Professional Documents
Culture Documents
محرك االحتراق الداخلي هو محرك حراري يحترق بداخله وقود مع مؤكسد (عادة هواء) في غرفة االحتراق
والتي ُتعتبر جزًء ا من دائرة سريان الوقود .يؤثر تمدد الغازات ذات الضغط ودرجة الحرارة المرتفعين الناتجة
عن االحتراق في محرك االحتراق الداخلي بقوة مباشرة على بعض مكونات المحركُ .ت طبق هذه القوة على
المكابس وريش التربينة والفوهة الدافعة .تؤدي هذه القوة إلى تحريك الجزء الذي ُتؤثر عليه لمسافة معينة
نتيجة تحول الطاقة الكيميائية إلى طاقة ميكانيكية .هذا النوع من المحركات أصبح بديال عن محركات االحتراق
الخارجي نظرا ألن وزن أو حجم المحرك أصبح مهما.
ُص نع أول محرك احتراق داخلي نجح تجاريًا بواسطة إتيان لينوار عام 1859تقريبًا ،وُص نع أول محرك
احتراق داخلي حديث في عام 1876بواسطة نيكوالس أوتو.
يشير مصطلح محرك االحتراق الداخلي في العادة إلى أن عملية االحتراق تتم بشكل متقطع (أي أنها تحدث
كل فترة وليست مستمرة بشكل متصل) ،ومثال على ذلك المحركات المكبسية األكثر شيوعًا (رباعية األشواط
وثنائية الشوط) ،باإلضافة إلى المحرك سداسي األشواط ومحرك فانكل الدوار .
يستخدم نوع آخر من محركات االحتراق الداخلي عملية احتراق متصلة ،مثل :التربينات الغازية والمحركات
النفاثة ومعظم المحركات الصاروخية ،كل منها يندرج تحت تصنيف محركات االحتراق الداخلي .تعتبر األسلحة
النارية من محركات االحتراق الداخلي أيضًا.
تختلف محركات االحتراق الداخلي اختالفًا طفيفًا عن محركات االحتراق الخارجي مثل المحركات البخارية
ومحرك ستيرلينج ،التي تحتوي على مائع تشغيل يحصل على الطاقة من مصدر خارجي (مثال :حرق الفحم
لتسخين المراجل للحصول على البخار الالزم (للمحرك البخاري) وال يكون المائع جزءًا من نواتج االحتراق أو
مختلطًا معهاً .ي سخن مائع التشغيل في ِمرجل (غالية) ،وُي مكن أن يكون مائع التشغيل هواء أو مياه ساخنة أو
مياه مضغوطة أو حتى الصوديوم السائلُ .تشغل غالبًا محركات االحتراق الداخلي بوقود سائل مرتفع الطاقة
ومشتق من الوقود األحفوري .تستخدم معظم محركات االحتراق الداخلي في التطبيقات المتنقلة باإلضافة للعديد
من التطبيقات الثابتةً ،و تعتبر مصدر الطاقة األساسي للمركبات مثل السيارات والطائرات والقوارب.
يعمل محرك االحتراق الداخلي بالوقود األحفوري مثل الغاز الطبيعي ،والمشتقات البترولية مثل البنزين
والديزل وزيت الوقود .كما أن هناك استخدام متزايد للوقود المتجدد مثل استخدام الديزل الحيوي في محركات
اإلشعال باالنضغاط ،ووقود الميثانول في محركات اإلشعال بالشرارةُ .ي ستخدم الهيدروجين أحيانًا كوقود ،وُيمكن
الحصول عليه من الوقود الحفري أو من الطاقة المتجددة.
كما ساهم العديد من العلماء والمهندسين في تطوير محرك االحتراق الداخلي منهم:
*توماس ميد حيث نال براءة اختراع محرك غازي في عام .1794
*ونال روبرت ستريت براءة اختراع أيضًا لمحرك احتراق داخلي ،كان أول محرك يستخدم وقود سائل ،كما
قام بتصنيع محرك في وقت قريب من ذلك الوقت.
*صنع جون ستيفنز أول محرك احتراق داخلي أمريكي في عام ..1798
*نال صامويل براون براءة اختراع في عام 1823ألول محرك احتراق داخلي ُيستخدم صناعيًا.
*أنتج البلجيكي جيان جوسيف إتيان لينوار محرك احتراق داخلي غازي في عام .1860
*نال نيكوالس أوتو براءة اختراع في عام 1864على أول محرك غازي يعمل تحت الضغط الجوي.
