You are on page 1of 17

‫املجال الجديد لتطبيق إجراءات الصفقات العمومية‬ ‫العدد التاسع‬

‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬


‫وفق املرسوم الرئا�سي الجزائري ‪247-15‬‬

‫املجال الجديد لتطبيق إجراءات الصفقات العمومية‬


‫وفق املرسوم الرئا�سي الجزائري ‪247-15‬‬
‫‪Le nouveau champ d’application Des procédures des marchés publiques‬‬
‫‪Conformément au décret présidentiel Algérien 15-247‬‬
‫تاريخ قبول املقال للنشر‪2018/02/22 :‬‬ ‫تاريخ إرسال املقال ‪2018/01/12 :‬‬
‫د‪ .‬بلغول عباس ‪ /‬جامعة محمد بن أحمد ‪ -‬وهران ‪2‬‬

‫ملخص ‪:‬‬
‫قام املشرع الجزائري في املرسوم الرئا�سي ‪ 247-15‬املؤرخ في ‪ 16‬سبتمبر ‪ 2016‬بتعديل‬
‫مجال تطبيق إجراءات الصفقات العمومية الوارد في املرسوم الرئا�سي ‪ 236-10‬امللغى ‪ ،‬ألسباب‬
‫سياسية واقتصادية مستفيدا من املادة ‪ 2‬واملادة ‪ 3‬من قانون الصفقات العمومية الفرن�سي‬
‫لسنة ‪. 2006‬‬
‫جاء هذا التعديل ملجال تطبيق إجراءات الصفقات العمومية واردا في املادتين ‪ 6‬و‪7‬‬
‫من املرسوم الرئا�سي ‪ 247-15‬مستعمال في ذلك املشرع الجزائري معياره األصلي أال وهو املعيار‬
‫العضوي ‪.‬‬
‫فحدد في املادة ‪ 6‬مجال تطبيق املرسوم الرئا�سي في الدولة والجماعات االقليمية‬
‫واملؤسسات العمومية االدارية ‪ ،‬كما استعمل املعيار املادي أيضا بصورة استثنائية في الفقرة‬
‫األخيرة من نفس املادة ‪ ،‬و ربط املؤسسات العمومية الخاضعة للتشريع الذي يحكم النشاط‬
‫التجاري بمجال تطبيق إجراءات الصفقات العمومية ‪ ،‬عندما تكلف بإنجاز عملية ممولة كليا‬
‫أو جزئيا ‪ ،‬بمساهمة مؤقتة أو نهائية من الدولة أو من الجماعات االقليمية‪.‬‬
‫في حين أن املشرع الجزائري حدد في املادة ‪ 7‬العقود العامة التي ال تخضع إلجراءات‬
‫وأحكام قانون الصفقات العمومية في قائمة تعدادية ‪ ،‬معتمدا على املعيار املادي كأساس‬
‫ليخرج مجموعة من العقود اإلدارية من قائمة العقود اإلدارية التي كان باإلمكان أن تكون‬
‫خاضعة إلجراءات وأحكام قانون الصفقات العمومية ‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية ‪ :‬الصفقات العمومية ‪ ،‬املعيار العضوي واملادي ‪ ،‬اإلشراف املنتدب على‬
‫املشاريع ‪ ،‬املنافسة ‪ ،‬العقود ‪.‬‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪1060‬‬
‫العدد التاسع‬ ‫املجال الجديد لتطبيق إجراءات الصفقات العمومية‬
‫ املجلد الثاني‬2018 ‫مارس‬ 247-15 ‫وفق املرسوم الرئا�سي الجزائري‬

Résumé:
Dans le décret présidentiel15-247 du 16 Septembre 2016 , Le législateur Al-
gérien a modifié le champ d›application des procédures de passation des marchés
publics contenues dans le décret présidentiel 10-236 abrogée, pour des raisons
politiques et économiques et en se basant sur l›article 2 et 3 de la loi des marchés
publiques françaises de 2016.
Cette modification est comprise dans les articles 6 et 7 du décret présidentiel
du 15-247 en utilisant son critère d›origine ; le critère organique.
Dans l›article 6, les dispositions du décret présidentielle sont applicables ex-
clusivement aux marchés publics, objet des dépenses de l›Etat et des collectivités
territoriales et des établissements publics a caractère administratif.
Le législateur Algérien a également utilisé le critère matériel exceptionnel�-
lement dans le dernier paragraphe du même article pour soumettre les établisse-
ments publics à la législation régissant les activités commerciales , lorsque ceux-ci
sont chargés de la réalisation d’une opération financée , totalement ou partielle-
ment , sur concours temporaire ou définitif de l’Etat ou des collectivités territoriales.
Bien que dans l›article 7 du même décret , le législateur Algérien a définit les
contrats non soumis aux dispositions de la loi des marchés publics en ce basant
sur le critère matériel et en les faisant sortir du champ d’application un ensemble
de contrats administratifs de la liste des contrats administratifs qui pouvaient être
soumis aux procédures et aux dispositions de la Loi des marchés publics.
Mots clés: transactions publiques, critères organiques et physiques, supervision
de projet, concurrence, contrats.

1061 ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫املجال الجديد لتطبيق إجراءات الصفقات العمومية‬ ‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬
‫وفق املرسوم الرئا�سي الجزائري ‪247-15‬‬

‫مقدمة ‪:‬‬
‫إن قراءة نص املادة ‪ 6‬من املرسوم الرئا�سي ‪ 247-15‬املؤرخ في ‪ 16‬سبتمبر ‪ 2016‬املنظم‬
‫للصفقات العمومية وتفويض املرافق العامة ‪ ،‬تسمح لنا من تحديد مجال تطبيق أحكام‬
‫وإجراءات الصفقات العمومية ‪ ،‬وهذا التحديد ملجال التطبيق سيبين لنا مفهوم الصفقة‬
‫العمومية ‪.‬‬
‫هذا املفهوم للصفقة العمومية مبني على أساسين مزدوجين‪ ،‬األساس األول هو عضوي‬
‫يدور حول املتعاقدين الذين يطبق عليهم قانون الصفقات العمومية‪.‬‬
‫األساس الثاني‪ ،‬هو مادي يعرف من خالل الخصائص ومحتوى العقود املعنية بتطبيق‬
‫قانون الصفقات العمومية‪.‬‬
‫وفي ذلك ‪ ،‬حدد املشرع الجزائري في املادة ‪ 6‬املصالح املتعاقدة في قائمة تعدادية ‪،‬وهو في‬
‫نفس الوقت تعداد أقل من ما كان عليه التعداد في املادة ‪ 2‬من املرسوم الرئا�سي ‪ 236-10‬املؤرخ‬
‫في ‪ 07‬أكتوبر ‪ 2010‬املنظم للصفقات العمومية امللغى ‪ ،2،1‬ال�شيء الذي يدفعنا للتساؤل حول‬
‫مصير املصالح املتعاقدة التي لم يتم اإلشارة إليها مثل الهيئات الوطنية املستقلة واملؤسسات‬
‫العمومية املتخصصة التي ليس لها طابع اقتصادي وال تجاري و ال صناعي ‪.‬‬
‫ثم يضيف املرسوم ‪ 247-15‬املادة ‪ 7‬التي لم تكن لها مادة أخرى في املرسوم الرئا�سي‬
‫‪ 236-10‬تماثلها ليستثني مجموعة من العقود اإلدارية من الخضوع ألحكام وإجراءات قانون‬
‫الصفقات العمومية ‪.‬‬
‫هذه القائمة التعدادية جاءت على سبيل الحصرتقوم هي األخرى على أساسين‪ ،‬األساس‬
‫األول عضوي يرتبط باملصلحة املتعاقدة‪ ،‬واألساس الثاني مادي أو موضوعي يقوم على طبيعة‬
‫العقود اإلدارية املقصاة‪.‬‬
‫لذلك سأبحث في مجال تطبيق إجراءات وأحكام قانون الصفقات العمومية الجديد‬
‫واملجاالت املستثناة من تطبيقه ‪.‬‬
‫وفي ذلك ‪ ،‬سأعتمد على خطة ثنائية من مبحثين ‪:‬‬
‫املبحث األول ‪ :‬األشخاص الخاضعة لقانون الصفقات العمومية‬
‫املبحث الثاني ‪ :‬العقود املبرمة من األشخاص العامة وغيرالخاضعة لقانون الصفقات العمومية‪.‬‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪1062‬‬
‫العدد التاسع‬ ‫املجال الجديد لتطبيق إجراءات الصفقات العمومية‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬ ‫وفق املرسوم الرئا�سي الجزائري ‪247-15‬‬

