‬
‫التوحــد وأطفــال القمــر ويتــم ذلــك‬ ‫الخصوصيــة مثــل أطفــال‬
‫ّ‬ ‫اختصاصاتــه قــد انخفــض بشــكل ملحــوظ منــذ بدايــة تف�شــي الوبــاء‬
‫بالتنســيق مــع وزارتــي الشــؤون االجتماعيــة والصحــة لتأميــن شــروط‬
‫فــي القطاعيــن العــام والخــاص كمــا أن عديــد مــن املتكونيــن غــادروا‬
‫دمجهم‪ .‬فماذا حققت املنظومة التربوية لألطفال ذوي االحتياجات‬
‫ّ‬ ‫املراكــز فــي فتــرة الغلــق ثــم لــم يلتحقــوا بهــا ثانيــة‪ .‬باإلضافــة إلــى أن‬
‫الخصوصيــة بــكل فئاتهــم؟ ومــاذا وفــرت لهــم مــن خدمــات تراعــي‬
‫فترات التكوين املهدورة بفعل غلق مؤسسات التكوين بالتزامن مع‬
‫حاجياتهــم وتكـ ّـرس حقهــم فــي التعليــم الجيــد واملالئــم؟‬
‫قطاعــي التربيــة والتعليــم العالــي‪ ،‬لــم يقــع تداركهــا إال جزئيــا‪.‬‬
‫يبلــغ عــدد التالميــذ مــن ذوي االحتياجــات الخصوصيــة باملرحلــة‬
‫ّ‬
‫األولــى مــن التعليــم األسا�ســي ‪ 4439‬تحتضنهــم ‪ 1564‬مدرســة ويمثــل‬ ‫األطفــال ذوو االحتياجــات الخصوصية وحــدود‬
‫الذكــور حوالــي الثلثيــن أي ‪ 2921‬تلميــذا فــي مقابــل ‪ 1518‬تلميــذة‪.‬‬ ‫الدمــج‪.‬‬
‫تكشــف املعطيــات التطـ ّـور الحاصــل فــي مســتوى التشــريعات‬
‫الرسم البياني رقم ‪:18‬‬ ‫واإلج ـراءات الخاصــة باألطفــال ذوي االحتياجــات الخصوصيــة‬
‫ّ‬
‫(ذوي اإلعاقــة وذوي اضطرابــات التعلــم واملوهوبيــن وكل الفئــات‬
‫تعهدا خصوصيا‪ )...‬والذين هم في سن الدراسة‪ ،‬وذلك‬ ‫التي تحتاج ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بهــدف تمكينهــم مــن حقهــم فــي التمتــع بالتعلــم وفــق خصوصياتهــم‬
‫وبمراعــاة نــوع اإلعاقــة أو الصعوبــة وتوفيــرعنايــة متعـ ّـددة الجوانــب‬
‫ـص عليــه الفصــل ‪ 48‬مــن‬ ‫واألبعــاد وذلــك فــي إطــار تطبيــق مــا نـ ّ‬
‫دســتور الجمهوريــة التونســية والقا�ضــي بوجــوب اتخــاذ الدولــة‬
‫جميــع التدابيــر الضروريــة لحمايــة األشــخاص ذوي االحتياجــات‬
‫يسراندماجهم الكامل في املجتمع‪ .‬وكذلك التزاما‬ ‫الخصوصية بما ُي ّ‬
‫باملــادة ‪ 24‬مــن «اتفاقيــة حقــوق األشــخاص ذوي اإلعاقــة» التــي‬
‫ّ‬
‫والجيــد بجميع‬ ‫تق�ضــي بتمكينهــم مــن الحصــول علــى التعليــم املجانــي‬
‫املســتويات علــى نفــس قــدم املســاواة‪ ،‬وهــو مــا نـ ّ‬
‫ـص عليــه القانــون‬
‫املتعلــق بالنهــوض باألشــخاص املعوقيــن وحمايتهــم‪ ،‬فــي فصلــه ‪19‬‬
‫«تضمــن الدولــة لألطفــال املعوقيــن حــق التربيــة والتعليــم والتأهيــل‬
‫ّ‬
‫والتكويــن باملنظومــة العاديــة فــي املجــال وتوفــر لهــم فرصــا متكافئــة‬

‫‪34‬‬
‫لتمتع األطفال‬‫على توفيركل الظروف املالئمة والشروط الضرورية ّ‬ ‫ويتضح أن عدد املتمدرسين من ذوي اإلعاقة‪ ،‬محدود جدا‬ ‫ّ‬
‫مــن ذوي االحتياجــات الخصوصيــة بحقهــم فــي التمــدرس بمراعــاة‬ ‫مقارنة باآلالف الذين ال يشملهم حق التمدرس سواء لعدم توفر‬
‫مختلــف صعوباتهــم وخصوصياتهــم وإعاقاتهــم‪ ،‬بالتنســيق بيــن‬ ‫املدرسة الدامجة أو لعدم تحقق الظروف املراعية ألنواع‬
‫ّ‬
‫والصحــة والهيــاكل املعنيــة‪.‬‬ ‫وزارات التربيــة والشــؤون االجتماعيــة‬ ‫اإلعاقات أو البعد الجغرافي خاصة بالنسبة إلى املدارس املختصة‬
‫ّ‬
‫مثل مدارس الكفيف‪ .‬وتمثل الفتيات نسبة أقل من الفتيان‪ ،‬ال‬
‫ُويسـ ّـجل فــي هــذا الخصــوص غيــاب اســتراتيجية وطنيــة ملرافقــة‬
‫تتجاوز ثلث مجموع املدمجين في التعليم االبتدائي وذلك ألسباب‬
‫العائــات التــي يكــون أحــد أفرادهــا مــن ذوي اإلعاقــات‪ُ .‬يضــاف‬ ‫ثقافية واجتماعية مما ّ‬
‫يعمق حرمان الفتيات من ذوات اإلعاقة‬
‫إليهــا صعوبــة الولــوج واســتحالتها أحيانــا إلــى املؤسســات التربويــة‬
‫من حقهن في التعليم‪.‬‬
‫والرياضية والترفيهية خاصة بالنسبة إلى ذوي اإلعاقات العضوية‪،‬‬
‫بينما تشهد الساحات الرياضية العاملية حصول بناتنا وأبنائنا على‬ ‫أمــا بالنســبة للمرحلــة الثانيــة مــن التعليــم األسا�ســي فقــد بلــغ عــدد‬
‫ّ‬
‫ألقــاب أوملبيــة تعكــس مــا يتمتعــون بــه مــن مؤهــات وإمكانيــات غيــر‬ ‫التالميــذ مــن ذوي اإلعاقــة ‪ 1120‬موزعيــن علــى ‪ 400‬مؤسســة‬
‫مســتغلة وغيــر ُم ّثمنــة‪ .‬وهــذا واقــع يســتدعي املراجعــة علــى واجهتيــن‪:‬‬ ‫مــن مجمــوع ‪ 918‬مدرســة إعداديــة‪ ،‬بمــا يعنــي أن أغلــب املــدارس‬
‫اإلعداديــة ال تتوفــر بهــا أقســام دامجــة‪ ،‬وبالتالــي ُيحــرم الراغبــون‬
‫ّأوال إيــاء أهميــة أكثــر للنواحــي اللوجســتية وذات العالقــة‬
‫فــي مواصلــة الدراســة اإلعداديــة فــي عديــد املناطــق مــن التعليــم‬
‫بالبنية التحتية ومالءمتها لخصوصيات هذه الفئة من األطفال‬
‫اإلعــدادي فيعـ ّـززون مضطريــن‪ ،‬صفــوف املنقطعيــن عــن الدراســة‪،‬‬
‫والشباب‬ ‫ّ‬
‫بسبب غياب املؤسسة الدامجة أو املدرسة املختصة أو لعدم توفر‬
‫ّ‬
‫ثانيــا تطويــرالــرؤى واالســتراتيجيات واملقاربــات مــن أجــل إيجــاد‬ ‫الشــروط املســاعدة‪ .‬وتمثــل الفتيــات ضمــن هــذا العــدد املحتشــم‬
‫تتبناها كل الوزارات والهياكل واألطراف‬ ‫إ ادة إدماجية حقيقية ّ‬ ‫حوالي ثلث مجموع املدمجين (‪ )38.21%‬إذ ال يتجاوز عددهن ‪428‬‬
‫ر‬
‫ذاتالعالقة‪.‬‬ ‫تلميــذة ذات إعاقــة‪.‬‬
‫ويتطلــب تجويــد عمليــات الدمــج املدر�ســي لــكل الفئــات املعنيــة‬ ‫الرسم البياني رقم ‪:19‬‬
‫تطويــر آلياتــه واتخــاذ جملــة مــن اإلج ـراءات العمليــة وفــق مقاربــة‬
‫حقوقيــة دامجــة تقــوم علــى مبــدأي اإلنصــاف وتكافــؤ الفــرص علــى‬
‫ّ‬
‫غـرارتطويــع املناهــج ووســائل التعليــم والتعلــم حســب خصوصيــات‬
‫ّ‬
‫هؤالء األطفال واعتماد نظام تقييم خاص بهم يراعي نســق تعلمهم‬
‫ويحميهم من الفشل واالنقطاع‪ ،‬وتهيئة املدارس الدامجة وتجهيزها‬
‫وتوفيــر املســتلزمات املســاعدة ومالءمــة الفضــاءات الحتضــان‬
‫التالميــذ املعنييــن باملــدارس االبتدائيــة واإلعداديــة واملعاهــد وتأميــن‬
‫الدعــم البيداغوجــي والتربــوي واملرافقــة الخاصــة بهــؤالء األطفــال‬
‫وضمــان تكويــن خصو�صــي لكافــة املتدخليــن وحــث املربيــن علــى‬
‫استعمال شبكات املالحظة املوضوعة على ذمتهم لدعم مساهمتهم‬
‫في رصد الحاالت بصفة مبكرة‪ .‬باإلضافة إلى مزيد تحسيس األولياء‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التق�صــي املبكــرالحتياجــات أبنائهــم‪ ،‬وذلــك‬ ‫وتكوينهــم للمســاهمة فــي‬
‫ّ‬
‫فــي إطــار برنامــج «التربيــة الوالديــة» و»البرنامــج الوطنــي للصحــة‬ ‫أمــا بالنســبة إلــى التعليــم الثانــوي فــا يتجــاوز عــدد التالميــذ ذوي‬
‫النفســية فــي الوســط املدر�ســي»‪.‬‬ ‫اإلعاقــة املدمجيــن ‪ 671‬تلميــذا موزعيــن علــى ‪ 270‬معهــدا وهــو عــدد‬
‫ضعيــف جــدا فــي ظــل تزايــد الضغوطــات والصعوبــات وتناقــص‬
‫وخالصــة القــول هــي ّإن برنامــج الدمــج املدر�ســي مــا زال يتطلــب بــذل‬
‫الفــرص املتاحــة والظــروف املســاعدة‪.‬‬
‫املزيــد مــن الجهــد‪ ،‬ولــم يرتــق إلــى االســتجابة لحاجيــات األطفــال‬
‫ذوي اإلعاقــة وانتظــارات أوليائهــم‪ ،‬فلــم يســتوعب الحــد األدنــى مــن‬ ‫وبصفــة عامــة ورغــم اإلق ـرار بحــق ذوي االحتياجــات الخصوصيــة‬
‫التدرج في عملية الدمج‪،‬‬ ‫التالميذ املعنيين بسبب اعتماده على صيغ ّ‬ ‫بــكل فئاتهــم فــي التعليــم‪ ،‬إال أن هــذا الحــق ال يشــمل كل الفئــات‬
‫وبالتالي لم ينجح في تحقيق مقاربة حقوقية شاملة تقوم على مبدأ‬ ‫املعنية بالدمج‪ .‬وال تتحقق لهم – أي ذوي االحتياجات الخصوصية‬
‫يتمتــع كل أصحــاب الحقــوق بحقوقهــم فــي نفــس الوقــت» لذلــك‬ ‫«أن ّ‬ ‫‪ -‬املســاواة وتكافــؤ الفــرص مــع بقيــة التالميــذ مــن ذلــك اقتصــار‬
‫فــإن األمــريتطلــب تقييمــا شــامال ومراجعــة وإيجــاد الحلــول املناســبة‬ ‫التوجيــه فــي معاهــد الكفيــف مثــا علــى شــعبة اآلداب دون غيرهــا‪،‬‬
‫تفعيــا لحــق ذوات وذوي اإلعاقــة فــي تعليــم منصــف ومالئــم مثلمــا‬ ‫وهــو مــا يســتدعي تفعيــل مختلــف التشــريعات والقوانيــن التــي تنـ ّ‬
‫ـص‬

‫ّ‬
‫الوطني حول وضع‬ ‫ّ‬
‫التقرير‬
‫‪35‬‬ ‫ّ‬
‫الطفولة بتونس ‪2021 - 2020‬‬
‫الدراســية‪ ،‬بمــا فيهــا املرحلــة األولــى مــن التعليــم األسا�ســي التــي بلغــت‬ ‫تنــص عليــه التشــريعات الدوليــة والوطنيــة ومثلمــا يتــوق إلى تحقيقه‬
‫‪ 0.6%‬فــي نهايــة الســنة الدراســية ‪( 2019/2020‬مقابــل ‪ 1%‬فــي‬ ‫الهــدف العاشــرمــن أهــداف التنميــة املســتدامة واملتصــل بالحـ ّـد مــن‬
‫ســنة ‪ )2019/ 2018‬وهــو مــا يســاوي ‪ 7220‬منقطعــا وهــي نســبة غيــر‬ ‫أوجــه عــدم املســاواة‪.‬‬
‫مقبولــة فــي هــذه املرحلــة العمريــة والدراســية رغــم ضعفهــا‪ ،‬ألنــه ال‬
‫وتجــدر اإلشــارة فــي هــذا الصــدد إلــى أن االهتمــام بدمــج ذوي‬
‫�شــيء يمكــن أن يبـ ّـرر انقطــاع طفــل مــا بيــن الســت ســنوات واإلحــدى‬ ‫ُ‬
‫ّ‬ ‫االحتياجــات الخصوصيــة ال ُيولــي أهميــة تذكــرلفئــات أخــرى تتطلــب‬
‫عشــرة ســنة عــن التعلــم‪.‬‬
‫إحاطة ورعاية خاصتين مثل األطفال الذي يعانون من اضطرابات‬
‫ّأمــا عــدد املنقطعيــن تلقائيــا أو نتيجــة ضعــف النتائــج فيرتفــع فــي‬ ‫التعلــم وصعوباتــه وكذلــك الشــأن بالنســبة إلــى األطفــال ذوي‬
‫مرحلتــي التعليــم اإلعــدادي والثانــوي‪ .‬وتتضافــر مجموعــة مــن‬ ‫القــدرات العاليــة‪.‬‬
‫العوامــل االقتصاديــة واالجتماعيــة والثقافيــة فــي اســتفحال هــذه‬
‫الظاهــرة متعــددة األســباب واألبعــاد‪.‬‬ ‫االنقطاع عن الدراسة‪ :‬هل استعادت املدرسة أبناءها ؟‬

‫ففــي الســنة الدراســية ‪ 2019/2020‬بلــغ املعــدل الوطنــي لنســبة‬ ‫رغــم إجباريــة التعليــم مــن ســن السادســة إلــى ســن السادســة عشــرة‬
‫ـدادي العــام ّ‬
‫االنقطــاع فــي مرحلتــي التعليــم اإلعـ ّ‬ ‫واملنصــوص عليهــا فــي الفصــل ّ‬
‫األول مــن القانــون التوجيهــي للتربيــة‬
‫والتعليــم الثانــوي‬
‫‪ 7%‬دون اعتباراالعدادي التقني‪ ،‬وهو ما يساوي ‪ 65771‬منقطعا‪.‬‬ ‫والتعليــم لســنة ‪ ،2002‬ورغــم الصبغــة الزجريــة الــواردة فــي الفصــل‬
‫ـص علــى أن «كل ولـ ّـي يمتنــع عــن إلحــاق منظــوره‬ ‫‪ 21‬والتــي تنـ ّ‬
‫وقــد سـ ّـجلت نســبة االنقطــاع فــي اإلعــدادي والثانــوي خــال الســنة‬
‫الدراســية ‪ 2019/2020‬انخفاضا ب ‪ 1.9‬مقارنة بالســنة الدراســية‬ ‫بمؤسســات التعليــم األسا�ســي أو يســحبه مــن التعليــم دون ســن‬
‫ـرة‪...‬يعرض نفســه إلــى ّ‬
‫خطيــة مــن ‪ 20‬إلــى ‪ 200‬دينــار‬ ‫ّ‬ ‫السادســة عشـ‬
‫‪ 2018/2019‬حيــث كانــت النســبة فــي حــدود ‪.8.9%‬‬
‫ّ‬ ‫ْ‬
‫وتصبــح الخطيــة ‪ 400‬دينــار فــي صــورة العــود»‪ .‬رغــم كل هــذا‪ ،‬فــإن‬
‫لكــن رغــم التراجــع الطفيــف فــي النســب الوطنيــة لالنقطــاع ورغــم‬
‫املنظومــة التربويــة تسـ ّـجل ســنويا انقطــاع عش ـرات اآلالف مــن‬
‫املجهــودات املبذولــة فــإن املؤش ـرات والتقاريــر تكشــف اســتمرار‬ ‫التالميذ قبل بلوغ ّ‬
‫سن السادسة عشرة‪ .‬وقد بلغ مجموع املنقطعين‬
‫هــذه الظاهــرة واســتفحالها فــي بعــض الجهــات‪ .‬ويســتعرض الجــدول‬
‫املوالي ارتفاع نســب االنقطاع عن الدراســة ّ‬ ‫عــن الدراســة ‪ 72991‬طفــا خــال الســنة الدراســية ‪.2020/2021‬‬
‫مفصلة حســب الجنس‬
‫واملرحلــة الدراســية‪:‬‬ ‫يشــمل االنقطــاع املدر�ســي‪ ،‬ولــو بنســب متفاوتــة‪ ،‬كل املراحــل‬
‫الجدول رقم ‪:9‬‬
‫نسب االنقطاع حسب املرحلة الدراسية والنوع االجتماعي للسنة الدراسية ‪2020 - 2019‬‬
‫التعليم الثانوي العام‬ ‫املرحلة الثانية من التعليم األسا�سي‬ ‫املرحلة االبتدائية‬
‫الجملة‬ ‫ذكور‬ ‫إناث‬ ‫الجملة‬ ‫ذكور‬ ‫إناث‬ ‫الجملة‬ ‫ذكور‬ ‫إناث‬ ‫الجنس‬
‫‪8.1‬‬ ‫‪10.8‬‬ ‫‪6.3‬‬ ‫‪6.2‬‬ ‫‪9.7‬‬ ‫‪2.8‬‬ ‫‪0.6‬‬ ‫‪0.8‬‬ ‫‪0.4‬‬ ‫النسبة‬
‫‪34460‬‬ ‫‪18487‬‬ ‫‪15973‬‬ ‫‪31311‬‬ ‫‪24054‬‬ ‫‪7257‬‬ ‫‪7220‬‬ ‫‪4815‬‬ ‫‪2405‬‬ ‫العدد‬
‫ُ‬
‫ميــل الذكــور أكثــرإلــى الحلــول األســرع والكســب األســهل فــي األعمــال‬ ‫تثبت هذه األرقام تفاوت نسب االنقطاع بين الجنسين إذ يبلغ عدد‬
‫الهامشــية أو اللجــوء إلــى الهجــرة أو املشــاركة فــي مناظـرات التشــغيل‬ ‫الذكــور املنقطعيــن مــا يقــارب ضعــف البنــات أي ‪ 47356‬منقطعــا‪.‬‬
‫ُ‬
‫التــي ال تســتوجب شــهادات جامعيــة فــي مجــاالت األمــن والجيــش‬ ‫بينمــا يناهــز عــدد املنقطعــات ‪ 25635‬أي بنســبة تقـ ّـدر ب ـ ‪.35.12%‬‬
‫وشــركات البيئــة‪...‬‬ ‫ُويعتبــرانخفــاض نســبة انقطــاع التلميــذات وتزايــد نســب التمــدرس‬
‫وتفوقهــن فــي الدراســة حقيقــة منتشــرة فــي عديــد‬ ‫بينهــن ونجاحهــن بــل ّ‬
‫وبالرغــم مــن ذلــك فــإن عــدد الذكــور الذيــن يصلــون إلــى املواقــع‬ ‫ّ‬
‫مــن بلــدان العالــم وخاصــة فــي املجتمعــات التــي تحققــت فيهــا درجــة‬
‫القياديــة واملبــادرات أكبــر بكثيــر مــن عــدد الفتيــات رغــم نجاحهــن‬
‫الئقــة مــن الحريــة واملســاواة بيــن الجنســين‪ .‬وتجــد هــذه الظاهــرة‬
‫الدرا�ســي‪ .‬وهــي مفارقــة اجتماعيــة تســتوجب البحــث وإيجــاد الحلــول‬
‫تفســيرات عديــدة لفهمهــا منهــا مــا هــو اجتماعــي وثقافــي وتربــوي‪ .‬كمــا‬
‫الكفيلــة بتموقــع املـرأة فــي مراكــزالقيــادة والتســييرتفعيــا للمســاواة‬
‫ّ‬ ‫يمكــن الربــط بيــن نجــاح الفتيــات واســتمرار تمدرســهن مــن ناحيــة‬
‫التامــة بيــن الجنســين التــي تمثــل الهــدف الخامــس مــن أهــداف‬
‫وقدرتهــن علــى التأقلــم مــع القواعــد املدرســية مــن ناحيــة ثانيــة‪ ،‬فــي‬
‫التنميــة املســتدامة باعتبــار املســاواة مــن بيــن الركائــز األساســية‬ ‫مقابل ّ‬
‫التمرد الذي يظهرأكثرفي سلوك املراهقين من الذكور خالل‬
‫لحقــوق اإلنســان‪.‬‬
‫هــذه املرحلــة ورفــض الخضــوع للقواعــد والضوابــط‪ .‬باإلضافــة إلــى‬

‫‪36‬‬
‫واملــدارس واملعاهــد ومراكــز التكويــن املنهــي ممــا حــرم األطفــال مــن‬ ‫وقــد وضعــت وزارة التربيــة برنامجــا متكامــا للتصــدي للفشــل‬
‫ارتيــاد املحاضــن والريــاض ومنــع التالميــذ واملتكونيــن مــن الذهــاب‬ ‫واالنقطاع عن الدراسة‪ ،‬تجسيما للهدف الرابع من أهداف التنمية‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫إلــى املــدارس ومؤسســات التكويــن املنهــي للدراســة والتعلــم والتدريــب‬ ‫املســتدامة وخاصــة فيمــا يتعلــق ب ـ «تعزيــزفــرص التعلــم مــدى الحياة‬
‫والتكويــن حفاظــا علــى ســامتهم وحمايتهــم مــن العــدوى‪.‬‬ ‫للجميــع» ووعيــا منهــا بخطــورة مــا يتهـ ّـدد األطفــال نتيجــة االنقطــاع‬
‫ّ‬
‫مثل انتشارفيروس الكوفيد ‪ 19‬من ناحية أخرى تهديدا ّ‬ ‫ّ‬ ‫املبكرعن الدراســة‪ .‬ويهدف البرنامج إلى التقليص من العدد املفزع‬
‫خاصا‬ ‫كما‬ ‫ّ‬
‫التسرب املدر�سي وذلك‬ ‫من املنقطعين سنويا واملساهمة في مقاومة‬
‫للطفولــة بفعــل األثــرالســلبي املباشــرعلــى نظــام اإلنتــاج (االنكمــاش‬
‫فــي إطــارمقاربــة متعــددة األبعــاد‪ ،‬تقــوم علــى رصــد حــاالت التالميــذ‬
‫االقتصادي‪ ،‬تدني مداخيل العائالت ذات الدخل الضعيف أصال‪،‬‬ ‫ّ‬
‫املهدديــن باالنقطــاع ووضــع مجموعــة مــن الحلــول الوقائيــة كمــا‬
‫غيــاب املدخ ـرات الجانبيــة ملواجهــة تداعيــات األزمــة‪ )...‬باإلضافــة‬ ‫ُ‬
‫تشمل الجوانب العالجية بإعادة اإلدماج واملتابعة والدعم‪ .‬وتنجز‬
‫إلــى التداعيــات املوازيــة علــى الخدمــات االجتماعيــة األساســية التــي‬
‫هذه البرامج والتدخالت بالتنسيق مع منظمة اليونسيف وفي إطار‬
‫عمقــت االختــاالت القائمــة خاصــة بالنســبة إلــى العائــات واألطفــال‬
‫التعــاون الدولــي‪ ،‬وباالشــتراك مــع وزارة الشــؤون االجتماعيــة ووزارة‬
‫املنتمين إلى أوساط فقيرة‪ ،‬مثلما رصد ذلك تقريراليونسيف حول‬
‫التكويــن املنهــي والتشــغيل‪.‬‬
‫الطفولــة ‪.2020‬‬
‫فــي هــذا الســياق‪ ،‬تـ ّـم االنطــاق فــي تفعيــل مشــروع «مدرســة‬
‫وقد اعتمدت الوزارات املعنية بالطفولة والتربية ما قبل املدرســية‬
‫والتعليم والتكوين مقاربات ّ‬ ‫الفرصــة الثانيــة» التــي اســتقبلت فــي مرحلــة أولــى ‪ 500‬طفــل مــن بيــن‬
‫متعددة في تعاطيها مع أزمة كوفيد وفي‬
‫مواجهــة تداعياتهــا‪ .‬كمــا ّ‬ ‫املنقطعين عن الدراسة‪ .‬وتهدف إلى تمكين امللتحقين بها من فرصة‬
‫تنوعــت اإلج ـراءات التــي اتخذتهــا لتحقيــق‬
‫ثانيــة للتعليــم والتكويــن وإكســابهم مجموعــة مــن املعــارف واملهــارات‬
‫املعادلــة الصعبــة بيــن حــق الحيــاة والحــق فــي التربيــة والتعليــم‬
‫والتكويــن‪ ،‬بأقــل الخســائر‪ ،‬وذلــك حســب طبيعــة ّ‬ ‫مــن خــال برامــج للتربيــة والتأهيــل والتكويــن تتضمــن املــواد العلميــة‬
‫مؤسســاتها وفئــة‬
‫وتكنولوجيــات االتصــال واللغــات‪ ...‬كمــا تشــمل تنميــة املهــارات‬
‫األطفــال التــي يرتادونهــا ويســتفيدون مــن خدماتهــا‪.‬‬
‫الحياتيــة باإلضافــة إلــى مجموعــة مــن األنشــطة والخدمــات التربويــة‬
‫ّ‬
‫اإلجــراءات الخاصــة بمؤسســات الطفولــة املبكــرة ملواجهــة‬ ‫واالجتماعيــة والتثقيفيــة والرياضيــة لتحســين مكتســباتهم املعرفيــة‬
‫جائحة كورونا‬ ‫وتيســيراندماجهــم االجتماعــي ومســاعدتهم فــي بنــاء مشــروعهم املنهــي‪.‬‬
‫وتتولــى مدرســة الفرصــة الثانيــة إلــى جانــب ذلــك مهــام االســتقبال‬
‫خــال فتــرة ذروة انتشــار وبــاء كورونــا وتبعــا إلق ـرار الحجــر الصحــي‬
‫الشــامل فــي البــاد‪ ،‬فــي شــهر مــارس ‪ 2020‬والــذي اسـ ّ‬ ‫والتوجيــه والتأهيــل واملرافقــة واإلحاطــة باألطفــال الذيــن تت ـراوح‬
‫ـتمر قرابــة‬
‫أعمارهــم بيــن ‪ 12‬و‪ 18‬ســنة والذيــن انقطعــوا عــن الدراســة دون‬
‫الشــهرين‪ ،‬التزمــت مؤسســات الطفولــة بالغلــق الكلــي لفضاءاتهــا‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫تعليميــة أو مؤهــل‬ ‫الحصــول علــى شــهادة مدرســية تختــم مرحلــة‬
‫وتوقف أنشطتها مما أثرعلى استفادة األطفال من مختلف خدماتها‬
‫وبرامجها‪ .‬وفي مرحلة ثانية وخالل فترة الحجرالصحي ّ‬ ‫تكويــن منهــي‪ .‬وقــد انطلقــت فــي أول تجربــة لهــا فــي العاصمــة‪.‬‬
‫املوجه (ماي‬
‫‪ )2020‬تم اعتماد صيغة العمل بنصف طاقة االستيعاب أي ‪50%‬‬ ‫إال أن مدرســة الفرصــة الثانيــة التــي اقتصــرت فــي انطالقتهــا علــى‬
‫ـتم ّر هــذا اإلج ـراء الــى منتصــف جــوان ‪ 2020‬تاريــخ إق ـرار رفــع‬‫واسـ ّ‬ ‫العاصمــة وبطاقــة اســتيعاب ضعيفــة ال يمكــن أن تحقــق أهدافهــا‬
‫ّ‬
‫والتوجــه نحــوااللتـزام بالبروتوكــول الصحــي املعتمــد مــن قبل‬ ‫الحجــر‬ ‫إال إذا شــملت أغلــب الواليــات وخاصــة ذات النســب األرفــع مــن‬
‫وزارة الصحة في ممارسة مختلف األنشطة‪ .‬وقد تم في هذا السياق‬ ‫االنقطاع من أجل احتضان أكبرعدد ممكن من املنقطعين سنويا‬
‫إعــداد دليــل إج ـراءات التوقــي مــن انتشــارفيــروس كورونــا وتوزيعــه‬ ‫لتمكينهــم مــن مواصلــة الدراســة أو االلتحــاق بمنظومــة التكويــن‬
‫بمؤسســات الطفولــة وإنجــازمحامــل تحسيســية وتوعويــة فــي شــكل‬ ‫املنهــي أو إعدادهــم لالندمــاج فــي ســوق الشــغل وفــي الحيــاة النشــيطة‪.‬‬
‫ومضــات ومطويــات بالتعــاون مــع منظمــة اليونســيف‪ .‬ولكــن تخـ ّـوف‬
‫األوليــاء علــى أبنائهــم فــي ظــل ضعــف الخطــة االتصاليــة املعتمــدة‬
‫أو غيابهــا تمامــا فــي الفتــرة األولــى مــن الجائحــة‪ ،‬ونتيجــة لتســجيل‬ ‫الحــق فــي التربيــة والتعليــم بيــن مطرقــة‬
‫والمتعلميــن‪.‬‬ ‫األطفــال‬ ‫كوفيد وســامة‬
‫إصابــات فــي صفــوف األطفــال (‪ 23‬إصابــة) باإلضافــة إلــى ارتفــاع‬
‫حصيلــة اإلصابــات بيــن اإلطــارات والعمــال بمؤسســات الطفولــة‬ ‫واجهــت مؤسســات الطفولــة والتربيــة والتعليــم‪ ،‬فــي ظـ ّـل تداعيــات‬
‫ّ‬
‫والتــي بلغــت ‪ 215‬إصابــة‪ ،‬لــم تتمكــن جميــع مؤسســات الطفولــة مــن‬ ‫جانحــة كوفيــد‪ ،19‬معادلــة صعبــة بيــن محاولــة الحفــاظ علــى الحــد‬
‫اســتئناف نشــاطها‪ .‬وقــد اســتأنفت نصــف هــذه املؤسســات نشــاطها‬ ‫األق�صــى املمكــن مــن الــدروس واألنشــطة التربويــة مــن ناحيــة‪،‬‬
‫بينمــا اضطـ ّـر عديــد مــن أصحــاب مؤسســات الطفولــة الخاصــة‬ ‫والحفــاظ علــى حيــاة األطفــال واملتعلميــن واملربيــن مــن ناحيــة ثانيــة‪،‬‬
‫وتحديدا رياض األطفال واملحاضن املدرســية إلى الدخول في عطلة‬ ‫خاصــة فــي ظـ ّـل انتشــار العــدوى وغلــق مؤسســات الطفولــة املبكــرة‬

‫ّ‬
‫الوطني حول وضع‬ ‫ّ‬
‫التقرير‬
‫‪37‬‬ ‫ّ‬
‫الطفولة بتونس ‪2021 - 2020‬‬
‫اإلجــراءات الخاصــة باملــدارس واملعاهــد ملواجهــة جائحــة‬ ‫إجباريــة دامــت حوالــي ســتة أشــهر‪ ،‬األمــرالــذي أثــربصفــة جليــة علــى‬
‫كورونا‬ ‫نشــاطها ونســق خدماتهــا كمــا كانــت لعمليــة الغلــق انعكاســات ماليــة‬
‫ّ‬ ‫علــى ظــروف هــذه املؤسســات ومداخيلهــا انجـ ّـر عنهــا مجموعــة مــن‬
‫تراوحــت اإلجـراءات بيــن الغلــق الكلــي للمؤسســات فــي فتـرات الحظــر‬
‫الصعوبــات واإلشــكاليات مــن بينهــا‪:‬‬
‫الشــامل وبيــن مواصلــة الــدروس وفــق صيــغ مرنــة خــال الفت ـرات‬
‫األخــرى‪ .‬وفــي هــذا الســياق اتخــذت وزارة التربيــة مجموعــة مــن‬ ‫·عجــزأصحــاب املؤسســات عــن خــاص أجــور املربيــن واملوظفيــن‬
‫اإلجـراءات االســتثنائية الكفيلــة بضمــان مواصلــة الســنة الدراســية‬ ‫والعملــة املشــتغلين بمؤسســات الطفولــة الخاصــة‪.‬‬
‫وتجنــب الغلــق النهائــي للمــدارس وتفــادي الســنة البيضــاء‪ .‬وذلــك‬ ‫ّ‬
‫·العجــز عــن تســديد معاليــم الك ـراء واملــاء والكهربــاء وغيرهــا مــن‬
‫بالتنســيق مــع نقابــات التعليــم لضمــان انخـراط املربيــن فــي التطبيــق‪.‬‬ ‫املصاريــف املســتوجبة الســتمرارية اشــتغال املرفــق‪.‬‬
‫ّ‬
‫وتمثلــت اإلج ـراءات‪ ،‬خاصــة‪ ،‬فــي‪:‬‬
‫·اللجــوء إلــى الغلــق االختيــاري حيــث تـ ّـم غلــق حوالــي ‪ 150‬مؤسســة‬
‫‪ .1‬اعتماد نظام األفواج في التدريس بتقسيم كل فصل درا�سي‬ ‫طفولــة (محاضــن أطفــال وريــاض اطفــال ومحاضــن مدرســية)‬
‫إلــى مجموعتيــن تدرســان بالتنــاوب يومــا بيــوم وعــدم تجــاوز ‪18‬‬ ‫ّ‬
‫وبذلــك توقــف نشــاطها خــال ســنة ‪.2020‬‬
‫تلميــذا فــي الفصــل ّ‬
‫تجنبــا لالكتظــاظ وضم ــانا ملبــدأ التباعــد‬ ‫غيرأنه وفي إطار ّ‬
‫الحد من اآلثارالسلبية لتف�شي فيروس الكوفيد‪،19‬‬
‫االجتماعــي (وتـ ّـم تنظيــم تدريــس األفــواج أســبوعا بأســبوع فــي‬ ‫ّ‬
‫تم اتخاذ جملة من اإلجراءات التي تمثلت بالخصوص في‪:‬‬
‫املؤسســات التــي بهــا مبيتــات ضمانــا الســتمرار إقامــة كل فــوج‬
‫أســبوعا متواصــا) وذلــك اســتنادا إلــى تقديـرات هيئــات القـرار‬ ‫‪ .1‬إســناد املنــح االســتثنائية والظرفيــة لفائــدة أصحــاب‬
‫بــوزارة التربيــة‪.‬‬ ‫املؤسســات والعامليــن بهــا‬
‫‪ .2‬تخفيــف البرامــج ملالءمتهــا مــع الزمــن املدر�ســي الــذي تــم‬ ‫‪ .2‬إسناداملنحواالمتيازاتللمنتفعينببرامجالصندوقالوطني‬
‫تقليصــه إلــى النصــف‪ .‬وقــد تــم التخفيــف فــي البرامــج الرســمية‬ ‫للتشــغيل مــن الوكالــة الوطنيــة للتشــغيل والعمــل املســتقل‪.‬‬
‫ملختلــف املــواد الدراســية دون حــذف ألي مــادة تعليميــة وهــو‬
‫إجراء صائب لضمان ّ‬ ‫‪ .3‬تمكيــن املؤسســات مــن االنتفــاع بامتيــاز تأجيــل دفــع‬
‫الحد األدنى من شــمولية التكوين وعدم‬
‫ّ‬ ‫املساهمات املحمولة على األعراف في النظام القانوني للضمان‬
‫الحــط مــن قيمــة أي مــادة مــن املــواد الدراســية‪،‬‬
‫االجتماعــي بعنــوان الثالثيــة الثانيــة لســنة ‪.2020‬‬
‫‪ .3‬اللجــوء إلــى توقيــف الــدروس كلمــا ارتفــع عــدد اإلصابــات‬
‫حمايــة ألرواح ّ‬ ‫‪ .4‬انتفاع حوالي ‪ 3000‬مؤسسة أطفال (محاضن وروضات)‬
‫املدرســين واملتعلميــن ولكســر سلســلة انتشــار‬
‫بقــرض بقيمــة ماليــة قــدرت بحوالــي ‪ 10‬آالف دينــارفــي إطــارخــط‬
‫العــدوى‪ ،‬وذلــك فــي مناســبات عديــدة مقابــل تقليــص أيــام‬
‫التمويل بين وزارة األسرة واملرأة والطفولة وكبارالسن والبنك‬
‫العطــل املدرســية وتأخيــرموعــد انتهــاء الســنة الدراســية فــي حيــن‬
‫اسـ ّ‬ ‫التون�ســي للتضامــن فــي إطــار «برنامــج دعــم املحاضــن‪ ،‬وريــاض‬
‫ـتمرت الــدروس بشــكل طبيعــي فــي أغلــب املؤسســات التربويــة‬
‫األطفال واملحاضن املدرسية خالل فترة كورونا»‪  .‬‬
‫الخاصــة مــع تطبيــق صــارم للبروتوكــول الصحــي مثلمــا أوصــت‬
‫ّ‬
‫بــه اللجنــة العلميــة وهــو مــا مثــل ضربــا ملبــدأ تكافــؤ الفــرص بيــن‬ ‫وفــي إطــار التنســيق والتكامــل بيــن مختلــف أجهــزة الدولــة ملجابهــة‬
‫التالميــذ خاصــة الذيــن ســيجتازون نفــس املناظ ـرات الوطنيــة‪.‬‬ ‫تداعيــات فيــروس كورونــا‪ ،‬تـ ّـم خــال شــهر أوت ‪ 2020‬إمضــاء‬
‫اتفاقيــة مشــتركة حــول البروتكــول الصحــي الخــاص بالعــودة‬
‫‪ .4‬عــودة التالميــذ املعنييــن باملناظـرات واالمتحانات الوطنية‬
‫املدرســية والجامعيــة ‪ 2020/2021‬بيــن ســبع وزارات (وزارة التربيــة‬
‫(مناظــرة الدخــول إلــى املــدارس اإلعداديــة النموذجيــة مناظــرة‬
‫ووزارة امل ـرأة واألســرة وكبــار الســن ووزارة الشــؤون الدينيــة ووزارة‬
‫ختــم التعليــم األسا�ســي وامتحــان الباكالوريــا) قبــل غيرهــم مــن‬
‫التعليــم العالــي والبحــث العلمــي ووزارة التكويــن املنهــي والتشــغيل‬
‫التالميــذ وذلــك الســتكمال البرنامــج‪.‬‬ ‫ّ‬
‫تضمنــت أساســا‬ ‫ووزارة الشــؤون االجتماعيــة ووزارة الصحــة)‬
‫ومنصات رقمية عن ُبعد لفائدة‬ ‫ّ‬ ‫‪ .5‬إحداث مكتبة افتراضية‬ ‫االج ـراءات والتوصيــات الواجــب احترامهــا فــي مختلــف املؤسســات‪.‬‬
‫جميــع املســتويات الدراســية لتقديــم دروس دعــم‪.‬‬ ‫وتمثلــت اإلجــراءات الخاصــة بمؤسســات مــا قبــل الدراســة خاصــة‬
‫‪ .6‬إعداد وبث دروس تلفزية للمراجعة ّ‬ ‫فــي‪ :‬ارتــداء الكمامــة‪ ،‬التباعــد الجســدي‪ ،‬املراقبــة عنــد مدخــل‬
‫تطورت إلى قناة تربوية‬
‫املؤسســة‪ .‬كمــا تــم توضيــح اإلجـراءات املطلــوب اتخاذهــا عنــد ظهــور‬
‫مختصــة وتــم التأكيــد علــى أنهــا ال تعـ ّـوض الــدروس الحضوريــة‪،‬‬
‫ّ‬
‫عالمــات الكوفيــد ‪ 19‬داخــل املؤسســة وكذلــك صيــغ التعامــل مــع ّ‬
‫كل‬
‫وهي موجهة لفائدة تالميذ األقســام النهائية الذين ســيجتازون‬
‫مــن تظهــر عليهــم عالمــات اإلصابــة بالكوفيــد‪.‬‬
‫مناظ ـرات أو امتحانــات وطنيــة وخاصــة أقســام الباكالوريــا‬

‫‪38‬‬
‫املخفــف بعــد فتــرة مــن انطــاق الســنة الدراســية‪ .‬وقــد أحــدث‬ ‫باعتبارهــا امتحانــا وطنيــا إجباريــا‪.‬‬
‫ذلــك إربــاكا فــي تقـ ّـدم البرامــج‪.‬‬
‫‪ .7‬توفيرمستلزمات النظافة والتعقيم خالل فترة االمتحانات‬
‫‪ .3‬ارتفــاع غيــر مســبوق فــي غيابــات التالميــذ عــن الــدروس‬ ‫الوطنيــة وهــو مــا اســتوجب مــوارد ماليــة إضافيــة‪.‬‬
‫النظاميــة الحضوريــة نتيجــة االرتبــاك الــذي أدخلــه نظــام‬
‫‪ .8‬تشــكيل لجنــة مركزيــة لليقظــة تعمــل علــى متابعــة الوضــع‬
‫األفــواج علــى ســير الــدروس الــذي جعــل إدارات املؤسســات‬
‫التربــوي وتصــور مختلــف الســيناريوهات املمكنــة لتأميــن الســنة‬
‫التربويــة مضطـ ّـرة إلــى اتبــاع نــوع مــن املرونــة فــي التعاطــي مــع هــذه‬
‫الدراســية وإج ـراء االمتحانــات الوطنيــة واالســتعداد الجيــد‬
‫الظاهــرة‪ .‬لكــن ذلــك شـ ّـجع عديــد مــن التالميــذ علــى التغيــب‬
‫للعــودة املدرســية املقبلــة‪.‬‬
‫بتعــات مختلفــة‪.‬‬
‫‪ .9‬تشكيل لجنة جهوية بكل والية يشرف عليها السيد الوالي‪،‬‬
‫‪ .4‬زمــن أســري لــم يتــم اســتثماره نظ ـرا لغيــاب تقاليــد إدارة‬
‫وينســق أعمالهــا الســيد املنــدوب الجهــوي للتربيــة ويشــارك فيهــا‬
‫الزمــن األســري املشــترك ولغلبــة حضــور وســائل االتصــال‬
‫الحديثــة ذات االســتعمال الفــردي والتــي ّ‬ ‫أهــم املتدخليــن فــي القطــاع علــى مســتوى الجهــة‪،‬‬
‫عمقــت الفرديــة‬
‫وانطــواء األطفــال علــى ذواتهــم‪.‬‬ ‫‪ .10‬تعييــن نقــاط اتصــال بــكل املندوبيــات الجهويــة للتربيــة (‪26‬‬
‫نقطــة اتصــال) تتولــى املتابعــة اليوميــة لتطــور الوضــع الصحــي‬
‫‪ .5‬تأثيــرســلبي علــى الصحــة النفســية للتالميــذ نتيجــة اعتمــاد‬
‫باملؤسســات التربويــة وتزويــد اإلدارة املركزيــة بالــوزارة بتقاريــر‬
‫نظــام الدراســة يومــا بيــوم‪.‬‬
‫يومية والتنسيق مع اللجان الجهوية للصحة للتدخل الفوري‬
‫‪ .6‬غيــاب حلــول تربويــة وتعليميــة بديلــة خــال األيــام التــي ال‬ ‫متــى اســتدعى األمــرذلــك‪.‬‬
‫وصحيا وسلوكيا‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يدرس خاللها التالميذ مما خلف أثرا نفسيا‬
‫‪ .11‬إحــداث تطبيقــة متطــورة خاصــة بمتابعــة الوضــع الصحــي‬
‫مــن ذلــك انــه تــم تســجيل وفــاة أربعــة تالميــذ خــال أيــام الف ـراغ‪.‬‬ ‫ّ‬
‫باملؤسســات التربويــة تمكــن مــن تتبــع حــاالت اإلصابــة واالشــتباه‬
‫‪ .7‬انعكاســات نفســية مثــل الخــوف والتوتــر واالضطرابــات‬ ‫باإلصابــة وحــاالت الشــفاء والوفيــات فــي املؤسســات التربويــة فــي‬
‫نتيجة الوباء وما رافقه من وفايات وفقدان الزمالء واألصدقاء‬ ‫أقل وقت ممكن وتقديم إحصاءات دقيقة حول تطور الوضع‬
‫واملربيــن‪.‬‬ ‫للمرورمباشرة إلى اتخاذ اإلجراءات املناسبة والتدخل العاجل‬
‫بالتنســيق بيــن كل املتدخليــن وفــي مقدمتهــم اللجــان الجهويــة‬
‫‪ .8‬غيــاب املرافقــة النفســية واإلحاطــة التربويــة الالزمــة‬
‫املختصــة‪.‬‬
‫لفائــدة األطفــال ســواء خــال الحظــر الصحــي أو عنــد الرجــوع‬
‫ّ‬ ‫مكنت مختلف هذه اإلجراءات من تحقيق ّ‬ ‫ّ‬
‫إلــى املــدارس بعــد توقــف الــدروس أو خــال نظــام الدراســة يومــا‬ ‫الحد األدنى‬ ‫‪ .12‬وقد‬
‫بيــوم‪.‬‬ ‫من التعليم والتكوين وضمان استمرارية عدد مقبول من أيام‬
‫ّ‬
‫الدراســة ووفــرت بعــض شــروط إنقــاذ الســنتين الدراســيتين‬
‫‪ .9‬محدوديــة أثــر دروس الدعــم التلفزيــة والرقميــة فــي ظــل‬
‫املاضيتين وإنجاح مختلف االمتحانات وتحقيق نسب نجاح ال‬
‫اســتحالة اعتمــاد التعليــم عــن بعــد بديــا للتعليــم الحضــوري‬
‫تختلــف عــن الســنوات الســابقة ألزمــة كوفيــد‪ .‬كمــا ســاهمت فــي‬
‫لغيــاب التأســيس القانونــي للتعليــم عــن بعــد مــن ناحيــة‪،‬‬
‫مقاومة انتشارالعدوى‪.‬‬
‫وضعف اإلمكانيات اللوجستية ومحدودية التكوين الضروري‬
‫للمدرســين لتأميــن هــذا النــوع مــن التكويــن‪ ،‬مــن ناحيــة ثانيــة‪.‬‬ ‫ورغــم ذلــك‪ ،‬فــإن هــذه اإلجـراءات لــم تخــل مــن حــدود ونقائــص‪ ،‬مــن‬
‫بينها‪:‬‬
‫وتجــدراملالحظــة إلــى أنــه بقــدرمــا كان لجائحــة كوفيــد مــن تداعيــات‬
‫ســلبية متعـ ّـددة علــى الوضــع الصحــي والنف�ســي للتالميــذ وعلــى الســير‬ ‫‪ .1‬عــدم اســتكمال البرامــج ومــا لــه مــن انعكاســات ســلبية فــي‬
‫ّ‬
‫العــادي للــدروس ونســق التعلمــات واالمتحانــات‪ ،‬فقــد كانــت لهــا‬ ‫مســتوى التحصيــل املعرفــي للتالميــذ وتكوينهــم األسا�ســي (نقــص‬
‫بعــض االنعكاســات والتأثي ـرات اإليجابيــة مــن ذلــك‪:‬‬ ‫في عدد أيام الدراسة وفي الدروس وفي املعلومات التي تتأسس‬
‫عليهــا املعــارف الالحقــة) وأثــره علــى متانــة التكويــن املعرفــي‬
‫‪ .1‬اســتفادة فئــة مــن التالميــذ مــن تخفيــف البرامــج وفت ـرات‬
‫للمتعلميــن‪.‬‬
‫الحجــر الصحــي‪ ،‬فأتيــح لهــا بذلــك وقــت أطــول للمراجعــة‬
‫واالســتعداد لالمتحانــات‪.‬‬ ‫‪ .2‬تخفيــف البرامــج الدراســية بحــذف أج ـزاء مــن املضاميــن‬
‫ّ‬
‫للتعلــم في ّ‬ ‫ّ‬ ‫املعرفيــة املســتوجبة بمــا مــن شــأنه أن يؤثــر علــى املســتوى‬
‫ظل‬ ‫‪ .2‬توفــرظــروف بيداغوجيــة وتواصليــة أفضــل‬ ‫العلمــي للمتعلميــن‪ .‬باإلضافــة إلــى أنــه تـ ّـم مـ ّـد ّ‬
‫املدرســين بالبرنامــج‬

‫ّ‬
‫الوطني حول وضع‬ ‫ّ‬
‫التقرير‬
‫‪39‬‬ ‫ّ‬
‫الطفولة بتونس ‪2021 - 2020‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اســتثناء‪ّ ،‬‬
‫حتــى يمثــل الحــل األفضــل لضمــان حــق التعلــم‪،‬‬ ‫تقليــص عــدد التالميــذ بالقســم إلــى النصــف وانخفــاض معـ ّـدل‬
‫ّ‬
‫وكمكمــل للتعليــم الحضــوري ورافــد‬ ‫خاصــة فــي ظــروف األزمــات‬ ‫كثافــة الفصــل باعتمــاد نظــام األفــواج‪.‬‬
‫لــه فــي الظــروف العاديــة‪.‬‬
‫‪ .3‬إحــداث القنــاة التربويــة واعتمــاد تكويــن املربيــن عــن بعــد‬
‫‪ .5‬حصــول وعــي مجتمعــي ومؤسســاتي بضــرورة تغييــرأنســاق‬ ‫والوعــي بضــرورة اإلس ـراع فــي التأســيس القانونــي واللوجســتي‬
‫التعلــم ومناهــج التدريــس وصيغــه وأشــكاله ومقارباتــه بنـ ًـاء علــى‬ ‫للتعليــم عــن بعــد‪.‬‬
‫مــا حصــل مــن تطــورات جوهريــة شــملت العمليــة التعليميــة‬
‫‪  .4‬اقتنــاع وزارة التربيــة ومختلــف الفاعليــن التربوييــن‬
‫التعلميــة فــي كافــة جوانبهــا‪.‬‬ ‫بضرورة االستعداد ّ‬
‫الجيد العتماد التعليم عن بعد‪ ،‬واإلسراع‬
‫بتوفيــر جميــع شــروطه وخاصــة ربــط جميــع األطفــال بــه دون‬

‫‪40‬‬
‫توصيات خاصة‬

‫التوصيات الخاصة بمحور الحق في التعليم والتربية والتكوين‬

‫انســجاما مــع هــدف التنميــة املســتدامة الرابــع الــذي ُيقـ ّـر مبــدأ التعليــم الجيــد للجميــع‪ ،‬ال بـ ّـد مــن إيــاء هــذه‬
‫ّ‬
‫الغايــة كامــل األهميــة وهــي ضمــان اإلحاطــة التربويــة الشــاملة للطفولــة املبكــرة وتحقيــق جــودة التعلمــات‬
‫املعرفيــة واملهارّيــة‬
‫ّ‬ ‫ـخصيته واالرتقــاء ّ‬
‫بمؤهالتــه‬ ‫ـكل طفــل وإتاحــة جميــع الفــرص أمامــه مــن أجــل تطويــرشـ ّ‬ ‫لـ ّ‬
‫واملهنيــة وممارســة مواطنتــه‪ .‬ولضمــان تحقيــق كل هــذه الغايــات‪ ،‬يتعيــن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫االجتماعيــة‬ ‫واالندمــاج فــي الحيــاة‬
‫ّ‬
‫أن تضــع نصــب أعينهــا مبــدأ اإلنصــاف وتكافــؤ الفــرص فــي توزيــع املــوارد العموميــة ملقاومــة أوجــه التفــاوت‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫االقتصـ ّ‬
‫الذهنيــة وأنســاق تعلمهــم‬ ‫ـادي واالجتماعـ ّـي بيــن الجهــات والفئــات واألف ـراد فــي مســتوى قدراتهــم‬
‫املتنوعة وأن تحقق التكريس الفعلي والشامل ملبدأ عدم التمييزواعتماد املقاربات اإلدماجية‪.‬‬ ‫وذكاءاتهم ّ‬
‫ّ‬
‫·ضرورة وضع الهياكل واملؤسسات واآلليات املتصلة بقطاع الطفولة املبكرة تحت إشراف مركزي‬
‫والقياديــة مــن أجــل ضمــان أق�صــى حـ ّـد ممكــن مــن‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫والرقابيــة‬ ‫موحــد علــى املســتويات التشــريعية‬ ‫ّ‬
‫حوكمة املجهود الوطني بما يخدم مشــاريع الطفولة‬ ‫التنســيق واالنســجام والتكامل بينها وحســن ْ‬
‫ويحقــق نجاعتهــا وينســجم مــع االســتراتيجية الوطنيــة متعــددة القطاعــات لتنميــة الطفولــة املبكــرة‪.‬‬ ‫ّ‬
‫·تفــادي اختــال التــوازن علــى مســتوى تمكيــن األطفــال مــن حقهــم الطبيعــي فــي ّ‬
‫التمتــع بخدمــات‬
‫مرحلــة مــا قبــل الدراســة نظـرا ملــا تكتســيه مــن أهميــة بالغــة فــي ّ‬
‫نموهــم ونحــت مســتقبلهم الدرا�ســي‬
‫وذلــك فــي ظــل االقتصــارعلــى خدمــات القطــاع الخــاص باهــظ الثمــن‪.‬‬
‫َ‬
‫املعتمــدة بريــاض األطفــال بهــدف مزيــد تطويرهــا وتدعيــم املحامــل‬ ‫·مراجعــة املناهــج البيداغوجيــة‬
‫املواكبــة للتطــورات العلميــة والبيداغوجيــة حتــى تتــاءم مــع احتياجــات األطفــال ودعــم تكويــن‬
‫املربيــن فــي مختلــف مؤسســات الطفولــة املبكــرة‪.‬‬
‫·ضــرورة مزيــد توســيع اإلحاطــة بالتالميــذ فــي املــدارس النائيــة والحـ ّـد مــن حـ ّـدة العـ ْـوز االجتماعــي‬
‫تدخــات إفر ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫اديــة تســتجيب‬ ‫الصحيــة واالجتماعيــة والدراســية عبــر‬ ‫واالعتنــاء بــذوي الصعوبــات‬
‫لحاجيــات الفــرد‪.‬‬
‫التحضيرية على املستوى الوطني‪ ،‬خاصة في ظل ما ّ‬
‫سجلته ّ‬
‫جل الجهات الداخلية‬ ‫ّ‬ ‫·تعميم السنة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ذات الطابع الريفي من نسب متدنية جدا في التغطية باملرحلة التحضيرية تقل بكثيرعن املعدل‬
‫ّ‬
‫الساحلية وتونس الكبرى‪.‬‬ ‫ّ‬
‫الوطني مقارنة بالجهات‬
‫ُ‬ ‫·مراجعة ّ‬
‫آليات انتداب املد ّرسين بمختلف أصنافهم‪.‬‬
‫ُ‬ ‫خطة ّ‬‫ّ‬
‫وطنية تتحول بمقتضاها املؤسسة التربوية إلى مدرسة دامجة تحتضن مرتاديها وتتيح‬ ‫·بناء‬
‫أمامهم فرصا حقيقية للتعلم والتنشئة والتأهيل وذلك من خالل اعتماد مقاربات إفرادية‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التعلــم بيــن التالميــذ ومبــدأ ّ‬
‫قابليــة الجميــع للتعلــم ومــا‬ ‫تأخــذ بعيــن االعتبــاراختــاف أنســاق‬
‫ّ‬
‫يترتــب عــن ذلــك مــن تهيئــة للفضــاءات التربويــة وتكويــن للمد ّرســين وتطويــع للمناهــج وتعميــم‬
‫استعمال التكنولوجيات الحديثة‪.‬‬
‫·مزيــد العنايــة بالبنيــة األساســية للمؤسســات التربويــة (مــن املحاضــن إلــى املعاهــد) مــن حيــث‬
‫توفيــر املــاء الصالــح للش ـراب والربــط بشــبكة التطهيــر والعمــل خاصــة علــى تقليــص الهـ ّـوة‬
‫بيــن الجهــات بصــورة عامــة وبيــن املؤسســات داخــل نفــس الجهــة الواقعــة منهــا وســط املــدن‬
‫وخارجها‪.‬‬
‫·تــدارك مظاهــراختــال التــوازن بيــن الجهــات وبيــن املؤسســات التربويــة الريفيــة والحضريــة‬
‫داخــل نفــس الجهــة علــى مســتوى التوجيــه املدر�ســي والجامعــي‬
‫·التصــدي لظاهــرة االنقطــاع املدر�ســي والرســوب (خاصــة فــي املرحلــة االعداديــة) واالرتقــاء‬
‫بــأداء القائميــن علــى مرفــق االصغــاء وسـ ّـن السياســات العامــة املســتوجبة فــي ســياق مقاومــة‬
‫التدخيــن وتعاطــي املخــدرات والكحــول ومقاومــة ظاهــرة محــاوالت االنتحــار لــدى األطفــال‬
‫واملراهقين‪.‬‬
‫·تدارك التبعات السلبية لإلرباك الذي فرضه انتشارفيروس الكوفيد والحد من تداعياته‬
‫الســلبية علــى مســتوى مكتســبات األطفــال الدراســية والعمــل كذلــك علــى االســتفادة مــن‬
‫دروســه واملتعلقــة أساســا بتأهيــل مؤسســات الطفولــة املبكــرة واملؤسســات التربويــة علــى‬
‫ُ‬
‫املستوى اللوجستي وإقداراملربين واملد ّرسين على تأمين عديد من األنشطة التعليمية عبر‬
‫وســائل االتصــال الحديثــة واالنخـراط بنجاعــة فــي مقاربــة املدرســة الرقميــة املتطــورة والتــي‬
‫قطعت أشواطا كبيرة عبرالعالم‪  .‬‬
‫·تدعيــم انفتــاح املدرســة علــى محيطهــا املحلــي والجهــوي والوطنــي والعالمــي وتعزيــزالشــعور‬
‫باالنتمــاء إلــى الجهــة وإلــى الوطــن‪ ،‬بالتــوازي مــع التربيــة علــى املواطنــة والعمــل علــى إيجــاد‬
‫اآلليــات الضروريــة لتيســيرمســاهمة األطفــال فــي الحيــاة املدرســية باملؤسســات التربويــة التــي‬
‫ينتمون إليها وذلك من خالل تفعيل مشروع مجلس املؤسسة وتجاوز العراقيل التي حالت‬
‫دون وضعــه ّ‬
‫حيــزالتنفيــذ رغــم وجــود النــص القانونــي الــذي يشـ ّـرع إحداثــه‪ .‬كمــا يتعيــن مزيــد‬
‫فتــح املــدارس أمــام األنشــطة الرياضيــة والثقافيــة واإلبداعيــة خاصــة فــي الجهــات التي تفتقر‬
‫إلــى مؤسســات عموميــة مفتوحــة أمــام األطفــال‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫الترفيه ّ‬
‫والثقافة‬ ‫الحق في ّ‬
‫والرياضة ّ‬
‫والتنشيط واالستجابة‬ ‫ّ‬
‫النتظارات األطفال‬

‫ّ‬
‫الوطني حول وضع‬ ‫ّ‬
‫التقرير‬
‫‪43‬‬ ‫ّ‬
‫الطفولة بتونس ‪2021 - 2020‬‬
‫والرياضة‬ ‫الترفيــه ّ‬
‫والثقافة ّ‬ ‫الحـ ّـق فــي ّ‬
‫ّ‬
‫والتنشــيط واالســتجابة النتظارات األطفال‬

