You are on page 1of 83

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫ماجستير دراسات إسالمية معاصرة‬

‫بحث بعنوان‬
‫حكم الموسيقى في اإلسالم‬

‫إعداد‬
‫سيما راتب عدنان أبو رموز‬

‫إشراف‬
‫الدكتور حسام الدين عفانة‬

‫القدس‪ -‬فلسطين‬
‫‪1426‬هـ ‪ 2005-‬م‬

‫‪1‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫شكر‬

‫قال رسول هللا – صلى هللا عليه وسلم – ( من ال يشكر‬


‫الناس ال يشكر هللا )‬

‫‪2‬‬
‫أخرجه الترمذي برقم ‪ 1954‬وقال عنه‪ :‬حديث حسن صحيح‬

‫أتقدم بجزيل الشكر والعرفان إلى مدرس مادة اإلسالم‬


‫والفنون د‪ .‬حسام الدين عفانه جزاه هللا خيرًا ‪ ،‬حيث‬
‫وسع مداركنا في هذه المادة ‪ ،‬لكثير من المواضيع الهامة‬
‫التي غفل عنها معظم الناس‪.‬‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫المقدمة‬

‫إن الحمد هلل‪ ،‬نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره‪ ،‬ونتوب إليه‪ ،‬و نعوذ باهلل من شرور‬
‫أنفسنا ومن سيئات أعمالنا‪ ،‬من يهده اهلل فال مضل له‪ ،‬ومن يضلل فال هادي له‪.‬واشهد أن ال اله‬
‫إال اهلل وحده ال شريك له‪ ،‬واشهد أن محمدا عبده ورسوله ‪-‬صلى اهلل عليه وعلى آله وصحبه و‬
‫سلم‪-‬تسليما كثيرا‪ ،‬وبعد‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫قال تعالى } يا أيها الذين آمنوا اتقوا اهلل حق تقاته وال تموتن إال وأنتم‬
‫مسلمون { ] آل عمران ‪[ 102 :‬‬
‫قال تعالى } يا أيها الذين آمنوا اتقوا اهلل وقولوا قوًال سديدًا ‪ ،‬يصلح لكم‬
‫]‬ ‫أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع اهلل ورسوله فقد فاز فوزًا عظيمًا {‬
‫األحزاب ‪[ 71-70 :‬‬

‫إن مسألة الموسيقى من القضايا الهامة التي ناقشها المتقدمون والمتأخرون ‪.‬‬
‫ولكن هذه المسألة تستحق البحث في الوقت الحالي‪ ،‬ألن الناظر الى الواقع الذي تعيشه األمه من‬
‫ترف وبزخ وغفله‪ ،‬يجد البالء الذي انتشر بالمجتمع انتشار النار في الهشيم‪ ،‬حيث انغمس الناس‬
‫في الموسيقى واللهو والطرب‪.‬‬
‫وكان سبب اختياري لهذا البحث أن هذا موضوع شاع كثيرًا في زمننا حيث ال يخلو بيت تقريبًا‬
‫من وجود غناء يصحبه موسيقى ‪ ،‬وإذا ما استقل الفرد حافلة فرض عليه سماع الموسيقى من‬
‫المذياع ‪ ،‬وفي الطريق يسمعها من المحالت التجارية‪ ،‬وكثر اآلن وجود محالت متخصصة لبيع‬
‫أشرطة الموسيقى‪ ،‬ويعتبر الحديث عن الموسيقى من أهم أحاديث الفتيات في المدارس ‪ ،‬وحديث‬
‫الشباب والكبار والصغار عن آخر أغنية نزلت حديثًا ‪،‬وتقريبًا ال يخلو برنامج في التلفاز من‬
‫وجود موسيقى حتى أثناء نشرة األخبار‪ ،‬والبعض ال يستطيع النوم إّال على أنغامها‪ ،‬وكثرت إقامة‬
‫الحفالت المتخصصة في هذا المجال ‪ ،‬هذا باإلضافة إلى األعراس َفَّحدث عنها وال حرج‪.‬‬
‫وبالتالي نجد أن الموسيقى مما عمت به البلوى في العالم اإلسالمي ككل ‪.‬‬

‫هذا كله كان يشعرني باألسى لواقع هذا المجتمع الذي نسأل هللا أن يهديه ويوفقه‪ ،‬ولكن لم يكن لي‬
‫القدرة على القول بالحرمة حيث ال أعلم األدلة الشرعية الواردة فيها ولألسف لم أكن أبحث عنها‬
‫مع أن األصل في اإلنسان المسلم البحث عن الفتوى وأخذها من مظانها من الكتب ومن العلماء‬
‫الجهابذة ‪.‬‬
‫وفي بداية دراستنا لمادة اإلسالم والفنون كنت متلهفه لمعرفة الحكم الشرعي لهذه المسألة ‪،‬‬
‫وبالتالي بدأت البحث عن نظرة اإلسالم الى الموسيقى‪.‬‬
‫وقد وجدت أثناء جمعي للمعلومات أن عددًا كبيرًا من العلماء على مدار السنين ‪ ،‬قد بحثوا في هذا‬
‫الموضوع‪.‬‬

‫وقد قمت بتقسيم البحث الى أربعة مباحث ‪:‬‬


‫المبحث األول ‪ :‬تعريف الموسيقى وطبيعتها عند الغرب ونشأتها وآالتها‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬تعريف الموسيقى وطبيعتها عند الغرب ونشأتها‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬اآلالت الموسيقيه‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬مباحث العلماء في اآلالت الموسيقيه‬


‫المطلب األول ‪ :‬المذهب الحنفي‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬المذهب المالكي‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬المذهب الحنبلي‬
‫المطلب الرابع ‪ :‬المذهب الشافعي‬

‫‪4‬‬
‫المطلب الخامس ‪ :‬مذهب ابن حزم‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬أدلة المحرمين والمبيحين لآلالت الموسيقية ومناقشتها‪.‬‬


‫المطلب األول ‪ :‬أدلة المحرمين لآلالت الموسيقية ومناقشتها‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬أدلة المبيحين لآلالت الموسيقية ومناقشتها‬

‫المبحث الرابع ‪ :‬حكم التداوي بالموسيقى وحكم األناشيد اإلسالمية ‪.‬‬


‫المطلب األول ‪ :‬حكم التداوي بالموسيقى‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬حكم األناشيد اإلسالمية‬

‫وكان منهجي في البحث‬


‫‪ )1‬عزوت اآليات القرآنية الى مواطنها من كتاب هللا –سبحانة وتعالى‪. -‬‬
‫‪ )2‬خّر جت األحاديث الواردة في البحث‪.‬‬
‫‪ )3‬رجعت الى الكتب المعتمده لدى الفقهاء وأخذت منها ادلتهم ومناقشاتهم‪.‬‬
‫‪ )4‬ترجمت لبعض األعالم الوارد ذكرهم في البحث من الكتب المعتمدة في ذلك‪.‬‬
‫‪ )5‬شرحت بعض الكلمات الغريبة في البحث وذلك بالرجوع الى المعاجم‪.‬‬
‫‪ )6‬ثم إني ختمت البحث بملحق وهو عباره عن استبيان سألت الناس فيه عدة أسئلة عن‬
‫الموسيقى ‪.‬‬
‫‪ )7‬أرفقت البحث بالفهارس العلمية التالية‪:‬‬
‫‪ . 1‬فهرس اآليات القرآنية الواردة في البحث‪.‬‬
‫‪ . 2‬فهرس األحاديث النبوية الواردة في البحث‪.‬‬
‫‪ .3‬فهرس اآلثار‪.‬‬
‫‪ .4‬فهرس األعالم الذين ورد ذكرهم في البحث‪.‬‬
‫‪.5‬فهرس المصادر والمراجع‪.‬‬
‫‪ .6‬فهرس المحتويات‪.‬‬

‫أخيرًا فهذا جهدي المتواضع الذي أتمنى من هللا أن يكون نور لي وهداية ‪،‬ورحمه من هللا‪ -‬سبحانه‬
‫وتعالى‪ -‬إلكمال المسيرة التعليمية في سبيل هللا ‪ ،‬فأي تقصير في هذا البحث هو من عندي ‪ ،‬وهللا‬
‫يعلم أنه من غير قصد مني ‪ ،‬وهللا الموفق وصلى هللا عليه وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى‬
‫أله وصحبه أجمعين‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫المبحث األول‬
‫تعريف الموسيقي وطبيعتها عند الغرب ونشأتها وآالتها‬

‫المطلب األول ‪ :‬تعريف الموسيقي وطبيعتها عند الغرب ونشأتها‬

‫‪1‬‬
‫الموسيقى لغة‪ :‬لفظ يوناني يطلق على فنون العزف على آالت الطرب‬
‫‪2‬‬
‫ولفظة موسيقي بالالتينية فهي مشتقة من لفظة موس ومعناها اله من آلهات الفنون‬

‫علم الموسيقى‪ :‬علم يبحث فيه عن أصول النغم من حيث التآلف أو التنافر و أحوال األزمة‬
‫‪3‬‬
‫المتخللة بينها‪ ،‬ليعلم كيف يؤلف اللحن‬

‫طبيعة الفن الموسيقي عند العرب‬

‫ليست المكانة الرفيعة التي تحتلها الموسيقي وليدة التطورات الحديثة التي مربها هذا‬
‫الفن‪ ،‬بل لقد كان القدماء يؤمنون بأن للموسيقى في النفس تأثيرًا يتجاوز تأثير سائر الفنون فيه‪،‬‬
‫و آية ذلك تلك القصص و األساطير العديدة التي نسبت إلى الموسيقى قوى خارقة تؤثر على‬
‫الطبيعة‪ ،‬فتحرك الجبال مثًال‪ ،‬أو على النفس االنسانيه‪ ،‬فتجعلها تنقاد ألغراء عرائس البحر مع‬
‫أن في ذلك حتفها‪.‬‬
‫وفي عالم العقائد كان للموسيقي أهمية كبرى حيث كانوا يستعينون بالموسيقى في بث‬
‫األيمان بها في نفوس الناس حيث كانت الموسيقى األوروبية خالل العصور الوسطى مرتبطة‬
‫بالكنيسة ومن العقائد ما كانت تحرم الموسيقى او تراها اقرب الى الحالل البغيض ‪.4‬‬

‫‪ 1‬إبراهيم أنيس ‪ ،‬عطية الصوالحي عبد الحليم منتصر ‪ ،‬محمد خلف اهلل أحمد ‪ ،‬الوسيط ‪ ،‬جـ‪930 /1‬‬
‫قسطندي رزق ‪،‬الموسيقى الشرقية والغناء العربي ‪ ،‬ص‪ ،32‬القاهرة ‪،‬مكتبة مدبولي‪2000 ،‬م ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫المصدر السابق ج‪. 930 /‬‬ ‫‪3‬‬

‫د‪ .‬فؤاد زكريا ‪ ،‬التعبير الموسيقي ‪ ،‬ص‪ ، 8‬مكتبة مصر ‪،‬ط ‪1،1956‬م‬ ‫‪4‬‬

‫‪6‬‬
‫قال هوجوال‪ " :‬ان الحضارة في أي عصر من العصور تعتمد على الحياة االجتماعية‬
‫والتاريخ السياسي واألحوال الجغرافية‪ ،‬الى جانب اعتمادها على لغة البلد‪ ،‬ومن ثم فهناك‬
‫صلة ضرورية بين الموسيقى وبين هذه الموضوعات كافة‪ ،‬وفضًال عن ذلك فان الموسيقى‬
‫تستند إلى أساس علمي يتضمن الطبيعة والرياضيات‪ ،‬كما ان بينها وبين كل من األدب وسائر‬
‫الفنون روابط وثيقة الى حد ما‪ ،‬ولقد تأثرت الموسيقى بالشعر وفن العماره والنحت والتصوير‬
‫والرقص والتمثيل والفنون اآللية ‪ ،‬كما إنها قد كانت موضع اهتمام الفلسفة والتأمل في المعنى‬
‫الباطني للحياة اإلنسانية ‪".‬‬

‫وأضاف قائًال‪ " :‬منذ القدم أي من اكثر من ألفي سنة ‪،‬خضعت جميع اإلنجازات في الموسيقى‬
‫ألحوال الحضارة في العصور المختلفة ‪ ،‬وبالتالي توقعوا تأثر الموسيقى الحديثة بالتربة‬
‫التي نشأت فيها كما توقعوا انعكاس معتقدات العصر الحالي واألحوال الفكرية واألخالقية‬
‫‪1‬‬
‫واالجتماعية واالقتصادية السائدة عليها "‬

‫" ونحن نحيا في عصر حافل بالقلق والتشكك والتبَّر م ‪ ،‬و نزعم أننا نكافح للحصول على‬
‫شيء جديد أفضل ‪ ،‬على أنه من واجبنا أن نذكر تلك الحقيقة المؤلمة و هي أننا نسير على‬
‫غير هدى محاولين العثور على مخرج من متاعبنا و هذا هو نفس الموقف في الموسيقى‬
‫‪2‬‬
‫الحديثة ‪ ،‬إذ هناك الكثير من االضطراب ‪".‬‬

‫هوجوال بختنتريت ‪ ،‬الموسيقى والحضارة‪ ،‬ترجمة د‪.‬أحمد حمدي محمود ‪ ،‬مراجعة د‪ .‬حسين فوزي‪ ،‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،7‬الهيئة المصرية العامة للكتاب ‪1998 ،‬م ‪.‬‬


‫المصدر نفسة ص ‪.276‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪7‬‬
‫أصل الموسيقى و نشأتها‬

‫الموسيقى من أقدم الفنون عهدًا في تاريخ اإلنسان و ال يُعلم أصلها بوجه التحقيق‪،‬وقد‬
‫أدجنت سماؤها و تنكرت معالمها أحقابًا متطاولة لعجز األقدمين عن استقراء حقائقها‪.‬‬
‫ومما ال تخالطه شبهه أن الموسيقى كانت في أول عهدها مقصورة على الصوت الطبيعي أي‬
‫أن الموسيقى عبارة عن إيجاد لعناصر الطبيعة ( كصوت الطيور و الحيوانات و األنهار و‬
‫األشجار و غيرها ) ‪ ،‬إلى أن تنبه اإلنسان بذكائه على سبيل اإلنفاق إلى اختراع اآلالت عند‬
‫سماعه صفير الهواء المتولج في الثقوب‪ ،‬فاستعمل للنفخ أنابيب القصب‪ ،‬و للعزف أوتار‬
‫‪1‬‬
‫القسّي ‪ .‬و قد وصلت الموسيقى إلى العرب عن طريق اليونان الفرس ‪.‬‬

‫و لقد استخدم أهل الصناعات الموسيقى‪ ،‬و دخلت اآلن في عالم الطب كعالج نفسي ‪ ،‬وفي‬
‫عالم الحرب كوسيلة لبث الشجاعة و الحماسة في نفوس الجنود ‪ ،‬و هكذا دخلت الموسيقى‬
‫وآالتها في األجهزة الحديثة المخترعة و النظريات المستجدة ‪ ،‬و حياة كثير من الناس ‪،‬‬
‫وأنشأت المعاهد لتعليم الموسيقى ‪ ،‬و مازالت الدراسات حولها مستمرة مع الشك في قيمة‬
‫التجديدات الموسيقية و النظر إليها بحذر ألن التجديد فيها يؤدي إلى اضطراب في النفوس ‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫قسطنيدي رزق ‪ ،‬الموسيقى الشرقية و الغناء العربي ‪ ،‬ص ‪ .34 ، 30‬وانظر د‪ .‬فؤاد زكريا‪ ،‬التعبير‬ ‫‪1‬‬

