You are on page 1of 48

‫شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون ‪ .‬قسم التحقيق ‪ .

‬علم المعاني‬

‫الباب الأول‪ :‬الإسناد الخبري‬

‫‪39‬‬
‫شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون ‪ .‬قسم التحقيق ‪ .‬علم المعاني‬

‫الباب الأول‪ :‬الإسناد الخبري‬


‫إنما قدم على غيره لكونه مبدأ(‪ )1‬المركبات‪ ،‬والنظر في أحواله مق دم‬
‫على النظ ر في أح وال أجزاء الجملة‪ ،‬ويرسم بأن ه‪ :‬ضم كلم ة أو م ا يج ري‬
‫مجراه ا إلى أخرى بحيث يفي د الحكم بأن مفه وم إحداهما ثابت لمفه وم‬
‫الأخرى أو منفي عنه‪ ،‬فيخرج الإسناد الإنشائي‪.‬‬
‫ف إن قلت‪ :‬ه ذا التعري ف غير جامع لع دم تناوله نح و‪" :‬القمح ه و‬
‫البر"‪ ،‬و‪":‬الإنسان هو الحي وان الن اطق"؛ أم ا الأول(‪ :)2‬فلأن في ه الحكم بأن‬
‫مفهوم إحدى الكلمتين عين مفهوم الأخرى لا ثابت له؛ لأن الثابت لشيء‬
‫ليس عينه‪ ،‬وأم ا الث اني(‪ :)3‬فلأن المقص ود من ه شرح الماهي ة وتفس يرها لا‬
‫إثبات معنى زائد عليها؛ مع أن في كلا النوعين إسنادا خبريا‪.‬‬
‫قلت‪ :‬ق د يرد بم ا تق رر في علم الم يزان(‪ )4‬من أن التعري ف ص ورة‬
‫قض ية لا قض ية حقيق ة‪ ،‬فليس من باب الإس ناد الخبري في الحقيق ة ‪-‬‬
‫وإن كان في صورته ‪ ، -‬على أنه قد يق ال‪ :‬على أن المعت بر في عرف الق وم‬
‫ص ورة اللف ظ لا حقيقت ه‪ ،‬ولذلك جعلوا المس ند والمس ند إلي ه من ص فة‬
‫الألفاظ لا المفاهيم(‪ ،)5‬وفيه نظر‪.‬‬
‫‪ -35‬الُحْكُم بالَّس ْلِب أو الإيـجاِب‬
‫إسنـاُدُهـْم ‪...............‬‬
‫( ش ) إن قلت هذا مخالف للتعري ف المتق دم‪ ،‬قلت‪ :‬هم ا متقاربان غير‬
‫أن الأول لوح ظ في ه اللف ظ والث اني المع نى(‪)6‬؛ إذ م ا من قض ية معقولة إلا‬
‫ويمكن أن توضع بإزائها قضية ملفوظة‪ ،‬والأمر في هذا قريب‪.‬‬

‫(?) في م ‪:‬مبتدأ ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫(?) وهو ما كان نحو‪ " :‬القمح هو البر"‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫(?) وهو ما كان نحو‪ " :‬اإلنسان هو الحيوان الناطق "‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫(?) المقص‪::‬ود بعلم الم‪::‬يزان علم المنط‪::‬ق‪ ،‬وإنم‪::‬ا س‪::‬مي ب‪::‬الميزان ألن‪::‬ه ب‪::‬ه ت‪::‬وزن‬ ‫‪4‬‬

‫الحجج والبراهين‪ ،‬انظر أبجد العلوم‪.535:‬‬


‫(?) في م‪ :‬المسفاهيم ‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫(?) فعبر في األول بضم كلمة ‪ ...‬إلخ نظرا إلى اللفظ وعبر في الث‪::‬اني ب‪::‬الحكم ‪...‬‬ ‫‪6‬‬

‫إلخ نظرا إلى المعنى‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون ‪ .‬قسم التحقيق ‪ .‬علم المعاني‬

‫وقولنا ( إسنادهم ) منعوت(‪ )1‬حذف نعته(‪ )2‬للعلم به من الترجمة؛‬


‫أي‪ :‬الخبري احترازًا من الإنشائي‪ ،‬والف رق بين الإس ناد والإخب ار والخبر‬
‫أن الإس ناد ه و‪ :‬نفس الضم كما تق دم ‪ -‬أع ني ضم الكلم ة إلى الكلم ة على‬
‫الوجه المتقدم ‪ ،-‬والإخبار هو‪ :‬إفادة السامع‪ ،‬والخبر‪ :‬هو الكلام المخبر ب ه‪،‬‬
‫فالإسناد والإخبار مصدران‪ ،‬وهما من صفات المتكلم‪ ،‬أحدهما(‪ )3‬باعتب ار‬
‫نفس اللف ظ وضم بعض ه(‪ )4‬إلى بعض م ع قط ع النظ ر عن(‪ )5‬الس امع‪،‬‬
‫والإخبار(‪ :)6‬باعتبار توجيه ه إلى الس امع‪ ،‬والخبر‪ :‬اسم لنفس الكلام المخ بر‬
‫ب ه م ع قط ع النظ ر عن(‪ )7‬المتكلم والس امع؛ لأن الخبر ه و الكلام الذي‬
‫يحتم ل الص دق والكذب لذات ه‪ ،‬ومع نى ص دق الخبر‪ :‬مطابقت ه للواق ع‪،‬‬
‫وكذبه‪ :‬مخالفته للواقع ‪ -‬الذي هو الخارج في نفس الأمر‪. -‬‬
‫فإن قلت‪ :‬هل الواقع والخارج ونفس الأمر ألفاظ مترادفة أم لا ؟‬
‫قلت‪ :‬لا ب ل متس اوية‪ ،‬وكث يرًا م ا يلتبس على المتعلمين الف رق بين‬
‫الم ترادفين والمتس اويين فرأين ا أن تتم الفائدة بذلك تأنيس ًا للمبت دئ؛‬
‫فالمترادفان‪ :‬لفظان على مفهوم واحد كالقمح والبر‪ ،‬والمتس اويان مفهوم ان‬
‫على مص دوق واحد كالإنس ان والمتعجب والن اطق والكاتب ونح و ذلك‪،‬‬
‫فالمترادفان متحدا المفهوم‪ ،‬والمتساويان مختلفا المفهوم متحدا المص دوق(‪،)8‬‬
‫والف رق بين المفه وم والمص دوق أن المفه وم‪ :‬مراد الواض ع‪ ،‬وه و مس او‬
‫للمسمى‪ ،‬والمصدوق‪ :‬مراد الناطق وهو مساو للمع نى والم راد‪ ،‬ومث ال ذلك‬
‫إذا قلت‪" :‬رأيت إنس انًا"‪ ،‬مفهوم ه‪ :‬الحي وان الن اطق ‪ -‬وه و مس ماه ‪،-‬‬
‫ومص دوقه‪ :‬الش خص الذي أراده المتكلم ‪ -‬وه و معن اه ‪ -‬من ع نى إذا‬

‫(?) غير واضحة في ت ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫(?) غير واضحة في ت ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫(?) وهو اإلسناد‬ ‫‪3‬‬

‫(?) آخر الكلمة غير واضح في ت ‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫(?) في ت‪ ( :‬على )‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫(?) وهو ثانيهما‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫(?) في ت‪ ( :‬على )‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫(?) انظر‪ :‬التعريفات‪.62 :‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪41‬‬
‫شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون ‪ .‬قسم التحقيق ‪ .‬علم المعاني‬

‫قصد‪ ،‬وإنما قلنا‪ :‬إن هذه الأمور متساوية لأن الواق ع اعت بر في ه الوق وع في‬
‫نفس الأمر‪ ،‬والخ ارج‪ :‬اعت بر في ه الخ روج عن الق وى المدركة‪ ،‬ونفس‬
‫الأمر اعتبر فيه نفس الشيء‪.‬‬
‫وما ذكرناه من تس اويهما ه و الج اري على رأي كث ير من المحققين‪،‬‬
‫وفرق بعضهم بين الخارج ونفس الأمر فقال‪ :‬تحق ق الأش ياء؛ إم ا فرضي‪:‬‬
‫وهو ما يوجد في القوى المدركة‪ ،‬وإم ا حقيقي‪ :‬وه و م ا يوجد في الخ ارج‬
‫عن القوى المدركة‪ .‬ف الأول ه و الوج ود الذهني‪ ،‬والث اني‪ :‬إم ا أن يك ون‬
‫بالنظر إلى نفسه أو بالنسبة إلى الخارج عن نفسه ‪ -‬وه و الم راد بالخ ارج ‪.-‬‬
‫وبينهما عم وم وخص وص مطلق؛ فكل م ا ثبت في الخ ارج ثبت في نفس‬
‫الأمر من غير عكس كلي‪ ،‬ومثاله الحكم بأن الجسم مؤلف أو أبيض؛ فه و‬
‫ثابت في نفس الأمر ولا يثبت في الخارج حتى يكون موجودًا‪.‬‬
‫وم ا ذكرناه من مع نى ص دق الخبر وكذب ه ه و رأي المحققين(‪،)1‬‬
‫وذهب النظام(‪ )2‬إلى أن صدقه مطابقته لاعتقاد المخبر وإن خالف الواقع‪،‬‬
‫وكذبه مخالفته لاعتقاده وإن طابق الواقع محتجًا بقوله تعالى ﭽ ﮟ ﮠ ﮡ ﭼ‪:‬‬
‫بع د حكايت ه عنهم أنهم ق الوا‪ :‬ﭽ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﭼ [المن افقون‪ ،]١ :‬وُرَّد بأن‬
‫التكذيب راجع إلى زعمهم أن ه من صميم القلب لا إلى نفس الخبر أو أنهم‬
‫كاذبون في تس ميتها شهادة لاش تراط موافق ة الاعتق اد للخ بر فيه ا‪ ،‬وذهب‬
‫الجاحظ(‪ )3‬إلى أن بينهما واسطة فقال‪ :‬ص دقه مطابقت ه الواق ع والاعتق اد‬
‫معًا‪ ،‬وكذبه عدم مطابقته لهما معًا‪ ،‬وما بينهم ا ليس بص دق ولا كذب‪،‬‬
‫واحتج بمقابلة الكذب بالِجَّن ة في قوله تعالى حكاية عن الكفار‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ‬
‫ﭕ ﭖ ﭗ ﭼ [سبأ‪ ]٨ :‬فليس المراد بالثاني الكذب لأن قسيم الشيء غيره‪ ،‬ولا‬

‫(?) وفي اإليضاح أنه المشهور وعليه التعويل‪ ،‬اإليضاح‪38 /1 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫(?) النَّظام ( ت‪ 231 :‬هـ) هو أب‪::‬و إس‪:‬حاق إب‪::‬راهيم بن س‪:‬يار بن ه‪::‬انئ البص‪::‬ري‬ ‫‪2‬‬

‫الش‪::‬هير بالنَّظ ام‪ ،‬من أئم‪::‬ة المعتزل‪::‬ة‪ ،‬انف‪::‬رد ب‪::‬آراء خاص‪::‬ة تابعت‪::‬ه فيه‪::‬ا فرق‪::‬ة من‬
‫المعتزل‪::‬ة تس‪::‬مى النظامي‪::‬ة‪ ،‬انظ‪::‬ر ترجمت‪::‬ه في‪ :‬ت‪::‬اريخ بغ‪::‬داد‪،98 - 97 /6 :‬‬
‫واألعالم‪.43 /1 :‬‬
‫(?) مضت ترجمته في قسم الدراسة‪. 9 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪42‬‬
‫شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون ‪ .‬قسم التحقيق ‪ .‬علم المعاني‬

‫(‪)1‬‬
‫الصدق لأنهم كذبوه قطعًا‪ ،‬ورد بأن ه تقس يم للكذب إلى الاف تراء وه و‬
‫العمــد وإلى غيره كالجنة لا تقسيم للخبر (‪.)2‬‬
‫‪ ..... ..‬وقـْص ُد ِذي الِخطاِب‬ ‫‪... ..... ... ..... ........ ...‬‬
‫أو كوَن ُمْخِبٍر بِه ذا علِم‬ ‫‪ -36‬إفادُة الَّس اِمِع نفَس الُحْكِم‬
‫لازُمها ِعـْنــَد ذوي الأذهـاِن‬ ‫فائدٌة والَّث انِـي‬ ‫‪َ -37‬فأوٌل‬
‫(ش) الخط اب ه و الكلام الذي يقص د ب ه من ه و أه ل للفهم أو‬
‫ُم نَّز ٌل منزلَته‪ ،‬واختل ف الأص وليون ه ل يش ترط في التس مية ب ه وج ود‬
‫المخ اطب‪ ،‬وعلي ه جرى الخلاف بين المتكلمين في كلام الله س بحانه في‬
‫الأزل ه ل يس مى خطابا أم لا؟ الأول م ذهب الش يخ الأش عري(‪،)3‬‬
‫والثاني محكٌي(‪ )4‬عن القاضي(‪ ،)6( )5‬وعلى هذا الأصل أيضًا جرى الخلاف‬
‫بين أه ل الس نة والمعتزلة في تعلق الأمر بالمع دوم(‪ ،)8( )7‬ومرادنا بذي‬
‫الخط اب‪ :‬المخِبر لا كل متكلم؛ لأن الب اب للإس ناد الخبري‪ ،‬ومع نى ه ذه‬
‫الأبيات أن قصد المخبر ‪ -‬من حيث هو مخبر ‪ -‬منحصر في قسمين‪:‬‬

‫(?) [ هو ]ساقطة من ت‪ ،‬وال يستقيم المعنى بدونها‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫(?) انظر المسألة مفص‪::‬لة في ك‪::‬ل من‪ :‬التلخيص‪ ،20- 19 :‬اإليض‪::‬اح‪،38 /1 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫شروح التلخيص‪.190 – 173 /1 :‬‬


‫(?) هو أبو الحسن علي بن إسماعيل بن إس‪::‬حاق األش‪::‬عري ( ‪ 324 – 260‬هـ )‬ ‫‪3‬‬

‫يرج‪::‬ع نس‪::‬به إلى أبي موس‪::‬ى األش‪::‬عري ‪ ،‬مؤس‪::‬س م‪::‬ذهب األش‪::‬اعرة‪ ،‬نش‪::‬أ على‬
‫مذهب المعتزلة ن ثم انتقل عنه إلى مذهب عق‪:‬دي ص‪:‬ار ينس‪:‬ب إلي‪:‬ه ثم رج‪:‬ع إلى‬
‫مذهب أهل الحديث في كتبه التي ألفها في آخر حيات‪::‬ه‪ ،‬انظ‪::‬ر‪ :‬ت‪::‬اريخ بغ‪::‬داد‪/11 :‬‬
‫‪ ،347 – 346‬األعالم‪ ،263 /4 :‬مقدمة تحقيق‪ " :‬رسالة إلى أه‪:‬ل الثغ‪:‬ر بب‪:‬اب‬
‫األبواب "‪.70 – 60 :‬‬
‫(?) في ت ‪ :‬يحكى‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫(?) القاضي (ت‪ 403 :‬هـ) ه‪:‬و محم‪:‬د بن الطيب بن محم‪:‬د بن جعف‪:‬ر‪ ،‬أب‪:‬و بك‪:‬ر‪:‬‬ ‫‪5‬‬

‫قاض‪ ،‬من كبار علماء الكالم ‪،‬انتهت إليه الرياسة في مذهب االشاعرة‪ ،‬من أشهر‬
‫كتبه ‪ " :‬إعجاز القرآن"‪ ،‬انظر وفيات األعيان ‪ ، 270 – 269 /4 :‬األعالم ‪/6 :‬‬
‫‪.176‬‬
‫(?) انظر المسألة في البحر المحيط للزركشي ‪.126 /1 :‬‬ ‫‪6‬‬

‫(?) في ت ‪ :‬بالمفهوم‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫(?) انظر المسألة في‪ :‬روضة الناظر‪ ،599 – 1/597 :‬البحر المحيط‪-1/377:‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪.382‬‬

‫‪43‬‬
‫شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون ‪ .‬قسم التحقيق ‪ .‬علم المعاني‬

‫أحدهما‪ :‬إفادة المخاطب الحكم كقولك‪ :‬زيد قائم لمن لا يعرف ذلك‪.‬‬
‫والث اني‪ :‬إفادت ه ك ون المتكلم عالم ًا بالخبر كقولك‪" :‬اجتنبَت صحبة‬
‫الفاسق"‪ -‬لمن اجتنبها‪ ،-‬وإنما قيدنا المخِبر(‪ )1‬بالحيثية لأن الم راد بالمخِبر والمعِلم‬
‫من يك ون بص دد الإعلام لا كل من تلف ظ بالخبر؛ إذ ه و أعم ل وروده‬
‫لأغراض أخر‪،‬كقوله تعالى حكاية عن امرأة عمران‪ :‬ﭽ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﭼ [آل عمران‪:‬‬
‫‪ ]٣٦‬إظهارًا للتحسر على خيبة رجائه ا وعكس تق ديرها لأنه ا كانت تق در‬
‫أن تلد ذكرًا‪ ،‬وقوله تع الى حكاي ة عن زكرياء ‪:‬ﭽ ﭢ ﭣ ﭤ ﭼ [مريم‪]٤ :‬‬
‫(‪)2‬‬

‫إظهارًا للضعف‪ ،‬وقوله‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭼ [النساء‪]٩٥ :‬؛ إذ كان لما (‪ )3‬بينهما من‬
‫التفاوت ليأنف(‪ )4‬القاعد ويترفع بنفسه من انحط اط منزلت ه‪ ،‬وأمث ال ه ذا‬
‫أكثر من أن تحصى‪.‬‬
‫والمراد بالحكم وقوع النسبة لا إيقاعها؛ وإلا لم ا صح إنكاٌر ولا حس ن‬
‫تأكيٌد‪ ،‬والقسم الأول من قصد المخبر ‪ -‬وه و نفس الحكم ‪ -‬يس مى‪( :‬فائدة‬
‫الخبر)(‪ ،)5‬والثاني يسمى‪( :‬لازم فائدة الخبر)؛ لاستلزام إفادة الحكم إفادة‬
‫العلم به(‪ ،)6‬فالثاني أعم كما هو ش أن اللازم الأعم‪ ،‬أو مجه ول (‪ )7‬المس اواة‬
‫م ع ملزوم ه‪ ،‬وحيث أورد على ه ذا الاس تلزام خبر الظ ان أو(‪ )8‬الش اك‬
‫أجيب بأن الم راد بالعلم هن ا حص ول ص ورة ذلك الحكم في ذهن المخِبر(‪،)9‬‬

‫(?) في ت ‪ :‬بالخبر‬ ‫‪1‬‬

‫(?) كذا في النسختين ‪ ،‬وهي لغة في زكري‪::‬ا ‪ ،‬وق‪::‬د ق‪::‬رأ حم‪::‬زة والكس‪::‬ائي وخل‪::‬ف‬ ‫‪2‬‬

‫وحفص بالقصر من غير همز وقرأ الب‪::‬اقون‪ -‬ومنهم ن‪::‬افع – وه‪::‬و الق‪::‬اريء ال‪::‬ذي‬
‫انتشرت قراءته في بالد المغ‪::‬رب ‪ ،‬وبه‪::‬ا ك‪::‬ان يق‪::‬رأ المؤل‪::‬ف ‪ - -‬بالم‪::‬د والهم‪::‬ز ‪،‬‬
‫انظر‪ :‬القاموس المحيط‪ ( :‬ز ك ر )‪ ،‬النشر في القراءات العشر‪. 239 /2 :‬‬
‫(?) العب‪:::‬ارة في ت ‪[ :‬إدك‪:::‬ارا لم‪:::‬ا ] بينهم‪:::‬ا من التف‪:::‬اوت ‪ ،‬وفي العب‪:::‬ارة على‬ ‫‪3‬‬

‫النسختين ركاكة‪،‬ولعل صواب ما في ت ‪[ :‬إذكارًا]‪ ،‬وهللا أعلم ‪.‬‬


‫(?) في ت ‪ :‬ليأتنف ‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫(?) تسمية هذا الحكم فائدة الخبر بناء على أن من شأنه أن يقصد ب‪::‬الخبر ويس‪::‬تفاد‬ ‫‪5‬‬

‫منه‪ ،‬مختصر السعد‪ ،197 /1 :‬ويتظر مواهب الفتاح‪196 /1 :‬‬


‫(?) هذه إشارة إلى سبب تسميته بالزم الفائدة‪ ،‬انظ‪::‬ر مختص‪::‬ر الس‪::‬عد‪،196 /1 :‬‬ ‫‪6‬‬

‫مواهب الفتاح‪.197 – 196 /1 :‬‬


‫(?) ساقطة في م ‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫(?) في م ‪ :‬و ‪.‬‬ ‫‪8‬‬

‫(?) انظر في هذا اإليراد والجواب عنه‪ :‬المطول‪ ،46 – 45 :‬مواهب الفتاح‪/1 :‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪44‬‬
‫شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون ‪ .‬قسم التحقيق ‪ .‬علم المعاني‬

‫وقولنا‪( :‬إفادة السامع) مصدر مضاف إلى مفعوله الأول‪ ،‬والمفعول الثاني‪:‬‬
‫(نفس الحكم)‪ ،‬وقولن ا‪ (:‬أو ك‪VV‬وَن) منص وب عطف ا على )نفَس الحكِم)‪،‬‬
‫وهو مصدُر كاَن مض اٌف إلى اسمها‪ ،‬وخبُره ا(‪()1‬ذا علِم)؛ لأن عم ل كان‬
‫يل زم تص اريفها كله ا(‪)2‬؛ فلذلك إذا كان مص درها(‪ )3‬مبت دأ اس توجب‬
‫خبرين أولهم ا منص وب وآخرهم ا مرف وع نح و‪" :‬ك وُن ط الب العلم موفي ًا‬
‫سعادٌة"‪ ،‬وقولنا (أوٌل )(‪ )4‬مبتدأ سوغ الابتداء به (‪ )5‬التفصيل(‪.)6‬‬
‫وفي الأبيات (‪ :)7‬الإيجاز(‪.)8‬‬
‫ُمَخـاَطٌب ِإ ْن كاَن غيَر‬ ‫‪َ -38‬وُرَّب ـَما ُأ ْج ـِرَي ُمْجَرى الجاِهلِ ‬
‫َعاِمـلِ ‬
‫الـِّذكُر ِمْف َتاٌح ِلَباِب‬ ‫‪ -39‬كَقـْوِلَنـا ِلعالـمٍ ذي َغْف َلـِة‪:‬‬
‫الَحْض ـَرِة‬
‫( ش ) لما ذكرنا قبل أن غرض المخبر إفادة الس امع فائدة الخبر أو‬
‫لازمها ذكرنا ههنا أن العالم بذلك قد ينزل منزلة الجاهل به فيلقى إليه الخبر‬
‫وإن كان عالمًا به (‪ )9‬لعدم جريه على مقتضاه؛ لأن ثمرة العلم العمل فمن لا‬
‫يعمل (‪ )10‬بعلمه لا فرق بينه وبين الجاه ل‪ ،‬كما يق ال لت ارك الص لاة الع الم‬
‫بوجوبه ا‪" :‬الص لاة ف رض"‪ ،‬وكما يق ال لص احب الفاس ق إذا كان عالم ا‪:‬‬
‫"صحبة الفاسق تعمي القلب"‪ ،‬وكما يقال للعالم الغافل عن ذكر الله تعالى‪( :‬‬

‫‪.197 – 196‬‬
‫(?) أي خبر كان‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫(?) شرح ابن عقيل‪ ،271- 268 /1 :‬أوضح المسالك‪.217 – 215 /2 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫(? ) اختلف أهل العلم في كان الناقصة هل لها مصدر أم ال؟ وصحح ابن عقيل أن‬ ‫‪3‬‬

‫لها مصدرا‪ ،‬انظر شرح ابن عقيل‪. 271 /1 :‬‬


‫(?) أي في قوله‪ ( :‬فأوٌل فائدة )‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫(?) ساقطة في ت ‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫(?) من مسوغات االبتداء بالنكرة أن يقصد بها التنويع‪ ،‬والظاهر أن‪::‬ه الم‪::‬راد هن‪::‬ا‬ ‫‪6‬‬

‫بقوله ‪":‬التفصيل"‪ ،‬انظر‪ :‬شرح ابن عقيل‪. 1/219 :‬‬


‫(?) في ت ‪ :‬البيت ‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫(?) مضى تعريف اإليجاز‪.23 :‬‬ ‫‪8‬‬

‫(?) ساقطة في ت ‪.‬‬ ‫‪9‬‬

‫(?) في ت ‪ :‬يعلم ‪.‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪45‬‬
‫شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون ‪ .‬قسم التحقيق ‪ .‬علم المعاني‬

‫الذكر مفتاح لب‪VV‬اب الحضرة ) فإن ه لا يخفى على الع الم أن ذكر الله تع الى‬
‫وسيلة إلى ال ترقي في مع راج الكمال إلى حضرة المش اهدة ومق ام الق دس‪،‬‬
‫والمراد بالحضرة عن د الس ادات الص وفية(‪ )1‬رضي الله عنهم دائرة الق دس‬
‫والطه ارة والكمال ال تي إذا وص ل إليه ا الس الك سمي عارف ًا وواص لًا‪،‬‬
‫ويلقبونه ا بحضرة الق دس‪ ،‬والحضرة الإلهي ة‪ ،‬والحضرة الرباني ة‪ ،‬والدرة‬
‫البيضاء ‪ .‬ومن وصل إليها كان قلبه عرشًا من عروش التجليات وطورًا‬
‫(‪)2‬‬