*اخترع األمريكي جورج برايتون أول محرك احتراق داخلي تجاري يعمل بوقود سائل في عام .1876
*اخترع كارل بنز محرك غازي ثنائي الشوط في عام .1879
-2التركيب:
يتكون محرك السيارة من عدة أجزاء رئيسية: -2-1أجزاء المحرك:
االسطوانة :تعد األسطوانة الجزء الرئيسي للمحرك وعادة ما تحتوي محركات السيارات على أربعة .1
اسطوانات أو ستة أو ثمانية وفي هذه الحالة يتم ترتيب األسطوانات في المحرك بثالثة أوضاع فإما تكون
مرتبة على خط مستقيم أو ترتب في خطين متوازيين أو على شكل حرف ،Vلكل شكل مجموعة مزايا
وعيوب تميزه عن غيرة من حيث تقليل ارتجاج المحرك وكفاءته وسرعته.
البوجيه :تقوم هذه القطعة بتوليد الشرارة الكهربية في لحظة انضغاط الخليط (الهواء والبنزين) ليحدث .2
االحتراق أ ما في محركات الديزل ال توجد هذه القطعة حيث يحترق الوقود نتيجة الرتفاع درجة حرارته.
الصمامات :لكل اسطوانة صمامين واحد إلدخال الوقود والهواء والثاني إلخراج ناتج االحتراق وكالهما .3
يفتحا ويغلقا حسب الشوط ولكن في حالة شوط االنضغاط يغلقا تماما.
المكبس :وهو قطعة من الصلب تتحرك لألعلى واألسفل داخل االسطوانة. .4
حلقات المكبس :توجد حلقات المكبس بين الجزء الخارجي للمكبس والجزء الداخلي لالسطوانة لتسمح .5
بحركة المكبس دون السماح لتسرب خليط الوقود والهواء أو ناتج االحتراق من التسرب كذلك تمنع من
تسرب الزيت إلى داخل االسطوانة .وعادة ما يحتاج المحرك إلى تغيير هذه الحلقات إذا لوحظ نقصان
متكرر في معدل الزيت ألنه يكون قد تسرب إلى داخل االسطوانة
غرفة االحتراق :وهي المساحة التي يحدث فيها االنضغاط واالحتراق وكما الحظنا فهي تتغير بين قيمة .6
صغرى (عند االنضغاط) وقيمة عظمى (عند سحب الخليط).
عمود التوصيل :وهو العمود الذي يوصل المكبس مع عمود ناقل الحركة والذي يجعله يدور في حركة .7
دائرية
عمود ناقل الحركة :وهو الذي يعمل على تحريك المكبس لألعلى ولألسفل. .8
وعاء الزيت :وهو وعاء يحتفظ بالزيت ليغمر عمود ناقل الحركة. .9
-2-2أجزاء غرفة االحتراق :تعتمد محركات االحتراق الداخلي على الطاقة الناتجة من احتراق الوقود
لتوليد الطاقة الالزمة لحركة المركبة ،والذي يحدث داخل غرفة االحتراق في المحرك ؛ وال يعد هذا األمر بسيطًا،
إذ تتولى العديد من القطع واألجزاء داخل غرفة االحتراق عملية توليد هذه الطاقة .فيما يلي أسماء أجزاء غرفة
احتراق محرك السيارة ووظائفها بشكل مفصل:
المكبس :يتمثل دور المكبس في فتح صمام السحب الذي يقوم بالسماح لخليط الوقود والهواء بالدخول .1
إلى غرفة االحتراق؛ كما تساهم المكابس عند انغالقها لألعلى بضغط الخليط داخل غرفة االحتراق،
وتحويل الطاقة الناتجة من االحتراق إلى طاقة حركية ومن ثم نقلها لباقي أجزاء المحرك عبر ذراع
المكبس
البوجيات :تعد البوجيات من األجزاء الرئيسية لغرفة احتراق محرك السيارة وخاصة لمحركات البنزين .2
حيث ينتج عنها شرارة كهربائية تؤدي إلى اشتعال خليط الوقود والهواء داخل غرفة االحتراق في
المحرك
ذراع التوصيل :يتصل ذراع التوصيل بالعمود المرفقي ويقوم بنقل الطاقة من المكبس إلى العمود .3
المرفقي؛ وهو عبارة عن ذراع أسطواني مفرغ؛ يتميز بالقوة والصالبة المالئمة للقوة الهائلة التي
يتعرض لها أثناء عمل المحرك؛ كما أنه بذات الوقت خفيف الوزن ويتكون من مواد غير قابلة للتآكل
عمود المرفق :عمود المرفق أو عمود الكرنك هو أحد القطع في غرفة احتراق محرك السيارة ويقوم .4
بتحويل الطاقة الحركية إلى دورانية وينقلها بدوره إلى حدافة السيارة التي تنقل الطاقة من المحرك إلى
عجالت السيارة
صمام السحب والصمام العادم :هي الصمامات المسؤولة عن السماح لخليط الوقود والهواء بالدخول إلى .5
غرفة االحتراق لتحويلها للطاقة الحركية التي تحتاجها السيارة ،كما أنها مسؤولة عن إخراج الغازات
الناتجة من عملية االحتراق خارج غرفة االحتراق
-3التصنيفات :
-3-1المحركات المترددة:
3-1-1محرك شوطين:
يتم كل مكبس في هذه المحركات دورة حرارية كل دورة من دوران عمود المرفق .تحدث العمليات األربعة:
السحب واالنضغاط والقدرة وطرد العادم في شوطين ،لذلك ال ُي مكن هنا إجراء كل عملية في شوط مخصص لها.
