You are on page 1of 19

‫العدد ‪ 55‬لسنة ‪2023‬‬ ‫المجلة العلمية بكلية اآلداب‬

‫المئذنة في كالً من مصر والعراق‬


‫دراسة أثرية‬

‫إعداد‬
‫أسماء سٌد أحمد سلٌم‬

‫أ‪.‬د حجاجي إبراهيم محمد‬


‫أستاذ األثار اإلسالمٌة المعهد العالً للسٌاحة بالغردقة‬
‫أ‪.‬د جمال عبد العاطي خير هللا‬
‫أستاذ بقسم األثار كلٌة األداب _ جامعة طنطا‬

‫المستخلص‪:‬‬

‫تهدف هذه الدراسة إلى دراسة المئذنة المصرٌة بشكل تفصٌلً والتؤثٌر العراقً الواقع علٌها مع‬
‫دراسة مقارنة بٌن المئذنة المصرٌة والمئذنة العراقٌة من حٌث معرفة مواد البناء‪ ،‬التكوٌن العام‬
‫للمئذنة مع ذكر طرز المآذن العراقٌة؛ وذلك من خالل دراسة تفصٌلٌة تحلٌلٌة‪.‬‬

‫الكلمات االفتتاحية‪:‬‬

‫المآذن فً مصر ‪ ،‬المآذن فً العراق ‪ ،‬المآذن دراسات أثرٌة‪.‬‬


‫العدد ‪ 55‬لسنة ‪2023‬‬ ‫المجلة العلمية بكلية اآلداب‬
‫المقدمة‪:‬‬
‫الحمد هلل حمداً ٌوافً نعمه وأشهد أن ال إله إال هللا وأن سٌدنا محمد رسوول هللا أفلول الصوال‬
‫بإحسان إلى ٌوم الدٌن‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫وأتم التسلٌم‪ ،‬وعلى آله وصحبه ومن اتبعه‬
‫أوالً‪ :‬المئذنة عنصر معماري هام فً عمارتنا اإلسالمٌة‪ ،‬ولها دور ولح وقوي علوى الور م‬
‫من أن هناك دراسات كثٌر تناولت المئذنة وبشكل تفصٌلً إال أن هذه الدراسة تناولت فكور المقارنوة‬
‫بٌن المئذنتٌن العراقٌة والمصرٌة والتؤثٌر الواقع علٌها‪.‬‬
‫واتبعووت فووً تنوواولً لهووذا المولووول أسوولوب تحلٌ وا ً ومنهج وا ً علمٌ وا ً ٌقوووم علووى دراسووة طوورز‬
‫التخطٌط للعنصر المعماري ومراحل تطوره‪.‬‬
‫واعتمدت على عدد من المصادر والمراجع من بٌنهم‪:‬‬
‫د‪ /‬منى بدر‪ ،‬أثر الحلار السلجوقٌة‪.‬‬
‫ناهض عبدالرازق دفتر القٌسً‪ :‬الفنون الزخرفٌة العربٌة اإلسالمٌة‪ ،‬جامعة بغداد‪.‬‬
‫وقد توصلت الدراسة إلى عد نتائج هامة‪.‬‬
‫وفً الختام أرجو أن أكون قد وفقت فً عرض بحثً هذا أمالً أن ٌلٌف ولو سطر فً بحور‬
‫العمار اإلسالمٌة‪.‬‬
‫بدأت المئذنة األولى بتكوٌن معماري بسٌط خالل عصر الرسول (‪ )‬وكانت عبار عن كتلة‬
‫بنائٌووة موون اللووبن مكووان موقووع هووذا التكوووٌن أ لووب ال وون فوووق ركوون المسووجد وهووو موقووع ٌتمٌووز بمتانووة‬
‫األساس‪ ،‬حٌث ٌلتقً جدار الواجهة مع الجدار العمومً علٌه‪.‬‬
‫وبنت موآذن مسولمة بون مخلود األنصواري فوً سونة ‪53‬هو ‪673/‬م فوً األركوان األربعوة لجوامع‬
‫عمرو بن العاص‪ ،‬وقد وفق المعماري فً اختٌار هذا الموقع الذى ٌتمٌز بمتانوة األسواس حٌوث ٌلتقوً‬
‫جدار الواجهة والجدار المقابل له مع الجدارٌن العمودٌن علٌهما‪.‬‬
‫أمووا ف وً جووامع أحموود بوون طولووون(‪ )1‬راعووى المعموواري موقووع المئذنووة بحٌووث ال تلووٌق علووى‬
‫المصلٌن فقام ببنائها ‪265–263‬ه ‪678–676/‬م من األجر فً الزٌاد الشومالٌة الغربٌوة مون المسوجد‬
‫منفصلة تماما ً وقد أعاد بناءها السلطان الجٌن بالحجر فً سنة ‪686‬ه ‪1286/‬م(‪.)2‬‬
‫ويالحظ‪ –:‬المعماري المسلم حرصه على ولع حود المئذنوة لومن وحودات المنشوؤ المكونوة‬
‫للواجهوة الرئٌسووٌة التووً تشوورف موون خاللهووا المنشووؤ علووى الشووارل العمووومً وموون هووذه المووآذن التوً ال‬
‫ترتبط بالمدخل مباشر مئذنتا جامع الحاكم بؤمر ‪383‬هو ‪1003/‬م وتشوغل كول منهموا ركنوا ً بوارزاً مون‬
‫أركوان الواجهووة الشوومالٌة الغربٌوة‪ ،‬إحووداهما فوً الوركن الغربوً‪ ،‬واألخوورى فوً الووركن الشوومالً‪ ،‬وهووذا‬
‫الموقع وجد قبل ذلك فً جامع عمرو بن العاص‪ ،‬الجامع احتوى على مئذنة فً كول ركون مون أركانوه‬
‫األربعة علً أن جامع الحاكم بعد أقدم مثل قادم مثل قائم فً مدٌنة القاهر ‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬أنشئ ابن طولون جامعو في إطار التخطيط ذو األربعة أروقة التي تحيط بصحن مكشوف في الوسط وحدد مواد بنائو‬
‫وعناصره اإلنشائية الحاممة ممثمة في الدعامات؛ لالستزادة راجع‪ :‬المقريزي‪ :‬الخطط‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.267‬‬
‫محمود عكوش‪ :‬تاريخ وصف الجامع الطولوني‪ ،‬دار اآلثار العربية‪ ،‬مطبعة دار الكتب‪ ،1927 ،‬ص‪.99‬‬
‫‪(2) Kaml Eddine, (SAMAH) the Birth and Revolution of minarets in Island in the BuIlet of facility of‬‬
‫‪Cairo University, 1955, p165.‬‬

‫‪-5-‬‬
‫العدد ‪ 55‬لسنة ‪2023‬‬ ‫المجلة العلمية بكلية اآلداب‬
‫حٌث اندثرت مآذن جامع عمرو بن العاص فً مجموعة المنصوور قوالوون ‪664‬هو ‪1264/‬م‬
‫تقع المئذنة فً الركن الشمالً من لرٌح المنصور قالوون ٌر مرتبطة بالمدخل العموومً مباشور ‪.‬‬
‫وفوى جوامع الناصوور محمود بون قووالوون ‪716‬هو ‪1316/‬م تقوع المئذنووة الشورقٌة فوً الزاوٌووة عنود التقوواء‬
‫الواجهة الشمالٌة الشرقٌة بالواجهة الجنوبٌة الشرقٌة‪.‬‬
‫وفى مدرسة السلطان ‪756–757‬هو ‪1357–1356/‬م اختٌور لمآذنهوا ركنوا الواجهوة الجنوبٌوة‬
‫الشرقٌة وعلى جانبً المدخل الرئٌسً بالواجهة الشمالٌة الشرقٌة‪.‬‬
‫وفٌما ٌتعلق بالمئذنتٌن على جانبً المدخل الرئٌسً فهو تقلٌود جدٌود ٌعود األول مون نوعوه فوً‬
‫مآذن القاهر اقتبس من المداخل السولجوقٌة اللوخمة المرتفعوة حٌوث تمٌوز المودخل السولجوقً بوجوود‬
‫مئذنتٌن على جانبٌه(‪.)1‬‬
‫وفى مدرسة معتز الحجازٌة ‪761‬ه ‪1358/‬م تقع المئذنة فً الطرف األٌمن للواجهة الشمالٌة‬
‫الغربٌة وفى مدرسة أم السلطان شعبان ‪771–770‬ه ‪1370-1366/‬م تعلو المئذنة الواجهوة الشورقٌة‬
‫الرئٌسٌة على ٌمٌن القبة الكبٌر وفى مدرسة خانقاه ال اهر برقوق(‪766 )2‬ه ‪1366/‬م تقع المئذنة فً‬
‫الطرف األٌمن فً أعلى الواجهة الرئٌسٌة وفى خانقاه الناصر مزج ‪613-601‬ه ‪1410–1386/‬م‬

‫(‪ )1‬عبداهلل كامل موسى‪ :‬المآذن في العمارة المصرية والعالم اإلسالمي‪ ،‬المجمد الثاني‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الوفاء لمنشر‪،2914 ،‬‬
‫ص‪.92‬‬
‫(‪ )2‬إيمان عمر شكري‪ :‬السمطان برقوق مؤسس دولة المماليك الجراكسة‪ ،‬مكتبة مدبولي‪ ،2992 ،‬ص‪.59‬‬