‫من أطوار المناجاة وعينًا من عيون المشاهدات‪ ،‬وصار ممن يقاب ل بالفيض‬
‫والإلهام والتكليم‪ ،‬وصار ص دره عين ًا من عي ون الحكم ة‪ ،‬وبابًا من أب واب‬
‫العلوم اللدني ة يلتق ط من بح ر قلب ه ج واهر الحكم ة‪ ،‬وص ار دائم المراقب ة‬
‫والهيبة والخشية من الله سبحانه لم ا تجلى لم رآة قلب ه من جلال الله س بحانه‬
‫وعظمته وكشف له عن الملكوت الأعلى وعن أسرار تعجز عن الإحاطة‬
‫بها القراطيس والأقلام‪ ،‬وصارت همته تابعة للأمر الإلهي تدور مع الشرع‬
‫حيث دار(‪ ،)3‬وص ار من ال وارثين لرس ول الله ‪ ‬الراسخين الث ابتين‬
‫المطمئنين‪ ،‬فهذه صفة الع ارف بالله تع الى الذي بل غ الحضرة الإلهي ة‪ ،‬ولا‬
‫جرم أن ذكر الله تع الى ه و مفت اح باب تلك الحضرة؛ لا يدخلها أحد إلا‬
‫بالاجته اد في ذكر الله تع الى في كل وقت بشروطه المعلوم ة في كتب‬
‫الق وم‪ ،‬ولهم في كيفي ة الس لوك إلى تلك الحضرة اص طلاحات وتربي ات‬
‫يق رب بسببها الفتح على المريد بم ا(‪ )4‬فتح الله ب ه عليهم فانظره ا في محله ا‪،‬‬
‫والغرض من المثال المذكور في ال بيت ترغيب ط الب العلم في الدخول في‬

‫(?) للحض‪::‬رة عن‪::‬د الص‪::‬وفية مع‪::‬ان كث‪::‬يرة ج‪::‬دًا بحيث يص‪::‬عب حص‪::‬رها وتحدي‪::‬د‬ ‫‪1‬‬

‫الم‪::‬راد به‪::‬ا في مواض‪::‬ع ذكره‪::‬ا بدق‪::‬ة‪ ،‬وق‪::‬د ع‪::‬د ص‪::‬احب المعجم الص‪::‬وفي ه‪::‬ذا‬
‫المصطلح من المصطلحات التي ال تجيزها األصول القرآني‪:‬ة والنبوي‪:‬ة‪ ،‬والظ‪:‬اهر‬
‫من سياق الكالم أن مراد المؤلف بالحضرة هنا‪ :‬مراقبة هللا‪ ،‬وحض‪::‬ور القلب مع‪::‬ه‬
‫– سبحانه ‪ ، -‬انظر المعجم الصوفي‪.1156 – 1153 /3 :‬‬
‫(?) الدرة البيضاء عند الصوفية هو العقل األول‪ ،‬وه‪::‬و مص‪::‬طلح فاس‪::‬د ال تج‪::‬يزه‬ ‫‪2‬‬

‫األصول القرآنية‪ ،‬انظر‪ :‬المعجم الصوفي‪.1119 – 1115 /3 :‬‬


‫(?) هذا يدل على انضباط المؤلف بالشرع المطهر خالف ‪ً:‬ا لغالة الص‪::‬وفية‪ ،‬انظ‪::‬ر‬ ‫‪3‬‬

‫في الكالم على تصوف المؤلف‪ :‬قسم الدراسة‪. 51-49 :‬‬


‫(?) في ت ‪ :‬مما ‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪46‬‬
‫شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون ‪ .‬قسم التحقيق ‪ .‬علم المعاني‬

‫حضرة المنقطعين(‪ )1‬إلى الله تعالى الذين تلذذوا بعبادة ربهم؛ فهم في الدنيا‬
‫متنعمون بما يرد على قلوبهم من المعارف وما يتجلى لهم من صفات الجلال‬
‫والجم ال‪ ،‬وفي الآخرة أس عد وأفض ل‪ ،‬وتح ذيره(‪ )2‬من الغفلة ال تي قطعت‬
‫ظهور كثير من طلبة العلم وطمست بصائرهم حتى توهموا أن العلم مقصود‬
‫(‪)3‬‬
‫بالذات وم ا ه و مطلوب إلا لله للعم ل إذ لا يص ح إلا ب ه؛ فليحذر‬
‫ط الب العلم من الغفلة‪ ،‬وليأخذ نصيبه من الأوراد من بدايت ه إلى نهايت ه‬
‫بقدر ما لا يشغله عن العلم(‪)4‬؛ فإن الله سبحانه جع ل اللي ل والنه ار خلف ة‬
‫لمن أراد أن يذكر أو أراد ش كورًا‪ ،‬فمن زعم أن الأوراد وإن قلت تش غله‬
‫ف ذلك من تس ويل الش يطان ومن علام ات الط رد والخ ذلان‪ ،‬وق د رأين ا‬
‫كث يرًا من طلب ة العلم ممن ين دب إلى الخير ويرغب في العب ادة فيتعلل‬
‫ويق ول‪":‬إذا قضيت حاجتي من العلم أرج ع إلى العب ادة"‪ ،‬ثم يفوت ه الأمر‬
‫إما بموت أو هرم أومحنة أو موت قلب ‪ -‬نسأل الله تع الى التوفي ق ‪ ،-‬ه ذا‬
‫مع علمه بأن الخير والفوز في النه وض إلى عب ادة الله تع الى والمب ادرة إليه ا‬
‫من غير توان‪ ،‬وأن الت واني مقيت‪ ،‬وه ذا من أعجب العجب كما يق ال‪" :‬لا‬
‫عجب إلا في اثنين رجل قت ل نفس ه بي ده‪ ،‬ورجل علم طري ق الكمال‬
‫والسعادة والدرجة العلية المرضية في الدنيا والآخرة ورغب عنها"(‪ ،)5‬لكن‬
‫القلوب بي د الله‪ ،‬لا ح ول ولا ق وة إلا بالله‪ ،‬يه دي من يش اء إلى صراط‬
‫مستقيم‪.‬‬
‫وفي البيتين‪ :‬الإيج از‪ ،‬والمس اواة‪ ،‬والإطن اب ‪ ،‬والمطابق ة ‪،‬‬
‫والاختلاف ‪ ،‬والتجنيس الملحق ‪.‬‬
‫(‪)7‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫(?) في م ‪ :‬المنقطين ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫(?) معطوف على ترغيب‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫(?) في ت ‪ :‬فليتحذر ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫(?) ه‪:::‬ذا المقط‪:::‬ع ي‪:::‬دل من حيث العم‪:::‬وم على ص‪:::‬حة منهج المؤل‪:::‬ف في ب‪:::‬اب‬ ‫‪4‬‬

‫التصوف‪،‬انظر في تصوف المؤلف مبحث عقيدة المؤلف في قس‪::‬م الدراس‪::‬ة‪-49 :‬‬


‫‪.51‬‬
‫(?) لم يتبين لي قائله‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫(?) غير واضحة في ‪ :‬ت ‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫(?) مضى تعريف اإليجاز‪ ،23 :‬ولعل اإليجاز في قوله ( إن كان غ‪::‬ير ع‪::‬الم ) إذ‬ ‫‪7‬‬

‫‪47‬‬
‫شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون ‪ .‬قسم التحقيق ‪ .‬علم المعاني‬

‫على على الـُمفيِد َخْش َيَة الِإ ْكَثاِر‬ ‫‪ -40‬فينبغي اقتصاُر ذي‬
‫َم ا لْم َيُكْن في الُحكِم ذا َتْرِديِد‬ ‫الإخَب اِر ‪ -41‬فيخِبُر الخ‪VVV‬الي ِبلا‬
‫ِب الإنكاِر‬ ‫حتٌم لُه ِب َحَس‬ ‫توكي‪ِVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVV‬د‬
‫َفَزاَد َبْعُد َما اْقتَضاُه الـ‪ُVV‬منِكروْن‬ ‫‪َ -42‬فَحَس ٌن ومنِكر الأخب‪VVVVVV‬اِر‬
‫‪ -43‬كقوِلِه‪":‬إَّن ا إليكْم ُمْر َسُلوْن"‬

‫(ش ) م ا ذكرناه في ه ذه الأبي ات مرتب على م ا قبله ولذلك‬


‫أتيت فيه بفاء النتيجة(‪)1‬؛ أي‪ :‬إذا كان قصد المخ بر إنم ا ه و إف ادة الس امع‬
‫بم ا(‪ )2‬ذكر فينبغي أن يقتصر المخ بر من ال تركيب على المق دار المحص ل‬
‫للغرض الم ذكور لئلا يك ثر الكلام بم ا لا يفي د فيك ون لغ وا أو (‪ )3‬تهافت ًا‪،‬‬
‫ولكن يلقيه إليه بحسب حاله باعتب ار الخبر؛ إذ لا يخلو من ثلاث ة أح وال‪:‬‬
‫إما أن يكون خالي الذهن ‪ -‬أي لا عالمًا بوق وع النس بة أو لا وقوعه ا‪ ،‬ولا‬
‫مترددًا فيها‪ ، -‬أو يكون مترددًا فيها‪ ،‬أو يكون منكرا لها؛ فالأول‪ :‬يلقى إليه‬
‫الخبر من غير توكي د لع دم الحاجة إلي ه‪ ،‬والث اني‪ :‬يستحس ن التأكي د له‪،‬‬
‫والثالث‪ :‬يجب التأكيد له بحسب قوة إنكاره وضعفه هذا ه و المس تقرأ من‬

‫التقدير‪ :‬غير عالم بعلمه‪ ،‬فحذف الجار والمجرور‪ ،‬ومضى تعريف المس‪:‬اواة‪33 :‬‬
‫‪ ،‬ولم يتبين لي موضع المساواة في البيت‪ ،‬واإلطناب ‪ -‬عند القزويني ‪ : -‬هو تأدية‬
‫أصل الم‪:‬راد بلف‪:‬ظ زائ‪:‬د عن‪:‬ه لفائ‪:‬دة‪ ،‬التلخيص‪ ،65 :‬ومض‪:‬ى تعري‪:‬ف المطابق‪:‬ة‪:‬‬
‫‪ ، 38‬ولم أتبين المراد باالختالف ‪ ،‬ومضى تعري‪::‬ف التج‪::‬نيس ‪ -‬وه‪::‬و الجن‪::‬اس ‪:-‬‬
‫‪ ، 28‬أما التجنيس الملحق فلم أجده بهذا اللفظ‪ ،‬والظاهر أن المؤل‪::‬ف يع‪::‬ني ب‪::‬ه م‪::‬ا‬
‫ألحقه القزويني بالجناس وهو أن يجم‪::‬ع بين اللفظين االش‪::‬تقاق أو ش‪::‬به االش‪::‬تقاق‪،‬‬
‫انظر‪ :‬التلخيص‪ ،111 :‬وعليه فالجناس الملح‪::‬ق في البي‪::‬تين في قول‪::‬ه ( أج‪::‬ري )‪،‬‬
‫و( مجرى )‪.‬‬
‫(?) قول المؤلف‪ :‬فاء النتيجة لم أجد من عبر بهذا المصطلح فيما اطلعت عليه من‬ ‫‪1‬‬

‫مراجع‪ ،‬ولعل المؤلف قصد بها ف‪:‬اء الفص‪:‬يحة وهي ال‪:‬تي يح‪:‬ذف معه‪:‬ا المعط‪:‬وف‬
‫عليه مع كونه سببًا للمعط‪:‬وف من غ‪:‬ير تق‪:‬دير ش‪:‬رط‪ ،‬ويش‪:‬كل على ه‪:‬ذا االحتم‪:‬ال‬
‫وجود شرط مقدر في البيت كما نص عليه المؤلف‪ ،‬هذا وموقع ه‪::‬ذه الف‪::‬اء في كالم‬
‫المؤل‪::‬ف مواف‪::‬ق لموقعه‪::‬ا في التلخيص حيث ق‪::‬ال‪ ": 20 :‬فينبغي أن يقتص‪::‬ر من‬
‫التركيب على قدر الحاجة‪ ،"...‬وهي عند صاحب التلخيص فاء التفريع ولم أجد من‬
‫سمى فاء التفريع فاء النتيج‪::‬ة‪ ،‬وانظ‪::‬ر في موق‪::‬ع الف‪::‬اء في كالم ص‪::‬احب التلخيص‪:‬‬
‫حاشية الدسوقي‪.202 /1 :‬‬
‫(?) في ت ‪ :‬مما ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫(?) في ت ‪ :‬و ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪48‬‬
‫شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون ‪ .‬قسم التحقيق ‪ .‬علم المعاني‬

‫لس ان الع رب(‪ )1‬ويقتض يه النظ ر؛ فيك ون الكلام بذلك مطابق ًا لمقتضى‬
‫الح ال؛ فتق ول في إخب ار الخ الي بقي ام زيد مثلًا‪" :‬ق ام زيد"‪ ،‬وإن شئت‬
‫قلت‪" :‬زيد ق ائم"؛ لأن التأكي د بالجملة(‪ )2‬الاسمية هن ا لا ي وجب لغ وًا في‬
‫الكلام(‪ ،)3‬وتقول في خطاب المتردد‪" :‬قد قام زيد"‪ ،‬أو "إَّن زيدًا قائم"‪ ،‬أو‬
‫بما شئت من المؤكدات‪ ،‬وتقول للمنِكر ذلك بحسب إنكاره؛ ف إن كان قويًا‬
‫بالغت له في التأكيد ‪ ،‬ومنه قوله تع الى حاكيًا عن رس له الذين كذبوا‪ :‬ﭽ‬
‫(‪)4‬‬

‫ﭢ ﭣ ﭤ ﭼ [يس‪ ]١٤ :‬فأكدوا لهم بمؤكدين وهما "إن" و"اسمية الجملة"‪ ،‬ثم لما‬
‫بالغوا لهم في التكذيب والإنكار بقولهم‪ :‬ﭽ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭼ إلى قوله‪ :‬ﭽﭴﭼ‬
‫[يس‪ ]15 :‬بالغوا لهم في التأكيد بقولهم ‪ :‬ﭽ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ [يس‪ ]١٦ :‬فأكدوا‬
‫لهم بأربع مؤكدات وهي "اسمية الجملة" و"إن" و"لام الابت داء" و"القسم‬
‫المشار إليه بقوله ﭽﭷ ﭸﭼ"(‪. )5‬‬
‫وقولن ا‪( :‬فينبغي) لفظ ة ينبغي(‪ )6‬تس تعمل في النفي للتنزي ه تارة‪،‬‬
‫والامتناع إما مع الاستحالة كقوله تعالى‪ :‬ﭽﯨ ﯩ ﯪﭼ[مريم‪ ]٩٢ :‬الآية‪ ،‬أو م ع‬
‫الإمكان كقولك(‪" :)7‬لا ينبغي للم ؤمن أن يعصي الله تع الى"‪ ،‬و"لا ينبغي‬
‫لذي المروءة أن يرفع صوته لغير ضرورة أو يخالط السفهاء"‪ ،‬ولعدم الوقوع‬
‫تارًة كقوله تعالى‪ :‬ﭽﯴ ﯵ ﯶ ﯷﭼ [يس‪ ]٤٠ :‬الآي ة‪ ،‬وتس تعمل في الإثب ات‬

‫(?) لم أر من عد دليل هذا التقسيم مأخوذا من استقراء كالم العرب‪ ،‬والظ‪::‬اهر أن‬ ‫‪1‬‬

‫دليله العقل فحسب‪.‬‬


‫(?) في م‪ :‬يالمجملة‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫(?) يحتمل كالم المؤلف أنه يقصد أن التوكيد بالجملة االسمية هن‪::‬ا توكي‪::‬د ب‪::‬أجزاء‬ ‫‪3‬‬

‫الجملة‪ ،‬وليس توكيدًا بزائ‪::‬د عنه‪::‬ا ‪ -‬وه‪::‬و م‪::‬ا ع‪::‬بر عن‪::‬ه بقول‪::‬ه‪" :‬لغ‪::‬وًا" ‪ -‬بخالف‬
‫المؤكدات األخرى كـ‪ :‬إن والالم‪ ،‬وقد ق‪::‬ال ابن الس‪::‬بكي‪" :‬وإنم‪::‬ا يتكلم‪::‬ون هن‪::‬ا في‬
‫التأكيد بم‪::‬ا ليس من أج‪::‬زاء الكالم"‪ ،‬ع‪::‬روس األف‪::‬راح‪ ،221 /1 :‬وانظ‪::‬ر أيض‪ً:‬ا‪:‬‬
‫عروس األفراح‪.220 /1 :‬‬
‫(?) في ت‪ :‬بالتوكيد ‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫(?) قال الزمخشري‪ " :‬وقول‪::‬ه‪ :‬ج‪::‬اٍر مج‪::‬رى القس‪::‬م في التأكي‪::‬د ب‪::‬ه‪ ،‬الكش‪::‬اف‪/3 :‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪.318‬‬
‫(?) لم أر من فص‪::‬ل في ه‪::‬ذه الكلم‪::‬ة ك‪::‬ل ه‪::‬ذا التفص‪::‬يل غ‪::‬ير المؤل‪::‬ف‪ ،‬وانظ‪::‬ر‪:‬‬ ‫‪6‬‬

‫مفردات ألفاظ القرآن (بغى)‪ ،‬عمدة الحفاظ ( ب غ ي )‪.‬‬


‫(?) في ت‪ :‬كقوله ‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪49‬‬
‫شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون ‪ .‬قسم التحقيق ‪ .‬علم المعاني‬

‫للاستحسان‪[ ،‬وربما تستعمل] (‪ )1‬للوجوب‪ ،‬وقولنا‪( :‬ما لم يكن في الحكم)‬


‫ش به استثناء منقط ع‪ ،‬وقولن ا‪ ( :‬ترديد ) مص در رَّد َد‪ ،‬وإن كان الأولى‬
‫به ذا المح ل ذكر ال تردد مص در تردد(‪ ،)2‬ولكن ألج أ إلي ه النظم م ع‬
‫تقاربهما؛ لأن(‪ )3‬كل متردد في شيء فقد ردد فكره في ه(‪ ،)4‬وال تردد ه و‪:‬‬
‫الرجوع من طرف إلى طرف(‪ . )5‬وقولنا‪ ( :‬فحسن ) خبر مبت دٍأ مح ذوف‬
‫تق ديره فه و حس ن أي التأكي د ‪ .‬وقولن ا ( حتم له ) خبر لمح ذوف أيض ًا‬
‫والجملة خبر عن (منكر) ‪ .‬وقولن ا‪( :‬ما اقتضاه المنكرون) على حذف‬
‫مض اف أي حال المنكرين فأقيم مقام ه في إعراب ه‪ ،‬وس كنت ياء الخ الي‬
‫للضرورة‪ ،‬والَحَسب‪ :‬القْدر(‪ ،)6‬والقول‪ :‬مصدر قال‪.‬‬
‫(‪)7‬‬
‫وفي البيت‪ :‬الإيجاز‪ ،‬والفص ل‪ ،‬والوص ل‪[ ،‬والال تزام‪ ،‬والموازن ة]‬
‫(‪.)8‬‬
‫(‪)9‬‬
‫‪ِ -44‬لِلْفِظ ‪":‬الابتـداِء" ـُثَّم ‪":‬الَطَلِب " َّمُثَت ‪" :‬الانكاِر" الَّث لاَثَة انُسِب‬
‫( ش) أشرنا بهذا البيت إلى اصطلاح البي انين في الضروب الثلاث ة؛‬
‫أع ني خط اب الخ الي وخط اب الم تردد وخط اب المنكر‪ ،‬وه و أنهم سموا‬
‫الأوَل ابتدائيًا‪ ،‬والثانَي طلبيًا‪- ،‬لأن المتردد يطلب الجزم فكأن ه ط الب من‬
‫المخ بر أن يخبره ‪ ، -‬والث الَث إنكاريًا‪ ،‬وسموا إخراج الكلام على وج وه‬
‫الضروب الثلاث ة ‪ -‬وهي خلوه من التأكي د في الأول‪ ،‬واستحس انه في‬

‫(?) ما بين المعقوفتين ساقط من ت ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫(?) ألن الكالم عن الشخص المتردد ال عن الشخص الُمَر َّد د‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫(?) في ت ‪ :‬لكن ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫(?) فأطلق الترديد وأرد الزمه وهو التردد‪ ،‬انظر حاشية المنياوي‪.36 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫(?) لم أج‪::‬ده به‪::‬ذا المع‪::‬نى وفي لس‪::‬ان الع‪::‬رب‪ ( :‬ردد )‪ " :‬ال‪::‬رد ص‪::‬رف الش‪::‬يء‬ ‫‪5‬‬

‫ورجعه "‪ ،‬وهو قريب مما ذكره المؤلف‪.‬‬


‫(?) انظر القاموس المحيط ‪ ( :‬ح س ب )‪ ،‬لسان العرب‪ ( :‬ح س ب)‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫(?) ما بين المعقوفتين ساقط في‪ :‬م‬ ‫‪7‬‬

‫(?) مض‪::‬ى تعري‪::‬ف اإليج‪::‬از‪ ،23 :‬والفص‪::‬ل‪ ،33 :‬والوص‪::‬ل‪ ،33 :‬والظ‪::‬اهر أن‬ ‫‪8‬‬

‫الفصل في قوله "‪...‬كقول‪::‬ه"‪ ،‬والوص‪::‬ل في قول‪::‬ه "‪ ...‬ومنك‪::‬ر اإلخب‪::‬ار"‪ ،‬ومض‪::‬ى‬


‫تعريف االلتزام‪ ،23 :‬والموازنة‪ :‬أن تكون الفاصلتان متس‪::‬اويتين في ال‪::‬وزن دون‬
‫التقفية‪ ،‬انظر اإليضاح‪.100 – 99 /4 :‬‬
‫(?) يصح كسر السين وضمها هنا ‪ ،‬انظر القاموس المحيط‪ (:‬ن س ب )‪.‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪50‬‬
‫شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون ‪ .‬قسم التحقيق ‪ .‬علم المعاني‬

‫الثاني‪ ،‬ووجوبه في الثالث ‪ -‬إخراجًا على مقتضى الظاهر ‪ -‬وهو أخص من‬
‫مقتضى الح ال‪ ، -‬ولذلك ق د تع رض نكت ة ت وجب إخراج الكلام عن‬
‫مقتضى الظ اهر؛ كإجراء الخ الي مج رى غيره‪ ،‬وإجراء المنكر مج رى الخ الي‪،‬‬
‫كما س يأتي ‪-‬إن ش اء الله‪ ،)1(-‬والت اء في ( ثمت ) لت أنيث اللف ظ وتس كن‬
‫وتحرك(‪.)2‬‬
‫‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫وفي البيت‪ :‬الإيجاز‪ ،‬واللف والنشر المرتب‬
‫بخبٍر بـخبـ‪VVV‬ر كسائٍل في المْنِزلْه‬ ‫‪ -45‬واْس ُتْح ِسَن الَّت أكيُد إن لَّو حَت‬
‫َلـ‪ْVV‬م‬ ‫ِلُنْك َتـ‪ٍVV‬ة‬ ‫كعْكِس ِه‬ ‫َلْه‬
‫َتْش َتِبـْه‬ ‫‪ -46‬وألحقـ‪VV‬وا أمارَة الإنكـ‪VV‬اِر‬
‫ِبـْه‬

‫( ش ) ذكرنا في هذين البيتين ثلاث مسائل ُجري فيها على خلاف‬


‫مقتضى الظ اهر؛ إحداها‪ :‬أنهم نَّز ل وا(‪ )4‬الخ الي منزلة الس ائل الم تردد إذا‬
‫ق دم(‪ )5‬إلي ه م ا يلوح بالخبر؛ فيستحس ن التأكي د له كما يستحس ن للس ائل‬
‫المتردد‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪ :‬ﭽ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎﰏ ﰐ ﰑ ﭼ [هود‪ ،٣٧ :‬والمؤمنون‪:‬‬
‫‪]27‬؛ فإن النهي ُمشِّوٌق للنفس عادة إلى طلب السبب‪.‬‬
‫وكثيرًا م ا وق ع ه ذا الن وع في الكتاب العزيز‪ ،‬ولا سيما بع د الأوامر‬
‫والنواهي‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪ :‬ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭼ [الحج‪ ]١ :‬ومنه‪ :‬ﭽﭒ ﭓ‬
‫ﭔﭼ [يوسف‪ )6(]53 :‬الآي ة‪ ،‬وكقولك لمن تعظ ه‪" :‬لا تعص الله؛ إن ه مطل ع‬

‫(?) في البيتين القادمين وشرحهما‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫(?) قوله‪ ":‬وتحرك"؛ أي بالفتح‪ ،‬انظر ‪:‬شرح التسهيل‪.3/351،352 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫(?) مض‪::‬ى تعري‪::‬ف اإليج‪::‬از‪ ،23 :‬والظ‪::‬اهر أن اإليج‪::‬از في ال‪::‬بيت في قول‪::‬ه‪:‬‬ ‫‪3‬‬

