Professional Documents
Culture Documents
Janji manis - 2 - معدل
Janji manis - 2 - معدل
علم المعاني
39
شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون .قسم التحقيق .علم المعاني
(?) وهو ما كان نحو " :اإلنسان هو الحيوان الناطق ". 3
(?) المقص::ود بعلم الم::يزان علم المنط::ق ،وإنم::ا س::مي ب::الميزان ألن::ه ب::ه ت::وزن 4
(?) فعبر في األول بضم كلمة ...إلخ نظرا إلى اللفظ وعبر في الث::اني ب::الحكم ... 6
40
شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون .قسم التحقيق .علم المعاني
41
شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون .قسم التحقيق .علم المعاني
قصد ،وإنما قلنا :إن هذه الأمور متساوية لأن الواق ع اعت بر في ه الوق وع في
نفس الأمر ،والخ ارج :اعت بر في ه الخ روج عن الق وى المدركة ،ونفس
الأمر اعتبر فيه نفس الشيء.
وما ذكرناه من تس اويهما ه و الج اري على رأي كث ير من المحققين،
وفرق بعضهم بين الخارج ونفس الأمر فقال :تحق ق الأش ياء؛ إم ا فرضي:
وهو ما يوجد في القوى المدركة ،وإم ا حقيقي :وه و م ا يوجد في الخ ارج
عن القوى المدركة .ف الأول ه و الوج ود الذهني ،والث اني :إم ا أن يك ون
بالنظر إلى نفسه أو بالنسبة إلى الخارج عن نفسه -وه و الم راد بالخ ارج .-
وبينهما عم وم وخص وص مطلق؛ فكل م ا ثبت في الخ ارج ثبت في نفس
الأمر من غير عكس كلي ،ومثاله الحكم بأن الجسم مؤلف أو أبيض؛ فه و
ثابت في نفس الأمر ولا يثبت في الخارج حتى يكون موجودًا.
وم ا ذكرناه من مع نى ص دق الخبر وكذب ه ه و رأي المحققين(،)1
وذهب النظام( )2إلى أن صدقه مطابقته لاعتقاد المخبر وإن خالف الواقع،
وكذبه مخالفته لاعتقاده وإن طابق الواقع محتجًا بقوله تعالى ﭽ ﮟ ﮠ ﮡ ﭼ:
بع د حكايت ه عنهم أنهم ق الوا :ﭽ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﭼ [المن افقون ،]١ :وُرَّد بأن
التكذيب راجع إلى زعمهم أن ه من صميم القلب لا إلى نفس الخبر أو أنهم
كاذبون في تس ميتها شهادة لاش تراط موافق ة الاعتق اد للخ بر فيه ا ،وذهب
الجاحظ( )3إلى أن بينهما واسطة فقال :ص دقه مطابقت ه الواق ع والاعتق اد
معًا ،وكذبه عدم مطابقته لهما معًا ،وما بينهم ا ليس بص دق ولا كذب،
واحتج بمقابلة الكذب بالِجَّن ة في قوله تعالى حكاية عن الكفار :ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
ﭕ ﭖ ﭗ ﭼ [سبأ ]٨ :فليس المراد بالثاني الكذب لأن قسيم الشيء غيره ،ولا
(?) وفي اإليضاح أنه المشهور وعليه التعويل ،اإليضاح38 /1 : 1
(?) النَّظام ( ت 231 :هـ) هو أب::و إس:حاق إب::راهيم بن س:يار بن ه::انئ البص::ري 2
الش::هير بالنَّظ ام ،من أئم::ة المعتزل::ة ،انف::رد ب::آراء خاص::ة تابعت::ه فيه::ا فرق::ة من
المعتزل::ة تس::مى النظامي::ة ،انظ::ر ترجمت::ه في :ت::اريخ بغ::داد،98 - 97 /6 :
واألعالم.43 /1 :
(?) مضت ترجمته في قسم الدراسة. 9 : 3
42
شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون .قسم التحقيق .علم المعاني
()1
الصدق لأنهم كذبوه قطعًا ،ورد بأن ه تقس يم للكذب إلى الاف تراء وه و
العمــد وإلى غيره كالجنة لا تقسيم للخبر (.)2
..... ..وقـْص ُد ِذي الِخطاِب ... ..... ... ..... ........ ...
أو كوَن ُمْخِبٍر بِه ذا علِم -36إفادُة الَّس اِمِع نفَس الُحْكِم
لازُمها ِعـْنــَد ذوي الأذهـاِن فائدٌة والَّث انِـي َ -37فأوٌل
(ش) الخط اب ه و الكلام الذي يقص د ب ه من ه و أه ل للفهم أو
ُم نَّز ٌل منزلَته ،واختل ف الأص وليون ه ل يش ترط في التس مية ب ه وج ود
المخ اطب ،وعلي ه جرى الخلاف بين المتكلمين في كلام الله س بحانه في
الأزل ه ل يس مى خطابا أم لا؟ الأول م ذهب الش يخ الأش عري(،)3
والثاني محكٌي( )4عن القاضي( ،)6( )5وعلى هذا الأصل أيضًا جرى الخلاف
بين أه ل الس نة والمعتزلة في تعلق الأمر بالمع دوم( ،)8( )7ومرادنا بذي
الخط اب :المخِبر لا كل متكلم؛ لأن الب اب للإس ناد الخبري ،ومع نى ه ذه
الأبيات أن قصد المخبر -من حيث هو مخبر -منحصر في قسمين:
(?) انظر المسألة مفص::لة في ك::ل من :التلخيص ،20- 19 :اإليض::اح،38 /1 : 2
يرج::ع نس::به إلى أبي موس::ى األش::عري ،مؤس::س م::ذهب األش::اعرة ،نش::أ على
مذهب المعتزلة ن ثم انتقل عنه إلى مذهب عق:دي ص:ار ينس:ب إلي:ه ثم رج:ع إلى
مذهب أهل الحديث في كتبه التي ألفها في آخر حيات::ه ،انظ::ر :ت::اريخ بغ::داد/11 :
،347 – 346األعالم ،263 /4 :مقدمة تحقيق " :رسالة إلى أه:ل الثغ:ر بب:اب
األبواب ".70 – 60 :
(?) في ت :يحكى. 4
(?) القاضي (ت 403 :هـ) ه:و محم:د بن الطيب بن محم:د بن جعف:ر ،أب:و بك:ر: 5
قاض ،من كبار علماء الكالم ،انتهت إليه الرياسة في مذهب االشاعرة ،من أشهر
كتبه " :إعجاز القرآن" ،انظر وفيات األعيان ، 270 – 269 /4 :األعالم /6 :
.176
(?) انظر المسألة في البحر المحيط للزركشي .126 /1 : 6
(?) انظر المسألة في :روضة الناظر ،599 – 1/597 :البحر المحيط-1/377: 8
.382
43
شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون .قسم التحقيق .علم المعاني
أحدهما :إفادة المخاطب الحكم كقولك :زيد قائم لمن لا يعرف ذلك.
والث اني :إفادت ه ك ون المتكلم عالم ًا بالخبر كقولك" :اجتنبَت صحبة
الفاسق" -لمن اجتنبها ،-وإنما قيدنا المخِبر( )1بالحيثية لأن الم راد بالمخِبر والمعِلم
من يك ون بص دد الإعلام لا كل من تلف ظ بالخبر؛ إذ ه و أعم ل وروده
لأغراض أخر،كقوله تعالى حكاية عن امرأة عمران :ﭽ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﭼ [آل عمران:
]٣٦إظهارًا للتحسر على خيبة رجائه ا وعكس تق ديرها لأنه ا كانت تق در
أن تلد ذكرًا ،وقوله تع الى حكاي ة عن زكرياء :ﭽ ﭢ ﭣ ﭤ ﭼ [مريم]٤ :
()2
إظهارًا للضعف ،وقوله :ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭼ [النساء]٩٥ :؛ إذ كان لما ( )3بينهما من
التفاوت ليأنف( )4القاعد ويترفع بنفسه من انحط اط منزلت ه ،وأمث ال ه ذا
أكثر من أن تحصى.
والمراد بالحكم وقوع النسبة لا إيقاعها؛ وإلا لم ا صح إنكاٌر ولا حس ن
تأكيٌد ،والقسم الأول من قصد المخبر -وه و نفس الحكم -يس مى( :فائدة
الخبر)( ،)5والثاني يسمى( :لازم فائدة الخبر)؛ لاستلزام إفادة الحكم إفادة
العلم به( ،)6فالثاني أعم كما هو ش أن اللازم الأعم ،أو مجه ول ( )7المس اواة
م ع ملزوم ه ،وحيث أورد على ه ذا الاس تلزام خبر الظ ان أو( )8الش اك
أجيب بأن الم راد بالعلم هن ا حص ول ص ورة ذلك الحكم في ذهن المخِبر(،)9
(?) كذا في النسختين ،وهي لغة في زكري::ا ،وق::د ق::رأ حم::زة والكس::ائي وخل::ف 2
وحفص بالقصر من غير همز وقرأ الب::اقون -ومنهم ن::افع – وه::و الق::اريء ال::ذي
انتشرت قراءته في بالد المغ::رب ،وبه::ا ك::ان يق::رأ المؤل::ف - -بالم::د والهم::ز ،
انظر :القاموس المحيط ( :ز ك ر ) ،النشر في القراءات العشر. 239 /2 :
(?) العب:::ارة في ت [ :إدك:::ارا لم:::ا ] بينهم:::ا من التف:::اوت ،وفي العب:::ارة على 3
(?) تسمية هذا الحكم فائدة الخبر بناء على أن من شأنه أن يقصد ب::الخبر ويس::تفاد 5
(?) انظر في هذا اإليراد والجواب عنه :المطول ،46 – 45 :مواهب الفتاح/1 : 9
44
شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون .قسم التحقيق .علم المعاني
وقولنا( :إفادة السامع) مصدر مضاف إلى مفعوله الأول ،والمفعول الثاني:
(نفس الحكم) ،وقولن ا (:أو كVVوَن) منص وب عطف ا على )نفَس الحكِم)،
وهو مصدُر كاَن مض اٌف إلى اسمها ،وخبُره ا(()1ذا علِم)؛ لأن عم ل كان
يل زم تص اريفها كله ا()2؛ فلذلك إذا كان مص درها( )3مبت دأ اس توجب
خبرين أولهم ا منص وب وآخرهم ا مرف وع نح و" :ك وُن ط الب العلم موفي ًا
سعادٌة" ،وقولنا (أوٌل )( )4مبتدأ سوغ الابتداء به ( )5التفصيل(.)6
وفي الأبيات ( :)7الإيجاز(.)8
ُمَخـاَطٌب ِإ ْن كاَن غيَر َ -38وُرَّب ـَما ُأ ْج ـِرَي ُمْجَرى الجاِهلِ
َعاِمـلِ
الـِّذكُر ِمْف َتاٌح ِلَباِب -39كَقـْوِلَنـا ِلعالـمٍ ذي َغْف َلـِة:
الَحْض ـَرِة
( ش ) لما ذكرنا قبل أن غرض المخبر إفادة الس امع فائدة الخبر أو
لازمها ذكرنا ههنا أن العالم بذلك قد ينزل منزلة الجاهل به فيلقى إليه الخبر
وإن كان عالمًا به ( )9لعدم جريه على مقتضاه؛ لأن ثمرة العلم العمل فمن لا
يعمل ( )10بعلمه لا فرق بينه وبين الجاه ل ،كما يق ال لت ارك الص لاة الع الم
بوجوبه ا" :الص لاة ف رض" ،وكما يق ال لص احب الفاس ق إذا كان عالم ا:
"صحبة الفاسق تعمي القلب" ،وكما يقال للعالم الغافل عن ذكر الله تعالى( :
.197 – 196
(?) أي خبر كان. 1
(?) شرح ابن عقيل ،271- 268 /1 :أوضح المسالك.217 – 215 /2 : 2
(? ) اختلف أهل العلم في كان الناقصة هل لها مصدر أم ال؟ وصحح ابن عقيل أن 3
(?) من مسوغات االبتداء بالنكرة أن يقصد بها التنويع ،والظاهر أن::ه الم::راد هن::ا 6
45
شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون .قسم التحقيق .علم المعاني
الذكر مفتاح لبVVاب الحضرة ) فإن ه لا يخفى على الع الم أن ذكر الله تع الى
وسيلة إلى ال ترقي في مع راج الكمال إلى حضرة المش اهدة ومق ام الق دس،
والمراد بالحضرة عن د الس ادات الص وفية( )1رضي الله عنهم دائرة الق دس
والطه ارة والكمال ال تي إذا وص ل إليه ا الس الك سمي عارف ًا وواص لًا،
ويلقبونه ا بحضرة الق دس ،والحضرة الإلهي ة ،والحضرة الرباني ة ،والدرة
البيضاء .ومن وصل إليها كان قلبه عرشًا من عروش التجليات وطورًا