تتكون الدورة بداية من النقطة الميتة العليا من العمليات التالية على الترتيب:
*القدرة :يتحرك المكبس ألسفل نتيجة الشغل المبذول عليه من غازات االحتراق وتنطبق نفس المبادئ
الديناميكية الحرارية على تمدد الغازات.
*التنظيفُ :ي فتح صمام العادم أو فتحة العادم عند 75درجة من دوران عمود المرفق قبل الوصول إلى النقطة
الميتة السفلى لتبدأ عملية طرد غازات العادم ،ويكون ذلك بعد فتح فتحة الدخول بوقت قصيرُ .تزيح الشحنة
الداخلة غازات االحتراق المتبقية إلى نظام العادم ،وقد تخرج كمية من الشحنة مع غازات االحتراقُ .يعكس اتجاه
حركة المكبس بعد وصوله إلى النقطة الميتة السفلىُ .ت غلق فتحة العادم بعد تحرك المكبس مسافة معينة لألعلى،
ثم ُت غلق فتحة الدخول بعدها بوقت قصير.
*االنضغاط :يستمر تحرك المكبس ألعلى بعد انغالق كل من فتحة الدخول وفتحة العادم ،ويضغط المكبس الشحنة
أثناء تحركه .يبدأ اإلشعال قبل الوصول إلى النقطة الميتة العلياُ ،و تطبق نفس مبادئ وقوانين الديناميكا الحرارية
على انضغاط الشحنة.
يستخدم المحرك ثنائي الشوط الجزء األخير من شوط القدرة والجزء األول من شوط االنضغاط لسحب الشحنة
وطرد العادم معاُ .ي حصل على الشغل الالزم الزاحة الشحنة وغازات العادم من علبة المرافق أو من منفاخ
منفصلٌ .ي قصد بعملية التنظيف طرد غازات العادم وادخال شحنة جديدة إلى األسطوانة ،ويوجود نوعين من
التنظيف :التنظيف أحادي االتجاه والتنظيف الحلقي ،ونشرت منظمة SAEفي عام 2010أن التنظيف الحلقي
أفضل من التنظيف أحادي االتجاه في كل األحوال
تعرف النقطة الميتة العليا للمكبس على أنها أقرب نقطة يقترب إليها المكبس من الصمامات ،بينما ُتعرف النقطة
الميتة السفلى أنها أبعد نقطة يبتعد فيها المكبس عن الصماماتُ .ي عرف شوط المكبس أنه المسافة التي يحركها
المكبس من النقطة الميتة العليا إلى النقطة الميتة السفلى والعكس .يدور عمود المرفق بسرعة ثابتة أثناء عمل
المحرك .يتم كل مكبس في محرك االحتراق الداخلي رباعي األشواط ،شوطين لكل دورة من دوران عمود
المرفق ،ويكون ترتيب األشواط كالتالي بداية من النقطة الميتة العليا.
*شوط السحبُ :ت فتح صمامات الدخول نتيجة ضغط بكرة عمود الحدبات على الصمام .يتحرك المكبس ألسفل
فيزيد حجم غرفة االحتراق ويوجد فراغًا فيسمح للهواء بالدخول في حالة محركات االشعال باالنضغاط ،أو يسمح
بدخول خليط الهواء والوقود في حالة محركات االشعال بالشرارة التي ال تستخدم الحقن المباشر للوقودُ .يسمى
الهواء أو خليط الوقود والهواء بالشحنة.
*شوط االنضغاطُ :ي غلق كال الصمامين في هذا الشوط ،ويتحرك المكبس ألعلى فيقلل حجم غرفة االحتراق حتى
يصل إلى النقطة الميتة العليا وعندها يكون أقل حجم لغرفة االحتراق .يبذل المكبس شغل على الشحنة أثناء
انضغاطها ،ونتيجة لذلك يرتفع ضغط الشحنة ودرجة حرارتها وكثافتها ،ويصف قانون الغاز المثالي الحالة
التقريبية لهذه الحالة .يبدأ اإلشعال قبل وصول المكبس إلى النقطة الميتة العليا بجزء بسيط .تستقبل شمعة
االشعال نبضة جهد كهربي مرتفع في حالة محركات االشعال بالشرارة ،فتتولد شرارة تشعل الشحنةُ .يحقن
الوقود بواسطة الحاقن على شكل رذاذ في غرفة احتراق محركات االشعال باالنضغاط ،ويشتعل الوقود نتيجة
درجة الحرارة المرتفعة الناتجة عن االنضغاط.
