Professional Documents
Culture Documents
إن أي عملية أو مشروع ناجح في المؤسسة يستدعي أن تنظر اإلدارة العليا إلى المستقبل
البعيد األمد ،وأن تضع له الخطط الكافية المبنية على التفكير المنطقي السليم من خالل رؤية
واظحة ورسالة بناءة وأهداف مسطرة على أساس الغايات المرغوبة ،وال ينبغي أن تعد النظرة
البعيدة أو التخطيط الطويل االاجل مضعية للوقت كما قد يحسبه بعض األفراد الذين يميلون إلى
الجوانب العملية أكثر فيلحون على المدراء باالدوار اليومية اكثر من النظرة المستقبلية الن
الوقت الذي تستغرقه اإلدارة في التفكير هو آخر نوع من العطاء والستثمار قد يكون على مسوى
ارقى واكثر ربحاً ،فالمنطق السليم يتطلب أن نجعل التفكير االستراتيجي المسلك والمسار
الصحيح لتطوير اي إستراتيجية في المؤسسة وستكون اإلدارة قادرة على ذلك اذا راعت بعض
الخطوات منها مايلي:
-اذا استثمرت اإلدارة وقتاً كافياً في التفكير الطويل األمد ،وفي التخطيط لكيفية تهيئة الوسائل
واالآليات لتحقيق األهداف اإلستراتيجية.
-اذا آمنت اإلدارة بأن التفكير االستراتيجي هو اهم خطوة في اتجاه تحقيق األهداف النه
ستنشأ عنه خطوات اساسية تساهم وبقوة في تفعيل االبداع وفي تحسين مستوى األداء.
-اذا كانت اإلدارة تنظر إلى افراد المؤسسة – على اختالف مستوياتهم -على أنهم يمثلون
جزًء من اإلستراتيجية وعنص اًر هاماً في انجاح األعمال والتحسينات في أساليب المؤسسة
وانجازأنها.
يعتبر التسويق االستراتيجي االتجاه الصحيح للمؤسسات المتميز ،فهو ذلك االتجاه المبني على
المنهجية العلمية في اتخاذ الق اررات والذي يتكون من أربع ركائز نوجزها في ما يلي:
أوالا :رؤية المؤسسة ورسالتها
إن التغيرات المهمة والجذرية والتي أثرت على مختلف أنواع المؤسسات ،تطلب من قيادأنها
االدراية االهتمام الجدي بحاالت المنافسة السريعة في العالم ،ووضع رؤية تمثل منهجاً للتعامل
المؤسسة مع هذا الواقع المتغيرن ويرى البعض من الباحثين أن الدور الحقيقي للقيادة
اإلستراتيجية لمؤسسة يتمثل بقدرتها على تأطير رؤية تفعل من خاللها اعمال المؤسسة الحالية
والمستقبلية.
أ .مفهوم الرؤية المستقبلية
1
تعرف الرؤية المستقبلية "وصف لطموحات المؤسسة في المستقبل ،وهي تتسم بالعمومية
والشمولية بدون تحديد للوسائل اللزمة للوصول لهذه الطموحات".
كما عرفت الرؤية اإلستراتيجية بأنها "تصور إلستراتيجية أو مجموعة استراتيجيات
مستقبلية ،ويحقق ذلك مثالً استراتيجياً للمؤسسة ،فهو يهيئ تصو اًر عن توجه وغرض كامن في
االستراتيجيات واالنشطة اإلستراتيجية ،لذا فعملية خلق الرؤية اإلستراتيجية هي إحدى مهام اإلدارة
اإلستراتيجية ،إضافة إلى وضع تصورات إستراتيجية".
أما kotlerفقد عرف الرؤية أنها توضيح لالعمال ،التكنولوجيا والثقافة التي ينبغي أن تكون
عليها المؤسسة في المدى البعيد.
أما صياغة رؤية إستراتيجية فهي "عملية تعتمد على أربعة خطوات اساسية ،فالخطوة األولى
هي التفكير في مجموعة من األسئلة التي تأخذ كل مستوى من مستويات الرؤية كل منها يحتاج
إلى وقت للتفكير فيه ،أما الخطوة الثانية فهي عملية تجميع األفكار من طرف المساهمين
والمدراء ومتخذي القرار حتى يتم توضيح ما ترغب أن تكون عليه المؤسسة في المستقبل،
لتتسنى للمؤسسة مرحلة جديدة لمراجعة هذه األفكار وهذا يتم في الخطوة الثالثة ،لتتم بعدها
مباشرة في المرحلة الرابعة التنسييق والتعاون لتطوير رؤية مستقبلية واضحة".
