You are on page 1of 32

‫ي أنموذجاً)‪ ،‬د‪ .

‬هناء الربيعي‪ ،‬د خلف القرناوي‬


‫ي في التراث (المصطلح الكوف ّ‬
‫الترادف المصطلح ّ‬

‫املصطلحي في التراث اللغو ّي‬


‫ّ‬ ‫الترادف‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫الكوفي أنموذجا)‬ ‫(املصطلح النحو ّي‬
‫د هناء عبد الرضا الربيعي‪ 1‬م‪.‬د هادي خلف القرناوي‪2‬‬
‫ﺍﻟﺘﺮﺍﺩﻑ ﺍﻟﻤﺼﻄﻠﺤﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﻠﻐﻮﻱ‪ :‬ﺍﻟﻤﺼﻄﺢ ﺍﻟﻨﺤﻮﻱ ﺍﻟﻜﻮﻓﻲ ﺃﻧﻤﻮﺫﺟﺎ‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ‪:‬‬
‫ﻣﺼﻄﻠﺤﻴﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ‪:‬‬
‫‪ °‬امللخص‬
‫ﺧﺎﻟﺪ ﺍﻟﻴﻌﺒﻮﺩﻱ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ‪:‬‬
‫وجدت عدة مفاهيم اطلقت على مصطلح واحد‪ ,‬وانثقت‬ ‫اذ ﺭﺣﻴﻢ‬ ‫ﻫﻨﺎﺀبالترادف‬
‫ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺿﺎ‬ ‫يسمى‬ ‫الخالف املفهومي هو ما‬
‫ﺍﻟﺮﺑﻴﻌﻲ‪،‬‬ ‫ﺍﻟﻤؤﻟﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ‪:‬‬

‫مصلحاتها الدالة عليها وقد وردت مصطلحات عند الكوفيين وبالتسمية نفسها عند‬ ‫ﻉ‪15‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ‪/‬ﺍﻟﻌﺪﺩ‪ :‬من تسمية‬
‫املفاهيم‬
‫تنوعت من حيث العدد وقد قسمناها الى مفاهيم ثنائية ومن نماذجها مصطلحات‬ ‫البصريين وهذه املفاهيم ﻧﻌﻢ‬
‫ﻣﺤﻜﻤﺔ‪:‬‬

‫‪2022‬ثالثية ومنها مفاهيم النعت‪ ,‬والصفة واملوصوف‪ ,‬ومفاهيم رباعية ومنها التوكيد‪,‬‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ‪:‬‬
‫والنفي مثال‪ ,‬ومفاهيم‬ ‫الجحد‪,‬‬
‫ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ‬ ‫ﺍﻟﺸﻬﺮ‪:‬‬
‫والتكرير والنعت‪ ,‬والتشديد‪ ,‬ومفاهيم خماسية ومنها النصب على القطع‪ ،‬والنصب على الفعل‪ ،‬والتقريب‪،‬‬
‫‪54 - 83‬‬ ‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ‪:‬‬
‫والخروج‪ ,‬فلم يكن اطالق هذه املفاهيم على مصطلح واحد من دون قصد من الكوفيين بل كانوا على استيعاب‬
‫‪1321014‬‬ ‫ﺭﻗﻢ ‪:MD‬‬
‫تام ملا اطلقوه من تكرار ملفاهيم عدة وعلى تسمية واحدة‪.‬‬
‫ﺑﺤﻮﺙ ﻭﻣﻘﺎﻻﺕ‬ ‫ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ‪:‬‬
‫‪Abstract‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫ﺍﻟﻠﻐﺔ‪:‬‬
‫‪AraBase‬‬
‫‪The disagreement of concept isa called "synonymy". There‬‬ ‫ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪are several:‬‬
‫ﻗﻮﺍﻋﺪ‪concepts‬‬
‫ﺍﻟﻨﺤﻮﻳﺔ‬
‫‪used for‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﻄﻠﺤﺎﺕ‪one‬‬
‫ﺍﻟﻤﺼﻄﻠﺤﻲ‪term. The،‬‬
‫ﺍﻟﺘﺮﺍﺩﻑ‪concepts‬‬ ‫ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ‪،‬‬
‫‪emerge‬‬ ‫‪from‬‬ ‫ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ‬ ‫‪ indicating‬ﺍﻟﻠﻐﻮﻱ‪،‬‬
‫‪the terms‬‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ‬ ‫ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ‪:‬‬
‫‪them. Certain‬‬
‫‪terms used by the Kufis‬‬ ‫ﺭﺍﺑﻂ‪were used by the Basris. Those terms were varied in:‬‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/1321014‬‬
‫‪number. We divided them into second concepts such as negation an repudiation.‬‬
‫‪The term also divided into third concepts such as epithet, adjective, and‬‬
‫‪characterized. The fourth concepts are affirmation, repetition, epithet, and stress.‬‬
‫‪The fifth concepts are cease, verb, approximation, and exit.‬‬
‫‪Those concepts did not refer to on term without intention of Kufis. They fully‬‬
‫‪comprehended the repetition of many concepts for one naming.‬‬
‫خاصة هو الذي أوصلها إلى أن تحدث‬‫الكوفي ّ‬
‫ّ‬ ‫املفهومي للمصطلحات في النحو ّ‬
‫عامة والنحو‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫إن الخالف‬
‫كل صورها هي شكل للخالف في ّ‬
‫أحد‬ ‫فيما بين تسمياتها أو مفاهيم هذه التسميات عالقات مختلفة‪ ،‬ولكنها في ّ‬
‫مصطلحي يحدث بين املصطلحات ذات التسميات املختلفة‬‫ّ‬ ‫ّ‬
‫جزئياته‪ ،‬فقد تظهر هذه العالقات بصورة ترادف‬
‫ّ‬
‫مصطلحي يحدث بين املصطلحات املتشابهة في التسمية املختلفة في‬ ‫واملفاهيم ّ‬
‫املوحدة‪ ،‬أو بصورة مشترك‬

‫© ‪ 2023‬ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬


‫االنسانية‬
‫ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬ ‫ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ للعلوم‬
‫ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ‬ ‫كلية التربية‬
‫البصرة‪-‬ﻋﻠﻰ‬ ‫جامعة‬
‫ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ‬ ‫ﻫﺬﻩ ‪- 1‬‬
‫ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ‬
‫ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ‬‫ّ‬ ‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬جامعة البصرة‪ -‬كلية التربية‪ /‬القرنة‬
‫‪-2‬‬

‫‪54‬‬ ‫مصطلحيات العدد ‪15‬‬


‫ي أنموذجاً)‪ ،‬د‪ .‬هناء الربيعي‪ ،‬د خلف القرناوي‬
‫ي في التراث (المصطلح الكوف ّ‬
‫الترادف المصطلح ّ‬

‫املصطلحي في التراث اللغو ّي‬


‫ّ‬ ‫الترادف‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫الكوفي أنموذجا)‬ ‫(املصطلح النحو ّي‬
‫ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ‪ :‬القرناوي‪2‬‬
‫ﺍﻹﺳﺘﺸﻬﺎﺩهادي خلف‬ ‫ﺇﺳﻠﻮﺏ‬
‫الرضا الربيعي‪ 1‬م‪.‬د‬ ‫ﺣﺴﺐعبد‬
‫ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ د هناء‬ ‫ﻟﻺﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻗﻢ ﺑﻨﺴﺦ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ‬

‫ﺇﺳﻠﻮﺏ ‪APA‬‬
‫‪ °‬امللخص‬
‫ﺍﻟﺮﺑﻴﻌﻲ‪ ،‬ﻫﻨﺎﺀ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺿﺎ ﺭﺣﻴﻢ‪ .(2022) .‬ﺍﻟﺘﺮﺍﺩﻑ ﺍﻟﻤﺼﻄﻠﺤﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﻠﻐﻮﻱ‪ :‬ﺍﻟﻤﺼﻄﺢ ﺍﻟﻨﺤﻮﻱ ﺍﻟﻜﻮﻓﻲ‬
‫ﺃﻧﻤﻮﺫﺟﺎ‪.‬ﻣﺼﻄﻠﺤﻴﺎﺕ‪ ،‬ﻉ‪ .83 - 54 ،15‬ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ ‪1321014/Record/com.mandumah.search//:http‬‬
‫ﺇﺳﻠﻮﺏ ‪MLA‬الخالف املفهومي هو ما يسمى بالترادف اذ وجدت عدة مفاهيم اطلقت على مصطلح واحد‪ ,‬وانثقت‬
‫ﺍﻟﻜﻮﻓﻲ‬
‫نفسها عند‬ ‫الكوفيين ﺍﻟﻨﺤﻮﻱ‬
‫وبالتسمية‬ ‫ﺍﻟﻠﻐﻮﻱ‪ :‬ﺍﻟﻤﺼﻄﺢ‬ ‫وردتﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ‬
‫مصطلحات عند‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﻄﻠﺤﻲ‬ ‫"ﺍﻟﺘﺮﺍﺩﻑ‬
‫عليها وقد‬ ‫ﺭﺣﻴﻢ‪.‬الدالة‬ ‫ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺿﺎ‬
‫مصلحاتها‬ ‫منﻫﻨﺎﺀ‬
‫تسمية‬ ‫ﺍﻟﺮﺑﻴﻌﻲ‪،‬‬
‫املفاهيم‬
‫ﺃﻧﻤﻮﺫﺟﺎ‪".‬ﻣﺼﻄﻠﺤﻴﺎﺕﻉ‪ .83 - 54 :(2022) 15‬ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ ‪1321014/Record/com.mandumah.search//:http‬‬
‫البصريين وهذه املفاهيم تنوعت من حيث العدد وقد قسمناها الى مفاهيم ثنائية ومن نماذجها مصطلحات‬
‫الجحد‪ ,‬والنفي مثال‪ ,‬ومفاهيم ثالثية ومنها مفاهيم النعت‪ ,‬والصفة واملوصوف‪ ,‬ومفاهيم رباعية ومنها التوكيد‪,‬‬
‫والتكرير والنعت‪ ,‬والتشديد‪ ,‬ومفاهيم خماسية ومنها النصب على القطع‪ ،‬والنصب على الفعل‪ ،‬والتقريب‪،‬‬
‫والخروج‪ ,‬فلم يكن اطالق هذه املفاهيم على مصطلح واحد من دون قصد من الكوفيين بل كانوا على استيعاب‬
‫تام ملا اطلقوه من تكرار ملفاهيم عدة وعلى تسمية واحدة‪.‬‬
‫‪Abstract‬‬
‫‪The disagreement of concept isa called "synonymy". There are several concepts‬‬
‫‪used for one term. The concepts emerge from the terms indicating them. Certain‬‬
‫‪terms used by the Kufis were used by the Basris. Those terms were varied in‬‬
‫‪number. We divided them into second concepts such as negation an repudiation.‬‬
‫‪The term also divided into third concepts such as epithet, adjective, and‬‬
‫‪characterized. The fourth concepts are affirmation, repetition, epithet, and stress.‬‬
‫‪The fifth concepts are cease, verb, approximation, and exit.‬‬
‫‪Those concepts did not refer to on term without intention of Kufis. They fully‬‬
‫‪comprehended the repetition of many concepts for one naming.‬‬
‫خاصة هو الذي أوصلها إلى أن تحدث‬‫الكوفي ّ‬
‫ّ‬ ‫املفهومي للمصطلحات في النحو ّ‬
‫عامة والنحو‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫إن الخالف‬
‫كل صورها هي شكل للخالف في ّ‬
‫أحد‬ ‫فيما بين تسمياتها أو مفاهيم هذه التسميات عالقات مختلفة‪ ،‬ولكنها في ّ‬
‫مصطلحي يحدث بين املصطلحات ذات التسميات املختلفة‬‫ّ‬ ‫ّ‬
‫جزئياته‪ ،‬فقد تظهر هذه العالقات بصورة ترادف‬
‫ّ‬
‫مصطلحي يحدث بين املصطلحات املتشابهة في التسمية املختلفة في‬ ‫واملفاهيم ّ‬
‫املوحدة‪ ،‬أو بصورة مشترك‬

‫© ‪ 2023‬ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬


‫االنسانية‬
‫ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬ ‫ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ للعلوم‬
‫ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ‬ ‫كلية التربية‬
‫البصرة‪-‬ﻋﻠﻰ‬ ‫جامعة‬
‫ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ‬ ‫ﻫﺬﻩ ‪- 1‬‬
‫ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ‬
‫ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ‬‫ّ‬ ‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬جامعة البصرة‪ -‬كلية التربية‪ /‬القرنة‬
‫‪-2‬‬

‫‪54‬‬ ‫مصطلحيات العدد ‪15‬‬


‫ي أنموذجاً)‪ ،‬د‪ .‬هناء الربيعي‪ ،‬د خلف القرناوي‬
‫ي في التراث (المصطلح الكوف ّ‬
‫الترادف المصطلح ّ‬

‫املصطلحي في التراث اللغو ّي‬


‫ّ‬ ‫الترادف‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫الكوفي أنموذجا)‬ ‫(املصطلح النحو ّي‬
‫د هناء عبد الرضا الربيعي‪ 1‬م‪.‬د هادي خلف القرناوي‪2‬‬

‫‪ °‬امللخص‬

‫الخالف املفهومي هو ما يسمى بالترادف اذ وجدت عدة مفاهيم اطلقت على مصطلح واحد‪ ,‬وانثقت‬
‫املفاهيم من تسمية مصلحاتها الدالة عليها وقد وردت مصطلحات عند الكوفيين وبالتسمية نفسها عند‬
‫البصريين وهذه املفاهيم تنوعت من حيث العدد وقد قسمناها الى مفاهيم ثنائية ومن نماذجها مصطلحات‬
‫الجحد‪ ,‬والنفي مثال‪ ,‬ومفاهيم ثالثية ومنها مفاهيم النعت‪ ,‬والصفة واملوصوف‪ ,‬ومفاهيم رباعية ومنها التوكيد‪,‬‬
‫والتكرير والنعت‪ ,‬والتشديد‪ ,‬ومفاهيم خماسية ومنها النصب على القطع‪ ،‬والنصب على الفعل‪ ،‬والتقريب‪،‬‬
‫والخروج‪ ,‬فلم يكن اطالق هذه املفاهيم على مصطلح واحد من دون قصد من الكوفيين بل كانوا على استيعاب‬
‫تام ملا اطلقوه من تكرار ملفاهيم عدة وعلى تسمية واحدة‪.‬‬
‫‪Abstract‬‬
‫‪The disagreement of concept isa called "synonymy". There are several concepts‬‬
‫‪used for one term. The concepts emerge from the terms indicating them. Certain‬‬
‫‪terms used by the Kufis were used by the Basris. Those terms were varied in‬‬
‫‪number. We divided them into second concepts such as negation an repudiation.‬‬
‫‪The term also divided into third concepts such as epithet, adjective, and‬‬
‫‪characterized. The fourth concepts are affirmation, repetition, epithet, and stress.‬‬
‫‪The fifth concepts are cease, verb, approximation, and exit.‬‬
‫‪Those concepts did not refer to on term without intention of Kufis. They fully‬‬
‫‪comprehended the repetition of many concepts for one naming.‬‬
‫خاصة هو الذي أوصلها إلى أن تحدث‬‫الكوفي ّ‬
‫ّ‬ ‫املفهومي للمصطلحات في النحو ّ‬
‫عامة والنحو‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫إن الخالف‬
‫كل صورها هي شكل للخالف في ّ‬
‫أحد‬ ‫فيما بين تسمياتها أو مفاهيم هذه التسميات عالقات مختلفة‪ ،‬ولكنها في ّ‬
‫مصطلحي يحدث بين املصطلحات ذات التسميات املختلفة‬‫ّ‬ ‫ّ‬
‫جزئياته‪ ،‬فقد تظهر هذه العالقات بصورة ترادف‬
‫ّ‬
‫مصطلحي يحدث بين املصطلحات املتشابهة في التسمية املختلفة في‬ ‫واملفاهيم ّ‬
‫املوحدة‪ ،‬أو بصورة مشترك‬

‫‪ - 1‬جامعة البصرة‪ -‬كلية التربية للعلوم االنسانية‬


‫‪ - 2‬جامعة البصرة‪ّ -‬‬
‫كلية التربية‪ /‬القرنة‬

‫‪54‬‬ ‫مصطلحيات العدد ‪15‬‬


‫ي أنموذجاً)‪ ،‬د‪ .‬هناء الربيعي‪ ،‬د خلف القرناوي‬
‫ي في التراث (المصطلح الكوف ّ‬
‫الترادف المصطلح ّ‬

‫ّ‬ ‫ًّ‬
‫جانبي داللة (التسمية‪ ،‬واملفهوم)‪ ،‬ويمكن‬ ‫مستقرا في‬ ‫املفهوم‪ ،‬هذه العالقات ما كانت لتحدث لو كان املصطلح‬
‫ً‬
‫وإنما كان شامال ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ً‬ ‫أن الخالف املفهو ّ‬ ‫أن نقول ّ‬
‫لكل النحو عبر نشأته‬ ‫مي لم يكن مقتصرا على املدرسة الكوفية‬
‫ً‬ ‫ّ ّ‬ ‫ً‬
‫ولكنه تركز بشكل أكثر وضوحا كظاهرة ملموسة عند النظر إلى املصطلح‬ ‫وصوال إلى استقرار مصطلحاته‪،‬‬
‫ّ‬
‫الكوفي‪.‬‬ ‫النحوي‬
‫املفهومي في هذا البحث إلى كون تسميات املصطلحات التي تندرج تحت هذه الظاهرة‬ ‫ّ‬ ‫يرجع الخالف‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫اللفظي التي ألفها‬ ‫املصطلحية تتقارب كثيرا مع ظاهرة الترادف‬ ‫متعددة بينما مفاهيمها واحدة‪ ،‬وهذه الظاهرة‬
‫ّ‬
‫اللفظي كي‬ ‫املصطلحي باملاحة سريعة عن الترادف‬ ‫ّ‬ ‫وسنمهد للحديث عن الترادف‬ ‫ّ‬ ‫العلماء القدماء العرب‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الكوفي‪.‬‬ ‫مصطلحيا على النحو‬ ‫نتوضح مفهومه قبل الدخول في تطبيقه‬
‫ً‬
‫الترادف في اللغة يعني التتابع‪ ،‬وش يء يلحق بش يء أي يتبعه‪ّ ،1‬أما في االصطالح فهو ((ما كان معناه واحدا‬
‫ضد املشترك‪ ،‬أخذ من الترادف الذي هو ركوب أحد خلف أحد))‪ ، 2‬وقيل ‪(( :‬هو األلفاظ‬ ‫وأسماؤه كثيرة‪ ،‬وهو ّ‬
‫ّ‬ ‫الدالة على ش يء واحد باعتبار واحد ))‪ ،3‬فهو داللة ّ‬ ‫ّ‬
‫املسمى الواحد أو‬ ‫عدة كلمات مختلفة ومنفردة على‬ ‫املفردة‬
‫ّ‬
‫الكالمي (أسماء – أفعال) ويمكن أن‬ ‫املعنى الواحد‪ ،‬و(( الكلمات املترادفة هي الكلمات التي تنتمي إلى نفس النوع‬
‫تتبادل في املوقع دون تغيير املعنى أو التركيب النحو ّي للجملة ))‪. 4‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫اللغوية كان مفهومها معروفا عند النحاة العرب‪ ،‬بل ذكروها في كتبهم‪ ،‬فسيبويه مثال‬ ‫هذه الظاهرة‬
‫ّ‬
‫يتحدث عن هذه الظاهرة عند العرب بقوله‪ (( :‬اعلم أن من كالمهم اختالف اللفظين الختالف املعنيين‪،‬‬ ‫ّ‬
‫واختالف اللفظين واملعنى واحد‪ ،‬واتفاق اللفظين واختالف املعنيين‪ ،‬واختالف اللفظ واملعنى واحد‪ ...‬قولك‪:‬‬
‫يبين وجود‬‫وجدت عليه من املوجدة‪ ،‬ووجدت إذا أردت وجدان الضالة وأشباه هذا كثير))‪ ، 5‬فقول سيبويه ّ‬
‫ّ‬
‫الترادف‪ ،‬إذ إنه معروف عند القدماء‪ ،‬وهم ملتفتون إليه‪ ،‬فقول سيبويه‪( :‬اختالف اللفظ واملعنى واحد ) دليل‬
‫على معرفة مفهوم الترادف قبل تلك الحقبة وما بعدها الستقرار مفهومه آنذاك‪.‬‬
‫ّ‬
‫النحوية‪ 6‬محمد بن القاسم األنباري الكوفي‪ ،‬إذ‬ ‫ّ‬ ‫توسع في الحديث عن الترادف اللغو ّي في مؤلفاتهم‬ ‫ممن ّ‬ ‫ّ‬
‫قال‪ (( :‬وأكثر كالمهم يأتي على ضربين آخرين‪ :‬أحدهما أن يقع اللفظان املختلفان على املعنيين املختلفين؛‬
‫ّ‬
‫كقولك‪ :‬الرجل واملرأة‪ ،‬والجمل والناقة‪ ،‬واليوم والليلة‪ ،‬وقام وقعد‪ ،‬وتكلم وسكت؛ وهذا هو الكثير الذي ال‬
‫يحاط به‪ ،‬والضرب اآلخر أن يقع اللفظان املختلفان على املعنى الواحد‪ ،‬كقولك‪ّ :‬‬
‫البر والحنطة‪ ،‬والعير والحمار‪،‬‬

‫‪ - 1‬ينظر‪ :‬معجم مقاييس اللغة‪ ، 503 / 2 :‬ولسان العرب‪. 114 / 4 :‬‬


‫‪ -2‬التعريفات‪.60 :‬‬
‫‪ - 3‬املزهر في علوم اللغة وأنواعها‪.403 / 1 :‬‬
‫‪ - 4‬علم الداللة‪ ،‬د‪ .‬أحمد مختار عمر‪223 :‬‬
‫‪ - 5‬الكتاب‪.24 / 1 :‬‬
‫‪ - 6‬ينظر‪ :‬الترادف في اللغة‪.40-35 :‬‬

‫‪55‬‬ ‫مصطلحيات العدد ‪15‬‬


‫ي أنموذجاً)‪ ،‬د‪ .‬هناء الربيعي‪ ،‬د خلف القرناوي‬
‫ي في التراث (المصطلح الكوف ّ‬
‫الترادف المصطلح ّ‬