‫املبحث األول ‪ :‬األشخاص الخاضعة لقانون الصفقات العمومية‬


‫حدد املشرع الجزائري في املادة ‪ 6‬من املرسوم الرئا�سي ‪ 247-15‬املتضمن تنظيم‬
‫الصفقات العمومية وتفويض املرفق العام ‪ ،‬أربع مجاالت لتطبيق إجراءات قانون الصفقات‬
‫العمومية محل نفقات ‪ .‬ويتعلق األمربالدولة والجماعات االقليمية واملؤسسات العمومية ذات‬
‫الطابع اإلداري واملؤسسات العمومية الخاضعة للتشريع الذي يحكم النشاط التجاري ‪ ،‬عندما‬
‫تكلف بإنجازعملية ممولة كليا أو جزئيا ‪ ،‬بمساهمة مؤقتة أو نهائية من الدولة أومن الجماعات‬
‫االقليمية ‪ ،‬و مستعمال أسلوبه املعهود ‪ -‬األسلوب غير مباشر في قوانين الصفقات العمومية‬
‫السابقة لتحديد محل النفقات في الصفقات العمومية ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬الدولة‬
‫بموجب املادة ‪ 6‬السالفة الذكر ‪ ،‬تخضع نفقات الدولة إلجراءات املرسوم الرئا�سي ‪-15‬‬
‫‪. 247‬‬
‫إن الدولة شخص عام يتمتع بالشخصية القانونية املعنوية طبقا للمادة ‪ 49‬و‪ 50‬من‬
‫القانون املدني الجزائري‪.‬‬
‫ومفهوم الدولة يشمل األجهزة املركزية كرئاسة الجمهورية والوزارة األولى والوزارات‬
‫املختلفة وتشمل أيضا أجهزتها الالمركزية ‪ ،‬وبعض املصالح الخارجية للوزارات املتمثلة في‬
‫املديريات على مستوى املديريات التنفيذية على مستوى الواليات التي تتمتع بالطابع اإلداري ‪،‬‬
‫والتي ال تعتبرسوى امتداد لإلدارة املركزية على املستوى االقليمي واملحلي ‪.‬‬
‫هذه األجهزة الالمركزية تفتقد ألي استقاللية فهي غير مستقلة عن الدولة وليست‬
‫لها الشخصية القانونية املعنوية‪ ،‬بل هي تابعة للدولة وتعمل باسم الدولة ولحسابها وتحت‬
‫رقابتها‪ ،‬ومهمتها تتمثل في تطبيق القرارات وسياسية املنتهجة من طرف األجهزة املركزية‪.‬‬
‫لقد اتبع املشرع الجزائري في ذلك املشرع الفرن�سي الذي نص في مادته الثانية على أن فقط‬
‫الدولة ومؤسساتها العمومية االدارية والجماعات االقليمية ومؤسساتها العامة ‪ ، 3‬وأيضا‬
‫املشرع التون�سي في املرسوم الرئا�سي ‪ 2002-3158‬املؤرخ في ‪ 17‬ديسمبر ‪ 2002‬املتضمن قانون‬
‫‪4‬‬
‫الصفقات العمومية التون�سي املعدل واملتمم في فقرته الثالثة من املادة األولى منه ‪.‬‬
‫لقد كان قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ 5 1967‬السباق في نص في مادته األولى على أن‬
‫تطبيق مجال إجراءات الصفقات العمومية يكون على الدولة والعماالت والبلديات واملؤسسات‬
‫واملكاتب العمومية ‪.‬‬
‫ثم بعد ذلك تراجع في املرسوم ‪ 6 145-82‬عن كلمة الدولة ‪ ،‬واقتصاره في املادة ‪ 5‬منه‬
‫على عبارة جميع املؤسسات والهيئات العمومية ‪ ،‬وهو نفس ما نص عليه املشرع الجزائري في‬
‫‪1063‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬
‫املجال الجديد لتطبيق إجراءات الصفقات العمومية‬ ‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬
‫وفق املرسوم الرئا�سي الجزائري ‪247-15‬‬

‫املرسوم التنفيذي في حين أن املرسومين الرئاسيي ‪ 250-02‬و ‪ 236-10‬لم يذكروا كلمة الدولة‬
‫واستعملوا اإلدارات العمومية التي تتسم بشمولية واإلطالق في حين أن كلمة الدولة أكثر دقة‬
‫ووضوح‪.‬‬
‫◄موقف املرسوم الرئا�سي ‪ 247-15‬من الهيئات الوطنية املستقلة ‪:‬‬
‫أورد املرسوم التنفيذي ‪ 7 434-91‬في مادته الثانية على عبارة تطبيق الصفقات العمومية‬
‫على الهيئات الوطنية املستقلة وهو ذات الوصف في املادة ‪ 2‬من املرسوم الرئا�سي ‪250-02‬‬
‫واملادة ‪ 2‬من املرسوم الرئا�سي ‪. 236-10‬‬
‫ويقصد بالهيئات الوطنية املستقلة البرملان بغرفتيه املجلس الشعبي الوطني ومجلس‬
‫األمة ‪ ،‬واملجلس الدستوري واملحكمة العليا ومجلس الدولة ومجلس املحاسبة والهيئات‬
‫االستشارية الوطنية كاملجلس االقتصادي واالجتماعي وهي تمارس نشاط وطنيا على كامل إقليم‬
‫الدولة‪.‬‬
‫لم ينص املشرع الجزائري في املرسوم الرئا�سي ‪ 247-15‬على تطبيق إجراءات الصفقات‬
‫العمومية على الهيئات الوطنية املستقلة ‪ ،‬فهل هوتراجع عن خضوع هذه األخيرة إلجراءات قانون‬
‫الصفقات العمومية ؟ في حقيقة األمر حتى وإن كانت هذه الهيئات تتمتع ببعض االستقاللية ‪،‬‬
‫فإنها ال تتمتع بشخصية قانونية مختلفة عن الشخصية القانونية للدولة ‪ ،‬وبالتالي فهي تخضع‬
‫إلجراءات قانون الصفقات العمومية ‪.‬‬
‫وعدم نصها املشرع الجزائري في املادة ‪ 6‬ليس تراجع وإنما تأكيد على أنها أشخاص قانونية‬
‫تتمتع بنوع من االستقاللية غيرأنه هذه االستقاللية ال تخرج عن الشخصية القانونية للدولة‪.‬‬
‫ففي فرنسا ومنذ قرار مجلس الدولة في قرار املجالس النيابية املؤرخ في ‪ 5‬مارس ‪1999‬‬
‫اعترف للمجالس النيابية بسلطة مرتبطة بسلطة الدولة إلى جانب الهيئات الوطنية املستقلة‬
‫‪8‬‬
‫وبالتالي خضوعها إلجراءات الصفقات العمومية في مجال نفقاتها‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الجماعات االقليمية‬
‫عبارة الجماعات اإلقليمية عرفها القانون قم ‪ 10-11‬املؤرخ في ‪ 22‬جوان ‪ 2011‬املتعلق‬
‫بالبلدية‪ 9‬في مادته األولى ‪ «:‬البلدية هي الجماعة اإلقليمية القاعدية للدولة‪ ، »...‬وقانون رقم‬
‫‪ 07-12‬املؤرخ في ‪ 21‬فبرايرسنة ‪ 2012‬املتعلق بالوالية‪ 10‬في مادته األولى ‪ « :‬الوالية هي الجماعة‬
‫اإلقليمية للدولة »‪.‬‬
‫في حين كان ينص دستورسنة ‪ 1996‬على مفهوم جماعات محلية ‪ ،‬ومفهوم‬
‫الجماعات االقليمية لم يعرفه املؤسس الدستوري إال في الدستور الجزائري الجديد‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪1064‬‬
‫العدد التاسع‬ ‫املجال الجديد لتطبيق إجراءات الصفقات العمومية‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬ ‫وفق املرسوم الرئا�سي الجزائري ‪247-15‬‬