*شوط القدرة :يدفع ضغط الغازات الناتجة عن االحتراق المكبس إلى أسفل ،مولدة شغل أكبر من الشغل المطلوب
لضغط الشحنة .تتمدد غازات االحتراق على عكس ما يحدث في شوط االنضغاط ،وبالتالي ينخفض ضغطها
ودرجة حرارتها وكثافتهاُ .ي فتح صمام العادم عندما يقترب المكبس من النقطة الميتة السفلى .تتمدد غازات
االحتراق ال انعكاسيًا بسبب الضغط المتبقي والزائد عن الضغط الخلفي في منفذ غازات العادم ،وُتسمى هذه
العملية بالطرد أو النفخ.
*شوط العادم :يظل صمام العادم مفتوحًا بينما يتحرك المكبس ألعلى طاردًا غازات االحتراق .يتبقى جزء صغير
من غازات االحتراق في محركات التنفس الطبيعي حيث ال ُي غلق المكبس غرفة االحتراق بالكامل في هذه
المحركات ،وتذوب هذه الغازات المتبقية مع الشحنة الجديدة في شوط السحب التاليُ .ي غلق صمام العادم في
نهاية هذا الشوط وُي فتح صمام الدخول ،ويتكرر نفس ترتيب األشواط في الدورة التالية .قد ُي فتح صمام الدخول
قبل غلق صمام العادم للحصول على تنظيف أفضل لألسطوانة من غازات العادم.
-3-1-3اإلشعال :تتطلب محركات االحتراق الداخلي إشعال خليط الوقود ،إما بواسطة شمعة اشعال (اإلشعال
بالشرارة) أو إشعال باالنضغاط .اسُت خدمت وسائل إشعال اعتمدت على أنبوب ساخن ولهب قبل اختراع وسائل
اإلشعال الكهربية الفعالةُ .ص نعت محركات تجريبية تستخدم اإلشعال بالليزر
*اإلشعال بالشرارة:
يتم إشعال خليط الوقود عند مواضع مختلفة للمكبس في األسطوانة .تحدث شرارة اإلشعال عندما يقترب
المكبس من النقطة الميتة العليا فقط عند السرعات الدورانية المنخفضة لعمود المرفق .يتقدم وقت حدوث شرارة
اإلشعال بالنسبة لموضع المكبس في األسطوانة بزيادة السرعة الدورانية للحصول على مزيد من القدرة ،أي أنه
كلما ازدادت السرعة الدورانية لعمود المرفق ،يحدث اإلشعال عند مواضع للمكبس قبل وصوله للنقطة الميتة
العليا ويبتعد موضع اإلشعال كلما زادت السرعة .تحدث الشرارة في وقت مبكر من انضغاط الوقود كلما زادت
السرعة الدورانية.
يتم الحصول على الجهد العالي المطلوب ،حوالي 10000فولت ،بواسطة ملف حثي أو محول كهربي .يكون
الملف الحثي عبارة عن نظام عكسي يقوم بقطع التيار الكهربي للنظام األساسي بواسطة قاطع متزامن .يمكن أن
يكون القاطع إما نقاط اتصال أو ترانزستور قدرة .تظهر مشكلة هذا النوع من نظام اإلشعال عندما تزداد السرعة
الدورانية لعمود المرفق ،حيث تقل الطاقة الكهربية المتوفرة .يعتبر ذلك مشكلة ألن كمية الطاقة الكهربية
الالزمة الشعال وقود أكثر كثافة تكون مرتفعة.كانت النتيجة دائمًا فقد اإلشعال عند السرعات الدورانية المرتفعة.
ُط ور نظام اإلشعال عن طريق تفريغ مكثف .ينتج هذا النظام جهد كهربي مرتفع ،يتم إرساله إلى شمعة اإلشعال.