‫الرسم البياني رقم ‪:20‬‬ ‫يلعــب النشــاط الثقافــي والريا�ضــي والترفيهــي دورا محـ ّـددا فــي بنــاء‬
‫شــخصية الطفــل وصقــل مواهبــه وتنشــئته علــى قيــم املشــاركة‬
‫َ‬
‫واإلبــداع‪ .‬وهــو دور ُمــوكل ملؤسســات الثقافــة والترفيــه وهيــاكل‬
‫الرياضــة والتنشــيط‪ .‬باإلضافــة الــى ُدور الثقافــة واملكتبــات‬
‫والجمعيــات والنــوادي الرياضيــة‪ ،...‬ال تــكاد تخلــو أيــة مؤسســة مــن‬
‫مؤسســات رعايــة الطفولــة أو التربيــة والتعليــم أو هيــاكل الدفــاع‬
‫االجتماعــي مــن عمــل ثقافــي ونشــاط ريا�ضــي أو ترفيهــي ومــن نــواد‬
‫فــي مختلــف املجــاالت واالختصاصــات وال تغيــب عنهــا التظاه ـرات‬
‫واملســابقات واملباريــات واملحاض ـرات‪.‬‬
‫وتتكامل مختلف هذه املؤسسات في تكريس الحق في الثقافة الذي‬
‫يكفلــه الفصــل ‪ 42‬مــن الدســتور التون�ســي مثلمــا يضمــن «توفيــر‬
‫اإلمكانيــات الالزمــة ملمارســة األنشــطة الرياضيــة والترفيهيــة»‬
‫(الفصــل ‪ .)43‬غيــر أن األنشــطة الثقافيــة والرياضيــة شــهدت‬
‫وقد استفاد من مختلف أنشطة دور الثقافة خالل سنة ‪2020‬‬
‫حوالي ‪ 753656‬طفال ّ‬ ‫انخفاضــا علــى مســتوى عددهــا خــال ســنتي ‪ 2020‬و‪ 2021‬بســبب‬
‫وسجل بذلك عدد املستفيدين انخفاضا‬ ‫ّ‬
‫جائحة كورونا مما أدى الى تقلص إقبال األطفال وتراجع مشاركتهم‬
‫كبيرا بلغ نصف العدد مقارنة بسنة ‪ ،2018‬والتي ناهزخاللها‬
‫كما قلصت املؤسسات من عدد األنشطة والتظاهرات املبرمجة في‬
‫عدد املواكبين لألنشطة الثقافية ‪ 1563999‬طفال‪ .‬ولم تكن‬ ‫ظل التخوفات من انتشارالعدوى باإلضافة إلى ما ّ‬
‫انجر عن قرارات‬
‫سنة ‪ 2021‬أفضل حاال من سابقاتها إذ تراجع عدد املستفيدين بـ‬ ‫ّ‬
‫الحظــرالجزئــي أو الشــامل مــن غلــق للمؤسســات وتوقــف أنشــطتها‪.‬‬
‫‪ 5656‬مشاركا مقارنة بسنة ‪.2020‬‬
‫رغــم الوضــع الصحــي وتأجيــل عديــد مــن األنشــطة وإلغــاء البعــض‬
‫والفرجوية ّ‬
‫املوجهة‬ ‫ّ‬ ‫تم تنظيم عدد من التظاهرات الثقافية‬ ‫اآلخر‪ّ ،‬‬ ‫الثقافــة‪ :‬نحــو تطويــر الفعــل ّ‬
‫الثقافــي خدمــة‬ ‫دور ّ‬
‫لألطفــال والتــي احتضنتهــا دور الثقافــة وقــد بلــغ عددهــا ‪1020‬‬ ‫ّ‬
‫للطفولة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وفعاليــة فــي ‪ 2021‬و‪ 1047‬فــي ‪ 2020‬وهــي أرقــام أقــل بكثيــر‬
‫ُ ّ‬
‫تظاهــرة‬ ‫ُيغطــي دور الثقافــة جـ ّـل مناطــق البــاد ليناهــزعددهــا ‪ 233‬مؤسســة‬
‫مــن عــدد التظاه ـرات التــي نظمــت بــدور الثقافــة ســنة ‪ 2018‬والتــي‬ ‫ُ ّ‬
‫موزعة على كل الواليات وأغلب املعتمديات‪ ،‬وتوفرأنشطة ثقافية‬
‫ناهــزت ‪1425‬تظاهــرة‪.‬‬ ‫وعروضــا فنيــة ملختلــف الفئــات العمريــة وتمكنهــم مــن االشــتراك فــي‬
‫والســؤال املطــروح هــل تســتجيب ُدور الثقافــة للتحــوالت الكبيــرة‬ ‫نوادي االختصاص في شــتى املجاالت الفنية واإلبداعية‪ .‬ويبلغ عدد‬
‫ّ‬
‫التــي شــهدتها الطفولــة والشــباب؟ وهــل بإمكانهــا أن توفــر خدمــات‬ ‫النــوادي بــدور الثقافــة ‪ 1264‬ناديــا فــي ‪ 2021‬مسـ ّـجال تراجعــا ب ـ ‪106‬‬
‫وأنشــطة تســتجيب إلــى التطلعــات الجديــدة للطفولــة والشــباب؟‬ ‫نــاد مقارنــة بالســنة التــي ســبقتها أي ‪ ،2020‬حيــث كان هــذا العــدد‬
‫نعتقــد أن ذلــك ممكــن تمامــا وبإمكانيــات عاديــة مثــل مــا ّ‬ ‫فــي حــدود ‪ ،1370‬بينمــا ارتفــع جزئيــا عــدد النــوادي املوجهــة حصريــا‬
‫تحققــه‬ ‫لألطفــال حيــث تطـ ّـور مــن ‪ 120‬فــي ‪ 2020‬إلــى ‪ 123‬فــي ‪ .2021‬أمــا عــدد‬
‫عديد املبادرات واألنشطة والفعاليات التي ُيبادربتنظيمها املجتمع‬ ‫املنخرطيــن مــن فئــة األطفــال والناشــئة‪ ،‬فقــد كان مســتقرا نســبيا‬
‫املدنــي لفائــدة الناشــئة فــي مجــاالت الســينما واملوســيقى واملواطنــة‪،‬‬ ‫خالل السنتين األخيرتين إذ بلغ ‪ 24768‬منخرطا في ‪ 2020‬و‪24960‬‬
‫مــن نجــاح كبيــروإشــعاع واســع فــي الداخــل والخــارج‪  .‬‬ ‫سنة ‪.2021‬‬

‫‪44‬‬
‫إدمــاج الشــباب واألطفــال فــي املجتمــع وتنميــة روح املواطنــة الفاعلــة‬ ‫كمــا نعتقــد أننــا بحاجــة إلــى جيــل جديــد مــن فضــاءات الثقافــة‬
‫واملســؤولة لديهــم‪.‬‬ ‫والتنشــيط املنفتحــة علــى محيطهــا تأخــذ بعيــن االعتبــار التحــوالت‬
‫ّ‬
‫املجتمعيــة ومتطلبــات الطفولــة الجديــدة مركــزة فــي ذلــك علــى‬
‫وقــد بلــغ عــدد ُدور الشــباب ‪ 320‬مؤسســة خــال ســنة ‪.2020‬‬
‫األبعــاد الرقميــة لألنشــطة وملســاهمة األطفــال فــي ابتــكار تصـ ّـورات‬
‫باإلضافة إلى مختلف مؤسســات الشــباب األخرى مثل ُدور الشــباب‬
‫ملــا يرغبــون فــي برمجتــه وإنجــازه‪ .‬باإلضافــة إلــى ضــرورة تعديــل «زمــن‬
‫املتنقلــة ومراكــزاالصطيــاف والتخييــم‪ُ ...‬ويشــرف ‪ 1958‬إطــارا علــى‬
‫التنشــيط الثقافــي» ليتــاءم مــع مقتضيــات الزمــن املدر�ســي خاصــة‬
‫أنشــطة هــذه املؤسســات ونواديهــا وتظاهراتهــا ووحــدات تنشــيط‬ ‫ُ‬ ‫وأن اإلطــا ات العاملــة بهــذا املرفــق ّ‬
‫تتمتــع بقوانيــن أساســية تتيــح لهــا‬ ‫ر‬
‫األحيــاء والرحــات‪ ،‬موزعيــن بيــن مديريــن ومنشــطين وإطــارات‬ ‫التصرف في التوقيت بما ُيمكنها من تخصيص حيزّ‬ ‫ّ‬ ‫مجاال أوسع من‬
‫مختصــة فــي التنشــيط التربــوي االجتماعــي والتنشــيط الريا�ضــي‪...‬‬
‫زمني الحتضان أنشطة التالميذ املتمدرسين خارج أوقت الدروس‪.‬‬
‫أغلبهم من النساء بعدد يبلغ ‪ 1128‬مقابل ‪ 830‬إطارا من الرجال‪  .‬‬
‫التّ نشــيط الشــبابي‪ :‬مــن أجــل جيــل جديــد مــن‬
‫وقــد ارتفــع عــدد ُدور الشــباب إلــى ‪ 336‬مؤسســة‪ ،‬ســنة ‪ .2021‬كمــا‬ ‫المؤسســات الشــبابية‬
‫تنوعــت املؤسســات التــي توفــر الخدمــات واألنشــطة املوجهــة إلــى‬
‫مؤسســات الشــباب والهيــاكل املعنيــة بتنشــيط الشــباب‬ ‫ـؤدي ّ‬ ‫تـ ّ‬
‫الشــباب واألطفــال‪ ،‬رغــم وجــود ‪ 13‬مؤسســة مغلقــة‪ ،‬مثلمــا يبينــه‬
‫الجــدول املوالــي‪:‬‬ ‫واألطفــال دورا محوريــا فــي توفيــرفضــاءات وأنشــطة تربويــة وترفيهيــة‬
‫وفنيــة ورياضيــة بالتعــاون مــع هيــاكل املجتمــع املدنــي بهــدف تأميــن‬
‫الجدول رقم ‪:10‬‬
‫مؤسسات وفضاءات التنشيط الشبابي خالل سنة ‪2021‬‬
‫العدد الجملي‬ ‫مغلقة‬ ‫مفتوحة‬ ‫املؤسسات‬
‫‪340‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪336‬‬ ‫دور الشباب‬
‫‪46‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪46‬‬ ‫مركبات ودور شباب بها مراكزإقامة‬
‫‪27‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪22‬‬ ‫مراكزاالصطياف والتخييم‬
‫‪47‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪46‬‬ ‫دور الشباب املتنقلة‬
‫‪30‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪29‬‬ ‫وحدات تنشيط األحياء‬
‫‪21‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪19‬‬ ‫وحدات رحالت وسياحة الشباب‬
‫‪511‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪498‬‬ ‫املجموع‬

‫فيقدرســنة ‪2020‬‬ ‫أما عدد املنخرطين من األطفال في ُدور الشــباب ّ‬ ‫أمــا عــدد املشــرفين واملؤطريــن فقــد بلــغ ‪ 1965‬ســنة ‪ 2021‬بيــن‬
‫ّ‬ ‫ومنشــطين ّ‬ ‫ّ‬
‫ب ـ ‪ 18225‬منخرطــا يتوزعــون بيــن ‪ 7707‬مــن اإلنــاث و‪10518‬‬ ‫ومنســقي برامــج‪ ،‬أغلبهــم مــن النســاء (‪)1154‬‬ ‫مديريــن‬
‫مــن الذكــور وبهــذا تمثــل نســبة املنخرطــات ‪ 42.28%‬مــن مجمــوع‬ ‫مقابــل ‪ 811‬مــن الرجــال‪.‬‬
‫املشــتركين فــي ُدور الشــباب‪ .‬ويقـ ّـدم الرســم البيانــي التالــي عــدد‬
‫ّ‬
‫والصحــة‬ ‫املتابعيــن ألنشــطة عينــة مــن النــوادي فــي مجــاالت الفنــون‬ ‫ويقـ ّـدم الرســم املوالــي توزيعــا للمشــرفين واملنشــطين بمؤسســات‬
‫والثقافــة ووســائل االتصــال الحديثــة‪ ...‬خــال ســنة ‪ ،2020‬مــع‬ ‫الشــباب حســب الجنــس‪:‬‬
‫مقارنــة بيــن عــدد اإلنــاث والذكــور‪:‬‬
‫الرسم البياني رقم ‪:21‬‬
‫الرسم البياني رقم ‪:22‬‬

‫ّ‬
‫الوطني حول وضع‬ ‫ّ‬
‫التقرير‬
‫‪45‬‬ ‫ّ‬
‫الطفولة بتونس ‪2021 - 2020‬‬
‫أمــا بخصــوص إنتــاج الكتــاب التون�ســي الجديــد ّ‬
‫املوجــه للطفــل‪ ،‬فقد‬ ‫ولئن كان انخراط الذكور في نوادي اإلعالم وتكنولوجيات االتصال‬
‫بلــغ عــدد العناويــن ‪1052‬عنوانــا ســنة ‪ 2020‬مــن بينهــا ‪ 383‬عنوانــا‬ ‫الحديثة واملسرح والسينما أرفع من اإلناث‪ ،‬فإن مشاركة الفتيات‬
‫باللغة العربية و‪ 315‬بلغات أجنبية و‪ 354‬كتابا مدرســيا‪ ،‬وهو رقم‬ ‫ّ‬
‫الصحــة والفنــون التشــكيلية‬ ‫تفــوق مشــاركة الفتيــان فــي نــوادي‬
‫تضاعف ســنة ‪ 2021‬ليبلغ ‪ 2000‬كتاب‪.‬‬ ‫والنــوادي األدبيــة مــع تقــارب فــي العــدد بيــن الجنســين فــي نــواد أخــرى‬
‫وتســاهم املكتبــات العموميــة فــي تأثيــث الفضــاءات العموميــة‪،‬‬ ‫مثــل الرقــص والتعبيــرالجســماني (‪ 360‬إنــاث و‪ 330‬ذكــور)‬
‫بش ـراكة مــع الجمعيــات واملنظمــات واملــدارس واملعاهــد‪ ،‬بأنشــطة‬ ‫ويبلغ عدد املنخرطين في األنشــطة الرياضية ‪ 21472‬مشــاركا‪ ،‬ســنة‬
‫ثقافية حول الكتاب والترغيب في املطالعة‪ .‬وتساهم بتوزيع الكتب‬ ‫‪ ،2020‬أغلبهــم مــن الذكــور بمــا يقـ ّـدر ب ـ ‪ 13970‬مقابــل ‪ 7502‬مــن‬
‫إلث ـراء نــواة مكتبــات بفضــاءات تربويــة ومنظمــات وجمعيــات بمــا‬ ‫اإلنــاث‪.‬‬
‫يناهــز‪ 2921‬كتابــا‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وقــد تراجــع عــدد األنشــطة بـ ُـدور الشــباب وفضــاءات التنشــيط‬
‫أمــا فــي مــا يتعلــق باملكتبــات املدرســية فيبقــى عددهــا محــدودا جــدا‪.‬‬ ‫ّ‬
‫املوجــه لألطفــال والشــباب‪ ،‬مثلمــا انخفــض عــدد املتابعيــن للنــوادي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وهــي غيــرمتوفــرة فــي أغلــب املؤسســات التربويــة ففــي املرحلــة األولــى‬ ‫واألنشــطة والتظاه ـرات‪ ،‬خــال ســنتي ‪ 2020‬و‪ .2021‬كمــا تقلــص‬
‫مــن التعليــم األسا�ســي ال يتجــاوز عــدد املــدارس املجهــزة بمكتبــة ‪365‬‬ ‫عــدد املســتفيدين مــن برامــج وأنشــطة الســياحة الشــاطئية املوجهــة‬
‫مؤسسة أي بنسبة ‪ 7.7%‬أما عدد املدارس املجهزة بقاعة مطالعة‬ ‫للشــباب واألطفــال بســبب جائحــة كوفيــد ‪ 19‬ومــا رافقهــا مــن تأجيــل‬
‫فيبلغ ‪ 228‬مدرســة من مجموع ‪ 4582‬مدرســة أي بنســبة ال تتجاوز‬ ‫لألنشــطة ومــن غلــق مطـ ّـول للمؤسســات الشــبابية‪.‬‬
‫‪ 5%‬أي أن ‪ 4217‬مدرســة ابتدائيــة ال تتوفــر بهــا مكتبــة مدرســية‪،‬‬
‫ُ‬
‫و‪ 4354‬مدرســة ال توجــد بهــا قاعــة للمطالعــة وهــومــا يتعــارض مــع مــا‬ ‫المكتبــات العموميــة وترغيــب األطفــال فــي‬
‫نصبوإليه من تنشئة األطفال على حب الكتاب والرغبة في املطالعة‬ ‫ا لمطا لعــة‬
‫خاصــة فــي ظـ ّـل غيــاب املكتبــات العموميــة ومكتبــات األطفــال في عدد‬ ‫ُ ّ‬
‫مــن القــرى واألحيــاء مــع انعــدام عــادة املطالعــة فــي األســرة خاصــة إذا‬ ‫تغطــي املكتبــات العموميــة جـ ّـل جهــات البــاد ليناهــز عددهــا ‪434‬‬
‫كان األبــوان أمييــن وهــو حــال عديــد مــن األوليــاء بالجهــات الفقيــرة‬ ‫مكتبــة شــباب وأطفــال وكهــول‪ ،‬خــال ســنة ‪ ،2020‬مــن بينهــا ‪354‬‬
‫ُ ّ‬
‫والنائية‪.‬‬ ‫مكتبــة أطفــال وأقســام لألطفــال‪ .‬وتوفــر لزوارهــا مــن األطفــال‬
‫تقدمــه ‪ 42‬مكتبــة متجولــة مــن‬ ‫‪ 16544‬مقعــدا باإلضافــة إلــى مــا ّ‬
‫أمــا بالنســبة إلــى التعليــم اإلعــدادي والثانــوي فيناهــزعــدد املكتبــات‬ ‫تقريــب للكتــاب مــن أطفــال األحيــاء البعيــدة والقــرى التــي ال تتوفــربهــا‬
‫‪ 1011‬مكتبة مدرسية إال أن عدد قاعات املطالعة محدود جدا وال‬ ‫مكتبــات عموميــة‪.‬‬
‫يتجاوز ‪ 261‬قاعة وكذلك الشأن بالنسبة إلى عدد فضاءات املوارد‬ ‫وقد بلغ عدد األطفال املشتركين في املكتبات ‪ُ 54259‬م ّ‬
‫ّ‬ ‫سجال بذلك‬
‫واإلعــام املتوفــرب ـ ‪ 105‬مؤسســة فقــط‪ .‬ويبلــغ عــدد قاعــات املراجعــة‬
‫‪ 830‬حســب أرقــام وزارة التربيــة والحــال أن عــدد املؤسســات‬ ‫انخفاضــا ب ‪ 15077‬مشــتركا مقارنــة بســنة ‪ 2018‬أي قبــل جائحــة‬
‫اإلعدادية والثانوية يبلغ ‪ 1448‬مؤسسة وهو ما من شأنه أن ُيعيق‬ ‫كوفيــد ومــا رافقهــا مــن غلــق للمكتبــات ومــن تخوفــات األوليــاء مــن‬
‫ولــوج التالميــذ إلــى عالــم الكتــاب واملطالعــة ويحـ ّـد مــن اســتفادتهم‬ ‫إرســال منظوريهــم إلــى الفضــاءات الجماعيــة‪.‬‬
‫املكملة للتعليم النظامي باإلضافة إلى تراجع‬ ‫من املراجع الدراســية ّ‬ ‫ولكــن مــا لبــث هــذا الرقــم أن ارتفــع فــي ‪ 2021‬ب ـ ‪ 8565‬مشــاركا‬
‫حصــص وأنشــطة الترغيــب فــي املطالعــة فــي مختلــف مراحــل التعليــم‪.‬‬ ‫جديــدا ليبلــغ عــدد املشــتركين ‪ 62824‬بالرغــم مــن مواصلــة العمــل‬
‫بالبروتوكــول الصحــي الصــارم واســتمرار موجــات تف�شــي عــدوى‬
‫الكوفيــد‪.‬‬
‫تنــوع األنشــطة‬
‫ّ‬ ‫رفيهيــة‪:‬‬
‫ّ‬ ‫األنشــطة ّ‬
‫الثقافيــة والتّ‬
‫ومحدوديــة المســاواة واإلنصــاف‬ ‫أمــا رصيــد الكتــب بمكتبــات األطفــال‪ ،‬فقــد بلــغ ‪ 3228899‬ســنة‬
‫ُ‬
‫‪ 2020‬و ‪ 3348712‬ســنة ‪ 2021‬أي بنســبة تطــور تقـ ّـدر ب ـ ‪.% 3.71‬‬
‫ُيقبل األطفال على مواكبة العروض املسرحية واملوسيقية ّ‬
‫املوجهة‬ ‫وقد تبعه تطور في عدد املطالعين ليبلغ ‪ِ 852811‬‬
‫مطالعا في ‪2021‬‬
‫إليهــم كمــا ينخرطــون بشــكل مكثــف فــي نــوادي املســرح واملوســيقى‬ ‫مطالعــا ســنة ‪ .2020‬وقــد ناهــز عــدد املســتعيرين‬
‫مقابــل ‪ِ 747432‬‬
‫والرقص مقارنة ببقية مجاالت الثقافة والتنشيط‪ ،‬وذلك بمواكبة‬ ‫‪ 453383‬ســنة ‪.2020‬‬
‫أنشــطة النــوادي باملؤسســات الثقافيــة والتربويــة وفــي مؤسســات‬ ‫وبهدف دعم رصيد املكتبات خاصة منها ّ‬
‫املوجهة للطفل‪ ،‬تم خالل‬
‫الطفولــة والنــوادي الخاصــة وكذلــك باالشــتراك فــي املؤسســات‬
‫ســنة ‪ 2021‬اقتنــاء حوالــي ضعــف العناويــن املقتنــاة ســنة ‪ 2020‬أي‬
‫املختصــة علــى غـراراملعاهــد العموميــة للموســيقى والرقــص والبالــغ‬ ‫حوالي ‪ 1083‬كتابا ّ‬
‫موجها لألطفال (‪ 544‬كتابا فقط في ‪.)2020‬‬
‫عددهــا ‪ 13‬معهــدا وأحــد عشــر(‪ )11‬معهــدا جهويــا للموســيقى‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫والكوريغرافيــا التــي بلــغ عددهــا ‪ 258‬ورشــة ســنة ‪ 2020‬و‪315‬‬ ‫وتشجيعا لألطفال على مواكبة العروض املسرحية‪ ،‬تم إنتاج ‪311‬‬
‫ورشــة فــي ‪.2021‬‬ ‫عرضــا مســرحيا لفائــدة الطفــل ســنة ‪ 2020‬و‪ 552‬عرضــا فــي ‪2021‬‬
‫ُوت ّ‬ ‫كمــا بلــغ عــدد العــروض املســرحية ّ‬
‫املدعمــة املوجهــة لألطفــال ‪106‬‬
‫ؤمــن املؤسســات الناشــطة فــي مجــال الطفولــة والشــباب‪ ،‬ســواء‬ ‫ّ‬ ‫ـرحيا ّ‬
‫عرضــا مــن مجمــوع ‪ 234‬عمــا مسـ ّ‬
‫كانت عمومية أو خاصة‪ ،‬خدمات تثقيفية وتربوية وترفيهية حسب‬ ‫الفعاليــات‬ ‫مدعمــا‪ .‬أمــا عــدد‬
‫ـتقر فــي حــدود الخمســين نشــاطا‬ ‫املســرحية العرائســية فقــد اسـ ّ‬
‫مجــاالت اختصاصهــا ونوعيــة أنشــطتها‪ ،‬لفائــدة األطفــال فــي مختلــف‬
‫األعمــار والش ـرائح مراعيــة خصوصياتهــم‪ .‬و هادفــة إلــى تأطيرهــم‬ ‫بالنســبة إلــى العــروض ومعـ ّـدل ‪ 5‬أنشــطة بالنســبة إلــى التظاه ـرات‬
‫وتنميــة ّ‬
‫حســهم الفنــي والجمالـ ّـي وشــعورهم املدنـ ّـي ووقايتهــم مــن‬ ‫وذلك خالل الســنتين ‪ 2020‬و‪ .2021‬كما حافظ عدد املســتفيدين‬
‫مختلــف املخاطــر‪.‬‬ ‫من العروض والورشــات املســرحية على اســتقراره بين ســنتي ‪2020‬‬
‫و‪ 2021‬فــي مســتوى ‪ 14000‬مســتفيد‪.‬‬
‫كمــا تشــمل املؤسســات الناشــطة فــي مجــال الطفولــة الراجعــة‬ ‫ُ‬
‫بالنظــرإلــى القطــاع العــام أصنافــا عديــدة ومختلفــة مــن املؤسســات‬ ‫نالحــظ فــي مجــال األنشــطة الثقافيــة أن عــدد التظاهـرات الثقافيــة‬
‫والفضــاءات‪ ،‬مــن بينهــا مركبــات الطفولــة وعددهــا ‪ 98‬ونــوادي‬ ‫واملهرجانــات املنظمــة علــى املســتويين الوطنــي والجهــوي بلــغ ‪1047‬‬
‫األطفــال القـ ّـارة البالــغ عددهــا ‪ 219‬والنــوادي املتنقلــة وعددهــا ‪23‬‬ ‫ســنة ‪ 2020‬لكنــه لــم يتعـ ّـد ‪ 41‬بيــن مهرجــان وتظاهــرة فــي ‪ 2021‬جـراء‬
‫واملراكزاملندمجة وعددها ‪ 22‬وفضاءات الطفولة املبكرة العمومية‬ ‫جائحــة كوفيــد‪.‬‬
‫وعددهــا ثمانيــة(‪ .)8‬ويناهــز العــدد اإلجمالــي لهــذه املؤسســات ‪370‬‬ ‫كمــا يجــدر التنويــه بالفعاليــات املبرمجــة فــي ســياق مــا ُيصطلــح‬
‫ّ‬
‫مؤسسة خالل سنة ‪ 2020‬موزعة بين جميع الواليات إال ّأن توزيع‬ ‫عليــه بالورشــات الفنيــة رفيعــة املســتوى وذلــك فــي مجــاالت املســرح‬
‫املؤسســات الناشــطة فــي مجــال الطفولــة والراجعــة بالنظــرللقطــاع‬ ‫واملوســيقى واالوركســترا وأصــوات أوبي ـرا تونــس وبالــي أوبي ـرا تونــس‬
‫العمومي متفاوت من جهة إلى أخرى مثلما ّ‬
‫يوضحه الرســم البياني‪:‬‬

‫الرسم البياني رقم ‪:23‬‬

‫وقــد شــهد إقبــال األطفــال علــى األنشــطة فــي مختلــف املؤسســات‬ ‫يقــوم توزيــع هــذه املؤسســات علــى تمييــز إيجابــي لفائــدة بعــض‬
‫الناشــطة فــي مجــال الطفولــة‪ ،‬الراجعــة بالنظــر إلــى القطــاع العــام‬ ‫الجهــات الداخليــة مثــل مدنيــن التــي يوجــد فيهــا أكبــرعــدد مــن هــذه‬
‫اختالفا كبيرا‪ ،‬سنة ‪ 2020‬وذلك حسب مجاالت النشاط‪ .‬فنالحظ‬ ‫املؤسســات والبالــغ ‪ 31‬وســيدي بوزيــد ‪ 16‬وكذلــك نفــس العــدد فــي‬
‫مثــا انخراطــا كبي ـرا فــي األنشــطة الرياضيــة (‪ 120653‬طفــا) فــي‬ ‫باجة وقابس‪ .‬لكن هذا املبدأ لم يشمل جميع الجهات إذ أن عدد‬
‫الرقــص (‪ )119601‬واملســرح (‪ )75572‬واملوســيقى (‪)59426‬‬ ‫املؤسســات فــي عديــد مــن املناطــق الداخليــة ال يـزال ضعيفــا‪ ،‬مثــل‬
‫واللغــات (‪ )43255‬واإلعالميــة (‪ )26551‬بينمــا تنخفــض نســبة‬ ‫تطاوين (‪ )7‬وســليانة (‪ )9‬وتوزر (‪ )10‬في مقابل ‪ 28‬في نابل و‪ 27‬في‬
‫اإلقبــال علــى االختصاصــات العلميــة حيــث ال تتجــاوز التجــارب‬ ‫املنستيرو‪ 21‬في صفاقس‪ .‬وتجدراإلشارة أن هذا التوزيع لم يتغير‬
‫العلميــة ‪ 13540‬طفــا وعلــم الفلــك ‪ 6788‬طفــا‪ .‬وهــو مــا ّ‬
‫يفصلــه‬ ‫ســنة ‪ 2021‬نظ ـرا إلــى وجــود عديــد املؤسســات الجديــدة واملغلقــة‬
‫الرســم البيانــي‪:‬‬ ‫والتي لم تدخل بعد حيزالنشاط بسبب عدم توفراملوارد البشرية‬
‫باألساس‪.‬‬

‫ّ‬
‫الوطني حول وضع‬ ‫ّ‬
‫التقرير‬
‫‪47‬‬ ‫ّ‬
‫الطفولة بتونس ‪2021 - 2020‬‬
‫رسم بياني رقم ‪:24‬‬

‫نــوادي األطفــال بيــن نــوادي قــارة‪ ،‬وأخــرى متنقلــة تســتهدف األطفــال‬ ‫ويفــرض هــذا التفــاوت فــي إقبــال األطفــال علــى أنشــطة دون غيرهــا‪،‬‬
‫فــي املناطــق الحدوديــة والنائيــة‪ .‬كمــا يوجــد عــدد كبيــر مــن النــوادي‬ ‫علــى املختصيــن واملســؤولين علــى قطــاع الطفولــة ضــرورة االســتماع‬
‫تعود إلى القطاع الخاص يبلغ عددها ‪ 290‬ناد وهي متمركزة باملدن‬ ‫إلــى أصــوات اليافعيــن ورصــد حاجياتهــم الحقيقيــة واالســتجابة‬
‫الكبرى‪.‬‬ ‫النتظاراتهــم عنــد تحديــد مجــاالت األنشــطة ضمانــا النخراطهــم فيهــا‬
‫وقــد بلــغ عــدد النــوادي بمختلــف أصنافهــا‪ ،‬القــارة واملتنقلــة‬ ‫واالســتفادة منهــا‪.‬‬
‫ّ‬
‫والخاصــة‪ 532 ،‬نــاد ســنة ‪ ،2020‬تتــوزع كاآلتــي‪:‬‬ ‫وجديــر بنــا التوقــف بتفصيــل أكبــر عنــد نــوادي األطفــال باعتبــار‬
‫أهميــة حجمهــا وانتشــارها فــي الجهــات وتنـ ّـوع أنشــطتها‪ ،‬إذ تتــوزع‬

‫جدول رقم ‪:11‬‬


‫النوادي القارة واملتنقلة والخاصة سنة ‪2020‬‬

‫عدد اإلطارات‬ ‫عدد األطفال‬ ‫عدد النوادي‬ ‫املؤسسة‬


‫املنتفعين‬
‫‪921‬‬ ‫‪223575‬‬ ‫‪219‬‬ ‫نواد ّ‬
‫قارة‬
‫‪50‬‬ ‫‪68291‬‬ ‫‪23‬‬ ‫نواد متنقلة‬
‫‪841‬‬ ‫‪14909‬‬ ‫‪290‬‬ ‫نواد ّ‬
‫خاصة‬
‫‪1812‬‬ ‫‪306775‬‬ ‫‪532‬‬ ‫املجموع‬
‫ولئن انخفض مجموع عدد النوادي سنة ‪ 2021‬فإن عدد املنتفعين ارتفع بشكل ملحوظ مثلما ّ‬
‫يفصله الجدول املوالي‪:‬‬
‫جدول رقم ‪:12‬‬
‫النوادي القارة واملتنقلة والخاصة سنة ‪2021‬‬

‫عدد اإلطارات‬ ‫عدد األطفال‬ ‫عدد النوادي‬ ‫املؤسسة‬


‫املنتفعين‬
‫‪819‬‬ ‫‪368577‬‬ ‫‪219‬‬ ‫نواد ّ‬
‫قارة‬
‫‪47‬‬ ‫‪61706‬‬ ‫‪27‬‬ ‫نواد متنقلة‬
‫‪474‬‬ ‫‪3828‬‬ ‫‪255‬‬ ‫نواد ّ‬
‫خاصة‬
‫‪1340‬‬ ‫‪434111‬‬ ‫‪501‬‬ ‫املجموع‬

‫مع اإلشارة إلى أن أربعة نوادي أطفال متنقلة بواليات أريانة ومنوبة وبن عروس واملنستير‪ ،‬من ضمن ‪ 27‬نادي أطفال متنقل‪ ،‬لم تدخل بعد‬
‫حيزالنشاط الفعلي وهي في مرحلة اقتناء التجهيزات لالنطالق في النشاط‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫ُ‬
‫فــي عــدد نــوادي األطفــال الخاصــة ســنة ‪ 2021‬ب ـ ‪ 157‬مؤسســة رغــم‬ ‫واملالحــظ ّأن عــدد هــذه النــوادي يتفــاوت بيــن الجهــات فبالنســبة إلــى‬
‫انخفــاض عددهــا مقارنــة بالســنة التــي ســبقتها‪.‬‬ ‫النوادي القارة‪ ،‬يوجد ‪ 25‬ناد بواليات تونس الكبرى و‪ 57‬في واليات‬
‫الوســط الشــرقي بينمــا ال يتجــاوز عددهــا فــي الوســط الغربــي ‪ 16‬وفــي‬
‫ولئــن حرصــت مختلــف مؤسســات الطفولــة علــى توفيــرالحــد األدنــى‬
‫املمكن من خدماتها في إطار ّ‬ ‫الجنــوب الغربي ‪.15‬‬
‫الحيزالزمني املتاح لها بســبب إجراءات‬
‫الغلق‪ ،‬فإن عدد املستفيدين قد تراجع بشكل ملحوظ خالل سنة‬ ‫ّأمــا نــوادي األطفــال الخاصــة والبالــغ عددهــا ‪ 290‬ســنة ‪2020‬‬
‫‪ 2020‬وذلــك ج ـراء جائحــة كوفيــد‪ .‬ويمكــن أن نســتدل علــى ذلــك‬ ‫فتســتأثرواليــة نابــل بالجــزء األكبــرمنهــا ب ـ ‪ 226‬نــاد فــي حيــن ال يوجــد‬
‫بمــا عرفــه عــدد املســتفيدين مــن أنشــطة نــوادي ومركبــات الطفولــة‬ ‫أي نادي أطفال خاص بعدد من الواليات مثل قبلي وتوزروتطاوين‬
‫العموميــة مــن انخفــاض إلــى أقــل مــن النصــف مقارنــة بســنة ‪،2018‬‬ ‫وجندوبة ومنوبة‪ .‬وهو ما من شأنه أن ينعكس على التنشئة الفنية‬
‫مثلمــا ّ‬ ‫ّ‬
‫يوضحــه الجــدول التالي‪:‬‬ ‫والجماليــة لألطفــال ويؤثــرعلــى الحركيــة الثقافيــة فــي تلــك الجهــات‪.‬‬
‫كمــا حافظــت واليــة نابــل علــى املرتبــة األولــى علــى املســتوى الوطنــي‬
‫جدول رقم ‪:13‬‬
‫مقارنة عدد املستفيدين من أنشطة نوادي ومركبات الطفولة العمومية بين سنتي ‪ 2018‬و‪2020‬‬
‫عدد األطفال حاملي اإلعاقة‬ ‫عدد األطفال املستفيدين‬
‫املجموع‬ ‫ذكور‬ ‫إناث‬ ‫املجموع‬ ‫ذكور‬ ‫إناث‬ ‫السنة‬
‫‪910‬‬ ‫‪683‬‬ ‫‪227‬‬ ‫‪859864‬‬ ‫‪459294‬‬ ‫‪400615‬‬ ‫‪2018‬‬
‫‪492‬‬ ‫‪254‬‬ ‫‪238‬‬ ‫‪412260‬‬ ‫‪198560‬‬ ‫‪213700‬‬ ‫‪2020‬‬

‫فقــد تراجعــت نســبة التالميــذ املشــاركين فــي األنشــطة الثقافيــة‬ ‫وتســاهم مؤسســات الرعايــة االجتماعيــة‪ ،‬فــي إطــارشــمولية مهامهــا‪،‬‬
‫والرياضيــة باملؤسســات التربويــة مثلمــا تناقــص عــدد التظاه ـرات‬ ‫فــي تنظيــم األنشــطة التثقيفيــة والترفيهيــة لفائــدة مرتاديهــا وأطفــال‬
‫ّ‬
‫واملباريــات‪.‬‬ ‫املحيــط املجــاور‪ ،‬فقــد وفــرت مراكــز الدفــاع واإلدمــاج االجتماعــي‬
‫املهدديــن أنشــطة تربويــة وتثقيفيــة مثــل ورشــات‬ ‫مثــا لألطفــال ّ‬
‫ويعانــي النشــاط الثقافــي فــي املؤسســات التربويــة مــن عــدة نقائــص‪.‬‬ ‫ّ‬
‫اإلعالميــة واملوســيقى خــال ســنة ‪ 2020‬كمــا نظمــت حــوارات وأيامــا‬
‫فالنوادي التي تقترحها املؤسسات ال تستقطب كثيرا التالميذ بسبب‬
‫تحسيســية حــول مجموعــة مــن املواضيــع مثــل التدخيــن واإلدمــان‬
‫عــدم اســتجابتها النتظاراتهــم مــن ناحيــة‪ ،‬وضغــط الزمــن املدر�ســي‬
‫والصحــة اإلنجابيــة والعنــف‪ ..‬باإلضافــة إلــى املباريــات الرياضيــة بيــن‬
‫ودروس الدعــم والتــدارك وخاصــة اإلقبــال املتزايــد علــى الــدروس‬
‫الخصوصيــة مــن ناحيــة ثانيــة‪ ،‬إال أن جائحــة كوفيــد ‪ 19‬قــد ّ‬ ‫أطفال املراكزورحالت لفائدتهم رغم أن جائحة كوفيد قد فرضت‬
‫عمقــت‬
‫ّ‬ ‫علــى مختلــف هيــاكل ومراكــزاإلحاطــة والرعايــة واإلدمــاج االجتماعــي‬
‫هــذه األزمــة فتعطــل النشــاط الثقافــي باملؤسســات التربويــة فــي ظــل‬
‫ّ‬ ‫التقليــص مــن عــدد هــذه األنشــطة حفاظــا علــى ســامة األطفــال‪.‬‬
‫الصحــي الحــرج الــذي اســتمرعلــى امتــداد الســنة الدراســية‬ ‫الوضــع‬
‫ولم يســمح الزمن املدر�ســي الذي تم اعتماده وخاصة الدراســة يوما‬ ‫وتجــدر اإلشــارة إلــى غيــاب سياســة وطنيــة لتيســير الحصــول علــى‬
‫بيــوم بتنظيــم أنشــطة ثقافيــة أو مباريــات رياضيــة أو تخصيــص حيــز‬ ‫األلعــاب التربويــة املفيــدة واآلمنــة بمــا يتطلــب الضغــط علــى ســعر‬
‫زمنــي لنشــاط النــوادي‪ ،‬باإلضافــة إلــى تأجيــل التظاه ـرات وخاصــة‬ ‫األلعاب ذات القيمة البيداغوجية املضافة حتى ال تضطرالعائالت‬
‫املحطات الثقافية الســنوية القارة مثل املســابقات واأليام الوطنية‬ ‫إلى اقتناء األلعاب بأسعارمنخفضة من السوق املوازية والتي كثيرا‬
‫ُّ‬
‫والجهويــة للموســيقى واملســرح والســينما‪...‬إثر ق ـرار وزارة التربيــة‬ ‫مــا تتسـ ّـبب فــي حــوادث خطيــرة أو تحــث علــى العنــف مثلمــا تؤكــده‬
‫إرجاء التظاهرات التربوية والثقافية في الوسط املدر�سي خالل فترة‬ ‫مصالــح ســامة املــواد االســتهالكية بــوزارة التجــارة‪.‬‬
‫ّ‬
‫مطولــة مــن ســنة ‪.2020‬‬
‫التّ نشــيط ّ‬
‫الثقافــي بالوســط المدرســي‪ :‬غيــاب‬
‫التنــوع ومحدوديــة اإلقبــال‬
‫ّ‬
‫المحاضــن المدرســية والتّ نشــيط التّ ربــوي‬
‫االجتماعــي‪ :‬اســتجابة لطلــب مجتمعــي متزايــد‬ ‫تســاهم األنشــطة الثقافية والرياضية في الوســط املدر�ســي في تنمية‬
‫شــخصية التلميــذ وصقــل مواهبــه‪ ،‬كمــا تحثــه علــى مزيــد البــذل‬
‫تســتقبل املحاضــن املدرســية‪ ،‬التالميــذ خــال أوقــات الف ـراغ وبيــن‬
‫حصــص الدراســة‪ .‬وهــي مؤسســات خاصــة ّ‬ ‫والتركيــزفــي دراســته والنجــاح فــي مســاره الدرا�سـ ّـي‪ .‬ونظـرا إلــى الظــروف‬
‫تؤمــن خدمــات تربويــة‬
‫االســتثنائية التــي شــهدتها ســنة ‪ 2020‬بســبب جائحــة كوفيــد ‪،19‬‬

‫ّ‬
‫الوطني حول وضع‬ ‫ّ‬
‫التقرير‬
‫‪49‬‬ ‫ّ‬
‫الطفولة بتونس ‪2021 - 2020‬‬
‫جدول رقم ‪:14‬‬
‫ّ‬
‫وتوفــرمرافقــة دراســية كمــا تســاهم فــي اإلحاطــة بالتالميــذ وحمايتهــم‬
‫ّ‬
‫تطور عدد اإلطارات باملحاضن املدرسية‬ ‫مــن مخاطــر الشــارع‪ .‬لذلــك تزايــد اإلقبــال عليهــا‪ .‬فقــد كان عددهــا‬
‫ســنة ‪ 2010‬ال يتجــاوز ‪ 843‬مؤسســة ثــم ارتفــع إلــى ‪ 1436‬ســنة‬
‫‪2021‬‬ ‫‪2020‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫السنة‬ ‫‪ 2015‬ليبلغ عددها ‪ 2352‬سنة ‪ّ 2019‬‬
‫ثم ‪ 2472‬خالل سنة ‪2020‬‬
‫‪8626‬‬ ‫‪7361‬‬ ‫‪6983‬‬ ‫‪6552‬‬ ‫‪6197‬‬ ‫عدد‬
‫املربين‬ ‫ويرتادهــا حوالــي ‪ 98979‬طفــا‪ .‬وقــد ناهــزعددهــا ‪ 2924‬خــال ســنة‬
‫‪ 2021‬وبلــغ عــدد املســجلين بهــا ‪ 55061( 113743‬فتــاة و‪58682‬‬
‫وتجــدراإلشــارة إلــى أن أغلــب اإلطــارات العاملــة باملحاضــن املدرســية‬
‫ولــدا)‬
‫ليســت مختصــة فــي مجــال الطفولــة أو التنشــيط التربــوي ولــم تنتفــع‬
‫بــدورات للتكويــن فــي االختصــاص مــع محدوديــة عــدد زيــارات التفقــد‬ ‫ونســتعرض فــي الرســم املوالــي تطـ ّـور عــدد املحاضــن املدرســية وعــدد‬
‫واملراقبــة لهــذه الفضــاءات واإلطــارات رغــم جســامة املهــام املوكولــة‬ ‫األطفــال املســجلين بهــا منــذ ســنة ‪ 2017‬إلــى ســنة ‪:2021‬‬
‫إليهــا لإلحاطــة باألطفــال تربويــا ودراســيا خــال فت ـرات طويلــة مــن‬
‫رسم بياني رقم ‪:25‬‬
‫اليوم‪.‬‬
‫ولئــن عرفــت املحاضــن املدرســية انتشــارا فــي الســنوات األخيــرة فــي‬
‫أغلــب الواليــات فــإن الطلــب املجتمعــي عليهــا متفــاوت بيــن الجهــات‪.‬‬
‫فهــو مرتفــع فــي الواليــات الكبــرى دون بقيــة الواليــات‪ ،‬ففــي ســنة‬
‫‪ ،2020‬بلغ عددها في والية بن عروس ‪ 333‬وفي تونس ‪ 262‬وسوسة‬
‫‪ 255‬وصفاقــس ‪ 215‬وهــي جهــات تتضمــن نســيجا اقتصاديــا واســعا‬
‫ومتنوعــا وبهــا مناطــق صناعيــة ومؤسســات إداريــة وخدماتيــة كبــرى‬
‫تحتــاج إلــى قــوى عاملــة ومــن بينهــا النســاء‪ ،‬وفــي املقابــل ال يتجــاوز‬
‫عــدد املحاضــن املدرســية فــي الــكاف ‪ 10‬وفــي تطاويــن ‪ 9‬مثــا‪ ،‬وهــو‬
‫مــا يمكــن تفســيره بعوامــل اجتماعيــة مــن ذلــك وجــود األم واألخــوات‬
‫فــي املنــزل فــي القــرى والجهــات الداخليــة فــي مقابــل صعوبــات التنقــل‬
‫فــي املــدن الكبــرى والتباعــد الجغرافــي بيــن مؤسســات عمــل األبويــن‬
‫وتطـ ّـور بالتــوازي مــع ذلــك عــدد اإلطــارات املشــرفة علــى تنشــيط‬
‫ومحالت اإلقامة واملدارس إضافة إلى ضغوطات الحياة اليومية في‬
‫األطفــال ومرافقتهــم باملحاضــن املدرســية ليبلــغ ‪ 7361‬مؤط ـرا ســنة‬
‫التجمعــات الســكانية ذات الكثافــة العاليــة‪.‬‬ ‫‪ 2020‬و‪ 8626‬إطــارا ســنة ‪ .2021‬وهــو مــا ّ‬
‫يوضحــه الجــدول التالــي‪:‬‬

‫رسم بياني رقم ‪:26‬‬

‫‪50‬‬
‫ّ‬ ‫اإلعالميــة ّ‬
‫ّ‬ ‫الت ّ‬ ‫ّ‬ ‫ورغــم أهميــة خدمــات التأطيــر واملرافقــة التــي ُيفتــرض أن ّ‬
‫املوجهــة للطفــل عــن طريــق التربصــات‬ ‫كوينيــة فــي مجــال‬ ‫تقدمهــا‬
‫ُ‬
‫ولألســر‪ ،‬فـ ّ‬
‫التكوينيــة إلدراج ورشــات جديــدة منهــا ورشــة الصيانــة والتركيــب‬ ‫ـإن التســجيل باملحاضــن املدرســية‬ ‫املحاضــن لألطفــال‬
‫والشــبكات اإلعالميــة‪.‬‬ ‫ليــس متاحــا لجميــع األطفــال نظـرا لكلفتهــا الباهظــة بالنســبة لعديــد‬
‫يؤمــن خدمــات تراعــي‬‫األســر باإلضافــة إلــى أن عــددا كبي ـرا منهــا ال ّ‬
‫وضمانا لتنشئة سليمة للطفل وتحقيقا ألهدافها تسعى مراكز‬
‫الحاجيــات النفســية والتربويــة لألطفــال وال تســتجيب النتظــارات‬
‫اإلعالمية املوجهة للطفل إلى‪:‬‬
‫األوليــاء‪ ،‬وخاصــة الفضــاءات غيــر املالئمــة وغيــر الوظيفيــة بســبب‬
‫·توفيــرحظــوظ متســاوية لـ ّ‬
‫ـكل األطفــال بتونــس الكتســاب الثقافــة‬ ‫كثافــة األطفــال التــي تحــول دون حســن التأطيــر‪.‬‬
‫الر ّ‬
‫قميــة مهمــا كان انتماؤهــم الجغرافــي‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫الرقمية بين األطفال‬ ‫·إتاحة فرص متكافئة في مجال نشرالثقافة‬ ‫الرقمية والعالم البديل لألطفال‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الثقافة‬
‫من الجنسين‪.‬‬ ‫ّ‬
‫املوجهــة للطفــل‪ ،‬وهــي مؤسســات اجتماعيــة‬ ‫اإلعالميــة ّ‬
‫ّ‬ ‫ُت ّ‬
‫ؤمــن مراكــز‬
‫ّ‬
‫الرقميــة دون تمييــز‬ ‫·ضمــان حـ ّـق ّ‬
‫كل األطفــال بتونــس فــي الثقافــة‬
‫ّ‬ ‫تربويــة‪ ،‬تكويــن األطفــال واليافعيــن مــن الفئــة العمريــة مــن ‪ 5‬إلــى‬
‫الصحــة واإلعاقــة‪.‬‬ ‫بينهــم قائــم علــى‬
‫‪ 18‬ســنة فــي مجــال تكنولوجيــات املعلومــات واالتصــاالت الحديثــة‪،‬‬
‫ّ‬
‫الرقمية‪.‬‬ ‫·حماية األطفال من املخاطر‬ ‫وتنميــة مؤهالتهــم املعرفيــة واملهاريــة وتدريبهــم علــى اســتعمال‬
‫وقــد تـ ّـم تعميــم هــذه املراكــز علــى جميــع الواليــات ليبلــغ عددهــا ‪25‬‬ ‫التقنيــات الحديثــة وحســن توظيفهــا واالســتفادة مــن خدماتهــا‪،‬‬
‫مرك ـزا بهــدف توفيــر حظــوظ متســاوية بيــن كل األطفــال الكتســاب‬ ‫وذلــك وفــق مقاربــات بيداغوجيــة وأســاليب تنشــيط متطــورة‪ .‬كمــا‬
‫ّ‬
‫الرقمية عن‬ ‫تهــدف مراكــزاإلعالميــة إلــى حمايــة األطفــال مــن املخاطــر‬
‫الثقافــة الرقميــة فــي مختلــف الجهــات‪.‬‬
‫طريق تنظيم تدريب خصو�صي لفائدتهم وتقديم مداخالت موجهة‬
‫وقــد عــرف عــدد األطفــال باملركــزالوطنــي واملراكــزالجهويــة لإلعالميــة‬ ‫إلــى األوليــاء واملربيــن‪ ،‬حــول االســتعمال اآلمــن لوســائل االتصــال‬
‫املوجهــة للطفــل انخفاضــا مــن ‪ 13665‬ســنة ‪ 2019‬إلــى أقــل مــن‬ ‫ّ‬
‫الحديثــة وتمكينهــم مــن اآلليــات التقنيــة للمرافقــة‪.‬‬
‫النصــف ســنة ‪ 2020‬بســبب غلــق املراكــز خوفــا مــن العــدوى‪.‬‬
‫وتواصــل االنخفــاض فــي ســنة ‪ 2021‬ليبلــغ ‪ 6156‬طفــا‪ .‬وهــو مــا‬ ‫هذا باإلضافة إلى تنظيم حلقات حوارولقاءات توعوية بهدف نشر‬
‫يجســده الرســم املوالــي‪:‬‬ ‫ثقافــة التربيــة علــى وســائل االتصــال الحديثــة وحســن اســتعمالها‪،‬‬
‫والتحييــن املسـ ّـتمرين للمنظومــة‬
‫التطويــر ّ‬
‫وذلــك بالعمــل علــى ّ‬

‫رسم بياني رقم ‪:27‬‬

‫ّ‬
‫الوطني حول وضع‬ ‫ّ‬
‫التقرير‬
‫‪51‬‬ ‫ّ‬
‫الطفولة بتونس ‪2021 - 2020‬‬
‫ويتابــع األطفــال مــن الجنســين أنشــطة اإلعالميــة باملراكــزاملذكــورة‬ ‫هــذا ُويعتبــر عــدد األطفــال مــن ذوي اإلعاقــة املواكبيــن لألنشــطة‬
‫لكــن بفــارق لصالــح األوالد بلــغ ‪ 1053‬ســنة ‪ ،2020‬إذ ناهــز عــدد‬ ‫اإلعالميــة بمراكــزاإلعالميــة املوجهــة للطفــل مرتفعــا نســبيا (‪1032‬‬
‫ّ‬
‫اإلنــاث ‪ 2591‬فتــاة مقابــل ‪ 3644‬ولــدا‪ .‬وتـ ّـم خــال ســنة ‪2021‬‬ ‫ســنة ‪ 2020‬و‪ 816‬فــي ‪ )2021‬باعتبــار أن هــذه املراكــز توفــر بعــض‬
‫تســجيل نســب مشــابهة ملــا قبلهــا‪ ،‬فــكان عــدد اإلنــاث هــو األقــل بمــا‬ ‫التجهي ـزات التــي تراعــي خصوصياتهــم‪ ،‬وهــي مــن العوامــل التــي‬
‫يساوي ‪ 2586‬والذكور ‪ 3570‬طفال منتفعا بخدمات املراكز‪ .‬أي أن‬ ‫ويســرت اســتفادتهم منهــا‪ .‬وســاهمت‬ ‫شــجعتهم علــى اإلقبــال عليهــا ّ‬
‫ّ‬ ‫بذلــك مراكــزاإلعالميــة ّ‬
‫عــدد الذكــور يفــوق عــدد اإلنــاث ســواء تعلــق األمــربســائراألطفــال أم‬ ‫املوجهــة إلــى الطفــل‪ ،‬ولــو نســبيا‪ ،‬فــي تحقيــق‬
‫بــذوي االحتياجــات الخصوصيــة أو ذوي الحــاالت االجتماعيــة‪.‬‬ ‫مبــدأ عــدم التمييــزبيــن األطفــال فــي االســتفادة مــن التدريــب فــي مجــال‬
‫اإلعالميــة ووســائل االتصــال الحديثــة‪  .‬‬
‫ويختلــف عــدد األطفــال املســجلين بمراكــز اإلعالميــة ســنة ‪2021‬‬
‫حســب الفئــات العمريــة وهــو مــا ّ‬
‫يفصلــه الجــدول املوالــي‪:‬‬

‫جدول رقم ‪:15‬‬


‫توزيع األطفال املسجلين بمراكزاإلعالمية املوجهة للطفل حسب الجنس والوضعية والفئات العمرية سنة ‪2021‬‬

‫املجموع‬ ‫إناث‬ ‫ذكور‬


‫‪18 - 10‬‬ ‫‪9–6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪18 - 10‬‬ ‫‪9–6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫عدد املس ّجلني من‬
‫سنوات‬ ‫سنوات‬
‫األطفال دون صعوبات‬
‫‪4560‬‬ ‫‪796‬‬ ‫‪779‬‬ ‫‪354‬‬ ‫‪1248‬‬ ‫‪010‬‬ ‫‪373‬‬ ‫صحية أو اجتامعية‬
‫‪1929‬‬ ‫‪2631‬‬

‫املجموع‬ ‫إناث‬ ‫ذكور‬


‫‪18 - 10‬‬ ‫‪9–6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪18 - 10‬‬ ‫‪9–6‬‬ ‫‪5‬‬
‫سنوات‬ ‫سنوات‬ ‫عدد املس ّجلني من‬
‫‪816‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪07‬‬ ‫‪442‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪01‬‬ ‫األطفال ذوي اإلعاقة‬

‫‪340‬‬ ‫‪476‬‬

‫املجموع‬ ‫إناث‬ ‫ذكور‬


‫‪18 - 10‬‬ ‫‪9–6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪18 - 10‬‬ ‫‪9–6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫عدد املس ّجلني من‬
‫سنوات‬ ‫سنوات‬
‫األطفال ذوي الحاالت‬
‫‪780‬‬ ‫‪241‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪03‬‬ ‫‪374‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪5‬‬ ‫االجتامعية‬
‫‪317‬‬ ‫‪463‬‬

‫مجموع األطفال‬
‫‪6156‬‬ ‫املس ّجلني‬

‫‪52‬‬
‫‪ 20‬وحــدة‪ .‬وقــد تطـ ّـور عــدد الوحــدات التكوينيــة بفضــل التكويــن‬ ‫وقــد تمــت برمجــة ‪ 09‬دورات تكوينيــة ابتــداء مــن شــهرجانفــي ‪2021‬‬
‫املســتمر إلطــارات مراكــز اإلعالميــة املوجهــة للطفــل وذلــك ملواكبــة‬ ‫إلــى غايــة شــهر ديســمبر ‪ ،2021‬مــع اإلشــارة إلــى أنــه تــم إلغــاء ثــاث‬
‫التطــورات الحاصلــة فــي مجــال تكنولوجيــا املعلومــات‪ ،‬حيــث تــم‬ ‫دورات تكوينيــة بســبب توقــف النشــاط بمؤسســات الطفولــة جـراء‬
‫إدراج ورشــة الصيانــة والتركيــب والشــبكات اإلعالميــة‪ .‬ويقـ ّـدم‬ ‫«جائحــة كوفيــد»‪.‬‬
‫الجــدول املوالــي الوحــدات التــي يتــم تأميــن تكويــن األطفــال فيهــا‪ ،‬فــي‬
‫ويبلغ عدد الوحدات التكوينية املبرمجة لألطفال في مركزاإلعالمية‬
‫مراكــز اإلعالميــة‪.‬‬

‫جدول رقم ‪:16‬‬


‫وحدات التكوين املسندة لألطفال بمراكزاإلعالمية املوجهة للطفل‬
‫الشريحة العمرية‬ ‫عنوان الوحدة‬ ‫الوحدة‬
‫من ‪ 6‬الى ‪ 18‬سنة‬ ‫وحدة مبادئ اإلعالمية أ‪/‬ب‬ ‫‪1‬‬
‫من ‪ 6‬الى ‪ 18‬سنة‬ ‫وحدة معالجة النصوص‬ ‫‪2‬‬
‫‪ 5‬سنوات‬ ‫وحدة األلعاب التربوية‬ ‫‪3‬‬
‫من ‪ 9‬إلى ‪ 18‬سنة‬ ‫وحدة الفوتوشوب‪1/2‬‬ ‫‪4‬‬
‫من ‪ 12‬الى ‪ 18‬سنة‬ ‫وحدة الكمتازيا ‪1/2‬‬ ‫‪5‬‬
‫من ‪ 12‬الى ‪ 18‬سنة‬ ‫وحدة سكراتش ‪1/2‬‬ ‫‪6‬‬
‫من ‪ 12‬الى ‪ 18‬سنة‬ ‫‪POWER DIRECTOR‬‬ ‫‪7‬‬
‫من ‪ 9‬الى ‪ 18‬سنة‬ ‫وحدة النشراملدعوم بالحاسوب ‪PUBLISHER‬‬ ‫‪8‬‬
‫من ‪ 12‬الى ‪ 18‬سنة‬ ‫وحدة ‪APP INVENTOR‬‬ ‫‪9‬‬
‫من ‪ 12‬الى ‪ 18‬سنة‬ ‫‪FLASH 1/2‬‬ ‫‪10‬‬
‫من ‪ 9‬الى ‪ 18‬سنة‬ ‫وحدة برمجة العروض)‪(Power point 1‬‬ ‫‪11‬‬
‫من ‪ 9‬الى ‪ 18‬سنة‬ ‫وحدة الواب‬ ‫‪12‬‬
‫من ‪ 12‬الى ‪ 18‬سنة‬ ‫وحدة ميديا تور(‪)Médiator‬‬ ‫‪13‬‬
‫من ‪ 12‬الى ‪ 18‬سنة‬ ‫وحدة فيلمورا )‪(Filmora‬‬ ‫‪14‬‬
‫من ‪ 12‬الى ‪ 18‬سنة‬ ‫وحدة بيناكل)‪(Pinacle‬‬ ‫‪15‬‬
‫من ‪ 9‬إلى ‪ 18‬سنة‬ ‫وحدة الكودي)‪(Kodu‬‬ ‫‪16‬‬
‫من ‪ 9‬إلى ‪ 18‬سنة‬ ‫خدمات األنترنات‬ ‫‪17‬‬
‫من ‪ 12‬الى ‪ 18‬سنة‬ ‫ورشة الصيانة والتركيب‬ ‫‪18‬‬

‫لكن رغم دورها التربوي الهام ومساهمتها في نشرالثقافة الرقمية‬ ‫وال يقتصــر نشــاط هــذه املؤسســات علــى األنشــطة املذكــورة وعلــى‬
‫فــي صفــوف األطفــال وحرصهــا علــى تنويــع أنشــطتها واالســتجابة‬ ‫إنجــاز برنامــج التكويــن العاديــة وإنمــا يتـ ّـم اقت ـراح محــاور جديــدة‬
‫النتظارات األطفال‪ ،‬تعيش مراكزاإلعالمية املوجهة للطفل عددا‬ ‫فــي نفــس مجــال تخصــص مركــزاإلعالميــة‪ ،‬بهــدف تنويــع األنشــطة‬
‫مــن الصعوبــات مــن بينهــا‪:‬‬ ‫وتحيينهــا قصــد اســتقطاب أكبــرعــدد ممكــن مــن األطفــال الراغبيــن‬
‫ّ‬ ‫·نقــص فــي مســتوى مواكبــة املسـ ّ‬ ‫فــي التكويــن‪.‬‬
‫تكنولوجيــات‬ ‫ـتجدات فــي مجــال‬
‫املعلومــات واالتصــال الحديثــة‪.‬‬ ‫وقــد تزايــد االهتمــام بكيفيــة تطويــر املؤسســة وبرامجهــا لجعلهــا‬
‫· محدودية االستغالل املحكم للوسائل املتاحة‪.‬‬ ‫وجهــة للمتكونيــن الراغبيــن فــي اكتســاب معــارف جديــدة فــي مجــال‬
‫ّ‬ ‫التكنولوجيــا املعلوماتيــة داخــل إطــار مهيــكل ومصمــم خصيصــا‬
‫التنشيطية (اإلمكانيات‬ ‫·صعوبة الظروف التي تحيط بالعملية‬ ‫لألطفــال ومدعــم باإلطــارات البيداغوجيــة املختصــة‪.‬‬
‫ّ‬
‫واملادية)‪.‬‬ ‫ّ‬
‫البشرية‬
‫ّ‬ ‫وقــد تــم إرســاء ورشــة للصيانــة والتركيــب القــت قبــوال كبي ـرا لــدى‬
‫وخاصــة بالنســبة لألطفــال ذوي‬ ‫·ضعــف أســاليب التنشــيط‬
‫األطفــال علــى املســتوى الوطنــي والجهــوي‪ ،‬فــي انتظــاربعــث ورشــات‬
‫اإلعاقــة‪.‬‬
‫جديــدة لألطفــال مــا بيــن ســن ‪ 5‬وال ـ ‪ 18‬ســنة مثــل ورشــة الروبوتيــك‬
‫وورشــة الســمعي البصــري‪.‬‬

