‫‪²‬‬

‫ﺟﺎﻣﻌﺔ الحسن األول‬

‫ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‬
‫سطات‬

‫ﺑﺣث ﻟﻧﯾل اﻹﺟﺎزة اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ‬

‫ﺷﻌﺑﺔ‪ :‬اﻟﻘﺎﻧون اﻟخاص‬

‫‪:‬‬
‫اﻟﻣـــــــــوﺿوع‬
‫سلطة القاضي في التعويض االتفاقي‬

‫إﻋــــــــــــــــداد اﻟطلبة ‪:‬‬

‫دونيا رشيد ‪20005218‬‬ ‫‪‬‬

‫عبد العالي رشيد‪20000787‬‬ ‫‪‬‬
‫هاجر ولد العريفة ‪20005683‬‬ ‫‪‬‬
‫حمزة ولد العريفة ‪14002208‬‬ ‫‪‬‬
‫بنسعدون سهام ‪20001094‬‬ ‫‪‬‬

‫ﺗﺣت إﺷراف‪:‬‬

‫الذكتورة ‪ :‬سهام القشتول‬

‫اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪2022/2023 :‬‬

 ‫التصــــــــــــميم‬
‫مــــقــــدمــــــة‬
‫الفصل األول‪ :‬األحكام العامة للتعويض اإلتفاقي‬
‫‪‬المبحث األول ‪ :‬ماٌهية التعٌو يض اإلتفاقي‬
‫‪‬المطلب األول ‪ :‬مفهوم التعويض اإلتفاقي‬
‫‪ ‬المطلب الثاني ‪ :‬خصائص التعويض اإلتفاقي‬
‫‪‬المبحث الثاني ً‪ :‬وظائف التعويض اإلتفاقي و مدى ارتباطه بالنظام العام‬
‫‪‬المطلب األول ‪ :‬وظائف التعويض اإلتفاقي‬
‫‪ ‬المطلب الثاني ‪ :‬مدى ارتباط تعديل التعويض اإلتفاقي بالنظام العام‬

‫الفصل الثانيً‪:‬شروط استحقاق التعويض اإلتفاقي و حدود تدخل القضاء ًفي‬

‫مراجعته‬
‫‪‬المبحث األول ‪ :‬شروط استحقاق التعويض اإلتفاقي‬
‫‪ ‬المطلب األول ‪ :‬الخطأ و الضرر‬
‫‪ ‬المطلب الثاني‪ :‬العالقة السببية و إعذار المدين‬
‫‪ ‬المبحث الثانيً‪ :‬حدود تدخل القضاء في مراجعة التعويض اإلتفاقي‬
‫‪ ‬المطلب األول ‪ :‬سلطة القاًض ي ًفي تخٌفيض التعويض اإلتفاقي‬
‫‪ ‬المطلب الثاني‪ :‬سلطة القاضي في الزيادة في التعويض اإلتفاقي‬
‫خــــــاتـــــمــــــة‬

‫إهـــــــــــــــــداء‬
‫نهدي مجهود بحثنا هذا إلى‬
 ‫من فرشوا األيام طريقـا إليصالنا‬
‫إلى من سهرت فصبرت طلبا آلمالنا‬
‫إلى من أضاءت عمرها لتنير لنا كل األزمان‬
‫إلى أمهاتنا‬
‫قدوتنا ومثلنا األعلى في حياتنا‬
‫إلي من أضناه العمر حتى رآنا نكبر‬
‫إلى من كان صبرنا حين عجزنا أن نصبر‬
‫أبي‬
‫إلى من حبهم يجري في عروقنا ويلهوج بذكراهم فؤادنا‬
‫إلى‬
‫أخواني أخواتي وأصدقـائي‬
‫إلى من صاغوا لي علمهم حروفـا ومن فكرهم منارة تنير لنا سيرة العلم والنجاح‬
‫أساتذتي الكرام‬

‫كلمــــــة شكـــــــــر‬
‫نتقدم بجزيل الشكر إلى أستاذتنا الدكتورة سهام القشتول إلشرافها على هذا البحث‬
‫وكــذا لنصائحها وتوجيهاتها التي كانت سندا لنا في إنجازه‬
‫كما أتقدم بالشكر الجزيل إلى جميع األساتذة الذين تعلمنا على أيديهم وفي‬
‫حضرتهم متمنياتنا لهم بدوام الصحة والعافية‬
‫ولكــل مبدع انجاز‪ ،‬ولكــل شكر قصيدة‪ ،‬ولكــل مقـام مقـال‪،‬‬
‫ولكــل نجاح شكــر وتقديــر‪ ،‬فجزيل الشكر نهديــك‬
‫ورب العــرش يحميـــك‪.‬‬

‫الئحة فك الرموز‬
 ‫م‪.‬س‪ :‬مرجع سابق‬
‫ص‪ :‬الصفحة‬
‫ق‪.‬ل‪.‬ع‪ :‬قانون االلتزامات و العقود‬
‫ق‪ .‬م‪ .‬م‪ :‬قانون المسطرة المدنية‬
‫ق‪.‬م‪.‬ف‪ :‬قانون مدًن فرنًس‬

‫مقدمة‬
‫إذا كان األصل في االلتزام أن ينفذ عينا انطالقا من كون الغاية من نشأته هي الحصول على أثره ‪,‬فإن‬
‫هذا األصل قد ال يتحقق بسبب عدم تنفيذ االلتزام أو التأخر في تنفيذه الشيء الذي يترتب عنه ضرر‬
‫للمتعاقد و حينها يصبح المدين بااللتزام مسؤوال و ملزما اتجاه الدائن متى توافرت باقي أركان‬
‫المسؤولية المدنية ‪,‬‬
‫و ذلك بتعويض هذا األخير عما أصابه من ضرر‪ ,‬و األصل في تقدير التعويض أنه يتم عن طريق‬
‫القضاء عمال بأحكام الفقرة األولى من الفصل ‪ 264‬من ق ل ع ‪ 1‬التي جاء فيها على أن '' الضرر‬
‫هو ما لحق الدائن من خسارة حقيقية و ما فاته من كسب متى كانا ناتجين مباشرة من عدم الوفاء‬
‫بااللتزام ‪.‬‬
‫و تقدير الظروف الخاصة بكل حالة موكول لفطنة المحكمة التي يجب عليها أن تقدر التعويضات‬
‫بكيفية مختلفة حسب خطأ المدين أو تدليسه ''‬
‫غير أن المشرع المغربي أدخل تعديال على الفصل المشار إليه أعاله مكان بموجبه ألطراف العالقة‬
‫التعاقدية أن يتفقا مقدما على مقدار التعويض الذي يستحقه الدائن إذا لم ينفذ المدين التزامه أو تأخر‬
‫في الوفاء به و ذلك بموجب القانون رقم ‪ 2 27.95‬الذي دخل حيز التنفيذ بمقتضى ظهير ‪ 11‬غشت‬
‫‪ , 1995‬حيث نظم بذلك المؤسسة التي التعرف بالتعويض االتفاقي أو الشرط الجزائي ‪ ,‬واضعا بذلك‬
‫حدا لالختالف الفقهي و القضائي بخصوص حدود سلطة القاضي في تعديله ‪.‬‬
‫و لقد ظهر التعويض االتفاقي ألول مرة في القانون الروماني اال أنه كان ينظر اليه كجزاء و ليس‬
‫كتعويض يستهدف جبر الضرر و كذلك نجده في الفقه االسالمي ألنه ليس فيه ما يخل بما وضعه‬
‫الشارع الحكيم ‪ ,‬كما نظمه المشرع الفرنسي سواء في القانون الفرنسي القديم أو في مدونة نابليون ‪,‬‬
‫كذلك الشأن بالنسبة للتشريع المصري و غيره من التشريعات المقارنة ‪.‬‬

‫و أما على مستوى التشريع المغربي‪ ،‬فلم يشهد هذه المؤسسة كما سبق بيان ذلك إال‬
‫بموجب التعديل الذي شمل أحكام الفصل ‪462‬من ق ل ع بموجب القانون رقم ‪49.72‬‬
‫المذكور أعاله‪ ،‬حيث أضاف إٌليه ثالث فقرات جاء ٌفها على أنه"‪:‬يجوز للمتعاقدين بأن‬
‫‪1‬‬
‫‪ .‬ظهير ‪ 9‬رمضان ‪ 1331‬الموافق ل ل ‪ 12‬غشت ‪ 1913‬بمثابة قانون االلتزامات و العقود‬
‫‪2‬‬
‫القانون رقم ‪ 27.95‬المتمم بموجبه قانون االلتزامات و العقود ج ر عدد ‪ 4323‬بتاريخ‬
 ‫يتفقا على التعويض عن األضرار التي قد تلحق الدائن من جراء عدم الوفاء بااللتزام‬
‫األصلي كاٌل أو جزئيا‪ ،‬أو التأٌخ ر في تنفٌيذه‪.‬‬
‫ٌمكن للمحكمة تخٌفض التعويض المتفق عٌله إذا كان مبالغا ٌفه‪ ،‬أو الرفع من ٌقمته إذا‬
‫كان زهيدا‪ ،‬و لها ٌأيضا أن تخفض من التعويض المتفق عٌله بنسبة النفع الذي عاد على‬
‫الدائن من جراء التنفيذ الجزئي‬
‫يقع باطال كل شرط يخالف ذلك‪".‬‬
‫و لقد أتى الفقه بتعريفات مختلفة للتعويض اإلتفاقي نذكر من بينها ما جاء به الدكتور‬
‫إدريس فتاحي " ‪33‬هو االتفاق الذيٌ قدر ٌفه المتعاقدان مسبقا التعويض الذي يستحقه الدائن‬
‫إذا لم ينفذ المدين التزامه أو إذا تأخر في تنفيذه ‪ ،‬فهو إذا اتفاق على مبلغ محدد جزافا نٌظ ر‬
‫اإلخالل بااللتزامات‪ ،‬يدفعه المدين في األحوال المشار إٌلها"‪.‬‬
‫و يكتسي موضوع التعويض اإلتفاقي الذي نحن بصدد دراسته أهمية بالغة خصوصا و‬
‫أن هذه المؤسسة كٌثرة االستعمال في المعامالت الماٌلية‪ ،‬و على الدور الذي تلعبه هذه‬
‫المؤسسة في تنفيذ العقود‪ ،‬و ذلك من خالل المساهمة في إعادة الثقة للقوة التنفيذية للعقود‪،‬‬
‫و بالتالي دفع عجلة النمو االقتصادي إلى األمام‪ ،‬و ذلك للتخفيف على القضاء من حدة‬
‫الملفات المعروضة عٌله‪ ،‬وبغية من المشرع ًف تمٌك ن األطراف من حل نزاعاتهم بطرق‬
‫ودية‪ ،‬بحيث اليلجأ إلى القضاء إال في حالة نشوب نزاعات جدية بخصوص تنفيذ االلتزام‬
‫من عدمه‪ٌ ،‬ح ث ال يخفى على أحد األوضاع الصعبة التي مر بها الجهاز القضائي المغربي‬
‫نتيجة لكثرة القضايا الرائجة أمامه‪ ،‬علما أن هذه الوسيلة أي التعويض االتفاًق من شأنها‬
‫ضمان التنفيذ الصحيح و السريع لتعاقدات األطراف‪ ،‬و تؤمن لهم الحصول على التعويض‬
‫العادل ًف حالة اإلخالل بالعقد ًف أسرع وقت ممكن بٌعدا عن ردهات المحاكم‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫لكن يبقى السؤال المطروح هل استطاع المشرع المغرًب بموجب التعديل المذكور‬
‫سالفا أن يحقق الغاية المرجوة منه‪ ،‬وذلك بتمٌك ن األطراف من تحديد التعويض األنسب‬
‫األضرار الالحقة بالدائن‪ ،‬تطبيقا لمبدأ حرية التعاقد‪ ،‬أم أنه حاول الحد من هذا المبدأ من‬
‫خالل تمٌك ن القضاء من استرجاع صالحياته في تقدير هذا التعٌو يض التي سلبت منه بموجب‬
‫‪ - 3‬ادريس فتاحي ‪ "،‬االتفاق على تعديل أحكام املسؤولية العقدية في القانون املغربي و املقارن '' مطبعة األمنية الرباط ‪.2004.‬ص‪50‬‬
 ‫نفس التعديل‪.‬‬
‫و تتفرع عن هذه اإلشكالية مجموعة من التساؤالت‪:‬‬
‫ما المقصود بالتعويض اإلتفاقي؟ و ماهي أهدافه و أهم خصائصه؟‬
‫و ماهي شروط استحقاقه؟ و مدى ارتباطه بالنظام العام؟‬
‫و مدى إمكانية القاضي في تعديل التعويض اإلتفاقي؟‬
‫لإلجابة على هذه األسئلة اعتمدنا على منهج تحٌلًل و مقارن‪ ،‬و سنعالج موضوعنا من‬
‫خالل التقسيم التالي‪:‬‬
‫الفصل األول‪ :‬األحكام العامة للتعويض اإلتفاقي‬
‫المبحث اأّل ول ً‪:‬شروط استحقاق التعويض اإلتفاقي و حدود تدخل القضاء في مراجعته‬

‫‪5‬‬

‫الفصل ﺍﻷﻭﻝ ‪ :‬ﺍﻷﺣﻛﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ‬

‫ﻧﻅﺭﺍ ﻷﻫﻣﻳﺔ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗﻭﻯ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺗﻌﺎﻗﺩﻳﺔ ‪ ٬‬ﻭ ﻻﻋﺗﺑﺎﺭﻩ ﺟﺯﺍء‬
 ‫ﻧﺎﺟﻣﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﻣﺳﺅﻭﻟﻳﺔ ﺍﻟﻣﺩﻧﻳﺔ ‪ ٬‬ﺍﻗﺗﺿﻰ ﻣﻧﺎ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﺧﺗﻠﻑ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺧﺻﻪ ‪ ٬‬ﻭﺍﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ‬
‫ﺑﺎﻷﺳﺎﺱ ﻓﻲ ﻣﺎﻫﻳﺔ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻹﺗﻔﺎﻗﻲ (ﺍﻟﻣﻁﻠﺏ ﺍﻷﻭﻝ) ‪ ٬‬ﺛﻡ ﻭﻅﺎﺋﻔﻪ ﻭ ﻣﺩﻯ ﺍﺭﺗﺑﺎﻁﻪ ﺑﺎﻟﻧﻅﺎﻡ‬
‫ﺍﻟﻌﺎﻡ (ﺍﻟﻣﻁﻠﺏ ﺍﻟﺛﺎﻧﻲ)‪.‬‬

‫ﺍﻟﻣبحث ﺍﻷﻭﻝ ‪ :‬ﻣﺎﻫﻳﺔ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ‬ ‫‪‬‬

‫ﻟﺗﺣﺩﻳﺩ ﻣﺎﻫﻳﺔ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﻭﺟﺏ ﺍﻟﻭﻗﻭﻑ ﻋﻥ ﻣﻔﻬﻭﻣﻪ( ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ) ‪ ٬‬ﺛﻡ ﺇﻟﻰ‬
‫ﺧﺻﺎﺋﺻﻪ (ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺛﺎﻧﻳﺔ) ‪ ٬‬ﻓﺿﻼ ﻋﻥ ﺗﻣﻳﻳﺯﻩ ﻋﻥ ﺑﻌﺽ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻳﺔ ﺍﻟﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ﻟﻪ‬
‫(ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺛﺎﻟﺛﺔ)‪.‬‬

‫ﺍﻟمطلب األول ‪ :‬ﻣﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ‬ ‫‪‬‬

‫ﺇﻥ ﺍﻟﻣﺷﺭﻉ ﺍﻟﻣﻐﺭﺑﻲ ﻟﻡ ﻳﻘﻡ ﺑﺗﻌﺭﻳﻑ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ (ﺍﻟﺷﺭﻁ ﺍﻟﺟﺯﺍﺋﻲ) ﺑﺷﻛﻝ‬
‫ﺻﺭﻳﺢ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺗﺑﺎﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺗﻌﺭﻳﻔﺎﺕ ﻣﻥ ﺍﺧﺗﺻﺎﺹ ﺍﻟﻔﻘﻪ ‪ ٬‬ﻭﻟﻛﻥ ﺍﻛﺗﻔﻰ ﺑﺎﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻳﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺭﻉ‬
‫ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻥ ﺍﻟﺑﺎﺏ ﺍﻟﺛﺎﻟﺙ ﻣﻥ ﻗﺎﻧﻭﻥ ﺍﻻﻟﺗﺯﺍﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﻭﺧﺻﻭﺻﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺛﺎﻧﻳﺔ ﻣﻥ‬
‫ﺍﻟﻔﺻﻝ ‪ 264‬ﻣﻧﻪ ‪ 4‬ﺗﻣﺎﺷﻳﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻣﺷﺭﻉ ﺍﻟﻔﺭﻧﺳﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻧﺹ ﻋﻠﻳﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﺎﺩﺓ ‪1250 5 ٬‬‬
‫ﻭﺍﻟﻣﺷﺭﻉ ﺍﻟﻣﺻﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﺎﺩﺗﻳﻥ ‪224223 6 .‬‬

‫‪ 4 -‬ﺗﻨﺺ ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ 264‬ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ‪ 2‬على أنه ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻠﻤﺘﻌﺎﻗﺪﻳﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﻔﻘﺎ على التعويض عن األضرار التي قد تلحق ﺍﻟﺪﺍﺋﻦ ﻣﻦ ﺟﺮﺍﺀ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ بااللتزام األصلي‬
‫كليا أو جزئيا أو التأخير في تنفيذه‬
‫‪ 5 -‬ﻧﺼﺖ ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ األولى ﻣﻦ ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ 1250‬على أنه "ﻋﻨﺪﻣﺎ ينص في العقد على أن الفريق الذي يخل بتنفيذه يدفع مبلغا معينا كتعويض فال يمكن منح الفريق‬
‫األخر مبلغا أكثر أو أقل ‪.‬‬
‫‪ -6‬نصت املادة ‪ 223‬من القانون املدني املصري على ما يلي '' يجوز للمتعاقدين أن يحددا مقدما قيمة التعويض بالنص عليه في العقد أو في االتفاق الالحق''‬

‫‪6‬‬

‫ﻭ ﺭﺟﻭﻋﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻧﺟﺩ ﺃﻥ ﻫﻧﺎﻙ ﺗﻌﺎﺭﻳﻑ ﻋﺩﻳﺩﺓ ﻟﻠﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ‪ ٬‬ﺣﻳﺙ ﺗﻡ ﺗﻌﺭﻳﻔﻪ ﻣﻥ‬
 ‫ﻗﺑﻝ ﺍﻷﺳﺗﺎﺫ ﺯﻫﺩﻱ ﻳﻛﻥ ﺑﺄﻧﻪ "ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻟﺫﻱ ﻳﺷﺗﺭﻁﻪ ﺍﻟﻌﺎﻗﺩﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻭﻳﻘﺩﺭﺍﻧﻪ ﺑﻧﻔﺳﻬﻣﺎ‬
‫ﻋﻧﺩ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﻘﻳﺎﻡ ﺑﺗﻧﻔﻳﺫ ﺍﻟﻣﻭﺟﺏ ﺃﻭ ﻋﻧﺩ ﺣﺻﻭﻝ ﺍﻟﺗﺄﺧﻳﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻓﺎء" ‪ 7 ٬‬ﻛﻣﺎ ﺗﻡ ﺗﻌﺭﻳﻔﻪ ﺑﺄﻧﻪ‬

‫" ﺍﺗﻔﺎﻕ ﻳﺣﺩﺩ ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻩ ﻁﺭﻓﺎ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻣﺳﺑﻘﺎ ﻣﻘﺩﺍﺭ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻟﻣﺳﺗﺣﻕ ﻟﻠﺩﺍﺋﻥ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺇﺧﻼﻝ‬
‫ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ ﺟﺯﺋﻳﺎ ﺃﻭ ﻛﻠﻳﺎ ﺑﺎﻟﺗﺯﺍﻣﺎﺗﻪ ﺍﻟﺗﻌﺎﻗﺩﻳﺔ ﺃﻭ ﺗﺄﺧﺭﻩ ﻓﻲ ﺗﻧﻔﻳﺫﻫﺎ" ‪ 8 ٬‬ﻭﻣﻥ ﺗﻡ ﻓﻬﻭ ﻳﺩﺧﻝ ﺿﻣﻥ‬
‫‪9‬‬ ‫ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺗﻌﺎﻗﺩﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﻗﺩ ﺗﺭﺩ ﺿﻣﻥ ﺷﺭﻭﻁ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺫﺍﺗﻪ ﺃﻭ ﻓﻲ ﻣﻠﺣﻕ ﺇﺿﺎﻓﻲ" ‪.‬‬

‫ﻭﻋﻠﻰ ﺿﻭء ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺗﻌﺎﺭﻳﻑ ﻭﻏﻳﺭﻫﺎ ‪ 10 ٬‬ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺗﻔﻕ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻣﻁﺎﻑ ﺣﻭﻝ ﺃﻧﻪ ﺑﻧﺩﺍ ﻋﻘﺩﻳﺎ‬
‫ﻳﺩﺭﺟﻪ ﻁﺭﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻓﻲ ﻋﻘﺩﻫﻣﺎ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﻻﺣﻕ ﻭﻳﻘﺩﺭﺍﻧﻪ ‪ ٬‬ﻭﺫﻟﻙ ﻋﻧﺩ ﻋﺩﻡ ﺗﻧﻔﻳﺫ ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ‬
‫ﺍﻟﺗﺯﺍﻣﻪ ﺃﻭ ﺗﺄﺧﻳﺭ ﺗﻧﻔﻳﺫﻩ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬ﺧﺻﺎﺋﺹ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ‬ ‫‪‬‬

‫ﻳﻘﻭﻡ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﻋﻠﻰ ﺿﻣﺎﻥ ﺗﻧﻔﻳﺫ ﺍﻻﻟﺗﺯﺍﻡ ﺍﻟﺗﻌﺎﻗﺩﻱ ‪ ٬‬ﻟﻛﻭﻧﻪ ﻋﺑﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺑﻳﻥ‬
‫ﺍﻟﻁﺭﻓﻳﻥ ﺍﻟﻣﺗﻌﺎﻗﺩﻳﻥ ‪ ٬‬ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻳﻌﺗﺑﺭ ﻣﻥ ﺧﻼﻝ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺗﺯﺍﻣﺎ ﺗﺎﺑﻌﺎ ﻟﻼﻟﺗﺯﺍﻡ ﺍﻷﺻﻠﻲ ﻭﻟﻳﺱ ﻣﺳﺗﻘﻼ‬
‫ﻋﻧﻪ ‪.‬‬

‫ﻭﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ‪ ٬‬ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺗﻣﺗﻊ ﺑﺧﺎﺻﻳﺗﻳﻥ ﺃﺳﺎﺳﻳﺗﻳﻥ ﻣﺗﻣﺛﻠﺗﻳﻥ ﻓﻲ ‪ :‬ﺧﺎﺻﻳﺔ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻳﺔ ﻭﺧﺎﺻﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﺗﺑﻌﻳﺔ‪.‬‬

‫ﺃﻭﻻ‪ :‬ﺧﺎﺻﻳﺔ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻳﺔ‬ ‫‪‬‬

‫ﻳﺳﺗﻣﺩ ﺍﻟﺷﺭﻁ ﺍﻟﺟﺯﺍﺋﻲ ﺧﺎﺻﻳﺗﻪ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻳﺔ ﻣﻥ ﺧﻼﻝ ﻣﺿﻣﻭﻥ ﺍﻟﻣﺎﺩﺓ ‪ 264‬ﻣﻥ ﻗﺎﻧﻭﻥ‬
‫ﺍﻻﻟﺗﺯﺍﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﺍﻵﻧﻑ ﺍﻟﺫﻛﺭ ‪ ٬‬ﺣﻳﺙ ﺃﻧﻪ ﺑﻣﺟﺭﺩ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﺑﻳﻥ ﺍﻟﻁﺭﻓﻳﻥ ﺣﻭﻝ ﺗﻘﺩﻳﺭ‬

‫‪ 7 --‬ﻃﺎﺭﻕ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻄﻠﻖ ﺃﺑﻮ ليلى ‪،‬التعويض االتفاقيي في القانون املدني – ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ‪، -‬ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻟﻨﻴﻞ شهادة املاجستيرﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ‬
‫ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪ -‬ﻠﻴﺔ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ‪ -‬ﻧﺎﺑﻠﺲ‪ -‬فلسطين ‪ 2007،‬ﺹ ‪8.‬‬
‫‪ 8 -‬ﺃﺣﻤﺪ ادريوش‪ "،‬االجتهاد القضائي املغربي في ميدان االلتزامات و العقود سلسلة املعارف القانونية العدد الرابع ‪ 1997‬ص ‪143‬‬

‫‪ -9‬العربي مياد '' عقود االذعان دراسة مقارنة الطبعة األولى ‪ 2004‬ص‪462‬‬
‫‪ -10‬عرف األستاذ عبد الرزاق السنهوري التعويض االتفاقي ب ' ' التعويض الذي يقوم بتقديره املتعاقدان مقدما بدال من تركه للقاضي و الذي يستحقه‬
‫الدائن اذا لم يقم املدين في تنفيذ التزاماته و هذا التعويض عن عدم التنفيذ أو قد يتفقان على مقدار التعويض املستحق في حالة تأخر املدين بتنفيذ‬
‫التزاماته ‪.‬‬