()2
من أطوار المناجاة وعينًا من عيون المشاهدات ،وصار ممن يقاب ل بالفيض
والإلهام والتكليم ،وصار ص دره عين ًا من عي ون الحكم ة ،وبابًا من أب واب
العلوم اللدني ة يلتق ط من بح ر قلب ه ج واهر الحكم ة ،وص ار دائم المراقب ة
والهيبة والخشية من الله سبحانه لم ا تجلى لم رآة قلب ه من جلال الله س بحانه
وعظمته وكشف له عن الملكوت الأعلى وعن أسرار تعجز عن الإحاطة
بها القراطيس والأقلام ،وصارت همته تابعة للأمر الإلهي تدور مع الشرع
حيث دار( ،)3وص ار من ال وارثين لرس ول الله الراسخين الث ابتين
المطمئنين ،فهذه صفة الع ارف بالله تع الى الذي بل غ الحضرة الإلهي ة ،ولا
جرم أن ذكر الله تع الى ه و مفت اح باب تلك الحضرة؛ لا يدخلها أحد إلا
بالاجته اد في ذكر الله تع الى في كل وقت بشروطه المعلوم ة في كتب
الق وم ،ولهم في كيفي ة الس لوك إلى تلك الحضرة اص طلاحات وتربي ات
يق رب بسببها الفتح على المريد بم ا( )4فتح الله ب ه عليهم فانظره ا في محله ا،
والغرض من المثال المذكور في ال بيت ترغيب ط الب العلم في الدخول في
(?) للحض::رة عن::د الص::وفية مع::ان كث::يرة ج::دًا بحيث يص::عب حص::رها وتحدي::د 1
الم::راد به::ا في مواض::ع ذكره::ا بدق::ة ،وق::د ع::د ص::احب المعجم الص::وفي ه::ذا
المصطلح من المصطلحات التي ال تجيزها األصول القرآني:ة والنبوي:ة ،والظ:اهر
من سياق الكالم أن مراد المؤلف بالحضرة هنا :مراقبة هللا ،وحض::ور القلب مع::ه
– سبحانه ، -انظر المعجم الصوفي.1156 – 1153 /3 :
(?) الدرة البيضاء عند الصوفية هو العقل األول ،وه::و مص::طلح فاس::د ال تج::يزه 2
46
شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون .قسم التحقيق .علم المعاني
حضرة المنقطعين( )1إلى الله تعالى الذين تلذذوا بعبادة ربهم؛ فهم في الدنيا
متنعمون بما يرد على قلوبهم من المعارف وما يتجلى لهم من صفات الجلال
والجم ال ،وفي الآخرة أس عد وأفض ل ،وتح ذيره( )2من الغفلة ال تي قطعت
ظهور كثير من طلبة العلم وطمست بصائرهم حتى توهموا أن العلم مقصود
()3
بالذات وم ا ه و مطلوب إلا لله للعم ل إذ لا يص ح إلا ب ه؛ فليحذر
ط الب العلم من الغفلة ،وليأخذ نصيبه من الأوراد من بدايت ه إلى نهايت ه
بقدر ما لا يشغله عن العلم()4؛ فإن الله سبحانه جع ل اللي ل والنه ار خلف ة
لمن أراد أن يذكر أو أراد ش كورًا ،فمن زعم أن الأوراد وإن قلت تش غله
ف ذلك من تس ويل الش يطان ومن علام ات الط رد والخ ذلان ،وق د رأين ا
كث يرًا من طلب ة العلم ممن ين دب إلى الخير ويرغب في العب ادة فيتعلل
ويق ول":إذا قضيت حاجتي من العلم أرج ع إلى العب ادة" ،ثم يفوت ه الأمر
إما بموت أو هرم أومحنة أو موت قلب -نسأل الله تع الى التوفي ق ،-ه ذا
مع علمه بأن الخير والفوز في النه وض إلى عب ادة الله تع الى والمب ادرة إليه ا
من غير توان ،وأن الت واني مقيت ،وه ذا من أعجب العجب كما يق ال" :لا
عجب إلا في اثنين رجل قت ل نفس ه بي ده ،ورجل علم طري ق الكمال
والسعادة والدرجة العلية المرضية في الدنيا والآخرة ورغب عنها"( ،)5لكن
القلوب بي د الله ،لا ح ول ولا ق وة إلا بالله ،يه دي من يش اء إلى صراط
مستقيم.
وفي البيتين :الإيج از ،والمس اواة ،والإطن اب ،والمطابق ة ،
والاختلاف ،والتجنيس الملحق .
()7 ()6
(?) ه:::ذا المقط:::ع ي:::دل من حيث العم:::وم على ص:::حة منهج المؤل:::ف في ب:::اب 4
(?) مضى تعريف اإليجاز ،23 :ولعل اإليجاز في قوله ( إن كان غ::ير ع::الم ) إذ 7
47
شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون .قسم التحقيق .علم المعاني
على على الـُمفيِد َخْش َيَة الِإ ْكَثاِر -40فينبغي اقتصاُر ذي
َم ا لْم َيُكْن في الُحكِم ذا َتْرِديِد الإخَب اِر -41فيخِبُر الخVVVالي ِبلا
ِب الإنكاِر حتٌم لُه ِب َحَس توكيِVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVد
َفَزاَد َبْعُد َما اْقتَضاُه الـُVVمنِكروْن َ -42فَحَس ٌن ومنِكر الأخبVVVVVVاِر
-43كقوِلِه":إَّن ا إليكْم ُمْر َسُلوْن"
التقدير :غير عالم بعلمه ،فحذف الجار والمجرور ،ومضى تعريف المس:اواة33 :
،ولم يتبين لي موضع المساواة في البيت ،واإلطناب -عند القزويني : -هو تأدية
أصل الم:راد بلف:ظ زائ:د عن:ه لفائ:دة ،التلخيص ،65 :ومض:ى تعري:ف المطابق:ة:
، 38ولم أتبين المراد باالختالف ،ومضى تعري::ف التج::نيس -وه::و الجن::اس :-
، 28أما التجنيس الملحق فلم أجده بهذا اللفظ ،والظاهر أن المؤل::ف يع::ني ب::ه م::ا
ألحقه القزويني بالجناس وهو أن يجم::ع بين اللفظين االش::تقاق أو ش::به االش::تقاق،
انظر :التلخيص ،111 :وعليه فالجناس الملح::ق في البي::تين في قول::ه ( أج::ري )،
و( مجرى ).
(?) قول المؤلف :فاء النتيجة لم أجد من عبر بهذا المصطلح فيما اطلعت عليه من 1
مراجع ،ولعل المؤلف قصد بها ف:اء الفص:يحة وهي ال:تي يح:ذف معه:ا المعط:وف
عليه مع كونه سببًا للمعط:وف من غ:ير تق:دير ش:رط ،ويش:كل على ه:ذا االحتم:ال
وجود شرط مقدر في البيت كما نص عليه المؤلف ،هذا وموقع ه::ذه الف::اء في كالم
المؤل::ف مواف::ق لموقعه::ا في التلخيص حيث ق::ال ": 20 :فينبغي أن يقتص::ر من
التركيب على قدر الحاجة ،"...وهي عند صاحب التلخيص فاء التفريع ولم أجد من
سمى فاء التفريع فاء النتيج::ة ،وانظ::ر في موق::ع الف::اء في كالم ص::احب التلخيص:
حاشية الدسوقي.202 /1 :
(?) في ت :مما . 2
48
شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون .قسم التحقيق .علم المعاني
لس ان الع رب( )1ويقتض يه النظ ر؛ فيك ون الكلام بذلك مطابق ًا لمقتضى
الح ال؛ فتق ول في إخب ار الخ الي بقي ام زيد مثلًا" :ق ام زيد" ،وإن شئت
قلت" :زيد ق ائم"؛ لأن التأكي د بالجملة( )2الاسمية هن ا لا ي وجب لغ وًا في
الكلام( ،)3وتقول في خطاب المتردد" :قد قام زيد" ،أو "إَّن زيدًا قائم" ،أو
بما شئت من المؤكدات ،وتقول للمنِكر ذلك بحسب إنكاره؛ ف إن كان قويًا
بالغت له في التأكيد ،ومنه قوله تع الى حاكيًا عن رس له الذين كذبوا :ﭽ
()4
ﭢ ﭣ ﭤ ﭼ [يس ]١٤ :فأكدوا لهم بمؤكدين وهما "إن" و"اسمية الجملة" ،ثم لما
بالغوا لهم في التكذيب والإنكار بقولهم :ﭽ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭼ إلى قوله :ﭽﭴﭼ
[يس ]15 :بالغوا لهم في التأكيد بقولهم :ﭽ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ [يس ]١٦ :فأكدوا
لهم بأربع مؤكدات وهي "اسمية الجملة" و"إن" و"لام الابت داء" و"القسم
المشار إليه بقوله ﭽﭷ ﭸﭼ"(. )5
وقولن ا( :فينبغي) لفظ ة ينبغي( )6تس تعمل في النفي للتنزي ه تارة،
والامتناع إما مع الاستحالة كقوله تعالى :ﭽﯨ ﯩ ﯪﭼ[مريم ]٩٢ :الآية ،أو م ع
الإمكان كقولك(" :)7لا ينبغي للم ؤمن أن يعصي الله تع الى" ،و"لا ينبغي
لذي المروءة أن يرفع صوته لغير ضرورة أو يخالط السفهاء" ،ولعدم الوقوع
تارًة كقوله تعالى :ﭽﯴ ﯵ ﯶ ﯷﭼ [يس ]٤٠ :الآي ة ،وتس تعمل في الإثب ات
(?) لم أر من عد دليل هذا التقسيم مأخوذا من استقراء كالم العرب ،والظ::اهر أن 1
(?) يحتمل كالم المؤلف أنه يقصد أن التوكيد بالجملة االسمية هن::ا توكي::د ب::أجزاء 3
الجملة ،وليس توكيدًا بزائ::د عنه::ا -وه::و م::ا ع::بر عن::ه بقول::ه" :لغ::وًا" -بخالف
المؤكدات األخرى كـ :إن والالم ،وقد ق::ال ابن الس::بكي" :وإنم::ا يتكلم::ون هن::ا في
التأكيد بم::ا ليس من أج::زاء الكالم" ،ع::روس األف::راح ،221 /1 :وانظ::ر أيضً:ا:
عروس األفراح.220 /1 :
(?) في ت :بالتوكيد . 4
(?) قال الزمخشري " :وقول::ه :ج::اٍر مج::رى القس::م في التأكي::د ب::ه ،الكش::اف/3 : 5
.318
(?) لم أر من فص::ل في ه::ذه الكلم::ة ك::ل ه::ذا التفص::يل غ::ير المؤل::ف ،وانظ::ر: 6
49
شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون .قسم التحقيق .علم المعاني
(?) ألن الكالم عن الشخص المتردد ال عن الشخص الُمَر َّد د. 2
(?) فأطلق الترديد وأرد الزمه وهو التردد ،انظر حاشية المنياوي.36 : 4
(?) لم أج::ده به::ذا المع::نى وفي لس::ان الع::رب ( :ردد ) " :ال::رد ص::رف الش::يء 5
(?) مض::ى تعري::ف اإليج::از ،23 :والفص::ل ،33 :والوص::ل ،33 :والظ::اهر أن 8
50
شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون .قسم التحقيق .علم المعاني
الثاني ،ووجوبه في الثالث -إخراجًا على مقتضى الظاهر -وهو أخص من
مقتضى الح ال ، -ولذلك ق د تع رض نكت ة ت وجب إخراج الكلام عن
مقتضى الظ اهر؛ كإجراء الخ الي مج رى غيره ،وإجراء المنكر مج رى الخ الي،
كما س يأتي -إن ش اء الله ،)1(-والت اء في ( ثمت ) لت أنيث اللف ظ وتس كن
وتحرك(.)2
.
()3
وفي البيت :الإيجاز ،واللف والنشر المرتب
بخبٍر بـخبـVVVر كسائٍل في المْنِزلْه -45واْس ُتْح ِسَن الَّت أكيُد إن لَّو حَت
َلـْVVم ِلُنْك َتـٍVVة كعْكِس ِه َلْه
َتْش َتِبـْه -46وألحقـVVوا أمارَة الإنكـVVاِر
ِبـْه
(?) مض::ى تعري::ف اإليج::از ،23 :والظ::اهر أن اإليج::از في ال::بيت في قول::ه: 3
(الثالثة) ،والتقدير األلقاب الثالثة ،واللف والنشر – ويسمى الطي والنشر – ه::و:
ذكر متعدد على جهة التفصيل أو اإلجمال ثم ذكر ما لكل واحد من غير تعيين ثقة
بأن السامع يرده إليه ،فإن كان النشر على ترتيب اللف فهو اللف والنشر المرتب،
التلخيص ،99 – 98 :واللف والنشر المرتب في البيت ب:النظر إلى م:ا س:بق من
أبيات حيث أشار الناظم إلى أضرب الخبر ثم سماها على ترتيب ذكرها.