‫ّ‬
‫الوطني حول وضع‬ ‫ّ‬
‫التقرير‬
‫‪53‬‬ ‫ّ‬
‫الطفولة بتونس ‪2021 - 2020‬‬
‫وحســن توظيفهــا‪ ،‬فإنهــا تشــكو مــن مجموعــة مــن النقائــص مــن‬ ‫ّ‬
‫محدوديــة الش ـراكة مــع املؤسســات التربويــة الخاصــة باألطفــال‬ ‫·‬
‫بينهــا نقــص التجهي ـزات املتطــورة واملواكبــة للتغي ـرات التكنولوجيــة‬ ‫ّ‬
‫ذوي اإلعاقــة والجمعيــات الحاضنــة لهــم نظ ـرا الفتقــاراملؤسســة‬
‫نمطيــة البرامــج املعتمــدة ومحدوديــة‬ ‫ّ‬ ‫الســريعة‪ ،‬باإلضافــة إلــى‬ ‫إلــى وســيلة نقــل مجموعــات األطفــال (حافلــة)‪.‬‬
‫ّ‬
‫مواكبتهــا للمســتجدات ممــا يؤثــر ســلبا علــى املضاميــن املقدمــة‬ ‫·عــدم وجــود برامــج تكويــن موجهــة لإلطــارات التربويــة قصــد‬
‫ضمــن أنشــطة النــوادي ويعيــق تحقيــق اآلثــاراملنتظــرة‪ .‬وتعتبــرهــذه‬ ‫تمكينهــم مــن املؤهــات الضروريــة لتنفيــذ األنشــطة املبتكــرة‬
‫املفسرة ملحدودية اإلقبال على‬ ‫النقائص والهنات من بين األسباب ّ‬
‫واملجــددة‪.‬‬
‫هــذه النــوادي‪.‬‬
‫وهــذه عوامــل تســتدعي مزيــد تطويــر أنشــطة املراكــز واالرتقــاء‬
‫وال يقتصراستخدام اإلعالمية واألنترنات وتوظيف وسائل االتصال‬ ‫بمناهجهــا وتنويــع أنشــطتها املوجهــة لألطفــال مــن خــال التركيــزعلــى‬
‫الحديثــة‪ ،‬علــى النــوادي والفضــاءات التنشــيطية املختصــة‪ ،‬بــل‬ ‫تطويــراملنظومــات والبرامــج املقدمــة حتــى ال تقتصــرعلــى اإلعالميــة‬
‫ّ‬
‫أصبحــت نســبة كبيــرة مــن األســر التونســية توفــر هــذه التجهي ـزات‬ ‫وتتجاوزهــا إلــى مجــاالت رقميــة جديــدة فــي إطــارنظــرة شــاملة تســتند‬
‫والوســائل ألبنائها وتشــترك في الربط باألنترنات‪ ،‬حيث ناهزت نســبة‬ ‫إلــى إدمــاج الطفــل ّ‬
‫فعليــا فــي مجتمــع املعلومــات واالتصــال واإلعــام‬
‫األســرالتــي تمتلــك حاســوبا ســنة ‪ 54% 2020‬تتــوزع بيــن ‪ 58.1%‬فــي‬ ‫بما يحقق االنتقال من العقلية االستهالكية للتكنولوجيا إلى عقلية‬
‫الوســط الحضري وبنســبة أقل في الوســط غيرالحضري حيث تبلغ‬ ‫صناعــة الــذكاء واإلنتــاج الرقمــي‪ ،‬وذلــك مــن خــال تجديــد مضاميــن‬
‫‪. 36.7%‬‬ ‫األنشــطة والخدمــات املقدمــة للطفــل وتجــاوز البرامــج النمطيــة‬
‫ُ‬ ‫والروتينية إلى برامج ّ‬
‫وتقـ ّـدر نســبة األف ـراد الذيــن اســتخدموا الحاســوب ‪ 30.3%‬وهــو‬ ‫محفزة ومواكبة للعصر‪ .‬ومن هذه األنشــطة‪:‬‬
‫مؤشــر هــام يعكــس تزايــد اســتعمال الوســائل الحديثــة والتقنيــات‬ ‫·إرســاء نــوادي للمهــارات الناعمــة أو املهــارات الشــخصية ‪soft‬‬
‫االتصاليــة رغــم الفــارق بيــن نســبة االســتخدام فــي صفــوف الذكــور‬ ‫‪ ))skills‬فــي كافــة املراكــز‪.‬‬
‫(‪ )42.3%‬واإلنــاث بنســبة لــم تتجــاوز ‪ .36.7%‬أمــا النفــاذ إلــى‬
‫·إرساء نوادي الروبوتيك‪.‬‬
‫األنترنــات‪ ،‬ســنة ‪ ،2020‬فشــمل أكثــر مــن نصــف األســر التونســية‪،‬‬
‫بنســبة تقـ ّـدر ب ـ ‪ 51.2%‬بفــارق ذي داللــة بيــن الوســط الحضــري‬ ‫·تعميــم ورشــات التركيــب والصيانــة والشــبكات اإلعالميــة التــي‬
‫‪ 56.2%‬والوسط غيرالحضري ‪ 39.5%‬خاصة في ظل غياب الربط‬ ‫القــت استحســان األطفــال مــن خــال إرســائها فــي بعــض املراكــز‪.‬‬
‫باألنترنــات فــي بعــض املناطــق الريفيــة‪.‬‬ ‫·إحداث نواد لألنشطة السمعية البصرية في كل املراكز‪.‬‬
‫وفــي ظــل انتشــاروتنـ ّـوع صيــغ الربــط باألنترنــات‪ ،‬خاصــة وأن ‪88.1%‬‬
‫مــن التونســيين يســتخدمون الهاتــف الجــوال‪ ،‬فقــد بلغــت نســبة‬
‫وال يقتصــر التكويــن فــي مجــال اإلعالميــة علــى املراكــز الجهويــة إذ‬
‫األف ـراد الذيــن اســتخدموا األنترنــات ‪ 67%‬ســنة ‪72.4% ( 2020‬‬
‫توجــد فــي عديــد الجهــات نــوادي إعالميــة خاصــة‪ .‬ويبلــغ عددهــا ‪495‬‬
‫مــن بيــن الذكــور و ‪ 61%‬مــن بيــن اإلنــاث)‪ .‬وتختلــف اســتخدامات‬
‫ّ‬ ‫نــاد‪ ،‬ســنة ‪ ،2020‬يرتادهــا ‪ 33258‬طفــا‪ .‬ويتمركــز أغلبهــا فــي إقليــم‬
‫األنترنــات‪ ،‬فهنــاك مــن يســتغلها فــي التواصــل مــن خــال الشــبكات‬
‫واليــات تونــس الكبــرى (‪ 112‬نــاد) والوســط الشــرقي (‪ 349‬نــاد)‬
‫االجتماعيــة بنســبة تناهــز ‪ 78%‬فــي حيــن ال تتجــاوز نســبة األف ـراد‬ ‫ّ‬
‫وتحتضن سوسة ‪ 198‬ناد بينما ال يوجد بالكاف إال ‪ 6‬نواد إعالمية‬
‫الذيــن اســتخدموا األنترنــات للتشــغيل أو تحميــل ألعــاب فيديــو أو‬ ‫ّ‬
‫خاصــة وال يتوفــربجندوبــة ســوى نــاد وحيــد وكذلــك الشــأن بالنســبة‬
‫ألعــاب إلكترونيــة ‪  .58.1%‬‬
‫لوالية سليانة‪ .‬وتفتقد واليات الجنوب الشرقي تماما لهذه النوادي‪.‬‬
‫وقــد ارتفعــت نســبة امتــاك األســر للتلفــاز لتبلــغ مــا يناهــز ‪98.6%‬‬ ‫ويرتبــط هــذا التفــاوت بالتفــاوت التنمــوي بيــن الجهــات ومــا تشــهده‬
‫مجهــز ببروتوكــول األنترنــات ‪ .IPTV‬وممــا ال‬‫‪،‬مــن بينهــا ‪ 1.4%‬تلفــاز ّ‬ ‫املدن الكبرى من تطور في البنية التحتية رافقه ازدياد في فضاءات‬
‫شــك فيــه أن هــذه الوفــرة فــي مســتوى وســائل االتصــال الحديثــة‬ ‫التنشــيط والترفيــه الخاصــة‪.‬‬
‫املتاحــة للطفــل تســتوجب مرافقــة األبنــاء وتوعيتهــم بمخاطرهــا‬
‫وبالرغــم مــن الــدور الهــام ألنشــطة نــوادي األطفــال بشــكل عــام‪،‬‬
‫ومراقبــة اســتعماالتها توقيــا مــن مزالقهــا وحمايــة لهــم مــن مخاطرهــا‬
‫والنــوادي املختصــة فــي اإلعالميــة‪ ،‬بشــكل خــاص‪ ،‬فــي املســاهمة‬
‫وضمانــا لحســن توظيفهــا واالســتفادة املثلــى منهــا‪.‬‬
‫فــي التنشــيط التربــوي الهــادف والتدريــب علــى اســتعمال اإلعالميــة‬

‫‪54‬‬
‫توصيات خاصة‬

‫والرياضة والتّ نشيط‬ ‫الخاصة بالحق في التّ رفيه ّ‬


‫والثقافة ّ‬ ‫ّ‬ ‫التّ وصيات‬

‫·مضاعفــة الجهــود مــن أجــل إحيــاء الــدور الــذي كانــت تلعبــه قبــل أزمــة كوفيــد‪ُ 19‬دور ومركبــات الثقافــة‬
‫والشــباب واملكتبــات العموميــة ومختلــف الهيــاكل واألطــرواملجــاالت التــي ّ‬
‫تؤمــن أنشــطة ثقافيــة وترفيهيــة‬
‫لألطفــال والشــباب نظـرا ملــا اعتـراه مــن وهــن وفتــور فــي ظــل إجـراءات الحجــروالتباعــد الصحييــن والعمــل‬
‫علــى تعزيــزه واالرتقــاء بــه إيمانــا بأهميــة مســاهمة هــذا املرفــق الحيــوي فــي تــوازن الطفــل وتحقيــق ســعادته‬
‫وتمتين مكتســباته املدرســية وحمايته من مخاطرالشــارع‪.‬‬
‫·إيــاء املطالعــة وتعاطــي األنشــطة الثقافيــة داخــل الفضــاءات التربويــة أهميــة بالعمــل علــى توفيــرقاعــات‬
‫املطالعــة وفضــاءات املــوارد واإلعــام وقاعــات املراجعــة فــي جميــع الجهــات وخاصــة فــي الجهــات الداخليــة‬
‫واملناطق النائية‪.‬‬
‫·إحكام تنظيم قطاع املحاضن املدرسية والحرص على تجويد خدماتها ومراجعة تكلفتها بما يمكن كل‬
‫الفئات االجتماعية‪ ،‬وخاصة الضعيفة منها‪ ،‬من االســتفادة منها ‪.‬‬
‫·الحــرص علــى مزيــد دعــم األنشــطة البيئيــة بمؤسســات الطفولــة التــي تحتــل مرتبــة متوســطة ضمــن‬
‫ذمــة األطفــال وتوفيــرحـ ّـد‬ ‫ّ‬
‫املتخصــص علــى ّ‬ ‫مجمــوع األنشــطة التــي تمــارس داخلهــا‪ ،‬مــن خــال وضــع اإلطــار‬
‫أدنى من الدعم املالي لهذه األنشطة والتركيزعلى الرحالت االستكشافية للمناطق املحمية واملنظومات‬
‫البيئيــة لفائــدة األطفــال (وجــود حافلــة نــادي األطفــال املتنقــل بـ ّ‬
‫ـكل واليــة مــن شــأنه أن يسـ ّـهل العمليــة)‪.‬‬
‫·العمــل علــى مزيــد تطويــق ظاهــرة االنتشــارالفوضــوي للمحاضــن املدرســية غيــرالخاضعــة ألي ضوابــط‬
‫قانونيــة وبيداغوجيــة تربويــة وغيــراملحققــة لســامة مرتاديهــا مــن األطفــال‪.‬‬
‫·العمل على إرساء استراتيجية وطنية عمومية تقلص من الفوارق بين الجهات والفئات‬

‫ّ‬
‫الوطني حول وضع‬ ‫ّ‬
‫التقرير‬
‫‪55‬‬ ‫ّ‬
‫الطفولة بتونس ‪2021 - 2020‬‬
56
‫الصحية‬
‫ّ‬ ‫الرعاية‬
‫الحق في ّ‬
‫النفسية واإلحاطة‬
‫ّ‬ ‫والمرافقة‬
‫االجتماعية من أجل طفل متوازن‬
‫ّ‬

‫ّ‬
‫الوطني حول وضع‬ ‫ّ‬
‫التقرير‬
‫‪57‬‬ ‫ّ‬
‫الطفولة بتونس ‪2021 - 2020‬‬
‫النفسية‬
‫ّ‬ ‫الصحية والمرافقة‬
‫ّ‬ ‫الرعاية‬
‫الحق في ّ‬
‫االجتماعية من أجل طفل متوازن‬
‫ّ‬ ‫واإلحاطة‬

‫طفيفا سنة ‪ 2021‬إذ بلغت ‪ ،% 21.2‬وهو ما يؤشرعلى أن عددا‬ ‫ال يمكن تكريس حماية الطفل في معناها الشامل صحيا واجتماعيا‬
‫مرتفعــا جــدا مــن األطفــال التونســيين ال يتمتعــون بتغذيــة جيــدة‬ ‫وماديــا ونفســيا وأمنيــا‪ ،‬إال بتوفيــر مختلــف آليــات الوقايــة مــن كل‬
‫حمــل كل الــوزارات والهيئــات واملنظمــات‬ ‫كميــا ونوعيــا‪ ،‬ممــا ُي ّ‬ ‫مــا يهـ ّـدد صحتــه أو ســامته البدنيــة أو املعنويــة وكل مــا يعيــق نمـ ّـوه‬
‫املعنيــة مســؤوليتها كاملــة مــن أجــل بــذل كل الجهــود لوضــع حــد‬ ‫الكامــل وتنشــئته املتوازنــة‪ ،‬وبتنفيــذ اإلج ـراءات الكفيلــة بالتصـ ّـدي‬
‫للعوامل املتسببة في جوع األطفال وتطويق ظاهرة سوء التغذية‬ ‫للعنــف ّ‬
‫املوجــه لألطفــال واالســتغالل وســوء املعاملــة باإلضافــة إلــى‬
‫لديهــم مــن أجــل ضمــان نموهــم البدنــي والذهنــي الســليمين‪.‬‬ ‫تفعيــل مهــام الهيــاكل واملؤسســات وتنفيــذ مختلــف برامــج الرعايــة‬
‫واإلحاطــة والحمايــة‪.‬‬
‫وقــد ثبــت مــن خــال دراســة «املعــارف واملواقــف العمليــة لألوليــاء‬
‫متصلــة بمحيــط‬ ‫واملرتبطــة بنمــو األطفــال»‪ ،‬أن عوامــل عديــدة ّ‬ ‫الصحية وأهمية الوقاية‬
‫ّ‬ ‫الرعاية‬
‫الطفــل‪ ،‬لهــا تأثيــربالــغ األهميــة فــي نمــوه وتوازنــه‪ ،‬علــى غـرارمهنــة‬ ‫ّ‬
‫يؤكــد هــدف التنميــة املســتدامة ّ‬
‫املتصــل بالقضــاء التــام علــى ســوء‬
‫الوالدين ومستواهما الدرا�سي ودخل العائلة وعدد أفراد األسرة‬
‫والتزود باملاء الصالح للشراب‪ ...‬ولعل ما ّ‬ ‫التغذيــة فــي أفــق ‪ 2030‬علــى اســتمرار ظاهــرة تأخــر النمـ ّـو أو ُبطئــه‬
‫يعقد هذه الظاهرة هو‬
‫التفــاوت الحـ ّـاد بيــن الجهــات واألقاليــم فــي هــذا املجــال بمــا ُي ّ‬ ‫لــدى األطفــال رغــم تراجــع هــذا املؤشــرنســبيا حيــث مـ ّـر مــن ‪10.1%‬‬
‫حتــم‬
‫ســنة ‪ 2011‬إلــى ‪ 8.3%‬ســنة ‪ .2018‬كمــا هــو الشــأن بالنســبة إلــى‬
‫ضــرورة التعجيــل بسـ ّـن سياســة وطنيــة تســعى قــدر اإلمــكان إلــى‬
‫مؤشــر ســوء التغذيــة الحــاد املنقســم بــدوره إلــى مؤشــرين جزئييــن‪:‬‬
‫الحـ ّـد مــن الهـ ّـوة بيــن الجهــات مــن خــال التأثيــرإيجابيــا علــى هــذه‬ ‫ُ‬
‫ّ‬ ‫اله ـزال ‪ 2.1%‬والســمنة ‪ 17.2%‬واللذيــن يمثــان مشــغال حقيقيــا‬
‫املؤشـرات الدالــة‪.‬‬
‫فــي مجــال الصحــة العامــة حيــث ارتفــع مؤشــرالســمنة لــدى األطفــال‬
‫السن أهمية قصوى‪،‬‬ ‫تحتل في هذه ّ‬ ‫وال يخفى ّأن التربية األسرية ّ‬ ‫دون ســن الــ‪ 5‬ســنوات بثــاث نقــاط منــذ ‪ 2011‬كمــا ّأن ‪ % 44.2‬مــن‬
‫ّ‬
‫لكــن فــي ظـ ّـل تواضــع التربيــة الوالديــة وتدنــي مســتوى معــارف‬ ‫األطفال في نفس الســن مهددون بازدياد الوزن في ‪ُ .2018‬ويذكرأن‬
‫األوليــاء وثقافتهــم فــي املجــال الصحـ ّـي‪ ،‬نالحــظ آثــارا سـ ّ‬
‫ـلبية علــى‬ ‫نســبة األطفال الذين يعانون من نقص التغذية في ‪ 2021‬حافظت‬
‫صحــة الطفــل ومســار نمــوه‪ .‬فحوالــي ‪ 29%‬مــن األطفــال يتلقــون‬ ‫علــى نفــس املســتوى ‪ 10.4%‬مقارنــة بســنة ‪ .)11%( 2020‬ويتعـ ّـرض‬
‫الســمنة واالضطرابــات‬ ‫سـ ّـكريات ُمضافــة ممــا يزيــد مــن مخاطــر ّ‬ ‫هــؤالء األطفــال أكثــر مــن غيرهــم لإلصابــة بجملــة مــن التعقيــدات‬
‫الصحيــة املختلفــة لديهــم‪ ،‬وهــو رقــم شــهد انخفاضــا ســنة ‪2021‬‬ ‫الصحيــة وخاصــة مــرض الســكري (صنــف‪ )2‬وضغــط الــدم ّ‬
‫والربــو‬
‫بحوالــي ‪ 7‬نقــاط‪.‬‬ ‫واضطرابــات النــوم كمــا يكونــون ُعرضــة كذلــك إلــى مضاعفــات‬
‫نفســية مــن قبيــل ســوء تقديــرالــذات واالنطــواء االجتماعــي‪.‬‬
‫ونســجل مــن ناحيــة أخــرى ارتفــاع نســبة الوفيــات لــدى األطفــال‪.‬‬
‫وقــد ورد فــي تقريــربعنــوان االحصائيــات الوطنيــة حــول أســباب‬ ‫يقل عن نســبة ‪9‬‬ ‫وتفيد معطيات ســنتي ‪ 2020‬و‪ 2021‬بوجود ما ال ّ‬
‫الوفاة في تونس سنة ‪( 2020‬وثيقة بالفرنسية) صادرعن املعهد‬ ‫‪ %‬من األطفال دون السادســة يعانون من مشــكل صحي ثابت و‪/‬أو‬
‫ّ‬
‫الوطني للصحة بالشـراكة مع صندوق األمم املتحدة للســكان في‬ ‫إعاقــة ُمشــخصة وبــأن ‪ 11%‬مــن األطفــال فــي هــذه السـ ّـن يعانــون مــن‬
‫ّ‬
‫أفريــل ‪ ،2021‬أن العوامــل الرئيســية املتســببة فــي الوفــاة بصــورة‬ ‫نقص التغذية‪ ،‬وهو ما يؤكد أن عددا كبيرا من األطفال التونسيين‬
‫عامة بصرف النظرعن الســن والجنس‪ ،‬هي الســكري واألمراض‬ ‫بحاجــة إلــى رعايــة خاصــة رغــم بعــض التقــدم النســبي الحاصــل فــي‬
‫ذات العالقــة بالدمــاغ والش ـرايين اللــذان يحتــان ِتباعــا املرتبــة‬ ‫جودة الحياة ومؤشرات الصحة العامة‪.‬‬
‫األولــى والثانيــة ب ـ ‪ 3537‬وفــاة (‪ )% 7.6‬و ‪ 3163‬وفــاة (‪ )% 6.8‬مــن‬
‫املجموع العام ّ‬ ‫لقــد بلغــت نســبة األطفــال التونســيين املتراوحــة أعمارهــم بيــن ‪ 0‬و‬
‫للوفيات‪.‬‬
‫‪ 23‬شــهرا املحروميــن مــن التغذيــة‪ ،‬أو الذيــن «يعانــون مــن الجــوع»‪،‬‬
‫تم تســجيل ‪ 1811‬حالة‬ ‫وبالنســبة إلى األطفال دون الســنة‪ ،‬فقد ّ‬ ‫‪ % 28‬ســنة ‪( ،2020‬وفــق الســجل االصطالحــي ملنظمــة األمــم‬
‫وفــاة‪ ،‬و‪ 238‬وفــاة لــدى فئــة األطفــال املتراوحــة أعمارهــم بيــن‬ ‫املتحــدة عنــد حديــث خبرائهــا عــن هــدف التنميــة املســتدامة عــدد‬
‫السنة واألربع سنوات‪  .‬‬ ‫‪ 2‬املتعلــق ب ـ «القضــاء علــى جــوع األطفــال» والــذي يمكــن قيســه مــن‬
‫خــال «هيمنــة ســوء التغذيــة» )‪ .‬وقــد شــهدت هــذه النســبة تراجعــا‬

‫‪58‬‬
‫وقــد حافظــت مصالــح وزارة الصحــة علــى املســتوى الوطنــي العالــي‬ ‫أمــا عــن األســباب فيتعلــق جلهــا باالختــاالت املصاحبــة لفتــرة الحمــل‬
‫للتغطيــة بالتالقيــح‪ ،‬إذ تــم تأميــن التلقيــح الــدوري لألطفــال والــذي‬ ‫ونمــو الجنيــن التــي كانــت قــد ســببت ‪ 557‬وفــاة أي بنســبة ‪30.8%‬‬
‫تراوحــت أغلــب نســبه خــال ســنتي ‪ 2020‬و‪ 2021‬بيــن ‪95%‬‬ ‫مــن مجمــوع ّ‬
‫الوفيــات لــدى األطفــال‪ .‬يتلوهــا مباشــرة ســبب آخــرهــو‬
‫و‪ 100%‬علــى اختــاف صنــف التلقيــح‪ .‬فعلــى ســبيل املثــال بلغــت‬ ‫اإلصابــات النزيفيــة واختــاالت الجهــازالدمــوي واملناعــي لــدى الجنين‬
‫نســبة التغطيــة بلقــاح الحصبــة والحميـراء فــي جرعــة أولــى ‪ 98%‬وفــي‬ ‫والرضيــع ب ـ ‪ 399‬حالــة أي ‪ .% 22‬والســبب الثالــث هــو التشــوهات‬
‫جرعة ثانية ‪ 96%‬في حين ناهزت نســبة التغطية باللقاح الخما�ســي‬ ‫ّ‬
‫الصبغيــة (الكروموزوميــة) املســؤولة عــن‬ ‫الخلقيــة واالختــاالت‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫(الجرعــة الثالثــة) ‪ 97%‬مــن األطفــال املعنييــن‪ .‬وكذلــك الشــأن‬ ‫‪ 414‬حالــة أي بنســبة تقــدرب ـ ‪.% 22.9‬‬
‫بالنســبة إلــى لقــاح الشــلل (الجرعــة الثالثــة) التــي بلغــت نســبته ‪97%‬‬
‫إال أن نسبة التغطية بلقاح ب س ج كانت منخفضة مقارنة ببقية‬ ‫جدول رقم ‪:17‬‬
‫أصنــاف اللقــاح ولــم تتجــاوز ‪.92%‬‬ ‫أهم أسباب الوفاة الخاصة بالشريحة العمرية بين ‪ 5‬و‪14‬‬
‫سنة‬
‫أمــا عــدد أطبــاء األطفــال فقــد بلــغ ‪ 723‬طبيبــا‪ ،‬ســنة ‪ .2020‬وناهــز‬
‫عددهــم فــي القطــاع العمومــي ســنة ‪ 2021‬قرابــة ‪ 244‬طبيبــا‪ .‬وقــد‬ ‫النسبة‬ ‫العدد‬ ‫سبب الوفاة‬
‫سجل عدد أطباء اختصاص جراحة األطفال تراجعا من ‪ 83‬طبيبا‬ ‫ّ‬ ‫‪15.5%‬‬ ‫‪37‬‬ ‫األورام السرطانية‬
‫‪13.4%‬‬ ‫‪32‬‬ ‫أمراض الجهازالعصبي‬
‫في ‪ 2020‬إلى ‪ 54‬طبيبا في ‪ 2021‬كما تناقص عدد أطباء اختصاص‬
‫‪12.6%‬‬ ‫‪30‬‬ ‫أســباب خارجيــة للوفــاة (حــوادث‬
‫الطب النف�سي لألطفال بـ ‪ 12‬طبيبا في ‪ 2021‬ليبلغ ‪ 27‬طبيبا مقابل‬ ‫طرقــات الــخ‪)...‬‬
‫‪ 39‬طبيبــا فــي ‪.2020‬‬ ‫‪9.7%‬‬ ‫‪23‬‬ ‫أمراض الجهازالتنف�سي‬
‫كمــا لــم تتوفــر األقســام الخاصــة باألطفــال إال فــي ‪ 54‬مستشــفى‬ ‫‪7.1%‬‬ ‫‪17‬‬ ‫أمراض الدورة الدموية‬
‫‪41.6%‬‬ ‫‪99‬‬ ‫بقية أسباب الوفاة‬
‫مــن مجمــوع ‪ 139‬مؤسســة استشــفائية (بيــن مستشــفيات محليــة‬
‫‪100%‬‬ ‫‪238‬‬ ‫مجموع حاالت الوفاة‬
‫وجهويــة) أي بنســبة ‪ % 38‬حســب آخــر األرقــام لــوزارة الصحــة‪.‬‬
‫ويفتقــد توزيــع أطبــاء األطفــال بيــن الجهــات إلــى التــوزان‪ ،‬ففــي ســنة‬
‫ّ‬
‫‪، 2020‬علــى ســبيل املثــال كان عــدد أطبــاء األطفــال موزعــا كالتالــي ‪:‬‬ ‫وتجــدر اإلشــارة إلــى أن أهــم ســبب للوفــاة بالنســبة الــى األشــخاص‬
‫‪12‬طبيبــا مختصــا فــي جراحــة األطفــال باملنســتير‪ ،‬و‪ 10‬بصفاقــس‪،‬‬ ‫املتراوحــة أعمارهــم بيــن ‪ 15‬و‪ 44‬ســنة هــي أســباب خارجيــة وقــد بلــغ‬
‫و‪ 38‬بتونــس‪ ،‬و‪ 3‬بنابــل‪ ،‬وغــاب هــذا االختصــاص تمامــا بــكل مــن‬ ‫عدد هذه الوفيات ‪ 352‬حالة أي بنسبة ‪ .15.8%‬ومن جهة أخرى‪،‬‬
‫قبلــي وجندوبــة والــكاف والقصريــن واملهديــة ومنوبــة وســليانة‬ ‫ّ‬
‫الورميــة ضمــن األربعــة أســباب األولــى للوفيــات‪،‬‬ ‫صنــف األســباب‬‫ُت ّ‬
‫وتطاويــن وتــوزر‪ ،‬وكذلــك الشــأن بالنســبة إلــى اختصــاص الطــب‬ ‫وذلــك علــى النحــو التالــي‪:‬‬
‫النف�ســي لألطفــال‪ .‬أمــا عــن أرقــام الطــب العــام لألطفــال‪ ،‬فرغــم‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫·أورام خبيثة في الجهازالهضمي‪ 94 :‬حالة أي ‪4.2%‬‬
‫تحســنها الواضــح‪ ،‬التـزال املعــدالت العامــة تخفــي هــي األخــرى تفاوتــا‬
‫الفتــا بيــن الجهــات الداخليــة مــن ناحيــة والجهــات الســاحلية وتونــس‬ ‫·أورام خبيثة في الثدي‪ 65 :‬حالة أي ‪% 2.9‬‬
‫الكبــرى والوســط الشــرقي مــن ناحيــة ثانيــة‪ ،‬إذ يوجــد ‪ 56‬طبيــب‬
‫·أورام خبيثة في الجهازالتنف�سي‪ 53 :‬حالة أي ‪...% 2.4‬‬
‫أطفــال بأريانــة و‪ 51‬ببــن عــروس و‪ 46‬باملنســتيرو‪ 82‬بصفاقــس و‪73‬‬
‫بسوســة بينمــا ال يوجــد ســوى ‪ 6‬بقفصــة و‪ 7‬بالقصريــن و‪ 5‬بســليانة‬ ‫وتفعيــا ملــا نــص عليــه الفصــل ‪ 38‬مــن الدســتور مــن ّأن « الدولــة‬
‫و‪ 3‬بتطاويــن ‪...‬‬ ‫ّ‬
‫تضمــن الوقايــة والرعايــة الصحيــة لــكل مواطــن‪ ،‬وتوفــراإلمكانيــات‬
‫الصحيــة» ومــا شـ ّـدد‬
‫ّ‬ ‫الضروريــة لضمــان الســامة وجــودة الخدمــات‬
‫وبالنســبة لعــدد األسـ ّـرة الخاصــة باألطفــال باملستشــفيات العموميــة‬
‫عليــه الفصــل ‪ 47‬مــن أهميــة دور العائلــة ومســؤولية الدولــة فــي‬
‫فبلغــت‪ ،‬ســنة ‪ 2020‬حوالــي ‪ 1678‬ســريرا مقابــل ‪ 974‬ســريرا فــي‬
‫ضمــان صحــة الطفــل ورعايتــه‪ ،‬وفــي إطــارمواجهــة مختلــف املشــاكل‬
‫املستشــفيات الجهويــة و ‪ 115‬فــي املستشــفيات املحليــة وتــم إيــواء‬ ‫الصحية التي تهدد األطفال بهدف ّ‬
‫الحد من الوفيات في صفوفهم‪،‬‬
‫‪ 122706‬طفــا خــال ســنة ‪ 2020‬فــي مختلــف أقســام اختصاصــات‬ ‫ّ‬
‫تؤمن وزارة الصحة بمختلف هياكلها املعنية خدمات طبية وقائية‬
‫طــب األطفــال فــي املستشــفيات‪.‬‬
‫وعالجية منذ فترة الحمل وذلك بتقديم الرعاية الالزمة لألم‪ ،‬وبعد‬
‫وبخصــوص الطــب املدر�ســي والجامعــي‪ ،‬تقــوم مصالــح وزارة‬ ‫نموهم‪.‬‬ ‫الوالدة بتقديم خدمات صحية لألطفال في مختلف مراحل ّ‬

‫ّ‬
‫الوطني حول وضع‬ ‫ّ‬
‫التقرير‬
‫‪59‬‬ ‫ّ‬
‫الطفولة بتونس ‪2021 - 2020‬‬
‫تغطيــة مرتفعــة فــي ظــل ضغــط العمــل وكثــرة املؤسســات الراجعــة‬ ‫الصحــة بتدخــات قــارة وظرفيــة فــي مختلــف املؤسســات التربويــة‬
‫إليهــم بالنظــر ممــا يجعــل نصيــب املؤسســات املوجــودة فــي املناطــق‬ ‫للفحــص وتأميــن املراقبــة الصحيــة والتلقيــح وذلــك بالتعــاون مــع‬
‫الريفيــة والنائيــة وفــي األحيــاء ذات الكثافــة العاليــة أقــل حظــا مــن‬ ‫وزارة التربيــة فــي إطــارمــا ضبطــه األمــراملنظــم للحيــاة املدرســية عنــد‬
‫حيــث الزيــارات والفحوصــات واملتابعــة‪ .‬باإلضافــة إلــى محدوديــة‬ ‫تحديد مجال تدخل الرعاية الصحية في الوسط املدر�سي «يخضع‬
‫ّ‬
‫املقدمــة وخاصــة فــي مــا ّيتصــل بالصحــة الجنســية‬
‫نوعيــة الخدمــات ّ‬ ‫التالميــذ لفحوصــات طبيــة دوريــة تتوالهــا مصالــح الطــب املدر�ســي‬
‫واإلنجابيــة فــي سـ ّـن املراهقــة ومــا يرافقهــا مــن تحــوالت جســدية‬ ‫قصــد متابعــة شــؤونهم الصحيــة فـرادى وجماعــات واتخــاذ التدابيــر‬
‫ونفســية متســارعة‪.‬‬ ‫الوقائيــة والعالجيــة الالزمــة‪»...‬‬
‫وتفيــد بعــض الدراســات أن أعــدادا كبيــرة مــن األطفــال ال يتمكنــون‬ ‫ويتبيــن مــن خــال األرقــام الصــادرة عــن إدارة الطــب املدر�ســي‬
‫مــن الخدمــات الصحيــة األساســية أو باألحــرى‪ ،‬يجــدون صعوبــات‬ ‫والجامعــي بــوزارة الصحــة أن عــدد األطبــاء املمارســين ألنشــطة‬
‫ّ‬
‫كبيــرة فــي النفــاذ إلــى خدمــات املرفــق الصحــي‪ .‬وهــو مؤشــرغيــرمطمئــن‬ ‫الصحــة املدرســية والجامعيــة بلــغ ‪ 1501‬طبيبــا ســنة ‪ ،2021‬أي‬
‫إذ ّأن هــذه األمــر يتطلــب حلــوال عاجلــة باعتبــار ّأن هــذه الشــريحة‬ ‫بنقــص ُيقـ ّـدر بــ‪ 65‬طبيبــا مقارنــة بســنة ‪ 2020‬حيــث كان عددهــم‬
‫مــن األطفــال تســتوجب عالجــا ورعايــة صحيــة وتيســيرا للوصــول إلــى‬ ‫‪ 1566‬طبيبــا‪ُ ،‬مسـ ّـجال بــدوره انخفاضــا بــ‪ 21‬طبيبــا مقارنــة بســنة‬
‫املرفــق الصحــي لتلقــي الخدمــات العالجيــة فــي ّ‬
‫حدهــا األدنــى مثلمــا‬ ‫‪ 2019‬والتــي بلــغ خاللهــا ‪ 1587‬طبيبــا‪ ،‬وهــو أقــل بكثيــر مــن عــدد‬
‫يمليــه هــدف التنميــة املســتدامة عــدد ‪ 3‬لألمــم املتحــدة الــذي ينـ ّ‬
‫ـص‬ ‫أطبــاء الصحــة املدرســية خــال ســنة ‪ 1608( 2018‬طبيبــا)‪ .‬وهــو‬
‫علــى ضــرورة «تمكيــن الجميــع مــن شــروط الصحــة الجيــدة والنهــوض‬ ‫ـس مــن حــق األطفــال فــي الرعايــة الصحيــة الالزمــة‬ ‫مؤشــر ســلبي يمـ ّ‬
‫بمســتوى الرفــاه العــام‪»...‬‬ ‫خاصــة وأن املؤسســات التربويــة يمكــن أن تكــون فضــاء يســهل فيــه‬
‫االنتشــارالســريع للعــدوى بحكــم التجمعــات الكبيــرة لألطفــال داخــل‬
‫وفي أطاردعم الوعي الصحي والوقائي في صفوف التالميذ تم تنظيم‬
‫اجع عدد األطباء‪ ،‬سـ ّـجل اإلطارشــبه‬ ‫هذه الفضاءات‪ .‬وفي مقابل تر ُ‬
‫حصــص للتربيــة الصحيــة فــي املــدارس اإلعداديــة واملعاهــد وقــد ناهز‬ ‫ّ‬
‫الصحيــة املدرســية ارتفاعــا مــن ‪2217‬‬ ‫الطبــي املشــارك فــي األنشــطة‬
‫عــدد التالميــذ املســتفيدين مــن األنشــطة التحسيســية والتربويــة فــي‬
‫إطــارا ســنة ‪ 2019‬إلــى ‪ 2285‬ســنة ‪ 2020‬ليتراجــع مــن جديــد‪ ،‬شــأنه‬
‫املجال الصحي ‪ 513603‬تلميذا ســنة ‪ 2020‬أي بنســبة بلغت ‪38%‬‬
‫شــأن اإلطــار الطبــي العامــل داخــل املؤسســات التربويــة الــذي شــهد‬
‫باإلضافــة إلــى بعــث نــوادي الصحــة باملؤسســات التربويــة ســنة ‪2020‬‬
‫نقصــا ب ـ ‪ 46‬إطــارا ســنة ‪ .2021‬ويناهــزعــدد التالميــذ الذيــن شــملتهم‬
‫بنســبة تغطية لم تتجاوز ‪ 5%‬بالنســبة إلى املدارس اإلعدادية و‪4%‬‬
‫مختلــف الخدمــات الصحيــة فــي املــدارس اإلعداديــة واملعاهــد‬
‫بالنسبة للمعاهد‪ ،‬ثم انخفضت هذه النسب سنة ‪ 2021‬حيث لم‬ ‫ّ‬
‫الصحــة‪ ،‬كمــا تـ ّـم توفيــر‬ ‫‪ 1006497‬تلميــذا وفــق معطيــات وزارة‬
‫تتجــاوز ‪ ،3%‬بعــدد حصــص فــي التربيــة الصحيــة بلــغ ‪ 18035‬حصــة‬
‫‪ 10867‬نظارة طبية لفائدة التالميذ الذين يعانون نقصا في النظر‬
‫في االبتدائي و‪ 7546‬في اإلعدادي وقد ركزت في مجملها على مجابهة‬
‫جائحة الكوفيد التي كانت ّ‬ ‫واملنحدريــن مــن أســرفقيــرة‪.‬‬
‫محل اهتمام الجميع منذ سنتين‪.‬‬
‫أمــا زيــارات الصحــة والســامة لفائــدة املــدارس اإلعداديــة واملعاهــد‪،‬‬
‫المختصيــن‬
‫ّ‬ ‫والتربويــة‪ :‬نقــص‬
‫ّ‬ ‫النفســية‬
‫ّ‬ ‫المرافقــة‬ ‫فقد شــملت ‪ 96%‬من املؤسســات و‪ 98%‬من املبيتات ســنة ‪2020-‬‬
‫ومحدوديــة الهيــاكل‪.‬‬ ‫‪ .2021‬وتناهــزنســبة هــذه الزيــارات إلــى املــدارس االبتدائيــة ‪ 97%‬إال‬
‫ّ‬ ‫ُت ّ‬ ‫ّأن نســبة الفحوصــات الطبيــة االســتباقية فــي املــدارس االبتدائيــة‬
‫الصحيــة والتربويــة‬ ‫ؤمــن هيــاكل رعايــة الطفولــة واملؤسســات‬ ‫ضعيفــة وال تتعـ ّـدى ‪.9%‬‬
‫خدمــات املرافقــة النفســية لألطفــال فــي مختلــف املراحــل العمريــة‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫وتقـ ّـدم هــذه الخدمــات فــي إطــاربرامــج وطنيــة مشــتركة بيــن الــوزارات‬ ‫الصحيــة‬ ‫ولئــن كانــت نســب تغطيــة املؤسســات التربويــة بالزيــارات‬
‫وجهــة حســب الوضعيــات أو فــي شــكل‬ ‫املعنيــة أو فــي إطــارتدخــات ُم ّ‬ ‫والفحــص الطبــي مقبولــة إجمــاال‪ ،‬فــإن مســتوى التغطيــة بوحــدات‬
‫مشــاريع إدماج خاصة بكل طفل‪ ،‬يشــترك في إعداده وتنفيذه فريق‬ ‫التمريــض ضعيفــة فــي كل املســتويات وخاصــة فــي االبتدائــي حيــث‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫متعدد االختصاص‪ .‬كما قامت الوزارات املكلفة بالطفولة وبالتربية‬ ‫تفتقــد املــدارس االبتدائيــة لوحــدات تمريــض إذ ال تتوفــر هــذه‬
‫والصحــة منــذ ســنوات بانتــداب أخصائييــن نفســانيين باملؤسســات‬ ‫الوحــدات إال ب ـ ‪ 240‬مدرســة خــال الســنة الدراســية ‪2020-2021‬‬
‫ُ‬
‫الراجعة إليها بالنظرأوكلت إليهم مهام املرافقة واإلحاطة النفسية‪.‬‬ ‫أي بنســبة تغطيــة ضعيفــة جــدا ال تتجــاوز ‪ 5%‬فــي حيــن تقـ ّـدرنســبة‬
‫أهميــة هــذه اإلحاطــة داخــل املؤسســات التربويــة وخاصــة‬ ‫ونظـرا إلــى ّ‬ ‫املــدارس اإلعداديــة التــي توجــد بهــا وحــدة تمريــض ب ـ ‪ 45%‬لترتفــع إلــى‬
‫املوجهــة لــذوي الصعوبــات الدراســية أو املشــاكل االجتماعيــة أو‬ ‫‪ 65%‬فــي املعاهــد وذلــك فــي القطــاع العــام‪.‬‬
‫االضطرابات النفسية‪ ،‬شرعت وزارة التربية في بعث مكاتب مرافقة‬ ‫كمــا أن ضعــف عــدد األطبــاء واإلطــار شــبه الطبــي ال يحقــق نســبة‬

‫‪60‬‬
‫إلــى شــريحة واســعة مــن التالميــذ الذيــن يعانــون صعوبــات حقيقيــة‬ ‫التالميــذ بعــدد مــن املؤسســات التربويــة‪ .‬ويلعــب مكتــب مرافقــة‬
‫داخــل الفضــاء املدر�ســي وخارجــه‪.‬‬ ‫التلميــذ دورا مهمــا فــي هــذا اإلطــارحيــث يجمــع ممثليــن عــن وزارات‬
‫وبهــدف تأميــن الرعايــة النفســية للتالميــذ وخاصــة مــن يعانــون مــن‬ ‫التربيــة والصحــة والشــؤون االجتماعيــة لتأميــن اإلصغــاء إلــى التلميــذ‬
‫صعوبــات بمختلــف أشــكالها‪ ،‬انتدبــت وزارة التربيــة ‪ 60‬أخصائيــا‬ ‫في ظروف تضمن له السرية واألريحية (مع االلتزام بواجب اإلشعار‬
‫ّ‬
‫يؤرقــه بمــا يمكــن‬ ‫عنــد االقتضــاء) حتــى يطــرح مشــاكله ُوي ّبلــغ ّ‬
‫عمــا ّ‬
‫نفســانيا تــم توزيعهــم علــى مختلــف املندوبيــات الجهويــة للتربيــة لكـ ّـن‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الفريــق املباشــر للحالــة مــن إيجــاد الحلــول املناســبة‪ .‬غيــر أن نســبة‬
‫عددهــم يظــل محــدود جــدا ال يمكــن مــن االســتجابة للطلبــات امللحــة‬
‫يعبرعنها التالميذ وأولياؤهم في كل املؤسسات‪ ،‬خاصة‬ ‫واملتزايدة التي ّ‬ ‫تغطية املؤسسات التربوية بمكاتب اإلصغاء ومرافقة التلميذ تظل‬
‫ّ‬
‫فــي ظـ ّـل مــا عاشــوه مــن توتــروضغــط نف�ســي خــال فتــرة كوفيــد ‪. 19‬‬ ‫ضعيفــة جـ ّـدا ال تتجــاوز ‪ 39‬خليــة ناشــطة‪ ،‬ســنة ‪ ،2020‬مــن بيــن‬
‫تفعــل لغيــاب املتدخليــن وعــدم توفــرشــروط‬ ‫‪ 285‬وقــع إحداثهــا ولــم ّ‬
‫ويقـ ّـدم الجــدول التالــي أمثلــة عــن أنــواع مــن اضطرابــات األطفــال‬ ‫اشــتغالها وخاصــة عــدم تقييــم التجربــة الســابقة مــن أجــل الوقــوف‬
‫ونســبها حســب الفئــات العمريــة‪:‬‬ ‫علــى ِهناتهــا والعمــل علــى تجاوزهــا فــي ســبيل ضمــان حســن اإلصغــاء‬

‫جدول رقم ‪:18‬‬


‫نسب األطفال الذين يعانون من اضطرابات نفسية‪ ،‬سنة ‪ 2020‬وسنة ‪2021‬‬
‫املعاناة من االكتئاب‬ ‫املعاناة من التوتر املعاناة من االكتئاب‬ ‫املعاناة من التوتر‬
‫‪2021‬‬ ‫‪2020‬‬ ‫‪2021‬‬ ‫‪2020‬‬
‫تتراوح بين ‪ ٪2‬إلى ‪٪3‬‬ ‫‪٪4‬‬ ‫‪٪19‬‬ ‫‪٪15.8‬‬ ‫األطفال من ‪ 5‬إلى ‪ 9‬سنوات‬
‫تتراوح بين ‪ ٪5‬إلى ‪٪7‬‬ ‫‪٪4.4‬‬ ‫‪٪19‬‬ ‫‪٪16.4‬‬ ‫األطفال من ‪ 10‬إلى ‪ 14‬سنة‬
‫‪٪5‬‬ ‫‪٪5.2‬‬ ‫‪٪20‬‬ ‫‪٪18.7‬‬ ‫األطفال من ‪ 15‬إلى ‪ 17‬سنة‬

‫تطورا الفتا لنسبة‬ ‫ُي ّبين هذا الجدول املقارن لسنتي ‪ 2020‬و‪ّ 2021‬‬
‫االجتماعيــة حفظــا لكرامــة‬
‫ّ‬ ‫اإلحاطــة والحمايــة‬
‫ّ‬
‫الطفــل‪.‬‬
‫املعاناة النفسية لدى لألطفال بمختلف فئاتهم بما يدعوإلى ضرورة‬
‫تعزيــزالتدخــل النف�ســي لفائدتهــم خاصــة فــي املراحــل االنتقاليــة مــن‬
‫ُ‬
‫تسـ ّـجل التقاريــر الوطنيــة والدوليــة حــول وضعيــة فقــر األطفــال فــي‬ ‫مرحلة دراسية إلى أخرى أي في مستوى السنة السابعة من التعليم‬
‫تونــس‪ ،‬فــي عالقــة بهــدف التنميــة املســتدامة األول‪ ،‬أن نســبة فقــر‬ ‫األسا�ســي والســنة األولــى مــن التعليــم الثانــوي‪ .‬فالتلميــذ الوافــد مــن‬
‫هــذه الفئــة قــد بلغــت فــي ‪ 2015‬نســبة ‪( % 21.2‬منهــا ‪ % 5.2‬نســبة‬ ‫التعليم األسا�سي إلى التعليم اإلعدادي أو من املرحلة اإلعدادية إلى‬
‫فقــرحـ ّـاد) مقابــل ‪ % 24.8‬ســنة ‪ 2010‬وهــي نســبة تفــوق نســبة فقــر‬ ‫املرحلــة الثانويــة يحتــاج إلــى مرافقــه نفســية ملســاعدته علــى التأقلــم‬
‫الكهــول املقــدرة ب ـ ‪ 12.8%‬فقــط‪ .‬إضافــة إلــى الفــوارق الكبيــرة بيــن‬ ‫مــع التغييــر بسالســة ولعــل ارتفــاع نســبة الرســوب واالنقطــاع فــي‬
‫الجهــات إذ تبلــغ نســبة الفقــر فــي الوســط الغربــي والشــمال الغربــي‬ ‫السنوات السابعة من التعليم األسا�سي واألولى من التعليم الثانوي‬
‫‪ 40%‬أي ‪ 5‬أضعــاف النســبة املســجلة فــي تونــس الكبــرى‪ .‬علمــا وأن‬ ‫هــو أكبــردليــل علــى صعوبــة تأقلمهــم وحاجتهــم الــى املرافقــة النفســية‬
‫ّ‬
‫انتشــار جائحــة كوفيــد ‪ 19‬ســيرفع‪ ،‬حســب دراســة أجرتهــا وزارة‬ ‫واإلحاطــة التربويــة باإلضافــة إلــى بعــض اآلليــات كأن ُ«ينظــم خــال‬
‫الشــؤون االجتماعيــة ومنظمــة اليونيســيف عــدد األطفــال الفق ـراء‬ ‫األول مــن الســنة الدراســية يــوم مفتــوح لفائــدة التالميــذ‬ ‫األســبوع ّ‬
‫مــن ‪ 688000‬قبــل الوبــاء إلــى ‪ 900000‬بعــده‪ ،‬ممــا يســتوجب إقـرار‬ ‫الجــدد ملســاعدتهم علــى االندمــاج فــي الوســط املدر�ســي مــع الحــرص‬
‫صيــغ تفعيــل دور الدولــة بكافــة مؤسســاتها واملجموعــة الوطنيــة‬ ‫ّ‬
‫واملدرسين‬ ‫على تمكينهم وأوليائهم من التعرف إلى املؤسسة التربوية‬
‫فــي التقليــص مــن حـ ّـدة هــذا الواقــع وتقليــص الفــوارق بيــن الفئــات‬ ‫وتحقيــق التواصــل بينهــم» مثلمــا نـ ّ‬
‫ـص علــى ذلــك األمــراملنظــم للحيــاة‬
‫العمريــة وبيــن الجهــات والعمــل علــى إلغائهــا تمامــا فــي آفــاق ‪2030‬‬ ‫املدرســية‪ .‬كمــا يمكــن إشـراك األطبــاء النفســانيين لألطفــال فــي وضــع‬
‫انســجاما مــع أهــداف األمــم املتحــدة للتنميــة املســتدامة‪ .‬وفــي هــذا‬ ‫استراتيجية وطنية للصحة العقلية في تونس يكون من بين أهدافها‬
‫اإلطــارتتنــزل اإلحاطــة االجتماعيــة بالتالميــذ فــي الوســط املدر�ســي مــن‬ ‫تطويــق مــا يتسـ ّـبب فيــه املحيــط املدر�ســي وكذلــك املحيــط العائلــي‬
‫ُ‬
‫خــال تنـ ّـوع الخدمــات التــي تقـ ّـدم لهــم حتــى تيهــئ لهــم ظروفــا مناســبة‬ ‫مــن تهديــد لحقــوق الطفــل إلــى جانــب ضــرورة تكويــن وتدريــب كل‬
‫للتعلــم وحظوظــا أوفــر للنجــاح‪ ،‬حيــث ”تســدي املؤسســة التربويــة‬ ‫املتدخليــن بشــكل مباشــرأو غيــرمباشــرعلــى احت ـرام حقــوق الطفــل‬
‫خدمــات لفائــدة التالميــذ فــي مجــال الصحــة البدنيــة والنفســية‬ ‫األساسية‪.‬‬

‫ّ‬
‫الوطني حول وضع‬ ‫ّ‬
‫التقرير‬
‫‪61‬‬ ‫ّ‬
‫الطفولة بتونس ‪2021 - 2020‬‬
‫ّ‬
‫واملقومــة‬ ‫·تمكيــن التلميــذ ذي اإلعاقــة مــن اآلالت التأهيليــة‬ ‫والرعايــة االجتماعيــة بالتعــاون مــع الــوزارات والهيــاكل املعنيــة»‬
‫لألعضــاء حســب الحاجــة‪.‬‬ ‫مثلمــا ورد بالفصــل الثامــن مــن األمــر املنظــم للحيــاة املدرســية‪،‬‬
‫وكمــا ينـ ّ‬
‫ـص علــى ذلــك الفصــل الرابــع مــن القانــون التوجيهــي للتربيــة‬
‫ورغــم أهميــة هــذا البرنامــج فــإن نســبة تغطيتــه ملســتحقي مثــل هــذه‬
‫حقــق املطلــوب‪ .‬ويتــم إشــعار أعضــاء‬ ‫املســاعدات والخدمــات وال ُت ّ‬ ‫والتعليم من أن الدولة «تمنح اإلعانة للتالميذ الذين ينتمون ألسر‬
‫الخليــة مــن قبــل الولــي أو أحــد املربيــن لــدرس الوضعيــة وجمــع‬ ‫متواضعــة الدخــل» وذلــك بتوفيــراملســاعدة االجتماعيــة الهادفــة إلــى‬
‫معطيــات تكميليــة حــول الطفــل‪ ،‬وتحديــد خطــة ّ‬
‫تعهــد‪ ،‬باالســتعانة‬ ‫تمكيــن التالميــذ املنتميــن إلــى عائــات فقيــرة مــن مســتلزمات الدراســة‬
‫تمتع ‪ 50286‬تلميذا بمنحة خالل الســنة الدراســية‬ ‫واإلعاشــة‪ .‬وقد ّ‬
‫بدليــل منهجـ ّـي‪ ،‬يســاعدهم علــى تشــخيص الحــاالت‪ ،‬وتصنيفهــا‬
‫ومعرفة مســالك التدخل املمكنة‪ ،‬بناء على مجموعة من مؤشـرات‬ ‫‪ 2020/2021‬كان نصيــب التلميــذات منهــا أرفــع (‪ )29589‬مــن‬
‫التق�صــي والعــاج‪ .‬وقــد بلــغ عــدد خاليــا العمــل االجتماعــي املدر�ســي‬ ‫نصيــب الذكــور (‪ .)20697‬ويتمتــع ‪ 40925‬تلميــذا مــن بيــن تالميــذ‬
‫فــي ‪ 1991 ،2020-2021‬خليــة ال يتجــاوز عــدد الناشــطة مــن بينهــا‬ ‫املرحلــة اإلعداديــة والتعليــم الثانــوي بنصــف إقامــة إلــى جانــب توفيــر‬
‫‪ 427‬خلية‪ .‬وقد ناهزعدد الحاالت التي تم التعهد بها من قبل ‪775‬‬ ‫اإلقامــة باملبيتــات ل ـ ‪ 20047‬مــن التالميــذ‪.‬‬
‫إطارا ضمن نشــاط هذه الخلية‪ 2870 ،‬وضعية من بين ‪ 3767‬وقع‬ ‫ّ‬
‫لكــن‪ ،‬خــال فتــرة الحجــر الصحــي الشــامل توقــف عمــل املطاعــم‬
‫اإلشــعاربهــا‪ ،‬أي بنســبة ‪.76.20%‬‬ ‫ّ‬
‫املدرســية تبعــا لتوقــف الــدروس كمــا أن الدراســة بنظــام األفــواج‬
‫ويبلــغ عــدد مستشــاري الطفولــة ‪ 143‬مستشــارا تعهــدوا ســنة ‪2020‬‬ ‫أربكت ســيراشــتغالها‪ .‬كما ُحرم حوالي ‪ 350000‬تلميذا من اللمجة‬
‫بمــا يناهــز ‪ 7025‬طفــا مــن بينهــم ‪ 6408‬طفــا ذك ـرا فــي مقابــل ‪617‬‬ ‫املدرســية دون توفيــر بديــل لضمــان اســتمرارية هــذه الخدمــة‬
‫فتــاة فقــط‪ .‬وبلــغ عــدد األطفــال املنتفعيــن ببرنامــج التأهيــل التربــوي‬ ‫ملســتحقيها‪ .‬كمــا توقــف هــذا البرنامــج منــذ شــهر جانفــي ‪ 2020‬فــي‬
‫‪ 1617‬منتفعــا‪.‬‬ ‫أغلــب املــدارس االبتدائيــة‪ .‬باإلضافــة إلــى أن هــذه اللمجــة لــم ترتــق‬
‫إلــى الجــودة املطلوبــة رغــم الترفيــع فــي كلفتهــا مــن ‪ 800‬مليــم إلــى ‪1600‬‬
‫يســتهدف برنامــج «األمــان االجتماعــي» مــن جهتــه الفئــات الفقيــرة‬ ‫مليــم مــن طــرف برنامــج األغذيــة العالمــي‪.‬‬
‫ومحــدودة الدخــل يعتمــد شــروطا ومقاييــس حــددت وفــق املعاييــر‬
‫الدوليــة‪ ،‬وعبــر إج ـراءات تراعــي قواعــد الشــفافية واملوضوعيــة‬ ‫وتعاضــد وزارة الشــؤون االجتماعيــة مجهــود وزارة التربيــة فــي‬
‫واإلنصــاف تجســيما للمبــدأ الدســتوري املتعلــق بالتمييــز اإليجابــي‬ ‫اإلحاطــة االجتماعيــة بالتالميــذ مــن خــال عــدد مــن البرامج واآلليات‬
‫لفائــدة الفئــات ذات االحتياجــات الخصوصيــة (أشــخاص مــن ذوي‬ ‫مــن أهمهــا برنامــج العمــل االجتماعــي املدر�ســي الــذي انطلــق منــذ‬
‫االعاقــة‪ ،‬مســنين‪ ،‬أرامــل‪ ،‬مطلقــات‪ ،)...‬والجهــات ذات األولويــة‪،‬‬ ‫ســنة ‪ 1991‬وهــو برنامــج وطنــي ُينجــز بالتعــاون بيــن وزارات التربيــة‬
‫وفــي إطــارمقاربــة متعــددة األبعــاد ملقاومــة الفقــرلــم تعــد تقتصــرعلــى‬ ‫والشــؤون االجتماعيــة والصحــة ويهــدف إلــى الحـ ّـد مــن ظاهرتــي‬
‫الفقراملالي وذلك باالستئناس بالتجارب الدولية الناجحة‪ُ .‬ويقصد‬ ‫اإلخفــاق واالنقطــاع املبكــر عــن الدراســة‪ ،‬وذلــك بتوفيــر فــرص‬
‫الدخل األفراد واألسرالتي تشكو‬ ‫بالفئات الفقيرة والفئات محدودة ّ‬ ‫تعهــد بالتالميــذ الذيــن يعانــون صعوبــات صحيــة‪ ،‬أو اجتماعيــة‪،‬‬
‫حرمانــا متعــدد األبعــاد يمــس الدخــل والصحــة والتعليــم ّ‬
‫والســكن‬ ‫أو دراســية‪ ...‬بهــدف مســاعدتهم علــى تجاوزهــا والســعي إلــى تطويــق‬
‫والنفــاذ الــى الخدمــات العموميــة وظــروف العيــش‪ .‬ويتـ ّـم اعتمــاد‬ ‫العوامــل املتســببة فيهــا‪ ،‬وتوفيــراإلحاطــة الالزمــة لهــم‪ ،‬حتــى ال تكــون‬
‫أنمــوذج تنقيــط‪ ،‬يعتمــد أبعــاد الحرمــان املتعــددة‪ ،‬لتحديــد الفئــات‬ ‫تلك الصعوبات عائقا أمام نجاحهم‪،‬وتحقيقا ملبدأ مصلحة الطفل‬
‫وتتكون الخلية من مديراملؤسسة التربوية‬ ‫الفضلى وتكافؤالفرص‪ّ .‬‬
‫املنتفعة ببرنامج األمان االجتماعي وتصنيفها إلى فئات فقيرة وفئات‬
‫محــدودة الدخــل‪.‬‬ ‫واألخصائــي االجتماعــي وفريــق الطــب املدر�ســي (الطبيــب واملمــرض‬
‫املدر�سي) املطالبين بالعمل في مناخ من التكامل والتنسيق الدوري‪.‬‬
‫ويهدف برنامج األمان االجتماعي بصورة أساسية إلى‪:‬‬
‫وتتعــاون خليــة العمــل االجتماعــي املدر�ســي‪ ،‬مــع عــدة أط ـراف‬
‫·ضمــان الحـ ّـق فــي حـ ّـد أدنــى مــن الدخــل والحــق فــي املنافــع الصحيــة‬ ‫كالجمعيــات واملؤسســات والعائلــة وذلــك مــن أجــل تقديــم الخدمــات‬
‫للفئــات الفقيــرة والفئــات محدودة الدخل‪.‬‬ ‫التاليــة للتلميــذ‪:‬‬
‫· النهــوض بالفئــات الفقيــرة والفئــات محــدودة الدخــل والرفــع‬ ‫·توفيراإلحاطة االجتماعية املالئمة له وألسرته‪.‬‬
‫من ظــروف عيشــها وتأميــن نفاذهــا إلــى الخدمــات األساســية‬
‫ّ‬
‫كالصحــة والتربيــة والتعليــم والتكويــن املنهــي والتشــغيل والســكن‬ ‫·اإلحالة على العيادات الطبية‪.‬‬
‫والنقــل‪.‬‬ ‫·تأطيره نفسانيا عن طريق اإلنصات والرعاية املختصة‪.‬‬
‫·الحد من الفقرواالرتداد إليه وتوارثه‪.‬‬ ‫·توفيراملساعدات املادية في صورة االحتياج‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫تنفيــذ برنامــج جديــد ُيعنــى بضمــان مجانيــة النقــل البري ألبناء األســر‬ ‫·تعزيــز آليــات اإلدمــاج والتمكيــن االقتصــادي وتكريــس مبــدأ‬
‫الفقيــرة املنتفعــة باملنــح الشــهرية باعتمــاد ‪ 5.5‬مليــون دينــار‪.‬‬ ‫التعويــل علــى الــذات ومقاومــة اإلقصــاء والحـ ّـد مــن التفــاوت‬
‫االجتماعــي والجهــوي وتعزيــز تكافــؤ الفــرص وتكريــس العدالــة‬
‫وفــي إطــاراالســتثمارفــي رأس املــال البشــري وبهــدف تجــاوز تداعيــات‬
‫االجتماعيــة والتضامــن‪.‬‬
‫جائحــة كورونــا‪ ،‬شــهدت أواخــر ســنة ‪ 2020‬وبدايــة ســنة ‪2021‬‬
‫تقديــم مســاعدات اســتثنائية لفائــدة أبنــاء األســرالفقيــرة ومحــدودة‬ ‫ومن هذا املنطلق‪ُ ،‬يمكن للبرنامج ضبط معلومات دقيقة ورسم‬
‫الدخــل بهبــة مــن البنــك األملانــي للتنميــة قدرهــا ‪ 12‬مليــون أورو‪ .‬وتـ ّـم‬ ‫خارطة حقيقية للفقرخاصة أنه لم يقع تحيينها في تونس منذ‬
‫بالتنسيق مع مكتب اليونسيف بتونس تنفيذ املشروعين التاليين‪:‬‬ ‫أواسط التسعينات من القرن املا�ضي بما يساعد على تنفيذ‬
‫البرامج االجتماعية وتوجيه التدخالت والخدمات واملساعدات‬
‫·تمكيــن أبنــاء األســر املنتفعــة بالعــودة املدرســية والجامعيــة مــن‬ ‫االجتماعية بطريقة ناجعة حسب األولوية‪ .‬وقد بلغ عدد األطفال‬
‫مســاعدة ثانيــة قدرهــا ‪ 50‬د لفائــدة ‪ 307650‬تلميــذا باعتمــاد بلــغ‬ ‫املسجلين في بنك معطيات البرنامج خالل سنة ‪ 2020‬حوالي ‪477‬‬
‫‪ 15،383‬مليــون دينــار‪.‬‬ ‫ألف طفل من بينهم ‪ 120‬ألف دون ‪ 6‬سنوات ‪ 9540‬طفال من‬
‫·تمكيــن ‪ 50‬ألــف طفــل دون ‪ 6‬ســنوات مــن أبنــاء األســر الفقيــرة‬ ‫ذوي اإلعاقة أي بنسبة ‪% 2‬من مجموع األطفال املسجلين‪ .‬وقد‬
‫ومحــدودة الدخــل مــن مســاعدة ماليــة شــهرية قدرهــا ‪ 30‬د لــكل‬ ‫شهد عدد األطفال املسجلين ببنك معطيات األمان االجتماعي‬
‫طفــل ملــدة ‪ 8‬أشــهربدايــة مــن شــهرديســمبر ‪ 2020‬باعتمــاد قــدره‬ ‫ارتفاعا كبيرا خالل سنة ‪ 2021‬إذ ناهزحوالي ‪ 722‬ألف طفل (‪0-‬‬
‫‪ 12‬مليــون دينــار‪.‬‬ ‫‪ 18‬سنة) من بينهم حوالي ‪ 192‬ألف طفل دون ‪ 6‬سنوات و‪9123‬‬
‫ومــن ناحيــة أخــرى‪ ،‬ســاهمت مؤسســات الطفولــة فــي رعايــة األطفــال‬ ‫طفال ذا إعاقة (أي نسبة ‪ )1.3%‬منهم ‪ 622‬طفال ذو إعاقة دون ‪6‬‬
‫اجتماعيــا وتوفيــر شــروط العيــش الكريــم لهــم‪ .‬ومــن بيــن هــذه‬ ‫سنوات‪.‬‬
‫يتكفل باإلحاطة‬ ‫املؤسسات املعهد الوطني لرعاية الطفولة الذي ّ‬
‫ّ‬ ‫وفــي إطــارتدخــات الــوزارة ضمــن هــذا البرنامــج الهادفــة إلــى مســاعدة‬
‫باألطفــال فاقــدي الســند العائلــي دون الســت ســنوات ويوفــر لهــم‬ ‫التالميــذ مــن أبنــاء األســرالفقيــرة علــى مجابهــة املصاريــف الشــهرية‪،‬‬
‫رعاية اجتماعية شاملة‪ .‬ففي سنة ‪ 2020‬بلغ عدد األطفال ّ‬
‫املتعهد‬ ‫قامت وزارة الشؤون االجتماعية سنة ‪ 2020‬بتمكين األسرالفقيرة‬
‫ّ‬
‫بهم من قبل املعهد ‪ 466‬يتوزعون بين ‪ 212‬بنتا و‪ 254‬ولدا‪ُ .‬ويقدر‬ ‫املنتفعــة باملنحــة الشــهرية القــارة (قدرهــا ‪180‬د شــهريا) مــن منحــة‬
‫معـ ّـدل مـ ّـدة ّ‬
‫التكفــل باملعهــد ب ـ ‪ 228‬يومــا بالنســبة لإلنــاث و‪ 210‬يومــا‬ ‫إضافيــة بعنــوان األبنــاء املتمدرســين قيمتهــا ‪ 10‬د عــن ّ‬
‫كل ابــن ســوي‬
‫بالنسبة للذكور‪.‬‬ ‫كل ابــن ذي إعاقــة وقــد انتفــع بهــذه املنحــة اإلضافيــة‬ ‫و‪ 20‬د عــن ّ‬
‫فيقـ ّـدر‬
‫أمــا األطفــال الذيــن أدمجهــم املعهــد خــال ســنة ‪ُ ،2020‬‬ ‫‪ 96105‬طفــا موزعيــن بيــن ‪ 92480‬طفــل ســوي و‪ 3625‬مــن ذوي‬
‫عددهم بـ ‪ 366‬طفال من جملة األطفال املقيمين باملعهد أوبوحدات‬ ‫اإلعاقــة باعتمــاد جملــي يقـ ّـدرب ـ ‪ 12‬مليــون دينــار‪.‬‬
‫العيــش املتعاقــدة معــه وقــد اختلفــت صيــغ إدماجهم بيــن اســترجاع‬ ‫وتشــمل تدخــات وزارة الشــؤون االجتماعيــة تقديــم مســاعدات‬
‫الطفــل مــن قبــل العائلــة األصليــة (‪ 125‬طفــا) أو التبنــي (‪ )135‬أو‬ ‫بمناســبة العــودة املدرســية والجامعيــة حيــث تطــور حجــم‬
‫الكفالــة (‪ )72‬أو تمــت اإلحالــة علــى مؤسســات أخــرى (‪ )32‬أو صيــغ‬ ‫املســاعدات املســداة لفائــدة أبنــاء األســرالفقيــرة ومحــدودة الدخــل‬
‫أخــرى (‪ .)2‬كمــا تـ ّـم فــي إطــاراإليــداع العائلــي احتضــان ‪ 65‬طفــا مــن‬ ‫مــن ‪ 15.17‬مليــون دينــارخــال العــودة املدرســية والجامعيــة ‪2019-‬‬
‫املعهــد خــال ســنة ‪ 59( 2020‬طفــا فــي إطــاراإليــداع العائلــي قصيــر‬ ‫‪ ،2020‬ليبلغ حوالي ‪ 20.2‬مليون دينارللعودة املدرسية والجامعية‬
‫املــدى و‪ 06‬أطفــال فــي إطــاراإليــداع العائلــي طويــل املــدى)‪.‬‬ ‫‪ 2020-2021‬أي بزيــادة تقـ ّـدر ب ـ ‪ 5‬مليــون دينــار (‪ .)% 33،15‬كمــا‬
‫وقــد ارتفــع عــدد األطفــال ّ‬
‫املتعهــد بهــم مــن قبــل املعهــد الوطني لرعاية‬ ‫تطور عدد املنتفعين بهذه املساعدات من ‪ 247747‬تلميذا بعنوان‬
‫كل طالــب‬‫كل تلميــذ و‪ 21532‬طالبــا بعنــوان ‪120‬د عــن ّ‬ ‫‪50‬د عــن ّ‬
‫الطفولــة خــال ســنة ‪ 2021‬ليبلــغ ‪ 855‬طفــا بيــن ‪ 464‬مــن الذكــور‬
‫ُ‬ ‫وذلــك ســنة ‪ 2019-2020‬مقابــل ‪ 356777‬تلميــذا و‪ 19660‬طالبــا‬
‫و‪ 391‬مــن األطفــال اإلنــاث‪ .‬كمــا بلــغ عــدد األطفــال املدمجيــن ‪440‬‬
‫طفــا يتوزعــون بيــن ‪ 185‬فــي إطــارالتبنــي و‪ 99‬ضمــن الكفالــة و‪133‬‬ ‫ســنة ‪.2020-2021‬‬
‫طفــا تــم اســترجاعهم مــن العائلــة و‪ 23‬طفــا ضمــن صيــغ أخــرى‬ ‫وشــهدت ســنة ‪ 2020‬إســداء تدخــات اســتثنائية ملجابهــة تداعيــات‬
‫لإلدماج‪.‬‬ ‫جائحــة كوفيــد‪ 19-‬املســتجد‪ ،‬حيــث تـ ّـم صــرف مســاعدات ماليــة‬
‫وارتفــع خــال ســنة ‪ 2021‬عــدد األطفــال املودعيــن فــي إطــاراإليــداع‬ ‫اســتثنائية وظرفيــة فــي إطــار العــودة املدرســية قيمتهــا ‪ 50‬دينــارا‬
‫العائلــي ليبلــغ ‪ 85‬طفــا؛ ‪ 75‬منهــم مســتفيدون مــن اإليــداع العائلــي‬ ‫لفائــدة ‪ 261901‬تلميــذا بقيمــة جمليــة قدرهــا ‪ 13،095‬م د‪ .‬كمــا‬
‫قصيــراملــدى و‪ 10‬إيــداع طويــل املــدى‪.‬‬ ‫شــملت تدخــات برنامــج األمــان االجتماعــي ســنة ‪ 2020‬الشــروع فــي‬