‫‪-2-‬‬
‫العدد ‪ 55‬لسنة ‪2023‬‬ ‫المجلة العلمية بكلية اآلداب‬
‫احتوت الواجهة على الرئٌسٌة الشمالٌة الغربٌة على مئذنتٌن متماثلتٌن وفى جامع المإٌد شٌخ‬
‫‪623–622‬ه ‪1420–1418/‬م‪.‬‬
‫وفى مدرسة الغوري ‪810-808‬ه ‪1504–1503/‬م تعلوو المئذنوة الواجهوة الجنوبٌوة الشورقٌة‬
‫فوً الطوورف الغربوً منهووا وفووى الجووامع األزهوور تقووع مئذنووة السوولطان الخووري ‪815‬هو ‪1510/‬م أعلووى‬
‫الرواق الشمالً الغربوً للجوامع وتتبوع مئذنوة السولطان الخوورى ‪815‬هو ‪1510/‬م بغورب الٌسوار نموط‬
‫المآذن المستقلة تماما ً عن المنشؤ الدٌنٌة‪ ،‬حٌث تقع المئذنة فً الزاوٌة الجنوبٌة الغربٌوة ولتوؤثر ولوع‬
‫المئذنة على المدخل فً تخطٌطه وكتلته من الناحٌة اإلنشوائٌة توؤثٌراً مباشوراً فقود كوان البود لحمول هوذا‬
‫االرتفال الشاهق من قاعد قوٌة وأساس متٌن فنجد الكتلة البنائٌة أكثر لخامة وارتفاعا ً(‪.)1‬‬
‫ومن المآذن التً توسطت المدخل مئذنة الجوامع األزهور حٌوث كوان المعموار الفواطمً الفلول‬
‫فً زٌاد االهتمام بالمدخل وإبرازه‪ ،‬وهوو األمور الوذى كوان لوه أكبور األثور فوً ابتكوار المعمواري بنواء‬
‫المئذنة فوق المدخل‪.‬‬
‫وتعد مئذنة الجٌوشً ‪476‬ه ‪1065/‬م(‪ )2‬أقدم مئذنة قائمة فً عمار المئذنوة المصورٌة بمدٌنوة‬
‫القاهر تعلو المدخل الرئٌسً‪ ،‬ومن المآذن التً تعلوو المودخل الرئٌسوً أٌلوا ً مئذنوة المشوهد الحسوٌنً‬
‫األٌوبٌة ‪634-633‬ه ‪1237-1236/‬م والتً لم ٌتبقى منها سوى القاعود ومئذنوة المدرسوة الصوالحٌة‬
‫‪641‬ه ‪1243/‬م ومئذنة مدرسة الناصر محمد بن قالوون ‪703‬ه ‪1303/‬م‪.‬‬
‫كما أننا نجد كثٌر من الموآذن التوً تقوع علوى ٌموٌن كتلوة المودخل المئذنوة الشومالٌة الغربٌوة فوً‬
‫جووامع الناصوور محموود بوون قووالوون‪ ،‬ومئذنووة المدرسووة األقبغاوٌووة (‪740‬ه و ‪1340/‬م) ومئذنووة قاٌتبوواي‬
‫بالجووامع األزهوور ‪673‬ه و ‪1468/‬م‪ ،‬ومئذنووة قاٌتبوواي بالقرافووة ‪678-677‬ه و ‪1472/‬م ومئذنووة مدرسووة‬
‫أبوبكر مزهر ‪664‬ه ‪1478/‬م ومئذنة أزبك الٌوسفً ‪800‬ه ‪1484/‬م ومئذنة مدرسوة قرقموا ‪-811‬‬
‫‪813‬ه ‪1507-1505/‬م‪.‬‬
‫ٌتلح أن المعماري المسلم نول فً اختٌار موقع المئذنة حسب وروف المنشوؤ نفسوها‪ .‬علوى‬
‫أنه ٌالح بصفة عامة أنه حرص على ولع المئذنة لمن وحدات المنشؤ المكونة للواجهة الرئٌسٌة‬
‫التً تشرف من خاللها المنشؤ علً الشارل العمومً‪.‬‬
‫أٌلا ً اختٌار موقع المئذنة راعى فٌها المعماري األحكام الفقهٌوة مون لورور تجنٌوب المنشوؤ‬
‫شغل المئذنة أو ٌرها ألي مساحة من مساحات الصال فٌها حتً ال تلٌق على المصلٌن(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬توفيق أحمد عبد الجواد‪ :‬العمارة اإلسالمية‪ ،‬ص‪.229‬‬


‫(‪ )2‬لالستزادة عن مشيد الجيوشي راجع‪:‬‬
‫‪Shafei Farid; the Mashhad al juyushi Archeological notes and Studies in Islamic art and Archite Cairo in‬‬
‫‪honor of Professor KAC Crewel Cairo, 1965, p237.‬‬
‫أحمد عبد الرازق‪ :‬تاريخ مصر‪ ،‬ص‪244‬‬
‫أمال العمرى عمي الطايش‪ :‬العمارة اإلسالمية‪ ،‬ص‪.48‬‬
‫(‪ )3‬عبد اهلل كامل‪ ،‬المآذن في العمارة المصرية‪ ،‬ص‪.197‬‬

‫‪-3-‬‬
‫العدد ‪ 55‬لسنة ‪2023‬‬ ‫المجلة العلمية بكلية اآلداب‬
‫أما عن مادة البناء‪:‬‬
‫المئذنة األولى فً اإلسالم والتً تحولت من مجرد كتلة معمارٌوة بسوٌطة إلوً مرحلوة تمٌوزت‬
‫فٌها المئذنة بكٌان معماري مستقل أطلق علٌه اسطوان مربعة تعرف بالمطمار فوً قبلوة المسوجد ومون‬
‫المرجح أن هذا المطمار بنً باللبن وأن الخلٌفة عثمان بن عفان عندما زاد فً المسجد النبووي هودمها‬
‫وأقامها كلها بالحجار ‪.‬‬
‫كما تقدم أن زٌاداً بن أبٌوه وإلوى العوراق مون قبول معاوٌوة هودم الجوامع األول وأعواد بنواءه مون‬
‫جدٌد فً سنه ‪45‬ه ‪665 /‬م وبنى منارته بالحجار ومون المورجح أن جوامع البصور كوان ٌشومل علوى‬
‫مئذنة خالل عهد الخلٌفة عثموان بون عفوان ‪ ‬وأن هوذه المئذنوة كانوت مشوٌد بواللبن وأن زٌواداً هودمها‬
‫وبناها بالحجر‪ ،‬كما أن جامع عمرو بون العواص بفسوطاط مصور‪ ،‬كوان ٌحتووي علوى مئذنوة قبول موآذن‬
‫مسلمة بن مخلود األنصواري مون قبول معاوٌوة هودهما فوً سونة ‪53‬هو ‪673/‬م وأنشوؤ بوه أربوع موآذن فوً‬
‫أركانه األربعة‪ ،‬كما أنشؤ المآذن فً بقٌة مساجد الفسطاط ومن المرجح أن هوذه الموؤذون كانوت مشوٌد‬
‫باللبن‪.‬‬
‫وفى جوامع أحمود بون طولوون شوٌدت المئذنوة مون األجور ولوم تسوتمر هوذه المئذنوة بمواد بنائهوا‬
‫األجرٌة طوٌالت‪ ،‬حٌث أعٌد بنائها بالحجر‪ ،‬والمئذنة الحالٌة لجامع ابن طولوون مبنٌوة بوالحجر خوالل‬
‫عهد السلطان الجٌن‪.‬‬
‫وفوى العصور الفواطمً لوم تصوول إلٌنوا مئذنوة الجوامع األزهوور فوً العصور الفواطمً‪ ،‬وتطووورت‬
‫عمار المساجد تطور كبٌر وأخذ ٌقول اسوتخدام األجور فوً البنواء تودرٌجٌا ً وبودأ اسوتخدام الحجوار أول‬
‫األمر فً العصر الفاطمً‪ ،‬وذلك بالخلط مع األجر فً جدران مسجد الحاكم بؤمر هللا‪.‬‬
‫ثووم اسووتخدمت فوً المئووذنتٌن فووً القسووم األول الووذى ٌرجووع إلووى عهود الخلٌفووة الحوواكم بووؤمر هللا‪،‬‬
‫والذى ٌتكون من القاعد والطابق األول المثمن فً المئذنة الغربٌة والذى ٌتكون من القاعود والطوابق‬
‫األول األسطوانً فً المئذنة الشمالٌة‪.‬‬
‫أما القسم العلوي فً المئذنتٌن بنً باألجر خالل عهد األمٌر بٌبرس الجاشونكٌر(‪ )1‬فوً سولطنة‬
‫الناصر محمد بن قالوون وكان هذا القسم قد سقط فً زلزال سنة ‪702‬ه ‪1302/‬م فؤعٌد بناإه فً سنة‬
‫‪703‬ه ‪1303/‬م وٌتكون هذا القسوم مون الطوابق الثوانً الموثمن والمبخور وقود اسوتخدم األجور فوً هوذا‬
‫القسووم موون المئووذنتٌن بغٌووة التخفٌووف وبنوواء القسووم الووذى وصوول إلٌنووا موون عهوود الخلٌفووة الحوواكم بووؤمر هللا‬
‫بالحجار ٌإكود أن مصور عرفوت الموآذن الحجرٌوة فوً القورن الرابوع الهجوري‪ /‬العاشور الموٌالدي فوً‬
‫جامع الحاكم بؤمر هللا فً المئذنتٌن‪.‬‬
‫وفى مسوجد ومشوهد الجٌوشوً بنٌوت جودران المسوجد مون األحجوار والمئذنوة مون قاعودتها إلوى‬
‫قمتها من األجر‪ ،‬وفى مشهد أبً الغلنفر بنٌت المئذنوة كلهوا مون األجور المغطوى بطبقوة مون الجوص‪،‬‬
‫وكذلك بنٌت بقٌوة جودران وقبوة المشوهد مون األجور أموا شورفة المئذنوة فهوً مون الخشوب محمولوة علوى‬
‫كوابٌل ومساند خشبة‪.‬‬

‫(‪ )1‬الجاشنكير‪ :‬قال المقريزي الممك المظفر ركن الدين بيت الجاشنكير ىو األمير الذي يقوم بتذوق المأكوالت والمشروب قبل‬
‫السمطان أو األمير خوفاً من أن يدس سم أو نحو؛ راجع‪ :‬المقريزى‪ :‬الخطط‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪.74‬‬
‫سعيد عبد الفتاح عاشور‪ :‬العصر المماليكي في مصر والشام‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬مكتبة األنجمو المصرية‪ ،‬القاىرة‪1774 ،‬م‪،‬‬
‫ص‪.419‬‬