‫‪7‬‬
 ‫ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻹﺧﻼﻝ ﻋﻥ ﺗﻧﻔﻳﺫ ﺍﻻﻟﺗﺯﺍﻡ ﺍﻟﺗﻌﺎﻗﺩﻱ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺗﺄﺧﻳﺭ ﻋﻥ ﺗﻧﻔﻳﺫﻩ ‪ ٬‬ﻭﺫﻟﻙ‬
‫ﺇﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺍﻷﺻﻠﻲ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﻣﺳﺗﻘﻝ ﻭﻻﺣﻕ ﺑﻬﺫﺍ ﺍﻟﻌﻘﺩ ‪.‬‬

‫ﻭﺑﻣﺎ ﺃﻥ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﻫﻭ ﻣﺻﺩﺭ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ‪ ٬‬ﻓﺈﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺧﻳﺭ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎﺭﻩ ﺃﺣﺩ‬
‫ﺍﻟﺷﺭﻭﻁ ﺍﻟﻣﻛﻭﻧﺔ ﻟﻠﻌﻘﺩ ‪ ٬‬ﻳﺗﻁﻠﺏ ﻟﻛﻲ ﻳﻧﺷﺄ ﺻﺣﻳﺣﺎ ‪ ٬‬ﺃﻥ ﻳﺳﺗﻭﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ‬
‫‪12‬‬ ‫ﺍﻷﻫﻠﻳﺔ ﻭﺍﻟﺭﺿﺎ ﻭﺍﻟﻣﺣﻝ ﻭﺍﻟﺳﺑﺏ ‪ 11‬ﻭﺷﺭﻭﻁﻪ ‪.‬‬

‫ﻭﻗﺩ ﻛﺭﺱ ﺍﻟﻘﺿﺎء ﻣﻧﺫ ﻣﺩﺓ ﺍﻟﻁﺎﺑﻊ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﻟﻠﺷﺭﻁ ﺍﻟﺟﺯﺍﺋﻲ ‪ ٬‬ﺣﻳﺙ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺃﺣﺩ ﻗﺭﺍﺭﺍﺕ‬
‫ﻣﺣﻛﻣﺔ ﺍﻻﺳﺗﺋﻧﺎﻑ ﺑﺎﻟﺭﺑﺎﻁ ﺑﺗﺎﺭﻳﺦ ‪ 20‬ﺃﻛﺗﻭﺑﺭ ‪ 1962‬ﺑﺄﻥ ‪...":‬ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﻗﺩ ﺍﺗﻔﻘﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺷﺭﻁ‬
‫‪13‬‬ ‫ﺟﺯﺍﺋﻲ ﺣﺩﺩﻭﺍ ﻷﻧﻔﺳﻬﻡ ‪ ٬‬ﺑﻭﺍﺳﻁﺗﻪ ‪ ٬‬ﻭﺑﺷﻛﻝ ﻣﺳﺑﻕ ﻗﺩﺭ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ‪. "...‬‬

‫ﻛﻣﺎ ﻳﺭﺗﻛﺯ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﺃﻳﺿﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﺎﺻﻳﺔ ﺃﺧﺭﻯ ﻭ ﻫﻲ ﺍﻟﺗﺑﻌﻳﺔ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﻳﺎ‪ :‬ﺧﺎﺻﻳﺔ ﺍﻟﺗﺑﻌﻳﺔ‬ ‫‪‬‬

‫ﺇﻥ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﻻ ﻳﻧﺷﺄ ﻣﺳﺗﻘﻼ ﺑﻝ ﻫﻭ ﺗﺎﺑﻊ ﻻﻟﺗﺯﺍﻡ ﺃﺻﻠﻲ ‪ ٬‬ﺣﻳﺙ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺧﻳﺭ‬
‫ﻳﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﺍﻻﻟﺗﺯﺍﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻳﺗﻌﻬﺩ ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ ﺑﺗﻧﻔﻳﺫﻩ ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﺍﻟﺩﺍﺋﻥ ‪ ٬‬ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻻﻟﺗﺯﺍﻡ ﻳﺗﻁﻠﺏ ﺗﻧﻔﻳﺫﻩ ﻋﻳﻧﺎ ‪٬‬‬
‫ﺇﺫ ﻟﻳﺱ ﻟﻠﺩﺍﺋﻥ ﺃﻥ ﻳﻁﺎﻟﺏ ﺑﺎﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺑﻣﻘﺩﻭﺭ ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ ﺗﻧﻔﻳﺫ ﺍﻻﻟﺗﺯﺍﻡ ﻋﻳﻧﺎ ‪ ٬‬ﺑﻝ ﻟﻪ ﺃﻻ ﻳﻘﺑﻝ‬
‫ﺑﻪ ﻣﺎﺩﺍﻡ ﺍﻟﺗﻧﻔﻳﺫ ﺍﻟﻌﻳﻧﻲ ﻣﻣﻛﻧﺎ ‪ ٬‬ﺑﺎﻋﺗﺑﺎﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﺍﻟﺗﺯﺍﻡ ﺛﺎﻧﻭﻱ ﻭﺗﺎﺑﻊ ﻟﻼﻟﺗﺯﺍﻡ‬
‫‪14‬‬ ‫ﺍﻷﺻﻠﻲ ‪ ٬‬ﻳﻬﺩﻑ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﺇﻟﻰ ﺿﻣﺎﻥ ﺗﻧﻔﻳﺫﻩ ‪.‬‬

‫ﻭﻣﻥ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻧﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﻁﺑﻳﻌﺔ ﺍﻟﺗﺑﻌﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ‪ ٬‬ﻓﺈﻧﻪ ﺗﺗﺭﺗﺏ ﻋﻠﻳﻪ ﻧﻔﺱ ﺁﺛﺎﺭ‬
‫ﺍﻻﻟﺗﺯﺍﻡ ﺍﻷﺻﻠﻲ ‪ ٬‬ﺣﻳﺙ ﺃﻥ ﺑﻁﻼﻧﻪ ﺃﻭ ﺇﺑﻁﺎﻟﻪ ﻳﻧﺟﻡ ﻋﻧﻪ ﻣﺑﺎﺷﺭﺓ ﺇﺑﻁﺎﻝ ﺃﻭ ﺑﻁﻼﻥ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ‬

‫‪ 11‬ﺍﻧﻈﺮ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﻘﻮﺩ‪.‬‬

‫‪ 12 -‬ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ ﺃﻳﻮﺏ‪ ،‬ﺳﻠﻄﺔ القاضي في تعديل التعويض اإلتفاقي ( دراسة مقارنة ) مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء‬
‫)‬
‫‪. 23‬‬
‫‪ 11-‬ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ ﺍﻳﻮﺏ ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺹ ‪24.‬‬
‫‪- 12-‬ﻃﺎﺭﻕ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻄﻠﻖ ابو ليلى ‪ ، ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ‪ ،‬ﺹ ‪:19.‬‬
‫‪8‬‬
‫ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺧﻳﺭ ﻳﺷﻛﻝ ﺍﻟﺗﺯﺍﻣﺎ ﺗﺑﻌﻳﺎ ‪ ٬‬ﻭﻫﺫﺍ ﻣﺎ ﺃﻛﺩﻩ ﺍﻟﻣﺷﺭﻉ ﺍﻟﻣﻐﺭﺑﻲ ﻣﻥ ﺧﻼﻝ‬
‫‪15‬‬ ‫ﺍﻟﻔﺻﻝ ‪ 307‬ﻣﻥ ﻗﺎﻧﻭﻥ ﺍﻻﻟﺗﺯﺍﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ‪.‬‬

‫ﻭﺗﻁﺑﻳﻘﺎ ﻟﻣﺑﺩﺃ "ﺍﻟﺗﺎﺑﻊ ﺗﺎﺑﻊ ‪ "٬‬ﻓﺈﻥ ﺑﻁﻼﻥ ﺃﻭ ﺇﺑﻁﺎﻝ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﻻ ﻳﺳﺗﺗﺑﻌﻪ ﺑﻁﻼﻥ ﺃﻭ‬
‫ﺇﺑﻁﺎﻝ ﺍﻻﻟﺗﺯﺍﻡ ﺍﻷﺻﻠﻲ ‪ ٬‬ﻟﻛﻭﻥ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺧﻳﺭ ﻗﺎﺋﻡ ﺑﺫﺍﺗﻪ ‪ ٬‬ﻭﻫﺫﺍ ﻣﺎ ﺗﻘﺭﻩ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺛﺎﻧﻳﺔ ﻣﻥ ﻧﻔﺱ‬
‫ﺍﻟﻔﺻﻝ ﺍﻟﻣﺷﺎﺭ ﺇﻟﻳﻪ ﺳﺎﻟﻔﺎ ﺍﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﻓﻳﻬﺎ "‪ :‬ﺑﻁﻼﻥ ﺍﻻﻟﺗﺯﺍﻡ ﺍﻟﺗﺎﺑﻊ ﻻ ﻳﺗﺭﺗﺏ ﻋﻠﻳﻪ ﺑﻁﻼﻥ‬
‫‪16‬‬ ‫ﺍﻻﻟﺗﺯﺍﻡ ﺍﻷﺻﻠﻲ" ‪.‬‬

‫ﻭﺧﻼﺻﺔ ﺍﻟﻘﻭﻝ ‪ ٬‬ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺷﺭﻁ ﺍﻟﺟﺯﺍﺋﻲ ﻳﺗﻣﺗﻊ ﺑﺧﺎﺻﻳﺗﻳﻥ ﻣﺗﺟﻠﻳﺗﻳﻥ ﺑﺎﻷﺳﺎﺱ ﻓﻲ ﺧﺎﺻﻳﺔ‬
‫ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻳﺔ ‪ ٬‬ﻭﺍﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛﻝ ﺟﻠﻳﺎ ﻓﻲ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻘﺎﺋﻡ ﺑﻳﻥ ﻁﺭﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺗﻌﺎﻗﺩﻳﺔ ﺣﻭﻝ ﺗﻘﺩﻳﺭ‬
‫ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻟﻣﺳﺗﺣﻕ ﻣﺳﺑﻘﺎ ﻟﻠﺩﺍﺋﻥ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺇﺧﻼﻝ ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ ﻋﻥ ﺗﻧﻔﻳﺫ ﺍﻻﻟﺗﺯﺍﻡ ﺍﻟﻣﺗﻔﻕ ﻋﻠﻳﻪ ﺃﻭ‬
‫ﺍﻟﺗﺄﺧﻳﺭ ﻓﻲ ﺗﻧﻔﻳﺫﻩ ﺳﻭﺍء ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﺑﺷﻛﻝ ﻛﻠﻲ ﺃﻭ ﺟﺯﺋﻲ ‪ ٬‬ﻓﺿﻼ ﻋﻥ ﺍﻟﺗﺑﻌﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﻳﺗﺳﻡ ﺑﻬﺎ ﻫﺫﺍ‬
‫ﺍﻟﻧﻭﻉ ﻣﻥ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﻭﺍﻟﺗﻲ ﺗﺗﺿﺢ ﻓﻲ ﻛﻭﻧﻪ ﻳﺗﺑﻊ ﺍﻻﻟﺗﺯﺍﻡ ﺍﻷﺻﻠﻲ ﻛﻣﺎ ﺳﺑﻕ ﺫﻛﺭﻩ‪.‬‬

‫ﻛﻝ ﻫﺎﺗﻪ ﺍﻟﺳﻣﺎﺕ ﻫﻲ ﺍﻟﺗﻲ ﻗﺩ ﺗﻣﻳﺯ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﻋﻥ ﺑﻌﺽ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻳﺔ ﺍﻟﻣﺷﺎﺑﻬﺔ‬
‫ﻟﻪ‪.‬‬
‫‪ 15 -‬نصت الفقرة األولى من املادة ‪ 307‬من قانون االلتزامات و العقود على '' بطالن االلتزام األصلي يترتب عنه بطالن االلتزامات التابعة ما لم يظهر العكس‬
‫من القانون أو من طبيعة االلتزام التابع ''‬
‫‪ 14‬ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ ﺃﻳﻮﺏ ‪ ٬‬ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ (ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ) ‪ ٬‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ‪ ٬‬ﺹ ‪25 .‬‬

‫‪9‬‬
 ‫ﺍﻟﻣبحث ﺍﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﻭﻅﺎﺋﻑ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻹﺗﻔﺎﻗﻲ ﻭ ﻣﺩﻯ ﺍﺭﺗﺑﺎﻁﻪ ﺑﺎﻟﻧﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ‬ ‫‪‬‬

‫ﻭﺍﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧﺕ ﻣﺣﻝ ﻧﻘﺎﺵ ﺑﻳﻥ ﺍﻟﻔﻘﻪ‬ ‫ﻳﻘﻭﻡ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﻋﻠﻰ ﻭﻅﺎﺋﻑ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‬
‫ﻭﺍﻟﻘﺿﺎء ‪ ٬‬ﻭﺍﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻅﻳﻔﺔ ﺍﻟﺗﻬﺩﻳﺩﻳﺔ ‪ ٬‬ﻓﺿﻼ ﻋﻥ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺿﻳﺔ ‪ ٬‬ﻭﺍﻟﺗﻲ ﺳﻭﻑ ﻳﺗﻡ‬
‫ﺍﻟﺗﻌﺭﺽ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ (ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ) ‪ ٬‬ﻛﻣﺎ ﺃﻥ ﻁﺑﻳﻌﺗﻪ ﺍﻟﻣﺑﻧﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﺗﻡ ﺍﻟﺗﻘﻳﻳﺩ‬
‫ﻣﻧﻬﺎ ‪ ٬‬ﻧﻅﺭﺍ ﻻﺭﺗﺑﺎﻁﻬﺎ ﺑﺎﻟﻧﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ‪ ٬‬ﻭﻫﺫﺍ ﻣﺎ ﺳﻭﻑ ﻳﻛﻭﻥ ﻣﻭﺿﻭﻉ ﺍﻟﺩﺭﺍﺳﺔ ﻓﻲ(ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ‬
‫ﺍﻟﺛﺎﻧﻳﺔ) ‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬ﻭﻅﺎﺋﻑ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻹﺗﻔﺎﻗﻲ‬
‫ﺑﺩﺃ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﻳﺑﺭﺯ ﺑﺷﻛﻝ ﺟﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗﻭﻯ ﺇﺑﺭﺍﻡ ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ‪ ٬‬ﻟﻣﺎ ﻟﻪ ﻣﻥ ﺃﻫﻣﻳﺔ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﻭﻓﺎء ﺑﺎﻻﻟﺗﺯﺍﻡ ﻭﺗﺷﺟﻳﻌﺎ ﻻﺳﺗﻘﺭﺍﺭ ﺍﻟﺗﻌﺎﻣﻼﺕ ﻭﺗﺣﻘﻳﻕ ﺍﻟﺗﻭﺍﺯﻥ ﺍﻻﻗﺗﺻﺎﺩﻱ ﺑﻳﻥ ﻁﺭﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺩ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﻟﻪ ﻭﻅﺎﺋﻑ ﻣﺗﻣﻳﺯﺓ ﺗﺗﺟﻠﻰ ﺃﻭﻻﻫﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻅﻳﻔﺔ ﺍﻟﺗﻬﺩﻳﺩﻳﺔ (ﺃﻭﻻ) ‪ ٬‬ﻭ ﺛﺎﻧﻳﻬﻣﺎ‬
‫ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻅﻳﻔﺔ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺿﻳﺔ (ﺛﺎﻧﻳﺎ)‪.‬‬
‫ﺃﻭﻻ‪ :‬ﺍﻟﻭﻅﻳﻔﺔ ﺍﻟﺗﻬﺩﻳﺩﻳﺔ‬ ‫‪‬‬

‫ﺍﻷﺻﻝ ﺃﻥ ﻳﻘﻭﻡ ﻁﺭﻓﺎ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺑﺗﻧﻔﻳﺫ ﺍﻟﺗﺯﺍﻣﺎﺗﻬﻣﺎ ﺣﺳﺏ ﺍﻷﺻﻭﻝ ﻭﺑﺣﺳﻥ ﻧﻳﺔ ‪ ٬‬ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺃﺣﻳﺎﻧﺎ‬
‫ﻗﺩ ﻳﺭﺍﻭﺩ ﺃﺣﺩ ﺍﻷطرافة ﺍﻟﺗﻣﺎﻁﻝ ﻭﻋﺩﻡ ﺍﻻﻛﺗﺭﺍﺙ ﻓﻲ ﺗﻧﻔﻳﺫ ﺍﻻﻟﺗﺯﺍﻡ ‪ ٬‬ﻭﺑﺫﻟﻙ ﻳﺷﻛﻝ ﺍﺳﺗﺣﺿﺎﺭ‬
‫ﻭﺟﻭﺩ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﺗﻬﺩﻳﺩﺍ ﻣﺿﺎﻓﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ ﻟﺗﻧﻔﻳﺫ ﺍﻟﺗﺯﺍﻣﻪ ‪ ٬‬ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻹﻟﺯﺍﻣﻳﺔ‬
‫ﻟﻠﻌﻘﺩ ﺍﻷﺻﻠﻲ ‪ ٬‬ﻓﺎﻟﻣﺗﻌﺎﻗﺩﻳﻥ ﻳﻌﻠﻣﺎﻥ ﻣﺳﺑﻘﺎ ﺃﻥ ﺃﻱ ﺇﺧﻼﻝ ﻟﻠﻌﻘﺩ ﺳﻳﺗﺭﺗﺏ ﻋﻧﻪ ﺗﻌﻭﻳﺽ ﺃﻛﺑﺭ ﻣﻥ‬
‫‪24‬‬ ‫ﺍﻟﺿﺭﺭ ﺍﻟﺣﺎﺻﻝ ﻓﻌﻼ ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻟﻣﺩﻳﻥ ﻗﺩ ﻳﻘﺑﻝ ﺷﺭﻁﺎ ﺟﺯﺍﺋﻳﺎ ﻣﺑﺎﻟﻐﺎ ﻓﻳﻪ ﺳﻭﺍء ﺑﺭﺿﺎﻩ ﺃﻭ ﺭﻏﻣﺎ ﻋﻧﻪ ‪ ٬‬ﻓﻬﺫﺍ ﻗﺩ ﻳﻭﺣﻲ ﺿﻣﻧﻳﺎ‬
‫ﺃﻥ ﺍﻟﺩﺍﺋﻥ ﺑﻬﺫﺍ ﺍﻟﺷﺭﻁ ﻳﻘﻭﻡ ﺑﺗﻬﺩﻳﺩ ﻣﺩﻳﻧﻪ ﻟﻳﺿﻣﻥ ﺍﻟﻭﻓﺎء ﺑﻣﺎ ﺗﻡ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻋﻠﻳﻪ ‪ ٬‬ﻣﻣﺎ ﻗﺩ ﻳﺟﻌﻝ‬

‫‪ 24‬طارق محمد مطلق أبو ليلى م‪.‬س الصفحة ‪42‬‬

‫‪10‬‬
 ‫ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﻓﻲ ﺑﻌﺽ ﺍﻟﺣﺎﻻﺕ ﻳﻠﻌﺏ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻭﻅﻳﻔﺔ ﺍﻟﺗﻬﺩﻳﺩﻳﺔ ﻋﻭﺽ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺿﻳﺔ‪.‬‬
‫ﻭ ﺗﺗﺟﻠﻰ ﻛﺫﻟﻙ ﺍﻟﻭﻅﻳﻔﺔ ﺍﻟﺗﻬﺩﻳﺩﻳﺔ ﻟﻠﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﻣﻥ ﺧﻼﻝ ﻣﻧﺢ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺳﻠﻁﺔ ﻓﻲ‬
‫ﺗﻌﺩﻳﻝ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺧﺻﻭﺻﺎ ﺍﻟﺯﻳﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﻗﻳﻣﺗﻪ ﻣﺗﻰ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺩﺍﺭ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﻻ ﻳﻣﺛﻝ ﻗﻳﻣﺔ ﺍﻟﺿﺭﺭ‬
‫ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻟﺣﻕ ﺑﺎﻟﺩﺍﺋﻥ‪.‬‬
‫ﺑﺎﻟﻌﻭﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻥ ﺍﻟﻣﻘﺎﺭﻥ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻥ ﺍﻟﻔﺭﻧﺳﻲ ﻧﺟﺩﻩ ﻳﻣﻳﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻭﻅﻳﻔﺔ ﺍﻟﺗﻬﺩﻳﺩﻳﺔ‬
‫ﻟﻠﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ‪ 25 ٬‬ﻭﻗﺩ ﺍﺳﺗﻧﺩﻭﺍ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺇﻟﻰ ﻣﺟﻣﻭﻋﺔ ﻣﻥ ﺍﻻﻋﺗﺑﺎﺭﺍﺕ ﺃﻫﻣﻬﺎ‪:‬‬
‫ﺃﻥ ﺍﻟﻣﺎﺩﺓ ‪ 1226‬ﻓﻲ ﺻﻳﻐﺗﻬﺎ ﺍﻟﺟﺩﻳﺩﺓ ﺗﻔﻳﺩ ﺍﻟﻁﺎﺑﻊ ﺍﻹﻛﺭﺍﻫﻲ ﻟﻠﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ‬
‫ﻭﻳﺗﺟﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺑﺎﻟﺧﺻﻭﺹ ﻓﻲ ﻓﺗﺢ ﻣﺟﺎﻝ ﺍﻟﻣﺭﺍﻗﺑﺔ ﻟﻠﺗﻌﺳﻔﺎﺕ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﻁﺑﻊ ﻫﺎﺗﻪ ﺍﻟﻣﺅﺳﺳﺔ‬
‫ﻧﻔﺱ ﺍﻟﺗﺻﻭﺭ ﻗﺩ ﺍﺳﺗﻘﺭﺕ ﻋﻠﻳﻪ ﺍﻟﻣﻣﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺗﻌﺎﻗﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﻐﺭﺏ ﺣﻳﺙ ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﻳﺗﻡ‬
‫‪26‬‬ ‫ﺍﻟﻠﺟﻭء ﺇﻟﻰ ﻫﺎﺗﻪ ﺍﻟﺷﺭﻭﻁ ﻛﻭﺳﻳﻠﺔ ﻟﺿﻣﺎﻥ ﺍﻟﺗﻧﻔﻳﺫ ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﻳﺎ‪ :‬ﺍﻟﻭﻅﻳﻔﺔ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺿﻳﺔ ﻟﻠﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ‬ ‫‪‬‬

‫ﻳﻌﺗﺑﺭ ﺍﻟﺷﺭﻁ ﺍﻟﺟﺯﺍﺋﻲ ﺣﺳﺏ ﺑﻌﺽ ﺍﻟﺑﺎﺣﺛﻳﻥ ‪ 27‬ﺇﻣﻛﺎﻧﻳﺔ ﺃﻭ ﻭﺳﻳﻠﺔ ﻣﻧﺣﻬﺎ ﺍﻟﻣﺷﺭﻉ ﻳﻣﻛﻥ‬
‫ﻣﻥ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺗﺟﻧﺏ ﺗﺣﻛﻡ ﺍﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ ﺗﻘﺩﻳﺭ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻟﻣﺳﺗﺣﻕ ﻟﻠﺩﺍﺋﻥ ﻣﺗﻰ ﺃﺧﻝ ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ‬
‫ﺑﺎﻟﺗﺯﺍﻣﻪ‪.‬‬
‫ﻭﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎﻟﻐﺎﻳﺔ ﻣﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺷﺭﻁ ﻫﻭ ﺍﻟﺗﺧﻠﺹ ﻣﻥ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻭﺍﻟﺑﻁء ﻭﺍﻟﺗﻛﺎﻟﻳﻑ ﺍﻟﺗﻲ ﻗﺩ‬
‫ﺗﺳﺑﺑﻬﺎ ﺍﻟﻣﺣﺎﻛﻡ ﻓﻲ ﺗﺣﺩﻳﺩ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺿﺎﺕ ﺍﻟﺗﻲ ﻳﻣﻛﻥ ﺃﻥ ﻳﺅﺩﻱ ﺇﻟﻳﻬﺎ ﻋﺩﻡ ﺗﻧﻔﻳﺫ ﺍﻻﻟﺗﺯﺍﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﺗﺄﺧﺭ‬
‫ﻓﻲ ﺗﻧﻔﻳﺫﻩ ‪.‬‬
‫ﻣﻥ ﺧﻼﻝ ﺻﻳﺎﻏﺔ ﺍﻟﻔﺻﻝ ‪ 264‬ﻣﻥ ﻕ ﻝ ﻉ ‪ ٬‬ﻳﺗﺿﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﻣﺷﺭﻉ ﺍﻟﻣﻐﺭﺑﻲ ﺗﺑﻧﻰ ﺗﺻﻭﺭﻩ‬
‫ﻓﻲ ﺟﻌﻝ ﺍﻟﺷﺭﻁ ﺍﻟﺟﺯﺍﺋﻲ ﻭﺳﻳﻠﺔ ﻟﺗﻘﺩﻳﺭ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﻋﻥ ﺍﻟﺿﺭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺩ ﻳﻠﺣﻕ ﺍﻟﺩﺍﺋﻥ ﻧﺗﻳﺟﺔ‬
‫ﺇﺧﻼﻝ ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ ﺑﺗﻧﻔﻳﺫ ﺍﻟﺗﺯﺍﻣﻪ ﺃﻭ ﺍﻟﺗﺄﺧﺭ ﻓﻲ ﺗﻧﻔﻳﺫﻩ‪.‬‬