‫ّ‬
‫الوطني حول وضع‬ ‫ّ‬
‫التقرير‬
‫‪63‬‬ ‫ّ‬
‫الطفولة بتونس ‪2021 - 2020‬‬
‫ّ‬ ‫تناهــز طاقــة االســتيعاب باألقســام فــي املعهــد ‪ 140‬طفــا‪ّ .‬‬
‫‪ 2364‬فتــاة و‪ 2122‬فتــى يتولــى اإلش ـراف عليهــم ‪ 1030‬إطــارا منهــم‬ ‫ويؤمــن‬
‫‪ 424‬إطــارا تربويــا و ‪ 29‬إطــارا مختصــا‪.‬‬ ‫الخدمــات باملؤسســة ‪ 259‬إطــارا مــن بينهــم ‪ 89‬عــون رعايــة و‪11‬‬
‫كمــا ّ‬ ‫أخصائيــا اجتماعيــا و‪ 3‬أخصائييــن نفســانيين و‪ 7‬مربيــن و‪ 27‬بيــن‬
‫تتكفــل املراكــزاملندمجــة للشــباب والطفولــة بشــريحة أخــرى‬
‫ممرضين واختصاصات شبه طبية من عالج طبيعي وتقويم للنطق‬
‫مــن األطفــال وهــم األطفــال فاقــدي الســند العائلــي والذيــن يعيشــون‬ ‫ّ‬
‫الصحــة‪.‬‬ ‫وحفــظ‬
‫ظروفــا عائليــة واجتماعيــة صعبــة تعيــق اندماجهــم فــي املجتمــع‪.‬‬
‫كمــا تقــوم بإيــواء األطفــال املهدديــن (طــاق األبويــن‪ ،‬عجــز األبويــن‬ ‫وفــي إطــاراإلحاطــة والحمايــة املوجهــة إلــى األطفــال تعهــدت وحــدات‬
‫أو فقدانهمــا‪ )..‬قصــد رعايتهــم وتربيتهــم إلــى غايــة زوال حالــة التهديــد‪.‬‬ ‫العيــش البالــغ عددهــا ‪ 14‬وحــدة والتابعــة لــ‪ 13‬جمعيــة ناشــطة فــي‬
‫وهي توفرلهم نصف إقامة بالتوازي مع خدمات تربوية واجتماعية‬ ‫مجــال الطفولــة فاقــدة الســند العائلــي ب ـ ‪ 376‬طفــا ســنة ‪2020‬‬
‫فــي نطــاق الوســط الطبيعــي باالعتمــاد علــى مشــروع إدمــاج لـ ّ‬
‫ـكل‬ ‫مســجلة بذلــك انخفاضــا كبيـرا مقارنــة بســنة ‪ 2019‬التــي تـ ّـم ّ‬
‫التعهــد‬
‫طفــل‪ .‬بلــغ عــدد هــذه املراكــز ‪ 22‬مرك ـزا‪ ،‬يشــرف عليهــا ‪ 681‬إطــارا‬ ‫خاللهــا ب ـ ‪ 553‬طفــا‪ .‬وقــد تمكنــت وحــدات العيــش مــن إدمــاج ‪216‬‬
‫مــن أخصائييــن اجتماعييــن ونفســانيين وغيرهــم وقــد اســتفاد مــن‬ ‫طفــا‪ .‬ويبلــغ عــدد اإلطــارات بوحــدات العيــش ‪ 162‬إطــارا‪.‬‬
‫خدماتهــا ‪ 2023‬طفــا خــال ســنة ‪ 2020‬وهــي موزعــة علــى أغلــب‬ ‫ومن املهم في هذا الصدد إثارة اإلشكاليات املتصلة بموضوع ّ‬
‫التبني‬
‫الواليــات باســتثناء واليــات أريانــة ونابــل وزغــوان وســليانة وقابــس‬ ‫الذي تعتريه الصعوبات رغم استقرارعدد األطفال ّ‬
‫املتعهد بهم من‬
‫وتطاويــن وتوزر‪.‬‬ ‫ّ‬
‫بالتبنــي‬ ‫قبــل املؤسســات املختصــة‪ .‬وشــهد عــدد األطفــال املعنييــن‬
‫وقــد تعهــدت مراكــز اإلحاطــة والتوجيــه االجتماعــي خــال ســنة‬ ‫تناقصــا بالرغــم مــن ارتفــاع الطلــب واضط ـرار العائــات املتبنيــة‪،‬‬
‫‪ 2020‬ب ـ ‪ 281‬طفــا مــن بيــن األطفــال ّ‬
‫املهدديــن فــي املراكــز الثالثــة‬ ‫لالنتظــار ســنوات طويلــة بســبب التعقيــدات القانونيــة الكبيــرة فــي‬
‫ّ‬
‫والتي تســتهدف األشــخاص فاقدي الســند املادي واملعنوي ومن هم‬ ‫معالجــة ملفــات التبنــي عــاوة علــى تعطــل إصــداراألحــكام القانونيــة‬
‫فــي وضعيــة اجتماعيــة صعبــة تســتدعي الرعايــة الظرفيــة مــن إقامــة‬ ‫للتبنــي فــي بعــض الواليــات ممــا يضطــرعديــد العائــات إلــى االســتقرار‬
‫وتغذية وملبس مع إحاطة نفسية وصحية والتدخل لفائدتهم لدى‬ ‫خــارج جهاتهــا األصليــة لتجــاوز هــذا االشــكال والتمتــع بهــذا الحــق‪.‬‬
‫ّ‬
‫والصحيــة‪ .‬أمــا فــي ســنة‬ ‫الهيــاكل القضائيــة واالجتماعيــة واإلداريــة‬
‫وتتكامل عديد من املؤسسات التربوية واالجتماعية لتأمين الرعاية‬
‫‪ 2021‬فقــد ناهــزعــدد األطفــال املتعهــد بهــم مــن قبــل مراكــزاإلحاطة‬
‫الالزمــة لألطفــال وحمايتهــم حســب طبيعــة تدخــل هــذه الهيــاكل‬
‫والتوجيــه االجتماعــي ‪ 265‬طفــا‪ .‬وبلــغ عــدد األطفــال املدمجيــن مــن‬
‫وخصوصيــة األطفــال املعنييــن‪ .‬ومــن بيــن هــذه املؤسســات مركبــات‬
‫قبل هذه املراكز ‪ 182‬طفال‪  .‬‬ ‫ّ‬
‫الطفولة التي تمثل فضاءات رعاية موجهة لفائدة األطفال الذين‬
‫وتنتفــع بخدمــات مراكــز الدفــاع واإلدمــاج االجتماعــي الفئــات‬ ‫يعيشــون وضعيــات صعبــة نتيجــة ظــروف اجتماعيــة قاســية كاليتــم‬
‫التاليــة‪:‬‬ ‫أو التفــكك األســري‪ .‬وتتكفــل املركبــات بمتابعــة األطفــال واإلحاطــة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪1.1‬األطفال املنقطعون مبكرا عن التعليم‬ ‫بهــم دراســيا وســلوكيا وصحيا‪...‬وتوفــر لألطفــال املكفوليــن وكذلــك‬
‫‪2.2‬األطفال ّ‬ ‫أبنــاء املحيــط املجــاور أنشــطة تكوينيــة وترفيهيــة ورياضيــة وفنيــة‪.‬‬
‫املهددون‬
‫مركبــات الطفولــة البالــغ عددهــا ‪ 98‬مركبــا‪ ،‬خــال ســنة ‪،2020‬‬
‫‪3.3‬األطفال الجانحون‬ ‫ّ‬
‫علــى جميــع الواليــات بيــن مركــب واحــد فــي املنســتيرمثــا و‪ 10‬وتتــوزع‬
‫‪4.4‬املراهقــون الذيــن يعيشــون مشــاكل عالئقيــة وصعوبــات تكيــف‬ ‫مركبــات فــي صفاقــس و‪ 9‬فــي ســيدي بوزيــد و‪ 8‬فــي القصريــن فــي حيــن‬
‫اجتماعــي‬ ‫تراوحــت البقيــة بيــن مركبيــن و‪ 6‬مركبــات مــن جهــة إلــى أخــرى وذلــك‬
‫‪5.5‬األطفال املغادرون ملراكزاإلصالح التربوي‪.‬‬ ‫حســب الكثافــة الســكانية والظــروف االجتماعيــة للجهــات‪ .‬وقــد‬
‫تكفلــت املركبــات ب ـ ‪ 4261‬طفــا أشــرف علــى التعهــد بهــم ‪1040‬‬
‫تعهــدت املراكــز ب ـ ‪ 4733‬طفــا خــال ســنة ‪ ،2020‬ليرتفــع‬‫وقــد ّ‬
‫مــرب يتوزعــون بيــن ‪ 434‬إطــارا تربويــا و‪ 20‬مختصــا (أخصائييــن‬
‫عددهــم بشــكل ملحــوظ خــال ‪ 2021‬مــدركا ‪ 6230‬طفــا‪ .‬ويتــوزع‬ ‫اجتماعييــن ونفســانيين) ‪ .‬ثــم انخفــض عــدد مركبــات الطفولــة إلــى‬
‫هــؤالء األطفــال خــال الســنتين األخيرتيــن حســب الجنــس كاآلتــي‪:‬‬ ‫‪ 93‬مؤسســة ســنة‪( 2021‬نتيجــة أشــغال تهيئــة فــي مجموعــة مــن‬
‫املؤسســات)‪ ،‬وبلــغ عــدد األطفــال املكفوليــن ‪ 4486‬يتوزعــون بيــن‬

‫‪64‬‬
‫جدول رقم ‪:19‬‬
‫األطفال املتعهد بهم بمراكزالدفاع واإلدماج االجتماعي خالل سنتي ‪ 2020‬و‪ 2021‬حسب الجنس‬
‫‪2021‬‬ ‫‪2020‬‬ ‫السنة‬
‫العدد الجملي‬ ‫ذكور‬ ‫إناث‬ ‫العدد الجملي‬ ‫ذكور‬ ‫إناث‬ ‫األطفال املتعهد بهم‬
‫‪2310‬‬ ‫‪1719‬‬ ‫‪591‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫‪1464‬‬ ‫‪555‬‬ ‫أطفال غيرمتكيفين‬
‫أطفال ّ‬
‫مهددون‬
‫‪1989‬‬ ‫‪1177‬‬ ‫‪812‬‬ ‫‪1474‬‬ ‫‪866‬‬ ‫‪608‬‬
‫أطفال في خالف مع‬
‫‪1931‬‬ ‫‪1815‬‬ ‫‪116‬‬ ‫‪1240‬‬ ‫‪1152‬‬ ‫‪88‬‬ ‫القانون‬
‫‪6230‬‬ ‫‪4711‬‬ ‫‪1519‬‬ ‫‪4733‬‬ ‫‪3482‬‬ ‫‪1251‬‬ ‫املجموع‬

‫بهــم فــي هذيــن املركزيــن ‪ 240‬خــال ســنة ‪ 2020‬يتوزعــون بيــن ‪154‬‬ ‫ُيالحــظ أن عــدد الذكــور الذيــن انتفعــوا بخدمــات هــذه املراكــزيفــوق‬
‫طفلــة و‪ 86‬طفــا تمــت إعــادة إدمــاج ‪ 99‬مــن بينهــم‪ 58 ،‬أنثــى و‪41‬‬ ‫عدد الفتيات حيث مثلت نسبتهن ثلث عدد الذكور‪ ،‬وذلك ألسباب‬
‫ذكـرا‪ .‬أمــا فــي ســنة ‪ 2021‬فقــد تعهــد املركـزان ب ـ ‪ 266‬طفــا بيــن ‪113‬‬ ‫عديــدة مــن بينهــا أن عــدد الذكــور أكثــر ارتفاعــا ضمــن هــذه الفئــة‬
‫طفــا ذك ـرا و‪ 153‬أنثــى‪ .‬وتمــت إعــادة إدمــاج ‪ 106‬طفــا مــن بينهــم‬ ‫املهددين‪ .‬إضافة الى أن نسبة االنقطاع املبكر‬ ‫العمرية من األطفال ّ‬
‫ّ‬
‫(‪ 43‬مــن الذكــور و‪ 63‬مــن اإلنــاث) ويوفــراملركـزان اإلقامــة لألطفــال‬ ‫عــن الدراســة تبــدوظاهــرة ذكوريــة بامتيازحيــث أن األطفــال املتعهــد‬
‫املتعهــد بهــم وتتـراوح مـ ّـدة التكفــل باألطفــال املهدديــن بيــن يــوم واحــد‬
‫ّ‬ ‫مهددين‬‫بهــم بمراكــزالدفــاع واإلدمــاج االجتماعــي ســواء كانــوا أطفاال ّ‬
‫وخمــس ســنوات‪.‬‬ ‫أو فــي نـزاع مــع القانــون أو أطفــاال غيــر ّ‬
‫متكيفيــن اجتماعيــا يكونــون فــي‬
‫الغالب قد غادروا مقاعد الدراســة وتم اســتقطابهم أو توجيههم إلى‬
‫ويختــص املرك ـزان بتوفيــر مســتلزمات الرعايــة األساســية واإلحاطــة‬
‫ّ‬ ‫هذه املؤسســات‪.‬‬
‫والصح ّيــة والنفســية والتربويــة التــي تتطلبهــا وضعيــات‬ ‫االجتماعيــة‬
‫هــؤالء األطفــال وتتــم متابعتهــم فــي إطــاربرامــج إفراديــة مالئمــة بهــدف‬ ‫وقــد اســتفاد ‪ 595‬طفــا‪ ،‬مــن بيــن املتعهــد بهــم‪ ،‬مــن متابعــة الــدورة‬
‫ُ ّ‬
‫ضمان إعادة إدماجهم أســريا وتربويا ومهنيا بالتنســيق مع مختلف‬ ‫التأهيليــة التــي نظمــت لفائدتهــم ســنة ‪ ،2021‬والتــي امتــدت علــى ‪9‬‬
‫األطرافاملعنية‪   .‬‬ ‫أشــهر‪.‬‬
‫أمــا املركــز االجتماعــي ملالحظــة األطفــال بمنوبــة فيضطلــع بمهمــة‬ ‫باإلضافة إلى ما ســبق وفي إطاربرنامج العمل االجتماعي بالشــارع‪،‬‬
‫خصوصيــة مختلفــة عــن الخدمــات املســداة فــي مختلــف املراكــز‬ ‫استفاد ‪ 201‬طفال مهددا من الحماية والتعهد‪ ،‬خالل سنة ‪،2020‬‬
‫ّ‬ ‫يتوزعــون بيــن ‪ 136‬مــن الذكــور و‪ 38‬مــن اإلنــاث فقــط‪ .‬ويتــم ّ‬
‫االجتماعيــة األخــرى‪ ،‬تتمثــل فــي مالحظــة واختبــاراألطفــال الجانحيــن‬ ‫التعهــد‬
‫مــن الجنســين املتراوحــة أعمارهــم بيــن ‪ 13‬و‪ 18‬ســنة واملحاليــن علــى‬ ‫بهــؤالء األطفــال مــن قبــل مراكــز اإلدمــاج والدفــاع االجتماعــي‪ .‬وقــد‬
‫ُ ّ‬
‫املركــزفــي طــور مــا قبــل الحكــم مــن قبــل قضــاء األطفــال‪ .‬وتوفــرلهــم‬ ‫ارتفــع عــدد األطفــال املتعهــد بهــم إلــى حــدود ‪ 332‬طفــا ســنة ‪2021‬‬
‫مرة واحدة بإذن من القا�ضي‬ ‫ملدة شهرقابلة للتجديد ّ‬ ‫إقامة كفالة ّ‬ ‫مــن بينهــم ‪ 289‬ذكـرا و‪ 43‬فتــاة‪ .‬ويســتهدف البرنامــج األطفــال الذيــن‬
‫مــع إحاطــة نفســية ومتابعــة قصــد التعـ ّـرف علــى محيــط الطفــل‬ ‫يعيشــون قطيعــة مــع مختلــف املؤسســات بســبب عــدم تأقلمهــم‬
‫ومــدى تأثيــره علــى ســلوكه وتحديــد دوافــع انحرافــه بهــدف تعديــل‬ ‫االجتماعــي واختــال توازنهــم النف�ســي نتيجــة تدهــور ظروفهــم‬
‫ينظــم املركــزأنشــطة تربويــة وتأهيليــة وخدمــات ّ‬ ‫ّ‬
‫صحية‬ ‫ســلوكه‪ .‬كمــا‬ ‫العائليــة واالجتماعيــة‪.‬‬
‫ّ‬
‫لفائــدة األطفــال‪ .‬وتبلــغ طاقــة اســتيعاب املركــز ‪ 45‬طفــا‪ .‬وقــد تعهــد‬
‫كمــا سـ ّـجل تراجــع فــي عــدد األطفــال املســتفيدين مــن هــذا البرنامــج‬
‫املركــزســنة ‪ 2020‬ب ــمجموع ‪ 85‬طفــا مــن بينهــم ‪ 6‬فتيــات و‪ 79‬ولــدا‬
‫الــذي تجــاوز فــي بعــض الســنوات ‪ 500‬طفــا ويعــود ذلــك إلــى عديــد‬
‫بمعـ ّـدل مــدة تعهــد ناهــزت الشــهر‪ .‬وقــد ارتفــع عــدد األطفــال املتعهــد‬
‫األســباب مــن أهمهــا صعوبــة العمــل امليدانــي ومحدوديــة وســائل‬
‫بهــم إلــى ‪ 96‬خــال ســنة ‪.2021‬‬
‫العمــل املســاعدة لتيســير تدخــات األخصائييــن االجتماعييــن‪.‬‬
‫كمــا تشــير معطيــات وزارة الشــؤون االجتماعيــة إلــى ارتفــاع عــدد‬
‫ويجــدر التنصيــص مــن جهــة أخــرى‪ ،‬علــى أن عــدد مراكــز الرعايــة‬
‫حاالت الوالدة خارج إطارالزواج والذي بلغ ‪ 937‬والدة ســنة ‪2020‬‬
‫ولحمايــة األطفــال واألمهــات ّ‬ ‫االجتماعيــة لألطفــال ال يتجــاوز مركزيــن اثنيــن يهتمــان باألطفــال‬
‫تعهــدت مراكــز اإلحاطــة والتوجيــه‬
‫الذيــن يعيشــون وضعيــات صعبــة واألطفــال املهدديــن علــى معنــى‬
‫االجتماعي بـ ‪ 56‬من بين األمهات العازبات وتعهدت هياكل النهوض‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الفصل ‪ 20‬من مجلة حماية الطفل املحالين من قبل قضاة األسرة‬
‫االجتماعــي ب ‪ 933‬أ ّمــا‪ .‬وبلــغ عــدد الخدمــات املســداة إلــى األمهــات‬ ‫ومندوبــي حمايــة الطفولــة‪ .‬وقــد بلــغ عــدد األطفــال املهدديــن ّ‬
‫املتعهــد‬

‫ّ‬
‫الوطني حول وضع‬ ‫ّ‬
‫التقرير‬
‫‪65‬‬ ‫ّ‬
‫الطفولة بتونس ‪2021 - 2020‬‬
‫ّ‬
‫وتتعهــد‬ ‫تابعــة للجمعيــات وعددهــا ‪ 314‬مقابــل ‪ 9‬مراكــز عموميــة‪.‬‬ ‫ّ‬
‫املتعهــد بهــن مــن قبــل هيــاكل النهــوض االجتماعــي ‪846‬‬ ‫العازبــات‬
‫املؤسســات الخاصــة ب ‪ 15062‬طفــا يشــرف علــى تأطيرهــم ‪3347‬‬ ‫خدمــة أي أن نســبة املســتفيدات مــن الخدمــات تبلــغ ‪.% 90.67‬‬
‫إطــارا مقابــل ‪ 471‬إطــارا باملؤسســات العموميــة‪ .‬كمــا بلــغ عــدد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وفــي مــا يتعلــق باألطفــال ذوي اإلعاقــة والذيــن تعــذرعليهــم االندمــاج‬
‫األطفــال محضونــي الدولــة مــن ذوي اإلعاقــة املتعهــد بهــم مــن قبــل‬ ‫باملــدارس العاديــة نظ ـرا إلعاقتهــم العميقــة ّ‬
‫فإنهــم يتلقــون خدمــات‬
‫املركــز االجتماعــي والتربــوي بالســند ‪ 27‬طفــا ذي إعاقــة‪ .‬مــع العلــم‬ ‫ّ‬
‫املختصة والتأهيل والتكوين املنهي في املراكز‬ ‫التربية املبكرة والتربية‬
‫أنه تم غلق عديد من هذه املراكزخالل فترة الحجرالصحي بسبب‬
‫املختصــة التــي توفــر لألطفــال ذوي اإلعاقــة الرعايــة االجتماعيــة‪.‬‬
‫جائحــة كوفيــد‪ 19‬لتعــود إلــى نشــاطها العــادي تباعــا‪.‬‬
‫ويبلــغ عــدد هــذه املراكــز ‪ 323‬مرك ـزا أغلبهــا مؤسســات خاصــة أو‬

‫‪66‬‬
‫توصيات خاصة‬

‫النفسية‬
‫ّ‬ ‫الصحية والمرافقة‬
‫ّ‬ ‫الرعاية‬
‫الخاصة بالحق في ّ‬
‫ّ‬ ‫التّ وصيات‬
‫االجتماعية‬
‫ّ‬ ‫واإلحاطة‬

‫·ضــرورة التقليــص مــن نســبة األطفــال دون السادســة الذيــن يعانــون مــن مشــكل صحــي ثابــت و‪/‬‬
‫ّ‬
‫أو إعاقة ُمشخصة والذين يعانون من نقص التغذية أو خطراإلصابة بالسمنة وهي فئة هامة‬
‫وذلك بتمكينهم من رعاية خاصة ومرافقة إفرادية‪.‬‬
‫·تحييــن برامــج الصحــة وخاصــة املتعلقــة بالتغذيــة واألمـراض التنفســية ودفتــرالصحــة الخــاص‬
‫باألطفال‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الوالديــة االيجابيــة فــي ظــل تدنــي مســتوى معــارف األوليــاء‬ ‫·مواصلــة الرهــان علــى برنامــج التربيــة‬
‫ّ‬
‫وثقافتهــم فــي مجــال صحــة الطفــل ومســارنمــوه واالستكشــاف املبكــرملؤشـرات التهديــد املتعلقــة‬
‫بالجوانــب الصحيــة والنفســية لألبنــاء‪.‬‬
‫·حســن توزيــع األطبــاء وخاصــة أطبــاء االختصــاص والخدمــات الصحيــة األساســية بصــورة‬
‫عامــة بشــكل عــادل بيــن الجهــات تعميمــا لحــق كل األطفــال فــي خدمــات طبيــة ذات جــودة وضمانــا‬
‫ّ‬
‫صحيــة وطنيــة ناجعــة وقايــة وعالجــا‪.‬‬ ‫لسياســة‬
‫·ضــرورة الترفيــع فــي عــدد األخصائييــن النفســانيين واملربيــن االجتماعييــن باملندوبيــات الجهويــة‬
‫للتربيــة أمــام الطلبــات امللحــة لخدماتهــم مــن طــرف التالميــذ وأوليائهــم خاصــة لتجــاوز تداعيــات‬
‫جائحــة كوفيــد ‪ 19‬النفســية والصحيــة‪.‬‬
‫·مأسســة اإلحاطــة النفســية والتربويــة خاصــة للتالميــذ فــي العتبــات الدراســية االنتقاليــة (أي فــي‬
‫يميــزهــذه املرحلــة مــن منســوب انقطــاع ورســوب عــال‬ ‫الســابعة أسا�ســي واألولــى ثانــوي) باعتبــارمــا ّ‬

‫·تعميــم مكاتــب اإلصغــاء واملتابعــة داخــل املؤسســات التربويــة وتطويــرخدماتــه مــن خــال توفيــر‬
‫العنصــرالبشــري املختــص باألعــداد الكافــة‪.‬‬
‫ّ‬
‫·تفعيل دور الهياكل املهتمة باإلحاطة االجتماعية بالطفولة الهشة وتعميم تقديم املساعدات‬
‫والخدمــات الضروريــة التــي يحتاجهــا األطفــال الذيــن يعيشــون ظروفــا صعبــة أوالذيــن يفتقــدون‬
‫السند املادي واملعنوي‪.‬‬
‫·مزيــد التنســيق والتكامــل بيــن الهيــاكل االجتماعيــة والتربويــة التــي تتعهــد باألطفــال تربويــا‬
‫واجتماعيــا‪ ،‬مــع ضــرورة توحيــد بعــض الهيــاكل التــي تســتهدف نفــس الفئــة والتــي تتدخــل فــي نفس‬
‫املؤسســات علــى غ ـرار هيــاكل اإلصغــاء ومرافقــة التلميــذ‪.‬‬

‫ّ‬
‫الوطني حول وضع‬ ‫ّ‬
‫التقرير‬
‫‪67‬‬ ‫ّ‬
‫الطفولة بتونس ‪2021 - 2020‬‬
68
‫ّ‬
‫الحق في الحماية من‬
‫المخاطر تكريسا لمبدأ‬
‫مصلحة ّ‬
‫الطفل الفضلى‬

‫ّ‬
‫الوطني حول وضع‬ ‫ّ‬
‫التقرير‬
‫‪69‬‬ ‫ّ‬
‫الطفولة بتونس ‪2021 - 2020‬‬
‫ّ‬
‫الحق في الحماية من المخاطر تكريسا‬
‫لمبدأ مصلحة ّ‬
‫الطفل الفضلى‬

‫ما انفك عدد اإلشــعارات يتزايد من ســنة إلى أخرى حيث انتقل من‬ ‫ّ‬
‫الطفولــة‬ ‫االجتماعيــة‪ :‬منــدوب حمايــة‬
‫ّ‬ ‫الحمايــة‬
‫‪ 5783‬إشــعارا ســنة ‪ 2013‬إلــى ‪ 17506‬ســنة ‪ 2019‬وهــو مــا يعكــس‬
‫وواجــب اإلشــعار‬
‫تنامــي الوعــي املجتمعــي بواجــب اإلشــعار والوعــي بحقــوق الطفــل‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫باإلضافــة إلــى تزايــد التنــاول اإلعالمــي لظاهــرة العنــف املســلط علــى‬ ‫تتمثــل مهــام منــدوب حمايــة الطفولــة فــي التدخــل الوقائــي فــي جميــع‬
‫األطفــال الــذي ســاهم فــي الحــث علــى التبليــغ علــى االنتهــاكات‪ .‬لكــن‬ ‫ـص عليــه‬‫الحــاالت التــي تهــدد ســامة الطفــل النفســية طبقــا ملــا نـ ّ‬
‫شــهد عدد اإلشــعارات تراجعا ســنة ‪ 2020‬حيث لم يتجاوز ‪15202‬‬ ‫الفصــل ‪ 20‬مــن مجلــة حمايــة الطفــل‪ .‬ومــن مشــموالت منــدوب‬
‫ليســجل بذلــك انخفاضــا ب ـ ‪ 2304‬إشــعارا مقارنــة بالســنة التــي‬ ‫حمايــة الطفولــة اتخــاذ التدابيــرالراميــة إلــى رفــع التهديــد عــن الطفــل‬
‫ســبقتها‪ .‬ويعــود ذلــك إلــى تراجــع القيــام بعمليــات اإلشــعارحضوريــا‬ ‫من خالل تدخالت وإجراءات وقائية ذات طابع اجتماعي على غرار‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫واملوجــه ومــا رافــق‬ ‫بســبب جائحــة كوفيــد وفت ـرات الحجــر الشــامل‬ ‫تقديــم الدعــم والتوجيــه لفائــدة األســرة ومســاعدتها علــى تخطــي‬
‫ذلــك مــن منــع للتنقــل وغلــق للمؤسســات ليعــود الــى االرتفــاع ســنة‬ ‫الصعوبــات التــي تواجههــا وتختلــف تدابيــرالحمايــة حســب وضعيــة‬
‫معدل ما قبل الجائحة وذلك بعد تحسن الوضع الصحي‬ ‫‪ 2021‬إلى ّ‬ ‫التهديــد التــي يعيشــها الطفــل‪ ،‬كاالتفــاق مــع والديــه أو مــع مــن لــه‬
‫والعودة التدريجية للحياة الطبيعة‪ .‬كما يعود تزايد حاالت اإلشعار‬ ‫التشرد واإلهمال أو‬ ‫ّ‬ ‫النظرأو اتخاذ تدابيرعاجلة خاصة في حاالت‬
‫إلــى حــرص وزارة األســرة وامل ـرأة والطفولــة وكبــار الســن ومصالــح‬ ‫وضع الطفل بمؤسســة إعادة تأهيل أو بمركزاســتقبال أو مؤسســة‬
‫منــدوب حمايــة الطفولــة علــى تنويــع طــرق التبليــغ وعــدم االقتصــار‬ ‫اجتماعيــة أو تربويــة أو لــدى عائلــة‪ ،‬كمــا يمكــن أن تكــون تدابيــر‬
‫يســرعمليــات اإلشــعار وشـ ّـجع علــى القيــام‬ ‫علــى التبليــغ املباشــربمــا ّ‬ ‫الحمايــة ذات صبغــة قضائيــة مــن قبــل قا�ضــي األســرة ويكــون ذلــك‬
‫بهــا‪ ،‬مثلمــا ّ‬
‫يوضحــه الرســم املوالــي‪:‬‬ ‫بنــاء علــى طلــب مــن منــدوب حمايــة الطفولــة أو قا�ضــي األطفــال أو‬
‫ّ‬
‫رسم بياني رقم ‪:29‬‬
‫عن املؤسســات العمومية املعنية بشــؤون الطفولة‪ .‬وتغطي مكاتب‬
‫مندوبــي حمايــة الطفولــة جميــع واليــات الجمهوريــة‪ .‬ويتـراوح عددهم‬
‫بين ‪ 2‬و‪ 5‬في كل مكتب جهوي حســب حجم الســكان وحجم العمل‪.‬‬
‫تلقــى مندوبــو حمايــة الطفولــة ‪ 15202‬إشــعارا خــال ســنة‬ ‫وقــد‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ .2020‬وتتوزع إشعارا تهم بين ‪ 7967‬إشعارا متعلقا بالذكور مقابل‬
‫ّ‬
‫‪ 7235‬إشــعارا يتعلــق باإلنــاث بمــا يمثــل نســبة إنــاث تناهــز ‪.47.59%‬‬
‫وقد شــهد عدد اإلشــعارات ارتفاعا بـ ‪ 1867‬خالل ســنة ‪ 2021‬ليبلغ‬
‫‪ 17069‬إشــعارا يشــمل ‪ 9026‬مــن الذكــور موضــوع التهديــد و‪8043‬‬
‫تطور عدد‬ ‫املهددات‪ .‬ويستعرض الرسم املوالي ّ‬ ‫من األطفال اإلناث ّ‬
‫اإلشــعارات خــال الســنوات األخيــرة إلــى حــدود ســنة ‪:2021‬‬
‫رسم بياني رقم ‪:28‬‬
‫كان عــدد اإلشــعارات خــال ســنة ‪ 2020‬متفاوتــا بيــن الجهــات‪،‬‬
‫إذ سـ ّـجلت جهــة صفاقــس أكبــر عــدد مــن اإلشــعارات (‪ )1630‬تليهــا‬
‫واليــة تونــس (‪ )1301‬فواليــة بــن عــروس (‪ )1218‬بينمــا ســجلت واليــة‬
‫تطاوين أقل عدد من اإلشعارات بـ ‪ 176‬إشعارا فقط‪ .‬كما حافظت‬
‫واليــة صفاقــس علــى أرفــع عــدد مــن اإلشــعارات فــي ســنة ‪ 2021‬ب ـ‬
‫‪ 1822‬إشعارا ثم والية تونس (‪ )1572‬وتلقت مصالح والية جندوبة‬
‫أقــل عــدد مــن اإلشــعارات فــي ‪ .)296( 2021‬وهــو مــا يفصلــه الجــدول‬
‫املوالي‪:‬‬

‫‪70‬‬
‫جدول رقم ‪:20‬‬
‫توزيع إشعارات الطفولة ّ‬
‫املهددة في الواليات حسب الجنس خالل سنتي ‪ 2020‬و‪2021‬‬

‫عدد اإلشعارات في ‪2021‬‬ ‫عدد اإلشعارات في ‪2020‬‬


‫الوالية‬
‫املجموع‬ ‫ذكور‬ ‫إناث‬ ‫املجموع‬ ‫ذكور‬ ‫إناث‬
‫‪1572‬‬ ‫‪695‬‬ ‫‪877‬‬ ‫‪1301‬‬ ‫‪637‬‬ ‫‪664‬‬ ‫تونس‬
‫‪1135‬‬ ‫‪615‬‬ ‫‪520‬‬ ‫‪897‬‬ ‫‪471‬‬ ‫‪426‬‬ ‫أريانة‬
‫‪1257‬‬ ‫‪668‬‬ ‫‪589‬‬ ‫‪1218‬‬ ‫‪615‬‬ ‫‪603‬‬ ‫بن عروس‬
‫‪604‬‬ ‫‪308‬‬ ‫‪296‬‬ ‫‪562‬‬ ‫‪338‬‬ ‫‪224‬‬ ‫منوبة‬
‫‪951‬‬ ‫‪464‬‬ ‫‪487‬‬ ‫‪801‬‬ ‫‪418‬‬ ‫‪383‬‬ ‫نابل‬
‫‪745‬‬ ‫‪462‬‬ ‫‪283‬‬ ‫‪612‬‬ ‫‪259‬‬ ‫‪353‬‬ ‫زغوان‬
‫‪610‬‬ ‫‪330‬‬ ‫‪280‬‬ ‫‪637‬‬ ‫‪364‬‬ ‫‪273‬‬ ‫بنزرت‬
‫‪419‬‬ ‫‪250‬‬ ‫‪169‬‬ ‫‪511‬‬ ‫‪274‬‬ ‫‪237‬‬ ‫باجة‬
‫‪296‬‬ ‫‪150‬‬ ‫‪146‬‬ ‫‪252‬‬ ‫‪135‬‬ ‫‪117‬‬ ‫جندوبة‬
‫‪517‬‬ ‫‪267‬‬ ‫‪250‬‬ ‫‪493‬‬ ‫‪268‬‬ ‫‪225‬‬ ‫الكاف‬
‫‪299‬‬ ‫‪156‬‬ ‫‪143‬‬ ‫‪303‬‬ ‫‪157‬‬ ‫‪146‬‬ ‫سليانة‬
‫‪465‬‬ ‫‪220‬‬ ‫‪245‬‬ ‫‪241‬‬ ‫‪135‬‬ ‫‪106‬‬ ‫القيروان‬
‫‪909‬‬ ‫‪500‬‬ ‫‪409‬‬ ‫‪1037‬‬ ‫‪536‬‬ ‫‪501‬‬ ‫القصرين‬
‫‪527‬‬ ‫‪291‬‬ ‫‪236‬‬ ‫‪614‬‬ ‫‪324‬‬ ‫‪290‬‬ ‫سيدي بوزيد‬
‫‪877‬‬ ‫‪439‬‬ ‫‪438‬‬ ‫‪635‬‬ ‫‪306‬‬ ‫‪329‬‬ ‫سوسة‬
‫‪524‬‬ ‫‪270‬‬ ‫‪254‬‬ ‫‪617‬‬ ‫‪302‬‬ ‫‪315‬‬ ‫املنستير‬
‫‪299‬‬ ‫‪151‬‬ ‫‪148‬‬ ‫‪251‬‬ ‫‪143‬‬ ‫‪108‬‬ ‫املهدية‬
‫‪1822‬‬ ‫‪916‬‬ ‫‪906‬‬ ‫‪1630‬‬ ‫‪922‬‬ ‫‪708‬‬ ‫صفاقس‬
‫‪972‬‬ ‫‪542‬‬ ‫‪430‬‬ ‫‪751‬‬ ‫‪381‬‬ ‫‪370‬‬ ‫قفصة‬
‫‪401‬‬ ‫‪199‬‬ ‫‪202‬‬ ‫‪318‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪156‬‬ ‫توزر‬
‫‪495‬‬ ‫‪268‬‬ ‫‪227‬‬ ‫‪312‬‬ ‫‪174‬‬ ‫‪138‬‬ ‫قبلي‬
‫‪502‬‬ ‫‪298‬‬ ‫‪204‬‬ ‫‪451‬‬ ‫‪250‬‬ ‫‪201‬‬ ‫قابس‬
‫‪553‬‬ ‫‪401‬‬ ‫‪152‬‬ ‫‪582‬‬ ‫‪297‬‬ ‫‪285‬‬ ‫مدنين‬
‫‪318‬‬ ‫‪166‬‬ ‫‪152‬‬ ‫‪176‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪77‬‬ ‫تطاوين‬
‫‪17069‬‬ ‫‪9026‬‬ ‫‪8043‬‬ ‫‪15202‬‬ ‫‪7967‬‬ ‫‪7235‬‬ ‫املجموع‬

‫وتجــدر املالحظــة أن عــدد اإلشــعارات ال ّ‬


‫يعبــر عــن العــدد الحقيقــي‬ ‫يرتبط تفاوت عدد حاالت اإلشعاروعدد األطفال موضوع اإلشعار‬
‫املهدديــن فــي تونــس؛ فهــذه األرقــام ال تعكــس حقيقــة‬ ‫لألطفــال ّ‬ ‫أهمها ارتفاع الكثافة‬‫من جهة إلى أخرى بمجموعة من العوامل من ّ‬
‫الظاهــرة‪ ،‬بــل تعكــس حجــم عمليــات اإلشــعاروحجــم العمــل املنجــز‬ ‫الســكانية فكلمــا زادت الكثافــة الســكانية ازداد عــدد اإلشــعارات‪،‬‬
‫مــن قبــل مندوبــي حمايــة الطفولــة بمــا يعنــي وجــود حــاالت عديــدة لــم‬ ‫وارتبــط مــن ناحيــة ثانيــة بمــدى تطــور الوعــي بواجــب اإلشــعار فــي‬
‫ّ‬
‫يتم التفطن إليها لعدم اإلشعاربها‪ ،‬والتي هي أكبرعددا من الحاالت‬ ‫بعض جهات البالد‪  .‬‬
‫التــي تــم اكتشــافها‪ ،‬فأفلتــت مــن عمليــات اإلحصــاء واملتابعــة‪  .‬‬

‫ّ‬
‫الوطني حول وضع‬ ‫ّ‬
‫التقرير‬
‫‪71‬‬ ‫ّ‬
‫الطفولة بتونس ‪2021 - 2020‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الطفــل بحقوقــه ورفضــه للتهديــد والتعـ ّـرض للخطــر‪ .‬ويســتعرض‬ ‫أمــا فيمــا يتعلــق بالفئــة العمريــة لألطفــال املعنييــن باإلشــعارفتتــوزع‬
‫الرســم البيانــي توزيعــا لإلشــعارات حســب مصادرهــا خــال ســنة‬ ‫كاآلتي‪:‬‬
‫‪:2020‬‬
‫رسم بياني رقم ‪:30‬‬
‫رسم بياني رقم ‪:32‬‬

‫ّ‬
‫ونالحــظ أن الفئــة العمريــة ‪ 5-12‬ســنة احتلــت ســنة ‪ 2020‬النســبة‬
‫بالرغم من ّ‬ ‫األكبــر مــن اإلشــعارات بينمــا مثلــت فئــة ‪ 13-15‬نســبة ‪ 22%‬مــن‬
‫تعرض الطفل إلى التهديد في كل الفضاءات واملؤسسات‬
‫اإلشــعارات تليهــا الفئــة العمريــة ‪ 0-4‬ســنوات (‪ )20%‬ثــم الفئــة ‪16-‬‬
‫ســواء التربويــة أو الصحيــة أو األمنيــة‪ ،‬إال أن املنــزل يفتــرض أن يكــون‬
‫‪ 17‬ســنة (‪ )14%‬وهــي األقــل عــددا مــن حيــث عــدد اإلشــعارات‪ .‬وقــد‬
‫الفضــاء األكثــر أمنــا للطفــل‪ ،‬يمثــل بــدوره فضــاء للتهديــد بعــدد‬
‫ّ‬ ‫حافظت الشــريحة العمرية ‪ 5-12‬ســنة على نفس النســبة في ‪2021‬‬
‫إشــعارات بلــغ ‪ 9227‬أي مــا يمثــل ‪ 60.54%‬مــن مجمــوع اإلشــعارات‬
‫وإن ارتفــع عــدد اإلشــعارات املتعلقــة بهــا‪ ،‬وهــو مــا يوضحــه الرســم‬
‫متجــاوزا بذلــك عــدد اإلشــعارات بالتهديــد الواقعــة بالشــارع والبالغــة‬
‫التالــي‬
‫‪ 19%‬في املؤسسات التربوية بنسبة ‪ 8.96%‬من مجموع اإلشعارات‪.‬‬
‫رسم بياني رقم ‪:31‬‬
‫كما مثل املنزل سنة ‪ 2021‬أكبرمصدرتهديد بعدد إشعارات بلغت‬
‫‪ 10120‬إشــعارا بنســبة ‪ 59.30%‬مــن بيــن مختلــف أماكــن التهديــد‪.‬‬
‫ويقدم الرســم التالي توزيعا لإلشــعارات حســب مكان التهديد‪ ،‬ســنة‬ ‫ّ‬
‫‪.2020‬‬

‫رسم بياني رقم ‪:33‬‬

‫تنوعت مصادراإلشعاربين املؤسسات الرسمية التربوية والصحية‬ ‫ّ‬


‫واالجتماعية واألمنية والقضائية وشملت األقارب واألجواروالطفل‬
‫نفســه‪ .‬وقــد كان أكثــر مــن نصــف اإلشــعارات خــال ســنة ‪،2020‬‬
‫صادرا عن العائلة أو أحد أقارب الطفل بـ ‪ 8783‬إشــعارا أي بنســبة‬
‫تناهــز ‪ % 57.77‬والتــي ارتفعــت فــي ‪ 2021‬إلــى ‪ 59.99%‬بعــدد يناهــز‬
‫‪ 10241‬إشــعارا‪ .‬وتقـ ّـدراإلشــعارات الصــادرة عــن الســلطة األمنيــة ب ـ‬
‫‪ 1571‬إشــعارا فــي ‪ ،2020‬بينمــا لــم تتجــاوز اإلشــعارات الصــادرة عــن‬
‫األجــوارفــي نفــس الســنة ‪ 30‬إشــعارا وكانــت مجمعــة فــي جهــة واحــدة‬
‫ّ‬
‫وقــد تباينــت اإلشــعارات حســب الوضعيــة التربويــة للطفــل فتعلــق‬ ‫هــي بنــزرت‪ .‬كمــا صــدر عــن مندوبــي حمايــة الطفولــة ‪ 364‬إشــعارا‬
‫‪ 10827‬إشــعارا بأطفــال مرســمين بمؤسســات تربويــة أو تعليميــة‬ ‫فــي ‪ 2020‬و‪ 350‬ســنة ‪ .2021‬وقــد صــدر عــدد مــن اإلشــعارات عــن‬
‫بنســبة ناهــزت ‪ 71.35%‬مــن مجمــوع اإلشــعارات بينمــا لــم يتجــاوز‬ ‫ـدل علــى وعــي‬‫الطفــل الضحيــة وبلــغ عددهــا ‪ 279‬وهــو عــدد هــام يـ ّ‬

‫‪72‬‬
‫في التربية والرعاية ‪ 4230‬إشعا ا بنسبة ّ‬ ‫ّ‬
‫تقدر بـ ‪ 27%‬من مجموع‬ ‫ر‬ ‫عــدد األطفــال املنقطعيــن عــن الدراســة الذيــن تعلــق بهــم إشــعار‬
‫اإلشعارات‪ ،‬تلتها حاالت عجزاألبوين أو من يسهرعلى رعاية الطفل‬ ‫‪ 2190‬وبلــغ عــدد اإلشــعارات الخاصــة بمــن هــم دون ســن الدراســة‬
‫عــن اإلحاطــة والتربيــة بنســبة ‪ ،25%‬فحــاالت ســوء معاملــة الطفــل ب ـ‬ ‫ومــن لــم يلتحــق بمؤسســة تربويــة ‪ 2156‬إشــعارا‪.‬‬
‫‪ 19.45%‬وقد توزعت اإلشــعارات حســب صنف التهديد كالتالي ‪:‬‬ ‫ّ‬
‫املتعلقــة بحــاالت التقصيــر ّ‬
‫البيــن واملتواصــل‬ ‫وقــد مثلــت اإلشــعارات‬

‫رسم بياني رقم ‪:34‬‬

‫رسم بياني رقم ‪:35‬‬


‫كانــت نســبة الذكــور أرفــع مــن نســبة اإلنــاث فــي مختلــف اإلشــعارات‬
‫املوزعــة حســب صنــف التهديــد باســتثناء اإلشــعارات املتعلقــة‬
‫باســتغالل الطفــل جنســيا التــي كانــت عــدد حــاالت اإلشــعار أرفــع‬
‫لــدى اإلنــاث (‪ 774‬إشــعارا) مــن الذكــور (‪ 422‬إشــعارا) وكذلــك ســوء‬
‫معاملــة الطفــل بالنســبة لإلنــاث (‪ 1518‬إشــعارا) مقابــل ‪1430‬‬
‫إشــعارا متصــا بالذكــور‪ .‬وقــد شــهد عــدد إشــعارات االســتغالل‬
‫ّ ّ‬
‫ممــا يؤكــد أن هــذه الظاهــرة الخطيــرة التــي‬ ‫الجن�ســي ارتفاعــا كبي ـرا‬
‫ّ‬
‫تتهــدد األطفــال بصفــة عامــة والفتيــات بصــورة أخــص بلغــت‬
‫ّ‬
‫مســتويات تبعــث علــى االنشــغال وتحــث علــى مزيــد بــذل الجهــد مــن‬
‫وإصغاء ومتابعة‬‫ً‬ ‫قبل كل املتدخلين وقاية وتأطيرا وتوعية ومرافقة‬
‫ّ‬
‫املختصــة حمايــة ألطفالنــا وتحصينــا لهــم‪.‬‬ ‫مــع الجهــات‬
‫يبلــغ عــدد اإلنــاث ّ‬
‫املتعهــد بهــن والالتــي تعرضــن للعنــف ‪ 2909‬فتــاة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫تق�صــي العنــف املســلط علــى الطفــل‬ ‫وفــي نفــس هــذا اإلطــار ضمــن‬
‫بنســبة تناهــز ‪ 51.49%‬مــن مجمــوع الحــاالت‪ .‬أمــا فــي صنــف العنــف‬ ‫رصــد مندوبــو حمايــة الطفولــة مــن خــال اإلشــعارات الــواردة عليهــم‬
‫الجن�سي فتبلغ نسبة اإلناث ‪ 66.31%‬وهو ما يعكس حجم املخاطر‬ ‫‪ 5649‬حالــة تعـ ّـرض أصحابهــا إلــى شــكل مــن أشــكال العنــف‪ .‬وقــد‬
‫التــي تواجــه األطفــال مــن اإلنــاث خاصــة فــي عالقــة بالعنــف الجن�ســي‬ ‫ّ‬
‫وضعهن حين ّ‬ ‫ّ‬ ‫مثــل العنــف الجســدي النســبة األكبــر مــن بيــن الحــاالت بمــا يناهــز‬
‫يكن في وضعية تهديد‪  .‬‬ ‫املسلط عليهن بحكم هشاشة‬ ‫ّ‬
‫املتعهــد بهــم‬ ‫‪ 41.83%‬ويســتعرض الرســم املوالــي عــدد األطفــال‬
‫وتســجل واليــة بــن عــروس أكبــرعــدد مــن حــاالت العنــف فــي مختلــف‬ ‫والذيــن تعرضــوا إلــى العنــف‪ ،‬ســنة ‪ ،2020‬حســب الجنــس وصنــف‬
‫ّ‬
‫أصنافه مجمعة (‪ )774‬تليها جهة قفصة (‪ )503‬فالقصرين (‪)487‬‬ ‫العنــف املســلط عليهــم‪:‬‬
‫بينما ال يتجاوز عدد الحاالت الخمســة في باجة‪.‬‬

‫ّ‬
‫الوطني حول وضع‬ ‫ّ‬
‫التقرير‬
‫‪73‬‬ ‫ّ‬
‫الطفولة بتونس ‪2021 - 2020‬‬
‫تســجيل ‪ 802‬حالــة فــي ‪ .2021‬ويســتعرض الرســم توزيــع الــوالدات‬ ‫مــن ناحيــة أخــرى‪ ،‬ارتفــع عــدد حــاالت الــوالدة خــارج إطــار الــزواج‬
‫حســب الجهــات‪:‬‬ ‫املتعهــد بهــا مــن ‪ 767‬حالــة ســنة ‪ 2019‬إلــى ‪ 837‬فــي ‪ ،2020‬وتــم‬‫ّ‬
‫رسم بياني رقم‪36 :‬‬

‫خــال ســنة ‪ 2020‬وقــد تــم تســجيل انخفــاض مقارنــة بســنة ‪2019‬‬ ‫ونالحــظ مــن خــال التوزيــع الجغرافــي أن أغلــب حــاالت الــوالدة خارج‬
‫التي بلغت خاللها ‪ 400‬محاولة انتحار‪ .‬وقد بلغت محاوالت انتحار‬ ‫إطــارالــزواج‪ ،‬ســنة ‪ 2020‬متمركــزة بواليــات صفاقــس (‪ 169‬حالــة)‬
‫األطفــال ‪ 194‬محاولــة فــي ‪.2021‬‬ ‫وتونــس (‪ 147‬حالــة) وسوســة (‪ 120‬حالــة) ونابــل (‪ )79‬فبــن عــروس‬
‫(‪ )57‬بينمــا تســجل انخفاضــا واضحــا فــي واليــات الشــمال الغربــي‬
‫وناهزعدد محاوالت االنتحار‪ ،‬سنة ‪ ،2020‬بين اإلناث من األطفال‬
‫مجتمعــة (‪ 35‬والدة) والجنــوب الغربــي (‪ 19‬حالــة) وال تتجــاوز ‪3‬‬
‫‪ 156‬محاولــة‪ ،‬بنســبة تقـ ّـدرب ـ ‪ 69.64%‬مــن مجمــوع الحــاالت‪ ،‬وهــو‬
‫حــاالت فــي كل مــن ســليانة وتطاويــن ولتنعــدم تمامــا فــي واليــة قبلــي‪.‬‬
‫عــدد أكبــر مــن الذكــور (‪ 68‬محاولــة)‪ ،‬أمــا ســنة ‪ 2021‬فــكان عــدد‬
‫ُ‬
‫محــاوالت انتحــاراإلنــاث ‪ 134‬والذكــور ‪ 60‬محاولــة‪.‬‬ ‫وتعتبــر محــاوالت االنتحــار التــي ُيقــدم عليهــا عــدد مــن‬ ‫‪  ‬‬
‫األطفــال صنفــا مــن التهديــد الــذي قــد يــؤدي إلــى وفــاة الطفــل أو إلــى‬
‫ويقـ ّـدم الرســم الالحــق توزيــع محــاوالت االنتحــار حســب الواليــات‬
‫إلحــاق أضـرارجســدية أو نفســية بــه‪ .‬وقــد رصــدت مصالــح املندوبيــة‬
‫ســنة ‪:2020‬‬
‫العامــة لحمايــة الطفولــة ‪ 224‬محاولــة انتحــارفــي صفــوف األطفــال‬