‫ينص في مادته ‪ 16‬في فقرتها األولى على أن الجماعات اإلقليمية للدولة هي البلدية والوالية‪.‬‬
‫فكال من البلدية والوالية مجموعتان إقليميتان تتمتعان بالشخصية املعنوية واالستقالل املالي‬
‫و وحدتان منفصلتان عن الدولة انفصاال عضويا وقانونيا ‪ ،‬اعترف لهما املشرع بأساس قانوني‬
‫بأنهما ‪ :‬جماعات إقليمية‪.‬‬
‫فهما يشكالن كيانا ذاتيا و لهما وجود مستقل كرسه القانون املدني في املادة ‪ 49‬و ‪، 11 50‬‬
‫واملادة األولى من قانون البلدية بنصها ‪ «:‬وتتمتع بالشخصية املعنوية و الذمة املالية ‪. »...‬‬
‫واملادة األولى الفقرة الثانية من قانون الوالية بنصها ‪ ... «:‬وتتمتع بالشخصية املعنوية‬
‫والذمة املالية املستقلة » ‪.‬‬
‫منحت هذه القوانين الثالثة للبلدية والوالية الشخصية القانونية املعنوية واالستقالل‬
‫املالي‪ ،‬ومنحت لهما ميزانية مستقلة عن ميزانية الدولة ودمثان مستقلتان عن ذمة الدولة‪،‬‬
‫ولهما من الوسائل املادية والبشرية ما يسمح لهما بالتعاقد‪.‬‬
‫إن البلدية والوالية بتمتعهما باستقاللية مالية يكونان مؤهالن لتسيير الشؤون املحلية‬
‫وأهلية التعاقد ووظيفتها داخل التنظيم االداري للدولة وأعبائها املختلفة تفرض عليها الدخول‬
‫في عالقات عقدية لتنفيذ مشاريع تنموية وخدمة الجمهور ‪ ،‬وعقودهما من قبيل العقود اإلدارية‬
‫وتعتبرصفقات عمومية متى توفرت على شروط مالية وموضوعية وعضوية‪.‬‬
‫ومن أجل ذلك خص املشرع الجزائري في قانون البلدية ‪ 189‬من قانون البلدية بنصها‪:‬‬
‫« يتم إبرام صفقات اللوازم واألشغال أو تقديم الخدمات التي تقوم بها البلدية واملؤسسات‬
‫العمومية البلدية ذات الطابع االداري طبقا للتنظيم الساري املفعول املطبق على الصفقات‬
‫العمومية » ‪.‬‬
‫وخص في قانون الوالية نص املادة ‪ 135‬من قانون الوالية بنصها ‪ « :‬تبرم الصفقات‬
‫الخاصة باألشغال أو الخدمات أو التويردات للوالية ومؤسساتها العمومية ذات الطابع االداري‬
‫طبقا للقوانين والتنظيمات املعمول بها واملطبقة على الصفقات العمومية » ‪.‬‬
‫وما هو إال تأكيد على نص املادة ‪ 6‬في فقرتها الثانية من املرسوم الرئا�سي ‪. 247-15‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬املؤسسات العمومية ذات الطابع االداري‬
‫بصفة عامة ‪ ،‬املؤسسات العمومية االدارية هي وسيلة املباشرة في تسييراملرافق العامة‪،‬‬
‫فالدولة تخلت عن التسيير املباشر للمرفق العام فلجأت إلنشاء هيئة إدارية خصيصا لتسير‬
‫مرفق معين ‪.‬‬
‫إن اللجوء إلى مثل هذا الطريقة تجعل املرفق العام يسير بأكثر مرونة واستقاللية لتأقلم‬
‫‪1065‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬
‫املجال الجديد لتطبيق إجراءات الصفقات العمومية‬ ‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬
‫وفق املرسوم الرئا�سي الجزائري ‪247-15‬‬

‫مع األوضاع الجديدة ‪.‬‬


‫يمنح النص التنظيمي املنشأ لهذه املؤسسات العمومية ذات الطابع االداري‬
‫الشخصية القانونية املعنوية ‪ .‬لذلك ‪ ،‬فهي مستقلة استقالال وظيفيا وعضويا عن‬
‫الدولة والجماعات االقليمية رغم ما قد يباشر ونه من رقابة ووصاية إدارية ومالية عليها‪.‬‬
‫وللمؤسسات العمومية ذات الطابع االداري استقاللية مالية ‪ ،‬وفي ذلك هي تمتلك ذمة مالية‬
‫مستقلة عن ذمة املالية للدولة والجماعات االقليمية ‪ ،‬ولها وسائل مادية وبشرية خاصة بها‬
‫زيادة على ميزانية عامة خاصة بها ومستقلة عن ميزانية الدولة والجماعات االقليمية‪.‬‬
‫واملشرع حينما أخضع املؤسسات العمومية ذات الطابع االداري إلجراءات الصفقات‬
‫العمومية أخضع املال العام إلجراءات حمايته من أي شكل من أشكال الفساد املالي‪.‬‬
‫◄موقف املرسوم الرئا�سي ‪ 247-15‬من املؤسسات العمومية املتخصصة التي ليس لها‬
‫طابع اقتصادي وال تجاري و ال صناعي ‪:‬‬
‫حمل املرسوم الرئا�سي لسنة ‪ 2002‬إضافة إلى جانب املؤسسات العمومية االدارية ذكر‬
‫مؤسسات عمومية وطنية لها طابع غير اقتصادي وغير تجاري وغير صناعي وهي مراكز البحث‬
‫والتنمية واملؤسسات العمومية ذات الطابع العلمي ‪ ،‬واملؤسسات العمومية ذات الطابع الثقافي‬
‫‪ ،‬واملؤسسات العمومية ذات الطابع املنهي وهو ما أكده املشرع الجزائري في املرسوم الرئا�سي ‪-10‬‬
‫‪ 236‬امللغى ‪ ،‬غير أن املشرع الجزائري في املرسوم الرئا�سي ‪ 247-15‬تراجع وأغفل عن ذكر هذه‬
‫املؤسسات واملراكزاملتخصصة ‪.‬‬
‫فهل يعني ذلك أنه أقصاها من تطبيق عليها إجراءات الصفقات العمومية ؟ بالرجوع‬
‫إلى املرسوم التنفيذي ‪ 256-99‬املؤرخ في ‪ 16‬نوفمبر ‪ 1999‬املحدد لكيفيات إنشاء املؤسسة‬
‫العمومية ذات الطابع العلمي والتكنولوجي وتنظيمها وسيرها ‪ ،12‬واملرسوم التنفيذي رقم ‪-99‬‬
‫‪ 257‬املؤرخ في ‪ 16‬نوفمبر ‪ 1999‬املحدد لكيفيات إنشاء وحدات البحث وتنظيمها وسيرها‪، 13‬‬
‫فإننا نجد أنها مؤسسات عمومية وطنية تهدف إلى تحقيق مصلحة وخدمة عامة سواء كانت‬
‫خدمة علمية أو تكنولوجيا أو ثقافية أو حتى مهنية بصفة مجانية باستعمال امتيازات السلطة‬
‫العامة ‪ ،‬مثلها في ذلك مثل املؤسسات العمومية اإلدارية‪ .‬وبالتالي فهي ال تستهدف تحقيق الربح‪،‬‬
‫والربح ليس سببا في وجودها وتنظيمها وعملها‪.‬‬
‫كما أنها ممولة من طرف امليزانية الدولة بمعنى مالها مال عام ‪ ،‬وتخضع للمحاسبة‬
‫العمومية مما يجعلها مؤسسات عمومية إدارية ذات طابع خاص لها نفس مميزات وخصائص‬
‫املؤسسات العمومية االدارية‪ .‬فاملؤسسات العمومية املتخصصة لها نفس خصائص املؤسسات‬
‫العمومية االدارية من حيث الهدف والغاية والتمويل واملحاسبة والرقابة ‪.‬‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪1066‬‬
‫العدد التاسع‬ ‫املجال الجديد لتطبيق إجراءات الصفقات العمومية‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬ ‫وفق املرسوم الرئا�سي الجزائري ‪247-15‬‬