‫‪-4-‬‬
‫العدد ‪ 55‬لسنة ‪2023‬‬ ‫المجلة العلمية بكلية اآلداب‬
‫(‪)1‬‬
‫واسووتمر اسووتخدام الحجووار ف وً العصوور األٌوووبً كمووا اسووتمرت العناٌووة ٌرصووها وصووقلها‬
‫وتن ٌمها فبنً الجزء األسفل من مئذنة المشهد الحسٌنً المتمثل فً القاعد المربعة من الحجر‪.‬‬
‫بالر م من ذلك فقد ل األجر مستخدما ً فً البناء فبنٌت مئذنة المدرسة الصالحٌة من قاعدتها‬
‫إلى قمتها باألجر المغطى بطبقة من الجص‪ ،‬كذلك بنٌوت مئذنوة زاوٌوة الهنوود مون األجور وفوى عصور‬
‫الممالٌك البحرٌة استخدم الحجر بناء القاعد فً مئذنة مدرسة تربة أم الصوالح‪ ،‬وعلوى الور م مون أنوه‬
‫لم ٌتبقى من هذه المئذنة سوى هذه القاعد إال أننً أرجح أن القسم العلوي الذى كان ٌعلوها كان مشٌداً‬
‫من األجر‪.‬‬
‫وفى مئذنوة مجموعوة المنصوور قوالوون(‪ )2‬بنٌوت القاعود المربعوة والطوابق األول المربوع مون‬
‫الحجر وهو القسم الذي ٌرجع إلى عهد المنصور قالوون‪ ،‬أما الطابق الثوانً األسوطوانً والقموة فهموا‬
‫من تجدٌد الناصر محمد بن قالوون‪.‬‬
‫التكوين العام للمئذنة‪:‬‬
‫كانووت المئذنووة األولووى خووالل عصوور الرسووول (‪ )3()‬عبووار عوون تكوووٌن معموواري مربووع موون‬
‫قاعدته إلى أعاله‪ ،‬وشهدت هذه المئذنة تطور فً عهود الخلٌفوة عثموان بون عموان ‪ ‬وفوى خوالل عهود‬
‫عثمان بن عفان ‪ ‬أصبحت المئذنة وحد معمارٌوة لهوا طرازهوا الخواص والممٌوز عون بواقً وحودات‬
‫المسجد المعمارٌة واستخدم فً بنائها الحجر‪ ،‬وأصبحت و ٌفة المإذن من بٌن الو ائف الدٌنة الهامة‬
‫الخاصة بؤداء شعائر الصال ‪ ،‬وقد تمٌز طراز المئذنة بالتكوٌن المربع من القاعد إلى ما ٌقرب القمة‪.‬‬
‫كما أن الخلٌفة عثمان بن عفان‪ :‬نشؤ فً المسجد الحرام وجوامع صنعاء والبصر والكوفوة‬
‫وعمر وبن العاص‪ ‬بفسطاط مصر منارات على نمط المسجد النبوي‪.‬‬
‫أما التكوٌن المعماري المربع للمئذنة المصرٌة قد شهد تطوور خوالل الفتور مون ‪53‬هو ‪673/‬م‬
‫وإلوووى ‪383‬هووو ‪1003/‬م‪ ،‬وهوووو التطوووور الوووذي تلمسوووه بولووووح فوووً مئوووذنتً جوووامع الحووواكم بوووؤمر هللا‬
‫‪383‬ه ‪1003/‬م‪.‬‬
‫أقدم المآذن التً وصلت إلٌها القاهر فوً القسوم السوفلً مون الموإذنٌن والوذى ٌرجوع إلوى عهود‬
‫الحاكم بؤمر هللا‪ ،‬والذى ٌتكون من قاعد مربعة المسقط ٌعلوها طوابق موثمن فوً المئذنوة العربٌوة وفوى‬
‫المئذنة الشمالٌة ٌتكون من قاعد مربعة المسقط ٌعلوها طابق أسطوانً‪.‬‬
‫وقد حاف المعماري على وجود القاعد المربعة فوً المئوذنتٌن بٌنموا نوول فوً تصومٌم الطوابق‬
‫األول الذى ٌلً هذه القاعد وهو األمر الذى ٌدل على أن المئذنوة المصورٌة للمدٌنوة الموؤثر مون ‪–53‬‬
‫‪363‬ه ‪1003–673/‬م شهدت تطوراً كبٌراً تمثل فً انتقالها من مجرد بدن مربع من قاعدته إلى قمته‬

‫‪(1) Abou Seif, D. the Minrets of Cairo second Printiny The American University in Cairo, 1987,‬‬
‫‪p45.‬‬
‫(‪ )2‬استمر استخدام العصر الممموكي عمى استخدام مادة الحجر في بناء مآذنو‪ ،‬لالستزادة راجع‪:‬‬
‫محمد سيف النصر أبو الفتوح‪ :‬مدرسة السمطان قالوون بالنحاسين بالقاىرة‪ ،‬دراسة أثرية في ضوء وثيقة جديدة‪ ،‬مجمة كمية اآلداب‪،‬‬
‫جامعة صنعاء‪ ،‬اليمن‪ ،1984 ،‬ص‪.139‬‬
‫آمال العمري‪ :‬دراسة جديدة عمى ضريح المنصور قالوون بالنحاسين‪ ،‬مجمة دراسات آثرية إسالمية‪ ،‬ىيئة اآلثار المصرية‪ ،‬المجمد‬
‫الثالث‪1988 ،‬م‪.‬‬
‫(‪ )3‬سميمة عبدالرسول‪ :‬مسجد المدينة وأثره في مساجد العراق‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،1965 ،‬ص‪.97‬‬

‫‪-5-‬‬
‫العدد ‪ 55‬لسنة ‪2023‬‬ ‫المجلة العلمية بكلية اآلداب‬
‫ٌرقى إلٌوه مون خوالل درجوات تلتصوق بوه مون إحودى جهاتوه األربوع إلوى وحود معمارٌوة تحتووي علوى‬
‫عناصر معمارٌة تتمثل فً جعل البدن المربع قاعد ‪ .‬ثم تعلوها طوابق تتوجهوا قموة وهوو األمور الوذي‬
‫ٌمكن أن نلمسه فً مئذنتً جامع الحاكم بؤمر هللا‪ .‬وقد سقط القسم العلوي من المئذنتٌن نتٌجوة الزلوزال‬
‫الذي أصاب القاهر سنة ‪702‬ه ‪1302/‬م ثم أعٌد بناإه سنة ‪703‬ه ‪1303/‬م والمورجح أن هوذا القسوم‬
‫فً المئذنتٌن إنما أعٌد على نمط القسم القدٌم الذي سقط وبنً باألجر(‪.)1‬‬
‫وأقدم مئذنة قائمة حالٌا ً فً مدٌنة القاهر مئذنة الجٌوشوً(‪ )2‬تتكوون مون قاعود وطوابقٌن وقموة‬
‫تتعاقب طوابقها من قاعد مربعة ٌعلوها طابق أول مربع ٌعلوه طابق ثانً مثمن ثم تتوجها قبة نصف‬
‫كروٌة وٌختلف التكوٌن العام لهذه المئذنة عون مئوذنتً جوامع الحواكم بوؤمر هللا‪ .‬حٌوث أن الطوابق الوذي‬
‫ٌلً القاعد فً مئذنة الجٌوشً جاء مربعا ً بٌنما فً المئذنة الغربٌة فً جامع الحاكم مثمنا ً وفً المئذنة‬
‫الشمالٌة فً جامع الحاكم أسطوانٌا ً(‪.)3‬‬
‫ومن الجدٌد بالذكر أن العصر الفاطمً ٌعد عصراً تباٌنت فٌوه الطورز المعمارٌوة علوى الور م‬
‫من قلة مآذنه التً وصلت إلٌنا‪.‬‬
‫حٌث أنه فً القورن الرابوع الهجري‪/‬العاشور الموٌالدي جواء التكووٌن الوذى تتعاقوب فٌوه طوابوق‬
‫المئذنة مربعة فمثمنة كما فً ومئذنة جامع الحاكم بؤمر هللا الغربٌة‪.‬‬
‫والتكوٌن الذي تتعاقب فٌه طوابق المئذنة مربعة فدائرٌة كما فً مئذنة جوامع الحواكم بوؤمر هللا‬
‫الشمالٌة‪.‬‬
‫وفى القرن الخامس الهجري‪ /‬الحادي عشور الموٌالدي جواء التكووٌن الوذي تتعاقوب فٌوه طوابوق‬
‫المئذنة من قاعد مربعة ٌعلوها طابق أول مربع‪ٌ ،‬علوه طابق ثوانً موثمن تتوجوه قمتوه كموا فوً مئذنوة‬
‫الجٌوشً(‪.)4‬‬
‫فً القرن السادس الهجري‪/‬الثانً عشر المٌالدي جاء التكوٌن الذي تتعاقب فٌه طوابق المئذنة‬
‫من قاعد مربعة ٌعلوها طابق أول مثمن تتوجه قمته مبخر ‪ ،‬كما فً مئذنة مشهد أي الغلنفر‪.‬‬
‫وفً العصر األٌوبً استقر الطراز المعماري للمئذنة بمدٌنوة القواهر علوى نموط طوراز القورن‬
‫السادس الهجري‪/‬الثانً عشر المٌالدي الذي تمثله مئذنة أبً الغلونفر‪ ،‬وٌتلوح ذلوك حالٌوا ً فوً مئذنوة‬
‫المدارس الصالحٌة‪ ،‬وفى مئذنة زاوٌة الهنود(‪.)5‬‬
‫وفً عصر الممالٌك البحرٌة تباٌنت الطرز المعمارٌة لمآذن القاهر ‪ ،‬حٌث نجد طرز تتعاقوب‬
‫فٌه طوابق المئذنة من قاعد مربعة ٌعلوها طابق أول مثمن‪ٌ ،‬علوه طابق ثوانً أسوطوانً تتوجوه قمتوه‬
‫مبخر ونجد ذلك كما فً مئذنة سالو ومبخر الجادلً‪.‬‬
‫طرز تتعاقب فٌه طوابق المئذنوة مون قاعود مربعوة ٌعلوهوا طوابق أول أسوطوانً ٌعلووه طوابق‬
‫ثانً أسطوانً‪ٌ ،‬علوه جوسق تتوجه قمة بصلٌة‪ ،‬كما فً المئذنة الشمالٌة الغربٌة لجامع الناصر محمد‬
‫بن قالوون‪.‬‬

‫(‪ )1‬فريد شافعي‪ :‬العمارة العربية‪ ،‬ص‪.499‬‬


‫(‪ )2‬سعاد ماىر أحمد‪ :‬مساجد مصر وأوليائيا الصالحون‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.284‬‬
‫(‪ )3‬أحمد فكري‪ :‬مساجد القاىرة‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬ص‪.73‬‬
‫(‪ )4‬منى بدر‪ :‬أثر الفن‪ ،‬ص‪.522‬‬
‫‪(5) Cres Well, Muslim Architecture of Egypt, P 64.‬‬