‫والذئب والسيد‪ ،‬وجلس وقعد‪ ،‬وذهب ومض ى)) ‪. 1‬‬


‫ً‬ ‫من منطلق مفهوم الترادف اللغو ّي نجد ّ‬
‫أن فكرة الترادف في اللفظ انتقلت لتشمل املفاهيم أيضا ولكن‬
‫ّ‬
‫النحوية كانوا على‬ ‫الكوفيين عندما أطلقوا مصطلحاتهم‬ ‫ّ‬ ‫في ضوء علم النحو‪ ،‬ومن هنا يحصل االطمئنان ّ‬
‫أن‬
‫ليوظفوه في أصول مدرستهم‪ ،‬ولكن من دون تسميتة بالترادف؛‬ ‫ّ‬ ‫دراية كاملة بما ألفه العرب وبما تعارفوا عليه؛‬
‫ً‬ ‫خصوصيته ّ‬ ‫ّ‬ ‫ألن املفهوم واحد في ّ‬ ‫ّ‬
‫متغيرة تبعا للعلم الذي ترد فيه‪ ،‬وللوقوف على هذه الظاهرة‬ ‫كل لغة ولكن تبقى‬
‫أن تسميات‬ ‫لنبين من خاللها ّ‬
‫جسدت مفهوم الترادف؛ ّ‬ ‫الكوفية التي ّ‬ ‫ّ‬ ‫سنقف عند مجموعة من املصطلحات‬
‫ثالثية‪ ،‬أو ّ‬
‫رباعية‪ ،‬أو أكثر‬ ‫ثنائية‪ ،‬أو ّ‬
‫لتدل على مفهوم واحد‪ ،‬فتكون مفاهيم بتسميات ّ‬ ‫تتعدد ّ‬ ‫املصطلحات قد ّ‬
‫من ذلك‪.‬‬
‫ّأو ًال‪ :‬مفاهيم ّ‬
‫ثنائية التسمية‪:‬‬
‫ثنائية التسمية من املصطلحات‪ ،‬فهي موجودة ومستعملة عند‬ ‫يشتمل املحور على املفاهيم التي تكون ّ‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫الكوفيين تحت تسميات مختلفة ولكن يبقى مضمون مفاهيمها واحدا‪ ،‬ومن هذه املصطلحات‪:‬‬
‫‪ -‬مصطلح (الجحد)‪ ،‬ويرادفه مصطلح (النفي)‪:‬‬
‫ً‬ ‫م‬
‫الجحد لغة‪ :‬نقيض اإلقرار أي اإلنكار‪ّ ، 2‬أما اصطالحا فهو‪ (( :‬اإلخبار عن ترك الفعل في املاض ي))‪ ، 3‬وهو‬
‫يدل في اللغة على الطرد‪ (( ،‬تقول نفيته فانتفى‪ ... ،‬وتقول‪ :‬هذا ينافي ذاك وهما يتنافيان‬ ‫يترادف مع (النفي) الذي ّ‬
‫ضده ))‪. 5‬‬‫))‪ّ ، 4‬أما في االصطالح فهو (( إخراج الحكم في تركيب لغو ّي متبرأ إلى ّ‬
‫ً‬ ‫معا عند ّ‬ ‫ً‬
‫الفراء‪ ،‬فمثال مصطلح (الجحد) ورد في أثناء تعليقه على قوله تعالى‪:‬‬ ‫ورد مصطلحا (الجحد) و(النفي)‬
‫ً‬ ‫وه إ َّال مقليل ّمن ُهم ﴾(النساء‪ ،)66/‬فقال‪ّ (( :‬‬ ‫م مُ ُ‬
‫ألن في (فعلوه) اسما معرفة‪ ،‬فكان الرفع الوجه في الجحد‬ ‫﴿ َّما فعل ِ ِ ِ‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫الذي ينفي الفعل عنهم‪ ,‬ويثبته ملا بعد إال ))‪ ، 6‬فالفعل سبق بنفي كان سببا في توجيه نفي وقوع الفعل منهم‪.‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ً‬
‫وورد أيضا في تعليقه على قوله تعالى‪ ﴿ :‬ف مما تغ ِن النذ ُر ﴾(القمر‪ ،)5/‬إذ قال‪ (( :‬إن شئت جعلت (ما) جحدا‪،‬‬
‫فأي ش يء تغني النذر))‪ ، 7‬فكان مفهوم‬ ‫أي كأنك قلت‪ّ :‬‬ ‫تريد‪ :‬ليس تغني عنهم النذر‪ ,‬وإن شئت جعلتها في موضع ّ‬
‫ً‬
‫الجحد داال في ذاته على النفي عنده‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫والشك في الكالم‪ ،‬إذ قال‪ (( :‬أال ترى أنك تقول‪ :‬زيد‬ ‫وورد املصطلحان معا في تعليقه على الفرق بين الجحد‬
‫ً ّ ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫أظن‪ ،‬فدخول ّ‬ ‫قائم ّ‬
‫للشك فكأنه مستغنى عنه‪ ،‬وليس بنفي وال يكون عن النفي مستغنيا ألنك إنما تخبر‬ ‫(أظن)‬

‫‪ - 1‬األضداد في اللغة‪.7- 6 :‬‬


‫‪ - 2‬ينظر‪ :‬تهذيب اللغة‪ ،125 ،124 / 4 :‬والصحاح‪ ،451/2:‬ولسان العرب‪ ،376 /1 :‬وتاج العروس‪.312 :‬‬
‫‪ - 3‬التعريفات‪ ،240 :‬وينظر‪ :‬جامع العلوم في اصطالحات الفنون‪.383 / 1 :‬‬
‫‪ - 4‬الصحاح‪ ،2512 ،2513 / 6 :‬ولسان العرب‪.385 / 4 :‬‬
‫‪ - 5‬أسلوبا النفي واالستفهام في العربية‪.56 :‬‬
‫‪ - 6‬معاني القرآن‪.166 / 1 :‬‬
‫‪ - 7‬املصدر نفسه ‪ ،105 / 3 :‬وينظر فيه‪.235 ، 8 / 1 :‬‬

‫‪56‬‬ ‫مصطلحيات العدد ‪15‬‬


‫ي أنموذجاً)‪ ،‬د‪ .‬هناء الربيعي‪ ،‬د خلف القرناوي‬
‫ي في التراث (المصطلح الكوف ّ‬
‫الترادف المصطلح ّ‬

‫ّ‬
‫النص‬ ‫للظن ))‪ ، 1‬ومن هذا‬ ‫بالخبر على ّأنه كائن أو غير كائن‪ ،‬فال يقال للجحد‪ّ :‬إنه فضل من الكالم كما يقال ّ‬
‫ّ‬
‫وعمومية‬ ‫خصوصية الجحد تأتي من نفي املاض ي فقط‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫يدل على (النفي)‪ّ ،‬‬
‫ولعل‬ ‫أن مصطلح (الجحد) ّ‬ ‫يتبين لنا ّ‬
‫ّ‬
‫وشموليته لنفي الحاضر واملاض ي‪. 2‬‬ ‫ّ‬ ‫النفي‬
‫أن ّ‬ ‫صحة ما ذهب إليه الدكتور أحمد مكي األنصار ّي من ّ‬ ‫يوخنا ّ‬ ‫الدكتور ّ‬
‫الفراء استعمل مصطلح‬ ‫يؤكد‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫صحة هذا الرأي بقوله‪ (( :‬ألن مصطلح النفي عند ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫(الجحد) بداللة (النفي)‪ ، 3‬معلال ّ‬
‫الفراء ليس واضحا‪ ،‬ولم‬
‫وربما كان استعمال مصطلح (الجحد) بدل (النفي)‬ ‫يستعمل بالطريقة التي استعمل بها مصطلح الجحد))‪ّ ، 4‬‬
‫يدل أحدهما على اآلخر‪ّ ،‬أما فيما ذكره من‬ ‫أن املصطلحين مترادفان ّ‬ ‫الفراء ال يعني عدم الوضوح بل يعني ّ‬ ‫عند ّ‬
‫الفراء على استحسان‬ ‫توحد طريقة االستعمال فهذا أمر راجع إلى موضع االستعمال الذي ورد فيه‪ ،‬ونباهة ّ‬ ‫عدم ّ‬
‫ضليتها أو اتضاحها من دون الطريقة األخرى‪.‬‬ ‫الطريقة أو أف ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫استعمل ابن السكيت مصطلح (الجحد) بمعنى النفي في قوله‪ (( :‬هذا باب ما يتكلم فيه إال بجحد))‪. 5‬‬
‫استعمل ثعلب مصطلح (الجحد) بالداللة نفسها في قوله‪ (( :‬من تدخل في الجحد على النكرة في االبتداء‪ ،‬وال‬
‫تدخل في املعارف ))‪. 6‬‬
‫َّ ّ‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫م م ُ‬
‫الض ِال مين﴾ (الفاتحة‪)7/‬‬ ‫وب معلي ِهم موال‬
‫ذكر املصطلح الطبري كذلك عند تعليقه على قوله تعالى‪﴿ :‬غي ِر املغض ِ‬
‫أن (غير) التي مع (املغضوب عليهم) لو كانت‬ ‫الكوفيين يستنكر ذلك من قوله‪ ,‬ويزعم ّ‬ ‫ّ‬ ‫فقال‪ (( :‬وكان بعض ّ‬
‫نحويي‬
‫تقدمها‪( ... ،‬سوى)‬ ‫بمعنى (سوى) لكان خطأ أن يعطف عليها بـ(ال)‪ ,‬إذ كانت (ال) ال يعطف بها ّاال على جحد قد ّ‬
‫ليست من حروف النفي والجحود ))‪ ، 7‬وهي وجهة نظر صائبة إذا ما كان الضابط هو العطف‪.‬‬
‫ً‬
‫ّأما ابن األنباري فقد ذكر املصطلح (الجحد)‪ ،‬وذكر بعض املصطلحات التابعة له‪ ،‬مثال‪ :‬جواب الجحد‪،‬‬
‫ومعنى الجحد‪ ،‬والجحد املحض‪ ،‬والجحد باالستفهام‪ ، 8‬وهذه املصطلحات وإن وردت فيها لفظة الجحد إال ّأنها‬
‫نوعا من أنواع الحروف ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الجارة التي‬ ‫املصطلحية‪ ،‬فمثال (الم الجحود) مثلت (الالم) فيها‬ ‫استقالليتها‬ ‫حافظت على‬
‫سميت الم الجحود ملالزمتها الجحد أي النفي‪ ، 9‬وهناك من يرفض تسميتها بـ(الم‬ ‫تفيد توكيد النفي‪ ،‬وقد ّ‬

‫‪ - 1‬املصدر نفسه ‪.84 / 2 :‬‬


‫‪ - 2‬ينظر التعريفات‪.59 :‬‬
‫‪ - 3‬ينظر‪ :‬أبو زكريا ّ‬
‫الفراء ومذهبه في اللغة والنحو‪.442 :‬‬
‫‪ - 4‬موسوعة املصطلح النحوي‪.425 / 1 :‬‬
‫‪- 5‬إصالح املنطق‪.386 :‬‬
‫‪ - 6‬مجالس ثعلب‪ ، 101 / 1 :‬وينظر فيه‪.132 / 1 :‬‬
‫‪ - 7‬جامع البيان عن تأويل آي القرآن‪.162 / 1 :‬‬
‫‪ 8‬ينظر‪ :‬كتاب األضداد‪ ، 216 ، 210 :‬والوقف واالبتداء‪ ، 632 / 2 :‬والجامع ألحكام القرآن‪ ،434 /6 :‬والزاهر في معاني كلمات الناس‪ ، 55 / 2 :‬وشرح‬
‫القصائد السبع الطوال‪.427 :‬‬
‫‪ - 9‬ينظر‪ :‬مغني اللبيب عن كتب األعاريب‪.18 /2 :‬‬

‫‪57‬‬ ‫مصطلحيات العدد ‪15‬‬


‫ي أنموذجاً)‪ ،‬د‪ .‬هناء الربيعي‪ ،‬د خلف القرناوي‬
‫ي في التراث (المصطلح الكوف ّ‬
‫الترادف المصطلح ّ‬

‫ألن الجحد إنكار ما نعرفه ال مطلق اإلنكار‪. 1‬‬ ‫أن الصواب هو تسميتها بـ(الم النفي)؛ ّ‬ ‫الجحود) ويرى ّ‬
‫م‬ ‫َّ م م م‬ ‫م‬ ‫مم م‬ ‫الكسائي في تعليقه على قوله تعالى‪ ﴿ :‬وإ مذا ُك م‬
‫الصالة فل مت ُقم طآ ِئ مفة ِّمن ُهم‬ ‫نت ِف ِيهم فأقم مت ل ُه ُم‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫ذكرها‬
‫م‬ ‫ّ‬
‫َّم مع مك﴾(النساء‪ ،)102/‬فقال‪ (( :‬أن الم األمر‪ ،‬والم كي‪ ،‬والم الجحد ُيفتحن))‪ ، 2‬فحركتها هي الفتح‪.‬‬
‫م‬
‫الفراء مصطلح حروف الجحد عندما ذكر قول الشاعر النابغة‪:‬‬ ‫استعمل ّ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫أحد‬ ‫أعيت جوابا وما في الربع من ِ‬ ‫ّ‬ ‫وق ـفـ ُـت بــها أصيالنا أسائلــها‬
‫الج ملد‪3‬‬‫أبي ُنهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا والنؤي كالحوض باملظلومة م‬ ‫إال األواري ألي ًـا م ـ ــا ّ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫إذ أورد قول النابغة مع تغيير في الرواية ليتناسب مع ما ذهب إليه إذ ذكر‪:‬‬
‫‪ .......‬وما بالربع من أحد‬
‫ُ‬
‫‪...‬إال أوار َّي ما إن ال أبينها‬
‫فقال‪ (( :‬جمع في هذا البيت ثالثة أحرف من حروف الجحد‪ :‬ال‪ ،‬وإن‪ ،‬وما ))‪. 4‬‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫ورد املصطلح‪-‬حروف الجحد‪ -‬أيضا عند ابن السكيت‪ ،‬وثعلب‪ ،‬والطبري‪ ،‬وابن االنباري‪. 5‬‬
‫م م‬ ‫مً م م‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ملح الكسائي فرقا دقيقا بين جواب الجحد في بيانه لقوله تعالى‪ ﴿ :‬مبلى ممن ك مس مب مس ِّيئة موأ محاطت ِب ِه خ ِطيئ ُت ُه‬
‫أن (بلى) إقرار بعد‬ ‫النار ُهم ف ميها مخال ُدو من ﴾(البقرة‪ ،)80/‬إذ قال‪ (( :‬الفرق بين (بلى) و(نعم) ّ‬ ‫اب َّ‬ ‫ُ‬ ‫ح‬‫مف ُأ مولئ مك مأص م‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫جحد‪ ،‬و(نعم) جواب استفهام بعد جحد ))‪ ، 6‬في حين نلحظ أن الطبري يرى أن (بلى) إقرار في كل كالم أوله نفي‪،‬‬
‫كل كالم في ّأوله جحد كما ( نعم ) إقرار في االستفهام‬ ‫و(نعم) إقرار في االستفهام إذ قال‪((( :‬بلى) فإنها إقرار في ّ‬
‫الذي ال جحد فيه ))‪.7‬‬
‫أن إقرار (بلى)‬ ‫فكأن الكسائي يرى ّ‬ ‫نلحظ الفرق بين أي الكسائي والطبري في بيان الفرق بين (بلى) و(نعم) ّ‬
‫ر‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫محدد بعد الجحد فقط‪ّ ,‬أما الطبري فاإلقرار عنده مطلق من دون تحديد‪ ،‬وهذا الرأي يعد تغييرا وتطورا في‬
‫مفهوم معنى (بلى)‪ ،‬وفي الوقت نفسه نلحظ التغيير في (نعم) فالفرق واضح بينهما فيما كان بعد اإلقرار‪،‬‬
‫وعمومية عند الكسائي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫مما كان من إطالق‬ ‫معين‪ ,‬على العكس ّ‬ ‫محد ًدا بأمر ّ‬
‫ضيق من املفهوم‪ ,‬وجعله ّ‬ ‫فالطبر ّي ّ‬
‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫نخلص إلى القول ّ‬
‫النحويين إال‬ ‫مصطلحي (الجحد والنفي) مصطلحان مترادفان ال فرق في مفهومهما عند‬ ‫أن‬
‫ً‬ ‫الكوفيين ّ‬ ‫ّ‬ ‫يضر القول بترادفهما‪ّ ,‬‬ ‫اليسير الذي ال ّ‬
‫توسعوا باستعمالهما وخصوصا مصطلح (الجحد) الذي‬ ‫وأن‬

‫‪ - 1‬ينظر‪ :‬إعراب القرآن‪ ،‬النحاس‪.36 /1:‬‬


‫‪ - 2‬معاني القرآن‪.119 :‬‬
‫‪ - 3‬ديوان النابغة‪.56 :‬‬
‫‪ - 4‬معاني القرآن‪.480 / 1 :‬‬
‫‪ - 5‬ينظر‪ :‬إصالح املنطق‪ ،379 :‬ومجالس ثعلب‪ ،1591 :‬وجامع البيان عن تأويل آي القرآن‪ ،570/9 :‬وكتاب األضداد‪ ،17 :‬وإيضاح الوقف واالبتداء‪:‬‬
‫‪.139 / 1‬‬
‫‪ - 6‬معاني القرآن‪.75 :‬‬
‫‪ - 7‬جامع البيان عن تأويل آي القرآن‪.576/1 :‬‬

‫‪58‬‬ ‫مصطلحيات العدد ‪15‬‬


‫ي أنموذجاً)‪ ،‬د‪ .‬هناء الربيعي‪ ،‬د خلف القرناوي‬
‫ي في التراث (المصطلح الكوف ّ‬
‫الترادف المصطلح ّ‬

‫ولكن الداللة تبقى واحدة‪.‬‬ ‫انبثقت له ملحقات في التسمية‪ّ ,‬‬


‫‪ -‬مصطلح (الشرط)‪ ،‬ويرادفه مصطلح (الجزاء)‪:‬‬
‫الفراء بمعنى واحد وهو الشرط‪ ،‬فمصطلح (الشرط) ورد عنده في تحليله قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫ورد املصطلحان عند ّ‬
‫ُ‬ ‫َّ م م ُ م ّ ُ َّ م م‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫م‬ ‫ُ ُ َّ ُ ُ‬
‫َّللا معلى مما مه مداكم ﴾(البقرة‪ ،)185/‬إذ قال‪(( :‬‬ ‫َّللا ِبك ُم ال ُيس مر موال ُي ِر ُيد ِبك ُم ال ُعس مر مو ِل ُتك ِملوا ال ِعدة و ِلتك ِبروا‬ ‫ي ِريد‬
‫ً‬ ‫وهذه الالم في قوله‪ (( :‬ولتكملوا ّ‬
‫العدة )) الم كي لو ألقيت كان صوابا‪ .‬والعرب تدخلها في كالمها على إضمار فعل‬
‫شرطا للفعل الذي قبلها وفيها الواو‪ .‬أال ترى أنك تقول‪ :‬جئئتك لتحسن ّ‬ ‫ً‬
‫الي‪ ,‬وال تقول جئتك‬ ‫بعدها‪ ،‬وال تكون‬
‫إلي جئتك ))‪. 1‬‬ ‫ولتحسن اليه‪ .‬فإذا قلته فأنت تريد‪ :‬ولتحسن ّ‬
‫م م م َّ ُ م‬ ‫مم ُ‬ ‫ّأما مصطلح الجزاء فقد ورد عنده عندما ّ‬
‫َّللا ث َّم ِإذا‬
‫تطرق الى بيان معنى قوله تعالى‪ ﴿ :‬وما ِبكم ِمن ِنعمة ف ِمن ِ‬
‫ّ‬
‫ون ﴾(النحل‪ ،)53/‬إذ قال‪( (( :‬ما) في معنى جزاء ولها فعل مضمر‪ ,‬كأنك قلت‪ :‬ما بكم‬ ‫مم َّس ُك ُم الضر مفإ مليه متج مأ ُر م‬
‫ِ ِ‬
‫ّ‬
‫من نعمة فمن هللا؛ ألن الجزاء ال بد له من فعل مجزوم‪ ,‬إن ظهر فهو جزم إن لم يظهر فهو مضمر ))‪ ، 2‬والجزاء‬ ‫ّ‬
‫هنا يقصد به الشرط ‪.‬‬
‫م م م‬ ‫َّ‬ ‫م‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫اخع‬‫ذكر الطبري شواهد عدة على داللة املصطلحين على معنى واحد‪ ،‬ففي تحليله قوله تعالى ‪ ﴿ :‬لعلك ب ِ‬
‫و(إن) من قوله (أال يكونوا مؤمنين)‪ ،‬في موضع نصب بـ(باخع)‪.‬‬ ‫َّنف مس مك مأ َّال مي ُك ُونوا ُمؤمن مين ﴾(الشعراء‪ ،)3/‬قال‪ّ (( :‬‬
‫ِِ‬
‫ً‬ ‫زرت م‬ ‫كما ُيقال‪ُ :‬‬
‫عبد هللا أن زارني‪ .‬وهو جزاء‪ .‬ولو كان الفعل الذي بعد (أن) مستقبال لكان وجه الكالم في (أن)‬
‫ً‬
‫أزور عبد هللا إن ميزرني ))‪ ، 3‬فاستعمل الجزاء داال على معنى الشرط‪.‬‬ ‫الكسر‪ ,‬كما يقال‪ُ :‬‬
‫ّ‬
‫استعمل النحاة متعلقات هذين املصطلحين من‪ :‬ـ(حروف الجزاء)‪ ،‬و(الشروط)‪ ،‬وحروف الجزاء من‬
‫نحويو البصرة والكوفة‪ ،‬فقد ورد هذا املصطلح عند الخليل‪ ،‬إذ جاء في‬ ‫املصطلحات التي اشترك في استعمالها ّ‬
‫فإن أصلها‪ :‬ما ما‪ ،‬ولكن أبدلوا من األلف األولى هاء ليختلف اللفظ‪ .‬فـ(ما) هي ما الجزاء‪،‬‬ ‫وأما ((مهما)) َّ‬ ‫قوله‪َّ ((:‬‬
‫ً‬
‫و(ما) الثانية هي التي تزاد تأكيدا لحروف الجزاء مثل أينما ومتى ما وكيفما))‪ ، 4‬وجعل من مرادفاته (حرف‬
‫مجازاة)‪ ،‬إذ قال‪ (( :‬و(إن) خفيفة‪ ،‬حرف مجازاة في الشرط))‪.5‬‬
‫مصطلحي (حروف الجزاء)‪ ،‬و(حروف املجازاة)‪ ،‬فذكرهما سيبويه في الكتاب‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫البصريون في استعماله‬ ‫ّ‬ ‫تابعه‬
‫أزيدا إن أيت تضرب‪ ،‬وأحسنه أن تدخل في أيتم‬ ‫ً‬
‫ر‬ ‫ر‬ ‫اآلخر نصبت‪ ،‬وذلك قولك‪:‬‬ ‫فمثال األول قوله‪ (( :‬فإن لم تجزم ِ‬
‫ًّ‬ ‫الهاء‪َّ ،‬‬
‫مرة رأيته؟))‪ ، 6‬ومن أمثلة املصطلح‬ ‫ألنه غير مستعمل‪ ،‬فصارت حروف الجزاء في هذا بمنزلة قولك‪ :‬زيد كم‬

‫‪ - 1‬معاني القرآن‪.113/1 :‬‬


‫‪ - 2‬املصدر نفسه‪.104/2 :‬‬
‫‪ - 3‬جامع البيان عن آي القرآن‪.565/8 :‬‬
‫‪ - 4‬كتاب العين ‪358 / 3 :‬‬
‫‪ - 5‬املصدر نفسه‪.396 / 8 :‬‬
‫‪ - 6‬الكتاب‪.133 / 1 :‬‬

‫‪59‬‬ ‫مصطلحيات العدد ‪15‬‬


‫ي أنموذجاً)‪ ،‬د‪ .‬هناء الربيعي‪ ،‬د خلف القرناوي‬
‫ي في التراث (المصطلح الكوف ّ‬
‫الترادف المصطلح ّ‬