‫‪74‬‬
‫رسم بياني رقم ‪:37‬‬

‫ّ‬
‫وتتمثل الوســاطة في العمل على إبرام الصلح بين الطفل الجانح أو‬ ‫وقد بلغت محاوالت االنتحارفي سنة ‪ 2020‬أقصاها في إقليم تونس‬
‫من ينوبه من جهة واملتضرر أومن ينوبه من جهة أخرى‪ ،‬ورفعه إلى‬ ‫الكبــرى ب ـ ‪ 73‬محاولــة وكان أرفعهــا ببــن عــروس ب ـ ‪ 28‬محاولــة كمــا أن‬
‫الجهة القضائية املختصة التي تعتمده وتكسبه الصبغة التنفيذية‬ ‫الحــاالت املســجلة بواليــة املنســتيركانــت مرتفعــة (‪ )24‬مقارنــة ببقيــة‬
‫ّ‬
‫ما لم يكن الفعل املقترف مخال بالنظام العام أو األخالق الحميدة‪.‬‬ ‫الجهــات فــي حيــن لــم تســجل بعــض الواليــات ســوى محاولــة وحيــدة‬
‫كمــا تهــدف آليــة الوســاطة إلــى إيقــاف مفعــول التتبعــات الجزائيــة أو‬ ‫وهــي القيــروان وتــوزروتطاويــن‪.‬‬
‫املحاكمة أو التنفيذ وذلك في أي طور من أطوارالتقا�ضي‪.‬‬
‫وحســب الدراســات يقـ ّـدر تواتــر انتحــار األطفــال واملراهقيــن (‪0-‬‬
‫التعهــد بالطفــل فــي خــاف مــع القانــون ّ‬
‫تقبــل منــدوب‬ ‫وفــي إطــار ّ‬ ‫‪ 19‬ســنة) ب ـ ‪ 2.07‬حالــة علــى ‪ 100000‬فــي ‪ 2016‬مقابــل ‪ 1.4‬علــى‬
‫حمايــة الطفولــة ‪ 460‬مطلــب وســاطة ســنة ‪ )436( 2021‬و‪399‬‬ ‫‪ 100000‬فــي ‪ 2015‬وتهـ ّـم أغلــب حــاالت االنتحــارالفئــة العمريــة ‪15‬‬
‫مطلــب وســاطة خــال ســنة ‪ ،2020‬وهــي أقــل بكثيــرمــن عــدد مطالــب‬ ‫– ‪ 19‬ســنة‪ 3.29( ،‬النســبة الوطنية العامة على ‪ )100000‬ويرتبط‬
‫الوســاطة الــواردة خــال ســنة ‪ 2019‬والبالغــة ‪ 642‬مطلبــا وهــو ناتــج‬ ‫أغلبها بالنسبة إلى األطفال واملراهقين باإلدمان على بعض األلعاب‬
‫عــن تراجــع االتصــال الحضــوري بمنــدوب حمايــة الطفولــة خــال‬ ‫علــى شــبكة األنترنــات حســب املنــدوب العــام لحمايــة الطفولــة‪ .‬كمــا‬
‫فتــرة الحجــرالصحــي بســبب جائحــة كوفيــد ‪.19‬‬ ‫نجمــت حــاالت االنتحــار ومحــاوالت االنتحــار عــن التفــكك األســري‬
‫ّ‬
‫والعنــف املســلط علــى األطفــال داخــل األســرة‪.‬‬
‫وتحتــل مطالــب الوســاطة الخاصــة باألطفــال مــن الذكــور األغلبيــة‬
‫ّ‬
‫املطلقــة (فــي‪ 436 :2021‬مطلبــا يتعلــق بأطفــال ذكــور و‪ 24‬إنــاث) وفــي‬ ‫الطفولــة فــي حمايــة ّ‬
‫الطفولــة‬ ‫دور منــدوب حمايــة ّ‬
‫‪ 2020‬ناهزعدد املطالب التي تخص الذكور‪ ،383‬بنسبة ‪95.99%‬‬ ‫فــي خــاف مــع القانــون‪ :‬الوســاطة‬
‫تقريبــا مــن مجمــوع املطالــب مقابــل ‪ 16‬مطلبــا فقــط يخــص األطفــال‬ ‫ّ‬
‫يتمثل تدخل مندوب حماية الطفولة لفائدة األطفال الذين هم في‬
‫اإلنــاث بنســبة ‪ 4.01%‬وقــد ســجلت انخفاضــا مقارنــة ب ـ ‪ 2018‬التــي‬
‫خــاف مــع القانــون فــي العمــل علــى تمكيــن هــؤالء األطفــال مــن الحـ ّـق‬
‫مثلت ‪.8%‬‬
‫فــي معاملــة خاصــة ومالئمــة ألوضاعهــم واســتعمال «الوســاطة»‬
‫وتتوزع مطالب الوساطة بين الواليات وحسب جنس الطفل‬ ‫باعتبارهــا آليــة بديلــة لإلج ـراءات الجزائيــة التــي خــص بهــا املشـ ّـرع‬
‫خالل سنتي ‪ 2020‬و‪ 2021‬وفق ما ّ‬
‫يقدمه الجدول التالي‪:‬‬ ‫التون�ســي الطفــل الجانــح‪.‬‬

‫ّ‬
‫الوطني حول وضع‬ ‫ّ‬
‫التقرير‬
‫‪75‬‬ ‫ّ‬
‫الطفولة بتونس ‪2021 - 2020‬‬
‫جدول رقم ‪:21‬‬
‫توزيع مطالب الوساطة بين الواليات حسب الجنس ‪ 2020‬و‪2021‬‬
‫عدد مطالب الوساطة ‪2021‬‬ ‫عدد مطالب الوساطة ‪2020‬‬
‫املجموع‬ ‫ذكور‬ ‫إناث‬ ‫املجموع‬
‫ذكور‬ ‫إناث‬ ‫الوالية‬
‫‪51‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪01‬‬ ‫تونس‬
‫‪05‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪01‬‬ ‫أريانة‬
‫‪54‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪01‬‬ ‫بن عروس‬
‫‪08‬‬ ‫‪08‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪07‬‬ ‫‪05‬‬ ‫‪02‬‬ ‫منوبة‬
‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪00‬‬ ‫نابل‬
‫‪02‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪00‬‬ ‫زغوان‬
‫‪24‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪00‬‬ ‫بنزرت‬
‫‪12‬‬ ‫‪08‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪00‬‬ ‫باجة‬
‫‪02‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪00‬‬ ‫جندوبة‬
‫‪09‬‬ ‫‪09‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪00‬‬ ‫الكاف‬
‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪02‬‬ ‫سليانة‬
‫‪42‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪00‬‬ ‫القيروان‬
‫‪12‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪05‬‬ ‫‪05‬‬ ‫‪00‬‬ ‫القصرين‬
‫‪03‬‬ ‫‪03‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪00‬‬ ‫سيدي بوزيد‬
‫‪31‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪03‬‬ ‫سوسة‬
‫‪73‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪02‬‬ ‫املنستير‬
‫‪30‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪02‬‬ ‫املهدية‬
‫‪26‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪01‬‬ ‫صفاقس‬
‫‪04‬‬ ‫‪03‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪05‬‬ ‫‪05‬‬ ‫‪00‬‬ ‫قفصة‬
‫‪08‬‬ ‫‪07‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪00‬‬ ‫توزر‬
‫‪07‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪03‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪00‬‬ ‫قبلي‬
‫‪30‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪01‬‬ ‫قابس‬
‫‪06‬‬ ‫‪06‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫مدنين‬
‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫تطاوين‬
‫‪460‬‬ ‫‪436‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪399‬‬ ‫‪383‬‬ ‫‪16‬‬ ‫املجموع‬

‫مطلبــا) يليهــا االعتــداء بالعنــف (‪ 140‬مطلبــا) فاإلضـراربأمــاك الغيــر‬ ‫احتلــت واليــة سوســة ســنة ‪ 2020‬الصــدارة مــن حيــث عــدد مطالــب‬
‫(‪ 32‬مطلــب وســاطة) وعقــوق الوالديــن (‪ )14‬فــي حيــن لــم يتجــاوز‬ ‫الوســاطة (‪ 59‬مطلبا) كمــا تــم تقديــم عــدد هــام مــن املطالــب فــي‬
‫عــدد املطالــب الخاصــة بالتشــويش والشــغب ‪ 10‬مطالــب واالعتــداء‬ ‫الواليــات الداخليــة علــى غ ـرار القيــروان (‪ )38‬وقابــس (‪ )35‬وقبلــي‬
‫بالفاحشــة (‪ )6‬والتحـ ّـرش الجن�ســي مطلــب وحيــد‪ .‬وبقيــت مطالــب‬ ‫(‪ )21‬وســليانة (‪ )17‬وباجــة (‪ )16‬ويمكــن تفســير ذلــك بمجموعــة‬
‫ّ‬
‫الوســاطة فــي عالقــة بالســرقة هــي األرفــع ســنة ‪ 2021‬ب ـ ‪ 227‬مطلبــا‪،‬‬ ‫مــن العوامــل مــن بينهــا ضعــف الكثافــة الســكانية وطبيعــة العالقــات‬
‫فاالعتــداء بالعنــف (‪ 183‬مطلبــا)‪.‬‬ ‫االجتماعيــة التقليديــة‪ .‬فانخفــاض الكثافــة الســكانية يمثــل أرضيــة‬
‫ّ‬ ‫مالئمــة لتواصــل العالقــات الجيــدة ُوي ّ‬
‫يســر التواصــل واالتفــاق بيــن‬
‫وباعتبــار الوضعيــة التربويــة للطفــل‪ ،‬مثلــت مطالــب الوســاطة‬
‫األطـراف املعنيــة بالوســاطة‪ .‬ورغــم ذلــك لــم تســجل مدنيــن وتطاويــن‬
‫الخاصــة باألطفــال املنقطعيــن عــن الدراســة ‪ 254‬مطلبــا فــي ‪2020‬‬
‫أي مطلــب وســاطة خــال ســنة ‪.2020‬‬
‫و‪ 292‬مطلبــا فــي ‪ 2021‬بينمــا لــم يتجــاوز عــدد املطالــب الــواردة فــي‬
‫ّ‬
‫شــأن أطفال يزاولون دراســتهم ‪ 145‬مطلب وســاطة في ‪ 2020‬و‪168‬‬ ‫تتــوزع مطالــب الوســاطة حســب نــوع الفعــل املرتكــب لتتصـ ّـدر‬
‫مطلبــا فــي ‪.2021‬‬ ‫الســرقة‪ ،‬أعلــى نســبة مــن مطالــب الوســاطة ســنة ‪190( ،2020‬‬

‫‪76‬‬
‫حقــه أيضــا‬ ‫ـتقر‪ ،‬ومــن ّ‬
‫فــي بيئــة أسـ ّـرية ومحيــط عائلــي ســليم ومسـ ّ‬ ‫رسم بياني رقم ‪:38‬‬
‫الل مــة مــن والديــه‪ّ ،‬‬
‫بالتالــي فـ ّ‬ ‫ّ‬ ‫التمتــع ّ‬
‫ـإن‬ ‫بالرعايــة والعنايــة واإلحاطــة ز‬
‫الحفــاظ علــى تماســك األســرة وضمــان اســتقرارها‪ ،‬والحفــاظ أيضــا‬
‫الوالديــة وتأكيــد التـزام األوليــاء بحســن رعايــة أبنائهــم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫علــى العالقــة‬
‫ّ‬
‫يظـ ّـل أمـرا ملحــا‪ ،‬وفــي هــذا اإلطــارجــاء القانــون عــدد ‪ 50‬لســنة ‪2010‬‬
‫ُ‬ ‫ـؤرخ فــي ‪ 1‬نوفمبــر ‪ 2010‬ليضــع ّ‬ ‫املـ ّ‬
‫مؤسســة املصالــح العائلــي‪.‬‬
‫ّ‬
‫العائليــة إلطــارات‬ ‫مهمــة املصالحــة والوســاطة‬ ‫وقــد أوكل املشـ ّـرع ّ‬
‫ائييــن‬ ‫ّ‬
‫وأخص ّ‬ ‫ّ‬
‫اجتماعييــن‬ ‫النهــوض االجتماعــي مــن ّ‬
‫أخص ّ‬
‫ائييــن‬ ‫هيــاكل ّ‬
‫يتوجــب مــن أجــل إصــاح ذات البيــن فــي مـ ّـادة‬ ‫ـانيين للقيــام بمــا ّ‬ ‫نفسـ ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫األحــوال الشـ ّ‬
‫املختصيــن لالشــتغال‬ ‫ـخصية‪ ،‬وفســح املجــال لهــؤالء‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫علــى ّ‬
‫كل املســائل املتعلقــة بالطفــل والتــي يتنــازع فــي شــأنها األزواج أو‬
‫ّ‬ ‫الوالــدان ّ‬
‫خاصــة منهــا املتعلقــة ب ـ ‪:‬‬ ‫وسـ ّـجلت واليــة قابــس ســنة ‪ 2020‬أكبــرعــدد مــن املطالــب الخاصــة‬
‫ـ الحضانة‬ ‫باألطفــال املتمدرســين تليهــا واليــة بنــزرت ب ـ ‪ 19‬مطلبــا ثــم واليــة قبلــي‬
‫ـ ّ‬ ‫(‪ )18‬بينمــا ســجلت واليــة سوســة أعلــى رقــم مــن املطالــب الخاصــة‬
‫النفقة‬
‫باألطفــال املنقطعيــن عــن الدراســة ب ـ ‪ 53‬مطلبــا ثــم القيــروان ب ـ ‪27‬‬
‫ـ سكن املحضون‬ ‫مطلبا‪.‬‬
‫الزيارة واالستصحاب للمحضون‬ ‫ـ ّ‬
‫مــن جهــة أخــرى بلغــت مطالــب الوســاطة حســب وتيــرة َ‬
‫العـ ْـود‪،‬‬
‫ـ دراسة املحضون وعالجه وغيرها من املسائل األخرى‬
‫أي الذيــن ارتكبــوا أكثــر مــن جنحــة‪ 47 ،‬مطلبــا ســنة ‪ 2021‬أمــا فــي‬
‫النهــوض االجتماعــي اليــوم علــى ‪ُ 83‬مصالــح عائلـ ّـي‬ ‫وتشــتمل هيــاكل ّ‬ ‫ســنة ‪ 2020‬فقــد بلــغ عــدد املطالــب ‪ 46‬مطلبــا وهــو مــا يمثــل نســبة‬
‫أخصائي نفساني يقومون‬ ‫أخصائي اجتماعي و‪ّ 25‬‬ ‫يتكونون من ‪ّ 58‬‬ ‫‪ 11.52%‬مــن مجمــوع مطالــب الوســاطة‪ .‬وقــد سـ ّـجل العــدد بذلــك‬
‫الروابــط األسـ ّـرية بمــا يخــدم‬‫بــدور املصالحــة وبنــاء وإعــادة بنــاء ّ‬ ‫انخفاضــا مقارنــة بســنة ‪ 65( 2019‬مطلبــا)‬
‫ّ‬
‫مصلحــة الطفــل الفضلــى (ق ـرار مــن وزيــر العــدل ووزيــر الشــؤون‬
‫وتتــوزع مطالــب الوســاطة الخاصــة باألطفــال العائديــن ســنة ‪2020‬‬
‫االجتماعيــة مــؤرخ فــي ‪ 8‬جانفــي ‪ 2019‬يتعلــق بضبــط قائمــة‬
‫بيــن ‪ 44‬مــن ذكــور و‪ 2‬مطالــب خاصــة باإلنــاث (واحــدة مــن تونــس‬
‫املصالحيــن العائلييــن‪ ،‬رائــد رســمي عــدد ‪ 3‬لســنة ‪.)2019‬‬
‫وواحــدة مــن املنســتير)‪ .‬ونفــس الشــأن بالنســبة إلــى ســنة ‪2021‬‬
‫العامة للوقاية‬ ‫العائلية باإلدارة ّ‬
‫ّ‬ ‫تم إحداث مصلحة الوســاطة‬ ‫وقد ّ‬ ‫(الذكــور‪ 45:‬مطلبــا واإلنــاث‪ :‬مطلبــان اثنــان)‬
‫للنهــوض االجتماعــي ضمــن‬ ‫العامــة ّ‬
‫ّ‬ ‫واإلدمــاج االجتماعــي بالهيئــة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وتصــدرت واليــة تونــس أكبــرعــدد مطالــب وســاطة موضــوع عــود بـ ‪12‬‬
‫النظــام الهيكلــي الجديــد لــوزارة الشــؤون االجتماعيــة عــدد ‪340‬‬
‫مطلبــا تليهــا واليــة سوســة ب ـ ‪ 10‬مطالــب فالقيــروان ب ــسبعة مطالــب‬
‫لســنة ‪.2019‬‬
‫ولم تســجل ‪ 12‬والية أي مطلب وســاطة موضوع عود‪ ،‬وذلك خالل‬
‫وقــد بلغــت عمليــات املصالحــة العائليــة التــي قامــت بهــا مختلــف‬ ‫ســنة ‪2020‬‬
‫النهــوض االجتماعــي‪ ،‬خــال ســنة ‪،2019-2020‬‬ ‫ومؤسســات ّ‬
‫هيــاكل ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ويبقــى مــن املهـ ّـم تأكيــد أهميــة الوســاطة كآليــة وضعهــا املشـ ّـرع‬
‫العائليــة لفائــدة أطفــال‬ ‫عمليــة تمــت عبــر آليــة املصالحــة‬ ‫‪186‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لتجنيــب الطفــل املســارالقضائــي إال أن عــدد املطالــب املرفوعــة مــن‬
‫مهدديــن صلــب أســرهم علــى معنــى الفصــل ‪ 20‬مــن مجلــة حمايــة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫قبــل األطفــال أو مــن ينوبهــم يظــل محــدودا مقارنــة بحجــم القضايــا‬
‫الطفــل وبلــغ عــدد األطفــال املســتفيدين بهــذا التدخــل ‪ 418‬طفــا‬
‫املنشــورة أمــام املحاكــم وبالنظــرإلــى عــدد األحــكام الصــادرة فــي حــق‬
‫خــال ســنة ‪ 2020‬شــملت‪:‬‬
‫أطفال‪.‬‬
‫· مصالحــة أطفــال جانحيــن (أوبمــا يسـ ّـمى بـ ـ «أطفــال فــي خــاف مــع‬
‫المصالحة والوساطة العائلية‬
‫القانون») مع أسرهم ومساعدتهم عبرآلية املصالحة على إعادة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مؤسســة ّ‬‫تبقى العائلة ّ‬
‫اإلدماج األســري‪ 581 :‬طفال في ‪2020‬‬ ‫االجتماعية األولى بالنســبة للطفل‪،‬‬ ‫التنشــئة‬
‫وهــي افــد أسا�ســي مــن روافــد االســتقراروالنمـ ّـو العاطفــي ّ‬
‫والنف�ســي‬
‫ّ‬ ‫ر‬
‫·تدخــل عبــر آليــة املصالحــة لفائــدة األســر التــي تعيــش صعوبــات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫عالئقيــة (خالفــات ّ‬‫ّ‬ ‫واالجتماعي السليم للطفل‪ ،‬لذلك فإنه من حق كل طفل أن يعيش‬
‫زوجيــة)‪ 497 :‬تدخــا‪  .‬‬

‫ّ‬
‫الوطني حول وضع‬ ‫ّ‬
‫التقرير‬
‫‪77‬‬ ‫ّ‬
‫الطفولة بتونس ‪2021 - 2020‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الصحــي الشــامل مــن خــال اإلجابــة عــن استفســارات املواطنيــن‬ ‫·تدخــل لفائــدة الشــباب والكهــول باعتمــاد آليــة املصالحة والعمل‬
‫عرضيــن للعنــف (املتـراوح بيــن العنــف الجســدي‬ ‫والتعهــد باألطفــال املُ ّ‬
‫ّ‬ ‫علــى إعــادة إدماجهــم أسـ ّـريا‪ 214 :‬حالــة‪.‬‬
‫والعنــف النف�ســي واإلهمــال واالعتــداء الجن�ســي والعنــف اللفظــي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫·تدخــل لفائــدة أطفــال بالشــارع والذيــن يعيشــون حالــة قطيعــة‬
‫والعنــف الجســدي الحــاد أحيانــا ‪ .)...‬كمــا تـ ّـم تطويــر هــذه الخدمــة‬
‫مــع أســرهم وذلــك بإعــادة إدماجهــم مجـ ّـددا صلــب عائالتهــم‬
‫خالل سنة ‪ 2021‬لتشمل مختلف اإلشعارات بخصوص وضعيات‬ ‫ّ‬
‫البيولوجيــة باعتمــاد آليــة الوســاطة‪ 32 :‬حالــة‪.‬‬
‫التهديــد املســلطة علــى األطفــال وخاصــة بعــض املمارســات املسـ ّـجلة‬
‫داخــل الفضــاءات الفوضويــة‪.‬‬ ‫عمليــة مصالحــة ّ‬
‫عائليــة ّتمــت‬ ‫وهكــذا بلــغ مجمــوع التدخــات ‪ّ 1742‬‬
‫ويتــم تأميــن هــذه الخدمــة ّ‬ ‫لفائــدة الفئــات التــي وقــع ذكرهــا خــال ســنة ‪ 2020‬مــن جملــة ‪1928‬‬
‫وتلقــي االتصــاالت واإلشــعارات التــي بلــغ‬ ‫ّ‬
‫واالت ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫فاقيــة‪.‬‬ ‫القضائيــة‬ ‫تدخــا فــي إطــاراملصالحــة والوســاطة‬
‫عددهــا الجملــي ‪ 48794‬إلــى حــدود ‪ 31‬أكتوبــر ‪ ،2021‬علــى امتــداد‬
‫أيــام األســبوع مــن االثنيــن إلــى الســبت مــن الســاعة التاســعة صباحــا‬ ‫الرقــم األخضــر المجانــي ‪ 9081‬لإلنصــات واإلحاطــة‬
‫إلــى الســاعة الخامســة مســاء‪ .‬كمــا وضعــت وزارة األســرة وامل ـرأة‬ ‫المهددة‬
‫ّ‬ ‫بالوضعيات‬
‫ّ‬
‫والطفولة وكبارالسـ ّـن بريدا صوتيا ملواصلة تلقي اإلشــعارات خارج‬
‫ســعيا منهــا لضمــان اإلحاطــة النفســية باألطفــال وعائالتهــم والســعي‬
‫هذا التوقيت‪.‬‬
‫إلــى التخفيــف مــن حـ ّـدة العزلــة والشــعور بالخــوف جـ ّـراء انتشــار‬
‫ُ ّ‬ ‫وبــاء الكورونــا‪ ،‬أطلقــت وزارة األســرة وامل ـرأة والطفولــة وكبــارالسـ ّـن‬
‫وفــي مــا يلــي بعــض األرقــام التــي تلخــص وتيــرة وطبيعــة االتصــاالت‬
‫بالرقــم األخضــر خــال ســنة ‪ 2020‬وســنة ‪:2021‬‬ ‫بالشراكة مع اليونيسيف الخط األخضراملجاني ‪ ،1809‬وذلك يوم‬
‫‪ 28‬مــارس ‪ 2020‬بهــدف مرافقــة األطفــال واألســرخــال فتــرة الحجــر‬
‫رسم بياني رقم ‪:39‬‬
‫وتيرة وطبيعة االتصاالت بالرقم األخضرخالل سنة ‪ 2020‬وسنة ‪2021‬‬

‫بيــن التالميــذ‪ .‬كمــا تقــوم الدوريــات بإج ـراءات رقابــة للمنتصبيــن‬


‫الحماية األمنية الوقائية‬
‫فوضويــا قــرب املــدارس واملعاهــد وتحريــر مخالفــات ضدهــم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وتنظــم فــرق الشــرطة والحــرس الوطنــي حمــات مراقبــة للمحــات‬ ‫الوقائيــة فــي نشــاط أمنــي وقائــي لحمايــة‬ ‫األمنيــة‬ ‫تتمثــل الحمايــة‬
‫العمومية كاملقاهي وقاعات األلعاب التي يرتادها األطفال باإلضافة‬ ‫األطفــال مــن أي خطــر ومــن مختلــف أصنــاف االعتــداء التــي قــد‬
‫إلــى الدوريــات األمنيــة بالفضــاءات العامــة والشــوارع الرئيســية‬ ‫ُتسـ ّـلط عليهــم أو مــن االنحـراف الــذي قــد ّ‬
‫يهددهــم وذلــك مــن خــال‬
‫ومفترقــات الطــرق للتصـ ّـدي لظاهــرة التســول والتشــرد واســتخدام‬ ‫قيــام فــرق مــن مختلــف الوحــدات األمنيــة مــن شــرطة وحــرس وطنــي‬
‫ّ‬
‫األطفــال واملهــن الهامشــية‪ .‬كمــا تنظــم فــرق األمــن الســياحي عمليــات‬ ‫بحمــات بمحيــط املؤسســات التربويــة لضمــان ســامة التالميــذ مــن‬
‫رقابة للمالهي والنوادي الليلية ملنع ارتياد األطفال دون سن الثامنة‬ ‫اعتداء الغرباء عن املدرسة أوبعض املشبوه فيهم أوحاالت العنف‬

‫‪78‬‬
‫القانونيــة املعمــول بهــا ويتــم اتخــاذ إجـراءات الغلــق املؤقــت أوالنهائــي‬ ‫عشــرة لهــذه الفضــاءات‪ .‬وحمايــة ألطفــال مؤسســات الطفولــة مــا‬
‫ُ‬
‫للفضــاءات املخالفــة‪.‬‬ ‫قبــل املدرســية تجــري الدوريــات األمنيــة باالشــتراك مــع متفقــدي‬
‫الطفولــة عمليــات مراقبــة لريــاض األطفــال واملحاضــن الفوضويــة‬
‫ويعــرض الجــدول املوالــي عــدد العمليــات األمنيــة الوقائيــة لحمايــة‬
‫التــي مــن شــأنها أن تلحــق الضــرر بالطفــل لعــدم اتباعهــا اإلج ـراءات‬
‫الطفولــة خــال ســنتي ‪ 2020‬و‪ 2021‬ومقارنتهــا بســنة ‪.2019‬‬

‫جدول رقم ‪:22‬‬


‫عدد العمليات األمنية الوقائية لحماية الطفولة خالل سنوات ‪ 2019‬و‪ 2020‬و‪2021‬‬
‫‪2021‬‬ ‫‪2020‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫النشاط الوقائي‬
‫‪4254‬‬ ‫‪4226‬‬ ‫‪4125‬‬ ‫العمليات األمنية الوقائية‬
‫‪6171‬‬ ‫‪3121‬‬ ‫‪3117‬‬ ‫مراقبة محيط املؤسسات التربوية‬
‫‪1451‬‬ ‫‪1229‬‬ ‫‪1237‬‬ ‫ّ‬
‫التسول والتشرد واملهن الهامشية‬ ‫ّ‬
‫التصدي لظاهرة‬
‫‪76‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪2721‬‬ ‫مراقبة رياض األطفال‬

‫بمفترقــات الطرقــات وبالشــوارع الرئيســية والفضــاءات العامــة‬


‫وأمــام املســاجد واملصحــات الخاصــة والفضــاءات التجاريــة الكبــرى‪.‬‬
‫ويكشــف الجــدول عــن التراجــع الكبيــر فــي عــدد زيــارات املراقبــة‬
‫ويتعلق األمربعمليات استغالل اقتصادي لألطفال تكون غالبا من‬
‫لريــاض األطفــال مــن ‪ 2721‬ســنة ‪ 2019‬إلــى ‪ 83‬عمليــة مراقبــة فقــط‬
‫قبــل أوليائهــم‪ .‬وينحــدرأغلــب هــؤالء األطفــال مــن واليــات القصريــن‬
‫فــي ‪ 2020‬و‪ 76‬فــي ‪ .2021‬وفــي مقابــل ذلــك تضاعــف عــدد عمليــات‬
‫وزغــوان والقيــروان ويتــم اســتغاللهم فــي التســول واملهــن الهامشــية‬
‫مراقبــة محيــط املؤسســات التربويــة فــي ‪ 2021‬ليبلــغ ‪ 6171‬مراقبــة‪.‬‬
‫باملــدن الكبــرى والســاحلية‪ ،‬خاصــة واليــات تونــس الكبــرى وسوســة‬
‫ونابــل‪ .‬وقــد بلــغ عــدد األطفــال املهدديــن املتعهــد بهــم مــن قبــل‬ ‫المهددة‬
‫ّ‬ ‫معالجة وضعيات الطفولة‬
‫الوحــدات األمنيــة خــال ســنة ‪ 2020‬مــا يناهــز ‪ 470‬طفــا يتوزعــون‬ ‫ّ‬
‫تنســق املصالــح األمنيــة وخاصــة ذات الصلــة بوقايــة األحــداث‬
‫بين ‪ 282‬من الذكور و‪ 193‬من اإلناث‪ .‬وقد ارتفع العدد ليبلغ ‪760‬‬
‫مــع الهيــاكل االجتماعيــة والقضائيــة املختصــة مثــل قضــاة األســرة‬
‫حالــة فــي ‪ 2021‬بيــن ‪ 444‬مــن الذكــور و‪ 316‬مــن اإلنــاث‪.‬‬ ‫ّ‬
‫للتعهــد‬ ‫ومندوبــي حمايــة الطفولــة ومصالــح العمــل االجتماعــي‬
‫وتصنــف وضعيــات الطفولــة املهــددة التــي تعهــدت بهــا الوحــدات‬ ‫ّ‬ ‫باألطفــال املهدديــن واتخــاذ التدابيــر الوقائيــة املراعيــة ملصلحــة‬
‫األمنيــة فــي ‪ 2020‬علــى النحــو التالــي‪:‬‬ ‫الطفــل الفضلــى عنــد العثــور علــى أطفــال فــي حالــة تشــرد أو تســكع‬
‫أو بصــدد التســول أو تعاطــي مهنــة هامشــية‪ .‬وهــي ظواهــر منتشــرة‬
‫رسم بياني رقم ‪:40‬‬

‫ّ‬
‫الوطني حول وضع‬ ‫ّ‬
‫التقرير‬
‫‪79‬‬ ‫ّ‬
‫الطفولة بتونس ‪2021 - 2020‬‬
‫واإلنــاث؛ فاملتعلقــة بالفتيــان مرتفعــة أكثــر مــن حــاالت الفتيــات‬ ‫ال بد من اإلشارة إلى تسجيل تراجع هام في عدد محاوالت اجتياز‬
‫وخاصــة ممارســة املهــن الهامشــية التــي بلغــت ســنة ‪ 2020‬لــدى‬ ‫الحدود خلسة في صفوف األطفال من ‪ 465‬محاولة‪ ،‬سنة ‪2018‬‬
‫الذكــور ‪ 44‬ولــدى اإلنــاث ‪ 6‬حــاالت ومحــاوالت اجتيــازالحــدود البالــغ‬ ‫إلى ‪ 27‬حالة فقط سنة ‪ 2020‬اقتصرت على الذكور وتعود‬
‫عددها ‪ 27‬مقتصرة على الذكور دون تسجيل أية حالة لدى اإلناث‬ ‫أسبابها إلى االنقطاع املبكرعن الدراسة والبحث عن فرص للعمل‬
‫فــي ‪ ،2020‬وارتفعــت إلــى ‪ 102‬حالــة بيــن الذكــور فــي مقابــل حالــة‬ ‫باإلضافة إلى الظروف املادية الصعبة التي تعيشها أسرهم في ظل‬
‫واحــدة مــن اإلنــاث خــال ‪ ,2021‬وهــي أصنــاف مــن التهديــد مرتبطــة‬ ‫الفقروالبطالة بالرغم من تأكيد بعض املصادراملشتغلة على هذا‬
‫بمؤث ـرات اجتماعيــة وبقــدرة الذكــور علــى مواجهــة الشــارع والعمــل‬ ‫املوضوع‪ ،‬مثل املنتدى التون�سي للحقوق االقتصادية‬
‫الهام�شــي غيــر املنظــم والســفر خلســة‪ .‬بينمــا ترتفــع نســبة الفتيــات‬ ‫واالجتماعية‪ ،‬على أن األرقام امليدانية أرفع بكثيربالنظرإلى عدد‬
‫دون ســند عائلــي لتبلــغ ‪ 170‬حالــة فــي ‪ 2020‬و‪ 220‬حالــة فــي ‪،2021‬‬ ‫األحداث الذين يصلون إلى الضفة األخرى وخاصة إيطاليا‪.‬‬
‫مثلمــا ّ‬
‫يوضحــه جــدول املقارنــة املوالــي‪:‬‬
‫وتتــوزع وضعيــات الطفولــة املهــددة بشــكل متفــاوت بيــن الذكــور‬

‫جدول رقم ‪:23‬‬


‫ّ‬
‫املتعهد بها من قبل الوحدات األمنية‪ ،‬سنة ‪ ، -2021 2020‬حسب الجنس‬ ‫الطفولة ّ‬
‫املهددة‬

‫‪2021‬‬ ‫‪2020‬‬ ‫السنة‬


‫املجموع‬ ‫أوالد‬ ‫فتيات‬ ‫املجموع‬ ‫أوالد‬ ‫فتيات‬ ‫صنف الطفولة املهددة‬
‫‪134‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪07‬‬ ‫األطفال املتسولون‬
‫‪21‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪06‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪04‬‬ ‫األطفال املشردون‬
‫‪31‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪06‬‬ ‫األطفال املتسكعون‬
‫‪42‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪06‬‬ ‫ممارسة مهنة هامشية‬
‫‪103‬‬ ‫‪102‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪00‬‬ ‫محاوالت اجتيازالحدود خلسة‬
‫‪429‬‬ ‫‪209‬‬ ‫‪220‬‬ ‫‪329‬‬ ‫‪159‬‬ ‫‪170‬‬ ‫األطفال دون سند عائلي‬
‫‪760‬‬ ‫‪444‬‬ ‫‪316‬‬ ‫‪470‬‬ ‫‪282‬‬ ‫‪193‬‬ ‫املجموع‬

‫الرعايــة االجتماعيــة لألطفــال‪ ،‬أو إحالتــه علــى قا�ضــي األســرة فــي‬ ‫تجدراإلشارة إلى أن هذه األرقام تقتصرعلى استعراض الوضعيات‬
‫بعــض الحــاالت‪ .‬كمــا يتــم تحريــرمحاضــرعدليــة ضــد األوليــاء أو كل‬ ‫التي تعهدت بها الوحدات األمنية‪.‬‬
‫تورطــه فــي اســتغالل األطفــال اقتصاديــا أو جنســيا أو ســوء‬‫مــن يثبــت ّ‬
‫وتنكــب الدولــة علــى حمايــة األطفــال مــن كل املخاطــرعلــى غـرارخطــر‬
‫املعاملــة‪ .‬أمــا فــي مــا يتعلــق بحــاالت األطفــال فاقــدي الســند العائلــي‬
‫دفعهــم إلــى الهجــرة الســرية التــي تهــدد حياتهــم وذلــك فــي إطــارإنفــاذ‬
‫واملولوديــن خــارج إطــارالــزواج فيتــم تحريــرمحاضــربحــث فــي إســناد‬
‫هــدف التنميــة املســتدامة عــدد ‪ 16‬لألمــم املتحــدة واملتعلــق بالســام‬
‫لقــب عائلــي أو إســناد هويــة افتراضيــة لألطفــال مجهولــي النســب كمــا‬
‫والعــدل واملؤسســات القويــة والناجعــة‪ ،‬إذ أن األطفــال التونســيين‬
‫يتــم إيــواء األطفــال باملؤسســات االجتماعيــة املختصــة‪.‬‬
‫املهاجريــن خلســة هــم أطفــال وقــع اقتالعهــم عنــوة مــن مدارســهم‬
‫ولــم تقتصــرمجهــودات الســلطات التونســية علــى اإلحاطــة باألطفــال‬ ‫وعائالتهــم وبيئتهــم تحــت ضغــط الفقــرملواجهــة خطــراملــوت وأخطــار‬
‫التونســيين بــل شــملت كذلــك األطفــال املهاجريــن وعائالتهــم‪ ،‬وذلــك‬ ‫أخــرى علــى غ ـرار التشــرد وفقــدان الهويــة القانونيــة والبطالــة‬
‫فــي إطــارتكريــس هــدف التنميــة املســتدامة عــدد ‪ 16‬املتعلــق بالســام‬ ‫واالســتغالل بأنواعــه‪...‬‬
‫والعــدل واملؤسســات القويــة (تدابيــر حمايــة ومســاعدة لألجانــب‬
‫وســعيا ملعالجــة وضعيــات الطفولــة املهـ ّـددة يتــم اتخــاذ مجموعة من‬
‫وأف ـراد عائالتهــم‪ ،‬رعايــة صحيــة‪ ،‬مســاعدات اجتماعيــة‪ ،‬تدابيــر‬
‫اإلج ـراءات الضامنــة لســامة الطفــل واملراعيــة ملصلحتــه الفضلــى‬
‫متعلقــة بالتعويــض عــن البطالــة الفنيــة‪ ،‬اســتمرار وزارة التعليــم‬
‫مــن ذلــك دراســة حالتــه والتأكــد مــن عــدم تعرضــه إلــى أي اعتــداء‬
‫العالي في إعاشة الطلبة األجانب خالل فترات الحجرالصحي وغلق‬
‫بدنــي أو جن�ســي وتســليمه إلــى وليــه أو إيــواؤه بإحــدى مؤسســات‬

‫‪80‬‬
‫العمــل وكذلــك االنحـراف األخالقــي لــدى الفتيــات‪ ،‬مــن بيــن الدوافــع‬ ‫الجامعــات ألبوابهــا‪ ،‬توخــي املرونــة فــي متابعــة وضعيــة املهاجريــن غيــر‬
‫الكامنــة وراء اســتفحال ظاهــرة اختفــاء األطفــال الذيــن بلــغ عددهــم‬ ‫النظامييــن الذيــن تقدمــوا بمطالــب إقامــة قبــل دخــول تدابيــرالحجر‬
‫‪ 599‬ســنة ‪ 2020‬و‪ 646‬حالــة اختفــاء خــال ســنة ‪ 2021‬رغــم مــا‬ ‫الصحــي حيــزالتنفيذ)‪.‬‬
‫عرفتــه الظاهــرة مــن انخفــاض مقارنــة بســنة ‪ )759( 2018‬ومقارنــة‬
‫بســنة ‪ 777( 2019‬حالــة اختفــاء) وتســجل الفتيــات عــددا أكبــر‬ ‫التعاطي األمني مع ظواهر العنف األسري‬
‫مــن حــاالت االختفــاء تبلــغ ‪ 436‬حالــة مقارنــة بالذكــور ‪ 163‬اختفــاء‬
‫لتناهــز بذلــك نســبة اختفائهــن ‪ 72.78%‬ســنة ‪ ،2020‬توزعــت‬ ‫يتعـ ّـرض عــدد كبيــر مــن األطفــال إلــى العنــف األســري‪ .‬فخــال ســنة‬
‫املتعهد بها من قبل الوحدات األمنية ‪880‬‬ ‫‪ 2020‬بلغ عدد الحاالت ّ‬
‫حــاالت االختفــاء فــي ‪ 2021‬بيــن ‪ 472‬فتــاة (نســبة ‪ )73.06%‬و‪174‬‬
‫مــن الذكــور‪ .‬وهــي نســبة تســجل ارتفاعــا متواصــا مــن ســنة إلــى أخــرى‬ ‫حالــة تتــوزع بيــن ‪ 394‬ولــدا و‪ 486‬فتــاة‪ .‬وقــد ارتفــع العــدد بشــكل‬
‫فقــد بلغــت ‪ 64.65%‬ســنة ‪ 2017‬ثــم ارتفعــت إلــى ‪ 67.19%‬ســنة‬ ‫كبيرخالل سنة ‪ 2021‬ليبلغ ‪ 8473‬حالة متعهدا بها أمنيا (الذكور‪:‬‬
‫‪ .2018‬ويمكــن تفســيرهــذا االرتفــاع فــي اختفــاء الفتيــات بمجموعــة‬ ‫‪ 4466‬واإلنــاث‪ .)4007 :‬وهــو مؤشــر خطيــر يعكــس ارتفــاع وتيــرة‬
‫مــن العوامــل مــن بينهــا حــرص األوليــاء علــى اإلعــام باختفــاء بناتهــم‬ ‫العنــف فــي املجتمــع واســتفحال هــذه الظاهــرة داخــل األســرة بمــا لهــا‬
‫حمايــة لهــن مــن االعتــداءات وخاصــة االعتــداء الجن�ســي وارتباطــه‬ ‫من انعكاسات خطيرة على توازن األطفال وعلى سلوكهم االجتماعي‬
‫باعتبــارات أخالقيــة وكذلــك خوفــا مــن الرفــض األســري واملجتمعــي‬ ‫الحقا‪   .‬‬
‫لهــن بعــد عودتهــن ومــا يرتبــط بذلــك مــن لجــوء إلــى الفـرارمجـ ّـددا‪  .‬‬ ‫ّ‬
‫وتـراوح العنــف األســري املســلط علــى األطفــال بيــن وضعيــات الفـرار‬
‫كمــا تفيــد املعطيــات بارتفــاع االختفــاء بالنســبة للفئــة العمريــة ‪13-‬‬ ‫بمحضــون وحرمانــه مــن حــق الزيــارة وطــرد الحاضنــة مــن محــل‬
‫‪ 16‬ســنة بنســبة ‪ 55%‬والــذي ٌيفســر بمــا ّ‬
‫تتميــز بــه هــذه املرحلــة مــن‬ ‫الزوجية رفقة املحضون واإلهمال واعتياد سوء املعاملة‪ .‬ويكشف‬
‫ّ‬
‫تحــوالت فــي عالقــة بســن املراهقــة ومــا يعيشــه الطفــل خاللهــا مــن‬ ‫ارتفاع حاالت العنف األسري املسلط على األطفال عموما والفتيات‬
‫صعوبــات مــن أهمهــا االنطــواء علــى الــذات والقلــق الناتــج عــن عــدم‬ ‫علــى وجــه الخصــوص عــن هشاشــة هــذه الفئــة العمريــة ومــا يرتبــط‬
‫الشــعور باالطمئنــان واألمــن ونــزوع للتمـ ّـرد ورفــض الســلطة األبويــة‬ ‫بذلــك مــن ســوء املعاملــة‪.‬‬
‫كوسيلة الفتكاك اعتراف اآلخرين به وإثبات الذات‪ ،‬بينما ال تتجاوز‬ ‫َوت ُنتــج بعــض ممارســات العنــف األســري ّ‬
‫املوجــه إلــى األطفــال عــن‬
‫نســبة االختفــاء للفئــة العمريــة مــا دون ‪ 13‬ســنة ‪ 10%‬مــن مجمــوع‬ ‫تمثــات تربويــة خاطئــة تعتمــد األنمــاط التقليديــة للتربيــة القائمــة‬
‫حــاالت اختفــاء األطفــال وهــي مرحلــة ال تخلــو مــن صعوبــات خاصــة‬ ‫علــى الشـ ّـدة والعنــف أو علــى خــاف ذلــك القائمــة علــى التســيب‬
‫فــي بدايــة املراهقــة الصغــرى لكنهــا تظـ ّـل أقــل حــدة مــن املرحلتيــن‬ ‫ُ ّ‬ ‫ّ‬
‫وغيــاب املتابعــة‪ .‬لذلــك يجــدر التوقــف عنــد املخلفــات الســلبية‬
‫العمريتيــن الالحقتيــن‪.‬‬ ‫لظاهرتيــن خطيرتيــن تهـ ّـددان الطفولــة عامــة والطفولــة الصغــرى‬
‫رسم بياني رقم ‪:41‬‬ ‫بشكل خاص وهما العقوبات البدنية وطبيعة املكافآت املغشوشة‬
‫التــي يمارســها األوليــاء إمــا للتأديــب أو للمكافــأة حســب تقديرهــم‪.‬‬
‫عدد حاالت اختفاء األطفال حسب السن سنة ‪2020‬‬
‫وقــد أثبتــت الدراســة التــي أجرتهــا وزارة األســرة وامل ـرأة والطفولــة‬
‫وكبــارالســن ســنة ‪ 2018‬حــول املعــارف واملواقــف العمليــة لألوليــاء‬
‫أن ‪ 20%‬مــن األوليــاء يعتبــرون أن العقوبــة البدنيــة لهــا تأثيــرإيجابــي‬
‫علــى الطفــل و‪ 50%‬يلجــؤون إلــى العقوبــة الشــفوية لعــدم قدرتهــم‬
‫علــى مســك أعصابهــم فــي لحظــات الغضــب‪ ،‬مقابــل ‪ % 52‬منهــم‬
‫يجزمــون بأنــه ليــس مــن حــق الطفــل املشــاركة فــي اتخــاذ الق ـرارات‬
‫املتصلــة بــه‪ .‬أمــا الظاهــرة الثانيــة فتتمثــل فــي إدمــان األطفــال علــى‬
‫الشاشــات الصغيــرة منهــا والكبيــرة (‪ُ 42%‬يقــرون بــأن تمكيــن أبنائهــم‬
‫تصفــح الهاتــف الذ ـكـي لســاعات طويلــة‬ ‫مــن مشــاهدة التلفزيــون أو ّ‬
‫ناجم بصورة أساسية عن استسهال األمروعدم القدرة على توفير‬
‫العنايــة املركــزة لهــم)‪.‬‬
‫ُ‬
‫وتعتبــرالخالفــات األســرية والتفــكك العائلــي وســوء معاملــة الطفــل‬
‫ّ‬
‫باإلضافــة إلــى الرســوب واالنقطــاع املبكــرعــن الدراســة والبحــث عــن‬

‫ّ‬
‫الوطني حول وضع‬ ‫ّ‬
‫التقرير‬
‫‪81‬‬ ‫ّ‬
‫الطفولة بتونس ‪2021 - 2020‬‬
‫من سنة إلى أخرى‪ ،‬فقد بلغت ‪ 930‬اعتداء سنة ‪ 2017‬ثم ارتفعت‬
‫تعهد بهم أمنيا‬
‫الم ّ‬
‫األطفال ضحايا العنف ُ‬
‫ســنة ‪ 2018‬إلــى ‪ 981‬حالــة وبلغــت ‪ 1360‬فــي ‪ 2019‬وناهــزت ‪1096‬‬
‫املتعهد بهم من قبل الوحدات‬ ‫اعتداء ســنة ‪ 2020‬من بين األطفال ّ‬ ‫بلــغ عــدد حــاالت العنــف املــادي الخفيــف والعنــف الشــديد علــى‬
‫األمنيــة‪ .‬وقــد تراوحــت حــاالت العنــف الجن�ســي بيــن فعــل الفاحشــة‬ ‫األطفــال‪ 4051 ،‬حالــة مــن بيــن الحــاالت التــي تعهــدت بهــا الوحــدات‬
‫وتحويــل وجهــة طفــل واملواقعــة بالرضــا واملواقعــة غصبــا والتحـ ّـرش‬ ‫األمنيــة ســنة ‪ .2020‬وقــد سـ ّـجل هــذا العــدد انخفاضــا هامــا مقارنــة‬
‫الجن�سي‪...‬وتشــهد العاصمــة واملناطــق الســاحلية أكبــر عــدد مــن‬ ‫بســنة ‪ .)5107( 2019‬وينتشــر هــذا النــوع مــن أنــواع العنــف فــي‬
‫قضايــا االعتــداءات الجنســية علــى األطفــال‪ .‬ويعــود ارتفــاع األعــداد‬ ‫املناطــق الحضريــة أكثــر مــن املناطــق الريفيــة بســبب الكثافــة‬
‫املسـ ّـجلة إلــى مجموعــة مــن األســباب مــن بينهــا تطـ ّـور نســبة الوعــي‬ ‫الســكانية والظــروف املعيشــية وطبيعــة العالقــات وضعــف الرقابــة‬
‫بضــرورة اإلشــعارعلــى خــاف اللجــوء إلــى التكتــم علــى هــذه الحــاالت‬ ‫األســرية‪ .‬وقــد اســتهدف ‪ 1665‬فتــاة و‪ 2386‬مــن الفتيــان‪.‬‬
‫فــي بقيــة الجهــات خوفــا مــن الفضيحــة والوصــم االجتماعي‪ .‬وفي ســنة‬
‫كمــا اســتهدف العنــف املعنــوي ‪ 1489‬مــن األطفــال املتعهــد بهــم‬
‫‪ ،2020‬اســتهدف العنــف الجن�ســي ‪ 842‬مــن الفتيــات بشــكل يتجــاوز‬
‫ّ‬ ‫ثالث مرات ما ّ‬ ‫مــن الوحــدات األمنيــة ســنة ‪ 2020‬والــذي كان أغلــب ضحايــاه مــن‬
‫واملقدربـ ‪ 254‬حالة عنف جن�سي‪.‬‬ ‫يتعرض له الفتيان‬
‫الفتيــات ‪ 840‬مقابــل ‪ 649‬ولــدا‪ .‬وقــد بلــغ العنــف االقتصــادي‬
‫ّ‬
‫ويعــرض الرســم املوالــي مجمــوع حــاالت األطفــال ضحايــا مختلــف‬ ‫املســلط علــى األطفــال فــي نفــس الســنة ‪ 206‬حالــة أغلبهــا مــن داخــل‬
‫ّ‬
‫واملتعهــد بهــم مــن قبــل‬ ‫أصنــاف العنــف الــذي تســلط علــى األطفــال‬ ‫العائلــة‪ ،‬تتــوزع بيــن ‪ 116‬فتــاة و‪ 90‬ولــدا‪.‬‬
‫الوحــدات األمنيــة املختصــة خــال ســنة ‪ 2020‬والــذي بلــغ ‪6855‬‬
‫ُيشارإلى أن ظاهرة االعتداءات الجنسية على األطفال تشهد ارتفاعا‬
‫حالــة كمــا يقــدم مقارنــة بيــن عــدد الذكــور واإلنــاث‪  :‬‬
‫رسم بياني رقم ‪:42‬‬

‫ذكور‬
‫إناث‬

‫ّ‬
‫واملسجلة من سنة ‪ 2019‬إلى‪:2021‬‬ ‫أما الجدول التالي‪ ،‬فيعرض مقارنة بين حاالت العنف ّ‬
‫املتعهد بها أمنيا‬

‫جدول رقم ‪:24‬‬


‫ّ‬
‫واملسجلة سنوات ‪ 2019‬و‪ 2020‬و‪2021‬‬ ‫ّ‬
‫املتعهد بها أمنيا‬ ‫مقارنة بين حاالت العنف‬
‫‪2021‬‬ ‫‪2020‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫السنة‬
‫املجموع‬ ‫ذكور‬ ‫إناث‬ ‫املجموع‬ ‫ذكور‬ ‫إناث‬ ‫املجموع‬ ‫ذكور‬ ‫إناث‬ ‫نوع العنف‬
‫‪5267‬‬ ‫‪3237‬‬ ‫‪2030‬‬ ‫‪4051‬‬ ‫‪2386‬‬ ‫‪1665‬‬ ‫‪5107‬‬ ‫‪2984‬‬ ‫‪2123‬‬ ‫العنف املادي‬
‫‪1894‬‬ ‫‪642‬‬ ‫‪1252‬‬ ‫‪1489‬‬ ‫‪649‬‬ ‫‪840‬‬ ‫‪1579‬‬ ‫‪721‬‬ ‫‪858‬‬ ‫العنف املعنوي‬
‫‪1178‬‬ ‫‪256‬‬ ‫‪922‬‬ ‫‪1096‬‬ ‫‪254‬‬ ‫‪842‬‬ ‫‪1360‬‬ ‫‪425‬‬ ‫‪935‬‬ ‫العنف الجن�سي‬
‫‪134‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪206‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪116‬‬ ‫‪362‬‬ ‫‪182‬‬ ‫‪180‬‬ ‫العنف االقتصادي‬

‫‪82‬‬
‫ّ‬
‫وتدقــق الهيئــة الوطنيــة ملكافحــة االتجــار باألشــخاص البيانــات‬ ‫باإلضافــة إلــى هــذه األصنــاف مــن العنــف‪ ،‬يقــع عديــد مــن األطفــال‬
‫الصــادرة عــن مختلــف املصــادربدايــة بدراســة امللفــات الــواردة عليهــا‬ ‫فريســة للجرائــم االلكترونيــة إال أن الحــاالت التــي تعهــدت بهــا‬
‫وتكييفهــا بالنظــر إلــى أركان جريمــة االتجــار باألشــخاص اســتنادا‬ ‫الوحــدات األمنيــة لــم تتجــاوز ‪ 13‬حالــة ســنة ‪ 9( 2020‬مــن األطفــال‬
‫باألســاس إلــى معطيــات وزارة الداخليــة ووزارة امل ـرأة واألســرة وكبــار‬ ‫اإلنــاث و‪ 4‬ذكــور) وارتفــع عــدد الجرائــم االلكترونيــة إلــى ‪ 16‬حالــة فــي‬
‫السن (مندوبي حماية الطفولة)‪ .‬وإثرالقيام بتقاطع شامل لحاالت‬ ‫‪ 2021‬بين ‪ 12‬في صفوف اإلناث و‪ 4‬ذكور‪ .‬وهي أرقام قريبة من عدد‬
‫االتجــارباألشــخاص املسـ ّـجلة فــي تونــس خــال ســنة ‪ّ ،2020‬‬
‫تبيــن أن‬ ‫املتعهد بها أمنيا سنة ‪ 2019‬والبالغة ‪ 12‬جريمة إلكترونية‬ ‫الحاالت ّ‬
‫عدد حاالت االتجارباألشخاص قي تونس قد بلغ خالل سنة ‪:2020‬‬ ‫(‪ 8‬إنــاث و‪ 4‬ذكــور)‪ .‬وكان عــدد املســتهدفات مــن هــذه الجرائــم مــن‬
‫‪ 907‬حالــة‪.‬‬ ‫اإلنــاث أرفــع مــن عــدد الذكــور فــي الســنوات الثــاث املذكــورة‪ ،‬رغــم‬
‫ّ‬ ‫محدوديــة داللــة العــدد وعــدم تعبيــره عــن واقــع الجرائــم االلكترونية‬
‫واتسمت حاالت االتجارباألشخاص املسجلة سنة ‪2020‬‬ ‫غيــراملصـ ّـرح بهــا وغيــر ّ‬
‫املتعهــد بهــا والتــي لــم يتــم رصدهــا‪.‬‬
‫بالخصائص التالية‪:‬‬
‫·ما يقارب ثلثي الضحايا من النساء‪ :‬بلغ سنة ‪ 2020‬عدد الفتيات‬ ‫الحماية من االتجار باألطفال‬
‫والنساء ضحايا االتجار ‪ 578‬أي ‪ ٪63.7‬من الحاالت املسجلة‪،‬‬ ‫ورد فــي تقريــراليونيســيف حــول «تحليــل وضــع الطفولــة فــي تونــس»‬
‫ً‬
‫·بلــغ عــدد حــاالت األطفــال ضحايــا االتجــار‪ 472 :‬طفــا عــام ‪2020‬‬ ‫لســنة ‪ّ ،2020‬أن عــدد األطفــال «املشــغولين اقتصاديــا» يبلــغ ‪5.4‬‬
‫أي ‪ ٪52.0‬من إجمالي الحاالت املســجلة‪.‬‬ ‫‪ % 3.2( %‬منهــم فــي أعمــال خطــرة) وأن ‪ % 12.8‬مــن األطفــال الذيــن‬
‫·اثنــان مــن خمســة مــن الضحايــا أجانــب‪ :‬بلــغ عــدد ضحايــا االتجار‬ ‫تت ـراوح أعمارهــم بيــن ‪ 13‬و‪ 15‬ســنة مشــغولون اقتصاديــا (‪7.9%‬فــي‬
‫املتعلقــة باألجانــب ‪ 366‬حالــة ســنة ‪ ،2020‬أي ‪ ٪40.4‬مــن إجمالــي‬ ‫أعمــال خطــرة) وكذلــك الشــأن بالنســبة إلــى ‪ % 20.7‬مــن األطفــال‬
‫عدد الحاالت املســجلة‪.‬‬ ‫املتراوحــة أعمارهــم بيــن ‪ 16‬و ‪ 17‬ســنة‪ .‬ويقـ ّـدرعــدد األطفــال (‪ 5‬الــى‬
‫‪ 17‬ســنة) املشــغولين اقتصاديــا ب ـ ‪ 215700‬بنســبة ‪ % 9.5‬مــن كتلــة‬
‫ُ‬
‫أما بالنسبة ألشكال االتجار‪ ،‬فهي تتميزبـ‪:‬‬ ‫الســكان املســتهدفة‪ .‬وعلــى ســبيل املقارنــة‪ ،‬تقـ ّـدرهــذه النســبة عامليــا‬
‫·ارتفــاع حــاالت االســتغالل االقتصــادي الــذي يمثــل أكثــر مــن‬ ‫بـ ‪ % 13.8‬في ‪.2016‬‬
‫‪ ٪62‬مــن حــاالت االتجــار‪ ،‬وهــذا يتعلــق بشــكل خــاص بالتشــغيل‬ ‫ُ‬
‫وملقاومــة مختلــف أشــكال االتجــارباألطفــال تتابــع املنظمــات الدولية‬
‫القســري (‪ )٪39.9‬واالســتغالل االقتصادي لألطفال في األنشــطة‬ ‫والوطنيــة وضعيــات هــؤالء األطفــال وتكشــف مــا ّ‬
‫يتعرضــون لــه مــن‬
‫الهامشــية أو التســول (‪.)٪22.5‬‬ ‫اســتغالل وتعمــل علــى الحـ ّـد مــن املخاطــرالتــي ّ‬
‫تهددهــم‪.‬‬
‫·ارتفــاع حــاالت االســتغالل الجن�ســي حيــث يمثــل مــا يقــارب ‪٪ 32‬‬ ‫ّ‬
‫وتمثل الهيئة الوطنية ملكافحة االتجارباألشخاص في تونس إحدى‬
‫من الحاالت‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬هناك ‪ 26‬حالة استغالل لألطفال‬
‫اآلليــات العاملــة علــى مقاومــة هــذه الظاهــرة والحـ ّـد مــن اســتفحالها‬
‫فــي أنشــطة إجراميــة‪.‬‬ ‫ّ‬
‫وخاصــة فــي مــا يتعلــق بوقايــة األطفــال وحمايتهــم مــن خــال وضــع‬
‫·وجــود حــاالت شــبيهة بالــرق كالــزواج باإلكـراه‪ ،‬و‪ 13‬حالــة محاولــة‬ ‫اســتراتيجية وطنيــة ملنــع االتجــار باألشــخاص ومكافحتــه واقت ـراح‬
‫االتجارباألطفال وبيعهم‪.‬‬ ‫اآلليــات الكفيلــة بتنفيذهــا وتعزيــز قــدرات مختلــف املتدخليــن فــي‬
‫ّ‬ ‫هــذا املجــال‪ ،‬باإلضافــة إلــى جمــع املعطيــات واإلحصائيــات املتعلقــة‬
‫ويتبيــن مــن املعطيــات الســابقة ارتفــاع عــدد حــاالت االتجــار فــي‬ ‫ّ‬
‫بالحد من‬ ‫باالتجارباألشخاص واقتراح اآلليات واإلجراءات الكفيلة‬
‫صفــوف األطفــال والتــي تجــاوزت نصــف الحــاالت املســجلة‪.‬‬ ‫اســتغالل األشــخاص‪ .‬كمــا تعمــل الهيئــة علــى نشــرالوعــي االجتماعــي‬
‫ويستعرض الرسم البياني مختلف حاالت االتجارباألشخاص التي‬ ‫بمخاطــراالتجــارباألشــخاص وتنظيــم الــدورات التدريبيــة‪ .‬وتشــارك‬
‫قامــت الهيئــة بتســجيلها مــع تحديــد لنســب األطفــال فــي كل شــكل مــن‬ ‫الهيئــة إلــى جانــب عديــد مــن الهيئــات الحقوقيــة فــي إنجــاز البحــوث‬
‫أشــكال االتجارباألشــخاص‪.‬‬ ‫والدراســات وتحديث التشــريعات املنظمة للمجال في ضوء املعايير‬
‫الدوليــة للتصــدي لهــذه الظاهــرة‪ .‬كمــا تســاهم الهيئــة الوطنيــة فــي‬
‫التعريف بالتدابيرالتي اتخذتها الدولة ملكافحة االتجارباألشخاص‬
‫وإعــداد األجوبــة عــن املســائل التــي تطلــب املنظمــات الدوليــة إبــداء‬
‫ال ـرأي فيهــا ذات العالقــة بميــدان تدخلهــا‪.‬‬

‫ّ‬
‫الوطني حول وضع‬ ‫ّ‬
‫التقرير‬
‫‪83‬‬ ‫ّ‬
‫الطفولة بتونس ‪2021 - 2020‬‬
‫الرسم البياني رقم ‪:43‬‬
‫حاالت االتجارباألشخاص املسجلة بالهيئة خالل سنة ‪ 2020‬حسب نوع االتجاروالفئة العمرية‬

