Professional Documents
Culture Documents
مل تتوقف البنيوية مع سوسَت ،بل تطورت وامتدت إىل غرب احمليط األطلسي ،وأدت إىل
ظهور مدرستُت :ادلدرسة الوظيفية اليت تتمثل يف أعمال حلقة براغ وادلدرسة التوزيعية أو ادلدرسة
البنيوية األمريكية اليت أسسها بلومفيلد .الوظيفية ال تشكل تيارا مستقال بذاتو أو منفصال عن
البنيوية ،بل تندرج ضمن رلموع احلركة البنيوية وديكن تسميتها بالبنيوية الوظيفية.
الوظيفية /التعريف:
يعرف مارتيٍت ( )1999/1908الوظيفية يف كتابو ( Fonction et dynamique
)des languesالصادر سنة 1989دبا مفاده أن مصطلح "وظيفي" يقضي بأن ربلل ادللفوظات
اللغوية اعتمادا على الكيفية اليت تساىم هبا يف سَتورة التواصل .ويأيت اختيار وجهة النظر الوظيفية
من االقتناع بأن كل حبث علمي يتأسس على إجياد ورود ما ( ،)pertinenceوأن الورود التواصلي
( )pertinence communicativeىو الذي يسمح بفهم أفضل لطبيعة اللغة وديناميتها.
وستفرز مجيع السمات اللغوية وتصنف ،بالدرجة األوىل ،اعتمادا على الدور الذي تؤديو تلك
السمات يف توصيل ادلعرفة.
ىذا التعريف الذي ينتمي جبالء إىل طرح مدرسة براغ ،يستند إىل مفهوم مركزي يف لسانيات
مارتينيو وىو الورود التواصلي .فالورود التواصلي يشكل ،بالنسبة دلارتينيو ،وجهة نظر حول ادلوضوع
وطريقة لفهمو .وسيعترب واردا ،من الناحية التواصلية ،كل موضوع (بنية صورية ،وحدة) تكون وظيفتو
ىي تقدمي معلومة:
على ىذا األساس يفضل مارتينيو الوظيفة األمشل ،اليت تركز على التبادل بُت أطراف التواصل
وليس على عنصر واحد.
الوظيفية منط تفكَت ونظرة إىل اللغة وعالقاهتا بتنظيم العامل .نشأ الفكر الوظيفي ابتداء ،من
العشرينيات ،من أعمال مدرسة حلقة براغ اليت كانت بوتقة للتجديد والنقد العلمي بأوروبا
العشرينيات ،وكانت كذلك منطلقا لطريقة جديدة يف التفكَت يف اللغة ،فكانت ادلركز ادلؤسس دلسارين
علميُت:
أ – ميالد الصواتة يف روسيا ويف تشيكوسلوفاكيا مع تروبتسكوي،
ب – إعداد الكلوسيماتيك ،يف الدامنارك ،يف حلقة كوبنهاغن مع يادلسليف ()hjelmslev
1تفرق أعضاء احللقة وتوقف صوهتا غداة احلرب العادلية الثانية بعدما وصل الشيوعيون إىل السلطة سنة .1948لكنها ستعرف
ابتداء من سنة 1990هنضة جديدة بتشجيع من فاشك
أنشطة حلقة براغ:
تكمن السمة األساسية حللقة براغ يف مزجها بُت البنيوية والوظيفية ،فالفكرة العامة ادلؤسسة
لتفكَت ىذه احللقة تتلخص يف أن بنية اللغات تتحدد بوظائفها ادلميزة ذلا .ادلقاربة اللسانية حللقة براغ
مقاربة "بنيوية وظيفية" :فالوظيفيون ىم بنيويون بالقدر الذي يكون فيو موضوع حبثهم ىو اللغة
بوصفها نسقا ،بتعبَت آخر يضيفون بعدا آخر ،وىو البعد ادلتضمن يف لفظ "وظيفي" .وإىل جانب
سؤال النسق والبنية يضيفون سؤاال آخر خيص الوظائف وادلهام.
