You are on page 1of 1

‫كتب‬ ‫‪/‬‬ ‫مسارات‬ ‫‪/‬‬ ‫البيان‬

‫التاريخ‪ 12 :‬أكتوبر ‪2008‬‬

‫النظرية ا‪2‬نطقية عند كارناب‬

‫يستعرض الكتاب موضوع «الفلسفة ا‪6‬نطقية»‬


‫باعتبارها نقاشا فلسفيا يتناول ا‪6‬نطق موضوعا‬
‫له وذلك لحل مشك‪M‬ت فلسفية‪ ،‬ويستهدف هذا‬
‫الفرع ا‪6‬عرفي استخدام ا‪6‬نطق وتوظيفه لحل‬
‫مشك‪M‬ت فلسفية‪ ،‬ومن هنا تبدو غاية الفلسفة‬
‫ا‪6‬نطقية غاية فلسفية وليست منطقية‪ ،‬وبالرغم‬
‫من وجود تداخل وتشابك ب^ كل من ا‪6‬نطق‬
‫وفلسفة ا‪6‬نطق والفلسفة ا‪6‬نطقية حيث يتم‬
‫الفصل بينها على مستوى الغايات فقط‪.‬‬

‫إع‪M‬ن‬

‫عرف ا‪6‬ؤلف ا‪6‬نطق على أنه مجموع النظريات‬


‫والقواعد ا‪6‬نطقية ا‪6‬ستخدمة في إقامة ا‪p‬نساق‬
‫ا‪u‬ستنباطية‪ ،‬كنظرية حساب القضايا والفئات‬
‫والع‪M‬قات‪ ،‬أما فلسفة ا‪6‬نطق فيعتبرها نقاشا‬
‫فلسفيا يتناول موضوعا له‪ ،‬وغايت هذا النقاش‬
‫حل مشك‪M‬ت تتعلق با‪6‬نطق النفسي من خ‪M‬ل‬
‫تحليل ا‪p‬سس وا‪6‬بادئ التي يقام عليها ا‪6‬نطق‬
‫وغايتها منطقية وتناول الكاتب حياة «كارناب»‬
‫وتكونه الفكري‪ ،‬حيث ولد رودلف كارناب في ‪18‬‬
‫أيار سنة ‪ 1891‬في رونزدورف بالقرب من بارمن‬
‫في أ‪6‬انيا‪ ،‬وتلقى تعليما بورجوازيا في مراحل‬
‫الدراسة ا‪p‬ولى‪ ،‬وأكمل دراسته في جامعتي‬
‫«فرايبورغ» و «يينا» من عام ‪ 1910‬حتى عام‬
‫‪ ،1914‬حيث برز اهتمامه بدراسة الفيزياء‬
‫والرياضيات والفلسفة‪ ،‬وبعد نهاية الحرب‬
‫العا‪6‬ية ا‪p‬ولى استأنف دراسته في جامعة فيينا‬
‫ليحصل منها على درجة الدكتوراه عام ‪. 1921‬‬

‫وقسم ا‪6‬ؤلف حياة كارناب إلى ث‪M‬ثة مراحل‬


‫بحسب اهتماماته والقضايا التي شغلته‪ ،‬وكانت‬
‫بداية ا‪6‬رحلة ا‪p‬ولى بتقديمه رسالة الدكتوراه‬
‫وتنتهي بنهاية الث‪M‬ثينات وتتميز بإقامة التركيب‬
‫ا‪6‬نطقي للعالم واللغة ومحاولة استبعاد‬
‫ا‪6‬يتافيزيقيا بطرق منطقية‪.‬‬

‫أما ا‪6‬رحلة الثانية فتبدأ مع بداية ا‪p‬ربعينات‬


‫وتميزت باهتمامه بالسيمانطقيا التي ألف عنها‬
‫في العديد من الكتب‪ ،‬وكانت ا‪6‬رحلة الثالثة مع‬
‫بداية الخمسينات وتميزت باهتمامه با‪6‬شك‪M‬ت‬
‫الفلسفية للعلم ومناقشته ‪6‬شك‪M‬ت تتعلق‬
‫با‪p‬سس الفلسفية للفيزياء ومشكلة ا‪u‬ستقراء‬
‫وا‪u‬حتمال وكيفية تكون النظريات العلمية وع‪M‬قة‬
‫القوان^ العلمية بالواقع‪.‬‬