‫(املصدر‪ :‬الهيئة الوطنية ملكافحة االتجارباألشخاص وحسب بيانات وزارة الداخلية ووزارة املرأة واألسرة وكبارالسن)‬
‫ّ‬
‫فقــط متعلقــة باإلك ـراه علــى الــزواج‪ .‬أمــا محاولــة االتجــارباألطفــال‬ ‫يمثــل األطفــال الفئــة الوحيــدة التــي اســتهدفتها جرائــم االســتغالل‬
‫وبيعهــم فقــد بلغــت ‪ 13‬حالــة‪ .‬ويمثــل األطفــال نســبة صغيــرة مــن‬ ‫االقتصــادي لألطفــال فــي األنشــطة الهامشــية أو التســول مــع ارتفــاع‬
‫حــاالت العمــل القســري الــذي يســتهدف بشــكل أسا�ســي الضحايــا‬ ‫حــاالت االســتغالل الجن�ســي لألطفــال التــي مثلــت مــا يقــارب ثالثــة‬
‫األجانــب مــن البالغيــن‪.‬‬ ‫أربــاع حــاالت االســتغالل الجن�ســي املبلــغ عنهــا ســنة ‪ .2020‬كمــا تـ ّـم‬
‫ّ‬ ‫اســتغالل ‪ 26‬طفــا فــي أنشــطة إجراميــة مــع وجــود ممارســات شــبيهة‬
‫ويوضــح الرســم البيانــي التالــي التطـ ّـور املسـ ّـجل منــذ ســنة ‪ 2017‬إلــى‬
‫بالرق موجهة إلى األطفال تمثلت في ‪ 27‬حاالت من بينها حالة واحدة‬
‫‪ 2020‬حســب شــكل االتجار‪:‬‬
‫رسم بياني رقم ‪44‬‬
‫حاالت االتجارباألشخاص املسجلة من سنة ‪ 2017‬إلى ‪ ،2020‬حسب شكل االتجار‬

‫(املصدر‪ :‬الهيئة الوطنية ملكافحة االتجارباألشخاص وحسب بيانات وزارة الداخلية ووزارة املرأة واألسرة وكبارالسن)‬

‫‪84‬‬
‫وكان االنخفاض املسجل سنة ‪ 2020‬في عدد ضحايا االتجارباألشخاص متباينا حسب شكل االتجاركما هو موضح في الرسم البياني التالي‪:‬‬

‫رسم بياني رقم ‪:45‬‬


‫ّ‬
‫تطور حاالت االتجارباألشخاص بين عامي ‪ 2019‬و‪ :2020‬معدل النمو حسب شكل االتجار‬

‫(املصدر‪ :‬الهيئة الوطنية ملكافحة االتجارباألشخاص)‬

‫خلفــت عديــد ّ‬
‫الضحايــا‪.‬‬ ‫وقــد شــهدت أشــكال االتجــار باألشــخاص فــي تونــس تغيي ـرا فــي ظــل‬
‫وال بــد مــن ّ‬ ‫جائحــة كوفيــد ‪ 19‬حيــث تــم تســجيل تصاعــد فــي حــاالت االســتغالل‬
‫التذكيــرفــي هــذا الســياق أن جائحــة كوفيــد ‪ 19‬ســاهمت‬ ‫الجن�ســي ســنة ‪ ،2020‬إذ تضاعــف ثــاث م ـرات ً‬
‫تقريبــا‪ ،‬مــن ‪103‬‬
‫فــي الرفــع مــن نســق اســتخدام األطفــال واملراهقيــن للوســائل الرقميــة‬
‫حالــة فــي عــام ‪ 2019‬إلــى ‪ 289‬حالــة فــي عــام ‪ ،2020‬أي بزيــادة أكثــر‬
‫واللجــوء إلــى العالــم االفترا�ضــي فــي ظــل طــول فتــرة الحظــر الصحــي‬
‫من ‪.٪ 180‬‬
‫وغلق املؤسسات التربوية ومالزمتهم املنازل لفترات طويلة تجاوزت‬
‫األشــهر‪ .‬وهــو مــا ّ‬ ‫ً‬
‫عمــق انطــواء عــدد كبيــرمــن األطفــال وأطــال عزلتهــم‬ ‫وقد كان األطفال الفئة األكثرتعرضا لالستغالل الجن�سي وعددهم‬
‫ّ‬
‫فــي عاملهــم االفترا�ضــي وأثــر ســلبا علــى الروابــط األســرية عــوض أن‬ ‫فــي تزايــد وأصبحــوا يشــكلون ‪ ٪74‬مــن مجمــوع حــاالت االســتغالل‬
‫تكــون فتــرة الحجــرســبيال لتوطيدهــا‪.‬‬ ‫الجن�ســي فــي ‪ 2020‬مقابــل ‪ ٪59.2‬فــي ‪ 2019‬وتضاعــف عددهــم ‪3.5‬‬
‫م ـرات مــن ‪ 61‬حالــة فــي ‪ 2019‬إلــى ‪ 213‬فــي ‪.2020‬‬
‫وبهــدف الحـ ّـد مــن مخاطــر اإلدمــان علــى األنترنــات واأللعــاب‬
‫اإللكترونيــة الخطيــرة ومواقــع الــواب املشــبوهة التــي ارتفــع نســق‬ ‫حمايــة ّ‬
‫الطفولــة مــن مخاطــر األنترنــات‪ :‬اإلبحــار فــي‬
‫عالــم الــواب والحمايــة مــن الخطــر‪.‬‬
‫ّ‬
‫اإلقبــال عليهــا‪ ،‬نظمــت الهيــاكل املختصــة علــى غـرارالوكالــة الوطنيــة‬
‫للســامة املعلوماتيــة واملركــز الوطنــي واملراكــز الجهويــة لإلعالميــة‬ ‫تنوعــت املخاطــر التــي تحيــط باألطفــال وازدادت حـ ّـدة فــي ظــل‬
‫لقــد ّ‬
‫املوجهــة للطفــل حلقــات تكوينيــة ولقــاءات تحسيســية لفائــدة‬ ‫تنامــي الجرائــم املعلوماتيــة التــي تمثــل التحــدي األشـ ّـد خطــورة‬
‫ّ‬
‫األطفــال واألوليــاء بهــدف التوقــي مــن مخاطــر النفــاذ إلــى األنترنــات‬ ‫واألكثرتعقيدا الذي أفرزته التطورات التكنولوجية الحديثة‪ .‬وهو‬
‫والعالــم االفترا�ضــي والتوعيــة باالنعكاســات الســلبية لإلدمــان علــى‬ ‫مــا يتطلــب بــذل جهــود إضافيــة لحمايــة الطفولــة مــن هــذه املخاطــر‬
‫األلعــاب اإللكترونيــة‪.‬‬ ‫وتمكيــن العائــات مــن وســاطة تكنولوجيــة ّ‬
‫فعالــة ملرافقــة األطفــال‬
‫لنموهــم وتطــور شــخصيتهم واالســتفادة‬‫وتأطيرهــم وتوفيــربيئــة آمنــة ّ‬
‫كمــا قامــت الوكالــة الوطنيــة للســامة املعلوماتيــة بتنظيــم حمــات‬
‫تحسيســية عبــر منصــات التواصــل االجتماعــي ووســائل اإلعــام‬ ‫اإليجابيــة مــن مختلــف الوســائل التواصليــة والوســائط الرقميــة‪.‬‬
‫بهــدف ترشــيد اســتخدام الوســائل الحديثــة تضمنــت التنبيــه حــول‬
‫ويتعـ ّـرض عديــد مــن األطفــال إلــى أخطــاراأللعــاب اإللكترونيــة علــى‬
‫ثغــرة معلوماتيــة متعلقــة بتطبيقــة ‪ TikTok‬والتــي تهـ ّـدد املعطيــات‬ ‫غ ـرار لعبــة «الحــوت األزرق» ولعبــة «مريــم» ولعبــة «مومــو» والتــي‬
‫الشــخصية لألطفــال (الصــور‪ ،‬املوقــع الجغرافــي‪ )...‬وتقديــم نصائــح‬

‫ّ‬
‫الوطني حول وضع‬ ‫ّ‬
‫التقرير‬
‫‪85‬‬ ‫ّ‬
‫الطفولة بتونس ‪2021 - 2020‬‬
‫تفعيــل دور املجتمــع املدنــي املهتــم بقضايــا الطفولــة واألســرة فــي‬ ‫للحمايــة (كلمــة الســر‪ ،‬عــدم التواصــل مــع الغربــاء‪ )...‬كمــا أنجــزت‬
‫العمــل التحسي�ســي والتربــوي‪.‬‬ ‫موجهة إلى األسرة حول كيفية الحماية من مخاطر‬ ‫الوكالة نشريات ّ‬
‫ّ‬
‫التصيــد والتنمــر‪ )...‬وطريقــة االســتعمال‬ ‫العالــم االفترا�ضــي (مثــل‬
‫ويتطلــب تطويــر املرافقــة التربويــة لألطفــال فــي مؤسســات الطفولــة‬
‫اآلمــن للبريــد اإللكترونــي وملواقــع التواصــل‪ .‬وتــم التركيــزعلــى توجيــه‬
‫إدراج مــادة حــول الســامة املعلوماتيــة فــي البرنامــج التكوينــي لخريجــي‬
‫األسرة الستعمال حذرلوسائل التواصل خالل فترة الحجرالصحي‬
‫املعهــد العالــي إلطــارات الطفولــة بمــا يمكنهــم مــن تأطيــر األطفــال‬
‫مــن خــال أنشــطة وبرامــج مثــل املشــاركة فــي برنامــج «فــي داري مــع‬
‫ومرافقتهــم بهــدف اســتعمال آمــن لألنترنــات خــال مــن املخاطــر‬
‫صغــاري» وكذلــك تنظيــم يــوم األنترنــات اآلمــن ‪ 2020‬بالتعــاون مــع‬
‫واالنحرافــات الــى جانــب ضــرورة اضطــاع الســلطات املحليــة بدورهــا‬
‫املركزالوطني للتكنولوجيات في التربية‪ .‬وهي تظاهرة عاملية تنظمها‬
‫فــي مواجهــة ظاهــرة انتشــارمحــات األنترنــات فــي محيــط املؤسســات‬
‫ُ‬ ‫ســنويا الشــبكة األوروبيــة فــي عالقــة بالتربيــة الســيبرنية وتهــدف إلــى‬
‫التربويــة وإحــكام مراقبتهــا ملــا تتيحــه مــن فــرص إبحــارغيــرمراقــب فــي‬
‫تحســيس التالميــذ واألوليــاء باملخاطــراملمكنــة علــى شــبكة األنترنــات‬
‫مواقــع خطــرة أو تعاطــي ألعــاب فيديــو تنشــرعقليــة العنــف وتحــرض‬
‫عليــه جاعلــة منــه ســلوكا طبيعيــا‪ .‬كمــا ّ‬ ‫والحلول التقنية املتوفرة لحماية الناشئة على غرار «آليات مراقبة‬
‫يتعيــن‪ ،‬أمــام التطــور الســريع‬
‫اســتعماالت األطفــال علــى األنترنــات»‬
‫الســتعمال التكنولوجيــات الحديثــة‪ ،‬مراجعــة قوانيــن حمايــة‬
‫ّ‬
‫الطفولة والقوانين الجزائية وضرورة احترام كل التدابيراملتخذة في‬ ‫وقــد وفــرت الوكالــة الوطنيــة للســامة املعلوماتيــة فضــاء لألطفــال‬
‫ّ‬
‫ســياق حمايــة املعطيــات الشــخصية لألطفــال علــى مواقــع التواصــل‬ ‫وألوليائهــم‪ ،‬أطلــق عليــه «فضــاء العائلــة» يمكنهــم مــن مجموعــة مــن‬
‫االجتماعــي التــي تعـ ّـج بشــتى أنــواع التحــرش والتهديــد‪.‬‬ ‫النصائح لالستعمال اآلمن لألنترنات‪ .‬كما وضعت الوكالة مجموعة‬
‫مــن املختصيــن بمركــز اإلحاطــة التابــع لهــا لإلجابــة عــن مختلــف‬
‫الحمايــة القضائيــة‪ :‬الحمايــة القضائيــة للطفولــة‬
‫المهــددة‬
‫االستفســارات ولتقبــل التبليــغ عــن أي حــادث أو مشــكل فــي مجــال‬
‫ّ‬
‫الســامة املعلوماتيــة‪.‬‬
‫املهدديــن حســب مصــادر وزارة العــدل ‪3043‬‬ ‫بلــغ عــدد األطفــال َّ‬
‫طفــا‪ ،‬خــال ســنة ‪ ،2020 - 2019‬مــن بينهــم ‪ 1324‬حالــة تهديــد‬ ‫إال أن التصــدي ملختلــف مخاطــروســائل االتصــال الحديثــة يحتــاج‬
‫فــي صفــوف اإلنــاث فــي حيــن يمثــل الذكــور العــدد األرفــع مــن املهدديــن‬ ‫إلــى تكاتــف جهــود جميــع املتدخليــن فــي شــأن الطفولــة مــن النواحــي‬
‫والبالغ ‪ 1719‬حالة‪ .‬وانخفض العدد سنة ‪ 2020-2021‬إلى حدود‬ ‫التربويــة والوقائيــة والتوعويــة واألمنيــة مــن خــال تعزيــز آليــات‬
‫‪ 2468‬طفــا مهـ ّـددا‪ ،‬بيــن ‪ 1395‬طفــا و‪ 1073‬طفلــة وكانــت أعلــى‬ ‫اإلحاطــة باألطفــال ضحايــا املخاطــر املعلوماتيــة واعتمــاد نظــام‬
‫نســبة مسـ ّـجلة بواليــة سوســة (‪ )394‬فمنوبــة (‪ )393‬فتونــس (‪)324‬‬ ‫تصريحــي لإلعــام بالحــوادث عبــر األرقــام املجانيــة املوضوعــة علــى‬
‫ذمــة العمــوم أو البريــد اإللكترونــي أو التطبيقــة اإلعالميــة‪ ،‬وتكثيــف‬
‫ويرصــد الرســم البيانــي املوالــي تطـ ّـور عــدد األطفــال ّ‬
‫املهدديــن املتعهــد‬ ‫الــدورات التدريبيــة لفائــدة األطفــال واألوليــاء واملربيــن فــي مجــال‬
‫بهمقضائيا‪:‬‬ ‫التواصــل االجتماعــي والترابــط األســري ودعــم العالقــات‪ ،‬مــع ضــرورة‬

‫رسم بياني رقم ‪:46‬‬

‫‪86‬‬
‫‪ % 0.81‬والعائــات املعــوزة ‪ 198‬طفــا بنســبة تناهــز ‪ 8.02%‬خــال‬ ‫وينقســم األطفــال املهــددون بيــن مــن ينتمــون إلــى مناطــق ريفيــة أو‬
‫ســنة ‪.2021‬‬ ‫حضريــة‪ ،‬وفــق التوزيــع التالــي‪:‬‬
‫ّ‬
‫املتعهــد بهــم‬ ‫ُويعــزى االرتفــاع املسـ ّـجل فــي عــدد األطفــال املهدديــن‬ ‫جدول رقم ‪:25‬‬
‫واملنتميــن إلــى عائــات متوســطة الدخــل إلــى حجــم الطبقة املتوســطة‬ ‫توزيع األطفال املهددين املتعهد بهم قضائيا حسب انتمائهم إلى‬
‫ّ‬
‫فــي حـ ّـد ذاتهــا والتــي رغــم تقلــص حجمهــا مازالــت تمثــل النســبة األكبــر‬ ‫مناطق ريفية أو حضرية سنة ‪2020-2021‬‬
‫فــي املجتمــع مقارنــة بحجــم الطبقــة امليســورة والطبقــة املعــوزة‪ .‬وقــد‬ ‫املجموع‬ ‫ذكور‬ ‫إناث‬ ‫املنطقة‬
‫أعدهــا املعهــد التون�ســي للدراســات االســتراتيجية‬‫كشــفت د اســة ّ‬
‫ر‬ ‫‪2369‬‬ ‫‪1338‬‬ ‫‪1031‬‬ ‫منطقة حضرية‬
‫ّ‬
‫تقلــص الطبقــة الوســطى مــن حوالــي ‪ 70%‬ســنة ‪ 2010‬إلــى مســتوى‬
‫ّ‬ ‫‪99‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪42‬‬ ‫منطقة ريفية‬
‫‪ 50%‬ســنة ‪ 2018‬وذلــك بســبب التضخــم والبطالــة وتراجــع القــدرة‬ ‫‪2468‬‬ ‫‪1395‬‬ ‫‪1073‬‬ ‫املجموع‬
‫الشرائية هذا باإلضافة إلى ما عرفته الطبقة الوسطى من صعوبات‬
‫اقتصاديــة والتــي فقــدت مــا يعــادل ‪ 40%‬مــن قدرتهــا الشـرائية خــال‬ ‫يتضح من خالل املعطيات السابقة تمركزحاالت الطفولة املهددة‬
‫ّ‬
‫العشــرية األخيرة إلى جانب تقلص قدرتها على االقتراض والحصول‬ ‫باملــدن واملناطــق الحضريــة بشــكل كلــي تقريبــا إذ ال تتجــاوز نســبتها فــي‬
‫على مســكن وفقا لنفس الدراســة‪.‬‬ ‫املناطــق الريفيــة ‪ 4.01‬مــن مجمــوع الحــاالت‪ .‬ويعــود ذلــك إلى الكثافة‬
‫مهدديــن منتميــن إلــى طبقــات ميســورة مؤش ـرا‬ ‫ُويعتبــروجــود أطفــال ّ‬ ‫الســكانية املرتفعــة باملــدن إذ أن األغلبيــة املطلقــة مــن الســكان‬
‫تعقد الحياة بها ونقص املراقبة‬ ‫يقطنون في املدن هذا باإلضافة إلى ّ‬
‫منبها إلى أنه ال وجود لطفل بمنأى عن التهديد بما في ذلك من هم في‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العائلية وهو ما ينجم عنه تزايد مثل هذه الظواهر‪ .‬وهو ما يتطلب‬
‫وضعيــة ماديــة مرفهــة بــل لعلهــا تتحـ ّـول إلــى مصــدرودافــع لالنحـراف‬
‫في ظل غياب اإلحاطة‪.‬‬ ‫البحــث عــن حلــول جذريــة للحـ ّـد مــن انتشــارها مــن خــال تشــخيص‬
‫أســبابها وتوفيــراإلحاطــة الشــاملة بهــؤالء األطفــال وكذلــك أســرهم‪.‬‬
‫املهددين من بين أبناء الطبقات الفقيرة‪،‬‬ ‫أما بالنسبة لعدد األطفال ّ‬
‫فقــد ارتفــع مــن ‪ 116‬ســنة ‪ 2020‬إلــى ‪ 198‬طفــا ســنة ‪ 2021‬لذلــك‬ ‫كمــا يؤثــر املســتوى االجتماعــي واملــادي لألســرة فــي عــدد حــاالت‬
‫التهديــد التــي يباشــرها القضــاء‪ ،‬إذ ينحــدرأغلــب األطفــال ّ‬
‫املهدديــن‬
‫وجــب اتخــاذ إج ـراءات لفائــدة هــذه األســروالتــي تتطلــب مزيــدا مــن‬
‫الدعــم والتكريــس الفعلــي والشــامل للعنايــة باألســراملعــوزة تحقيقــا‬ ‫مــن عائــات متوســطة الحــال والبالــغ عددهــم ‪ 2250‬حالــة فــي ســنة‬
‫ألهداف التنمية الشاملة وخاصة في ما ّيتصل بالقضاء على الفقر‬ ‫‪ 2021‬والتــي تمثــل نســبة ‪ 91.16%‬مــن مجمــوع الحــاالت‪ ،‬مسـ ّـجلة‬
‫فــي املناطــق النائيــة واألحيــاء املهمشــة‪ ،‬ضمانــا لكرامــة اإلنســان‬ ‫انخفاضــا مقارنــة بســنة ‪ 2020‬التــي ناهــز خاللهــا عــدد األطفــال‬
‫ّ‬
‫املهدديــن ‪ 2897‬طفــا بالنســبة إلــى العائــات متوســطة الدخــل‪ .‬فــي‬
‫عمومــا وصونــا للطفــل مــن كل مظاهــراالنحـراف املمكنــة والتــي تكون‬
‫الحاجــة مــن بيــن أهــم دوافعها‪.‬‬ ‫مقابل ذلك لم تتجاوز الحاالت املنتمية إلى عائالت ميســورة الحال‬

‫رسم بياني رقم ‪:47‬‬

‫ّ‬
‫الوطني حول وضع‬ ‫ّ‬
‫التقرير‬
‫‪87‬‬ ‫ّ‬
‫الطفولة بتونس ‪2021 - 2020‬‬
‫االنخفــاض ب ـ ‪ 234‬املســجل فــي حــاالت التقصيــر فــي الرعايــة خــال‬ ‫يختلــف عــدد األطفــال ّ‬
‫املهدديــن حســب صنــف التهديــد‪ ،‬ويحتــل‬
‫السنة القضائية ‪ 2021 - 2020‬ويستعرض الجدول املوالي تصنيفا‬ ‫اإلهمــال والتشـ ّـرد العــدد األكبــر مسـ ّـجال ‪ 1116‬تهديــدا يليــه‬
‫للتهديــد الــذي يتعـ ّـرض لــه األطفــال حســب جنــس الطفــل مــع مقارنــة‬ ‫التقصيــر فــي التربيــة والرعايــة ب ـ بــ‪ 1073‬حالــة خــال ‪.2021 -2020‬‬
‫بيــن ســنتين قضائيتيــن‪:‬‬ ‫وهمــا الصنفــان األكثــر ارتفاعــا كذلــك فــي ســنة ‪ 2020 - 2019‬رغــم‬
‫جدول رقم ‪:26‬‬
‫مقارنة عدد األطفال حسب صنف التهديد وجنس الطفل بين سنتي ‪ 2019-2020‬و‪2020-2021‬‬
‫السنة القضائية ‪2020-2021‬‬ ‫السنة القضائية ‪2019-2020‬‬
‫مجموع‬ ‫ذكور‬ ‫إناث‬ ‫مجموع‬ ‫ذكور‬ ‫إناث‬ ‫صنف التهديد‬
‫‪171‬‬ ‫‪113‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪207‬‬ ‫‪135‬‬ ‫‪72‬‬ ‫دون سند عائلي‬
‫‪1116‬‬ ‫‪613‬‬ ‫‪503‬‬ ‫‪1399‬‬ ‫‪757‬‬ ‫‪642‬‬ ‫اإلهمال والتشرّد‬
‫‪1073‬‬ ‫‪625‬‬ ‫‪448‬‬ ‫‪1307‬‬ ‫‪770‬‬ ‫‪537‬‬ ‫التقصير في التربية والرعاية‬
‫‪44‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪27‬‬ ‫سوء المعاملة‬
‫‪21‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪16‬‬ ‫استغالل الطفل جنسيا‬
‫‪37‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪27‬‬ ‫عجز األبوين‬
‫‪6‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫حاالت أخرى‬
‫‪2468‬‬ ‫‪1395 1073‬‬ ‫‪3043‬‬ ‫‪1719 1324‬‬ ‫المجموع‬

‫ألطفالهمــا ويبقــى األطفــال دون أي ســند عائلــي‪.‬‬ ‫تـ ّـم تســجيل انخفــاض فــي مجمــوع حــاالت التهديــد مــن ‪3043‬فــي‬
‫‪ 2020 - 2019‬إلــى ‪ 2468‬ســنة ‪ 2021 - 2020‬كمــا انخفــض عــدد‬
‫وتقــوم عـ ّـدة أط ـراف بإعــام القا�ضــي بمــا يتعـ ّـرض لــه األطفــال مــن‬
‫التهديدات املوجهة إلى اإلناث من األطفال بـ ‪ 251‬حالة بين السنتين‬
‫تهديــد ومــن أهمهــا هــذه األط ـراف منــدوب حمايــة الطفولــة الــذي‬
‫القضائيتيــن املذكورتيــن‪ .‬وقــد كان الذكــور عرضــة ألكبــر عــدد مــن‬
‫قــام خــال ســنة ‪ 2021 - 2020‬باإلعــام بــ‪ 871‬طفــا مهـ ّـددا (بنســبة‬
‫أصنــاف التهديــد خاصــة فــي صنــف فقــدان الطفــل لوالديــه وبقــاؤه‬
‫تناهــز ‪ 35.29%‬مــن مجمــوع حــاالت اإلعــام) مــن بينهــم ‪ 405‬طفلــة‪.‬‬
‫دون ســند عائلي الذي بلغ ‪ 113‬مقابل ‪ 58‬حالة بالنســبة إلى اإلناث‬
‫وفــي هــذا تأكيــد لــدوره املحــوري فــي مســتوى حمايــة الطفولــة املهـ ّـددة‬ ‫ّ‬
‫سيما وأنه يقتصرعلى اإلعالم بالحاالت التي ّ‬ ‫والتشرد البالغ عددها‬ ‫وكذلك الشأن فيما يتصل بحاالت اإلهمال‬
‫يقدرأنها تشكل تهديدا‬
‫‪ 613‬للذكــور ‪ 503‬لإلنــاث والتقصيــرفــي الرعايــة الــذي يتجــاوز عــدد‬
‫فعليــا للطفــل والحــال أنــه يتلقــى إشــعارات بأعــداد أكبــر بكثيــر مــن‬
‫ّ‬ ‫األوالد اإلنــاث بــ‪ 177‬تهديــدا‪ .‬وتتعـ ّـرض اإلنــاث لعــدد أرفــع قليــا مــن‬
‫حــاالت التهديــد التــي ُيعلــم بهــا القا�ضــي‪ .‬كمــا تولــت النيابــة العموميــة‬
‫الذكــور فــي بعــض أصنــاف مــن التهديــد وخاصــة املتصــل باســتغالل‬
‫اإلعــام بــ‪ 21‬تهديــدا‪ ،‬ســنة ‪ .2021 - 2020‬وأعلمــت مصالــح العمــل‬
‫الطفل جنسيا الذي استهدف ‪ 18‬فتاة مقابل ‪ 3‬ذكور وكذلك سوء‬
‫االجتماعي بـوضعيتين وقامت املؤسسات العمومية املعنية بشؤون‬
‫املعاملــة الــذي تعرضــت لــه ‪ 24‬فتــاة و‪ 20‬مــن الذكــور‪ .‬كمــا تــم إثبــات‬
‫الطفولــة بإعــام القا�ضــي بوجــود ‪ 10‬أطفــال يعيشــون حالــة تهديــد‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ 4‬حــاالت اســتغالل لـ‪3‬أطفــال مــن الذكــور وطفلــة واحــدة فــي اإلجـرام‬
‫وتكفــل قا�ضــي األطفــال باإلبــاغ عــن حالتيــن‪.‬‬ ‫املنظم في حين لم ّ‬
‫تسجل أية حالة من هذا الصنف خالل السنتين‬
‫وكان النصيــب األكبــر مــن اإلعــام صــادرا عــن جهــات غيــر الهيــاكل‬ ‫القضائيتيــن ‪ 2017 - 2016‬و‪.2018 - 2017‬‬
‫القضائيــة واالجتماعيــة والرســمية مــن بينهــا خاصــة أف ـراد األســرة‬ ‫ّ‬
‫الجدة‪ )...‬وكذلك املجتمع املدني الذي بدأ ّ‬ ‫(األب‪ ،‬األم‪ّ ،‬‬ ‫وتمثــل حالــة الفقــر‪ ،‬التــي تعيشــها بعــض العائــات‪ ،‬ســببا رئيســيا فــي‬
‫يتحمل أكثر‬ ‫جعل األطفال ّ‬
‫فأكثرمسؤوليته تجاه الطفولة ّ‬ ‫معرضين إلى التشغيل القسري قبل السن القانونية‬
‫املهددة‪ ،‬وعيا بمسؤوليته في القيام‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫والتشرد وسوء املعاملة‪  .‬‬ ‫التسول وكذلك اإلهمال‬ ‫وإلى‬
‫بواجــب اإلشــعاربــكل طفــل مهـ ّـدد‪ .‬وقــد ناهــزت هــذه اإلعالمــات ســنة‬
‫‪ 1559 :2021 - 2020‬إعالمــا بيــن ‪ 642‬إعالمــا يخــص اإلنــاث ‪917‬‬ ‫كمــا كشــفت أغلــب حــاالت التهديــد التــي تســتهدف الطفولــة عــن‬
‫يهمالذكور‪   .‬‬ ‫إهمــال اآلبــاء ألبنائهــم وتقصيرهــم تجاههــم وعــدم ّ‬
‫تحمــل املســؤولية‬
‫املنوطــة بعهدتهــم باإلضافــة إلــى ســوء معاملتهــم لهــم واالعتــداء عليهم‬
‫وقــد تـ ّـم اتخــاذ مجموعــة مــن التدابيــرالوقتيــة لفائــدة الطفــل املهـ ّـدد‬ ‫أو ّ‬
‫تنصل اآلباء من مسؤولياتهم في حاالت الوضع خارج إطارالزواج‬
‫بلغ عددها ‪ 723‬تدبيرا وقتيا‪ ،‬تراوحت بين فصل الطفل عن عائلته‬ ‫ّ‬
‫فيعمــدون إلــى إهمــال الطفــل ماديــا ومعنويــا منــذ ســن مبكــرة أومنــذ‬
‫والتــي بلــغ عددهــا ‪ 109‬بيــن ‪ 26‬مــن الفتيــات ‪ 83‬مــن الذكــور‪ ،‬وبيــن‬
‫الــوالدة‪ .‬كمــا تفــرز حــاالت الطــاق ومــا يتبعهــا مــن خالفــات زوجيــة‬
‫حــاالت إبقــاء الطفــل لــدى عائلتــه والتــي شــهدت انخفاضــا مــن ‪744‬‬
‫تنازعــا ســلبيا فــي الحضانــة يتمثــل فــي إهمــال األب واألم املتفارقيــن‬
‫طفــا ســنة ‪ 2020‬إلــى ‪ 614‬طفــا فــي ‪ 235( 2021‬إنــاث ‪ 379‬ذكــور)‬

‫‪88‬‬
‫ويلجــأ القا�ضــي إلــى فصــل الطفــل املهـ ّـدد عــن عائلتــه حيــن تمثــل‬ ‫رسم بياني رقم ‪:48‬‬
‫فيتم إيداعه بمؤسسة تربوية أو‬ ‫حد ذاتها مصدرالتهديد ّ‬ ‫العائلة في ّ‬
‫ّ‬
‫لدى عائلة استقبال تعتني به وتوفرله العناية وتحميه من التهديد‪.‬‬
‫مــن جهــة أخــرى شــهد عــدد القـرارات الوقتيــة التــي اتخذهــا القا�ضــي‬
‫املهدد‪ ،‬انخفاضا من ‪ 417‬قرارا وقتيا خالل الســنة‬ ‫لفائدة بالطفل ّ‬
‫القضائيــة ‪ 2020 - 2019‬إلــى ‪ 349‬خــال ســنة ‪2021 -2020‬‬
‫وتختلــف الق ـرارات الوقتيــة التــي يعتمدهــا القا�ضــي حســب طبيعــة‬
‫التهديــد ووفــق مــا تقتضيــه وضعيــة الطفــل وبمراعــاة مصلحتــه‬
‫الفضلى‪.‬‬
‫ويســتعرض الجــدول املوالــي مختلــف الق ـرارات الوقتيــة املتخــذة‬
‫مــن قبــل القا�ضــي خــال الســنة القضائيــة ‪ 2020-2021‬وتوزيعهــا‬
‫حســب أصنافهــا وجنــس الطفــل‪:‬‬

‫جدول رقم ‪:27‬‬


‫القرارات الوقتية املتخذة حسب الصنف وجنس الطفل ّ‬
‫املهدد سنة ‪2020-2021‬‬
‫مجموع‬ ‫ذكور‬ ‫إناث‬ ‫صنف القرار الوقتي‬
‫‪114‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪46‬‬ ‫ال وجهة للتعهّد‬
‫‪174‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪69‬‬ ‫إحالة الملف على الجلسة الحكمية‬
‫‪56‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪28‬‬ ‫إبعاد الطفل عن عائلته‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫وضع الطفل تحت نظام الكفالة‬
‫‪349‬‬ ‫‪205‬‬ ‫‪144‬‬ ‫المجموع‬

‫ّ‬
‫يالحــظ فــي مجــال التعهــد بالطفولــة املهـ ّـددة غيــاب الدعــم واملرافقــة‬
‫تعهد األطفال‬
‫بالطفولــة الجانحــة‪ّ :‬‬ ‫التعهــد القضائــي‬
‫ّ‬ ‫لعائــات االســتقبال بمعنــى تمكينهــا مــن تكويــن ْ‬
‫قبلــي‪ ،‬ألن املســألة‬
‫فــي خــاف مــع القانون‬
‫تتطلــب اســتعدادا نفســيا وقــدرة عمليــة علــى احتضــان وافــد جديــد‬
‫وتنوعت التهديدات التي‬ ‫تعددت املخاطرالتي تواجه األطفال ّ‬ ‫مثلما ّ‬ ‫بمزاجــه الخــاص وميوالتــه ومجــاالت اهتمامــه‪ ،‬عــاوة علــى االفتقــار‬
‫ّ‬
‫تسلط عليهم‪ ،‬اتسع مجال االنحراف والجنوح الذي يستهوي عددا‬ ‫إلــى التقييــم ومتابعــة وضعيــة هــؤالء األطفــال مــن قبــل املختصيــن‪.‬‬
‫كبي ـرا مــن األطفــال واملراهقيــن ُ‬
‫فيقبلــون عليــه غيــرمدركيــن لعواقبــه‬ ‫وتجدراإلشارة إلى أن القرارات الصادرة عن القا�ضي بعدم ّ‬
‫التعهد‬
‫فيدمنون على التدخين أو الخمرأو املخدرات‪،‬‬ ‫الصحية والقانونية ُ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫والبالــغ عددهــا ‪ 114‬ق ـرارا‪ ،‬ســنة ‪ 2021 - 2020‬والتــي تمثــل نســبة‬
‫وقد يرتكبون جرائم فيقعون تحت طائلة القانون‪.‬‬
‫‪ 32.66%‬مــن مجمــوع الق ـرارات الوقتيــة‪ ،‬تكــون فــي الغالــب نتيجــة‬
‫وملعرفــة حجــم ظاهــرة اإلدمــان علــى التدخيــن واملخــدرات واســتهالك‬ ‫جديــة التهديــد ّ‬
‫املوجــه إلــى الطفــل علــى خــاف امللفــات املحالــة‬ ‫عــدم ّ‬
‫ّ‬ ‫علــى الجلســة ُ‬
‫الكحــول فــي صفــوف األطفــال‪ ،‬تــم خــال شــهري أفريــل وجــوان مــن‬ ‫الحكميــة‪ ،‬والتــي تمثــل نســبة ‪ 49.85%‬مــن الق ـرارات‬
‫ســنة ‪ 2021‬إنجــاز بحــث وطنــي حــول تعاطــي املخـ ّـدرات واإلدمــان‬ ‫الوقتيــة‪ .‬كمــا نالحــظ محدوديــة عــدد الق ـرارات املتصلــة بوضــع‬
‫بيــن املراهقيــن امللتحقيــن باملــدارس والذيــن تتـراوح أعمارهــم بيــن ‪16‬‬ ‫الطفــل تحــت نظــام الكفالــة والتــي لــم تتجــاوز ‪ 5‬وضعيــات فقــط فــي‬
‫و‪ 18‬ســنة‪ .‬وقــد شــملت عينــة البحــث ‪ 6230‬طفــا وطفلــة‪ .‬وتوزعــت‬ ‫ظل نقص األطراالجتماعية الكفيلة بتوفيرالعائلة البديلة في حالة‬
‫العينــة بيــن ‪ 60.3%‬فتيــات و‪ 39.7%‬ذكــور‪.‬‬ ‫عــدم قيــام العائلــة األصليــة بدورهــا ووظائفهــا تجــاه أبنائهــا وهــو مــا‬
‫يفســركذلــك القـرارات الوقتيــة القاضيــة بإبعــاد الطفــل عــن عائلتــه‬
‫وقد كشف البحث أن ‪ 24.5%‬من بين أفراد العينة استهلكوا التبغ‬
‫والتــي بلغــت ‪ 56‬قـرارا‪ .‬ونســبة اإلنــاث فــي مختلــف أصنــاف القـرارات‬
‫علــى األقــل مــرة واحــدة فــي حياتهــم أمــا اســتهالك الكحــول مــرة واحــدة‬
‫أقــل مــن نســبة الذكــور باســتثناء اإلبعــاد عــن العائلــة الــذي يتســاوى‬
‫علــى األقــل فــكان بنســبة تناهــز ‪ 8%‬وقــد ارتفــع معــدل اســتهالك‬
‫فيــه تقريبــا الذكــور (‪ 30‬ق ـرارا) واإلنــاث (‪ 28‬ق ـرارا)‪.‬‬
‫القنب ولو مرة واحدة من ‪ 3.8%‬خالل بحث أنجزسنة ‪ 2017‬ليبلغ‬

‫ّ‬
‫الوطني حول وضع‬ ‫ّ‬
‫التقرير‬
‫‪89‬‬ ‫ّ‬
‫الطفولة بتونس ‪2021 - 2020‬‬
‫ـورط الذكــور فــي أغلبهــا (‪ 6546‬جريمــة) ولــم يتجــاوز‬‫‪ 7060‬طفــا تـ ّ‬ ‫وفــق دراســة ‪ 2021‬حــدود ‪ 6.9%‬مــن العينــة‬
‫عــدد اإلنــاث املحكــوم عليهــن ‪ 514‬فتــاة‪ .‬وقــد انخفــض عــدد املحكــوم‬
‫كمــا سـ ّـجل البحــث ارتفــاع عــدد األطفــال الذيــن يقامــرون فقــد بلــغ‬
‫عليهــم ســنة ‪ 2020-2021‬إلــى ‪ 5819‬طفــا بيــن ‪ 5395‬مــن الذكــور‬
‫عــدد التالميــذ الذيــن مارســوا القمــارمــرة واحــدة علــى األقــل مــن بيــن‬
‫و‪ 424‬مــن األطفــال اإلنــاث‪.‬‬
‫أف ـراد العينــة‪ ،‬تلميــذ علــى كل ‪ 7‬تالميــذ وذلــك خــال الــ‪ 12‬شــهرا‬
‫هــذا وتتــوزع األحــكام بيــن عــدة أصنــاف مــن القضايــا التــي يحتــل فيهــا‬ ‫املاضيــة‪.‬‬
‫االعتداء على املكاسب النصيب األكبربـ ‪ 3514‬جريمة سنة ‪2019-‬‬
‫وحسب دراسة أنجزت في ‪2017‬والواردة بتقريراليونيسيف ‪2020‬‬
‫‪ 2020‬تليهــا جرائــم االعتــداء علــى النفــس البشــرية ب ـ ‪ 2078‬طفــا‬
‫حــول عينــة ممثلــة مــن التالميــذ تتـراوح أعمارهــم بيــن ‪13‬و ‪ 15‬ســنة‪،‬‬
‫‪ .‬وهــو نفــس الترتيــب مــع انخفــاض فــي العــدد خــال ‪2021 - 2020‬‬
‫يتبين أن ‪ 19.2%‬من الذكور و ‪ 4.6%‬من اإلناث (أي نسبة ‪11.7%‬‬
‫(االعتــداء علــى املكاســب‪ 2927 :‬وعلــى النفــس البشــرية‪)1625 :‬‬ ‫ّ‬
‫من مجموع التالميذ) صرحوا بأنهم من املدخنين‪.‬‬
‫ويقدم الرسم املوالي توزيعا لألطفال املحكوم عليهم خالل السنتين‬
‫القضائيتيــن‪:‬‬ ‫وفي عالقة بالكحول كشــفت الدراســة أن ‪ 6.3%‬من تالميذ املعاهد‬
‫اســتهلكوا املشــروبات الكحوليــة علــى مــرة علــى األقــل فــي ‪ ،2017‬مــع‬
‫رسم بياني رقم ‪:49‬‬
‫تســجيل إقبــال أكثــر مــن جانــب الذكــور مقارنــة باإلنــاث‪ .‬وبالنســبة‬
‫لتــوزع هــذه الفئــة علــى جهــات االنتمــاء‪ُ ،‬يذكــر أن النســبة مرتفعــة‬
‫أكثــر فــي إقليــم تونــس الكبــرى (‪ )8.5%‬والشــمال الشــرقي (‪)7.7%‬‬
‫يليهمــا الوســط الشــرقي (‪.)7.1%‬‬
‫أمــا عــن متوســط سـ ّـن بدايــة اســتهالك التبــغ فــكان فــي حــدود‬
‫‪13.6‬سنة و‪ 14.5‬سنة بالنسبة للكحول‪( .‬أي أثناء سنوات املرحلة‬
‫الثانيــة مــن التعليــم األسا�ســي)‪.‬‬
‫وباإلضافــة إلــى هــذه املظاهــر مــن االنح ـراف والســلوك املحفــوف‬
‫بالخطــر‪ ،‬يرتكــب األطفــال جرائــم مختلفــة مثــل الســرقة واالعتــداء‬
‫بالعنــف واالعتــداء علــى األمــن العــام‪ .‬وتقــف مجموعــة مــن العوامــل‬
‫وراء جنــوح األطفــال وإقدامهــم علــى الجريمــة مــن بينهــا الوضعيــة‬
‫املاديــة املترديــة والظــروف االجتماعيــة لألســرالتــي ينتمــون إليهــا‪ ،‬مــن‬
‫فيقــدم عــدد‬ ‫فقــروبطالــة وطــاق األبويــن ونقــص الرعايــة واملتابعــة‪ُ ،‬‬
‫مــن هــؤالء األطفــال علــى ســرقة األشــخاص أو محــات الســكنى أو‬
‫التجــارة‪ ،‬بحثــا عــن املــال‪ ،‬خاصــة وأن أغلبهــم يعيشــون فــي ظــروف‬
‫تفــكك أســري وغيــاب الرقابــة األبويــة كمــا يســاهم االنقطــاع عــن‬
‫وتحتـ ّـل واليــة تونــس أكبــرعــدد مــن هــذه األحــكام خــال ســنة ‪2020-‬‬ ‫الدراســة فــي انتشــار االنح ـراف بيــن األطفــال‪.‬‬
‫‪ 2021‬بــ‪ 935‬طفــا محكومــا عليــه تليهــا واليــة سوســة ب ـ ‪.582‬‬ ‫لقــد بلــغ عــدد حــاالت األطفــال فــي خــاف مــع القانــون املتعهــد بهــم‬
‫ّ‬
‫أمــا فيمــا يتعلــق باألطفــال املحكــوم عليهــم فــي جرائــم املخـ ّـدرات فقــد‬ ‫مــن قبــل الوحــدات األمنيــة ‪ 3404‬طفــا‪ ،‬ســنة ‪ ،2020‬أغلبهــم مــن‬
‫صــدر ‪ 244‬حكمــا ضــد أطفــال فــي قضايــا مخــدرات خــال الســنة‬ ‫الذكــور الذيــن يبلــغ عددهــم ‪ 2931‬بينمــا ال يتجــاوز عــدد الفتيــات‬
‫القضائيــة ‪ ،2020 - 2019‬إذ بلــغ عــدد القضايــا املتعلقــة بالترويــج‬ ‫‪ 473‬حالــة‪ .‬أمــا ســنة ‪ 2021‬فقــد بلــغ العــدد ‪ 4591‬حالــة خــاف مــع‬
‫أو االنخ ـراط فــي عصابــة مخــدرات ‪ 14‬قضيــة‪ .‬بينمــا كانــت قضايــا‬ ‫القانــون متعهــد بهــا أمنيــا تتــوزع بيــن ‪ 3805‬مــن الذكــور و‪ 786‬مــن‬
‫االســتهالك املحكــوم فيهــا مرتفعــة‪ ،‬إذ بلغــت ‪ 230‬قضيــة وكان‬ ‫اإلناث‪ .‬وهو ما يمكن تفسيره باملوروث الثقافي واالجتماعي وخضوع‬
‫العــدد األكبــر فــي االســتهالك بواليــة سوســة ‪ 51‬وتونــس ‪ 44‬ونابــل‬ ‫الفتــاة أكثــرللرقابــة األســرية بمــا فــي ذلــك األســرالتــي تعيــش مشــاكل‬
‫‪ 23‬لتنخفــض ببعــض الواليــات مثــل أريانــة ‪ 2‬وصفاقــس ‪ 2‬ولــم‬ ‫وتفــكك أســري‪ .‬باإلضافــة إلــى الفــرص التــي تتــاح لــأوالد للخــروج إلــى‬
‫تسجل بعض الجهات أحكاما لقضايا من هذا الصنف مثل الكاف‬ ‫ّ‬ ‫الشــارع ألوقــات أطــول وخاصــة فــي الســاعات املتأخــرة‪.‬‬
‫وســليانة وقابــس وتطاويــن‪..‬‬ ‫وكذلــك الشــأن بالنســبة لعــدد األطفــال املحكــوم عليهــم فــي املــادة‬
‫الجناحيــة فخــال الســنة القضائيــة ‪ 2019-2020‬بلــغ عددهــم‬

‫‪90‬‬
‫ّ‬
‫ويوضــح الجــدول املوالــي توزيــع‬ ‫فــي جهــة سوســة (‪ )42‬وتونــس (‪.)37‬‬ ‫وسـ ّـجل عــدد األطفــال املحكــوم عليهــم فــي جرائــم املخـ ّـدرات تراجعــا‬
‫ّ‬
‫أعــداد األطفــال املحكــوم عليهــم فــي جريمــة املخــدرات فــي املــادة‬ ‫ب ـ ‪ 53‬قضيــة ســنة ‪ 2021 - 2020‬إذ لــم يتجــاوز عــدد املحكــوم‬
‫ّ‬
‫الجناحيــة املتعلقــة باالســتهالك وفــي املــادة الجنائيــة فــي عالقــة‬ ‫عليهــم ‪ 193‬طفــا تتــوزع بيــن ‪ 11‬قضيــة ترويــج وانخـراط فــي عصابــة‬
‫بالترويــج وعصابــات املخــدرات‪ ...‬حســب الواليــات خــال الســنتين‬ ‫مخـ ّـدرات و‪ 182‬قضيــة اســتهالك‪ ،‬كان أغلــب قضايــا االســتهالك‬
‫القضائيتيــن ‪ 2020 - 2019‬و‪:2021 - 2020‬‬

‫جدول رقم ‪:28‬‬


‫ّ‬
‫املخدرات حسب الواليات خالل السنتين القضائيتين ‪ 2020 - 2019‬و‪2021 - 2020‬‬ ‫توزيع عدد األطفال املحكوم عليهم في جريمة‬
‫املحكوم عليهم في املادة الجنائية (الترويج‪ ،‬االنخراط في‬ ‫املحكوم عليهم في املادة الجناحية‬ ‫صنف‬
‫عصابة مخدرات‪)...‬‬ ‫(استهالك مخدرات)‬ ‫الجريمة‬
‫‪2021 - 2020‬‬ ‫‪2020 - 2019‬‬ ‫‪2021 - 2020‬‬ ‫‪2020 - 2019‬‬ ‫الوالية‬
‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪44‬‬ ‫تونس‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫أريانة‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪9‬‬ ‫بنعروس‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫زغوان‬
‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪20‬‬ ‫بنزرت‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪23‬‬ ‫نابل‬
‫‪4‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫باجة‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫الكاف‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫جندوبة‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫سليانة‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫القصرين‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪51‬‬ ‫سوسة‬
‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪14‬‬ ‫القيروان‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪16‬‬ ‫املنستير‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪12‬‬ ‫املهدية‬
‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫صفاقس‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫قابس‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫قبلي‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫قفصة‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫سيدي بوزيد‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪12‬‬ ‫توزر‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫مدنين‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫تطاوين‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫منوبة‬
‫‪11‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪182‬‬ ‫‪230‬‬ ‫املجموع‬

‫ُ‬ ‫ّ‬
‫وتقـ ّـدرنســبة األطفــال املدانيــن فــي قضايــا جناحيــة أو جنائيــة ‪14.3%‬‬ ‫مثلــت مــن ناحيــة أخــرى‪ ،‬نســبة األطفــال املنتميــن إلــى الفئــة العمريــة‬
‫فــي ‪ ،2020 - 2019‬وانخفضــت إلــى ‪ 12.1%‬فــي الســنة القضائيــة‬ ‫‪ 13-18‬ســنة‪ ،‬النســبة األكبــرمــن بيــن األطفــال محـ ّـل تتبــع فــي قضايــا‬
‫‪  .2021 - 2020‬‬ ‫جناحية أوجنائية بنسبة تبلغ ‪ 71.7%‬خالل السنة القضائية ‪2019‬‬
‫‪ 2020 -‬وســجلت تراجعــا فــي ‪ 2020-2021‬بــ‪ 11.1‬لتبلــغ ‪.% 60.6‬‬

‫ّ‬
‫الوطني حول وضع‬ ‫ّ‬
‫التقرير‬
‫‪91‬‬ ‫ّ‬
‫الطفولة بتونس ‪2021 - 2020‬‬
‫املدة املقضاة ‪ 2.2‬شــهرا‪.‬‬‫معدل ّ‬ ‫‪ 2.8%‬وبلغ ّ‬ ‫تقدرنسبتهم بـ‬ ‫ويتم إيداع عدد من األطفال بمراكزاإلصالح والذين ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ 51.4%‬خــال الســنة القضائيــة ‪ ،2019-2020‬فــي حيــن تناهــزنســبة‬
‫وتتــوزع القـرارات التــي يتخذهــا القا�ضــي بيــن اإلدانــة وتســليم الطفــل‬
‫األطفــال املوقوفيــن املودعيــن بمراكــزاإلصــاح ‪ُ .2.3%‬ويقـ ّـدرمعـ ّـدل‬
‫إلى والديه وعدم سماع الدعوى ووضع الطفل بمؤسسة تربوية ولم‬ ‫ّ‬
‫املدة املقضاة بالوحدات اإلصالحية بـ ‪ 2.3‬شهرا‪ .‬أما في سنة ‪2020-‬‬
‫تتم إحالة أية ملفات إلى قا�ضي األســرة خالل الســنتين األخيرتين في‬
‫‪ 2021‬فقد انخفضت نسبة األطفال املودعين إلى حدود ‪ 50.7%‬في‬
‫حيــن بلغــت نســبة القضايــا املنتهيــة بالوســاطة نســبة مرتفعــة ناهــزت‬
‫حين ارتفعت نسبة األطفال املوقوفين املودعين بمراكزاإلصالح إلى‬
‫‪ 88%‬ســنة ‪.2019-2020‬‬

‫جدول رقم ‪:29‬‬


‫توزيع القرارات املتخذة من طرف القا�ضي حسب النوع‬
‫السنة القضائية ‪- 2020‬‬ ‫السنة القضائية‬ ‫القرار‬
‫‪2021‬‬ ‫‪2020 - 2019‬‬
‫‪57.8%‬‬ ‫‪51%‬‬ ‫اإلدانة وتسليم الطفل لوالديه‬
‫‪9.4%‬‬ ‫‪7.8%‬‬ ‫عدم سماع الدعوى‬
‫‪18.9%‬‬ ‫‪18.2%‬‬ ‫وضع الطفل بمؤسسة تربوية‬
‫‪0.0%‬‬ ‫‪0.0%‬‬ ‫إحالة ملفات إلى قا�ضي األسرة‬
‫‪82.3%‬‬ ‫‪88%‬‬ ‫القضايا املنتهية بالوساطة‬
‫‪8.4%‬‬ ‫‪8%‬‬ ‫قرارات املراجعة‬

‫التــي ســبقتها‪.‬‬ ‫ويتضــح مــن خــال مختلــف التدابيــر واإلج ـراءات التــي تـ ّـم‬ ‫ّ‬
‫اســتعراضها‪ ،‬والتــي يغلــب عليهــا البعــد التربــوي‪ّ ،‬أن القا�ضــي ّيتجــه‬
‫ورغــم النجاحــات املسـ ّـجلة وحضــور البعــد الوقائــي واإلصالحــي‬ ‫إلــى تكريــس مبــدأ مصلحــة الطفــل الفضلــى مــن منطلــق ّأن ّ‬
‫التعهــد‬
‫فــي مختلــف اإلج ـراءات املتخــذة مازالــت املنظومــة تعيــش نقائــص‬
‫القضائــي باألطفــال فــي ن ـزاع مــع القانــون يقــوم علــى مبــدأ أن يكفــل‬
‫تتطلب التدارك‪ ،‬إذ تبلغ نسبة األطفال العائدين خالل فترة ما بين‬
‫لهم حماية تبعا لتخصص املحاكم واستعانتها بخبراء ومختصين في‬
‫‪ 12‬و‪ 18‬شــهرا بعد اإلفراج عنهم ‪ 32.7%‬ســنة ‪ .2020 - 2019‬ولئن‬
‫مجاالت الطفولة وعلوم النفس واالجتماع والتربية تكريسا لألبعاد‬
‫سـ ّـجلت نســبة األطفــال العائديــن انخفاضــا فــي ‪ 2021 - 2020‬لتبلــغ‬
‫ُ‬ ‫اإلصالحية والتربوية للعقوبة عوض اللجوء إلى اإلجراءات الزجرية‪.‬‬
‫‪ 25.3%‬فهــي مازالــت تمثــل نســبة مرتفعــة تبــرز محدوديــة هيــاكل‬
‫ّ‬
‫اإلحاطــة التربويــة واملجتمعيــة التــي مــن املفتــرض أن تؤطــر األطفــال‬ ‫وينــزع القضــاء فــي الغالــب إلــى تطبيــق اآلليــات التشــريعية الخاصــة‬
‫ُ ّ‬ ‫بالطفولــة فــي نـزاع مــع القانــون بمراعــاة ســنهم وخصوصيتهــم ُ‬
‫وتتابــع وضعياتهــم بعــد اإلف ـراج عنهــم وتوفــر لهــم املرافقــة الالزمــة‬ ‫فتعطى‬
‫وتحميهــم مــن العــود‪.‬‬ ‫األولويــة لعــدم التجريــم فــي عديــد مــن الحــاالت واللجــوء إلــى التجنيــح‬
‫ُ ّ‬ ‫مــن ناحيــة أخــرى فـ ّ‬ ‫واعتمــاد الوســاطة وكذلــك مراجعــة التدابيــر ورخــص الخــروج مــن‬
‫ـإن مراكــزاإلصــاح ال توفــرتكوينــا إشــهاديا لجميــع‬
‫مؤسسات اإلصالح‪.‬‬
‫األطفال املودعين بها‪ ،‬إذ ال تتجاوز نسبة األطفال املودعين بمراكز‬
‫اإلصالح والذين انتفعوا ببرنامج تكويني مشفوع بشهادة ‪ 18.4%‬في‬ ‫ُويعتبــر عــدد قضــاة األطفــال محــدودا خاصــة فــي الجهــات ذات‬
‫‪ 2020 - 2019‬وسـ ّـجلت ســنة ‪ 2021 - 2020‬تطـ ّـورا طفيفــا ب ـ ‪2.7%‬‬ ‫الكثافــة الســكانية العاليــة‪ .‬فلئــن بلــغ مؤشــرقضــاة األطفــال ‪ 2.9‬لــكل‬
‫مقارنة بالسنة التي سبقتها‪ .‬وبلغت النسبة ‪ % 21.1‬منتفعا بتكوين‬ ‫ـإن نســبة التغطيــة ال تتجــاوز‬ ‫‪ 100.000‬طفــل بيــن ‪ 13‬و‪ 18‬ســنة‪ ،‬فـ ّ‬
‫إشهادي من بين األطفال بمراكزاإلصالح‪.‬‬ ‫‪ 1.8‬فــي كل مــن القيــروان واملنســتير وبــن عــروس وتصــل إلــى ‪ 6.7‬فــي‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ّ ،‬‬ ‫زغــوان و‪ 7.3‬فــي قبلــي و‪ 10.3‬فــي تــوزر‪ .‬وهــي نفــس مؤشـرات الســنتين‬
‫نسجل أنه‪ ،‬خالل سنتي ‪ 2020 - 2019‬و‪2020‬‬
‫القضائيتيــن ‪ 2020 - 2019‬و‪.2021 - 2020‬‬
‫‪ ،2021 -‬لــم يتــم إدمــاج أي طفــل جانــح بــأي هيــكل مــن هيــاكل املهنــة‪.‬‬
‫ُ‬
‫كما لم ينتفع أي طفل من املودعين بمراكزاإلصالح بتوجيه إلى أي‬ ‫فــي مقابــل ذلــك‪ ،‬تعتبــر زيــارات األوليــاء ألطفالهــم املودعيــن بمراكــز‬
‫مركزمن مراكزتكوين منهي‪ ،‬وفق تقاريروزارة العدل‪.‬‬ ‫اإلصــاح محــدودة‪ ،‬فهــي ال تتجــاوز معــدل ‪ 7.6‬خــال ســنة ‪- 2019‬‬
‫ُ‬
‫‪ 2020‬وتراجعــت فــي ‪ 2021 - 2020‬إلــى معـ ّـدل ‪ ،5.7‬فــي حيــن تقـ ّـدر‬
‫ونسـ ّـجل فــي هــذا الصــدد ضــرورة مراجعــة قانــون حمايــة الطفولــة‬ ‫نســبة األطفــال املودعيــن بمراكــزاإلصــاح والذيــن لــم يتلقــوا ّ‬
‫وهو أمر ّ‬ ‫أي زيــارة‬
‫ملح يهدف إلى تحقيق االنسجام بين القوانين والتشريعات‬
‫مــن قبــل والديهــم ب ـ ‪ 19.2%‬ســنة ‪ 2021 - 2020‬و‪ 19.6%‬فــي الســنة‬