‫‪-6-‬‬
‫العدد ‪ 55‬لسنة ‪2023‬‬ ‫المجلة العلمية بكلية اآلداب‬
‫طراز تتعاقب فٌه طوابق المئذنة من قاعد مربعة ٌعلوها طابق أول مثمن ٌعلوه طوابق ثوانً‪،‬‬
‫ٌعلوه جوسق تتوجه قمة كمثرٌة‪ ،‬كما فً مئذنة جامع األمٌر شٌخو(‪.)1‬‬
‫وطرز تتعاقب فٌه طوابق المئذنة من قاعد مثلثة المسقط وٌعلوها طوابق أول مسودس الشوكل‪،‬‬
‫ٌعلوه طابق ثانً أسطوانً ٌعلوه جوسق تتوجه قمة كمثرٌة‪.‬‬
‫وأصووبح و لووت المئذنووة المصوورٌة فوً تطووور إال أن وصوولت إلووى أوج تطورهووا خووالل عصوور‬
‫الممالٌك الجراكسة‪.‬‬
‫التؤثير العراقي على المئذنة المصرية‪:‬‬
‫من التؤثٌرات الوافد فً القرن الثالث الهجري‪/‬التاسع المٌالدي على المئذنوة المصورٌة بمدٌنوة‬
‫القاهر تصمٌم المئذنة الملوٌة بجامع أحمد بن طولون (‪265-263‬ه ‪678-676/‬م) حٌوث أنوه جواءت‬
‫مئذنة ابن طولون أقرب فً التصمٌم إلى ملوٌة سامراء وملوٌة أبى دلف(‪.)2‬‬
‫جاءت مئذنة ابن طولون على هٌئة مربعة بٌنما خطط كل من جامع سامراء وجامع أبى دلوف‬
‫علووى هٌئووة مسوتطٌلة‪ ،‬وكووذلك وزعووت البالطووات فووى ووالت كوول موون جووامع سووامراء وجووامع أبوً دلووف‬
‫بطرٌقة تختلف عن توزٌعها فً الت جامع أحمد بن طولون خاصة لة القبلة وكذلك تختلوف عقوود‬
‫كل من جامع سامراء وجامع أبً دلف من حٌث تصمٌمها وعقود جامع أحمد بن طولون(‪.)3‬‬
‫وفكر السلم الصواعد الوذى ٌلتوف مون الخوارج وٌقتطوع مون جسوم البنواء موا ٌعوادل عرلوه قود‬
‫أوحت بها فكر مشابهة فً العراق نفسه فً المعبد األشوري المسومى بوالزٌقورات‪ ،‬وكانوت بقاٌوا منوه‬
‫الزالت موجود وكشف عنها منذ نحو ‪100‬سنة فً منطقة خورسٌا بادا القدٌمة التً تقع على بعد نحو‬
‫‪25‬كم من مدٌنة الموصل‪ ،‬ومنه انتقل هذا الشكل والذي أكسوب الملوٌوة الشوكل اإلسوالمً الجوذاب مون‬
‫حٌث استدارتها ورشاقتها(‪.)4‬‬
‫وٌ هوور التووؤثٌر والتشووابه بووٌن مووآذن المسووجد الجووامع بسووامراء(‪ ،)5‬وجووامع أبووً دلووف‪ ،‬وجووامع‬
‫طولون‪.‬‬
‫وهذا الشكل الممٌوز لطوراز هوذه الموآذن والوذي ٌشوكل السولم الخوارجً حوول بودن المئذنوة أهوم‬
‫مالمحه أثار انتباه اآلثارٌٌن لمحاولة البحث عن أصل له واتجهت اآلراء إلوى عقود مقارنوة بوٌن تشوابه‬
‫الساللم الخارجٌة للملوٌة وساللم الزٌقورات العراقٌة القدٌموة والتوً تقوع علوى الجوانوب الخارجٌوة لهوا‬
‫وزاد موون عالقووة التشووابه وجووود الوودخالت الغ وائر فووً قاعوود الملوٌووة بسووامراء والجوودران الخارجٌووة‬
‫للزٌقورات‪.‬‬

‫(‪ )1‬السيد عبد العزيز سالم‪ :‬المآذن المصرية‪ ،‬ص‪.24‬‬


‫(‪ )2‬عبداهلل كامل موسى‪ :‬تطور المئذنة‪ ،‬ص‪.233‬‬
‫(‪)3‬عبداهلل كامل موسى‪ :‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.234‬‬
‫(‪ )4‬عيسى سممان وآخرون‪ :‬العمارات العربية اإلسالمية في العراق الجميورية العراقية‪ ،‬دار الرشيد‪ ،1982 ،‬الجزء األول‪،‬‬
‫ص‪.112‬‬
‫(‪ )5‬وتعرف منارة ىذا الجامع باسم المموية والتزال قائمة إلى اليوم وتقع عمى بعد ‪25‬متر من وسط الجدار الشمالي لمجامع‪ ،‬والمئذنة مخروطية‬
‫مخروطية الشكل تقوم عمى قاعدة مربعة المسقط طول ضمعيا ‪32‬مت اًر ويبمغ ارتفاع المموية من سطح األرض ‪52‬مت اًر ويبمغ ارتفاعيا من‬
‫مستوى سطح قاعدتيا ‪59‬متر وىذه المموية شبييتيا مئذنة أبي دلف؛ راجع‪ :‬محمد عبد الستار عثمان‪ :‬دراسات أثرية في العمارة العباسية‬
‫والفاطمية‪2993 ،‬م‪ ،‬صـ‪.84‬‬

‫‪-7-‬‬
‫العدد ‪ 55‬لسنة ‪2023‬‬ ‫المجلة العلمية بكلية اآلداب‬
‫ومن الجدٌر بالذكر أٌلا ً أن عمار هذه الموآذن جواءت بمقواٌٌس لوخمة لتناسوب عموار هوذه‬
‫المساجد فلوخامة المسوجد الجوامع واتسوال مسواحته فورض ارتفوال بنواء مئذنتوه ارتفاعوا ً أي أن اتسوال‬
‫مساحة المسجد كان البد من االرتفال بناء المئذنة‪.‬‬
‫ومن الجدٌر بالذكر أن المآذن اختلفت فً أشكالها وطرازها باختالف األقالٌم اإلسالمٌة‪ ،‬حٌث‬
‫بنٌت الصوامع المربعة بسورٌا وشمال أفرٌقٌا‪ .‬ومآذن مصر األسطوانٌة والمللعة ومآذن تركٌا‬
‫الممشوقة ذات البدن األسطوانً المستدق‪.‬‬
‫أما فً العراق فنرى تنوعا ً فً أشكال المآذن‪ ،‬حٌث نجد منها األسطوانٌة والملوٌة والمثمنة‬
‫والمآذن ذات البدن األسطوانً المنت م هً أكثر شٌوعا ً فً العراق‪.‬‬
‫وأقدم مئذنة أقٌمت فً بغداد هً منار جامع الخلٌفة العباسً المنصور التً ال أثر لها فً‬
‫الوقت الحالر‪ ،‬حٌث احترقت سنة (‪303‬ه ‪815/‬م)‪.‬‬
‫وعن طرز المآذن العراقٌة نجد منها‪:‬‬
‫طراز لولبً (حلزونً)‪.‬‬ ‫‪)1‬‬
‫طراز أسطوانً‪.‬‬ ‫‪)2‬‬
‫طراز مثمن‪.‬‬ ‫‪)3‬‬
‫طراز أسطوانً شاهق االرتفال‪.‬‬ ‫‪)4‬‬
‫أوالً‪ :‬الطراز اللولبي (الحلزونية)‪:‬‬
‫هذا الطراز من أكثر العناصر اإلسالمٌة ال فً سامراء فحسب بل فً العالم اإلسالمً كله إذ‬
‫إنها تختلف عن جمٌع المآذن واألبراج فً العالم اإلسالمً‪ ،‬ومن ممٌزاتها المعمارٌة جعل السلم الذي‬
‫ٌصعد إلى قمتها لٌس بداخلها كما هو مؤلوف بل ٌدور حول المئذنة من الخارج على رار الزقورات‬
‫السومرٌة واألشورٌة‪.‬‬
‫وال ٌوجد فً العالم اإلسالمً مئذنة بنٌت على رار مئذنة جامع الجمعة فً سامراء وجامع‬
‫أبً دلف فً المتوكلٌة شمال سامراء سوى مئذنة جامع ابن طولون فً مصر‪.‬‬
‫وبذلك نجد هنا التؤثٌر العراقً والح فً شكل وتصمٌم هذه المئذنة المصرٌة وإلى جانب‬
‫المآذن الملوٌة أقٌمت فً سامراء مئذنة أسطوانٌة الشكل تم الكشف عنها فً مبنى لرٌح أبً دلف(‪.)1‬‬
‫وٌمكن القول بؤن هذا النول من المآذن العراقٌة هو ابتكار إسالمً صمٌم توصل إلٌه البناء‬
‫العراقً نتٌجة لتقدم ونلوج العمار اإلسالمٌة‪ ،‬وتطورها إال أن الطراز األسطوانً هو الشائع‬
‫بصور خاصة فً بناء جمٌع المآذن العراقٌة خالل مختلف العصور‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬المآذن األسطوانية‪:‬‬
‫أن اقدم مئذنة أسطوانٌة أقٌمت فً العراق هً مئذنة جامع الحجاج فً واسط سنة (‪304‬ه ‪/‬‬
‫‪ 816‬م) أما المئذنة الثانٌة عثر علٌها فً مدٌنة المتوكلٌة فً سامراء تقوم بداخلها ساللم تإدي إلى‬
‫الشرفة على رار مئذنة جامع الخفافٌن فً بغداد‪ .‬ومئذنة جامع الصا ة أو الح ائر (‪588‬ه ‪/‬‬
‫‪1202‬م) والتً تعتبر أقدم مئذنة قائمة فً بغداد‪ ،‬كما تعتبر نموذجا ً للمآذن البغدادٌة التً أقٌمت على‬

‫(‪ )1‬اعتماد يوسف القيصري‪ :‬التراث الحضاري المعماري اإلسالمي في العراق‪1429 ،‬ىـ‪2998/‬م‪ ،‬الييئة العامة لآلثار‪ ،‬بغداد‪،‬‬
‫ص‪.221‬‬