وستشهد هناية العشرينيات وبداية الثالثينيات إقامة تظاىرات دولية ستكون آثارىا طويلة
ادلدى :انعقد يف الىاي سنة 1928أول مؤسبر للسانيُت ،مث تاله سنة ،1929ادلؤسبر الدويل األول
للباحثُت يف اللغات السالفية يف براغ ،وىو الذي صدرت عنو تلك "األطروحات" الشهَتة اليت قدمها
ياكبسون رفقة تروبتسكوي وكارسيفسكي .ويف سنة ،1932انعقد بأمسًتدام أول مؤسبر دويل
للعلوم الصوتية كان لو صدى قوي بأوروبا ،حيث بدا احلديث عن حلقت براغ من خالل تصورىا
الصوايت .فما ىي أطروحات ىذه احللقة؟
األصواتيات والصواتة:
يرى تروبيتسكوي أن ما دييز بُت األصواتيات والصواتة ىي مسألة الداللة .فاألصواتيات
تقصي العالقة بُت ادلركب الصويت ادلدروس وبُت داللتو اللغوية .أما الصواتة فتبحث يف االختالفات
الصوتية ادلرتبطة ،يف اللغة ادلدروسة ،باختالفات يف ادلعٌت ،ويف الكيفية اليت تتصرف هبا العناصر ادلميزة
(أو العالمات ) مع بعضها البعض ،والقواعد اليت تبٌت عليها لبناء كلمات أو مجل.
وعلى ىذا األساس ،نالحظ تباينا على مستوى موضوع اىتمام األصواتيايت
( )phonéticienوالصوايت ( .)phonologueفاشتغال األول ينصب على اجلانب ادلادي
ألصوات اللغة البشرية ،أما الثاين فينظر إىل الصوت باعتباره يؤدي وظيفة يف النسق اللغوي قصد
إنتاج ادلعٌت يف منظور تواصلي .ولتوضيح الفرق بُت ادلفهومُت نعرض منظور تروبيتسكوي الذي يرى
أن األصواتياتيات تبحث عن ما نتلفظ بو يف الواقع عند التحدث بلغة ما ،بينما الصواتة تبحث عما
نتخيل أننا ننطق بو .إن "ما نتلفظ بو يف الواقع" يتغَت من شخص آلخر ،ومن حُت آلخر .أما ما
"نتخيل أننا ننطق بو" فال يتغَت.
الفونيمات وعالقاتها
تعريف الفونيم:
إذا كان سوسَت قد عرف الفونيم بكونو رلموع االنطباعات السمعية والتلفظية للوحدة
ادلسموعة والوحدة ادلنطوقة؛ أي أنو يقوم على مىح طات ذات طبيعة فيزيائية وليست وظيفية ،فإن
تروبيتسكوي الذي ،سيقدم تعريفا ستعتمده مجيع الدراسات الصواتية ادلعاصرة ،سيصيغ صياغة
خاصة للتمييز بُت الصوت والفونيم :2األصواتيات الراىنة تقتصر على دراسة العوامل ادلادية ألصوات
الوظيفية والتواصل:
يقع اصطالح السيميائيات الوظيفية ضمن دائرة ما يصطلح عليو باللسانيات الوظيفية اليت
ذبد جذورىا يف تصورات حلقة براغ اليت تعد من أىم فروع اللسانيات البنيوية ،لقد أسست احللقة
نظريا وإجرائيا لتصورىا الرئيس الذي دبوجبو يتم تصور اللسان باعتباره نسقا وظيفيا لو غاية ىي
التواصل وجيب اعتبار ىذه الوظيفة األوىل يف التحليل بل منطلقو وغايتو.كما ال ديكن فهم أي واقعة
لسانية ( صوتية أو تركيبية ) دون اعتبارىا جزءا من النسق الذي تنتمي إليو ،ال ديكن كذلك فهمها
دون معرفة وظيفتها يف ذلك النسق.