‫(الثالثة)‪ ،‬والتقدير األلقاب الثالثة‪ ،‬واللف والنشر – ويسمى الطي والنشر – ه‪::‬و‪:‬‬
‫ذكر متعدد على جهة التفصيل أو اإلجمال ثم ذكر ما لكل واحد من غير تعيين ثقة‬
‫بأن السامع يرده إليه‪ ،‬فإن كان النشر على ترتيب اللف فهو اللف والنشر المرتب‪،‬‬
‫التلخيص‪ ،99 – 98 :‬واللف والنشر المرتب في البيت ب‪:‬النظر إلى م‪:‬ا س‪:‬بق من‬
‫أبيات حيث أشار الناظم إلى أضرب الخبر ثم سماها على ترتيب ذكرها‪.‬‬
‫(?) في م ‪ :‬أنزلوا ‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫(?) في ت ‪ :‬قام ‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫(?) ال يتم االستشهاد باآلية إال بإكمال جزء من اآلية وهو ‪ :‬ﭽ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭼ‬ ‫‪6‬‬

‫‪51‬‬
‫شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون ‪ .‬قسم التحقيق ‪ .‬علم المعاني‬

‫عليك"‪" ،‬لاتغفل عن ذكر الله؛ إنه ينور القلب"‪ ،‬و"لا تترك التصوف؛ إن ه‬
‫يورث الورع واتباع الرسول في قوله وفعله وأخلاقه"‪" ،‬ولا تص حب فلانًا‪،‬‬
‫إنه فاسق"(‪ ،)1‬وإلى هذه المسألة أشرنا بقولن ا "واستحس ن التأكي د" ال بيت‬
‫أي فاستحسن تأكيد الخبر إذا لوحت به للمخاطب تنزيلا له منزلة الس ائل‬
‫المتردد‪ ،‬والتلويح‪ :‬الإشارة (‪ ،)2‬والسؤال‪ :‬الطلب‪ ،‬والعرب تق ول في الأمر‪:‬‬
‫سل بحذف العين ما لم يتصل بفاء أو واو فترد العين حينئذ(‪.)3‬‬
‫المس ألة الثاني ة‪ :‬أنهم جعلوا غيَر المنِكر كالمنِكر إذا لاح علي ه شيء من أم ارات الإنكار‬
‫فأوجبوا له التأكيد كقول الشاعر‪:‬‬

‫إَّن َبِنـي َعِّمـَك فيهْم ِرَمـاْح‬


‫(‪)4‬‬
‫َجـاَء شقيـٌق عارضًا ُرْم َحـُه‬
‫وإلى هذه المس ألة (‪ )5‬أشرنا بقولن ا‪( :‬وألحقوا أمارة الإنكار ب‪VV‬ه) أي‬
‫حكموا لأمارة الإنكار بحكم الإنكار من وجوب التأكيد‪ ،‬وليس الم راد أن‬
‫المخ بر َفِهَم عن المخ اطب الإنكار بسبب تلك الأم ارة‪ ،‬ولكن الم راد أن‬
‫المخاطب قام به معنى لا يكون غالب ًا(‪ )6‬إلا في منكر كما إذا قلت لمن جه ل‬
‫عليك وهو يعرفك‪":‬إني فلان بن فلان"(‪.)7‬‬
‫المسألة الثالثة‪ :‬عكس التي قبلها؛ وه و أن ي نزل المنِكر منزلة غير المنِكر‬
‫فيلقى إلي ه الخبر غير مؤكد لك ون الخبر بل غ من الظه ور م ا لا ينكر مع ه‬
‫(‪)8‬‬
‫عاقل‪ ،‬كقولك ليه ودي‪":‬دين محم د ‪ ‬ح ٌّق " من غير تأكي د لظه ور نب وة‬
‫محم د ‪ ‬بالش واهد والدلائل ال تي لا ينكره ا إلا جاحد معاند(‪ ،)9‬وإلى ه ذه‬
‫(?) انظر فيما يتعلق بمنهج المؤلف في أمثلته قسم الدراسة‪. 78 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫(?) انظر‪ :‬لسان العرب ( ل و ح )‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫(?) لسان العرب ( س أ ل )‪ ( ،‬س و ل )‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫(?) البيت من السريع‪ ،‬وقائله‪ :‬حجل بن نضلة وهو شاعر جاهلي من ب‪:‬ني عم‪:‬رو‬ ‫‪4‬‬

‫بن عبد قيس بن معن بن أعصر‪ ،‬وقوله‪" :‬عارضا رمحه" قيل‪ :‬أي واضعا رمحه‬
‫عرضًا‪ ،‬من عرض العود على اإلناء‪ ،‬وقيل‪ :‬المعنى أنه وضعه على عرضه ب‪::‬أن‬
‫جعل‪::‬ه على فخذي‪::‬ه بحيث يك‪::‬ون عرض‪::‬ه إلى جهتهم‪ ،‬انظ‪::‬ر‪ :‬البي‪::‬ان والتب‪::‬يين ‪:‬‬
‫‪ ،3/340‬ومعاهد التنصيص‪ ،73 – 72 /1 :‬وحل العويص‪.46 -43:‬‬
‫(?) في ت ‪ :‬المسلة ‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫(?) في م ‪ :‬غاليا‬ ‫‪6‬‬

‫(?) انظر عروس األفراح‪.212 /1 :‬‬ ‫‪7‬‬

‫(?) في ت ‪ :‬نبوءته ‪.‬‬ ‫‪8‬‬

‫(?) في ت ‪ :‬عاند‪.‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪52‬‬
‫شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون ‪ .‬قسم التحقيق ‪ .‬علم المعاني‬

‫المسألة أشرنا بقولن ا "كعكسه" وقولن ا "لنكتة" عائد على المس ألتين(‪)1‬؛ أي‪:‬‬
‫لسر وحكمة‪ ،‬والنكتة‪:‬الأثر؛ من نكت في الأرض إذا أثر فيه ا بقضيب أو‬
‫غيره(‪ ،)2‬والاشتباه‪ :‬الالتب اس والخف اء(‪ ،)3‬وقولن ا‪( :‬كسائل) على تق دير‬
‫محذوف أي فهو كسائل في المنزلة‪.‬‬
‫ل‪،‬‬ ‫اب‪ ،‬والإحالة‪ ،‬والتعلي‬ ‫از‪ ،‬والإطن‬ ‫وفي البيتين (‪ : )4‬الإيج‬
‫والالتزام(‪.)5‬‬
‫ونوَنِي الَّت وكيِد‪ ،‬واْسٍم‬ ‫‪ِ - 47‬بَقَسٍم‪َ(،‬قْد)‪ِ(،‬إ َّن )‪ ،‬لاِم الاْبِتـَدا‬
‫(‪)6‬‬
‫َُأ ِّكـَدا‬
‫(ش) ذكرنا في هذا البيت(‪ )7‬مؤكدات الخبر المثَبت‪ ،‬وليس الم راد‬
‫حصر جميعها‪ ،‬ولكن المراد أن هذا مما يؤكد به‪ ،‬ومما يؤكد به أيض ًا‪ :‬تكرير‬
‫الجملة‪ ،‬و(أم ا) الجزائي ة‪ ،‬وحرف التنبي ه‪ ،‬وحروف الص لة(‪ ،)8‬والقسم‪:‬‬
‫اليمين‪ ،‬وقولنا "اسم" أي كون الجملة اسمية‪.‬‬

‫(?) وقد قص‪::‬ر ال‪::‬دمنهوري والمني‪::‬اوي في ش‪::‬رح ه‪::‬ذا الموض‪::‬ع حيث جعال قول‪::‬ه‬ ‫‪1‬‬

‫لنكت‪::‬ة عائ‪::‬دًا على قول‪::‬ه لعكس‪::‬ه فق‪::‬ط‪ ،‬انظ‪::‬ر حلي‪::‬ة اللب المص‪::‬ون‪ ،39 :‬وحاش‪::‬ية‬
‫المنياوي‪.39 :‬‬
‫(?) لسان العرب‪ ( :‬ن ك ت )‬ ‫‪2‬‬

‫(?) لسان العرب‪ ( :‬ش ب هـ )‬ ‫‪3‬‬

‫(?) في ت ‪ :‬البيتن ‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫(?) مضى تعريف اإليجاز‪ ،23 :‬واإلطناب‪ ،47 :‬واإلطناب في البيتين في‪ :‬قول‪::‬ه‬ ‫‪5‬‬

‫" لم تشتبه " إذ يغني في إفادة أص‪::‬ل المع‪::‬نى قول‪::‬ه " لنكت‪::‬ة "‪ ،‬واإلحال‪::‬ة‪ :‬مص‪::‬در‬
‫أحلته على كذا‪ ،‬انظر حلية اللب المصون‪ ،148 :‬ومعجم مصطلحات البالغة‪/1 :‬‬
‫‪ ،55‬وانظر ما سيأتي عن اإلحالة‪ ،405 :‬والظ‪::‬اهر أن التعلي‪::‬ل ‪ -‬هن‪::‬ا ‪ :-‬أن يري‪::‬د‬
‫المتكلم ذكر حكم فيقدم عليه علة وقوعه‪ .‬ومضى تعريف االل‪::‬تزام‪ ،23 :‬وليس في‬
‫البيتين االلتزام‪.‬‬
‫(?) ويقرأ "أكدا" بضم الهمزة ‪ -‬مب‪::‬ني للمجه‪::‬ول ‪ ، -‬ون‪::‬ائب فاعل‪::‬ه ض‪::‬مير يع‪::‬ود‬ ‫‪6‬‬

‫على الخبر؛ أي وأكد الخبر بقس‪::‬م وبق‪::‬د إلخ‪ ،‬وألف‪::‬ه لإلطالق‪ ،‬ويص‪::‬ح فتح الهم‪::‬زة‬
‫على أنه فعل أمر‪ ،‬وحينئذ ألفه بدل من نون التوكيد الخفيفة؛ ألنها تبدل في الوق‪::‬ف‬
‫ألفا؛ أي أكدن الخبر المثبت بقسم وبقد إلى آخرها"‪ ،‬موضح السر المكمون‪ 42 :‬أ‪.‬‬
‫(? ) هذا البيت مما زاده المؤلف على التلخيص‪ ،‬انظر حول إضافات المؤلف‪:‬قسم‬ ‫‪7‬‬

‫الدراسة‪ ،71 :‬هذا وقد حاول الدسوقي حصر المؤكدات‪ :‬انظ‪::‬ر حاش‪::‬ية الدس‪::‬وقي‪:‬‬
‫‪.204 /1‬‬
‫(?) حروف الصلة هي حروف الجر الزائدة‪.‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪53‬‬
‫شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون ‪ .‬قسم التحقيق ‪ .‬علم المعاني‬

‫وفي البيت‪ :‬الإيجاز‪[ ،‬والفصل](‪ ،)1‬والالتزام(‪.)2‬‬


‫‪ - 48‬والَّن ْفُي كالِإ ْثَباِت في َذا الَباِب ْي ْجِري َعَلى الَّث لاَثِة الأْلَقـاِب‬
‫( ش ) ه ذا ال بيت ذكرنا في ه أن الخبر المنفي يج ري على طريق ة‬
‫الإثبات في وجوهه الثلاثة‪ ،‬وفي الإخراج على خلاف مقتضى الظ اهر(‪،)3‬‬
‫والمراد بالثلاثة الألقاب‪ :‬الابتدائي‪ ،‬والطل بي‪ ،‬والإنكاري؛ أي‪ :‬يج ري على‬
‫حكمه ا من تجريده عن المؤكدات في الأول‪ ،‬واستحس انه في الث اني‪،‬‬
‫ووجوبه في الثالث‪.‬‬
‫و(الألقاب) جم ع لقب‪ ،‬وه و لغ ة‪ :‬الَعَلم المش عر بم دح أو ذم(‪،)4‬‬
‫وتجوز به العلماء في(‪ )5‬استعماله لأجناس العلوم وأنواعها ومسائلها‪ ،‬وقولنا‪:‬‬
‫( على الثلاثة الألقاب) إعرابه ظاهر‪.‬‬
‫وفي البيت‪ :‬المطابقة‪ ،‬والفصل‪ ،‬والإيجاز‪ ،‬والإحالة(‪.)6‬‬
‫‪ -49‬بـ‪ِ(:‬إ ْن)‪َ،‬و(َكاَن)‪،‬لاٍم ‪ ،‬اْو َباٍء‪َ ،‬يِميْن كـ‪َ":‬ما جليُس الفاسقيَن‬
‫ِبالَأ ِميْن"‬
‫(ش ) ذكرنا في ه ذا ال بيت(‪ )7‬مؤكدات النفي‪ ،‬وهي‪( :‬إن)‬
‫الزائدة‪ ،‬و(كان)‪ ،‬ولام الجح ود‪ ،‬والب اء الزائدة‪ ،‬واليمين؛ تق ول‪" :‬م ا إْن‬
‫زيد(‪ )8‬قائم"‪ ،‬و‪":‬ما كان زيد قائما"‪ ،‬و‪":‬ما كان زيد ليقوم"‪ ،‬و‪":‬ما زيد بقائم‬
‫(?) ساقطة من م ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫(?) مضى تعريف اإليجاز‪ ،23 :‬وااللتزام‪.23 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫(?) التلخيص‪ ،21 :‬ويالح‪::‬ظ أن ال‪::‬ذي اقتض‪::‬ى تنص‪::‬يص القزوي‪::‬ني على ه‪::‬ذه‬ ‫‪3‬‬

‫المسألة هو سوقه لع‪:‬دد من األمثل‪:‬ة جله‪:‬ا من ب‪:‬اب اإلثب‪:‬ات‪ ،‬انظ‪:‬ر المط‪:‬ول‪،52 :‬‬
‫وهذا ما دعى بعض الشراح النتقاد الن‪::‬اظم على ذك‪::‬ر ه‪::‬ذا ال‪::‬بيت‪ ،‬انظ‪::‬ر‪ :‬حاش‪::‬ية‬
‫المنياوي‪.40:‬‬
‫(?) لسان العرب‪ ( :‬ل ق ب )‪ ،‬وانظر شرح ابن عقي‪::‬ل‪ ،119 /1 :‬وفي ع‪::‬د ه‪::‬ذا‬ ‫‪4‬‬

‫التعري‪::‬ف للقب تعريف‪ً:‬ا لغوي ‪ً:‬ا نظ‪::‬ر؛ إذ الَع َلُم المقص‪::‬ود في التعري‪::‬ف ه‪::‬و الَع َلُم في‬
‫اصطالح النحاة كما هو ظاهر‪.‬‬
‫(?) كتبت فوق السطر في م‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫(?) مض‪::‬ى تعري‪::‬ف المطابق‪::‬ة‪ ،38 :‬والفص‪::‬ل‪ ،33 :‬واإليج‪::‬از‪ ،23 :‬والظ‪::‬اهر أن‬ ‫‪6‬‬

‫اإليجاز في البيت في قوله‪" :‬الثالثة األلقاب"؛ إذ هو أخصر من ذكره‪::‬ا‪ ،‬ومض‪::‬ى‬


‫تعريف اإلحالة‪ ،53:‬واإلحالة في البيت في قوله‪" :‬الثالثة األلقاب"‪.‬‬
‫(?) ه‪::‬ذا ال‪::‬بيت مم‪::‬ا زاده المؤل‪::‬ف على م‪::‬ا في التلخيص‪ ،‬انظ‪::‬ر ح‪::‬ول إض‪::‬افات‬ ‫‪7‬‬

‫المؤلف‪ :‬قسم الدراسة‪.77:‬‬


‫(?) في ت ‪ :‬زيدًا‪.‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪54‬‬
‫شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون ‪ .‬قسم التحقيق ‪ .‬علم المعاني‬

‫‪"،‬والله لا يقوم زيد"‪ ،‬ونحو ذلك‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون ‪ .‬قسم التحقيق ‪ .‬علم المعاني‬

‫فصل في المجاز العقلي‬

‫‪56‬‬
‫شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون ‪ .‬قسم التحقيق ‪ .‬علم المعاني‬

‫فصل‬
‫( ش ) الفص ل في اللغ ة‪ :‬القط ع(‪ ،)1‬وق د جرت عادة العلم اء‬
‫باس تعمال الأب واب لأن واع(‪ )2‬مب احث الفن؛ والفص ول لأن واع الأن واع‪،‬‬
‫وربما استعملوا كتبًا وأبوابًا وفصولًا ومسائل بحسب اصطلاحهم ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬

‫للعقِل للعقل منسوبْيِن‪ ،‬أَّم ا‬ ‫‪ -50‬ولـ‪VVVVVVVV‬حقيقٍة مجاٍز‬


‫الـُمـ‪ْVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVV‬بَتدا‪:‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫َوَرَدا‬
‫َمْن‬ ‫صاحبِـ ِه َكـ‪َ":‬فـ‪VVVV‬اَز‬ ‫‪ -51‬إسناُد فعٍل أو مضاهيِه‬
‫َتَّتَب لا"‬ ‫ِإ لى‬
‫( ش ) يع ني أن الإس ناد ينقسم إلى قس مين‪ :‬حقيق ة عقلي ة ومج از‬
‫عقلي؛ فالحقيقة العقلية هي‪ :‬إسناد الفعل وما في معناه إلى م ا ه و له عن د‬
‫المتكلم في الظاهر‪.‬‬
‫والمراد بمضاهي الفع ل(‪ :)5‬المص دُر‪ ،‬واسم الفاعل‪ ،‬واسم المفع ول‪،‬‬
‫والصفة المشبهة‪ ،‬واسم التفضيل‪ ،‬والظ رف(‪ ،)6‬ومع نى‪" :‬ه و له" أن يك ون‬
‫معناه قائمًا به في الظاهر وصفًة له‪ ،‬وسواء ص در عن ه باختي اره كـ‪":‬ضرب‬
‫زيد"‪ ،‬و‪":‬خرج عم رو"(‪ ،)7‬أو لا باختي اره كـ‪":‬مرض"‪ ،‬و‪":‬م ات"‪ ،‬ف إذا‬
‫قلت‪" :‬ضرب زيد عمرا" فقد نسبت الضاربية لصاحبها ‪ -‬وهو زيد ‪ ، -‬وإذا‬
‫قلت‪ُ":‬ضرب زيد" بالمبني للمفع ول فق د نسبت المضروبية إلى ص احبها(‪- )8‬‬

‫(?) انظر مقاييس اللغة (ف ص ل )‪ -‬وفيه‪ " :‬الفاء والصاء والالم كلمة ص‪::‬حيحة‬ ‫‪1‬‬

‫تدل على تمييز الشيء من الشيء وإبانته عنه"‪ ، -‬ولسان العرب‪ ( :‬ف ص ل )‪.‬‬
‫(?) في م‪ :‬ألنوع‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫(?) ق‪:‬ول المؤل‪:‬ف‪ " :‬وربم‪:‬ا ‪ " ...‬الظ‪:‬اهر أن‪:‬ه يش‪:‬ير ب‪:‬ه إلى أنهم ق‪:‬د يس‪:‬تعملون‬ ‫‪3‬‬

‫الفصل مكان الباب والعكس‪ ،‬وانظر ح‪:‬ول الفص‪:‬ل في االص‪:‬طالح ‪ :‬التعريف‪:‬ات ‪:‬‬
‫‪ ،226‬الكليات‪.687 -686 :‬‬
‫(?) في ت‪ :‬ورد‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫(?) في قوله في النظم‪ ( :‬أو مضاهيه ) وهو المشار إليه في التعريف الذي ذك‪::‬ره‬ ‫‪5‬‬

‫في الشرح بقوله ( وما في معناه )‪.‬‬


‫(?) انظر‪ :‬اإليضاح‪ ،55 /1 :‬ومختصر السعد‪ ،226 /1 :‬ويضاف إلى م‪::‬ا ذك‪::‬ر‬ ‫‪6‬‬

‫المؤلف‪ :‬أمثلة المبالغة‪ ،‬والجار والمجرور‪ ،‬واسم الفعل‪ ،‬والمنسوب‪ ،‬انظر حاشية‬
‫الدسوقي‪.226 /1 :‬‬
‫(?) في ت ‪ [:‬عمر]‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫(?) في ت‪ :‬صاحبتها‪.‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪57‬‬
‫شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون ‪ .‬قسم التحقيق ‪ .‬علم المعاني‬

‫وهو زيد‪.-‬‬
‫وإنما سميت عقلية لأن الحاكم بكون الإسناد في محله أو لا في محله‬
‫هو العق ل؛ إذ الإس ناد الذي ه و ضم كلم ة إلى أخرى مم ا يحص ل بقص د‬
‫المتكلم دون الواضع‪.‬‬
‫فإن قلت‪ :‬جعُلكم ضرب زيد عمرًا ونحوه من أفعال العباد حقيقةً ‬
‫عقلية غيُر جار على مذهب أهل الحق من أن أفعال العباد كلها مخلوق ة لله‬
‫سبحانه‪ ،‬وأن إسنادها لمن خلقت في محله إنما هو على سبيل التج وز‪ ،‬فهلا‬
‫كان ه ذا من المج از العقلي لا الحقيق ة‪13/ ،‬ب أم ا نح و قولن ا‪" :‬خلق الله‬
‫العالم" فحقيقة بلا إشكال‪ ،‬قلت‪. )1(...:‬‬
‫وإنما ذكر تقسيم الإسناد إلى ما ذكر في هذا المح ل لانس ياق الكلام‬
‫إلي ه في أحكام الإس ناد؛ وإلا ف الأليق ب ه مبحث الحقيق ة والمج از من فن‬
‫البيان‪ ،‬وإنما قيدنا إسناد الحقيقة بالفعل وش بهه احترازا من نح و‪" :‬الحي وان‬
‫جسم"‪.‬‬
‫وقولنا‪ ( :‬ولحقيقة مجاز ) هو بإسقاط الع اطف للضرورة‪[ ،‬وقولن ا‪:‬‬
‫( منسوبْين ) نعت لحقيقة ومجاز‪ ،‬و‪ (:‬للعقل ) يتعلق به](‪ ،)2‬وقولنا‪ ( :‬أما‬
‫المبتدا ) أي القسم الأول وهي الحقيق ة‪ ،‬وقولن ا‪ ( :‬إس‪VV‬ناد ) في ه حذف‬

‫(?) بياض في النسختين‪ ،‬وفي العبارة اض‪::‬طراب‪ ،‬ولع‪::‬ل من المفي‪::‬د لتجلي‪::‬ة م‪::‬راد‬ ‫‪1‬‬

‫المؤلف نقل ما ذكره الثغري في هذا الموضع حيث قال‪":‬فإن قلت‪ :‬جعلكم ض‪::‬رب‬
‫زيدا عمرا ونحوه من أفعال العباد حقيقًة عقليًة غير جار على م‪::‬ذهب أه‪::‬ل الح‪::‬ق‬
‫من أن أفع‪::‬ال العب‪::‬اد كله‪::‬ا مخلوق‪::‬ة هلل تع‪::‬الى فهال ك‪::‬ان ه‪::‬ذا من المج‪::‬از العقلي ال‬
‫الحقيق‪::‬ة العقلي‪::‬ة والج‪::‬واب أن نس‪::‬بة الض‪::‬اربية ألص‪::‬حابها حقيق‪::‬ة بحس‪::‬ب الكس‪::‬ب‬
‫واالكتساب ال بحسب الخلق واالختراع فقولنا قام زي‪::‬د غ‪::‬ير م‪::‬ؤثر القي‪::‬ام ب‪::‬ل ه‪::‬و‬
‫واقع بخلق هللا تعالى ولكن نسبة القيام إليه حقيقة بمع‪::‬نى أن الع‪::‬رب إنم‪::‬ا وض‪::‬عت‬
‫قام لفعل العبد الواقع بخلق هللا تعالى ولم تالحظ في قام زيد غير نس‪::‬بة القي‪::‬ام إلي‪::‬ه‬
‫وإن كان هللا تعالى خالقها ‪ ،‬انظر تمامه في عروس األفراح؛ إذ الفاعل يحصل ل‪::‬ه‬
‫اكتسابٌ ما وعليه يعاقب أو يثاب‪ ،‬وأما قولنا خل‪::‬ق هللا الع‪::‬الم فحقيق‪::‬ة بال إش‪:‬كال"‬
‫موض‪::‬ح الس‪::‬ر المكم‪::‬ون‪ 43 :‬ب – ‪ 44‬أ‪ ،‬ويحتم‪::‬ل عن‪::‬دي احتم‪::‬اال قوي ‪ً:‬ا أن كالم‬
‫الثغ‪::‬ري منق‪::‬ول عن األخض‪::‬ري‪ ،‬انظ‪::‬ر لمعرف‪::‬ة أس‪::‬باب ق‪::‬وة ه‪::‬ذا االحتم‪::‬ال قس‪::‬م‬
‫الدراسة‪،80-78:‬وانظر عروس األفراح‪.230- 228 /1 :‬‬
‫(?) في النس‪::‬ختين يض‪::‬اهون وهي ق‪::‬راءة الجمه‪::‬ور خالف‪::‬ا لعاص‪::‬م فق‪::‬د همزه‪::‬ا‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫انظر‪:‬النشر ‪.279 /2 ،1/406 :‬‬

‫‪58‬‬
‫شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون ‪ .‬قسم التحقيق ‪ .‬علم المعاني‬