يمكن أن يصل جهد نظام القرص المضغوط إلى 60000فولت .تستخدم أقراص اإلشعال المضغوطة محوالت
كهربائية تصاعدية .يستخدم المحول الكهربي التصاعدي الطاقة المخزنة في سعة كهربائية لتوليد شرارة
كهربائية .يتم تزويد األسطوانة المناسبة بجهد كهربي مرتفع في الوقت المناسب ،بواسطة نظام تحكم ميكانيكي
أو كهربي .تشعل الشرارة الصادرة من شمعة اإلشعال خليط الهواء والوقود الموجود في أسطوانات المحرك
*اإلشعال باالنضغاط:
تعتمد محركات الديزل ذات االحتراق المختلط سابقا جزئيا واإلشعال باالنضغاط للشحنة المتجانسة على
الضغط والحرارة ،اللذان يوحدهما المحرك في إجراء االنضغاط من أجل عملية اإلشعال .يساوي االنضغاط
الحادث في محرك الديزل ضعف أو أكثر من ضعف االنضغاط الحادث في محرك البنزين .يسحب محرك الديزل
هواء فقط من صمام الدخول ،وُت رش كمية صغيرة من الوقود قبل الوصول إلى أقصى انضغاط بواسطة حاقن
الوقود ،مما يسمح باشتعال الوقود فورًا .تسحب المحركات ذات اإلشعال باالنضغاط للشحنة المتجانسة ،هواء
ووقود وتستمر باالعتماد على عملية احتراق غير مساعدة بسبب الضغط والحرارة المرتفعين .يوضح ما سبق
سبب تأثر محركات الديزل ومحركات اإلشعال باالنضغاط للشحنة المتجانسة بمشاكل بداية التشغيل في الطقس
البارد ،وبالرغم من ذلك فإنها تعمل بشكل جيد في الطقس البارد بعد بداية التشغيل .تستخدم محركات الديزل ذات
الحقن الغير مباشر الموجودة في السيارات ذات المهام الخفيفة والشاحنات الخفيفة ،شمعات توهج لتسخين
غرفة االحتراق قبل بداية تشغيل المحرك لخفض ظروف عدم بداية التشغيل في الطقس البارد .تحتوي معظم
محركات الديزل على بطارية وأنظمة شحن أيضًا ،ومع ذلك ،فإن هذا النظام نظام ثانوي ،يضيفه الصانع كنوع
من الرفاهية لتسهيل بداية التشغيل ،وغلق وفتح وصول الوقود ،ولتشغيل األجزاء الكهربية والمكونات الكمالية.
تعتمد معظم المحركات الحديثة على وحدة تحكم في المحرك كهربية وإلكترونية ،يمكنها ضبط عملية االحتراق
أيضًا لزيادة الكفاءة وتقليل االنبعاثات.
-3-2المحركات الدوارة:
-3-2-1المحرك النفاث :تستخدم المحركات النفاثة صفوف من الريش لضغط الهواء ،ثم يدخل بعد ذلك لغرفة
االحتراق حيث يتم خلطه بالوقود وإشعاله (ُي ستخدم وقود جي بي عادة) .يؤدي احتراق الوقود إلى رفع درجة
حرارة الخليط فيدخل على صفوف من الريش (التربينة) ليتم استخراج شغل منه لتشغيل الضاغط ثم ُيطرد
الهواء من المحرك مولدًا قوة دفعُ .ي مكن أن يعمل المحرك التوربيني المروحي بكفاءة مرتفعه تصل إلى .%48
يوجد 6أجزاء تكون المحرك النفاث التوربيني المروحي:
•فوهة •غرفة خلط •تربينة •غرفة احتراق •ضاغط •مروحة
-3-2-2محركات فانكل :ال يحتوي محرك فانكل (محرك دوار) على أشواط مكبسيه ،لكنه يعمل على نفس أطوار
المحرك رباعي األشواط (السحب واالنضغاط واإلشعال وطرد العادم) ،ويحدث كل طور في موضع منفصل في
المحرك .يتبع المحرك دورة أوتو طبقًا للديناميكا الحرارية ،لذلك يمكن أن يطلق عليه محرك «أربع أطوار».
يحدث شوط قدرة واحد فعليًا مع كل دوران للعضو الدوار ،رغم أن نظريًا يحدث ثالثة أشواط قدرة مع كل دورة
للعمود وذلك بسبب نسبة دوران العضو الدوار إلى العمود الالمركزي والتي تساوي .1:3يدور العمود القائد
(العمود الالمركزي) دورة واحدة خالل كل شوط قدرة بدًال من دورتين ليعطي بذلك نسبة قدرة إلى وزن أكبر من
المحركات المكبسيةُ .لوحظ استخدام هذا النوع من المحركات في سيارة مازدا أر إكس 8-ومازدا أر إكس7-
وطرازات أخرى للسيارة .اسُتخدم المحرك أيضًا في الطائرات بدون طيار ،حيث يكون الحجم الصغير والوزن
المنخفض وارتفاع نسبة القدرة إلى الوزن مميزات مطلوبة.
-4التزييت:
تحتاج األسطح المتالمسة والمتحركة بالنسبة لبعضها للتزييت لخفض تآكلها وخفض الضوضاء ،وزيادة
الكفاءة بتقليل القدرة المفقودة في التغلب على االحتكاك ،أو لجعل ميكانيزم الحركة يعمل .يحتاج المحرك للتزييت
في األجزاء التالية على األقل:
بين المكابس واألسطوانات
المحامل الصغيرة
محامل ذات نهاية كبيرة
المحامل األساسية
ترس الصمام
كراسي الصمام
األذرع الهزازة للصمام
أعمدة دفع الصمام
تروس أو سالسل موقوتة.