‫الموسيقي‪ ،‬ص ‪.10‬‬

‫‪ 2‬الفيلسوف و فن الموسيقى – من كالم المترجم د ‪ .‬فؤاد زكريا ‪ ،‬ص ‪ ، 8‬بواسطة أحمد القضاه‪ ،‬الشريعة‬
‫اإلسالمية والفنون ‪ ،‬ص ‪ ، 184‬بيروت ‪ ،‬دار الجيل ‪ ،‬عّم ان ‪ ،‬دار عمار ‪ ،‬ط ‪ 1408 ، 1‬هـ –‪ 1988‬م ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪1‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬اآلالت الموسيقية‪:‬‬
‫صنف " باير " األدوات الموسيقية مستندًا إلى الصوت و تشمل‪:‬‬
‫أوًال‪ :‬اآلالت الوترية‪ :‬و هي اآلالت التي يستخدم فيها الوتر أو األوتار في إخراج‬
‫األصوات‪ :‬و يندرج تحتها اآلالت مختلفة منها ‪:‬‬
‫‪ -1‬الجنك‪ :‬عبارة عن صندوق صوتي مقوس تخرج منه رقبة تنزل منها أوتار بمحاذاة طولية‬
‫و متعامدة عليه تقريبًا‪ ،‬بعكس أوتار العود أو القيثارة‪ ،‬و العازفون على هذه اآللة غالبًا ما‬
‫كانوا من النساء‬
‫‪ -2‬العود وعائلته‪ :‬يعتبر العود من أهم اآلالت الوتريه بل الموسيقية‪ ،‬وهو يتكون من صندوق‬
‫صوتي مصنوع من الخشب بشكل كمثري‪ ،‬تتصل به رقبه وتشد على وجه الصندوق أوتار‬
‫بصورة متوازية من أحد أطرافه إلى نهاية العنق‪ ،‬ومما يشبه العود الطنبور او الكمان‬
‫والكيتار‪.‬‬
‫‪ -3‬الكناره ‪ :‬أداه موسيقية تتكون من صندوق صوتي ‪ ،‬يستند الى ساقين جانبين‪ ،‬األول يخرج‬
‫من مقدمة الصندوق فيما يخرج الثاني من مؤخرته ‪.‬‬
‫وتعرف باسم السمسمية او الطنبوره‬
‫‪ -4‬الربابة‪ :‬آلة وترية شعبية منتشرة في مناطق مختلفة في فلسطين وهي عبارة عن صندوق‬
‫صوتي مستطيل او مربع ذو جانبين مقوسين الى الداخل يوضع علية وتره‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬اآلالت اإليقاعية‪ :‬هي اآلالت التي يخرج منها الصوت بطريقة مختلفة اإليقاع او‬
‫الضرب والنقر‪ ،‬وتسمى أيضًا بآالت الضرب أو آالت النقر‪ ،‬وتنقسم هذه اآلالت الى نوعين‪:‬‬

‫أ‪ -‬اآلالت ذات الرق‪ :‬حيث يكون النقر فيها على جلد رقيق مشدود على االطار الصندوقي‬
‫الصوتي‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫‪ -1‬الطبل‪ :‬ان الطبل الكبير المستدير هو اقدم أنواع الطبول المعروفة ويسمى بالكََبر‬

‫انظـ ـ ــر في مطلب اآلالت الموسـ ـ ــيقية الى‪ :‬نعيم السـ ـ ــعدي‪ ،‬أحم ـ ـ ــد العدارب ـ ـ ــة‪ ،‬اآلالت الموس‪6666‬يقية التقليدي‪6666‬ة‬ ‫‪1‬‬

‫الفلسطينية‪ ،‬ص ‪ ،32-18‬أضواء للتصميم و اإلنتاج الفني‪ ،‬ط ‪ 2000 ،1‬م‪ .‬و أحمد مصطفى علي القضاه ‪،‬‬
‫الشريعة اإلسالمية و الفنون ‪ ،‬ص ‪ ، 186-185‬بــيروت ‪ ،‬دار الجيــل ‪ ،‬عّم ان ‪ ،‬دار َع َم ار ‪ ،‬ط ‪1408 ، 1‬‬
‫هـ –‪ 1988‬م ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ -2‬الدف‪ :‬يتشكل الدف من إطار صلصالي و الحقًا خشبي ويكون مستدير يثبت على أحد‬
‫وجهيه الجلد‪.‬‬
‫‪- 3‬الطبلة‪( :‬الدربكة )‪ :‬شكل أسطواني قطرة دائرته التي يثبت عليها الجلد ضعف قطر‬
‫الدائرة المقابلة وتسمى الكوبة‪.‬‬

‫ب) اآلالت المصوتة بذاتها ‪:‬وتصنع من قطع مختلفة باشكال مختلفة‪ ،‬وتستعمل بضرب بعضها‬
‫ببعض‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫‪ -1‬الكاسات‪ :‬جمع كأس وهي عبارة عن صنجات من نحاس تشبه الى حد ما الترس الصغير‪،‬‬
‫يدق أحدهما بالآخر بإيقاع مخصوص‪.‬‬
‫‪-2‬والمصفقات ‪ -3‬الصنوج وغيرها‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬اآلالت الهوائية ( النفخية )‪ :‬وهي التي يخرج منها الصوت بطريقة النفخ و يندرج‬
‫تحت هذا القسم آالت مختلفة منها‪:‬‬
‫‪ -1‬الشبابة‪ :‬و تسمى الناي‪ ،‬و هي قصبة جوفاء مفتوحة الطرفين و يقع النفخ فيها مباشرة‬
‫على حافة فتحتها المواجهة لشفتي النافخ‪ ،‬و يصنع من القصب أو المعدن‪.‬‬
‫‪ -2‬المزمار‪ :‬اسطوانة من خشب أسفلها على شكل مخروط مجوز و في رأسها قشه للصفير‪،‬‬
‫و له أسماء عديدة مثل المجوز‪ ،‬المزادج‪ ،‬اليراع‪ ،‬و غيرها‪.‬‬
‫‪ -3‬البوق أو النفير‪ :‬أنبوب من النحاس ذات شكل أسطواني لمسافة ثالثة أرباع ثم شكل‬
‫مخروطي في الربع الباقي و ينتهي باتساع يشبه الجرس‪.‬‬
‫‪ -4‬القرن‪ :‬أنبوب بشكل قرن و كان يعمل من القرون المجففة لبعض الحيوانات ثم يثقب و‬
‫ينفخ فيه‪.‬‬
‫‪ -5‬الشعبية‪ :‬تتألف من عدة أنابيب مختلفة الطول ‪ ،‬توضع في داخل إطار بصورة رأسية‬
‫متوازنة‪ ،‬مع إلغالق النهايات السفلى لألنابيب‪ ،‬و هي تصنع من الخشب أو العاج أو‬
‫المعدن‪.‬‬
‫‪ -6‬المشتق‪ :‬عبارة عن صندوق صوتي عليه أنابيب مختلفة يتصل بها عن طريق الصندوق‬
‫أنبوب أعوج للنفخ فيه‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫مذاهب العلماء في اآلالت الموسيقية‬

‫المطلب األول‪ :‬مذهب الحنفية‬


‫ذهب علماء الحنفية إلى تحريم اآلالت الموسيقية بأنواعها المختلفة‪ ،‬الوترية واإليقاعية‬
‫والهوائية ‪ ،‬وأحلوا فقط الُّد ف وطبل الغزاة‪.‬‬

‫جاء في كتاب االختيار لتعليل المختار ‪ ":‬واستماع المالهي حرام كالضرب بالقضيب والّد ف‬
‫والمزمار وغير ذلك‪ ،‬فإن سمعه بغتة يكون معذورًا ويجب ان يجتهد أن ال يسمعه لما روي "‬
‫أنه عليه الصالة والسالم أدخل اصبعيه في اذنيه لئال يسمع صوت الشبابة‪. 1‬‬
‫سئل أبو يوسف‪ :2‬أيكره الّد ف في غير العرس تضربه المرأة للصبي في غير فسق؟ قال ‪ :‬ال‪.‬‬
‫وقال أبو يوسف‪ :‬في دار يسمع فيها صوت المزامير والمعازف ُأدخل عليهم‪ ،‬بغير اذنهم ألن‬
‫النهي عن المنكر فرض‪ ،‬ولو لم يجز الدخول بغير إذن المتنع الناس عن إقامة هذا الفرض"‪.3‬‬

‫يشير إلى حديث نافع مع ابن عمر‪،‬وهو حديث صحيح صححة األلباني‪،‬وسيأتي‪ -‬إن شاء اهلل‪ -‬الحديث عنه‬ ‫‪1‬‬

‫ص ‪.42‬‬
‫هو يعقوب بن ابراهيم بن حبيب األنصاري ‪ ،‬هو الُم قدم من بين أصحاب اإلمام أبي حنيفة وأخذ الفقه عنه‬ ‫‪2‬‬

‫وهو من الثقات ‪ ،‬وكان قاضي القضاه في زمن الدولة العباسيه وله تآليف كثيره‪ ،‬وهو أول من دون كتبًا في‬
‫المذهب الحنفي ومن كتبه الخراج والوصايا واختالف األمصار وغيرها‪،‬ولد سنة ‪ 113‬هـ‪ ،‬ومات ببغداد سنة‬
‫‪ 182‬هـ ‪ .‬انظر ترجمته في حاّج ي خليفه ‪ ،‬مصطفى بن عبد اهلل القسطنطي الرومي الحنفي الشهير بالمال‬
‫كاتب الجلبي عاش بين ‪ 1017‬هـ – ‪ 1067‬م ‪،‬كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون‪ ،‬هداية العارفين في‬
‫أسماء المؤلفين وأثار المصنفين من كشف الظنون ‪ ،‬مؤلفه اسماعيل باشا البغدادي‪،‬جـ‪ ،6/536‬بيروت – دار‬
‫الفكر‪ ،1410‬هـ – ‪ 1990‬م‪ .‬محيي الدين أبي محمد عبد القادر بن محمد بن محمد بن نصر اهلل بن سالم بن‬
‫أبي الوفاء القرشي الحنفي المتوفى سنة ‪ 775‬هـ ‪ ،‬الجواهر المضيئه في طبقات الحنفيه ‪ ،‬تحقيق الدكتور عبد‬
‫الفتاح محمد الحلو ‪،‬جـ‪ ،3/611‬مؤسسة الرساله ‪ ،‬الطبعه الثانيه ‪1413 ،‬هـ –‪ 1993‬م‪.‬‬
‫الموصلي‪ ،‬عبد اهلل بن محمود بن مودود ‪ ،‬خرج احاديثه وضبطه وعلق عليه الشيخ خالد عبد الرحمن العك‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫جـ‪ ،4/206‬بيروت‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬ط ‪1419 ،1‬هـ ‪1998-‬م‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫قال السرخسي‪ " 1:‬وال تجوز اإلجارة على شيٍء من الغناء والنوح والمزامير والطبل وشيء‬
‫‪2‬‬
‫من اللهو‪ ،‬ألنه معصية واالستئجار عليه باطل‪.‬‬

‫"وال يجوز اإلجارة على شيء من الغناء واللهو والنوح والمزامير والطبل‪ ،‬أما إذا كان لغيره‬
‫‪3‬‬
‫فال بأس‪ ،‬كطبل العرس"‬

‫وجاء في حاشية ابن عابدين‪ :‬وضرب األوتار من الطنبور‪ 4‬والبربط‪ 5‬والرباب‪ 6‬والقانون‬
‫‪7‬‬
‫والمزمار والصنج والبوق فإنها كلها مكروهة النها زي الكفار"‪.‬‬

‫جاء في بدائع الصنائع ‪ :‬يكره بيع المزامير‪.8‬‬

‫هو محمد بن أحمد بن أبي سهل السرخسي ‪ ،‬أبو بكر شمس األئمة‪ ،‬صاحب كتاب المبسوط ‪ ،‬أحد الفحول‬ ‫‪1‬‬

‫األئمة الكبار أصحاب الفنون ‪ ،‬كان إمامًا ‪ ،‬عالمة ‪ ،‬حجة ‪ ،‬متكلمًا ‪ ،‬فقيهًا ‪ ،‬أصوليًا ‪ ،‬مناظرًا ‪ ،‬له عدة‬
‫مصنعات كلها معتمد عليها ‪ ،‬شرح كتاب الكسب للشيباني وشرح أدب القاضي ألبي يوسف‪ ،‬مات سنة‬
‫‪ 490‬هـ ‪.‬‬

‫انظر ترجمتة في ‪ ،‬حاّج ي خليفه ‪ ،‬مصطفى بن عبد اهلل القسطنطي الرومي الحنفي الشهير بالمال كاتب‬
‫الجلبي عاش بين ‪ 1017‬هـ – ‪ 1067‬م ‪،‬كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون‪،‬جـ‪.6/76‬‬
‫محيي الدين أبي محمد عبد القادر بن محمد بن محمد بن نصر اهلل بن سالم بن أبي الوفاء القرشي الحنفي‬
‫المتوفى سنة ‪ 775‬هـ ‪ ،‬الجواهر المضيئه في طبقات الحنفيه‪،‬جـ‪.82-3/78‬‬
‫شمس الدين‪ ،‬المبسوط ‪ ،‬جـ‪ ،16/38‬بيروت‪ ،‬دار المعرفة‪ 1409 ،‬هـ ‪ 1989 -‬م‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 3‬زين بن ابراهيم بن محمد بن محمد بن بكر ‪ ،970-926‬البحر الرائق شرح كنز الدقائق‪ ،‬ج‪،8/23‬‬
‫بيروت‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬بواسطة ‪CD‬مكتبة الفقة وأصولة‬
‫‪ 4‬الطنبور‪ :‬آله من آالت اللعب واللهو والطرب‪ ،‬ذات عنق وأوتار‪ .‬انظر إلى ‪،‬إبراهيم عطية الصوالحي‘ عبد‬
‫الحليم منتصر‪ ،‬محمد خلف اهلل أحمد‪ ،‬الوسيط ‪ ،‬ص ‪ ،594‬طـ‪.3‬‬
‫‪ 5‬البربط‪ :‬العود من آالت الموسيقى‪ .‬انظر إلى‪ ،‬المصدر نفسه‪ ،‬جـ‪.67‬‬
‫‪ 6‬الرباب‪ :‬آله وترية شعبية ذات وتر واحد‪ .‬انظر إلى ‪ ،‬المصدر نفسه‪345 ،‬‬
‫‪ 7‬محمد أمين ‪ ،‬حاشية رد المحتار على الدر المختار‪ ،‬بيروت ‪ ،‬دار الفكر ‪ ،‬طـ‪ 1386 ،2‬هـ ‪ 1965 -‬م‪،‬‬
‫بواسطة ‪CD‬مكتبة الفقة وأصولة‬
‫‪ 8‬الكاساني‪ ،‬عالء الدين ‪ ،‬بيروت‪،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬طـ‪1403 ،2‬هـ ‪1982،‬م‪ ،‬بواسطة ‪CD‬مكتبة الفقة‬
‫وأصولة‬

‫‪12‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مذهب المالكية‪:‬‬
‫من المالحظ أنه يوجد آراء مختلفة في هذا المذهب‪ ،‬ولكن المشهور عندهم حرمة‬
‫اآلالت الوترية ‪ ،‬واآلالت الهوائية‪ ،‬وأحلوا من اآلالت االيقاعية الّد ف والَك َبر (طبل الغزاة) ‪،‬‬
‫لكن خالفهم ابن العربي واحل جميع المعازف‪.‬‬

‫جاء في الشرح الصغير‪ " 1:‬وكره الزمارة والبوق المسمى عندنا بالنفير إذا لم يكثر جدا حتى‬
‫يلهي كل اللهو‪ ،‬وإ ّال ُح رم كآالت المالهي ذوات األوتار‪ ،‬والغناء المشتمل على فحش القول‬
‫والهذيان ‪( ،‬ال الغربال) ‪،...،‬الكَبَر ‪ :‬فال يكره‪ :‬وهو الطبل الكبير المدور المغشى من الجهتين‪.‬‬
‫وقال الصاوي ‪ " :‬وأعلم أن العلماء اختلفوا في العود وما جرى مجراه من اآلالت المعروفة‬
‫ذوات األوتار فالمشهور من المذاهب األربعة أن الضرب به وسماعه حرام‪ ،‬وذهبت طائف‬
‫إلى جوازه ونقل سماعه عن عبد اهلل بن عمر‪2‬وغيرهم‪ .‬وعن جملة من التابعين ومن األئمة‬

‫‪1‬‬
‫المجتهدين‪ ،‬ثم اختلف الذين ذهبوا إلى تحريمه فقيل‪ :‬كبيرة‪ ،‬وقيل صغيرة‪ ،‬واألصح‪ :‬الثاني‪.‬‬