‫وبالتالي ينطبق عليها ما ينطبق على املؤسسات العمومية االدارية من حيث خضوعها‬
‫إلجراءات الصفقات العمومية‪.‬‬
‫إن القضاء االداري الفرن�سي يعتبر هذه املؤسسات مؤسسات عمومية إدارية مرتبطة‬
‫بالدولة ‪ ،‬إلى جانب غرفة التجارة والصناعة وغرفة الفالحة تزاول نشاطا متخصصا في مجال‬
‫‪14‬‬
‫فني واحد ‪.‬‬
‫الفرع الرابع ‪ :‬املؤسسات العمومية الخاضعة للتشريع الذي يحكم النشاط التجاري‬
‫أخضع املشرع الجزائري ومنذ قانون الصفقات العمومية ‪ 236-10‬املؤسسات ذات طابع‬
‫صناعي وتجاري لقانون الصفقات العمومية ملا تكون ممولة جزئيا أو كليا من طرف الدولة أي‬
‫من مال الخزينة العمومية بمعنى استثمار ممول من قبل ميزانية الدولة فإن العقد يخضع من‬
‫حيث طرق االبرام أو االجراءات أو التنفيذ أو ممارسة سلطات املصلحة املتعاقدة ‪.‬‬
‫حافظ املشرع الجزائري على هذا املنهج في املادة ‪ 6‬الفقرة األخيرة حينما أخضع املؤسسات‬
‫العمومية الخاضعة للتشريع الذي يحكم النشاط التجاري ‪ ،‬عندما تكلف بإنجازعملية ممولة‪،‬‬
‫كليا أو جزئيا بمساهمة مؤقتة أو نهائية من الدولة أو من الجماعات اإلقليمية‪.‬‬
‫في حقيقة األمرهذه الفقرة تطرح عدة مالحظات ‪:‬‬
‫‪ -‬املالحظة األولى ‪ :‬استبعاد املؤسسات العمومية االقتصادية بنص‬
‫إن املشرع الجزائري لم يستعمل عبارة املؤسسات ذات الطابع الصناعي والتجاري‬
‫وإنما استعمل عبارة املؤسسات العمومية الخاضعة للقانون للتشريع الذي يحكم النشاط‬
‫التجاري وهو ما يفهم منه أن املشرع وسع من مجال تطبيق قانون الصفقات العمومية على‬
‫كل املؤسسات العمومية الخاضعة في نشاطها للقانون التجاري لتشمل املؤسسات العمومية‬
‫االقتصادية واملؤسسات العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري ‪،‬غيرأنه سرعان ما نصطدم‬
‫بتراجع من املشرع الجزائري في املادة ‪ 9‬من املرسوم الرئا�سي ‪ 247-15‬التي تنص صراحة على أن‬
‫املؤسسات العمومية االقتصادية ال تخضع ألحكام إبرام الصفقات العمومية‪.‬‬
‫فإذا كانت الفقرة األخيرة من املادة ‪ 6‬هي النص العام وهي األصل فإن املادة ‪ 7‬هي النص‬
‫الخاص واالستثناء ‪ ،‬لذلك نتساءل حول محتوى التعديل وإضافة املؤسسات العمومية‬
‫االقتصادية للمؤسسات العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري ‪ ،‬ليتنازل عن إخضاع‬
‫املؤسسات العمومية االقتصادية لقانون الصفقات العمومية بنص واضح ال يقبل االستثناء ‪،‬‬
‫فاملؤسسات العمومية االقتصادية ال تخضع لقانون الصفقات العمومية سواء مولت املشروع‬
‫من رأس مالها أم مولت كليا أو جزئيا من ميزانية الدولة‪.‬‬

‫‪1067‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫املجال الجديد لتطبيق إجراءات الصفقات العمومية‬ ‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬
‫وفق املرسوم الرئا�سي الجزائري ‪247-15‬‬

‫‪ -‬املالحظة الثانية ‪ :‬توسيع املال العام للدولة والجماعات اإلقليمية‬


‫إن املشرع الجزائري في املرسوم الرئا�سي ‪ 247-15‬وسع من مجال التمويل العام من‬
‫ميزانية العامة للمؤسسات العمومية االقتصادية ذات الطابع الصناعي والتجاري ليشمل‬
‫التمويل الجزئي أو الكلي الدولة والجماعات االقليمية بعدما كان في املرسوم الرئا�سي ‪235-10‬‬
‫يشمل التمويل الجزئي أو الكلي من طرف الدولة فقط ‪ ،‬ورغم ذلك فإن املشرع الفرن�سي كان‬
‫أكثر اتساعا بحيث إلى جانب الدولة والجماعات االقليمية يضيف تمويل الهيئات العمومية‬
‫االدارية‪.‬‬
‫‪ -‬املالحظة الثالثة ‪ :‬التباين النسبي للمواقف بين املشرع الجزائري و املشرع الفرن�سي‬
‫إن موقف املشرع الفرن�سي من إخضاع هو نفس موقف املشرع الجزائري الذي يخضع‬
‫املؤسسات العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري لقانون الصفقات العمومية كأصل عام‬
‫عندما تكون ممولة من طرف الدولة أو الجماعات االقليمية أو هيئات عمومية إدارية وتهدف‬
‫لتحقيق مصلحة عامة ‪.‬‬
‫ويضيف املشرع الفرن�سي أيضا كاستثناء على هذه القاعدة خضوع املؤسسات العمومية‬
‫ذات الطابع الصناعي والتجاري لقانون الصفقات العمومية حينما تفوق املبالغ املصروفة‬
‫الحد األق�صى املحدد في قانون اإلتحاد األوربي حتى ولولم تمول من ميزانية الدولة أوالجماعات‬
‫االقليمية أو هيئات عمومية إدارية ‪ ،‬فإنها تخضع لقانون الصفقات العمومية بناء على املادة‬
‫‪15‬‬
‫‪ 8‬من قانون ‪ 11‬ديسمبر‪ 2001‬املعدل لقانون املؤرخ في ‪ 3‬جانفي ‪ 1991‬ال سيما في مادته ‪. 9‬‬
‫املالحظة الرابعة ‪ :‬في فرنسا إمكانية خضوع املؤسسات العمومية ذات الطابع الصناعي‬
‫والتجاري االرادي لقانون الصفقات العمومية‬
‫فاملؤسسات العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري الفرنسية لها االمكانية الخضوع‬
‫إراديا لقانون الصفقات العمومية إلخضاع بعض مشترياتهم لقانون الصفقات العمومية‬
‫تطبيقا لقانون ‪ 11‬دسيمبر ‪ 2001‬الذي يسمح ويعطي االمكانية االرادية لكل مؤسسة عمومية‬
‫غير خاضعة لقانون الصفقات العمومية أن تختار إراديا تطبيق أحكام قانون الصفقات‬
‫العمومية ‪.‬‬
‫غير أن االجتهاد القضائي الفرن�سي يلزم بأن كل االجراءات الواردة في قانون الصفقات‬
‫‪16‬‬
‫العمومية تحترم من البداية إلى النهاية االجراءات ‪.‬‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪1068‬‬
‫العدد التاسع‬ ‫املجال الجديد لتطبيق إجراءات الصفقات العمومية‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬ ‫وفق املرسوم الرئا�سي الجزائري ‪247-15‬‬