ال تحتاج السيور المسننة للتزييت
يحتوي حوض الزيت في أسفله على مدخل للزيت مغطى بمرشح (فلتر) شبكي متصل بمضخة زيت ثم مرشح
زيت خارج علبة المرافق ،بعد ذلك يتم إرجاع الزيت للمحامل الرئيسية لعمود المرفق وإلى مجموعة الصمامات.
تحتوي علبة المرافق على األقل على قناة زيت واحدة داخل جدارها ،تستقبل من خاللها الزيت من مرشح الزيت.
تحتوي المحامل الرئيسية (محامل عمود المرفق) على أخدود خالل نصف محيطها أو محيطها بالكامل ،ويدخل
الزيت إلى هذه األخاديد من القنوات المتصلة بقناة الزيت .يحتوي عمود المرفق على ثقوب يأخذ من خاللها
الزيت من هذه األخاديد ويوصلها إلى المحامل ذات النهاية الكبيرةُ .ت زيت جميع المحامل كبيرة النهاية بهذه
الطريقة .قد ُيزود محمل رئيسي واحد 1أو 2من المحامل كبيرة النهاية بالزيت ،وقد ال ُيزود أيا منها .قد
ُي ستخدم نظام مشابه لتزييت المكبس ومسمار المعصم والنهاية الصغيرة لذراع التوصيل :تحتوي النهاية الكبيرة
لذراع التوصيل في هذا النظام على أخدود حول عمود المرفق وثقب في هذا األخدود يتوزع من خالله الزيت
ألسفل المكبس واألسطوانة.
ُتستخدم أنظمة أخرى أيضًا لتزييت األسطوانة والمكبس .يحتوي ذراع التوصيل على فوهة لنفث الزيت
لألسطوانة وأسفل المكبس .تتحرك هذه الفوهة بالنسبة لألسطوانة التي ُتزيتها ،ولكنها تشير إليها دائمًا أو إلى
مكبسها.
يحتوي نظام التزييت القسري على تدفق زيت أكثر من المطلوب للتزييت ،وذلك الستخدامه كمساعد في
التبريد .يساعد نظام التزييت في نقل الحرارة من أجزاء المحرك الساخنة إلى سائل التبريد (في حالة المحركات
المبردة بالماء) أو إلى الزعانف (في حالة المحركات المبردة بالهواء) التي تقوم بطرد الحرارة للبيئة المحيطة.
يجب أن تكون مادة التزييت مستقرة كيميائيًا وتحقق لزوجة مناسبة خالل مدى درجات الحرارة الناتجة من
المحرك.
-5الوقود والمؤكسدات:
تعتمد جميع محركات االحتراق الداخلي على احتراق وقود كيميائي في وجود أكسجين من الهواء الجوي
(يمكن حقن أكسيد النيتروز أيضًا لرفع كفاءة االحتراق وزيادة القدرة) .يصاحب عملية االحتراق إنتاج كمية
كبيرة من الحرارة باإلضافة إلى البخار وثاني أكسيد الكربون ومواد كيميائية أخرى عند درجات حرارة مرتفعة
جدًا .تتحدد درجة الحرارة بناءًا على التركيب الكيميائي للوقود المستخدم والمواد المؤكسدة باإلضافة إلى
االنضغاط وعوامل أخرى.
-5-1الوقود:
تتكون معظم أنواع الوقود الشائعة من الهيدروكربونات وُت شتق من الوقود الحفري (البترول) .يشمل الوقود
الحفري كل من الديزل والبنزين والغاز النفطي المسال ،واستخدام نادر لغاز البروبان .تستطيع معظم محركات
االحتراق الداخلي المصممة الستخدام البنزين ،أن تعمل بواسطة الغاز الطبيعي أو الغازات النفطية المسالة بدون
أي تعديالت أساسية ،باستثناء المكونات الموصلة للوقود.
تستطيع محركات الديزل الكبيرة أن تعمل باستخدام خليط من الهواء والغازات وحقن وقود الديزل لإلشعال.
ُي مكن استخدام الوقود الحيوي السائل والغازي أيضًا ،مثل االيثانول والديزل الحيوي (الديزل الحيوي هو نوع من
وقود الديزل ُي نتج من المحاصيل الزراعية التي تحتوي على دهون ثالثية مثل زيت فول الصويا) .تستطيع
المحركات إن ُأجري عليها بعض التعديالت أن تستخدم غاز الهيدروجين والغازات الناتجة عن حرق الفحم
والخشب ،باإلضافة إلى غاز المولدات المصنوع من أنواع مناسبة من الوقود الحيويً .أجريت تجارب باستخدام
مسحوق وقود صلب مثل دورة حقن الماغنيسيوم.