‫‪ 1‬الدردير‪ ،‬ابو البركات احمد بن محمد بن احمد‪ ،‬الشرح الصغير على أقرب المسالك إلى مذهب اإلمام‬
‫مالك ‪،‬وبالهامش حاشية احمد بن محمد الصاوي المالكي‪ ،‬خرج أحاديثه وفهرسة د‪ .‬مصطفى كمال وصفي‪ ،‬جـ‬
‫المعارف‪.‬‬ ‫‪ ،503- 502 / 2‬دار‬
‫‪ 2‬هو عبد هللا بن عمر بن الخطاب العدوي ‪،‬هو أحد المكثرين من الصحابة وكان من أشد الناس اتباعًا لألثر فكان‬
‫ثاني اثنين تألقا في مدرسة المدينة ‪،‬توفي سنة ‪ 73‬هـ‪ .‬وانظر ترجمته في المّز ي ‪،‬جمال الدين أبو الحجاج يوسف‪،‬‬
‫المتوفى سنة ‪742‬هـ ‪ ،‬تهذيب الكمال الرجال ‪،‬وبهامشه نيل الوطر من تهذيب التهذيب للحافظ ابن‬
‫حجر‪،‬ومستدرك عليه اإلكمال في ذكر من في أسماء له روايه في مسند اإلمام أحمد من الرجال سوى من ذكر في‬
‫تهذيب الكمال لإلمام أبي المحاسن شمس الدين محمد بن علي الحسيني‪ ،‬راجعه وقدم له الدكتور سهيل زكار‬
‫وحققه الشيخ أحمد علي عبيد وحسن أحمد آغا‪ ،‬جـ‪ ،10/356‬دار الفكر ‪1414‬هـ‪1994-‬م‪.‬‬
‫و الرازي‪ ،‬أبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس التميمي الحنظلي المتوفى سنة ‪ 327‬هـ ‪،‬‬
‫الجرح والتعديل‪ ،‬تحقيق مصطفى عبد القادر عطا جـ‪ ،5/130‬بيروت ‪،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعه األولى‬
‫‪ 1422‬هـ –‪2002‬م ‪.‬و ابن حجر العسقالني‪ ،‬تقريب التهذيب‪ ،‬أحمد بن علي ‪،‬المتوفى سنة ‪852‬هـ‪ ،‬دراسة‬
‫وتحقيق مصطفى عبد القادر عطا‪ ،‬طبعه مقابله على نسخة بخط المؤلف وعلى تهذيب التهذيب وتهذيب الكمال‬
‫‪،‬جـ‪ ،1/516‬بيروت –دار الكتب العلميه‪ ،‬الطبعه األولى‪1413 ،‬هـ‪1993-‬م‪.‬‬

‫الدردير‪ ،‬ابو البركات احمد بن محمد بن احمد‪ ،‬الشرح الصغير على أقرب المسالك إلى مذهب اإلمام‬ ‫‪1‬‬

‫مالك‪،‬وبالهامش حاشية احمد بن محمد الصاوي المالكي‪ ،‬جـ‪. 503- 502 / 2‬‬

‫‪13‬‬
‫" الراجح أن الدف والكبر والمزمار جائزة في العرس وتكره االجرة عليها‪ ،‬وإ ن ما عداهما‬
‫حرام في العرس‪ ،‬وحاصله‪ :‬أن الدف والكبر في النكاح فيه قوالن الجواز والكراهة‪ ،‬وفي‬
‫‪2‬‬
‫المعازف ثالثة أقوال بزيادة الحرمة وهو أرجحها‪".‬‬
‫"وكما حرمت الخمر وكان ضرب األوتار والنفخ في المزمار يقارن شربها غالبًا ويحرك‬
‫‪3‬‬
‫النفس إلى شربها انسحب حكم التحريم على ذلك بخالف ما ال يطرب وال يدعو إلى الشرب‪".‬‬
‫‪4‬‬
‫" ُس ِئل مالك عن ضرب الَك َب ر والمزمار في مجلس‪ ،‬قال‪ :‬أرى أن يقوم من ذلك المجلس‪".‬‬
‫"وما جاز للنساء مما ُج ّو ز لهن من الُد ف والَك َب ر في العرس‪ ،‬فال يجوز للرجل عمله‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫والمزهر‪ 5‬مكروه وهو محدث‪" .‬‬
‫جاء في الشرح الكبير‪ " :‬والراجح أن الدف والكبر جائزان في العرس‪ ،‬وأن المعازف‬
‫‪7‬‬
‫حرام‪".‬‬

‫قال القرطبي‪ " :‬فأما ما ابتدعه الصوفية اليوم من اإلدمان على سماع األغاني باآلالت المطربة‬
‫من الشبابات والطار والمعازف واألوتار فحرام‪ ،‬وفي اليراعة‪ 1‬تردد‪ ،‬والدف مباح‪ .‬وقد قيل ‪:‬‬
‫إن الطبل في النكاح كالدف‪ ،‬وكذلك اآلالت المشهرة للنكاح يجوز استعمالها فيه بما يحسن من‬
‫‪1‬‬
‫الكالم ولم يكن فيه رفث"‬

‫المصدر نفسه جـ‪.4/35‬‬ ‫‪2‬‬

‫محمد بن يوسف بن ابي القاسم العبد ربي‪ ،‬ابو عبد اهلل‪ ،‬التاج واالكليل‪ ،‬جـ‪ ،6/153‬بيروت‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬ط‪،2‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪1398‬هـ – ‪1777‬م‪ ،‬بواسطة ‪CD‬مكتبة الفقة وأصولة‬


‫القرطبي‪ ،‬أبو الوليد ابن رشد ‪ ،‬البيان والتحصيل والشرح والتوجية والتعليل في مسائل المستخرجة‪،‬‬ ‫‪4‬‬

‫وضمنه المستخرجة من األسمعة المعروفة بالعتبية ‪ ،‬لمحمد العتيبي القرطبي‪ ،‬تحقيق محمد العرايش‪ ،‬جـ‬
‫‪ ،5/113‬دار العرب اإلسالمي‪ ،‬طـ ‪1408 ،2‬هـ ‪ 1988 -‬م‬
‫‪ 5‬المزهر‪ :‬هو العود الذي يضرب به ‪ ،‬انظر إلى ابن منظور‪ ،‬أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم األفريقي‬
‫المصري‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬جـ‪ .4/333‬بيروت‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬الطبعة األولى‪1410،‬هـ –‪1990‬م‪ ،‬والفيروز آبادي‬
‫‪ ،‬مجد الدين محمد بن يعقوب‪ ،‬القاموس المحيط‪ ،‬ضبط وتوثيق يوسف الشيخ محمد البقلعي‪ ،‬اشراف مكتب‬
‫البحوث والدراسات ‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الفكر‪1415 ،‬هـ ‪ 1995 -‬م‪ .‬والوسيط ص ‪.429‬‬
‫‪ 6‬المصدر السابق ‪ ،‬جـ ‪115-5/114‬‬
‫‪ 1 7‬سيدي احمد الدردير أبو البركات‪ ،‬تحقيق محمد عليش‪ ،‬جـ‪ ،4/18‬بيروت دار الفكر‪ .‬بواسطة ‪CD‬مكتبة‬
‫الفقة وأصولة‬
‫‪ 1‬اليراع ‪ ،‬والمفرد يراعة وهي‪ :‬القصبة التي يزمر بها الراعي‪ ،‬انظر إلى ابن منظور‪ ،‬أبو الفضل جمال الدين‬
‫محمد بن مكرم األفريقي المصري‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬جـ‪ ،8/413‬والوسيط ‪.1108‬‬
‫‪ 1‬القرطبي ‪ ،‬أبو عبد اهلل محمد بن أحمد األنصاري ‪ ،‬الجامع ألحكام القرآن ‪ ،‬راحعه و ضبطه و علق عليه‬
‫د ‪.‬محمد إبراهيم الحفناوي ‪ ،‬خرج أحاديثه د ‪ .‬محمود حامد عثمان ‪ ،‬المجلد ‪ ، 7/375‬القاهرة ‪ ،‬دار الحديث‪،‬‬

‫‪14‬‬
‫إّال أن ابن العربي‪ 2‬قد خالف جمهور المالكية فذهب إلى جوار اآلالت الوترية‪.‬‬
‫قال ابن العربي‪ " :‬وليس الغناء بحرام فإن النبي –صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬قد سمعه في بيته‬
‫وبيت غيره‪ ،‬وقد وقف عليه في حياته‪ ،‬وإ ن زاد فيه أحد على ما كان في عهد النبي – صلى‬
‫اهلل عليه وسلم‪ -‬عودًا بصوت عليه نغمة‪ ،‬فقد دخل في قوله " مزمار الشيطان في بيت رسول‬
‫اهلل – صلى اهلل عليه وسلم‪ "-‬فقال‪ (:‬دعهما فإنه يوم عيد)‪ ، 3‬وإ ن اتصل نقر طنبور به فال‬
‫يؤثر أيضًا في تحريمه‪ ،‬فإنها كلها آالت تتعلق بها قلوب الضعفاء‪ ،‬وللنفس عليها استراحة‬
‫وطرح لثقل الجسد الذي ال تحمله كل نفس وال يتعلق به قلب‪ ،‬فإن تعلقت به نفس فقد سمح‬
‫الشرع لها فيه"‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫"إن التعليل الذي ساقه ابن العربي في اباحة الطنبور ليس في مكانه‪ ،‬فليس كل ما تستريح إليه‬
‫النفس ويميل إليه يكون حالًال‪ ،‬فالتعليل الذي جاء به ال يقوى اما حديث رسول اهلل –صلى اهلل‬
‫عليه وسلم‪( -‬ليكونن من امتي قوم يستحلون المر والحرير والخمر والمعازف)‪ 5‬ولفظ‬
‫المعازف شمل كل آلة إال دف العرب وطبل الغزاة فقد جاءت أحاديث خصصت لفظ‬
‫المعازف‪ .‬وبهذا فقد سقط به االستدالل‪ ،‬وصحيح أن النبي –صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬استمع إلى‬
‫الغناء ولكن الغناء المباح الذي كان يصدر من الجواري ولم يقترن هذا الغناء بآلة موسيقية‬
‫غير الدف‪ ،‬وهو المشروع من بين جميع المالهي واآلالت بثبوت ذلك عن رسول اهلل – صلى‬
‫‪6‬‬
‫اهلل عليه وسلم‪".‬‬

‫‪ 1423‬هـ ـ ‪ 2002‬م‬
‫‪ 2‬ابن العربي‪ :‬هو اإلمام العالمة األديب ذو الفنون أبو محمد عبداهلل بن محمد بن العربي اإلشبيلي والد‬
‫القاضي أبي بكر صحب ابن حزم وأكثر عنه ثم ارتحل بولده أبي بكر فسمعا من طراد الزينبي وعدة وكان ذا‬
‫اإلسالمي وأدلتة‪.‬‬ ‫بالغة ولسن وإ نشاء‪ ،‬سير أعالم النبالء جـ‪ ،19/130‬بواسطة ‪CD‬الفقة‬
‫ص‪34‬‬ ‫‪ 3‬حديث صحيح ‪ ،‬سوف يأتي تخريجة –إن شاء اهلل _‬
‫‪ 4‬عارضة األحوذي بشرح صحيح الترمذي‪ ،‬جـ‪ ، 282 /5‬دار الفكر‬
‫‪28‬‬ ‫‪ 5‬حديث صحيح ‪ ،‬سوف يأتي تخريجة – إن شاء اهلل _ ص‬
‫‪ 6‬وئام عدنان أحمد وتد ‪،‬الوافي‪ ،‬إشراف الدكتور مأمون الرفاعي‪،‬ص ‪ ،121 – 120‬طـ‪1421 ،1‬هـ‪-‬‬
‫‪2000‬م‬

‫‪15‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬مذهب الحنابلة‬

‫ذهب الحنابلة إلى تحريم اآلالت الوترية والهوائية‪ ،‬أما اإليقاعية كالقضيب ‪ ،‬ففيه‬
‫وجهان حيث الراجح تحريم الضرب بالقضيب ‪ ،‬واإلباحة للدف لكن بدون جالجل‪ ،‬وكراهية‬
‫الدف للرجال على األرجح‪.‬‬

‫جاء في المبدع في باب الوصية‪" :‬ويلحق بطبل اللهو المزمار والطنبور وعود اللهو سواء‬
‫كانت فيه األوتار أو ال‪ ،‬ألنه مهيأ لفعل المعصية وتباح الوصية بالدف المباح للخير"‪.1‬‬
‫"يحرم مزمار وطنبور ونحوهما‪ ،‬وكذا عود وجنك النها تطرب وتفعل في طباع غالب الناس‬
‫ما تفعله المسكرات‪ ،‬وحاصلة أنه يحرم كل ملهاة مع غناء وغيره في سرور وغيره‪ ،‬وكره‬
‫احمد الطبل قاله في الرعاية بغير حرب‪،...،‬والضرب بالقضيب مكروه إذا انضم إليه تصفيق‬
‫‪2‬‬
‫ورقص وإ ن خال عن ذلك لم يكره النه ليس بآلة لهو وال يطرب وال يسمع منفردًا " ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫جاء في المغني أن اآلالت الموسيقية ثالثة أضرب‪:‬‬
‫‪ .1‬محرم‪ :‬وهو ضرب األوتار والنايات والمزامير كلها والعود والطنبور والمعزفة‬
‫والرباب ونحوها ‪.‬‬
‫‪ .2‬مباح ‪ ،‬وهو الُد ف ‪.‬‬
‫‪ .3‬مكروه ‪ :‬أ‪ -‬وهو ضرب الرجال للُد ف ‪ ،‬النه إنما كان يضرب به النساء والمخنثون‬
‫المتشبهون بهن‪.‬‬
‫ب‪ -‬والضرب بالقضيب إذا انضم إليه محرم أو مكروه كالتصفيق والغناء‬
‫والرقص ‪ ،‬وإ ن خال من ذلك كله لم يكره ألنه ليس بآله وال يطرب وال يسمع منفردًا‬
‫بخالف المالهي‪.‬‬

‫‪ 1‬ابراهيم بن محمد بن عبداهلل بن مفلح الحنبلي‪ ،‬ابو اسحاق‪ ،‬جـ‪ ،6/55‬بيروت ‪ ،‬المكتب اإلسالمي‪1400 ،‬هـ‬
‫‪1979 -‬م ‪ ،‬بواسطة ‪CD‬مكتبة الفقة وأصولة‪.‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬جـ ‪ ،10/228‬بواسطة ‪CD‬مكتبة الفقة وأصولة‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 3‬موفق الدين وشمس الدين بني قدامة‪ ،‬المغني والشرح الكبير على متن المقنع في فقة اإلمام أحمد بن حنبل‪،‬‬
‫جـ‪ ،42-12/41‬بيروت‪ ،‬دار الفكر‪1414 ،‬هـ ‪.1994 -‬‬

‫‪16‬‬
‫جاء في اإلنصاف ‪ " :‬يحرم كل ملهاه‪ ،‬سوى الُد ف كالمزمار وطنبور ورباب وجنك وناي‬
‫‪1‬‬
‫ومعزفة وسرناي وكذا الجفانة والعود‪".‬‬

‫جاء في كشاف القناع عن متن القناع‪ :‬وال تصح اإلجارة على الزنا والزمر والغناء والنياحة‪،‬‬
‫ألنها غير مباحة "‪.2‬‬

‫‪3‬‬
‫وجاء في الفروع‪:‬‬
‫وفي القضيب وجهان‪:‬‬
‫أحداهما ال يحرم بل يكره وبه قطع في آداب المستوعب وقدمه في الرعايتين والحاوي‬
‫الصغير‪.‬‬
‫والوجه الثاني‪ :‬يحرم وهو الصواب وبه قطع في تذكرته وكره احمد الطبل لغير حرب‪:‬‬
‫واستحب الدف والصوت في النكاح والحج ‪.‬‬

‫قال ابن تيمية‪ 4:‬أما اللهو واللعب المشتمل على الشبابات والدفوف المصلصلة فمذهب األئمة‬
‫األربعة تحريمه‪.5‬‬

‫‪ 1‬المرداوي‪ ،‬علي بن سليمان ابو الحسن ‪،‬اإلنصاف في معرفة الراجح من الخالف على مذهب اإلمام أحمد بن‬
‫الغربي‪ ،‬طـ ‪.1‬‬ ‫حنبل‪ ،‬صححة وحققه محمد حامد الفقي‪ ،‬جـ‪ ،342 /8‬بيروت‪ ،‬دار األحياء التراث‬
‫البهوتي‪ ،‬منصور بن يونس بن ادريس‪ ، ،‬راجعه وعلق عليه هالل مصيلحي مصطفى هالل‪ ،‬جـ‪،3/559‬‬ ‫‪2‬‬

‫بيروت‪ ،‬دار الفكر‪ 1402 ،‬هـ ‪ 1982 -‬م‬


‫‪ 3‬المقدسي‪ ،‬شمس الدين‪ ،‬محمد بن مفلح‪ ،‬ابو عبد اهلل ‪،‬عاش بين ‪717‬هـ – ‪762‬م‪ ،‬الفروع وبذيلة تصحيح‬
‫الفروع ‪،‬للمرداوي‪ ،‬عالء الدين علي بن سليمان‪ ،‬تحقيق أبو الزهراء حازم القاضي‪ ،‬جـ‪ ،5/237‬بيروت‪ ،‬دار‬
‫الكتب العالمية‪1418 ،‬هـ – ‪1997‬م‪ ،‬بواسطة ‪CD‬مكتبة الفقة وأصولة‪.‬‬
‫‪ 4‬ابن تيميه ‪ :‬الشيخ اإلمام العالمة فقيه العصر شيخ الحنابلة مجد الدين أبو البركات عبد السالم بن عبد اهلل بن‬
‫الخضر بن محمد بن علي الحراني ‪ ،‬ولد سنة تسعين وخمسين مئة تقريبا وتفقه على عمه فخر الدين الخطيب‬
‫وسار إلى بغداد انظر ترجمته في ‪ ،‬سير أعالم النبالء‪ ،‬جـ ‪ ،23/291‬بواسطة‪CD‬الفقة اإلسالمي وأدلتة‬
‫‪ 5‬تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم‪ ،‬مجموعة فتاوي ابن تيمية‪ ،‬جمع وترتيب‪ :‬عبد الرحمن بن محمد‬
‫بن قاسم النجدي‪ ،‬جـ‪535 / 11‬‬