‫ألن قوله‪ :‬فاضرب‬ ‫ألنه جعل جاءك في موضع الخبر‪ ،‬وذلك ّ‬ ‫الثاني قوله‪ (( :‬فإن قلت‪ّ :‬أيهم جاءك فاضرب‪ ,‬رفعته َّ‬
‫وأي من حروف املجازاة ))‪ ،1‬وتابع سيبويه في استعماله املصطلحين السابقين ّ‬
‫املبرد‪ ، 2‬وابن‬ ‫في موضع الجواب‪ّ ,‬‬
‫ّ‬
‫السراج‪. 3‬‬
‫م‬ ‫ً‬
‫الفراء في معانيه في تعليقه على اآلية الكريمة‪ ﴿ :‬مو ِإن أ محد ِّم من‬‫أيضا‪ ،‬فأورده ّ‬ ‫الكوفيون هذا املصطلح‬ ‫ّ‬ ‫استعمل‬
‫م م م م م م م ُ م َّ م م م م م م ّ‬ ‫ُ‬
‫َّللا ﴾ (التوبة‪ )6/‬فقال في حديثه عن لفظة (فأجره)‪(( :‬في موضع‬ ‫املش ِر ِكين استجارك فأ ِجره حتى يسمع كالم ِ‬
‫ألنها شرط وليست‬ ‫خاصة دون حروف الجزاء؛ َّ‬ ‫جزم وإن ُف ّرق بين الجازم واملجزوم بـ(أحد)‪ ،‬وذلك سهل في (إن) ّ‬
‫ِ‬
‫ّ‬
‫باسم‪ ،‬ولها عودة إلى الفتح فتلقى االسم والفعل وتدور في الكالم فال تعمل‪ ,‬فلم يحلفوا أن يفرقوا بينها وبين‬
‫واستدل على ذلك بقول الشاعر كميت بن زيد‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫املجزوم باملرفوع واملنصوب ))‪، 4‬‬
‫ن أنت‪ ،‬املجيزين تلك الغمارا ‪5‬‬
‫م‬
‫فإن انت تـفعـل فللـ ــفاعليـ ـ‬
‫سماها أبو العباس ثعلب‪ ( :‬الشروط)‪. 6‬‬ ‫ّ‬
‫عما ال‬ ‫ومما ورد منها ما ذكره ّ‬ ‫َّأما ابن األنبار ّي فقد وردت عنده نصوص عديدة استعمل فيها هذا املصطلح‪ّ ،‬‬
‫اب يودوا لو َّأنهم بادو من في األعراب﴾ (األحزاب‪ ،)20/‬فقال‪َّ (( :‬‬ ‫األح مز ُ‬ ‫م‬
‫وأما‬ ‫يتم الوقف في قوله تعالى‪ ﴿ :‬مو ِإن ميأ ِت‬ ‫ّ‬
‫(يودوا) جواب‬ ‫ألن ّ‬ ‫حروف الجزاء دون الفعل الذي يليها‪ ...،‬والوقف على (إن) قبيح‪ .‬والوقف على (يأت) قبيح َّ‬
‫ِ‬
‫واستدل على استعمال املصطلح بقول زهير بن أبي سلمى‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫الجزاء))‪،7‬‬
‫ُ‬
‫علم‪)43( 8‬‬
‫الناس ت ِ‬
‫ِ‬ ‫ومهما تكن عند امرئ من خليقة وإن خالها تخفى على‬
‫إذ قال‪ (( :‬قوله (ومهما) معناه‪ :‬وما تكن عند امرئ‪ ،‬فأرادوا أن يصلوا ما بـما؛ التي يوصل بها حروف الجزاء‪،‬‬
‫هاء‪ ،‬ووصلوها بالثانية‪,‬‬ ‫كقولك َّإما‪ ،‬ومتى ما‪ ،‬فثقل عليهم أن يقولوا ما ما؛ الستواء اللفظين‪ ،‬فأبدلوا من األلف ً‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫الشرطية‪. 10‬‬ ‫فقالوا‪ :‬مهما ))‪ ، 9‬وقيل‪ :‬هي مركبة من م(مه) بمعنى كف و(ما)‬
‫ً‬
‫في تعليقه أيضا على بيت الحارث بن حلزة ذكر املصطلح‪:‬‬
‫وإما تتعاشوا ففي التعاش ي ُ‬
‫الداء‪11‬‬ ‫فاتركوا الطيخ والتعدي‪َّ ,‬‬

‫‪ - 1‬املصدر نفسه‪.136 / 1 :‬‬


‫‪ - 2‬ينظر‪ :‬املقتضب‪.85 / 4 ، 29 / 3 :‬‬
‫‪ - 3‬ينظر‪ :‬األصول في النحو‪.195 ، 139 / 2 :‬‬
‫‪ - 4‬معاني القرآن‪.422 / 1 :‬‬
‫‪ - 5‬ديوان الكميت بن زيد‪.57 :‬‬
‫‪ - 6‬ينظر‪ :‬مجالس ثعلب‪.487 / 2 ، 279 / 1 :‬‬
‫‪ - 7‬إيضاح الوقف واالبتداء‪ ،136 – 135 / 1 :‬وينظر‪.117 / 1 :‬‬
‫‪ - 8‬ديوان زهير بن أبي سلمى‪.70 :‬‬
‫‪ - 9‬شرح القصائد السبع الطوال‪ ، 254 :‬وينظر‪ :‬همع الهوامع في شرح جامع الجوامع‪.58 /2 :‬‬
‫‪ - 10‬ينظر‪ :‬الكافية في النحو‪.253 /2 :‬‬
‫‪ - 11‬ديوان الحارث بن حلزة الشكري‪.70 :‬‬

‫‪60‬‬ ‫مصطلحيات العدد ‪15‬‬


‫ي أنموذجاً)‪ ،‬د‪ .‬هناء الربيعي‪ ،‬د خلف القرناوي‬
‫ي في التراث (المصطلح الكوف ّ‬
‫الترادف المصطلح ّ‬

‫وإما ‪ :‬حرف جزاء‪ ،‬وما‪ :‬صلة‪ ،‬والفاء‪ :‬جواب الجزاء ))‪. 1‬‬ ‫إذ قال‪َّ (( :‬‬
‫عقب على بيت زهير بن أبي سلمى‪:‬‬ ‫كان ابن االنباري يشير إلى هذه الحروف بلفظة (الجزاء)‪ ،‬ومثال ذلك عندما ّ‬
‫ـس ُه لم ُيك ـ ـ َّـرم‪2‬‬ ‫صديق ُه مومن لم ُيك ـ ّـرم نف ـ م‬ ‫م‬ ‫ًّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫عدوا‬ ‫مومن يغترب يحسب‬
‫أن م(من) حرف الجزاء‪ ،‬وجوابه (يحسب)‪. 3‬‬ ‫إذ يرى َّ‬
‫استعمل ابن االنباري مصطلح(حرف الشرط)‪ ،‬وقد ورد هذا املصطلح عنده في نصوص قليلة‪ ،‬ومنها قوله في‬
‫حديثه عن (مهما يكن)‪ ،‬إذ قال‪ (( :‬األصل في‪ :‬مهما يكن‪ ،‬ما يكن‪ ،‬فأرادوا أن يزيدوا على (ما) التي هي حرف الشرط‬
‫(ما) للتوكيد كما زادوا على (أن) ما‪ ،‬فقالوا‪َّ :‬إما تزرني أزرك ))‪. 4‬‬
‫يعا ﴾(البقرة‪ ،)148/‬فرأى ّ‬ ‫ُ ُ َّ ُ م ً‬ ‫مُ ُ‬ ‫م‬ ‫ّ‬
‫ألنها شرط‪،‬‬‫أن (((أينما) حرف؛ َّ‬ ‫وحلل قوله تعالى‪ ﴿ :‬أي من مما تكونوا ميأ ِت ِبكم َّللا ج ِم‬
‫وكل ما في كتاب هللا من ذكر ((أينما)) على معنى الشرط لم يصلح الوقف على ((أين)) دون ((ما))))‪. 5‬‬ ‫ّ‬
‫ً‬
‫استعمل أيضا مصطلح (الشرط) وأراد به حرف الشرط عند شرحه بيت امرئ القيس‪:‬‬
‫ـدلل وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي‪6‬‬ ‫ُ‬ ‫م‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أفــاط ــم م ــهال ب ــعض ه ــذا الت ـ ِ‬
‫أزمعت صرمي فأجملي ) إن شرط ))‪.7‬‬ ‫ِ‬ ‫كنت قد‬
‫فقال‪ (( :‬وقوله‪ ( :‬وإن ِ‬
‫الكوفيين‪ ،‬إذ أطلقوهما على األدوات‬‫ّ‬ ‫أن (الجزاء) و(الشرط) من املصطلحات املترادفة لدى‬ ‫مما تقدم َّ‬ ‫ّيتضح ّ‬
‫ً‬
‫التي تعمل على تعليق حدوث فعل على حدوث آخر‪ ،‬سواء أكانت هذه األدوات حروفا أم أسماء‪. 8‬‬
‫(الص ْرف)‪ ،‬ويرادفه مصطلح (اإلجراء)‪:‬‬ ‫َ‬ ‫‪ -‬مصطلح‬
‫الكوفيين؛ ليدال على املمنوع من الصرف‪ ،‬فهما مصطلحان داالن على مفهوم‬ ‫ّ‬ ‫ورد هذان املصطلحان في تعابير‬
‫م‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫م‬
‫اط من ك ِث ميرة﴾ (التوبة‪)25/‬‬ ‫ُ مم‬ ‫م‬
‫الفراء‪ ،‬ففي تعليقه على قوله تعالى‪ ﴿ :‬لقد نص مرك ُم َّللا ِفي مو ِ‬ ‫سيما عند ّ‬ ‫واحد‪ ،‬وال ّ‬
‫ألن ّ‬ ‫((نصبت املواطن ّ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫كل جمع كانت فيه ألف قبلها حرفان وبعدها حرفان‬ ‫صرح بذكر املصطلحين معا‪ ،‬إذ قال‪:‬‬
‫فهو ال يجرى؛ مثل صوامع‪ ،‬ومساجد‪ ،‬وقناديل‪ ،‬وتماثيل‪ ،‬ومحاريب‪ ،‬وهذه الياء بعد األلف ال ّ‬
‫يعتد بها؛ ّ‬
‫ألنها قد‬
‫ّ‬ ‫مما هي منه‪ ،‬فلم ّ‬ ‫تدخل فيما ليست هي منه‪ ،‬وتخرج ّ‬
‫يعتدوا بها؛ إذا لم تثبت كما ثبت غيرها‪ .‬وإنما منعهم من‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫إجرائه أنه مثال لم يأت عليه ش يء من األسماء املفردة‪ ،‬وأنه غاية للجماع؛ إذا انتهى الجماع إليه فينبغي له أال‬

‫‪ - 1‬شرح القصائد السبع الطوال‪.389 :‬‬


‫‪ - 2‬ديوان زهير بن أبي سلمى‪.70 :‬‬
‫‪ - 3‬ينظر‪ :‬شرح القصائد السبع الطوال‪.252 :‬‬
‫‪ -4‬الزاهر في معاني كلمات الناس‪.293 /2 :‬‬
‫‪ - 5‬إيضاح الوقف واالبتداء‪. 334 /1:‬‬
‫‪ - 6‬ديوان امريء القيس‪.32 :‬‬
‫‪ - 7‬شرح القصائد السبع الطوال‪.71 :‬‬
‫‪ - 8‬ينظر‪ :‬املصطلح النحوي عند ابي بكر ابن االنباري‪.165-163 :‬‬

‫‪61‬‬ ‫مصطلحيات العدد ‪15‬‬


‫ي أنموذجاً)‪ ،‬د‪ .‬هناء الربيعي‪ ،‬د خلف القرناوي‬
‫ي في التراث (المصطلح الكوف ّ‬
‫الترادف المصطلح ّ‬

‫ّ‬ ‫ً‬
‫يجمع‪ .‬فذلك أيضا منعه من االنصراف؛ أال ترى أنك ال تقول‪ :‬دراهمات‪ ،‬وال دنانيرات‪ ،‬وال مساجدات ))‪. 1‬‬
‫أن ّ‬ ‫يوخنا ّ‬‫الدكتور ّ‬
‫الفراء استعمل مصطلحي (اإلجراء وعدم اإلجراء) وأشار إلى مواضع االستعمال‬ ‫ذكر‬
‫ّ‬ ‫‪ ،)56(2‬ولكن فاتته بعض النصوص التي أشار إليها باإلحالة‪ ،‬إذ وجدت في ّ‬
‫أحد هذه املواضع التي أشار إليها أنه‬
‫استعمل مصطلح (عدم اإلنصراف) وليس (عدم اإلجراء)‪. 3‬‬
‫‪ -‬مصطلح (املصدر)‪ ،‬ويرادفه مصطلح (الخروج)‪:‬‬
‫املصدر في اللغة‪ (( :‬أصل الكلمة التي تصدر عنها صوادر األفعال ))‪ ، 4‬وقيل هو (( ما صدر عنه الفعل وكان‬
‫ً‬
‫أصال له‪ ،‬من صدرت اإلبل إذا رجعت بعد أن شربت‪ ،‬واإلبل صادرة‪ ،‬واملوضع الذي رجعت عنه مصدر لها كما‬
‫ً‬
‫كان حين وردت إليه موردا لها ))‪ ، 5‬وفي االصطالح هو‪ (( :‬كل اسم لحدث له فعل اشتق منه ))‪ ، 6‬قال الخليل‪(( :‬‬
‫كل مصدر وقع موقع فعل ويفعل جاز‬ ‫الفراء‪ّ ....(( :‬‬ ‫املصدر أصل الكلمة الذي تصدر عنه األفعال )) ‪ ، 7‬وقال ّ‬
‫ً َّ م ُ م‬ ‫اع منا ع م‬
‫ند ُه ِإ َّنـا ِإذا لظ ِاملون﴾(يوسف‪.)79/‬‬ ‫ال مم مع ماذ َّّللا مأن َّنأ ُخ مذ إ َّال ممن مو مجد منا مم مت م‬ ‫نصبه ))‪ ، 8‬وذكر قوله تعالى‪ ﴿ :‬مق م‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الفراء بداللة املصدر‪ ،‬ومن شواهده على هذا املصطلح قوله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫ّأما مصطلح (الخروج) فقد ورد عند ّ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫م ُُ م ً م م ّ‬
‫َّللا مح ّقا ﴾(يونس‪ ،)4/‬فقال‪ (( :‬رفعت املرجع بـ (إليه)‪ ،‬ونصبت قوله (وعد هللا حقا)‬ ‫ِإليه مر ِجعكم ج ِميعا وعد ِ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫واستدل بقول الشاعر‪:‬‬ ‫بخروجه منهما ))‪ ، 9‬وهذا الكالم يعني أنه مصدر للجملة السابقة‪,‬‬
‫وتبعا‪10‬‬ ‫ً‬
‫عادا ّ‬ ‫ّ‬ ‫مُ‬ ‫ًّ‬
‫علي وقد أعييت‬ ‫أحقا عباد هللا جرأة محلق‬
‫وعبر عنه بمصطلح (الخروج)؛ فمن استعماله ملصطلح املصدر ما ذكره‬ ‫استعمل الطبري مصطلح (املصدر)‪ّ ،‬‬
‫ً م ُ‬ ‫مم ً م‬
‫وف مح ّقا معلى املح ِس ِن مين﴾(البقرة‪ ،)236/‬إذ قال‪(( :‬وجائز أن يكون نصب‬ ‫في تعليقه على قوله تعالى‪ ﴿ :‬متاعا ِباملع ُر ِ‬
‫ًّ‬
‫حقا‪ ،‬فـ(الح ّق) منصوب من نية الكالم‬ ‫على املصدر من جملة الكالم الذي قبله‪ ،‬كقول القائل‪ :‬عبد هللا عالم‬
‫ًّ‬ ‫ّ‬
‫حقا ))‪. 11‬‬ ‫املخبر كأنه قال‪ :‬أخبركم بذلك‬
‫ً م م م‬ ‫ً‬ ‫م‬ ‫م م‬
‫مثله قوله تعالى‪) :‬ف مت مق َّبل مها مرب مها ِب مق ُبول مح مسن موأ منب مت مها من مباتا مح مسنا موك َّفل مها مزك ِرَّيا﴾(آل عمران‪ ،)37/‬إذ قال‪(( :‬القبول‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مصدر‪ :‬من قبلها ّربها‪ .‬فأخرج املصدر على غير لفظ الفعل‪ ،‬ولو كان على لفظه لكان‪ :‬فتقبلها ربها تقبال حسنا‪،‬‬

‫‪ - 1‬معاني القرآن‪.428 / 1 :‬‬


‫‪ - 2‬ينظر‪ :‬موسوعة املصطلح النحوي‪.422 / 1 :‬‬
‫‪ - 3‬ينظر‪ :‬معاني القرآن‪ّ ،‬‬
‫الفراء‪.42 / 1 :‬‬
‫‪ - 4‬لسان العرب‪.302/7 :‬‬
‫‪ - 5‬شرح عيون االعراب‪ ,168 :‬وينظر ‪ :‬لسان العرب (صدر)‪.445/ :‬‬
‫‪ - 6‬اإليضاح في شرح املفصل‪ ،221/1 :‬وينظر‪ :‬شرح الحدود النحوية‪ ،95 :‬وكشاف اصطالحات الفنون‪.222/4 :‬‬
‫‪ -7‬كتاب العين‪.96 / 7 :‬‬
‫‪ -8‬معاني القرآن‪. 39 / 1 :‬‬
‫‪ - 9‬املصدر نفسه‪.457 / 1 :‬‬
‫ّ‬
‫‪ - 10‬ينظر‪ :‬معجم شواهد العربية‪.113 :‬‬
‫‪ - 11‬جامع البيان في تأويل آي القرآن‪.637 / 2 :‬‬

‫‪62‬‬ ‫مصطلحيات العدد ‪15‬‬


‫ي أنموذجاً)‪ ،‬د‪ .‬هناء الربيعي‪ ،‬د خلف القرناوي‬
‫ي في التراث (المصطلح الكوف ّ‬
‫الترادف المصطلح ّ‬

‫ً‬
‫وقد تفعل العرب ذلك كثيرا أن يأتوا باملصادر على أصول األفعال وإن اختلفت ألفاظها في األفعال بالزيادة‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫وذلك كقولهم‪ :‬تكلم فالن كالما‪ ,‬ولو أخرج املصدر على الفعل لقيل‪ :‬تكلم فالنا تكلما‪ ،‬ومنه قوله‪ ﴿ :‬وأنبتها نباتا‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫حسنا﴾ ولم يقل‪ :‬إنباتا حسنا))‪ ، 1‬فنلحظ أنه أراد اسم املصدر وهذا من باب التوسعة في هذا املصطلح‪.‬‬
‫وبين معانيها‪ ،‬ومن‬ ‫يدل على معناه من مصطلحات فشرحها ّ‬ ‫توسع الطبري في استعمال مصطلح (املصدر) وما ّ‬ ‫ّ‬
‫م ُ‬ ‫َّ م م م م م م ُ ُ م م ّ م ُ ُ م ُ‬
‫َّللا معليكم موأ ِح َّل لكم َّما مو مراء ذ ِلكم﴾(النساء‪)24/‬‬ ‫ذلك قوله عند بيانه قوله تعالى‪ِ ﴿ :‬إال ما ملكت أيمانكم ِكتاب ِ‬
‫ًّ‬ ‫ً‬ ‫م م ّ م ُ‬
‫مصدرا‬ ‫َّللا معليكم﴾‪ ،‬فقال‪ (( :‬يعني تعالى ذكره‪ :‬كتابا من هللا عليكم‪ .‬فأخرج الكتاب‬ ‫﴿كتاب ِ‬ ‫فشرح قوله تعالى‪ِ :‬‬
‫ألن قوله تعالى‪ّ :‬‬ ‫وإنما جاز ذلك ّ‬ ‫ّ‬
‫﴿حرمت عليكم أمهاتكم ﴾ إلى قوله‪ ﴿ :‬كتاب هللا عليكم ﴾ بمعنى‪:‬‬ ‫من غير لفظه‪.‬‬
‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫كتب هللا تحريم ما ّ‬
‫حرم من ذلك وتحليل ما حلل من ذلك عليكم‪ ,‬كتابا ))‪ ، 2‬فنلحظ أنه أراد اسم املصدر أيضا‪,‬‬
‫أي (نائب املفعول املطلق)‪.‬‬
‫من املوارد األخرى التي ذكر الطبري فيها مصطلح (املصدر) وما فيه من توسعة عند تعليقه على قوله تعالى‪﴿ :‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً ً‬ ‫م م ً‬
‫مسالم قوال ِمن مر ّب مر ِحيم ﴾(يس‪ )58/‬فيرى ّأنها في قراءة (سالما قوال) بنصب (سالما) على التوكيد‪ ,‬بمعنى ( مسلما‬
‫ً‬
‫قوال )‪ ,‬أي النصب على املصدر‪. 3‬‬
‫ُ‬ ‫م م ُ‬ ‫ً‬
‫الر ُسو ُل ِبال مح ِ ّق ِمن َّرِّبكم‬
‫اءك ُم َّ‬ ‫وقف عند مصطلح (الخروج) كثيرا‪ ،‬من ذلك تعليقه على قوله تعالى‪ ﴿ :‬قد ج‬
‫ً‬ ‫م ً َّ ُ‬ ‫م‬
‫ف ِآم ُنوا خيرا لكم ﴾(النساء‪ ،)170/‬إذ قال‪ (( :‬واختلف أهل العربية في املعنى الذي من أجله نصب قوله‪﴿:‬خيرا‬
‫ألن ما قبله من الكالم قد‬ ‫مما قبله من الكالم؛ ّ‬ ‫نحويي الكوفة‪ :‬نصب ﴿خي ًرا﴾ على الخروج ّ‬ ‫لكم﴾؛ فقال بعض ّ‬
‫تم‪ ،‬وذلك قوله ﴿فآمنوا﴾))‪. 4‬‬ ‫ّ‬
‫تدل على معناه‪ ،‬مثل مصطلح‬ ‫عدة ّ‬ ‫عبر عنه بمصطلحات ّ‬ ‫ورد استعمال (املصدر) عند ابن االنباري كثي ًرا‪ ،‬وقد ّ‬
‫ً‬
‫(االسم) للداللة على اسم املصدر‪ ،‬مثال في تعقيبه على قولهم‪ ( :‬قد توضأ الرجل للصالة‪ ،‬وقد أخذ في الوضوء‬
‫بضم الواو‪ ،‬وبفتح الواو‪ :‬اسم املاء الذي يتوضأ به‪ ،‬وكذلك السحور بضم السين‪،‬‬ ‫فالوضوء ّ‬ ‫للصالة )‪ ،‬إذ قال‪ُ (( :‬‬
‫والسحور بفتح السين‪ :‬اسم الذي ُي ّ‬
‫تسحر به ))‪. 5‬‬ ‫َّ‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫واستدل أيضا بالبيت الشعري‪:‬‬
‫م‬ ‫ُ‬
‫الحياة ُم َّ ِ‬
‫صرد‪6‬‬
‫ِ‬ ‫حياتها مخافة شرب في‬ ‫ذريني أوري هامتي في ِ‬
‫((الشرب)) بكسر الشين‪ ،‬والشرب ّ‬ ‫ّ‬
‫بضمها‪ :‬اسمان للمشروب‪ .‬والشرب بفتح الشين‪ :‬مصدر شربت‬ ‫فقال‪ِ (( :‬‬

‫‪ - 1‬املصدر نفسه‪.179 / 3 :‬‬


‫‪ - 2‬جامع البيان في تأويل آي القرآن‪.733-732/3 :‬‬
‫‪ - 3‬ينظر‪ :‬املصدر نفسه‪.442/9 :‬‬
‫‪ - 4‬املصدر نفسه‪.272/4 :‬‬
‫‪ - 5‬الزاهر في معاني كلمات الناس‪. 134 / 1 :‬‬
‫ّ‬
‫العربية‪.47 :‬‬ ‫‪ - 6‬ينظر‪ :‬معجم شواهد‬

‫‪63‬‬ ‫مصطلحيات العدد ‪15‬‬


‫ي أنموذجاً)‪ ،‬د‪ .‬هناء الربيعي‪ ،‬د خلف القرناوي‬
‫ي في التراث (المصطلح الكوف ّ‬
‫الترادف المصطلح ّ‬

‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬


‫معناهن واحد‪ ,‬يراد‬ ‫والشرب والشرب؛ الت‬ ‫شربا‪ .‬والشرب أيضا بفتح الشين‪ :‬جمع شارب‪ .‬وقد يقال‪ :‬الشرب ِ‬
‫بكلهن املصدر))‪.)72 ( 1‬‬
‫املرة‪ ،‬وذلك عند شرحه بيت زهير‬ ‫(املرة الواحدة)‪ ،‬وأراد به مصدر ّ‬ ‫نص من نصوصهم مصطلح ّ‬ ‫ويطالعنا في ّ‬
‫بن أبي سلمى‪:‬‬
‫الدار بعد توهم‪2‬‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫وقفت بها من بعد عشرين ِحجة فأليا عرفت م‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫وحجتين‪ .‬قال‪ :‬ولم مأر العرب تقول‬ ‫حججت ح ّجة ّ‬ ‫ُ‬ ‫الفراء قال‪ُ :‬يقال‬
‫قال‪ (( :‬وأخبرنا أبو العباس‪ ,‬عن سلمة‪ ,‬عن ّ‬
‫ِ‬
‫مرة واحدة ))‪. 3‬‬ ‫مح َّجة‪ ،‬وهو قياس إذا أردت ّ‬
‫حد املصدر الصريح بل تجاوزه إلى املصدر املؤول‪ ،‬إذ كان يشير إليه بعبارة (تأويل‬ ‫لم يقف ابن اإلنبار ّي عند ّ‬
‫َّ م م ُ م ُ م‬
‫احر﴾(طه‪ ،)69/‬إذ قال‪ (( :‬فيها ثالثة أوجه‪:‬‬ ‫املصدر) ‪ ، 4‬مثال ذلك تعليقه على قوله تعالى‪ِ ﴿ :‬إن مما صنعوا كيد س ِ‬
‫إن الذي صنعوه كيد ساحر))‪...،‬‬ ‫كأنك قلت‪َّ (( :‬‬ ‫((إنما)) حرفين وتكون ((ما)) بمعنى الذي‪َّ ،‬‬ ‫أحدهن أن تجعل َّ‬
‫إن صنعيهم كيد ساحر))‪ ،‬فعلى هذا املذهب ال‬ ‫كأنك قلت (( َّ‬ ‫والوجه الثاني أن تجعل ((ما)) بتأويل املصدر‪َّ ،‬‬
‫كيد ساحر ))‬‫ألن ((ما)) إذا كانت مصد ًا لم تحتج إلى عائد‪ ...،‬والوجه الثالث‪َّ (( :‬إنما صنعوا م‬ ‫يحتاج إلى ضميرها َّ‬
‫ر‬
‫تنصب ((الكيد)) بـ( صنعوا) ))‪.5‬‬
‫توسع في هذا املصطلح مثلما كان األمر عند الطبري‪ ،‬فكثرت مرادفاته مع عدم وجود‬ ‫أن ابن االنباري ّ‬ ‫نلحظ ّ‬
‫مما يكشف‬ ‫للفراء في استعماله مصطلح (املصدر)‪ّ ،‬‬ ‫يدل عليه عند الكسائي‪ ،‬وابن السكيت‪ ،‬ومسايرة ثعلب ّ‬ ‫ما ّ‬
‫ّ‬
‫(مايدل على املصدر)‬ ‫لنا من خالل استعمال داللة املصطلحين‪ ،‬والتعبير عنهما بـ (الخروج)‪ ،‬أو بـ (املصدر)‪ ،‬أو بـ‬
‫ّ‬ ‫فكلها ّ‬ ‫ّ‬ ‫أن املعنى لهذه املصطلحات واحد وإن ّ‬ ‫ّ‬
‫صطلحي (الخروج‪ ،‬واملصدر)‪ ،‬أو ما‬ ‫تدل على م‬ ‫تعددت التسميات‪,‬‬
‫يوضح لنا شبه ثبات الستعمال هذه املصطلحات عند‬ ‫توسع فيه في التعبير عن املصدر‪ ،‬وهذا األمر ّ‬ ‫يدل على ما ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫الكوفيين‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مفاهيم ّ‬ ‫ً‬
‫ثالثية التسمية‪:‬‬
‫وحدها في التسمية ثالثة أسماء‬ ‫ولكنها مختلفة في التسمية‪ّ ،‬‬ ‫يمثل املحور املصطلحات ذات املفاهيم املتشابهة ّ‬
‫ً‬
‫ملصطلحات مترادفة مع بعضها بعضا‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫‪ -‬مصطلح ( الخروج )‪ ،‬ويرادفه مصطلحا (الحال‪ ،‬واملفعول املطلق)‪:‬‬
‫الكوفيين وأرادوا بها مصطلح (الخروج)‪ ،‬فقد ّ‬
‫تأمل‬ ‫ّ‬ ‫ورد هذان املصطلحان ( الحال‪ ،‬واملفعول املطلق) عند‬

‫‪ - 1‬شرح القصائد السبع الطوال‪.192 :‬‬


‫‪ - 2‬ديوان زهير بن أبي سلمى‪.65:‬‬
‫‪ - 3‬شرح القصائد السبع الطوال‪.220 :‬‬
‫‪ -4‬ينظر‪ :‬املصطلح النحوي عند ابي بكر ابن االنباري‪.92 :‬‬
‫ّ‬
‫‪ - 5‬إيضاح الوقف واالبتداء‪ ، 319 – 318 / 1 :‬وينظر‪ :‬معاني القرآن‪ ,‬الفراء‪.186 / 2 :‬‬

‫‪64‬‬ ‫مصطلحيات العدد ‪15‬‬


‫ي أنموذجاً)‪ ،‬د‪ .‬هناء الربيعي‪ ،‬د خلف القرناوي‬
‫ي في التراث (المصطلح الكوف ّ‬
‫الترادف المصطلح ّ‬

‫ً‬
‫فصرح قائال‪ (( :‬جعلت مباركا من نعت الكتاب‬
‫ً‬ ‫الفراء قوله تعالى‪ ﴿ :‬مو مه مـذا ِك متاب مأ منزل من ُاه ُم مب مارك﴾ (األنعام‪ّ ،)92/‬‬‫ّ‬
‫ً‬
‫فرفعته‪ .‬ولو نصبته على الخروج من الهاء في (أنزلناه) كان صوابا ))‪. 1‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫م‬
‫الفراء على قوله تعالى‪ِ ﴿ :‬إلي ِه ممر ِج ُعكم مج ِميعا موع مد‬ ‫ورد استعمال الخروج بمعنى (املفعول املطلق) في تعليق ّ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫َّللا مح ّقا ﴾(يونس‪ ،)4/‬فقال‪ (( :‬رفعت املرجع بـ(إليه)‪ ،‬ونصبت قوله (وعد هللا حقا) بخروجه منهما‪ ،‬ولو كان رفعا‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫كما تقول‪ّ :‬‬
‫مصطلحي (الحال) و(املفعول‬ ‫الحق عليك واجب وواجبا كان صوابا))‪ ، 2‬فالذي نلحظه استعمال‬
‫املطلق) بداللة مصطلح (الخروج)‪.‬‬
‫‪ -‬مصطلح (القسم)‪ ،‬ويرادفه مصطلحا (اليمين‪ ،‬والحلف)‪:‬‬
‫ًّ‬ ‫الكوفيون هذين املصطلحين (اليمين والحلف) بمعنى القسم؛ فقد وقف ّ‬ ‫ّ‬
‫الفراء مجليا معنى قوله‬ ‫استعمل‬
‫م‬ ‫م‬
‫س موالجن معلى أن ميأ ُتوا بمثل مه مـذا ال ُقرآن مال ميأ ُتو من﴾(اإلسراء‪ ،)88/‬فرأى ّ‬ ‫م‬
‫تعالى‪ُ ﴿ :‬قل ل ِئن اج مت مم مع ِت اإلن ُ‬
‫أن (لئن)‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ّ‬
‫في بداية اآلية هي يمين‪ ،‬وذكر أن جوابه هو (ال يأتون) ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫م‬ ‫َّ‬ ‫م ُ مم م‬
‫اَّلل ل ُن مب ِّي مت َّن ُه‬
‫الفراء عندما ذكر قوله تعالى‪ ﴿:‬قالوا تقاس ُموا ِب ِ‬ ‫ّأما مصطلح (الحلف) فقد ورد ذكره عند ّ‬
‫ّ‬ ‫م م‬
‫ألقومن‪ ،‬كما تقول‪ :‬قل‬ ‫ّ‬ ‫موأهل ُه﴾(النمل‪ ،)49/‬إذ قال‪... (( :‬أال ترى أنك تقول للرجل‪ :‬احلف لتقومن‪ ,‬أو احلف‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ليقومن‪ ،‬فيصير كأنه آلخر‪ ،‬فهذا ما في اليمين))‪.4‬‬ ‫ألقومن‪ .‬وال يجوز أن تقول للرجل احلف‬
‫‪ -‬مصطلح (النعت)‪ ،‬ويرادفه مصطلحا (الصفة‪ ،‬والوصف)‪:‬‬
‫م مم م مُ ُ م مً‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ م‬ ‫م مُ ُ‬ ‫م‬
‫صفه‪...‬؛ والنعت‪ :‬ما نعت به‪ .‬نعته ينعته نعتا‪:‬‬ ‫النعت في اللغة‪ (( :‬وصفك الش ميء‪ ,‬تنعته بما فيه وتبالغ في و ِ‬
‫م‬
‫وص مف ُه ))‪ّ ، 5‬أما الوصف فهو‪ (( :‬وصفك الش ميء بحليته ونعته))‪. 6‬‬ ‫م‬
‫املشتق‪ ...‬أو املؤول به‬ ‫ّ‬ ‫النحويين هي النعت فال فرق بينهما‪ ، 7‬ويراد بهما في االصطالح‪(( :‬التابع‪...‬‬ ‫ّ‬ ‫الصفة عند‬
‫املباين للفظ متبوعه ))‪. 8‬‬
‫أن‬‫يتغير‪ ،‬والنعت ملا يتغير‪ ، 9‬وقد ّبين ّ‬ ‫يتغير وملا ال ّ‬
‫ألنها ملا ّ‬ ‫أعم من النعت؛ ّ‬ ‫أن الصفة ّ‬ ‫يرى أبو هالل العسكري ّ‬
‫تقاربا بين املصطلحين من حيث االستعمال اللغوي؛ إذ قال‪(( :‬قد تتداخل الصفة والنعت فيقع ّ‬ ‫ً‬
‫كل واحد‬ ‫هناك‬

‫‪ - 1‬معاني القرآن‪.365 / 1 :‬‬


‫‪ - 2‬املصدر نفسه‪.457 / 1 :‬‬
‫‪ - 3‬ينظر‪ :‬املصدر نفسه ‪.130 / 2 :‬‬
‫‪ - 4‬املصدر نفسه‪.54 / 1 :‬‬
‫‪ - 5‬لسان العرب‪.197 / 14 :‬‬
‫‪ - 6‬املصدر نفسه‪.315 / 15:‬‬
‫‪ - 7‬ينظر‪ :‬لسان العرب‪.485 / 6 :‬‬
‫‪ - 8‬شرح كتاب الحدود في النحو ‪ ، 249 :‬وينظر‪ :‬شرح شذور الذهب‪ ،432 ،‬وشرح قطر الندى‪.284 -283 :‬‬
‫‪ - 9‬ينظر‪ :‬الفروق اللغوية‪.18 :‬‬

‫‪65‬‬ ‫مصطلحيات العدد ‪15‬‬


‫ي أنموذجاً)‪ ،‬د‪ .‬هناء الربيعي‪ ،‬د خلف القرناوي‬
‫ي في التراث (المصطلح الكوف ّ‬
‫الترادف المصطلح ّ‬

‫منهما موضع اآلخر لتقارب معناهما))‪. 1‬‬


‫مثال ّ‬‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫تحدث عن قوله‬ ‫فالفراء‬ ‫الكوفيين‪،‬‬ ‫التعدد في املصطلحات للداللة على مفهوم واحد نجده عند‬ ‫هذا‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫م‬
‫تعالى‪ ﴿ :‬موهـذا ِكتاب أنزلن ُاه ُم مب مارك ﴾(األنعام‪ ،)155/‬ذاكرا مصطلح (النعت) في اآلية فقال‪...(( :‬جعلت مباركا من‬
‫حلل قوله تعالى‪ ﴿ :‬ممن مآم من ب ّ م م‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫اآلخ ِر‬
‫اَّلل واليو ِم ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫نعت الكتاب فرفعته))‪ ، 2‬واستعمل مصطلح (الصفة) أيضا عندما‬
‫وفو من ب معهدهم إ مذ م‬ ‫ُ م م مم م م م م م م ُ ُ‬ ‫م‬ ‫م م م م م م َّ ّ م م م م م م‬
‫اع ماه ُدوا‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ال معلى ُح ِّب ِه ذ ِوي القربى واليتامى واملس ِاكين‪ ...‬وامل‬ ‫اب والن ِب ِيين وآتى امل‬‫واملآل ِئك ِة وال ِكت ِ‬
‫والض َّراء﴾(البقرة‪ ،)177/‬فقال‪ (( :‬وقوله‪( :‬من آمن باهلل) في موضع رفع‪ ,‬وما بعدها صلة‬ ‫ين في ال مبأ مساء َّ‬ ‫م َّ م‬
‫والص ِاب ِر ِ‬
‫ّ‬
‫لها‪ ,‬حتى ينتهي إلى قوله (واملوفون بعهدهم) فترد ((املوفون)) على م(من))‪ ،‬و((املوفون)) من صفة ((من)) كأنه‪:‬‬
‫ألنها من صفة اسم واحد‪،‬‬ ‫وإنما ُنصبت ّ‬ ‫ّ‬
‫ألنها من صفة ((من))‬ ‫من آمن ومن فعل وأوفى‪ُ .‬ونصبت ((الصابرين))؛ ّ‬
‫ِ‬
‫فكأنه ذهب به إلى املدح؛ والعرب تعترض من صفات الواحد إذا تطاولت باملدح أو ّ‬ ‫ّ‬
‫الذم‪ ,‬فيرفعون إذا كان االسم‬
‫مجدد غير متبع ّ‬ ‫فكأنهم ينوون إخراج املنصوب بمدح ّ‬ ‫رفعا‪ ,‬وينصبون بعض املدح‪ّ ،‬‬ ‫ً‬
‫ألول الكالم ))‪. 3‬‬
‫ّأما ابن السكيت فقد استعمل مصطلح (النعت) في حديثه عن العدد‪ ،‬فقال‪ (( :‬وإن شئت قلت‪ :‬خمسة‬
‫األثواب‪ ،‬وإن شئت قلت‪ :‬الخمسة االثواب وأجريتها مجرى النعت‪ .‬وكذلك إلى العشرة ))‪ ، 4‬فنرى في قوله ((‬
‫كأنه يريد ّأنها سارت مسار الصفات في ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أجريتها مجرى النعت )) ّ‬
‫تبعيتها ملا سبقها‪.‬‬ ‫أن فيها وسم الصفة ومتعلقاتها‪،‬‬
‫ورد املصطلحان عند ثعلب‪ ،‬إذ ذكر مصطلح (النعت) عند حديثه عن مجيء األلف والالم مع اسم اإلشارة‬
‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫(هذا)‪ ،‬فقال‪ (( :‬وإذا جاءوا مع ((هذا)) باأللف والالم كانت األلف والالم نعتا لـ(هذا)‪ ,‬فقالوا هذا الرجل قائم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫النحويين‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫والفراء يأباه‪ ,‬وإنما‬ ‫ِ‬ ‫وقد أجاز أهل البصرة إذا كان معهودا أن ينصب الفعل‪ ،‬وقد أجازه أيضا بعض‬
‫ً‬
‫نعتوا ((هذا)) باألسماء فقالوا‪ :‬مررت بهذا الرجل‪ ،‬ورأيت هذا الرجل ))‪ ، 5‬واستعمل مصطلح (الصفة) داال على‬
‫م‬
‫ان ِفي امله ِد‬ ‫ف ُن مك ّل ُم ممن مك م‬
‫م‬
‫الجر‪ ، 6‬ومن تلك االستعماالت ما ذكره في تعليقه على قوله تعالى‪ ﴿ :‬كي‬ ‫مفهوم حروف ّ‬
‫ِ‬
‫ّ‬ ‫ًّ‬ ‫م ً‬
‫صبيا فكيف نكلمه؟ وقال وقعت الصفة في موضع الفعل‪ ،‬أي‬ ‫ص ِب ّيا﴾ (مريم‪ ،)29/‬فقال‪ (( :‬أي من يكن في املهد‬
‫ً‬
‫من كان صبيا في املهد))‪.7‬‬
‫ّ‬ ‫ذكر ابن االنباري مصطلح (الصفة) في ّ‬
‫عدة مواضع من مؤلفاته‪ ،‬منها قوله‪ (( :‬قالوا رجل عروس وامرأة‬
‫ً‬
‫عروس؛ أل ّن فعوال يكون للرجل واملرأة‪ ،‬في الصفات‪ ،‬كما قالوا رجل شكور وامرأة شكور))‪ ، 8‬وقال في موضع آخر‪:‬‬

‫‪ - 1‬املصدر نفسه‪.‬‬
‫‪ - 2‬معاني القرآن‪.365 / 1 :‬‬
‫‪ - 3‬املصدر نفسه‪.105 / 1 :‬‬
‫‪ - 4‬إصالح املنطق‪ ،303 -302 :‬وينظر‪.305 / 1 :‬‬
‫‪ - 5‬مجالس ثعلب‪.44 / 1 :‬‬
‫ً‬
‫‪ - 6‬ينظر مثال‪ :‬إصالح املنطق‪ ،299 :‬ومجالس ثعلب‪.471 / 2 :‬‬
‫‪ - 7‬مجالس ثعلب‪.471 / 2 :‬‬
‫‪ - 8‬املذكر واملؤنث‪.242 /1 :‬‬

‫‪66‬‬ ‫مصطلحيات العدد ‪15‬‬


‫ي أنموذجاً)‪ ،‬د‪ .‬هناء الربيعي‪ ،‬د خلف القرناوي‬
‫ي في التراث (المصطلح الكوف ّ‬
‫الترادف المصطلح ّ‬

‫ّ‬
‫(( قال الخليفة وقالت الخليفة‪ )...( ،‬يقال قال الخليفة اآلخر‪ ،‬والخليفة األخرى‪ ،‬فمن ذكر قال‪ :‬الخليفة معناه‬
‫ّ‬
‫فالن‪ ،‬ومن أنث قال‪ :‬هو وصف‪ ،‬فدخلته عالمة التأنيث فحمل الفعل على لفظ املؤنث))‪. 1‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الذي نلحظه ّ‬
‫الكوفي‪ ،‬فالترادف‬ ‫أن املصطلحين يدالن على مفهوم واحد‪ ،‬وقد وردا عند أغلب علماء املذهب‬
‫ّ‬
‫والعمومية تكون في الصفة‪ ،‬وهذا ال‬ ‫ّ‬
‫الخصوصية تكون في النعت‬ ‫واضح في هذين املصطلحين على الرغم من ّ‬
‫أن‬
‫الجزئيات وليس ّ‬
‫الكليات‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫يضر القول بترادفهما أو إبدال أحدهما مكان اآلخر؛ ّ‬
‫ألن الترادف قد يقع في تطابق‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫الكوفيين‪،‬‬ ‫ّ‬
‫البصريين قبل‬ ‫أن مصطلح (الصفة) ورد عن‬ ‫ولعل من أسباب وقوع الترادف في هذين املصطلحين ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫واضحا لديهم‪ ،‬ولهذا ّ‬
‫الكوفيين عندما استعملوا املصطلح استعملوه بداللته التي ألفوها‪،‬‬ ‫فإن‬ ‫ومفهومه كان‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ومن ّ‬
‫ثم ابتكروا مصطلحا جديدا للتعبير عن املفهوم نفسه‪ ,‬واستعمله بعضهم فحصل الترادف‪ ,‬وبقي‬
‫املصطلحان مستعملين لديهم‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬مفاهيم ّ‬ ‫ً‬


‫رباعية التسمية‪:‬‬
‫موحدة املفاهيم‪ ،‬وهي حالة وردت‬ ‫رباعية التسمية‪ّ ،‬‬ ‫تتعدد تسمياتها لتكون ّ‬ ‫يتناول هذا املحور املصطلحات التي ّ‬
‫النحوية‪ ،‬ومن أمثلة هذه املصطلحات‪:‬‬‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الكوفيين في استعمالهم مصطلحاتهم‬ ‫عند‬
‫‪-‬مصطلح (التوكيد)‪ ،‬ويرادفه املصطلحات‪( :‬التكرير‪ ،‬والتشديد‪ ،‬والنعت)‪:‬‬
‫لتدل على مفهوم مصطلح التوكيد‪ ،‬الذي يعني في اللغة‪ :‬التوثيق‪،‬‬ ‫الكوفيون هذه املصطلحات ّ‬ ‫ّ‬ ‫استعمل‬
‫والتثبيت‪ ، 2‬وفي اإلصطالح هو‪ (( :‬تابع يقرر أمر املتبوع في النسبة والشمول))‪ ، 3‬فاستعملوا مصطلحات مرادفة‬
‫م َّ م‬ ‫ً‬
‫﴿ما مم من مع مك أال تس ُج مد ﴾‬ ‫مثال في بيانه معنى قوله تعالى‪ :‬م‬ ‫ّ‬
‫فالفراء‬ ‫له‪ ،‬من أمثلة‪ :‬التشديد‪ ،‬والتكرير‪ ،‬والنعت‪،‬‬
‫أن‪ (( :‬املعنى‪ -‬وهللا اعلم ‪ -‬ما منعك أن تسجد‪ ،‬و(أن) في هذا املوضع تصحبها ال‪ ،‬وتكون (ال)‬ ‫(األعراف‪ ،)12/‬يرى ّ‬
‫ً‬ ‫صلة‪ .‬كذلك تفعل بما كان في ّأوله جحد‪ّ .‬‬
‫وربما أعادوا على خبره جحدا لالستيثاق من الجحد والتوكيد له))‪. 4‬‬
‫ُ م‬ ‫ّ‬
‫الس ِاب ُقو من ‪ ‬أول ِئ مك املُ مق َّرُبو من‬
‫الساب ُقو من َّ‬
‫ِ‬
‫علق على قوله تعالى‪ ﴿ :‬مو َّ‬ ‫وكذا ورد عنده مصطلح (التشديد)‪ ،‬إذ‬
‫وكل من سبق إلى ّ‬
‫نبي‬ ‫﴾(الواقعة‪ ،)10/‬فقال‪ (( :‬فإن شئت رفعت السابقين بالسابقين الثانية وهم املهاجرون‪ّ ،‬‬
‫ً‬ ‫من األنبياء فهو من هؤالء‪ ،‬فإن رفعت أحدهما باآلخر‪ ،‬كقولك ّ‬
‫األول السابق‪ ،‬وإن شئت جعلت الثانية تشديدا‬
‫لألولى ))‪. 5‬‬
‫ًّ‬ ‫ًّ‬ ‫ً‬
‫أيضا ورد عند ّ‬
‫إصطالحيا‪ ,‬ومعناهما‬ ‫لغويا أو‬ ‫الفراء‪ ،‬وهو ال يختلف في مفهومه عن التكرار‬ ‫ومصطلح (التكرير)‬

‫ً‬
‫‪ - 1‬ينظر مثال‪ :‬إيضاح الوقف واالبتداء‪ ،521 /1 :‬واملذكر واملؤنث‪.181 / 1 :‬‬
‫‪ - 2‬ينظر‪ :‬كتاب العين‪ ،‬مادة (وكد)‪ ، 355/1 :‬وينظر‪ :‬معجم مقاييس اللغة‪.138/6 :‬‬
‫‪ - 3‬القاموس املحيط‪.346/1 :‬‬
‫‪ - 4‬معاني القرآن‪.374/ 1 :‬‬
‫‪ - 5‬املصدر نفسه ‪.122 / 3 :‬‬