تتضمن أنواع الوقود المستخدمة اآلن:
المشتقات البترولية:
البنزين
الفحم:
الديزل
يمكن صناعة البنزين من كربون الفحم
الغاز النفطي المسال
باستخدام عملية فيشر تروبش.
الغاز الطبيعي المضغوط
يمكن صناعة الديزل من كربون الفحم
وقود الطائرات
باستخدام عملية فيشر تروبش
زيت الوقود
ُيستخدم أكسجين الهواء الجوي كمادة مؤكسده نظرًا لتوافر الهواء وعدم الحاجة لتخزينه في المركبة.
يؤدي هذا إلى زيادة نسبة القدرة إلى الوزن ونسبة القدرة إلى الحجمُ .تستخدم مواد أخرى ألغراض
أخرى ،تكون في الغالب لزيادة القدرة الناتجة أو لالستخدام تحت الماء أو في الفضاء.
اسُتخدم الهواء المضغوط بشكل شائع في الُط ربيدات.
اسُتخدم األكسجين المضغوط باإلضافة إلى الهواء المضغوط في طربيد 93الياباني .تحمل
بعض الغواصات أكسجين نقي ،وتستخدم الصواريخ دائمًا األكسجين السائل.
ُيضاف النتروميثان إلى بعض أنواع وقود السباقات لزيادة القدرة والتحكم في االحتراق.
اسُتخدم أكسيد النيتروز مع كميات اضافية من البنزين في الطائرات التكتيكية ،وفي سيارات مجهزة
خصيصا لتسمح بنبضات انفجارية قصيرة من القدرة االضافية من المحركات التي تعمل على البنزين
والهواء.
كانت طاقة ماء األكسجين تحت التطوير لالستخدام في الغواصات األلمانية في الحرب العالمية الثانية.
ربما اسُتخدم ماء األكسجين في بعض الغواصات الغير نووية ،واسُت خدم في بعض محركات الصواريخ
مثل بالك أرو والطائرة الصاروخية ميسيرشميت إم إي 163كوميت.
اسُت خدمت مواد كيميائية أخرى مثل الكلور والفلور ،لكن بشكل تجريبي فقط ولم تصلح لالستخدام
العملي.
-6التبريد:
يجب تبريد المحرك الزالة الحرارة الزائدة حتى ال تتسبب في تعطل المحرك أو تمزق أجزائه (بسبب الحرارة
الناتجة نتيجة فشل التزييت) أو تصدعها أو تشوهها .يعتبر التبريد بالماء والتبريد بالهواء هم أكثر طرق التبريد
شيوعًا .تستخدم معظم السيارات الحديثة التبريد بالماء والهواء معًا ،حيث ُي ستخدم الماء لتبريد الزعانف
والمراوح بالهواء ،بينما قد ُت برد المحركات الكبيرة بالماء فقط ،حيث تكون ثابتة ولديها إمداد مياه ثابت من
خالل أنابيب مياه أو مياه عذبة ،بينما ُت برد معظم محركات األدوات الكهربائية ومحركات صغيرة أخرى بالهواء.
تستخدم بعض المحركات (ُتبرد بالمياه أو بالهواء) التبريد بالزيت أيضًاُ .ي ستخدم الوقود كمبرد في بعض
المحركات ،خاصة لتبريد ريش المحركات التوربينية والتبريد االسترجاعي لمحركات الصواريخ ،حيث ُيسخن
الوقود قبل حقنه في غرفة االحتراق.
-7كفاءة الطاقة:
ُت طلق نواتج االحتراق طاقة حرارية أكبر من تلك التي يحتويها خليط الوقود والهواء المضغوط (يحتوي خليط
الوقود والهواء طاقة كيميائية أكبر ،تتحول إلى طاقة حرارية عند االحتراق) .تظهر الطاقة المتاحة في شكل
درجة حرارة مرتفعة وضغط مرتفعُ ،ت ستخدم إلنتاج شغل بواسطة المحرك .تقودالغازات مرتفعة الضغط
الموجودة في األسطوانات ،مكابس المحرك.
يتم التخلص من الغازات الساخنة المتبقية بعد استهالك طاقتها (بفتح صمام العادم) ويسمح ذلك بعودة
المكبس لموضعه السابق (النقطة الميتة العليا)ُ .ي مكن أن يبدأ المكبس الشوط التالي من دورته ،والذي يختلف
بين المحركاتُ .ت صنف أي حرارة ال يتم تحويلها لشغل كطاقة مفقودة ،ويتم التخلص منها بواسطة نظام التبريد
سواء كان بالهواء أو بالماء.