‫‪ 25 -‬محمد بلفقير حدود سلطة القاضي في تعديل التعويض االتفاقي '' مقال أشغال امللتقى الدولي الذي نظمه مختبر الدراسات القانونية املدنية و العقارية بكلية‬
‫الحقوق بمراكش و نادي قضاة املغرب يوم ‪ 15-14‬يونيو ‪ 2013‬تكريما للدكتور املختار العطار الصفحة ‪435‬‬
‫‪-26‬محمد بلفقير مرجع سابق ص ‪435‬‬
‫‪ -27‬ادريس فتاحي م س ‪.‬ص‪50‬‬
‫‪11‬‬
 ‫ﻭﺍﻟﻣﺷﺭﻉ ﺍﻟﻣﺻﺭﻱ ﺑﺩﻭﺭﻩ ﺗﺑﻧﻰ ﻧﻔﺱ ﺍﻟﻣﻭﻗﻑ ﺣﻳﺙ ﺍﻋﺗﺑﺭ ﺍﻟﺷﺭﻁ ﺍﻟﺟﺯﺍﺋﻲ ﻭﺳﻳﻠﺔ ﺍﺗﻔﺎﻗﻳﺔ‬
‫‪28‬‬ ‫ﻟﺗﻘﺩﻳﺭ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ‪ ٬‬ﻭﻣﺗﻰ ﺃﺛﺑﺕ ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ ﻋﺩﻡ ﺗﺣﻘﻕ ﺍﻟﺿﺭﺭ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺩﺍﺋﻥ ﻻ ﻳﺳﺗﺣﻕ ﺃﻱ ﺗﻌﻭﻳﺽ ‪.‬‬
‫ﻭ ﺭﻏﻡ ﻣﺎ ﺍﻋﺗﻣﺩﻩ ﻛﻝ ﺍﺗﺟﺎﻩ ﻣﻥ ﺣﺟﺞ ﻭﺃﺩﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﺩﻋﻳﻡ ﻁﺭﺣﻪ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻻﺗﺟﺎﻩ ﺍﻟﺣﺩﻳﺙ ﻣﻥ ﺍﻟﻔﻘﻪ‬
‫ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺭﺃﻱ ﺁﺧﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﻭﺿﻭﻉ ﻭﺍﺗﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻣﺯﺝ ﺑﻳﻥ ﺍﻻﺗﺟﺎﻫﻳﻥ ‪ ٬‬ﻭﻳﺅﻛﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺷﺭﻁ‬
‫ﺍﻟﺟﺯﺍﺋﻲ ﻫﻭ ﻭﺳﻳﻠﺔ ﻟﺿﻣﺎﻥ ﺗﻧﻔﻳﺫ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻣﻥ ﺟﻬﺔ ‪ ٬‬ﻭﻳﺷﻛﻝ ﺗﻘﺩﻳﺭﺍ ﺟﺯﺍﻓﻳﺎ ﻟﻠﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋﻥ‬
‫ﺍﻻﺧﻼﻝ ﺑﺗﻧﻔﻳﺫ ﺍﻻﻟﺗﺯﺍﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﺗﺄﺧﺭ ﻓﻲ ﺗﻧﻔﻳﺫﻩ ﻣﻥ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺭﻯ ‪ 29 ٬‬ﻭﺃﻥ ﻛﻝ ﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺗﻘﺩﻳﺭ‬
‫ﻳﺳﺗﺩﻋﻲ ﺗﺩﺧﻝ ﺍﻟﻘﺿﺎء ‪ ٬‬ﺳﻭﺍء ﺑﺎﻟﺯﻳﺎﺩﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﻧﻘﺻﺎﻥ ﺣﺗﻰ ﻳﺗﻼءﻡ ﻣﻊ ﺍﻟﺿﺭﺭ ﺍﻟﺣﺎﺻﻝ ﻟﻠﺩﺍﺋﻥ‬
‫‪30‬‬ ‫ﻧﺗﻳﺟﺔ ﻧﻛﻭﻝ ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ ﻋﻥ ﺗﻧﻔﻳﺫ ﺍﻟﺗﺯﺍﻣﻪ ‪.‬‬
‫ﺑﺩﻭﺭﻧﺎ ﻧﺭﻯ ﺃﻧﻪ ﺭﻏﻡ ﺍﻟﺻﻔﺔ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺿﻳﺔ ﻟﻠﺷﺭﻁ ﺍﻟﺟﺯﺍﺋﻲ ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻥ ﺍﻟﻧﺎﺣﻳﺔ ﺍﻟﻌﻣﻠﻳﺔ ﻓﻬﻭ ﺫﻭ‬
‫ﻁﺑﻳﻌﺔ ﻣﺯﺩﻭﺟﺔ ﺗﻌﻭﻳﺿﻳﺔ ﻣﻥ ﺟﻬﺔ ﻭﺗﻬﺩﻳﺩﻳﺔ ﻣﻥ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺭﻯ ‪ ٬‬ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻣﺗﻌﺎﻗﺩ ﻣﻥ ﺧﻼﻝ‬
‫ﺇﺩﺭﺍﺝ ﺍﻟﺷﺭﻁ ﺍﻟﺟﺯﺍﺋﻲ ﻅﺎﻫﺭﻳﺎ ﻳﺳﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺣﺻﻭﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻹﺧﻼﻝ ﺑﺎﻻﻟﺗﺯﺍﻡ ‪٬‬‬
‫ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺷﺭﻁ ﻳﺣﻣﻝ ﻓﻲ ﻛﻧﻔﻪ ﺻﻔﺔ ﺗﻬﺩﻳﺩﻳﺔ ﻣﻥ ﺃﺟﻝ ﺍﻟﺣﺭﺹ ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﻳﺫ ﺍﻟﺗﺯﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ ﺍﺗﺟﺎﻩ‬
‫ﺍﻟﻁﺭﻑ ﺍﻵﺧﺭ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬ﻣﺩﻯ ﺍﺭﺗﺑﺎﻁ ﺗﻌﺩﻳﻝ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﺑﺎﻟﻧﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ‬ ‫‪‬‬

‫ﻣﻥ ﺧﻼﻝ ﺍﻻﻁﻼﻉ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﻛﺎﻡ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻷﺧﻳﺭﺓ ﻣﻥ ﺍﻟﻔﺻﻝ ‪ 264‬ﻣﻥ ﻕ ﻝ ﻉ ‪ ٬‬ﻳﺗﺿﺢ ﻟﻧﺎ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻣﺷﺭﻉ ﺍﻟﻣﻐﺭﺑﻲ ﻣﻧﻊ ﻁﺭﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻣﻥ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﻋﺩﻡ ﺟﻭﺍﺯ ﺗﻌﺩﻳﻝ ﺍﻟﺷﺭﻁ‬
‫ﺍﻟﺟﺯﺍﺋﻲ ﺇﻣﺎ ﺑﺎﻟﺯﻳﺎﺩﺓ ﻓﻳﻪ ﺃﻭ ﺍﻟﺗﺧﻔﻳﺽ ﻣﻧﻪ ﺑﺣﺳﺏ ﺍﻟﺣﺎﻻﺕ ‪ ٬‬ﺣﻳﺙ ﺍﻋﺗﺑﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺷﺭﻁ ﺑﺎﻁﻼ ‪٬‬‬
‫ﺣﻳﺙ ﻧﺹ ﻓﻳﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ‪ ":‬ﻳﻘﻊ ﺑﺎﻁﻼ ﻛﻝ ﺷﺭﻁ ﻳﺧﺎﻟﻑ ﺫﻟﻙ ‪".‬‬
‫ﻭ ﻋﻠﻳﻪ ﻓﻼ ﻳﺟﻭﺯ ﻟﻁﺭﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺃﻥ ﻳﺿﻳﻔﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺷﺭﻁ ﺍﻟﺟﺯﺍﺋﻲ ﺃﻧﻪ ﻭﺍﺟﺏ ﺍﻷﺩﺍء ﻓﻲ‬
‫ﺟﻣﻳﻊ ﺍﻷﺣﻭﺍﻝ ‪ ٬‬ﺣﺗﻰ ﻭ ﻟﻭ ﻟﻡ ﻳﻘﻊ ﺿﺭﺭ ‪ ٬‬ﺃﻭ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ ﺑﺗﻧﻔﻳﺫ ﺍﻻﻟﺗﺯﺍﻡ ﺟﺯﺋﻳﺎ ﺃﻭ ﺗﺑﻳﻥ ﺃﻥ‬
‫ﺍﻟﺗﻘﺩﻳﺭ ﻣﺑﺎﻟﻎ ﻓﻳﻪ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﻛﺑﻳﺭﺓ ‪ ٬‬ﺇﺫ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺣﺎﻟﺔ ﻳﻌﺩ ﺍﻟﺷﺭﻁ ﺑﺎﻁﻼ ﺩﻭﻥ ﺍﻻﻟﺗﺯﺍﻡ ﺍﻟﺫﻱ‬

‫‪ 28 -‬ﺣﻴﺚ ﻧﺼﺖ ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ 224‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ املدني املصري علىال أنه ال يكون التعويض االتفاقي مستحقا اذا أثبت املدين أن الدائن لم يلحقه أي ضرر و يجوز للقاضي أن‬
‫يخفض هذا التعويض ذا أثبت املدين أن التقدير كان مبالغا فيه الى درجة كبيرة و أن االلتزام األصلي قد نفذ في جزء منه‬
‫‪ 29 -‬ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ ﺃﻳﻮﺏ " ﻡ ﺱ ‪ ،‬ﺹ ‪30.‬‬
‫‪Lorsque le contrat stipule que celui qui manquera de l'exécuter paiera une certaine " : 30 - Article 1231-5 de droit civile de France‬‬
‫‪somme à titre de dommages et intérêts, il ne peut être alloué à l'autre partie une somme plus forte ni moindre. Néanmoins, le juge peut,‬‬
‫‪. " même d'office, modérer ou augmenter la pénalité ainsi convenue si elle est manifestement excessive ou dérisoire‬‬
‫‪12‬‬
 ‫ﻳﺑﻘﻰ ﻗﺎﺋﻣﺎ ‪ ٬‬ﻭ ﺫﻟﻙ ﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺷﺭﻁ ﻟﻠﻧﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ‪ ٬‬ﻭ ﺟﺎﺯ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﺑﺎﻟﺭﻏﻡ ﻣﻥ ﻭﺟﻭﺩﻩ ﺃﻻ‬
‫ﻳﺣﻛﻡ ﺑﺄﻱ ﺗﻌﻭﻳﺽ ﻟﻠﺩﺍﺋﻥ ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻳﻠﺣﻘﻪ ﺃﻱ ﺿﺭﺭ ‪ ٬‬ﻛﻣﺎ ﻳﺧﻔﺽ ﻣﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﺃﺛﺑﺕ ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻡ‬
‫ﺑﺗﻧﻔﻳﺫ ﺍﻟﺗﺯﺍﻣﻪ ﺟﺯﺋﻳﺎ ﻭ ﻋﺎﺩ ﺫﻟﻙ ﺑﺎﻟﻧﻔﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﺍﺋﻥ ‪ ٬‬ﺃﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﺗﻘﺩﻳﺭ ﻣﺑﺎﻟﻎ ﻓﻳﻪ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﻛﺑﻳﺭﺓ ‪٬‬‬
‫ﻓﺎﻟﻘﺎﻧﻭﻥ ﻫﻧﺎ ﻳﺣﻣﻲ ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ ‪ ٬‬ﻭ ﻳﻌﺗﺑﺭ ﺃﻥ ﺭﺿﺎءﻩ ﺑﻣﺛﻝ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﺃﻗﺭﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺫﻋﺎﻥ ﻣﻧﻪ ﺇﻟﻰ‬
‫‪31‬‬ ‫ﺍﻟﻘﺑﻭﻝ ‪.‬‬
‫ﻭ ﻟﺋﻥ ﻛﺎﻧﺕ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻷﺧﻳﺭﺓ ﺍﻟﻣﺷﺎﺭ ﺇﻟﻳﻬﺎ ﺃﻋﻼﻩ ‪ ٬‬ﻗﺩ ﺭﺗﺑﺕ ﺍﻟﺑﻁﻼﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻣﻘﺗﺿﻳﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻣﻥ ﻧﻔﺱ ﺍﻟﻔﺻﻝ ‪ ٬‬ﻓﺈﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺑﻁﻼﻥ ﻻ ﻳﺭﺗﺑﻁ ﺑﺎﻟﻧﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﻘﺩﺭ ﻣﺎ ﻳﺭﺗﺑﻁ ﺑﺣﻣﺎﻳﺔ‬
‫ﻗﺎﻧﻭﻧﻳﺔ ﺍﺧﺗﻳﺎﺭﻳﺔ ﻣﻧﺣﻬﺎ ﺍﻟﻣﺷﺭﻉ ﻟﻠﻁﺭﻑ ﺍﻟﻣﻐﺑﻭﻥ ‪ ٬‬ﻭ ﻫﻭ ﻳﺗﻌﻠﻕ ﺑﺎﻟﺗﻧﺎﺯﻝ ﺍﻟﻣﺳﺑﻕ ﻋﻥ ﺣﻕ‬
‫ﺍﻻﺩﻋﺎء ﺑﻔﺩﺍﺣﺔ ﺍﻟﻣﺑﻠﻎ ﺍﻟﻣﺷﺭﻭﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ‪ 32 ٬‬ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺗﺑﺎﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺻﻳﺎﻏﺔ ﺍﻟﺗﻲ‬
‫ﻭﻅﻔﻬﺎ ﺍﻟﻣﺷﺭﻉ ﺗﺗﻌﻠﻕ ﺑﻣﻛﻧﺔ ﺑﻳﺩ ﺍﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ‪ ٬‬ﺣﻳﻧﻣﺎ ﻭﻅﻑ ﻋﺑﺎﺭﺓ "ﻳﻣﻛﻥ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ ‪ "٬‬ﺃﻱ ﺃﻥ‬
‫ﺍﻷﻣﺭ ﻣﻧﻭﻁ ﺑﻁﻠﺑﺎﺕ ﺍﻷطرافة ﺍﻟﺗﻲ ﻳﺗﻌﻳﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺍﺣﺗﺭﺍﻣﻬﺎ ﻭ ﺍﻟﺣﻛﻡ ﻓﻲ ﺣﺩﻭﺩﻫﺎ ﻋﻣﻼ‬
‫ﺑﺄﺣﻛﺎﻡ ﺍﻟﻔﺻﻝ ﺍﻟﺛﺎﻟﺙ ﻣﻥ ﻕ ﻡ ﻡ ‪ ٬‬ﺇﺫ ﻟﻳﺱ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻘﺿﻲ ﺑﻬﺎ ﻣﻥ ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺳﻬﺎ ‪ ٬‬ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﻣﺷﺭﻉ‬
‫ﻟﻭ ﻛﺎﻥ ﻳﺭﻣﻲ ﻓﻌﻼ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻁﻬﺎ ﺑﺎﻟﻧﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻭﻅﻑ ﺻﻳﻐﺔ ﺍﻟﻭﺟﻭﺏ ‪ ٬‬ﺑﻘﻭﻟﻪ‪" :‬ﻳﺟﺏ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺗﺧﻔﻳﺽ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻟﻣﺗﻔﻕ ﻋﻠﻳﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﺑﺎﻟﻐﺎ ﻓﻳﻪ‪...‬ﻭ ﺍﻟﺭﻓﻊ ﻣﻥ ﻗﻳﻣﺗﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ‬
‫ﺯﻫﻳﺩﺍ ‪ "٬‬ﻭ ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻛﻭﻥ ﻣﺭﺍﺟﻌﺔ ﺍﻟﻘﺿﺎء ﻟﻠﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﻣﺷﺭﻭﻁ ﺑﻁﻠﺏ ﺍﻟﻁﺭﻑ ﺍﻟﻣﻐﺑﻭﻥ‬
‫ﺑﺣﺳﺏ ﺍﻟﺣﺎﻟﺔ ‪ ٬‬ﺇﻣﺎ ﺍﻟﺩﺍﺋﻥ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺯﻫﻳﺩﺍ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺧﻁﺄ ﺍﻟﺟﺳﻳﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﻐﺵ ﻭ‬
‫ﺫﻟﻙ ﺑﺎﻟﺯﻳﺎﺩﺓ ﻓﻳﻪ ‪ ٬‬ﻭ ﺇﻣﺎ ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﺑﺎﻟﻐﺎ ﻓﻳﻪ ﺃﻭ ﻋﻧﺩ ﺍﻟﺗﻧﻔﻳﺫ ﺍﻟﺟﺯﺋﻲ ﻟﻼﻟﺗﺯﺍﻡ ‪ ٬‬ﻋﻠﻣﺎ ﺃﻧﻪ‬
‫‪33‬‬ ‫ﺳﺑﻕ ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺍﻟﻧﻘﺽ ﺃﻥ ﻗﺿﺕ ﺑﺧﻼﻑ ﻣﺎ ﺳﺑﻕ ﺗﻔﺻﻳﻠﻪ ‪ ٬‬ﺣﻳﺙ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺇﺣﺩﻯ ﻗﺭﺍﺭﺍﺗﻬﺎ‬
‫ﺑﺄﻧﻪ‪ ":‬ﻋﻣﻼ ﺑﺎﻟﻔﺻﻝ ‪ 264‬ﻣﻥ ﻕ ﻝ ﻉ ﻓﺈﻥ ﻛﻝ ﺷﺭﻁ ﻳﺗﻡ ﺗﺿﻣﻳﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺑﺄﻥ ﻳﺗﻔﻕ ﻁﺭﻓﺎﻩ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺗﺣﺩﻳﺩ ﺗﻌﻭﻳﺽ ﻳﺅﺩﻯ ﻋﻧﺩ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﻭﻓﺎء ﺑﺎﻻﻟﺗﺯﺍﻡ ﻛﻠﻳﺎ ﺃﻭ ﺟﺯﺋﻳﺎ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺗﺄﺧﺭ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﺗﻧﻔﻳﺫ ‪ ٬‬ﻳﻌﺗﺑﺭ ﺷﺭﻁﺎ ﺟﺯﺍﺋﻳﺎ ﻳﻣﻛﻥ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ ﺗﻌﺩﻳﻠﻪ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺳﻠﻁﺗﻬﺎ ﺍﻟﺗﻘﺩﻳﺭﻳﺔ ﻭ ﻟﻭ ﻟﻡ ﻳﻁﻠﺏ‬

‫‪ 31 -‬ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ ﺃﺣﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ السنهوري الوسيط في شرح القانون املدني الجديد الجزء‪ 2‬م‪.‬س‪.‬ص ‪876.‬‬
‫‪ 32 -‬ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ ﺃﻳﻮﺏ‪ :‬ﺳﻠﻄﺔ القاضي في تعديل التعويض االتفاقي ( دراسة مقارنة ) م ‪.‬س‪.‬ص‪.170‬‬
‫‪ 33 -‬ﻗﺮﺍﺭ ﻋﺪﺩ ‪ 605‬ﺑﺘﺎﺭ ﺦ ‪ 2007/05/23‬ﺍﳌﻠﻒ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻋﺪﺩ ‪ 2007/367،‬ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ محمد بفقير في كتابه قانون االلتزامات و العقود و العمل القضائي م‪.‬س‪.‬ص‪ 166‬و‬
‫ما يليها منشور بمجلة في رحاب املحاكم عدد ‪ 2‬ص‪ 82‬و ما يليها ‪.‬‬

‫‪13‬‬
 ‫ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻣﺗﺿﺭﺭ ﻟﻌﺩﻡ ﺍﻟﻧﺹ ﺑﺎﻟﻣﻘﺗﺿﻰ ﺍﻟﻣﺫﻛﻭﺭ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻭﺟﺏ ﺃﻻ ﻳﺗﻡ ﻣﺎ ﺫﻛﺭ ﺇﻻ ﺑﻁﻠﺏ ﻣﻥ‬
‫ﻁﺭﻑ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺧﻳﺭ"‪.‬‬
‫ﻟﻛﻥ ﺍﻟﻣﺅﻛﺩ ﻫﻭ ﺃﻧﻪ ﻻﺳﺗﺣﻘﺎﻕ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﻳﺟﺏ ﺃﻥ ﺗﻘﺩﻡ ﺑﺷﺄﻧﻪ ﺩﻋﻭﻯ ﻧﻅﺎﻣﻳﻪ ﻻ ﺃﻥ‬
‫‪34‬‬ ‫ﻳﻘﺗﺻﺭ ﻋﻠﻰ ﻣﺟﺭﺩ ﺩﻓﻊ ﻓﻲ ﺩﻋﻭﻯ ﺟﺎﺭﻳﺔ ‪ ٬‬ﻭ ﻫﻭ ﻣﺎ أقرته ﻣﺣﻛﻣﺔ ﺍﻟﻧﻘﺽ ﻓﻲ ﺃﺣﺩ ﻗﺭﺍﺭﺍﺗﻬﺎ‬
‫ﺑﺄﻧﻪ‪":‬ﺇﻥ ﺍﻟﻐﺭﺍﻣﺔ ﺍﻟﺗﻌﺎﻗﺩﻳﺔ ﺍﻟﻣﺗﺩﺍﻭﻝ ﺗﺳﻣﻳﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﺷﺭﻁ ﺍﻟﺟﺯﺍﺋﻲ ﻫﻲ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﻣﺳﺑﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ‬
‫ﻋﻥ ﺍﻷﺿﺭﺍﺭ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﻠﺣﻕ ﺍﻟﺩﺍﺋﻥ ﻋﻥ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﻭﻓﺎء ﺑﺎﻻﻟﺗﺯﺍﻡ ﺍﻷﺻﻠﻲ ﻛﻠﻳﺎ ﺃﻭ ﺟﺯﺋﻳﺎ ﺃﻭ ﻋﻥ‬
‫ﺍﻟﺗﺄﺧﻳﺭ ﻓﻲ ﺗﻧﻔﻳﺫﻩ ‪ ٬‬ﻳﺗﻌﻳﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﻥ ﻳﺭﻳﺩ ﺍﻟﻣﻁﺎﻟﺑﺔ ﺑﻬﺎ ﺃﻥ ﻳﻘﺩﻡ ﺩﻋﻭﻯ ﻧﻅﺎﻣﻳﺔ ﻻ ﻣﺟﺭﺩ ﺩﻓﻊ‬
‫ﻟﺗﺗﺄﻛﺩ ﺍﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣﻥ ﺗﻭﻓﺭ ﺷﺭﻭﻁ ﺍﻟﺣﻛﻡ ﺑﻬﺎ ﻣﻥ ﻋﺩﻣﻪ ﻭ ﺗﻌﺩﻳﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻭ ﺍﻟﻧﻘﺻﺎﻥ"‪.‬‬
‫ﻭ ﻧﺷﻳﺭ ﻫﻧﺎ ‪ ٬‬ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺷﺭﻁ ﺍﻟﺟﺯﺍﺋﻲ ﻟﻳﺱ ﻫﻭ ﻣﺻﺩﺭ ﺍﺳﺗﺣﻘﺎﻕ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻟﻣﺗﻔﻕ ﻋﻠﻳﻪ ﺃﻭ‬
‫ﺳﺑﺑﻪ ‪ ٬‬ﻭ ﺇﻧﻣﺎ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﻳﻧﺷﺄ ﻣﻥ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻧﻔﺳﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺛﺑﻭﺕ ﺍﻟﻣﺳﺅﻭﻟﻳﺔ ﺍﻟﻌﻘﺩﻳﺔ ‪ ٬‬ﺃﻭ ﺃﻥ ﻳﻛﻭﻥ‬
‫ﻣﺻﺩﺭﻩ ﺍﻟﻌﻣﻝ ﻏﻳﺭ ﺍﻟﻣﺷﺭﻭﻉ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻣﺳﺅﻭﻟﻳﺔ التقصيرية ‪ ٬‬ﻭ ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻳﻛﻭﻥ ﻋﺩﻡ ﺗﻧﻔﻳﺫ‬
‫ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ ﻻﻟﺗﺯﺍﻣﻪ ﻛﻠﻳﺎ ﺃﻭ ﺟﺯﺋﻳﺎ ﺃﻭ ﺗﺄﺧﺭﻩ ﻓﻲ ﺗﻧﻔﻳﺫﻩ ﻫﻭ ﺳﺑﺏ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ‪.‬‬

‫‪ 34 -‬قرار عدد ‪ 605‬بتاريخ ‪ 23/05/2007‬في امللف التجاري عدد‬

‫بفقير في كتابه قانون االلتزامات‬

‫‪14‬‬
 ‫ﺍﻟفصل ﺍﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺷﺭﻭﻁ ﺍﺳﺗﺣﻘﺎﻕ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻹﺗﻔﺎﻗﻲ ﻭ ﺣﺩﻭﺩ ﺗﺩﺧﻝ ﺍﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ‬
‫ﻣﺭﺍﺟﻌﺗﻪ‬
‫ﻣﻥ ﺍﺟﻝ استحقاق ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﻻﺑﺩ ﻣﻥ ﺗﻭﻓﺭ ﻣﺟﻣﻭﻋﺔ ﻣﻥ ﺍﻟﺷﺭﻭﻁ(ﺍﻟﻣﻁﻠﺏ‬
‫ﺍﻷﻭﻝ) ‪ ٬‬ﻭ ﻗﺩ ﺧﻭﻝ ﺍﻟﻣﺷﺭﻉ ﺍﻟﻣﻐﺭﺑﻲ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﺻﻼﺣﻳﺎﺕ ﺗﻌﺩﻳﻝ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﻣﺗﻰ‬
‫ﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﺗﻼﺋﻡ ﻣﻊ ﺍﻟﺿﺭﺭ ﺍﻟﺣﺎﺻﻝ (ﺍﻟﻣﻁﻠﺏ ﺍﻟﺛﺎﻧﻲ)‪.‬‬
‫ﺍﻟﻣبحث ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﺷﺭﻭﻁ ﺍﺳﺗﺣﻘﺎﻕ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻹﺗﻔﺎﻗﻲ‬ ‫‪‬‬