‫‪-8-‬‬
‫العدد ‪ 55‬لسنة ‪2023‬‬ ‫المجلة العلمية بكلية اآلداب‬
‫(‪)1‬‬
‫رارها المآذن خالل مختلف العصور‪ ،‬ومن المآذن ما زودت بشرفٌتٌن منها مئذنة جامع الخلفاء‬
‫(‪676‬ه ‪1278/‬م) مع زٌاد عدد صفوف المقرنصات التً ترتكز علٌها شرفتً المئذنة وفً المؤذن‬
‫األسطوانٌة التً ترتكز علٌها شرفتً المئذنة وفً المآذن األسطوانٌة نجد بدنها األسطوانً ٌقوم من‬
‫فوق أرلٌة الجدران على قاعد مربعة أو مثمنة ومن أمثلة ذلك منار جامع مرجان‬
‫(‪756‬ه ‪1360/‬م)(‪.)2‬‬
‫ثالثاً‪ :‬الطراز األسطواني الشاهق االرتفاع‪:‬‬
‫فً شمال العراق شال بناء نول من المآذن اختلفت عن مآذن بغداد من حٌث الشكل وماد البناء‬
‫منها مئذنة الجامع النوري فً مدٌنة الموصل والمعروفة بمنار الحدباء (‪566‬ه ‪1117/‬م) امتازت‬
‫هذه المنار بجمالها الزخرفً وع مة ارتفاعها الشاهق إذ ٌبلغ ارتفاعها مع القاعد (‪ )55‬قدماً‪ ،‬وكان‬
‫لمئذنة سلمان من أول القاعد المنشورٌة وٌلتقً إحداهما منفذ آخر ٌبدأ من منتصف القاعد تقرٌبا ً‬
‫وهً طرٌقة رٌبة فً تشٌد المآذن‪.‬‬
‫ولعل أبرز ما فً هذه المئذنة أسلوب الزخارف األجرٌة المخطٌة للبدن والجزء العلوي من‬
‫القاعد المنشورٌة‪ ،‬إذ اعتقد الفنان فً زخرفة األجر بوصفه بمستوٌات مختلفة لٌحصل على النمط‬
‫الزخرفً لكل من األنطقة السبلة للبدن واألوجه األربعة للقاعد المنشورٌة ونتٌجة الختالف رصف‬
‫األجر بٌن األفقً والقائم والمائل اختلفت مستوٌات الرصف بٌن السطحٌة لتصفً من خالل ال الل‬
‫أشكالها الزخرفٌة‪ ،‬وكان لهذا النمط من المؤذن تؤثٌره على المآذن المعاصر والالحقة فً الموصل‬
‫والمناطق المجاور لها‪ ،‬و هر هذا التؤثٌر والحا ً فً بناء مئذنة أربٌل وسنجار وداقوق فً كركوك‬
‫(‪ 630-560‬ه ) وبناء بعض مآذن الموصل المتؤخر منها مئذنة جامع األ وان الذي شٌد سنة‬
‫(‪112‬ه ‪1713/‬م) ومئذنة جامع الجوٌجً (‪1685-1070‬م) ومئذنة جامع العمرٌة فً منطقة باب‬
‫البٌض (‪870‬ه ‪1558/‬م)‪.‬‬
‫وقد استخدمت الحجار والجص فً بناء جمٌع هذه المآذن ما عدا منار الموصل حٌث استخدم‬
‫األجر والحجار فً بنائه‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬الطراز المثمن‪:‬‬
‫وٌوجد نول آخر من المآذن العراقٌة تعتبر فرٌد من نوعها وشكلها عن المآذن العراقٌة‪ ،‬والتً‬
‫ال تزال قائمة إلى الوقت الحالر محتف ة بعناصرها المعمارٌة منها منار بنٌت فً سنة (‪-366‬‬
‫‪466‬ه ‪ 1083-886/‬م) بدن المئذنة أقٌم على قاعد مكعبة الشكل ٌقوم فوقها بدن مثمن من سطح‬
‫ا لقاعد إلى قمتها‪ ،‬وقد استخدمت الحجار والجص فً بنائها‪ ،‬وفتحت فً جدرانها نوافذ صغٌر لكً‬
‫ٌسمح بمرور اللوء والهواء إلى داخل جسمها المجوف‪ .‬أما فً العصر الصفوي استمرت اهر‬
‫بناء المآذن األسطوانٌة مع اهر تسقٌف شرفة المئذنة لحماٌة المإذن من ال روف الجوٌة وهذه‬
‫ال اهر وجدناها فً بناء مئذنة ملوٌة سامراء‪ .‬إال أنها أتلفت ولم ٌصل إلٌنا منها سوى الحفر التً‬

‫(‪ )1‬جامع الخمفاء من أكبر الجوامع ببغداد وقد عاش ىذا الجامع أكثر من ألف سنة وأىم تجديد أنو ما قام بيا المستنصر سنة‬
‫(‪623‬ىـ‪ 1226/‬م) حيث أنو ىو من قام ببنائو وتجديده بصورة كاممة‪ ،‬وىي تعد أضخم وأطول مأذن بغداد وصارت تدعى‬
‫بمئذنة سوق الغزل‪ .‬اعتماد يوسف القصيري‪ :‬الت ارث الحضاري‪ ،‬ص‪.87‬‬
‫(‪ )2‬لالستزادة عن ىذا الجامع راجع‪ /‬ابن االثير‪ ،‬عز الدين أبو الحسن عمي بن أبي أكرم محمد بن عبدالكريم الجزري‪ :‬الكامل في‬
‫التاريخ‪ ،‬مصر‪ ،1375 ،‬ص‪136‬؛ ابن خمكان‪ ،‬أبو العباس شمس أحمد‪ ،‬وفيات األعيان وأبناء الزمان‪ ،‬مكتبة النيضة‪،‬‬
‫مصر‪ ،1927 ،‬ص‪.129‬‬

‫‪-9-‬‬
‫العدد ‪ 55‬لسنة ‪2023‬‬ ‫المجلة العلمية بكلية اآلداب‬
‫كانت تقوم فٌها األعداد مما ٌدل على أن أصولها عراقٌة‪ ،‬ولٌست مقتبسة من إٌران‪ ،‬كما اعتقد‬
‫البعض‪ ،‬كما برزت اهر تسقٌف شرفة المئذنة فً بناء مآذن األلرحة التً أقٌمت فً مدٌنة بغداد‬
‫منها مئذنة لرٌح اإلمام موسى الكا م فً بغداد ومئذنة مراقد اإلمام علً فً النحٌف األشرف‬
‫والعباسً والحسٌن فً كربالء‪.‬‬
‫وقد امتازت مآذن العراق القائمة فً األلرحة بطالتها الصفائح رقٌقة من الذهب فً كساء‬
‫سطحها بدالً من استخدام األجر والقرامٌد الخزفٌة فً زخرفتها كما فً مآذن جوامع بغداد‪.‬‬
‫وهذه ال اهر أٌلا ً استخدمت خالل العصر الصفوي ففً سنة (‪1211‬ه ‪1786/‬م) تم كساء‬
‫المآذن األربعة للرٌح اإلمام الكا م بناء على أمر من أ ا أحمد شاه القاجاري إلكمال ما بدأه‬
‫الصفوٌون فً هذا المشهد ومآذن مشهد اإلمام علً فً سنة (‪1315‬ه ‪1687/‬م) بنٌت بؤمر من‬
‫السلطان عبدالحمٌد خان الذي أمر بإعاد لبناء المنار القائمة فً الزاوٌة الشمالٌة حٌث تم رفع ما‬
‫علٌها من صفائح الذهب ومن ثم أعٌد بناإها على طرازها السابق وأعٌدت الصفائح إلى ولعها‬
‫األول‪ .‬كما شال فً هذه المرحلة بناء أكثر من مئذنة فً بناء المسجد منها بناء أربعة مآذن للرٌح‬
‫اإلمام موسى الكا م فً بغداد‪ ،‬ومنارتً لرٌح الشٌخ عبدالقادر ولرٌح مشهد اإلمام علً ومقام‬
‫الحسٌن والعباسً‪ ،‬وجامع األصفة فً بغداد (بناء داود باشا) والمدرسة الشرابٌة فً واسط‪.‬‬
‫وفً العصر العثمانً احتف ت المئذنة البغدادٌة بطرازها الخاص بها دون التؤثر بطراز المآذن‬
‫العثمانٌة الذي شال فً بناء مآذن مع م األقطار اإلسالمٌة التً خلعت للحكم العثمانً‪.‬‬
‫ومن المالح فً المآذن العراقٌة أن المعمار العراقً كان تؤثره بعمائر األقالٌم المجاور له‬
‫قلٌالً‪ ،‬ولربما نتج هذا عن ر بة المعمار العقاري فً االحتفا بالن م القدٌمة األصلٌة مع إحداث‬
‫بعض التطورات علٌها‪ ،‬كما تمٌزت هذه العمائر بخصائص بغدادٌة فً الشكل العام‪ ،‬وطرٌقة البناء‬
‫متمثلة باستعمال المواد الزخرفٌة(‪.)1‬‬
‫وعن تؤصٌل الطراز األسطوانً للمئذنة العراقٌة فهو من قصر األخٌلر ومئذنة جامع الرقة‬
‫(‪561‬ه ‪1161/‬م)(‪ ،)2‬وبعد ذلك انتقل هذا الطراز من العراق إلى إٌران وأواسط آسٌا ثم األنالول‬
‫حتى أصبح أحد الخصائص المعمارٌة البارز للعمار األنالولٌة‪.‬‬
‫ولتكوٌن المعماري للمآذن فً المدارس المصرٌة(‪ ،)3‬فكان مع مها ٌتكون من طابقتٌن أو ثالثة‬
‫طوابق تعلوه القاعد ذات المقطع المربع‪ ،‬حٌث كان ٌعلو هذه القاعد طابق مثمن‪ٌ ،‬علوه طابق مثمن‬
‫آخر‪ ،‬ثم ٌعلوه طابق أسطوانً الشكل‪ .‬وكان لكل طابق شرفة بارز عند بدن المئذنة تحملها عاد‬
‫حطات من المقرنصات وهذه الشرفة كانت البا ً ما تؤخذ شكل الطابق الذي تعلوه‪.‬‬

‫(‪ )1‬من أشير األضرحة في بغداد ومن أىم مميزاتو أنو بو أربع مآذن في عام ‪978‬م‪1579/‬م‪ ،‬ثم بناء المئذنة الشمالية الشرقية‪،‬‬
‫وفي عام ‪1297‬ىـ‪1796/‬م تم إنشاء المآذن الثالثة الكبرى وتسقيف شرفاتيا‪ ،‬راجع‪ /‬اعتماد يوسف القصيري‪ :‬التراث‬
‫الحضاري‪ ،‬ص‪119‬؛ ‪Doris Behrens Abousei:, Cairo the Minarets of Caito, the American Universty‬‬
‫‪.in Cairo, press, Cairo, 1985, p33‬‬
‫(‪ )2‬فريد شافعي‪ :‬العمارة اإلسالمية ماضييا وحاضرىا ومستقبميا‪ ،‬ص‪.166‬‬
‫(‪ )3‬محمد حمزة إسماعيل الحداد‪ :‬الطراز المصري لعمائر القاىرة الدينية خالل العصر العثماني‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كمية اآلثار‪،‬‬
‫جامعة القاىرة‪ ،‬المجمد األول‪ ،‬القاىرة‪1411 ،‬ىـ‪1999 ،‬م‪ ،‬ص‪.4‬‬