(?) في م :أنزلوا . 4
(?) ال يتم االستشهاد باآلية إال بإكمال جزء من اآلية وهو :ﭽ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭼ 6
51
شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون .قسم التحقيق .علم المعاني
عليك"" ،لاتغفل عن ذكر الله؛ إنه ينور القلب" ،و"لا تترك التصوف؛ إن ه
يورث الورع واتباع الرسول في قوله وفعله وأخلاقه"" ،ولا تص حب فلانًا،
إنه فاسق"( ،)1وإلى هذه المسألة أشرنا بقولن ا "واستحس ن التأكي د" ال بيت
أي فاستحسن تأكيد الخبر إذا لوحت به للمخاطب تنزيلا له منزلة الس ائل
المتردد ،والتلويح :الإشارة ( ،)2والسؤال :الطلب ،والعرب تق ول في الأمر:
سل بحذف العين ما لم يتصل بفاء أو واو فترد العين حينئذ(.)3
المس ألة الثاني ة :أنهم جعلوا غيَر المنِكر كالمنِكر إذا لاح علي ه شيء من أم ارات الإنكار
فأوجبوا له التأكيد كقول الشاعر:
(?) البيت من السريع ،وقائله :حجل بن نضلة وهو شاعر جاهلي من ب:ني عم:رو 4
بن عبد قيس بن معن بن أعصر ،وقوله" :عارضا رمحه" قيل :أي واضعا رمحه
عرضًا ،من عرض العود على اإلناء ،وقيل :المعنى أنه وضعه على عرضه ب::أن
جعل::ه على فخذي::ه بحيث يك::ون عرض::ه إلى جهتهم ،انظ::ر :البي::ان والتب::يين :
،3/340ومعاهد التنصيص ،73 – 72 /1 :وحل العويص.46 -43:
(?) في ت :المسلة . 5
52
شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون .قسم التحقيق .علم المعاني
المسألة أشرنا بقولن ا "كعكسه" وقولن ا "لنكتة" عائد على المس ألتين()1؛ أي:
لسر وحكمة ،والنكتة:الأثر؛ من نكت في الأرض إذا أثر فيه ا بقضيب أو
غيره( ،)2والاشتباه :الالتب اس والخف اء( ،)3وقولن ا( :كسائل) على تق دير
محذوف أي فهو كسائل في المنزلة.
ل، اب ،والإحالة ،والتعلي از ،والإطن وفي البيتين ( : )4الإيج
والالتزام(.)5
ونوَنِي الَّت وكيِد ،واْسٍم ِ - 47بَقَسٍمَ(،قْد)ِ(،إ َّن ) ،لاِم الاْبِتـَدا
()6
َُأ ِّكـَدا
(ش) ذكرنا في هذا البيت( )7مؤكدات الخبر المثَبت ،وليس الم راد
حصر جميعها ،ولكن المراد أن هذا مما يؤكد به ،ومما يؤكد به أيض ًا :تكرير
الجملة ،و(أم ا) الجزائي ة ،وحرف التنبي ه ،وحروف الص لة( ،)8والقسم:
اليمين ،وقولنا "اسم" أي كون الجملة اسمية.
(?) وقد قص::ر ال::دمنهوري والمني::اوي في ش::رح ه::ذا الموض::ع حيث جعال قول::ه 1
لنكت::ة عائ::دًا على قول::ه لعكس::ه فق::ط ،انظ::ر حلي::ة اللب المص::ون ،39 :وحاش::ية
المنياوي.39 :
(?) لسان العرب ( :ن ك ت ) 2
(?) مضى تعريف اإليجاز ،23 :واإلطناب ،47 :واإلطناب في البيتين في :قول::ه 5
" لم تشتبه " إذ يغني في إفادة أص::ل المع::نى قول::ه " لنكت::ة " ،واإلحال::ة :مص::در
أحلته على كذا ،انظر حلية اللب المصون ،148 :ومعجم مصطلحات البالغة/1 :
،55وانظر ما سيأتي عن اإلحالة ،405 :والظ::اهر أن التعلي::ل -هن::ا :-أن يري::د
المتكلم ذكر حكم فيقدم عليه علة وقوعه .ومضى تعريف االل::تزام ،23 :وليس في
البيتين االلتزام.
(?) ويقرأ "أكدا" بضم الهمزة -مب::ني للمجه::ول ، -ون::ائب فاعل::ه ض::مير يع::ود 6
على الخبر؛ أي وأكد الخبر بقس::م وبق::د إلخ ،وألف::ه لإلطالق ،ويص::ح فتح الهم::زة
على أنه فعل أمر ،وحينئذ ألفه بدل من نون التوكيد الخفيفة؛ ألنها تبدل في الوق::ف
ألفا؛ أي أكدن الخبر المثبت بقسم وبقد إلى آخرها" ،موضح السر المكمون 42 :أ.
(? ) هذا البيت مما زاده المؤلف على التلخيص ،انظر حول إضافات المؤلف:قسم 7
الدراسة ،71 :هذا وقد حاول الدسوقي حصر المؤكدات :انظ::ر حاش::ية الدس::وقي:
.204 /1
(?) حروف الصلة هي حروف الجر الزائدة. 8
53
شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون .قسم التحقيق .علم المعاني
(?) التلخيص ،21 :ويالح::ظ أن ال::ذي اقتض::ى تنص::يص القزوي::ني على ه::ذه 3
المسألة هو سوقه لع:دد من األمثل:ة جله:ا من ب:اب اإلثب:ات ،انظ:ر المط:ول،52 :
وهذا ما دعى بعض الشراح النتقاد الن::اظم على ذك::ر ه::ذا ال::بيت ،انظ::ر :حاش::ية
المنياوي.40:
(?) لسان العرب ( :ل ق ب ) ،وانظر شرح ابن عقي::ل ،119 /1 :وفي ع::د ه::ذا 4
التعري::ف للقب تعريفً:ا لغوي ً:ا نظ::ر؛ إذ الَع َلُم المقص::ود في التعري::ف ه::و الَع َلُم في
اصطالح النحاة كما هو ظاهر.
(?) كتبت فوق السطر في م. 5
(?) مض::ى تعري::ف المطابق::ة ،38 :والفص::ل ،33 :واإليج::از ،23 :والظ::اهر أن 6
54
شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون .قسم التحقيق .علم المعاني
55
شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون .قسم التحقيق .علم المعاني
56
شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون .قسم التحقيق .علم المعاني
فصل
( ش ) الفص ل في اللغ ة :القط ع( ،)1وق د جرت عادة العلم اء
باس تعمال الأب واب لأن واع( )2مب احث الفن؛ والفص ول لأن واع الأن واع،
وربما استعملوا كتبًا وأبوابًا وفصولًا ومسائل بحسب اصطلاحهم .
()3
(?) انظر مقاييس اللغة (ف ص ل ) -وفيه " :الفاء والصاء والالم كلمة ص::حيحة 1
تدل على تمييز الشيء من الشيء وإبانته عنه" ، -ولسان العرب ( :ف ص ل ).
(?) في م :ألنوع. 2
(?) ق:ول المؤل:ف " :وربم:ا " ...الظ:اهر أن:ه يش:ير ب:ه إلى أنهم ق:د يس:تعملون 3
الفصل مكان الباب والعكس ،وانظر ح:ول الفص:ل في االص:طالح :التعريف:ات :
،226الكليات.687 -686 :
(?) في ت :ورد. 4
(?) في قوله في النظم ( :أو مضاهيه ) وهو المشار إليه في التعريف الذي ذك::ره 5
المؤلف :أمثلة المبالغة ،والجار والمجرور ،واسم الفعل ،والمنسوب ،انظر حاشية
الدسوقي.226 /1 :
(?) في ت [:عمر]. 7
57
شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون .قسم التحقيق .علم المعاني
وهو زيد.-
وإنما سميت عقلية لأن الحاكم بكون الإسناد في محله أو لا في محله
هو العق ل؛ إذ الإس ناد الذي ه و ضم كلم ة إلى أخرى مم ا يحص ل بقص د
المتكلم دون الواضع.
فإن قلت :جعُلكم ضرب زيد عمرًا ونحوه من أفعال العباد حقيقةً
عقلية غيُر جار على مذهب أهل الحق من أن أفعال العباد كلها مخلوق ة لله
سبحانه ،وأن إسنادها لمن خلقت في محله إنما هو على سبيل التج وز ،فهلا
كان ه ذا من المج از العقلي لا الحقيق ة13/ ،ب أم ا نح و قولن ا" :خلق الله
العالم" فحقيقة بلا إشكال ،قلت. )1(...:
وإنما ذكر تقسيم الإسناد إلى ما ذكر في هذا المح ل لانس ياق الكلام
إلي ه في أحكام الإس ناد؛ وإلا ف الأليق ب ه مبحث الحقيق ة والمج از من فن
البيان ،وإنما قيدنا إسناد الحقيقة بالفعل وش بهه احترازا من نح و" :الحي وان
جسم".
وقولنا ( :ولحقيقة مجاز ) هو بإسقاط الع اطف للضرورة[ ،وقولن ا:
( منسوبْين ) نعت لحقيقة ومجاز ،و (:للعقل ) يتعلق به]( ،)2وقولنا ( :أما
المبتدا ) أي القسم الأول وهي الحقيق ة ،وقولن ا ( :إسVVناد ) في ه حذف
(?) بياض في النسختين ،وفي العبارة اض::طراب ،ولع::ل من المفي::د لتجلي::ة م::راد 1
المؤلف نقل ما ذكره الثغري في هذا الموضع حيث قال":فإن قلت :جعلكم ض::رب
زيدا عمرا ونحوه من أفعال العباد حقيقًة عقليًة غير جار على م::ذهب أه::ل الح::ق
من أن أفع::ال العب::اد كله::ا مخلوق::ة هلل تع::الى فهال ك::ان ه::ذا من المج::از العقلي ال
الحقيق::ة العقلي::ة والج::واب أن نس::بة الض::اربية ألص::حابها حقيق::ة بحس::ب الكس::ب
واالكتساب ال بحسب الخلق واالختراع فقولنا قام زي::د غ::ير م::ؤثر القي::ام ب::ل ه::و
واقع بخلق هللا تعالى ولكن نسبة القيام إليه حقيقة بمع::نى أن الع::رب إنم::ا وض::عت
قام لفعل العبد الواقع بخلق هللا تعالى ولم تالحظ في قام زيد غير نس::بة القي::ام إلي::ه
وإن كان هللا تعالى خالقها ،انظر تمامه في عروس األفراح؛ إذ الفاعل يحصل ل::ه
اكتسابٌ ما وعليه يعاقب أو يثاب ،وأما قولنا خل::ق هللا الع::الم فحقيق::ة بال إش:كال"
موض::ح الس::ر المكم::ون 43 :ب – 44أ ،ويحتم::ل عن::دي احتم::اال قوي ً:ا أن كالم
الثغ::ري منق::ول عن األخض::ري ،انظ::ر لمعرف::ة أس::باب ق::وة ه::ذا االحتم::ال قس::م
الدراسة،80-78:وانظر عروس األفراح.230- 228 /1 :
(?) في النس::ختين يض::اهون وهي ق::راءة الجمه::ور خالف::ا لعاص::م فق::د همزه::ا، 2
58
شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون .قسم التحقيق .علم المعاني
الفاء من جواب أما ،وه و في النظم كث ير ،وفي الن ثر قلي ل م ا لم يح ذف
الله تعالى :ﭽ ﮪ( )3ﮫ ﮬ ﮭ ﭼ [التوبة: معها قول( ،)1والمضاهي :المشابه قال
()2
(?) فإن وجد معها قول محذوف حذفت ،شرح ابن عقيل.293- 292 /2 : 1
(?) في النسختين يضاهون ،وهي قراءة الجمهور خالفا لعاصم ،انظر النش::ر في 3
(?) انظر في تعريف التبتل :تفسير الطبري ،689 – 687 /23 :تفسير ابن كثير: 6
(?) من العزلة ما هو مشروع ،ومنه:ا م:ا ه:و ب:دعي ممن:وع ،وليس:ت العزل:ة أو 9
الخلطة ممدوحة بإطالق ،ب:ل ينبغي للمس:لم أن يك:ون ل:ه نص:يب منهم:ا ،فيخال:ط
الناس فيما في:ه تع:اون على ال:بر والتق:وى ،ويع:تزلهم فيم:ا في:ه تع:اون على اإلثم
والعدوان ،ثم يختلف الناس بعد ذلك في القدر الذي يحتاجه الواحد منهم من العزلة
أو الخلطة ،وكالم المؤلف هنا مجمل ،وقد فصل في المسألة أهل العلم ،انظر على
سبيل المثال:العزلة للخطابي ،240 – 236 :مجموع الفتاوى.426 – 425 /10:
59
شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون .قسم التحقيق .علم المعاني
(?) استشهد بهذه اآلية في هذا المقام -أعني مقام التنبيه أن العارف باهلل قد يكون 1
ساكن الجسد مع تأثره القلبي -غير واحد ،انظر على سبيل المثال :حلي::ة األولي::اء
-نقًال عن الجنيد ،10/271 -مدارج السالكين.254 /3 :
(?) مضى تعريف اإليجاز ،23:والمس::اواة ،33 :ولع::ل المس::اواة في البي::تين في 2
قوله ( إسناد فعل أو مضاهيه إلى صاحبه ) ،ومضى تعريف الل::ف والنش::ر،51 :
واللف والنشر في البيتين وقع في ذكر كل من الحقيقة والمجاز أوال ثم تعريف كل
منهم::ا بع::د ذل::ك ،لكن يالح::ظ أن النش::ر اكتم::ل في الببت 53 :فل::و أخ::ر المؤل::ف
اإلشارة إلي::ه إلى موض::ع اكتمال::ه لك::ان أحس:ن ،ومض::ى تعري::ف المطابق::ة،38 :
وااللتزام.23 :
(?) في ت[ :ما طابقهما]. 3
(?) الم::راد بالُس ـِّنِّي والَق َدرّي :األش::عرُّي والمع::تزلي كم::ا ه::و مش::هور في كتب 4
البالغة.