‫ﻟﻛﻲ ﻳﺗﻡ ﺍﻟﺣﻛﻡ ﺑﺎﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﻻﺑﺩ ﻣﻥ ﺗﻭﺍﻓﺭ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻣﺳﺅﻭﻟﻳﺔ ﺍﻟﻌﻘﺩﻳﺔ ﻣﻥ ﺧﻁﺄ ‪ ٬‬ﻭ‬
‫ﺿﺭﺭ (ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ) ‪ ٬‬ﻭﻋﻼﻗﺔ ﺳﺑﺑﻳﺔ ﺑﻳﻥ ﺧﻁﺄ ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ ﻭ ﺍﻟﺿﺭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻟﺣﻕ ﺍﻟﺩﺍﺋﻥ ﻧﺗﻳﺟﺔ‬
‫ﺧﻁﺄ ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ ‪ ٬‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﺷﺗﺭﺍﻁ ﺍﻟﻣﺷﺭﻉ ﺍﻟﻣﻐﺭﺑﻲ ﺗﻭﺟﻳﻪ ﺍﻹﻧﺫﺍﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ (ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ‬
‫ﺍﻟﺛﺎﻧﻳﺔ) ‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬ﺍﻟﺧﻁﺄ ﻭ ﺍﻟﺿﺭﺭ‬ ‫‪‬‬

‫ﺳﻧﺗﻧﺎﻭﻝ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺧﻁﺄ ﺍﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋﻥ ﻋﻼﻗﺔ ﺗﻌﺎﻗﺩﻳﺔ( ﺃﻭﻻ) ‪ ٬‬ﺛﻡ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺿﺭﺭ ﺍﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋﻥ‬
‫ﺧﻁﺄ ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ( ﺛﺎﻧﻳﺎ)‪.‬‬
‫ﺃﻭﻻ‪ :‬ﺍﻟﺧﻁﺄ ﺍﻟﻌﻘﺩﻱ‬ ‫‪‬‬

‫ﺷﻛﻝ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﻋﻥ ﺗﺣﺩﻳﺩ ﺍﻟﻣﻘﺻﻭﺩ ﺑﺎﻟﺧﻁﺄ ﺍﻟﻌﻘﺩﻱ ﻣﺩﺍﺭ ﺣﺩﻳﺙ ﻣﺧﺗﻠﻑ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎء ﻓﻬﻧﺎﻙ ﻣﻥ‬
‫ﺍﻋﺗﺑﺭﻩ " ﺍﻧﺣﺭﺍﻑ ﻓﻲ ﺳﻠﻭﻙ ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ ﺑﺎﻻﻟﺗﺯﺍﻡ ﻻ ﻳﺄﺗﻳﻪ ﺍﻟﺭﺟﻝ ﺍﻟﻣﻌﺗﺎﺩ ﺇﺫﺍ ﻭﺟﺩ ﻧﻔﺱ ﻅﺭﻭﻑ‬
‫ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ‪ "٬‬ﻛﻣﺎ ﻋﺭﻓﻪ ﺁﺧﺭﻭﻥ ﺑﺄﻧﻪ " ﺍﻧﺣﺭﺍﻑ ﺇﻳﺟﺎﺑﻲ ﺃﻭ ﺳﻠﺑﻲ ﻓﻲ ﺳﻠﻭﻙ ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ ﻳﺅﺩﻱ‬
‫ﺇﻟﻰ ﻣﺅﺍﺧﺫﺗﻪ ‪ "٬‬ﻭﻳﻌﺭﻑ ﺃﻳﺿﺎ ﺑﺄﻧﻪ " ﻋﺩﻡ ﺗﻧﻔﻳﺫ ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ ﻟﻼﻟﺗﺯﺍﻡ ﺍﻟﻧﺎﺷﺊ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻘﺩ " ‪ 35 ٬‬ﻭﻳﻌﺩ‬
‫ﺍﻟﺗﻌﺭﻳﻑ ﺍﻷﺧﻳﺭ ﺍﻛﺛﺭ ﺩﻗﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺗﻌﺎﺭﻳﻑ ﺍﻷﺧﺭﻯ ‪ ٬‬ﻓﻬﻭ ﻣﻥ ﺟﻬﺔ ﺗﻌﺭﻳﻑ ﺟﺎﻣﻊ ﻣﺎﻧﻊ‬
‫ﻳﻌﺑﺭ ﻋﻥ ﻣﺎﻫﻳﺔ ﺍﻟﺧﻁﺄ ﺍﻟﻌﻘﺩﻱ ‪ ٬‬ﻭﻣﻥ ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﻳﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻌﺑﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﻣﻠﻳﺔ ﻟﻠﺧﻁﺄ ﺍﻟﻌﻘﺩﻱ ﺇﺫ‬
‫ﺃﻥ ﻋﺩﻡ ﺗﻧﻔﻳﺫ ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ ﺃﻭ ﻣﺟﺭﺩ ﺍﻟﺗﺄﺧﺭ ﻓﻲ ﺗﻧﻔﻳﺫﻩ ﻳﻌﺗﺑﺭ ﺧﻁﺄ ﻳﺭﺗﺏ ﻣﺳﺅﻭﻟﻳﺗﻪ‪.‬‬

‫‪ 35 -‬ﻋﺪﻧﺎﻥ ابراهيم و خاطر النوري حمد '' شرح القانون املدني –مصادر الحقوق الشخصية –دراسة مقارنة –نقال عن أحمد سيم فريز نصرة '' الشرط العدل للمسؤولية العقدية في‬
‫القانون املدني املصري '' أطروحة لنيل الدكتوراه نوقشت بكلية الدراسات العليا في جامعة النجاح في فلسطين سنة ‪ 2006‬الصفحة ‪.6‬‬
‫‪15‬‬
 ‫ﻭﻳﺗﺣﻘﻕ ﺍﻟﺧﻁﺄ ﺍﻟﻌﻘﺩﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﻋﻧﺩ ﻋﺩﻡ ﺗﻧﻔﻳﺫ ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ ﻻﻟﺗﺯﺍﻣﻪ ﺍﻷﺻﻠﻲ ﺃﻭ‬
‫ﺗﻧﻔﻳﺫﻩ ﺑﻛﻳﻔﻳﺔ ﻣﻌﻳﺑﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺗﺄﺧﺭ ﻓﻲ ﺗﻧﻔﻳﺫﻩ ‪. 36‬‬

‫ﻳﺗﺧﺫ ﺍﻟﺧﻁﺄ ﺍﻟﻌﻘﺩﻱ ﺃﻛﺛﺭ ﻣﻥ ﻣﻅﻬﺭ ﻗﺎﻧﻭﻧﻲ ﻳﺧﺗﻠﻑ ﺑﺎﺧﺗﻼﻑ ﻧﻭﻋﻳﺔ ﺍﻹﺧﻼﻝ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﺭﺗﻛﺑﻪ‬
‫ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ ‪ ٬‬ﻓﻬﻭ ﻗﺩ ﻳﺗﻣﺛﻝ ﻓﻲ ﺍﻣﺗﻧﺎﻉ ﺃﺣﺩ ﺍﻟﻣﺗﻌﺎﻗﺩﻳﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﻭﻓﺎء ﺑﺎﻻﻟﺗﺯﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﻌﻬﺩ ﺑﻬﺎ ‪ ٬‬ﻭﻗﺩ‬
‫ﻳﻛﻭﻥ ﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺷﻛﻝ ﺗﺄﺧﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺗﻧﻔﻳﺫ ‪ ٬‬ﺍﻷﻣﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻳﺗﺳﺑﺏ ﻓﻲ ﺇﻟﺣﺎﻕ ﺍﻟﺿﺭﺭ ﺑﺎﻟﻁﺭﻑ ﺍﻟﺩﺍﺋﻥ ‪٬‬‬
‫ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻣﺷﺭﻉ ﺍﻟﻣﻐﺭﺑﻲ ﻗﺩ ﺍﻗﺗﺻﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺻﻝ ‪ 263‬ﻣﻥ ﻕ ﻝ ﻉ ﻋﻠﻰ ﺫﻛﺭ ﻫﺎﺫﻳﻥ‬
‫ﺍﻟﻣﻅﻬﺭﻳﻥ ﻟﻺﺧﻼﻝ ﺑﺎﻻﻟﺗﺯﺍﻡ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺫﻟﻙ ﻻ ﻳﻌﻧﻲ ﺃﻥ ﺗﺣﺩﻳﺩﻩ ﻛﺎﻥ ﻭﺍﺭﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﻳﻝ ﺍﻟﺣﺻﺭ ‪٬‬‬
‫ﺑﺩﻟﻳﻝ ﺃﻥ ﻫﻧﺎﻙ ﺍﻟﻛﺛﻳﺭ ﻣﻥ ﺍﻷﺷﻛﺎﻝ ﺍﻷﺧﺭﻯ ﺍﻟﺗﻲ ﻳﺗﺣﻘﻕ ﻓﻳﻬﺎ ﺍﻟﺧﻁﺄ ﺍﻟﻌﻘﺩﻱ ﻣﻥ ﺫﻟﻙ ﻣﺛﻼ ﺣﺎﻟﺔ‬
‫ﺗﺳﻠﻳﻡ ﺍﻟﺑﺎﺋﻊ ﺷﻳﺋﺎ ﻣﻌﻳﺑﺎ ﻟﻠﻣﺷﺗﺭﻱ ﻭﻫﻭ ﻳﻌﻠﻡ ﻣﺳﺑﻘﺎ ﺑﻭﺟﻭﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻳﺏ ‪ ٬‬ﻣﻥ ﺫﻟﻙ ﺃﻳﺿﺎ ﺣﺎﻟﺔ‬
‫‪37‬‬ ‫ﺍﻟﺷﺧﺹ ﺍﻟﺫﻱ ﻳﺑﻳﻊ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭ ﻣﻊ ﻋﻠﻣﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﻬﺩﺩ ﺑﺎﻟﻣﺻﺎﺩﺭﺓ ﻷﺟﻝ ﺍﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ‪.‬‬

‫ﻓﺎﻟﺩﺍﺋﻥ ﻳﺳﺗﺣﻕ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻳﻑ ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ ﺑﺎﻟﺗﺯﺍﻣﻪ ﻛﻠﻳﺎ ﺃﻭ ﺟﺯﺋﻳﺎ ﺩﺍﺧﻝ ﺍﻷﺟﻝ‬
‫ﺍﻟﻣﺣﺩﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺩ ‪ ٬‬ﻭﻳﺷﺗﺭﻁ ﺃﻥ ﻳﻛﻭﻥ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺗﻧﻔﻳﺫ ﺃﻭ ﺍﻟﺗﺄﺧﺭ ﻓﻳﻪ ﺭﺍﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺧﻁﺄ ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ ‪ ٬‬ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ‬
‫ﺃﺛﺑﺕ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺧﻳﺭ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺩ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺗﻣﺎﻁﻝ ‪ ٬‬ﻭﺃﻥ ﺫﻟﻙ ﺭﺍﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺣﺎﺩﺙ‬
‫ﺍﻟﻔﺟﺎﺋﻲ ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻙ ﻳﺅﺩﻱ ﺍﻟﻰ ﺍﻧﺗﻔﺎء ﺍﻟﻣﺳﺅﻭﻟﻳﺔ ﻭﻣﻧﻪ ﺳﻘﻭﻁ ﺍﻟﺣﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﻳﺎ‪ :‬ﺍﻟﺿﺭﺭ‬ ‫‪‬‬

‫ﻋﺭﻑ ﺍﻟﻣﺷﺭﻉ ﺍﻟﻣﻐﺭﺑﻲ ﺍﻟﺿﺭﺭ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻥ ﺍﻟﻔﺻﻝ ‪ 264‬ﻣﻥ ﻕ ﻝ ﻉ‬

‫ﺑﺄﻧﻪ " ﺍﻟﺿﺭﺭ ﻫﻭ ﻣﺎ ﻟﺣﻕ ﺍﻟﺩﺍﺋﻥ ﻣﻥ ﺧﺳﺎﺭﺓ ﺣﻘﻳﻘﻳﺔ ﻭﻣﺎ ﻓﺎﺗﻪ ﻣﻥ ﻛﺳﺏ ﻣﺗﻰ ﻛﺎﻧﺎ ﻧﺎﺗﺟﻳﻥ‬
‫ﻣﺑﺎﺷﺭﺓ ﻋﻥ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﻭﻓﺎء ﺑﺎﻻﻟﺗﺯﺍﻡ ‪ ٬‬ﻭﺗﻘﺩﻳﺭ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻛﻝ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻭﻛﻭﻝ ﻟﻔﻁﻧﺔ ﺍﻟﻣﺣﻛﻣﺔ‬
‫ﺍﻟﺗﻲ ﻳﺟﺏ ﻋﻠﻳﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻘﺩﺭ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺿﺎﺕ ﺑﻛﻳﻔﻳﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺣﺳﺏ ﺧﻁﺄ ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ ﻭﺗﺩﻟﻳﺳﻪ ‪ "٬‬ﺑﺎﻟﺭﻏﻡ ﻣﻥ‬
‫ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺻﻝ ﺍﻟﺳﺎﻟﻑ ﺍﻟﺫﻛﺭ ﻟﻡ ﻳﻧﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺿﺭﺭ ﺍﻻﺩﺑﻲ ﺍﻟﻰ ﺟﺎﻧﺏ ﺍﻟﺿﺭﺭ ﺍﻟﻣﺎﺩﻱ ‪ ٬‬ﻏﻳﺭ ﺃﻥ‬
‫ﺫﻟﻙ ﻻ ﻳﻌﻧﻲ ﺍﺳﺗﺑﻌﺎﺩ ﺍﻟﻣﺷﺭﻉ ﺍﻟﻣﻐﺭﺑﻲ ﻟﻘﺎﺑﻠﻳﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻧﻭﻉ ﻣﻥ ﺍﻟﺿﺭﺭ ﻟﻠﺗﻌﻭﻳﺽ ‪ ٬‬ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺕ‬
‫ﺣﺎﻻﺗﻪ ﻗﻠﻳﻠﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﺎﻟﺿﺭﺭ ﺍﻟﻣﺎﺩﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻳﺷﻛﻝ ﺍﻟﻣﺟﺎﻝ ﺍﻟﻭﺍﺳﻊ ﻟﻠﺗﻌﻭﻳﺽ‪.‬‬
‫‪ 36 -‬ينص الفصل ‪ 263‬من قانون االلتزامات و العقود على أن '' يستحق التعويض اما بسبب عد التنفيذ و اما بسبب التأخر في الوفاء به و ذلك و لو لم يكن هناك أي‬
‫سوء نية من جانب املدين ''‬

‫‪ -37‬عبد القادر العرعاري النظرية العامة لاللتزامات في القانون املدني املغربي الجزء األول مصادر االلتزامات طبعة ‪ 1995‬ص ‪. 275‬‬
‫‪16‬‬
 ‫ﻭ ﻻ ﺑﺄﺱ ﻫﻧﺎ ﺃﻥ ﻧﻌﺭﺝ ﻭ ﻟﻭ ﺑﺈﻳﺟﺎﺯ ﺇﻟﻰ ﻛﻝ ﻣﻥ ﺍﻟﺿﺭﺭ ﺍﻟﻣﺎﺩﻱ ﻭ ﺍﻟﺿﺭﺭ ﺍﻟﻣﻌﻧﻭﻱ‪.‬‬

‫ﺃ ﺍﻟﺿﺭﺭ ﺍﻟﻣﺎﺩﻱ‪:‬‬
‫ﺫﻫﺏ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ ﺍﻟﺑﺩﺍﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺿﺭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻳﻣﻛﻥ ﺃﻥ ﻳﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﺩﺍﺋﻥ ﺑﺗﻌﻭﻳﺿﻪ‬
‫ﻳﻛﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺏ ﺍﻷﻋﻡ ﻣﺎﺩﻳﺎ ‪ ٬‬ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺿﺭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻳﻣﺱ ﺍﻟﺫﻣﺔ ﺍﻟﻣﺎﻟﻳﺔ ﻟﻠﺩﺍﺋﻥ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻳﺷﻣﻝ ﺃﻳﺿﺎ‬
‫ﺿﻳﺎﻉ ﺍﻟﻔﺭﺻﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺧﺩﻣﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﻧﺗﻅﺭﻫﺎ ‪ ٬‬ﻭﺑﺣﺳﺏ ﺍﻟﻔﺻﻝ ‪ 264‬ﻣﻥ ﻕ ﻝ ﻉ ﺍﻟﻣﻘﺎﺑﻝ‬
‫ﻟﻠﻣﺎﺩﺓ ‪ 1149‬ﻣﻥ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻥ ﺍﻟﻣﺩﻧﻲ ﺍﻟﻔﺭﻧﺳﻲ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺿﺭﺭ ﻻ ﻳﻘﺗﺻﺭ ﻓﻘﻁ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺧﺳﺎﺭﺓ‬
‫ﺍﻟﺣﺎﺻﻠﺔ ‪ ٬‬ﻭﺇﻧﻣﺎ ﺃﻳﺿﺎ ﻣﻥ ﺃﺟﻝ ﺍﻟﺭﺑﺢ ﺍﻟﺿﺎﺋﻊ ﻧﺗﻳﺟﺔ ﻋﺩﻡ ﺗﻧﻔﻳﺫ ﺍﻻﻟﺗﺯﺍﻡ ‪ ٬‬ﺃﻭ ﺑﺗﻌﺑﻳﺭ ﺍﻟﻔﺻﻝ‬
‫ﺍﻟﺳﺎﻟﻑ ﺍﻟﺫﻛﺭ " ﺍﻟﺿﺭﺭ ﻫﻭ ﻣﺎ ﻟﺣﻕ ﺍﻟﺩﺍﺋﻥ ﻣﻥ ﺧﺳﺎﺭﺓ ﺣﻘﻳﻘﻳﺔ ﻭﻣﺎ ﻓﺎﺗﻪ ﻣﻥ ﻛﺳﺏ ﻣﺗﻰ ﻛﺎﻧﺎ‬
‫ﻧﺎﺗﺟﻳﻥ ﻣﺑﺎﺷﺭﺓ ﻋﻥ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﻭﻓﺎء ﺑﺎﻻﻟﺗﺯﺍﻡ ‪".‬‬

‫ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺿﺭﺭ ﺍﻟﻣﺎﺩﻱ ﺑﺎﻟﻣﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺿﻳﻕ ﺍﻟﺫﻱ ﻳﻘﺗﺻﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺿﺭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻳﺻﻳﺏ ﺍﻟﺷﺧﺹ‬
‫‪38‬‬ ‫ﻓﻲ ﺫﻣﺗﻪ ﺍﻟﻣﺎﻟﻳﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺿﺭﺭ ﺍﻟﻣﺎﺩﻱ ﻗﺩ ﻳﺗﺳﻊ ﻟﻳﺷﻣﻝ ﺃﻳﺿﺎ ﻣﺎ ﻳﺳﻣﻰ ﺍﻟﺿﺭﺭ ﺍﻟﺟﺳﺩﻱ ‪.‬‬

‫ﺏ ﺍﻟﺿﺭﺭ ﺍﻟﻣﻌﻧﻭﻱ‪:‬‬

‫ﻳﻌﺭﻑ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻟﺿﺭﺭ ﺍﻟﻣﻌﻧﻭﻱ ﺑﺄﻧﻪ ﺫﻟﻙ ﺍﻷﺫﻯ ﺍﻟﺫﻱ ﻳﺻﻳﺏ ﺍﻟﺷﺧﺹ ﻓﻲ ﻣﺻﻠﺣﺔ‬
‫ﻣﺷﺭﻭﻋﺔ ﻏﻳﺭ ﻣﺎﺩﻳﺔ ‪ ٬‬ﻛﺎﻟﺷﻌﻭﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺎﻁﻔﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻛﺭﺍﻣﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺷﺭﻑ ﺃﻭ ﺍﻟﺳﻣﻌﺔ ‪ ٬‬ﻣﻥ ﻗﺑﻳﻝ ﺍﻷﻟﻡ‬
‫ﺍﻟﺫﻱ ﻳﻧﺗﺞ ﻋﻥ ﺇﺻﺎﺑﺔ ﺃﻭ ﺇﻫﺎﻧﺔ ﺃﻭ ﺗﺣﻘﻳﺭ ﺃﻭ ﻗﺫﻑ ﺃﻭ ﺗﺷﻬﻳﺭ ﺟﺭﺍء ﺍﻻﺧﻼﻝ ﺑﺎﻟﻌﻘﺩ‪.‬‬

‫ﺑﺎﻟﺭﻏﻡ ﻣﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﺍﺋﻥ ﻻ ﻳﻁﺎﻟﺏ ﺑﺎﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﻋﻥ ﺍﻟﺿﺭﺭ ﺍﻟﻣﻌﻧﻭﻱ ﺍﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻻﺕ ﻗﻠﻳﻠﺔ‬

‫ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﺎﻟﺿﺭﺭ ﺍﻟﻣﺎﺩﻱ ‪ ٬‬ﻓﺈﻥ ﺇﺷﻛﺎﻟﻳﺔ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﻋﻥ ﺍﻟﺿﺭﺭ ﺍﻟﻣﻌﻧﻭﻱ ﻟﻘﻳﺕ ﻧﻘﺎﺷﺎ ﺣﺎﺩﺍ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻣﺳﺗﻭﻯ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻟﻘﺿﺎء ‪ ٬‬ﻭ ﺣﻘﻳﻘﺔ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻻﺷﻛﺎﻟﻳﺔ ﺃﺛﻳﺭﺕ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﺑﺧﺻﻭﺹ ﺍﻟﻣﺳﺅﻭﻟﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﺗﻘﺻﻳﺭﻳﺔ ‪ ٬‬ﻏﻳﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺗﺟﺭﺑﺔ ﺃﻅﻬﺭﺕ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﻁﺭﺡ ﺃﻳﺿﺎ ﺑﺧﺻﻭﺹ ﻋﺩﻡ ﺗﻧﻔﻳﺫ ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ‪.‬‬

‫‪-38‬ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﺎﻥ ﺍﻟﺸﺮﻗﺎﻭﻱ‪ "،‬القانون املدني – مصادر االلتزام الجزء األول مطبعة املعارف الجد‬
17
‫ﺃﻗﻝ ﺟﺭﺃﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﺟﺎﻝ ﺍﻟﻌﻘﺩﻱ ‪ ٬‬ﺣﻳﺙ ﺗﻭﺟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺑﺩﺍﻳﺔ ‪ ٬‬ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻧﺑﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺅﺧﺫ ﺑﻌﻳﻥ ﺍﻻﻋﺗﺑﺎﺭ‬
‫ﺇﻻ ﺍﻟﺿﺭﺭ ﺍﻟﻣﺎﺩﻱ ‪ ٬‬ﻭﺫﻟﻙ ﻣﻥ ﺃﺟﻝ ﺗﺣﺩﻳﺩ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ‪.‬‬

‫ﻏﻳﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺿﺎء ﻓﻳﻣﺎ ﺑﻌﺩ ﺗﻁﻭﺭ ﻓﻲ ﺍﺗﺟﺎﻩ ﻟﻳﺑﺭﺍﻟﻲ ﻭﺃﺻﺑﺢ ﻳﺄﺧﺫ ﺑﻌﻳﻥ ﺍﻻﻋﺗﺑﺎﺭ ﺍﻟﺿﺭﺭ‬
‫‪39‬‬ ‫ﺍﻟﻣﻌﻧﻭﻱ ﻓﻲ ﺗﺣﺩﻳﺩ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻟﻣﺣﺩﺩ ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻝ ﺍﻟﻣﺳﺅﻭﻟﻳﺔ ﺍﻟﻌﻘﺩﻳﺔ ‪.‬‬

‫ﺳﻭﺍء ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺿﺭﺭ ﻣﺎﺩﻳﺎ ﺃﻭ ﻣﻌﻧﻭﻳﺎ ﻻﺑﺩ ﺃﻥ ﺗﺗﻭﻓﺭ ﻓﻳﻪ ﺷﺭﻭﻁ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻳﻛﻭﻥ ﻣﺟﺎﻻ‬
‫ﻟﻠﺗﻌﻭﻳﺽ ‪ ٬‬ﻭﻫﻲ ﺃﻥ ﻳﻛﻭﻥ ﺍﻟﺿﺭﺭ ﺷﺧﺻﻳﺎ ﻣﺣﻘﻘﺎ ﻭ ﺃﻥ ﻳﻛﻭﻥ ﻣﺑﺎﺷﺭﺍ ﻣﺗﻭﻗﻌﺎ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺳﺑﺑﻳﺔ ﻭ ﺇﻋﺫﺍﺭ ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ‬ ‫‪‬‬