لقد ركز رواد حلقة براك مثل ياكبسون وتروبوتسكوي ،باإلضافة إىل وظيفيُت تأثروا دببادئ
احللقة الحقا مثل مارتيٍت وسيميائيُت مثل بويسنس وبرييطو ومونان ،أقول ركز ىؤالء على الطابع
التواصلي لطابع اللسان ،وأصلزوا حبوثهم على أساس ىذا ادلبدأ ،كما أن منهم من وضع قواعد
السيميولوجيا تكون أوال عبارة عن وصف الشتغال كل أنساق التواصل غَت اللساين من ادللصق حىت
إشارات ادلرور وقانون السَت ،ومن أرقام احلافالت وغرف الفنادق حىت القانون البحري الدويل
إلشارات التواصل يف البحر وادلوانئ ،الرائدان يف ىذا اجملال مها بويسنس وبرييطو.
ارتبط اسم ياكبسون حبلقة براغ اليت أرست دعائم التصور الوظيفي للغة من خالل ما يلي:
التأكيد على أن طبيعة الوظائف اللغوية ىي اليت ربدد بنية لسان ما صواتيا وصرافيا وتركيبيا
وضلويا.
يعد اللسان من الوجهة الوظيفية وسيلة من وسائل التعبَت ادلناسبة لغاية ما تتمثل أساسا يف
التواصل وبالتايل فإن التحليل اللساين جيب أن يعمل على إبراز اجلوانب ادلرتبطة بوظيفة التواصل.
إن دراسة اللسان تتطلب اعتبار تنوع الوظائف اللسانية وطرائق ربقيقها يف حالة معينة.
يستعمل مفهوم " الوظيفة " إذن للداللة على الغاية اليت يسعى ادلتكلم إىل بلوغها من وراء
نشاطو اللغوي.
)1982 -1896ضمن ما أشهر منوذج للوظائف ىو الذي قدمو رومان ياكبسون (
أضحى متعارفا عليو خبطاطة ياكبسون وفيها مت ربديد وظائف اللغة والعوامل الضرورية والكافية لكل
تواصل؛ حبيث ال ينجح التواصل إال بتضافر العوامل كلها:
ياكبسون وعوامل االتصال الستة:3
يرى ياكبسون ضرورة أن يكون لكل ظاىرة لغوية ولكل فعل تواصلي ستة عناصر أساسية
مكونة لكل منهما ؛ وىي مرسل يوجو رسالة معينة إىل مرسل إليو ضمن سياق قابل إلدراك ادلرسل
إليو ،وبوجود شيفرة مشًتكة ،كليا أو جزئيا ،بُت ادلرسل وادلرسل إليو ،تتضمن ذلما استمرارية التواصل
واحلفاظ عليو.
هبذا ديكن سبثيل عناصر التواصل اللغوي بالشكل التايل:
السياق ()contexte
ادلرسل .....................الرسالة …….. .....messageادلرسل إليو
destinataire Destinateur
الشيفرة code قناة االتصال contact
ىذه العناصر الستة بدورىا تتطلب وظائف لغوية سلتلفة خاصة هبا ،ىي كالتايل:
الوظيفة ادلرجعية ( او ادلعرفية أو الوضعية ) :تستهدف ادلرجع والتوجو ضلو السياق ،وتعد الوظيفة
األىم يف عدد كبَت من الرسائل ،ومن بعدىا تأيت بقية الوظائف.
الوظيفة التعبَتية ( أو االنفعالية ) :وتركز على ادلرسل وما يصدره من انفعاالت..
الوظيفة اإلفهامية :توجو ضلو ادلرسل إليو بأساليب عدة من أشهرىا النداء واألمر اللذان خيالفان
ادلقوالت االمسية والفعلية األخرى بعدم خضوعها الختبار الصدق والكذب مثل :اشرب ،شربنا ،ىل
شربنا؟.