‫املبحث الثاني ‪ :‬العقود املبرمة من األشخاص العامة‬


‫وغيرالخاضعة لقانون الصفقات العمومية‬
‫بالرجوع إلى املقاربة التعدادية للمشرع الجزائري في نص املادة من قانون الصفقات‬
‫العمومية ‪ 247-15‬نجده أن املشرع الجزائري أق�صى من مجال تطبيق قانون الصفقات‬
‫العمومية مجموعة من العقود بسبب موضوعها بمعنى االعتماد على املعياراملوضوعي املادي‪.‬‬
‫وهو في الحقيقة سوى منقول من نص املادة ‪ 3‬الفقرة من ‪ 3‬إلى ‪ 11‬من قانون الصفقات‬
‫العمومية الفرن�سي ما يفرق قانون الصفقات العمومية امللغى عن ‪ 247-15‬أن األول أدرج‬
‫االستثناءات في نفس املادة ‪ 2‬حينما حدد مجال تطبيق قانون الصفقات العمومية على‬
‫موضوعات محددة في حين أن قانون الصفقات العمومية الجديد وضع ملجاالت تطبيق قانون‬
‫الصفقات العمومية املادة ‪ 6‬في حين خص املادة ‪ 7‬لالستثناءات مستعمال أسلوب النفي ‪:‬‬
‫« ‪ -‬ال تخضع ألحكام هذا الباب ‪ ،‬العقود اآلتية ‪. »...‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬العقود املبرمة بين الهيئات واملؤسسات واإلدارات العمومية فيما بينها‬
‫لقد جاء تكريس هذا املبدأ في املرسوم الرئا�سي ‪ 338-08‬املؤرخ في ‪ 26‬أكتوبر‪ 2008‬املعدل‬
‫واملتمم للمرسوم الرئا�سي ‪ 250 -02‬لقد استبعد املشرع تطبيق قانون الصفقات العمومية على‬
‫مثل هذه الصفقات بسبب عدم وجد إشكالية الفساد املالي على اعتبار أن املال لم يخرج من‬
‫الخزينة العمومية ‪ .‬فهما كانت االدارة أو الهيئة أو املؤسسة عمومية فإن لها حساب جاري على‬
‫مستوى الخزينة وبالتالي املال العام الذي استعمل في العملية انتقل من حساب إلى حساب دون‬
‫أن يخرج من الخزينة العمومية وفي ذلك عدم خوف على املال العام بالعكس لو أبورم العملية‬
‫مع مؤسسة خاصة أو حتى مع مؤسسة عمومية اقتصادية أو مؤسسة عمومية ذات طابع‬
‫صناعي وتجاري فإن لها حساب بنكي وبالتالي سيقع خروج للمال العام من الخزينة العمومية‬
‫إلى حساب البنكي لهذه املؤسسة العمومية أو ذات الطابع الصناعي والتجاري‪.‬‬
‫غير أن البعض يرى أن ذلك يخالف مبدأ حرية املنافسة واملساواة ال سيما املادة ‪ 3‬من‬
‫املرسوم الرئا�سي ‪ 338-08‬نفسه الذي جاء باملبدأ واملادة ‪ 3‬من املرسوم الرئا�سي ‪ 236-10‬واملادة‬
‫‪ 5‬من املرسوم الرئا�سي ‪ «: 247-15‬لضمان نجاعة الطلبات العمومية واالستعمال الحسن‬
‫للمال العام ‪ ،‬يجب أن تراعى في الصفقات العمومية مبادئ حرية الوصول للطلبات العمومية‬
‫واملساواة في معاملة املرشحين وشفافية اإلجراءات ‪ ،‬ضمن احترام أحكام هذا املرسوم » ‪.‬‬
‫فهذا االجراء قد يق�صي هيئات وإدارات ومؤسسات عمومية إدارية من التنافس فيما بينها‬
‫على صفقات عمومية قد يحول دون الوصول إلى النجاعة على اعتبار أنه من املمكن جدا أن‬
‫الطلبات العمومية قد تلبيها أكثرمن هيئة أو إدارة أو مؤسسة عمومية ‪ ،‬و يتم اللجوء إلى األقل‬
‫‪1069‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬
‫املجال الجديد لتطبيق إجراءات الصفقات العمومية‬ ‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬
‫وفق املرسوم الرئا�سي الجزائري ‪247-15‬‬

‫خبرة ونجاعة لتقديم العقد وهو ما يؤثر على النجاعة املرجوة رغم املحافظة على االستعمال‬
‫الحسن للمال العام رغم أن املشرع في املادة ‪ 5‬سبق النجاعة على حسن استعمال املال العام‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬العقود املبرمة من املطة ‪ 2‬إلى املطة ‪8‬‬
‫من املادة ‪ 7‬من املرسوم الرئا�سي ‪247-15‬‬
‫هي عقود جاءت على سبيل الحصر تستثني عقود محددة حصرا سواء بسبب املصلحة‬
‫املتعاقدة أم بسبب طبيعة العقد اإلداري‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬العقود املبرمة مع املؤسسات العمومية املنصوص عليها في املطة األخيرة من‬
‫املادة ‪ 6‬أعاله عندما تزاول هذه املؤسسات نشاطا ال يكون خاضعا للمنافسة‬
‫تق�صى وفق الفقرة الثانية من املادة ‪ 7‬من املرسوم الرئا�سي ‪ 247-15‬من تطبيق إجراءات‬
‫وأحكام قانون الصفقات العمومية كل العقود املبرمة مع املؤسسات العمومية االقتصادية‬
‫واملؤسسات ذات الطابع الصناعي والتجاري ‪.‬‬
‫في حقيقة األمر هذه مؤسسات تخضع في نشاطها للقانون التجاري ‪ ،‬كما أنها تخضع‬
‫للمنافسة ‪ ،‬غير أنه ووفق املطة األخيرة من املادة ‪ 6‬تكون هذه املؤسسات خاضعة لقانون‬
‫الصفقات العمومية عندما تكلف بإنجازعملية ممولة كليا أو جزئيا ‪ ،‬بمساهمة مؤقتة أو نهائية‬
‫من الدولة أو الجماعات االقليمية‪ .‬في حين الفقرة الثانية من املادة ‪ 7‬تق�صي العقود املبرمة من‬
‫طرف هذه املؤسسات العمومية الخاضعة للتشريع الذي يحكم النشاط التجاري عندما تكلف‬
‫بإنجازعملية ممولة كليا أو جزئيا ‪ ،‬بمساهمة مؤقتة أو نهائية من الدولة أو الجماعات االقليمية‬
‫عندما تكون هذه املؤسسات العمومية تستفيد بموجب تنظيمات من انتاج أو عمل حصري ال‬
‫تخضع فيه للمنافسة‪.‬‬
‫هذا التنظيم يسمح لها بالعمل أو باإلنتاج الحصري ‪ ،‬وبالتالي حينما تريد املصلحة‬
‫املتعاقدة الخاضعة إلجراءات وأحكام الصفقات العمومية من إبرام عقد مع هذه املؤسسات‬
‫‪ ،‬ال تخضع إلجراءات وأحكام قانون الصفقات العمومية ألنها أصال مؤسسات في عمل أو إنتاج‬
‫حصري ال يخضع ألي نوع من املنافسة‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬العقود املتعلقة باقتناء أو تأجيرأراض أو عقارات‬
‫أق�صى املشرع الجزائري في الفقرة الرابعة منه من املرسوم الرئا�سي ‪ 247-15‬العقود‬
‫املرتبطة باقتناء أو تأجير أراض أو عقارات من تطبيق إجراءات وأحكام قانون الصفقات‬
‫العمومية ‪ ،‬كما تق�صى أيضا أي حق يرتبط بهذه الحقوق ‪.‬‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪1070‬‬
‫العدد التاسع‬ ‫املجال الجديد لتطبيق إجراءات الصفقات العمومية‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬ ‫وفق املرسوم الرئا�سي الجزائري ‪247-15‬‬