‫ﺳﻧﺗﻧﺎﻭﻝ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺭﻛﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺳﺑﺑﻳﺔ ﺑﻳﻥ ﺍﻟﺧﻁﺄ ﺍﻟﻌﻘﺩﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺎﻡ ﺑﻪ ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ )‬
‫ﺍﻭﻻ) ‪ ٬‬ﺛﻡ ﺍﻟﻰ ﺿﺭﻭﺭﺓ ﺇﻋﺫﺍﺭ ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ (ﺛﺎﻧﻳﺎ)‪.‬‬

‫ﺃﻭﻻ‪ :‬ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺳﺑﺑﻳﺔ ﺑﻳﻥ ﺍﻟﺧﻁﺄ ﻭ ﺍﻟﺿﺭﺭ‬ ‫‪‬‬

‫ﻟﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺧﻁﺄ ﺍﻟﻌﻘﺩﻱ ﺍﻟﻣﺗﻣﺛﻝ ﺑﻌﺩﻡ ﺗﻧﻔﻳﺫ ﺍﻻﻟﺗﺯﺍﻡ ﻭﺣﺩﻩ ﻻ ﻳﻛﻔﻲ ﻟﻘﻳﺎﻡ ﺍﻟﻣﺳﺅﻭﻟﻳﺔ ﻭﻻ‬
‫ﻳﻛﻔﻲ ﻟﻘﻳﺎﻣﻬﺎ ﻛﺫﻟﻙ ﺗﺣﻘﻕ ﺍﻟﺿﺭﺭ ‪ ٬‬ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻙ ﻳﺳﺗﻭﺟﺏ ﺃﻥ ﻳﻛﻭﻥ ﺍﻟﺿﺭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻟﺣﻕ ﺑﺎﻟﺩﺍﺋﻥ‬
‫ﻧﺎﺗﺟﺎ ﻋﻥ ﻋﺩﻡ ﺗﻧﻔﻳﺫ ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ ﻻﻟﺗﺯﺍﻣﻪ ﺳﻭﺍء ﻛﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﻟﺗﺯﺍﻡ ﺑﺗﺣﻘﻳﻕ ﻧﺗﻳﺟﺔ ﺃﻭ ﺑﺫﻝ ﻋﻧﺎﻳﺔ ‪٬‬‬
‫ﻭﻫﺫﺍ ﻣﺎ ﻳﻌﺭﻑ ﺑﺎﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺳﺑﺑﻳﺔ ﺑﻳﻥ ﺍﻟﺧﻁﺄ ﺍﻟﻌﻘﺩﻱ ﻭﺍﻟﺿﺭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺻﺎﺏ ﺍﻟﺩﺍﺋﻥ‪.‬‬

‫ﻭ ﻳﺟﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﺍﺋﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻳﻁﺎﻟﺏ ﺑﻘﻳﻣﺔ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﺿﺭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺻﺎﺑﻪ ﺃﻥ‬
‫ﻳﺛﺑﺕ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺿﺭﺭ ﻛﺎﻥ ﻧﺗﻳﺟﺔ ﺣﺗﻣﻳﺔ ﻭﻣﻌﻘﻭﻟﺔ ﻟﻌﺩﻡ ﺗﻧﻔﻳﺫ ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ ﻻﻟﺗﺯﺍﻣﻪ ‪ ٬‬ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﻘﻝ‬
‫ﺍﻓﺗﺭﺍﺽ ﺃﻥ ﻛﻝ ﺿﺭﺭ ﻳﺻﻳﺏ ﺍﻟﺩﺍﺋﻥ ﻳﻛﻭﻥ ﻧﺎﺗﺟﺎ ﻋﻥ ﻋﺩﻡ ﺗﻧﻔﻳﺫ ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ ﻻﻟﺗﺯﺍﻣﻪ ‪ ٬‬ﻭﻳﻌﺗﺑﺭ‬
‫ﺍﻟﺿﺭﺭ ﻧﺗﻳﺟﺔ ﻁﺑﻳﻌﻳﺔ ﻟﻌﺩﻡ ﺗﻧﻔﻳﺫ ﺍﻻﻟﺗﺯﺍﻡ ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻳﻛﻥ ﻓﻲ ﺍﺳﺗﻁﺎﻋﺔ ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ ﺗﺟﻧﺑﻪ ﺑﺑﺫﻝ ﺟﻬﺩ‬
‫ﻣﻌﻘﻭﻝ ‪ ٬‬ﻭﺣﺗﻰ ﻟﻭ ﺃﺛﺑﺕ ﺍﻟﺩﺍﺋﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺿﺭﺭ ﻛﺎﻥ ﻧﺗﻳﺟﺔ ﻣﻌﻘﻭﻟﺔ ﻟﻌﺩﻡ ﺗﻧﻔﻳﺫ ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ ﻻﻟﺗﺯﺍﻣﻪ ‪ ٬‬ﻓﺈﻥ‬
‫ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻷﺧﻳﺭ ﺃﻥ ﻳﺭﻓﻊ ﺍﻟﻣﺳﺅﻭﻟﻳﺔ ﻋﻥ ﻧﻔﺳﻪ ﻭﺫﻟﻙ ﺑﺈﺛﺑﺎﺕ ﺍﻟﺳﺑﺏ ﺍﻷﺟﻧﺑﻲ ‪ ٬‬ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺭﻓﻊ ﺍﻟﻣﺳﺅﻭﻟﻳﺔ ﺍﻟﻌﻘﺩﻳﺔ ﻣﻥ ﺍﻟﻧﺎﺣﻳﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻳﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ ‪ ٬‬ﻭ ﺑﺎﻟﺗﺑﻌﻳﺔ ﺗﺭﻓﻊ ﺍﻟﺷﺭﻁ‬

‫‪ 39 -‬ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﺎﻥ ﺍﻟﺸﺮﻗﺎﻭﻱ‪" ،‬ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪ ﻲ‪ -‬ﻣﺼﺎﺩﺭ ﻟ ﺍﻡ" ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ‪338.‬‬
‫‪18‬‬
‫ﺍﻟﺟﺯﺍﺋﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻳﻌﺗﺑﺭ ﺟﺯﺍء ﻟﻬﺎ ﻣﻥ ﻭﺟﻬﺔ ﺍﻟﻣﻧﻁﻕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻲ ﺍﻟﺻﺭﻑ ‪ 40 ٬‬ﻭﻓﻌﻝ ﺍﻟﻐﻳﺭ ﻭﻓﻌﻝ‬
‫‪41‬‬ ‫ﺍﻟﺩﺍﺋﻥ ﻧﻔﺳﻪ ‪ ٬‬ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺛﺑﺕ ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ ﺫﻟﻙ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻛﻭﻥ ﻣﺳﺅﻭﻻ ﻋﻥ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺣﺎﻟﺔ ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﻳﺎ‪ :‬ﺇﻧﺫﺍﺭ ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ‬ ‫‪‬‬

‫ﻳﺷﻛﻝ ﺍﻹﻧﺫﺍﺭ ‪ 42‬ﺇﺟﺭﺍء ﻫﺎﻣﺎ ﺣﺗﻰ ﻳﺧﻭﻝ ﻟﻠﺩﺍﺋﻥ ﺍﻟﺣﺻﻭﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻟﻣﺗﻔﻕ ﻋﻠﻳﻪ‬
‫ﻓﻲ ﺑﻧﻭﺩ ﺍﻟﻌﻘﺩ ‪ ٬‬ﻭ ﻳﻘﺻﺩ ﺑﻪ ﻭﺳﻳﻠﺔ ﻗﺎﻧﻭﻧﻳﺔ ﻳﻣﺎﺭﺳﻬﺎ ﺍﻟﺩﺍﺋﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﻳﺗﺄﺧﺭ ﻓﻳﻬﺎ ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ‬
‫ﻓﻲ ﺗﻧﻔﻳﺫ ﺍﻟﺗﺯﺍﻣﻪ ‪ ٬‬ﻭﻳﻛﻭﻥ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﻣﻧﻪ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻁﻝ ﻓﻲ ﺗﻧﻔﻳﺫ ﺍﻟﺗﺯﺍﻣﻪ ﻭﺫﻟﻙ‬
‫ﺑﺈﺛﺑﺎﺕ ﺗﺄﺧﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻓﺎء ﺑﻪ ‪.‬‬

‫ﻭﻳﺗﺭﺗﺏ ﻋﻥ ﻗﻳﺎﻡ ﺍﻟﺩﺍﺋﻥ ﺑﺈﻧﺫﺍﺭ ﻣﺩﻳﻧﻪ ﻣﺳﺅﻭﻟﻳﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺧﻳﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﺿﺭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻳﻠﺣﻕ‬
‫ﺑﺎﻟﺩﺍﺋﻥ ‪ ٬‬ﻓﻣﺗﻰ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﺩﺍﺋﻥ ﺑﺈﻧﺫﺍﺭ ﻣﺩﻳﻧﻪ ﺑﺗﻧﻔﻳﺫ ﺍﻟﺗﺯﺍﻣﻪ ‪ ٬‬ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻛﻭﻥ ﻗﺩ ﺣﻘﻕ ﺍﻟﺷﺭﻁ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﺳﺗﻭﺟﺑﻪ‬
‫‪43‬‬ ‫ﺍﻟﻣﺷﺭﻉ ﻟﻛﻲ ﻳﺳﺗﺣﻕ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻣبحث ﺍﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺣﺩﻭﺩ ﺗﺩﺧﻝ ﺍﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ ﻣﺭﺍﺟﻌﺔ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻹﺗﻔﺎﻗﻲ‬ ‫‪‬‬

‫ﺑﺎﺳﺗﻘﺭﺍﺋﻧﺎ ﻟﻣﻘﺗﺿﻳﺎﺕ ﺍﻟﻔﺻﻝ ‪ 264‬ﻣﻥ ﻕ ﻝ ﻉ ‪ ٬‬ﻳﺗﺿﺢ ﻟﻧﺎ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻣﺷﺭﻉ ﺍﻟﻣﻐﺭﺑﻲ ﻭ‬

‫ﺭﻏﺑﺔ ﻣﻧﻪ ﻓﻲ ﺗﻠﻁﻳﻑ ﻣﺑﺩﺃ ﺳﻠﻁﺎﻥ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻗﺩ ﻣﻛﻥ ﺍﻟﻘﺿﺎء ﺻﻼﺣﻳﺔ ﻣﺭﺍﻗﺑﺔ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ‬
‫ﺍﻟﻣﺣﺩﺩ ﺳﻠﻔﺎ ﺑﻳﻥ ﻁﺭﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺩ ‪ ٬‬ﻭ ﺫﻟﻙ ﺑﺗﺧﻭﻳﻠﻪ ﺳﻠﻁﺔ ﺍﻟﺯﻳﺎﺩﺓ ﻓﻳﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺯﻫﻳﺩﺍ ‪ ٬‬ﺃﻭ ﺍﻟﺧﻔﺽ‬
‫ﻣﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﺑﺎﻟﻐﺎ ﻓﻳﻪ ‪ ٬‬ﻭ ﺫﻟﻙ ﺑﻬﺩﻑ ﻣﻼءﻣﺔ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺑﺣﺟﻡ ﺍﻟﺿﺭﺭ ﺍﻟﻼﺣﻕ ﺑﺎﻟﺩﺍﺋﻥ ‪ ٬‬ﻭ‬
‫ﻋﻠﻳﻪ ﺳﻧﺣﺎﻭﻝ ﻣﻥ ﺧﻼﻝ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻣﻁﻠﺏ ﺇﺑﺭﺍﺯ ﻣﺩﻯ ﺳﻠﻁﺔ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺗﻌﺩﻳﻝ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ‬
‫ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ‪ ٬‬ﺇﻣﺎ ﺑﺎﻟﺯﻳﺎﺩﺓ ﻓﻳﻪ ( ﻓﻘﺭﺓ ﺃﻭﻟﻰ) ‪ ٬‬ﺃﻭ ﺍﻟﺗﺣﻔﻳﺽ ﻣﻧﻪ (ﻓﻘﺭﺓ ﺛﺎﻧﻳﺔ)‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬ﺳﻠﻁﺔ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺗﺧﻔﻳﺽ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ‬ ‫‪‬‬

‫ﺗﻧﺹ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻣﻥ ﺍﻟﻔﺻﻝ ‪ 264‬ﻣﻥ ﻕ ﻝ ﻉ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ‪ ":‬ﻳﻣﻛﻥ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ ﺗﺧﻔﻳﺽ‬
‫ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻟﻣﺗﻔﻕ ﻋﻠﻳﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﺑﺎﻟﻐﺎ ﻓﻳﻪ‪ ....‬ﻭ ﻟﻬﺎ ﺃﻳﺿﺎ ﺃﻥ ﺗﺧﻔﺽ ﻣﻥ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻟﻣﺗﻔﻕ‬

‫‪ 40 -‬ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻜﺸﺒﻮﺭ‪ "،‬ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪ ﻭ ﻧﻈريتا ﺍﻟﻘﻮﺓ القاهرة ﻭ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ‬

‫ﺍﻟﻄﺎﺭﺋﺔ" ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ‬
‫‪ 41 -‬ﻃﺎﺭﻕ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻄﻠﻖ أبو ليلى ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺹ ‪42.‬‬
‫ﻭ ‪ ،1993،‬ﺹ ‪89.‬‬ ‫‪ 42 -‬ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪" 256‬ال يكون االنذار من الدائن ﻭﺍﺟﺒﺎ‪:‬‬
‫‪ 1-‬ﺇﺫﺍ ﺭﻓﺾ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﺻﺮﺍﺣﺔ ﺗﻨﻔﻴﺬ التزامه‬
‫‪ 2-‬ﺇﺫﺍ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻣﺴﺘﺤﻴﻼ"‪.‬‬
‫‪ 43 -‬ﻣﺤﻤﺪبافقير ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺹ ‪440.‬‬
‫‪19‬‬
‫ﻋﻠﻳﻪ ﺑﻧﺳﺑﺔ ﺍﻟﻧﻔﻊ ﺍﻟﺫﻱ ﻋﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﺍﺋﻥ ﻣﻥ ﺟﺭﺍء ﺍﻟﺗﻧﻔﻳﺫ ﺍﻟﺟﺯﺋﻲ ‪ "٬‬ﻓﻣﻥ ﺧﻼﻝ ﺍﺳﺗﻘﺭﺍء ﻫﺫﻩ‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﻳﺗﺑﻳﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻣﺷﺭﻉ ﺍﻟﻣﻐﺭﺑﻲ ﻣﻧﺢ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺳﻠﻁﺔ ﺗﺧﻔﻳﺽ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻟﻣﺗﻔﻕ ﻋﻠﻳﻪ ﻓﻲ‬
‫ﺣﺎﻟﺗﻳﻥ ﺍﺛﻧﺗﻳﻥ ‪ ٬‬ﺃﻭﻻﻫﻣﺎ ﻣﺭﺗﺑﻁﺔ ﺑﻭﺟﻭﺩ ﺗﻌﻭﻳﺽ ﻣﺑﺎﻟﻎ ﻓﻳﻪ ( ﺃﻭﻻ) ‪ ٬‬ﻭ ﺛﺎﻧﻳﻬﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻧﻔﻳﺫ‬
‫ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ ﺟﺯﺋﻳﺎ ﻻﻟﺗﺯﺍﻣﻪ ﺍﻷﺻﻠﻲ (ﺛﺎﻧﻳﺎ)‪.‬‬
‫ﺃﻭﻻ‪ :‬ﺗﺧﻔﻳﺽ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻳﻪ‬ ‫‪‬‬

‫ﻟﻘﺩ ﻧﻅﻡ ﺍﻟﻣﺷﺭﻉ ﺍﻟﻣﻐﺭﺑﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺣﻛﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺏ ﻛﻝ ﻣﻥ ﺍﻟﺗﻘﻧﻳﻧﻳﻥ ﺍﻟﻔﺭﻧﺳﻲ ﻭ ﺍﻟﻣﺻﺭﻱ ‪٬‬‬
‫ﺣﻳﺙ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺍﻟﻣﺎﺩﺓ ‪ 1152‬ﻣﻥ ﻕ ﻡ ﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ‪:‬‬
‫" ‪Lorsque la convention porte que celui qui manquera de‬‬
‫‪l'exécuter payera une certaine somme à titre de dommages-‬‬
‫‪intérêts, il ne peut être alloué à l'autre partie une somme plus‬‬
‫‪forte, ni moindre.‬‬
‫‪Néanmoins, le juge peut, même d'office, modérer ou augmenter‬‬
‫‪la peine qui avait été convenue, si elle est manifestement‬‬
‫‪excessive ou dérisoire. Toute stipulation contraire sera réputée‬‬
‫‪. " non écrite‬‬
‫ﻓﻲ ﺣﻳﻥ ‪ ٬‬ﺟﺎء ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺛﺎﻧﻳﺔ ﻣﻥ ﺍﻟﻣﺎﺩﺓ ‪ 224‬ﻣﻥ ﺍﻟﺗﻘﻧﻳﻥ ﺍﻟﻣﺩﻧﻲ ﺍﻟﻣﺻﺭﻱ ‪ ٬‬ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ‪":‬‬
‫ﻳﺟﻭﺯ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﺃﻥ ﻳﺧﻔﺽ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺇﺫﺍ ﺃﺛﺑﺕ ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺗﻘﺩﻳﺭ ﻛﺎﻥ ﻣﺑﺎﻟﻐﺎ ﻓﻳﻪ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺟﺔ‬
‫ﻛﺑﻳﺭﺓ"‪.‬‬
‫ﻭ ﻟﺋﻥ ﻛﺎﻧﺕ ﻣﻘﺗﺿﻳﺎﺕ ﺍﻟﻔﺻﻭﻝ ﺃﻋﻼﻩ ﻗﺩ ﺧﻭﻟﺕ ﻟﻠﻘﺿﺎء ﺳﻠﻁﺔ ﺧﻔﺽ ﻣﺑﻠﻎ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ‬
‫ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﻋﻧﺩ ﻋﺩﻡ ﺗﻧﻔﻳﺫ ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ ﻻﻟﺗﺯﺍﻣﻪ ﻛﻠﻳﺎ ﺃﻭ ﺗﺄﺧﺭ ﻓﻲ ﺗﻧﻔﻳﺫﻩ ‪ ٬‬ﻭ ﺫﻟﻙ ﻋﻧﺩﻣﺎ ﻳﻛﻭﻥ ﻫﺫﺍ‬
‫ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﻣﺑﺎﻟﻎ ﻓﻳﻪ ‪ ٬‬ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺑﻳﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻣﺷﺭﻉ ﺍﻟﻣﻐﺭﺑﻲ ﻭ ﻏﻳﺭﻩ ﻣﻥ ﺍﻟﺗﺷﺭﻳﻌﺎﺕ ﻟﻡ ﺗﺣﺩﺩ ﺩﺭﺟﺔ‬
‫ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻟﻠﻘﻭﻝ ﺑﺿﺭﻭﺭﺓ ﺗﻌﺩﻳﻠﻪ ‪ ٬‬ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺗﺑﺎﺭ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻗﺩ ﻳﻌﺗﺑﺭﻩ ﺍﻟﺑﻌﺽ ﻣﺑﺎﻟﻐﺎ ﻓﻳﻪ ﺑﺷﻛﻝ‬
‫ﻅﺎﻫﺭ ‪ ٬‬ﻗﺩ ﻳﻌﺗﺑﺭﻩ ﺍﻟﺑﻌﺽ ﺍﻷﺧﺭ ﻣﺑﺎﻟﻐﺎ ﻓﻳﻪ ﺑﺷﻛﻝ ﻋﺎﺩﻱ ‪ ٬‬ﻣﻣﺎ ﻳﺟﻌﻝ ﺳﻠﻁﺔ ﺗﻘﺩﻳﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺟﺔ‬
‫ﻣﻥ ﺍﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻣﺣﻝ ﺗﺣﻛﻡ ﺍﻟﻘﺿﺎﺓ ‪ ٬‬ﻭ ﻳﺑﺩﻭ ﺃﻥ ﺻﻌﻭﺑﺔ ﺗﺣﺩﻳﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺟﺔ ﻣﻥ ﺍﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺗﻲ‬
‫ﻛﺎﻧﺕ ﻭﺭﺍء ﺻﻳﺎﻏﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ‪ ٬‬ﺣﻳﺙ ﺍﺧﺗﺎﺭ ﺍﻟﻣﺷﺭﻉ ﻣﻭﻗﻔﺎ ﻭﺳﻁﺎ ‪ ٬‬ﻣﺎﺩﺍﻡ ﺃﻧﻪ ﻟﻡ ﻳﺷﺗﺭﻁ ﺣﺩﺍ‬

‫‪20‬‬
 ‫ﺃﺩﻧﻰ ﻭ ﻟﻡ ﻳﺣﺩﺩ ﺣﺩﺍ ﺃﻗﺻﻰ ‪ 44 ٬‬ﻭ ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺑﻘﻰ ﺳﻠﻁﺔ ﺗﻘﺩﻳﺭ ﺍﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻣﻭﻛﻭﻟﺔ ﻟﻔﻁﻧﺔ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ‬
‫ﺍﺳﺗﻧﺎﺩﺍ ﺇﻟﻰ ﻅﺭﻭﻑ ﻛﻝ ﻧﺎﺯﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺩﺓ ‪ ٬‬ﻣﺭﺍﻋﻳﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺣﺟﻡ ﺍﻟﺿﺭﺭ ﺍﻟﻼﺣﻕ ﺑﺎﻟﺩﺍﺋﻥ ‪ ٬‬ﻭ‬
‫ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻳﺳﺗﺷﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﻣﻥ ﺗﻘﻧﻳﻥ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺍﻟﺗﺧﻔﻳﺽ ﻣﻥ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﻫﻭ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ‬
‫ﺍﻷﺧﻳﺭ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﺑﺎﻟﻐﺎ ﻓﻳﻪ ‪ ٬‬ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻧﻁﻭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻭﺑﺔ ﻓﺭﺿﻬﺎ ﺍﻟﺩﺍﺋﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ ‪٬‬‬
‫ﻓﻳﻛﻭﻥ ﺑﺫﻟﻙ ﺷﺭﻁﺎ ﺑﺎﻁﻼ ‪ ٬‬ﺣﻳﺙ ﺟﻌﻝ ﻣﻧﻪ ﺷﺭﻁﺎ ﺗﻬﺩﻳﺩﻳﺎ ﻳﺣﻣﻝ ﻣﻥ ﺧﻼﻟﻪ ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﻓﺎء‬
‫ﺑﺎﻟﺗﺯﺍﻣﻪ ‪ ٬‬ﻭ ﻳﻌﻣﺩ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺣﻳﻥ ﺫﺍﻙ ﺇﻟﻰ ﺗﻘﺩﻳﺭ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﻘﺩﻳﺭ‬
‫‪45‬‬ ‫ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ‪.‬‬
‫ﻭ ﺃﻣﺎﻡ ﻋﺩﻡ ﺗﺣﺩﻳﺩ ﺍﻟﻣﺷﺭﻉ ﻟﻣﻌﺎﻳﻳﺭ ﻣﺣﺩﺩﺓ ﻟﺗﻘﺩﻳﺭ ﺍﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ‪ ٬‬ﻭ ﻻ ﺍﻟﻌﻧﺎﺻﺭ ﺍﻟﺗﻲ ﻳﻣﻛﻥ‬
‫ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﺍﻻﺳﺗﻧﺎﺩ ﺇﻟﻳﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻘﺩﻳﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ‪ ٬‬ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻣﻛﻥ ﻭ ﺍﻟﺣﺎﻟﺔ ﻫﺎﺗﻪ ﺗﺣﺩﻳﺩ ﻣﻌﻳﺎﺭﻳﻥ‬
‫ﺃﺣﺩﻫﻣﺎ ﻣﻭﺿﻭﻋﻲ ﻭ ﺍﻷﺧﺭ ﺷﺧﺻﻲ ‪ ٬‬ﻓﺎﻟﻣﻭﺿﻭﻋﻲ ﻳﻧﻁﻭﻱ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﻣﺑﻠﻎ ﺍﻟﺷﺭﻁ‬
‫ﺍﻟﺟﺯﺍﺋﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﺿﺭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻟﺣﻕ ﺍﻟﺩﺍﺋﻥ ‪ 46 ٬‬ﺣﻳﺙ ﺫﻫﺏ ﺍﻟﻔﻘﻳﻪ ﺍﻟﻔﺭﻧﺳﻲ ﺑﻭﻛﺎﺭﺍ ‪ boccara‬ﺇﻟﻰ‬
‫ﺗﺣﺩﻳﺩﻩ ﻓﻲ ﺿﻌﻑ ﻣﻘﺩﺍﺭ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﻭ ﻧﺻﻑ ‪ ٬‬ﺑﺣﻳﺙ ﻟﻭ ﺍﻓﺗﺭﺽ ﺃﻥ ﻣﻘﺩﺍﺭ ﺍﻟﺿﺭﺭ ﺍﻟﻣﺳﺗﺣﻕ‬
‫ﻫﻭ ‪ 100‬ﻭﺣﺩﺓ ‪ ٬‬ﻓﺈﻥ ﺍﺷﺗﺭﺍﻁ ﺍﻟﺟﺯﺍء ﺑﻣﺑﻠﻎ ‪ 250‬ﻭﺣﺩﺓ ﻳﻛﻭﻥ ﻣﻘﺑﻭﻻ ‪ ٬‬ﻭ ﻣﺎ ﺯﺍﺩ ﻋﻥ ﺫﻟﻙ‬
‫ﻳﺑﺭﺭ ﺗﺩﺧﻝ ﺍﻟﻘﺿﺎء ﻟﺧﻔﺿﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺣﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻳﺗﻧﺎﺳﺏ ﻣﻊ ﺍﻟﺿﺭﺭ ‪ 47 ٬‬ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻣﻌﻳﺎﺭ ﺍﻟﺷﺧﺻﻲ‬
‫ﺍﻟﺫﺍﺗﻲ ‪ ٬‬ﻓﻳﻧﻁﻭﻱ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺩﻳﺭ ﺍﻟﻣﺳﺅﻭﻟﻳﺔ ﺍﻟﺗﻌﺎﻗﺩﻳﺔ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗﺩﻳﻥ ﻣﺛﻝ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﺷﺧﺻﻳﺔ ﻟﻠﻣﺩﻳﻥ‬
‫ﻣﻥ ﺣﻳﺙ ﻛﻭﻧﻪ ﺣﺳﻥ ﺍﻟﻧﻳﺔ ﺃﻭ ﺳﻳﺋﻬﺎ ‪ 48 ٬‬ﺃﻭ ﺍﻷﺧﺫ ﺑﻌﻳﻥ ﺍﻻﻋﺗﺑﺎﺭ ﺃﻫﻣﻳﺔ ﺍﻟﺗﻧﻔﻳﺫ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ‬
‫ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗﺩﻳﻥ ‪ ٬‬ﺃﻭ ﻁﺑﻳﻌﺔ ﺍﻟﺷﺭﻁ ﺍﻟﺟﺯﺍﺋﻲ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺿﻳﺔ ﻭ ﻭﻅﻳﻔﺗﻪ ﺍﻟﺗﻬﺩﻳﺩﻳﺔ ﻣﻧﻅﻭﺭ ﺇﻟﻳﻬﺎ ﻣﻥ ﻭﺟﻬﺔ‬
‫ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ ‪ ٬‬ﺃﻱ ﺍﻟﺿﺭﺭ ﻭ ﺃﻫﻣﻳﺗﻪ ﻣﻥ ﻧﺎﺣﻳﺔ ‪ ٬‬ﻭ ﺍﻟﺟﺯﺍء ﻣﻥ ﻧﺎﺣﻳﺔ ﺛﺎﻧﻳﺔ ‪ ٬‬ﻓﻲ ﺣﻳﻥ ﺫﻫﺏ ﺑﻌﺽ‬