‫‪17‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬مذهب الشافعية‬

‫مع أنه وجد في المذهب الشافعي عدة آراء ومناقشات حول اآلالت الموسيقية‪ ،‬فقد ذهب فقهاء‬
‫المذهب إلى تحريم اآلالت الهوائية ‪ ،‬واآلالت الوترية ‪ ،‬أما اآلالت اإليقاعية فقد أحلوا فقط‬
‫الُّد ف لكن بدون جالجل‪ ،‬وأيضًا أحلوا طبل الغزاة‪.‬‬
‫وقد خالف جمهور الشافعية ابن القيسراني ‪1‬حيث ذهب إلى إباحة جميع اآلالت الموسيقية‪.‬‬
‫وايضًا الغزالي‪ 2‬ذهب إلى تحريم األوتار والمزامير وطبل الكوبة وأباح ما دون ذلك‪.‬‬

‫أعطى ابن حجر الهيثمي صورة – تقريبًا‪ -‬كاملة عن موضوع اآلالت الموسيقية من حيث َبّين‬
‫تحريمها باألدلة القطعية ‪-‬عدا الُد ف وطبل الغزاة‪ ، -‬وأورد آراء األئمة األربعة ‪ ،‬ورّد على‬
‫المبيحين ردًا واسعًا‪.‬‬
‫فقال في الدف ‪" :‬المعتمد في مذهبنا أنه حالل بال كراهة في عرس‪ ،‬وختان وتركه أفضل‪ ،‬وهذا‬
‫حكمه في غيرهما فيكون مباحًا أيضاً على األصح‪ .‬وقال جمع من أصحابنا‪ :‬أنه في غيرهما‬
‫حرام‪ ،‬وقال آخرون من أصحابنا المتأخرين‪ :‬أنه فيهما مستحب‪ .‬وجاء في شرح السنة‪ :‬إعالن‬
‫النكاح‪ ،‬وضرب الدف فيه مستحب ‪ ...‬وينبغي اجتنابه [ الدف ] في غير السرور‪ ،‬وفي‬
‫‪3‬‬
‫السرور إذا اقترن به جالجل او نحوها‪ ،‬مما يقتضي تحريمه"‬

‫‪ 1‬هو محمد بن طاهر بن علي بن احمد المام الحافظ‪ ،‬الجوال الرحال‪ ،‬ذو التصانيف ‪ ،‬ابو الفضل بن ابي‬
‫الحسين بن القيسراني ‪ ،‬المقدسي االثري الظاهري الصوفي‪ .‬ولد ببيت المقدس سنة ‪448‬هـ‪ ،‬قيل عنه‪ :‬محمد‬
‫ابن طاهر ال يحتج به وقال بن عساكر‪ :‬جمع ابن طاهر اطراف الصحيحين وابي داود‪ ،‬وابي عيسى والنسائي‬
‫وابن ماجه‪ ،‬فاخطا في مواضيع خطا فاحشا‪.‬‬
‫انظر ترجمته في الذهبي‪ ،‬شمس محمد بن احمد بن عثمان‪ ،‬سير إعالم النبالء‪ ،‬حققه وخرج احاديثه وعلّق‬
‫عليه شعيب االناؤوط‪ ،‬جـ‪ ،371-19/361‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬ط ‪1410 ،7‬هـ‪ 1990 -‬م‪.‬‬
‫وانظر إلى‪ :‬الحاجي خليفة‪ ،‬مصطفى بن عبد اهلل القسطنطي الرومي‪ ،‬كشف الظنون عن اسامي الكتب‬
‫والفنون‪ ،‬جـ‪.83-6/82‬‬
‫‪ 2‬هو محمد بن محمد بن محمد اإلمام حجة اإلسالم زين الدين أبو حامد الطوسي الغزالي ولد بطوس سنة‬
‫كتبا منها اإلحياء‪ ،‬أقبل على التصنيف والعبادة ونشر العلم ‪،‬بنى خانقاه للصوفية‬
‫‪450‬هـ ‪ ،‬صنف في دمشق ً‬
‫توفي سنة ‪ 505‬هـ‪ .‬انظر ترجمته في ‪ ،‬أبو بكر بن أحمد بن محمد بن عمر ‪ ،‬طبقات الشافعية ‪،‬جـ‪. 2/293‬‬
‫الشيرازي‪ ،‬إبراهيم بن علي ‪ ،‬بن يوسف ‪،‬طبقات الفقهاء‪ ،‬جـ‪ ،1/248‬بواسطة‪CD‬الفقه اإلسالمي وأدلته‪.‬‬
‫‪ 3‬ابو العباس‪ ،‬احمد بن محمد بن علي المكي‪ ،‬كف الَّر عاع عن محرمات اللهو والسماع ‪ ،‬تحقيق عبد القادر‬
‫عطا ‪ ،‬ص ‪ ،92‬بيروت ‪ ،‬دار الكتب العلمية‪،‬طـ ‪ 1406 ، 1‬هـ ‪ 1986 -‬م‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫وقال‪ ":‬الذي نص عليه الشافعي –رضي اهلل عنه‪ -‬وعليه جمهور أصحابه أنه حرام في‬
‫‪1‬‬
‫غيرهما – [ ضرب الدف في غير سرور ]‬
‫وقد نقل الهيثمي ما قيل في الحاوي ‪" :‬اختلف اصحابنا هل ضرب الدف على النكاح عام في‬
‫جميع البلدان واالزمان؟‬
‫فقال بعضهم‪ :‬نعم‪ .‬الطالق الحديث‪ ،‬وخصه بعضهم ببعض البلدان الذي ال يتناكره اهلها في‬
‫المناكح‪ ،‬كالقرى‪ ،‬والبوادي فيكره في غيرهما وبغير زماننا‪ ،‬قال‪ :‬فيكره فيه النه عدل به إلى‬
‫السخف والسفاهة‪".‬‬
‫فَع ّلق الهيثمي في قوله بغير زماننا فقال‪ ":‬تعلم أنه إذا كان في ذلك الزمن الذي بيننا وبينه أكثر‬
‫من خمسمائة سنة قد عدل به إلى السخف والسفاهة‪ ،‬فما بالك بزمن الذي لم يبق فيه من معالم‬
‫الخيرات إّال القليل ‪ ،‬وتعارفت فيه المنكرات حتى صارت هي التي عليها التعديل" ‪.3 2‬‬
‫وأضاف الهيثمي‪" :‬ظاهر إطالقهم انهم ال فرق في جواز الضرب بالدف بين حين وحين"‪.4‬‬

‫أما الطبول ‪:‬‬


‫فقد ذكر أقوال العلماء في إباحة الطبول ما عدا الكوبة حيث هو طبل اللهو‪.5‬‬

‫أما في الضرب بالصفاقتين ويسميان ايضًا بالصنج‪" .‬والمعتمد من مذهبنا ‪ :...‬أّن ذلك حرام‪،‬‬
‫النها عادة المخنثين كالكوبة‪ ،‬وتوقف األمام – [الشافعي] منهما‪ ،‬ألنه لم يرد فيهما خبر بخالف‬
‫الكوبة‪ ،‬مجاب عنه بأن شأن القياس أن المقتبس عليه منصوص بخالف المقيس‪ ،‬وهذا كذلك‬
‫ألن الكوبة منصوص عليها بخالف الصفاقتين‪ ،‬فالحقتا بها بجامع أن كال منهما الضرب به من‬
‫عادة المخنثين المطردة‪ ،‬والحكمة في تحريمه أنه من دأب المخنثين وأهل الفسق‪".‬‬
‫أما الضرب بالقضيب على الوسائد‪ " :‬اختلف اصحابنا فيه على وجهين‪ :‬احدهما أنه مكروه‪،‬‬
‫‪6‬‬
‫وثانيهما‪ :‬أنه حرام وان الشافعي كان يكرهه‪ " .‬وقال بعضهم‪ :‬هذه كراهة التحريم‬

‫‪ 1‬الهيثمي‪ ،‬ابو العباس‪ ،‬محمد بن حجر المكي‪ ،‬كف الرعاع‪ ،‬ص ‪.93‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.94‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 3‬أقول‪ :‬قول الهيثمي هذا قبل حوالي خمسمائة عام تقريبًا فكيف حال الفسق اآلن في الوقت‬
‫الحاضر ؟؟‬
‫ص‪.95‬‬ ‫‪ 4‬المصدر نفسه‪،‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.101-98‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪ 6‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪.107-105‬‬

‫‪19‬‬
‫أما اآلالت الهوائية فذكر في الشبابة والزمارة وهي اليراع اإلباحة والتحريم‪.‬‬
‫وقد رجح الهيثمي تحريم المزامير وخاصة الشبابة واستدل على ذلك بحديث نافع عن عمر‪.1‬‬
‫ومما يلحق بالمزامير المزمار العراقي وبّين حرمته‪.‬‬
‫أما عن اآلالت الوترية كالطنبور والعود والصنج وغيرهما فقال‪" :‬هي من اآلالت المشهورة‬
‫‪2‬‬
‫عند اهل اللهو والسفاهة والفسوق‪ ،‬وهذه كلها محرمة بال خالف"‪.‬‬

‫وعندما ناقش الهيثمي مسألة اآلالت الموسيقية في كتابه الزواجر عن اقتراف الكبائر ‪،‬‬
‫ووضعها تحت عنوان الَك بيرة ( ضرب وتر واستماعة ‪ ،‬وزمر بمزمار واستماعة ‪ ،‬وضرب‬
‫‪3‬‬
‫بكوبة واستماعة ) وبالتالي فهي من الكبائر‪.‬‬

‫جاء في المهذب ‪ " :‬ويحرم استعمال اآلالت التي تطرب من غير غناء‪ ،‬كالعود والطنبور‬
‫والمطرقة والطبل والمزمار‪ ،‬ويجوز ضرب الُد ف في العرس والختان دون غيرهما‪ ،‬ويكره‬
‫القضيب الذي يريد الغناء طربًا‪ ،‬وال يطرب إذا انفرد ألنه تابع للغناء فكان حكمه حكم‬
‫الغناء "‪.4‬‬

‫جاء في روضة الطالبين‪" :‬والصحيح تحريم اليراع ‪ :‬وهو هذه الزمارة التي يقال لها‬
‫شبابة‪ ،...،‬أما الدف فضربه مباح في العرس‪ ،‬والختان وأما في غيرهما؛ فقال اإلمام الغزالي‬
‫حالل وحيث ابحناه هو فيما إذا لم يكن فيه جالجل ‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫وال تحرم ضرب الطبول إّال الكوبة والضرب بالصفاقتين حرام "‪.‬‬

‫وقد خالف الغزالي علماء الشافعية في حكم سماع اآلالت‪ ،‬حيث ذهب إلى تحريم األوتار‬
‫والمزامير وطبل الكوبة وأباح ما دون ذلك ‪.‬‬

‫‪41‬‬ ‫‪ 1‬سوف ياتي تخريج الحديث‪-‬إن شاء اهلل‪ -‬ص‬


‫‪ 2‬الهيثمي‪ ،‬ابو العباس‪ ،‬محمد بن حجر المكي‪ ،‬كف الرعاع ‪ ،‬ص ‪124-112‬‬
‫ابن حجر المكي‪ ،‬تحقيق محمد محمود عبد العزيز ‪ ،‬سيد إبراهيم صادق ‪ ،‬جمال ثابت‪ ،‬جـ‪،471-2/458‬‬ ‫‪3‬‬

‫القاهرة‪ ،‬دار الحديث‪ ،‬طـ ‪1407 ، 2‬هـ ‪ 1996 -‬م ‪.‬‬


‫الشيرازي ‪ ،‬ابو اسحاق ابراهيم بن علي بن يوسف الفيروز ابادي ‪ ،‬وبذيل صحائفه النظم المستعذب في‬ ‫‪4‬‬

‫الشرح غريب المهذب لمحمد بن احمد بن محمد بطال‪ ،‬ضبطه ووضع حواشيه زكريا عميرات‪ ،‬جـ‪،442 / 3‬‬
‫‪1995‬م‪.‬‬ ‫بيروت‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط ‪1416 ، 1‬هـ –‬
‫‪ 5‬النووي‪ ،‬ابو زكريا يحيى بن شرف الدمشقي المتوفى سنة ‪ 676‬هـ ‪ ،‬جـ‪ ،228 /11‬بيروت المكتب‬
‫اإلسالمي‪ ،‬طـ ‪1984 – 1415 ،2‬م ‪ ،‬بواسطة ‪CD‬مكتبة الفقة وأصولة‬

‫‪20‬‬
‫جاء في الوسيط في المذهب‪ " : 1‬المعازف واألوتار حرام ألنها تشوق إلى الشرب‪ ،‬وأما الُد ف‬
‫إن لم يكن فيه جالجل فوجهان‪ .‬وفي اليراع وجهان ‪ ،‬واألصح أنه ال يحرم‪ .‬والمزمار العراقي‬
‫حرام‪ .‬والطبول كلها مباح إالّ الكوبة قال‪ :‬فإنة طبل المخنثين‪ ،‬وهو طبل طويل متسع الطرفين‬
‫ضيق الوسط‪ ،‬وكذا الضرب بالصفاقتين حرام‪ ،‬ألنه من عاداتهم"‬

‫قّس م الغرالي ‪ 2‬األصوات الموزونة باعتبار مخارجها ثالثة‪:‬‬


‫(‪ )1‬تخرج من جماد كصوت المزامير واألوتار وضرب القضيب والطبل وغيره‪.‬‬
‫(‪ )2‬أن تخرج من حنجرة حيوان وذلك الحيوان‪ ،‬أما إنسان أو غيره كصوت العنادل‪ ،‬واألصل‬
‫في األصوات حناجر الحيوانات‪ ،‬وإ نما وضعت المزامير على أصوات الحناجر‪ ،‬فينبغي أن‬
‫يقاس على صوت العندليب األصوات الخارجية من سائر األجسام باختبار اآلدمي‪ ،‬كالذي‬
‫يخرج من حلقه أو من القضيب والطبل والدف وغيره‪ ،‬وال يستثنى من هذه إال المالهي‬
‫واألوتار والمزامير التي ورد الشرع بالمنع منها "‪.‬‬
‫والسبب من تحريمه هذه اآلالت انها ُتذّك ر الناس بشرب الخمر‪ ،‬واالجتماع عليها من عادة أهل‬
‫الفسق‪ ،‬فيمنع من التشبيه بهم‪ ،‬وقال‪ :‬وبهذه العلة يحرم ضرب الكوبة‪.‬‬
‫وأضاف‪" :‬فبهذه المعاني حرم المزمار العراقي‪ ،‬واالوتار كلها كالعود والصنج والرباب‬
‫والبربط وغيرهما"‪ .‬أما ما عدا ذلك فيبقى على أصل اإلباحة قياسًا على أصوات الطيور‬
‫وغيرها‪.‬‬
‫وقال‪ ":‬سماع األوتار فمن يضربها على غير وزن متناسب مستلذ ‪ ،‬حرام أيضا‪ :‬وبهذا يتبين‬
‫أنه ليست العلة في تحريمها مجرّد اللذة الطيبة‪ ،‬بل القياس تحليل الطيبات كلها إال ما في‬
‫تحليله فساد‪".‬‬
‫أقول‪ :‬تعليقًا على آخر جملة‪ ،‬قوله‪ " :‬إّال ما في تحليله فساد"‪ :‬كفى فسادًا انتشار الموسيقى‬
‫بأنوعها المتطورة ‪ ،‬وانحالل فئة الشباب والفتيات من هذا الفساد الموسيقي بأغانيه الماجنة ؛‬
‫للقول في التحريم ‪.‬‬

‫الغزالي‪ ،‬أبو حامد محمد بن محمد بن محمد ‪ ،‬حققه وعلق عليه احمد محمود إبراهيم‪ ،‬ومحمد محمد‬ ‫‪1‬‬

