Professional Documents
Culture Documents
Abbasid poetry
تعريف الذوق:
يتمتع كل إنسان بمجموعة من الصفات المهّمة التي ُتنّظ م أفعاله ،وتضيف لها الجمال والوقار ،وصفة الذوق
هي واحدة من تلك الخصائص المحبب توفرها لدى اإلنسان عند تعامله مع نفسه ومع اآلخرين ،كأن يكون
الشخص ذّو اقًا في اختيار مالبسه وطريقة ارتدائها ،حيث ُيقال أّن فالنًا لديه ذوق عاٍل في التعامل مع الناس،
فدعونا نتعّر ف في هذا المقال على تعريف كلمة الذوق ،وأساليب تنميتها ،وكيف تجّلت عند العرب.
تعني كلمة الذوق احترام اإلنسان لمفهوم ُمعّين أو مبدٍأ ما ،وأن يتصّر ف ببالغ االحترام واألدب تجاه نفسه
وتجاه الناس ،وُيقصد به أيضًا مراعاة أدق التفاصيل في سلوك الشخص ،وفعله ،وقوله ،وعندما نتحدث عن
الذوق في اختيار المظهر مثًال فال بد من معرفة أساليب الموضة.
عناصر الذوق:
-1عملّية تفاعلّية مشتركة قائمة بين ٤
عناصر (المتذوق ،الفنان ،الناقد والعمل الفني ،أو بين المرسل ،المتلقي ،الرسالة والوسيلة).
-2عملية تأمل وتمحيص وتدقيق؛ بهدف إبراز القيم الجمالّية والنواحي الفنّية في األعمال التشكيلّية.
-3عملية داخلية تحدث في داخل المتذّو ق (المستمتع) ،من خالل التفاعالت االنفعالية والنفسية والذهنية
والخيالية ،التي تهز مشاعره ووجدانه عند رؤيته لعمل فني ما.
To Dr Nidal Al Ayoumi Daccache
Abbasid poetry
-4ويمكننا إيجاز مفهوم التذّو ق الفني على أَّن ه موهبة غرَس ها هللا في داخل اإلنسان ،تعطيه المقدرة رؤية ما
هو جميل في قلب األشياء الموجودة في الطبيعة ،مع تدريب الحواس التي خلقها هللا لإلنسان على تذّو ق
الوحدة ،أو التناغم بين مجموعة من العالمات الشكلية من بين األشياء ،التي تدركها تلك الحواس.
ال يوجد اتفاق ثابت بين أطباء األعصاب بالنسبة لعدد الحواس بسبب اختالف المفاهيم لمسببات الشعور
(اإلحساس) .هناك تعريف واحد لحالة الحواس الخارجية(خارجي االستقبال) كلية الشعور هو الذي ينظر
إلى المحفزات الخارجية لإلحساس .الحواس الخمس التقليدية هي البصر والسمع والشم والتذوق واللمس
ويعود هذا التصنيف إلى أرسطو
البشر لديهم ما ال يقل عن ستة أحاسيس إضافية (مجموعها أحد عشر بما فيها أحاسيس مشاعرهم الداخلية)
كمشاعر :األلم؛ التوازن؛ إدراك الحركة (الشعور بتسارع األشياء); الشعور بالوقت؛ الشعور باإلتجاه
(القدرة على إدراك التحول في المجال المغناطيسي).
وتجدر اإلشارة إلى أّن تراسل الحواس برز في الّش عر العربّي القديم ولعّل أبز مثال على ذلك ما ورد في
شعر الّش اعر العباسي بشار بن برد الذي استخدم حاّسة الّسمع للّت عبير عن الجمال فيقول:
يا قوم أذني لبعض الحّي عاشقة واألذن تعشق قبل العين أحيانا
قالوا بمن ال تهذي فقلت لهم األذن كالعين توفي القلب ما كان
To Dr Nidal Al Ayoumi Daccache
Abbasid poetry
فيظهر هذا الّت راسل عبر الّت بادل بين وظيفتي الّسمع والبصر .وبات تراسل الحواس من الّسمات البارزة في
الّش عر الحديث ،حيث تعّبر الّلغة الّشعرّية عن كثير من الجوانب العقلّية واالنفعالّية واإليحائّية ،وتبادل
الحواس يسهم في جعل دهشة الّش عر أكثر مقبولّية عند المتلقي ،عبر تبادل وظائف الحواس ،يقول محمد
غنيمي هالل “فتعطي المسموعات ألواًن ا وتصير المشمومات أنغاًما وتصبح المرئيات عاطرة”.
يركز النقد األدبي على تقييم الجوانب الجيدة والرديئة في النص ،أي أنه ال يقتصر على البحث عن عيوب
النص فقط ،وتكون هنالك ُأسس ومعايير يرجع إليها الناقد أثناء تحليله للنص األدبي ،إال أن عملية النقد
أحيانًا ُتعبر عن وجهة نظر القارئ لما يحدث في النص ،فقد يرتاح قارئ ما لنص ما وقد ال تعجبه بعض
األشياء في النص نفسه ،فما َي عد جيد وجميل لقارئ معين قد يكون غير الئق وغير جميل لقارئ آخر .قد ال
يلقى نص ما رواًج ا وقبوًال بين مجتمع الُقراء في زمن ما ،وربما يقفز قفزة نوعية في زمن آخر.