‫‪67‬‬ ‫مصطلحيات العدد ‪15‬‬


‫ي أنموذجاً)‪ ،‬د‪ .‬هناء الربيعي‪ ،‬د خلف القرناوي‬
‫ي في التراث (المصطلح الكوف ّ‬
‫الترادف المصطلح ّ‬

‫عرف (التكرار) ولم يذكر (التكرير)‪ ,‬إذ قال في‬ ‫أن أبا البقاء الكفو ّي ّ‬ ‫ولعل ما يثبت هذا األمر ّ‬ ‫الرجوع والعطف‪ّ ، 1‬‬
‫م‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫مرة بعد أخرى إصطالح ))‪ ، 2‬قال تعالى‪ ﴿ :‬موال‬ ‫قوال‪ ,‬وتفسيره بذكر الش يء ّ‬ ‫التكرار‪ (( :‬إعادة الش يء‪ ,‬فعال كان أو‬
‫الفراء في هذه اآلية مصطلح (التكرير)‪ ،‬وهو يريد به‬ ‫ين مك مف ُروا﴾(آل عمران‪ ،)178/‬واستعمل ّ‬ ‫ميح مس مب َّن َّالذ م‬
‫ِ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫م‬
‫التوكيد‪ ،‬إذ قال‪(( :‬ومن قرأ (( وال تحسبن )) قال‪(( :‬إنما))‪ ،‬وقد قرأها بعضهم ( وال تحسبن الذين كفرا أنما )‬
‫َّ ّ‬
‫تحسبن إنما نملي لهم))‪. 3‬‬ ‫بالتاء‪ ،‬والفتح على التكرير‪ :‬وال تحسب َّنهم ال‬
‫الفراء‬‫الكوفيين بكثرة‪ ،‬وفي كثير من املواضع أرادوا به التوكيد املعنوي‪ ،‬فورد عند ّ‬ ‫ّ‬ ‫ورد مصطلح (النعت) عند‬
‫ً‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫م‬
‫في تعليقه على قوله تعالى‪﴿ :‬قل ِإ َّن األم مر كل ُه َِّلل﴾‪( ،‬آل عمران‪ ،)154/‬إذ قال‪ (( :‬فمن رفع جعل (كل) اسما‬
‫فرفعه بالالم‪ ...‬ومن نصب (كله) جعله من نعت األمر ))‪ ، 4‬ففي قوله (نعت األمر) أراد بها توكيد األمر‪ ،‬وذكر‬
‫ّ ّ ّ‬ ‫دكتور يوخنا ّ‬
‫أن (كله) بالنصب هي توكيد‪ ،‬وفي ضوء هذا فالنعت جاء بمعنى التوكيد‪. 5‬‬ ‫أن أغلب املصادر توكد‬
‫ُ‬
‫‪ -‬مصطلح (الخبر)‪ ،‬ويرادفه املصطلحات‪( :‬الفعل‪ ،‬واملر افع‪ ،‬والعائد)‪:‬‬
‫املجرد عن العوامل غير‬ ‫ّ‬ ‫عمن تستخبر))‪ ، 6‬وفي اإلصطالح هو‪ (( :‬املسند‪...‬‬ ‫الخبر لغة‪ (( :‬ما أتاك من نبأ ّ‬
‫تدل على‬ ‫كل كلمة ّ‬
‫الصفات الواقعات مبتدأ ))‪ ، 7‬ويرادفه في االستعمال مصطلح (الفعل)‪ ،‬وهو في اإلصطالح (( ّ‬
‫ما في نفسها مقترنة بزمان ))‪ ،8‬وكذا مصطلح (الرفع) الذي هو نقيض (الخفض) في ّ‬
‫كل ش يء‪. 9‬‬
‫لتدل على مفهوم مصطلح واحد هو (الخبر)‪ ،‬ففي‬ ‫الفراء مصطلحات‪( :‬الخبر‪ ،‬والفعل‪ ،‬واملرافع) ّ‬ ‫استعمل ّ‬
‫م ُ م‬ ‫م َّ‬ ‫م ُ ُ ُّ ُ‬
‫َّللا مربكم ال ِإل مـه ِإال ُه مو خ ِال ُق ك ِ ّل ش يء﴾(األنعام‪ ،)102/‬يقول‪ (( :‬يرفع ( خالق ) على االبتداء‪،‬‬ ‫قوله تعالى‪ ﴿ :‬ذ ِلكم‬
‫ً‬ ‫ّ‬ ‫أن ّ‬ ‫وعلى أن يكون خب ًرا ))‪ ،10‬فنلحظ ّ‬
‫الفراء استعمل مصطلح (الخبر)‪ ،‬ولعله قصد بقوله‪( :‬على أن يكون خبرا)‬
‫ّ‬ ‫ّ ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بحالتي اإلبتداء والخبر‪ ,‬فيكون مرفوعا فيما لو جاء مؤخرا على أنه خبر‪.‬‬ ‫أن (خالق) يرفع‬
‫ُ‬ ‫ً ً‬
‫للكسائي استعمل فيه املصطلح نفسه‪ ،‬في تعليقه على قوله تعالى‪﴿ :‬املص‪ِ ‬ك متاب أ ِنز مل‬ ‫ّ‬ ‫نقل ّ‬
‫الفراء أيضا رأيا‬
‫م م م م مُ‬
‫نذ مر ِب ِه مو ِذك مرى ِلل ُمؤ ِم ِن مين﴾(األعراف‪ ,)2-1/‬إذ قال‪(( :‬وقد قال الكسائي‪:‬‬ ‫ُ ُ‬ ‫م م م‬
‫ِإليك فال يكن ِفي صد ِرك ح مرج ِّمنه ِلت ِ‬
‫رفعت ( كتاب أنزل إليك ) وأشباهه من املرفوع بعد الهجاء بإضمار (هذا) او(ذلك) وهو وجه‪ .‬وكأنه إذا‬

‫‪ - 1‬ينظر‪ :‬لسان العرب مادة (كرر)‪.135/5 :‬‬


‫‪) - 2‬الكليات ‪ ، 268:‬وينظر‪ :‬موسوعة املصطلح النحوي ‪.365/1 :‬‬
‫‪ - 3‬معاني القرآن‪.248 / 1 :‬‬
‫‪ - 4‬املصدر نفسه‪.243 /1 :‬‬
‫ّ‬
‫‪ - 5‬ينظر‪ :‬موسوعة املصطلح النحوي‪.420 / 1 :‬‬
‫‪ - 6‬لسان العرب‪.12/ 4 :‬‬
‫‪ - 7‬شرح الوافية‪.171 :‬‬
‫‪ - 8‬نفس املصدر‪.‬‬
‫ّ‬
‫املفصل‪.2 / 7 :‬‬ ‫‪ - 9‬شرح‬
‫ّ‬
‫‪ - 10‬ينظر‪ :‬لسان العرب‪ ،129 / 12 :‬واملصطلح النحوي عند الفراء‪.58 :‬‬

‫‪68‬‬ ‫مصطلحيات العدد ‪15‬‬


‫ي أنموذجاً)‪ ،‬د‪ .‬هناء الربيعي‪ ،‬د خلف القرناوي‬
‫ي في التراث (المصطلح الكوف ّ‬
‫الترادف المصطلح ّ‬

‫ألنها ال تكون إال ولها موضع‪ .‬قال‪ :‬أفرأيت ما جاء‬ ‫أضمر(هذا) او (ذلك) أضمر لحروف الهجاء ما يرفعها قبلها؛ ّ‬
‫يقل أو يكثر‪ ,‬ما موضعه إذا لم يكن‬ ‫مما ّ‬ ‫منها ليس بعده ما يرافعه‪ ،‬مثل قوله‪ :‬حم‪ .‬وعسق‪ ،‬ويس‪ ،‬وق‪ ،‬وص‪ّ ،‬‬
‫نصيه‪.‬‬ ‫الفراء ّبين في ّ‬
‫بعده مرافع ؟ قلت‪ :‬قبله ضمير يرفعه))‪ ،1‬فاستعمال املصطلحات بداللة مفهوم الخبر عند ّ‬
‫تعرض لهذا املصطلح‪.‬‬ ‫ولم نجد ابن السكيت قد ّ‬
‫سموا الخبر‬ ‫الكوفيين‪ ،‬إذ الخبر عندهم يرفع املبتدأ‪ ،‬واملبتدأ يرفع الخبر؛ لذا ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّأما ثعلب فقد سار على نهج‬
‫ً‬ ‫مم‬ ‫ّ‬
‫بتسمية (املرافع)‪ ، 2‬فعلق على قوله تعالى‪ ﴿ :‬فذ ِل مك ميو مم ِئذ ميوم مع ِسير﴾(املدثر‪ ،)9/‬قائال‪(( :‬يومئذ مرافع لذلك‬
‫))‪. 3‬‬
‫توسعا في استعمال هذا املصطلح‪ ،‬فنجد الطبري استعمل‬ ‫فأنهما قد ّ‬‫وإذا ما وصلنا إلى الطبري وابن االنباري ّ‬
‫ُ م‬
‫مصطلح (املبني عليه) عندما ذكر قوله تعالى‪ ﴿:‬ميو مم ُهم مب ِارزون﴾(غافر‪ ،)16/‬فقال‪ (( :‬اختلف أهل العربية في‬
‫العلة التي من أجلها لم تخفض ﴿هم﴾ بـ﴿يوم﴾ وقد أضيف إليه‪ :‬فقال بعض ّ‬ ‫ّ‬
‫نحويي البصرة‪ :‬أضاف ﴿يوم﴾‬
‫م‬
‫الن ِار ُيف مت ُنون ﴾ (الذاريات‪،)13/‬‬ ‫ينون اليوم ))‪ ، 4‬ثم ذكر قوله تعالى‪ ﴿ :‬ميو مم ُهم مع ملى َّ‬‫إلى ﴿هم﴾ في املعنى‪ ،‬فلذلك ال ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ ً‬ ‫م‬
‫نط ُقون ﴾(املرسالت‪ ،)35/‬ثم‬ ‫م م م م م‬
‫استمر معلقا‪(( :‬ومعناه‪ :‬هذا يوم فتنتهم‪ ،‬ولكن ملا ابتدأ‬ ‫وقوله تعالى‪ ﴿ :‬هذا يو ُم ال ي ِ‬
‫جره‪ ،‬وكانت اإلضافة في املعنى إلى الفتنة))‪.5‬‬ ‫باالسم‪ ،‬وبنى عليه‪ ،‬لم يقدر على ّ‬
‫بدال من (الخبر) عندما ذكر قوله تعالى‪ ﴿ :‬ميو مم ُهم مع ملى َّ‬
‫الن ِار‬
‫ً‬
‫استعمل الطبري (الفعل)‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫م‬
‫نحويي الكوفة‪ :‬إنما نصب ﴿يوم هم﴾ ألنك أضفته إلى شيئين‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ُيف مت ُنون﴾(الذاريات‪ ،)13/‬فقال‪ (( :‬قال بعض‬
‫وإذا أضيف (اليوم) و(الليلة) إلى اسم له فعل‪ ،‬وارتفعا نصب اليوم‪ ،‬وإن كان في موضع خفض أو رفع‪ ،‬وإذا‬
‫أضيف إلى (فعل) أو (يفعل)‪ ،‬أو إذا كان كذلك ورفعه في موضع الرفع وخفضه في موضع الخفض يجوز‪ ،‬فلو‬
‫ّ‬
‫القراء‪ ،‬قال آخر منهم‪ :‬أنه نصب ﴿‬ ‫وجها ولم يقرأ به أحد من ّ‬ ‫ً‬ ‫م‬
‫الن ِار ُيف مت ُنون) فرفع يوم لكان‬‫قيل‪ :‬م(يو مم ُهم مع ملى َّ‬
‫ّ‬
‫الن ِار ُيف مت ُنون ﴾ ألنه إضافة غير محضة فنصب‪ ،‬والتأويل رفع‪ ،‬ولو رفع لجاز ألنك تقول‪ :‬متى يومك؟‬
‫م ّ‬ ‫ميو مم ُهم مع ملى َّ‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫فتقول‪ :‬يوم الخميس‪ ,‬ويوم الجمعة‪ ,‬والرفع الوجه؛ ألنه اسم قابل اسما فهذا الوجه ))‪. 6‬‬
‫ُ م‬ ‫م َّ ُ م‬
‫اسخون ِفي ال ِعل ِم مي ُقولون مآم َّنا ِب ِه﴾(آل‬ ‫استعمل الطبري مصطلح (العائد) في تعليقه على قوله تعالى‪ ﴿ :‬والر ِ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫البصريين‪ ،‬ويجعل خبره (يقولون آمنا به)‪,‬‬ ‫فإنه يرفع الراسخين في العلم باالبتداء في قول‬ ‫عمران‪,)7/‬فقال‪(( :‬‬

‫‪ - 1‬معاني القرآن‪.348 / 1 :‬‬


‫‪ - 2‬معاني القرآن‪ّ ،‬‬
‫الفراء‪.370- 369 / 1 :‬‬
‫‪ - 3‬ينظر‪ :‬اإلنصاف في مسائل الخالف‪ ،44 / 1 :‬املسألة والتبيين عن مذاهب النحويين البصريين والكوفيين‪ ،224:‬وموسوعة املصطلح النحوي‪/1 :‬‬
‫‪. 433‬‬
‫‪ - 4‬مجالس ثعلب‪.25 / 1 :‬‬
‫‪ - 5‬جامع البيان في تأويل آي القرآن ‪.738/9:‬‬
‫‪ - 6‬املصدر نفسه ‪.738/9 :‬‬

‫‪69‬‬ ‫مصطلحيات العدد ‪15‬‬


‫ي أنموذجاً)‪ ،‬د‪ .‬هناء الربيعي‪ ،‬د خلف القرناوي‬
‫ي في التراث (المصطلح الكوف ّ‬
‫الترادف المصطلح ّ‬

‫الكوفيين فبالعائد من ذكر في (يقولون)‪ ،‬وفي قول بعضهم بجملة الخبر عنهم وهي يقولون))‪.1‬‬ ‫ّ‬ ‫وأما في قول بعض‬ ‫ّ‬
‫م ُ‬ ‫ّ‬
‫الكوفيين‪ ،‬فذكر قوله تعالى‪﴿ :‬قالوا‬ ‫ّأما مصطلح (املرافع) فقد استعمله الطبري كما استعمله من سبقه من‬
‫م م م م م م م م ُ م‬
‫ض منا معلى مبعض ﴾(ص‪ ،)22/‬فقال‪ (( :‬في الكالم محذوف استغنى بداللة ما ظهر من‬ ‫ال تخف خصم ِان بغى بع‬
‫ّ‬
‫الكالم منه‪ ،‬وهو مرافع (خصمان)‪ ،‬وذلك (نحن)‪ ،‬وإنما جاز ترك إظهار ذلك مع حاجة الخصمين إلى املرافع؛‬
‫َّ‬ ‫ّ‬
‫ألن قوله ﴿خصمان﴾ فعل للمتكلم‪ ،‬والعرب تضمر للمتكلم واملكلم واملخاطب ما يرفع أفعالهما‪ ،‬وال يكادون أن‬
‫يفعلوا ذلك بغيرهما‪ ،‬فيقولون للرجل يخاطبونه‪ :‬أمنطلق يا فالن ؟ ويقول املتكلم لصاحبه‪ :‬أحسن إليك‬
‫ّ‬
‫املتكونة من‬ ‫ّ‬
‫االسمية‬ ‫ومجمل))‪ ، 2‬أراد الطبري من ذكر املرافع هنا على تقدير مبتدأ (نحن) فتصبح الجملة‬ ‫ّ‬
‫املرافعين وهما املبتدأ والخبر‪.‬‬
‫م ُ‬
‫ف ِف ِيه موال مب ِاد﴾ (الحج‪ّ :)25/‬‬ ‫َّ‬
‫قا على قوله تعالى‪ ﴿ :‬الذي مج معل من ُاه ل َّ‬ ‫ّ ً‬
‫((أما قوله‪﴿ :‬سواء‬ ‫اس مس مواء الع ِاك‬ ‫ِ‬ ‫لن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وقال معل‬
‫العاكف فيه﴾ فإن قراءة األمصار على رفع سواء بـ(العاكف)‪ ،‬و(العاكف) به‪ ،‬وإعمال ﴿جعلناه﴾ في الهاء‬ ‫ّ‬
‫املتصلة به‪ ،‬والالم التي في قوله ﴿للناس﴾‪ ،‬ثم استأنف الكالم بـ(سواء)‪ ،‬وكذلك تفعل العرب بـ(سواء)‪ ،‬إذا جاءت‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بعد حرف قد ّ‬
‫والشر‪ ،‬وقد يجوز في ذلك الخفض‪ ،‬وإنما‬ ‫تم الكالم به‪ ،‬فتقول‪ :‬مررت برجل سواء عنده الخير‬
‫ّ‬
‫والشر )) ‪3‬‬ ‫ألن (سواء) في مذهب واحد عندهم‪ ،‬فكأنهم قالوا‪ :‬مررت برجل واحد عنده الخير‬ ‫يختار الرفع في ذلك ّ‬
‫ً‬ ‫‪ ،‬فنلحظ ّأنه أ اد ّ‬
‫أن ( سواء) تأتي مرافعا لـ(عاكف)‪.‬‬ ‫ر‬
‫عبر عن مصطلح (الخبر) بعدة مصطلحات‪ ،‬فقد أطلقه على خبر املبتدأ كما فعل من‬ ‫ّ‬ ‫ّأما ابن االنبار ّي فقد ّ‬
‫م ُ مم م م‬
‫ضر ُه أق مر ُب ِمن َّنف ِع ِه﴾ (الحج‪(( :)13/‬وقف‬ ‫الكوفيين‪ ،‬فقال عندما ذكر قوله تعالى‪ ﴿ :‬يدعو ملن‬ ‫ّ‬ ‫سبقه من‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫حسن‪ ،‬قال السجستاني‪ :‬ال يكون (أقرب من نفعه) وقفا تاما؛ ّ‬
‫ألن خبر املبتدأ لم يأت بعد))‪ ، 4‬وذكر بيت امرئ‬
‫القيس‪:‬‬
‫نصيح على تعذاله غير ُمؤتل ‪5‬‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫أال ُر َّب خ ــصم ف ــيك ألـ ــوى رددته‬
‫فقال‪ (( :‬وألوى نعت للخصم‪ ،‬ورددته ‪ :‬خبر ُلر َّب )) ‪.6‬‬
‫م م م َّ ُ م ً‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫َّللا غ ُفورا‬ ‫أطلق ابن اإلنبار ّي املصطلح أيضا على (خبر النواسخ) عندما علق على قوله تعالى‪﴿ :‬وكان‬
‫ألن (هللا) تعالى مرتفع بها‪ ،‬والوقف على (هللا) قبيح َّ‬ ‫يما﴾(الفرقان‪ ،)70/‬فقال‪ (( :‬الوقف على (كان) قبيح َّ‬ ‫م ً‬
‫ألن‬ ‫ر ِح‬
‫ً‬
‫(غفورا) خبر (كان) ))‪ ، 7‬فقد أطلقه على خبر النواسخ‪.‬‬

‫‪ - 1‬املصدر نفسه‪.366 /10 :‬‬


‫‪ - 2‬املصدر نفسه‪.194 /26 :‬‬
‫‪ - 3‬جامع البيان في تأويل آي القرآن‪.592 / 9 :‬‬
‫‪ - 4‬املصدر نفسه‪.169 / 8 :‬‬
‫‪ - 5‬إيضاح الوقف واالبتداء‪ ،486 – 485/2:‬وينظر‪ :‬الزاهر‪ ،123/1:‬واملذكر واملؤنث‪ ،297/2 :‬واملصطلح النحوي عند ابن االنباري‪.40 :‬‬
‫‪ - 6‬ديوان امريء القيس‪.107 :‬‬
‫‪ - 7‬شرح القصائد السبع الطوال‪.96 :‬‬

‫‪70‬‬ ‫مصطلحيات العدد ‪15‬‬


‫ي أنموذجاً)‪ ،‬د‪ .‬هناء الربيعي‪ ،‬د خلف القرناوي‬
‫ي في التراث (المصطلح الكوف ّ‬
‫الترادف المصطلح ّ‬

‫ّ‬
‫توقف عند هذه الداللة في شرحه بيت عمرو بن كلثوم‪:‬‬
‫بعد الضغن يبدو عليك ُويخر ُج الـ ـ ـ م‬
‫ـداء الدفينا‪1‬‬ ‫الضغن م‬ ‫م‬ ‫َّ‬
‫وإن‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫(إن)‪ ،‬و( يبدو) هو الخبر‪. 2‬‬ ‫أن (الضغن) هو اسم َّ‬ ‫فرأى ّ‬
‫أطلق ابن اإلنبار ّي املصطلح على (املفعول الثاني) لألفعال التي تنصب مفعولين‪ ،‬وقد ورد ذلك عند شرحه‬
‫بيت طرفة بن العبد‪:‬‬
‫مصابا ولو أمس ى على غير مرصد‪3‬‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وخاله‬ ‫النفس خوفا‬ ‫وجـاشت إل ــيه‬
‫ً‬ ‫فرأى َّ‬
‫أن (الهاء) اسم خال‪ ،‬ومصابا هو(الخبر)‪.4‬‬
‫تتعدى إلى أكثر من مفعول بعد‬ ‫استعمل أيضا مصطلح (الخبر) للداللة على (املفعول الثاني) لألفعال التي ّ‬
‫م َّ ً‬ ‫م َّ ُ م م‬
‫ودات‬‫اما ممع ُد م‬ ‫بنائها للمجهول‪ ،‬من ذلك تعليقه على قوله تعالى‪﴿ :‬ل معلكم ت َّت ُقون﴾ (البقرة‪ ،)183/‬وقوله تعالى‪ ﴿:‬أي‬
‫ُ‬ ‫أن الوقوف على األولى قبيح؛ َّ‬ ‫﴾(البقرة‪ )184/‬فيرى ّ‬
‫ألن الثانية منصوبة بـ(ك ِت مب) وهو الذي يسميه بعض‬
‫سم فاعله)‪. 5‬‬ ‫النحويين (خبر ما لم ُي م‬
‫ً‬ ‫الحد‪َّ ،‬‬
‫لم تنته داللة الخبر لدى ابن االنبار ّي عند هذا ّ‬
‫وإنما كان يطلقه أيضا على خبر(ال) التي يسميها‬ ‫ِ‬
‫الكوفيون (ال) التبرئة‪ ،‬ومن ذلك تعقيبه على قولهم‪( :‬وال إله غيرك)‪ ،‬إذ قال‪ (( :‬فيه أربعة أوجه في النحو‪،‬‬ ‫ّ‬
‫غيرك‪ ،‬تنصب األول على التبرئة‪ ،‬وغيرك مرفوع على خبر التبرئة))‪. 6‬‬ ‫إله ُ‬ ‫أحدهن‪ :‬وال م‬
‫ّ‬
‫تعدى ذلك إلى الخبر الذي ُيحذف منها لداللة املعنى عليه‪ ،‬إذ‬ ‫وإنما ّ‬ ‫لم يقف عند الخبر املذكور في الجملة‪َّ ،‬‬
‫نص على هذا املصطلح في قوله‪ (( :‬تقول‪ :‬الطائفة وجاريتك‬ ‫كان يعبر عنه بمصطلح (الخبر املضمر)‪ ،‬وقد ّ‬
‫مغلوبان‪ ،‬ومغلوبتان‪ ،‬ومغلوبة‪ ،‬فمن قال‪ :‬مغلوبة كان له مذهبان‪ ،‬أحدهما‪ ،‬أن يقول‪ :‬مغلوبة للجارية‪ ،‬وخبر‬
‫الطائفة مضمر‪ ،‬والتقدير‪ :‬الطائفة مغلوبة‪ ،‬والجارية مغلوبة‪ ،‬فاكتفيت بأحد الخبرين من اآلخر))‪. 7‬‬
‫أن اصطالح الخبر عند‬ ‫((‪...‬يتبين ّ‬
‫ّ‬ ‫التعدد في الدالالت التي استعملها للخبر‬ ‫ما وجدناه عند ابن االنباري من هذا ّ‬
‫ًّ‬ ‫ثابتا ومستق ًرا‪ ،‬وإن جاء في استعماله ّ‬ ‫ً‬
‫مستقرا‬ ‫بعدة دالالت))‪ ، 8‬وبالفعل كان مصطلح (الخبر)‬ ‫ابن االنباري كان‬
‫ً‬ ‫عامة شاملة ّ‬ ‫عنده‪ ،‬ولكن داللته كانت ّ‬
‫لكل ما كان أصله مبتدأ وخبرا مثلما هو الحال في النواسخ ومفاعيل‬
‫ً‬ ‫األفعال التي ّ‬
‫تتعدى إلى ما أصله مبتدأ وخبرا‪ ،‬وهذا األمر يدخل في باب توسيع الداللة‪ ،‬وهي سمة واضحة عند‬