الوظيفة االنتباىية :تعمل على استمرارية التواصل أو انقطاعو ،والتأكد من إثارة انتباه ادلرسل
إليو ( أتسمعٍت ؟ ).
3رومان ياكبسون :قضايا الشعرية ،ترمجة زلمد الويل ومبارك حنون ،ص .32 – 28
الوظيفة الشارحة ( ادليتالسانية ) :زبتص بالشيفرة القائم ة بُت فئات األفراد ادلختلفة واليت يقوم
ادلرسل و /أو ادلرسل إليو للتأكد من أهنما يستخدمان نفس الشيفرة ادلتعارف عليها بينهما ،مثلما
يقول ادلرسل :أتفهم ما أريد قولو؟ فيجيبو ادلرسل إليو :إنٍت ال أفهمك – ما الذي تريد قولو؟
الوظيفة الشعرية :تركز على الرسالة يف ذاهتا ويف رلاالهتا الشعرية والنثرية على حد سواء ،كاالىتمام
بًتتيب الكلمات على ضلو معُت ،وكاختيار لفظ بعينو؛ فيما خيص ترتيب الكلمات كقولنا" :شعر
ونثر" بدال من "نثر وشعر" ،أما فيما خيص اختيار لفظ بعينو مثل :راىب ورىيب ،ال راىب فظيع أو
مرعب...
وهبذا تأخذ العوامل الستة األساسية للتواصل اللغوي ووظائفها الشكل التايل:
السياق
الوظيفة ادلرجعية
ادلرسل.........................الرسالة..........................ادلرسل إليو
الوظيفة االفهامية الوظيفة الشعرية الوظيفة االنفعالية
قناة االتصال
الوظيفة االنتباىية
الشيفرة
الوظيفة الشارحة
يؤدي كل واحد من ىذه العوامل وظيفة مغايرة ،وتتنوع الرسائل حسب تأكيدىا على ىذا
العامل أو ذاك؛ فالتأكيد على ادلرسل ينتج الوظيفة التعبَتية ،أما إذا كانت الرسالة مركزة على ادلرسل
إليو فإن الوظيفة تكون أمرية أو توجيهية ( الطلب /األمر ،)...وإذا ركزت على ادلقام فالوظيفة
مرجعية ،وتكون شعرية إذا ركزت على الرسالة ،ولغوية إذا ركزت على القناة ،وميتالغوية إذا ركزت على
الشفرة ( اللغة تتحدث عن نفسها ≠ اللغة الشيئية أو اللغة اليت تتحدث عن األشياء يف اصطالح
ادلناطقة ).
اقًتن اسم ياكبسون دبسارات حبثية متعددة؛ فمن حلقة الشكالنيُت الروس ذات االىتمامات
النقدية واألدبية إىل حلقة براغ ذات االىتمامات اللسانية إىل احللقة اللسانية بنيويورك ،ومن الطبيعي
أن يتفاعل مع أكرب االذباىات العلمية والفلسفية واللسانية ،فإىل جانب اىتماماتو الشعرية ىناك
اىتماماتو النظرية العامة يف رلال اللسانيات والشعرية وتكامل ادلعارف.
وينهج ياكبسون طريقة خاصة يف تعريف السيميائيات؛ فهو يعرفها بتحديد موضوعها وحصره
من جهة ،ومن جهة ثانية دبقارنة ىذا ادلوضوع الذي تدرسو بادلوضوع اخلاص باللسانيات.
أن ادلوضوع عنده حيدد بواسطة مصطلح تواصلي ،يتمثل يف استعمال مصطلحات مثل تواصل
الرسائل ،وىي مصطلحات أساسية يف النظرية الوظيفية.
يالحظ أن ياكبسون يقسم رلال تواصل الرسائل إىل قسمُت:
قسم تواصل الرسائل كيفما كان نوعها عدا الرسائل اللفظية.
تواصل الرسائل اللفظية.