‫الفاء من جواب أما‪ ،‬وه و في النظم كث ير‪ ،‬وفي الن ثر قلي ل م ا لم يح ذف‬
‫الله تعالى‪ :‬ﭽ ﮪ(‪ )3‬ﮫ ﮬ ﮭ ﭼ [التوبة‪:‬‬ ‫معها قول(‪ ،)1‬والمضاهي‪ :‬المشابه قال‬
‫(‪)2‬‬

‫‪ ]30‬أي يشابهون(‪ ،)4‬وقولنا‪ ( :‬كـ‪":‬فاز من تبتلا" ) تمثي ل للحقيق ة العقلي ة‬


‫ف إن الف وز مس ند إلى من ه و له وكذلك التبت ل‪ ،‬ومع نى ف از أي‪ :‬س عد‬
‫وأفلح‪ ،‬ومعنى‪ ( :‬تبتلا )(‪ )5‬انقطع إلى الله سبحانه بقلب ه‪ ،‬ق ال الله تع الى‪:‬‬
‫ﭽ ﭿ ﮀ ﮁ ﭼ [المزمل‪ ]8 :‬أي انقطع إليه من كل شيء انقطاعًا(‪ ،)6‬وإنما مثلنا‬
‫به ذا المث ال(‪ )7‬رجاء التف ات الط الب إلى التعلق بالأس باب الموص لة إلى‬
‫حضرة المعرفة التي م دارها على ص دق التوجه إلى الله س بحانه والانقط اع‬
‫إلي ه من كل شيء(‪ ،)8‬وه و التبت ل الذي ه و أس اس المجاه دة‪ ،‬والتبت ل‬
‫قسمان‪:‬‬
‫تبت ل البداي ة‪ :‬فلا بد في ه من انقط اع المريد عن الخلق بقلب ه‬
‫وجسمه‪ ،‬وذلك بالعزلة(‪ )9‬عن الخلق‪ ،‬والذهاب إلى الحق‪.‬‬
‫وتبتل النهاية هو‪ :‬الانقطاع بالقلب‪ ،‬ودوام مراقبة الرب‪ ،‬وهو ص فة‬
‫العارفين الواصلين؛ لأنهم مع الخلق بأجسامهم وم ع الح ق بقلوبهم؛ فُيـرى‬
‫أحدهم س اكنًا بين الجلس اء وقلب ه ج وال في الملك وت‪ ،‬وغ واص في بح ر‬

‫(?) فإن وجد معها قول محذوف حذفت‪ ،‬شرح ابن عقيل‪.293- 292 /2 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫(?) في ت‪ :‬قال قال‬ ‫‪2‬‬

‫(?) في النسختين يضاهون‪ ،‬وهي قراءة الجمهور خالفا لعاصم‪ ،‬انظر النش‪::‬ر في‬ ‫‪3‬‬

‫القراءات العشر ‪.279 /2 ،406 /1 :‬‬


‫(?) لسان العرب ‪ (:‬ض هـ ا ) ‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫(?) في ت‪ :‬تبتل وما في ب أنسب لموافقته للفظ المتن‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫(?) انظر في تعريف التبتل‪ :‬تفسير الطبري‪ ،689 – 687 /23 :‬تفسير ابن كثير‪:‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪ ،3648 /8‬م‪::‬دارج الس‪::‬الكين‪ ،206 /2 :‬وانظ‪::‬ر في تفص‪::‬يل الكالم على منزل‪::‬ة‬


‫التبتل‪ :‬مدارج السالكين‪.215 -206 /2 :‬‬
‫(?) هذا منهج تربوي مطرد عند المؤلف‪ ،‬انظر قسم الدراسة‪.78 :‬‬ ‫‪7‬‬

‫(?) غير واضحة في ت ‪.‬‬ ‫‪8‬‬

‫(?) من العزلة ما هو مشروع‪ ،‬ومنه‪:‬ا م‪:‬ا ه‪:‬و ب‪:‬دعي ممن‪:‬وع‪ ،‬وليس‪:‬ت العزل‪:‬ة أو‬ ‫‪9‬‬

‫الخلطة ممدوحة بإطالق‪ ،‬ب‪:‬ل ينبغي للمس‪:‬لم أن يك‪:‬ون ل‪:‬ه نص‪:‬يب منهم‪:‬ا‪ ،‬فيخال‪:‬ط‬
‫الناس فيما في‪:‬ه تع‪:‬اون على ال‪:‬بر والتق‪:‬وى‪ ،‬ويع‪:‬تزلهم فيم‪:‬ا في‪:‬ه تع‪:‬اون على اإلثم‬
‫والعدوان‪ ،‬ثم يختلف الناس بعد ذلك في القدر الذي يحتاجه الواحد منهم من العزلة‬
‫أو الخلطة‪ ،‬وكالم المؤلف هنا مجمل‪ ،‬وقد فصل في المسألة أهل العلم‪ ،‬انظر على‬
‫سبيل المثال‪:‬العزلة للخطابي‪ ،240 – 236 :‬مجموع الفتاوى‪.426 – 425 /10:‬‬

‫‪59‬‬
‫شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون ‪ .‬قسم التحقيق ‪ .‬علم المعاني‬

‫الجبروت‪ :‬ﭽﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰅ ﰆ ﰇﭼ [النمل‪.)1(]88 :‬‬


‫واعلم أن التبتل من ص فات الص الحين‪ ،‬ومن خص ال المنيبين إلى الله‬
‫الذين ش غلهم ذكره ومحبت ه والت أنس ب ه عن الدنيا وم ا فيه ا‪ ،‬وتأم ل قوله‬
‫سبحانه‪ :‬ﭽ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﭼ [المزم ل‪ ]8 :‬الآية حيث أمر بذكره وأردف ه‬
‫بالأمر بالتبتل ثم بالتوكل بعُد بقوله‪ :‬ﭽ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﭼ[المزمل‪ ]9 :‬فتدبر‬
‫سر هذه الأوامر وترتيبها‪ ،‬ومن أراد أن ينهض إلى عبادة رب ه ويه اجر إلى‬
‫الله س بحانه ويدخل في حضرة الذاهبين إلى رب الع المين فعلي ه بس ورة‬
‫المزمل‪ ،‬وليتأملها ويعمل بما فيها فإنها سورة العابدين وأنس الزاهدين‪.‬‬
‫وفي البيتين‪ :‬الإيج از‪ ،‬والمس اواة‪ ،‬والل ف والنشر‪ ،‬والمطابق ة‪،‬‬
‫والالتزام(‪.)2‬‬
‫َوواقـٌع أربـعــٌة‪،‬‬ ‫‪ -52‬أقساُمَها ِمْن َحْيُث الاعتقاُد‬
‫ُتفـاُد‬
‫( ش ) يعني أن الحقيقة تنقسم باعتبار مطابقة الواقع واعتقاد المخبر‬
‫ومخالفتهم ا أربع ة أقس ام‪ ،‬وتركنا تفص يله اس تغناء بطري ق القس مة الرباعي ة‬
‫لوضوحها؛ لأنها إما أن تطابق اعتقاد المخبر والواقع‪ ،‬أو تخالفهما‪ ،‬أو تطابق‬
‫الاعتقاد دون الواقع‪ ،‬أو عكسه؛ مثال مطابقهما(‪ )3‬قول السني‪" :‬خلق الله‬
‫أعمال العباد"‪ ،‬ومثال مقابله قول السني للقدري(‪ - )4‬خائف ًا من ه ‪" :-‬العب د‬
‫يخلق أفعاله"‪ ،‬ومث ال مط ابق الاعتق اد دون الواق ع ق ول الق دري‪" :‬العب د‬

‫(?) استشهد بهذه اآلية في هذا المقام ‪ -‬أعني مقام التنبيه أن العارف باهلل قد يكون‬ ‫‪1‬‬

‫ساكن الجسد مع تأثره القلبي ‪ -‬غير واحد‪ ،‬انظر على سبيل المثال‪ :‬حلي‪::‬ة األولي‪::‬اء‬
‫‪ -‬نقًال عن الجنيد ‪ ،10/271 -‬مدارج السالكين‪.254 /3 :‬‬
‫(?) مضى تعريف اإليجاز‪ ،23:‬والمس‪::‬اواة‪ ،33 :‬ولع‪::‬ل المس‪::‬اواة في البي‪::‬تين في‬ ‫‪2‬‬

‫قوله ( إسناد فعل أو مضاهيه إلى صاحبه )‪ ،‬ومضى تعريف الل‪::‬ف والنش‪::‬ر‪،51 :‬‬
‫واللف والنشر في البيتين وقع في ذكر كل من الحقيقة والمجاز أوال ثم تعريف كل‬
‫منهم‪::‬ا بع‪::‬د ذل‪::‬ك‪ ،‬لكن يالح‪::‬ظ أن النش‪::‬ر اكتم‪::‬ل في الببت‪ 53 :‬فل‪::‬و أخ‪::‬ر المؤل‪::‬ف‬
‫اإلشارة إلي‪::‬ه إلى موض‪::‬ع اكتمال‪::‬ه لك‪::‬ان أحس‪:‬ن‪ ،‬ومض‪::‬ى تعري‪::‬ف المطابق‪::‬ة‪،38 :‬‬
‫وااللتزام‪.23 :‬‬
‫(?) في ت‪[ :‬ما طابقهما]‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫(?) الم‪::‬راد بالُس ـِّنِّي والَق َدرّي‪ :‬األش‪::‬عرُّي والمع‪::‬تزلي كم‪::‬ا ه‪::‬و مش‪::‬هور في كتب‬ ‫‪4‬‬

‫البالغة‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون ‪ .‬قسم التحقيق ‪ .‬علم المعاني‬

‫يخلق أفعاله"‪ ،‬ومثال مقابله قول القدري للس ني ‪ -‬خائف ًا من ه‪" :-‬الله يخلق‬
‫أفعال العباد (‪ ،)2(")1‬فهذه الأقسام كلها حقيقة عقلية(‪)3‬؛ لأن المعت بر فيه ا‬
‫نسبة الشيء لمن هو له عند المتكلم في الظاهر فإذا كان عن ده غير م ا أظه ر‬
‫ف المعتبر(‪ )4‬م ا أظه ر‪ ،‬وقولن ا‪( :‬من حيث الاعتقاد )؛ أي‪:‬من جه ة‬
‫الاعتقاد‪ ،‬و‪(:‬حيث)‪ :‬ظرف مكان مبني ة لش بهها بالحرف في الافتق ار إلى‬
‫جملة؛ لأنها تلزم الإضافة إلى جملة؛ فلذلك تكسر همزة (إَّن ) حيث وقعت‬
‫بع دها‪ ،‬وحيث وق ع بع دها اسم (كان) مرفوعًا ‪ -‬وإن كان وحده ‪ -‬فه و‬
‫مبت دأ حذف خبره للعلم ب ه كما في ال بيت(‪ ،)5‬وبنيت على الضم لش بهها‬
‫بـ(قب ل) وأخواته ا‪ ،‬ووجه الش به بينهم ا أن كلا منهم ا من ع من أص ل؛‬
‫(قب ل) منعت من ذكر المض اف إلي ه‪ ،‬و(حيث) منعت من إف راد‬
‫المضاف إليه؛ فلا تضاف إلى مفرد إلا في إحدى الروايتين في قوله‪:‬‬
‫ألا ترى حيث سهيل طلعا‬
‫(‪)7( )6‬‬

‫بخفض سهيل(‪ ،)8‬وبنيت قب ل على الضم لفق ده حالة إعرابه ا(‪،)9‬‬


‫(?) في م‪ [:‬العبد ]‪ ،‬وهو صحيح لكن ما أثبته من ت أنس‪::‬ب باالص‪::‬طالح العق‪::‬دي‬ ‫‪1‬‬

‫المعروف ‪.‬‬
‫(?) يالح‪::‬ظ تس‪::‬هيل المؤل‪::‬ف لألمثل‪::‬ة في ه‪::‬ذا الموض‪::‬ع خالف‪::‬ا للقزوي‪::‬ني‪ ،‬ق‪::‬ارن‬‫‪2‬‬

‫باإليضاح‪ ،55 /1 :‬انظر قسم الدراسة‪.77 :‬‬


‫(?) ساقطة من ت‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫(?)في ت‪ :‬فالمتعبر ‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫(?) يقصد بيت المنظومة الذي يشرحه‪ " :‬أقسامها من حيث االعتقاد ‪ " ...‬البيت‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫(?) في النسختين ‪ :‬طلعا ‪ ،‬والتصويب من مصادر تخريج البيت‪ ،‬وانظر اله‪::‬امش‬ ‫‪6‬‬

‫التالي‪.‬‬
‫(?) البيت ال يعرف قائله‪ ،‬وبعده‪" :‬نجما يضيء كالشهاب المعا"‬ ‫‪7‬‬

‫ورواية البيت في المراجع التي اطلعت عليها ( طالعا ) خالفا لما عند المؤلف ( طلع‪::‬ا‬
‫) ‪ ،‬والبيت شاهد عند النحاة على دخول حيث على المفرد ‪ -‬وهذا إنم‪::‬ا يس‪::‬لم على‬
‫رواية الخفض لسهيل كما سينص المؤلف ‪ -‬وانظر في الكالم على البيت كال من‪:‬‬
‫خزانة األدب‪ 7 - 3 /7 :‬وشرح ابن عقيل‪ ،56 /2 :‬ومغني اللبيب‪- 212 /1 :‬‬
‫‪.215‬‬
‫(?) روي سهيل طالع بالرفع على أن س‪::‬هيل مبت‪::‬دأ وط‪::‬الع خ‪::‬بره‪ ،‬وروي بخفض‬ ‫‪8‬‬

‫سهيل فيكون حينئذ مثاال على دخول حيث على المفرد وهذا الدخول ش‪::‬اذ‪ ،‬انظ‪::‬ر‪:‬‬
‫مغني اللبيب‪ ،215 - 214 /1 :‬وتعليق الشيخ محيي الدين على شرح ابن عقيل‪:‬‬
‫‪.57 – 2/56‬‬
‫(?) انظ‪::‬ر في الكالم على أحك‪::‬ام حيث وس‪::‬ر بنائه‪::‬ا كال من‪ :‬مغ‪::‬ني الل‪::‬بيب‪/1 :‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪ ،213‬وأوضح المسالك‪ ،113- 112 /3 :‬وشرح ابن عقيل‪-55 /2 ،355 /1 :‬‬

‫‪61‬‬
‫شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون ‪ .‬قسم التحقيق ‪ .‬علم المعاني‬

‫وقولنا‪ ( :‬تفاد ) دعاء تممنا به البيت‪ ،‬و‪ (:‬الاعتقاد ) على حذف مضاف‬
‫تقديره‪ :‬من حيث مطابقة الاعتقاد‪.‬‬
‫ُيْبَنى‬ ‫لـُه‬ ‫ليَس‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪ -53‬والثـاِن (‪ )1‬أ ْن ُيْس َنَد للُملاَبس‬
‫َكـ‪َ":‬ثْوٍب لاِبِس "‬
‫( ش ) أي القسم الثاني من قسمي الإسناد وه و المج از العقلي ه و‪:‬‬
‫إس ناد الفع ل وم ا أش بهه(‪ )3‬لم ا ليس ه و له من ملابس اته بتأوي ل‪ ،‬وله‬
‫ملابسات كثيرة منها‪ :‬الفاعل‪ ،‬والمفعول‪ ،‬والمصدر‪ ،‬والظرف‪ ،‬والمفعول له‬
‫(‪)5‬‬
‫– بخلاف‪ :‬الحال ‪ ،‬والمفعول معه‪ ،‬ونحِوهما(‪ )4‬لعدم إسناد الفع ل إليهم ا‬
‫‪ -‬فإس ناُد الفع ل وش بهه للفاعل والمفع ول الذي بني ا(‪ )6‬له حقيق ٌة‪ ،‬وإلى‬
‫غيرهما لمشابهته(‪ )7‬من هو له في الملابسة مجاٌز‪ ،‬فمثال م ا بني للفاعل وأس ند‬
‫للمفعول به‪ :‬ﭽ ﮪ ﮫ ﭼ [ الحاقة‪ ] ٢١ :‬و‪( :‬ثوب لابس)؛ والأصل مرض ية‬
‫وملبوس‪ ،‬ومثال عكسه نحو‪" :‬سيل ُمْفَعم"‪ ،‬ومثال ما أسند للمص در‪":‬ش عر‬
‫شاعر"‪ ،‬و‪َ":‬جَّد ِج ُّد ُه"‪ ،‬ومثال المسند للظ رف‪":‬نه اره ص ائم" َو‪":‬نه ر جار"‪،‬‬
‫ومثال المفعول له‪:‬ﭽ ﯳ ﯴﭼ [إبراهيم‪ ] ٤١ :‬؛ أي‪ :‬يقوم أهل الحساب لأجله‪،‬‬
‫وإنم ا قي دوا تعري ف المج از العقلي بالت أول ليخ رج نح و ق ول الجاه ل‪":‬ش فا‬
‫الطبيب المريض"؛ فإنه معتقده‪.‬‬
‫وقولنا "والثان"(‪ )8‬مبتدأ‪ ،‬و"أن يسند" خبره أي إس ناد الفع ل وش بهه‬
‫‪.56‬‬
‫(?) في النسختين ‪[ :‬والثاني]‪ ،‬وبه ينكسر البيت‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫(?) قال الثغري‪" :‬للمالبس هو بفتح الباء وكسرها‪ ،‬والكسر هن‪::‬ا أولى‪ :‬لالل‪::‬تزاِم ‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫والسالمِة من العيب المسمى في علم الق‪:‬وافي بـ( س‪:‬ناد اإلش‪:‬باع )‪ ،‬وه‪:‬و‪ :‬اختالف‬
‫حركة الدخيل ‪ -‬خصوصًا ‪ -‬بالفتح والكسر‪ ،‬وال‪::‬دخيل ه‪::‬و‪ :‬الح‪:‬رف المتوس‪:‬ط بين‬
‫الروي وألف التأسيس وسمي دخيال لدخوله بينهما "‪ ،‬موضح الس‪::‬ر المكم‪::‬ون‪45:‬‬
‫أ‪ ،‬لكن لعل األرجح هنا الفتح ‪ -‬مع جواز األمرين ‪ -‬ألن المؤلف لم ي‪::‬ذكر االل‪::‬تزام‬
‫في الفنون الموجودة في البيت‪ ،‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫(?) في م‪ :‬أشبه‬ ‫‪3‬‬

‫(?) كالتمييز والمستثنى‪ ،‬حاشية الدسوقي‪.236 /1 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫(?) انظر‪ :‬مختصر السعد‪ 236 /1 :‬وحاشية الدسوقي‪.236 /1 :‬‬ ‫‪5‬‬

‫(?) غير واضحة تمامًا في ت‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫(?) في ت‪ :‬لمشابهة ‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫(?) في النسختين ‪ :‬الثاني‬ ‫‪8‬‬

‫‪62‬‬
‫شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون ‪ .‬قسم التحقيق ‪ .‬علم المعاني‬

‫للملابس‪ ،‬وقولنا "ليس له يبنى" جملة حالية لوقوعها بعد معرفة‪.‬‬


‫وفي ال بيت‪ :‬الفص ل والوص ل‪ ،‬والإيج از‪ ،‬والجن اس الن اقص‪،‬‬
‫والتسهيم(‪.)1‬‬
‫أربـٌع‬ ‫ُجـزأيـِه‬ ‫‪ -54‬أقسـامُه ِب َحَسِب النوعْيـِن في‬
‫ِبـلا َتَكُّل ـِف‬
‫(ش ) يعني أن المجاز العقلي ينقسم باعتبار الحقيقة والمجاز في طرفيه‬
‫أربعة أقسام‪:‬‬
‫الأول‪ :‬ما طرفاه حقيقيان(‪ ،)2‬نحو‪":‬أنبت الربيع البقل"‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬ما طرفاه مجازيان‪ ،‬نحو‪" :‬أحيا الأرض شباب الزمان"‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬ما مسنده حقيقي نحو‪" :‬أنبت البقل شباب الزمان"‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬عكسه نحو‪" :‬أحيا الأرض الربيع"‪.‬‬
‫فالإسناد في هذه الأقسام مجازي‪ ،‬وإنما اختلفت أحوال طرفيه ‪.‬‬
‫ووقع المجاز العقلي في القرآن‪ :‬ﭽ ﭮ ﭯ ﭰ ﭼ [ الزلزلة‪ )3(] ٢ :‬ﭽ ﭳ ﭴ ﭼ [‬

‫(?) مضى تعريف الفصل‪ ،33:‬والوصل‪ ،33:‬ويالح‪::‬ظ أن الفص‪::‬ل غ‪::‬ير موج‪::‬ود‬ ‫‪1‬‬

‫في البيت‪ ،‬لكن كأن المؤلف قصد الباب كك‪::‬ل‪ ،‬واإليج‪::‬از‪ ،23 :‬الجن‪::‬اس الن‪::‬اقص‪:‬‬
‫‪ ،34‬والتسهيم ‪ -‬ويسمى اإلرصاد أيضًا‪ :-‬هو أن يجع‪:‬ل قب‪:‬ل العج‪:‬ز من الفق‪:‬رة أو‬
‫البيت ما ي‪::‬دل على العج‪::‬ز إذا ع‪::‬رف ال‪::‬روي‪ ،‬التلخيص‪،96 :‬اإليض‪::‬اح‪،21 /4 :‬‬
‫والتسهيم في ال‪::‬بيت في كلم‪::‬ة البس ألن الس‪::‬امع إذا ع‪::‬رف أن ال‪::‬روي الس‪::‬ين وأن‬
‫آخر البيت مثال للمجاز العقلي فإن كلمة ثوب تدل على أن آخر البيت‪( :‬البِس)‪.‬‬
‫(?) في ت‪ :‬حقيقتان‪ ،‬والمثبت من ب ألنه مناس‪::‬ب لقول‪::‬ه بع‪::‬د قلي‪::‬ل‪ ( :‬م‪::‬ا طرف‪::‬اه‬ ‫‪2‬‬

‫مجازيان )‬
‫(?) ع‪::‬د البالغي‪::‬ون ومنهم المؤل‪::‬ف ه‪::‬ذه اآلي‪::‬ة من المج‪::‬از العقلي وق‪::‬الوا‪ :‬نس‪::‬ب‬ ‫‪3‬‬

‫اإلخ‪:‬راج إلى مكان‪::‬ه‪ ،‬والمخ‪:‬رج ه‪::‬و هلل حقيق‪::‬ة‪ ،‬والظ‪::‬اهر أن إس‪:‬ناد اإلخ‪:‬راج إلى‬
‫األرض حقيقة عقلية ألمور‪:‬‬
‫‪ - 1‬أن األص‪::‬ل حم‪::‬ل الكالم على الحقيق‪::‬ة‪ - 2 .‬ع‪::‬دم وج‪::‬ود قرين‪::‬ة ص‪::‬ارفة عن ه‪::‬ذا‬
‫األصل أما القرينة اللفظية فواضح وأما القرين‪::‬ة المعنوي‪::‬ة فألن اآلي‪::‬ة تتح‪::‬دث عن‬
‫أمر غيبي مستقبلي ال مجال للعقل فيه‪.‬‬
‫‪ -3‬ماورد في بعض األحاديث ‪ -‬وإن ك‪::‬ان فيه‪::‬ا ض‪::‬عف ‪ -‬من التص‪::‬ريح ب‪::‬أن تح‪::‬ديث‬
‫األرض ‪ -‬وهو وارد في نفس السياق في نفس السورة ‪ -‬حقيقي فمن ذل‪::‬ك م‪::‬ا ج‪::‬اء‬
‫في الحديث "َع ْن َأِبى ُهَر ْيَر َة َقاَل َقَر َأ َر ُسوُل ِهَّللا ‪َ( ‬يْو َم ِئٍذ ُتَح ِّد ُث َأْخ َباَر َه ا) َق اَل «‬
‫َأَتْد ُروَن َم ا َأْخ َباُرَها »‪َ .‬قاُلوا ُهَّللا َو َر ُسوُلُه َأْع َلُم ‪َ .‬قاَل « َف ِإَّن َأْخ َباَر َه ا َأْن َتْش َهَد َع َلى‬
‫ُك ِّل َع ْبٍد َأْو َأَم ٍة ِبَم ا َع ِمَل َع َلى َظْهِر َها َأْن َتُقوَل َع ِمَل َك َذ ا َو َك َذ ا َي ْو َم َك َذ ا َو َك َذ ا َق اَل‬
‫َفَهِذِه َأْخ َباُرَها »رواه اإلمام أحمد في المسند‪ ،456 /14 :‬والترم‪::‬ذي( ‪ ) 2429‬و(‬
‫‪ ) 3353‬وقال في الموضع األول‪ :‬هذا ح‪:‬ديث حس‪:‬ن غ‪::‬ريب‪ ،‬وق‪:‬ال في الموض‪::‬ع‬

‫‪63‬‬
‫شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون ‪ .‬قسم التحقيق ‪ .‬علم المعاني‬

‫الأنفال‪ )1(] ٢ :‬ﭽ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭼ [ الانشقاق‪)2(] ٤ :‬ﭽ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﭼ [المزمل‪ ]١٧ :‬ﭽ ﯚ ﯛ ﭼ‬