‫‪ 44 -‬ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ ﺃﻳﻮﺏ‪ :‬ﺳﻠﻄﺔالقاضي في تعديل التعويض االتفاقي (ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ) ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﺍﻟﻌﺪﺩ ‪ 5،‬ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﻭ‬
‫‪ 2003،‬ﻣﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﻨﺠﺎح الجديدة ﺍﻟﺪﺍﺭﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ‪ ،‬ﺹ ‪139.‬‬
‫‪ 45 -‬تقدير التعويض في ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ‪ :‬مقال منشور في املوقع االلكتروني ﻣﻨﺘﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺸﺮﻭﻕ‪، www.montada.echorokonline.com ،‬تاريخ االطالع‬
‫‪ 2018/10/22‬ﻋ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ‪18:00.‬‬
‫‪ 46 -‬ﺳﻠﻄﺔ القاضي في تعديل العقد مذكرة لنيل شهادة املاستر في الحقوق تخصص القانون الخاص الشامل ‪ ،‬ﻣﻦ ﺇﻋﺪﺍﺩا ل ط ا ل ب ت ي ن ص ا غ ي ز ي ن ة‬
‫و م ق ر ي ن س ي م ة ﺗﺤﺖ اشراف األستاذ عثمان بالل ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﺎﻥ ميرة بجاية كلية الحقوق ﻭ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻗﺴﻢ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ الخاص ‪ ،‬ﺍﻟﺴﻨﺔ‬
‫الجامعية ‪ 2013-2014،‬ﺻﻔﺤﺔ ‪ 66،‬منشور ﺑﻤﻮﻗﻊ الكلية ‪ ، www.univ-bejaia.dz‬تاريخ االطالع ‪ 2018/10/22‬على ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ‪20:00.‬‬
‫‪ 47 -‬ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ ﺃﻳﻮﺏ‪ :‬ﺳﻠﻄﺔ القاضي في تعويض االتفاقي (ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ)‪ ،‬ﻡ ﺱ‪ ،‬ﺹ ‪ 144،‬ﺃﺣﺎﻝ ﺑﺪﻭﺭﻩ على ﺍﳌﺮﺟﻊ‪boccara.la réforme :‬‬
‫‪ ، de la clause pénale. OP-cit N° 41 et S‬ﻛﻤﺎ ﺃﺣﻞ على ﻣﺮﺟﻊ ﺩ‪ /‬ﻓﺆﺍﺩ ﻣﻌﻼﻝ‪ :‬ﺍﻟﺸﺮﻁ الجزائي في القانون املغربي ‪ :‬ﺩﻛﺘﻮﺭﺍﻩ ﺑﻔﺎﺱ ﺳﻨﺔ ‪1993.‬‬
‫‪ 48 -‬ﺳﻠﻄﺔ القاضي في تعديل ﺍﻟﻌﻘﺪ‪ :‬ﻡ ﺱ‪ ،‬ﺹ ‪66.‬‬
‫‪21‬‬
 ‫ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻋﺗﺑﺎﺭ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻛﻝ ﻗﺿﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺩﺓ ﻭ ﺍﻟﺗﻲ ﻗﺩ ﺗﺑﺭﺭ ﺷﺩﺓ ﺃﻛﺑﺭ ﺃﻭ ﺃﻗﻝ‬
‫‪49‬‬ ‫ﺍﺗﺟﺎﻩ ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ ‪ ٬‬ﺃﻭ ﺣﻣﺎﻳﺔ ﺃﻛﺑﺭ ﺃﻭ ﺃﻗﻝ ﻟﻠﺩﺍﺋﻥ ‪.‬‬
‫ﻭ ﻓﻲ ﺍﻋﺗﻘﺎﺩﻧﺎ ‪ ٬‬ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻣﺣﻳﺩ ﻣﻥ ﺍﻋﺗﺑﺎﺭ ﺍﻟﻣﻌﻳﺎﺭﻳﻥ ﻣﻌﺎ ﻓﻲ ﺗﺣﺩﻳﺩ ﻣﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ‪ ٬‬ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺗﺑﺎﺭ‬
‫ﺃﻥ ﺍﻷﺧﺫ ﺑﺄﺣﺩﻫﻣﺎ ﺑﻣﻌﺯﻝ ﻋﻥ ﺍﻷﺧﺭ ﻣﻥ ﺷﺄﻧﻪ ﺍﻹﺧﻼﻝ ﺑﺎﻟﺗﻭﺍﺯﻥ ﺍﻟﻌﻘﺩﻱ ﺑﻳﻥ ﻁﺭﻓﻳﻪ ‪ ٬‬ﻭ ﻫﻭ‬
‫ﺍﻻﺗﺟﺎﻩ ﺍﻟﺫﻱ ﻧﻬﺟﻪ ﺍﻟﻘﺿﺎء ﺍﻟﻣﻐﺭﺑﻲ ‪ ٬‬ﺣﻳﺙ ﺃﺳﺳﺕ ﻣﺣﺎﻛﻡ ﺍﻟﻣﻭﺿﻭﻉ ﺃﺣﻛﺎﻣﻬﺎ ﺃﺛﻧﺎء ﺗﻌﺩﻳﻠﻬﺎ‬
‫ﻟﻠﺷﺭﻁ ﺍﻟﺟﺯﺍﺋﻲ ﺑﺎﻟﻧﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺿﺭﺭ ﺍﻟﺣﻘﻳﻘﻲ ﺍﻟﻼﺣﻕ ﺑﺎﻟﺩﺍﺋﻥ ﻭ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻻﻗﺗﺻﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭ‬
‫ﺍﻟﻭﺿﻌﻳﺔ ﺍﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗﺩﻳﻥ ‪ ٬‬ﺣﻳﺙ ﺳﺑﻕ ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺍﻻﺳﺗﺋﻧﺎﻑ ﺍﻟﺗﺟﺎﺭﻳﺔ ﺑﺎﻟﺩﺍﺭ ﺍﻟﺑﻳﺿﺎء ﺃﻥ‬
‫ﻗﺿﺕ ﻓﻲ ﺇﺣﺩﻯ ﻗﺭﺍﺭﺍﺗﻬﺎ ‪ " 50‬ﻳﻣﻛﻥ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ ﺗﺧﻔﻳﺽ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﻋﻥ ﺍﻷﺿﺭﺍﺭ ﺍﻟﺗﻲ ﻗﺩ ﺗﻠﺣﻕ‬
‫ﺍﻟﺩﺍﺋﻥ ﻣﻥ ﺟﺭﺍء ﻋﺩﻡ ﺍﻟﻭﻓﺎء ﺑﺎﻻﻟﺗﺯﺍﻡ ‪ ٬‬ﺣﺗﻰ ﻭ ﻟﻭ ﺍﺗﻔﻕ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﻋﻠﻰ ﺗﺣﺩﻳﺩﻩ ‪ ٬‬ﻭ ﺫﻟﻙ ﻣﺗﻰ‬
‫ﻛﺎﻥ ﻣﺑﺎﻟﻐﺎ ﻓﻳﻪ ﻭ ﻣﻥ ﺷﺄﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﺛﻘﻝ ﻛﺎﻫﻝ ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ" ‪ ٬‬ﻛﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺣﻛﻡ ﺍﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺍﻻﺑﺗﺩﺍﺋﻳﺔ‬
‫ﺑﻔﺎﺱ ‪ 51‬ﻋﻠﻰ ﺃﻥ "‪ :‬ﺍﻟﺿﺭﺭ ﺍﻟﺣﺎﺻﻝ ﻟﻠﻣﺩﻋﻳﺔ ﺿﺋﻳﻝ ﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﻣﻊ ﻣﻘﺩﺍﺭ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ‪ ٬‬ﺳﻳﻣﺎ ﻭ‬
‫ﺃﻧﻪ ﻳﺳﻬﻝ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺧﻳﺭﺓ ﺍﻟﺣﺻﻭﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﺟﻳﺭﺓ ﺑﺩﻳﻠﺔ ﻓﻲ ﺳﻭﻕ ﺍﻟﻌﻣﻝ ‪ ٬‬ﺣﻳﺙ ﻳﻛﺛﺭ ﺍﻟﻌﺭﺽ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻁﻠﺏ ﻓﻲ ﻭﻗﺕ ﻭﺟﻳﺯ‪ ٬ "..‬ﻭ ﻓﻲ ﺟﻣﻳﻊ ﺍﻷﺣﻭﺍﻝ ﻳﻧﺑﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻛﻭﻥ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﻣﻭﺍﻓﻘﺎ ﻟﺣﺟﻡ‬
‫‪52‬‬ ‫ﺍﻟﺿﺭﺭ ﺍﻟﻼﺣﻕ ﺑﺎﻟﺩﺍﺋﻥ ‪ ٬‬ﻭ ﻟﻳﺱ ﺑﺎﻟﺿﺭﻭﺭﺓ ﺃﻥ ﻳﻛﻭﻥ ﻣﺳﺎﻭﻳﺎ ﻟﻪ ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﻳﺎ‪ :‬ﺗﺧﻔﻳﺽ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺗﻧﻔﻳﺫ ﺍﻟﺟﺯﺋﻲ ﻟﻼﻟﺗﺯﺍﻡ ﺍﻷﺻﻠﻲ‬ ‫‪‬‬

‫ﺍﺳﺗﻧﺎﺩﺍ ﺇﻟﻰ ﻣﻘﺗﺿﻳﺎﺕ ﺍﻟﻔﺻﻝ ‪ 264‬ﻣﻥ ﻕ ﻝ ﻉ ﻓﻲ ﻓﻘﺭﺗﻪ ‪ ٬2‬ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺟﻭﺯ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ ﺃﻥ ﺗﺧﻔﺽ‬
‫ﻣﻥ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻟﻣﺗﻔﻕ ﻋﻠﻳﻪ ﺑﻧﺳﺑﺔ ﺍﻟﻧﻔﻊ ﺍﻟﺫﻱ ﻋﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﺍﺋﻥ ﻣﻥ ﺟﺭﺍء ﺍﻟﺗﻧﻔﻳﺫ ﺍﻟﺟﺯﺋﻲ‬
‫ﻻﻟﺗﺯﺍﻣﻪ ‪ ٬‬ﻭ ﻫﻭ ﺍﻻﺗﺟﺎﻩ ﺍﻟﺫﻱ ﺳﻠﻛﻪ ﺍﻟﻣﺷﺭﻉ ﺍﻟﻣﻐﺭﺑﻲ ﺃﺳﻭﺓ ﺑﺎﻟﺗﺷﺭﻳﻌﻳﻥ ﺍﻟﻔﺭﻧﺳﻲ ﻣﻥ ﺧﻼﻝ‬
‫ﺍﻟﻣﺎﺩﺓ ‪ ٬1231‬ﻭ ﺍﻟﻣﺻﺭﻱ ﻓﻲ ﻣﺎﺩﺗﻪ ‪ ٬224‬ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﺃﻻ ﻳﻠﺯﻡ ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ ﺑﻛﻝ ﺍﻟﻣﺑﻠﻎ‬
‫ﺍﻟﻣﺗﻔﻕ ﻋﻠﻳﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺷﺭﻁ ﺍﻟﺟﺯﺍﺋﻲ ﻁﺎﻟﻣﺎ ﺃﻧﻪ ﻗﺩ ﻧﻔﺫ ﺟﺯﺋﻳﺎ ﺍﻟﺗﺯﺍﻣﺎﺗﻪ ‪ ٬‬ﺑﻌﻠﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻣﺑﻠﻎ ﺍﻟﻣﺗﻔﻕ ﻋﻠﻳﻪ‬

‫‪ 49 -‬ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ ﺃﻳﻮﺏ‪ :‬ﺳﻠﻄﺔ القاضي في تعديل التعويض االتفاقيي (ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ)‪ ،‬ﻡ ﺱ‪ ،‬ﺹ ‪ 142‬وما بعدها‬
‫‪ 50 -‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪﺩ ‪ 2002/1044‬ﺑﺘﺎﺭ ﺦ ‪ 2004/02/17‬ﺗﺤﺖ ﻋﺪﺩ ‪ 516،‬ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ محمد بفقير في كتابه قانون االلتزامات و العقود ﻭ ﺍﻟﻌﻤﻞ القضائي ﻃﺒﻌﺔ‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺔ منشورات ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ‪ -‬ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻘﻀﺎ ﻲ ﺍﳌﻐﺮ ﻴ ﻥ‪ -‬ﺍﻟﻌﺪﺩ ‪ 6 ،‬و منشور ﺑﻤﺠﻠﺔ ﺍﳌﺤﺎﻛﻢ ﺍﳌﻐﺮ ﻴﺔ ﻋﺪﺩ ‪ 99‬ﺹ ‪ 194‬ﻭ ﻣﺎ‬
‫يليها‬
‫‪ 51 -‬ﻣﻠﻒ ﻣﺪ ﻲ ﻋﺪﺩ ‪ 93/2229‬ﺑﺘﺎﺭ ﺦ ‪ 1994/09/26،‬ﺃﺷﺎﺭﺇﻟﻴﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ ﺃﻳﻮﺏ‪ ،‬ﺍﳌﺮﺟﻊ ﺃﻋﻼﻩ‪ ،‬ﺹ ‪ 145‬ﻭ مايليها‪ .‬ﻭ ﻳﺮﺍﺟﻊ كذلك هامش ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ‬
‫‪ 171‬ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﺍﳌﺮﺟﻊ التي تضمنت ملخص ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺃﻋﻼﻩ ﻭ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﻗﺒﻞ ﺻﺪﻭﺭ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ ‪95-27.‬‬
‫‪ 52 -‬السنهوري الوسيط ‪ 2‬دار النهضة العربية ‪ 1968،‬ﻓﻘﺮﺓ ‪ 496،‬ﺹ ‪ 876،‬ﻭ ﻳﺮﺍﺟﻊ ﺃﻳﻀﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ ﺃﻳﻮﺏ‪ :‬سلطة القاضي في تعديل التعويض االتفاقي‬
‫(ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ) ﻡ ﺱ‪ ،‬ﺹ ‪ 148‬و ما يليها‬
‫‪22‬‬
 ‫ﺳﻠﻔﺎ ﻳﻛﻭﻥ ﻣﺭﺗﺑﻁﺎ ﺑﺣﺎﻟﺔ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺗﻧﻔﻳﺫ ﺍﻟﻛﻠﻲ ﻟﻼﻟﺗﺯﺍﻡ ‪ ٬‬ﻭ ﻳﺗﻡ ﺍﻟﺗﺧﻔﻳﺽ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﻣﺑﻠﻎ‬
‫ﺍﻟﻣﻘﺩﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺷﺭﻁ ﺍﻟﺟﺯﺍﺋﻲ ﺑﻧﺳﺑﺔ ﻣﺎ ﻧﻔﺫ ﻣﻥ ﺍﻻﻟﺗﺯﺍﻡ ‪ ٬‬ﺑﻣﻌﻧﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻳﻧﻘﺹ ﺍﻟﻣﺑﻠﻎ ﺍﻟﻣﺗﻔﻕ‬
‫ﻋﻠﻳﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺣﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻳﺗﻧﺎﺳﺏ ﻭ ﺍﻟﺟﺯء ﺍﻟﺑﺎﻗﻲ ﺩﻭﻥ ﺗﻧﻔﻳﺫ ﻣﻥ ﺍﻻﻟﺗﺯﺍﻡ ﺍﻷﺻﻠﻲ ‪ ٬‬ﻭ ﻫﻧﺎ ﻳﻘﻊ ﻋﺏء‬
‫ﺇﺛﺑﺎﺕ ﺍﻟﺗﻧﻔﻳﺫ ﺍﻟﺟﺯﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ ‪ 53 ٬‬ﻏﻳﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻭﻓﺎء ﺍﻟﺟﺯﺋﻲ ﻳﺑﻘﻰ ﺭﻫﻳﻧﺎ ﺑﻣﺩﻯ ﻗﺑﻭﻟﻪ ﻣﻥ‬
‫ﻁﺭﻑ ﺍﻟﺩﺍﺋﻥ ‪ ٬‬ﺇﺫ ﻻ ﻳﺟﺑﺭ ﻋﻠﻳﻪ ‪ ٬‬ﺣﻳﺙ ﺗﻧﺹ ﻣﻘﺗﺿﻳﺎﺕ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ‪ 2‬ﻣﻥ ﺍﻟﻔﺻﻝ ‪ 259‬ﻣﻥ ﻕ ﻝ ﻉ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ‪ " :‬ﺇﺫﺍ ﺃﺻﺑﺢ ﺍﻻﻟﺗﺯﺍﻡ ﻏﻳﺭ ﻣﻣﻛﻥ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺟﺯء ﻣﻧﻪ ‪ ٬‬ﺟﺎﺯ ﻟﻠﺩﺍﺋﻥ ﺃﻥ ﻳﻁﻠﺏ ﺇﻣﺎ ﺗﻧﻔﻳﺫ‬
‫ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺟﺯء ﺍﻟﺫﻱ ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻣﻣﻛﻧﺎ ‪ ٬‬ﻭ ﺇﻣﺎ ﻓﺳﺧﻪ ‪ ٬‬ﻭ ﺫﻟﻙ ﻣﻊ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﺣﺎﻟﺗﻳﻥ ‪ "٬‬ﻛﻣﺎ ﺃﻧﻪ ﺭﻫﻳﻥ ﺑﻛﻭﻥ ﺍﻻﻟﺗﺯﺍﻡ ﻓﻲ ﺣﺩ ﺫﺍﺗﻪ ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻼﻧﻘﺳﺎﻡ ﻭ ﺍﻟﺗﺟﺯﻱء ‪ ٬‬ﺑﺣﻳﺙ ﻳﻣﻛﻥ‬
‫ﺗﺻﻭﺭ ﺍﺳﺗﻣﺭﺍﺭ ﻗﻳﺎﻡ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻓﻲ ﺟﺯء ﻣﻧﻪ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺟﺯء ﺍﻟﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺗﻌﺫﺭ ﺗﻧﻔﻳﺫﻩ ‪ ٬‬ﻭ ﻓﻲ ﺟﻣﻳﻊ‬
‫ﺍﻷﺣﻭﺍﻝ ﻓﺳﻠﻁﺔ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺗﺧﻔﻳﺽ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﻭﻓﻕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺣﺎﻟﺔ ﺭﻫﻳﻥ ﺑﺗﺣﻘﻕ ﺍﻟﻧﻔﻊ‬
‫ﻟﻠﺩﺍﺋﻥ‪.‬‬
‫ﻭ ﺗﺟﺩﺭ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺗﺧﻔﻳﺽ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺍﻟﺗﻧﻔﻳﺫ ﺍﻟﺟﺯﺋﻲ ﻳﺗﻡ ﺑﺎﻟﻧﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺎﺋﺩﺓ ﺍﻟﺗﻲ‬
‫ﻋﺎﺩﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﺍﺋﻥ ﻣﻥ ﺟﺭﺍء ﺍﻟﺗﻧﻔﻳﺫ ﺍﻟﺟﺯﺋﻲ ‪ ٬‬ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻧﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﻣﻘﺩﺍﺭ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ‪ ٬‬ﺃﻱ‬
‫‪54‬‬ ‫ﺃﻥ ﻋﻣﻠﻳﺔ ﺍﻟﺗﺧﻔﻳﺽ ﺗﺗﻡ ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ ﻣﻭﺍﺯﻧﺔ ﺑﻳﻥ ﺍﻟﺗﻧﻔﻳﺫ ﺍﻟﻛﻠﻲ ﺍﻟﻣﺣﺗﻣﻝ ﻭ ﺍﻟﺗﻧﻔﻳﺫ ﺍﻟﺟﺯﺋﻲ ﺍﻟﻣﺣﻘﻕ ‪.‬‬
‫ﻭ ﺍﻟﺳﺅﺍﻝ ﺍﻟﺫﻱ ﻳﻁﺭﺡ ﻧﻔﺳﻪ ﻫﻧﺎ ‪ ٬‬ﻫﻭ ﻣﺎﺫﺍ ﻟﻭ ﺃﺛﺑﺕ ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺩﺍﺋﻥ ﻟﻡ ﻳﻠﺣﻘﻪ ﺃﻱ ﺿﺭﺭ؟‬
‫ﻓﺑﺎﺳﺗﻘﺭﺍء ﺍﻟﻔﺻﻝ ‪ 264‬ﻣﻥ ﻕ ﻝ ﻉ ﻟﻡ ﻧﺟﺩﻩ ﻗﺩ ﺗﺣﺩﺙ ﻋﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺣﺎﻟﺔ ‪ ٬‬ﻭ ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻳﺑﻘﻰ ﺍﻷﻣﺭ‬
‫ﻣﻭﻛﻭﻻ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺣﺎﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺳﻠﻁﺔ ﺍﻟﺗﻘﺩﻳﺭﻳﺔ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ ‪ ٬‬ﺑﺣﺳﺏ ﺗﻘﺩﻳﺭﻫﺎ ﻟﻠﺗﻌﻭﻳﺽ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺕ‬
‫ﻭﻅﻳﻔﺗﻪ ﺗﻌﻭﻳﺿﻳﺔ ﺑﺣﻳﺙ ﺗﺧﻔﺿﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺣﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻳﺗﻼءﻡ ﻭ ﺣﺟﻡ ﺍﻟﺿﺭﺭ ﺍﻟﻼﺣﻕ ﺑﺎﻟﺩﺍﺋﻥ ﻓﻲ‬
‫ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺗﻧﻔﻳﺫ ﺍﻟﻛﻠﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺟﺯﺋﻲ ﻟﻼﻟﺗﺯﺍﻡ ‪ ٬‬ﺃﻭ ﺃﻥ ﺗﻘﺿﻲ ﺑﺭﻓﺿﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻟﻡ ﻳﺗﺿﺭﺭ ﺍﻟﺩﺍﺋﻥ‬
‫ﺃﺻﻼ‪.‬‬