‫‪ - 1‬إيضاح الوقف واالبتداء‪ ، 126 / 1 :‬وينظر‪ ، 834 / 2 :‬والزاهر في معاني كلمات الناس‪ ، 565/1 :‬وشرح القصائد الطوال‪.44/9 :‬‬
‫‪ - 2‬ديوان عمرو بن كلثوم‪ ،132 :‬وينظر‪ :‬شرح القصائد‪.392 :‬‬
‫‪ - 3‬ينظر‪ :‬شرح القصائد السبع الطوال‪ ،81 ،56 ،45 :‬واملذكر واملؤنث‪93 / 2 :‬؛ وإيضاح الوقف واالبتداء‪.493 ، 314 ، 125/1 :‬‬
‫‪ - 4‬ديوان طرفة بن العبد‪.24 :‬‬
‫‪ - 5‬ينظر‪ :‬شرح القصائد الطوال‪ ، 183 :‬وينظر‪ ، 396 ، 355 ، 289 :‬وإيضاح الوقف واالبتداء‪ ، 129/1 :‬وكتاب األضداد‪.22 :‬‬
‫‪ - 6‬ينظر‪ :‬إيضاح الوقف واالبتداء‪ ، 543 / 1 :‬وينظر‪ :‬إعراب القرآن‪ّ ،‬‬
‫النحاس‪.284 / 1 :‬‬
‫‪ - 7‬الزاهر في معاني كلمات الناس‪ ، 149 / 1 :‬وينظر‪.103/1 :‬‬
‫ّ‬
‫‪ - 8‬املذكر واملؤنث‪.301 / 2 :‬‬

‫‪71‬‬ ‫مصطلحيات العدد ‪15‬‬


‫ي أنموذجاً)‪ ،‬د‪ .‬هناء الربيعي‪ ،‬د خلف القرناوي‬
‫ي في التراث (المصطلح الكوف ّ‬
‫الترادف المصطلح ّ‬

‫ّ‬
‫الكوفيين‪.‬‬
‫املتكلم أو الباحث يستطيع أن ّ‬ ‫ّ‬ ‫لعل ّ‬ ‫ّ‬
‫يعبر بمجموعة مصطلحات يفيد‬ ‫التعدد في املصطلح فيه لطافة من كون‬
‫مثال عدم التكرار للمصطلح ذاته مرات عديدة؛ ّ‬ ‫ً‬ ‫منها ّ‬
‫ألن التكرار سبب من أسباب امللل في بعض‬ ‫بعدة أمور‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ولعل ّ‬
‫التنوع‪ ،‬ولعله منها ما ُيفهم عند جماعة وغيره ال ُيفهم عند غيرهم‪،‬‬ ‫تعدد األلفاظ من باب ّ‬ ‫األحيان‪ّ ،‬‬
‫ً‬ ‫ّ ً‬ ‫فيستعمل ما يوصل املعلوم ّ‬
‫متعددا واملفهوم واحدا‪.‬‬ ‫لكل جماعة‪ ،‬والنتيجة أصبح املصطلح‬
‫‪ -‬مصطلح (الضمير)‪ ،‬ويرادفه املصطلحات‪( :‬املكني‪ ،‬والكناية‪ ،‬واالسم)‪:‬‬
‫لتدل على مفهوم مصطلح (الضمير)‪ ،‬والضمير في اللغة هو السرور وما‬ ‫الكوفيون هذه املصطلحات ّ‬ ‫ّ‬ ‫استعمل‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫دخل الخاطر‪ ،‬وهو الش يء الذي تضمره في قلبك ونيتك‪ّ ، 1‬أما إصطالحا فهو‪ (( :‬ما وضع ملتكلم أو مخاطب أو‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫غائب ّ‬
‫الباطنية التي‬ ‫تقدم ذكره لفظا أو معنى ))‪ ، 2‬ويحمل الضمير معنى الخفاء واالستتار‪ ،‬فهو يحتمل املعاني‬
‫ّ‬
‫تدل الكناية على التكلم‬ ‫واإلصطالحي‪ ،‬ففي اللغة ّ‬
‫ّ‬ ‫ال تظهر للعيان‪ ،‬وهو يشترك مع (الكناية) في معناها اللغو ّي‬
‫تعبر‬‫بش يء واملراد غيره‪ ، 3‬وفي االصطالح تعني‪ :‬التعبير عن ش يء معين بلفظ غير صريح للداللة عليه‪ ، 4‬فالكناية ّ‬
‫ظاهرية؛ ّ‬‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مختفيا لتظهره ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫ألن اإلشارة تحتاج‬ ‫إشارية وليست‬ ‫وتبين داللته‪ ،‬ولكن تعبيرها يكون بألفاظ‬ ‫عما كان‬
‫تمعن وقد تحتمل تآويل ّ‬
‫عدة‪.‬‬ ‫إلى ّ‬
‫ّ‬ ‫أحد املعارف التي ّ‬ ‫ّ‬
‫يمثل ّ‬ ‫ّ‬
‫الكوفيين من أطلق‬ ‫يحق لها الصدارة في الكالم فمن‬ ‫ألن الضمير من وجهة نظر النحاة‬
‫ّ‬
‫مشتق‬ ‫البصريين في أصل اشتقاق (اإلسم)‪ ،‬فقيل هو‬ ‫ّ‬ ‫تسمية (االسم) على الضمير على الرغم من اختالفهم مع‬
‫ّ‬
‫والعلو‪6‬‬ ‫ّ‬
‫البصريين وهو االرتفاع‬ ‫(سمو) عند‬ ‫ّ‬ ‫الكوفيين‪ ،‬وهو األثر والسمة والعالمة‪ ، 5‬وقيل من‬‫ّ‬ ‫من (وسم)عند‬
‫ً‬
‫دل على‬ ‫اإلصطالحي لالسم هو ما َّ‬
‫ّ‬ ‫بمسماه فأوضحه‪ ،‬وكشف معناه))‪ ،7‬واملعنى‬ ‫ّ‬ ‫‪ (( ،‬ولذلك ّلقب اسما؛ ألنه سما‬
‫ً‬ ‫ّ‬ ‫االصطالحي ّ‬
‫ّ‬
‫يتبين لنا أنه يحمل دالالت قريبة جدا‬ ‫معنى في نفسه من غير االقتران بزمن‪ ، 8‬وفي ضوء هذا املفهوم‬
‫املكنى‪ (( ،‬وملا كان في الضمير من معنى الخفاء واالستتار اطلق عليه الكوفيون‬ ‫من دالالت الضمير والكناية أو ّ‬
‫ألن الضمير كناية‬ ‫ألنه ُيرمز به عن الظاهر اختصا ًا‪ ،‬وهذه التسمية صحيحة مقبولة؛ ّ‬ ‫ّ‬
‫اسم املكني أو الكناية‪،‬‬
‫ر‬

‫‪ - 1‬املصطلح النحوي عند ابي بكر ابن االنباري‪.42 :‬‬


‫‪ - 2‬ينظر‪ :‬كتاب العين‪ ،‬مادة (ضمر)‪ ،41/7 :‬ومقاييس اللغة‪ ،371/ :‬والصحاح‪.722/2 :‬‬
‫‪ - 3‬التعريفات‪.217 :‬‬
‫‪ - 4‬ينظر‪ :‬لسان العرب‪ ،‬مادة (كنى)‪.41 /8 :‬‬
‫‪ - 5‬ينظر‪ :‬شرح الرض ي‪.147 / 3 :‬‬
‫مادة (وسم)‪ ،231/7 :‬ومعجم مقاييس اللغة‪ ,110/6 :‬وكتاب الحلل في إصالح الخلل من كتاب الجمل‪ ،64 :‬وكتاب التعريفات‪:‬‬ ‫‪ - 6‬ينظر‪ :‬كتاب العين‪ّ ،‬‬
‫‪ ،20‬واملصطلح النحوي عند ابن ابي بكر االنباري‪. 9 :‬‬
‫مادة (سمو)‪ ،318/7 :‬والصحاح‪ ، 2381/6 :‬واالنصاف في مسائل الخالف‪ ،6/1 :‬واملصطلح النحوي عند ابي بكر ابن االنباري‪:‬‬ ‫‪ - 7‬ينظر‪ :‬كتاب العين‪ّ ،‬‬
‫‪.9‬‬
‫‪ - 8‬املصطلح النحوي عند ابن ابي بكر االنباري‪. 9 :‬‬

‫‪72‬‬ ‫مصطلحيات العدد ‪15‬‬


‫ي أنموذجاً)‪ ،‬د‪ .‬هناء الربيعي‪ ،‬د خلف القرناوي‬
‫ي في التراث (المصطلح الكوف ّ‬
‫الترادف المصطلح ّ‬

‫ً‬ ‫أعم من الضمير فهو يشمل اسم اإلشارة‪ ،‬واالسم املوصول؛ َّ‬ ‫عن االسم الظاهر‪ ،‬وإن كان املكني ّ‬
‫ألنهن جميعا‬
‫كنايات عن االسماء الظاهرة ))‪. 1‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫الكوفيين‪ ،‬فهما من قبيل‬ ‫واملكنى عند‬ ‫صرح ابن يعيش في حديثه عن املصطلحين قائال‪ (( :‬ال فرق بين املضمر‬
‫البصريون فيقولون‪ :‬املضمرات نوع من‬ ‫ّ‬ ‫األسماء املترادفة‪ ،‬فمعناهما واحد وإن اختلفا من جهة اللفظ‪ّ ،‬‬
‫وأما‬
‫ً‬ ‫كل ّ‬ ‫مكني‪ ،‬وليس ّ‬ ‫فكل مضمر ّ‬ ‫الكنايات‪ّ ،‬‬
‫مكني مضمرا))‪. 2‬‬
‫الكوفيين لهذه املصطلحات استعمالهم ملصطلح (الضمير)‪ ،‬إذ استعمله‬ ‫ّ‬ ‫من االستعماالت الواردة في نصوص‬
‫م م ُ م ُم‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫م م م َّ ُ َّ‬
‫اس ِمن مرح ممة فال ُمم ِس مك ل مها مو مما ُيم ِسك فال مر ِسل له‬ ‫الفراء في تعليقه على قوله تعالى‪ ﴿ :‬ما يفت ِح َّللا ِللن ِ‬
‫ّ‬
‫﴾(فاطر‪ ،)2/‬فقال‪ (( :‬ولم يقل‪ :‬لها‪ ،‬وقد قال قبل ذلك (ما يفتح هللا للناس من رحمة فال ممسك لها)‪ ،‬فكان‬
‫ّ‬ ‫التأنيث في (لها) لظهور الرحمة‪ .‬ولو قال‪ :‬فال ممسك له لجاز‪ّ ,‬‬
‫ألن الهاء إنما ترجع على (ما)‪ ،‬ولو قيل في الثانية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫فال مرسل لها ّ‬
‫ولكنها ملا سقطت الرحمة من الثاني ذكر على (ما) ))‪. 3‬‬ ‫ألن الضمير على الرحمة جاز‪،‬‬
‫َّ‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ّ‬
‫علق أبو بكر بن اإلنبار ّي على قوله تعالى‪ ﴿ :‬أص مب ُحوا ال ُي مرى ِإال مم مس ِاك ُن ُهم﴾(األحقاف‪ ،)25/‬فقال‪(( :‬اسم‬
‫ّ‬ ‫((أصبح)) مضمر فيها ))‪ّ ، 4‬‬
‫فعبر عن الضمير بلفظ (املضمر)؛ ألنه حمل معنى الخفاء‪.‬‬
‫ً ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫فالفراء مثال علق على قوله‬ ‫واملكنى)‪ ،‬للداللة على مفهوم الضمير‪،‬‬ ‫مصطلحي (الكناية‬ ‫الكوفيون أيضا‬ ‫استعمل‬
‫ً‬ ‫ُ م‬ ‫تعالى ‪ ) :‬مف ممال ُؤ م‬
‫ون ِمن مها ال ُبطون ((الواقعة‪ ،)53/‬قائال‪ (( :‬من الشجرة‪ ،‬ولو قال‪ :‬فمالئون منه إذا لم يذكر الشجرة‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫كان صوابا يذهب إلى الشجر في منه‪ ،‬وتؤنث الشجر‪ ،‬فيكون منها كناية عن الشجر‪ ،‬والشجر يؤنث ويذكر مثل‬
‫واقعا من ّ‬ ‫ً‬
‫مكنى على مكنى سواه لم تدخل النفس‪ .‬تقول‬ ‫الثمر ))‪ ، 5‬وقال في موضع آخر‪ (( :‬فإذا كان الفعل‬
‫تكني عن الغالم واملال فتقول‪ :‬هو أهلكه‪ ،‬وال تقول هو أهلك نفسه وأنت تريد املال ))‪.6‬‬ ‫غالمك أهلك مالك ثم ّ‬
‫ورد املصطلحان عند أبي العباس ثعلب‪ ،‬والطبري‪ ،‬وابن االنباري‪ ،‬ومن ذلك تعليق ابن اإلنبار ّي على قوله‬
‫ون ﴾( املطففين‪ ،)3/‬فقال‪((( :‬كالوا لهم أو وزنوا لهم)‪ ،‬فحذفت الالم‪،‬‬ ‫وهم ُيخس ُر م‬ ‫وهم مأو َّو مزُن ُ‬
‫تعالى‪ ﴿ :‬موإ مذا مك ُال ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫وأوقع الفعل على (هم) فصارا حرفا واحدا ألن املكني املنصوب مع ناصبه حرف واحد)) ‪.‬‬
‫‪7‬‬

‫أن‬ ‫أدق من مصطلح (الكناية)‪ ،‬إذ قال‪ (( :‬ويلوح لي َّ‬ ‫أن مصطلح (الضمير) ّ‬ ‫يرى الدكتور أحمد مكي االنصاري ّ‬
‫يكنى به من إشارة أو موصول أو عدد‬ ‫كل ما ّ‬ ‫أن الكناية تشمل َّ‬ ‫الفراء‪ ،‬إذ ّ‬ ‫أدق من اصطالح ّ‬ ‫البصريين ّ‬‫ّ‬ ‫اصطالح‬

‫ً‬
‫‪ - 1‬ينظر مثال‪ :‬كتاب الحلل في إصالح الخلل من كتاب الجمل‪ ،64 :‬كتاب التعريفات‪ ،20 :‬واملصطلح النحوي عند ابي بكر ابن االنباري‪. 9 :‬‬
‫‪ - 2‬مصطلحات النحو الكوفي‪ ، 60 :‬وينظر‪ :‬مدرسة الكوفة‪. 314 :‬‬
‫ّ‬
‫املفصل‪. 292 / 2 :‬‬ ‫‪ - 3‬شرح‬
‫‪ - 4‬معاني القرآن‪. 366 / 2 :‬‬
‫‪ - 5‬إيضاح الوقف واالبتداء‪. 127 / 1 :‬‬
‫‪ - 6‬معاني القرآن‪. 127 / 3 :‬‬
‫‪ - 7‬املصدر نفسه‪.106 / 2 :‬‬

‫‪73‬‬ ‫مصطلحيات العدد ‪15‬‬


‫ي أنموذجاً)‪ ،‬د‪ .‬هناء الربيعي‪ ،‬د خلف القرناوي‬
‫ي في التراث (المصطلح الكوف ّ‬
‫الترادف المصطلح ّ‬

‫املخزومي ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أن‪ (( :‬تسمية الضمير‬ ‫بخالف الضمير‪ ،‬فإنه ال يدخل فيه ش يء من ذلك‪ ، 1))...‬وذكر الدكتور مهدي‬
‫أعم من الضمير واسم االشارة‪،‬‬ ‫الضمير كناية عن االسم الظاهر‪ ،‬وإن كان ّ‬
‫املكنى ّ‬ ‫باملكنى صحيحة مقبولة‪ّ ،‬‬
‫ألن َّ‬ ‫ّ‬
‫ً‬ ‫واالسم املوصول‪ّ ,‬‬
‫النهن جميعا كنايات عن األسماء الظاهرة))‪. 2‬‬
‫ليدل على مفهوم‬ ‫الفراء ّ‬ ‫الكوفيين ملصطلح (االسم) فقد ورد هذا االستعمال عند ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّأما ما ورد من استعمال‬
‫ألن املعنى‪ :‬لو تركت إلى رأيك‪ ،‬فنصبت‬ ‫تركت ورأيك‪ ،‬وخليت ورأيك نصبت الرأي؛ ّ‬ ‫الضمير‪ ،‬إذ قال‪ (( :‬فإذا قلت‪ُ :‬‬
‫أن ّ‬ ‫يوخنا ّ‬ ‫‪ 3‬ى دكتور ّ‬ ‫لح ُس من هذا املعنى فيه‪ّ ,‬‬ ‫الثاني م‬
‫الفراء يريد الضمير‬ ‫وألن االسم قبله متصل بفعل )) ‪ ،‬وير‬
‫ُ‬
‫فقال‪ (( :‬يقصد الضمير (التاء) املتصل بالفعل (ت ِر مك) ))‪. 4‬‬
‫وتدل على مفهوم الضمير الذي‬ ‫أن مصطلحات‪( :‬الضمير‪ ,‬واملكني والكناية‪ ,‬واالسم) تترادف‪ّ ,‬‬ ‫مما سبق نلحظ ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫علما ّ‬ ‫ّ‬
‫بصرية املنشأ‪ ،‬واملكني والكناية‬ ‫أن تسمية الضمير‬ ‫يشكل املحور الرئيس والجامع لهذه املصطلحات‪،‬‬
‫واالسم ّ‬
‫كوفية الوجود‪.‬‬
‫‪ -‬مصطلح (الظرف)‪ ،‬ويرادفه املصطلحات‪( :‬الصفة‪ ،‬واملحال‪ ،‬واملحل)‪:‬‬
‫الكوفيين للداللة على مصطلح (الظرف)‪ ،‬والظرف في اللغة‪(( :‬الوعاء‪ ،‬ومنه‬ ‫ّ‬ ‫استعملت هذه املصطلحات عند‬
‫كل اسم من أسماء الزمان أو املكان يراد فيه معنى‬ ‫النحويين ))‪ ، 5‬وفي االصطالح‪ّ (( :‬‬ ‫ّ‬ ‫ظروف الزمان واملكان عند‬
‫(( في )) وليست في لفظه ))‪. 6‬‬
‫م‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫م م م م‬
‫ض ف مرش من ماها ف ِنع مم امل ِاه ُدون﴾‬ ‫الفراء في تعليقه على قوله تعالى‪ ﴿:‬واألر‬ ‫ورد مصطلح (الظرف) عند ّ‬
‫ورفعا‪ .‬فمن نصب جعل الواو ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫كأنها ظرف للفعل‬ ‫(الذاريات‪ ،)48/‬إذ قال عن لفظة (األرض)‪ (( :‬يكون نصبا‬
‫واستدل بقول الشاعر‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫متصلة بالفعل‪ ,‬ومن رفع جعل الواو لالسم ورفعه بعائد ذكره))‪، 7‬‬
‫ـدي تطـ ــأه جــرب الج ــمال‪8‬‬ ‫اشف النفوس من ِ ّحي بكر وع ـ ٌّ‬ ‫إن لم ِ‬
‫ألن الواو ال يصلح نقلها إلى الفعل؛ أال ترى‬ ‫عدي ) في معناه؛ ّ‬ ‫فقال في تحليله له‪ (( :‬ال تكاد العرب تنصب مثل ( ّ‬
‫ًّ‬ ‫ّ‬
‫عديا جرب الجمال‪ .‬فإذا رأيت الواو تحسن في االسم جعلت الرفع وجه الكالم‪ .‬وإذا رأيت‬ ‫أنك ال تقول‪ :‬وتطأ‬
‫الواو يحسن في الفعل جعلت النصب وجه الكالم ))‪. 9‬‬

‫‪ - 1‬ايضاح الوقف واالبتداء‪ ، 345 /1 :‬وينظر‪ :‬املذكر واملؤنث‪. 201،264/2:‬‬


‫‪ - 2‬أبو زكريا ّ‬
‫الفراء ومذهبه في النحو واللغة‪. 450 :‬‬
‫‪ - 3‬مدرسة الكوفة ومنهجها في دراسة اللغة والنحو‪.314 :‬‬
‫‪ - 4‬معاني القرآن‪. 177 / 3 :‬‬
‫‪ - 5‬موسوعة املصطلح النحوي‪. 410/1 ،‬‬
‫‪ - 6‬الصحاح‪. 1398 / 4 :‬‬
‫‪ - 7‬اللمع البن جني‪.48 :‬‬
‫‪ - 8‬معاني القرآن‪ , 241-240/1 :‬وينظر‪ :‬موسوعة املصطلح النحوي‪.414 / 1 :‬‬
‫ّ‬
‫العربية‪.69 :‬‬ ‫‪ - 9‬ينظر‪ :‬معجم شواهد‬

‫‪74‬‬ ‫مصطلحيات العدد ‪15‬‬


‫ي أنموذجاً)‪ ،‬د‪ .‬هناء الربيعي‪ ،‬د خلف القرناوي‬
‫ي في التراث (المصطلح الكوف ّ‬
‫الترادف المصطلح ّ‬