‫تامر‪،‬المجلد ‪ ، 7/350‬طـ ‪ ،1‬دار السالم‪ 1417 ،‬هـ ‪ 1997 -‬م‪.‬‬


‫‪ 2‬أبو حامد بن محمد ‪ ،‬إحياء علوم الدين ‪ ،‬و بذيله كتاب المغني عن حمل األسفار في األسفار في تخريج ما‬
‫في اإلحياء من األخبار لإلمام زين الدين أبي الفضل عبد الرحيم بن الحسين العراقي ‪ ،‬جـ‪، 365-363 / 2‬‬
‫بيروت ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬ط‪1423 ، 1‬هـ‪ 2002-‬م‬

‫‪21‬‬
‫وقد ذكر الغزالي خمسة عوارض محرمة للسماع‪ ،‬وذكر منها اآللة‪ ،‬بأن تكون من شعار اهل‬
‫الشرف أو المخنثين وهو المزامير واالوتار وطبل الكوبة‪ ،‬فهذه ثالثة انواع ممنوعة‪.1‬‬
‫وقد استدل الغزالي بحديث نافع عن ابن عمر على ان الشبابة وزمارة الراعي حالل‪ .‬فقال‪:‬‬
‫"أما وضعه أصبعيه في أذنيه فيعارضه انه لم يأمر نافعًا بذلك وال انكر عليه سماعه‪ ".‬فاستدل‬
‫منه بعدم التحريم لكن األولى تركه‪.2‬‬

‫وأيضًا خالف ابن القيسراني جمهور الشافعيه حيث أباح جميع اآلالت الموسيقية وضعف‬
‫األحاديث التي استدل بها العلماء على التحريم والكراهة‪.‬‬

‫وقد اطلعت على كتابه السماع فوجدت به عدد ال بأس به من األحاديث الموضوعة ‪ ،‬ومحقق‬
‫هذا الكتاب قال عن بعض األحاديث انه لم يعثر عليها في أي كتاب من كتب تخريج الحديث‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫قال ابن القيسراني ‪:‬‬

‫‪)1‬في ضرب الدف واالستماع إليه أنه سنة ‪ ،‬سمعه رسول اهلل –صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬وأمر‬
‫بضربه ‪ ،‬ال ينكره إال جاهل مخالف للسنة‪.‬‬

‫‪ )2‬أما القول في استماع القضيب واألوتار‪ ،‬ويقال له التغبير‪ ،‬ويقال له الطقطقة أيضًا‪ ،‬فال‬
‫فرق بينه وبين األوتار إذ لم يجد في اباحته وتحريمه أثرًا ال صحيحًا وال سقيمًا وإ نما استباح‬
‫المتقدمون استماعه‪ ،‬ألنه مما لم يرد الشرع بتحريمه فكان أصله اإلباحة‪.‬‬
‫أما االوتار ‪ ،‬فالقول فيها كالقول في القضيب لم يرد الشرع بتحليلها وال بتحريمها‪ .‬وكل ما‬
‫أوردوه في التحريم‪ ،‬فغير ثابت عن الرسول – صلى اهلل عليه وسلم –‪.‬‬

‫‪ )3‬فأما القول في المزامير والمالهي فقد وردت األحاديث الصحيحة بجواز استماعها‪.‬‬

‫الغزالي‪ ،‬أبو حامد بن محمد ‪ ،‬إحياء علوم الدين ‪ ،‬ص ‪.377‬‬ ‫‪1‬‬

‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.383‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 1‬السماع‪ ،‬ص‪ ،51،63،71‬تحقيق ابو الوفا المراغي‪1415 ،‬هـ ‪1194 -‬م‬

‫‪22‬‬
‫بما أنه قد ورد أحاديث صحيحة وثابتة على حرمة المعازف ‪،‬كحديث البخاري ‪ ( :‬ليكون من‬
‫أمتى أقوام يستحلون المر والحرير والخمر والمعازف)‪ 2‬وهو حديث صحيح‪ ،‬فإن االدعاء الذي‬
‫ساقه ابن القيسراني على عدم ورود الشرع بتحريم اآلالت الموسيقية ‪ ،‬هو ادعاء خاطىء‬
‫وليس له أساس من الصحة‪ ،‬إذن ال يحتج بقوله ‪.‬‬

‫‪ 2‬سوف يأتي تخريج الحديث وتكلم العلماء عنه الحقًا‪-‬إن شاء اهلل – وهو حديث صحيح أخرجه البخاري‪ ،‬ص‬
‫‪.28‬‬

‫‪23‬‬
‫المطلب الخامس‪ :‬مذهب ابن حزم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مذهب ابن حزم‪:‬‬
‫أباح ابن حزم الظاهري اآلالت الموسيقية جميعها‪ ،‬وكانت حجته في ذلك انه ضّعف األحاديث‬
‫‪2‬‬
‫الواردة في المنع‪ ،‬وقد قال عن بعضها انها موضوعة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ابن حزم الظاهري ‪ :‬هو اإلمام األوحد البحر ذو الفنون والمعارف أبو محمد علي ابن أحمد بن سعيد بن‬
‫حزم بن غالب بن صالح بن خلف بن معدان بن سفيان بن األصل ثم األندلسي القرطبي اليزيدي مولى األمير‬
‫يزيد بن أبي سفيان بن حرب األموي‪ -‬رضي اهلل عنه‪ -‬المعروف بيزيد الخير نائب أمير المؤمنين أبي حفص‬
‫عمر على دمشق الفقيه الحافظ المتكلم األديب الوزير الظاهري صاحب التصانيف‪.‬‬
‫سير أعالم النبالء جـ‪ ،18/184‬بواسطة ‪CD‬الفقة اإلسالمي وأدلتة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد األندلسي ‪ ،‬المحلى باآلثار ‪ ،‬تحقيق ل‪.‬عبد الغفار سليمان البنداري ‪ ،‬جـ‬
‫‪ ، 571-7/565‬بيروت ‪ ،‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫عدد كبير من العلماء ردوا على ابن حزم منهم الشيخ األلباني – رحمه اهلل‪ ، -‬حيث إنه استفاض في الرد‬
‫عليه في كتابه تحريم اآلت الطرب‪ ،‬وأيضًا الهيثمي في كتابه كف الرعاع حيث قال‪ ":‬ابن حزم هذا ظاهري‪،‬‬
‫ال يحتج بخالفه وال يعول عليه كما صرح به األئمة " ص ‪135‬‬

‫‪24‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫أدلة المحرمين والمبيحين و مناقشتها‬

‫المطلب األول‪ :‬أدلة المحرمين و مناقشتها‪:‬‬


‫أوًال‪ :‬استدلوا بآيات من القرآن الكريم ‪:‬‬

‫‪ )1‬قال تعالى‪ { :‬و من الناس من يشتري اللهو الحديث ليضل به عن سبيل اهلل بغير علم‬
‫‪1‬‬
‫و يتخذها هزوًا أولئك لهم عذاب مهين }‬

‫وجه االستدالل‪:‬‬

‫قال ابن العربي‪ ":‬لهو الحديث هو الغناء و ما اتصل به كالطبل " ‪.2‬‬
‫‪4‬‬
‫و قال الحسن البصري ‪ :3‬لهو الحديث ‪ :‬المعازف و الغناء‬
‫عن مجاهد ‪ 5‬قال اللهو‪ :‬الطبل ‪. 6‬‬

‫‪ – 1‬سورة لقمان آية ‪. 6‬‬


‫– ابن العربي ‪ ،‬أبو بكر محمد عبد اهلل ‪ ،‬أحكام القرآن ‪ ،‬تحقيق علي البجاوي ‪ ،‬جـ‪ ، 1493 / 3‬بيروت ‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫دار الجيل ‪ 1407،‬هـ –‪ 1987‬م ‪.‬‬


‫‪ – 3‬هو الحسن بن يسار ‪ :‬ثقة ‪ ،‬فقيه ‪ ،‬فاضل ‪ ،‬سعة معرفة بالحديث و الفقه و اللغة ‪ ،‬مات سنة ‪ 145‬هـ و قد‬
‫قارب التسعين ‪ .‬انظر ترجمته في المزي‪ ،‬جمال الدين أبو الحجاج يوسف ‪ ،‬تهذيب الكمال‪ ،‬جـ‪ ،4/290‬الرازي‬
‫أبو محمد بن ادريس التميمي‪ ،‬الجرح والتعديل‪ ،‬جـ‪ ، 3/46‬كامل محمد محمد عويضة‪ ،‬الحسن البصري إمام أهل‬
‫البصرة‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الكتب العلمية‪،‬طـ‪ 1415 ،1‬هـ – ‪1995‬م ‪.‬‬
‫‪ – 4‬القرطبي ‪ ،‬أبو عبد اهلل محمد بن أحمد األنصاري ‪ ،‬الجامع ألحكام القرآن ‪ ،‬المجلد ‪. 7/375‬‬
‫‪5‬‬
‫هو مجاهد بن جبر ‪،‬أبو الحجاج المخزومي المكي ‪ ،‬ثقه‪ ،‬إمام في التفسير وفي العلم ‪ ،‬مات سنة ‪ 104‬هـ‬
‫وعمره ثالث وثمانون سنه‪ .‬انظر ترجمته في المزي‪ ،‬جمال الدين أبو الحجاج يوسف ‪ ،‬تهذيب الكمال‬

‫جـ ‪ ،17/440‬و الداوودي ‪،‬طبقات المفسرين ‪،‬شمس الدين محمد بن علي بن أحمد المتوفى سنة ‪945‬هـ‪ ،‬جـ‬
‫‪ ،2/305‬بيروت‪ -‬دار الكتب العلمية ‪.‬‬
‫– الطبري ‪ ،‬محمد بن جرب بن يزيد بن خالد ‪ ،‬جامع البيان تأويل آي القرآن ‪،‬قدم له الشيخ خليل الميسر‪،‬‬ ‫‪6‬‬

‫ضبط وتوثيق وتخريج صدقي جميل العطار‪ ،‬المجلد‪ ،11/76‬بيروت‪ ،‬دار الفكر ‪1415 ،‬هـ –‪1995‬م ‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫ال حجة في هذا كله لوجوه‪:‬‬ ‫‪1‬‬
‫لكن ابن حزم قال‪":‬‬

‫أحدهما‪ :‬أنه ال حجة ألحد دون رسول اهلل – صلى اهلل عليه و سلم ‪.-‬‬

‫الثاني‪ :‬أنه قد خالف غيرهم م الصحابة و التابعين‪.‬‬

‫والثالث‪ :‬أنه نص اآلية يبطل احتجاجهم بها ألن فيها { و من الناس من يشتري لهو‬
‫‪2‬‬
‫الحديث ليضل به عن سبيل اهلل بغير علم و يتخذها هزوًا أولئك لهم عذاب مهين }‪،‬‬
‫وهذه صفة من فعلها كان كافرًا بال خالف إذا اتخذ سبيل اهلل هزوًا‪".‬‬

‫‪3‬‬
‫و قال األمام الغزالي‪ :‬و لو قرأ القرآن ليضل به عن سبيل اهلل لكان حرامًا‪.‬‬

‫إن هذا االستدالل الذي أتى به المانعون صحيح و في مكانه فالمعازف الداعية إلى‬
‫االختالط‪ ،‬تؤثر في النفس بشكل كبير و تلهي عن ذكر اهلل و عن سماع القرآن‪ ،‬فكلها من لهو‬
‫الحديث المذموم‪ ،‬و كما نرى أن عددًا من أهل العلم فسروا هذه اآلية على الغناء و المعازف‪.‬‬

‫‪ )2‬قال تعالى في سورة اإلسراء عن الشيطان ‪ { :‬و استفزز من استطعت منهم بصوتك‬
‫‪4‬‬
‫و اجلب عليهم بخيلك و رجالك } ‪.‬‬

‫وجه االستدالل‪:‬‬
‫‪5‬‬
‫قال ابن العربي‪ :‬بصوتك‪ :‬أي بالغناء و المزمار‬

‫‪3‬‬
‫و نقل القرطبي‪ ،‬عن ابن عباس ‪1‬و مجاهد ‪2‬أن بصوتك أي الغناء و المزامير و اللهو‬

‫‪ 1‬ابن حزم ‪ ،‬أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد األندلسي ‪ ،‬المحلى باآلثار ‪ ،‬جـ‪. 7/567‬‬
‫سورة الجمعة‪ ،‬آية ‪.6‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 3‬الغزالي ‪ ،‬أبو حامد بن محمد ‪ ،‬إحياء علوم الدين ‪ ،‬جـ‪. 381 / 2‬‬
‫‪ 4‬آية رقم ‪64‬‬
‫أبو بكر محمد عبد اهلل ‪ ،‬أحكام القرآن ‪ ،‬جـ‪1217/ 3‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪26‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -3‬قال تعالى‪ } :‬و إذا رأوا تجارة أو لهوًا انفضوا إليها {‬
‫‪5‬‬
‫قال بعضهم في تفسير اللهو ‪ :‬الَك َب ر والمزامير ‪ ،‬وقال آخرون‪ :‬الطبل ‪.‬‬

‫لكن هذا التفسير لآليات يبقى ظني‪ ،‬و بالتالي االستدالل باآليات فيه احتمال‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬السنة النبوية‬

‫أحاديث المعازف‪:‬‬

‫‪ 1‬هو عبد اهلل بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم ابن ابن عم الرسول –صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬كان يسمى‬
‫البحر وحبر األمه وترجمان القرآن لسعة علمه ولد قبل الهجره بثالث سنوات و توفي سنة ‪ 68‬هـ ‪ .‬انظر‬
‫ترجمته في ابن حجر العسقالني‪ ،‬أحمد بن علي‪ ،‬تقريب التهذيب‪ ،‬جـ‪، 1/504‬الرازي أبو محمد بن ادريس‬
‫التميمي‪ ،‬الجرح والتعديل‪،‬جـ ‪ ، 5/140‬طبقات المفسرين ‪. 1/239‬‬
‫‪.25‬‬ ‫‪ 2‬سبق ترجمتة ص‬
‫‪ 3‬القرطبي ‪ ،‬أبو عبد اهلل محمد بن أحمد األنصاري ‪ ،‬الجامع ألحكام القرآن ‪ ،‬المجلد ‪619 / 5‬‬
‫‪ 4‬سورة الجمعة آية ‪11‬‬
‫‪ 5‬انظر إلى الطبري ‪ ،‬محمد بن جرب بن يزيد بن خالد ‪ ،‬جامع البيان تأويل آي القرآن ‪ ،‬المجلد‪.14/134‬‬
‫والرازي‪ ،‬محمد الرازي فخر الدين ‪ ،‬تفسير الفخر الرازي المشتهر بالتفسير الكبير ومفاتح الغيب ‪ ،‬قدم له‬
‫خليل محيي الدين الميس‪ ،‬جـ‪ ،30/11‬بيروت‪ ،‬دار الفكر‪ 1415 ،‬هـ ‪ 1995 -‬م‪.‬‬
‫وابن كثير‪ ،‬عماد الدين أبي الفداء ‪ ،‬اسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي‪ ،‬تفسير القرآن العظيم‪ ،‬خرج أحاديثة‬
‫محمود بن الجميل‪ ،‬وليد بن محمد بن سالمة ‪ ،‬خالد بن محمد بن عثمان ‪ ،‬جـ‪ ،8/79‬مكتبة الصفا‪ ،‬طـ ‪،1‬‬
‫‪ 1423‬هـ ‪ 2002 -‬م‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫قال‪ :‬حدثني أبو عامر ‪ 2‬أو أبو مالك األشعري ‪ 3‬و‬ ‫‪1‬‬
‫‪ )1‬عن عبد الرحمن بن غنم األشعري‬
‫اهلل ما كذبني سمع النبي – صلى اهلل عليه و سلم – يقول‪ ( :‬ليكونن من أمتي أقوام‪ ،‬يستحلون‬
‫‪5‬‬
‫الحر ‪ 4‬و الحرير و الخمر و المعازف )‪.‬‬
‫المعازف‪:‬‬