‫‪-50-‬‬
‫العدد ‪ 55‬لسنة ‪2023‬‬ ‫المجلة العلمية بكلية اآلداب‬
‫ومن الجدٌر بالذكر أن المئذنة قد تؤثرت فً العصر الفاطمً بالمآذن المغربٌة ومنها مئذنة‬
‫جامع القٌروان (‪105‬ه ‪724/‬م) تلك المئذنة التً اتخذت نموذجا ً للمآذن فً بالد المغرب واألندلس‪،‬‬
‫إال أن سرعان ما تطورت المئذنة المصرٌة تطوراً محلٌاً‪ ،‬واكتسبت طابعا ً خاصا ً بها ل ٌواصل‬
‫تطوره خالل العصرٌن األٌوبً والمملوكً وٌ هر ذلك والح فً مئذنة الجٌو (‪476‬ه ‪/‬‬
‫‪ 1065‬م)‪ ،‬وهً التً تمثل بداٌة هور طراز المئذنة المصرٌة المعروفة بطراز‪ .‬وهو الطراز الذي‬
‫استمر فً القرن (‪14‬م) ومن أمثلته الباقٌة مئذنة أبو الغلنفر‪ ،‬ومئذنة زاوٌة الهنود‪ ،‬ومئذنة المدرسة‬
‫الصالحٌة‪ ،‬ومئذنة منشؤ سالوسنجر الجاولً‪ ،‬ومئذنة خانقاه األمٌر قوصون بقرافة السٌوطً‬
‫(‪735‬ه ‪1336/‬م) والتً تعتبر هذه أكثر أمثلة هذا الطراز اتقانا ً وآخرها(‪.)1‬‬
‫أما عن التؤثٌر العراقً على المئذنة المصرٌة نجده فً المئذنة ذات السلمٌن‪ ،‬حٌث نجد فً‬
‫المآذن المصرٌة تشمل من داخلها على سلمٌن بحٌث ال ٌرى الصاعد فً إحداهما الهابط من السلم‬
‫اآلخر‪ ،‬وتمثل ذلك فً مئذنة أزٌك الٌوسفً (‪800‬ه ‪1484/‬م)‪ ،‬ومئذنة خاٌر بك‪ ،‬ومئذنة الغوري‬
‫بالجامع األزهر (‪815‬ه ‪1508/‬م)‪.‬‬
‫المئذنة الملوية‪:‬‬
‫هً إحدى معالم العراق الممٌز بسبب شكلها الفرٌد فهً إحدى آثار العراق القدٌمة المشهور‬
‫بنٌت فً األصل بالمسجد الذي أسسه المتوكل باهلل العباس عام (‪237‬ه ) فً الجهة الغربٌة لمدٌنة‬
‫سامراء بتصمٌم المعماري دلٌل بن ٌعقوب‪ ،‬والذي كان ٌعد فً وقته من أكبر المساجد فً العالم‬
‫اإلسالمً المئذنة الملوٌة‪ ،‬جاء اسمها من شكلها األسطوانً الحلزونً ٌبلغ ارتفاعها ‪ 52‬متراً‪،‬‬
‫وترتكز على قاعد مربعة للعها ‪33‬م‪ ،‬وارتفاعها ‪3‬م‪ٌ ،‬علوها جزء أسطوانً مكون من خمس‬
‫طبقات تتناقص سعتها باالرتفال ٌهبط بها من الخارج سلم حلزونً بعرض ‪2‬م(‪.)2‬‬
‫وقد تؤثرت المآذن المصرٌة السابقة من مئذنة جامع نور الدٌن محمود فً الموصل بالعراق‬
‫المعروفة بالحدباء لوجود مٌل بها (‪566-566‬ه ‪1173-1171/‬م) حٌث ٌتم الصعود إلٌها عن طرٌق‬
‫سلمٌن حلزونٌٌن ٌدوران داخل البناء وال ٌلتقٌان إال بؤعلى المئذنة(‪.)3‬‬
‫وكذلك المنار الم فرٌة التً تعتبر أبرز آثار مدٌنة أربٌل(‪ )4‬قاطبة والمنار لها بابان ٌفلٌان‬
‫إلى سلمٌن ال اتصال بٌنهما‪ ،‬وٌدوران حول أسطوانة فً داخل المنار ‪ ،‬فٌكون فً استطاعة شخصٌن‬
‫االرتقاء إلٌهما فً أن واحد دون أن ٌرى أحدهما اآلخر حتى ٌصال إلى قمتهما وهً مبنٌة باألجر‬
‫(الطابوق)‪ ،‬وقد تهدمت قمتها بفعل عوامل الزمن وقد عرفت بهذا االسم نسبة إلى م فر الدٌن‬
‫كوكبري صهر البطل صالح الدٌن األٌوبً الذي حكم أربٌل‪ ،‬فٌما بٌن عامً (‪630-582‬ه ‪-1185 /‬‬

‫(‪ )1‬فييم فتحي‪ :‬أساليب التخطيط‪ ،‬ص‪372‬؛ ‪Creswell: A short Account of Early Muslim Architecture, the‬‬
‫‪.American University of Cairo, 1989, P 58‬‬
‫‪(2) http://ar.wikipedia.org‬‬
‫(‪ )3‬عيسى سميمان‪ :‬العمارات العربية اإلسالمية في العراق‪ ،‬جزءان‪1982 ،‬م‪ ،‬ص‪.161‬‬
‫(‪ )4‬ىي مدينة عراقية قديمة وقد شيدت كثير من األحداث عمى مر العصور منذ العصر األكدي (‪ 2159-2359‬ق‪.‬م) حتى‬
‫العصور اإلسالمية المختمفة وىي نقطة الوصل بين مدينتي الموصل وكركوك إذ يبتعد عن األولى (‪86‬كم)‪ ،‬وعن الثانية‬
‫(‪93‬كم) وتقع أرضيا ضمن منطقة محصورة بين وادي النيرين‪ ،‬راجع‪ /‬محمود عبدالجبار السامراني‪ :‬أربيل مدينة الشمس‪،‬‬
‫مجمة الفيصل‪ ،‬العدد ‪ ،94‬السنة الثامنة‪ ،‬ربيع الثاني‪1495 ،‬ىـ‪ /‬يناير ‪ ،1985‬ص‪.26-22‬‬

‫‪-55-‬‬
‫العدد ‪ 55‬لسنة ‪2023‬‬ ‫المجلة العلمية بكلية اآلداب‬
‫‪1233‬م) وٌرجح أن تكون بنٌت فً عهده وٌرجح أٌلا ً أن تكون هذه المنار قد ألحقت بجامع كان‬
‫موجوداً من قبل إذ تم العثور على أساسات جامع أقدم عهد من المنار ٌعتقد أنه بنى فً العصر‬
‫األموي أو أوائل العصر العباسً‪.‬‬
‫وٌرى الدكتور‪ /‬أحمد قاسم جمعة‪ ،‬أن التؤثٌر العراقً على العمار المصرٌة فً عنصر المآذن‬
‫هر بولوح وسوف نعرلها فً النقاط التالٌة‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫فً الجامع الكبٌر فً سامراء ذات القاعد المكعبة والسلم‬ ‫‪ )1‬أن تصمٌم المئذنة الملوٌة‬
‫الصاعد حولها من الخارج‪.‬‬
‫فقد تمثل فً مئذنة الجامع الطولونً على الر م من تشٌدها بعد أربعة قرون فً عام (‪686‬ه ‪/‬‬
‫‪1286‬م) كما تمثل بعد ذلك فً مئذنة جامع أبً دلف المشٌد حوالً عام (‪247‬ه ‪661 /‬م)‪.‬‬
‫‪ )2‬وٌ هر هنا التؤثٌر المعماري الثانً فً أن اشتملت مئذنة خانقا األمٌر قوصون بصحراء‬
‫السٌوطً (‪736‬ه ‪1336/‬م) من عهد الممالٌك البحرٌة على سلمٌن فٌما بٌن الدور األولى‬
‫والثانٌة ال ٌرى الصاعد النازل منها‪ ،‬ومثل هذه ال اهر وجدت من قبل فً العراق بمدٌنة‬
‫الموصل فً مئذنة الجامع النوري من العهد األتابكً (‪566-566‬ه ‪1172-1170/‬م) فقد‬
‫اشتملت هً األخرى على سلمٌن أحدهما ٌبدأ من أسفل قاعدتها المنشورٌة واآلخر من أسفل‬
‫بدنها األسطوانً وال ٌلتقٌان إال فً األعلى وقد انتقلت المٌز الذكور إلى المئذنة الم فرٌة‬
‫فً أربٌل بالعراق (‪630-566‬ه ‪1232-1180/‬م)(‪.)2‬‬
‫‪ )3‬وقد حقق المعمار بوجود السلمٌن تخفٌف الثقل وزٌاد تماسك وشد المواد البنائٌة للبدن‬
‫المحور الوسطً وحد اندفاعها نحو الخارج‪.‬‬
‫ومن الجدٌر بالذكر أن جامع ابن طولون(‪ )3‬استوحى تخطٌطه مباشر من العمار العباسٌة فً‬
‫سامراء‪ ،‬ولكن جاء تخطٌط جامع أحمد بن طولون على هٌئة مربع بٌنما خطط كل من جامع سامراء‬
‫وجامع أبً دلف على هٌئة مستطٌل‪ ،‬وقد جاء تصمٌم المئذنة الملوٌة فً الجامع الكبٌر فً سامراء‬
‫ذات القاعد المكعبة والسلم الصاعد حولها من الخارج هً تولٌح مدى تؤثٌر العمار العراقٌة على‬
‫مصر‪.‬‬
‫وهناك تؤثٌر معماري آخر تناول المآذن‪ ،‬فقد اشتملت مئذنة خانقا األمٌر قوصون بصحراء‬
‫السٌوطً (‪736‬ه ‪1336/‬م) من عهد الممالٌك البحرٌة على سلمٌن فٌما بٌن الدور األولى والثانٌة‪،‬‬

‫(‪ )1‬تقع ىذه المئذنة عمى بعد (‪27.39‬مت اًر) إلى شمال الجدار الشمالي لمجامع وتقع عمى الخط المحوري الذي يربط بينيما وبين‬
‫المحراب‪ ،‬وىي أقدم ما بقى من مآذن العراق تتميز بشكميا الحمزوني تقوم عمى قاعدة مربعة طول ضمعيا السفمي‬
‫(‪31.18‬مت اًر)‪ ،‬وطول ضمعيا العموي (‪ 39.59‬مت اًر) وترتفع القاعدة عن مستوى األرض بمقدار (‪ 49.29‬مت اًر)‪ ،‬راجع‪ /‬عيسى‬
‫سممان‪ :‬العمارات العربية اإلسالمية في العراق‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬تخطيط مدن – مساجد‪ ،‬الجميورية العراقية دار الرشيد‪،1982 ،‬‬
‫ص‪. 119‬‬
‫(‪ )2‬أحمد قاسم جمعة‪ :‬بحث بعنوان التأثيرات المتبادلة بين العراق والمغرب‪.‬‬
‫(‪ )3‬ونجد مموية أبي دلف مبنية من األجر والجص‪ ،‬وتقع عمى بعد (‪ )9.59‬من خارج السور الشمالي وعمى محور الباب األوسط‬
‫ليذا الضمع عمى نحو المحراب تستند عمى قاعدتين مربعتين أبعادىا (‪ )19.69×19.87‬زينت وجوىيا بعدد (‪ )13‬مشكاه في‬
‫كل ضمع عدا الضمع الجنوبي منحتوي عمى عدد (‪ )19‬مشكاه وذلك لوجود باب في وسطو يصعد منو إلى المنارة وعرض ىذا‬
‫المدخل (‪1.15‬م) أما طول كل مشكاه فيبمغ (‪1.55‬م) وعرضيا (‪45‬سم)؛ عبداهلل كامل موسى‪ :‬تطور المئذنة‪ ،‬ص‪.664‬‬