‫ّ‬ ‫ُ‬
‫بمحله‪2‬‬ ‫ّ‬
‫و(املحل) في اللغة هو املحل باملكان‪ ،‬من نزل القوم‬ ‫ّأما (الصفة) في اللغة فهي مأخوذة من التحلية‪، 1‬‬
‫‪.‬‬
‫م م ُ نم‬ ‫ُ‬ ‫م مم ُ‬ ‫ذكر ّ‬
‫الفراء مصطلح (الصفة) في تحليله قوله تعالى‪ ﴿ :‬آآلن وقـ ــد ك ــنتم ِب ِه تستع ِجلو ﴾(يونس‪ ،)51/‬فقال‪(( :‬‬
‫ّ‬
‫(آآلن) حرف بني على األلف والالم لم تخلع منه‪ ,‬وترك على مذهب الصفة؛ ألنه صفة في املعنى واللفظ )) ‪.3‬‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫(املحال) عند ّ‬
‫باملحال‪ -‬مثل عندك‪ ,‬وفوقك‪,‬‬ ‫الفراء أيضا‪ ،‬إذ قال‪ (( :‬وإذا رأيت االسم مرفوعا‬ ‫ورد مصطلح‬
‫أن الصفة ال يقدر فيها على التأنيث كما يقدر في م‬ ‫تؤنث في املذكر‪ ،‬وذلك ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫(قام)‬ ‫وفيها‪ -‬فأنث وذكر في املؤنث‪ ،‬وال‬
‫جاريتك‪ .‬فلذلك كان في الصفات اإلجراء على األصل )) ‪.4‬‬ ‫ُ‬ ‫جاريت مك على أن تقول‪ :‬قامت‬ ‫ُ‬
‫م‬ ‫م‬
‫الفراء عند تحليله قوله تعالى‪ ﴿ :‬مما معلي مك ِمن ِح مس ِاب ِهم ِّمن ش يء مو مما ِمن‬ ‫(املحل) عند ّ‬ ‫ّ‬ ‫تم توظيف مصطلح‬ ‫َّ‬
‫َّ‬ ‫م ُ م‬ ‫م م‬ ‫م‬
‫ِح مس ِاب مك معلي ِهم ِّمن ش يء ف متط ُر مد ُهم ف متكون ِم من الظ ِ ِامل مين ﴾(االنعام‪ ،)52/‬إذ قال‪(( :‬و(عليك)) ال تشاكل كل الفعل‪,‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ًّ‬ ‫ً‬
‫فإذا كان ما قبل الفاء اسما ال فعل فيه‪ ,‬أو محال مثل قوله‪(( :‬عندك وعليك وخلفك))‪ ,‬أو كان فعال ماضيا مثل‬
‫واملحل) وردا باالستعمال‬‫ّ‬ ‫ّ‬
‫(املحال‬ ‫أن مصطلحي‬ ‫((قام وقعد)) لم يكن الجواب بالفاء إال النصب )) ‪ ،5‬ونلحظ ّ‬
‫محل الش يء‬ ‫الفراء‪ ,‬وهما داالن على ظرف املكان‪ ،‬ورّبما كان قصده من استعمالهما ّأنهما يدالن على ّ‬ ‫نفسه عند ّ‬
‫ال زمانه‪.‬‬
‫والكوفيين بخصوص هذه املصطلحات‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫البصريين‬ ‫املصطلحي الحاصل بين‬ ‫ّ‬ ‫أشار ابن ّ‬
‫السراج الى االختالف‬
‫والفراء يسميها مح ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫فقال‪ (( :‬اعلم ّ‬
‫ال )) ‪،6‬‬ ‫البصريون ظروفا يسميها الكسائي صفة‪،‬‬ ‫أن األشياء التي يسميها‬
‫أن ّ‬
‫الفراء لم‬ ‫ويلمح الى ّ‬‫(محل)‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫(محال) للظروف وهو جمع‬‫ّ‬ ‫أن الفراء يستعمل مصطلح‬ ‫فالنص يشير إلى ّ‬ ‫ّ‬
‫أيضا‪ ،‬وبهذا يتضح ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫يستعمل غيره؛ ّ‬
‫أن‬ ‫ولكننا وجدنا أنه استعمل هذه املصطلحات‪ ،‬وذكر مصطلح (الظرف)‬
‫ّ‬
‫الخاصة به‪.‬‬ ‫الفراء استعمل املصطلح البصر ّي إلى جانب استعماله ملصطلحاته‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫خماسية التسمية‪:‬‬ ‫رابعا‪ :‬مفاهيم‬
‫املحددة بمفهوم واحد‪ ،‬وهي أقص ى ما نجده في ترادف‬ ‫الخماسية التسمية ّ‬ ‫ّ‬ ‫يشتمل هذا املحور املصطلحات‬
‫املصطلحات في املصطلح النحو ّي الكوفي‪ ،‬ومن أمثلتها‪:‬‬
‫‪ -‬مصطلح (الحال)‪ ،‬ويرادفه املصطلحات‪( :‬النصب على القطع‪ ،‬والنصب على الفعل‪ ،‬والتقريب‪،‬‬
‫والخروج)‪:‬‬

‫‪ - 1‬معاني القرآن‪.241/1 :‬‬


‫‪ - 2‬ينظر‪ :‬لسان العرب‪.416 / 4 :‬‬
‫‪ - 3‬ينظر‪ :‬املصدر نفسه‪.137 / 3 :‬‬
‫‪ - 4‬معاني القرآن‪.467/1 :‬‬
‫‪ - 5‬املصدر نفسه‪.362/1 :‬‬
‫‪ - 6‬املصدر نفسه ‪.28/1:‬‬

‫‪75‬‬ ‫مصطلحيات العدد ‪15‬‬


‫ي أنموذجاً)‪ ،‬د‪ .‬هناء الربيعي‪ ،‬د خلف القرناوي‬
‫ي في التراث (المصطلح الكوف ّ‬
‫الترادف المصطلح ّ‬

‫الحال هو‪ (( :‬وصف فضلة‪ ،‬مسوق لبيان هيئة صاحبه‪ ،‬أو تأكيده‪ ،‬أو تأكيد عامله‪ ،‬أو تأكيد مضمون الجملة‬
‫كل فعل أوقعته على أسماء لها أفاعيل ينصب على الحال الذي ليس‬ ‫الفراء بقوله‪ّ (( :‬‬ ‫وضح مفهومه ّ‬ ‫قبله ))‪ّ ، 1‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫بشرط فيه الرفع على االبتداء‪ ،‬والنصب على االتصال بما قبله‪ ،‬من ذلك‪ :‬رأيت القوم قائما وقاعدا))‪ ، 2‬فاملراد‬
‫ّ‬ ‫الفراء ّ‬
‫نحوية معتمدة ينضبط بها الحال‪ ،‬من شروطها أال ُيشترط فيها الرفع للحال‪،‬‬ ‫أن هناك قاعدة ّ‬ ‫من قول ّ‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫وإنما يكون منصوبا‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫علة تسمية (الحال) بذلك أنه (( ‪ ...‬ال يجوز أن يكون اسم الفاعل فيها إال ملا أنت فيه‪ ،‬تطاول الوقت أم قصر‬
‫وال يجوز ملا مض ى‪ ... ،‬إذ الحال ّإنما هي هيئة الفاعل أو املفعول‪ ،‬وصفته في وقت ذلك الفعل))‪ ،3‬وبهذا يكون‬
‫واضحا أن هناك علقة بين الحال واالشتقاق؛ فـالحال (( هي ّ‬ ‫ً‬
‫املعبرة عن هيئة الفاعل حين أحدث الفعل‪ ،‬أو‬
‫املفعول به حين تلقى الفعل عن الفاعل )) ‪.4‬‬
‫الكوفيين‪ ،‬من أمثلة‪ :‬مصطلح (النصب‬ ‫ّ‬ ‫يمكن أن يترادف مصطلح (الحال) مع مصطلحات أخرى وردت عند‬
‫ّ‬ ‫م ُ م‬ ‫م‬
‫اب ال مري مب ِف ِيه ُه ًدى ِلل ُم َّت ِق مين‬ ‫الفراء في تعليقه على قوله تعالى‪ ﴿ :‬ذ ِل مك ال ِكت‬ ‫على القطع) الذي ورد عند ّ‬
‫تم خبرها فنصبتها؛‬ ‫ألن ((هدى)) نكرة اتصلت بمعرفة قد ّ‬ ‫﴾(البقرة‪ ،)2/‬إذ قال‪ (( :‬فتنصب ((هدى)) على القطع؛ ّ‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫ألن النكرة ال تكون دليال على معرفة‪ .‬وإن شئت نصبت ((هدى)) على القطع من الهاء التي في ((فيه))؛ كأنك قلت‪:‬‬
‫ات ممط ِو َّيات ِب مي ِمي ِن ِه﴾ (الزمر‪ ،)7/‬فقال‪:‬‬ ‫ماو ُ‬ ‫الس م‬ ‫ال شك فيه هاديا)) ‪ ،5‬ومثله عندما ذكر قوله تعالى‪ ﴿ :‬مو َّ‬
‫املطويات على الحال أو على القطع‪ .‬والحال أجود ))‪. 6‬‬ ‫ّ‬ ‫((وينصب‬
‫الفراء والطبري عندما ذكرا قوله‬ ‫كل من ّ‬ ‫ّأما مصطلح (النصب على الفعل)‪ ،‬ومصطلح (الخروج) فقد ذكرهما ٌّ‬
‫م‬ ‫ُ‬ ‫م‬ ‫ً‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫م م‬
‫تعالى‪ ﴿ :‬موال ت ُم َّد َّن معيني مك ِإلى مما مم َّتع منا ِب ِه أز مواجا ِّمن ُهم مزه مرة ال مح مي ِاة الد منيا ِل منف ِت من ُهم ِف ِيه مو ِرزق مرِّب مك خير‬
‫متعناهم به زهرة في الحياة وزينة فيها))‪ ، 7‬وقال‬ ‫الفراء‪ (( :‬نصبت زهرة على الفعل ّ‬ ‫مو مأب مقى﴾(طه‪ ،)131/‬قال ّ‬
‫متعنا به﴾‪ ،‬كما ُيقال‪:‬‬ ‫ص مب ﴿ زهرة الحياة الدنيا ﴾ على الخروج من الهاء التي في قوله ﴿به ﴾ من ﴿ ّ‬ ‫الطبري‪ (( :‬مون م‬
‫ً‬ ‫مررت به الشريف الكريم‪ ،‬فنصب الشريف الكريم على الفعل مررت‪ ,‬فكذلك قوله‪ ﴿ :‬إلى ما ّ‬ ‫ُ‬
‫متعنا به أزواجا‬
‫متعناهم به زهرة في الحياة الدنيا وزينة لهم فيها )) ‪.8‬‬ ‫منهم زهرة الحياة الدنيا﴾ تنصب على الفعل بمعنى‪ّ :‬‬
‫استدل على مصطلح (النصب على الفعل) بقول الشاعر‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫أن ّ‬
‫الفراء‬ ‫ذكر الطبري َّ‬

‫‪ - 1‬األصول في النحو‪.204 / 1 :‬‬


‫‪ - 2‬شرح كتاب الحدود في النحو‪ ،224 :‬وينظر‪ :‬شرح التصريح على التوضيح‪.366 ،365 / 1 :‬‬
‫‪ - 3‬معاني القرآن‪.193 / 1 :‬‬
‫ّ‬
‫املفصل‪.55 / 2 :‬‬ ‫‪ - 4‬شرح‬
‫‪ - 5‬في النحو العربي‪ ،‬نقد وتوجيه‪.84 :‬‬
‫‪ - 6‬معاني القرآن‪.12 / 1 :‬‬
‫‪ - 7‬املصدر نفسه‪.425 / 2 :‬‬
‫‪ - 8‬املصدر نفسه ‪ ، 196 / 2 :‬وينظر فيه‪.55 / 1 :‬‬

‫‪76‬‬ ‫مصطلحيات العدد ‪15‬‬


‫ي أنموذجاً)‪ ،‬د‪ .‬هناء الربيعي‪ ،‬د خلف القرناوي‬
‫ي في التراث (المصطلح الكوف ّ‬
‫الترادف المصطلح ّ‬

‫وج م‬
‫ندل‪1‬‬ ‫م‬
‫رهينة رمس من ُتراب م‬ ‫مأبعد الذي ّ‬
‫بالسفح سفح كواكب‬
‫فقال‪ (( :‬فنصب (رهينة) على الفعل من قوله‪ :‬مأبعد الذي بالسفح ))‪ ، 2‬فاستعمل مصطلح (النصب على‬
‫ّ‬
‫الحالية‪.‬‬ ‫دل على‬ ‫الفعل) لإلشارة إلى كون اللفظ ّ‬
‫ً‬ ‫استعمل ّ‬
‫الفراء مصطلحي (التقريب)‪ ،‬و(الخروج بداللة الحال) أيضا‪ ،‬فمن استعماالته ملصطلح التقريب‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ماجاء في قوله‪ ... (( :‬أن يكون ما بعد ((هذا)) واحدا ال نظير له؛ فالفعل حيئذ أيضا منصوب‪ .‬وإنما نصبت الفعل‬
‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ألن ((هذا)) ليست بصفة لألسد إنما دخلت تقريبا وكان الخبر بطرح ((هذا)) أجود))‪ّ . 3‬أما مصطلح (الخروج)‬
‫ً م‬ ‫م م ُ م مم ُ م ُ م م ً م‬ ‫م م ّ ُ ُ َّ م م ُ‬
‫وف مح ّقا معلى‬‫وس ِع قد ُره وعلى املق ِت ِر قد ُره متاعا ِباملع ُر ِ‬ ‫فقد استعمله عند ذكره قوله تعالى‪﴿:‬وم ِتعوهن على امل ِ‬
‫مم ً م‬ ‫املحسن مين﴾(البقرة‪ ،)236/‬فيرى ّ ّ‬ ‫ُ‬
‫وف﴾ منصوب خارج من لفظة القدر؛ لكونه‬ ‫الفراء أن قوله تعالى‪﴿ :‬متاعا ِباملع ُر ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫نكرة‪ ،‬والقدر معرفة ‪ ، 4‬فهو يريد به حال من (قدره) ‪.5‬‬
‫ذكر ثعلب مصطلح (التقريب) عند الكسائي فنقل مفهومه عنده‪ ،‬إذ قال‪ (( :‬وقال الكسائي‪ :‬سمعت العرب‬
‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫تقول‪ :‬هذا زيد ّإياه بعينه‪ .‬فجعله مثل كان )) ‪ ،6‬فعلق الدكتور يوخنا على قول ثعلب هذا قائال‪ (( :‬نفهم من هذا‬
‫وشبهوه في نصبه بخبر (كان) ))‪. 7‬‬ ‫ّ‬
‫الكوفيين أرادوا بالتقريب (الحال) ّ‬ ‫أن‬ ‫ّ‬
‫موضعا ورد فيها ذكر (الحال)‪ 8‬وما ّ‬ ‫ً‬
‫يعبر عنه عند‬ ‫أحصت الباحثة صبيحة حسن ما زاد على ثمانية وثمانين‬
‫ً‬ ‫ابن االنباري في دراستها للمصطلح عنده‪ ،‬فقالت‪ّ (( :‬‬
‫تردد مصطلح (الحال) عند ابن االنباري في مواضع كثيرة جدا‬
‫ً‬
‫من تآليفه املختلفة‪ ،‬وقد أحصينا له من هذه املواضع ما زاد على ثمانية وثمانين موضعا ))‪ ، 9‬ومن تلك املواضع‬
‫م‬ ‫م ً مم ً مم م م م م‬ ‫م‬ ‫ً ّم‬ ‫ُ ُ ً‬ ‫ُ ّم‬ ‫م‬
‫ض أكث ُر ُهم ف ُهم‬ ‫صلت مآيات ُه قرآنا مع مرِب ّيا ِلقوم ميعل ُمون ب ِشيرا ون ِذيرا فأعر‬ ‫قوله تعالى‪ِ ﴿ :‬كتاب ف ِ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ألن (بشيرا ونذيرا) حال لـ((القرآن)) ))‪، 10‬‬ ‫مال ميس مم ُعو من﴾(فصلت‪ ،)4-3/‬إذ قال‪( :‬والوقف على (يعلمون) غير تام‪َّ ,‬‬
‫وايد ذلك ببيت شعر المرئ القيس‪:‬‬ ‫ّ‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫م‬ ‫ك ـ َّ‬
‫أنابيش عنصل‪11‬‬
‫ِ‬ ‫بأرجائه القصوى‬‫ِ‬ ‫السباع فــيه غرقى عشية‬ ‫ـأن‬

‫‪ - 1‬جامع البيان عن تأويل آي القرآن ‪.944/7 :‬‬


‫ّ‬
‫العربية‪.163 :‬‬ ‫‪ - 2‬معجم شواهد‬
‫‪ - 3‬جامع البيان عن تأويل آي القرآن‪.945/7 :‬‬
‫‪ - 4‬معاني القرآن‪ ,12/1 :‬وينظر‪ :‬موسوعة املصطلح النحوي‪413 / 1 :‬‬
‫‪ - 5‬ينظر‪ :‬املصدر نفسه ‪.154-153 /1:‬‬
‫‪ - 6‬ينظر‪ :‬املصدر نفسه ‪ ,154 /1:‬وموسوعة املصطلح النحوي‪.413/1:‬‬
‫‪ - 7‬مجالس ثعلب‪.43 / 1 :‬‬
‫‪ - 8‬ينظر‪ :‬موسوعة املصطلح النحوي‪.437 / 1 :‬‬
‫ي ً‬
‫‪ - 9‬املصطلح النحوي عند ابي بكر ابن االنباري‪ ، 62 :‬وينظر من مؤلفات ابن االنبار مثال‪ :‬كتاب االضداد‪ ،159 :‬وايضاح الوقف واالبتداء‪،125 /1 :‬‬
‫‪ ،566‬واملذكر واملؤنث‪.178 / 1 :‬‬
‫‪ - 10‬إيضاح الوقف واالبتداء ‪ ، 876/2 :‬وينظر‪ :‬الجامع ألحكام القرآن‪. 338 / 15 :‬‬
‫‪ - 11‬ديوان امريء القيس‪. 69 :‬‬

‫‪77‬‬ ‫مصطلحيات العدد ‪15‬‬


‫ي أنموذجاً)‪ ،‬د‪ .‬هناء الربيعي‪ ،‬د خلف القرناوي‬
‫ي في التراث (المصطلح الكوف ّ‬
‫الترادف المصطلح ّ‬

‫أن (غرقى) منصوب على الحال‪ ، 1‬وكان ابن االنبار ّي (( ‪...‬في كثير من األحيان يشير إلى نوعه إذا كان‬ ‫فرأى ّ‬
‫تبين ذلك من األمثلة السابقة‪ّ ،‬‬ ‫مؤوال‪ ،‬فيطلق على الصريح اصطالح (حال) كما ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ويعبر عن غير الصريح‬ ‫صريحا أو‬
‫بعبارة (في موضع نصب على الحال)‪ ،‬أو (موضعه نصب في التأويل على الحال)‪ ،‬وقد جاء ذلك في نصوص كثيرة‬
‫ون﴾(البقرة‪ ،)17/‬إذ قال‪(( :‬‬ ‫﴿و مت مر مك ُهم في ُظ ُل ممات ال ُيبص ُر م‬
‫))‪ ، 2‬ومن تلك النصوص تعليقه على قوله تعالى‪ :‬م‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كأنه قال‪(( :‬غير مبصرين)) ))‪. 3‬‬ ‫ألن (اليبصرون) في موضع نصب على الحال َّ‬ ‫تام َّ‬ ‫الوقف على ((الظلمات)) غ ــير ّ‬
‫تقدم ورود مصطلحات‪( :‬الحال)‪ ،‬و(النصب على القطع)‪ ،‬و(النصب على الفعل)‪ ،‬و(التقريب)‪،‬‬ ‫مما ّ‬ ‫يتضح ّ‬
‫تدل على مصطلح واحد وهو (الحال)‪ّ ،‬‬ ‫وكلها ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫فعبروا عن مفهومه بهذه املصطلحات‬ ‫الكوفيين‪،‬‬ ‫و(الخروج) عند‬
‫املتعددة‪ ،‬ونسبة االستعمال لهذه املصطلحات كانت متفاوتة عندهم‪ ،‬ولكن على العموم تبقى صفة الداللة‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫الكوفيون‪.‬‬ ‫على املفهوم الواحد لهذه املصطلحات هي السمة التي جمعت ما قاله‬
‫خاتمة البحث‬
‫انبثقت عن هذا البحث مجموعة من النتائج منها‪:‬‬
‫ّ‬
‫الكوفيون‬ ‫الكوفيين‪ ،‬وبحكم هذا االرتباط نطق‬ ‫ّ‬ ‫القراء هم من‬ ‫‪ °‬املذهب الكوفي مرتبط بالقرآن الكريم‪ ،‬وأغلب ّ‬
‫النحوية اقترضوها من ألفاظ العلوم التي‬ ‫ّ‬ ‫أن بعض مصطلحاتهم‬ ‫الديني‪ ،‬بمعنى ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫النص‬ ‫مستمدة من‬ ‫ّ‬ ‫بألفاظ‬
‫كل العلوم‬ ‫ألنهم ّ‬
‫يعدون ّ‬ ‫كانت لها عالقة بالقرآن‪ ،‬من علوم املنطق والكالم والحديث واللغة‪ ،‬وهذا أمر حسن؛ ّ‬
‫خادمة للقرآن الكريم‪.‬‬
‫مفهومية بينه وبين مفاهيم املصطلحات املستعملة داخل‬ ‫ّ‬ ‫الكوفي قابل إلقامة عالقات‬ ‫ّ‬ ‫‪ °‬املصطلح النحو ّي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املفهومي‬ ‫مصطلحية تنعكس على املفاهيم أوجبت الخالف‬ ‫املدرسة أو خارجها‪ ،‬وهذا األمر تشكل ضمن عالقات‬
‫في تسمية املصطلح أو في مفهومه‪ ،‬وهذه العالقات هي السبب في الخالف داخل املدرسة‪.‬‬
‫الكوفي تتداخل املفاهيم بسبب االستعمال املتداخل ‪ -‬عند العلماء‪ -‬للمصطلحات‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ °‬في املصطلح النحو ّي‬
‫ّ‬ ‫ًّ‬ ‫ً‬
‫الفكرية‪ ،‬واعتدادهم بثقافتهم‪،‬‬ ‫ذهنيا؛ والسبب هو اختالف مشاربهم‬ ‫إنطالقا من تفسيرهم للمصطلح‬
‫تنوع في التسمية هو السمة‬ ‫النحوية وما نتج عنها من ّ‬ ‫ّ‬ ‫التنوع في فهم الظواهر‬ ‫واستقالليتهم في الفهم‪ ،‬فكان ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫الكوفي‪.‬‬ ‫الغالبة للمصطلح النحو ّي‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫تستقل بذاتها لتصبح كال متكامال بعيدا عن‬ ‫املفهومية عبر تطبيقاتها ال‬ ‫الكوفي بموجب دراستها‬ ‫‪ °‬مدرسة النحو‬
‫ّ‬ ‫يتجزأ منها ال بل ّانهما يستقيان من األصول‬ ‫وإنما هي – من وجهة نظرنا‪ -‬جزء ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫النحوية‬ ‫البصرية‪،‬‬ ‫املدرسة‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً ًّ‬ ‫نفسها ليتكاتفان ّ‬
‫ويكونان نظاما نحويا متكامال بمصطلحات مستقلة وثابتة في مفاهيمها‪.‬‬
‫مصادر البحث ومراجعه‬

‫‪ - 1‬ينظر‪ :‬شرح القصائد السبع الطوال‪.112 :‬‬


‫‪ - 2‬املصطلح النحوي عند ابي بكر ابن االنباري‪.62 :‬‬
‫‪ - 3‬إيضاح الوقف واالبتداء‪.500/1 :‬‬

‫‪78‬‬ ‫مصطلحيات العدد ‪15‬‬


‫ي أنموذجاً)‪ ،‬د‪ .‬هناء الربيعي‪ ،‬د خلف القرناوي‬
‫ي في التراث (المصطلح الكوف ّ‬
‫الترادف المصطلح ّ‬