‫وأشار صالح إلى أهم كتب كارناب منها‬


‫»التركيب ا‪6‬نطقي للغة « سنة ‪ ،1934‬حيث‬
‫حاول فيه إرجاع كثير من ا‪6‬شك‪M‬ت الفلسفية‬
‫إلى التحليل ا‪6‬نطقي للغة‪ ،‬وكتاب »الفلسفة‬
‫والتركيب ا‪6‬نطقي« عام ‪ ،1935‬وكتاب »مقدمة‬
‫إلى علم ا‪6‬عاني« عام ‪.1942‬‬

‫و»ا‪6‬عنى والضرورة « سنة ‪ ،1946‬و»أسس‬


‫ا‪6‬نطق والرياضيات« عام ‪ ،1939‬وكتاب‬
‫»ا‪p‬سس ا‪6‬نطقية ل‪M‬حتمال« سنة ‪،1950‬‬
‫و»استمرارية ا‪6‬ناهج ا‪u‬ستقرائية«عام ‪،1952‬‬
‫وأخيرا »ا‪p‬سس الفلسفية للفيزياء« عام ‪.1966‬‬

‫وفي سياق آخر ذهب الباحث إلى أن ا‪6‬نطق‬


‫التقليدي لم يعد يشكل سوى جزء من ا‪6‬نطق‬
‫الحديث‪ ،‬وهو جزء ينتمي إلى تاريخ ا‪6‬نطق أكثر‬
‫من انتمائه للمنطق با‪6‬عنى الدقيق‪ ،‬في ح^‬
‫يعتبر بأن ا‪6‬نطق الحديث أكثر غنى من ا‪6‬نطق‬
‫التقليدي في الطرق ا‪6‬ستخدمة في ا‪u‬ستد‪u‬ل‬
‫وفي الع‪M‬قات واللغة الرمزية‪ ،‬وأكثر ارتباطا‬
‫بالرياضيات من جهة وبالخبرة من جهة أخرى‪،‬‬
‫با‪ã‬ضافة إلى أنه أكثر تجريدا ودقة وأوسع‬
‫نطاقا‪.‬‬

‫وفي هذا ا‪ã‬طار عرض صالح تجربة كارناب‬


‫وزم‪M‬ؤه والتحليليون السابقون الذين أخذوا هذا‬
‫ا‪6‬نطق ؟ بكل تطوراته‪ -‬ليجعلوا منه أداتهم‬
‫الفعالة في ا‪6‬همة التي انتدبوا أنفسهم لها‪،‬‬
‫وهي التحليل ا‪6‬نطقي ‪6‬عارفنا ا‪6‬ختلفة‪ ،‬وهذا‬
‫التحليل لم يكن ليتسنى له القيام بمهامه لو‪u‬‬
‫هذا ا‪6‬نطق‪.‬‬

‫أما مفهوم ا‪6‬نطق لدى كارناب فهو يحلل جميع‬


‫أنواع ا‪6‬عرفة وبذلك فإنه ‪ u‬يقتصر على ا‪6‬نطق‬
‫الصوري بل يمتد ليتناول نظرية ا‪6‬عرفة‪ ،‬وأكثر‬
‫من ذلك ليحل محلها‪ ،‬فا‪6‬عرفة عند كارناب‬
‫تتحول إلى أنساق منطقية سواء كانت معرفة‬
‫صورية أم علمية تجريبية‪.‬‬