60
شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون .قسم التحقيق .علم المعاني
يخلق أفعاله" ،ومثال مقابله قول القدري للس ني -خائف ًا من ه" :-الله يخلق
أفعال العباد ( ،)2(")1فهذه الأقسام كلها حقيقة عقلية()3؛ لأن المعت بر فيه ا
نسبة الشيء لمن هو له عند المتكلم في الظاهر فإذا كان عن ده غير م ا أظه ر
ف المعتبر( )4م ا أظه ر ،وقولن ا( :من حيث الاعتقاد )؛ أي:من جه ة
الاعتقاد ،و(:حيث) :ظرف مكان مبني ة لش بهها بالحرف في الافتق ار إلى
جملة؛ لأنها تلزم الإضافة إلى جملة؛ فلذلك تكسر همزة (إَّن ) حيث وقعت
بع دها ،وحيث وق ع بع دها اسم (كان) مرفوعًا -وإن كان وحده -فه و
مبت دأ حذف خبره للعلم ب ه كما في ال بيت( ،)5وبنيت على الضم لش بهها
بـ(قب ل) وأخواته ا ،ووجه الش به بينهم ا أن كلا منهم ا من ع من أص ل؛
(قب ل) منعت من ذكر المض اف إلي ه ،و(حيث) منعت من إف راد
المضاف إليه؛ فلا تضاف إلى مفرد إلا في إحدى الروايتين في قوله:
ألا ترى حيث سهيل طلعا
()7( )6
المعروف .
(?) يالح::ظ تس::هيل المؤل::ف لألمثل::ة في ه::ذا الموض::ع خالف::ا للقزوي::ني ،ق::ارن2
(?) يقصد بيت المنظومة الذي يشرحه " :أقسامها من حيث االعتقاد " ...البيت. 5
(?) في النسختين :طلعا ،والتصويب من مصادر تخريج البيت ،وانظر اله::امش 6
التالي.
(?) البيت ال يعرف قائله ،وبعده" :نجما يضيء كالشهاب المعا" 7
ورواية البيت في المراجع التي اطلعت عليها ( طالعا ) خالفا لما عند المؤلف ( طلع::ا
) ،والبيت شاهد عند النحاة على دخول حيث على المفرد -وهذا إنم::ا يس::لم على
رواية الخفض لسهيل كما سينص المؤلف -وانظر في الكالم على البيت كال من:
خزانة األدب 7 - 3 /7 :وشرح ابن عقيل ،56 /2 :ومغني اللبيب- 212 /1 :
.215
(?) روي سهيل طالع بالرفع على أن س::هيل مبت::دأ وط::الع خ::بره ،وروي بخفض 8
سهيل فيكون حينئذ مثاال على دخول حيث على المفرد وهذا الدخول ش::اذ ،انظ::ر:
مغني اللبيب ،215 - 214 /1 :وتعليق الشيخ محيي الدين على شرح ابن عقيل:
.57 – 2/56
(?) انظ::ر في الكالم على أحك::ام حيث وس::ر بنائه::ا كال من :مغ::ني الل::بيب/1 : 9
61
شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون .قسم التحقيق .علم المعاني
وقولنا ( :تفاد ) دعاء تممنا به البيت ،و (:الاعتقاد ) على حذف مضاف
تقديره :من حيث مطابقة الاعتقاد.
ُيْبَنى لـُه ليَس ()2
-53والثـاِن ( )1أ ْن ُيْس َنَد للُملاَبس
َكـَ":ثْوٍب لاِبِس "
( ش ) أي القسم الثاني من قسمي الإسناد وه و المج از العقلي ه و:
إس ناد الفع ل وم ا أش بهه( )3لم ا ليس ه و له من ملابس اته بتأوي ل ،وله
ملابسات كثيرة منها :الفاعل ،والمفعول ،والمصدر ،والظرف ،والمفعول له
()5
– بخلاف :الحال ،والمفعول معه ،ونحِوهما( )4لعدم إسناد الفع ل إليهم ا
-فإس ناُد الفع ل وش بهه للفاعل والمفع ول الذي بني ا( )6له حقيق ٌة ،وإلى
غيرهما لمشابهته( )7من هو له في الملابسة مجاٌز ،فمثال م ا بني للفاعل وأس ند
للمفعول به :ﭽ ﮪ ﮫ ﭼ [ الحاقة ] ٢١ :و( :ثوب لابس)؛ والأصل مرض ية
وملبوس ،ومثال عكسه نحو" :سيل ُمْفَعم" ،ومثال ما أسند للمص در":ش عر
شاعر" ،وَ":جَّد ِج ُّد ُه" ،ومثال المسند للظ رف":نه اره ص ائم" َو":نه ر جار"،
ومثال المفعول له:ﭽ ﯳ ﯴﭼ [إبراهيم ] ٤١ :؛ أي :يقوم أهل الحساب لأجله،
وإنم ا قي دوا تعري ف المج از العقلي بالت أول ليخ رج نح و ق ول الجاه ل":ش فا
الطبيب المريض"؛ فإنه معتقده.
وقولنا "والثان"( )8مبتدأ ،و"أن يسند" خبره أي إس ناد الفع ل وش بهه
.56
(?) في النسختين [ :والثاني] ،وبه ينكسر البيت. 1
(?) قال الثغري" :للمالبس هو بفتح الباء وكسرها ،والكسر هن::ا أولى :لالل::تزاِم ، 2
والسالمِة من العيب المسمى في علم الق:وافي بـ( س:ناد اإلش:باع ) ،وه:و :اختالف
حركة الدخيل -خصوصًا -بالفتح والكسر ،وال::دخيل ه::و :الح:رف المتوس:ط بين
الروي وألف التأسيس وسمي دخيال لدخوله بينهما " ،موضح الس::ر المكم::ون45:
أ ،لكن لعل األرجح هنا الفتح -مع جواز األمرين -ألن المؤلف لم ي::ذكر االل::تزام
في الفنون الموجودة في البيت ،وهللا أعلم.
(?) في م :أشبه 3
62
شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون .قسم التحقيق .علم المعاني
(?) مضى تعريف الفصل ،33:والوصل ،33:ويالح::ظ أن الفص::ل غ::ير موج::ود 1
في البيت ،لكن كأن المؤلف قصد الباب كك::ل ،واإليج::از ،23 :الجن::اس الن::اقص:
،34والتسهيم -ويسمى اإلرصاد أيضًا :-هو أن يجع:ل قب:ل العج:ز من الفق:رة أو
البيت ما ي::دل على العج::ز إذا ع::رف ال::روي ،التلخيص،96 :اإليض::اح،21 /4 :
والتسهيم في ال::بيت في كلم::ة البس ألن الس::امع إذا ع::رف أن ال::روي الس::ين وأن
آخر البيت مثال للمجاز العقلي فإن كلمة ثوب تدل على أن آخر البيت( :البِس).
(?) في ت :حقيقتان ،والمثبت من ب ألنه مناس::ب لقول::ه بع::د قلي::ل ( :م::ا طرف::اه 2
مجازيان )
(?) ع::د البالغي::ون ومنهم المؤل::ف ه::ذه اآلي::ة من المج::از العقلي وق::الوا :نس::ب 3
اإلخ:راج إلى مكان::ه ،والمخ:رج ه::و هلل حقيق::ة ،والظ::اهر أن إس:ناد اإلخ:راج إلى
األرض حقيقة عقلية ألمور:
- 1أن األص::ل حم::ل الكالم على الحقيق::ة - 2 .ع::دم وج::ود قرين::ة ص::ارفة عن ه::ذا
األصل أما القرينة اللفظية فواضح وأما القرين::ة المعنوي::ة فألن اآلي::ة تتح::دث عن
أمر غيبي مستقبلي ال مجال للعقل فيه.
-3ماورد في بعض األحاديث -وإن ك::ان فيه::ا ض::عف -من التص::ريح ب::أن تح::ديث
األرض -وهو وارد في نفس السياق في نفس السورة -حقيقي فمن ذل::ك م::ا ج::اء
في الحديث "َع ْن َأِبى ُهَر ْيَر َة َقاَل َقَر َأ َر ُسوُل ِهَّللا َ( يْو َم ِئٍذ ُتَح ِّد ُث َأْخ َباَر َه ا) َق اَل «
َأَتْد ُروَن َم ا َأْخ َباُرَها »َ .قاُلوا ُهَّللا َو َر ُسوُلُه َأْع َلُم َ .قاَل « َف ِإَّن َأْخ َباَر َه ا َأْن َتْش َهَد َع َلى
ُك ِّل َع ْبٍد َأْو َأَم ٍة ِبَم ا َع ِمَل َع َلى َظْهِر َها َأْن َتُقوَل َع ِمَل َك َذ ا َو َك َذ ا َي ْو َم َك َذ ا َو َك َذ ا َق اَل
َفَهِذِه َأْخ َباُرَها »رواه اإلمام أحمد في المسند ،456 /14 :والترم::ذي( ) 2429و(
) 3353وقال في الموضع األول :هذا ح:ديث حس:ن غ::ريب ،وق:ال في الموض::ع
63
شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون .قسم التحقيق .علم المعاني
الث::اني :ه::ذا ح::ديث حس::ن ص::حيح غ::ريب ،وض::عفه األلب::اني وغ::ير واح::د من
المعاصرين انظر كال من :مسند اإلم::ام أحم::د – محققً:ا بإش::راف ال::تركي /14 :-
-456 – 455وانظر تعليق محققه عليه -وسنن الترمذي– 740 ،542 -541 :
وانظر تعليق محققه على درجته ،-والتسهيل لتأويل التنزيل – التفسير في س::ؤال
وجواب :جزء عم – ،465 /2وتفسير ابن كثير.3835 /8 :
-4تأيي::د الس::ياق لحم::ل تح::ديث األرض أخباره::ا -ال::وارد في نفس الس::ورة ونفس
السياق -على الحقيقة ،فقد قال تعالى :ﭽ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭼ [الزلزلة ]٥ – ٤ :فجعل
س::بب التح::ديث أن هللا أوحى له::ا وأمره::ا بالتح::ديث وه::ذا ي::دل على أن تح::ديثها
محمول على أمر صادر عنها وإال لما كان إليحاء هللا لها مع::نى ،ويؤي::د ه::ذا م::ا
صح عن مجاهد عند الطبري " :أمرها فألقت ما فيه::ا وتخلت" ،وانظ::ر في اآلي::ة
كال من :تفسير الطبري -549 - 547 /24 :وقد ذكر خالفا في المراد بتح::ديث
األرض أخباره::ا ، -وتفس::ير ابن كث::ير – 3835 /8 :وق::د حم::ل التح::ديث على
الحقيقة -والتفسير الصحيح.659 /4 :
(?) يرتبط القول بالمجاز العقلي في اآلية بمسألة السببية لدى األشاعرة ؛" فعندهم 1
أن السبب ال تأثير له في المسبب وإنما العالقة بينهما االقتران ،وعلى ذل::ك يك::ون
السبب عندهم أمارة على المسَّبب ال مؤثرا في المسَّبب ....والص::واب أن اآلي::ات
إذا تليت تزيد المؤمنين إيمانًا حقيقة ،فال مجاز ،وذلك بتوفي::ق هللا لهم؛ فهي س::بب
مؤثر في حصول الزيادة ب::إذن هللا؛ كم::ا ه::و الش::أن في س::ائر األس::باب الش::رعية
والكونية" ،إصالح اإليضاح ،د /عبد المحسن العسكر.485 – 484 :
(?) وهذه اآلية أيضا مما ال يسلم فيها القول بالمجاز لما يلي: 2
والتحرير فيها أن يقال :إن المجاز واق::ع في الق::رآن ش::ريطة وج::ود ش::رطه وه::و
64
شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون .قسم التحقيق .علم المعاني
القرينة اللفظية أو العقلية ،ثم إن آيات الصفات -خصوصًا واآلي::ات ال::تي تتح::دث
عن أمور غيبية -عموما -تفتقر إلى القرينة ألن القرينة اللفظي::ة إنم::ا تك::ون بآي::ة
أخرى أو حديث أو قول صحابي وكل هذا منتف عنها ،وأما القرينة العقلي::ة فإنه::ا
منتفية أيضا ألن القرينة العقلية إنما تعتبر إذا كان الحديث عن أمر تدركه العق::ول
في عالم الشهادة ،أما ع::الم الغيب فه::و مم::ا ال يمكن للعق::ول أن تدرك::ه في الحي::اة
الدنيا ،وانظر في المسألة كال من :كتاب " :منع ج::واز المج::از في الم::نزل للتعب::د
واإلعجاز" لمحمد األمين الشنقيطي ،وكت::اب "المج::از في اللغ::ة والق::رآن الك::ريم
بين اإلج::ازة والمن::ع -ع::رض ونق::د وتحلي::ل -لل::دكتور:عب::د العظيم إب::راهيم
المطعني ،ومدخل إلى بالغة أه::ل الس::نة لل::دكتور محم::د الص::امل،158- 152 :
وانظر فتوى البن تيمية -وه::و من أش:هر المنك::رين للمج:از -في إثب::ات المج:از
الذي قام دليله في محاس::ن التأوي::ل ،152 /17 :والفت::وى غ::ير موج::ودة في كتب
شيخ اإلسالم المطبوعة.