وادلالحظ أن العالقة بُت موضوعي العلمُت ادلتجانسُت ىي عالقة التجاور وتقاسم للمجال،
حبيث خيتص كل منهما دبجال زلدد ،يف ىذا الطرح نوع من االستقاللية ادلمنوحة للسانيات؛ " إن
كثَتا من مسات الشعرية ال زبضع إىل عامل اللغة فقط وإمنا زبضع إىل النظرية الشاملة أي نظرية األدلة
أو بعبارة أخرى تنتمي إىل السيميوطيقا العامة " تؤكد ىذه القولة ضمنا وصراحة على أن اللسانيات
مدرلة ( )inclueداخل السيميائيات فيما يشبو الًتاتبية .أما " تدرس السيميوطيقا تواصل
الرسائل ،كيفما كان نوعها ،يف حُت تنحصر اللسانيات يف تواصل الرسائل اللفظية .ومن بُت ىذين
العلمُت اإلنسانيُت ،فإن لثانيهما إذن رلاال أكثر زلدودية ،ولكن يف مقابل ذلك يقتضي كل تواصل
إنساين للرسائل غَت اللفظية مدارا ( )circuitمن الرسائل اللفظية دون أن يصح العكس" .4ىذه
القولة تؤكد على عالقة ديكن ومسها بعالقة التجاوز ( لكل علم رلالو ) ( لسانيات /سيميائيات )
.ويتضمن النص ما ديكن أن نصطلح عليو بتصور احلضور الكلي للغة فهي رغم كوهنا منطا واحدا
وزلصورا من أمناط التواصل ،فهي حاضرة ومرافقة لكل تواصل كيفما كانت وسيلتو وأداتو.
4
Tendances principales de la recherche dans les sciences sociales et humaines :Partie 1,
Mouton ( Unesco, Paris, 1970.
منذ 1930توسعت ىذه ادلدرسة بعد ىجرة ياكبسون إل الواليات ادلتحدة وعملو يف جامعة
ىارفارد .استطاع استقطاب عدد من الباحثُت الذين وقفوا مقابل ادلدرسة التوزيعية .كان من بُت
الذين انظموا إليها أندري مارتيٍت واميل بنفست .كان ذلا دور بارز يف تطور اللسانيات البنيوية.
النظرية والمنهج:
أسست ىذه ادلدرسة منذ خروجها إىل الوجود برنارلا ألعماذلا يف حقل الدرس اللغوي.
استطاعت مع مرور الزمن ،أن تؤسس وتطور حزمة من القضايا يف اللسانيات ،حيث جددت
منهجها انطالقا من تصور اللغة باعتبارىا نسقا وظيفيا يهدف إىل سبكُت اإلنسان من التعبَت
والتواصل .إذا كان دور اللغة ىو توفَت أسباب التواصل ،فإن دراسة اللغة ينبغي أن تأخذ بعُت
االعتبار ذلك .سأحاول إمجال األسس النظرية وادلنهجية للمدرسة:
رلال الدرس الصويت :انطلق أقطاب ىذه ادلدرسة من تصورات وأفكار سوسَت الذي يرى أن
اللغة ذلا وظيفة ،وىي نسق من العالمات أو الوحدات اللغوية .انطالقا من ىذا التصور توصلوا إىل أن
الوحدات الصوتية ( )phonèmesتقوم بدور الوحدات اللغوية اليت يتم من خالذلا إنتاج التواصل.
ىكذا نص الربنامج على أن البحث الصويت أن يعٍت بتحديد أمناط التقابالت الصوتية يف اللغة
ادلدروسة ،وأن ال يفصل الظاىرة الصوتية عن الظاىرة الصرفية.
ىكذا ديكن القول أن أقطاب ىذه ادلدرسة قد تناولوا األصوات من وظيفة تواصلية يف سلسلة
الكالم ،وصوبوا اىتمامهم يف ىذا اجملال على النظام الصويت ادلستدل عليو من دراسة األصوات
ادلنطوقة ،أي أن اىتمامهم ىو الًتكيز على جانب اللغة ال الكالم ،دبا أقره سوسَت رلاال للسانيات.