‫فحسب الفقه الفرن�سي ‪ ،‬فإن هذه العقود املقصاة من تطبيق قانون الصفقات العمومية‬
‫ال تخص العقود املبرمة حالة االنتهاء من البناء أو عقود االيجاراملرهونة إداريا ‪ ،‬حيث أن تطبيق‬
‫الحالة ال يكون إال على األموال العقارية املوجودة والثابتة‪.17‬‬
‫في حقيقة األمر ‪ ،‬هذه العقود هي أصال عقود ال تخضع لقانون الصفقات العمومية وهي‬
‫عقود مقصاة من تطبيقه بحيث أن من تعريف الصفقة العمومية وتعريف عقد األشغال‬
‫العامة نستنتج أنه وجوبا ال بد أن تكون املصلحة املتعاقدة هي صاحبة املشروع ويكون املشروع‬
‫لحسابها ومصلحتها ‪ ،‬في حين أن عملية االقتناء والتأجير لألرا�ضي والعقارات ال تتوفر على هذا‬
‫الشرط األسا�سي لعقد الصفقة العمومية‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬العقود املتعلقة باإلشراف املنتدب على املشاريع‬
‫تسمح هذه العقود للشخص العام وهو صاحب املشروع من طلب املناقصة سواء من‬
‫أشخاص القانون االعم أو أشخاص القانون الخاص من أجل مساعدته والوقوف إلى جانبه‬
‫وتمثيله بموجب عدة أصناف في تسييرعقد أشغال عامة لتحقيق مصلحة عامة ‪.‬‬
‫وظيفة صاحب املشروع تتمثل في التأكد من الفرصة املتاحة للعملية املقترحة ‪ ،‬يكون‬
‫مكلف بتحديد املنطقة لألشغال وتحديد البرنامج وتوفيرالغالف املالي االحتمالي والتأكد من من‬
‫التمويل للمشرع واختيار االجراءات والخطة التي سيتم بها إنجاز املشروع مع املقاول الذي وقع‬
‫االختيارعليه ‪.‬‬
‫يجب أن تتوفرفي صاحب املشروع املنتدب ثالثة شروط‪:‬‬
‫‪ -1‬الشخص العام يجب أوال أن يتحمل مسؤولية البناء واألشغال ‪ ،‬ويجب أن تكون تحمله‬
‫لهذه املسؤولية إلى جاب إدارة التقنية لألشغال وعمليات استقبال األشغال‪.‬‬
‫‪ -2‬املشروع يجب ألن يتم بناؤه حسب احتياجات الشخص العام املسؤول عن العملية ‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫‪ -3‬املشروع يجب أن يصبح ملكية الشخص العام بعد االنتهاء من األشغال‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬العقود املبرمة مع بنك الجزائر‬
‫تق�صى من تطبيق إجراءات وأحكام قانون الصفقات العمومية كل عمليات القرض املالي‬
‫من البنك املركزي وكذا عمليات التغطية املالية أو تقديم خدمات لصالح البنك املركزي ‪.‬‬
‫كما تستثنى كل العمليات البنكية مع البنك املركزي من تطبيق إجراءات وأحكام قانون‬
‫الصفقات العمومية‪.‬‬

‫‪1071‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫املجال الجديد لتطبيق إجراءات الصفقات العمومية‬ ‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬
‫وفق املرسوم الرئا�سي الجزائري ‪247-15‬‬

‫خامسا ‪ :‬العقود املبرمة بموجب إجراءات املنظمات والهيئات الدولية أو بموجب االتفاقات‬
‫الدولية عندما يكون ذلك مطلوبا‬
‫تق�صى من تطبيق إجراءات وأحكام قانون الصفقات العمومية العقود املبرمة وفق‬
‫اتفاقات أو تعهدات أو التزامات نصت عليها أو فرضتها منظمات أو هيئات دولية منظمة إليها‬
‫اللجزائر وعضوه فيها ‪ ،‬أو نصت عليها وفرضتها اتفاقيات دولية صادقت عليها الجزائر والتزمت‬
‫بتطبيقها دون تحفظات مرتبطة بموضوع العقود‪.‬‬
‫سادسا ‪ :‬العقود املتعلقة بالصلح والتحكيم‬
‫تق�صى من تطبيق أحكام وإجراءات املرسوم الرئا�سي ‪ 247-15‬املنظم للصفقات العمومية‬
‫وتفويض املرافق العامة العقود التي تكون موضوعاتها عملية الصلح والتحكيم التي تقوم بها‬
‫أشخاص أو هيئات أو شركات خاصة وطنية أو دولية ‪ ،‬فأتعاب هذه األشخاص ومهما بلغت ال‬
‫تعد صفقات عمومية وال تخضع ألحكام هذا القانون‪.‬‬
‫غيرأن املشرع املشرع الجزائري بهذا املوقف خالف املشرع الفرن�سي الذي لم يق�صي هذا‬
‫‪19‬‬
‫النوع من العقود اإلدارية املرتبطة بالصلح والتحكيم من تطبيق قانون الصفقات العمومية ‪.‬‬
‫سابعا ‪ :‬العقود املبرمة مع محامين بالنسبة لخدمات املساعدة والتمثيل‬
‫تق�صى من تطبيق أحكام وإجراءات املرسوم الرئا�سي ‪ 247-15‬املنظم للصفقات العمومية‬
‫وتفويض املرافق العامة العقود التي تكون موضوعاتها أتعاب املحامي سواء كان شخص أم‬
‫شركة مدنية وسواء كان هذا الشخص وطني أم أجنبي وسواء تعلق األمربالتمثيل في املحاكم أم‬
‫املساعدة باالستشارة القانونية في أعمال وأشغال املصلحة املتعاقدة‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬العقود املبرمة مع هيئة مركزية للشراء‬
‫خاضعة لقانون الصفقات العمومية‬
‫نص املشرع في الفقرة األخيرة من املادة ‪ 7‬على أن العقود املبرمة بين الهيئات واملصالح‬
‫واملرافق وبين هيئاتها املركزية ال تعد من قبيل العقود الخاضعة في إبرامها وتنفيذها لقانون‬
‫الصفقات العمومية وما هو إال تكريس الجتهاد قضائي فرن�سي قائم هو أيضا على اجتهاد قضائي‬
‫أوربي‪.‬‬
‫لقد اتفق الفقه والقضاء الفرن�سي على تسمية هذا النوع من العقود غير الخاضعة‬
‫إلجراءات قانون الصفقات العمومية بالعقود املنزلية ‪ ،‬بمعنى أنها عقود داخلية بين الهيئة األم‬
‫والهيئات واملصالح التابعة والخاضعة لها‪.‬‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪1072‬‬
‫العدد التاسع‬ ‫املجال الجديد لتطبيق إجراءات الصفقات العمومية‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬ ‫وفق املرسوم الرئا�سي الجزائري ‪247-15‬‬