لقد أشار العديد من الباحثين إلى ضرورة أن تمتلك المؤسسات الكبيرة والصغيرة والمعقدة
لرؤية مستقبلية لكي تخلق تأثير ايجابي كبير على مختلف أوجه األداء في المؤسسات ،سواء
كان مقاساً بالنمو والتطور أو برضى الزبائن والعاملين ،إن امتالك مؤسسة لرؤية واضحة يعتبر
أم اًر ذا أهمية بالغة للمنافسة في الوقت الحاضر ،وتبرز أهمية الرؤية للمؤسسة استناداً إلى
الحجج التالية:
-ضرورة أن تراقب المؤسسة وتسيطر على مستقبلها في بيئة أصبحت تنافسية بشكل
كبير في الوقت الحاضر ،وهذا يعني معنى حقيقي التجاهات تطورها المستقبلي.
-تُبرز الرؤية الحاجة إلى استراتيجيات إبداعية مستندة إلى مزايا تفوق حقيقة إمتالك المؤسسة
إلستراتيجيات طويلة االمد ،خاصة وأن هذه االستراتيجيات تلبي المتطلبات الحقيقية للعمالء،
وتعزز منظورهم االيجابي اتجاه المؤسسة.
-تساعد المؤسسة عن حاالت الفشل والمصاحبة لعدم امتالك منظور أصيل لألعمال.
2
-تحث عل احداث تغييرات جوهرية مطلوبة في ثقافة المؤسسة ،وتعطي تبري اًر مقبوالً لتبني
نماذج سلوكية جديدية خاصة اذا تطلبت ظروف العمل ذلك.
-تبني حالة من التفاعل االيجابي بين جميع العاملين في المؤسسة ،وبالتالي فإن عمليات
االبداع واالنجاز والتحفيز والمرونة وبناء قوة المؤسسة تصبح مرتبطة بمدى قدرتها في
ايصال هذه الرؤية لمختلف العاملين ولجميع أعمال المؤسسة وأنشطتها.
كما يؤكد العديد من الكتاب إلى أن اهمية الرؤية تصبح أكثر الحاحاً في فترات تحول المؤسسات
والتغيرات المهمة التي تجري فيها ،ويشير إلى هذه األهمية من خالل اآلتي:
-تساعد على توضيح االتجاه العام للتغيير ،حيث أن الرؤية تبسط إلىالف الق اررات التفصيلية.
-تحفز العاملين إلتخاذ األفعال الصحيحة وفق االتجاه المعلن.
-تساعد على تنسيق مختلف أفعال العاملين بسرعة وبطريقة كفؤة إذا ما كانت الرؤية مستلهمة
باسلوب صحيح من قبل هؤالء العاملين واإلداريين.
فالرؤية تمثل محرك أساسياً للعمل على مختلف المستويات وبترابط منطقي يجعل من المؤسسة
قادرة على تحقيق غايأنها ،كما أن الرؤية بدون تنفيذ ليست االّ حلماً جميالً ،في حين أن التنفيذ
دون إمتالك مؤسسة األعمال لرؤية ديناميكية ليست االّ انشغاالً عابثاً.
ب .رسالة المؤسسة
ينظر إلى رسالة المؤسسة كحجر زأو ية لعملية اإلدارة اإلستراتيجية لكونها توجب التفكير
االستراتيجي ،وتحكم عملية اإلدارة اإلستراتيجية في كافة مراحلها ويتطلب ذلك فهم داللة رسالة
المؤسسة وكيفية صياغتها.