‫[القصص‪ ]٤ :‬ﭽ ﮨ ﮩ ﮪ ﭼ [البقرة‪ ]٦١ :‬إلى غير ذلك(‪. )3‬‬
‫والض مير في أقس امه عائد إلى المج از العقلي والم راد بـ(الن‪VVV‬وعين)‪:‬‬
‫(‪)4‬‬
‫الحقيق ة والمج از‪ ،‬وبـ(جزأي‪VV‬ه)‪ :‬المس ند والمس ند إلي ه‪ ،‬وحذف تاء أربع ة‬
‫للضرورة‪ ،‬وقولنا‪ ( :‬بلا تكلف) أي‪ :‬لا تكلف ولا صعوبة في معرفتها‪.‬‬

‫الث‪::‬اني‪ :‬ه‪::‬ذا ح‪::‬ديث حس‪::‬ن ص‪::‬حيح غ‪::‬ريب‪ ،‬وض‪::‬عفه األلب‪::‬اني وغ‪::‬ير واح‪::‬د من‬
‫المعاصرين انظر كال من‪ :‬مسند اإلم‪::‬ام أحم‪::‬د – محقق‪ً:‬ا بإش‪::‬راف ال‪::‬تركي ‪/14 :-‬‬
‫‪ -456 – 455‬وانظر تعليق محققه عليه ‪ -‬وسنن الترمذي‪– 740 ،542 -541 :‬‬
‫وانظر تعليق محققه على درجته ‪ ،-‬والتسهيل لتأويل التنزيل – التفسير في س‪::‬ؤال‬
‫وجواب‪ :‬جزء عم – ‪ ،465 /2‬وتفسير ابن كثير‪.3835 /8 :‬‬
‫‪ -4‬تأيي‪::‬د الس‪::‬ياق لحم‪::‬ل تح‪::‬ديث األرض أخباره‪::‬ا ‪ -‬ال‪::‬وارد في نفس الس‪::‬ورة ونفس‬
‫السياق ‪ -‬على الحقيقة ‪ ،‬فقد قال تعالى‪ :‬ﭽ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭼ [الزلزلة‪ ]٥ – ٤ :‬فجعل‬
‫س‪::‬بب التح‪::‬ديث أن هللا أوحى له‪::‬ا وأمره‪::‬ا بالتح‪::‬ديث وه‪::‬ذا ي‪::‬دل على أن تح‪::‬ديثها‬
‫محمول على أمر صادر عنها وإال لما كان إليحاء هللا لها مع‪::‬نى ‪ ،‬ويؤي‪::‬د ه‪::‬ذا م‪::‬ا‬
‫صح عن مجاهد عند الطبري‪ " :‬أمرها فألقت ما فيه‪::‬ا وتخلت"‪ ،‬وانظ‪::‬ر في اآلي‪::‬ة‬
‫كال من‪ :‬تفسير الطبري‪ -549 - 547 /24 :‬وقد ذكر خالفا في المراد بتح‪::‬ديث‬
‫األرض أخباره‪::‬ا‪ ، -‬وتفس‪::‬ير ابن كث‪::‬ير‪ – 3835 /8 :‬وق‪::‬د حم‪::‬ل التح‪::‬ديث على‬
‫الحقيقة‪ -‬والتفسير الصحيح‪.659 /4 :‬‬
‫(?) يرتبط القول بالمجاز العقلي في اآلية بمسألة السببية لدى األشاعرة ؛" فعندهم‬ ‫‪1‬‬

‫أن السبب ال تأثير له في المسبب وإنما العالقة بينهما االقتران‪ ،‬وعلى ذل‪::‬ك يك‪::‬ون‬
‫السبب عندهم أمارة على المسَّبب ال مؤثرا في المسَّبب ‪ ....‬والص‪::‬واب أن اآلي‪::‬ات‬
‫إذا تليت تزيد المؤمنين إيمانًا حقيقة‪ ،‬فال مجاز‪ ،‬وذلك بتوفي‪::‬ق هللا لهم؛ فهي س‪::‬بب‬
‫مؤثر في حصول الزيادة ب‪::‬إذن هللا؛ كم‪::‬ا ه‪::‬و الش‪::‬أن في س‪::‬ائر األس‪::‬باب الش‪::‬رعية‬
‫والكونية"‪ ،‬إصالح اإليضاح‪ ،‬د‪ /‬عبد المحسن العسكر‪.485 – 484 :‬‬
‫(?) وهذه اآلية أيضا مما ال يسلم فيها القول بالمجاز لما يلي‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ – 1‬األصل حمل الكالم على الحقيقة‬


‫‪ – 2‬عدم وجود قرينة صارفة عن هذا األص‪::‬ل‪ ،‬أم‪::‬ا القرين‪::‬ة اللفظي‪::‬ة فواض‪::‬ح‪ ،‬وأم‪::‬ا‬
‫القرينة المعنوية فألن اآلية تتحدث عن أمر غيبي مستقبلي ال مجال للعقل فيه‪.‬‬
‫‪ – 3‬أن الله تعالى قال بعدها‪ :‬ﭽ ﭭ ﭮ ﭯ ﭼ االنشقاق‪ ٥ :‬وقد صح عن مجاهد أنه قال في‬
‫تفس‪::‬ير نظيرته‪::‬ا في أول الس‪::‬ورة‪ :‬س‪::‬معت ‪ -‬وورد نح‪::‬و ه‪::‬ذا عن ابن عب‪::‬اس لكن‪::‬ه‬
‫ضعيف‪ ،‬وإذا ثبت أنها تسمع وحملنا ذلك على الحقيق‪::‬ة فمن ب‪::‬اب أولى أن يق‪::‬ال أنه‪::‬ا‬
‫تلقي ما فيها ونحمل ذلك على الحقيقة ‪ ،‬وانظر تفسير الطبري‪310 – 309 /24 :‬‬
‫وابن كثير‪ ،3736 /8 :‬والتفسير الصحيح‪.609 /4 :‬‬
‫(?) مس‪::‬ألة وق‪::‬وع المج‪::‬از في الق‪::‬رآن من المس‪::‬ائل ال‪::‬تي ط‪::‬ال حوله‪::‬ا الج‪::‬دل‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫والتحرير فيها أن يقال‪ :‬إن المجاز واق‪::‬ع في الق‪::‬رآن ش‪::‬ريطة وج‪::‬ود ش‪::‬رطه وه‪::‬و‬

‫‪64‬‬
‫شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون ‪ .‬قسم التحقيق ‪ .‬علم المعاني‬

‫وفي البيت‪ :‬المساواة‪ ،‬والفصل‪ ،‬والموازنة(‪.)5‬‬

‫وِإ ْن‬ ‫معنـويـٌة‬ ‫أو‬ ‫‪ -55‬ووجبـْت قـرينـٌة لفظيـْه‬


‫(‪)2‬‬
‫عـاديـْه‬
‫(ش) ذكرنا في ه ذا ال بيت أن المج از العقلي لا بد له من قرين ة‬
‫صارفة عن إرادة الحقيقة؛‬
‫وهي إما لفظية كقول غير الع الم‪" :‬أنبت المط ر العش ب؛ [‪ 16‬ب ]‬
‫فالحم د لله الذي خلق كل شيء"‪ ،‬فقوُله‪":‬خلق كل شيء" دلي ٌل على أن ه‬
‫يعتقد أن المنِبَت للعشب على الحقيقة ه و اللُه تع الى‪ ،‬وإنم ا قلن ا‪":‬غير الع الم"‬
‫لأن الع الم لا يحت اج مع ه إلى ذلك اللف ظ‪ ،‬ب ل يكتفي بالقرين ة المعنوي ة ‪-‬‬
‫وهي استحالة صدور الإنبات عن المطر نفسه ‪. -‬‬
‫وإم ا معنوي ة كاس تحالة الحقيق ة عقلًا؛ كقولك للص الح‪":‬ص لاحك‬
‫قربني إليك‪ ،‬ومحبتك جاءت بي إليك"‪ ،‬وللفاسق‪" :‬فسقك أبعدني عن ك"‪،‬‬
‫أو عادة نحو‪" :‬هزم الأمير الجيش" ‪.‬‬

‫القرينة اللفظية أو العقلية‪ ،‬ثم إن آيات الصفات ‪ -‬خصوصًا واآلي‪::‬ات ال‪::‬تي تتح‪::‬دث‬
‫عن أمور غيبية ‪ -‬عموما ‪ -‬تفتقر إلى القرينة ألن القرينة اللفظي‪::‬ة إنم‪::‬ا تك‪::‬ون بآي‪::‬ة‬
‫أخرى أو حديث أو قول صحابي وكل هذا منتف عنها‪ ،‬وأما القرينة العقلي‪::‬ة فإنه‪::‬ا‬
‫منتفية أيضا ألن القرينة العقلية إنما تعتبر إذا كان الحديث عن أمر تدركه العق‪::‬ول‬
‫في عالم الشهادة‪ ،‬أما ع‪::‬الم الغيب فه‪::‬و مم‪::‬ا ال يمكن للعق‪::‬ول أن تدرك‪::‬ه في الحي‪::‬اة‬
‫الدنيا‪ ،‬وانظر في المسألة كال من‪ :‬كتاب‪ " :‬منع ج‪::‬واز المج‪::‬از في الم‪::‬نزل للتعب‪::‬د‬
‫واإلعجاز" لمحمد األمين الشنقيطي‪ ،‬وكت‪::‬اب "المج‪::‬از في اللغ‪::‬ة والق‪::‬رآن الك‪::‬ريم‬
‫بين اإلج‪::‬ازة والمن‪::‬ع ‪ -‬ع‪::‬رض ونق‪::‬د وتحلي‪::‬ل ‪ -‬لل‪::‬دكتور‪:‬عب‪::‬د العظيم إب‪::‬راهيم‬
‫المطعني‪ ،‬ومدخل إلى بالغة أه‪::‬ل الس‪::‬نة لل‪::‬دكتور محم‪::‬د الص‪::‬امل‪،158- 152 :‬‬
‫وانظر فتوى البن تيمية ‪ -‬وه‪::‬و من أش‪:‬هر المنك‪::‬رين للمج‪:‬از ‪ -‬في إثب‪::‬ات المج‪:‬از‬
‫الذي قام دليله في محاس‪::‬ن التأوي‪::‬ل‪ ،152 /17 :‬والفت‪::‬وى غ‪::‬ير موج‪::‬ودة في كتب‬
‫شيخ اإلسالم المطبوعة‪.‬‬
‫(?) في قوله ‪ ( :‬أربع بال تكلف)‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫(?) مضى تعريف المساواة‪ ،33 :‬والظاهر عدم وجود المس‪::‬اواة في ال‪::‬بيت إذ أن‬ ‫‪5‬‬

‫قول‪::‬ه ( بال تكل‪::‬ف ) تطوي‪::‬ل‪ ،‬ومض‪::‬ى تعري‪::‬ف الفص‪::‬ل‪ ،33 :‬والموازن‪::‬ة‪،50 :‬‬
‫والظاهر عدم وجود الموازنة في البيت‪.‬‬
‫(?) في ت‪ :‬عديه ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪65‬‬
‫شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون ‪ .‬قسم التحقيق ‪ .‬علم المعاني‬

‫ﭽ‬ ‫ومعرفة صاحب(‪ )1‬الحقيقة في المجاز العقلي قد تكون جليًة نح و‪:‬‬


‫ﯹ ﯺ ﯻ ﭼ [البقرة‪]16 :‬؛ أي‪ :‬فما ربحوا في تجارتهم‪ .‬وقد تكون خفيًة نحو‪:‬‬
‫"سرتني رؤيت ك"؛ أي سرني الله عن د(‪ )2‬رؤيت ك؛ فلا يدرك الفاعل‬
‫( ‪)5‬‬
‫الحقيقي إلا بالتأمل‪ ،‬وإنما جعلت العادية(‪ )3‬غاية للمعنوي ة(‪ )4‬ولم نذكر‬
‫العقلي ة(‪ )6‬لسرعة تب ادر العقلي ة من لف ظ المعنوي ة؛ إذ(‪ )7‬الذهن يخ الف‬
‫العادية(‪.)8‬‬
‫وفي البيت‪ :‬الإيجاز‪ ،‬والوصل‪ ،‬والمطابقة‪ ،‬والموازنة(‪.)9‬‬

‫(?) ساقطة من ت ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫(?) في ت‪ :‬عنك‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫(?) وهي ما يمتنع عادة‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫(?) في قوله‪( :‬وإن عاديْه) ‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫(?) غير واضحة في ت‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫(?) أي أنه لم ينص على القرينة العقلية في قوله ‪(:‬ووجبت قرينة‪ )...‬البيت ألنه‪::‬ا‬ ‫‪6‬‬

‫أول ما يخطر في الذهن إن ذكرت القرينة المعنوية‪ ،‬بخالف العادية ال‪:‬تي ق‪:‬د يظن‬
‫الطالب أنها ال تكفي لصرف الكالم من الحقيقة إلى المجاز‪.‬‬
‫(?) في ت‪ :‬إلى ‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫(?) أي أن العقلية تتبادر إلى الذهن بسرعة بخالف العادية فلذا احتاج للتنص‪:‬يص‬ ‫‪8‬‬

‫عليها‪ ،‬وانظر موضح السر المكمون ‪ 46 :‬أ – ‪46‬ب فعبارته أوضح‪.‬‬


‫(?) مضى تعريف اإليجاز‪ ،23 :‬والوصل‪ ،33 :‬والمطابقة‪ ،38:‬والموازنة‪.50:‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪66‬‬
‫شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون ‪ .‬قسم التحقيق ‪ .‬علم المعاني‬

‫الباب الثاني ‪ :‬المسند إليه‬

‫‪67‬‬
‫شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون ‪ .‬قسم التحقيق ‪ .‬علم المعاني‬

‫الباب الثاني ‪ :‬المسند إليه‬


‫أي بيان أحوال المسند إليه؛ وهو ما يعرض ل‪::‬ه من األحك‪::‬ام من حيث إن‪::‬ه مس‪::‬ند إلي‪::‬ه؛ ك‪::‬ذكره‪ ،‬وحذف‪::‬ه‪،‬‬
‫وتعريفه‪ ،‬وتنكيره‪ ،‬وغ‪:‬يِر ذل‪:‬ك‪ ،‬والمس‪:‬ند إلي‪:‬ه‪ :‬ك‪:‬ل اس‪:‬م ص‪:‬ح جعل‪:‬ه مبت‪:‬دأ‪ ،‬والض‪:‬مير في إلي‪:‬ه عائ‪:‬د على ( ال )‬
‫الموصولة‪.‬‬

‫مستمع َوِص َّح ِة الِإ ْنَكاِر‬ ‫‪ُ -56 -56‬يـْحَذُف ِلْلِعْلِم‬ ‫(ص)‬
‫وَعْكِس ِه َوَنْظٍم اْس ِتْعَماِل‬ ‫(‪)1‬‬
‫اِر‬ ‫ولاخِتَب‬
‫َتـْهـِدي إلـى المرَتَبـِة الَعِلّيـْه‬ ‫‪َ -57‬س ْتٍر َوَضْيِق ُفْرصٍة ِإ ْجلاِل‬
‫َكَحـَذا طِريَقـُة الُّص وِفّيْه‬
‫‪َّ -58‬ب‬
‫( ش ) ذكرنا في هذه الأبي ات الأم ور ال تي تقتضي حذف المس ند‬
‫إليه(‪)2‬؛ فذكرنا أنه يحذف للعلم ب ه؛ كما إذا قلت‪" :‬حائ ك" في ج واب َمْن‬
‫قال‪" :‬ما حرف ة زيد؟"‪ ،‬ويح ذف أيض ًا لاختب ار تنب ه المس تمع ه ل يتفطن‬
‫بالقرائن؟ أو(‪ )3‬مقدار تنبهه هل يتفطن للق رائن الخفي ة(‪)4‬؟ ويح ذف أيض ا‬
‫لصحة الإنكار عند إرداته؛كما إذا جرى سياق الكلام على ذكر زيد فقلت‪:‬‬
‫"فاسق فاجر" وحذفت لفظة زيد لتتمكَن من الإنكار وتقوَل‪" :‬ما أردت ه" ‪-‬‬
‫إذا خفت ه مثلًا‪ ،‬ويح ذف أيض ًا لس تره وإخفائ ه على غير المخ اطب من‬
‫الحاضرين [ كما إذا قلت‪" :‬جا" تريد زيدًا](‪ )5‬لمن عرف ه مع ك‪ ،‬ويح ذف‬
‫أيضا لضيق الفرصة؛ أي لض يق زمانه ا في ترك المس ند إلي ه لخ وف فواته ا‪،‬‬
‫وهي المب ادرة إلى أمٍر كما إذا قلت‪":‬جاء" ‪ -‬ولم تق ل زيد لأمر ش غلك‬
‫خفت أن يفوتك ‪ ،-‬ويحذف أيض ًا لإجلاله(‪)6‬؛ أي‪ :‬تعظيم ه وتنزيه ه عن‬

‫(?) في ت‪ :‬واالختبار‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫(?) يالح‪:::‬ظ أن المؤل‪:::‬ف زاد على م‪:::‬ا في التلخيص‪ :‬الس‪:::‬تر وض‪:::‬يق الفرص‪:::‬ة‬ ‫‪2‬‬

‫وضرورة النظم واتباع استعمال العرب‪ ،‬كما أغفل االحتراز عن العبث بن‪:‬اء على‬
‫الظاهر‪ ،‬وتخييل العدول إلى أقوى الدليلين‪ ،‬وادع‪::‬اء تعين المس‪::‬ند إلي‪::‬ه‪ ،‬انظ‪::‬ر في‬
‫إضافات المؤلف قسم الدراسة‪. 77:‬‬
‫(?) في م ‪ :‬و‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫(?) في ت‪ :‬الحقيقة‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫(?) في ت م‪::‬ا نص‪::‬ه‪ [ :‬كم‪::‬ا إذا قلت‪ :‬ج‪::‬اء زي‪::‬د ] ‪ ،‬وكتبت بع‪::‬دها كلمت‪::‬ان غ‪::‬ير‬ ‫‪5‬‬

‫واضحتين‬
‫(?) عبارة التلخيص‪ " :‬أو إيهام صونه عن لس‪::‬انك أو عكس‪::‬ه "‪ ،‬والمؤل‪::‬ف ع‪::‬بر‬ ‫‪6‬‬

‫عن األمرين الذين أشار لهما القزويني ب‪:‬الغرض منهم‪:‬ا‪ ،‬وه‪:‬و التعظيم للمح‪:‬ذوف‬
‫في األول‪ ،‬والتحقير له في الثاني‪ ،‬ولعله تعمد اجتناب ما عبر ب‪:‬ه المؤل‪:‬ف تحاش‪:‬يا‬
‫لما أثير حول عبارته من جدل‪ ،‬انظر شروح التلخيص‪.278 /1 :‬‬

‫‪68‬‬
‫شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون ‪ .‬قسم التحقيق ‪ .‬علم المعاني‬

‫الذكر في ذلك المق ام‪ ،‬ويح ذف أيض ًا لتحق يره(‪ )1‬ص يانة للمجلس عن‬
‫ذكره؛ كاس تهجانه واس تقذاره‪ ،‬أوس وء حاله‪ ،‬ويح ذف أيض ًا لضرورة‬
‫النظم؛ إم ا(‪ )2‬من جه ة ال وزن أو القافي ة‪ ،‬وفي معن اه ضرورة الس جع‪،‬‬
‫ويحذف أيض ًا لاتب اع اس تعمال الع رب كق ولهم‪" :‬رمي ة من غير رام"(‪،)3‬‬
‫وكثيٍر من الأمثال‪ ،‬والمواضِع (‪ )4‬الأربعة التي يجب فيه ا حذف المبت دأ(‪،)5‬‬
‫بعضهم في بيتين فقال‪:‬‬
‫(‪)6‬‬
‫وجمعها‬
‫مخص وم مخص وص‬ ‫والُمْبَت َدا و المبت دا‬
‫(ِنْعَم) َنْح ُو‪َ":‬حَب َذا ُعَم ْر"‬ ‫اْحِذْف َحْتَم ًا اْن َكاَن الَخَبْر‬
‫أْو َمْص َدَرًا َمْوِضَع ِفـْعِلِه‬ ‫(‪)7‬‬
‫أْو َقَس َمًا َصِريَحًا اْو َنْعت ًا‬
‫(‪)8‬‬
‫ُوِضْع‬ ‫ُقِطـْع‬
‫وقولن ا‪ ( :‬يحذف ) في ه حذف المس ند إلي ه للعلم ب ه من الترجم ة ‪،‬‬
‫وقولن ا‪( :‬س‪VV‬تر) بفتح الس ين مص در س تر‪ ،‬وأم ا بالكسر فه و اسم للس اتر؛‬
‫كقوله تعالى‪ :‬ﭽ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﭼ [الكهف‪ ،)9(]90 :‬وقولنا‪ ( :‬وضيق ) هو بفتح‬

‫(?) انظر الهامش السابق‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫(?) في ت‪ :‬أو‬ ‫‪2‬‬

‫(?) مث‪:::‬ل معن‪:::‬اه رب رمي‪:::‬ة مص‪:::‬يبة حص‪:::‬لت من رام مخطئ ويض‪:::‬رب مثال‬ ‫‪3‬‬

‫للمخطيء يصيب أحيانا ن ولهذا المثل قص‪::‬ة‪ ،‬انظ‪::‬ر كال من‪ :‬مجم‪::‬ع األمث‪::‬ال‪/1 :‬‬
‫‪ 381‬برقم ( ‪ ،) 1581‬و‪ 331 /2‬برقم ( ‪ ،) 3857‬ولسان العرب ( غ ب ب )‪( ،‬‬
‫ط ع م )‪.‬‬
‫ًا‬
‫(?) بالجر عطف على ( قوِلهم)‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫(?) المواضع األربعة المشار إليها هي‪:‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪ - 1‬ما أخبر عنه بنعت مقطوع للرفع في معرض مدح أو ذم أو ترحم‪.‬‬


‫‪ - 2‬ما أخبر عنه بمخصوص نعم وبئس المؤخر‪.‬‬
‫‪ - 3‬ما حكاه الفارسي من قولهم في ذمتي ألفعلن التقدير في ذمتي عهد أو ميثاق‪.‬‬
‫الرابع ما أخبر عنه بمصدر مرفوع جيء به بدًال من اللفظ بفعله نحو سمع وطاع‪::‬ة‪،‬‬
‫أي أمري سمع وطاعة‪ .‬انظر شرح األشموني‪. 325- 323 /1 :‬‬
‫(?) الواو ساقطة من ت ‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫(?) في م ‪ :‬نعت‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫(?) البيتان من الرجز‪ ،‬ولم أهتد إلى قائلهما‪.‬‬ ‫‪8‬‬

‫(?) انظر‪ :‬لسان العرب (س ت ر)‪ ،‬ومفردات ألفاظ القرآن‪ ( ،‬س ت ر )‪.‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪69‬‬
‫شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون ‪ .‬قسم التحقيق ‪ .‬علم المعاني‬

‫الض اد(‪ ،)1‬والفرص ُة والاف تراص والنه زة والانته از‪ :‬المناولُة والمب ادرة(‪،)2‬‬
‫ومن ه‪" :‬من فتح له باب من الخير فلينته زه ‪ "...‬إلى آخره(‪ ،)3‬وقولن ا‪:‬‬
‫(كحب‪VVV‬ذا‪ )...‬مث ال لاتب اع الاس تعمال؛ لأن مخص وص حب ذا لف ظ‬
‫(طريقة)؛ وهو خبر مبتدأ واجب الحذف على أحد القولين في كون ه خبرًا‬
‫أو مبتدًأ(‪ ،)4‬والمقص وُد من المث ال(‪ :)5‬حُّث الطلب ة على الدخول في طريق ة‬
‫التص وف(‪ )6‬الذي هي طريق ة أص فياء الله وأكابر أوليائ ه من الأقط اب‬
‫والأبدال(‪ )7‬والرجال الس الكين إلى الله س بحانه‪ ،‬وغايته ا معرف ة الله جل‬
‫جلاله والوصول إليه‪ ،‬وإن لم تحص ل للط الب غايته ا العظمى فلا أق ل من‬
‫الدخول في دائرة ال ورع ورق ة القلب‪ ،‬والتخلق بالأخلاق المحم ودة‪،‬‬
‫والس لامة من حظ وِظ النفس‪ ،‬ومن الغِّش (‪ )8‬الجلي والخفي‪ ،‬والته اوِن‬
‫بالحقوق الشرعية‪ ،‬وه ذه الخص ال(‪ )9‬لا يكاد ينف ك عنه ا من تعلق به ذه‬

‫(?) ويصح كسر الضاد انظر لسان العرب ( ض ي ق )‪ ،‬وق‪::‬د ق‪::‬رأ ابن كث‪::‬ير في‬ ‫‪1‬‬

‫آية النح‪::‬ل ‪ 127‬والنم‪::‬ل ‪ِ ( 70‬ض يٍق ) بكس‪::‬ر الض‪::‬اد وق‪::‬رأ ب‪::‬اقي الق‪::‬راء العش‪::‬رة‬
‫بفتحها في الموضعين‪ ،‬انظر النشر في القراءات العشر‪.305 /2 ،‬‬
‫(?) انظر لسان العرب ( ن هـ ز )‪ ( ،‬ف ر ص )‬ ‫‪2‬‬

‫(?) روى ابن المب‪::‬ارك في الزه‪::‬د‪ 38 /1 :‬ب‪::‬رقم‪ ،117 :‬ومن طريق‪::‬ه أحم‪::‬د في‬ ‫‪3‬‬