فدراسات ياكبسون وتروبت زكوي أدت يف ىذا اجملال إىل تطوير نظرية الوحدات الصوتية
( )phonétiqueوالفينولوجيا .وأفضت دراستهم يف اجملال الصويت إىل بروز فرع خاص من فروع
الدرس اللساين ىو علم النظم الصوتية – الصرفية (.)morpho-phonologie
فيما خيص ادلظاىر اليت تتجلى فيها اللغة ،إفن الربنامج نص على ما يلي:
اللغة نسق يتكون من وسائل تعبَتية ،تؤدي وظيفتها يف الفهم ادلتبادل ،دبعٌت أهنا نسق وظيفي
قصده سبكُت اإلنسان من التعبَت والتواصل ،كل البٌت اللغوية على ادلستويات مجيعا (الصوتية،
الصرفية ،النحوية والداللية) زلكومة بالوظائف اليت تؤديها يف اجملتمعات ،دراسة الوظيفة الفعلية
ألحداث النطق ادللموسة :ما الذي جيري توصيلو؟ وكيف؟ وإىل من؟ ويف أي مناسبة؟ ىي اليت جيب
على اللسانيُت دراستها.
اللغة حقيقة واقعية ملموسة ،تتأثر بعوامل خارجية غَت لغوية ( الوسط االجتماعي ،ادلتلقي،
وادلوضوع ) ،لذلك جيب التمييز بُت أمناط اللغات يف اجملتمعات (لغة الثقافة ،لغة الصحافة لغة
األعمال األدبية.) ...
تتوفر اللغة على نوعُت من ذبليات الشخصية اإلنسانية :التجلي الذىٍت والتجلي العاطفي.
ىكذا جيب على البحث اللساين أن دييز بُت أشكال اللغة اليت تعٌت بتوصيل األفكار واليت تعٌت
بتوصيل العواطف.
خاتمة:
ديكن إمجاال القول أن اللسانيات الوظيفية تستمد جذورىا من تصورات حلقة براغ :فالتصور
الرئيسي يكمن يف تصور اللسان نسق وظيفي غايتو ىي التواصل ،وجيب اعتبار ىذه الوظيفة األوىل
يف التحليل بل منطلقو وغايتو ،حيث يمت الًتكيز على الطابع التواصلي لطابع اللسان.
يبدو أن حلقة براغ اليت ارتبطت باسم ياكبسون أرست دعائم التصور الوظيفي للغة من
خالل ما يلي:
التأكيد على أن طبيعة الوظائف اللغوية ىي اليت ربدد بنية لسان ما صواتيا وصرافيا وتركيبا
ودالليا.
يعد اللسان من الوجهة الوظيفية وسيلة من وسائل التعبَت ادلناسبة لغاية ما تتمثل أساسا يف
التواصل ،وبالتايل فإن التحليل اللساين جيب أن يعمل على إبراز اجلوانب ادلرتبطة بوظيفة التواصل.
يستعمل مفهوم " الوظيفة " إذن للداللة على الغاية اليت يسعى ادلتكلم إىل بلوغها من وراء نشاطو
اللغوي.
:الئحة المصادر والمراجع
الدار، دار توبقال للنشر، مجيل نصيف التكرييت: ترمجة، شعرية دوستويفسكي:ميخائيل باختُت
1986 ، ادلغرب-البيضاء
2008 ،8 ط، ادلركز الثقايف العريب، إشكالية القراءة وآليات التوليد: نصر حامد أبو زيد
ترمجة زلمد الويل ومبارك حنون، قضايا الشعرية:رومان ياكبسون
1957 بنيات تركيبية:تشومسكي
1965 مظاىر نظرية الًتكيب:تشومسكي
1965 مظاىر النظرية النحوية:تشومسكي
:األجنبية