(?) في قوله ( :أربع بال تكلف). 4
(?) مضى تعريف المساواة ،33 :والظاهر عدم وجود المس::اواة في ال::بيت إذ أن 5
قول::ه ( بال تكل::ف ) تطوي::ل ،ومض::ى تعري::ف الفص::ل ،33 :والموازن::ة،50 :
والظاهر عدم وجود الموازنة في البيت.
(?) في ت :عديه . 2
65
شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون .قسم التحقيق .علم المعاني
(?) أي أنه لم ينص على القرينة العقلية في قوله (:ووجبت قرينة )...البيت ألنه::ا 6
أول ما يخطر في الذهن إن ذكرت القرينة المعنوية ،بخالف العادية ال:تي ق:د يظن
الطالب أنها ال تكفي لصرف الكالم من الحقيقة إلى المجاز.
(?) في ت :إلى . 7
(?) أي أن العقلية تتبادر إلى الذهن بسرعة بخالف العادية فلذا احتاج للتنص:يص 8
66
شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون .قسم التحقيق .علم المعاني
67
شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون .قسم التحقيق .علم المعاني
مستمع َوِص َّح ِة الِإ ْنَكاِر ُ -56 -56يـْحَذُف ِلْلِعْلِم (ص)
وَعْكِس ِه َوَنْظٍم اْس ِتْعَماِل ()1
اِر ولاخِتَب
َتـْهـِدي إلـى المرَتَبـِة الَعِلّيـْه َ -57س ْتٍر َوَضْيِق ُفْرصٍة ِإ ْجلاِل
َكَحـَذا طِريَقـُة الُّص وِفّيْه
َّ -58ب
( ش ) ذكرنا في هذه الأبي ات الأم ور ال تي تقتضي حذف المس ند
إليه()2؛ فذكرنا أنه يحذف للعلم ب ه؛ كما إذا قلت" :حائ ك" في ج واب َمْن
قال" :ما حرف ة زيد؟" ،ويح ذف أيض ًا لاختب ار تنب ه المس تمع ه ل يتفطن
بالقرائن؟ أو( )3مقدار تنبهه هل يتفطن للق رائن الخفي ة()4؟ ويح ذف أيض ا
لصحة الإنكار عند إرداته؛كما إذا جرى سياق الكلام على ذكر زيد فقلت:
"فاسق فاجر" وحذفت لفظة زيد لتتمكَن من الإنكار وتقوَل" :ما أردت ه" -
إذا خفت ه مثلًا ،ويح ذف أيض ًا لس تره وإخفائ ه على غير المخ اطب من
الحاضرين [ كما إذا قلت" :جا" تريد زيدًا]( )5لمن عرف ه مع ك ،ويح ذف
أيضا لضيق الفرصة؛ أي لض يق زمانه ا في ترك المس ند إلي ه لخ وف فواته ا،
وهي المب ادرة إلى أمٍر كما إذا قلت":جاء" -ولم تق ل زيد لأمر ش غلك
خفت أن يفوتك ،-ويحذف أيض ًا لإجلاله()6؛ أي :تعظيم ه وتنزيه ه عن
(?) يالح:::ظ أن المؤل:::ف زاد على م:::ا في التلخيص :الس:::تر وض:::يق الفرص:::ة 2
وضرورة النظم واتباع استعمال العرب ،كما أغفل االحتراز عن العبث بن:اء على
الظاهر ،وتخييل العدول إلى أقوى الدليلين ،وادع::اء تعين المس::ند إلي::ه ،انظ::ر في
إضافات المؤلف قسم الدراسة. 77:
(?) في م :و. 3
(?) في ت م::ا نص::ه [ :كم::ا إذا قلت :ج::اء زي::د ] ،وكتبت بع::دها كلمت::ان غ::ير 5
واضحتين
(?) عبارة التلخيص " :أو إيهام صونه عن لس::انك أو عكس::ه " ،والمؤل::ف ع::بر 6
عن األمرين الذين أشار لهما القزويني ب:الغرض منهم:ا ،وه:و التعظيم للمح:ذوف
في األول ،والتحقير له في الثاني ،ولعله تعمد اجتناب ما عبر ب:ه المؤل:ف تحاش:يا
لما أثير حول عبارته من جدل ،انظر شروح التلخيص.278 /1 :
68
شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون .قسم التحقيق .علم المعاني
الذكر في ذلك المق ام ،ويح ذف أيض ًا لتحق يره( )1ص يانة للمجلس عن
ذكره؛ كاس تهجانه واس تقذاره ،أوس وء حاله ،ويح ذف أيض ًا لضرورة
النظم؛ إم ا( )2من جه ة ال وزن أو القافي ة ،وفي معن اه ضرورة الس جع،
ويحذف أيض ًا لاتب اع اس تعمال الع رب كق ولهم" :رمي ة من غير رام"(،)3
وكثيٍر من الأمثال ،والمواضِع ( )4الأربعة التي يجب فيه ا حذف المبت دأ(،)5
بعضهم في بيتين فقال:
()6
وجمعها
مخص وم مخص وص والُمْبَت َدا و المبت دا
(ِنْعَم) َنْح ُوَ":حَب َذا ُعَم ْر" اْحِذْف َحْتَم ًا اْن َكاَن الَخَبْر
أْو َمْص َدَرًا َمْوِضَع ِفـْعِلِه ()7
أْو َقَس َمًا َصِريَحًا اْو َنْعت ًا
()8
ُوِضْع ُقِطـْع
وقولن ا ( :يحذف ) في ه حذف المس ند إلي ه للعلم ب ه من الترجم ة ،
وقولن ا( :سVVتر) بفتح الس ين مص در س تر ،وأم ا بالكسر فه و اسم للس اتر؛
كقوله تعالى :ﭽ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﭼ [الكهف ،)9(]90 :وقولنا ( :وضيق ) هو بفتح
(?) مث:::ل معن:::اه رب رمي:::ة مص:::يبة حص:::لت من رام مخطئ ويض:::رب مثال 3
للمخطيء يصيب أحيانا ن ولهذا المثل قص::ة ،انظ::ر كال من :مجم::ع األمث::ال/1 :
381برقم ( ،) 1581و 331 /2برقم ( ،) 3857ولسان العرب ( غ ب ب )( ،
ط ع م ).
ًا
(?) بالجر عطف على ( قوِلهم). 4
(?) انظر :لسان العرب (س ت ر) ،ومفردات ألفاظ القرآن ( ،س ت ر ). 9
69
شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون .قسم التحقيق .علم المعاني
الض اد( ،)1والفرص ُة والاف تراص والنه زة والانته از :المناولُة والمب ادرة(،)2
ومن ه" :من فتح له باب من الخير فلينته زه "...إلى آخره( ،)3وقولن ا:
(كحبVVVذا )...مث ال لاتب اع الاس تعمال؛ لأن مخص وص حب ذا لف ظ
(طريقة)؛ وهو خبر مبتدأ واجب الحذف على أحد القولين في كون ه خبرًا
أو مبتدًأ( ،)4والمقص وُد من المث ال( :)5حُّث الطلب ة على الدخول في طريق ة
التص وف( )6الذي هي طريق ة أص فياء الله وأكابر أوليائ ه من الأقط اب
والأبدال( )7والرجال الس الكين إلى الله س بحانه ،وغايته ا معرف ة الله جل
جلاله والوصول إليه ،وإن لم تحص ل للط الب غايته ا العظمى فلا أق ل من
الدخول في دائرة ال ورع ورق ة القلب ،والتخلق بالأخلاق المحم ودة،
والس لامة من حظ وِظ النفس ،ومن الغِّش ( )8الجلي والخفي ،والته اوِن
بالحقوق الشرعية ،وه ذه الخص ال( )9لا يكاد ينف ك عنه ا من تعلق به ذه
(?) ويصح كسر الضاد انظر لسان العرب ( ض ي ق ) ،وق::د ق::رأ ابن كث::ير في 1
آية النح::ل 127والنم::ل ِ ( 70ض يٍق ) بكس::ر الض::اد وق::رأ ب::اقي الق::راء العش::رة
بفتحها في الموضعين ،انظر النشر في القراءات العشر.305 /2 ،
(?) انظر لسان العرب ( ن هـ ز ) ( ،ف ر ص ) 2
(?) روى ابن المب::ارك في الزه::د 38 /1 :ب::رقم ،117 :ومن طريق::ه أحم::د في 3
الزهد :ص 545 :برقم ،2344 :وهناد في الزهد 473 /2 :برقم - ،961واللفظ
لهناد وابن المب::ارك -عن حكيم بن عم::ير أن الن::بي ق:ال" :من فتح ل::ه ب::اب من
الخير فلينتهزه فإنه ال يدري متى يغلق عنه" ،وفي إس::ناده أب::و بك::ر بن أبي م::ريم
الغساني وهو ض::عيف انظ::ر تق::ريب الته::ذيب ( ) 7974كم::ا أن حكيم بن عم::ير
ص::دوق يهم من الطبق::ة الثالث::ة كم::ا في تق::ريب الته::ذيب ( ) 1476وهي طبق::ة
متوسطي التابعين وبالتالي فإن الحديث مرسل ،وق::د ض::عف ه::ذا الح::ديث محق::ق
الزهد لهناد للعلتين المشار إليهما ،وللح::ديث طري::ق أخ::رى من ح::ديث حذيف::ة بن
أوس ذكرها الحافظ ابن حجر في اإلصابة ،44 -43 /2 :وانظر كنز العمال/15 :
791برقم.43134 :
(?) انظر القولين في :أوضح المسالك.251 /3 : 4
ًا ًا
(?) مضى التنبيه على أن هذا النوع من التمثيل يعد منهج مط::رد عن::د المؤل::ف، 5
انظر حول مشروعية هذين المصطلحين :مجموع فتاوى ابن تيمية.433 /11 :
(?) في م :الغشي. 8
(?) أي ال::ورع .....والس::المة من ...إلخ ،وليس::ت اإلش::ارة إلى الغش والته::اون 9
70
شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون .قسم التحقيق .علم المعاني
الطريقة.