‫الزهد‪ :‬ص‪ 545 :‬برقم ‪ ،2344 :‬وهناد في الزهد‪ 473 /2 :‬برقم ‪ - ،961‬واللفظ‬
‫لهناد وابن المب‪::‬ارك ‪ -‬عن حكيم بن عم‪::‬ير أن الن‪::‬بي ‪ ‬ق‪:‬ال‪" :‬من فتح ل‪::‬ه ب‪::‬اب من‬
‫الخير فلينتهزه فإنه ال يدري متى يغلق عنه"‪ ،‬وفي إس‪::‬ناده أب‪::‬و بك‪::‬ر بن أبي م‪::‬ريم‬
‫الغساني وهو ض‪::‬عيف انظ‪::‬ر تق‪::‬ريب الته‪::‬ذيب ( ‪ ) 7974‬كم‪::‬ا أن حكيم بن عم‪::‬ير‬
‫ص‪::‬دوق يهم من الطبق‪::‬ة الثالث‪::‬ة كم‪::‬ا في تق‪::‬ريب الته‪::‬ذيب (‪ ) 1476‬وهي طبق‪::‬ة‬
‫متوسطي التابعين وبالتالي فإن الحديث مرسل‪ ،‬وق‪::‬د ض‪::‬عف ه‪::‬ذا الح‪::‬ديث محق‪::‬ق‬
‫الزهد لهناد للعلتين المشار إليهما‪ ،‬وللح‪::‬ديث طري‪::‬ق أخ‪::‬رى من ح‪::‬ديث حذيف‪::‬ة بن‬
‫أوس ذكرها الحافظ ابن حجر في اإلصابة‪ ،44 -43 /2 :‬وانظر كنز العمال‪/15 :‬‬
‫‪ 791‬برقم‪.43134 :‬‬
‫(?) انظر القولين في‪ :‬أوضح المسالك‪.251 /3 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫ًا‬ ‫ًا‬
‫(?) مضى التنبيه على أن هذا النوع من التمثيل يعد منهج مط‪::‬رد عن‪::‬د المؤل‪::‬ف‪،‬‬ ‫‪5‬‬

‫انظر قسم الدراسة‪.78 :‬‬


‫ًا‬
‫(?) انظر في الدخول في طريقة التصوف‪ ،‬وفي التصوف عموم ‪ :‬مجموع فتاوى‬ ‫‪6‬‬

‫ابن تيمي‪::‬ة‪ :‬المجل‪::‬دان العاش‪::‬ر والح‪::‬ادي عش‪::‬ر‪ ،‬الموس‪::‬وعة الميس‪::‬رة في األدي‪::‬ان‬


‫والمذاهب واألحزاب المعاصرة‪.331 - 247 /1 :‬‬
‫(?) األقطاب واألبدال مصطلحان اشتهرا عند الصوفية‪ ،‬ولهم حولهما كالم كثير‪،‬‬ ‫‪7‬‬

‫انظر حول مشروعية هذين المصطلحين‪ :‬مجموع فتاوى ابن تيمية‪.433 /11 :‬‬
‫(?) في م ‪ :‬الغشي‪.‬‬ ‫‪8‬‬

‫(?) أي ال‪::‬ورع ‪.....‬والس‪::‬المة من ‪...‬إلخ‪ ،‬وليس‪::‬ت اإلش‪::‬ارة إلى الغش والته‪::‬اون‬ ‫‪9‬‬

‫‪70‬‬
‫شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون ‪ .‬قسم التحقيق ‪ .‬علم المعاني‬

‫الطريقة‪.‬‬
‫وقد اختلف العلماء في تفسير التصوف(‪ ،)1‬وقد عَّر فوه بوجوه تبلغ‬
‫نحو الألفين بين حد ورسم وتفسير‪ ،‬مرج ُع كِّله ا الص دُق والتوجُه إلى الله‬
‫س بحانه من حيث يرضي(‪ )2‬بم ا يرضى‪ ،‬واختلف وا أيض ًا في اش تقاقه على‬
‫أقوال كثيرة(‪ )3‬منها‪:‬‬
‫أنه مش تق من الص وفة؛ لأنهم م ع الله كالص وفة المطروحة لا تدبير‬
‫لهم‪ ،‬ومنها أنه من صوفة القفا(‪ )4‬للينها؛ لأنه هين لين مثله ا‪ ،‬ومنه ا أن ه من‬
‫الِص فة بكسر الصاد لأنه مداره على الاتصاف بالأوص اف المحم ودة وترك‬
‫الأوصاف المذمومة‪ ،‬ومنها أنه من الصفا‪ ،‬ومنها أنه منقول من الُّص َّف ِة لأن‬
‫صاحبه تابع لأهل الُّص َّف ِة ‪ ‬فيما أثبت الله لهم من الوصف(‪ )5‬حيث ق ال‬
‫تعالى‪ :‬ﭽ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭼ [الكهف‪ ،]28 :‬وهذا أرجحها ‪ -‬إن شاء الله ‪)6(-‬؛‬

‫المذكورين أخيرًا كما ال يخفى‪.‬‬


‫(?) قال القشيري في التعليل لالختالف في تعريف التصوف‪ " :‬فكل عبر بما وقع‬ ‫‪1‬‬

‫له " ‪ ،‬الرسالة القشيرية‪ ،312 :‬ويرى الدكتور محمود عب‪::‬د ال‪::‬رزاق أن تعريف‪::‬ات‬
‫األوائ‪::‬ل للتص‪::‬وف " ت‪::‬دل في مجمله‪::‬ا إم‪::‬ا على كم‪::‬ال التوحي‪::‬د في العب‪::‬ادة وعل‪::‬و‬
‫اإليمان‪ ،‬وإما على األخالق الفاضلة والخل‪::‬ق العظيم ال‪::‬ذي اتص‪::‬ف ب‪::‬ه رس‪::‬ول هللا‬
‫‪ ،"‬انظر المعجم الصوفي‪.339 /1 :‬‬
‫(?) في ت ‪:‬يرصى‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫(?) انظر في ذك‪:‬ر ه‪:‬ذه األق‪:‬وال ومناقش‪:‬تها وال‪:‬ترجيح بينه‪:‬ا‪ :‬الرس‪:‬الة القش‪:‬يرية‪:‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ ،312‬مجموع فتاوى ابن تيمية‪ ،6 – 5 /11 :‬المعجم الصوفي‪.387 – 344 /1 :‬‬


‫(?) ساقطة في ت ‪ ،‬وصوفة القفا ‪ :‬زغبات القفا ‪ ،‬لسان العرب ‪ ( :‬ص و ف )‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫(?) وردت روايات متعددة – ال تخلو من ضعف في أسانيدها ‪ -‬تدل على أن اآلية‬ ‫‪5‬‬

‫نزلت في ضعفة المسلمين عموما‪ ،‬ولم أطلع على أي رواية تدل على أنه‪::‬ا ن‪::‬زلت‬
‫في أهل الصفة‪ ،‬بل نص ابن تيمية على أن اآلية ليس‪::‬ت خاص‪::‬ة بهم‪ ،‬انظ‪::‬ر ح‪::‬ول‬
‫اآلية كال من‪ :‬تفسير الطبري‪ ،9 – 5 /18 :‬مجموع فتاوى ابن تيمية‪– 59 /11 :‬‬
‫‪ ،60‬االستيعاب في بي‪:‬ان األس‪:‬باب‪ ،476 - 472 /2 :‬تحري‪:‬ر الق‪:‬ول في الس‪:‬ور‬
‫واآليات المكية والمدنية من أول سورة الكهف إلى آخر سورة الناس‪،95 – 91 :‬‬
‫‪.101 – 98‬‬
‫(?) ذكر هذا القول شيخ اإلسالم ابن تيمية‪ ،‬وعده غلطًا "ألنه لو ك‪::‬ان ك‪::‬ذلك لقي‪::‬ل‬ ‫‪6‬‬

‫ُص في" انظر مجموع فتاوى ابن تيمية‪ ،6 /11 :‬وأط‪::‬ال في إبط‪::‬ال ه‪::‬ذا الق‪::‬ول د‪/‬‬
‫محمود عبد الرزاق‪ ،‬انظر المعجم الصوفي‪ 382 – 373 /1 :‬وقد رجح الدكتور‬
‫المذكور ‪ -‬وهو في هذا موافق للقشيري في الرسالة‪َ – 312 :‬ج ْع َل الصوفيِة َع َلَم ًا‬
‫بال اش‪::‬تقاق مع‪::‬روف‪ ،‬ونس‪::‬ب ه‪::‬ذا الق‪::‬ول إلى كث‪::‬ير من المحققين‪ ،‬انظ‪::‬ر نفس‬

‫‪71‬‬
‫شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون ‪ .‬قسم التحقيق ‪ .‬علم المعاني‬

‫لأن الصوفي يعبد الله تعالى بالغ داة والعشي‪ ،‬ولع ل ال واو زائدة للف رق بين‬
‫الصفيين والصوفيين في اللفظ؛ لأن هؤلاء أتباع وأولئ ك متبوع ون؛ لأنهم‬
‫المنقطع ون في الُّص َّف ِة من أصحاب رس ول الله ‪ ،‬لكن(‪ )1‬لا تص وف إلا‬
‫بفقه‪ ،‬كما لا فقه إلا بالتصوف‪ ،‬هذا تعرف به الأحكام‪ ،‬وه ذا تع رف ب ه‬
‫الأحوال؛ فيحفظ الجوارح الظ اهرة والباطن ة من المخالف ة؛ فينبغي لط الب‬
‫العلم أن يجمع بينهما من أول بدايته ليتحصل له(‪ )2‬بركة العلم والعمل‪ ،‬قال‬
‫إم ام دار الهج رة مالك ‪-‬رحم ه الله تع الى‪":-‬من تص وف ولم يتفق ه فق د‬
‫تزندق‪ ،‬ومن تفق ه ولم يتص وف فق د تفس ق(‪ ،)3‬ومن جم ع بينهم ا فق د‬
‫تحق ق"(‪ ،)4‬وق د شهدنا ذلك فرأين ا كل من تعلق به ذا العلم قب ل أن‬
‫يتيقن(‪ )5‬عقيدت ه وف ق عبادت ه حص ل على بدعة وزندق ة‪ ،‬وكل من‬
‫أعرض(‪ )6‬عن هذا العلم جملة لا يخلو من الفسق وضيعة العمر والرغبة في‬
‫الدنيا ‪ -‬غالب ًا ‪ ،-‬ومن لا ق دم له في علم التص وف يخشى علي ه من س وء‬

‫المرجع‪.386 /1 :‬‬
‫(?) انظر موقف المؤلف من التصوف في قسم الدراسة‪. 51-49 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫(?) في ت‪ :‬ليحصل إليه بدون نقط الياء‬ ‫‪2‬‬

‫(?) في ت‪ :‬فقد تصوف تفسق ‪ ،‬ووضع حرف ( خ ) فوق‪[ :‬تصوف]‪ ،‬ويبدو أن‪::‬ه‬ ‫‪3‬‬

‫رمز لكون الكلمة كتبت خطًأ‪ ،‬وهللا أعلم‬


‫(?) لم أجد هذا القول مس‪:‬ندا إلى اإلم‪:‬ام مال‪:‬ك وإنم‪:‬ا وجدت‪:‬ه في بعض كتب أه‪:‬ل‬ ‫‪4‬‬

‫العلم المتأخرين دون إسناد‪ ،‬وفي ثبوت هذه المقولة عن إمام دار الهجرة نظ‪::‬ر من‬
‫وجوه‪:‬‬
‫‪ – 1‬خلو كتب المتقدمين من المالكية والصوفية من هذه المقولة‪.‬‬
‫‪ – 2‬وجود هذه المقولة فيي كتب متأخري المتصوفة دون غيرهم‪.‬‬
‫‪ – 3‬أن مصطلح الصوفية مصطلح حادث متأخر لم يكن قد استقر تمام االستقرار في‬
‫عهد اإلمام مالك مع شدة إنكار اإلمام مالك للمحدثات‪.‬‬
‫انظر األثر دون إسناد في‪ :‬مرقاة المفاتيح‪ ،1/526:‬إيقاظ الهمم في شرح الحكم‪.18 :‬‬
‫ومن أقرب ما رأيته مسندًا في هذا المعنى ‪ -‬لكن عن غير اإلم‪:‬ام مال‪::‬ك ‪ -‬م‪::‬ا رواه‬
‫أبو نعيم في الحلي‪::‬ة‪ ،236 /10 :‬وال‪::‬بيهقي في ش‪::‬عب اإليم‪::‬ان‪338 - 437 /4 :‬‬
‫بإسنادهما إلى أبي بكر الوراق ‪ -‬واللف‪::‬ظ لل‪::‬بيهقي‪" :-‬من اكتفى ب‪::‬الكالم من العم‪::‬ل‬
‫دون الزهد والفقه تزندق‪ ،‬ومن اكتفى بالزهد دون الفقه والكالم تب‪::‬دع‪ ،‬ومن اكتفى‬
‫بالفقه دون الزهد والورع تفسق‪ ،‬ومن تفنن في األمور كلها تخلص"‪ ،‬وقد ض‪::‬عف‬
‫محقق الشعب هذا األثر ‪.‬‬
‫(?) في م ‪ :‬تيقن‪ ،‬وفي العبارة على كال النسختين ركاكة ‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫(?) في ت‪ :‬ما عرض‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪72‬‬
‫شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون ‪ .‬قسم التحقيق ‪ .‬علم المعاني‬

‫الخاتم ة‪ ،‬ومن جم ع بين ه وبين علم الفق ه فق د تحق ق‪ ،‬فقولن ا‪( :‬كحب‪V‬ذا ‪)...‬‬
‫البيت‪ ،‬حبذا بمعنى ِنْعَم في الإثبات(‪ ،)1‬وقوله‪( :‬تهدي إلى المرتبة العلي‪ْVV‬ه)؛‬
‫أي‪ :‬إَّن طريق ة التص وف ترش د من تعلق به ا إلى الدرجة الكاملة؛ وهي‬
‫طريق ة الإحس ان الذي ه و أن تعب د الله كأن ك تراه‪ ،‬وه ذه الطريق ة‬
‫المباركة عنصرها منفجر من كتاب الله عز وجل كقوله سبحانه‪ :‬ﭽﮠ ﮡ ﮢ ﮣ‬
‫ﮤ‪...‬ﭼ [العنكبوت‪ ]٦٩ :‬الآية ‪ ،‬وكقوله‪ :‬ﭽ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭼ [الكهف‪،]٢٨ :‬‬
‫وكقوله ‪ :‬ﭽ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭼ [النور‪]٣٧-٣٦:‬الآية‪ ،‬ولولا‬
‫الإطالة لأوردنا لها قريبًا من مائة آية أو أكثر‪ ،‬والله الموفق للصواب‪.‬‬
‫وفي الأبيات‪ :‬الإيجاز‪ ،‬والفصل‪ ،‬والمطابقة‪ ،‬والتسهيم‪ ،‬والالتف ات‪،‬‬
‫‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫والتعليل‬
‫غب‪VV‬اوة غب‪VV‬اوة إيضاح‬ ‫‪َ-59‬واْذُكْرُه‬ ‫‪-59‬‬
‫(‪)3‬‬
‫انبساط‬ ‫اِط‬ ‫ِل والاْح ِتَي‬ ‫ِللَأ ْص‬
‫ِإ َهاَن ٍة َتَش ُّو ٍق ِنَظ اِم‬ ‫اِم‬ ‫‪ -60‬لَتُّذ ٍذ َت ُّرَب ٍك ِإ ْعَظ‬
‫َتْقِريٍر اْو ِإ ْشَهـاٍد او َتْسِجيـِل‬ ‫‪َ -61‬تَعُّب ـٍد َتَعُّج ٍب َتْهـِويــِل‬
‫(ش) لم ا فرغن ا من ذكر مقتض يات حذف المس ند إلي ه شرعنا في‬
‫بي ان مقتض يات ذكره؛ ف ذكرنا أن ه يذكر للأص ل(‪)4‬؛ لأن الأص ل عدم‬
‫حذفه حيث لا مقتضى للعدول عنه‪ ،‬وإليه أشرنا بقولنا‪ ( :‬واذكره للأصل‬
‫)‪ ،‬ويذكر أيضا للاحتياط لضعف التعويل على القرين ة؛ إذ لع ل الس امع لم‬
‫يلتفت ذهنه إليها‪ ،‬وإليه أشرنا بقولنا ( والاحتياط )‪ ،‬ويذكر لغباوة السامع‬

‫(?) انظر الكالم عليها في أوضح المسالك‪.256 – 253 /3 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫(?) مضى تعريف اإليجاز‪ ،23 :‬والفص‪::‬ل‪ ،33 :‬والمطابق‪::‬ة‪ ،38 :‬وال يظه‪::‬ر لي‬ ‫‪2‬‬

‫وج‪::‬ه وج‪::‬ود المطابق‪::‬ة في األبي‪::‬ات‪ ،‬والتس‪::‬هيم‪ ،63 :‬وااللتف‪::‬ات ‪-‬عن‪::‬د جمه‪::‬ور‬


‫البالغيين‪ :-‬التعبير عن معنى بطريق من الثالث‪::‬ة ‪-‬التكلم والخط‪::‬اب والغيب‪::‬ة‪ -‬بع‪::‬د‬
‫التعبير عنه بآخر منها‪ ،‬انظر ‪ :‬التلخيص‪ ،37 :‬اإليض‪::‬اح‪ ،1/152:‬وال يظه‪::‬ر لي‬
‫وجه وجود االلتفات في األبيات‪ ،‬والتعلي‪::‬ل‪ ،53 :‬وال يظه‪::‬ر التعلي‪::‬ل في ال‪::‬بيت إال‬
‫إذا قلنا إن المؤلف أراد به التعليل بمعناه العام الذي يشمل كل ما ُذ ِك رت علته‪.‬‬
‫(?) في ت‪ :‬انبساطا‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫(?) ساقط من ت ‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪73‬‬
‫شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون ‪ .‬قسم التحقيق ‪ .‬علم المعاني‬

‫لكون ه ممن لا يكتفي بالقرائن لبلادت ه كقولك(‪ )1‬لعابد ص نم‪" :‬الص نم لا‬
‫يضر ولا ينف ع"‪ ،‬وإلي ه أشرنا بـ‪( :‬غب‪VVV‬اوة )‪ ،‬ويذكر ‪ -‬أيض ًا‪ -‬للإيض اح‬
‫كقولك‪" :‬زيد عن دي" ‪ -‬لمن ق ال أين زيد؟ ‪ ، -‬ويذكر أيض ا في مق ام‬
‫البسط والإطناب وهو المراد بقولنا‪ (:‬انبساط) أي‪ :‬محل(‪ )2‬انبساط الكلام‬
‫واتساعه ‪ ،‬كقولك ‪:‬‬
‫محمد سيد الكونين والثقلين(‪ ... )3‬إلخ(‪.)4‬‬
‫ويذكر أيضا للاستلذاذ بذكره لشدة المحبة كقولك للحاّج ‪" :‬محمد زرت ه‬
‫أم محم د لم تزره؟"‪ ،‬وكقولك‪" :‬زيد في الدار أم زيد في المس جد؟" ‪ -‬إذا‬
‫كنت تحبه وسألت عنه‪ ،-‬ومنه قوله‪:‬‬
‫(‪)5‬‬
‫باللِه يا َظـَبَيـاِت الَقـاِع ُقـْلَن َلَنـا ـَلْيـلاَي ِمْنُكَّن أْم َلْيَلى ِمَن الَبَشِر‬
‫ومنه قول الآخر‪:‬‬
‫ولا تسِقِنـي ِسـَرًا إذا أمكَن‬ ‫ألا فـاسِقِنـي خمـرًا َوُقل لي ِهَي الَخْمُر‬
‫(‪)6‬‬
‫الَجْهُر‬

‫(?) في ت‪ :‬كقوله‬ ‫‪1‬‬

‫(?) في ت‪ :‬على محل‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫(?) ساقط من ت ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫(?) ش‪::‬طر بيت من البس‪::‬يط وتمام‪::‬ه "والف‪::‬ريقين من ع‪::‬رب ومن عجم" وال‪::‬بيت‬ ‫‪4‬‬

‫للبوص‪::‬يري من قص‪::‬يدته المعروف‪::‬ة ب‪::‬البردة‪ ،‬انظ‪::‬ر‪ :‬دي‪::‬وان البوص‪::‬يري‪، 240:‬‬


‫وسيكرر المؤلف البيت بعد قليل‪.‬‬
‫(?) البيت من البسيط‪ ،‬وقد اختلف في نسبته‪ ،‬قال في معاهد التنصيص‪ :‬واختل‪::‬ف‬ ‫‪5‬‬

‫في نسبته اختالفا كبيرا‪ ،‬واَألكثرون على أَّنه للَع رجي‪ ،‬انظ‪::‬ر‪ :‬اإليض‪::‬اح‪-4/67 :‬‬
‫‪ ،68‬ومعاه‪::‬د التنص‪::‬يص‪ ،3/167 :‬ح‪::‬ل الع‪::‬ويص‪ ،454 - 453 :‬ويالح‪::‬ظ أن‬
‫القزويني استشهد به في تجاهل العارف من علم البديع بينم‪::‬ا استش‪::‬هد ب‪::‬ه المؤل‪::‬ف‬
‫في ذكر المسند إليه فهو نوع من التجديد في الشاهد‪ ،‬والظاهر أن ال‪:‬بيت ال يص‪:‬لح‬
‫شاهدا لذكر المسند إليه‪ ،‬وإنما هو شاهد لإلظهار في مقام اإلضمار‪ ،‬وق‪::‬د استش‪::‬هد‬
‫به التفتازاني على تعريف المسند إليه بالعلمية وظاهر تعلي‪:‬ق الدس‪:‬وقي علي‪:‬ه ي‪:‬دل‬
‫على أنه من اإلضمار في مقام اإلظهار‪ ،‬انظر‪ :‬مختصر الس‪::‬عد‪ ،1/301 :‬حاش‪::‬ية‬
‫الدسوقي‪ ،1/301 :‬وانظر حول شواهد المؤلف قسم الدراسة‪. 74-73 :‬‬
‫(?) جاء في حاشية م ‪ " :‬بعد ‪ :‬فصرح بمن تهوى ودعني من الكنى فال[خير] في‬ ‫‪6‬‬

‫اللذات من دونها ستر" والبيتان من الطوي‪::‬ل ‪ ،‬وقائلهم‪::‬ا‪ :‬أب‪::‬و ن‪::‬واس‪ ،‬والمثبت في‬
‫أصل الكتاب مذكور في الديوان أوًال‪ ،‬انظر ديوان أبي نواس‪ ، 28 :‬وبين البي‪::‬تين‬
‫في الديوان قوله‪:‬‬
‫فما الغبـن إال أن تراني صاحيا وما الغنـم إال أن يتعتعني السكـر‬
‫ورواية البيِت المثبِت في الهامش في الديوان بلفظ‪:‬‬

‫‪74‬‬
‫شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون ‪ .‬قسم التحقيق ‪ .‬علم المعاني‬

‫ويذكر أيضا للتبرك بذكره كقوله‪:‬‬


‫(‪)1‬‬
‫ُهَو الحبيُب الذي ُتْرَجى َشَفاَعُتُه ‪ ...‬البيت‬
‫(‪)2‬‬
‫وكقولك ‪ُ :‬مَحّمٌد َسِّيُد الَكْوَنْيِن‪...‬البيت‬
‫ويذكر أيضًا لتعظيمه كما إذا وعظت( ‪ )3‬أحدًا بح ديث ثم قلت له‬
‫‪":‬محمد رسول الله( ‪  )4‬قال هذا" ‪ -‬بعد العلم ب ه بالقرائن ‪ ،-‬ومن ه ق ول‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫ُهمُ الماِنُعـوَن الجـاَر َحّتى كأنما ِل َجاِرِهُم َبْيَن الَمَساِكيَن(‪َ)5‬مْنـِزُل‬
‫(‪)6‬‬

‫ويذكر أيضا لإهانته وتحقيره؛ كما إذا قلت‪" :‬أنف الناقة عندنا" ‪ -‬لمن‬
‫اسمه ذلك(‪ -)7‬تصرح باسمه لدلالته على ذم‪ ،‬ويذكر أيضا لشدة الش وق إلى‬
‫مسماه‪ ،‬وأمثلة الاستلذاذ صالحة له‪ ،‬ومنه قولنا‪:‬‬
‫ُم َّمَح ٌد ُمَحّمد ُش ِغْفُت ِمْن‬ ‫ُم َّمَح ٌدُمَحّمد َأ َجُّل َمْن َأ ْهَواُه‬
‫ِذْكَراُه‬ ‫ٌد َيا َف ْوَز(‪َ)8‬مْن َرآُه‬ ‫ُم َّمَح‬
‫ٌد أْفَلَح َمْن َأ َتاُه‬ ‫ُم َّمَح‬ ‫اه‬ ‫ٌد يا ليتني ألق‬ ‫ُم َّمَح‬
‫ّه ُبْشَراُه‬ ‫ٌد ُمِحُّب‬ ‫ُم َّمَح‬ ‫ٌد س يد من س واه‬ ‫ُم َّمَح‬
‫ُم َّمَح ٌد َص َلى َعَلْي ِه اللُه‬
‫(‪)9‬‬