‫قال ابن حجر العسقالني‪ :‬و المعازف هي المالهي ‪.1‬‬

‫‪2‬‬
‫والمعزف‪ :‬آلة الضرب كالعود و الطنبور و الجمع معازف‬

‫‪3‬‬
‫والعزف‪ :‬اللعب بالمعازف و هي الدفوف و غيرها مما يضرب‬

‫– هو عبد الرحمن بن غنم األشعري الشامي ‪ ،‬مختلف في صـحبته ‪ ،‬ذكـره العجلي في كبـار ثقـات التـابعين ‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫و قالوا عنه ‪ :‬كان ثقة إن شاء اهلل ‪ ،‬بعثه عمر ابن الخطاب إلى الشام يفقه الناس ‪.‬‬
‫انظر ترجمته في ابن حجر العسقالني شهب الدين الشافعي ‪ ،‬تقريب التهذيب ‪ ،‬و معه حاشيتا عبـد اهلل بن سـالم‬
‫البصـ ــري ‪ ،‬و محمـ ــد أمين ميرغـ ــني قابلهـ ــا و قـ ــدم لهـ ــا محمـ ــد عوامـ ــه ‪ ،‬ص ‪ ، 409‬دار ابن حـ ــزم ‪ ،‬ط‪، 1‬‬
‫‪1420‬هـ ‪ 1999‬م ‪.‬‬
‫و انظر ترجمته في المربي ‪ ،‬جمال الدين أبو الحجاج يوسف ‪ ،‬تهذيب الكمال ‪ ،‬جـ‪. 331 /11‬‬
‫د ‪ .‬الرازي ‪ ،‬أبو محمد عبد الرحمن بن إدريس التميمي ‪ ،‬الجرح و التعديل ‪ ،‬جـ‪. 334 / 5‬‬
‫– هو أبو عامر األشعري ‪ :‬اســمه عبــد اهلل بن هــانئ و قيــل عبــد اهلل بن وهب و قيــل عبيــد اهلل بن وهب‪ ،‬لــه‬ ‫‪2‬‬

‫صحبه‪ .‬انظر ترجمته في المربى ‪،‬جمال الدين أبو الحجاج يوسف ‪ ،‬تهذيب الكمال ‪ ،‬ج‪ ، 333/ 21‬و الرازي‬
‫‪ ،‬أبو محمد عبد الرحمن بن إدريس التميمي ‪ .‬الجرح و التعديل جـ‪. 6 /5‬‬
‫‪ – 3‬هــو كعب بن عاصم األشعري ‪ ،‬لــه صــحبه و روايــة ‪.‬انظــر ترجمتــه في المـزّي ‪ ،‬جمــال الــدين أبــو الحجــاج‬
‫يوسف ‪ ،‬تهذيب الكمال ‪ ،‬جـ ‪ . 393 / 15‬و الرازي ‪ ،‬أبو محمد عبد الرحمن بن إدريس التميمي ‪ ،‬الجرح و‬
‫التعديل ‪،‬جـ‪.217 /7‬‬
‫–الحر ‪ :‬الزنى ‪ .‬انظر العيني ‪ ،‬بدر الــدين محمــد محمــود بن احمــد ‪ ،‬عمدة القاري شرح صحيح البخ‪6‬اري ‪،‬‬ ‫‪4‬‬

‫ضبطه و صححه عبد اهلل محمد محمد عمر‪ ،‬جـ‪ ، 262 /2‬بــيروت ‪ ،‬دار الكتب العلميــة ‪ ،‬ط ‪ 1421 ، 1‬هـ –‬
‫‪ 2001‬م ‪.‬‬
‫– أخرجه البخاري برقم ‪. 5590‬‬ ‫‪5‬‬

‫أحمد بن علي ‪ ،‬فتح الباري بشرح صحيح البخاري ‪ ،‬طبعة جديدة منقحة و مصححة و مضبوطة عن‬ ‫‪1‬‬

‫الطبعة التي حقق أصلها الشيخ عبد العزيز بن باز ‪ ،‬محمد فؤاد عبد الباقي ‪ ،‬جـ‪ ، 79 /10‬دار مصر ‪ ،‬ط‬
‫‪ 1421 ، 1‬هـ –‪ 2001‬م ‪.‬‬
‫– الفيروز أبادي ‪ ،‬مجد الدين محمد بن يعقوب ‪ ،‬القاموس المحيط ‪ ،‬ص ‪ . 753‬الوسيط ‪ ،‬جـ‪.620/ 2‬‬ ‫‪2‬‬

‫– ابن منظور ‪ ،‬أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم اإلفريقي المصري ‪ ،‬لسان العرب ‪ ،‬جـ‪. 244/ 9‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪28‬‬
‫المجيزون للمعازف كأمثال ابن حزم وغيره قالوا‪ :‬إن الحديث ضعيف ‪ ،4‬حيث أنه مضطرب‬
‫سندًا و متنًا‪.‬‬
‫أما اإلسناد‪ :‬فللتردد من الراوي في اسم الصحابي‪.‬‬
‫وأما المتن ً‪ :‬فألن في بعض األلفاظ يستحلون و في بعضها بدونه‪.‬‬

‫قال الشوكاني‪ " 1:‬و يجاب عن دعوى االضطراب في السند بأنه رواه أبو داود من حديث أبي‬
‫عامر و أبي مالك‪ ،‬و رواية أبن حبان أنه سمع أبا عامر و أبا مالك األشعريين فتبين بذلك أنه‬
‫من روايتيهما جميعًا‪.‬‬
‫و أما االضطراب في المتن فيجاب بأن مثل ذلك غير قادح في االستدالل ألن الراوي قد يترك‬
‫بعض ألفاظ الحديث تارة و يذكرها أخرى‪.‬‬
‫و قال المجيزون أيضًا على الحديث المذكور من حديث داللته‪ :‬ال نسلم داللته على التحريم‪،‬‬
‫و استندوا هذا المنع بوجوه‪:‬‬
‫‪ -‬أحدهما‪ :‬أن لفظه يستحلون ليست نصًا على التحريم‪ ،‬فقد ذكر أبو بكر بن العربي لذلك‬
‫معنيين‪ :‬أحدهما‪ :‬أن المعنى يعتقدون أن ذلك حالل‪ ،‬و الثاني‪ :‬أن يكون مجازًا عن‬
‫االسترسال في استعمال تلك األمور‪.‬‬
‫و يجاب بأن الوعيد على االعتقاد يشعر بتحريم المالبسة بفحوى الخطاب‪ ،‬و أما دعوى‬
‫التجوز فاألصل الحقيقة و ال ملجئ إلى الخروج عنها‪.‬‬
‫‪ -‬ثانيها‪ :‬أن المعازف مختلف في مدلولها‪ ،‬و إذا كان الفظ محتمًال ال يكون لآللة و الغير‬
‫اآللة لم ينهض لالستدالل ألنه إما أن يكون مشتركًا و الراجح التوقف فيه‪ ،‬أو حقيقًة و‬
‫مجازًا‪ ،‬و ال يتعين المعنى الحقيقي‪.‬‬

‫انظر إلى ‪ ،‬ابن حزم ‪ ،‬أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد األندلسي ‪ ،‬المحلى باآلثار ‪ ،‬ص ‪. 565‬‬ ‫‪4‬‬

‫و قال د‪ .‬يوسف القرضاوي ‪:‬‬


‫" و إن كان ( هذا الحديث ) في صحيح البخاري إال أنه من المعلقات ال من السندات المتصلة ‪ ،‬و لذلك رده‬
‫ابن حزم النقطاع سنده … و بهذا ال يصلح لالستدالل به على تحريم الغناء ‪.‬‬
‫انظر إلى‪ :‬فقه الغناء و الموسيقى في ضوء القرآن و السنة ‪ ،‬ص ‪ ، 44-40‬القاهرة ‪ ،‬مكتبة وهبة ‪،‬‬
‫ط ‪ 1،1422‬هـ ‪ 2001‬م ‪.‬‬
‫محمد بن علي بن محمد ‪ ،‬نيل األوطار بشرح منتقى األخبار ‪ ،‬خرج أحاديثه و علق عليه خليل مأمون‬ ‫‪1‬‬

‫شيحا ‪ ،‬جـ‪ ، 508 / 8–7‬بيروت ‪ ،‬دار المعرفة ‪ ،‬ط‪ 1419 ، 1‬هـ – ‪ 1998‬م‬

‫‪29‬‬
‫و يجاب بأنه يدل على تحريم استعمال ما صدق عليه االسم و الظاهر الحقيقة في الكل من‬
‫المعاني المنصوص عليها من أهل اللغة‪ ،‬و ليس من قبيل المشترك ألن اللفظ لم يوضع لكل‬
‫واحد على حده بل وضع للجميع‪ ،‬على أنه الراجح جواز استعمال المشترك في جميع معانيه‬
‫مع عدم التضاد كما تقرر في األصول‪.‬‬
‫‪ -‬ثالثها‪ :‬أنه يحتمل أن تكون المعازف المنصوص على تحريمها هي المقترنة بشرب الخمر‬
‫كما ثبت في رواية بلفظ‪ ( :‬ليشربن أناس من أمتي الخمر تروح عليهم القيان و تغدو‬
‫عليهم المعازف )‪.‬‬
‫و يجاب بأن االقتران ال يدل على أن المحرم هو الجمع فقط‪ ،‬و إال لزم أن الزنا المصرح به‬
‫في الحديث ال يحرم إال عند شرب الخمر و استعمال المعازف و الالزم باطل باإلجماع‬
‫فالملزوم مثله‪".‬‬

‫قال األلباني ‪ " :‬و خالصة الكالم في هذا الحديث‪ :‬أن مداره على عبد الرحمن بن غنم‪ ،‬و هو‬
‫ثقة اتفاقا‪ ،… ،‬فمن أصّر بعد هذا على تضعيف الحديث فهو منكر معاند " ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫ذكر أنه قد صحح هذا الحديث عدد كبير من األئمة الحفاظ على مّر العصور وذكر بعضهم في‬
‫‪2‬‬
‫كتابة‬

‫وقد ذكر الدكتور حسام الدين عفانة في كتابه يسألونك هذا الحديث و بين صحته ‪.3‬‬

‫و الذي يُتيقن منه بعد هذا أن الحديث صحيح مجزوم به وواجب العمل و األخذ به‪،‬‬
‫وأن لفظ يستحلون – أي هي في األصل حرام فيجعلونها حالل – دال على التحريم‪،‬‬
‫ومقارنتها بالزنا و الحرير و هذا كله محرم‪ ،‬فيزيد أيضًا من حرمتها‪.‬‬

‫وأقول لو أن هذا الحديث فقط في باب تحريم اآلالت الموسيقية لكفى‪.‬‬

‫األلباني ‪ ،‬محمد ناصر الدين ‪ ،‬تحريم آالت الطرب ‪ ،‬ص ‪1420 ، 51-36‬هـ – ‪ 1999‬م ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪89‬‬


‫جـ‪ ، 256– 247 /6‬ط ‪1422 ، 1‬هـ – ‪ 2001‬م ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪30‬‬
‫‪ )2‬عن عمران بن حصين ‪ -1‬رضي اهلل عنه – أن رسول اهلل صلى اهلل عليه و سلم –قال ‪:‬‬
‫( في هذه األمة خسف و مسخ و قذف ) ‪ ،‬قال رجل من المسلمين ‪ " :‬يا رسول اهلل و متى‬
‫‪2‬‬
‫ذلك ؟ " قال‪ ( :‬إذا ظهرت القينات و المعازف و شربت الخمر )‬

‫‪ )3‬عن علي أن رسول اهلل – صلى اهلل عليه و سلم – قال ‪ ( :‬إذا فعلت أمتي خمس عشرة‬
‫خصلة حل بها البالء ) ‪ ،‬و ذكر منهم ‪ ( :‬و شربت الخمور و لبست الحرير ‪ ،‬واتخذت‬
‫القينات والمعازف ) ‪. 4‬‬

‫‪)4‬عن أبي هريرة ‪ –1‬رضي اهلل عنه – أن رسول اهلل – صلى اهلل عليه و سلم – قال ‪ ( :‬إذا‬
‫و أطاع‬ ‫اتخذ الفيء دوًال ‪ ،‬و األمانة مغنمًا ‪ ،‬و الزكاة مغرمًا ‪ ،‬و تعلم لغير الدين ‪،‬‬

‫– هو عمران بن حصين بن عبيد خلف الخزاعي ‪ ،‬أبو نجيد ‪ ،‬اسلم عام خيبر ‪ ،‬و صحب و كان فاضًال ‪ ،‬و‬ ‫‪1‬‬

‫قضـى بالكوفـة ‪ ،‬كـان الحسـن البصـري يحلـف باهلل مـا قـدمها – يعـني البصـرة – راكب خـير لهم من عمـران بن‬
‫حصين ‪ ،‬و روى له الجماعة ‪ ،‬توفي سنة ‪ 86‬هـ بالبصرة ‪.‬‬
‫انظــر ترجمتــه في ابن حجــر العســقالني ‪ ،‬أحمــد بن علي ‪ ،‬اإلص‪6‬ابة في تمي‪6‬يز الص‪6‬حابة‪ ،‬حقــق أصــولة وضــبط‬
‫أعالمة ووضـع فهارسـة علي محمـد البجـاوي ‪ ،‬ج ـ‪ ،4/705‬بـيروت ‪ ،‬دار الجيـل‪ ،‬طـ ‪1412 ،1‬هـ ‪ 1992 -‬م‪،‬‬
‫والمزّي ‪ ،‬جمال الدين أبو الحجاج يوســف ‪ ،‬تهذيب الكمال‪ ،‬جــ‪ ، 382-381 /14‬و الــرازي ‪ ،‬أبــو محمــد عبــد‬
‫الرحمن بن إدريس التميمي ‪،‬الجرح والتعديل‪ ،‬جـ‪. 378/ 6‬‬
‫– أخرجه الترمذي برقم ‪ . 2212‬كتاب الفتن ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫قال أبو عيسى ‪ :‬حديث غريب ‪.‬‬


‫صححه األلباني ‪ .‬انظر محمد ناصر الدين ‪ ،‬تحريم آالت الطرب ‪. 68-63 ،‬‬
‫انظ ــر الترم ــذي ‪،‬أب ــو عيس ــى‪ ،‬محم ــد بن عيس ــى‪ ،‬الج‪66‬امع الص‪66‬حيح وه‪66‬و س‪66‬نن الترم‪66‬ذي‪ ،‬تحقي ــق كم ــال يوس ــف‬
‫الحوت ‪ ،‬جـ‪ ، 429 / 4‬بيروت ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪.‬‬
‫– اخرجه الترمذي برقم ‪ 2210‬في كتاب الفتن ‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫قال أبو عيسى ‪ :‬هذا حديث غريب ال نعرفه من حديث علي بن أبي طالب إال من هذا الوجه ‪.‬‬
‫انظر الترمذي ‪ ،‬أبو عيسى محمد بن عيسى بن سوره ‪ ،‬الجامع الصحيح و هو سنن الترمذي ‪ ،‬جـ‪.428 /4‬‬
‫‪1‬‬
‫أبو هريرة ‪ :‬هو عبد الرحمن الدوسي ‪ ،‬صاخب رسول اهلل –صلى اهلل علية وسلم‪ -‬وأكثرهم حديث عنة‪،‬‬
‫وقد اختلف في اسمه اختالفًا كثيرًا لم يختلف في اسم آخر مثله‪ ،‬قيل اسمه عبد اهلل بن عامر وغير ذلك‪ ،‬قال‬
‫أبوهريرة‪" :‬كان اسمي في الجاهلية عبد شمس بن صخر ‪ ،‬فسماني رسول اهلل –صلى اهلل عليه وسلم‪-‬عبد‬
‫الرحمن‪ ،‬وكنيت أبا هريرة ألني وجّد ت هّر ة فحملتها قي كّم ي فقيل لي أب هريرة " مات سنة ‪ 59‬هـ ‪ ،‬وعمرة‬
‫‪ 78‬سنة‪.‬انظر ترجمته في ابن حجر العسقالني ‪ ،‬أحمد بن علي ‪ ،‬اإلصابة في تمييز الصحابة‪ ،‬جـ‪،7/426‬‬
‫و ابن األثير اإلمام عز الدين أبي الحسن علي بن محمد الجزري ‪ ،‬أسد الغابه في معرفة الصحابه ‪ ،‬جـ‬
‫‪ .305-3/282‬تحقيق الشيخ خليل مأمون شيحا ‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار المعرفة ‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫الرجل امرأته ‪ ،‬و عق أمه ‪ ،‬و آذى صديقه و أقصى أباه ‪ ،‬و ظهرت األصوات في المساجد ‪،‬‬
‫و ساد القبيلة فاسقهم ‪ ،‬و كان زعيم القوم أرذلهم ‪ ،‬و أكرم الرجل مخافة شره ‪ ،‬و ظهرت‬
‫القينات و المعازف ‪ ،‬و شربت الخمور‪ ،‬و لعن آخر هذه األمة أولها ‪ ،‬فليرتقبوا عند ذلك ريحًا‬
‫حمراء و زلزلة و خسفًا و مسخًا و قذفًا وآيات تتابع كنظام باٍل قطع سِْلُكه فتتابع " ‪. 2‬‬

‫‪ )5‬عن أبي هريرة أن النبي – صلى اهلل عليه و سلم – قال ‪ ( :‬استماع المالهي معصية‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫والجلوس عليها فسق ‪ ،‬و التلذذ بها كفر ) ‪.‬‬