‫ومن خ‪M‬ل هذه ا‪p‬نساق يتم تحديد خواص‬


‫ومقومات معارفنا‪ ،‬وأي معرفة ‪ u‬يمكن إقامة‬
‫نسق منطقي لها أو ‪ u‬يمكن إدخالها ضمن‬
‫نسق منطقي فهي معرفة خالية من ا‪6‬عنى و‪ u‬بد‬
‫من استبعادها من دائرة العلم والفلسفة‪.‬‬

‫وذهب ا‪6‬ؤلف إلى التركيب ا‪6‬نطقي للغة لدى‬


‫كارناب ‪6‬ا لها من أهمية خاصة تعود إلى أن‬
‫إخضاع هذه اللغة إلى تحليل منطقي يساعدنا‬
‫على التوصل إلى حلول لكثير من ا‪6‬شك‪M‬ت‬
‫الفلسفية التقليدية‪ ،‬ويقسم كارناب اللغة إلى‬
‫قسم^ هما لغة ا‪6‬وضوع واللغة الفوقية التي‬
‫تجعل من لغة ا‪6‬وضوع موضوعا لها‪ ،‬ولكل من‬
‫هات^ اللغت^ رموزها وجملها ا‪p‬ولية وقواعدها‬
‫ا‪u‬ستنتاجية الخاصة بها وعموما لكل منها‬
‫نسقها الخاص بها‪.‬‬

‫وتطرق الكاتب إلى التحليل ا‪6‬نطقي للغة لدى‬


‫كارناب والذي يرى بأنه ‪ u‬يجب تجاوز‬
‫السنتاطيقا إلى السيمانطيقا والبراجماطيقا‪،‬‬
‫فا‪6‬فاهيم التي تم بناؤها على أسس سنتاطيقية‬
‫‪ u‬بد من إعادة بنائها على أسس سيمانطيقية‬
‫وبراجماطيقية‪ ،‬وكل مفهوم يمكن رده إلى‬
‫السنتاطيقا أصبح با‪ã‬مكان رده إلى‬
‫السيموطيقا‪ ،‬وإذا كانت السنتاطيقا هي منطق‬
‫العلم فقد تحولت السيموطيقا إلى هذا ا‪6‬وقع‬
‫وتحولت مهمة الفلسفة من تحليل سنتاطيقي‬
‫للغة إلى تحليل سيموطيقي للغة‪.‬‬

‫وفي تعريفه للتحليل ا‪6‬نطقي للعالم ذهب صالح‬


‫إلى أنه إعادة بناء عقلية ‪6‬فاهيم كل حقول‬
‫ا‪6‬عرفة ا‪ã‬نسانية عن طريق إعادة تعريف‬
‫ا‪6‬فاهيم القديمة بشكل جديد‪ ،‬والتركيب ليس‬
‫وصفا للعملية الواقعية للمعرفة بقدر ما هو إعادة‬
‫بناء عقلية لهذه العملية‪.‬‬

‫فالتركيب ا‪6‬نطقي للعالم عن طريق ا‪6‬نطق‪ ،‬وبما‬


‫أن ا‪6‬نطق يهتم بالع‪M‬قات وا‪p‬شكال وليس‬
‫با‪6‬ضام^‪ ،‬فقد حول كارناب هذا العالم إلى‬
‫شبكة من الع‪M‬قات وا‪p‬نماط ا‪6‬نطقية حتى‬
‫يتسنى له إخضاع هذا العالم للتحليل ا‪6‬نطقي‪،‬‬
‫وذلك من خ‪M‬ل إجراء شبه تحليلي يستعيض عن‬
‫ا‪6‬كونات البسيطة بتركيبات منطقية تقوم بتمثيل‬
‫مكونات العالم وتكون مكافئة لها‪.‬‬

‫وفي السياق نفسه يعتبر ا‪6‬ؤلف بأن التحليل‬


‫ا‪6‬نطقي للعالم يقوم على تقسيم هذا العالم إلى‬
‫أربع مستويات هي من ا‪p‬دنى إلى ا‪p‬على ‪:‬‬
‫مستوى السيكولوجية الذاتية ومستوى‬
‫ا‪6‬وضوعات الفيزيائية ومستوى السيكولوجية‬
‫الغيرية وأخيرا مستوى ا‪6‬وضوعات الثقافية‪،‬‬
‫وكلما اتجهنا ل‪ë‬على كلما كانت مفاهيم‬
‫ا‪6‬ستوى أكثر تجريدا‪.‬‬