‫فبح باسم من تهوى ودعني من الكنى فال خيـر في اللذات من دونـها ستر‬
‫(?) ش‪::‬طر بيت من البس‪::‬يط وتمام‪::‬ه "لك‪::‬ل ه‪::‬ول من األه‪::‬وال مقتحم" وال‪::‬بيت‬ ‫‪1‬‬

‫للبوصيري من قصيدته المعروفة بالبردة‪ ،‬انظر ديوان البوصيري ‪ ،241 :‬وه‪::‬ذه‬


‫األبيات التي استشهد بها المؤلف من بردة البوصيري تعد من التجدي‪::‬د في الش‪::‬اهد‬
‫البالغي‪ ،‬انظر قسم الدراسة‪.74-73 :‬‬
‫(?) سبق تخريج البيت قبل أسطر‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫(?) في ت‪ :‬وصفت‬ ‫‪3‬‬

‫(?) ساقط من ت‬ ‫‪4‬‬

‫(?) في ت‪ :‬المساكن‬ ‫‪5‬‬

‫(?) البيت من الطويل‪ ،‬ولم أجده عند غير المؤلف‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫(?)كذا في النسختين‪ ،‬ولعل الصواب كذلك‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫(?) في م ‪ :‬يفوز‪ ،‬وفي هامشه‪ :‬يا فوز وهو موافق لما في‪ :‬ت ‪.‬‬ ‫‪8‬‬

‫(?) األبيات من مشطور الرجز‪ ،‬وظ‪::‬اهر س‪::‬وق ك‪::‬ل من‪ :‬المؤل‪ِ:‬ف والثغ‪::‬رِّي له‪::‬ا‬ ‫‪9‬‬

‫يش‪:‬عر أنه‪::‬ا للمؤل‪::‬ف نفس‪:‬ه‪ ،‬وق‪:‬د عزاه‪::‬ا بعض من اعت‪::‬نى بش‪:‬عر األخض‪::‬ري إلى‬
‫المؤلف ‪-‬نقًال عن هذا الكتاب الذي أقوم بتحقيقه‪ ، -‬انظر‪ :‬موضح السر المكم‪::‬ون‪:‬‬
‫‪ 48‬ب‪ ،‬شعر الشيخ عبد الرحمن االخضري ‪ -‬مقال منشور في الشبكة العنكبوتي‪::‬ة‬
‫دون ترقيم للصفحات ‪ -‬وهذه األبيات التي استشهد به‪::‬ا المؤل‪::‬ف تع‪::‬د من التجدي‪::‬د‬
‫في الشاهد البالغي‪ ،‬انظر قسم الدراسة‪.74-73 :‬‬

‫‪75‬‬
‫شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون ‪ .‬قسم التحقيق ‪ .‬علم المعاني‬

‫ويذكر أيض ا لضرورة النظم في وزن أو قافي ة وفي معن اه ضرورة‬


‫الس جع‪ ،‬ويذكر أيض ا للتعب د بذكره؛ كالتكبير ونح وه في الص لاة والأذان‬
‫وغيرهم ا‪ ،‬ويذكر أيض ا للتعجب كقولك‪" :‬م ا أحس ن زيدا"‪ ،‬و‪":‬زيد يق اوم‬
‫الأسد"‪ ،‬و‪":‬عم رو ذو رأي س ديد" ‪ -‬بع د قرين ة تدل علي ه ‪ ،-‬ويذكر أيض ًا‬
‫للتهوي ل والتخوي ف؛ كما إذا قلت لمن تعظ ه بأمر أو نهي(‪" :)1‬الله ربن ا أمر‬
‫بهذا أو نهى عن ه"‪ ،‬ويذكر أيض ا للتقرير ‪ -‬وه و التثبيت والتمكين من نفس‬
‫السامع‪ ، -‬قيل ومنه ‪ :‬ﭽ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ [البق رة‪ ]٥ :‬بتكرير اسم‬
‫الإشارة تنبيها على أنه كما خصصهم باله دى في الدنيا خصصهم بالفلاح في‬
‫الآخرة(‪ ،)2‬ويذكر أيضا للإشهاد علي ه في وثيق ة أو تس جيل علي ه لئلا ينكر‪،‬‬
‫هذا كله مضمون الأبيات فقولنا‪( :‬واذكره) أي‪ :‬اذكر المس ند إلي ه لأجل‬
‫أن الأصل ذكره حيث لا موجب لحذفه‪ ،‬و‪(:‬الاحتياط) أي(‪ :)3‬ولأجل‬
‫الاحتياط بذكره لئلا يفوت السامع القرينة‪( ،‬غباوة) أي‪ :‬ولأجل غب اوة‬
‫الس امع‪( ،‬إيضاح)؛ أي‪ :‬ولأجل الإيض اح والتبيين‪( ،‬انبساط)؛ أي‪:‬‬
‫ولأجل أن المق ام يقتضي بس ط الكلام وإطناب ه‪( ،‬تلذذ)؛ أي وللتلذذ‬
‫بذكره إلى آخره(‪ ،)5( )4‬وقولنا‪( :‬نظام ) جمع نظم(‪.)6‬‬
‫وفي الأبي ات‪ :‬الفص ل‪ ،‬والإيج از‪ ،‬وحس ن البي ان‪ ،‬والمطابق ة‪،‬‬
‫والتعليل‪ ،‬والتعديد‪ ،‬والموازنة‪ ،‬والالتزام(‪.)7‬‬
‫(?) في م (أ نهي ) والصواب مثبت في هامشها‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫(?) انظر‪ :‬المطول‪.69 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫(?) ساقط من ت‬ ‫‪3‬‬

‫(?) في م ‪[ :‬هذا إلى آخره] ‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫(?) أي إلى آخر األغراض المعطوفة على التلذذ ‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫(?) يجمع على فعل على فــعال قياس ‪ ،‬انظر‪:‬شرح شافية ابن الحاجب‪- 90 /2 :‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪.91‬‬
‫(?) مضى تعريف الفص‪:‬ل‪ ،33 :‬وال يظه‪:‬ر فص‪:‬ل في ال‪:‬بيت إذ في ال‪:‬بيت األول‬ ‫‪7‬‬

‫الوصل‪ ،‬وأما البيتان الثاني والثالث فهما على ح‪::‬ذف الع‪::‬اطف‪ ،‬وهم‪::‬ا من عط‪::‬ف‬
‫المفردات‪ ،‬ومضى تعريف اإليجاز‪ ،23 :‬وحس‪:‬ن البي‪:‬ان‪ :‬عب‪:‬ارة عن اإلبان‪:‬ة عم‪:‬ا‬
‫في النفس بألف‪::‬اظ س‪:‬هلة بليغ‪::‬ة بعي‪::‬دة من اللبس‪ ،‬انظ‪::‬ر‪ :‬تحري‪::‬ر التحب‪::‬ير‪– 489 :‬‬
‫‪ ،493‬ومعجم المصطلحات البالغية‪ ،435 – 434 /2 :‬ومضت المطابقة‪،38 :‬‬
‫والتعليل‪ ،53 :‬وال يظهر التعليل في البيت إال إذا قلنا إن المؤل‪::‬ف أراد ب‪::‬ه التعلي‪::‬ل‬

‫‪76‬‬
‫شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون ‪ .‬قسم التحقيق ‪ .‬علم المعاني‬

‫في‬ ‫الَمَقاِم‬ ‫ِب َحـَسِب‬ ‫‪ -62‬وَكْوُنُـه ُمَعَّـ رَفًا ِبـُمْض َمـِر‬


‫الَّن ْح ِو ُدِري‬
‫( ش) ه ذا شروع في بي ان مقتض يات تعري ف المس ند إلي ه بأنواع‬
‫المعرف ة‪،‬ولم ُيـتَـ َعرض في النظم لبي ان فائدة التعري ف من حيث الجملة‬
‫فنقول(‪ :)1‬التعريف [ جعل الاسم معرفة ‪ .‬والمعرفة ما وض ع ليس تعمل في‬
‫شيء بعين ه وفائدة التعري ف إتم ام ](‪ )2‬الفائدة للمخاطب بحس ب تف اوت‬
‫الحكم في بع د(‪ )3‬تحقيق ه وقرب ه لأن الاحتم الات كلم ا بع دت ق ربت‬
‫الفائدة‪ ،‬وكلما قربت بعدت الفائدة‪ ،‬ويظهر ذلك في مثل قولك‪" :‬شيء م ا‬
‫موج ود"‪" ،‬ج وهر م ا موج ود"‪" ،‬جسم م ا موج ود"‪" ،‬حي م ا موج ود"‪،‬‬
‫"إنسان م ا موج ود"‪" ،‬رجل م ا موج ود"‪" ،‬زيد م ا موج ود"‪" ،‬زيد العاق ل‬
‫موجود"‪" ،‬زيد العاقل قائم"‪" ،‬زيد العاقل القائم"‪" ،‬زيد العاقل ه و الق ائم"‪،‬‬
‫ف اعَتبِْر م ا بين ه ذه ال تراكيب من مراتب التخص يص‪ ،‬وأن ه كلم ا ازداد‬
‫الج زءآن تخصيص ًا ازداد الحكم تحقيق ًا وَبُع َد عن الاحتم ال‪ ،‬ف الغرض‬
‫الداعي إلى التعري ف ه و حص ول تلك الفائدة على أنص وجه يناس ب‬
‫المق ام‪ 19[ ،‬ب ] وهي وإن كانت تمكن بالنكرة المخصوص ة بالوص ف‬
‫تخصيص ًا رافع ًا لاحتم ال المش اركة(‪ )4‬لكن حص وله بالتعريف أتم؛ لأن‬
‫تخصيصها وضعي‪.‬‬
‫ثم للتعري ف وج وه متع ددة بعضها أعرف من بعض تتعلق به ا‬
‫أغراض مختلف ة‪ ،‬فمنه ا تعريف ه بالإضمار‪ ،‬ف ذكرنا في ه ذا ال بيت الغ رض‬
‫المقتضي له‪ [ ،‬وه و ](‪ )5‬م ا تض منه المق ام من تكلم أو خط اب أو غيب ة؛‬

‫بمعناه الع‪::‬ام ال‪::‬ذي يش‪::‬مل ك‪::‬ل م‪::‬ا ذك‪::‬رت علت‪::‬ه‪ ،‬والتعدي‪::‬د‪ :‬س‪::‬وق المف‪::‬ردات دون‬
‫عط‪:::‬ف‪ ،‬وانظ‪:::‬ر م‪:::‬ا س‪:::‬يأتي عن التعدي‪:::‬د في النص المحق‪:::‬ق ‪ ،400 :‬ومض‪:::‬ت‬
‫الموازنة‪ ،50 :‬وااللتزام‪.23 :‬‬
‫(?) انظر المطول‪. 70 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫(?) مابين المعقوفتين ساقط من‪ :‬م‪ ،‬ومثبت في حاشيته‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫(?) غير واضحة في م‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫(?) في م‪ :‬للمشاركة‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫(?) ما بين المعقوفتين ليس في النسختين وزدته ليتسق الكالم ‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪77‬‬
‫شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون ‪ .‬قسم التحقيق ‪ .‬علم المعاني‬

‫فُيجعل المسند إليه ضميرًا لكونه أحد الثلاثة‪ ،‬وإلى هذا المعنى أشرنا بقولن ا‪:‬‬
‫( بـحسب المقام ) البيت أي بحسب مق ام الإضمار المعلوم في علم النح و‪.‬‬
‫وقولنا ( وكونه ) مبتدأ‪ ،‬والضمير عائد على المس ند إلي ه‪ ،‬وخبر كان(‪( :)1‬‬
‫معرفًا )‪ ،‬وخبر المبتدأ‪ ( :‬بحسب المقام ) أي مق ام الإضمار المعلوم في علم‬
‫النح و فتك ون جملة ( في النحو دري ) حالًا‪ ،‬أو خبره‪ ( :‬في النحو‬
‫دري ) فيكون قولنا‪( :‬بحسب المقام ) نعتًا لـ‪( :‬مضمر)](‪.)2‬‬
‫وفي ال بيت‪ :‬الإيج از‪ ،‬والمس اواة‪ ،‬والفص ل والوص ل‪ ،‬والإحالة‪،‬‬
‫والموازنة‪[ ،‬والالتزام ](‪.)4( )3‬‬
‫للُّش ُمـوِل‬ ‫والَّت ْـرُك‬ ‫‪ -63‬والأصـُل في المخـاَطِب الَّت ْعِيْيُن‬
‫ُمـْس َتِبيُن‬
‫(ش) لم ا ذكرنا أن الخط اب توجي ه الكلام إلى حاضر(‪ )5‬كان‬
‫الأص ل في المخ اطب أن يك ون معَّي ن ًا‪ ،‬وق د ي ترك تعيين ه ليفي د العم وم‬
‫والشمول‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪ :‬ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔﭼ [السجدة‪ ]١٢ :‬الآية‪ ،‬ﭽﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭼ‬
‫[سبأ‪ ]٥١ :‬الآية ‪ ،‬فحمل على العموم [ تفظيعًا ] لحال المج رمين‪ ،‬وإش عارًا‬
‫(‪)6‬‬

‫بأنها بلغت من الظهور والانكشاف لأهل المحشر إلى حيث يمتن ع خفاؤه ا‬
‫ب ل تعم رؤيته ا كل من تأتى من ه الرؤي ة‪ ،‬وكما إذا قلت‪ :‬فلان ل ئيم إن‬
‫أحسنت إليه أساء إليك‪ ،‬وإن أكرمته أهانك" لا تريد به مخاطبًا معينًا‪ ،‬ب ل‬
‫المعنى‪ :‬إن أحسن إلي ه أحد أس اء إلي ه وإن أكرم ه أحد أهان ه‪ ،‬فأخرج في‬

‫(?) يقصد بكان قوله في البيت‪" :‬وكونه"‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫(?) العبارة في ت‪([ :‬بحسب مقام ) نعت المضمر]‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫(?) ليست في م‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫(?) مضى تعريف اإليج‪::‬از‪ ،23 :‬والمس‪::‬اواة‪ ،33 :‬والفص‪::‬ل‪ ،33:‬والوص‪::‬ل في‪:‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ ،33‬والظاهر أن المؤلف يريد بالفصل والوصل الب‪::‬اب وإال ف‪::‬الموجود في ال‪::‬بيت‬


‫الوصل كما هو ظاهر‪ ،‬ومضى تعريف اإلحال‪::‬ة‪ ،53 :‬والموازن‪::‬ة‪ ،50 :‬واالل‪::‬تزام‬
‫في‪ ،23 :‬وك‪:::‬ل من الموازن‪:::‬ة واالل‪:::‬تزام غ‪:::‬ير موج‪:::‬ودين في ال‪:::‬بيت إذ نهايت‪:::‬ا‬
‫الشطرين‪ ( :‬بمضَم ِر )‪ ،‬و( ُد ِر ي )‪.‬‬
‫(?) لم تسبق اإلشارة إلى هذا من قبل‪ ،‬ولعل المؤلف يقص‪::‬د م‪::‬ا ذك‪::‬ره عن‪::‬د قول‪::‬ه‬ ‫‪5‬‬

‫وقصد ذي الخطاب وليس بصريح في المسألة‪ ،‬وهللا أعلم ‪.‬‬


‫(?) في النسختين ‪ [:‬تفضيعًا ] ‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪78‬‬
‫شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون ‪ .‬قسم التحقيق ‪ .‬علم المعاني‬

‫[ صورة ](‪ )1‬الخط اب ليعم‪ ،‬وإلا فلا تتحق ق [ لن ا من ه ](‪ )2‬بإس اءته إلى‬
‫شخص معين‪ ،‬ومثل هذا على ألسنة الناس كثير‪ ،‬وقولنا‪( :‬وال‪VV‬ترك للشمول‬
‫مستبين) أي‪ :‬وترك تع يين المخ اطب ليفي د الش مول[ ‪ 20‬أ ] والعم وم‪،‬‬
‫(مستبين) أي‪ :‬ظ اهر مقب ول‪ ،‬و‪(:‬ال‪VVVV‬ترك) مبت دٌأ‪ ،‬خبُرُه (مستبين)‪،‬‬
‫و(للشمول) تعليل للترك‪ ،‬والمستبين‪ :‬من استبان الشيء إذا ظهر(‪.)3‬‬
‫وفي البيت‪ :‬الإيجاز‪ ،‬والوصل‪ ،‬وحسن البيان‪ ،‬والمطابقة‪ ،‬والتعلي ل‪،‬‬
‫‪.‬‬
‫(‪)5( )4‬‬
‫و[الرصف ]‬
‫ِبِذْهِن َساِمٍع ِبَش ْخ ٍص‬ ‫‪ -64 -64‬وكـ‪VV‬وُنُه‬ ‫(‬
‫أَّو لا‬ ‫لا‬ ‫ص) ِبَعَلٍم ِلَيْح ُص‬
‫(‪)7‬‬
‫ِإ ْج ـلاٍل او ِإ َهـاَنٍة ِكَنـاَيـِة‬ ‫(‪)6‬‬
‫‪َ -65‬تَبـُّر ٍك َتـَلُّذ ٍذ ِعَناَيِة‬
‫( ش ) هذا ثاني أنواع المعارف عددًا ورتب ة(‪ )8‬وه و العلم‪ ،‬ف ذكرنا‬
‫في هذين البيتين مقتضيات تعريف المس ند إلي ه بالعلمي ة؛ فمنه ا(‪ :)9‬إحض اره‬

‫(?) في النسختين‪ :‬سورة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫(?) ما بين المعقوفتين ض‪::‬رب علي‪::‬ه في ت ‪ ،‬وكتب في اله‪::‬امش كلم‪::‬ة أو اثنت‪::‬ان‬ ‫‪2‬‬

‫بشكل غير واضح‪.‬‬


‫(?) لسان العرب ( ب ي ن )‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫(?) كتبت في النسختين محتملة للوصف والرص‪::‬ف‪ ،‬وق‪:‬د أثبت الرص‪::‬ف ألني لم‬ ‫‪4‬‬

‫أجد مصطلحا بالغيا اسمه ( الوصف ) ‪ ،‬وانظر الهامش التالي‪.‬‬


‫(?) مضى تعريف اإليجاز‪ ،23 :‬والوصل‪ ،33 :‬والمطابقة‪ ،38 :‬والتعلي‪::‬ل‪،54 :‬‬ ‫‪5‬‬

‫وحسن البيان‪ ،79 :‬وأما الرصف فه‪::‬و‪ :‬وض‪::‬ع ك‪::‬ل كلم‪::‬ة في مح‪::‬ل يناس‪::‬بها لفظ‪::‬ا‬
‫ومعنى ووجه‪ً:‬ا‪ ،‬انظ‪::‬ر م‪::‬ا س‪::‬يأتي في ه‪::‬ذا الكت‪::‬اب عن‪::‬د ال‪::‬بيت‪ ،280 :‬حلي‪::‬ة اللب‬
‫المص‪::‬ون‪ ،178 :‬ي‪::‬واقيت المش‪::‬تري‪ ،132 :‬وق‪::‬د أثبُّت مص‪::‬طلح الرص‪::‬ف دون‬
‫الوص‪::‬ف ‪ -‬رغم اختالف النس‪::‬ختين ‪ -‬؛ألن‪::‬ه ه‪::‬و المص‪::‬طلح الم‪::‬ذكور في ه‪::‬ذه‬
‫المنظومة في فن البديع‪ ،‬ثم إنه قد جاء في ه‪::‬امش ت تعري‪::‬ف ه‪::‬ذا المص‪::‬طلح بم‪::‬ا‬
‫نصه‪ [ :‬وهو وضع كل كلمة في محل يناس‪:‬بها مع‪::‬نى ولفظ‪ً:‬ا ] وه‪::‬ذا ه‪::‬و تعري‪::‬ف‬
‫الرصف ‪.‬‬
‫(?) كذا في ت‪ ،‬ورواية الثغري‪ ،‬وفي م ‪ :‬عنايْه‪ ،‬وكال الروايتين صحيح ‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫(?) كذا في ت‪ ،‬ورواية الثغري‪ ،‬وفي م ‪ :‬كنايْه‪ ،‬وكال الروايتين صحيح‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫(?) كون العلم ثاني أن‪::‬واع المع‪::‬ارف رتب‪::‬ة م‪::‬ذهب س‪::‬يبويه‪ ،‬وق‪::‬د ذهب الكوفي‪::‬ون‬ ‫‪8‬‬

‫وابن الس‪:::‬راج إلى أن اس‪:::‬م اإلش‪:::‬ارة ‪ -‬االس‪:::‬م المبهم ‪ -‬أع‪:::‬رف من العلم‪ ،‬وذهب‬
‫الس‪::‬يرافي إلى أن العلم ه‪::‬و أع‪::‬رف المع‪::‬ارف‪ ،‬انظ‪::‬ر الخالف في المس‪::‬ألة في‪:‬‬
‫اإلنص‪::‬اف في مس‪::‬ائل الخالف بين النح‪::‬ويين البص‪::‬ريين والكوف‪::‬يين‪– 707 /2 :‬‬
‫‪.709‬‬
‫ًا‬ ‫ًا‬
‫(?) يالحظ أن المؤلف زاد على ما في التلخيص غرض ‪ :‬واح‪::‬د ه‪::‬و العناي‪::‬ة‪ ،‬ولم‬ ‫‪9‬‬

‫‪79‬‬
‫شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون ‪ .‬قسم التحقيق ‪ .‬علم المعاني‬

‫في ذهن السامع بشخصه ابتداء احترازًا من استحضاره ثانيًا بضمير الغيبة‪،‬‬
‫نحو‪" :‬جاء زيد وهو ض احك"؛ ف إن العلم لم ا كان مختص ًا بالمس ند إلي ه كان‬
‫إيراده به محضرًا لشخصه في ذهن الس امع ابت داء فلا يحت اج مع ه غالب ًا إلى‬
‫إعادة ولا زيادة شيء يشخصه للسامع‪ ،‬والعلم وإن ساواه مثل‪ :‬ضميِر التكلم‬
‫والخطاِب ‪ ،‬والإشارِة‪ ،‬والموصوِل‪ ،‬والتعريِف باللام العهدي ة‪ ،‬والإض افِة في‬
‫إمكان إحض اره ابت داًء لكن ليس شيء منه ا مختص ًا بمس ند إلي ه معين‬
‫كالَعَلِم‪ ،‬وقد اختلف في المضمرات والإشارات ه ل وض عت وض عا كلي ًّا‬
‫أو شخصيًّا ؟ ومن هذه المسألة قوله تعالى‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭼ [الإخلاص‪،]١ :‬‬
‫(‪)1‬‬

‫وإلى ه ذه المس ألة أشرنا بقولن ا‪( :‬وكون‪VV‬ه بعلم‪ ) ...‬ال بيت؛ أي‪ :‬وك ون‬
‫المسند إليه معرفا بعلم فالسر في ه أن يحص ل في ذهن الس امع بشخص ه أول‬
‫مرة من غير احتياج إلى ضميمة‪ ،‬ومنها أن يع رف بالعلمي ة للت برك ب ه باسمه‬
‫أو اس تلذاذه ‪ -‬كما تق دم في أس باب ذكر المس ند إلي ه ‪ ،-‬ومنه ا الاعتن اء‬
‫بش أنه والاهتم ام ب ه؛ إم ا ل ترغيب أو تح ذير أو تنبي ه أو نح و ذلك‪ ،‬وإلي ه‬
‫أشرنا بقولنا‪( :‬عناية)‪ .‬ومنه ا تعظيم ه‪ ،‬وه و الم راد بقولن ا‪(:‬إجلال)‪ .‬ومنه ا‬
‫تحق يره وإهانت ه كما تق دم في أس باب ذكره‪ ،‬وه و الم راد بقولن ا‪( :‬إهان‪VV‬ة)‪.‬‬
‫ومنها الكناية عن معنى يصلح الاسم له نحو‪ :‬أبو لهب فعل كذا‪ ،‬قال تع الى‪:‬‬
‫ﭽ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋﭼ[المسد‪]١:‬؛ أي يدا جهنمي‪ ،‬لأن انتس ابه إلى الن ار يدل على‬
‫ملابسته إياها‪ ،‬كما يقال‪" :‬أبو الخير"‪ ،‬و"أب و الشر"‪ ،‬و"أب و الفض ل"‪ ،‬و"أخ و‬
‫الكرم"‪ ،‬و"أخ و الح رب" لمن يلابس ذلك‪ ،‬واللهب الحقيقي لهيب جهنم‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫فالانتق ال من أبي لهب إلى جهنم انتق ال من اللازم إلى المل زوم أو‬
‫عكسه على القولين في الكناية(‪ ،)3‬قال التفتازاني‪" :‬إلا أن هذا اللزوم إنما ه و‬
‫بحسب الوض ع الأول ‪ -‬يع ني(‪ )4‬الإض افي ‪ -‬دون الث اني ‪ -‬أع ني العلمي ‪،-‬‬

‫أجد من أشار إلى هذا الغرض‪ ،‬انظر قسم الدراسة‪. 77 :‬‬


‫(?) انظر المسألة في‪ :‬الكليات‪.935 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫(?) في ت ‪[ :‬و]‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫(?) تأتي اإلشارة لهذا الخالف في مطلع باب الكناية ‪. 301:‬‬ ‫‪3‬‬