‫أوجة االستدالل باألحاديث األربعة األخيرة أن اهلل قد رتب البالء الذي منه خسف و مسخ‬
‫على ارتكاب أشياء محظورة التي منها شرب الخمر و لبس الحرير و اتخاذ القينات‬
‫والمعازف ‪ ،‬لكن وجود ضعف في األسانيد [ مع أن الحديث الثاني صححه األلباني ] فإن هذه‬
‫األحاديث ال تقوى لالستدالل إّال أنها تعتبر كشواهد لحديث البخاري األول ‪. 4‬‬

‫أحاديث الدف‪:‬‬
‫‪ .1‬عن عائشة‪ -1‬رضي اهلل عنها‪ -‬قالت‪ :‬دخل علي أبو بكر وعندي جاريتان من جواري‬
‫األنصار تغنيان‪ 2‬بما تقاولت األنصار يوم ُبعاث قالت‪ :‬وليست بمغنيتين‪ ،‬فقال أبو بكر‪:‬‬
‫أمزامير الشيطان‪ ،‬في بيت رسول اهلل ـ صلى اهلل عليه وسلم ؟ وذلك قي يوم عيد‪ ،‬فقال‬
‫رسول اهلل ـ صلى اهلل عليه وسلم (يا أبا بكر‪ ،‬إن لكل قوم عيدًا وهذا عيدنا)‪.3‬‬

‫– أخرجه الترمذي برقم ‪ ، 2211‬كتاب الفتن ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫انظر الترمذي ‪ ،‬أبو عيسى بن سوره ‪ ،‬الجامع الصحيح و هو سنن الترمذي ‪ ،‬جـ‪ ، 429 /4‬و الشوكاني ‪،‬‬
‫محمد بن علي بن محمد ‪،‬نيل األوطار‪ ،‬جـ‪. 503 / 8-7‬‬
‫–أخرجه أبو يعقوب محمد بن إسحاق النيسابوري ‪ ،‬و ذكره الشوكاني في نيل األوطار ‪ ،‬جـ ‪،503 / 8-7‬‬ ‫‪3‬‬

‫و قال ‪ :‬إن الحديث ضعفه بعض أهل العلم ‪.‬‬


‫– أحمد القضاة ‪ ،‬الشريعة اإلسالمية و الفنون ‪ ،‬ص ‪.219‬‬ ‫‪4‬‬

‫هي عائشة بنت ابي بكر الصديق‪ ،‬ام المؤمنين‪ ،‬أفقه النساء مطلقا‪،‬زوج رسول اهلل –صلى اهلل علية وسلم‪،-‬‬ ‫‪1‬‬

‫وأشهر نسائة‪ ،‬روت عن النبي‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬الكثير الطيب ‪ ،‬توفيت سنة ‪ 58‬هـ‪.‬‬
‫انظر ترجمتها في ابن حجر العسقالني ‪ ،‬أحمد بن علي ‪ ،‬اإلصابة في تمييز الصحابة‪ ،‬جـ‪ ،20-8/16‬وابن‬
‫حجر العسقالني‪ ،‬أحمد بن علي‪ ،‬تقريب التهذيب‪ 2/651 ،‬والمزّي ‪ ،‬جمال الدين ابو الحجاج يوسف‪ ،‬تهذيب‬
‫الكمال‪ ،‬جـ‪.22/377‬‬
‫‪ 2‬وفي لفظ تدففان وتضربان ‪ ،‬انظر إلى‪ ،‬ابن حجر العسقالني‪ ،‬احمد بن علي فتح الباري‪ ،‬جـ‪.2/673‬‬
‫‪ 3‬أخرجه البخاري برقم ‪ ،952‬انظر ابن حجر العسقالني‪ ،‬أحمد بن علي‪ ،‬فتح الباري‪ ،‬جـ‪،633-632 /2‬‬
‫وانظر إلى القسطالني‪ ،‬شهاب الدين ابي العباس احمد بن محمد الشافعي‪ ،‬ارشاد الساري‪ ،‬ضبطه وصححه‬

‫‪32‬‬
‫‪ .2‬عن عائشة قالت‪ :‬دخل علي رسول اهلل‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان‬
‫بغناء ُب عاث‪ ،‬فاضطجع على الفراش وحول وجهه‪ ،‬ودخل ابو بكر فانتهرني وقال‪:‬‬
‫مزمارة الشيطان عند النبي‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬فاقبل‪ -‬عليه السالم‪ -‬فقال‪( :‬دعهما)‪،‬‬
‫فلما غفل غمزتهما فخرجتا وكان يوم عيد فيه يلعب السودان بالدرق والحراب فأما سألت‬
‫النبي‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬وأما قال‪( :‬تشتهين تنظرين ؟) فقالت‪":‬نعم" فاقامني وراءه‪،‬‬
‫خدي على خده‪ ،‬وهو يقول‪( :‬دونكم يا بني أرفده) حتى اذا مللت قال‪( :‬حسبك) ؟ قالت‪:‬‬
‫"نعم"‪ ،‬قال‪( :‬فاذهبي)‪.4‬‬

‫ن‬ ‫ُب‬ ‫حين‬ ‫فدخل‬ ‫وسلم‪-‬‬ ‫عليه‬ ‫اهلل‬ ‫صلى‬ ‫النبي‪-‬‬ ‫جاء‬ ‫‪:‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ .3‬قالت الُر بّيع بنت معوذ بن عفراء‬
‫َي‬
‫علّي ‪ ،‬فجلس على فراش كمجلسك مني‪ ،‬فجعلت جويريات لنا يضربن بالّد ف‪ ،‬ويندبن من‬
‫قتل من آبائي يوم بدر‪ ،‬إذ قالت احداهن ‪" :‬وفينا نبٌّي يعلم ما في غد" ‪ ،‬فقال‪( :‬دعي‬
‫وقولي بالذي كنت تقولين)‪. 2‬‬

‫محمد عبد العزيز الخالدي‪ ،‬جـ‪ ،642-2/638‬بيروت‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط ‪1416 ،1‬هـ ‪ 1996 -‬م ‪.‬‬
‫وانظر إلى‪ :‬العيني‪ ،‬بدر الدين ابي محمد محمود بن احمد‪ ،‬عمدة القاري شرح صحيح البخاري‪ ،‬ضبطه‬
‫وصححه عبد الله محمد محمد عمر‪ ،‬جـ‪ ،492-6‬بيروت‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط ‪1421 ،1‬هـ‪ 2001 -‬م‬
‫‪ 4‬اخرجه البخاري برقم ‪950 ،949‬‬
‫انظر ابن حجر العسقالني‪ ،‬احمد بن علي‪ ،‬فتح الباري‪ ،‬جـ‪632-2/624‬‬
‫هي الربيع بنت معوذ بن عفراء االنصارية‪ ،‬من صغار الصحابة وهي من المبايعات تحت الشجرة‪ ،‬وروى‬ ‫‪1‬‬

‫لها الجماعة‪ ،‬انظر ترجمتها في ابن حجر العسقالني ‪ ،‬أحمد بن علي ‪ ،‬اإلصابة في تمييز الصحابة ‪ ،‬جـ‬
‫‪ ،7/641‬وابن حجر العسقالني‪ ،‬احمد بن علي‪ ،‬تقريب التهذيب‪ ،‬ص ‪ ،856‬والمزّي ‪ ،‬جمال الدين ابو الحجاج‬
‫يوسف‪ ،‬تهذيب الكمال ‪،‬جـ‪.22/330‬‬
‫اخرجه الترميذي برقم ‪ ،1092‬كتاب النكاح‪ ،‬باب ما جاء في اعالن النكاح‪ .‬قال ابو عيسى‪ :‬هذا حديث‬ ‫‪2‬‬

‫حسن صحيح‪.‬‬
‫انظر إلى المباركفوري‪ ،‬ابو العال محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم‪ ،‬تحفة االحوذي بشرح جامع الترمذي‪،‬‬
‫المجلد‪ ،4/179‬بيروت‪ ،‬دار الكتب العالمية‪ ،‬ط ‪ 1422 ،1‬هـ‪2001-‬م‪.‬‬
‫وأخرجه أبو داود في كتاب األدب‪ ،‬برقم ‪،4922‬انظر إلى ابي داود‪ ،‬سليمان بن األشعث السجستاني‪ ،‬سنن‬
‫أبي داود‪ ،‬جـ‪ ،5/140‬دار ابن حزم‪ ،‬ط ‪1418 ،1‬هـ ‪ 1997 -‬م‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪ .4‬عن انس بن مالك‪ 1‬ان رسول اهلل‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬مّر ببعض المدينة فاذا هو‬
‫يا حبذا محمٌد‬ ‫بجوار‪ ،‬يضربن بدفهن ويتغنين ويقلن‪" :‬نحن جوار من بني النجار‬
‫من جار" فقال النبي‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‪(-‬اهلل يعلم اني الحبكن)‪.2‬‬

‫‪ .5‬عن عبد اهلل بن بريدة‪ 3‬عن ابيه‪ :‬ان سوداء أتت رسول اهلل‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‪-‬ورجع‬
‫من بعض مغازيه فقالت‪ :‬اني كنت نذرت إن رّد ك اهلل صالحًا‪ ،‬ان اضرب عندك بالدف‪،‬‬
‫قال‪ (:‬ان كنت فعلت فافعلي وان كنت لم تفعلي‪ ،‬فال تفعلي ) فضربت‪ ،‬فخل ابو بكر وهي‬
‫تضرب‪ ،‬ودخل غيره وهي تضرب ثم دخل عمر‪ ،‬قال‪ :‬فجعلت دفها خلفها‪ ،‬وهي مقنعة‪،‬‬
‫فقال رسول اهلل‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‪ (-‬ان الشيطان ليفرق منك يا عمر‪ ،‬انا جالس‬
‫ودخل هؤالء‪ ،‬فلما دخلت فعلت ما فعلت)‪.4‬‬

‫جاء في الفتح الرباني‪" :5‬المراد بالدف هنا دف العرب وهو مدور على شكل الغربال فال‬
‫آية ال خروق في جلده‪ ،‬وال جالجل فيه‪ ،‬وأما دف المالهي فهو مدور جلده من يرق ابيض‬
‫ناعم فيه جالجل يسمى بالطار‪".‬‬

‫المبيحون قالوا ‪:‬‬

‫هو انس بن مالك بن النضر األنصاري الخزرجي‪ ،‬خادم رسول اهلل‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬صحابي‬ ‫‪1‬‬

‫مشهور مات سنة ‪63‬ه‪.‬‬


‫انظر ترجمته في ابن حجر العسقالني ‪ ،‬أحمد بن علي ‪ ،‬اإلصابة في تمييز الصحابة‪،‬جـ ‪ ،1/126‬وابن حجر‬
‫العسقالني‪ ،‬احمد بن علي‪ ،‬تقريب التهذيب‪ ،‬جـ‪ 1/100‬والمزّي ‪ ،‬جمال الدين ابو الحجاج يوسف‪ ،‬تهذيب‬
‫الكمال‪ ،‬جـ‪ ،345-2/330‬والرازي‪ ،‬ابو محمد بن ادريس‪ ،‬الجرح والتعديل‪،‬جـ‪.2/212‬‬
‫اخرجه ابن ماجه برقم ‪ ،1899‬ذكر المحقق ان استاذه صحيح‪ ،‬انظر ابن ماجه‪ ،‬ابو عبد اهلل محمد بن يزيد‬ ‫‪2‬‬

‫القزويني‪ ،‬سنن ابن ماجه‪ ،‬حققه واخرج احاديثه وعلق عليه د‪ .‬بشار عواد معروف‪ ،‬جـ‪.3/340‬‬
‫هو عبد اهلل بن بريدة بن الحصيب االسلمي‪ ،‬ابو سهل المروزي‪ ،‬كان قاضيا‪ ،‬ثقة‪ ،‬مات سنة ‪115‬هـ‬ ‫‪3‬‬

‫انظر ترجمته في ابن حجر العسقالني‪ ،‬احمد بن علي‪ ،‬تقريب التهذيب‪ ،‬ص‪ 354‬والمزي‪ ،‬جمال الدين ابو‬
‫الحجاج يوسف‪ ،‬تهذيب الكمال‪ ،‬ج‪ ،100/36‬والرازي‪ ،‬ابو محمد بن ادريس التميمي‪ ،‬الجرح والتعديل جـ‬
‫‪.5/16‬‬
‫اخرجه الترمذي برقم ‪ 3690‬وقال ابو عيسى‪ :‬حديث حسن صحيح غريب‪،‬‬ ‫‪4‬‬

‫وذكره االمام احمد في مسنده برقم ‪ ،22989‬انظر إلى احمد بن حنبل‪ ،‬مسند االمام أحمد بن حنبل‪ ،‬اشراف‬
‫د‪ .‬عبد اهلل بن عبد المحسن التركي‪ ،‬جـ‪ ،94-38/93‬ط ‪1421 ، 1‬هـ‪2001 -‬م‪.‬‬
‫الساعاتي‪ ،‬احمد عبد الرحمن البنا‪ ،‬الفتح الرباني لترتيب حسن االمام احمد بن حنبل‪ ،‬مع مختصر بشرحه‬ ‫‪5‬‬

‫بلوغ المرام من اسرار الفتح الرباني‪ ،‬جـ‪ ،5/162‬بيروت‪ ،‬دار احياء التراث العربي‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫قال ابن حزم‪ " :‬وقد سمع رسول اهلل قول ابي بكر‪ :‬مزمار الشيطان‪ ،‬فانكر عليه ولم ينكر‬
‫على الجاريتين غناءها‪ ،‬وهذا هو الحجة التي ال يسع احد خالفها وال يزال التسليم مهما" ‪.1‬‬
‫وقال‪َ " :‬فَّص ح انه مباح مطلق‪ ،‬ال كراهية فيه‪ ،‬وان من أنكره فقد اخطأ بال شك"‪.2‬‬

‫قال االمام الغزالي‪ " :‬الرخصة في الغناء والضرب بالدف من الجاريتين‪ ،‬مع انه شبه ذلك‬
‫بمزمار الشيطان وفيه بيان ان المزمار المحرم غير ذلك"‪.3‬‬
‫قال د‪ .‬يوسف القرضاوي‪" :‬والمعول عليه هنا هو رد النبي ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬على ابي‬
‫بكر –رضي اهلل عنه‪-‬وتعليله‪ :‬انه يريد ان يعلم اليهود ان في ديننا فسحه‪ ،‬وانه بعث بحنيفة‬
‫سمحة‪ ،‬وهو يدل على وجوب رعاية تحسين صورة اإلسالم لدى اآلخرين‪ ،‬وإ ظهار جانب‬
‫البشر والسماحة فيه"‪.4‬‬
‫قال ابن القيسراني‪ " :5‬قد جاءت السنة الصحيحة بان النبي‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬استمع‬
‫الغناء وأمر باستماعه وأنكر على من أنكر ذلك كحديث الجاريتين اللتين كنتا تغنيان لعائشة‬
‫‪.‬‬ ‫‪7 6‬‬
‫وكان النبي‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬حاضراً "‬

‫رد شيخ اإلسالم ابن تيمية على المبيحين فقال‪ " :‬حديث عائشة برواياته المتعددة الذي فيه‬
‫أمزمار الشيطان‪ 8‬وحديث الربيع بنت معوذ‪ ،9‬فهذه احاديث كلها صحيحة ال شك عند احد في‬
‫صحتها سواء كان من المانعين أو المجيزين‪ ،‬وكذاك حديث أنس الذي فيه ( فاذا بجوار‬
‫يضربن بدفهن ويتغنين)‪ ،10‬ولكن وقع االختالف بين العلماء في اوجه االستدالل بهذه‬

‫رسالة ابن حزم‪ ،‬رسالة في الغناء الملهي امباح هو ام محظور‪ ،‬ص ‪ ،16‬بواسطة د‪ .‬محمد عمارة‪ .‬اإلسالم‬ ‫‪1‬‬

‫والفنون الجميلة‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬ط ‪141 ،1‬هـ‪1991 -‬م‪.‬‬


‫ابو محمد علي بن احمد االندلسي‪ ،‬المحلى باالثار‪ ،‬جـ‪.7/569‬‬ ‫‪2‬‬

‫الغزالي‪ ،‬ابو حامد بن محمد‪ ،‬احياء علوم الدين ‪ ،‬جـ‪.2/373‬‬ ‫‪3‬‬

‫اإلسالم والفن‪ ،‬ص ‪ ،44‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬ط ‪1421 ، 1‬هـ‪ 2000 -‬م‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫سبقت ترجمتة ص ‪.18‬‬ ‫‪5‬‬