‫‪92‬‬
‫ُ‬
‫السياســية واالجتماعية واألســرية وتداعياتها على الوســط املدر�ســي‪.‬‬ ‫التي تعنى بالطفولة وإعادة النظرفيها إلى جانب التأكيد على تمكين‬
‫ُ‬ ‫القضــاة مــن تكويــن خصو�صــي يضمــن النجاعــة‬
‫وتفيــد آخــر املعطيــات الــواردة مــن وزارة التربيــة ّأن العــدد الجملــي‬
‫لحــاالت العنــف اللفظــي واملـ ّـادي باإلعــدادي والثانــوي بلــغ ‪13762‬‬ ‫لقــد حــان الوقــت أيضــا لوضــع عديــد مــن املســائل الهامــة علــى‬
‫حالــة‪ .‬وقــد تـ ّـم تســجيل أرفــع عــدد لحــاالت العنــف اللفظــي واملـ ّـادي‬ ‫طاولــة التقييــم املوضوعــي واالســتئناس بــآراء الخب ـراء واملختصيــن‬
‫بمندوبيــة تونــس ‪ 2030( 2‬حالــة) تليهــا مندوبيــات سوســة (‪)1578‬‬ ‫ّ‬
‫والتبنــي وزواج القاصـرات إذ كثي ـرا مــا‬ ‫فــي مجــاالت منظومــة الكفالــة‬
‫وتونــس‪ 1559( 1‬حالــة)‪ ،‬وهــو مــا تؤكــده دراســة «العنــف الحضــري»‬ ‫يتـ ّـم استســهال اللجــوء إلــى االســتثناء والتأويــل الواســع ل ـ «مصلحــة‬
‫حيــث ّبينــت أن ظاهــرة العنــف املدر�ســي فــي املــدارس اإلعداديــة‬ ‫الطفل الفضلى»‪ ،‬وكذلك املقاربات املعتمدة في معالجة السلوكات‬
‫واملعاهــد مرتفعــة فــي الوســط الحضــري مقارنــة بالوســط الريفــي‬ ‫اإلدمانيــة التــي تعتمــد علــى الزجــر أكثــر مــن اســتراتيجيات الوقايــة‬
‫نظ ـرا للكثافــة الديموغرافيــة والظــروف االجتماعيــة واالقتصاديــة‬ ‫واملرافقــة عــاوة علــى غيــاب مراكــزالعــاج وإعــادة التأهيــل‪.‬‬
‫والثقافيــة‪ .‬وتحتـ ّـل تونــس الكبــرى حســب الدراســة النســبة األكبــر‬
‫العنــف فــي الوســط المدرســي‪ ،‬ظاهــرة تتنامــى‬
‫وجــب تطويقهــا‬
‫(‪ )14%‬مــن الســلوكات العنيفــة صلــب املؤسســة التربويــة‪.‬‬
‫(املصــدر‪« :‬العنــف الحضــري» دراســة صــادرة عــن املعهــد‬ ‫الجلـ ّـي للعيــان أن هنــاك ارتفاعــا حقيقيــا فــي منســوب العنــف‪،‬‬
‫التون�ســي للدراســات االســتراتيجية‪)2017 ،‬‬ ‫وتنوعا في‬‫التعدي على اآلخروعلى املمتلكات ّ‬ ‫وتزايدا في عدد حاالت ّ‬
‫كمــا سـ ّـجلت نفــس الدراســة أن ثالثــة أربــاع التالميــذ املتورطيــن‬ ‫األشــكال والوســائط التــي ُيمــارس مــن خاللهــا‪ ،‬وكذلــك ظهــور أشــكال‬
‫فــي الســلوكات املنحرفــة هــم مــن الراســبين وأن ثلثيهــم ممــن كانــت‬ ‫جديــدة مــن الجرائــم‪ ،‬واتســاع فضــاء ممارســة العنــف ليطــال جميــع‬
‫نتائجهــم الدراســية ضعيفــة‪ ،‬وهــو ُمعطــى علــى غايــة مــن األهميــة ألنه‬ ‫املؤسســات‪ ،‬ومــن بينهــا املدرســة‪ ،‬التــي شــملها العنــف بمختلــف‬
‫ّ‬
‫ُيحـ ّـدد بدقــة الفئــة املعنيــة بظاهــرة العنــف فــي الوســط املدر�ســي بمــا‬ ‫أصنافــه بمــا فــي ذلــك العنــف املتبــادل بيــن املربــي والتلميــذ وهــي‬
‫ُيسـ ّـهل علــى الــوزارة والقائميــن علــى ســير املؤسســات التربويــة رســم‬ ‫ظاهرة غيرمسبوقة في تاريخ مدرستنا التونسية‪ ،‬إذ أصبح التالميذ‬
‫فيهــا ُي ّ‬
‫عنفــون املربــي مثلمــا ُي َّ‬
‫عنفــون كمــا يتعـ ّـرض التالميــذ إلــى أشــكال‬
‫السياســات واتخــاذ اإلج ـراءات املســتوجبة لتطويــق هــذه الظاهــرة‬
‫دمــرة علــى مســتقبل األطفــال واملراهقيــن‪ .‬ولكــن‬ ‫والحـ ّـد مــن آثارهــا املُ ّ‬ ‫متعـ ّـددة مــن العنــف والتهديــد داخــل املدرســة وفــي محيطهــا‪ ،‬وهــو مــا‬
‫باإلضافــة إلــى وقــع الصعوبــات الدراســية وضعــف النتائــج‪ ،‬ال بـ ّـد مــن‬ ‫يؤثرعلى نسق اشتغالها وعلى املناخ املدر�سي وعلى الحياة املدرسية‬
‫ّ‬
‫األخذ بعين االعتباركذلك تراكم ُمعيقات النجاح من فقرومستوى‬ ‫بصفــة عامــة بمــا يهـ ّـدد جــودة التعلمــات ومخرجــات املدرســة‪.‬‬
‫تعليمــي متـ ّ‬
‫ـدن لكثيــرمــن األوليــاء وكثافــة أفـراد العائلــة‪.‬‬ ‫واملقصــود بالعنــف املدر�ســي هــو كل عنــف ُيمــارس بيــن التالميــذ‬
‫أمــا نســبة حــاالت العنــف اللفظــي مــن مجمــوع حــاالت العنــف‬ ‫أنفســهم أو بيــن املربيــن والتالميــذ أو بيــن األوليــاء واملربيــن إضافــة إلــى‬
‫املسجلة فقد بلغت ‪ % 69.34‬وفق معطيات وزارة التربية‪ ،‬في حين‬ ‫ّ‬ ‫كل أشــكال العنــف التــي تمــارس علــى التلميــذ فــي املؤسســة التربويــة‬ ‫ّ‬
‫بلغــت نســبة حــاالت العنــف البدنــي ‪ % 24.28‬مــن مجمــوع الحــاالت‪.‬‬ ‫وكل عنــف يصــدرمنــه‪  .‬‬ ‫وفــي ُتخومهــا ّ‬
‫خاصــة بيــن الذكــور‪ :‬أكثــر مــن ‪ % 70‬مــن‬ ‫ّ‬
‫وتتف�شــى ظاهــرة العنــف ّ‬
‫ّ‬ ‫لقــد ســاهمت عديــد العوامــل فــي ارتفــاع وتيــرة العنــف فــي الوســط‬
‫الحــاالت‪ .‬ولكــن رغــم تدنــي عــدد الفتيــات اللواتيــب تمارســن العنــف‬ ‫املدر�ســي خــال الســنوات األخيــرة باعتبــاره ظاهــرة ُمجتمعيــة عامــة‪،‬‬
‫داخــل املدرســة مقارنــة بالذكــور‪ ،‬فــإن نســبة ‪ % 30‬ليســت بالرقــم‬ ‫مثــل تراجــع دور األســرة فــي التربيــة وتفاقــم مظاهــرالعنــف داخلهــا‪،‬‬
‫ّ‬
‫الهيــن ألن هــذه الظاهــرة لــم تبــرز فــي مدارســنا خــال عقــود طويلــة‪،‬‬
‫وبالتالــي ّ‬ ‫ونقــص اإلحاطــة النفســية والتربويــة باألطفــال‪ .‬وتؤكــد عديــد مــن‬
‫يتوجــب اســتحضارهــذا املعطــى االجتماعــي الجديــد فــي رســم‬ ‫الدراســات أن انتشــارالعنــف فــي الوســط املدر�ســي يعــود أساســا إلــى‬
‫سياســات مقاومــة العنــف وحمايــة األطفــال‪.‬‬ ‫غيــاب الحــوارداخــل العائلــة ومــا تعيشــه عديــد العائــات مــن تفــكك‬
‫تجــدراإلشــارة كذلــك إلــى أن العنــف يستشــري بشــكل كبيــرخاصــة فــي‬ ‫عالئقــي وتواصلــي باإلضافــة إلــى محدوديــة هيــاكل اإلصغــاء واملرافقــة‬
‫املــدارس اإلعداديــة‪ .‬إذ يتمركــز‪ ،‬اليــوم‪ ،‬بنســبة ‪ 85%‬مــن مجمــوع‬ ‫واإلحاطــة النفســية واالجتماعيــة بالتالميــذ فــي املدرســة ونقــص‬
‫وتحتل السنة السابعة من التعليم‬ ‫ّ‬ ‫الحاالت في املدارس اإلعدادية‪.‬‬ ‫البرامــج واألنشــطة الهادفــة إلــى ترســيخ قيــم املواطنــة‪ .‬وهــو مــا يمكــن‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫األسا�ســي النســبة األكبــر مــن مظاهــر العنــف‪ .‬فقــد ســجلت أعلــى‬ ‫اعتبــاره مؤش ـرا الختــال وظيفــة التنشــئة االجتماعيــة ومــا نتــج عــن‬
‫كل ذلــك مــن أنمــاط ســلوكية غيــرسـ ّ‬
‫نســبة لحــاالت العنــف فــي مســتوى الســنة الســابعة أسا�ســي وتقـ ّـدرب ـ‬ ‫ـوية وبــروزتصرفــات وممارســات‬
‫‪ % 38‬مــن مجمــوع الحــاالت باملرحلــة اإلعداديــة والتعليــم الثانــوي‬ ‫التكيــف‪ ،‬باإلضافــة إلــى نقــل ثقافــة العنــف‬ ‫تنــم عــن صعوبــات فــي ّ‬
‫بينمــا لــم تتجــاوز ‪ 3.62%‬فــي مســتوى الرابعــة مــن التعليــم الثانــوي‪.‬‬ ‫والترويــج لهــا عبــروســائل اإلعــام واأللعــاب االلكترونيــة‪ .‬وبالتالــي ال‬
‫ُ‬ ‫يمكن الحديث عن العنف في الوسط املدر�سي بمنأى عن التحوالت‬
‫وتمثــل الســنة األولــى ثانــوي أعلــى نســبة عنــف فــي مرحلــة التعليــم‬

‫ّ‬
‫الوطني حول وضع‬ ‫ّ‬
‫التقرير‬
‫‪93‬‬ ‫ّ‬
‫الطفولة بتونس ‪2021 - 2020‬‬
‫الثانــوي ب ـ ‪ % 6.20‬وهــو مــا يســتدعي توجيــه االهتمــام إلــى املرحلــة اإلعداديــة وإلــى املحطــات االنتقاليــة أي الســابعة أسا�ســي واألولــى ثانــوي إحاطــة‬
‫والتكيــف‪ .‬ويقـ ّـدم الرســم البيانــي نســب العنــف املدر�ســي حســب املســتويات الدراســية‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ومرافقــة ومســاعدة علــى االندمــاج‬
‫رسم بياني رقم ‪:50‬‬
‫نسبة حاالت العنف في الوسط املدر�سي‬

‫ ‬

‫التنمــر‪ ،‬الــذي يشــمل كل أشــكال ّ‬


‫التهجــم واإلســاءة والعنــف اللفظــي والوصــم والتنابــز‪ ،‬والتــي تقــود إلــى تبــادل الشــتائم وإلــى ردود الفعــل‬ ‫ُويعتبــر ّ‬
‫العنيفــة واالعتــداءات الجســدية‪ ،‬مــن أهـ ّـم األســباب الدافعــة للعنــف املدر�ســي حيــث يبلــغ ‪.% 53.74‬‬
‫ّ‬ ‫مــن ناحيــة أخــرى وفــي ســياق تنويــع مصــادر صــد ظاهــرة العنــف فــي الوســط املدر�ســي ّ‬
‫وتعقــب مؤش ـراته‪ ،‬يؤكــد تقريــراملنتــدى التون�ســي للحقــوق‬ ‫ر‬
‫االقتصاديــة واالجتماعيــة لســنة ‪ 2019‬أن ظاهــرة العنــف فــي الوســط املدر�ســي مــن بيــن أكبــرالظواهــراالجتماعيــة الحارقــة فــي املجتمــع التون�ســي‬
‫ّ‬
‫ممــا جعــل تونــس فــي املرتبــة الثالثــة عامليــا مــن حيــث حجــم حــوادث العنــف املدر�ســي وأن ثلثــي الحــاالت الصــادرة عــن التالميــذ تتعلــق بتالميــذ تتـراوح‬
‫ّ‬
‫أعمارهم بين ‪ 14‬و‪ 17‬ســنة‪ .‬كما كشــف املنتدى في تقريره الســنوي «العنف في تونس ‪ »2020‬أن العنف التربوي مثل ‪ 3.5%‬من مجموع أصناف‬
‫العنــف‪ .‬وهــي نســبة أقــل مــن النســب املســجلة خــال الســنوات الســابقة‪ .‬ويتأكــد هــذا مــن خــال نســبة العنــف املدر�ســي التــي تــم تســجيلها فــي شــهري‬
‫جانفــي وفيفــري والتــي فاقــت ‪ 20%‬أي ّأن تراجعــه فــي بقيــة الســنة كان نتيجــة إغــاق املؤسســات التربويــة خــال فتــرة الحجــرالصحــي جـ ّـراء جائحــة‬
‫كوفيــد‪ ،‬والــذي تزامنــت نهايتــه مــع بدايــة العطلــة الصيفيــة‪.‬‬
‫إن الحـ ّـد مــن تصاعــد العنــف فــي الوســط املدر�ســي مســؤولية جماعيــة ومجتمعيــة تضطلــع بهــا وزارة التربيــة بالتعــاون مــع بقيــة األطـراف االجتماعيــة‬
‫واألمنيــة ووســائل اإلعــام وخاصــة العائلــة التــي تلعــب دورا مهمــا‪ ،‬مــن خــال التربيــة األســرية‪ ،‬فــي اإلحاطــة بأبنائهــا والتواصــل معهــم واســترجاع مهمــة‬
‫الســيطرة علــى املســافة الفاصلــة بيــن املدرســة والبيــت والتــي تشــهد كل مظاهــرالعنــف والتسـ ّـيب واالنحـراف واالنجـرارإلــى مناخــات غالبــا مــا يجهــل‬
‫مالمحهــا األولياء‪.‬‬
‫وتلعــب املدرســة مــن جهتهــا دورا حاســما فــي التنشــئة املتوازنــة لألطفــال والتربيــة علــى قيــم االســتقامة‪ ،‬خطابــا وســلوكا‪ ،‬ونبــذ العنــف‬
‫والتســامح وقبــول االختــاف مــن خــال البرامــج الدراســية وأنشــطة النــوادي ومــن خــال فتــح قنــوات الحــواربيــن املربيــن وتالميذهــم واإلصغــاء إلــى‬
‫والتعرف على مختلف الصعوبات التي يعيشــونها وإرســاء اآلليات والهياكل املســاعدة على تأطيرهم ومرافقتهم ودعم عدد األخصائيين‬ ‫ّ‬ ‫مشــاغلهم‬
‫النفســانيين وتعميــم مكاتــب اإلصغــاء واملرافقــة ومواصلــة تطويــرالنــوادي الثقافيــة والرياضيــة واالجتماعيــة والبيئيــة والصحيــة ومراجعــة الزمــن‬
‫املدر�ســي بمــا يضمــن تحقيــق التــوازن بيــن الجانــب املعرفــي والجانــب التثقيفــي والترفيهــي‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫توصيات خاصة‬

‫ّ‬
‫بالحق في الحماية من المخاطر‬ ‫الخاصة‬
‫ّ‬ ‫التوصيات‬
‫ّ‬

‫·إحــكام النشــاط الوقائــي الــذي تقــوم بــه الجهــات األمنيــة وتكثيفــه داخــل الفضــاءات املدرســية وخارجهــا‬
‫فــي ســياق تأميــن املحيــط الخارجــي للمــدارس وتطويــق ظواهــرالتشــرد والتســول واســتغالل األحــداث مــن‬
‫خــال صيــغ متنوعــة وكذلــك مراقبــة ريــاض األطفــال ملنــع التجــاوزات والتصــدي ملختلــف الســلوكات غيــر‬
‫التربويــة التــي تتعــارض مــع النمــو الطبيعــي لألطفــال وتوازنهــم النف�ســي وحقهــم فــي ّ‬
‫التمتــع بجميــع حقــوق‬
‫الطفــل كمــا هــومعمــول بهــا فــي ســائرأرجــاء املعمــورة وكمــا كرســتها الهيــاكل األمميــة ذات العالقــة وخاصــة‬
‫تلــك التــي حددتهــا منظمــة اليونيســيف (الحــق فــي عــدم التمييــز‪ ،‬الحــق فــي املشــاركة‪ ،‬الحــق فــي الترفيــه‪،‬‬
‫الحــق فــي الخصوصيــة‪ ،‬الحــق فــي الحمايــة مــن املعامــات الســيئة‪ ،‬الحــق فــي معاملــة خاصــة فــي حالــة‬
‫اإلعاقــة‪.)...‬‬
‫·رصــد كل اإلمكانيــات مــن أجــل معاضــدة املجهــودات األمنيــة الراميــة إلــى حمايــة الطفولــة املهــددة مــن‬
‫أجــل النــزول بأرقــام التشــرد والتسـ ّـول والتســكع والجنــوح ومحاولــة اجتيــاز الحــدود خلســة إلــى أدنــى‬
‫املســتويات مراعــاة لســامة الطفــل وحمايتــه مــن العنــف األســري وســائراالعتــداءات البدنيــة والجنســية‬
‫توغــل هــذه الشــريحة مــن األطفــال والشــباب فــي مســارات ُ‬ ‫ّ‬
‫يصعــب‬ ‫واالقتصاديــة وقطــع الطريــق أمــام‬
‫التحكــم فــي مآالتهــا إذا لــم يقــع توقيفهــا فــي بداياتهــا‪.‬‬
‫·دعــم عمليــات الرصــد والكشــف املبكــر للوضعيــات املهــددة بالقطيعــة االجتماعيــة‪ ،‬ووضــع اآلليــات‬
‫الكفيلــة باستكشــاف هــذه الوضعيــات وحمايتهــا مــن الوقــوع فــي املخاطــر والتهديــد واالنح ـراف‪.‬‬
‫·مزيــد العمــل علــى اعتمــاد التدابيــرالوقائيــة وتغليــب اإلجـراءات التربويــة علــى غيرهــا مــن التدابير‪ ،‬تيســيرا‬
‫وتعهــده ومرافقتــه مــن خــال تفعيــل دور مختلــف هيــاكل الرعايــة‬ ‫إلعــادة إدمــاج الطفــل اجتماعيــا ّ‬
‫النفسية والحماية االجتماعية وتطويروسائل عملها وتكثيف تدخالتها وتوفيراآلليات الالزمة لها ملزيد‬
‫تأطيــرالطفولــة املهـ ّـددة والطفولــة الجانحــة لوقايتهــا مــن التهديــد واالنحـراف وحمايتهــا مــن العــود‪.‬‬
‫·دعــم دور مختلــف املؤسســات االجتماعيــة وهيــاكل العمــل االجتماعــي لإلحاطــة باألطفــال ّ‬
‫املهدديــن‬
‫وبعائالتهم وتأطيرأفرادها وخاصة األبوين ملساعدتهما على أداء واجبهما تجاه األبناء املهددين باعتبار‬
‫دور األســرة كإطــار طبيعــي أمثــل لنشــأة الطفــل وحمايتــه مــن املخاطــر‪ .‬وكعامــل أسا�ســي فــي اســتقامة‬
‫األطفال أو جنوحهم حسب طبيعة الدور الذي تقوم به تجاهه ومستوى اإلحاطة به‪ .‬وهو ما يستدعي‬
‫تعزيــزطــرق التوعيــة ومضاميــن التكويــن ال فقــط لفائــدة املتدخليــن االجتماعييــن واملربيــن‪ ،‬بــل لفائــدة‬
‫األوليــاء كذلــك فــي مجــاالت املرافقــة واإلحاطــة والتواصــل مــع األطفــال واملراهقيــن‪.‬‬
‫الدخــل وضعيفــة الدخــل وتوفيــر‬ ‫· ضــرورة العمــل علــى تحســين ظــروف عيــش األســروخاصــة متوســطة ّ‬

‫ّ‬
‫الوطني حول وضع‬ ‫ّ‬
‫التقرير‬
‫‪95‬‬ ‫ّ‬
‫الطفولة بتونس ‪2021 - 2020‬‬
‫املرافــق الضروريــة والبنيــة األساســية وتوفيــر فــرص التشــغيل فــي املناطــق الفقيــرة والنائيــة والحــد مــن‬
‫التفــاوت بيــن املناطــق والجهــات تحقيقــا للعدالــة االجتماعيــة وللتنميــة الشــاملة‪.‬‬
‫·وضع الخطط الوطنية املستوجبة ألجل حماية األطفال من محاوالت االنتحاربمشاركة جميع األطراف‬
‫املتدخلــة قصــد القضــاء علــى األســباب املؤديــة إليــه وإطــاق حمــات وقائيــة وعالجيــة تهــدف إلــى الحيلولــة‬
‫دون اســتفحال ظواهــرالتدخيــن وتعاطــي املخــدرات والحبــوب املخــدرة والكحــول خاصــة لــدى األطفــال‬
‫دمرة على صحتهم البدنية والنفســية وكذلك على مســتقبلهم الدرا�ســي‪.‬‬ ‫واليافعين ملا لها من آثار ُم ّ‬
‫التصدي لظاهرة االتجارباألطفال ومنع االستغالل الجن�سي والعمل القسري واالستغالل االقتصادي‬ ‫ّ‬ ‫·‬
‫ّ‬
‫وذلك من خالل اتباع أكبرقدرمن الصرامة في إنفاذ القوانين والتشريعات املعمول بها في الغرض وتهيئة‬
‫تتهددهم‪.‬‬‫الظروف العائلية واالجتماعية الكفيلة بحماية األطفال وتحصينهم ضد كل األخطارالتي ّ‬

‫·ضــرورة إيــاء األهميــة القصــوى لحمايــة األطفــال مــن خطــر اإلدمــان علــى اإلبحــار العشــوائي فــي شــبكة‬
‫األنترنــات وإشــاعة التربيــة علــى وســائل اإلعــام ووســائل التواصــل االجتماعــي والتعاطــي مــع التطبيقــات‬
‫واأللعــاب املتاحــة علــى الــواب والتــي كثي ـرا مــا تتسـ ّـبب فــي اضطرابــات نفســية ودراســية حــادة فــي صفــوف‬
‫األطفــال واملراهقيــن‪.‬‬
‫والتشرد واالستغالل االقتصادي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التسول‬ ‫·ضرورة مراجعة االستراتيجيات املعتمدة فيما يخص مقاومة‬
‫لألطفال والعمل ضمن شبكات غيرقانونية وكل ذلك ضمن معرفة أفضل بأليات حماية الطفولة‪.‬‬
‫·اللجوء اآللي إلى حضور أخصائي نف�سي أو اجتماعي خالل اإلصغاء إلى األطفال ضحايا العنف وخاصة‬
‫الجن�سي‪.‬‬
‫·اإلعــام الفــوري للوالديــن خــال االســتماع إلــى األطفــال فــي وضعيــة إيقــاف تحفظــي ألن القانــون يســمح‬
‫بذلــك عندمــا يكــون الطفــل متعرضــا للعنــف وال يســمح بــه عندمــا يكــون ُمخالفــا للقانــون‪.‬‬
‫·العمــل علــى مزيــد احتـرام إجـراءات حمايــة حقــوق الطفــل فــي مراكــزاإليقــاف التحفظــي وتقديــم األطفــال‬
‫أمــام قضــاة الطفولــة وليــس أمــام العدالــة الجزائيــة‪ .‬باإلضافــة إلــى دعــم التكويــن الخصو�صــي بالنســبة إلــى‬
‫التكويــن‬ ‫املعينيــن الجــدد‪ .‬خاصــة فــي ظــل محدوديــة هــذا ّ‬
‫القضــاة ّ‬

‫‪96‬‬
‫السليمة‬ ‫ّ‬
‫الحق في البيئة ّ‬
‫ّ‬
‫والتنمية المستدامة‪:‬‬
‫تكريس لثقافة جودة الحياة‬

‫ّ‬
‫الوطني حول وضع‬ ‫ّ‬
‫التقرير‬
‫‪97‬‬ ‫ّ‬
‫الطفولة بتونس ‪2021 - 2020‬‬
‫السليمة ّ‬
‫والتنمية‬ ‫ّ‬
‫الحق في البيئة ّ‬
‫المستدامة‪ :‬تكريس لثقافة جودة الحياة‬

‫علــى املســتوى العالمــي بمخاطــر عــدم الوصــول إلــى املــاء النظيــف‪،‬‬


‫ّ‬ ‫حمايــة محيــط الطفــل تكريســا لحــق الناشــئة فــي‬
‫واكتســاب األســر والتجمعــات واملــدارس القــدرة علــى التخلــص مــن‬
‫بيئــة ســليمة‬
‫امليــاه املســتعملة والفضــات عبــر الوســائط التــي تضمــن حفــظ‬
‫الصحــة وعــدم اإلضـراربالطبيعــة‪.‬‬ ‫تمثل املحافظة على البيئة وحماية الطبيعة تكريسا لحق اإلنسان‬
‫عبــرت عنــه الفقــرة الخامســة مــن توطئــة‬ ‫فــي بيئــة ســليمة‪ ،‬وهــو مــا ّ‬
‫إن املحافظة على املوارد الطبيعية من االستنزاف وحماية األوساط‬
‫البيئيــة مــن التلـ ّـوث ّ‬ ‫الدســتور التون�ســي مــن وعــي « بضــرورة املســاهمة فــي ســامة املنــاخ‬
‫والتلــف والتــآكل تســاهم فــي توفيــرمحيــط عيــش‬
‫والحفــاظ علــى بيئــة ســليمة بمــا يضمــن اســتدامة مواردنــا الطبيعيــة‬
‫ســليم وفــي تحســين جــودة الحيــاة لــكل املواطنيــن وخاصــة األطفــال‬
‫واســتمرارية الحيــاة اآلمنــة لألجيــال القادمــة‪ « ...‬ومــا يتطلبــه ذلــك‬
‫الذيــن يمثلــون الفئــة األكثــر تضــررا مــن تدهــور شــروط البيئــة‬
‫تأثرا من ّ‬ ‫ّ‬ ‫مــن ترشــيد اســتغالل املــوارد الطبيعيــة بمــا يســمح لألجيــال الحاليــة‬
‫تردي جودة أي عنصرمن عناصرالبيئة‪.‬‬ ‫السليمة‪ ،‬واألشد‬
‫واملســتقبلية مــن التمتــع بالطبيعــة فــي إطــار التــوازن بيــن متطلبــات‬
‫لذلــك تــم وضــع عديــد البرامــج الوقائيــة‪ ،‬البيئيــة والصحيــة‪ ،‬وبرامــج‬
‫التنميــة واملحافظــة علــى املــوارد الطبيعيــة وســامة البيئــة وتحقيــق‬
‫التطهيــر والنظافــة والتصـ ّـرف فــي النفايــات ومراقبــة نوعيــة الهــواء‬
‫التنميــة املســتدامة‪.‬‬
‫وإزالــة مصــادر التلــوث بــكل أصنافــه وتجهيــز التجمعــات الســكانية‬
‫باملناطــق الخض ـراء واملنتزهــات حتــى تســتفيد منهــا كل ش ـرائح‬ ‫وقــد كشــفت جائحــة كوفيــد ‪ 19‬األهميــة القصــوى للنظافــة وحفــظ‬
‫املجتمــع‪ ،‬وخاصــة األطفــال املحتاجــون أكثــرمــن غيرهــم لفضــاءات‬ ‫الصحــة وضــرورة الحصــول الســهل علــى املــاء النظيــف للوقايــة مــن‬
‫ّ‬
‫تفشــيها‪ .‬هــذا الواقــع الــذي ّ‬
‫النزهــة واللعــب وللحدائــق واملســاحات الخض ـراء وملحيــط نظيــف‬ ‫تبينــا خطورتــه‬ ‫األمـراض والســيطرة علــى‬
‫ولشــروط الســامة‪ .‬وهــي برامــج تحتــاج إلــى تقييــم نتائــج تدخالتهــا‬ ‫ّ‬
‫خــال الســنتين األخيرتيــن ‪ 2020‬و‪ ،2021‬يؤكــد أمريــن مهميــن‪:‬‬
‫وقيــاس األثــرالــذي أحدثتــه فــي مســتوى تحقيــق األهــداف املنتظــرة‪،‬‬ ‫ّ‬
‫للصحــة مــن «أن‬ ‫·وجاهــة مــا ذهبــت إليــه املنظمــة العامليــة‬
‫خاصــة نظافــة البيئــة وســامة املحيــط وجــودة الحيــاة‪.‬‬
‫نظافــة اليديــن تلعــب دورا بــارزا فــي حمايــة األرواح البشــرية» فــي‬
‫فــي هــذا املجــال‪ ،‬أنجــزت الوكالــة الوطنيــة لحمايــة املحيــط خــال‬ ‫ســياق مثــل الــذي تعيشــه البشــرية اليــوم‪.‬‬
‫سنتي ‪ 2020‬و‪ 2021‬مجموعة من األنشطة التكوينية والتنشيطية‬
‫· تأكيد األمم املتحدة (قبل اندالع أزمة كوفيد‪ )19‬أهمية‬
‫لفائــدة إطــارات الطفولــة فــي مجــال التربيــة البيئيــة‪ ،‬رغــم الظــرف‬
‫املياه النظيفة والتطهيرمن خالل إفرادهما بهدف مستقل (الهدف‬
‫الصحي الذي عاشته البالد‪ ،‬والذي فرض إرجاء عدد من األنشطة‪.‬‬ ‫عــدد ‪ 6‬مــن بيــن أهــداف التنميــة املســتدامة) ُيبــرز ّ‬
‫ّ‬ ‫ترســخ وعــي فعلــي‬
‫ويوضــح الجــدول التالــي عــدد األنشــطة التكوينيــة املنجــزة‪:‬‬

‫جدول رقم ‪:31‬‬


‫أنشطة التكوين املنجزة في مجال التربية البيئية خالل سنة ‪ 2020‬وسنة ‪2021‬‬
‫األنشطة املنجزة‬ ‫األنشطة املنجزة‬ ‫املؤشرات‬
‫سنة ‪2021‬‬ ‫سنة ‪2020‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪6‬‬ ‫عدد أنشطة التكوين في مجال التربية البيئية‬
‫‪6‬‬ ‫‪14‬‬ ‫عدد أيام التكوين‬
‫‪378‬‬ ‫‪ 101‬مستفيد من ضمنهم ‪73‬‬ ‫عــدد املســتفيدين (إطــارات الطفولــة والشــباب وأعضــاء‬
‫إطارطفولة‬ ‫الجمعيــات‪)..‬‬

‫ّ‬
‫‪ 2018‬إال ّأن ســنة ‪ 2021‬عرفــت ارتفاعــا فــي نســق أنشــطة التكويــن‬ ‫لقــد عرفــت أنشــطة التكويــن ّ‬
‫املوجهــة إلــى قطــاع الطفولــة كمــا هــو‬
‫إلى مستوى مقبول‪ ،‬وخاصة على مستوى عدد املستفيدين‪ ،‬مثلما‬ ‫الحــال بالنســبة لبقيــة الفئــات‪ ،‬تراجعــا فــي ســنة ‪ 2020‬مثلمــا شــهد‬
‫يوضح ذلك الرســم البياني التالي‪:‬‬ ‫عدد املستفيدين تناقصا مقارنة بسنة ‪ 2019‬وخاصة مقارنة بسنة‬

‫‪98‬‬
‫رسم بياني رقم ‪:51‬‬
‫توزيع املستفيدين من أنشطة التكوين في مجال‬
‫التربية البيئية حسب القطاعات من ‪ 2018‬إلى ‪2021‬‬

‫(املصدر‪ :‬الوكالة الوطنية لحماية املحيط)‬

‫لقــد تنوعــت مضاميــن أنشــطة التكويــن املوجهــة إلــى قطــاع الطفولــة خــال الســنوات األخيــرة إال أن بعــض املحــاور‪ ،‬علــى أهميتهــا‪ ،‬لــم يتــم إنجازهــا‬
‫خالل سنتي ‪ 2020‬و‪ ،2021‬بسبب الظرف الصحي وتداعيات كوفيد ‪.19‬‬
‫رسم بياني رقم ‪:52‬‬
‫توزيع محاور برنامج التكوين في مجال البيئة لفائدة قطاع الطفولة‪ ،‬سنوات ‪ 2019‬و‪ 2020‬و‪2021‬‬

‫ّ‬
‫وتتوزع أنشطة التكوين بين عدد من الواليات‪ ،‬مثلما ّ‬
‫يوضحه الرسم البياني‪:‬‬
‫رسم بياني رقم ‪:53‬‬
‫توزيع أنشطة التكوين حسب الواليات خالل فترة ‪2020 - 2018‬‬

‫ّ‬
‫الوطني حول وضع‬ ‫ّ‬
‫التقرير‬
‫‪99‬‬ ‫ّ‬
‫الطفولة بتونس ‪2021 - 2020‬‬
‫مــع مختلــف الفئــات االجتماعيــة وخاصــة منهــا فئــة األطفــال‬ ‫وباإلضافة إلى ما أنجزخالل ســنتي ‪ 2020‬و‪ ،2021‬أشــرفت الوكالة‬
‫للتحســيس والتوعيــة حيــث تـ ّـم فــي ‪ 2020‬تنظيــم مســابقتين بيئيتيــن‬ ‫الوطنيــة لحمايــة املحيــط علــى تأطيرعشـرات الــدورات التكوينية فــي‬
‫عبــرمواقــع التواصــل االجتماعــي بمناســبة االحتفــال بعيــد الشــجرة‬ ‫التربيــة البيئيــة ســواء منهــا الوطنيــة أو الجهويــة لفائــدة إطــارات‬
‫تحــت شــعار «الغابــات منبــع الحيــاة» وكانــت املســابقة األولــى ّ‬
‫موجهــة‬ ‫الطفولة خالل الفترة املتراوحة بين ‪ 2003‬و‪ .2021‬ورغم ما ّ‬
‫حققه‬
‫لألطفــال ذوي االحتياجــات الخصوصيــة‪ ،‬وتنــدرج فــي إطــار ضمــان‬ ‫التكويــن مــن نتائــج طيبــة علــى أداء املربيــن ومــن انعكاســات إيجابيــة‬
‫حقهــم فــي البيئــة الســليمة وتمثلــت فــي إعــداد ّ‬
‫مجســم ثالثــي األبعــاد‬ ‫علــى الوعــي البيئــي لــدى الناشــئة‪ ،‬فاألمــريتطلــب تقييــم هــذه التجربة‬
‫يرمــز إلــى املحافظــة علــى الشــجرة‪.‬‬ ‫والعمل على تطويرها من خالل مزيد دعم برامج التكوين والتنشيط‬
‫تعبرعن‬ ‫وأن أن الوكالة الوطنية لحماية املحيط ّ‬ ‫والتحسيس سيما ّ‬
‫أمــا املســابقة الثانيــة فكانــت ّ‬
‫موجهــة إلــى العائلــة ككل‪ ،‬وتتمثــل فــي‬
‫مدته دقيقتان‪ ،‬يجسد الحفاظ على الشجرة‬ ‫إنتاج شريط فيديو‪ّ ،‬‬ ‫اســتعدادها لتأطيــردورات تدريبيــة لفائــدة املتفقديــن واملســاعدين‬
‫ّ‬ ‫البيداغوجييــن وذلــك ســعيا لتوفيــراألرضيــة املالئمــة التــي تســاهم فــي‬
‫وتوفيــر الظــروف املالئمــة لهــا للنمــو والبقــاء‪ .‬كمــا يمثــل التدريــب‬
‫املوجــه إلــى األطفــال واملتعلــق باملســائل البيئيــة والتحســيس بهــا‬‫ّ‬ ‫إنجاح األنشطة البيئية بمؤسسات الطفولة‪.‬‬
‫والتربيــة عليهــا‪ ،‬رافــدا مــن روافــد تكريــس قيــم التنميــة املســتدامة‬ ‫التّ دريبيــة‬ ‫واألنشــطة‬ ‫التّ حسيســية‬ ‫الحمــات‬
‫لــدى الناشــئة وهــو بمثابــة الدعامــة الضروريــة لسياســة التوعيــة‬ ‫لألطفــال‬ ‫الموجهــة‬
‫بحمايــة البيئــة‪.‬‬
‫تنجــز الــوزارة املكلفــة بالبيئــة والهيــاكل املختصــة ســنويا أنشــطة‬
‫وتســتهدف األنشــطة البيئيــة‪ ،‬التحسيســية والتدريبيــة‪ ،‬مختلــف‬ ‫بيئيــة موجهــة لألطفــال لتحسيســهم بأهميــة املســألة ولترشــيد‬
‫ّ‬
‫الفئــات االجتماعيــة بغايــة توعيتهــا بالقضايــا البيئيــة وااللتـزام بتبنــي‬ ‫سلوكهم االستهالكي ولتوسيع دائرة نشرالوعي البيئي وتمثل مخاطر‬
‫قيــم املحافظــة علــى البيئــة‪ ،‬مــع إيــاء عنايــة خاصــة إلــى األطفــال‬ ‫التحــوالت البيئيــة الجاريــة علــى كوكــب األرض اليــوم‪.‬‬
‫لتحقيق تربية متينة حول املسائل البيئية وحثهم على االنخراط في‬ ‫وتعتبــر ســنتا ‪ 2020‬و‪ 2021‬ســنتين اســتثنائيتين بســبب ّ‬
‫تف�شــي‬
‫مســارالتنميــة املســتدامة للبــاد‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وبــاء كورونــا ّ‬
‫ممــا انجـ ّـر عنــه تعطــل إنجــاز األنشــطة التوعويــة التــي‬
‫لكن األنشطة التوعوية البيئية واأليام التنشيطية في مجال البيئة‬ ‫تعتمــد علــى العمــل امليدانــي وتنظيــم امللتقيــات املباشــرة والحمــات‬
‫قــد تراجعــت بشــكل ملحــوظ خــال ســنتي ‪ 2020‬و‪ 2021‬مقارنــة‬ ‫التحسيســية باملنتزهــات وزيــارات إلــى املــدارس ومؤسســات الشــباب‬
‫بســنة ‪ ،2019‬بســبب الوضــع الصحــي وفت ـرات الحظــر الشــامل‬ ‫والطفولــة إلنجــاز دورات تكوينيــة وحصــص تنشــيطية بيئيــة‪.‬‬
‫ّ‬
‫واملوجــه وتعطــل األنشــطة املوجهــة إلــى األطفــال‪ ،‬ولئــن شــهدت‬ ‫ومحافظــة علــى الحـ ّـد األدنــى مــن األنشــطة االتصاليــة املوجهــة إلــى‬
‫ســنة ‪ 2021‬بعــض االنفـراج فتحســن نســبيا نســق األنشــطة‪ ،‬مثلمــا‬ ‫األطفــال‪ ،‬فــي ظــل هــذه الظــروف االســتثنائية‪ ،‬تـ ّـم توظيــف الوســائل‬
‫ّ‬
‫يوضحــه الرســم املوالــي‪:‬‬ ‫الســمعية البصريــة والرقميــة خــال ســنتي ‪ 2020‬و‪ 2021‬للتواصــل‬

‫رسم بياني رقم ‪:54‬‬


‫مقارنة بين توزيع عدد أنشطة التوعية واأليام التنشيطية املوجهة إلى األطفال سنوات ‪ 2019‬و‪ 2020‬و‪2021‬‬

‫‪100‬‬
‫وقــد اســتفاد ‪ 2498‬طفــا خــال ســنة ‪ 2020‬و‪ 3456‬ســنة ‪ 2021‬مــن مختلــف أنشــطة التوعيــة والتنشــيط والتربيــة البيئيــة لكنــه أقــل مــن عــدد‬
‫املســتفيدين مــن الشــباب علــى خــاف ســنة ‪ 2019‬التــي كان فيهــا نصيــب األطفــال أكبــرممــا أنجــزلفائــدة الشــباب‪ ،‬وهــو مــا يكشــف عنــه الرســم‬
‫البيانــي التالــي‪:‬‬
‫رسم بياني رقم ‪:55‬‬
‫توزيع املستفيدين من أنشطة التوعية والتربية البيئية‬
‫حسب فئة الشباب واألطفال سنوات ‪ 2019‬و‪ 2020‬و‪2021‬‬

‫وفي إطاردعم املؤسسات التربوية ومؤسسات الطفولة والجمعيات الناشطة في مجال الطفولة بالوثائق املساعدة على تأمين أنشطة التكوين‬
‫والتحســيس فــي املجــال البيئــي تــم توفيــرمجموعــة مــن الوثائــق البيداغوجيــة ووســائل االيضــاح لفائــدة هــذه املؤسســات‪ ،‬والتــي بلــغ عددهــا ‪48‬‬
‫وثيقــة فــي ‪ 2020‬و‪ 29‬فــي ‪ ،2021‬مثلمــا يفصلهــا الجــدول الالحــق‪:‬‬
‫جدول رقم ‪:32‬‬
‫دعم املؤسسات التربوية بالوثائق البيداغوجية والوسائل اإليضاحية (مؤسسات الطفولة وجمعيات ناشطة في مجال الطفولة)‬
‫سنة ‪2021‬‬ ‫سنة ‪2020‬‬ ‫سنة ‪2019‬‬
‫مؤسسات الطفولة الجمعيات مؤسسات الطفولة الجمعيات مؤسسات الطفولة الجمعيات‬
‫‪24‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪17‬‬
‫ّ ّ‬ ‫ى ّ‬
‫تمثــل زيــارة األطفــال للمنتزهــات ســبيال لدعــم ّ‬
‫عمــا توفــره هــذه‬ ‫حســهم البيئــي ووعيهــم بأهميــة املحافظــة علــى الطبيعــة فضــا‬ ‫مــن ناحيــة أخــر‬
‫ّ‬
‫الفضــاءات مــن متعــة لألطفــال فــي جــو طبيعــي نظيــف وهــواء نقــي‪ .‬ويقــدم الجــدول نمــاذج مــن زيــارات األطفــال لعينــة مــن املنتزهــات‪:‬‬
‫جدول رقم ‪:33‬‬
‫توزيع زيارات األطفال للمنتزهات الحضرية من سنة ‪ 2017‬إلى سنة ‪2021‬‬

‫عدد األطفال (عدد تقريبي)‬


‫‪2021‬‬ ‫‪2020‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬
‫‪3500‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪7500‬‬ ‫‪6000‬‬ ‫‪5500‬‬ ‫املنتزه الحضري النحلي‬
‫‪3500‬‬ ‫‪3000‬‬ ‫‪6500‬‬ ‫‪6800‬‬ ‫‪5000‬‬ ‫املنتزه الحضري املروج‬
‫‪4000‬‬ ‫‪2500‬‬ ‫‪5500‬‬ ‫‪6000‬‬ ‫‪7500‬‬ ‫املنتزه الحضري فرحات حشاد رادس‬
‫‪250‬‬ ‫‪350‬‬ ‫‪4000‬‬ ‫‪3500‬‬ ‫‪5400‬‬ ‫الحديقة الوطنية بإشكل‬

‫ويتبين من خالل هذا الجدول التراجع الكبيرفي عدد األطفال الذين زاروا املنتزهات خالل سنتي ‪ 2020‬و‪ 2021‬مقارنة بسنة ‪ 2019‬وما قبلها‪،‬‬ ‫ّ‬
‫وذلــك بســبب جائحــة كوفيــد ومــا رافقهــا مــن حظــرشــامل وموجــه باإلضافــة إلــى عــزوف األوليــاء والجمعيــات عــن تنظيــم الزيــارات لفائدة األطفال‬
‫التخوف من العدوى‪.‬‬‫ّ‬ ‫بسبب‬

‫ّ‬
‫الوطني حول وضع‬ ‫ّ‬
‫التقرير‬
‫‪101‬‬ ‫ّ‬
‫الطفولة بتونس ‪2021 - 2020‬‬
‫لــدى الناشــئة وتجذيــرالشــعور باملســؤولية تجــاه الطبيعــة وترشــيد‬ ‫ومؤسســات‬
‫ّ‬ ‫البيئيــة فــي المــدارس‬
‫ّ‬ ‫األنشــطة‬
‫ســلوكهم االســتهالكي وتعديــل ممارســاتهم اليوميــة‪ ،‬وهــو مــا يتطلــب‬ ‫ا ّ‬
‫لطفو لــة‬
‫تطويــر برامــج التدخــل فــي املجــال البيئــي وتنويــع مضامينهــا وتجويــد‬
‫تـ ّـم علــى امتــداد الســنوات املاضيــة إحــداث نــوادي بيئــة باملــدارس‬
‫صيــغ التوعيــة والتحســيس املوجهــة إلــى األطفــال للمحافظــة علــى‬
‫االبتدائيــة واإلعداديــة وذلــك فــي إطــار شــبكة وطنيــة للمــدارس‬
‫الثــروات الطبيعيــة والبيئــة الســليمة باإلضافــة إلــى ضــرورة تعميــم‬
‫املســتدامة‪ ،‬تهــدف الــى إدمــاج مبــادئ التنميــة املســتدامة وقيمهــا‬
‫نــوادي البيئــة فــي كل املؤسســات التربويــة ومؤسســات الطفولــة‬ ‫وممارســاتها فــي مختلــف جوانــب التربيــة والتعليــم‪ .‬وتلقــى املربــون‬
‫ونوادي األطفال وتعميق معارف التالميذ بتحديات البيئة ورهانات‬
‫املكلفــون بتنشــيط النــوادي تكوينــا فــي الغــرض ضمانــا لحســن ســير‬
‫التنميــة املســتدامة‬
‫النوادي وتحقيقا لألثراملطلوب‪ .‬كما شــهدت هذه املدارس أنشــطة‬
‫ويتطلــب تعميــق الحــس البيئــي والوعــي بأهميــة البيئــة الســليمة‬ ‫متعــددة مــا لبثــت ان تراجعــت عدديــا خــال ســنة ‪ 2020‬بســبب‬
‫والتحديــات الجديــدة‪ ،‬تطويــر البرامــج الدراســية لتشــمل مفاهيــم‬ ‫جائحة كورونا‪ ،‬رغم دورها املحوري في تنشــئة األطفال على التربية‬
‫جديــدة ومضاميــن تعكــس مــا يشــهده الكوكــب مــن تحــوالت مناخيــة‬ ‫البيئيــة ونشــر ثقافــة التنميــة املســتدامة فــي صفــوف التالميــذ مــن‬
‫وتغي ـرات بيئيــة علــى غ ـرار تغيــر املنــاخ‪ ،‬والكائنــات املحـ ّـورة ّ‬
‫جينيــا‪،‬‬ ‫خــال األنشــطة البيئيــة والحمــات التحسيســية ومــا رافقهــا مــن‬
‫ّ‬
‫والتصحــر‪.‬‬ ‫والصحــة‪ ،‬والشــح املائــي‪ ،‬والطاقــات املتجـ ّـددة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫والبيئــة‬ ‫تهيئــة لحدائــق بيئيــة باملــدارس‪.‬‬
‫فالتربيــة البيئيــة‪ ،‬نظاميــة كانــت أو غيــرنظاميــة‪ ،‬مــن أبــرز الشــروط‬ ‫ونظ ـرا الــى أهميــة تجذيــر القيــم واملمارســات البيئيــة الســليمة لــدى‬
‫الضامنة إلعداد جيل قادرعلى املساهمة الفاعلة في سالمة البيئة‬ ‫الناشــئة منــذ ســنوات الطفولــة األولــى وتربيــة الطفــل علــى احت ـرام‬
‫وتحســين مقومــات جــودة الحيــاة تحقيقــا لنمــط عيــش آمــن وســليم‬ ‫البيئــة باعتبارهــا مــن أنجــع الســبل الوقائيــة لحمايــة الطبيعــة‪ ،‬فقــد‬
‫ّ‬
‫وتنميــة مســتدامة‪ .‬لكــن ال تـزال مشــاركة األطفــال فــي هــذه األنشــطة‬ ‫تـ ّـم إنجــازدليــل التربيــة البيئيــة املوجــه لفائــدة الطفولــة املبكــرة مــن‬
‫محــدودة حيــث ال تغطــي أنشــطة التربيــة البيئيــة جميــع املؤسســات‪.‬‬ ‫قبــل فريــق عمــل مشــترك بيــن الوكالــة الوطنيــة لحمايــة املحيــط‬
‫كمــا أن أثــراألنشــطة البيئيــة والتربيــة البيئيــة علــى ســلوك األطفــال‬ ‫تضمنت هذه الوثيقة مفاهيم بيئية‬ ‫واإلدارة العامة للطفولة‪ ،‬وقد ّ‬
‫ال يمكــن الجــزم بانعكاســاته املنتظــرة فــي ممارســاتهم وســلوكاتهم‪،‬‬ ‫أساســية وفــق األبعــاد البيداغوجيــة للتربيــة البيئيــة بمؤسســات‬
‫ّ‬
‫وهــو مــا يســتدعي تكثيــف األنشــطة التربويــة البيئيــة وتعميمهــا‬ ‫الطفولــة املبكــرة واشــتمل الدليــل علــى مجموعــة محــاور تطبيقيــة (‬
‫وتنويــع مضامينهــا وتطويــر أشــكال التحســيس بهــا والتدريــب عليهــا‪.‬‬ ‫التصرف في املوارد املائية ‪ -‬الحفاظ على‬ ‫ّ‬ ‫التربة واملناطق الخضراء ‪-‬‬
‫كمــا يتطلــب تطويـ ُـر التربيــة البيئيــة إدر َ‬ ‫ّ‬
‫الحيوانــات ‪ -‬التلـ ّـوث ‪ -‬الطاقــات املتجــددة والنظيفــة ‪ -‬املنظومــات‬
‫اج مضاميــن تتعلــق بنوعيــة‬
‫املــاء ونوعيــة الهــواء وتأثيرهــا علــى الصحــة والعالقــة بيــن األم ـراض‬ ‫البيئية بالبالد التونسية)‪  .‬‬
‫التنفسية والتهاب الكبد وغيرها من األمراض املعدية والخطيرة من‬
‫ُويعتبــر الــدور املنــوط بعهــدة الهيــاكل املعنيــة بالبيئــة واملكلفــة‬
‫ناحيــة وتلـ ّـوث البيئــة مــن ناحيــة ثانيــة‪.‬‬
‫بالتربيــة واملســؤولة علــى الطفولــة‪ ،‬أساســيا فــي نشــر الوعــي البيئــي‬

‫‪102‬‬
‫توصيات خاصة‬

‫السليمة والتّ نمية المستدامة‬ ‫ّ‬


‫بالحق في البيئة ّ‬ ‫الخاصة‬
‫ّ‬ ‫التّ وصيات‬

‫نشــرثقافة املحافظة على البيئة وحماية ّ‬


‫املقدرات الطبيعية على أوســع نطاق ممكن وخاصة في الوســط التلمذي‬
‫وفي مؤسسات الطفولة املبكرة وفي مختلف مؤسسات الشباب ودور الثقافة وفضاءات التنشيط‪ ،‬ترسيخا لقيم‬
‫حق االنسانية وواجبها في التمتع بمزايا البيئة السليمة وضمانا لحق األجيال القادمة في مناخ نقي وموارد طبيعية‬
‫محمية (غيرمستنزفة) وتنمية مستدامة‪.‬‬ ‫ّ‬

‫·توســيع قاعــدة املســتفيدين مــن أنشــطة التكويــن فــي مجــال التربيــة البيئيــة وخاصــة مــن فئــة األطفــال وتــدارك‬
‫التراجــع الالفــت فــي األنشــطة التحسيســية والتدريبيــة املبرمجــة فــي هــذا املجــال جـ ّـراء التضييــق علــى األنشــطة‬
‫العامــة تبعــا لتداعيــات أزمــة كوفيــد‪ 19‬وتأجيــل العديــد منهــا أو إلغائهــا‪.‬‬
‫·الحــرص علــى تشــريك عــدد أكبــرمــن متفقــدي الطفولــة ومتفقــدي التعليــم االبتدائــي والثانــوي‪ ،‬فــي إعــداد البرامــج‬
‫البيئيــة املوجهــة لألطفــال ومتابعتهــا وتحسيســهم بدورهــم املحــوري فــي تشــريك املربيــن وفــي دعــم تكوينهــم فــي مجــال‬
‫البيئــة الســليمة ومخاطــرالتحــوالت املناخيــة باعتبــارأهميــة هــذه املواضيــع بالنســبة الســتراتيجية بالدنــا فــي مجــال‬
‫حماية البيئة وضمان تحقيق أهداف التنمية املستدامة‪.‬‬
‫·تطويراملؤشرات التي يمكن اعتمادها‪ ،‬بهدف تحسين فعالية األنشطة البيئية بمؤسسات الطفولة‪ ،‬على غرار‪:‬‬
‫‪ -‬نسبة املشاريع التربوية املقترحة في مجال البيئة والتنمية املستدامة مقارنة بمجموع املشاريع التربوية املقترحة‬
‫سنويا بمؤسسات الطفولة‪.‬‬
‫‪ -‬نسبة مشاركة إطارات الطفولة في دورة تكوينية واحدة على األقل في مجال التربية البيئية مقارنة بمجموع‬
‫إطارات الطفولة املشرفة على األنشطة البيئية بمؤسسات الطفولة‪.‬‬
‫‪ -‬نسبة إبرام اتفاقيات شراكة بين مؤسسات طفولة وجمعيات داعمة ألنشطتها بما في ذلك األنشطة البيئية‪،‬‬
‫مقارنة بمجموع مؤسسات الطفولة‪.‬‬
‫·ربــط التهيئــة العمرانيــة بمشــاغل األطفــال وحاجياتهــم فــي ســياق النهــوض بعمـران صديــق للطفــل (تأميــن األنهــج‬
‫واملســالك املؤديــة إلــى املؤسســات التربويــة ومؤسســات الطفولــة‪ ،‬نظافــة الطريــق وجماليــة محيــط املؤسســات‪،‬‬
‫وتوضيــح املســؤوليات واألدوار فــي مــا يخــص تطهيــر محيــط املــدارس واملعاهــد مــن كل املخاطــر ومظاهــر الجنــوح‬
‫والعنــف ّ‬
‫وترصــد األطفــال)‪.‬‬
‫·إيالء العناية الالزمة لجودة الهواء واملاء والتربة حرصا على صحة األطفال‪.‬‬
‫·حماية الخيرات األرضية والباطنية ونشرالوعي بهذا الحق ألطفال وأجيال الغد‪.‬‬
‫ّ‬
‫·حمايــة الشــريط الســاحلي املمتــد علــى مئــات الكيلومتـرات وتوظيفــه لتمكيــن أغلــب األطفــال التونســيين مــن تعلــم‬
‫السباحة والتقليص من عدد حاالت الغرق املسجلة سنويا‪.‬‬

‫ّ‬
‫الوطني حول وضع‬ ‫ّ‬
‫التقرير‬
‫‪103‬‬ ‫ّ‬
‫الطفولة بتونس ‪2021 - 2020‬‬
‫·حماية الكساء النباتي والثروة الحيوانية في بالدنا وتوعية جمهور األطفال بأهميتها االستراتيجية بالنسبة إلى‬
‫التوازن البيئي ومقاومة التلوث‪.‬‬
‫·اتخــاذ اإلج ـراءات الضروريــة مــن أجــل القضــاء علــى املخاطــر املرتبطــة بتلـ ّـوث الهــواء وامليــاه وبالتعاطــي مــع‬
‫والضارة التي يبقى منسوبها مرتفعا رغم التراجع النسبي في مؤشرات التلوث الطبيعي ّ‬
‫جراء‬ ‫ّ‬ ‫الفضالت الخطرة‬
‫ّ‬
‫جائحــة كوفيــد ‪ 19‬التــي تقلــص تحــت وطأتهــا نســق األنشــطة االقتصاديــة والصناعيــة‪ ،‬عــاوة علــى أهميــة إيــاء‬
‫مزيــد العنايــة فــي هــذا املجــال بالفئــات االجتماعيــة األكثــر هشاشــة مثــل الفالحيــن الصغــار والنســاء العامــات‬
‫واألطفــال‪ ...‬كمــا ورد فــي التقريــرالوطنــي حــول تفعيــل أهــداف التنميــة املســتدامة بتونــس‪.‬‬
‫·توفيــراملعطيــات الكفيلــة برصــد الوضــع البيئــي فــي تونــس وتشــخيص إشــكالياته فــي ظــل النقــص الكبيــرفــي مجــال‬
‫ّ‬
‫اإلحصائيــات املتصلــة باملخاطــر الناجمــة عــن التغي ـرات املناخيــة والتلــوث الطبيعــي وهــو مــا أكدتــه منظمــة‬
‫اليونســيف فــي دراســة «تحليــل وضــع الطفولــة فــي تونــس ‪.»2020‬‬

‫‪104‬‬
‫الحق في المشاركة ّ‬
‫والتعبير‬ ‫ّ‬
‫وتنشئة ّ‬
‫الطفل على قيم‬
‫المواطنة وحقوق اإلنسان‬

‫ّ‬
‫الوطني حول وضع‬ ‫ّ‬
‫التقرير‬
‫‪105‬‬ ‫ّ‬
‫الطفولة بتونس ‪2021 - 2020‬‬
‫والتعبير وتنشئة ّ‬
‫الطفل‬ ‫الحق في المشاركة ّ‬
‫ّ‬
‫على قيم المواطنة وحقوق اإلنسان‬

‫نشــر ثقافــة حقــوق الطفــل‪ ،‬إذ يتـ ّـم اعتمــاده لبنــاء قاعــدة مــن‬ ‫ُيعتبــر الحــق فــي املشــاركة والتعبيــر‪ ،‬مــن الحقــوق األساســية للطفــل‬
‫املكونيــن فــي مختلــف الجهــات والقطاعــات التــي لهــا عالقــة مباشــرة‬ ‫ـص على أن‬‫التــي تضمنتهــا االتفاقيــة الدوليــة لحقــوق الطفــل والتــي تنـ ّ‬
‫وغيرمباشرة بمجال الطفولة‪ ،‬قصد نشرثقافة حقوق الطفل من‬ ‫«للطفــل الحــق فــي حريــة التعبيــر» وهــو مــا أكــدت عليــه مجلــة حمايــة‬
‫خــال التعريــف باآلليــات الدوليــة لحقــوق الطفــل والتشــريع الوطنــي‬ ‫الطفل‪.‬‬
‫فــي هــذا املجــال‪ ،‬وخاصــة منهــا مجلــة حمايــة الطفــل‪ .‬كمــا ُيعتمــد‬
‫ويتمثــل هــذا الحــق فــي تمكيــن األطفــال مــن إبــداء آرائهــم فــي مختلــف‬
‫التكويــن بهــدف تطويــرمهــارات وقــدرات مختلــف املهنييــن العامليــن‬ ‫املســائل التــي تهمهــم والتعبيــرعــن مشــاغلهم بــكل ّ‬
‫حريــة بمــا يســاهم‬
‫مــع الطفــل فــي جميــع االختصاصــات ذات العالقــة بالطفولــة‪،‬‬ ‫فــي تنشــئتهم علــى ّ‬
‫تحمــل املســؤولية واملشــاركة فــي أخــذ الق ـرار‪ .‬ومــن‬
‫وكذلك املجتمع املدني واألسر‪ ،‬في التعامل مع األطفال وفق مقاربة‬
‫أجل ضمان حق جميع األطفال في املشاركة والتعبيرتم تركيزعديد‬
‫حقوقيــة شــاملة‪.‬‬
‫اآلليــات لتمكينهــم مــن ممارســة هــذه الحقــوق وتفعيــل دورهــم املدني‬
‫وقــد أعـ ّـد مرصــد اإلعــام والتكويــن والتوثيــق والدراســات حــول‬ ‫تجســد ذلــك خاصــة مــن خــال إحــداث عــدد مــن‬ ‫واملواطنــي‪ .‬وقــد ّ‬
‫حقــوق الطفــل فــي هــذا اإلطــار‪ ،‬بالتعــاون مــع عــدد مــن الهيئــات‬ ‫الهيــاكل مثــل برملــان الطفــل واملجالــس البلديــة لألطفــال ومجالــس‬
‫الحقوقية واملنظمات الدولية‪ ،‬وثائق تربوية وأدلة تدريبية من بينها‬ ‫املؤسســات التربويــة‪ ،‬لكــن عديــد مــن هــذه الهيــاكل لــم ُت ّ‬
‫فعــل أو‬
‫ّ‬
‫حقيبــة بيداغوجيــة حــول «جرائــم االتجــارباألطفــال» (ســنة ‪)2019‬‬ ‫تعطلت‪.‬‬
‫كمــا أعـ ّـد فــي ســنة ‪ 2020‬مجموعــة مــن الدعائــم البيداغوجيــة حــول‬
‫كمــا يمكــن أن تتحقــق التربيــة علــى املواطنــة مــن خــال النــوادي‬
‫«حقــوق الطفــل» وهــي أداة تنشــيطية وبيداغوجيــة تـ ّـم توظيفهــا‬
‫ّ‬ ‫املوجهــة لألطفــال والتــي تهــدف إلــى تدريبهــم علــى املشــاركة فــي الفعــل‬
‫خــال الــدورات التكوينيــة التــي نظمهــا املرصــد لفائــدة مختلــف‬
‫املدنــي والتعبيــرعــن الـرأي بالتــوازي مــع مــا تقــوم بــه هيــاكل الطفولــة‬
‫املهنييــن العامليــن مــع الطفــل والجمعيــات واألســر‪.‬‬
‫مــن نشــر لثقافــة حقــوق اإلنســان ومــن تدريــب علــى قيمهــا بهــدف‬
‫وتجاوز عدد الدورات التكوينية التي أنجزها املرصد في مجال نشر‬ ‫ترسيخ الثقافة الحقوقية لدى الناشئة وتكريس السلوك املواطني‪.‬‬
‫ثقافــة حقــوق الطفــل ثــاث عشــرة دورة خــال ســنة ‪ 2020‬شــارك‬
‫فيها ‪ّ 280‬‬ ‫نشر ثقافة حقوق الطفل‬
‫متكونا واســتفادت منها ‪ 16‬جمعية وهيكال من املشــتغلين‬
‫فــي مجــال الطفولــة‪ .‬ومــن بينهــا‪:‬‬ ‫تنص اتفاقية حقوق الطفل على نشــرثقافة حقوق الطفل وتدعو‬ ‫ّ‬
‫ـص املــادة ‪42‬‬ ‫الــدول األط ـراف إلــى التعهــد باعتمادهــا ونشــرها‪ .‬وتنـ ّ‬
‫·تنظيــم ثــاث دورات تدريبيــة حــول «الحقيبــة البيداغوجيــة‬
‫علــى مــا يلــي‪« :‬تتعهــد الــدول األطــراف بنشــر مبــادئ االتفاقيــة‬
‫لجرائــم االتجــار باألطفــال» لفائــدة املكونيــن الجهوييــن فــي مجــال‬
‫وأحكامها على نطاق واسع بالوسائل املالئمة والفعالة بين الكبار‬
‫نشرثقافة حقوق الطفل واملندوبين الجهويين لحماية الطفولة‪.‬‬
‫والصغــار»‪ .‬وعملــت تونــس منــذ مصادقتهــا علــى االتفاقيــة فــي ســنة‬
‫وقــد اســتفاد مــن التدريــب ‪ 79‬مشــاركا مــن خــال دعــم معرفتهــم‬
‫‪ 1991‬علــى تحقيــق هــذه الغايــة حيــث أعـ ّـدت اســتراتيجيا وطنيــة‬
‫باإلطارالقانوني والدولي والوطني املتعلق بحماية حقوق األطفال‬ ‫ّ‬
‫لنشــرثقافة حقوق الطفل وســخرت الهياكل والخطط واملؤسســات‬
‫ومكافحــة االتجــار باألشــخاص‪.‬‬
‫خدمــة لهــذا الهدف‪.‬‬
‫·تنظيم دورة تكوينية في مجال نشرثقافة حقوق الطفل والتوقي‬
‫وقــد اضطلــع مرصــد اإلعــام والتكويــن والتوثيــق والدراســات حــول‬
‫من العنف لفائدة اإلطارات العاملة مع األطفال الراجعة بالنظر‬
‫لجمعية أمل للطفل والعائلة‪.‬‬ ‫حمايــة حقــوق الطفــل‪ ،‬بحكــم املهــام املوكولــة إليــه‪ ،‬بتنفيــذ تنســيق‬
‫الخطــة اإلســتراتيجية الوطنيــة لنشــر ثقافــة حقــوق الطفــل تحــت‬
‫·إنجــاز خمــس دورات تكوينيــة عــن بعــد‪ ،‬بالش ـراكة مــع‬ ‫إشـراف وزارة األســرة واملـرأة والطفولــة وكبــارالســن‪ ،‬ضمــن مقاربــة‬
‫منتــدى الفيديراليــات الكنديــة «‪Forum des Fédérations‬‬ ‫تشــاركية مــع مختلــف الــوزارات والجمعيــات واملنظمــات والهيــاكل‬
‫‪ « Canadiennes‬حــول مناصــرة حقــوق الطفــل عبــرتقنيــة إعــداد‬ ‫الوطنيــة واألمميــة ذات العالقــة بالطفولــة‪.‬‬
‫الورقــات السياســية لفائــدة ‪ 97‬مشــاركا مــن األطفــال البرملانييــن‪.‬‬
‫ُويعـ ّـد التكويــن مــن أهــم الوســائل العمليــة املعتمــدة فــي إســتراتيجية‬
‫·تنظيــم الــدورة التكوينيــة الثانيــة حــول «تمكيــن امل ـرأة ألدوار‬