وقد اختلف العلماء في تفسير التصوف( ،)1وقد عَّر فوه بوجوه تبلغ
نحو الألفين بين حد ورسم وتفسير ،مرج ُع كِّله ا الص دُق والتوجُه إلى الله
س بحانه من حيث يرضي( )2بم ا يرضى ،واختلف وا أيض ًا في اش تقاقه على
أقوال كثيرة( )3منها:
أنه مش تق من الص وفة؛ لأنهم م ع الله كالص وفة المطروحة لا تدبير
لهم ،ومنها أنه من صوفة القفا( )4للينها؛ لأنه هين لين مثله ا ،ومنه ا أن ه من
الِص فة بكسر الصاد لأنه مداره على الاتصاف بالأوص اف المحم ودة وترك
الأوصاف المذمومة ،ومنها أنه من الصفا ،ومنها أنه منقول من الُّص َّف ِة لأن
صاحبه تابع لأهل الُّص َّف ِة فيما أثبت الله لهم من الوصف( )5حيث ق ال
تعالى :ﭽ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭼ [الكهف ،]28 :وهذا أرجحها -إن شاء الله )6(-؛
له " ،الرسالة القشيرية ،312 :ويرى الدكتور محمود عب::د ال::رزاق أن تعريف::ات
األوائ::ل للتص::وف " ت::دل في مجمله::ا إم::ا على كم::ال التوحي::د في العب::ادة وعل::و
اإليمان ،وإما على األخالق الفاضلة والخل::ق العظيم ال::ذي اتص::ف ب::ه رس::ول هللا
،"انظر المعجم الصوفي.339 /1 :
(?) في ت :يرصى. 2
(?) انظر في ذك:ر ه:ذه األق:وال ومناقش:تها وال:ترجيح بينه:ا :الرس:الة القش:يرية: 3
(?) وردت روايات متعددة – ال تخلو من ضعف في أسانيدها -تدل على أن اآلية 5
نزلت في ضعفة المسلمين عموما ،ولم أطلع على أي رواية تدل على أنه::ا ن::زلت
في أهل الصفة ،بل نص ابن تيمية على أن اآلية ليس::ت خاص::ة بهم ،انظ::ر ح::ول
اآلية كال من :تفسير الطبري ،9 – 5 /18 :مجموع فتاوى ابن تيمية– 59 /11 :
،60االستيعاب في بي:ان األس:باب ،476 - 472 /2 :تحري:ر الق:ول في الس:ور
واآليات المكية والمدنية من أول سورة الكهف إلى آخر سورة الناس،95 – 91 :
.101 – 98
(?) ذكر هذا القول شيخ اإلسالم ابن تيمية ،وعده غلطًا "ألنه لو ك::ان ك::ذلك لقي::ل 6
ُص في" انظر مجموع فتاوى ابن تيمية ،6 /11 :وأط::ال في إبط::ال ه::ذا الق::ول د/
محمود عبد الرزاق ،انظر المعجم الصوفي 382 – 373 /1 :وقد رجح الدكتور
المذكور -وهو في هذا موافق للقشيري في الرسالةَ – 312 :ج ْع َل الصوفيِة َع َلَم ًا
بال اش::تقاق مع::روف ،ونس::ب ه::ذا الق::ول إلى كث::ير من المحققين ،انظ::ر نفس
71
شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون .قسم التحقيق .علم المعاني
لأن الصوفي يعبد الله تعالى بالغ داة والعشي ،ولع ل ال واو زائدة للف رق بين
الصفيين والصوفيين في اللفظ؛ لأن هؤلاء أتباع وأولئ ك متبوع ون؛ لأنهم
المنقطع ون في الُّص َّف ِة من أصحاب رس ول الله ،لكن( )1لا تص وف إلا
بفقه ،كما لا فقه إلا بالتصوف ،هذا تعرف به الأحكام ،وه ذا تع رف ب ه
الأحوال؛ فيحفظ الجوارح الظ اهرة والباطن ة من المخالف ة؛ فينبغي لط الب
العلم أن يجمع بينهما من أول بدايته ليتحصل له( )2بركة العلم والعمل ،قال
إم ام دار الهج رة مالك -رحم ه الله تع الى":-من تص وف ولم يتفق ه فق د
تزندق ،ومن تفق ه ولم يتص وف فق د تفس ق( ،)3ومن جم ع بينهم ا فق د
تحق ق"( ،)4وق د شهدنا ذلك فرأين ا كل من تعلق به ذا العلم قب ل أن
يتيقن( )5عقيدت ه وف ق عبادت ه حص ل على بدعة وزندق ة ،وكل من
أعرض( )6عن هذا العلم جملة لا يخلو من الفسق وضيعة العمر والرغبة في
الدنيا -غالب ًا ،-ومن لا ق دم له في علم التص وف يخشى علي ه من س وء
المرجع.386 /1 :
(?) انظر موقف المؤلف من التصوف في قسم الدراسة. 51-49 : 1
(?) في ت :فقد تصوف تفسق ،ووضع حرف ( خ ) فوق[ :تصوف] ،ويبدو أن::ه 3
العلم المتأخرين دون إسناد ،وفي ثبوت هذه المقولة عن إمام دار الهجرة نظ::ر من
وجوه:
– 1خلو كتب المتقدمين من المالكية والصوفية من هذه المقولة.
– 2وجود هذه المقولة فيي كتب متأخري المتصوفة دون غيرهم.
– 3أن مصطلح الصوفية مصطلح حادث متأخر لم يكن قد استقر تمام االستقرار في
عهد اإلمام مالك مع شدة إنكار اإلمام مالك للمحدثات.
انظر األثر دون إسناد في :مرقاة المفاتيح ،1/526:إيقاظ الهمم في شرح الحكم.18 :
ومن أقرب ما رأيته مسندًا في هذا المعنى -لكن عن غير اإلم:ام مال::ك -م::ا رواه
أبو نعيم في الحلي::ة ،236 /10 :وال::بيهقي في ش::عب اإليم::ان338 - 437 /4 :
بإسنادهما إلى أبي بكر الوراق -واللف::ظ لل::بيهقي" :-من اكتفى ب::الكالم من العم::ل
دون الزهد والفقه تزندق ،ومن اكتفى بالزهد دون الفقه والكالم تب::دع ،ومن اكتفى
بالفقه دون الزهد والورع تفسق ،ومن تفنن في األمور كلها تخلص" ،وقد ض::عف
محقق الشعب هذا األثر .
(?) في م :تيقن ،وفي العبارة على كال النسختين ركاكة . 5
72
شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون .قسم التحقيق .علم المعاني
الخاتم ة ،ومن جم ع بين ه وبين علم الفق ه فق د تحق ق ،فقولن ا( :كحبVذا )...
البيت ،حبذا بمعنى ِنْعَم في الإثبات( ،)1وقوله( :تهدي إلى المرتبة العليْVVه)؛
أي :إَّن طريق ة التص وف ترش د من تعلق به ا إلى الدرجة الكاملة؛ وهي
طريق ة الإحس ان الذي ه و أن تعب د الله كأن ك تراه ،وه ذه الطريق ة
المباركة عنصرها منفجر من كتاب الله عز وجل كقوله سبحانه :ﭽﮠ ﮡ ﮢ ﮣ
ﮤ...ﭼ [العنكبوت ]٦٩ :الآية ،وكقوله :ﭽ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭼ [الكهف،]٢٨ :
وكقوله :ﭽ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭼ [النور]٣٧-٣٦:الآية ،ولولا
الإطالة لأوردنا لها قريبًا من مائة آية أو أكثر ،والله الموفق للصواب.
وفي الأبيات :الإيجاز ،والفصل ،والمطابقة ،والتسهيم ،والالتف ات،
.
()2
والتعليل
غبVVاوة غبVVاوة إيضاح َ-59واْذُكْرُه -59
()3
انبساط اِط ِل والاْح ِتَي ِللَأ ْص
ِإ َهاَن ٍة َتَش ُّو ٍق ِنَظ اِم اِم -60لَتُّذ ٍذ َت ُّرَب ٍك ِإ ْعَظ
َتْقِريٍر اْو ِإ ْشَهـاٍد او َتْسِجيـِل َ -61تَعُّب ـٍد َتَعُّج ٍب َتْهـِويــِل
(ش) لم ا فرغن ا من ذكر مقتض يات حذف المس ند إلي ه شرعنا في
بي ان مقتض يات ذكره؛ ف ذكرنا أن ه يذكر للأص ل()4؛ لأن الأص ل عدم
حذفه حيث لا مقتضى للعدول عنه ،وإليه أشرنا بقولنا ( :واذكره للأصل
) ،ويذكر أيضا للاحتياط لضعف التعويل على القرين ة؛ إذ لع ل الس امع لم
يلتفت ذهنه إليها ،وإليه أشرنا بقولنا ( والاحتياط ) ،ويذكر لغباوة السامع
(?) مضى تعريف اإليجاز ،23 :والفص::ل ،33 :والمطابق::ة ،38 :وال يظه::ر لي 2
73
شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون .قسم التحقيق .علم المعاني
لكون ه ممن لا يكتفي بالقرائن لبلادت ه كقولك( )1لعابد ص نم" :الص نم لا
يضر ولا ينف ع" ،وإلي ه أشرنا بـ( :غبVVVاوة ) ،ويذكر -أيض ًا -للإيض اح
كقولك" :زيد عن دي" -لمن ق ال أين زيد؟ ، -ويذكر أيض ا في مق ام
البسط والإطناب وهو المراد بقولنا (:انبساط) أي :محل( )2انبساط الكلام
واتساعه ،كقولك :
محمد سيد الكونين والثقلين( ... )3إلخ(.)4
ويذكر أيضا للاستلذاذ بذكره لشدة المحبة كقولك للحاّج " :محمد زرت ه
أم محم د لم تزره؟" ،وكقولك" :زيد في الدار أم زيد في المس جد؟" -إذا
كنت تحبه وسألت عنه ،-ومنه قوله:
()5
باللِه يا َظـَبَيـاِت الَقـاِع ُقـْلَن َلَنـا ـَلْيـلاَي ِمْنُكَّن أْم َلْيَلى ِمَن الَبَشِر
ومنه قول الآخر:
ولا تسِقِنـي ِسـَرًا إذا أمكَن ألا فـاسِقِنـي خمـرًا َوُقل لي ِهَي الَخْمُر
()6
الَجْهُر
(?) ش::طر بيت من البس::يط وتمام::ه "والف::ريقين من ع::رب ومن عجم" وال::بيت 4
في نسبته اختالفا كبيرا ،واَألكثرون على أَّنه للَع رجي ،انظ::ر :اإليض::اح-4/67 :
،68ومعاه::د التنص::يص ،3/167 :ح::ل الع::ويص ،454 - 453 :ويالح::ظ أن
القزويني استشهد به في تجاهل العارف من علم البديع بينم::ا استش::هد ب::ه المؤل::ف
في ذكر المسند إليه فهو نوع من التجديد في الشاهد ،والظاهر أن ال:بيت ال يص:لح
شاهدا لذكر المسند إليه ،وإنما هو شاهد لإلظهار في مقام اإلضمار ،وق::د استش::هد
به التفتازاني على تعريف المسند إليه بالعلمية وظاهر تعلي:ق الدس:وقي علي:ه ي:دل
على أنه من اإلضمار في مقام اإلظهار ،انظر :مختصر الس::عد ،1/301 :حاش::ية
الدسوقي ،1/301 :وانظر حول شواهد المؤلف قسم الدراسة. 74-73 :
(?) جاء في حاشية م " :بعد :فصرح بمن تهوى ودعني من الكنى فال[خير] في 6
اللذات من دونها ستر" والبيتان من الطوي::ل ،وقائلهم::ا :أب::و ن::واس ،والمثبت في
أصل الكتاب مذكور في الديوان أوًال ،انظر ديوان أبي نواس ، 28 :وبين البي::تين
في الديوان قوله:
فما الغبـن إال أن تراني صاحيا وما الغنـم إال أن يتعتعني السكـر
ورواية البيِت المثبِت في الهامش في الديوان بلفظ:
74
شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون .قسم التحقيق .علم المعاني
ويذكر أيضا لإهانته وتحقيره؛ كما إذا قلت" :أنف الناقة عندنا" -لمن
اسمه ذلك( -)7تصرح باسمه لدلالته على ذم ،ويذكر أيضا لشدة الش وق إلى
مسماه ،وأمثلة الاستلذاذ صالحة له ،ومنه قولنا:
ُم َّمَح ٌد ُمَحّمد ُش ِغْفُت ِمْن ُم َّمَح ٌدُمَحّمد َأ َجُّل َمْن َأ ْهَواُه
ِذْكَراُه ٌد َيا َف ْوَز(َ)8مْن َرآُه ُم َّمَح
ٌد أْفَلَح َمْن َأ َتاُه ُم َّمَح اه ٌد يا ليتني ألق ُم َّمَح
ّه ُبْشَراُه ٌد ُمِحُّب ُم َّمَح ٌد س يد من س واه ُم َّمَح
ُم َّمَح ٌد َص َلى َعَلْي ِه اللُه
()9
فبح باسم من تهوى ودعني من الكنى فال خيـر في اللذات من دونـها ستر
(?) ش::طر بيت من البس::يط وتمام::ه "لك::ل ه::ول من األه::وال مقتحم" وال::بيت 1
(?) في م :يفوز ،وفي هامشه :يا فوز وهو موافق لما في :ت . 8
(?) األبيات من مشطور الرجز ،وظ::اهر س::وق ك::ل من :المؤلِ:ف والثغ::رِّي له::ا 9
يش:عر أنه::ا للمؤل::ف نفس:ه ،وق:د عزاه::ا بعض من اعت::نى بش:عر األخض::ري إلى
المؤلف -نقًال عن هذا الكتاب الذي أقوم بتحقيقه ، -انظر :موضح السر المكم::ون:
48ب ،شعر الشيخ عبد الرحمن االخضري -مقال منشور في الشبكة العنكبوتي::ة
دون ترقيم للصفحات -وهذه األبيات التي استشهد به::ا المؤل::ف تع::د من التجدي::د
في الشاهد البالغي ،انظر قسم الدراسة.74-73 :
75
شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون .قسم التحقيق .علم المعاني
(?) يجمع على فعل على فــعال قياس ،انظر:شرح شافية ابن الحاجب- 90 /2 : 6
.91
(?) مضى تعريف الفص:ل ،33 :وال يظه:ر فص:ل في ال:بيت إذ في ال:بيت األول 7
الوصل ،وأما البيتان الثاني والثالث فهما على ح::ذف الع::اطف ،وهم::ا من عط::ف
المفردات ،ومضى تعريف اإليجاز ،23 :وحس:ن البي:ان :عب:ارة عن اإلبان:ة عم:ا
في النفس بألف::اظ س:هلة بليغ::ة بعي::دة من اللبس ،انظ::ر :تحري::ر التحب::ير– 489 :
،493ومعجم المصطلحات البالغية ،435 – 434 /2 :ومضت المطابقة،38 :
والتعليل ،53 :وال يظهر التعليل في البيت إال إذا قلنا إن المؤل::ف أراد ب::ه التعلي::ل
76
شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون .قسم التحقيق .علم المعاني
بمعناه الع::ام ال::ذي يش::مل ك::ل م::ا ذك::رت علت::ه ،والتعدي::د :س::وق المف::ردات دون
عط:::ف ،وانظ:::ر م:::ا س:::يأتي عن التعدي:::د في النص المحق:::ق ،400 :ومض:::ت
الموازنة ،50 :وااللتزام.23 :
(?) انظر المطول. 70 : 1
(?) ما بين المعقوفتين ليس في النسختين وزدته ليتسق الكالم . 5
77
شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون .قسم التحقيق .علم المعاني
فُيجعل المسند إليه ضميرًا لكونه أحد الثلاثة ،وإلى هذا المعنى أشرنا بقولن ا:
( بـحسب المقام ) البيت أي بحسب مق ام الإضمار المعلوم في علم النح و.