كما أن رسالة المؤسسة لها عالقة قوية بالرؤية اإلستراتيجية للمؤسسة ،وكذا نمط التفكير لدى
أعضاء المؤسسة وآلية إدراكهم للمواقف والقضايا ،وكيفية توصيف وتشخيص األمور ومن ثم
تكوين وتشغيل التصورات واالتجاهات عن صياغة األهداف ،ووضع خطط وبرامج وسياسات
العمل بالمؤسسة ،ولكي تتول المؤسسة تنمية استراتيجيأنها فان عليها أن تراعي كل من غرضها
ورسالتها وأهدافها .والشكل التالي يوضح طبيعة العالقة بين الرسالة وبقية مكونات االتجاه
االستراتيجي:
3
الشكل رقم ( :)1_1العالقة بين الرسالة وبقية مكونات اإلتجاه االستراتيجي
القيم
المصدر:بالل خلف السكارنة ،التخطيط االستراتيجي ،دار المسيرة للنشر ،عمان ،5102 ،ص 027
كما يرى Druckerأنه البد أن تسأل المؤسسة نفسها :ماهو عملنا؟ والذي سيكون مترادفاً مع
سؤال ما هي رسالتنا؟ والذي سيميز المؤسسة عن غيرها من المؤسسات ،وبهذا عرف Drucker
رسالة المؤسسة بأنها :تمثل سبب تفرد المؤسسة عن غيرها وتحدد سبب تواجدها والذي يحدد ما
هو نشاطها ويرجع Druckerاالسباب الرئيسية لتعثر وفشل بعض المؤسسات إلى عدم
تحديديها للفكر الذي يوضح رسالتها ويبين المغزى من وراء نشاطها.
وتعرف رسالة المؤسسة على أنها" :الغرض الذي يميز المؤسسة عن غيرها من
المؤسسات المشابهة ويتحدد من خالله مجال عمليات المؤسسة من منظور المنتج أو السوق.
ويرجع M.Porterأهمية الرسالة إلى دورها في تدعيم هو ية المؤسسة وطبيعتها
وارتباطها بالمؤسسة قدر ارتباط النتائج المالية والمادية بها.
أما صياغة واعداد رسالة المؤسسة فتعتبر من أهم الخطوات األساسية التي تتبناها اإلدارة
العليا في إطار تفكيرها االستراتيجي ،وتوجد وجهات نظر متعددة في أسلوب تطوير واعداد رسالة
المؤسسة واألشخاص المشاركين في هذه العملية ،هذا وتتركز بعض وجهات النظر هذه بقيام
اإلدارة العليا بوضع رسالة المؤسسة في ضوء اعتبارات المنظور القيمي لهذه اإلدارة واتجاهات
4
التطور المستقبلي للمؤسسة ،في حين يرى اتجاه آخر بضرورة إشراك جميع العاملين باإلضافة
إلى اإلدارة العليا وبإمكانية استخدام أساليب وآليات مختلفة مثل أسلوب دلفي Delphi Method
أو غيرها لغرض تطوير الرسالة ،فيما يرى اتجاه آخر بضرورة إشراك جهات خارجية أخرى ذات
معرفة وعالقة بأعمال المؤسسة خاصة وان هذا األسلوب يوسع من المدراء ويجعل من رسالة
المؤسسة أكثر شمولية ودقة وصدقاً في التعبير عن اتجاهات عملها الالحقة وأساليب تطورها،
إ ن الرسالة باعتبارها المرجعية التي تعود إليها اإلدارة في اتخاذ الق اررات ،فأنها تمثل فهم
واهتمام المؤسسة في تلبية توقعات وطموحات مختلفة ،إن هذا األمر يجعل من رسالة المؤسسة
تكتسب موقعا مركزياً تتمحور حوله مبررات وجود المؤسسة ومشروعيتها في بيئة عملها ويعطيها
بالتالي إمكانية البقاء واالستمرار والتطور.
كما والبد أن تتسم الرسالة بالشمولية والعموم وتتضمن الكلمات الدقيقة والملخصة
وواضحة الفهم ،إضافة إال أنها مكونة من فقرة واحدة تصف سبب كينونة المؤسسة ،وما هي أهم
أعمالها وأنشطتها ،وضرورة نشر الرسالة وايصالها إلى العاملين من جهة ،والمتعاملين مع
وبناء على رسالة المؤسسة يتم تحديد غاياتها األساسية ،وتصاغ
ً المؤسسة من جهة أخرى،
أهدافها الرئيسية على مختلف المستويات.
أما الفرق بين الرؤية والرسالة فيمكن تلخيصها في الجدول التالي:
الجدول رقم ( :)1-1الفرق بين رؤية ورسالة المؤسسة
الرسالة Mission الرؤية Vision
توجه حالي. - -توجه مستقبلي.