‫‪-52-‬‬
‫العدد ‪ 55‬لسنة ‪2023‬‬ ‫المجلة العلمية بكلية اآلداب‬
‫وال ٌرى الصاعد النازل منها‪ ،‬ومثل هذه ال اهر وجدت من قبل فً العراق بمدٌنة الموصل فً‬
‫مئذنة الجامع النوري من العهد األتابكً (‪566-566‬ه ‪1172-1170/‬م) فقد اشتملت هً األخرى‬
‫على سلمٌن أحدهما ٌبدأ من أسفل قاعدتها المنشورٌة واآلخر من أسفل مدنها األسطوانً وال ٌلتقٌان‬
‫إال فً األعلى وانتقلت المٌز المذكور إلى المئذنة الملفرٌة فً أربٌل بالعراق (‪-566‬‬
‫‪630‬ه ‪1232-1180/‬م) وقد حقق المعمار بوجود السلمٌن تخفٌف الثقل وزٌاد تماسك وشد المواد‬
‫البنائٌة للبدن بالمحور الوسطى وعدم اندفاعها نحو الخارج(‪.)1‬‬
‫وٌرى الدكتور "حجاجً إبراهٌم محمد" أن رسائل الماجستٌر والدكتوراه فً المآذن قالوا إن‬
‫المئذنة الملوٌة هرت فً ابن طولون تؤثٌر من العراق عامة ومن سامراء خاصة‪ ،‬ولكن الصحٌح أن‬
‫بلاعتنا ردت إلٌنا فقد عرف الشكل الحلزونً فً مبانً كٌلو باترا البطلمٌة فنالح فً الكٌلو ‪80‬‬
‫بٌن القصٌد بالبحر األحمر وجفت حمام كٌلو باترا‪ ،‬وهو شكله حلزونً‪ ،‬وكذلك منشآت كٌلو باترا فً‬
‫شمالً بسٌو فً مرسى مطروح بالصحراء الغربٌة شكلها حلزونً فقد نقل هنا التصمٌم العراقٌٌن‬
‫عامة والمعمول خاصة هذا التصمٌم عندما جاء مصر وٌكفً أن المدخل للهر األكبر من عمل الخلٌفة‬
‫المؤمون‪.‬‬
‫أما فً العصر الفاطمً فكلنا نجد المآذن المربع والمربع القبة السٌما مؤذنة جامع الجٌوشً‬
‫على جبل المقطم‪ ،‬والكل ذكر أن هذا التخطٌط جاء من شمال أفرٌقٌا وهو بالفعل جاء من شمال‬
‫أفرٌقٌا ولكنه مصري األصل رفة البطالمة فً منار إسكندرٌة إحدى عجائب الدنٌا السبع‪.‬‬
‫أما المآذن التً تنتهً بشكل خوذ فهً طراز المحارب الذي عرف فً نهاٌة العصر األٌوبً‬
‫القصٌر وبداٌة المملوكً البحري فنجد كل المبانً الدٌنٌة فً تلك الفتر تنتهً بخوذ ‪ ،‬وٌكفً أن جامع‬
‫الحاكم بؤمر هللا الفاطمً نجد أن القاعد مربعة وٌعلوها طراز خوذ ‪.‬‬
‫ونرجع إلى التارٌخ نجد أن المربع السفلً للعصر الفاطمً‪ ،‬إما الخوذ فقد بنائها األمٌر بٌبرس‬
‫الجاشنكٌر ‪ 702‬ه فً عهد السلطان الناصر محمد بن قالوون ونجد أن بخوذ جامع أحمد بن طولون‬
‫التً تعمل قمة ملوٌة ابن طولون فقد بنائها فً الترمٌم السلطان الجٌن‪.‬‬
‫وبالنسبة لطراز ورقبة القبلة الذي تعلوه ما بٌن ثمر الكمثرى فهو طراز محلى قد هر فً‬
‫عصر الممالٌك البرجٌة (الجراكسة) وعندما نجد الطراز مكرر أي مؤذنتٌن فهو العصر المملوكً‬
‫البرجً من عهد السلطان قنصو الخوري أو أحد أمرائه(‪.)2‬‬
‫أما اهر السلم المزدوج داخل المئذنة‪( :‬بحٌث ال ٌرى الصاعد فً أحداهما ال ٌرى الهابط)‬
‫ونقل هذا األسلوب فً بناء سلم المآذن إلى عمائر الممالك ما اشتملت مئذنة خانقاه قوصون‬
‫بالقرافة الصغرى (‪737‬ه ‪1336/‬م) على مثل هذا السلم المزدوج وتكرر هذا األمر فً مئذنة قاٌتباي‬
‫بالجامع األزهر (‪673‬ه ‪1468/‬م)‪ ،‬ومئذنة جامع أزٌك الٌوسفً (‪800‬ه ‪1485-1484/‬م) ومئذنة‬
‫خاٌر بك (‪806‬ه ‪1502/‬م) وعندما شٌد السلطان الغوري مئذنة للجامع األزهر عام‬

‫(‪ )1‬أحمد قاسم جمعة‪ :‬من نفائس الفن المعماري في الموصل‪ ،‬مجمة الشعب‪ ،‬العدد األول‪ ،1978 ،‬ص‪.56‬‬
‫‪)2) Layla Ali Ibrahim: The Great Khangah of Emir Qawsun in Cairo, Mitteilungen des Deutschen‬‬
‫‪Archaolo gischen Instituts, Abteilung Kairo, band 34, 1978, P43.‬‬
‫حجاجي إبراىيم محمد‪ :‬أسرار مصرية عبر عصور تاريخية‬ ‫‪‬‬

‫‪-53-‬‬
‫العدد ‪ 55‬لسنة ‪2023‬‬ ‫المجلة العلمية بكلية اآلداب‬
‫(‪815‬ه ‪1510/‬م) امتازت بوجود سلمٌن فٌما بٌن دورتهما األولى والثانٌة ال ٌرى الصاعد فً‬
‫إحداهما اآلخر(‪.)1‬‬
‫وفً العراق نجدها فً مئذنة جامع النوري والتً أمر بإنشائها الملك األتابكً نور الدٌن محمود‬
‫بن زنكً (‪566‬ه ‪1171/‬م)‪ ،‬والتً تعرف بالحدباء بوجود سلمٌن حلزونٌٌن بدوران داخل البدن وال‬
‫ٌلتقٌان إال فً الحوض‪.‬‬
‫أٌلا ً ومئذنة أربٌل (المئذنة الم فرٌة) والتً أمر ببنائها م فر الدٌن كوكبري أحد ملوك‬
‫األقالٌم فً شمالً العراق (‪630-560‬ه ‪1233-1185/‬م) ولم ٌبقى من مسجده سوى هذه المئذنة‬
‫والتً تقع فً ربً أربٌل فً منطقة خالٌة من العمران وقدم تهدم قسم منها‪ ،‬وتتمٌز أٌلا ً بوجود‬
‫سلمٌن حلزنٌٌن ٌدوران بداخلها وال ٌلتقٌان إال فً الحوض‪.‬‬
‫ظاهرة المقرنصات التي على شكل ترس في المئذنة‪:‬‬
‫وجدت فً المآذن المملوكٌة بهذا الشكل من المقرنصات منها مئذنة قوصون بجبانة السٌوطً‬
‫(‪737‬ه ‪ 1336/‬م) التً ٌعلو الشرٌط الكتابً فٌها ثالثة صفوف من المقرنصات ٌتمٌز الصف األخٌر‬
‫منها بؤن له شكل على هٌئة ترس دائري (أسنان المنشار)(‪ ،)2‬ومئذنة مجموعة السلطان إٌنال بجبانة‬
‫الممالٌك (‪660-655‬ه ‪1456-1451/‬م)‪.‬‬
‫وهذا الشكل الجدٌد من المقرنصات(‪ )3‬لم ٌقتصر على المآذن فقط‪ ،‬ولكنه امتد إلى بعض‬
‫العناصر األخرى منها شكل زخرفً جدٌد هٌئة أسنان المنشار(‪ ،)4‬والذي عرف أٌلا ً باسم الخوذ ‪،‬‬
‫وكانت تتواجد فً أركان الشرفات التً تتوج الواجهات المطلة على الصحن فً بعض المساجد‬
‫الدٌنٌة مثل جامع أحمد بن طولون‪ ،‬وتنسب إلى تجدٌدات الجٌن عام (‪686‬ه ‪1286/‬م)‪ ،‬وتلٌها التً‬
‫كانت موجود فً جامع الناصر محمد بن قالوون بالقلعة (‪735‬ه ‪1335/‬م) ثم جامع الماردانً‬
‫(‪740‬ه ‪1340/‬م) التً تتوج شرافات األركان وتتوسط كل واجهات الصحن وتتمٌز بحلٌتها الخزفٌة‪.‬‬

‫(‪ )1‬عبداهلل كامل موسى‪ :‬تطور المئذنة المصرية بمدينة القاىرة من الفتح العربي حتى نياية العصر الممموكي‪ ،‬دراسة معمارية‬
‫زخرفية مقارنة مع مآذن العالم اإلسالمي‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كمية اآلثار‪ ،‬جامعة القاىرة‪ ،1994 ،‬ص‪797‬؛ ثروت عكاشة‪ :‬القيم‬
‫الجمالية في العمارة اإلسالمية‪ ،‬القاىرة‪ ،1994 ،‬ص‪276‬؛ سعيد الديوه جي‪ :‬جوامع الموصل في مختمف العصور‪ ،‬ناشر‬
‫مطبعة شفيق بغداد‪ ،1963 ،‬ص‪43‬؛ عادل شريف عالم‪ :‬التأثيرات المعمارية بين مصر والعراق‪ ،‬ص‪.425‬‬
‫(‪ )2‬عبداهلل كامل موسى‪ :‬تطور المئذنة المصرية‪ ،‬ص‪.213‬‬
‫(‪ )3‬ىاني محمد رضا حمزة‪ :‬الترب الممموكية‪ ،‬ص‪ ،79‬ىامش‪.39‬‬
‫(‪ )4‬محمد مصطفى نجيب‪ :‬مسجد المارداني‪ ،‬ص‪491‬؛ ولالستزادة عن المآذن المصرية‪ /‬حسن عبدالوىاب‪ :‬تاريخ المساجد‪،‬‬
‫ص‪159‬؛ سعاد ماىر‪ :‬مساجد مصر‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪128‬؛ أحمد عبدالرازق‪ :‬تاريخ وآثار مصر اإلسالمية في العصرين األيوبي‬
‫والممموكي‪ ،‬ص‪181‬؛ فريد شافعي‪ :‬العمارة العربية ماضييا وحاضرىا ومستقبميا‪ ،‬ص‪173‬؛ محمد عبدالستار عثمان‪ :‬دراسات‬
‫آثرية‪ ،‬ص‪193‬؛ المقريزي‪ :‬المواعظ واالعتبار‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪223‬؛ فييم فتحي‪ :‬أساليب التخطيط‪ ،‬ص‪373‬؛ حسني نويصر‪:‬‬
‫العمارة اإلسالمية‪ ،‬ص‪196‬؛ أحمد فكري‪ :‬مساجد القاىرة ومدارسيا‪ ،‬ص‪36‬؛ ‪Shafei(F): West Islamic Influences‬‬
‫‪on Architecture in Egypt Reprint from the Bulletin of the Faculty of Arts Cairo University,‬‬
‫‪.1954, P13‬‬