‫وعلى هذا املستوى من التفكير ‪ ،‬فإنه تق�صى من تطبيق إجراءات قانون الصفقات‬
‫العمومية ‪ ،‬عقود األشغال العامة وعقود اقتناء اللوازم وعقود الخدمات وعقود األشغال التي‬
‫تكون مبرمة بين املصالح والهيئات املتعاقدة وبين الهيئات املركزية للشراء أي امللبية للطلبات‬
‫والحاجات ‪.‬‬
‫ولتكون الهيئة هيئة مركزية بمفهوم الفقرة األخيرة من املادة ‪ 7‬ال بد من توافر شروط‬
‫ثالثة مجتمعة ‪:‬‬
‫الشرط األول ‪ :‬يجب أن تكون للهيئة املركزية للشراء سلطة الوصاية والرقابة على الهيئة‬
‫أو املصلحة املتعاقدة صاحبة الطلب أو من ترغب تلبية حاجاتها ‪ ،‬وهذه الوصاية والرقابة يجب‬
‫أن تكون نفس الوصاية و الرقابة التي تمارسها املصلحة والهيئة املتعاقدة على مصالحها هي‪.‬‬
‫كما يجب أن ال تمتلك هذه املصلحة والهيئة املتعاقدة أي استقاللية اتجاه الهيئة املركزية‬
‫للشراء‪.‬‬
‫غير أن درجة االستقاللية ليست معيار للقول أن هذه الهيئة أو املصلحة املتعاقدة ال‬
‫يمكنها إبرام صفقات عمومية مع الهيئة املركزية للشراء ‪ ،‬إذ أن الوصاية والرقابة ليس مقياس‬
‫لقول ذلك‪،‬وأحسن مثال على ذلك عالقة الوالية بالبلدية ‪،‬أين األولى تمتلك الوصاية والرقابة‬
‫على الثانية في حين أن العقود املبرمة بينهما ليست عقود صفقات عمومية ليس بسبب أن‬
‫الوالية هيئة مركزية للشراء على البلدية صاحبة الحاجة والطلب وإنما أن العقد بين هيئتين‬
‫عموميتين إداريتين ‪.‬‬
‫الشرط الثاني ‪ :‬في عدم االعتماد على االستقاللية بين املصلحة أوالهيئة املتعاقدة والهيئة‬
‫املركزية للشراء يجب األخذ بعين االعتبار شرط ثاني مجتمع مع الشرط األول ‪ ،‬ويتمثل الشرط‬
‫الثاني في ضرورة أن تنجز الهيئة أو املصلحة املتعاقدة أغلب وأهم نشاطاته مع الهيئة املركزية‬
‫للشراء ‪.‬‬
‫بمعنى آخر‪ ،‬أن يرتبط نشاط املصلحة أو الهيئة املتعاقدة بنشاط الهيئة املركزية للشراء‬
‫ويكون لصالحها ومصلحتها‪.‬‬
‫فزيادة على الوصاية العضوية ال بد أن يرتبط نشاط املصلحة أو الهيئة املتعاقدة‬
‫بنشاط ولصالح وملصلحة الهيئة املركزية للشراء‪.‬‬
‫وهذا الشرط أكده املشرع الجزائري في املادة ‪ 7‬الفقرة األخيرة حينما أكد أن من‬
‫شروط عدم اعتبار العقود املبرمة بين املصالح أو الهيئات املتعاقدة والهيئة املركزية للشراء‬
‫عقود صفقات عمومية أن تتصرف األولى لحاسب الثانية‪.‬‬

‫‪1073‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫املجال الجديد لتطبيق إجراءات الصفقات العمومية‬ ‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬
‫وفق املرسوم الرئا�سي الجزائري ‪247-15‬‬

‫الشرط الثالث ‪ :‬فزيادة على الوصاية وارتباط نشاط املصلحة املتعاقدة ولحساب الهيئة‬
‫املركزية للشراء ‪ ،‬هناك شرط ثالث مجتمع مع الشروط االثنين السابقتين هو وجوب أن تكون‬
‫الهيئة املركزية للشراء هي نفسها من األشخاص العامة الخاضعة لقانون الصفقات العمومية‬
‫وفق املادة ‪ 6‬من املرسوم الرئا�سي ‪. 247-15‬‬
‫وهو ما أكده املشرع في املادة ‪ 7‬من نفس املرسوم الرئا�سي حينما أكد أن ال تخضع لقانون‬
‫الصفقات العمومية ‪ ،‬العقود املبرمة مع هيئة مركزية للشراء خاضعة ألحكام الصفقات‬
‫‪20‬‬
‫العمومية‪.‬‬
‫الفرع الرابع ‪ :‬خضوع املؤسسات العمومية االقتصادية للمنافسة في السوق‬
‫يبدو أن إقصاء املؤسسات العمومية االقتصادية من مجال تطبيق قانون الصفقات‬
‫العمومية في املادة ‪ 9‬من املرسوم الرئا�سي ‪ «: 247-15‬ال تخضع املؤسسات العمومية االقتصادية‬
‫ألحكام إبرام الصفقات العمومية املنصوص عليها في هذا الباب »‪.‬‬
‫و يرجع السبب في هذا اإلقصاء أن املؤسسات العمومية االقتصادية تخضع للقانون‬
‫التجاري ‪ ،‬وبالتالي ملنافسة السوق من طرف املؤسسات الخاصة‪.‬‬
‫فال يعقل إخضاع هذه املؤسسات التنافسية إلجراءات قانون الصفقات العمومية‬
‫املعقدة والطويلة فمثال مؤسسة نقل وهران للحافالت مؤسسة عمومية اقتصادية منشأة من‬
‫طرف الوالية ‪ ،‬تخضع ملنافسة السوق من طرف املؤسسات الخاصة للنقل‪ .‬وبالتالي هي ملزمة‬
‫بتحقيق املردودية والربح ‪ ،‬في مجال التنافس فيه مع املؤسسات النقل الخاصة كبيرجدا ‪.‬‬
‫فمن غير املعقول إخضاع هذه املؤسسة إلجراءات قانون الصفقات العمومية‬
‫في عملية شراء قطع الغيار مثال ‪ ،‬والتي ستأخذ على أقل ‪ 6‬أشهر بتحضير دفتر الشروط‬
‫والدعوة للمنافسة عن طريق النشر في يوميتين وطنيتين ثم فتح األظرفة والتقويم‬
‫التقني واملالي واملنح املؤقت وانتظار الطعون وصوال ملنح النهائي للصفقة وبداية تنفيذها‪.‬‬
‫في حقيقة األمر‪ ،‬هذا االقصاء يطرح بعض التساؤالت على اعتبارأن املرسوم الرئا�سي ‪236-10‬‬
‫املنظم للصفقات العمومية أدرج املؤسسات العمومية االقتصادية ضمن املصالح املتعاقدة‬
‫الخاضعة لقانون الصفقات العمومية في عقود األشغال العامة واقتناء اللوازم و الخدمات‬
‫والدراسات ‪.‬‬
‫غير أن قضايا الفساد التي ظهرت في سنة ‪ 2010‬وما طرحت من إشكاليات قانونية‬
‫تدور حول ما مدى خضوع شركة سونا طراك لقانون الصفقات العمومية في إجراءات إبرامها‬
‫لصفقاتها أو تخضع إلجراءات خاصة داخلية ‪.‬‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪1074‬‬
‫العدد التاسع‬ ‫املجال الجديد لتطبيق إجراءات الصفقات العمومية‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬ ‫وفق املرسوم الرئا�سي الجزائري ‪247-15‬‬