ُت عتبر محركات االحتراق الداخلي محركات حرارية ،وُي مكن تقدير كفاءتها النظرية باستخدام الدورات
الديناميكية الحرارية المثالية .ال يمكن أن تزيد الكفاءة الحرارية للدورة النظرية عن كفاءة دورة كارنوت ،والتي
تتحدد كفائتها بالفرق بين أعلى وأقل قيمة لمدى درجات حرارة التشغيل للمحركُ .ت حدد درجة حرارة التشغيل
العليا للمحرك بواسطة عاملين :الحدود الحرارية التشغيلية للمواد (مدى تحملها) ومدى مقاومة الوقود لإلشعال
الذاتي .هناك حدود حرارية لجميع المعادن والسبائك ،وهناك بحث تم على المواد الخزفية التي ُيمكن أن ُتصنع
باستقرار حراري أكبر وخواص مرغوبة في المادة .يسمح االستقرار الحراري المرتفع للمادة باستخدام فرق
درجات حرارة أكبر بين درجة حرارة التشغيل العليا والسفلى ،مما يؤدي لكفاءة حرارية أكبرُ .يصبح المحرك
أكثر ُع رضة لإلشعال الذاتي أيضًا بارتفاع درجة حرارة األسطوانة ،ويحدث هذا عندما تقترب درجة حرارة
األسطوانة من درجة حرارة اإلشعال الذاتي للشحنة (نقطة الوميض)ُ .يمكن أن يحدث اإلشعال تلقائيًا عند هذه
النقطة قبل أن تطلق شمعة االشعال الشرارة ،مما يرفع الضغط في األسطوانة بدرجة كبيرةُ .يمكن تخفيف أثر
اإلشعال الذاتي أو تأخير حدوثه باستخدام أنواع وقود ذات مقاومة مرتفعة لإلشعال الذاتي (رقم أوكتان مرتفع)،
ومع ذلك يبقى محدودًا بدرجة الحرارة القصوى التي تستطيع األسطوانة تحملها
تفرض القيود الديناميكية الحرارية أن المحرك يعمل في ظروف مثالية :ال يوجد احتكاك ،ويستخدم غازات
مثالية وعوازل مثالية ،ويعمل لوقت غير محدود .تأتي التطبيقات الواقعية بتعقيدات تقلل الكفاءة ،على سبيل
المثال :يعمل المحرك بأفضل شكل عند حمل نوعي ُي عرف باسم نطاق القدرة .يعمل محرك السيارة عادة عند
ظروف أقل من الظروف المثالية ،نظرًا لتصميمه لألحمال المرتفعة المطلوبة للتسارع المفاجئ ،باإلضافة لذلك،
تقلل عوامل أخرى مثل مقاومة الرياح الكفاءة الكلية للنظامُ .ي قاس استهالك الوقود بالميل لكل جالون أو بعدد
لترات الوقود لكل 100كم .يفرض حجم الهيدروكربون محتوى حراري قياسي.
يبلغ القيد الديناميكي الحراري لمعظم المحركات المصنوعة من الحديد .%37تحقق معظم المحركات كفاءة
متوسطة حوالي ،%20-18حتى عند تزويدها بشواحن توربينية ووسائل تحسين الكفاءة .حققت أحدث
التقنيات المستخدمة في محركات فورميال 1زيادة في الكفاءة الحرارية لتصل إلى %47تقريبًا .تحقق
المحركات الصاروخية كفاءات أفضل تصل إلى ،%70بسبب عملها عند درجات حرارة وضغوط مرتفعة جدًا
ويمكن أن تستخدم نسب تمدد مرتفعة جدًا أيضًا .مازالت المحركات الكهربائية هي األفضل من حيث الكفاءة،
حيث تتراوح كفاءتها بين %90-85أو أكثر ،لكنها تعتمد على مصدر طاقة خارجي (يكون عادة محرق احتراق
داخلي في محطة طاقة ،يخضع لنفس القيود الديناميكية الحرارية من حيث الكفاءة) .تعتبر تربينات محطات
الطاقة الكبيرة أكثر كفاءة وأقل تلويثًا من محركات االحتراق الصغيرة الموضوعة في المركبات.
يوجد العديد من االختراعات التي هدفت لزيادة كفاءة محركات االحتراق الداخلي .تقوم المحركات العملية
عمومًا بتغيير خواص المحرك المختلفة مثل الكفاءة والوزن والقدرة والحرارة واالستجابة وانبعاثات العادم أو
الضوضاء ،على حساب بعضها البعض .يكون لالقتصاد دور أحيانًا ،ليس فقط في تكلفة تصنيع المحرك ولكن
تصنيع وتوزيع الوقود أيضًا .تؤدي زيادة كفاءة المحرك للحصول على استهالك وقود أفضل إن كانت فقط تكلفة
الوقود بالنسبة للمحتوى الحراري ثابتة.