‫‪-54-‬‬
‫العدد ‪ 55‬لسنة ‪2023‬‬ ‫المجلة العلمية بكلية اآلداب‬
‫الخاتمة‬
‫أثبتت الدراسة أن التؤثٌر العراقً على المئذنة المصرٌة فً وجود المئذنة ذات السلمٌن‪ ،‬حٌث‬
‫نحد فً المآذن المصرٌة تشمل من داخلها على سلمٌن بحٌث ال ٌرى الصاعد فً إحداهما الهابط من‬
‫السلم اآلخر وتمثل فً مئذنة أزبك الٌوسفً (‪800‬ه ‪1484/‬م) ومئذنة خاٌر بك‪ ،‬مئذنة الغوري‬
‫بالجامع األزهر‪.‬‬
‫أثبتت الدراسة أن تصمٌم المئذنة الملوٌة فً الجامع الكبٌر فً سامراء فإن القاعد والسلم‬
‫الصاعد حولها من الخارج وقد انتقل إلى مئذنة الجامع الطولونً على الر م من تشٌدها بعد أربعة‬
‫قرون‪.‬‬
‫أثبت الدراسة أن المقرنصات من التؤثٌرات العراقٌة على عمارتنا اإلسالمٌة حٌث أقدم مثال‬
‫استعمال المقرنص فً العراق نراه فً الباب العامة فً سامراء وفً بناء مسجد قصر األخٌلر‪.‬‬
‫إن المآذن اختلفت فً أشكالها وطرازها باختالف األقالٌم اإلسالمٌة‪ ،‬حٌث بنٌت الصوامع‬
‫المربعة بسورٌا وشمال أفرٌقٌا ومآذن مصر األسطوانٌة والمللعة ومآذن تركٌا الممشوقة ذات البدن‬
‫األسطوانً المستدق أما فً العراق فنرى تنوعا ً فً أشكال المآذن‪ ،‬حٌث نجد منها األسطوانٌة‬
‫والملوٌة والمثمنة والمآذن ذات البدن األسطوانً المنت م هً أكثر شٌوعا ً فً العراق‪.‬‬

‫‪-55-‬‬
‫العدد ‪ 55‬لسنة ‪2023‬‬ ‫المجلة العلمية بكلية اآلداب‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫أوالً‪ :‬المصادر‪:‬‬
‫ابن األثٌر‪ ،‬عز الدٌن أبو الحسن علً بن أبً كرم محمد بن عبدالكرٌم الجزري الكامل فً‬ ‫‪‬‬
‫التارٌخ‪ ،‬مصر‪1375 ،‬ه ‪.‬‬
‫ابن تغردي بردي (جمال الدٌن بن أبً المحاسن) (ت‪674‬ه )‪ :‬النجوم الزاهر فً ملوك‬ ‫‪‬‬
‫مصر والقاهر ‪ ،‬ج‪ ،15‬طبعة مصور عن طبعة دار الكتب المإسسة المصرٌة‬
‫العامة للتؤلٌف والترجمة والنشر‪.‬‬
‫ابن خلكات‪ ،‬أبو العباس شمس أحمد وفٌات األعٌان وأبناء الزمان‪ ،‬مكتبة النهلة‪ ،‬مصر‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫‪1827‬م‪.‬‬
‫ابن من ور‪ ،‬محمد كرم بن علً (‪711‬ه ‪1311/‬م)‪ :‬لسان العرب‪ ،‬ماد روق‪ ،‬الفٌروز‬ ‫‪‬‬
‫آبادي‪ ،‬مجد الدٌن محمد بن ٌعقوب (‪617‬ه ‪1414/‬م)‪ ،‬القاموس المحٌط‪،‬‬
‫الجزء الثالث‪ ،‬القاهر ‪1852 ،‬م‪.‬‬
‫المقرٌزي‪ :‬اتعا الحث بإخبار األئمة الفاطمٌة‪ ،‬الجزء الثالث‪ ،‬تحقٌق‪ :‬محمد حلمً محمد‬ ‫‪‬‬
‫أحمد‪ ،‬المجلس األعلى للشئون اإلسالمٌة‪ ،‬القاهر ‪1873 ،‬م‪.‬‬
‫المقرٌزي‪ :‬المواع واالعتبار‪ ،‬الجزء الرابع‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ثانياً‪ :‬المراجع العربية‪:‬‬
‫أحمد عبدالرازق‪ :‬تارٌخ وآثار مصر اإلسالمٌة فً العصرٌن األٌوبً والمملوكً‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أحمد قاسم جمعة‪ :‬من نفائس الفئة المعماري فً الموصل‪ ،‬مجلة السقب‪ ،‬العدد األول‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫‪1876‬م‪.‬‬
‫اعتماد ٌوسف القٌصري‪ :‬التراث الحلاري المعماري اإلسالمً فً العراق‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫‪1428‬ه ‪2006/‬م‪ ،‬الهٌئة العامة لآلثار‪ ،‬بغداد‪.‬‬
‫الحبانً كا م‪ :‬المآذن نشؤتها وعمارتها فً األقطار اإلسالمٌة‪ ،‬مقالة نشرت فً مجلة كلٌة‬ ‫‪‬‬
‫الشرٌعة‪ ،‬بغداد‪1865 ،‬م‪.‬‬
‫زكً محمد حسن‪ :‬تطور المآذن بحث نشر فً مجلة الكتاب الجزء الحادي عشر‪ ،‬السنة‬ ‫‪‬‬
‫األولى‪.‬‬
‫السٌد عبدالعزٌز سالم‪ :‬المآذن المصرٌة ن ر عامة عن أصلها وتطورها منذ الفتح العربً‬ ‫‪‬‬
‫إلى الفتح العثمانً بالقاهر ‪1858 ،‬م‪.‬‬
‫عبدهللا كامل موسى‪ :‬تطور المئذنة المصرٌة بمدٌنة القاهر من الفتح العربً حتى نهاٌة‬ ‫‪‬‬
‫العصر المملوكً دراسة معمارٌة زخرفٌة مقارنة مع مآذن العالم اإلسالمً‪،‬‬
‫رسالة دكتوراه كلٌة اآلثار‪ ،‬جامعة القاهر ‪.1884 ،‬‬
‫عٌسى سلٌمان‪ :‬العمارات العربٌة اإلسالمٌة فً العراق‪ ،‬خرزان‪ ،‬جار الرشٌد‪1862 ،‬م‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫فرٌد الشافعً‪ :‬العمار العربٌة فً مصر اإلسالمٌة الهٌئة المصرٌة للتؤلٌف والنشر‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫‪1870‬م‪.‬‬
‫فهٌم فتحً إبراهٌم عطاهللا أحمد حجازي‪ :‬دراسة مقارنة األسالٌب التخطٌط فً العمائر‬ ‫‪‬‬
‫الدٌنٌة السلجوقٌة والمصرٌة حتى نهاٌة العصر المملوكً‪ ،‬المكتب العربً‬
‫للمعارف‪.‬‬
‫كمال الدٌن سامح‪ :‬العمار اإلسالمٌة فً مصر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫محمد حمز إسماعٌل الحداد‪ :‬الطراز المصري لعمائر القاهر الدٌنٌة خالل العصر‬ ‫‪‬‬
‫العثمانً‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كلٌة اآلثار‪ ،‬جامعة القاهر ‪ ،‬المجلد األول‪.1880 ،‬‬

‫‪-56-‬‬
2023 ‫ لسنة‬55 ‫العدد‬ ‫المجلة العلمية بكلية اآلداب‬
،‫ السنة الثامنة‬،84 ‫ العدد‬،‫ مجلة الفٌصل‬،‫ أربٌل مدٌنة الشمس‬:ً‫محمود عبدالجبار السامرائ‬ 
.‫م‬1865 ‫ٌناٌر‬/ ‫ه‬1405 ،ً‫ربٌع الثان‬
‫ المراجع األجنبية‬:ً‫ثالثا‬
 Creswell, A short Account of Early Muslim Architecture, the
American University of Cairo, 1989.
 K.A.C. Creswell, Early Muslin Architecture Early Abbosids
Umayyad's of Cordova Aghlabids tulunids and
Samaniels Hacker Art Books, New York, 1979.
 Kaml Eddine (SAMAH), The Birth and Revolution of minarets in
Island in the Bullet of the faculty of Cairo.
 Layla Ali Ibrahim, the Great Khangah of Emir Qaw sun in Cairo
Mitteilungen des Deutschen Archaolo gischen
Institutes Abteilung Cairo, 1978.
 Shafei (F) West Islamic Influences on Architecture in Egypt
Reprint from the Bulletin of the faculty of Arts Cairo
University 1954.

-57-
2023 ‫ لسنة‬55 ‫العدد‬ ‫المجلة العلمية بكلية اآلداب‬

Minaret in both Egypt and Iraq


Archaeological study
By

Asma Syed Ahmed Selim


Prof. Dr. Hajjajy Ibrahim Mohamed
Professor of Islamic Archeology, Higher Institute of Tourism, Hurghada
Prof. Dr. Jamal Abdel Ati Khairallah
Professor, Department of Archeology, Faculty of Arts, Tanta University

Abstract:
This study aims to study the Egyptian minaret in detail and the Iraqi
influence on it with a comparative study between the Egyptian minaret
and the Iraqi minaret in terms of knowledge of building materials, the
general composition of the minaret with mentioning the styles of Iraqi
minarets; This is done through a detailed analytical study.

Keywords: Minarets in Egypt, minarets in Iraq, minarets,


archaeological studies.

-58-

You might also like