-تهتم بتحديد التوجه الحالي للمؤسسة. -تهتم بتحديد التوجه المستقبلي للمؤسسة.
-األعمال (أو األنشطة) التي تؤديها -النوع (أو الشكل) الذي تريد المؤسسة،
المؤسسة في الوقت الحاضر. تتقمصه في المستقبل.
-احتياجات الزبائن التي تعمل المؤسسة -احتياجات الزبائن التي تسعى المؤسسة
5
-مجال نشاط المؤسسة الحالي والمستقبلي ونوعية احتياجات العمالء الحالية وكذلك المستقبلة.
-االحتياجات والتوقعات المتغيرة للعمالء والقطاعات السوقية الناشئة ،والظروف التنافسية
المتوقعة.
-أخذ التغيرات البيئية وأثرها على األنشطة وخطوط المنتجات وتوجهات العمالء.
ثانيا:الغايات واألهداف
الغايات اإلستراتيجية أ.
بالنظر إلى الرؤية والرسالة التي يتم صياغتهما أوالً ،يمكن بعدها استخالص الغايات أو
تحديد األهداف اإلستراتيجية الالزمة لتحقيق تلك الرؤية والرسالة ،ومن البديهي أنه مستحيل
قياس مدى اإلنجاز المتحقق نحو الرؤية أو الرسالة إال إذا تم التأكد من انجاز الغايات
واألهداف ،لذلك رأينا بعض الكتابات التي تجمعهما في فقرة واحدة تحت مسمى الرؤية والرسالة،
وكأنهما مصطلحان متكامالن ال غنى ألحدهما عن اآلخر ،ومن المعلوم أيضاً أنه من الصعب
جداً فصل الغايات عن األهداف اإلستراتيجية ،حيث يندرج تحت كل غاية هدف استراتيجي
ومجموعة من األهداف الفرعية الضرورية لتحقيق تلك الغاية أو الهدف االستراتيجي.
يقصد بالغايات بأنها ذلك المستوى من األداء الذي يضع العمل في المؤسسة بمستوى
متقدم وبالتالي يقصد بالغايات الكلية بأنها " األداء المستهدف الذي يقود المؤسسة نحو بلوغ
وتحقيق الرسالة ،وهذا ما يعني بأنها تعبير عن المرامي بعيدة األمد التي تسعى إلى تحقيقها
المؤسسة وعبر أنشطتها المختلفة ،والتي تأخذ هذه الغايات أشكال مختلفة من شأنها أن تؤثر
مدى قدرتها أو المحددات التي تحول دون تحقيقها:
– الجودة. -الربح.
– رفاهية العاملين. -عائد المبيعات.
-المسؤولية االجتماعية. -الحصة السوقية.
-الفلسفة والثقافة الكلية. -الوحدات المباعة.
ب .األهداف اإلستراتيجية
بعد أن يتم تحديد غايات ،يأتي دور ترجمة ذلك إلى أهداف محددة لكل مستوى من
مستويات المؤسسة ،واذا كانت الرؤية ،الرسالة والرسالة توضح االتجاه العام ،فاألهداف تضيق
نطاق الرؤية وتسلط الضوء على بؤرة أكثر تركي اًز ،وهي تترجم رسالتها إلى غايات أو نتائج
6
محددة وملموسة يمكن قياسها ،ويمكن التأكد من تحقيقها وقياس مدى نجاح المؤسسة في
الوصول إليها.
تمثل األهداف النهايات التي تسعى اإلدارة إلى الوصول اليها من خالل االستثمار
األمثل للموارد اإلنسانية والمادية المتاحة حالياً وفي المستقبل ،وهي في نفس الوقت دليل لعمل
اإلدارة وأساس موضوعي لعملية تحليل وفحص وتصميم وتطبيق اإلستراتيجية ،كما ان األهداف
يمكن تصنيفها على أساس الفترة الزمنية إلى أهداف طويلة األجل أكثر من ثالث سنوات،
وأهداف متوسطة األجل من ( )3-0سنوات ،وأهداف قصيرة األجل من عام أو أقل ،كما يمكن
تقسيم األهداف من حيث تأثيرها إلى أهداف عامة( على مستوى المؤسسة ككل).
وتصنف األهداف إلى أهداف اإلدارات وأهداف األقسام ،فهي تساعد على:
تحديد بيئة المؤسسة وشرعيتها القانونية وأسباب وجودها في البيئة.