‫(?) كذا في النسختين وفي المطول‪ :73 :‬أعني‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪80‬‬
‫شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون ‪ .‬قسم التحقيق ‪ .‬علم المعاني‬

‫وهم يعت برون في الك نى المع اني الأص لية‪ ،‬ومم ا يدل على أن الكناي ة به ذا‬
‫الاعتبار لا باعتبار أن(‪ )1‬ذلك الشخص لزمه أنه جهنمي س واء كان اسمه‬
‫أبا لهب أو زيدا أو عم را أو غير ذلك [ أن ك ](‪ )2‬ل و قلت‪" :‬ه ذا الرجل‬
‫(‪)4‬‬
‫فعل كذا" مشيرًا إلى أبي لهب لا يكون من الكناي ة في(‪ )3‬شيء‪ ،‬فيجب‬
‫أن تعلم(‪ )5‬أن أبا لهب إنما استعمل(‪ )6‬هنا في الش خص المس مى ب ه لينتق ل‬
‫منه إلى جهنمي‪ ،‬كما أن طويل النجاد يستعمل في معناه الموضوع له لينتقل‬
‫من ه إلى طوي ل القام ة‪ ،‬ول و قلت‪":‬رأيت الي وم أبا لهب" وأردت كافرًا‬
‫(‪)7‬‬

‫جهنميًا لاشتهار أبي لهب بهذا الوصف يكون استعارة‪ ،‬نحو‪" :‬رأيت حاِتم ًا"‬
‫[ ويراد لازمه أي جوادًا ](‪ )8‬ولا يكون من الكناية في شيء‪ ،‬فليتأمل فإن‬
‫ه ذا المق ام من مزال الأق دام"(‪ )9‬انتهى كلام ه وه و عجيب ‪ .‬وإلى ه ذه‬
‫المس ألة أشرنا بقولن ا‪( :‬او كناي‪VVV‬ة)(‪ ،)10‬فقولن ا‪( :‬وكون‪VVV‬ه) مبت دأ‪ ،‬خبره‬
‫(ليحصلا)(‪ ،)11‬وخبر الك ون(‪ ( )12‬بعلم )‪ ،‬و(بذهن س‪VVV‬امع) ظ رف‬
‫لـ(ـ‪VV‬يحصلا)‪ ،‬والب اء للظرفي ة‪ ،‬و(بشخص) [ و( أولا ) ](‪ )13‬يتعلق ان بـ‬
‫(يـحصلا)‪ [ ،‬وقولن ا‪ (:‬ت‪VV‬برك) (‪ )14‬إلى آخره ا مخف وض عطف ًا على مج رور‬
‫لام كي المقدر في ( ليحصلا ) ](‪.)15‬‬
‫وفي البيتين‪ :‬الإيج از‪ ،‬والمطابق ة‪ ،‬والتعلي ل‪ ،‬والجن اس الن اقص‪،‬‬
‫(?) غير موجودة في ت ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫(?) في النسختين ألنك والتصويب من المطول ‪. 73 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫(?) غير واضحة في ت ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫(?) في المطول‪ : 73 :‬ويجب‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫(?) في المطول‪ : 73 :‬يعلم‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫(?) في المطول‪ : 73:‬يستعمل‬ ‫‪6‬‬

‫(?) في المطول‪ : 73 :‬طول‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫(?) ما بين المعقوفتين ليس في م وال المطول‪.‬‬ ‫‪8‬‬

‫(?) المطول‪ ،73 :‬وانظر لزاما مختصر السعد‪301 - 298 :‬‬ ‫‪9‬‬

‫(?) في النسختين ‪"[ :‬أو كناي‪::‬ة" ]‪ ،‬وه‪::‬و خط‪::‬أ واض‪::‬ح لمخالفت‪::‬ه لعب‪::‬ارة المتن‪" :‬‬ ‫‪10‬‬

‫إجالل او إهانة كناية"‪.‬‬


‫(?) في ت‪ :‬يحصال‬ ‫‪11‬‬

‫(?) في ت‪ :‬المكون‬ ‫‪12‬‬

‫(?) في ت ‪ :‬وبشخص فأوال‬ ‫‪13‬‬

‫(?) في م ‪ :‬بترك‪.‬‬ ‫‪14‬‬

‫(?) ما بين المعقوفتين ساقط من ت ‪.‬‬ ‫‪15‬‬

‫‪81‬‬
‫شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون ‪ .‬قسم التحقيق ‪ .‬علم المعاني‬

‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫والموازنة‪ ،‬والتعديد‬
‫تقريٍر تقرير او هجن‪ٍVVVV‬ة‬ ‫‪َ -66 -66‬وكوُُن ه‬
‫او ت‪VVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVV‬وهيِم‬ ‫ِبالوص‪ِVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVVV‬ل للَّت فخيِم‬
‫أْو فقِد علِم س‪VVVVV‬امٍع غيَر‬ ‫‪ -67‬إيماٍء او توجـِه السامِع لـْه‬
‫الصلْه‬
‫( ش ) ه ذا ه و الن وع الث الث من المع ارف وه و الموص ول‪ ،‬وكان‬
‫الأولى تق ديم اسم الإش ارة علي ه لكون ه أعرف من ه؛ بدليل أن الس امع‬
‫يع رف مدلوله بالقلب والبصر بخلاف الموص ول(‪ ،)2‬لكن تبعن ا في ذلك‬
‫ترتيب أبي القاسم القزويني رحمه الله(‪.)3‬‬
‫قال التفتازاني‪" :‬و(‪ )4‬الموصول وذو اللام سواء في الترتيب(‪ ،)5‬ولهذا‬
‫صح جعل ﭽ ﮐ ﮑ ﭼ [الناس‪ ]٥ :‬صفة للخناس(‪ ،)6‬وتعريف المضاف كتعريف‬
‫المض اف إلي ه"(‪ ،)7‬ق ال(‪" :)8‬وم ا ذكرناه من الأعرفي ة ه و المنق ول عن‬
‫سيبويه(‪ ،)9‬وعليه الجمهور‪ ،‬وفيه(‪ )10‬مذاهب أخر"(‪ )11‬انتهى ‪.‬‬
‫وما ذكر من مساواة المض اف للمض اف إلي ه قي دوه بم ا إذا لم يكن‬

‫(?) مض‪::‬ى تعري‪::‬ف اإليج‪::‬از‪ ،23 :‬والمطابق‪::‬ة‪ ،38 :‬والتعلي‪::‬ل‪ ،53 :‬والجن‪::‬اس‬ ‫‪1‬‬

‫الناقص‪ ،34:‬والموازنة‪ ،50:‬والتعديد‪.78 :‬‬


‫(?) المطول‪.74 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫(?) التلخيص‪ ،27 – 26 :‬وهذه المتابعة من المؤلف وفاء من‪::‬ه بقول‪::‬ه في مقدم‪::‬ة‬ ‫‪3‬‬

‫المنظومة‪:‬‬
‫جـواهـرًا بـديعـَة التخليـِص‬ ‫‪ – 20‬ملتقـطا من ُد َر ِر "التـلخيـص"‬
‫‪ – 21‬سلكُت مـا أبـدى من التـرتيِب ومـا ألوُت الُجْهـد في التهذيِب‬
‫(?) كذا في النسختين وفي المطول‪[ : 74 :‬ثم]‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫(?) في ت‪ :‬الرتبة ‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫(?) ينظر هذا الدليل وغيره في أدلة النحاة عند كالمهم على تفاوت المع‪::‬ارف في‬ ‫‪6‬‬

‫التعريف ‪.‬‬
‫(?) المطول‪.74 :‬‬ ‫‪7‬‬

‫(?) أي التفتازاني وال داعي لهذه الكلمة هنا ألن كالم‪::‬ه في المط‪::‬ول متص‪::‬ل بم‪::‬ا‬ ‫‪8‬‬

‫قبله مباشرة ‪ ،‬انظر المطول‪.74 :‬‬


‫(?) س‪::‬يبويه ( ت‪ 180 :‬هـ ) ه‪::‬و أب‪::‬و بش‪::‬ر عم‪::‬رو بن عثم‪::‬ان بن قن‪::‬بر الح‪::‬ارثي‬ ‫‪9‬‬

‫بالوالء‪ ،‬إمام النحاة‪ ،‬انظر‪ :‬بغية الوعاة‪ ، 230 - 2/229 :‬األعالم ‪.81 /5 :‬‬
‫(?) كذا في النسختين‪ ،‬وفي المطول‪ : 74 :‬فيها‪.‬‬ ‫‪10‬‬

‫(?) المطول ‪. 74 :‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪82‬‬
‫شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون ‪ .‬قسم التحقيق ‪ .‬علم المعاني‬

‫مضافا إلى المضمر فإنه في رتبة العلم(‪ ،)1‬وينبغي على هذا القياس أن يكون‬
‫كل مضاف إلى نوع في رتب ة الذي يلي ه ‪ ،‬وعن الش يخ أبي حي ان(‪" :)2‬م ا‬
‫من معرف ة إلا وقي ل إنه ا أعرف المع ارف ح تى المعرف ة باللام"(‪ .)3‬ولق د‬
‫أحس ن التفت ازاني في تحقي ق المق ام الص الح للموص ولية بم ا نص ه‪" :‬والمق ام‬
‫الص الح للموص ولية ه و‪ :‬أن يص ح إحض ار الشيء بواس طة جملة معلوم ة‬
‫الانتساب إلى مشار إليه بحسب الذهن؛ لأن وضع الموصول على أن يطلقه‬
‫المتكلم على ما يعتقد أن المخاطب يعرفه لكونه(‪ )4‬محكومًا عليه بحكم حاص ل‬
‫له؛ فلهذا(‪ )5‬كانت الموصولات(‪ )6‬معارف بخلاف النكرة الموصوفة المختصة‬
‫بواحد؛ فإن تخصيصها(‪ )7‬ليس بحسب الوض ع‪ ،‬فقولك‪" :‬لقيت من ضربته"‬
‫إذا كانت (من) موص ولة معناه ا‪" :‬لقيت الإنس ان المعه ود بكون ه مضروبا‬
‫لك"‪ ،‬وإن جعلتها موص وفة فكأن ك قلت‪" :‬لقيت إنس انًا مضروبًا لك"‪ ،‬فه و‬
‫وإن تخص ص بكون ه مضروبًا لك لكن ليس(‪ )8‬بحس ب الوض ع؛ لأن ه‬
‫موضوع لإنسان لا تخصيص(‪ )9‬فيه‪ ،‬بخلاف الموصولة فإن وض عها على أن‬
‫تخصص(‪ )10‬بمض مون(‪ )11‬الص لة وتك ون معرف ة(‪ )12‬به ا‪ ،‬وه ذا ه و المق ام‬

‫(?) ارتشاف الضرب‪.908 /1 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ )?(2‬أب‪::‬و حي‪::‬ان (ت ‪745 :‬هـ) أب‪::‬و حي‪::‬ان محم‪::‬د أث‪::‬ير ال‪::‬دين بن يوس‪::‬ف بن على بن‬
‫يوسف ابن حيان الغرناطي األندلس‪::‬ي الجي‪::‬انى‪ ،‬من كب‪::‬ار العلم‪::‬اء بالعربي‪::‬ة والتفس‪::‬ير‬
‫والحديث والتراجم واللغات والقراءات‪ ،‬له عدد من المصنفات‪ ،‬من أشهرها ‪ ( :‬البحر‬
‫المحيط) في التفسير‪( ،‬ارتشاف الَّض َر ب من لسان الع‪::‬رب)‪ ،‬انظ‪::‬ر‪ :‬بغي‪::‬ة الوع‪::‬اة‪/1 :‬‬
‫‪ ، 285 - 280‬األعالم ‪152 /7 :‬‬
‫(?) لم أج‪:‬ده في كتب أبي حي‪:‬ان‪ ،‬وال‪:‬ذي في ارتش‪:‬اف الض‪:‬رب‪" : 908 /2 :‬ولم‬ ‫‪3‬‬

‫ي‪::‬ذهب أح‪::‬د إلى أن المض‪::‬اف أع‪::‬رف المع‪::‬ارف"‪ ،‬فلع‪::‬ل المنق‪::‬ول عن أبي حي‪::‬ان‬
‫متعلق بما كان معرفة أصالة ال الذي اكتسب التعريف باإلضافة‪ ،‬وانظر الم‪::‬ذاهب‬
‫في مسألة تفاوت المعارف في‪ :‬اإلنصاف في مسائل الخالف‪.709 – 707 /2 :‬‬
‫(?) كذا في النسختين‪ ،‬وفي المطول‪ :‬بكونه ‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫(?) كذا في النسختين‪ ،‬وفي المطول‪ :‬فلذا ‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫(?) كذا في ت ‪ ،‬والمطول‪، 74 :‬وفي م‪[ :‬الموصولة]‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫(?) كذا في النسختين‪ ،‬وفي المطول‪:‬تخصصها ‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫(?) كذا في ت ‪ ،‬وفي م‪[ :‬لكن ال ]‪ ،‬وفي المطول‪ :‬لكنه ليس ‪.‬‬ ‫‪8‬‬

‫(?) في المطول‪ :‬تخصص‪.‬‬ ‫‪9‬‬

‫(?) غير واضحة في م‪ ،‬وفي المطول‪ :‬يتخصص‪.‬‬ ‫‪10‬‬

‫(?) في ت‪ :‬بضمون‪.‬‬ ‫‪11‬‬

‫(?) في النسختين ‪ :‬معروفا بها‪ ،‬والتصويب من المطول‪.‬‬ ‫‪12‬‬

‫‪83‬‬
‫شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون ‪ .‬قسم التحقيق ‪ .‬علم المعاني‬

‫الصالح للموصول"(‪ )1‬انتهى كلامه ‪ ،‬وهو مفيد فتأمله‪.‬‬


‫ولنرجع إلى المقصود من النظم فنقول‪ :‬ذكرنا في ه ذين البيتين من‬
‫الأسباب الموجب ة أو المرجح ة لك ون المس ند إلي ه معرف ًا بالموص ولية س بعة‬
‫أمور(‪:)2‬‬
‫أحدها‪ :‬التفخيم أي‪ :‬التهويل والتعظيم‪ ،‬نحو قوله تعالى‪ :‬ﭽ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ‬
‫ﭫ ﭼ [طه‪ ،]78 :‬ﭽﮂ ﮃ ﮄﭼ [النجم‪ ،]٥٤ :‬ﭽ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﭼ [النجم‪.]١٦:‬‬

‫ﭽﭑﭒﭓﭔﭕﭼ‬ ‫الثاني‪ :‬تقرير الغرض المسوق له الكلام وتقويته‪ ،‬نحو‪:‬‬


‫[يوس ف‪ ،]٢٣ :‬ف الغرض الذي س يق له الكلام براءة يوس ف ونزاهت ه من‬
‫الفواحش‪ ،‬والمذكور أدل على نزاهت ه من امرأة العزيز أو "زليخا"(‪)3‬؛ لأن‬
‫كونه في بيتها ومولًى لها يوجب ش دة تمكنه ا من الم راودة‪ ،‬فإعراض ه عنه ا‬
‫وعدم انقياده إليها م ع كون ه منه ا به ذه المثاب ة يك ون غاي ة في نزاهت ه عن‬
‫الفحشاء(‪. )4‬‬
‫الثالث‪ :‬أن ي ؤتى ب ه موص ولًا لاس تهجان التصريح باسمه واس تقباحه‪،‬‬
‫والهجنة‪ :‬الكلام المعيب المستقبح(‪ ،)5‬ومث ال ه ذا قولك‪" :‬جاء الذي لقيت ه‬
‫أمس" ‪ -‬تريد رجلًا اسمه الكلب ‪ ،-‬ونحو ذلك‪.‬‬
‫المخاطب على وهمه وخطئه‪ ،‬نحو‪ :‬ﭽ[ﯞ](‪ )6‬ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥﭼ‬ ‫الرابع‪ :‬تنبيه‬
‫ﭽ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹﭼ [العنكبوت‪ ،]١٧ :‬ومنه قول‬ ‫[الأعراف‪، ]١٩٤ :‬‬

‫(?) المطول‪.74 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫(?) يالحظ أن المؤل‪::‬ف زاد على م‪::‬ا في التلخيص‪ :‬توج‪::‬ه الس‪::‬امع لم‪::‬ا س‪::‬يرد من‬ ‫‪2‬‬

‫الكالم‪ ،‬كما يالحظ أنه لم يشر إلى أن اإليماء إلى وجه بناء الخبر قد يجعل ذريع‪::‬ة‬
‫للتعظيم – وقد نص عليه القزويني في التلخيص‪ ،26 :‬ولعل عذره في ذلك أن هذا‬
‫الذي لم يذكره ليس غرضا رئيسا‪.‬‬
‫(?) روي أن زليخا هو اسم امرأة العزيز وقيل غ‪::‬ير ذل‪::‬ك انظ‪::‬ر كال من‪ :‬تفس‪::‬ير‬ ‫‪3‬‬

‫الط‪::‬بري‪ 62 /13 :‬وال‪::‬در المنث‪::‬ور‪ 216 – 215 /8 :‬وفي‪::‬ه أنه‪::‬ا زليخ‪::‬ة بالت‪::‬اء‬
‫المربوطة‪.‬‬
‫(?) وقيل‪ :‬إن اإلتيان بالموصول في اآلية لتقري‪:‬ر المس‪:‬ند إلي‪:‬ه‪ ،‬وقي‪:‬ل غ‪:‬ير ذل‪:‬ك‪،‬‬ ‫‪4‬‬

‫انظر‪ :‬مختصر السعد‪ ،305 /1 :‬مواهب الفتاح‪ ،305 /1 :‬حاشية الدس‪::‬وقي‪/1 :‬‬
‫‪.305‬‬
‫(?) انظر لسان العرب ( ﻫ ج ن ) ‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫(?) ساقط من ت‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪84‬‬
‫شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون ‪ .‬قسم التحقيق ‪ .‬علم المعاني‬

‫الشاعر‪:‬‬
‫يشفـي غليـَل صدوِرهم‬ ‫إن الذيـن تـرونـهْم إخواَنـكم‬
‫(‪)1‬‬
‫أن ُتصرعوا‬
‫وإلى هذا أشرنا بقولنا‪ ( :‬أو توهيم ) ‪ .‬فإن قلت‪ :‬ما في النظم مخالف‬
‫لما في الشرح لأن مقتضى الت وهيم إدخال ال وهم على الس ام ع‪ ،‬فتنبيه ه‬
‫على وهمه ليس توهيمًا له‪ ،‬بل إزالة لتوهيمه‪ ،‬قلت‪ :‬ليس التفعي ل بمقص ور‬
‫على معنى إدخال الشيء أو تحصيله بل يرد لمعان كثيرة(‪ ،)2‬منها م اذكرَت‬
‫نحو‪" :‬خّوفته"‪ ،‬و"فّرحته"‪ ،‬و"أّمنته"‪ ،‬و"حّزنت ه"؛ أي‪ :‬أدخلت علي ه الخ وف‬
‫والف رح والأمن(‪ )3‬والح زن وص يرته في ه‪ ،‬ومنه ا‪ :‬تكث ير الفع ل‪ ،‬كحّمدت ه‬
‫وكّرمت ه‪ ،‬ومنه ا إزالة الفع ل‪ :‬كمرض ته وفزعت ه‪ ،‬أي‪ :‬أزلت عن ه الم رض‬
‫والفزع‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﭽ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭼ [سبأ‪]٢٣ :‬؛ أي أزيل الفزع عنه ا ‪،‬‬
‫ومنه ا الحكم علي ه بالشيء ونسبته إلي ه وتوقيف ه‪ ،‬كما تق ول جّهـلت فلانا‬
‫ووّهمت ه أي‪ :‬عّر فت ه بجهله أو وهم ه‪ ،‬ووقّــفته علي ه‪ ،‬وحكمت ب ه علي ه‪،‬‬
‫و(التوهيم) هن ا يص ح أن يك ون بمع نى الإزالة‪ ،‬أو بمع نى الحكم بالوهم‬
‫والتوقيف عليه‪.‬‬
‫الخ امس‪ :‬الإيم اء ‪ -‬أي‪ :‬الإش ارة ‪ -‬إلى وجه بن اء الخبر؛ بأن‬
‫يكون في الصلة ما يشعر به؛ فيكون جعل المسند إليه موصولًا حينئ ذ‬
‫إيماء ‪ -‬أي‪ :‬إشارًة ‪ -‬إلى طريق بناء الخبر من أي شيء هو من ث واب‬
‫أو عقاب أو مدح أو ذم أو ن حو ذلك‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪ :‬ﭽ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ‬
‫ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭼ [ غافر‪] 60 :‬؛ ف إَّن في جعله موص ولًا إيم ا ًء إلى أن الخبر‬
‫المبني عليه من جنس العقاب والإذلال بخلاف ما إذا كان علمًا ‪.‬‬

‫(?) البيت من الكامل وقائله‪ :‬عبدة بن الطبيب‪ ،‬انظر‪ :‬الشعر والشعراء ‪،717 /2‬‬ ‫‪1‬‬

‫ومعاهد التنصيص‪ ،102- 100 /1 :‬وحل العويص‪.61 - 59 :‬‬


‫(?) انظ‪::‬ر ه‪::‬ذه المع‪::‬اني وغيره‪::‬ا في ‪ :‬الممت‪::‬ع في التص‪::‬ريف ‪- 188 /1 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪،189‬شرح شافية ابن الحاجب‪.93-1/92 :‬‬


‫(?) في م ‪ :‬األمان‪ ،‬وكال النسختين صحيح لكن األكثر ذكرا مع الخوف إنم‪::‬ا ه‪::‬و‬ ‫‪3‬‬

‫األمن ال األمان؛ فلذلك أثبته‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫شرح الجوهر المكنون في صدف الثالثة الفنون ‪ .‬قسم التحقيق ‪ .‬علم المعاني‬

‫السادس‪ :‬أن يؤتى بالمس ند إلي ه موص ولا(‪ )1‬ليتوجه ذهن الس امع لم ا‬
‫سيرد ليأخذ منه‪ ،‬كقوله‪ :‬ﭽﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭼ [الزمر‪ ،]٣٣ :‬وإليه الإشارة بقولنا‬
‫"أو توجه السامع له"‪ ،‬أي‪ :‬وليحصل توجه ذهن الس امع له(‪ ،)2‬أي للمس ند‬
‫إليه‪ :‬فيتشوف لخبره‪.‬‬
‫السابع‪ :‬ألا يكون السامع عالمًا بشيء من أحوال المسند إليه المختصة‬
‫ب ه إلا الص لة(‪ )3‬فتعرف ه له به ا‪ ،‬كقولك‪" :‬الذي أطعمن اه أمس جاءنا‬
‫اليوم" ‪ -‬في خطابك لمن لا يعرف من ه إلا ذلك ‪ ،-‬وه و مع نى قولن ا ‪( :‬‬
‫أو فقد علم س‪VV‬امع غير الصلة )‪ ،‬أي‪ :‬ويع رف بالموص ولية أيض ًا لع دم علم‬
‫السامع‪ ،‬وفي معناه ألا يكون للمتكلم أو لهما معًا علم بغير الصلة‪ ،‬كقولك‪:‬‬
‫"الذي(‪ )4‬حولن ا من الجن لا نع رفهم"‪ ،‬أو‪" :‬لا أعرفهم" ‪-‬إن أف ردت‬
‫نفس ك‪ ،)5(-‬وقولن ا‪ ( :‬أو فقد ) مص در مض اف إلى فاعله المض اف إلى‬
‫فاعله أيضا‪ ،‬ومفعول ( فقد ) ( غيَر الصلة )‪.‬‬
‫وفي البيتين‪ :‬الإيجاز‪[ ،‬والوصل‪ ،‬والتعديل‪ ،‬والموازنة] (‪.)7( )6‬‬

‫(?) في ت ‪[ :‬موالصوال]‬ ‫‪1‬‬

‫(?) ساقطة في ت‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫(?) غير واضحة في م ‪ ،‬وكأنها ‪ [ :‬لصلة]‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫(?) كذا في النسختين‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫(?) قال السعد التفتازاني في المطول‪ 74:‬م‪::‬ا نص‪::‬ه‪" :‬ولم يتع‪::‬رض لم‪::‬ا ال يك‪::‬ون‬ ‫‪5‬‬

‫للمتكلم أو لكليهما علم بغير الصلة نحو‪ " :‬الذين في ديار الش‪::‬رق ال أع‪::‬رفهم "أو"‬
‫ال نعرفهم " لقلة جدوى هذا الكالم وندرة وقوع‪::‬ه "‪ ،‬وانظ‪::‬ر مختص‪::‬ر الس‪::‬عد‪/1 :‬‬
‫‪ ،303‬مواهب الفتاح‪ ،302 /1 :‬حاشية الدسوقي‪.302 /1 :‬‬
‫(?) ما بين المعقوفتين ساقط من م ‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫(?) مضى تعري‪::‬ف اإليج‪::‬از‪ ،23 :‬والوص‪::‬ل ‪ ، 33 :‬والتع‪::‬ديل – عن‪::‬د المؤل‪::‬ف ‪-‬‬ ‫‪7‬‬

‫هو ‪ :‬سوق معاني متالئمة في جمل مستوية األقدار ومتقاربة على المق‪::‬اطع‪،‬انظ‪::‬ر‬
‫النص المحقق عند البيت رقم‪ ،277 :‬ومضى تعريف الموازنة ‪. 50:‬‬

‫‪86‬‬

You might also like