‫‪ 53 -‬أحكامالتعويضعنالضررفيالمسؤةليةلبعقدية ‪:‬‬
‫‪ 54 -‬ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ ﺃﻳﻮﺏ‪ :‬ﺳﻠﻄﺔ القاضي في تعديل التعويض االتفاقي ( دراسة مقارنة ) م س ص ‪.153‬‬
‫‪23‬‬
 ‫ﻭ ﻧﺷﻳﺭ ﻫﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﺑﺎﻟﺭﻏﻡ ﻣﻥ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺣﻛﻡ ﺑﺎﺳﺗﺣﻘﺎﻕ ﺍﻟﺷﺭﻁ ﺍﻟﺟﺯﺍﺋﻲ ﻟﻌﺩﻡ ﺗﺣﻘﻕ ﺍﻟﺿﺭﺭ ﺃﻭ‬
‫ﺗﺧﻔﻳﺿﻪ ﻟﻛﻭﻧﻪ ﻏﻳﺭ ﻣﺗﻧﺎﺳﺏ ﻣﻊ ﺍﻟﺿﺭﺭ ‪ ٬‬ﻓﺈﻥ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﺇﺩﺭﺍﺟﻪ ﺿﻣﻥ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺗﺑﻘﻰ ﻟﻪ ﻓﺎﺋﺩﺓ ‪ ٬‬ﻭ‬
‫‪55‬‬ ‫ﺫﻟﻙ ﻣﻥ ﺣﻳﺙ ﻧﻘﻝ ﻋﺏء ﺍﻹﺛﺑﺎﺕ ﻣﻥ ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺩﺍﺋﻥ ﻭﻓﻕ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ ‪:‬‬
‫ﺃﻥ ﻭﺟﻭﺩ ﺍﻟﺷﺭﻁ ﺍﻟﺟﺯﺍﺋﻲ ﻗﺭﻳﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻟﻣﺗﻔﻕ ﻋﻠﻳﻪ ﻣﺳﺎﻭ ﻟﻠﺿﺭﺭ ‪ ٬‬ﻓﺈﺫﺍ‬
‫ﺍﺩﻋﻰ ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ ﺃﻧﻪ ﻣﻔﺭﻁ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻳﻪ ﻋﺏء ﺇﺛﺑﺎﺕ ﺫﻟﻙ‪.‬‬
‫ﻗﺩ ﻳﺗﺟﺎﻭﺯ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﻣﺩﻯ ﺍﻟﺿﺭﺭ ‪ ٬‬ﻭ ﻣﻊ ﺫﻟﻙ ﻓﻬﻭ ﻳﺳﺗﺣﻕ ﻟﻠﺩﺍﺋﻥ ‪ ٬‬ﺩﻭﻥ‬
‫ﺗﺧﻔﻳﺽ ﻣﺗﻰ ﻛﺎﻧﺕ ﻗﻳﻣﺔ ﺍﻟﺷﺭﻁ ﺍﻟﺟﺯﺍﺋﻲ ﺗﺟﺎﻭﺯ ﻣﺩﻯ ﺍﻟﺿﺭﺭ ﺗﺟﺎﻭﺯﺍ ﻳﺳﻳﺭﺍ ‪ ٬‬ﻓﻌﻠﻰ‬
‫ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ ﺃﻥ ﻳﺛﺑﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﺗﻘﺩﻳﺭ ﻛﺎﻥ ﻣﺑﺎﻟﻐﺎ ﻓﻳﻪ ﻟﺩﺭﺟﺔ ﻛﺑﻳﺭﺓ ‪ ٬‬ﻭ ﺣﺗﻰ ﺇﺫﺍ ﺃﺛﺑﺕ ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ ﺫﻟﻙ ‪٬‬‬
‫ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺗﺧﻔﻳﺽ ﻳﻛﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺣﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻳﺗﻧﺎﺳﺏ ﻣﻊ ﺍﻟﺿﺭﻭﺭﺓ ‪ ٬‬ﻭ ﻻ ﻳﺗﺣﺗﻡ ﺃﻥ ﻳﻛﻭﻥ‬
‫ﻣﺳﺎﻭﻳﺎ ﻟﻪ‪.‬‬
‫ﻭ ﻫﻭ ﺍﻻﺗﺟﺎﻩ ﺍﻟﺫﻱ ﺳﻠﻛﺗﻪ ﻣﺣﺎﻛﻡ ﺍﻟﻣﻭﺿﻭﻉ ﺍﻟﻣﻐﺭﺑﻳﺔ ﺣﻳﺙ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗﺭﺍﺭ ‪ 56‬ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ‬
‫ﺍﻻﺳﺗﺋﻧﺎﻑ ﺑﺎﻟﺩﺍﺭ ﺍﻟﺑﻳﺿﺎء ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪ " :‬ﻋﻧﺩﻣﺎ ﻳﻧﺹ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺩﻡ ﺇﻓﺭﺍﻍ ﻣﺣﺗﻝ‬
‫ﻟﻣﺣﻝ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻣﺣﺩﺩ ‪ ٬‬ﻳﻠﺗﺯﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺧﻳﺭ ﺑﺄﻥ ﻳﺅﺩﻱ ﻣﺑﻠﻎ ‪ 1000‬ﺩﺭﻫﻣﺎ ﻋﻥ ﻛﻝ ﻳﻭﻡ‬
‫ﺗﺄﺧﻳﺭ ‪ ٬‬ﻓﺈﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺑﻧﺩ ﻳﺷﻛﻝ ﺷﺭﻁﺎ ﺟﺯﺍﺋﻳﺎ ﺗﺎﺑﻌﺎ ﻟﻼﻟﺗﺯﺍﻡ ﺍﻷﺻﻠﻲ ﻭ ﻟﻳﺱ ﻏﺭﺍﻣﺔ ﺗﻬﺩﻳﺩﻳﺔ ‪٬‬‬
‫ﻭ ﻫﻭ ﻭﺍﺟﺏ ﺍﻟﺗﻁﺑﻳﻕ ﺣﺗﻰ ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻳﺛﺑﺕ ﺍﻟﺩﺍﺋﻥ ﺣﻘﻳﻘﺔ ﺍﻟﺿﺭﺭ ﺍﻟﻼﺣﻕ ﺑﻪ ‪ ٬‬ﺇﻥ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﻣﻥ‬
‫ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺷﺭﻁ ﻫﻭ ﻣﻧﻊ ﺍﻟﺟﺩﻝ ﺣﻭﻝ ﻭﻗﻭﻉ ﺍﻟﺿﺭﺭ ‪ ٬‬ﺇﺫ ﻳﻔﺗﺭﺽ ﻭﻗﻭﻋﻪ ﻭ ﻳﺟﻌﻠﻪ ﺛﺎﺑﺗﺎ ‪ ٬‬ﻛﻠﻣﺎ‬
‫ﻳﺣﺩﺩ ﻣﻘﺩﺍﺭ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﻋﻧﻪ ‪ ٬‬ﺍﻟﺷﻲء ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻳﺟﻳﺯ ﻣﻧﺢ ﺃﻱ ﺗﻌﻭﻳﺽ ﺇﺿﺎﻓﻲ"‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬ﺳﻠﻁﺔ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺯﻳﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ‬ ‫‪‬‬

‫ﺗﻧﺹ ﻣﻘﺗﺿﻳﺎﺕ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ‪ 2‬ﻣﻥ ﺍﻟﻔﺻﻝ ‪ 264‬ﻣﻥ ﻕ ﻝ ﻉ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ‪ ":‬ﻳﻣﻛﻥ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ ﺗﺧﻔﻳﺽ‬
‫ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻟﻣﺗﻔﻕ ﻋﻠﻳﻪ‪ .....‬ﺃﻭ ﺍﻟﺭﻓﻊ ﻣﻥ ﻗﻳﻣﺗﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺯﻫﻳﺩﺍ" ‪ ٬‬ﻓﺑﺎﺳﺗﻘﺭﺍء ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﻳﺗﺑﻳﻥ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻣﺷﺭﻉ ﺍﻟﻣﻐﺭﺑﻲ ﺭﺑﻁ ﺇﻣﻛﺎﻧﻳﺔ ﺍﻟﺯﻳﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﺑﺣﺎﻟﺔ ﻭﺣﻳﺩﺓ ‪ ٬‬ﻭ ﻫﻲ‬
‫ﺣﺎﻟﺔ ﻛﻭﻥ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺯﻫﻳﺩﺍ‪.‬‬

‫‪ 55 -‬أحكام التعويض عن الضرر في املسؤولية العقدية مذكرة لنيل شهادة املاجستير في العلوم القانونية م‪.‬س‪.‬ص‪ 111‬كما يراجع في ذلك عبد الرزاق أحمد السنهوري‬
‫‪ 56 -‬قرار عدد ‪ 144‬بتاريخ ‪ 09/11/1988‬أشار اليه محمد بفقير في كتابه قانون االلتزامات و العقود و العمل القضائي م س ص ‪ 166‬و ما يليها منشور باملجلة املغربية للقانون‬
‫عدد ‪ 17/88‬ص ‪ 138‬و ما يليها ‪.‬‬
‫‪ .‬و ما يليها‬

‫‪24‬‬
 ‫ﻭ ﻋﻠﻳﻪ ﻓﺯﻫﺎﺩﺓ ﺍﻟﺷﺭﻁ ﺍﻟﺟﺯﺍﺋﻲ ﺗﻌﻧﻲ ﻭ ﺍﻟﺣﺎﻟﺔ ﻫﺎﺗﻪ ﻫﻭ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺗﻧﺎﺳﺏ ﻭ ﻣﻘﺩﺍﺭ ﺍﻟﺿﺭﺭ ﺑﺷﻛﻝ‬
‫ﻭﺍﺿﺢ ‪ ٬‬ﺑﺣﻳﺙ ﻳﻘﺗﺭﺏ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﻣﺑﻠﻎ ﺯﻫﻳﺩ ﻣﻥ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺗﺣﺩﻳﺩ ﺍﻟﻣﺳﺅﻭﻟﻳﺔ ﺍﻟﻣﺩﻧﻳﺔ ‪ 57 ٬‬ﻭ ﻫﻭ‬
‫ﺃﻣﺭ ﻻ ﻳﺟﻳﺯﻩ ﺍﻟﻣﺷﺭﻉ ﺍﻟﻣﻐﺭﺑﻲ ‪ ٬‬ﻋﻣﻼ ﺑﺄﺣﻛﺎﻡ ﺍﻟﻔﺻﻝ ‪ 232‬ﻣﻥ ﻕ ﻝ ﻉ ﺍﻟﺫﻱ ﺟﺎء ﻓﻳﻪ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺃﻧﻪ‪ ":‬ﻻ ﻳﺟﻭﺯ ﺃﻥ ﻳﺷﺗﺭﻁ ﻣﻘﺩﻣﺎ ﻋﺩﻡ ﻣﺳﺅﻭﻟﻳﺔ ﺍﻟﺷﺧﺹ ﻋﻥ ﺧﻁﺋﻪ ﺍﻟﺟﺳﻳﻡ ﻭ ﺗﺩﻟﻳﺳﻪ" ‪ ٬‬ﻭ‬
‫ﺍﺳﺗﻧﺎﺩﺍ ﺇﻟﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺻﻝ ﺗﺿﺎﻑ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺗﺩﻟﻳﺱ ﻭ ﺍﻟﺧﻁﺄ ﺍﻟﺟﺳﻳﻡ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺑﻘﻰ ﻣﻥ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ‬
‫ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﻣﻧﺻﻭﺹ ﻋﻠﻳﻬﺎ ﺑﻣﻭﺟﺏ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ‪ 1‬ﻣﻥ ﺍﻟﻔﺻﻝ ‪ 264‬ﻣﻥ ﻧﻔﺱ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻥ ﺍﻟﺗﻲ ﻳﻣﻛﻥ‬
‫ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﺍﻋﺗﻣﺎﺩﻫﺎ ﻟﻠﺯﻳﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ‪.‬‬
‫ﺃﻭﻻ‪ :‬ﺍﻟﺯﻳﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺕ ﻗﻳﻣﺗﻪ ﺯﻫﻳﺩﺓ‬ ‫‪‬‬

‫ﻟﻘﺩ ﺧﻭﻝ ﺍﻟﻣﺷﺭﻉ ﺍﻟﻣﻐﺭﺑﻲ ﺑﻣﻭﺟﺏ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ‪ 3‬ﻣﻥ ﺍﻟﻔﺻﻝ ‪ 264‬ﻣﻥ ﻕ ﻝ ﻉ ﺍﻟﻘﺿﺎء ﺑﺻﻔﺔ‬
‫ﺻﺭﻳﺣﺔ ﺻﻼﺣﻳﺔ ﺍﻟﺯﻳﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﺗﺑﻳﻥ ﻟﻪ ﺑﻛﻭﻧﻪ ﺯﻫﻳﺩﺍ ‪ ٬‬ﻏﻳﺭ‬
‫ﺃﻥ ﺣﺩﻭﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺯﻳﺎﺩﺓ ﻭﻓﻕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺣﺎﻟﺔ ﻻ ﻳﻣﻛﻥ ﺃﻥ ﺗﺯﻳﺩ ﺃﻭ ﺗﻘﻝ ﻋﻥ ﻣﻘﺩﺍﺭ ﺍﻟﺿﺭﺭ ﺍﻟﻣﺣﻘﻕ‬
‫ﻓﻌﻼ ﻛﻣﺎ ﺳﺑﻕ ﻭ ﺃﻥ ﺃﺷﺭﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ‪ ٬‬ﺣﻳﺙ ﺇﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻳﺻﻝ ﺇﻟﻰ ﻣﻘﺩﺍﺭ ﺍﻟﺗﻔﺎﻫﺔ ﺑﺄﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻝ‬
‫ﻗﻠﻳﻼ ﻋﻥ ﻣﻘﺩﺍﺭ ﺍﻟﺿﺭﺭ ‪ ٬‬ﻓﻼ ﻳﻣﻛﻥ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ ﺃﻥ ﺗﺯﻳﺩ ﻓﻳﻪ ﺇﻟﻰ ﺣﺩﻭﺩ ﻣﻘﺩﺍﺭ ﺍﻟﺿﺭﺭ ﺍﺣﺗﺭﺍﻣﺎ‬
‫‪58‬‬ ‫ﻟﻠﻁﺎﺑﻊ ﺍﻟﺟﺯﺍﻓﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻳﻣﻳﺯ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ‪.‬‬
‫ﻭ ﻗﺩ ﺃﻗﺭﺕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻣﺑﺩﺃ ﻣﺣﻛﻣﺔ ﺍﻟﻧﻘﺽ ﻓﻲ ﺇﺣﺩﻯ ﻗﺭﺍﺭﺍﺗﻬﺎ ‪ 59‬ﺣﻳﺙ ﺟﺎء ﻓﻳﻪ "‪ :‬ﺍﻟﻔﻭﺍﺋﺩ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻳﺔ‬
‫ﺗﺗﺭﺗﺏ ﻋﻥ ﺍﻟﺗﺄﺧﻳﺭ ﻓﻲ ﺍﻷﺩﺍء ﻭ ﻳﻧﻅﻣﻬﺎ ﺍﻟﻔﺻﻝ ‪ 875‬ﻣﻥ ﻕ ﻝ ﻉ ﺍﻟﺫﻱ ﻳﺣﻳﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻣﺭﺳﻭﻡ‬
‫ﺍﻟﺻﺎﺩﺭ ﻓﻲ ‪ 1950/06/16‬ﺍﻟﻣﺣﺩﺩ ﻟﺳﻌﺭﻫﺎ ﻓﻲ ‪ 06‬ﺑﺎﻟﻣﺎﺋﺔ ﻭ ﻻ ﻳﻭﺟﺩ ﻣﺎ ﻳﻣﻧﻊ ﺍﻟﺩﺍﺋﻥ ﻣﻥ‬
‫ﺍﻟﻣﻁﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﻣﺗﻰ ﺛﺑﺕ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺧﻳﺭﺓ ﻟﻳﺳﺕ ﺑﺟﺎﺑﺭﺓ ﻟﻛﺎﻣﻝ ﺍﻟﺿﺭﺭ ﺍﻟﻣﻧﺻﻭﺹ ﻋﻠﻳﻪ‬
‫ﺑﺎﻟﻔﺻﻝ ‪ 264‬ﻣﻥ ﻕ ﻝ ﻉ" ‪.‬‬
‫ﻭ ﻫﻭ ﻧﻔﺱ ﺍﻟﻧﻬﺞ ﺍﻟﺫﻱ ﺳﻠﻛﻪ ﺍﻟﻣﺷﺭﻉ ﺍﻟﻔﺭﻧﺳﻲ ﻣﻥ ﺧﻼﻝ ﺗﻧﺻﻳﺻﻪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﺎﺩﺓ‬
‫‪ 1152‬ﻣﻥ ﻕ ﻡ ﻑ ‪ ٬‬ﻓﻲ ﺣﻳﻥ ﻟﻡ ﻳﺗﻁﺭﻕ ﺇﻟﻳﻪ ﺍﻟﻣﺷﺭﻉ ﺍﻟﻣﺻﺭﻱ‪.‬‬

‫‪ 57 -‬عرض حول دور القاضي في تحقيق التوازن العقدي سنة ‪ 2016-2015‬منشور باملكتبة االلكترونية ‪ ، www.bibliojuriste.club‬ب ت ا ر ي خ ا ال ط ال ع ‪2 0 / 1 0 / 2 0 1 8‬‬
‫‪ 2018/10/20،‬ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ‪18:00.‬‬
‫‪ 58 -‬ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ ﺃﻳﻮﺏ‪ :‬سلطة القاضي في تعديل التعويض االتفاقي (ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ)‪ ،‬ﻡ ﺱ‪ ،‬ﺹ ‪157.‬‬
‫‪ 59 -‬ﻗﺮﺍﺭ ﻋﺪﺩ ‪ 215‬ﺑﺘﺎﺭ ﺦ ‪ 2007/02/21‬ﺍﳌﻠﻒ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻋﺪﺩ ‪ 2006/396‬ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ محمد بفقير في كتابه قانون االلتزامات ﻭ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﻭ ﺍﻟﻌﻤﻞ‬
‫القضائي ‪ ،‬ﻡ ﺱ‪ ،‬ﺹ ‪ 166‬ﻭ ما يليها منشور ﺑﻤﺠﻠﺔ ﻗﻀﺎﺀ املجلس األعلى ﻋﺪﺩ ‪ 68‬ﺹ ‪ 173‬ﻭ ﻣﺎ يليها ‪.‬‬
‫‪25‬‬
 ‫ﻭ ﻣﺎ ﻳﻣﻛﻥ ﺍﺳﺗﻧﺗﺎﺟﻪ ‪ ٬‬ﻫﻭ ﻛﻭﻥ ﻣﻌﻳﺎﺭ ﺍﻟﺗﻔﺎﻫﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺯﻫﺎﺩﺓ ﺷﺄﻧﻪ ﺷﺄﻥ ﻣﻌﻳﺎﺭ ﺍﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻟﻡ ﻳﺣﺩﺩ ﻟﻪ‬
‫ﺍﻟﻣﺷﺭﻉ ﺍﻟﻣﻐﺭﺑﻲ ﻣﻌﻳﺎﺭﺍ ﻣﻌﻳﻧﺎ ﻳﻣﻛﻥ ﺍﻟﺭﻛﻭﻥ ﺇﻟﻳﻪ ﻟﺗﺣﺩﻳﺩ ﺍﻟﻣﺑﻠﻎ ﺍﻟﻭﺍﺟﺏ ﺯﻳﺎﺩﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ‬
‫ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ‪ ٬‬ﻭ ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻳﻣﻛﻥ ﺍﻟﻘﻭﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻣﻌﻳﺎﺭ ﻭ ﺍﻟﺣﺎﻟﺔ ﻫﺎﺗﻪ ﻳﺗﺣﺩﺩ ﺑﺎﻟﻧﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﺧﻁﺄ‬
‫ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ ﻭ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﻣﺣﻳﻁﺔ ﺑﻛﻝ ﻗﺿﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺩﺓ ‪ ٬‬ﻭ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﺗﻔﺎﻫﺔ ‪ ٬‬ﺃﻱ ﺿﺭﻭﺭﺓ ﺍﻟﺟﻣﻊ ﺑﻳﻥ‬
‫ﺍﻟﻣﻌﻳﺎﺭﻳﻥ ﺍﻟﻣﻭﺿﻭﻋﻲ ﻭ ﺍﻟﺷﺧﺻﻲ ﻛﻣﺎ ﺳﺑﻕ ﺑﻳﺎﻥ ﺫﻟﻙ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﻳﺎ‪ :‬ﺍﻟﺯﻳﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺗﺩﻟﻳﺱ ﻭ ﺍﻟﺧﻁﺄ ﺍﻟﺟﺳﻳﻡ‬ ‫‪‬‬

‫ﻣﻥ ﺧﻼﻝ ﺍﻁﻼﻋﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﻛﺎﻡ ﺍﻟﻔﺻﻝ ‪ 264‬ﻣﻥ ﻕ ﻝ ﻉ ‪ ٬‬ﺗﺑﻳﻥ ﻟﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻣﺷﺭﻉ ﺍﻟﻣﻐﺭﺑﻲ‬
‫ﻟﻡ ﻳﺗﻁﺭﻑ ﺇﻟﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺣﺎﻟﺔ ‪ ٬‬ﻣﺛﻠﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻣﺛﻝ ﺍﻟﻣﺷﺭﻉ ﺍﻟﻔﺭﻧﺳﻲ ‪ ٬‬ﻓﻲ ﺣﻳﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻣﺷﺭﻉ‬
‫ﺍﻟﻣﺻﺭﻱ ﺳﻠﻙ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻁﺭﻳﻕ ﻣﻥ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺗﻧﺻﻳﺹ ﻋﻠﻳﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﺎﺩﺓ ‪ 225‬ﻣﻥ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻥ ﺍﻟﻣﺩﻧﻲ‬
‫ﺍﻟﻣﺻﺭﻱ ﻭ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﻘﺿﻲ ﺑﺟﻭﺍﺯ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﺷﺭﻁ ﺍﻟﺟﺯﺍﺋﻲ ﺇﺫﺍ ﺟﺎﻭﺯ ﺍﻟﺿﺭﺭ ﻗﻳﻣﺔ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ‬
‫ﺍﻟﻣﻘﺩﺭ ‪ ٬‬ﻭ ﺃﺛﺑﺕ ﺍﻟﺩﺍﺋﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ ﻗﺩ ﺍﺭﺗﻛﺏ ﻏﺷﺎ ﺃﻭ ﺧﻁﺄ ﺟﺳﻳﻣﺎ ‪ ٬‬ﻏﻳﺭ ﺃﻧﻪ ﺭﻏﻡ ﻋﺩﻡ‬
‫ﺍﻟﺗﻧﺻﻳﺹ ﻋﻠﻳﻬﺎ ﻣﻥ ﻁﺭﻑ ﺍﻟﻣﺷﺭﻉ ﺍﻟﻣﻐﺭﺑﻲ ‪ ٬‬ﻓﺈﻥ ﻫﺫﺍ ﻻ ﻳﻣﻧﻊ ﻣﻥ ﺍﻟﺭﺟﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ‬
‫ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﻣﻧﻅﻣﺔ ﻟﻠﻣﺳﺅﻭﻟﻳﺔ ﺍﻟﻣﺩﻧﻳﺔ ﺑﻣﻭﺟﺏ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻥ ﻧﻔﺱ ﺍﻟﻔﺻﻝ ﺃﻋﻼﻩ ‪ ٬‬ﺣﻳﺙ ﺇﻧﻪ ﺇﺫﺍ‬
‫ﻛﺎﻥ ﺍﻷﺻﻝ ﻫﻭ ﺟﻭﺍﺯ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻋﻔﺎء ﻣﻥ ﺍﻟﻣﺳﺅﻭﻟﻳﺔ ﺍﻟﺗﻌﺎﻗﺩﻳﺔ ‪ ٬‬ﺍﺳﺗﻧﺎﺩﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻫﻭ‬
‫ﺍﻟﺫﻱ ﻳﻭﻟﺩ ﺍﻻﻟﺗﺯﺍﻡ ‪ ٬‬ﻭ ﻫﻭ ﻧﻔﺳﻪ ﻳﺳﺗﻁﻳﻊ ﺃﻥ ﻳﻧﺳﺧﻪ ‪ ٬‬ﻓﺈﻧﻪ ﺗﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﺍﺳﺗﺛﻧﺎء ‪ ٬‬ﻭ ﻫﻭ‬
‫ﻋﺩﻡ ﺟﻭﺍﺯ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻋﻔﺎء ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺛﺑﻭﺕ ﺍﻟﺧﻁﺄ ﺍﻟﺟﺳﻳﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﻐﺵ ‪ ٬‬ﻭ ﺫﻟﻙ ﺭﺍﺟﻊ‬
‫ﺇﻟﻰ ﺇﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻳﺗﻧﺎﻓﻰ ﻣﻊ ﺍﻟﻧﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ‪ 60 ٬‬ﺣﻳﺙ ﻧﺹ ﺍﻟﻔﺻﻝ ‪ 232‬ﻣﻥ ﻕ ﻝ ﻉ ﺍﻟﺫﻱ ﺟﺎء‬
‫ﻓﻳﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ‪ ":‬ﻻ ﻳﺟﻭﺯ ﺃﻥ ﻳﺷﺗﺭﻁ ﻣﻘﺩﻣﺎ ﻋﺩﻡ ﻣﺳﺅﻭﻟﻳﺔ ﺍﻟﺷﺧﺹ ﻋﻥ ﺧﻁﺋﻪ ﺍﻟﺟﺳﻳﻡ ﻭ‬
‫ﺗﺩﻟﻳﺳﻪ" ‪ ٬‬ﻭ ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈﺫﺍ ﺛﺑﺕ ﺧﻁﺄ ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ ﺍﻟﺟﺳﻳﻡ ﺃﻭ ﺍﺭﺗﻛﺎﺑﻪ ﻟﻠﻐﺵ ﺍﺳﺗﺣﻝ ﺍﻟﺩﺍﺋﻥ ﺗﻌﻭﻳﺿﺎ‬
‫ﺇﺿﺎﻓﻳﺎ ﻳﺿﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ‪ ٬‬ﻭ ﻣﻌﻧﻰ ﻫﺫﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﺍﺋﻥ ﺇﺫﺍ ﺃﺛﺑﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ ﺍﺭﺗﻛﺏ‬
‫ﻏﺷﺎ ﺃﻭ ﺧﻁﺄ ﺟﺳﻳﻣﺎ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺷﺭﻁ ﺍﻟﺟﺯﺍﺋﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺟﺎﺯ ﺗﺧﻔﻳﻑ ﺍﻟﻣﺳﺅﻭﻟﻳﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ‬
‫ﺍﺭﺗﻛﺎﺑﻪ ﺍﻟﺧﻁﺄ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﻻ ﻳﺳﺗﻁﻳﻊ ﺃﻥ ﻳﺧﻔﻑ ﻣﻥ ﻣﺳﺅﻭﻟﻳﺗﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻐﺵ ﺃﻭ ﺍﻟﺧﻁﺄ ﺍﻟﺟﺳﻳﻡ ‪ ٬‬ﻭ‬
‫ﻳﺗﺭﺗﺏ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻳﺯﻳﺩ ﻓﻲ ﻣﻘﺩﺍﺭ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺣﺗﻰ ﻳﺻﺑﺢ ﻣﻌﺎﺩﻻ ﻟﻠﺿﺭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻭﻗﻊ ‪٬‬‬
‫ﻭ ﻻ ﻳﻣﻧﻌﻪ ﻣﻥ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﻣﻘﺩﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺷﺭﻁ ﺍﻟﺟﺯﺍﺋﻲ ‪ ٬‬ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺗﺑﺎﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﺍﺋﻥ ﻓﻲ ﺍﺗﻔﺎﻗﻪ‬