‫وفي إطار التحليل ا‪6‬نطقي لقضايا العلم لدى‬


‫كارناب يعتبره الكاتب قائما على ا‪p‬طروحة‬
‫ا‪p‬ساسية للتجريبية ا‪6‬نطقية التي تميز ب^‬
‫القضايا التحليلية والقضايا التجريبية‪ ،‬وقضايا‬
‫العلم قضايا تجريبية والبحث في صدقها ينطلق‬
‫من مقارنتها بالواقع‪ ،‬والصدق الواقعي صدق‬
‫احتمالي وليس مطلقا‪ ،‬ومن هنا يمكن تحديد‬
‫ا‪p‬سس التي تقوم عليها النظرية ا‪6‬نطقية عند‬
‫كارناب في تناولها لقضايا العلم ومشك‪M‬ته‪.‬‬

‫وهي أن العلم هو صورة عن الواقع‪ ،‬وبما أن‬


‫الواقع هو الواقع الذاتي فإن العلم يستند في‬
‫النهاية إلى الوقائع‪.‬وقام صالح بمراجعة نقدية‬
‫لفلسفة كارناب انط‪M‬قا من واقع الع‪M‬قة ب^‬
‫العلم والفلسفة أو‪ ،u‬ثم من واقع ع‪M‬قة ا‪6‬نطق‬
‫بالعالم ثانيا‪ ،‬وكيف ظهرت كل من تلك الع‪M‬قت^‬
‫في فلسفة كارناب‪.‬‬

‫ومن هنا يرى بأن الع‪M‬قة ب^ العلم والفلسفات‬


‫التي تأثرت بالعلم بصورة مباشرة على‬
‫مستوي^ اثن^ ‪:‬ا‪p‬ول يكون فيه العلم سابقا‬
‫على الفلسفة بحيث يصبح العلم شرطا‬
‫للتفلسف‪ ،‬والثاني تصبح فيه الفلسفة ا‪6‬تحكم‬
‫بالعلم بحيث تتحول إلى مفسر ومنظم للمعرفة‬
‫العلمية‪.‬‬

‫ا‪6‬ؤلف في سطور‬

‫مؤلف الكتاب هو الدكتور محمد الحاج صالح‬


‫من مواليد الرقة )سوريا( سنة ‪ ،1970‬حصل‬
‫على ماجستير في الفلسفة من جامعة دمشق‬
‫سنة ‪ ،1997‬ثم حصل على دكتوراه في الفلسفة‬
‫من جامعة دمشق ‪ ،2001‬وهو حاليا مدرس‬
‫مادتي ا‪6‬نطق والفلسفة ا‪6‬عاصرة في جامعتي‬
‫حلب وتشرين‪ ،‬يكتب في العديد من الدوريات‬
‫الثقافية العربية ا‪6‬تخصصة‪ ،‬ويعمل حاليا عميد‬
‫كلية التربية بالرقة ـ جامعة الفرات‪.‬‬

‫هالة محمد علي‬

‫الكتاب‪ :‬النظرية ا‪6‬نطقية عند كارناب‬

‫تأليف‪ :‬د‪ .‬رشيد الحاج صالح‬

‫الناشر‪ :‬دار الهيئة العامة السورية للكتاب‬


‫دمشق ‪2008‬‬

‫الصفحات‪479 :‬صفحة‬

‫القطع‪ :‬الكب‬

‫ا‪8‬كثر مشاركة‬

‫اﻟﺤﺼﻮﺻٮ"ﺔ‬
‫إدارة 'ﺣٮ"ﺎرات '‬

‫جميع الحقوق محفوظة © ‪ 2021‬مؤسسة دبي ل‪ï‬ع‪M‬م‬

You might also like