وقولنا ( وكونه ) مبتدأ ،والضمير عائد على المس ند إلي ه ،وخبر كان(( :)1
معرفًا ) ،وخبر المبتدأ ( :بحسب المقام ) أي مق ام الإضمار المعلوم في علم
النح و فتك ون جملة ( في النحو دري ) حالًا ،أو خبره ( :في النحو
دري ) فيكون قولنا( :بحسب المقام ) نعتًا لـ( :مضمر)](.)2
وفي ال بيت :الإيج از ،والمس اواة ،والفص ل والوص ل ،والإحالة،
والموازنة[ ،والالتزام ](.)4( )3
للُّش ُمـوِل والَّت ْـرُك -63والأصـُل في المخـاَطِب الَّت ْعِيْيُن
ُمـْس َتِبيُن
(ش) لم ا ذكرنا أن الخط اب توجي ه الكلام إلى حاضر( )5كان
الأص ل في المخ اطب أن يك ون معَّي ن ًا ،وق د ي ترك تعيين ه ليفي د العم وم
والشمول ،ومنه قوله تعالى :ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔﭼ [السجدة ]١٢ :الآية ،ﭽﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭼ
[سبأ ]٥١ :الآية ،فحمل على العموم [ تفظيعًا ] لحال المج رمين ،وإش عارًا
()6
بأنها بلغت من الظهور والانكشاف لأهل المحشر إلى حيث يمتن ع خفاؤه ا
ب ل تعم رؤيته ا كل من تأتى من ه الرؤي ة ،وكما إذا قلت :فلان ل ئيم إن
أحسنت إليه أساء إليك ،وإن أكرمته أهانك" لا تريد به مخاطبًا معينًا ،ب ل
المعنى :إن أحسن إلي ه أحد أس اء إلي ه وإن أكرم ه أحد أهان ه ،فأخرج في
(?) مضى تعريف اإليج::از ،23 :والمس::اواة ،33 :والفص::ل ،33:والوص::ل في: 4
78
شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون .قسم التحقيق .علم المعاني
[ صورة ]( )1الخط اب ليعم ،وإلا فلا تتحق ق [ لن ا من ه ]( )2بإس اءته إلى
شخص معين ،ومثل هذا على ألسنة الناس كثير ،وقولنا( :والVVترك للشمول
مستبين) أي :وترك تع يين المخ اطب ليفي د الش مول[ 20أ ] والعم وم،
(مستبين) أي :ظ اهر مقب ول ،و(:الVVVVترك) مبت دٌأ ،خبُرُه (مستبين)،
و(للشمول) تعليل للترك ،والمستبين :من استبان الشيء إذا ظهر(.)3
وفي البيت :الإيجاز ،والوصل ،وحسن البيان ،والمطابقة ،والتعلي ل،
.
()5( )4
و[الرصف ]
ِبِذْهِن َساِمٍع ِبَش ْخ ٍص -64 -64وكـVVوُنُه (
أَّو لا لا ص) ِبَعَلٍم ِلَيْح ُص
()7
ِإ ْج ـلاٍل او ِإ َهـاَنٍة ِكَنـاَيـِة ()6
َ -65تَبـُّر ٍك َتـَلُّذ ٍذ ِعَناَيِة
( ش ) هذا ثاني أنواع المعارف عددًا ورتب ة( )8وه و العلم ،ف ذكرنا
في هذين البيتين مقتضيات تعريف المس ند إلي ه بالعلمي ة؛ فمنه ا( :)9إحض اره
(?) ما بين المعقوفتين ض::رب علي::ه في ت ،وكتب في اله::امش كلم::ة أو اثنت::ان 2
(?) كتبت في النسختين محتملة للوصف والرص::ف ،وق:د أثبت الرص::ف ألني لم 4
وحسن البيان ،79 :وأما الرصف فه::و :وض::ع ك::ل كلم::ة في مح::ل يناس::بها لفظ::ا
ومعنى ووجهً:ا ،انظ::ر م::ا س::يأتي في ه::ذا الكت::اب عن::د ال::بيت ،280 :حلي::ة اللب
المص::ون ،178 :ي::واقيت المش::تري ،132 :وق::د أثبُّت مص::طلح الرص::ف دون
الوص::ف -رغم اختالف النس::ختين -؛ألن::ه ه::و المص::طلح الم::ذكور في ه::ذه
المنظومة في فن البديع ،ثم إنه قد جاء في ه::امش ت تعري::ف ه::ذا المص::طلح بم::ا
نصه [ :وهو وضع كل كلمة في محل يناس:بها مع::نى ولفظً:ا ] وه::ذا ه::و تعري::ف
الرصف .
(?) كذا في ت ،ورواية الثغري ،وفي م :عنايْه ،وكال الروايتين صحيح . 6
(?) كذا في ت ،ورواية الثغري ،وفي م :كنايْه ،وكال الروايتين صحيح. 7
(?) كون العلم ثاني أن::واع المع::ارف رتب::ة م::ذهب س::يبويه ،وق::د ذهب الكوفي::ون 8
وابن الس:::راج إلى أن اس:::م اإلش:::ارة -االس:::م المبهم -أع:::رف من العلم ،وذهب
الس::يرافي إلى أن العلم ه::و أع::رف المع::ارف ،انظ::ر الخالف في المس::ألة في:
اإلنص::اف في مس::ائل الخالف بين النح::ويين البص::ريين والكوف::يين– 707 /2 :
.709
ًا ًا
(?) يالحظ أن المؤلف زاد على ما في التلخيص غرض :واح::د ه::و العناي::ة ،ولم 9
79
شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون .قسم التحقيق .علم المعاني
في ذهن السامع بشخصه ابتداء احترازًا من استحضاره ثانيًا بضمير الغيبة،
نحو" :جاء زيد وهو ض احك"؛ ف إن العلم لم ا كان مختص ًا بالمس ند إلي ه كان
إيراده به محضرًا لشخصه في ذهن الس امع ابت داء فلا يحت اج مع ه غالب ًا إلى
إعادة ولا زيادة شيء يشخصه للسامع ،والعلم وإن ساواه مثل :ضميِر التكلم
والخطاِب ،والإشارِة ،والموصوِل ،والتعريِف باللام العهدي ة ،والإض افِة في
إمكان إحض اره ابت داًء لكن ليس شيء منه ا مختص ًا بمس ند إلي ه معين
كالَعَلِم ،وقد اختلف في المضمرات والإشارات ه ل وض عت وض عا كلي ًّا
أو شخصيًّا ؟ ومن هذه المسألة قوله تعالى :ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭼ [الإخلاص،]١ :
()1
وإلى ه ذه المس ألة أشرنا بقولن ا( :وكونVVه بعلم ) ...ال بيت؛ أي :وك ون
المسند إليه معرفا بعلم فالسر في ه أن يحص ل في ذهن الس امع بشخص ه أول
مرة من غير احتياج إلى ضميمة ،ومنها أن يع رف بالعلمي ة للت برك ب ه باسمه
أو اس تلذاذه -كما تق دم في أس باب ذكر المس ند إلي ه ،-ومنه ا الاعتن اء
بش أنه والاهتم ام ب ه؛ إم ا ل ترغيب أو تح ذير أو تنبي ه أو نح و ذلك ،وإلي ه
أشرنا بقولنا( :عناية) .ومنه ا تعظيم ه ،وه و الم راد بقولن ا(:إجلال) .ومنه ا
تحق يره وإهانت ه كما تق دم في أس باب ذكره ،وه و الم راد بقولن ا( :إهانVVة).