‫‪ 60 -‬ﺍﺩﺭ يس ﺍﻟﻌﺒﺪﻻﻭﻱ‪ :‬ﺷﺮﺡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ املدني النظرية العامة لاللتزام نظرية العقد الطبعة األولى ‪ 1996‬ص‪. 647‬‬
‫‪26‬‬
‫ﻣﻊ ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺩﻳﺭ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﻟﻡ ﻳﺩﺧﻝ ﻓﻲ ﺣﺳﺎﺑﻪ ﻏﺵ ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ ﺃﻭ ﺧﻁﺋﻪ ﺍﻟﺟﺳﻳﻡ ‪ 61 ٬‬ﺑﻌﻠﺔ ﺃﻥ‬
‫ﺍﺗﻔﺎﻗﻪ ﻫﺫﺍ ﻧﺗﻳﺟﺗﻪ ﺍﻟﺑﻁﻼﻥ ﺍﺳﺗﻧﺎﺩﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﺣﻛﺎﻡ ﺍﻟﻔﺻﻝ ‪ 232‬ﺍﻟﻣﺷﺎﺭ ﺇﻟﻳﻪ ‪ ٬‬ﻭ ﻣﺎ ﻳﻧﻁﺑﻕ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺃﺧﻁﺎء ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ ﻳﺳﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺃﺧﻁﺎء ﺗﺎﺑﻌﻳﻪ ﺳﻭﺍء ﻛﺎﻧﺕ ﻳﺳﻳﺭﺓ ﺃﻭ ﺟﺳﻳﻣﺔ ﺃﻭ ﺭﺍﺟﻌﺔ ﺇﻟﻰ‬
‫ﺗﺩﻟﻳﺳﻬﻡ ‪ 62 ٬‬ﻭ ﺫﻟﻙ ﺍﻧﺳﺟﺎﻣﺎ ﻣﻊ ﺃﺣﻛﺎﻡ ﺍﻟﻔﺻﻝ ‪ 233‬ﻣﻥ ﻕ ﻝ ﻉ ﺍﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﻓﻳﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ‪":‬‬
‫ﻳﻛﻭﻥ ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ ﻣﺳﺅﻭﻻ ﻋﻥ ﻓﻌﻝ ﻧﺎﺋﺑﻪ ﺃﻭ ﺧﻁﺋﻪ ‪ ٬‬ﻭ ﻋﻥ ﻓﻌﻝ ﺃﻭ ﺧﻁﺄ ﺍﻷﺷﺧﺎﺹ ﺍﻟﺫﻳﻥ‬
‫ﻳﺳﺗﺧﺩﻣﻬﻡ ﻓﻲ ﺗﻧﻔﻳﺫ ﺍﻟﺗﺯﺍﻣﻪ ‪ ٬‬ﻓﻲ ﻧﻔﺱ ﺍﻟﺣﺩﻭﺩ ﺍﻟﺗﻲ ﻳﺳﺄﻝ ﻓﻳﻬﺎ ﻋﻥ ﺧﻁﺄ ﻧﻔﺳﻪ ‪ ٬‬ﻭ ﺫﻟﻙ ﻣﻊ‬
‫ﺣﻔﻅ ﺣﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﺟﻭﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺷﺧﺎﺹ ﺍﻟﺫﻳﻥ ﻳﺗﺣﻣﻝ ﺍﻟﻣﺳﺅﻭﻟﻳﺔ ﻋﻧﻬﻡ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻣﺎ ﻳﻘﺗﺿﻳﻪ‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻥ"‪.‬‬

‫‪ 61 -‬ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ ﺃﺣﻤﺪ السنهوري‪ :‬ﺍﻟﻮﺳﻴﻂ القانون املدني الجديد الجزء ‪ 2،‬ﻡ ﺱ‪ ،‬ﻓﻘﺮﺓ ‪ 498،‬ﺹ ‪878.‬‬
‫‪ 62 -‬ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ ﺃﻳﻮﺏ‪ :‬ﺳﻠﻄﺔ القاضي في تعديل التعويض االتفاقي (ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ)‪ ،‬ﻡ ﺱ‪ ،‬ﺹ ‪160.‬‬
‫‪27‬‬
 ‫ﺧــــــﺎﺗـــــﻣــــــﺔ‬

‫ﻭﻧﺎﻓﻠﺔ ﺍﻟﻘﻭﻝ ‪ ٬‬ﺃﻧﻪ ﻟﺋﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻣﺷﺭﻉ ﺍﻟﻣﻐﺭﺑﻲ ﺑﻣﻭﺟﺏ ﺍﻟﺗﻌﺩﻳﻼﺕ ﺍﻟﺗﻲ ﺃﺿﻔﺎﻫﺎ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﻟﻔﺻﻝ ‪ 264‬ﻣﻥ ﻕ ﻝ ﻉ ﻗﺩ ﻣﻛﻥ ﺃﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻣﻥ ﺗﺣﺩﻳﺩ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻟﻣﺳﺗﺣﻕ ﻋﻧﺩ ﺇﺧﻼﻝ‬
‫ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ ﺑﺎﻟﺗﺯﺍﻣﻪ ﺍﻷﺻﻠﻲ ﺇﻣﺎ ﻛﻠﻳﺎ ﺃﻭ ﺟﺯﺋﻳﺎ ‪ ٬‬ﺃﻭ ﻋﻧﺩ ﺍﻟﺗﺄﺧﺭ ﻓﻲ ﺗﻧﻔﻳﺫﻩ ﺍﻧﺳﺟﺎﻣﺎ ﻣﻊ ﺣﺭﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﻁﺭﻓﻳﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺗﻌﺎﻗﺩ ﻭ ﺗﺭﺗﻳﺏ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺗﺯﺍﻣﺎﺗﻬﻡ ‪ ٬‬ﻭ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﻧﺑﻊ ﻣﻥ ﺻﻣﻳﻡ ﻣﺑﺩﺃﻱ ﺳﻠﻁﺎﻥ‬
‫ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺷﺭﻳﻌﺔ ﺍﻟﻣﺗﻌﺎﻗﺩﻳﻥ ‪ ٬‬ﻭ ﺑﺎﻟﺗﺑﻌﻳﺔ ﺳﻠﺏ ﺍﻟﻘﺿﺎء ﺻﻼﺣﻳﺔ ﺗﻘﺩﻳﺭ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ‬
‫ﻋﻧﺩ ﺍﻟﺗﻧﺻﻳﺹ ﻋﻠﻳﻪ ﺑﺎﻟﻌﻘﺩ ﻣﻥ ﻗﺑﻝ ﺃﻁﺭﺍﻓﻪ ‪ ٬‬ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺟﻠﻲ ﻣﻥ ﺍﺳﺗﻘﺭﺍء ﺗﻠﻙ ﺍﻟﺗﻌﺩﻳﻼﺕ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻡ‬
‫ﺗﺣﻘﻕ ﺍﻟﻧﺗﻳﺟﺔ ﺍﻟﻣﺭﺟﻭﺓ ﻣﻧﻬﺎ ‪ ٬‬ﺣﻳﺙ ﺃﻥ ﻧﻔﺱ ﺍﻟﺗﻌﺩﻳﻼﺕ ﻣﻧﺣﺕ ﺍﻟﻘﺿﺎء ﺳﻠﻁﺔ ﺗﻌﺩﻳﻠﻪ ﻭ ﺗﻘﺩﻳﺭﻩ‬
‫ﺣﺗﻰ ﻳﺗﻧﺎﺳﺏ ﻭ ﺣﺟﻡ ﺍﻟﺿﺭﺭ ﺍﻟﺣﻘﻳﻘﻲ ﺍﻟﻼﺣﻕ ﺑﺄﺣﺩ ﺍﻟﻣﺗﻌﺎﻗﺩﻳﻥ ‪ ٬‬ﻭﺫﻟﻙ ﺇﻣﺎ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻓﻳﻪ ﻟﺻﺎﻟﺢ‬
‫ﺍﻟﺩﺍﺋﻥ ‪ ٬‬ﺃﻭ ﻧﻘﺻﺎﻧﺎ ﻣﻧﻪ ﻟﻔﺎﺋﺩﺓ ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ ‪ ٬‬ﻭ ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺍﺳﺗﺭﺟﻊ ﺍﻟﻘﺿﺎء ﻣﻛﺎﻧﺗﻪ ﺍﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻭ ﺍﻷﺻﻠﻳﺔ‬
‫ﺑﺎﻋﺗﺑﺎﺭﻩ ﺍﻟﻣﺣﺩﺩ ﻟﻠﺗﻌﻭﻳﺽ ﺑﻣﻭﺟﺏ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻥ ﻧﻔﺱ ﺍﻟﻔﺻﻝ ﺃﻋﻼﻩ ‪ ٬‬ﻭ ﺃﻥ ﻣﻥ ﺷﺄﻥ ﻫﺫﻩ‬
‫ﺍﻟﺳﻠﻁﺔ ﺍﻟﺣﺩ ﻣﻥ ﻣﺑﺩﺃ ﺳﻠﻁﺎﻥ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻭ ﺍﻟﺗﺿﻳﻳﻕ ﻣﻥ ﺣﺭﻳﺔ ﺍﻟﻣﺗﻌﺎﻗﺩﻳﻥ ﻓﻲ ﺗﺣﺩﻳﺩ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﻭ‬
‫ﺗﺭﺗﻳﺏ ﺍﻟﺟﺯﺍء ﻋﻧﺩ ﺇﺧﻼﻝ ﺃﺣﺩ ﻁﺭﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺑﺎﻟﺗﺯﺍﻣﻪ‪.‬‬

‫‪28‬‬
 ‫‪ ‬ﻻﺋﺣﺔ ﺍﻟﻣﺭﺍﺟﻊ‬
‫‪ 1/‬ﺍﻟﻛﺗﺏ‬
‫ﻣﺣﻣﺩ ﺍﻟﻛﺷﺑﻭﺭ "‪ ٬‬ﻧﻅﺎﻡ ﺍﻟﺗﻌﺎﻗﺩ ﻭ ﻧﻅﺭﻳﺗﺎ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ﻭ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﻁﺎﺭﺋﺔ"‬
‫ﺍﻟﻁﺑﻌﺔ ‪ ٬‬ﺍﻻﻭﻟﻰ ‪1993.‬‬
‫ﺍﻟﻌﺭﺑﻲ ﻣﻳﺎﺩ "‪ ٬‬ﻋﻘﻭﺩ ﺍﻻﺫﻋﺎﻥ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ" ﺍﻟﻁﺑﻌﺔ ﺍﻻﻭﻟﻰ ‪2004.‬‬
‫ﺍﺩﺭﻳﺱ ﺍﻟﻌﺑﺩﻻﻭﻱ‪ :‬ﺷﺭﺡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻥ ﺍﻟﻣﺩﻧﻲ"ﺍﻟﻧﻅﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﻟﺗﺯﺍﻡ"ﻧﻅﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﻘﺩ ‪٬‬‬
‫ﺍﻟﻁﺑﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ‪1996.‬‬
‫ﻋﺑﺩ ﺍﻟﺭﺯﺍﻕ ﺃﻳﻭﺏ ‪ ٬‬ﺳﻠﻁﺔ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺗﻌﺩﻳﻝ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ (ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ) ‪٬‬‬
‫ﻣﻁﺑﻌﺔ ﺍﻟﻧﺟﺎﺡ ﺍﻟﺟﺩﻳﺩﺓ ﺍﻟﺩﺍﺭ ﺍﻟﺑﻳﺿﺎء ‪ ٬‬ﺍﻟﻁﺑﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ‪2003.‬‬
‫ﺍﺩﺭﻳﺱ ﻓﺗﺎﺣﻲ "‪ ٬‬ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺩﻳﻝ ﺃﺣﻛﺎﻡ ﺍﻟﻣﺳﺅﻭﻟﻳﺔ ﺍﻟﻌﻘﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻥ ﺍﻟﻣﻐﺭﺑﻲ‬
‫ﻭﺍﻟﻣﻘﺎﺭﻥ ‪ "٬‬ﻣﻁﺑﻌﺔ ﺍﻷﻣﻧﻳﺔ ﺍﻟﺭﺑﺎﻁ ‪2004.‬‬
‫ﺍﻟﺭﺯﺍﻕ ﺃﺣﻣﺩ ﻋﺑﺩ ﺍﻟﺳﻧﻬﻭﺭ‪ :‬ﺍﻟﻭﺳﻳﻁ ﻓﻲ ﺷﺭﺡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻥ ﺍﻟﻣﺩﻧﻲ ﺍﻟﺟﺩﻳﺩ ﺍﻟﺟﺯء ‪2.‬‬
‫ﻋﺑﺩ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﻟﻌﺭﻋﺎﺭﻱﺍﻟﻧﻅﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﻟﺗﺯﺍﻣﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻥ ﺍﻟﻣﺩﻧﻲ ﺍﻟﻣﻐﺭﺑﻲﺍﻟﺟﺯء‬
‫ﺍﻷﻭﻝ ﻣﺻﺎﺩﺭ ﺍﻻﻟﺗﺯﺍﻣﺎﺕ ‪ ٬‬ﻁﺑﻌﺔ ‪1995.‬‬
‫ﻋﺑﺩ ﺍﻟﺭﺣﻣﺎﻥ ﺍﻟﺷﺭﻗﺎﻭﻱ " ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻥ ﺍﻟﻣﺩﻧﻲ ﻣﺻﺎﺩﺭ ﺍﻻﻟﺗﺯﺍﻡ" ﺍﻟﺟﺯء ﺍﻷﻭﻝ ‪ ٬‬ﻣﻁﺑﻌﺔ‬
‫ﺍﻟﻣﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﺟﺩﻳﺩﺓ ‪ ٬‬ﺍﻟﻁﺑﻌﺔ ‪2017.‬‬

‫‪ 2/‬ﺍﻟﺭﺳﺎﺋﻝ ﻭ ﺍﻷﻁﺭﻭﺣﺎﺕ‬
‫ﻁﺎﺭﻕ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻄﻠﻖ ﺃﺑﻮ ﻟﻴﻠﻰ ‪" ٬‬ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ – ﺩﺭﺍﺳﺔ‬
‫ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ" ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻟﻨﻴﻞ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺎﺟﺴﺘﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﺍﻟﻮﻁﻨﻴﺔﻛﻠﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻧﺎﺑﻠﺲ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ‪2007 .‬‬
‫ﺃﺣﻣﺩ ﺳﻳﻡ ﻓﺭﻳﺯ ﻧﺻﺭﺓ "ﺍﻟﺷﺭﻁ ﺍﻟﻌﺩﻝ ﻟﻠﻣﺳﺅﻭﻟﻳﺔ ﺍﻟﻌﻘﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻥ ﺍﻟﻣﺩﻧﻲ‬
‫ﺍﻟﻣﺻﺭﻱ ‪ "٬‬ﺃﻁﺭﻭﺣﺔ ﻟﻧﻳﻝ ﺍﻟﺩﻛﺗﻭﺭﺍﻩ ﻧﻭﻗﺷﺕ ﺑﻛﻠﻳﺔ ﺍﻟﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻳﺎ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻧﺟﺎﺡ‬
‫ﻓﻲ ﻓﻠﺳﻁﻳﻥ ‪ ٬‬ﺳﻧﺔ ‪2006.‬‬

‫‪ 3/‬ﺍﻟﻣﺟﻼﺕ‬

‫‪29‬‬
‫ﺃﺣﻣﺩ ﺃﺩﺭﻳﻭﺵ ‪" ٬‬ﺍﻻﺟﺗﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺍﻟﻣﻐﺭﺑﻲ ﻓﻲ ﻣﻳﺩﺍﻥ ﺍﻻﻟﺗﺯﺍﻣﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ‪ "٬‬ﺳﻠﺳﻠﺔ‬
‫ﺍﻟﻣﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻳﺔ ‪ ٬‬ﺍﻟﻌﺩﺩ ﺍﻟﺭﺍﺑﻊ ‪1997.‬‬
‫ﻣﺣﻣﺩ ﺑﺎﻟﻔﻘﻳﺭ " ﺣﺩﻭﺩ ﺳﻠﻁﺔ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺗﻌﺩﻳﻝ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ" ﻣﻘﺎﻝ ﺃﺷﻐﺎﻝ‬
‫ﺍﻟﻣﻠﺗﻘﻰ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻧﻅﻣﻪ ﻣﺧﺗﺑﺭ ﺍﻟﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻳﺔ ﺍﻟﻣﺩﻧﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻳﺔ ﺑﻛﻠﻳﺔ ﺍﻟﺣﻘﻭﻕ‬
‫ﺑﻣﺭﺍﻛﺵ ﻭﻧﺎﺩﻱ ﻗﺿﺎﺓ ﺍﻟﻣﻐﺭﺏ ‪ ٬‬ﻳﻭﻡ ‪ 1514‬ﻳﻭﻧﻳﻭ ‪ ٬2013‬ﺗﻛﺭﻳﻣﺎ ﻟﻠﺩﻛﺗﻭﺭ ﺍﻟﻣﺧﺗﺎﺭ‬
‫ﻋﻁﺎﺭ‪.‬‬

‫‪ 4/‬ﺑﻳﺑﻠﻳﻭﻏﺭﺍﻓﻳﺎ‬
‫ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ‪ :‬ﻣﻘﺎﻝ ﻣﻨﺸﻮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ ﻣﻨﺘﺪﻳﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﺸﺮﻭﻕ ‪. ٬ www.montada.echorokonline.com‬‬
‫ﻋﺮﺽ ﺣﻮﻝ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺍﻟﻌﻘﺪﻱ ﺳﻨﺔ ‪ 2016 ٬ 2015‬ﻣﻨﺸﻮﺭ‬
‫ﺑﺎﻟﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ ‪. www.bibliojuriste.club‬‬
‫ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺍﻟﻌﻘﺪ‪ :‬ﻣﺬﻛﺮﺓ ﻟﻨﻴﻞ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺎﺳﺘﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺗﺨﺼﺺ‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ ‪ ٬‬ﻣﻦ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻄﺎﻟﺒﺘﻴﻦ ﺻﺎﻏﻲ ﺯﻳﻨﺔ ﻭ ﻣﻘﺮﻱ ﻧﺴﻴﻤﺔ ﺗﺤﺖ‬
‫ﺇﺷﺮﺍﻑ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻋﺜﻤﺎﻧﻲ ﺑﻼﻝ ‪ ٬‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﺎﻥ ﻣﻴﺮﺓ ﺑﺠﺎﻳﺔ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭ‬
‫ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻗﺴﻢ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺨﺎﺹ ‪ ٬‬ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ ‪ 2014 ٬ 2013‬ﻣﻨﺸﻮﺭ ﺑﻤﻮﻗﻊ‬
‫ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ‪. www.univ-bejaia.dz‬‬

‫‪30‬‬
 ‫ﺍﻟﻔﻬﺮﺱ‪:‬‬
‫ﻣﻘﺩﻣﺔ ‪............................................................................................. 3‬‬
‫الفصل ﺍﻷﻭﻝ ‪ :‬ﺍﻷﺣﻛﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ‪............................................. 6‬‬
‫المبحث ﺍﻷﻭﻝ ‪ :‬ﻣﺎﻫﻳﺔ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ‪......................................................6‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬ﻣﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ‪.....................................................6‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬ﺧﺻﺎﺋﺹ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ‪.................................................... 7‬‬
‫ﺃﻭﻻ‪ :‬ﺧﺎﺻﻳﺔ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻳﺔ ‪............................................................................ 7‬‬
‫ﺛﺎﻧﻳﺎ‪ :‬ﺧﺎﺻﻳﺔ ﺍﻟﺗﺑﻌﻳﺔ ‪............................................................................. 8‬‬
‫المبحث ﺍﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﻭﻅﺎﺋﻑ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻹﺗﻔﺎﻗﻲ ﻭ ﻣﺩﻯ ﺍﺭﺗﺑﺎﻁﻪ ﺑﺎﻟﻧﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ‪...................10‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬ﻭﻅﺎﺋﻑ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻹﺗﻔﺎﻗﻲ ‪..................................................10‬‬
‫ﺃﻭﻻ‪ :‬ﺍﻟﻭﻅﻳﻔﺔ ﺍﻟﺗﻬﺩﻳﺩﻳﺔ ‪......................................................................... 10‬‬
‫ﺛﺎﻧﻳﺎ‪ :‬ﺍﻟﻭﻅﻳﻔﺔ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺿﻳﺔ ﻟﻠﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ‪................................................11‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬ﻣﺩﻯ ﺍﺭﺗﺑﺎﻁ ﺗﻌﺩﻳﻝ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﺑﺎﻟﻧﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ‪.......................12‬‬
‫الفصل ﺍﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺷﺭﻭﻁ ﺍﺳﺗﺣﻘﺎﻕ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻹﺗﻔﺎﻗﻲ ﻭ ﺣﺩﻭﺩ ﺗﺩﺧﻝ ﺍﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ ﻣﺭﺍﺟﻌﺗﻪ ‪15.....‬‬
‫المبحث ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﺷﺭﻭﻁ ﺍﺳﺗﺣﻘﺎﻕ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻹﺗﻔﺎﻗﻲ‪15..........................................‬‬
‫المطلب ‪ :‬ﺍﻟﺧﻁﺄ ﻭ ﺍﻟﺿﺭﺭ ‪...............................................................17‬‬
‫ﺃﻭﻻ‪ :‬ﺍﻟﺧﻁﺄ ﺍﻟﻌﻘﺩﻱ ‪............................................................................ 17‬‬
‫ﺛﺎﻧﻳﺎ‪ :‬ﺍﻟﺿﺭﺭ ‪................................................................................... 18‬‬
 ‫المطلب الثاني ‪ :‬ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺳﺑﺑﻳﺔ ﻭ ﺇﻋﺫﺍﺭ ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ ‪................................................20‬‬
‫ﺃﻭﻻ‪ :‬ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺳﺑﺑﻳﺔ ﺑﻳﻥ ﺍﻟﺧﻁﺄ ﻭ ﺍﻟﺿﺭﺭ ‪...................................................20‬‬

‫ﺛﺎﻧﻳﺎ‪ :‬ﺇﻧﺫﺍﺭ ﺍﻟﻣﺩﻳﻥ ‪............................................................................ 21‬‬

‫ﺍﻟﻣبحث ﺍﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺣﺩﻭﺩ ﺗﺩﺧﻝ ﺍﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ ﻣﺭﺍﺟﻌﺔ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻹﺗﻔﺎﻗﻲ ‪.......................21‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬ﺳﻠﻁﺔ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺗﺧﻔﻳﺽ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ‪19...............................‬‬
‫ﺃﻭﻻ‪ :‬ﺗﺧﻔﻳﺽ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻳﻪ ‪20.........................................‬‬
‫ﺛﺎﻧﻳﺎ‪ :‬ﺗﺧﻔﻳﺽ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺗﻧﻔﻳﺫ ﺍﻟﺟﺯﺋﻲ ﻟﻼﻟﺗﺯﺍﻡ ﺍﻷﺻﻠﻲ ‪22....................‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬ﺳﻠﻁﺔ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺯﻳﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ‪24...............................‬‬
‫ﺃﻭﻻ‪ :‬ﺍﻟﺯﻳﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺕ ﻗﻳﻣﺗﻪ ﺯﻫﻳﺩﺓ ‪25.......................‬‬
‫ﺛﺎﻧﻳﺎ‪ :‬ﺍﻟﺯﻳﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺗﻌﻭﻳﺽ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺗﺩﻟﻳﺱ ﻭ ﺍﻟﺧﻁﺄ ﺍﻟﺟﺳﻳﻡ‪26........ ................‬‬
‫ﺧﺎﺗﻣﺔ‪28.... . ......................................................................................‬‬
‫ﻻﺋﺣﺔ ﺍﻟﻣﺭﺍﺟﻊ‪29.... ..............................................................................‬‬
‫‪............................................................................. ......................‬ﺍﻟﻔﻬﺮﺱ‬