تحديد رسالة المؤسسة.
التنسيق بين مراكز اتخاذ الق اررات.
تقييم األداء حيث توفر األسس والمقاييس الخاصة بقياسه على مستوى المؤسسة.
وعندها البد أن يتوافر فيها شروط الهدف الجيد والتي اختصرت في:
-محدد Spécific
-وقابل للقياس .Measurable
-وقابل للتحقيق .Achievable
-واقعي .Realistic
-محدد بزمن معين .Time
كما يؤكد Anssofعلى أنه األهداف يجب أن تحقق الشروط التالية:
-أن تحتوي على متحوالت معرفة بشكل جيد ( رقم مبيعات ،حصة في السوق ،هامش ربحي،
مستويات تكلفة ...الخ).
-ان تتضمن عنصر الزمن ،أي الوقت الالزم لتحقيق األهداف.
-ان يتم تحديد األشخاص المسؤولين عن تحقيق األهداف.
-ان يتم تحديد طبيعة العالقات التي توجد بين مختلف األهداف هل هي عالقات تكامل ام
تنافس أم ال توجد أية عالقة بين األهداف بشكل عام ،يتم تحديد هدف أو أهداف رئيسية ،ثم
7
صياغة األهداف الفرعية الواجب تحقيقها لتحقيق األهداف الرئيسة ،هذا ما يدعى بالنظام
الهرمي لألهداف.
الشكل رقم( :)2_1العالقة بين األهداف
C B
المصدر :سيناء حسن حلو ،دور البيع الشخصي في تحقيق أهداف التسويق اإلستراتيجية ،بحث تطبيقي في
الشركة العامة للصناعات الكهربائية ،مجلة كلية العلوم االقتصادية ،جامعة بغداد ،العدد الثاني والعشرون،
،5112ص.077
وكما مبين بالشكل( )5_0فإن الهدف الرئيسي هو زيادة األرباح بنسبة %25خالل
خمسة سنوات( المستوى ،) Aأما األهداف الفرعية فتتمثل بتخفيض تكلفة إنتاج الوحدة بنسبة
%52خالل 5سنوات (المستوى ،)Cوتخفيض تكلفة المخزون بنسبة %40خالل 3سنوات
(المستوى .)B
8
ويقصد بصياغة اإلستراتيجية وضع الخطط طويلة األمد لتمكن اإلدارة العليا من تحديد الفرص
والتهديدات ونقاط القوة والضعف (تحديد الموقف) بأسلوب فعال وتتضمن عملية صياغة
اإلستراتيجية التحديد الدقيق لكل من المجاالت اآلتية:
-تحديد رسالة المؤسسة.
-تحديد األهداف القابلة للتحقيق.
-وضع االستراتيجيات وتطويرها.
-وضع السياسة الكفيلة بتحقيق األهداف واالستراتيجيات ضمن إطار رسالة المؤسسة.
مفهوم اإلستراتيجية
ظهر مفهوم اإلستراتيجية ألول مرة في العلوم العسكرية ،حيث استخدمت اإلستراتيجية
منذ عدة قرون في العمليات الحربية ،وهو مفهوم يوناني األصل ،وهذا المفهوم يأتي من الكلمة
،strategosوهي كلمة مركبة من stratosمعناه الجيش Agos،تعني القيادة أي االتينية
بمعنى البراعة في قيادة الجيش لتحقيق النصر ،وحسب "كلوزوتيز" هي علم أو فن مواجهة
العدوبإستعمال القوى العسكرية.
كما شهد القرن 02ظهو ر وتطور االدب العسكري ،حيث قدم في هذا االطار " كلوزوتيز"
تعريفاً لإلستراتيجية وهو أن "اإلستراتيجية هي فن استخدام المعارك كوسية لتحقيق أهداف حربية.
االّ أن مفهوم اإلستراتيجية لم يقتصر على المجال العسكري فقط بل تطور ليشمل ميدان األعمال
كذلك ،وفي هذا االطار قدمت عدة تعاريف لإلستراتيجية ،ومن أول المهتمين بهذا المجال نجد
مايلي:
فلدى Alfred Chandlerالذي يعتبر من أو ائل المهتمين بموضوع التنظيم واإلستراتيجية،
يعرف اإلستراتيجية بأنها "إعداد األهداف والغايات األساسية طويلة األجل ،واختيار خطط العمل
وتخصيص الموارد الضرورية لبلوغ هذه الغايات" .