ومنها الكناية عن معنى يصلح الاسم له نحو :أبو لهب فعل كذا ،قال تع الى:
ﭽ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋﭼ[المسد]١:؛ أي يدا جهنمي ،لأن انتس ابه إلى الن ار يدل على
ملابسته إياها ،كما يقال" :أبو الخير" ،و"أب و الشر" ،و"أب و الفض ل" ،و"أخ و
الكرم" ،و"أخ و الح رب" لمن يلابس ذلك ،واللهب الحقيقي لهيب جهنم،
()2
فالانتق ال من أبي لهب إلى جهنم انتق ال من اللازم إلى المل زوم أو
عكسه على القولين في الكناية( ،)3قال التفتازاني" :إلا أن هذا اللزوم إنما ه و
بحسب الوض ع الأول -يع ني( )4الإض افي -دون الث اني -أع ني العلمي ،-
(?) تأتي اإلشارة لهذا الخالف في مطلع باب الكناية . 301: 3
80
شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون .قسم التحقيق .علم المعاني
وهم يعت برون في الك نى المع اني الأص لية ،ومم ا يدل على أن الكناي ة به ذا
الاعتبار لا باعتبار أن( )1ذلك الشخص لزمه أنه جهنمي س واء كان اسمه
أبا لهب أو زيدا أو عم را أو غير ذلك [ أن ك ]( )2ل و قلت" :ه ذا الرجل
()4
فعل كذا" مشيرًا إلى أبي لهب لا يكون من الكناي ة في( )3شيء ،فيجب
أن تعلم( )5أن أبا لهب إنما استعمل( )6هنا في الش خص المس مى ب ه لينتق ل
منه إلى جهنمي ،كما أن طويل النجاد يستعمل في معناه الموضوع له لينتقل
من ه إلى طوي ل القام ة ،ول و قلت":رأيت الي وم أبا لهب" وأردت كافرًا
()7
جهنميًا لاشتهار أبي لهب بهذا الوصف يكون استعارة ،نحو" :رأيت حاِتم ًا"
[ ويراد لازمه أي جوادًا ]( )8ولا يكون من الكناية في شيء ،فليتأمل فإن
ه ذا المق ام من مزال الأق دام"( )9انتهى كلام ه وه و عجيب .وإلى ه ذه
المس ألة أشرنا بقولن ا( :او كنايVVVة)( ،)10فقولن ا( :وكونVVVه) مبت دأ ،خبره
(ليحصلا)( ،)11وخبر الك ون( ( )12بعلم ) ،و(بذهن سVVVامع) ظ رف
لـ(ـVVيحصلا) ،والب اء للظرفي ة ،و(بشخص) [ و( أولا ) ]( )13يتعلق ان بـ
(يـحصلا) [ ،وقولن ا (:تVVبرك) ( )14إلى آخره ا مخف وض عطف ًا على مج رور
لام كي المقدر في ( ليحصلا ) ](.)15
وفي البيتين :الإيج از ،والمطابق ة ،والتعلي ل ،والجن اس الن اقص،
(?) غير موجودة في ت . 1
(?) المطول ،73 :وانظر لزاما مختصر السعد301 - 298 : 9
(?) في النسختين "[ :أو كناي::ة" ] ،وه::و خط::أ واض::ح لمخالفت::ه لعب::ارة المتن" : 10
81
شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون .قسم التحقيق .علم المعاني
()1
. والموازنة ،والتعديد
تقريٍر تقرير او هجنٍVVVVة َ -66 -66وكوُُن ه
او تVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVوهيِم ِبالوصِVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVل للَّت فخيِم
أْو فقِد علِم سVVVVVامٍع غيَر -67إيماٍء او توجـِه السامِع لـْه
الصلْه
( ش ) ه ذا ه و الن وع الث الث من المع ارف وه و الموص ول ،وكان
الأولى تق ديم اسم الإش ارة علي ه لكون ه أعرف من ه؛ بدليل أن الس امع
يع رف مدلوله بالقلب والبصر بخلاف الموص ول( ،)2لكن تبعن ا في ذلك
ترتيب أبي القاسم القزويني رحمه الله(.)3
قال التفتازاني" :و( )4الموصول وذو اللام سواء في الترتيب( ،)5ولهذا
صح جعل ﭽ ﮐ ﮑ ﭼ [الناس ]٥ :صفة للخناس( ،)6وتعريف المضاف كتعريف
المض اف إلي ه"( ،)7ق ال(" :)8وم ا ذكرناه من الأعرفي ة ه و المنق ول عن
سيبويه( ،)9وعليه الجمهور ،وفيه( )10مذاهب أخر"( )11انتهى .
وما ذكر من مساواة المض اف للمض اف إلي ه قي دوه بم ا إذا لم يكن
(?) مض::ى تعري::ف اإليج::از ،23 :والمطابق::ة ،38 :والتعلي::ل ،53 :والجن::اس 1
(?) التلخيص ،27 – 26 :وهذه المتابعة من المؤلف وفاء من::ه بقول::ه في مقدم::ة 3
المنظومة:
جـواهـرًا بـديعـَة التخليـِص – 20ملتقـطا من ُد َر ِر "التـلخيـص"
– 21سلكُت مـا أبـدى من التـرتيِب ومـا ألوُت الُجْهـد في التهذيِب
(?) كذا في النسختين وفي المطول[ : 74 :ثم]. 4
(?) ينظر هذا الدليل وغيره في أدلة النحاة عند كالمهم على تفاوت المع::ارف في 6
التعريف .
(?) المطول.74 : 7
(?) أي التفتازاني وال داعي لهذه الكلمة هنا ألن كالم::ه في المط::ول متص::ل بم::ا 8
بالوالء ،إمام النحاة ،انظر :بغية الوعاة ، 230 - 2/229 :األعالم .81 /5 :
(?) كذا في النسختين ،وفي المطول : 74 :فيها. 10
82
شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون .قسم التحقيق .علم المعاني
مضافا إلى المضمر فإنه في رتبة العلم( ،)1وينبغي على هذا القياس أن يكون
كل مضاف إلى نوع في رتب ة الذي يلي ه ،وعن الش يخ أبي حي ان(" :)2م ا
من معرف ة إلا وقي ل إنه ا أعرف المع ارف ح تى المعرف ة باللام"( .)3ولق د
أحس ن التفت ازاني في تحقي ق المق ام الص الح للموص ولية بم ا نص ه" :والمق ام
الص الح للموص ولية ه و :أن يص ح إحض ار الشيء بواس طة جملة معلوم ة
الانتساب إلى مشار إليه بحسب الذهن؛ لأن وضع الموصول على أن يطلقه
المتكلم على ما يعتقد أن المخاطب يعرفه لكونه( )4محكومًا عليه بحكم حاص ل
له؛ فلهذا( )5كانت الموصولات( )6معارف بخلاف النكرة الموصوفة المختصة
بواحد؛ فإن تخصيصها( )7ليس بحسب الوض ع ،فقولك" :لقيت من ضربته"
إذا كانت (من) موص ولة معناه ا" :لقيت الإنس ان المعه ود بكون ه مضروبا
لك" ،وإن جعلتها موص وفة فكأن ك قلت" :لقيت إنس انًا مضروبًا لك" ،فه و
وإن تخص ص بكون ه مضروبًا لك لكن ليس( )8بحس ب الوض ع؛ لأن ه
موضوع لإنسان لا تخصيص( )9فيه ،بخلاف الموصولة فإن وض عها على أن
تخصص( )10بمض مون( )11الص لة وتك ون معرف ة( )12به ا ،وه ذا ه و المق ام
)?(2أب::و حي::ان (ت 745 :هـ) أب::و حي::ان محم::د أث::ير ال::دين بن يوس::ف بن على بن
يوسف ابن حيان الغرناطي األندلس::ي الجي::انى ،من كب::ار العلم::اء بالعربي::ة والتفس::ير
والحديث والتراجم واللغات والقراءات ،له عدد من المصنفات ،من أشهرها ( :البحر
المحيط) في التفسير( ،ارتشاف الَّض َر ب من لسان الع::رب) ،انظ::ر :بغي::ة الوع::اة/1 :
، 285 - 280األعالم 152 /7 :
(?) لم أج:ده في كتب أبي حي:ان ،وال:ذي في ارتش:اف الض:رب" : 908 /2 :ولم 3
ي::ذهب أح::د إلى أن المض::اف أع::رف المع::ارف" ،فلع::ل المنق::ول عن أبي حي::ان
متعلق بما كان معرفة أصالة ال الذي اكتسب التعريف باإلضافة ،وانظر الم::ذاهب
في مسألة تفاوت المعارف في :اإلنصاف في مسائل الخالف.709 – 707 /2 :
(?) كذا في النسختين ،وفي المطول :بكونه . 4
(?) كذا في ت ،وفي م[ :لكن ال ] ،وفي المطول :لكنه ليس . 8
83
شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون .قسم التحقيق .علم المعاني
(?) يالحظ أن المؤل::ف زاد على م::ا في التلخيص :توج::ه الس::امع لم::ا س::يرد من 2
الكالم ،كما يالحظ أنه لم يشر إلى أن اإليماء إلى وجه بناء الخبر قد يجعل ذريع::ة
للتعظيم – وقد نص عليه القزويني في التلخيص ،26 :ولعل عذره في ذلك أن هذا
الذي لم يذكره ليس غرضا رئيسا.
(?) روي أن زليخا هو اسم امرأة العزيز وقيل غ::ير ذل::ك انظ::ر كال من :تفس::ير 3
الط::بري 62 /13 :وال::در المنث::ور 216 – 215 /8 :وفي::ه أنه::ا زليخ::ة بالت::اء
المربوطة.
(?) وقيل :إن اإلتيان بالموصول في اآلية لتقري:ر المس:ند إلي:ه ،وقي:ل غ:ير ذل:ك، 4
انظر :مختصر السعد ،305 /1 :مواهب الفتاح ،305 /1 :حاشية الدس::وقي/1 :
.305
(?) انظر لسان العرب ( ﻫ ج ن ) . 5
84
شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون .قسم التحقيق .علم المعاني
الشاعر:
يشفـي غليـَل صدوِرهم إن الذيـن تـرونـهْم إخواَنـكم
()1
أن ُتصرعوا
وإلى هذا أشرنا بقولنا ( :أو توهيم ) .فإن قلت :ما في النظم مخالف
لما في الشرح لأن مقتضى الت وهيم إدخال ال وهم على الس ام ع ،فتنبيه ه
على وهمه ليس توهيمًا له ،بل إزالة لتوهيمه ،قلت :ليس التفعي ل بمقص ور
على معنى إدخال الشيء أو تحصيله بل يرد لمعان كثيرة( ،)2منها م اذكرَت
نحو" :خّوفته" ،و"فّرحته" ،و"أّمنته" ،و"حّزنت ه"؛ أي :أدخلت علي ه الخ وف
والف رح والأمن( )3والح زن وص يرته في ه ،ومنه ا :تكث ير الفع ل ،كحّمدت ه
وكّرمت ه ،ومنه ا إزالة الفع ل :كمرض ته وفزعت ه ،أي :أزلت عن ه الم رض
والفزع ،قال تعالى :ﭽ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭼ [سبأ]٢٣ :؛ أي أزيل الفزع عنه ا ،
ومنه ا الحكم علي ه بالشيء ونسبته إلي ه وتوقيف ه ،كما تق ول جّهـلت فلانا
ووّهمت ه أي :عّر فت ه بجهله أو وهم ه ،ووقّــفته علي ه ،وحكمت ب ه علي ه،
و(التوهيم) هن ا يص ح أن يك ون بمع نى الإزالة ،أو بمع نى الحكم بالوهم
والتوقيف عليه.
الخ امس :الإيم اء -أي :الإش ارة -إلى وجه بن اء الخبر؛ بأن
يكون في الصلة ما يشعر به؛ فيكون جعل المسند إليه موصولًا حينئ ذ
إيماء -أي :إشارًة -إلى طريق بناء الخبر من أي شيء هو من ث واب
أو عقاب أو مدح أو ذم أو ن حو ذلك ،ومنه قوله تعالى :ﭽ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ
ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭼ [ غافر] 60 :؛ ف إَّن في جعله موص ولًا إيم ا ًء إلى أن الخبر
المبني عليه من جنس العقاب والإذلال بخلاف ما إذا كان علمًا .
(?) البيت من الكامل وقائله :عبدة بن الطبيب ،انظر :الشعر والشعراء ،717 /2 1
85
شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون .قسم التحقيق .علم المعاني
السادس :أن يؤتى بالمس ند إلي ه موص ولا( )1ليتوجه ذهن الس امع لم ا
سيرد ليأخذ منه ،كقوله :ﭽﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭼ [الزمر ،]٣٣ :وإليه الإشارة بقولنا
"أو توجه السامع له" ،أي :وليحصل توجه ذهن الس امع له( ،)2أي للمس ند
إليه :فيتشوف لخبره.
السابع :ألا يكون السامع عالمًا بشيء من أحوال المسند إليه المختصة
ب ه إلا الص لة( )3فتعرف ه له به ا ،كقولك" :الذي أطعمن اه أمس جاءنا
اليوم" -في خطابك لمن لا يعرف من ه إلا ذلك ،-وه و مع نى قولن ا ( :
أو فقد علم سVVامع غير الصلة ) ،أي :ويع رف بالموص ولية أيض ًا لع دم علم
السامع ،وفي معناه ألا يكون للمتكلم أو لهما معًا علم بغير الصلة ،كقولك:
"الذي( )4حولن ا من الجن لا نع رفهم" ،أو" :لا أعرفهم" -إن أف ردت
نفس ك ،)5(-وقولن ا ( :أو فقد ) مص در مض اف إلى فاعله المض اف إلى
فاعله أيضا ،ومفعول ( فقد ) ( غيَر الصلة ).
وفي البيتين :الإيجاز[ ،والوصل ،والتعديل ،والموازنة] (.)7( )6
(?) قال السعد التفتازاني في المطول 74:م::ا نص::ه" :ولم يتع::رض لم::ا ال يك::ون 5
للمتكلم أو لكليهما علم بغير الصلة نحو " :الذين في ديار الش::رق ال أع::رفهم "أو"
ال نعرفهم " لقلة جدوى هذا الكالم وندرة وقوع::ه " ،وانظ::ر مختص::ر الس::عد/1 :
،303مواهب الفتاح ،302 /1 :حاشية الدسوقي.302 /1 :
(?) ما بين المعقوفتين ساقط من م . 6
(?) مضى تعري::ف اإليج::از ،23 :والوص::ل ، 33 :والتع::ديل – عن::د المؤل::ف - 7
هو :سوق معاني متالئمة في جمل مستوية األقدار ومتقاربة على المق::اطع،انظ::ر
النص المحقق عند البيت رقم ،277 :ومضى تعريف الموازنة . 50:
86