‫‪ -‬ال ـقـ ـرآن الكـريـم‪.‬‬


‫الفراء ومذهبه في النحو واللغة‪ :‬د‪.‬أحمد مكي األنصاري‪ ,‬املجلس األعلى لرعاية الفنون واآلداب‬ ‫‪ -‬أبو زكريا ّ‬
‫والعلوم االجتماعية‪ ،‬نشر الرسائل الجامعية‪ ,‬الجمهورية العربية املتحدة‪1962 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬أساس البالغة‪ ،‬أبو القاسم جار هللا محمود بن عمر بن احمد الزمخشري (ت‪538‬ه)‪ ،‬تحقيق محمد باسل‬
‫السود‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ -‬بيروت‪ ،‬ط‪1419 ،1‬ه ‪1998-‬م‪.‬‬ ‫عيون ّ‬
‫‪-‬إسلوبا النفي واالستفهام في العربية‪ ،‬منهج وصفي في التحليل اللغوي‪ ,‬د‪.‬خليل أحمد عمايرة‪ ,‬جامعة اليرموك‪,‬‬
‫األردن‪1982 ،‬م‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ -‬إصالح املنطق‪ ,‬أبو يوسف يعقوب بن اسحاق بن السكيت (‪244‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬احمد ّ‬
‫محمد شاكر وعبد السالم‬
‫هارون‪ ،‬دار املعارف‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪1987 ،4‬م‪.‬‬
‫‪ -‬األصول في النحو‪،‬أبو بكر محمد بن سهل بن السراج (ت‪316‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد الحسين الفتلي‪ ،‬مؤسسة‬
‫الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1996 ،3‬م‪.‬‬
‫‪ -‬األضداد في اللغة‪ ،‬د‪ .‬محمد حسين آل ياسين‪ ،‬مطبعة املعارف‪ ،‬بغداد ‪ ،‬ط‪1394 ،1‬ه‪1974 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬أمالي ابن الشجر ّي‪ ،‬هبة هللا بن علي بن محمد بن حمزة الحسني العلوي أبو السعادات ابن‬
‫الشجري(ت‪542‬ه)‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمود محمد الطناحي‪ ،‬مكتبة الخانجي‪ -‬القاهرة‪ ،‬ط‪1413 ،1‬ه – ‪1992‬م ‪.‬‬
‫عز ّ‬
‫وجل‪ :‬أبو بكر محمد بن القاسم االنباري (ت‪328‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬محيي‬ ‫‪ -‬إيضاح الوقف واإلبتداء في كتاب هللا ّ‬
‫الدين عبد الرحمن رمضان‪ ،‬املطبعة التعاونية‪ ،‬مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق‪1390,‬ه‪1971-‬م‪.‬‬
‫حيان األندلس ي (ت‪754‬ه)‪ ،‬تحقيق‪ :‬عادل أحمد‪ ،‬وعلي معوض‪ ،‬دار الكتب‬ ‫‪ -‬البحر املحيط في التفسير‪ :‬أبو ّ‬
‫العلمية‪ ،‬بيروت‪1993 ،‬م‪.‬‬‫ّ‬
‫‪ -‬البيان والتبيين‪ :‬أبو عثمان عمروبن بحر الجاحظ (ت‪255‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد السالم محمد هارون‪ ،‬دار الطباعة‬
‫الحديثة‪ ،‬مكتبة الخانجي‪ ،‬القاهرة–‪1975‬م‪.‬‬
‫الزبيدي(‪1205‬ه)‪ ،‬تحقيق عبد الستار أحمد فراج‪ ،‬مطبعة‬ ‫محمد مرتض ى ّ‬
‫‪ -‬تاج العروس من جواهر القاموس‪ّ ،‬‬
‫الكويت ‪1965 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الترادف في اللغة‪ ،‬د‪ .‬حاكم مالك الزيادي‪ ،‬دار الحرية للطباعة‪ ،‬بغداد‪ 1980 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬التعريفات‪ ،‬أبو الحسن علي بن محمد بن علي الحسيني الجرجاني الحنفي (ت‪816‬ه)‪ ،‬وضع حواشيه‬
‫السود‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت– لبنان‪1424 ،‬ه‪2003 -‬م‪.‬‬ ‫وفهارسه‪ :‬محمد باسل عيون ّ‬
‫‪ -‬جامع البيان عن تأويل آي القرآن (تفسير الطبري)‪ ،‬أبو جعفر محمد بن جرير الطبري(‪310‬ه)‪ ،‬تحقيق‪ :‬اسالم‬
‫منصور عبد الحميد‪ ،‬وأحمد عاشور ابراهيم‪ ،‬وأحمد رمضان محمد‪ ،‬دار الحديث – القاهرة‪1431 ،‬ه –‬
‫‪2010‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الحدود في النحو‪ ،‬أحمد الفاكهي تحقيق املتولي رمضان الدميري‪ ،‬مكتبة وهبة مصر‪ ،‬ط‪1993 ،2‬م‪.‬‬
‫‪79‬‬ ‫مصطلحيات العدد ‪15‬‬
‫ي أنموذجاً)‪ ،‬د‪ .‬هناء الربيعي‪ ،‬د خلف القرناوي‬
‫ي في التراث (المصطلح الكوف ّ‬
‫الترادف المصطلح ّ‬

‫ّ‬
‫العربي‪ ،‬د‪ .‬علي ابو املكارم‪ ،‬دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪،1‬‬ ‫‪ -‬الحذف والتقدير في النحو‬
‫‪2008‬م ‪.‬‬
‫ّ‬
‫املصرية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬ ‫جني (ت‪392‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد علي النجار‪ ،‬دار الكتب‬‫‪ -‬الخصائص‪ ،‬أبو الفتح عثمان بن ّ‬
‫ط‪1955 ،2‬م‪.‬‬
‫‪ -‬ديوان األعش ى الكبير‪ ،‬ميمون بن قيس‪ ،‬تحقيق‪ :‬الدكتور محمد حسين‪ ،‬مكتبة املطبعة النموذجية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪1950‬م‪.‬‬
‫‪ -‬ديوان امريء القيس‪ ،‬اعتنى به وشرحه عبد الرحمن املصطاوي‪ ،‬دار املعرفة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1425 ،2‬ه ‪2004 -‬م‪.‬‬
‫‪ -‬ديوان الحارث بن حلزة الشكري‪ ،‬صنعه مروان العطية‪ ،‬دار اإلمام النووي‪ ،‬ودار الهجرة‪ -‬دمشق‪.‬‬
‫حسان بن ثابت‪ ،‬حققه وعلق عليه الدكتور وليد عرفات‪ ،‬دار صادر‪ -‬بيروت‪ ،‬د‪.‬ط ‪2006‬م‪.‬‬ ‫‪ -‬ديوان ّ‬
‫‪ -‬ديوان ذي الر ّمة‪ ،‬غيالن بن عقبة العدوي (ت‪117‬ه) شرح أبو نصر بن أحمد بن حاتم الباهلي صاحب‬
‫االصمعي – رواه أبو العباس ثعلب حققه وقدم له وعلق عليه‪ ،‬د‪ .‬عبد القدوس أبو صالح‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪-‬‬
‫بيروت‪ ،‬ط‪1414 ، 3‬ه – ‪1992‬م‪.‬‬
‫طماس‪ ،‬دار املعرفة‪ -‬بيروت‪ ،‬ط‪1426 ،2‬ه – ‪2005‬م‪.‬‬ ‫‪ -‬ديوان زهير بن أبي سلمى‪ ،‬اعتنى به وشرحه حمدو ّ‬
‫ّ‬
‫األسدي‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬نبيل الطريفي‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪2000 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ -‬ديوان الكميت بن زيد‬
‫‪ -‬ديوان النابغة الذبياني‪ ،‬شرح وتعليق‪ ,‬د‪ .‬حنا نصر الحني‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1411 ،1‬ه – ‪1991‬م‪.‬‬
‫وقدم له مهدي محمد ناصر الدين‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1423 ،3‬ه ‪2002-‬م‪.‬‬ ‫‪ -‬ديوان طرفة‪ ،‬شرحه ّ‬
‫‪ -‬ديوان عمرو بن كلثوم‪ ،‬تحقيق‪ ،‬د‪ .‬اميل بديع يعقوب‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت‪ ,‬ط‪1416 ,2‬ه ‪1996-‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الصحاح‪ ,‬تاج اللغة وصحاح العربية‪ ،‬إسماعيل بن حماد الجوهري (ت‪393‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد عبد الغفور‬
‫العطار‪ ،‬دار العلم للماليين – بيروت‪ ،‬ط‪1990 ،4‬م‪.‬‬
‫‪ -‬شرح التصريح على التوضيح أو التصريح بمضون التوضيح في النحو‪ ،‬خالد بن عبد هللا األزهري(ت‪905‬هـ)‪،‬‬
‫تحقيق محمد باسل عيون السود‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ -‬بيروت ط‪1421 ،1‬ه – ‪2000‬م ‪.‬‬
‫النحوية‪ ،‬جمال الدين عبدهللا بن أحمد بن علي بن محمد الفاكهي (ت‪972‬ه)‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬محمد‬ ‫ّ‬ ‫‪ -‬شرح الحدود‬
‫الطيب اإلبراهيم‪ ،‬دار النفائس للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت– لبنان‪ ،‬ط‪1417 ،1‬هـ‪1996-‬م‪.‬‬
‫الكافية‪ ،‬الرض ّي االسترابادي (ت‪686‬ه)‪ ،‬تصحيح وتعليق‪ ،‬يوسف حسن عمر‪ ،‬جامعة‬ ‫ّ‬ ‫‪ -‬شرح الرض ّي على‬
‫قاريونس‪ ،‬ليبيا‪ ،‬ط‪1978 ،1‬م‪.‬‬
‫‪ -‬شرح شذور الذهب في معرفة كالم العرب‪ ،‬ابن هشام االنصاري(ت‪761‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪.‬محمد محيي الدين عبد‬
‫الحميد‪ ،‬دار الطالئع – القاهرة‪ ،‬د‪.‬ط‪2004 ,‬م‪.‬‬
‫‪ -‬شرح عيون االعراب‪ ،‬علي بن فضال املجاشعي (ت‪479‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ّ .‬‬
‫حنا جميل ّ‬
‫حداد‪ ،‬مكتبة املنار‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫ط‪1985 ،1‬م‪.‬‬
‫‪80‬‬ ‫مصطلحيات العدد ‪15‬‬
‫ي أنموذجاً)‪ ،‬د‪ .‬هناء الربيعي‪ ،‬د خلف القرناوي‬
‫ي في التراث (المصطلح الكوف ّ‬
‫الترادف المصطلح ّ‬

‫ّ‬
‫‪ -‬شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات‪ ،‬أبو بكر محمد بن القاسم األنباري (ت‪328‬هـ)‪ ،‬ضبط متنه وعلق‬
‫حواشيه ووضع فهارسه وقدم له بركات يوسف هبود‪ ،‬املكتبة العصرية‪ ،‬صيدا – بيروت‪1426 ،‬ه – ‪2005‬م‪.‬‬
‫‪ -‬شرح قطر الندى وبل الصدى‪ ،‬ابن هشام األنصاري (ت‪761‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد محيي الدين عبد الحميد‪،‬‬
‫املكتبة العصرية‪ ،‬صيدا – بيروت‪ ،‬ط‪1414 ،1‬ه ‪1994 -‬م‪.‬‬
‫‪ -‬شرح مغني اللبيب عن كتب االعاريب‪ ،‬ابن هشام االنصاري(ت‪761‬ه) تحقيق د‪ .‬مازن املبارك ومحمد علي‬
‫حمد هللا‪ ،‬مؤسسة الصداق‪ ،‬طهران‪ ،‬ط‪1378 ،5‬هـ‪.‬‬
‫املفصل‪ ،‬موفق الدين بن يعيش الحلبي (ت‪643‬هـ)‪ ،‬عالم الكتب‪ -‬بيروت‪ ،‬ومكتبة ّ‬
‫املثنى‪ -‬القاهرة‪( ،‬د‪ .‬ت)‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ -‬شرح‬
‫ّ‬
‫‪ -‬شرح الوافية نظم الكافية‪ ،‬أبو عمر عثمان بن الحاجب النحوي (‪646‬ه)‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬موس ى بناي علوان‬
‫العليلي‪ ،‬مطبعة اآلداب في النجف االشرف‪1400 ،‬ه – ‪1980‬م‪.‬‬
‫‪ -‬علم الداللة‪ ،‬د‪ .‬أحمد مختار عمر‪ ،‬عالم الكتب – القاهرة ‪ ،‬ط‪1998 ،5‬م‪.‬‬
‫‪ -‬غريب الحديث‪ ،‬ابو عبيد القاسم بن سالم الهروي (ت ‪224‬ه)‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد عظيم الدين‪ ،‬مطبعة مجلس‬
‫دائرة املعارف العثمانية– حيدر آباد‪ ،‬ط‪1964 ،1‬م ‪.‬‬
‫اللغوية‪ ،‬أبو هالل العسكر ّي (ت‪395‬ه)‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد إبراهيم سليم‪ ،‬دار العلم والثقافة للنشر‬ ‫ّ‬ ‫‪ -‬الفروق‬
‫والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪1418 ،‬ه‪1997 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬في النحو العربي قواعد وتطبيق‪ ،‬د‪ .‬مهدي املخزومي‪ ،‬دار الرائد العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1986 ،3‬م ‪.‬‬
‫‪ -‬القاموس املحيط‪ ،‬الفيروزآبادي (ت‪817‬ه)‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬إشراف‪ :‬محمد نعيم العرقسوس ي‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫ط‪2005 ،8‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الكتاب‪ ،‬ابو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر املعروف بسيبويه(ت ‪180‬ه)‪ ،‬تحقيق وشرح‪ :‬عبد السالم ّ‬
‫محمد‬
‫هارون‪ ،‬مكتبة الخانجي‪ ،‬ط‪1408 ، 3‬ه ‪1988-‬م‪.‬‬
‫– كتاب الحلل في إصالح الخلل من كتاب الجمل‪ :‬أبو محمد عبد هللا بن محمد بن السيد البطليوس ي(ت‪521‬هـ)‪،‬‬
‫تحقيق عبد الكريم سعودي‪ ،‬منشورات وزارة الثقافة واإلعالم العر ّ‬
‫اقية‪ ،‬دار الرشيد‪1980 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬كتاب العين‪ ،‬أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت‪175‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬مهدي املخزومي‪ ،‬ود‪ .‬إبراهيم‬
‫السامرائي‪ ،‬وزارة الثقافة واإلعالم‪ /‬الجمهورية العراقية‪ ،‬بغداد‪ ،‬ط‪1980 ،1‬م‪1988-‬م‪.‬‬
‫‪ -‬كشاف اصطالحات العلوم والفنون‪ ،‬محمد علي التهانوي(ت‪258‬ه)‪ ،‬تحقيق د‪ .‬علي دحروج‪ ،‬مكتبة لبنان‬
‫ناشرون‪ ،‬بيروت‪ -‬لبنان‪ ،‬ط‪1996 ،1‬م‪.‬‬
‫اللغوية‪ :‬أبو البقاء أيوب بن موس ى الحسني الكفوي(ت‪1094‬هـ)‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ّ -‬‬
‫الكليات‪ ،‬معجم في املصطلحات والفروق‬
‫تحقيق‪ :‬د‪.‬عدنان درويش‪ ،‬ومحمد املصري‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1419 ،2‬هـ‪1998-‬م‪.‬‬
‫‪ -‬لسان العرب‪ :‬ابن منظور (ت‪711‬هـ)‪ ،‬طبع جديدة اعتنى بتصحيحها أمين محمد عبد الوهاب‪ ،‬محمد صادق‬
‫العبيدي‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬مؤسسة التاريخ العربي‪ ,‬بيروت – لبنان‪ ,‬ط‪1419, 3‬ه – ‪1999‬م‪.‬‬
‫‪81‬‬ ‫مصطلحيات العدد ‪15‬‬
‫ي أنموذجاً)‪ ،‬د‪ .‬هناء الربيعي‪ ،‬د خلف القرناوي‬
‫ي في التراث (المصطلح الكوف ّ‬
‫الترادف المصطلح ّ‬

‫‪ -‬اللمع في العربية‪ ،‬أبو الفتح عثمان بن جني (ت‪ ،)392‬تحقيق‪ ،‬د‪ .‬سميع ابو مغلي‪ ،‬دار مجدالوي للنشر‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫‪1988‬م‪.‬‬
‫‪ -‬مجالس ثعلب‪ ،‬أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب (ت‪291‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد السالم محمد هارون‪ ،‬ط‪ ،2‬دار‬
‫املعارف‪ ،‬مصر‪1960،‬م‪.‬‬
‫الكوفي (ت‪231‬ه)‪ ،‬دراسة وتحقيق‪ :‬د‪ .‬حسين أحمد بو عباس‪ ،‬كتاب منشور في‬ ‫ّ‬ ‫‪ -‬مختصر النحو‪ :‬ابن سعدان‬
‫ّ‬
‫االجتماعية‪ ،‬الحولية السادسة والعشرون‪2005 ،‬م‪.‬‬ ‫حوليات اآلداب والعلوم‬
‫ّ‬
‫النحوية‪ ،‬أسطورة وواقع‪ ،‬د‪ .‬إبراهيم السامرائي‪ ،‬دار الفكر للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬ط‪1987 ،1‬م‪.‬‬ ‫‪ -‬املدارس‬
‫‪ -‬مدرسة الكوفة ومنهجها في دراسة اللغة والنحو‪ :‬د‪ .‬مهدي املخزومي‪ ،‬مطبعة دار املعرفة‪ ،‬بيروت‪1374 ،‬هـ‪-‬‬
‫‪1955‬م‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ -‬املذكر واملؤنث‪ ،‬محمد بن القاسم االنباري (ت‪328‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬حاتم صالح الضامن‪ ،‬دار الرشيد للنشر‪،‬‬
‫الجمهورية العراقية‪1979 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬املزهر في علوم اللغة وأنواعها‪ ،‬عبد الرحمن جالل الدين السيوطي(ت‪911‬هـ)‪ ،‬شرحه وضبطه وصححه‬
‫وعنون موضوعاته وعلق حواشيه محمد احمد جاد املولى بك‪ ،‬محمد ابو الفضل ابراهيم‪ ،‬علي محمد البجاوي‪،‬‬
‫منشورات املكتبة العصرية‪ ،‬صيدا – بيروت‪ ،‬د‪.‬ط‪1986 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬مصطلحات النحو الكوفي‪ ،‬دراستها وتحديد مدلوالتها‪ ،‬د‪.‬عبد هللا بن حمد الخثران‪ ،‬هجر للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع واإلعالن‪ ،‬ط‪1411 ،1‬ه ‪1990 -‬م‪.‬‬
‫‪ -‬املصطلح النحوي عند أبي بكر بن االنباري(‪328‬ه)‪ ،‬صبيحة حسن طعيس الزوبعي‪( ،‬رسالة ماجستير) ّ‬
‫مقدمة‬
‫إلى مجلس كل ّية التربية بنات في جامعة بغداد‪ ،‬اشراف الدكتور علي جميل السامرائي‪1424 ،‬ه ‪2003 -‬م‪.‬‬
‫الفراء‪ ،‬حسن اسعد ّ‬
‫محمد‪( ،‬رسالة ماجستير) مقدمة الى مجلس كلية االداب في جامعة‬ ‫‪ -‬املصطلح النحوي عند ّ‬
‫املوصل‪ ،‬اشراف الدكتور طالب عبد الرحمن عبد الجبار‪1405 ،‬هـ‪1985-‬م‪.‬‬
‫‪ -‬املصطلح النحوي في كتاب سيبويه دراسة تحليلية‪ ،‬صباح عبد الهادي كاظم موس ى العبيدي‪( ،‬رسالة‬
‫مقدمة إلى مجلس ّ‬
‫كلية التربية بالجامعة املستنصرية‪ ،‬اشراف االستاذ الدكتور غالب فاضل املطلبي‪،‬‬ ‫ماجستير) ّ‬
‫‪1420‬ه – ‪2000‬م‪.‬‬
‫‪ -‬املصطلح النحو ّي‪ ،‬نشأته وتطوره حتى أواخر القرن الثالث الهجري‪ ،‬د‪.‬عوض حمد القوزي‪ ،‬شركة الطباعة‬
‫العربية السعودية املحدودة العمارية‪ -‬الرياض‪ ،‬ط‪1401 ،1‬هـ ‪1981 -‬م‪.‬‬
‫‪ -‬املصطلح النحوي وأصل الداللة‪ ،‬دراسة ابستمولوجية تأصيلية لتسمية املصطلحات النحوية من خالل‬
‫الزمخشري‪ ،‬د‪ .‬رياض عثمان‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪2010 ،1‬م‪.‬‬
‫‪ -‬املصطلح النحوي وتفكير النحاة العرب‪ ،‬د‪.‬توفيق قريرة‪ ،‬منشورات كلية اآلداب‪ ،‬دار محمد علي‪ ،‬تونس‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪2003‬م‪.‬‬
‫‪82‬‬ ‫مصطلحيات العدد ‪15‬‬
‫ي أنموذجاً)‪ ،‬د‪ .‬هناء الربيعي‪ ،‬د خلف القرناوي‬
‫ي في التراث (المصطلح الكوف ّ‬
‫الترادف المصطلح ّ‬

‫الفراء (ت‪207‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد علي النجار‪ ،‬وأحمد يوسف نجاتي‪،‬‬ ‫‪ -‬معاني القرآن‪ ،‬أبو زكريا يحيى بن زياد ّ‬
‫عالم الكتب‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1403 ،3‬ه‪1983 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬معاني القرآن‪ ،‬علي بن حمزة الكسائي (ت‪189‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬عيس ى شحاتة عيس ى‪ ،‬دار قباء للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪1998 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬معجم شواهد العربية ‪-‬عبد السالم محمد هارون‪ ،‬مكتبة الخانجي ‪ -‬القاهرة –ط‪2002 3‬م‪.‬‬
‫ّ‬
‫والصرفية‪ :‬د‪ .‬محمد سمير نجيب اللبدي‪ ،‬مؤسسة الرسالة ودار الفرقان‪ ،‬ط‪،1‬‬ ‫ّ‬
‫النحوية‬ ‫‪ -‬معجم املصطلحات‬
‫‪1985 -1405‬م‪.‬‬
‫‪ -‬معجم مقاييس اللغة‪ ،‬ابن فارس‪ ،‬تحقيق عبد السالم محمد هارون‪ ،‬مطبعة البابي الحلبي‪ ،‬القاهرة‪1366 ،‬هـ‪.‬‬
‫ّ‬
‫املفضل في شرح‬ ‫‪ -‬املفصل في علم العربية‪ ،‬أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري (ت‪538‬ه)‪ ،‬ويليه كتاب‬
‫املفصل للسيد محمد بدر الدين أبي فراس النعساني الحلبي‪ ،‬دار الجبل – بيروت ‪ ،‬ط‪1323 ،2‬ه‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫أبيات‬
‫‪ -‬موسوعة املصطلح النحوي من النشأة إلى االستقرار‪ :‬د‪ .‬يوخنا مرزا الخامس‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫ط‪2012 ،1‬م‪.‬‬
‫‪ -‬املوفي في النحو الكوفي‪ ،‬السيد صدر الدين الكنغراوي االستانبولي (ت‪1329‬هـ)‪ ،‬علق عليه االستاذ محمد بهجة‬
‫البيطار‪ ،‬مطبوعات املجمع العلمي العربي‪ ،‬دمشق‪( ،‬د‪ .‬ت)‪.‬‬
‫ّ‬
‫الكوفيين‪ ،‬خديجة احمد مفتي‪( ،‬رسالة ماجستير) اململكة العربية السعودية‪ ،‬جامعة أم القرى‪،‬‬ ‫‪ -‬نحو القراء‬
‫كلية اللغة العربية‪ ،‬فرع اللغويات‪ ،‬اشراف الدكتور عبد الفتاح اسماعيل شلبي‪1401 ,‬ه ‪1402 -‬ه ‪.‬‬
‫‪ -‬همع الهوامع في شرح جمع الجوامع‪ :‬جالل الدين السيوطي (ت‪911‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬عبد العال سالم مكرم‪،‬‬
‫االستاذ عبد السالم محمد هارون‪ ،‬مؤسسة الرسالة ‪ /‬بيروت‪1413 ،‬ه – ‪1992‬م‪.‬‬

‫‪83‬‬ ‫مصطلحيات العدد ‪15‬‬

‫)‪Powered by TCPDF (www.tcpdf.org‬‬

You might also like