‫وكان جواب املحاكم الجزائية أن سونا طراك تخضع لقانون الصفقات العمومية‬
‫بوصفها مؤسسة عمومية اقتصادية وال تخضع ألي إجراءات خاصة داخلية ‪ ،‬ومن تم تمت‬
‫متابعة األشخاص الذين أبرموا صفقات بناء على هذه اإلجراءات الخاصة الداخلية ودون‬
‫احترام لقانون الصفقات العمومية ‪ .‬األمرالذي دفع بشلل في هذه الشركة على أساس أن الكل‬
‫أصبح يرفض املشاركة في إبرام الصفقات العمومية ‪ ،‬فتدخل املشرع الجزائري بموجب املرسوم‬
‫الرئا�سي بموجب املرسوم الرئا�سي ‪ 03-13‬املؤرخ في ‪ 13‬يناير ‪ 2013‬معدال املادة ‪ 2‬من املرسوم‬
‫الرئا�سي ‪ 236-10‬ومخرجا املؤسسات العمومية االقتصادية من قانون الصفقات العمومية ‪،‬‬
‫وهو في الحقيقة األمر كان إلخراج شركة سونا طراك من تطبيق هذا القانون بوصفها مؤسسة‬
‫عمومية اقتصادية‪.‬‬
‫الخاتمة ‪:‬‬
‫عالج املشرع الجزائري في املرسوم ‪ 247-15‬املؤرخ في ‪ 16‬سبتمبر ‪ 2016‬في املادة ‪6‬‬
‫األشخاص الخاضعة لقانون الصفقات العمومية وحدده في قائمة تعدادية وحصرها في الدولة‬
‫والجماعات االقليمية واملؤسسات العمومية االدارية واملؤسسات العمومية الخاضعة للتشريع‬
‫الذي يحكم النشاط التجاري عندما تكلف بإنجازعملية ممولة كليا أوجزئيا ‪ ،‬بمساهمة مؤقتة‬
‫أو نهائية من الدولة أو من الجماعات االقليمية‪.‬‬
‫كما أن الهيئات الوطنية املستقلة إلى جانب املؤسسات العمومية املتخصصة التي ليس‬
‫لها طابع اقتصادي وال تجاري وال صناعي ورغم عدم النص عيهم في هذا القانون ورغم أن‬
‫املرسوم الرئا�سي ‪ 236-10‬كان ينص عليهما ‪ ،‬فإنهما يبقيان خاضعان ألحكام وإجراءات قانون‬
‫الصفقات العمومية وال يعد عدم النص عليهما تراجع من جانب املشرع الجزائري‪.‬‬
‫في حين أن املشرع الجزائري عالج األشخاص والعقود العامة التي ال تخضع إلجراءات‬
‫وأحكام قانون الصفقات العمومية في قائمة تعدادية معتمدا على أساسين ‪ ،‬هما األساس‬
‫العضوي واألساس املادي أو املوضوعي ليخرج مجموعة من العقود اإلدارية من قائمة العقود‬
‫اإلدارية التي كان باإلمكان أن تكون خاضعة إلجراءات وأحكام قانون الصفقات العمومية ‪.‬‬
‫يبقى أن نشير أن كال من املادة ‪ 6‬واملادة ‪ 7‬هي نقل حرفي لقانون الصفقات العمومية‬
‫الفرن�سي ال سيما املادتين ‪ 2‬و‪ 3‬منه‪.‬‬

‫‪1075‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫املجال الجديد لتطبيق إجراءات الصفقات العمومية‬ ‫العدد التاسع‬
‫ املجلد الثاني‬2018 ‫مارس‬
247-15 ‫وفق املرسوم الرئا�سي الجزائري‬

: ‫الهوامش‬
.2015‫سبتمبر‬20 ‫ املؤرخة في‬50 ‫ الجريدة الرسمية رقم‬1

.2010‫ املؤرخة في أكتوبر‬28 ‫ الجريدة الرسمية رقم‬2

3 Bernard Castaing .Rosan Noguellou et Catherine Prebissy-Schnall : Les marchés Publics , Notion .Modalités de
gestion,Exécution,LITEC,Edition duJuris-Classeur,Paris,2002,p: 6.

4 BEN KHALIFA Faouzi : Le droit des marchés publics ,Edition CLE, Tunis, 2005.p.p :37-38.

1967 ‫ لسنة‬52 ‫ الجريدة الرسمية رقم‬، 1967 ‫ جوان‬17 ‫ املؤرخ في‬90-67‫ األمر‬5

1982 ‫ أفريل‬23 ‫ املؤرخة في‬15 ‫ الجريدة الرسمية رقم‬، 1982 ‫ أفريل‬10 ‫ املؤرخ في‬145-82 ‫ املرسوم‬6

.1991 ‫ لسنة‬57 ‫ الجريدة الرسمية رقم‬، 1991‫ نوفمبر‬09 ‫ املؤرخ في‬434-91 ‫ املرسوم التنفيذي‬7

8 CE .Assemblée ,5 mars 1999,président de l’assemblée nationale: Les grands Arrêts ,n°118 ; CJEG,1999,p 18.concl
C.Bergeal ,RFDA,1999p.333,concl.C.Bergal ;AJDA,1999,p.409,Chr F.Raynaud et P.Fombeur,JCP G,1999,II , N
10090 ,note Dessclodures.

.2011 ‫ الجريدة الرسمية رقم املؤرخة في جوان‬9

.2012 ‫ فبرايرسنة‬29 ‫ املؤرخة في‬12 ‫ الجريدة الرسمية رقم‬10

. 51-50 :‫ص‬.‫ص‬،2011 ، ‫ جسور للنشروالتوزيع‬، ‫شرح تنظيم الصفقات العمومية‬:‫ بوضياف عمار‬11

.1999 ‫ املؤرخة في‬، 82 ‫الجريدة الرسمية رقم‬12

.‫ نفس الجريدة الرسمية‬13

14 CE ,13 janvier 1995 ,Chambre de commerce et d’industre de la Vienne , Rec.p.26- CE 9 dec 1987 , Chambre d’agri-
culture des deux-Sèvres,Rec.p.403. LAJOYE Christophe:
Droit des marchés publics ,5 édition , Gualino Lextenso éditions ,2002 p.50.

15 Bernard Castaing .Rosan Noguellou et Catherine Prebissy-Schnall :…Op.Cit ,p7.

16 CE 21 sept 1992,Cne Bagnoles-sur-Cèzec/SARL Alpha Ambulances:Juris-Data N°1992-047099.Rec.CE,p.1105-


CAA Paris 27 sept2001,Cne Papeeté c/ Dieumegard : Contrats marchés publics 2002.comm.n°8,note V.HAIM. Ber-
nard Castaing .Rosan Noguellou et Catherine Prebissy-Schnall :…Op.Cit ,p.8

17 Bernard Castaing .Rosan Noguellou et Catherine Prebissy-Schnall :…Op.Cit ,p.31.

18 BRACONNIER Stéphane : Droit des marchés publics ,Imprimerie Nationale, Éditions techniques ,,Paris
2002,p.p:102-106.

19 BRACONNIER Stéphane : …Op.Cit ,p:83.

20 BRACONNIER Stéphane :...Op.Cit ,p.p:60-61.

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


1076

You might also like