يشير هذا التعريف إلى طريقة إعداد اإلستراتيجية وذلك من خالل األهداف الطويلة األجل
وترجمتها في شكل مخططات وبرامج عمل ،ثم تخصيص الموارد الالزمة لتحقيق هذه األهداف.
أما Ansoffفيرى أن اإلستراتيجية هي "عملية تخصيص الموارد واالستثمارات بين مختلف
المنتجات واألسواق ،بالشكل الذي يعظم العائد على رأس مال المستثمر".
9
من خالل تعريف Ansoffنستنتج أن مفهوم اإلستراتيجية هو نفسه التخطيط االستراتيجي،
ذلك إن التخطيط االستراتيجي هو عملية تخصيص الموارد بين مختلف األزواج–
منتجات/أسواق.-
وهناك من يعرف اإلستراتيجية بأنها مجمل القواعد الالزمة التخاذ الق اررات المتعلقة باختيار
ميادين النشاط اإلستراتيجية للمؤسسة التي تأخذ بعين االعتبار العناصر التالية:
-حقل النشاط :بمعنى األزواج "منتجات -أسواق".
-كيفية النمو :بمعنى "اختراق األسواق الحالية ،عرض منتجات جديدة لألسواق الحالية،
التنويع :أي عرض منتجات جديدة لألسواق جديدة".
-الميزة التنافسية.
-التآزر أو التعاضد :يقصد بالتآزر المزج بين أنشطة المؤسسة بطريقة تحقق نتيجة اكبر من
النتيجة المحققة في حالة ترك كل نشاط على حدي.
أما بالنسبة لـ Karloffفيرى أن اإلستراتيجية يمكن تحليلها من خالل أربعة عناصر هي:
-القاعدة اإليديولوجية :تتحد القاعدة األيديولوجية ،من خالل تصور المؤسسة لنشاطها
المستقبلي ،حيث يتم تحديد هذا التصور من خالل األهداف المراد بلوغها والمتمثلة عموما:
في حجم المبيعات ،الحصة السوقية...الخ
-المردودية الخارجية :وتتعلق بمعرفة حاجات الزبائن والقدرة على تلبيتها.
-المردودية الداخلية :بمعنى تحليل وضعية التكاليف لوحدة األعمال ،وبعبارة أخرى كيفية
استخدام رؤوس األموال لتطوير اإلنتاجية اإلجمالية.
يعرف P.Druckerاإلستراتيجية بأنها ":تحليل الموقف الحاضر وتغييره إذا تطلب األمر،
ّ
ويدخل في ذلك تحديد ماهية ومقدار المـوارد".
كما أن اإلستراتيجية تعني" مجموعـة من الق اررات واإلجراءات المتصلة باختيار وسائل وموارد
مشتركـة لتحقيق هدف".أو أنها تشير إلى اإلجابة على األسئلة التالية :ماذا تستطيع أن تفعل؟
ماذا يجب أن تفعل؟ ماذا ستفعل؟
تقدم ،يمكن القـول أن اإلستراتيجية تعبر عن خطة طويلة المدى يتم اختيارها
وبناء على ما ّ
من بين عدة خطط ،تعمل على تخصيص المـوارد الالزمة لمواجهة التّهديدات والقضـاء على
تحين الفرص واستغالل نقـاط القوة لتحقيق الميزة التنافسية .إن هذا
مـواطن الضعف ،إضافة إلى ّ
11
ثم تحقيق اإلتجاه الذي ارتضته
سوف يمكن المؤسسة من بلوغ أهدافها وتأدية رسالتها ،ومن ّ
إن مفهوم اإلستراتيجية يعني أيضـا مجموعة تصورات لمركز المؤسسة فيلنفسها في المستقبلّ ،
المستقبل ،أي أنها توضح طبيعـة واتجاه المؤسسة وأهدافها األساسيـة ،في إطار يرشد االختيارات
بعيـدة األمد ،وعليه ال ّبد أن نفرق بين مـاذا؟ ( اإلستراتيجية) وكيـف؟ ( التخطيط اإلستراتيجي)
في سياق الممارسات اإلستراتيجية.
11