‫‪106‬‬
‫وتهــدف هــذه النــوادي مــن خــال مختلــف األنشــطة والتظاه ـرات‬ ‫القيــادة والحوكمــة املحليــة» لفائــدة ‪ 19‬فتــاة مــن بيــن البرملانيــات‬
‫والتدريبات التي تنجزها إلى التعريف بقيم املواطنة ومبادئ حقوق‬ ‫الســابقات‪.‬‬
‫االنســان‪ ،‬وتكريســها فــي الوســط املدر�ســي واملســاهمة فــي تكوي ــن‬ ‫·تنظيــم املرصــد بالشـراكة مــع جمعيــة ‪ +ADO‬والهيئــة الوطنيــة‬
‫التلميــذ املواطــن‪ ،‬عبــر إكســابه املعــارف واملهــارات واالتجاهــات‬ ‫ملكافحــة الفســاد الــدورة التكوينيــة الثانيــة فــي مجــال «نشــرثقافــة‬
‫الضرورية لتجسيد مبادئ الديمقراطية وحقوق اإلنسان في بعدها‬ ‫النزاهــة» لفائــدة ‪ 24‬مشــاركا مــن األطفــال البرملانييــن‪.‬‬
‫الكونــي وإدراك انعكاســاتها علــى حياتــه الشــخصية وعلــى أســرته‬
‫ً‬ ‫·إنجازدورة تكوينية حول التصرف في األزمات لفائدة ‪ 13‬مشاركا‬
‫ومؤسســته التربويــة وعلــى وطنــه حاضـرا ومســتقبال‪ .‬ويتــم ذلــك عبــر‬
‫تدريبــه علــى العيــش الجماعــي‪ ،‬خاصــة داخــل املؤسســة التربويــة التــي‬ ‫من املنسقين الجهويين لبرملان الطفل‪.‬‬
‫ينتمــي إليهــا‪ ،‬بمــا يتيــح لــه اتخــاذ مواقــف واعيــة ومســؤولة فــي ضــوء‬ ‫·تنظيــم ورشــات تكوينيــة فــي املســرح والفنــون التشــكيلية لفائــدة‬
‫ُ‬
‫إدراك جلـ ّـي ملعانــي الحــق والواجــب وتقديرهمــا‪.‬‬ ‫‪ 30‬طفــا مــن منطقــة وادي مليــزبجندوبــة‪ .‬ت ّوجــت بعــرض مســرحي‬
‫وإعــداد لوحــة عمالقــة ملناصــرة حقــوق الفتيــات‪ ،‬وذلــك فــي إطــار‬
‫المدرســية‪ :‬التّ لميــذ‬
‫ّ‬ ‫مشــاركة التّ الميــذ فــي الحيــاة‬
‫المواطــن‬
‫االحتفــال باليــوم العالمــي للفتــاة‪ ،‬تحــت شــعار «صوتــي مســتقبلي‬
‫ّ‬ ‫القائمعلىاملساواة»‪   ‬‬
‫ـص األمــر املنظــم للحيــاة املدرســية علــى تشــريك جميــع أط ـراف‬ ‫ينـ ّ‬
‫ممــا أنجــزه املرصــد مــن تكويــن خــال ســنتي ‪2020‬‬ ‫لكــن بالرغــم ّ‬
‫املؤسســة دون اســتثناء فــي الحيــاة املدرســية وفــي مشــاريع املدرســة‪.‬‬
‫و‪ 2021‬ولجوئــه إلــى اعتمــاد التكويــن عــن بعــد تعويضــا للتدريــب‬
‫وقــد ورد فــي الفصــل الخامــس منــه «يشــارك التالميــذ‪ ،‬عبــرممثليهــم‪،‬‬
‫الحضــوري‪ ،‬حيــن اســتحال تنظيــم التكويــن املباشــر‪ ،‬فــإن مســألة‬
‫فــي وضــع خطــة تطويــر الحيــاة املدرســية» وقــد حـ ّـدد األمــر طــرق‬
‫نشــر حقــوق الطفــل شــأنها شــأن مختلــف املواضيــع الحقوقيــة‬
‫مشــاركة التالميــذ وتمثيليتهــم فــي مجلــس املؤسســة التربويــة‪.‬‬ ‫والتربويــة والبيئيــة واملدنيــة وخاصــة ّ‬
‫املوجهــة إلــى األطفــال تحتــاج إلــى‬
‫لكــن هــذا املجلــس لــم يتــم إحداثــه وبقــي حب ـرا علــى ورق رغــم دوره‬ ‫مزيد دعم التكوين وتكثيف الدورات التدريبية والتي تراجع نسقها‬
‫فــي تطويــر العالقــات وتحســين املنــاخ املدر�ســي وتنشــئة التالميــذ‬ ‫وعددهــا فــي ظــل جائحــة كوفيــد‪.‬‬
‫علــى املشــاركة والتعبيــر وإبــداء ال ـرأي‪ ،‬وتدريبهــم علــى املمارســة‬ ‫المؤسســات التّ ربويــة‪:‬‬
‫ّ‬ ‫نــوادي حقــوق اإلنســان فــي‬
‫الديمقراطيــة مــن خــال الترشــح للمجلــس وانتخــاب ممثليهــم‪ .‬وهــو‬ ‫التّ ربيــة علــى المواطنــة‬
‫شــأن جميــع الهيــاكل واآلليــات التــي جــاء بهــا النــص املنظــم للحيــاة‬
‫املدرســية والتــي تقــوم جميعــا علــى دعــم التشــاور والحــوار وتشــريك‬ ‫مــن منطلــق أن تنشــيط الحيــاة املدرســية ليــس مســؤولية وزارة‬
‫التالميذ في حياة املؤسسة واحترام آرائهم واألخذ بمقترحاتهم‪ ،‬لكن‬ ‫التربيــة وحدهــا‪ ،‬وإنمــا هــو عمــل مشــترك يســاهم فيــه الجميــع مــن‬
‫أغلبهــا لــم ُي ّ‬
‫فعــل‪.‬‬ ‫داخــل الوســط املدر�ســي وخارجــه أي مــن خــال انفتــاح املدرســة‬
‫وجوبــا علــى مكونــات املجتمــع املدنــي املهتمــة بالشــأن التربــوي‪ّ ،‬تمــت‬
‫ورغــم الــدور الهــام الــذي تتكامــل فــي أدائــه مختلــف مؤسســات‬ ‫إقامــة شـراكات دائمــة مــع جميــع املؤسســات والهيــاكل ذات العالقــة‪.‬‬
‫الطفولــة والتربيــة والتعليــم والتنشــيط‪ ،‬بهــدف تربيــة الناشــئة علــى‬
‫قيــم املواطنــة واملشــاركة واملســؤولية‪ ،‬فإنهــا مدعـ ّـوة إلــى مزيــد تنويــع‬ ‫وفــي نفــس هــذا اإلطــار بعثــت وزارة التربيــة بالتنســيق والتعــاون مــع‬
‫األنشــطة وتطويــر املضاميــن والتنســيق أكثــر فــي مــا بينهــا ومــع باقــي‬ ‫عــدد مــن الجمعيــات واملنظمــات التربويــة والحقوقيــة نــوادي للتربيــة‬
‫املؤسسات واملنظومات املجتمعية األخرى القادرة على توفيرفرص‬ ‫علــى حقــوق اإلنســان مثــل نــوادي التربيــة علــى املواطنــة وحقــوق‬
‫أخــرى ووســائل ومناهــج تدعــم تحقيــق هــذا الهــدف وتســاهم فــي‬ ‫اإلنســان التــي يشــرف عليهــا املعهــد العربــي لحقــوق اإلنســان ونــوادي‬
‫تكريسه باعتبارالتربية على املواطنة وحقوق اإلنسان شأن التربية‬ ‫املواطنــة التــي تؤطرهــا الرابطــة التونســية للتربيــة ونــوادي التربيــة‬
‫علــى البيئــة ليســت مجـ ّـرد معــارف ونظريــات وليســت مجـ ّـرد مــادة‬ ‫املدنية التي يساهم في تنشيطها أساتذة التربية املدنية وتشرف على‬
‫ُ‬ ‫تـ ّ‬ ‫ســيرها جمعيــة أســاتذة التربيــة املدنيــة وغيرهــا مــن النــوادي الهادفــة‬
‫ـدرس أو أنشــطة معزولــة تنجــز‪ ،‬بــل هــي ممارســة ودربــة تســتهدف‬
‫ُ‬
‫طبــق وأفعــال ت ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫تغييــرالســلوك مــن خــال برامــج تنفــذ وخطــط ت ّ‬ ‫إلــى ترســيخ الســلوك املدنــي والتدريــب علــى قيــم العيــش املشــترك‪.‬‬
‫جســد‬
‫مــن أجــل إرســاء نمــط مجتمعــي يقــوم علــى معرفــة كل فــرد مــن أفـراد‬ ‫وتتكفــل املنظمــات الحقوقيــة والجمعيــات التربويــة بتكويــن املربيــن‬
‫املجتمــع بحقوقــه والتزامــه بواجباتــه ووعيــه بــدوره املواطني والتزامه‬ ‫الذيــن يشــرفون علــى هــذه النــوادي فــي املجــال الحقوقــي واملواطنــي‪.‬‬
‫باملشــاركة الفاعلــة منــذ ســنوات طفولتــه األولــى‪.‬‬ ‫ّ‬
‫وتوفــراألدلــة التدريبيــة املســاعدة فــي تنشــيط النــوادي‪.‬‬

‫ّ‬
‫الوطني حول وضع‬ ‫ّ‬
‫التقرير‬
‫‪107‬‬ ‫ّ‬
‫الطفولة بتونس ‪2021 - 2020‬‬
‫الطفــل مــن حقوقــه أثنــاء فتــرة اإلج ـراءات الوقائيــة مــن الجائحــة‪.‬‬
‫التــدرب علــى الممارســة‬
‫ّ‬ ‫برلمـــان الطفــل‪ :‬نحــو‬
‫وكان األطفــال البرملانيــون قدموهــا خــال الجلســة العامــة املنعقــدة‬
‫ا لد يمقر ا طيــة‬
‫يــوم ‪ 22‬جــوان ‪ 2020‬بمقــرمجلــس نــواب الشــعب‪ .‬كمــا تــم توزيعهــا‬
‫علــى الــوزارات والهيــاكل املعنيــة لالســتئناس بهــا عنــد وضــع البرامــج‬ ‫يندرج إحداث برملـان الطفل في إطارتكريس حق الطفل في املشاركة‬
‫َّ‬
‫ذات الصلــة بالطفولــة‪.‬‬ ‫فــي مختلــف أوجــه الحيــاة العامــة ال ســيما فــي مــا يتعلــق بحريــة التعبير‬
‫عــن آرائــه واحترامهــا وأخذهــا بعيــن االعتبــار عنــد اتخــاذ الق ـرارات‬
‫لقــد دعــا األطفــال البرملانيــون فــي ورقاتهــم إلــى تأميــن شــروط عــودة‬
‫املتصلــة بحياتــه‪.‬‬
‫مدرســية آمنــة باتخــاذ كافــة اإلج ـراءات الضروريــة ملواجهــة جائحــة‬
‫كوفيــد ‪ 19‬كمــا تضمنــت الورقــة الخاصــة بلجنــة حمايــة الطفولــة‬ ‫إن برمل ــان الطفــل‪ ،‬الــذي يشــرف عليــه مرصــد اإلعــام والتكويــن‬
‫ّ‬
‫بالبرملان رصدا ملظاهرالعنف األسري املسلط على األطفال وارتفاع‬ ‫والتوثيــق والدراســات حــول حمايــة حقــوق الطفــل‪ ،‬هــو فضــاء حــوار‬
‫يمكــن األطفــال مــن التعبي ــر عــن آرائه ــم فــي املواضي ــع ذات ّ‬ ‫ّ‬
‫وتيرتــه خــال فتــرة الحجــرالصحــي‪ .‬لذلــك دعــت اللجنــة إلــى ضــرورة‬ ‫الصلــة‬
‫للحد من العنف األسري خاصة خالل األزمات‬ ‫إيجاد حلول ناجعة ّ‬ ‫ـس امل ــدني‬ ‫ّ‬
‫املسؤولي ــة وتجذي ــرالحـ ّ‬ ‫بحقوقهــم‪ ،‬وتعويدهــم ع ــلى روح‬
‫ووضــع خطــة للتعامــل مــع تطـ ّـور الجائحــة فــي صــورة حــدوث موجــة‬ ‫لديه ــم‪ ،‬ونش ــر ثقافــة حقــوق الطفــل‪.‬‬
‫جديــدة مــن انتشــارالفيــروس‪.‬‬ ‫ّ‬
‫مثــل برملــان الطفــل فــي تونــس منــذ نشــأته ّ‬
‫آليــة‬ ‫ومــن هــذا املنطلــق‬
‫وقــد ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫عبــرت مختلــف اللجــان مــن خــال ورقاتهــا السياســية عــن‬ ‫تمكــن مــن خاللهــا األطفــال البرملانيــون فــي مختلــف الــدورات النيابيــة‬
‫ضــرورة توفيــرعــودة مدرســية وتربويــة آمنــة مــن فيــروس كوفيــد ‪.19‬‬ ‫مــن صقــل شــخصيتهم واكتســاب القــدرة علــى املطالبــة بحقوقهــم‬
‫كمــا سـ ّـجلت اســتياءها مــن اعتمــاد وزارة التربيــة آليــة التدريــس عــن‬ ‫والدفــاع عنهــا‪ ،‬باإلضافــة إلــى مــا أتاحتــه هــذه ّ‬
‫اآلليــة مــن إمكانيــة‬
‫بعد أو عبرالقناة التربوية لفائدة األقسام التي ستجتازاالمتحانات‬ ‫االلتقــاء والتشــاور والتعبيــر عــن آرائهــم ومســاءلة أعضــاء الحكومــة‬
‫واملناظ ـرات الوطنيــة والتــي لــم ترتــق إلــى الحــد املنتظــر تحقيقــه‬ ‫بشــأن عــدد مــن القضايــا الوطنيــة‪ ،‬خاصــة تلــك التــي تهــم الطفولــة‪.‬‬
‫باإلضافة إلى تعارضها مع مبدأ تكافؤالفرص للوصول إلى املعلومة‪،‬‬
‫وعقــد برملــان الطفــل منــذ إحداثــه عشــرين دورة برملانيــة لفائــدة‬
‫إلى جانب غياب آليات اإلحاطة النفســية بالتالميذ وأوليائهم خالل‬ ‫ّ‬
‫األطفــال البرملانييــن‪ ،‬قبــل أن يتعطــل نشــاطه فــي جانفــي ‪.2011‬‬
‫فتــرة الجائحــة‪.‬‬
‫ولقــد اســتعاد برملــان الطفــل نشــاطه عبــر انعقــاد جلســة تأسيســية‬
‫وبهــدف الحـ ّـد مــن اآلثــار النفســية الســلبية لجائحــة كوفيــد علــى‬ ‫يــوم ‪ 8‬فيفــري ‪ 2014‬بمقــراملجلــس الوطنــي التأسي�ســي‪ُ ،‬خ ّ‬
‫صـص ــت‬
‫األطفــال دعــت لجنــة التربيــة والثقافــة واإلعــام إلــى تكريــس حــق‬
‫ملناقش ــة مش ــروع النظ ــام الداخ ــلي والدلي ــل اإلجرائي لبرملان الطفل‬
‫األطفــال فــي الترفيــه والرعايــة النفســية ووضــع خطــة ملواجهــة‬
‫اللذين تمت املصادقة عليهما‪ ،‬بعد إدخال التعديالت والتنقيحات‬
‫تداعيــات الجائحــة وتكريــس مبــدأ تكافــؤ الفــرص بيــن التالميــذ فــي‬ ‫املقترحــة مــن ط ــرف األطف ــال البر ّ‬
‫ملانيي ــن‪ ،‬قصــد إضفــاء مزيــد مــن‬
‫الولــوج إلــى مختلــف الخدمــات املدرســية االلكترونيــة التــي توفرهــا‬ ‫الشـ ّ‬
‫ـفافية علــى أعمــال هــذه املؤسســة‪ ،‬وضمــان تكافــؤ الفــرص بيــن‬
‫وزارة التربيــة‪.‬‬ ‫ّ‬
‫انتخابيــة جديــدة‬ ‫جميــع األطفــال دون تمييــز عبــر اعتمــاد طريقــة‬
‫تلقــى األطفــال البرملانيــون خــال ســنة ‪ 2020‬دورات تكوينيــة‬ ‫كمــا ّ‬ ‫يت ـ ّـم فيه ــا اختي ــار األطف ــال البرل ـم ــانيين عــن طريــق االنتخ ــاب الح ــر‬
‫فــي املجــاالت ذات الصلــة بحقــوق الطفــل واملشــاركة والحوكمــة‪ .‬مــن‬ ‫والشــفاف‪.‬‬
‫جهــة أخــرى‪ ،‬أنجــز األطفــال البرملانيــون عــددا مــن املشــاريع املحليــة‬
‫إن إعــادة تفعيــل برملــان الطفــل بعــد الثــورة ينــدرج فــي إطــار الوعــي‬
‫والجهويــة لفائــدة املجتمــع املحلــي ّأدوا عديــد الزيــارات امليدانيــة الــى‬
‫بأهميــة الــدور الــذي يلعبــه فــي مجــال ترســيخ ثقافــة املواطنــة وقيــم‬
‫الهيــاكل واملؤسســات املحليــة والجهويــة فــي كل الواليــات‪.‬‬
‫الديمقراطيــة لــدى الناشــئة مــن خــال تنميــة وعيهــا بحقوقهــا‬
‫يتكـ ّـون برملــان الطفــل مــن ‪ 120‬طفــا منتخبــا (‪ 5‬عــن كل واليــة)‬ ‫وواجباتهــا‪ ،‬وتعويدهــا علــى التعبيــر واملشــاركة‪.‬‬
‫يتوزعــون بيــن ‪ 68‬تلميــذة و‪ 52‬تلميــذا مــن بيــن األطفــال املنتميــن‬
‫وتــم تنظيــم دورة عاديــة خــال ســنة ‪ 2020‬رغــم الظــروف الصحيــة‬
‫إلــى املــدارس اإلعداديــة واملــدارس اإلعداديــة التقنيــة ومــدارس ذوي‬
‫جراء جائحة كوفيد ‪ 19‬واإلجراءات االستثنائية‪ .‬وقد سبق الجلسة‬
‫االحتياجــات الخصوصيــة‪.‬‬
‫العامة انعقاد جلسات خاصة باللجان البرملانية الخمس عن بعد‪،‬‬
‫هذا ويتوزع األطفال البرملانيون‪ ،‬سنة ‪ ،2020‬كاآلتي‪:‬‬ ‫أســفرت عــن إنتــاج خمــس ورقــات سياســية حــول مــدى تمكيــن‬

‫‪108‬‬
‫رسم بياني رقم ‪:56‬‬
‫توزيع األطفال البرملانيين حسب الجنس وسنة الوالدة‬

‫ّ‬
‫الوطني حول وضع‬ ‫ّ‬
‫التقرير‬
‫‪109‬‬ ‫ّ‬
‫الطفولة بتونس ‪2021 - 2020‬‬
‫توصيات خاصة‬

‫الخاصة بالحق في المشاركة والتّ عبير وتنشئة ّ‬


‫الطفل على قيم المواطنة‬ ‫ّ‬ ‫التّ وصيات‬
‫وحقوق اإلنسان‬

‫·مزيد بذل الجهد من أجل تعميق الوعي املجتمعي بحق األطفال في املشاركة والتعبيرالذي يعتبرمن الحقوق‬
‫األساســية للطفــل التــي تضمنتهــا االتفاقيــة الدوليــة لحقــوق الطفــل والعمــل علــى إكســاب هــذا الحــق (املسـ ّ‬
‫ـتجد‬
‫نسبيا في بيئتنا) نفس األهمية التي تتمتع بها سائرالحقوق األخرى في الوجدان التون�سي‪.‬‬
‫·تقييــم تجربــة برملــان الطفــل واملجالــس البلديــة لألطفــال ومجالــس املؤسســات التربويــة بوصفهــا آليــات تربويــة‬
‫وتدريبيــة علــى املشــاركة فــي املجــال املدنــي والتعبيــرعــن ال ـرأي ُ‬
‫بحريــة‪ ،‬والبنــاء عليهــا باتجــاه إنضاجهــا وإحــكام‬
‫ّ‬
‫تســييرها وتطويرهــا وتفعيــل املعطــل منهــا‪ ،‬مــن أجــل تحقيــق أهدافهــا وخاصــة تربيــة الناشــئة علــى تحمــل‬
‫املسؤولية والتشبع بقيم املواطنة وحقوق االنسان‪ ،‬وخاصة اإلسراع بتفعيل القوانين ومراجعة السياسات‬
‫التــي حالــت دون تطبيقهــا ميدانيــا مثــل مجلــس املؤسســة التربويــة‪.‬‬
‫وكذلــك الشــأن بالنســبة إلــى املجالــس البلديــة لألطفــال التــي مثلــت فرصــة ثمينــة لتدريــب األطفــال علــى املشــاركة‬
‫ّ‬
‫املواطنيــة فــي الشــأن املحلــي‪ ،‬لكــن تــم التراجــع عــن هــذا الفضــاء التشــاركي ولــم يتــم التنصيــص عليــه فــي مجلــة‬
‫ّ‬
‫املحليــة لســنة ‪.2018‬‬ ‫الجماعــات‬
‫ّ‬
‫·التكثيف من الدورات التدريبية والتكوينية والتنشيطية لفائدة األطفال واليافعين وتصميم الوثائق واألدلة‬
‫والحقائــب البيداغوجيــة بالتعــاون مــع الهيئــات واملنظمــات الدوليــة املختصــة فــي مجــال حقــول الطفــل‪ ،‬والتــي‬
‫املكونين واملشرفين التربويين في املجالين النظامي وغيرالنظامي‪.‬‬ ‫ذمة ّ‬ ‫ُتوضع على ّ‬
‫·تأسيســا علــى ضعــف تشــريك األطفــال فــي البحــث عــن صيــغ مجابهــة التداعيــات املباشــرة لوبــاء الكورونــا‪،‬‬
‫ضــرورة تشــريك األطفــال فــي بلــورة املقترحــات والخطــط والتصــورات التــي تهـ ّـم حياتهــم ومســتقبلهم علــى غـرارمــا‬
‫تـ ّـم التنصيــص عليــه فــي املــادة ‪ 12‬مــن اتفاقيــة حقــوق الطفــل والفصــل ‪ 10‬مــن مجلــة حقــوق الطفــل‪.‬‬
‫·تــدارك ضعــف مشــاركة األطفــال فــي البرامــج واملنوعــات االذاعيــة والتلفزيــة الهادفــة بالرغــم مــن وجــود كـراس‬
‫شــروط تحفيزي جدا في الغرض‪.‬‬
‫·ضــرورة وضــع دليــل ملعالجــة القضايــا املتصلــة بالطفولــة فــي وســائل اإلعــام ّ‬
‫لتجنــب االنزالقــات ومنــع اإلســاءة‬
‫غيــر ّ‬
‫املتعمــدة لبعــض األطفــال أو مزيــد تعقيــد املســائل املطروحــة بــدال مــن تطويقهــا وإيجــاد الحلــول‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫خــــــا تمة‬

‫حادا بين الجهات من ناحية‪،‬‬ ‫مراحل التعليم‪ ،‬فإن التفاوت ال يزال ّ‬ ‫ُيمكــن القــول فــي ختــام هــذا التقريــر إن املعطيــات الــواردة فيــه‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وبين األطفال حسب انتمائهم االجتماعي من ناحية أخرى‪ ،‬وذلك في‬ ‫ـخيصية التــي أثثتــه ونتائــج املقارنــات التــي أجريــت‬ ‫والعناصــر التشـ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مســتوى جــودة التعلمــات والقــدرة علــى االلتحــاق بمســالك جامعيــة‬ ‫والتوصيــات التــي توجــت كل محــور مــن املحــاور التــي شــكلت أركانــه‪،‬‬
‫ُ‬
‫تتطلب مؤهالت دراسية عالية‪.‬‬ ‫تتيح لنا إمكانية االستنتاج بأن مختلف هياكل الدولة عملت خالل‬
‫الفت ـرات املاضيــة علــى تقديــم إضافــات‪ ،‬بعضهــا كان نوعيــا وعميقــا‬
‫كمــا ُيعتبــرمســتوى التلميــذ التون�ســي فــي الحســاب وفــي فهــم الكتابــي‬
‫بصــورة عامــة أدنــى بكثيــر مــن املؤش ـرات التــي ُت ّ‬ ‫وبعضهــا كان محــدود األثــر‪ ،‬فــي مختلــف مجــاالت حمايــة الطفولــة‬
‫قرهــا التقييمــات‬
‫الدوليــة املُعتــرف بجديتهــا عامليــا‪ .‬أي إن َت ُّ‬ ‫وتعزيــز مكاســبها واجتثــاث أســباب هشاشــة أوضاعهــا والحـ ّـد مــن‬
‫حقــق درجــة عاليــة مــن‬
‫اآلثــار الســلبية لالنقطــاع املدر�ســي والفقــر وســوء التغذيــة وتطويــق‬
‫التمــدرس لــم ترافقــه جــودة التعلمــات وال جــودة الخدمــات املســداة‪،‬‬
‫ظواهــرالعنــف‪ ،‬ولكــن ســقف االنتظــارات يظــل مرتفعــا جــدا وحجــم‬
‫ممــا يتطلــب مراجعــة آليــات املتابعــة والتقييــم آلداء املدرســة‬
‫املســؤولية يتزايــد مــن ســنة إلــى أخــرى ألن الطلــب االجتماعــي علــى‬
‫واشــتغالها ومخرجاتهــا‪ .‬هــذا عــاوة علــى مــا يتــم تســجيله ســنويا مــن‬ ‫ّ‬
‫املوجهــة إلــى الطفولــة فــي مجــاالت الصحــة والتعليــم‬ ‫الخدمــات‬
‫أعــداد مرتفعــة جــدا للتالميــذ الذيــن يغــادرون مقاعــد الدراســة فــي‬
‫ّ‬ ‫والحمايــة مــن املخاطــروالرعايــة االجتماعيــة ال يـزال قائمــا‪ ،‬ويتعــزز‬
‫سـ ّـن مبكــرة دون الحصــول علــى أي تأهيــل وهــو أمــريســتدعي تفكي ـرا‬ ‫لدى فئات واسعة من املجتمع‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫وألن املسافة الفاصلة عن الغايات‬
‫معمقــا وإرادة قويــة تقييمــا وتشــريعا وإصالحــا وتوفي ـرا لإلمكانيــات‬
‫املرسومة في إطارأهداف التنمية املستدامة من ِقبل األمم املتحدة‬
‫واملوارد‪.‬‬
‫ال تـزال ذات شــأن وتســتدعي مضاعفــة الجهــود مــن أجــل بلوغهــا‪.‬‬
‫كمــا تأثــر مجــال الترفيــه والتنشــيط الثقافــي والريا�ضــي‪ ،‬مــن جهتــه‬
‫وقــد كان مــن بيــن غايــات صياغــة هــذا التقريــر‪ ،‬إعــداد جــرد عــام‬
‫تأثركبيرا من حيث تراجع نســق األنشــطة والتظاهرات واملســابقات‬
‫يرصــد مــا تحقــق لفائــدة الطفولــة خــال ســنتي ‪ 2020‬و‪2021‬‬
‫املوجهــة للطفولــة‪ ،‬بفعــل انتشــاروبــاء كوفيــد‪ 19‬ومــا انجـ ّـر عنــه مــن‬ ‫ّ‬
‫إج ـراءات حجــر شــامل ثــم حجــر ّ‬ ‫ُويشخص في نفس الوقت النقائص واإلخالالت التي طبعت نظامنا‬
‫موجــه ثــم خضــوع إلــى بروتوكــول‬ ‫القائــم فــي حمايــة الطفولــة ُوي ّ‬
‫ّ‬ ‫صحــي صــارم‪ّ ،‬‬ ‫قيــم نجاعــة السياســات واإلج ـراءات‬
‫قيــدت حركــة األطفــال وقلصــت مــن إقبالهــم علــى‬
‫املعمــول بموجبهــا فــي الغــرض مــن أجــل قيــس أثرهــا وتقديــر‬
‫األنشــطة والفعاليــات املبرمجــة لفائدتهــم‪ .‬كمــا أشــارالتقريــرفــي هــذا‬ ‫نتائجهــا‪ .‬وقــد اســتدعى تأليــف ّ‬
‫التقريــر التواصــل مــع كل الــوزارات‬
‫الباب إلى الفجوة بين مختلف الواليات ال فقط على مســتوى تركيز‬
‫والهيــاكل واملنظمــات العاملــة فــي حقــل حمايــة الطفولــة ورعايتهــا‬
‫الهياكل واملرافق ولكن أيضا على مستوى قدرة شريحة واسعة من‬
‫ُ‬ ‫وتأميــن حاجياتهــا األساســية‪ ،‬مــن أجــل الحصــول علــى املعطيــات‬
‫األطفال على التمتع بعديد األنشطة ألن الكثيرمنها أضحت تسديه‬ ‫املحينــة ّ‬
‫والتمحيــص فيهــا وإخضاعهــا إلــى محـ ّـك‬ ‫ّ‬ ‫واإلحصائيــات‬
‫مؤسســات خاصــة بأســعارال يقــدرعليهــا الجميــع‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املوضوعيــة للتأكــد مــن مصداقيتهــا خاصــة فــي ظــل منــاخ اإلربــاك‬
‫ّ‬
‫أمــا عــن الحــق فــي الصحــة الجيــدة والرعايــة االجتماعيــة واإلحاطــة‬ ‫العــام الــذي ســاد إثــرانتشــاروبــاء كوفيــد‪ 19‬وإج ـراءات التوقــي التــي‬
‫النفســية‪ ،‬فــا بــد مــن اإلشــارة إلــى هيمنــة نــوع مــن الهشاشــة املتأتيــة‬ ‫رافقته‪.‬‬
‫مــن الفقــرفــي صفــوف األطفــال خاصــة باألريــاف واألحيــاء الفقيــرة فــي‬
‫التجمعات السكنية الكبيرة وكذلك من سوء التغذية ُ‬ ‫لقــد اتجــه النظــرإلــى رصــد الجهــود املبذولــة مــن طــرف كل املتدخليــن‬
‫وعسرالنفاذ‬
‫إلى عالجات صحية ذات جودة خاصة من ّ‬ ‫مــن خــال مؤش ـرات موضوعيــة‪ ،‬كميــة وكيفيــة‪ ،‬وتنزيــل أثرهــا فــي‬
‫جراء الوتيرة التصاعدية‬ ‫ســياق تحقيق أهداف التنمية املســتدامة التي ّ‬
‫أقرتها األمم املتحدة‬
‫لخوصصــة الخدمــات الطبيــة وتــآكل ّبيــن للمؤسســات الصحيــة فــي‬
‫وخاصــة منهــا ذات الصلــة بمشــاغل الطفولــة والشــباب فــي تونــس‪.‬‬
‫القطــاع العــام‪.‬‬ ‫ويمكــن القــول فــي هــذا املجــال إن هنــاك نجاحــات قــد ّ‬
‫تحققــت فــي‬
‫وفيمــا يخــص هيــاكل اإلصغــاء والدعــم النف�ســي‪ ،‬تجــدر اإلشــارة إلــى‬ ‫بعــض املياديــن لكــن النتائــج املُنجــزة فــي بعــض القطاعــات األخــرى‬
‫أنهــا لــم تكــن فــي مســتوى الجاهزيــة بمــا يســمح باالســتجابة الناجعــة‬ ‫تتطلــب التطويــرومزيــد بــذل الجهــد لتحقيــق األهــداف املنشــودة‪.‬‬
‫لحاجيــات األطفــال فــي ســياق مضطــرب يتأســس علــى منــاخ مــن‬
‫الضغــط النف�ســي والتوتــر الدائميــن ّ‬ ‫إن أهــم املشــاكل التــي يعانــي منهــا أطفــال تونــس بصــورة عامــة ذات‬
‫ممــا يحــول دون اكتمــال نضــج‬
‫طبيعة تربوية وتكوينية وصحية وأمنية وبيئية وهي أيضا ذات صلة‬
‫عــدد كبيــر مــن األطفــال علــى املســتويين العاطفــي واالجتماعــي‬
‫ّ‬ ‫بســوء التغذية وانتشــارالعنف وضعف املشــاركة‪.‬‬
‫والتحصــن ضــد االنحرافــات املتعــددة واملغريــات املتنوعــة املالزمــة‬
‫لفتــرة الطفولــة واملراهقــة املبكــرة‪.‬‬ ‫ففــي مجــال التربيــة والتكويــن‪ ،‬ورغــم مظاهــركثافــة التمــدرس فــي كل‬

‫ّ‬
‫الوطني حول وضع‬ ‫ّ‬
‫التقرير‬
‫‪111‬‬ ‫ّ‬
‫الطفولة بتونس ‪2021 - 2020‬‬
‫ّ‬
‫محصلــة النتائــج النهائيــة ال ترتقــي إلــى‬ ‫املســائل البيئيــة‪ ،‬ولكــن‬ ‫وقــد أولــى التقريــر اهتمامــا خاصــا باملســائل املرتبطــة بحمايــة‬
‫ّ‬ ‫األطفــال مــن املخاطــرالتــي ّ‬
‫مســتوى االنتظــارات العامــة وطنيــا ودوليــا‪ ،‬وهــومــا يتطلــب إجـراءات‬ ‫تهددهــم فــي ســامتهم الجســدية وتوازنهــم‬
‫اســتعجالية ملزيــد االســتثمار فــي جلــب اهتمــام الناشــئة وجعلهــا‬ ‫العاطفي والعقلي‪ .‬في ظل نقص هياكل املرافقة النفسية واإلحاطة‬
‫تنخــرط بأكثــرفعاليــة فــي كل التحــركات والفعاليــات املتصلــة بالبيئــة‬ ‫االجتماعيــة ومحدوديــة الحضــور األمنــي فــي محيــط املؤسســات‬
‫الســليمة وحمايــة املحيــط‪.‬‬ ‫التربويــة بالنظــر إلــى تحــوالت ســلوك املراهقيــن خاصــة ممــن هــم‬
‫فــي وضــع تسـ ّـرب مدر�ســي (تعاطــي املخــدرات والكحــول‪ ،‬التدخيــن‪،‬‬
‫كمــا تنــاول التقريــرحــق األطفــال فــي املشــاركة وحريــة التعبيــرراســما‬
‫التحــرش‪ ،‬العنــف‪ ،‬املضايقــة‪ ،‬الــخ‪ )...‬والــذي تحــاول القــوات األمنيــة‬
‫مشــهدا ميدانيــا ال يعكــس عمــق إرادة الدولــة ومؤسســاتها فــي‬
‫ُ‬
‫امل ّ‬ ‫الســيطرة عليه دون القضاء عليه نهائيا نظرا ملحدودية اإلمكانيات‬
‫حفــزة علــى التعامــل‬ ‫االنســجام مــع روح االتفاقيــات الدوليــة‬
‫وتعــدد املؤسســات التربويــة داخــل نفــس الفضــاء وتف�شــي هــذه‬
‫مــع الطفــل كــذات فاعلــة ومســؤولة‪ ،‬لهــا أن تتمتــع بكامــل حقهــا فــي‬
‫الظواهــرداخــل املــدارس واملعاهــد نفســها‪ .‬وهــو مــا يســتدعي مقاربــة‬
‫«البحــث عــن املعلومــة وتلقــي األفــكار بــكل أنواعهــا بصــرف النظــر‬
‫متعـ ّـددة املداخــل تولــي األهميــة الالزمــة إلــى مختلــف األبعــاد الوقائية‬
‫عــن شــكلها (الشــفوي أو الكتابــي أو الفنــي‪ )...‬وبــدون حــدود‪ .».‬هــذا‬ ‫والتحسيســية والتربويــة واألمنيــة‪ ،‬باإلضافــة إلــى أنــه ّ‬
‫ّ‬ ‫يتعيــن االنتبــاه‬
‫الرياديــة املهمــة التــي‬ ‫ولــم يغفــل التقريــرعــن تثميــن بعــض التجــارب‬
‫إلــى أن أغلــب حــاالت العنــف والجنــوح تــم تســجيلها فــي املــدارس‬
‫تـ ّـم إقرارهــا فــي هــذا الســياق واملتمثلــة بالخصــوص فــي تجــارب برملــان‬ ‫ّ‬
‫التجمعــات الســكنية الكبيــرة بصــورة عامــة حيــث‬ ‫اإلعداديــة وفــي‬
‫الطفــل واملجالــس البلديــة لألطفــال ومشــاركة التالميــذ فــي مجلــس‬ ‫ّ‬
‫توجــد األحيــاء املهمشــة واألوليــاء غيــر القادريــن علــى احتــواء طفــرة‬
‫املؤسســة باملــدارس واملعاهــد كرا ِفعــات أساســية لتثبيــت هــذا الحــق‬
‫االندفــاع ونزعــة التمـ ّـرد لــدى منظوريهــم بحكــم املســتوى التعليمــي‬
‫وإشــاعته فــي املجتمــع ولــدى الناشــئة بالــذات‪ ،‬فضــا عــن مشــاركة‬ ‫والثقافــي لهــؤالء وحالــة العـ ْـوز االجتماعــي املُ ّ‬
‫عمــم‪.‬‬
‫الجمعيات واملنظمات في إحداث نوادي املواطنة وحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫مــن ناحيــة أخــرى‪ ،‬تـ ّـم التعــرض فــي هــذا البــاب إلــى األخطــارالناجمــة‬
‫فــي الختــام نسـ ّـجل أن عــددا كبي ـرا مــن الــوزارات والهيــاكل املعنيــة‬
‫عن اإلفراط في تعريض األطفال إلى مشــاهدة الشاشــات ووصولهم‬
‫بالطفولــة انخرطــت بســخاء فــي مـ ّـد مرصــد اإلعــام والتكويــن‬ ‫بشكل إرادي أوعفوي إلى مضامين ّ‬
‫ضارة تؤثث شبكات الواب وتؤثر‬
‫والتوثيــق والدراســات حــول حمايــة حقــوق الطفــل‪ ،‬باملعلومــات‬
‫سلبيا على نفسية الطفل وتترك مخلفات يصعب تداركها أحيانا‪.‬‬
‫وتوفيــر املعطيــات املحينــة واملوضوعيــة‪ .‬لكننــا مــا زلنــا نتــوق إلــى‬
‫تطويــرمثــل هــذه الدراســات والتقاريــرمــن خــال مزيــد تنويــع مصــادر‬ ‫أمــا عــن عالقــة األطفــال بالبيئــة والتنميــة املســتدامة‪ُ ،‬ي ّبيــن تحليــل‬
‫جمعــة وتأليفهــا وجــود وضعيــة ّ‬ ‫ُ‬
‫امل ّ‬
‫املعلومة وضمان انخراط أوســع من املؤسســات والهياكل ومكونات‬ ‫بيئيــة‬ ‫األرقــام واإلحصائيــات‬
‫ُ‬
‫املجتمــع املدنــي املهتمــة بالطفولــة‪ ،‬مناشــدة لشــمولية البحــث ودقــة‬ ‫فــي تونــس تبعــث علــى االنشــغال ألنهــا ترخــي بظاللهــا علــى صحــة‬
‫املعطيــات وضمانــا لســامة اإلجـراءات وفاعليــة التدخــات‪ .‬وهــو مــا‬ ‫املواطنيــن بصــورة عامــة واألطفــال بشــكل خــاص نظ ـرا لهشاشــتهم‬
‫ّ‬
‫يتطلــب كذلــك تطويــر منهجيــة جمــع املعلومــات وتحســين األنظمــة‬ ‫البدنيــة ومســتوى وعيهــم املحــدود بظواهــر التلــوث والتغيــر املناخــي‬
‫اإلحصائيــة فــي مجــال الطفولــة وإضافــة مؤش ـرات الجــودة وتأثيرهــا‬ ‫والتنــوع البيولوجــي الــخ‪ ...‬لقــد بذلــت الوكالــة الوطنيــة لحمايــة‬
‫علــى األجيــال القادمــة‪.‬‬ ‫املحيــط مجهــودات كبيــرة فــي إطــار تحســيس الناشــئة بتحديــات‬
‫التغي ـرات املناخيــة ومخاطــر التلــوث الهوائــي والبحــري وغيرهــا مــن‬

‫‪112‬‬
‫فهرس الرسوم البيانية‬

‫‪9‬‬ ‫رسم بياني رقم ‪ :1‬توزيع نسب الفئات العمرية لألطفال سنة ‪2020‬‬
‫‪10‬‬ ‫رسم بياني رقم ‪ : 2‬الفئات العمرية لألطفال حسب النوع االجتماعي سنة ‪2020‬‬
‫‪13‬‬ ‫رسم بياني رقم ‪ :3‬نسب التمدرس‪2020/2021 :‬‬
‫‪15‬‬ ‫رسم بياني رقم ‪ّ :4‬‬
‫تطور عدد املحاضن وعدد األطفال املسجلين‬
‫‪15‬‬ ‫رسم بياني رقم ‪ :5‬توزيع املحاضن وعدد األطفال حسب الواليات سنة ‪2020‬‬
‫‪16‬‬ ‫رسم بياني رقم ‪ّ :6‬‬
‫تطور عدد رياض األطفال وعدد املسجلين من ‪ 2017‬إلى ‪2021‬‬
‫‪18‬‬ ‫رسم بياني رقم‪ :7‬التفاوت بين الواليات في عدد رياض األطفال سنة ‪2020‬‬
‫‪18‬‬ ‫رسم بياني رقم ‪ :8‬توزيع رياض األطفال حسب الواليات ‪2021‬‬
‫‪19‬‬ ‫رسم بياني رقم ‪ّ :9‬‬
‫تطور عدد الفضاءات الفوضوية وقرارات الغلق‬
‫‪20‬‬ ‫رسم بياني رقم ‪ :10‬معطيات حول الكتاتيب بين ‪ 2019‬و‪ 2020‬و‪2021‬‬
‫‪21‬‬ ‫رسم بياني رقم ‪ :11‬عدد املربين بالكتاتيب حسب املستوى التعليمي ‪ 2020‬و‪2021‬‬
‫‪22‬‬ ‫ّ‬
‫التحضيرية باملدارس االبتدائية ‪2020-2021‬‬ ‫رسم بياني رقم ‪ :12‬األقسام‬
‫‪24‬‬ ‫رسم بياني رقم ‪ :13‬نسب التالميذ املتحصلين على معدل يساوي ‪ 10‬فما فوق في مناظرة الدخول إلى املدارس اإلعدادية‬
‫النموذجية في دورة جوان ‪.2021‬‬
‫‪27‬‬ ‫رسم بياني رقم ‪ :14‬تراجع نسبة الرسوب في التعليم اإلعدادي العام‬
‫‪27‬‬ ‫رسم بياني رقم ‪ :15‬عدد التالميذ بالتعليم الثانوي حسب الجنس سنة ‪2021 - 2020‬‬
‫ُّ‬
‫‪28‬‬ ‫رسم بياني رقم ‪ :16‬نسب النجاح في امتحان الباكالوريا ‪ 2020‬حسب الشعب‬
‫‪28‬‬ ‫رسم بياني رقم ‪ :17‬نسب النجاح في الباكالوريا عمومي وخاص دورة جوان ‪ 2020‬حسب الجهة‬
‫‪32‬‬ ‫ّ‬
‫الخصوصية باملرحلة األولى من التعليم األسا�سي‪2021 - 2020 ،‬‬ ‫رسم بياني رقم ‪ :18‬عدد التالميذ من ذوي االحتياجات‬
‫‪33‬‬ ‫املؤسسات املحتضنة لذوي احتياجات خصوصية باملرحلة الثانية من التعليم األسا�سي‬‫رسم بياني رقم ‪ّ :19‬‬

‫‪42‬‬ ‫رسم بياني رقم ‪ :20‬عدد النوادي ُبدور الثقافة سنة ‪2020‬‬
‫‪43‬‬ ‫رسم بياني رقم ‪ :21‬عدد املشرفين واملنشطين بمؤسسات الشباب حسب الجنس سنة ‪2021‬‬
‫‪43‬‬ ‫رسم بياني رقم ‪ :22‬املنخرطون في النوادي حسب الجنس سنة ‪2020‬‬
‫‪45‬‬ ‫رسم بياني رقم ‪ : 23‬توزيع املؤسسات الناشطة في مجال الطفولة في القطاع العمومي حسب الواليات لسنة ‪2020‬‬
‫‪46‬‬ ‫رسم بياني رقم ‪ :24‬عدد املستفيدين حسب األنشطة في املؤسسات الناشطة في مجال الطفولة في القطاع العمومي سنة ‪2020‬‬

‫ّ‬
‫الوطني حول وضع‬ ‫ّ‬
‫التقرير‬
‫‪113‬‬ ‫ّ‬
‫الطفولة بتونس ‪2021 - 2020‬‬
‫‪48‬‬ ‫رسم بياني رقم ‪ّ :25‬‬
‫تطور عدد املحاضن املدرسية و املسجلين بها منذ سنة ‪ 2017‬إلى سنة ‪2021‬‬
‫‪48‬‬ ‫رسم بياني رقم ‪ : 26‬املحاضن املدرسية حسب الواليات سنة ‪2020‬‬
‫‪49‬‬ ‫رسم بياني رقم ‪ :27‬األطفال املستفيدون من مراكزاإلعالمية بين سنوات ‪ 2019‬و‪ 2020‬و‪2021‬‬
‫‪68‬‬ ‫تطور عدد اإلشعارات بين سنة ‪ 2013‬وسنة ‪2021‬‬‫رسم بياني رقم ‪ّ :28‬‬

‫‪68‬‬ ‫رسم بياني رقم ‪ :29‬توزيع عدد اإلشعارات حسب طرق التبليغ ‪2021‬‬
‫‪70‬‬ ‫رسم بياني رقم ‪ :30‬اإلشعارات حسب الفئة العمرية في ‪2020‬‬
‫‪70‬‬ ‫رسم بياني رقم ‪ :31‬اإلشعارات حسب الفئة العمرية في ‪2021‬‬
‫‪70‬‬ ‫رسم بياني رقم ‪ :32‬توزيع اإلشعارات حسب مصدراإلشعارسنة ‪2020‬‬
‫‪70‬‬ ‫رسم بياني رقم ‪ :33‬عدد اإلشعارات حسب مكان التهديد سنة ‪2020‬‬
‫‪71‬‬ ‫رسم بياني رقم ‪ :34‬توزيع اإلشعارات حسب صنف التهديد ستة ‪2020‬‬
‫ّ‬
‫املسلط على الحاالت ّ‬
‫‪71‬‬ ‫املتعهد بها في ‪2020‬‬ ‫رسم بياني رقم ‪ :35‬العنف‬
‫‪72‬‬ ‫رسم بياني رقم ‪ :36‬توزيع الوالدات خارج إطارالزواج ّ‬
‫املتعهد بها في ‪2020‬‬
‫‪73‬‬ ‫رسم بياني رقم ‪ :37‬محاوالت انتحاراألطفال حسب الواليات سنة ‪2020‬‬
‫‪75‬‬ ‫رسم بياني رقم ‪ :38‬عدد مطالب الوساطة حسب الوضعية التربوية للطفل سنة ‪2020‬‬
‫‪76‬‬ ‫رسم بياني رقم ‪ :39‬وتيرة وطبيعة االتصاالت بالرقم األخضرخالل سنة ‪ 2020‬وسنة ‪2021‬‬
‫‪77‬‬ ‫رسم بياني رقم ‪ :40‬عدد حاالت الطفولة املهددة ّ‬
‫املتعهد بها من الوحدات األمنية سنة ‪2020‬‬
‫‪79‬‬ ‫رسم بياني رقم ‪ :41‬عدد حاالت اختفاء األطفال حسب السن سنة ‪2020‬‬
‫‪80‬‬ ‫رسم بياني رقم ‪ :42‬عدد األطفال ضحايا العنف املتعهد بهم من الوحدات األمنية سنة ‪2020‬‬

‫‪82‬‬ ‫الرسم البياني رقم ‪ :43‬حاالت االتجارباألشخاص املسجلة بالهيئة الوطنية ملكافحة االتجارباألشخاص‪ ،‬سنة ‪،2020‬‬
‫حسب نوع االتجاروالفئة العمرية‬
‫‪82‬‬ ‫رسم بياني رقم ‪ :44‬حاالت االتجارباألشخاص املسجلة من سنة ‪ 2017‬إلى ‪ ،2020‬حسب شكل االتجار‬
‫‪83‬‬ ‫رسم بياني رقم ‪ :45‬تطور حاالت االتجارباألشخاص بين عامي ‪ 2019‬و‪ :2020‬معدل النمو حسب شكل االتجار‬
‫‪84‬‬ ‫تطور عدد األطفال ّ‬
‫املهددين من سنة ‪ 2009-2010‬إلى سنة ‪2021 - 2020‬‬ ‫رسم بياني رقم ‪ّ :46‬‬

‫‪85‬‬ ‫رسم بياني رقم ‪ :47‬توزيع األطفال املهددين حسب الحالة املادية لألسرة سنة ‪2020 -2019‬‬
‫‪87‬‬ ‫رسم بياني رقم ‪ :48‬التدابيرالوقتية املتعلقة بالطفل ّ‬
‫املهدد سنة ‪2020 - 2019‬‬
‫‪88‬‬ ‫رســم بيانــي رقــم ‪ :49‬عــدد األطفــال املحكــوم عليهــم فــي املــادة الجناحيــة حســب نــوع الجريمــة ســنة ‪2020 - 2019‬‬
‫وســنة ‪2021 - 2020‬‬
‫‪92‬‬ ‫رسم بياني رقم ‪ :50‬نسبة حاالت العنف في الوسط املدر�سي‬

‫‪114‬‬
‫‪97‬‬ ‫رسم بياني رقم ‪ :51‬توزيع املستفيدين من أنشطة التكوين في مجال التربية البيئية حسب القطاعات من ‪ 2018‬إلى‬
‫‪2021‬‬
‫‪97‬‬ ‫رسم بياني رقم ‪ :52‬توزيع محاور برنامج التكوين في مجال البيئة لفائدة قطاع الطفولة لسنوات ‪ 2019‬و‪2020‬‬
‫و‪2021‬‬
‫‪97‬‬ ‫رسم بياني رقم ‪ :53‬توزيع أنشطة التكوين حسب الواليات خالل فترة ‪2020 - 2018‬‬
‫‪98‬‬ ‫رســم بيانــي رقــم ‪ :54‬مقارنــة بيــن توز يــع عــدد أنشــطة التوعية واأليــام التنشــيطية املوجهــة إلــى األطفــال‬
‫ســنوات ‪ 2019‬و‪ 2020‬و‪2021‬‬
‫‪99‬‬ ‫رســم بيانــي رقــم ‪ :55‬توزيــع املســتفيدين مــن أنشــطة التوعيــة والتربيــة البيئيــة‪ ،‬حســب فئــة الشــباب واألطفــال‬
‫ســنوات ‪ 2019‬و‪ 2020‬و‪2021‬‬
‫‪107‬‬ ‫رسم بياني رقم ‪ :56‬توزيع األطفال البرملانيين حسب الجنس وسنة الوالدة‬

‫ّ‬
‫الوطني حول وضع‬ ‫ّ‬
‫التقرير‬
‫‪115‬‬ ‫ّ‬
‫الطفولة بتونس ‪2021 - 2020‬‬
‫فهرس الجداول‬

‫‪9‬‬ ‫•جدول رقم‪ّ :1‬‬


‫تطور عدد األطفال حسب الفئات العمرية‬
‫‪14‬‬ ‫•جدول رقم ‪ :2‬مقارنة نسب التمدرس بين ‪ 2020 /2019‬و‪2020/2021‬‬
‫‪17‬‬ ‫•الجدول رقم ‪ :3‬توزيع عدد األطفال املسجلين برياض األطفال القانونية حسب الواليات خالل سنتي ‪ 2020‬و‪2021‬‬
‫‪19‬‬ ‫•جدول رقم ‪ :4‬توزيع الفضاءات الفوضوية املخالفة للتراتيب املنظمة ملؤسسات الطفولة الخاصة سنة ‪ 2020‬وسنة ‪2021‬‬
‫‪22‬‬ ‫تطور املعطيات ّ‬
‫•جدول قم ‪ّ :5‬‬
‫املتصلة باملرحلة االبتدائية من سنة ‪ 2017/2018‬إلى ‪2020/2021‬‬ ‫ر‬
‫‪29‬‬ ‫•جدول رقم ‪ :6‬تطور نسب التوجيه املدر�سي في نهاية السنة الثانية ثانوي حسب الشعب‬
‫‪31‬‬ ‫•جدول رقم ‪ :7‬توزيع املتكونين في القطاع العمومي سنة ‪2019‬‬
‫‪31‬‬ ‫•جدول رقم ‪ :8‬توزيع املتكونين في القطاع الخاص سنة ‪2019‬‬
‫‪34‬‬ ‫•جدول رقم ‪ :9‬نسب االنقطاع حسب املرحلة الدراسية والنوع االجتماعي للسنة الدراسية ‪2019-2020‬‬
‫‪43‬‬ ‫•جدول رقم ‪ :10‬مؤسسات وفضاءات التنشيط الشبابي خالل سنة ‪2021‬‬
‫‪46‬‬ ‫•جدول رقم ‪ :11‬النوادي القارة واملتنقلة والخاصة سنة ‪2020‬‬
‫‪46‬‬ ‫•جدول رقم ‪ :12‬النوادي القارة واملتنقلة والخاصة سنة ‪2021‬‬
‫‪47‬‬ ‫•جدول رقم ‪ :13‬مقارنة عدد املستفيدين من أنشطة نوادي ومركبات الطفولة العمومية بين سنتي ‪ 2018‬و‪2020‬‬
‫‪48‬‬ ‫•جدول رقم ‪ّ :14‬‬
‫تطور عدد اإلطارات باملحاضن املدرسية‬

‫‪50‬‬ ‫•جــدول رقــم ‪ :15‬توزيــع األطفــال املســجلين بمراكــز اإلعالميــة املوجهــة للطفــل حســب الجنــس والوضعيــة والفئــات العمريــة‬
‫ســنة ‪2021‬‬
‫‪51‬‬ ‫•جدول رقم ‪ :16‬وحدات التكوين املسندة لألطفال بمراكزاإلعالمية املوجهة للطفل‬
‫‪57‬‬ ‫•جدول رقم ‪ :17‬أهم أسباب الوفاة الخاصة بالشريحة العمرية بين ‪ 5‬و‪ 14‬سنة‬
‫‪59‬‬ ‫•جدول رقم ‪ :18‬نسب األطفال الذين يعانون من اضطرابات نفسية‪ ،‬سنة ‪ 2020‬وسنة ‪2021‬‬
‫‪63‬‬ ‫•جدول رقم ‪ :19‬األطفال املتعهد بهم بمراكزالدفاع واإلدماج االجتماعي خالل سنتي ‪ 2020‬و‪ 2021‬حسب الجنس‬
‫‪69‬‬ ‫•جدول قم ‪ :20‬توزيع إشعا ات الطفولة ّ‬
‫املهددة في الواليات حسب الجنس خالل سنتي ‪ 2020‬و‪2021‬‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫‪74‬‬ ‫•جدول رقم ‪ :21‬توزيع مطالب الوساطة بين الواليات حسب الجنس ‪ 2020‬و‪2021‬‬

‫‪116‬‬
‫‪77‬‬ ‫•جدول رقم ‪ :22‬عدد العمليات األمنية الوقائية لحماية الطفولة خالل سنوات ‪ 2019‬و‪ 2020‬و‪2021‬‬
‫•جدول قم ‪ :23‬الطفولة ّ‬
‫املهددة ّ‬
‫‪78‬‬ ‫املتعهد بها من قبل الوحدات األمنية‪ ،‬سنة ‪ ، 2021 - 2020‬حسب الجنس‬ ‫ر‬
‫‪80‬‬ ‫ّ‬
‫واملسجلة سنوات ‪ 2019‬و ‪ 2020‬و‪2021‬‬ ‫•جدول رقم ‪ :24‬مقارنة بين حاالت العنف ّ‬
‫املتعهد بها أمنيا‬
‫‪85‬‬ ‫•جــدول رقــم ‪ :25‬توز يــع األطفــال املهدد يــن املتعهــد بهــم قضائيــا حســب انتمائهــم إ لــى منا طــق ريفيــة‬
‫أو حضريــة ســنة ‪2020 - 2019‬‬

‫‪86‬‬ ‫•جــدول رقــم ‪ :26‬مقارنــة عــدد األطفــال حســب صنــف التهد يــد وجنــس الطفــل بيــن الســنتين‬
‫القضائيتيــن ‪ 2018 - 2017‬و‪2020 - 2019‬‬
‫•جدول قم ‪ :27‬القرا ات الوقتية املتخذة حسب الصنف وجنس الطفل ّ‬
‫‪87‬‬ ‫املهدد سنة ‪2019-2020‬‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫•جدول قم ‪ :28‬توزيع عدد األطفال املحكوم عليهم في جريمة ّ‬
‫‪89‬‬ ‫املخدرات حسب الواليات خالل السنتين‬ ‫ر‬
‫القضائيتين ‪ 2020 - 2019‬و‪2021 - 2020‬‬

‫‪90‬‬ ‫•جدول رقم ‪ :29‬توزيع القرارات املتخذة من طرف القا�ضي حسب النوع‪ 2020 - 2019 ،‬و‪2021 - 2020‬‬
‫‪96‬‬ ‫•جدول رقم ‪ :30‬أنشطة التكوين املنجزة في مجال التربية البيئية خالل سنة ‪ 2020‬وسنة ‪2021‬‬

‫‪99‬‬ ‫•جدول رقم ‪ :31‬دعم املؤسسات التربوية بالوثائق البيداغوجية والوسائل اإليضاحية (مؤسسات الطفولة‬
‫وجمعيات ناشطة في مجال الطفولة)‬
‫‪99‬‬ ‫•جدول رقم ‪ :32‬توزيع زيارات األطفال للمنتزهات الحضرية من سنة ‪ 2017‬إلى سنة ‪.2021‬‬

‫ّ‬
‫الوطني حول وضع‬ ‫ّ‬
‫التقرير‬
‫‪117‬‬ ‫ّ‬
‫الطفولة بتونس ‪2021 - 2020‬‬
‫المراجع‬

‫·االتفاقية الدولية لحقوق الطفل‬


‫·اإلحصاء املدر�سي‪ ،‬وزارة التربية‪ ،‬السنة الدراسية ‪2019/2020‬‬
‫·اإلستراتيجيا الوطنية متعددة القطاعات لتنمية الطفولة املبكرة‪ ،‬وزارة املرأة والطفولة وكبار ّ‬
‫السن واليونيسيف‬
‫·بحث وطني حول تعاطي املخدرات واإلدمان بين املراهقين امللتحقين باملدارس الذين تتراوح أعمارهم بين ‪ 16-18‬سنة‪2021،‬‬
‫·التقريرالسنوي لألداء ّ‬
‫ملهمة التربية لسنة ‪ ،2020‬وزارة التربية‪ ،‬سبتمبر ‪2021‬‬
‫·دستور الجمهورية التونسية ‪2014‬‬
‫·العنف الحضري‪ ،‬دراسة صادرة عن املعهد التون�سي للدراسات االستراتيجية‪  2017 ،‬‬
‫·الكتاب األبيض‪ ،‬مشروع إصالح املنظومة التربوية في تونس‪ ،‬وزارة التربية‪ ،‬ماي ‪2016‬‬
‫·مجلة حماية الطفل‪ ،‬القانون عدد ‪ 92‬لسنة ‪ 1995‬املؤرخ في ‪ 9‬نوفمبر ‪.1995‬‬

‫‪· Analyse de la situation des enfants en Tunisie, UNICEF, 2020.‬‬

‫‪· Etude sur les violences sexuelles et les besoins en santé sexuelle et reproductive des jeunes et des femmes‬‬
‫)‪en situation de handicap (Hayet Ouertani‬‬
‫‪· La formation professionnelle en chiffres, Observatoire National de l’Emploi et de Qualifications, Juillet 2020.‬‬

‫‪· Résultats de l’étude sur les connaissances, attitudes et pratiques des parents, liées au développement de la‬‬
‫‪petite enfance. UNICEF‬‬

‫‪118‬‬
‫ّ‬
‫الوطني حول وضع‬ ‫ّ‬
‫التقرير‬
‫‪119‬‬ ‫ّ‬
‫الطفولة بتونس ‪2021 - 2020‬‬
+216 71 281 740 +216 71 282 723
communication@ode.nat.tn
www.observatoire-enfance.tn ODE_Tunisie
Obseravatoiredesdroitsdelenfanttunisie

You might also like