‫حديث صحيح‪ ،‬تم تخريجه ص ‪.34‬‬ ‫‪6‬‬

‫السماع‪ ،‬ص ‪ ،76‬تحقيق ابو الوفا المراغي‪1415 ،‬هـ ‪1194 -‬م‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫حديث صحيح ‪ ،‬تم تخريجه ص ‪.34‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪ 9‬حديث صحيح ‪ ،‬تم تخريجه ص ‪.35‬‬


‫حديث صحيح ‪ ،‬تم تخريجه ص ‪. 35‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪35‬‬
‫االحاديث‪ ،‬وفي حاالت إباحة الدف‪ ،‬فاجازه بعضهم للنساء فقط‪ ،‬وخصه آخرون منهم‬
‫بالجواري"‪.1‬‬
‫جاء في كتاب تحريم الغناء والسماع‪ ..." :‬أن أبا بكر‪-‬رضي اهلل عنه‪ -‬زجرهما وأنكر‬
‫عليهما‪ ،‬ولوال أنه كان يعلم من دين النبي –صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬ذم الغناء‪ ،‬ما كان ليعاتب‬
‫‪01‬‬
‫بين يديه أو يقول‪" :‬أمزمار الشيطان في بيت رسول اهلل –صلى اهلل عليه وسلم‪.-‬‬

‫قال االلباني‪" :‬جاء من تعاليم النبي‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬واحاديثه الكثيرة في تحريم الغناء‬
‫وآالت الطرب‪ ،‬فلوال علم ابي بكر بذلك‪ ،‬وكونه على بّي نة من االمر‪ ،‬ما كان له ان يتقدم بييدّي‬
‫النبي‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬وفي بيته‪ ،‬بمثل هذا االنكار الشديد‪ ،‬غير انه كان خافيا عليه ان‬
‫هذا الذي انكره يجوز في يوم عيد‪ ،‬فتنبه له النبي‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬بقوله (دعهما يا ابا‬
‫بكر فان لكل قوم عيدًا وهذا عيدنا) فبقي انكار ابي بكر العام مسلمًا فيه القراره‪ -‬صلى اهلل‬
‫عليه وسلم‪ -‬إياه‪ ،‬ولكنه استثنى منه الغناء في العيد فهو مباح بالمواصفات الواردة في الحديث‪.‬‬
‫ولّم ا أمر ابا بكر بان ال ينكر عليهما بقوله‪( :‬دعهما) اتبع ذلك بقوله‪ ( :‬فان لكل قوم عيدًا‪)..‬‬
‫فهذه جملة تعليلية تدل على ان علة اإلباحة هي العيدية ‪-‬اذا صح التعبير‪ -‬ومن المعلوم ان‬
‫الحكم يدور مع العلة وجودا وعدما‪ ،‬وان هذه االباحة مقيدة بالدف وليس بكل آالت الطرب‬
‫وبالصغار من االناث كما صح به العلماء"‪.2‬‬
‫جاء في كتاب تحريم الغناء والسماع " وإ نما وجه الحديث أن عائشة – رضي اهلل عنها –‬
‫كانت طفلة لم تبلغ‪ ،‬وكانت صبايا األنصار وجواريهم يجتمعن إليها ويلعبن ‪ ،‬وال سّيما في‬
‫‪2‬‬
‫األعياد والفصول‪.‬‬
‫قال ابن حجر العسقالني عن مزمارة الشيطان‪ " :‬يعني الغناء أو الدف الن المزماره أو‬
‫المزمار مشتق من الزمير وهو‪ :‬الصوت الذي له الصفير‪ ،‬ويطلق على الصوت الحسن وعلى‬
‫الغناء‪ ،‬وسميت به اآللة المعروفة التي يزمر بها‪ ،‬واضافتها إلى الشيطان من جهة أنها تلهي‪،‬‬
‫فقد تشغل القلب عن الذكر"‪.3‬‬

‫تقي الدين ابو العباس احمد بن عبد الحليم‪ ،‬مجموعة فتاوى ابن تيمية‪ ،‬جـ‪ ،30/216‬جـ‪.11/566‬‬ ‫‪1‬‬

‫الطرطوشي‪ ،‬أبو بكر محمد بن الوليد‪ ،‬رسالة في تحريم الجبن الرومي وكتاب تحريم الغناء والسماع‪،‬‬ ‫‪01‬‬

‫حققها وقدم لهما ووضع فهارسهما عبد المجيد تركي‪ ،‬ص ‪، 213‬ط ‪1218 ، 1‬هـ ‪ 1997 -‬م‬
‫محمد ناصر الدين‪ ،‬تحريم آالت الطرب‪ ،‬ص ‪.113-112 ،108‬‬ ‫‪2‬‬

‫والسماع‪ ،‬ص‬ ‫الطرطوشي‪ ،‬أبو بكر محمد بن الوليد‪ ،‬رسالة في تحريم الجبن الرومي وكتاب تحريم الغناء‬ ‫‪2‬‬

‫‪213‬‬
‫‪ 3‬أحمد بن علي‪ ،‬فتح الباري‪ ،‬جـ‪.2/627‬‬

‫‪36‬‬
‫قال ابن قيم الجوزية ‪ :‬إن نفس صوت اإلنسان يسمى مزمارًا ومزمورًا كما قال رسول اهلل –‬
‫صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬البي موسى‪( :‬لقد اوتيت مزمارًا من مزامير آل داوود)‪ 4‬فسمى صوته‬
‫مزمارًا‪ ،‬وكما قال الصديق‪ -‬رضي اهلل عنه‪ -‬لغناء الجاريتين‪( :‬أمزمور الشيطان في بيت‬
‫رسول اهلل –صلى اهلل عليه وسلم‪5)-‬ولم يكن معهما مزمور غير أصواتهما"‪.6‬‬

‫‪ .6‬عن قيس بن سعد‪ ،1‬قال‪ :‬ما كان شيء على عهد الرسول اهلل‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‪-‬إال‬
‫وقد رايته إال شيء واحد‪ ،‬فإن رسول اهلل ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‪-‬كان يقلس‪ 2‬له يوم‬
‫الفطر"‪.3‬‬
‫‪ .7‬عن محمد بن حاطب الجمحي‪ 4‬قال‪ :‬قال رسول اهلل‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‪ (:-‬فصل ما‬
‫بين الحرام والحالل الدف والصوت)‪.5‬‬

‫‪ 4‬اخرجة البخاري في صحيحه برقم ‪ ،5048‬باب حسن الصوت بالقرآن الكريم للقرآن‪ ،‬وأخرجه مسلم برقم‬
‫‪ ،793‬باب استحباب تحسين الصوت بالقرآن‬
‫‪ 5‬حديث صحيح ‪،‬سبق تخريجه ص‪.34‬‬
‫‪ 6‬كشف الغطاء عن حكم سماع الغناء‪ ،‬ص‪ 204‬وما بعدها‬
‫‪.‬هو قيس بن سعد بن عبادة بن دليم االنصاري الخزرمي‪ ،‬روى له الجماعة‪ ،‬صحابي جليل‪ ،‬مات سنة ‪60‬‬ ‫‪1‬‬

‫سنة‪ ،‬انظر ترجمته في ابن حجر العسقالني ‪ ،‬أحمد بن علي ‪ ،‬اإلصابة في تمييز الصحابة‪،‬جـ‪.5/473‬‬
‫وابن حجر العسقالني‪ ،‬احمد بن علي‪ ،‬تحرير تقريب التهذيب‪ ،‬تأليف د‪ .‬بشار عواد معروف‪ ،‬شعيب‬
‫االرناؤوط ‪ ،‬جـ‪ ،3/187‬بيروت‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬ط ‪1417 ،1‬هـ‪1997-‬م‪ .‬والمزّي ‪ ،‬جمال الدين ابو‬
‫الحجاج يوسف‪ ،‬تهذيب الكمال‪ ،‬جـ‪.318-1/313‬‬
‫يقلس‪ :‬قلس الرجل‪:‬ضرب بالدف وغنى‪ .‬انظر الوسيط ‪ ،789‬ابن منظور‪ ،‬أبو الفضل جمال الدين محمد بن‬ ‫‪2‬‬

‫مكرم األفريقي المصري‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬جـ‪.6/180‬‬


‫اخرجه ابن ماجه برقم ‪ ،1303‬باب ما جاء في التقليس يوم العيد وقال عنه د‪ .‬بشار معروف‪ ،‬المحقق‬ ‫‪3‬‬

‫استاده صحيح ورجاله ثقات‪.‬‬


‫انظر محمد بن يزيد القزويني‪ ،‬سنن ابن ماجة‪ ،‬جـ‪.2/447‬‬
‫هو محمد بن حاطب بن الحارث بن معمر الجمحي‪ ،‬الكوفي‪ ،‬مختلف في كنيته‪ ،‬صحابي صغير‪ ،‬ولد في‬ ‫‪4‬‬

‫الحبشة‪ ،‬ادراك النبي‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‪-‬وهو عالم‪ ،‬قال يحيى بن معين عنه‪ :‬له رؤية وال يذكر له‬
‫صحبه‪.‬انظر ترجمته في ابن حجر العسقالني ‪ ،‬أحمد بن علي ‪ ،‬اإلصابة في تمييز الصحابة‪،‬جـ‪ ،6/8‬والمزّي ‪،‬‬
‫جمال الدين ابو الحجاج يوسف‪ ،‬تهذيب الكمال‪ ،‬جـ‪ .189-16/188‬وابن حجر العسقالني‪ ،‬احمد بن علي‪،‬‬
‫تقريب التهذيب‪ ،‬ص‪ ،550‬والرازي‪ ،‬ابو محمد بن ادريس التميمي‪ ،‬الجرح والتعديل‪ ،‬جـ‪.302-7/301‬‬
‫اخرجه الترميذي في سننه برقم ‪ ،1090‬قال ابو عيسى‪ :‬حديث حسن‬ ‫‪5‬‬

‫انظر إلى الترميذي ‪ ،‬ابو عيسى محمد بن عيسى ‪ ،‬سنن الترميذي‪ ،‬جـ‪.2/346‬‬
‫المباركفوري‪ ،‬ابو العال محمد بن عبد الرحمن‪ ،‬تحفه االحوذي‪ ،‬المجلد‪4/179‬‬

‫‪37‬‬
‫ورواه ابن ماجه بلفظ( فصل ما بين الحالل والحرام‪ ،‬الدف والصوت في النكاح)‪.1‬‬

‫جاء في الفتح الرباني‪ ،‬باب إعالن النكاح واللهو فيه والضرب بالدف‪ ،‬في شرح (فصل ما بين‬
‫الحالل والحرام) ‪ :‬أي فرق ما بين الحالل والحرام الصوت والضرب بالدف‪ ،‬وليس المراد انه‬
‫ال فرق إال هذا ‪ ،‬بل يحصل الفرق بحضور الشهود عند العقد‪ ،‬واألفضل إعالن أمر النكاح‬
‫بحيث ال يخفي على األباعد ‪ ،‬والسنة ان يكون بضرب دف وغناء مباح ونحو ذلك‪،...،‬‬
‫‪2‬‬
‫والمراد بالصوت هنا‪ :‬الغناء بالكالم المباح"‬

‫‪ .8‬عن عائشة‪ – 3‬رضي اهلل عنها – قالت‪ :‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم – (أعلنوا‬
‫‪4‬‬
‫النكاح واجعلوه في المساجد واضربوا عليه بالدفوف)‪.‬‬

‫مما نرى بعد سرد أحاديث الدف ان رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم – أمر بإعالن النكاح‬
‫ليشتهر أمره بين الناس وال يخفي ذلك‪ ،‬وهذا عن طريق الدف والصوت‪.‬‬
‫وبالتالي إن كل هذه األحاديث فقط تحلل الدف من بين اآلالت الموسيقية وهو الدف الذي ال‬
‫يحتوي على الجالجل‪.‬‬

‫وبالتالي هذه االحاديث تدل فقد على اباحة الدفوف من اآلالت الموسيقية‪.‬‬

‫اخرجه ابن ماجه‪ ،‬محمد بن يزيد القزويني‪ ،‬سنن ابن ماجه‪ ،‬جـ‪339-3/338‬‬ ‫‪1‬‬

‫الساعاتي‪،‬أحمد عبد الرحمن البنا‪ ،‬الفتح الرباني لترتيب مسند االمام احمد بن حنبل مع مختصر شرحه بلوغ‬ ‫‪2‬‬

‫االماني من اسرار الفتح الرباني‪ ،‬جـ‪ ،16/213‬بيروت‪ ،‬دار احياء التراث العربي‪.‬‬
‫سبق ترجمتها ص ‪.34‬‬ ‫‪3‬‬

‫اخرجه الترمذي برقم ‪ 1091‬وقال ابو عيسى‪ :‬حديث حسن غريب‬ ‫‪4‬‬

‫انظر الترمذي‪ ،‬ابو عيسى محمد بن عيسى‪ ،‬سنن الترمذي‪ ،‬جـ‪.2/347‬‬

‫‪38‬‬
‫أحاديث المزامير‪:‬‬

‫‪ .1‬عن نافع ‪ 1‬قال‪ ":‬سمع ابن عمر‪ 2‬مزمارًا‪ ،‬قال‪ :‬فوضع إصبعيه على أذنيه ونأى عن‬
‫الطريق‪ ،‬وقال‪ :‬يا نافع هل تسمع شيئًا؟ قال‪ :‬فقلت‪ :‬ال‪ ،‬قال‪ :‬فرفع إصبعيه من أذنيه‪،‬‬
‫وقال‪" :‬كنت مع النبي – صلى اهلل عليه وسلم – فسمع مثل هذا فصنع مثل هذا"‪.3‬‬
‫ورد هذا الحديث في سنن ابن ماجة بلفظ‪ :‬عن مجاهد‪ 4‬قال‪ :‬كنت مع ابن عمر‪ ،‬فسمع صوت‬
‫طبل فادخل إصبعيه في أذنيه ثم نأى حتى فعل ذلك ثالث مرات ثم قال‪" :‬هكذا فعل رسول اهلل‬
‫– صلى اهلل عليه وسلم – " ‪.5‬‬

‫هو نافع مولى عبد اهلل بن عمر بن الخطاب القريشي العدوي‪ ،‬ابو عبد اهلل المدني‪ ،‬قيل ان اصله من‬ ‫‪1‬‬

‫المغرب وقيل من نيسابور‪ ،‬قال البخاري‪ :‬اصح االسانيد‪ :‬مالك عن نافع عن ابن عمر‪ .‬قال العجلي‪ ،‬مدني‬
‫تابعي‪ ،‬ثقة‪ ،‬ثبت‪ ،‬فقيه مشهور‪ ،‬قال النسائي‪ :‬ثقة‪ .‬مات سنة ‪117‬هـ‪.‬‬
‫انظر ترجمته في ابن حجر العسقالني‪ ،‬احمد بن علي‪ ،‬تحرير تقريب التهذيب‪ ،‬جـ‪ .4/9‬والمزّي ‪ ،‬جمال الدين‬
‫ابو الحجاج يوسف‪ ،‬تهذيب الكمال‪ ،‬جـ‪.37-19/32‬‬
‫‪2‬سبقت ترجمتة ص‪.13‬‬
‫اخرجه ابو داود‪ ،‬برقم ‪ ،4924‬كتاب األدب‪ .‬قال ابو علي اللؤلؤي‪ :‬سمعت ابا داود يقول‪ :‬هذا حديث منكر‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫صححة األلباني‪.‬‬
‫انظر إلى‪ ،‬ابي داود‪ ،‬سليمان بن االشعث السجستاني‪ ،‬سنن ابي داود‪ ،‬جـ‪ ،5/140‬وابن تيمية‪ ،‬فتاوي ابن‬
‫تيمية‪ ،‬جـ‪.11/567‬‬
‫سبق ترجمته ص ‪.25‬‬ ‫‪4‬‬

‫اخرجه ابن ماجه برقم ‪1901‬‬ ‫‪5‬‬

‫انظر ابن ماجه‪ ،‬محمد بن يزيد القزويني‪ ،‬سنن ابن ماجه‪ ،‬جـ‪.3/342‬‬
‫قال االلباني‪ :‬حديث صحيح بلفظ زمارة راعي وذكر الطبل فيه منكر‪ .‬انظر إلى االلباني‪ ،‬محمد ناصر الدين‪،‬‬
‫صحيح سنن ابن ماجه‪ ،‬ابو عبد اهلل محمد بن يزيد القزويني‪ ،‬جـ‪ .2/136‬الرياض‪ ،‬مكتبة المعارف‪ ،‬ط ‪،1‬‬
‫‪1417‬هـ‪1997-‬م‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫أوجه االستدالل لدى المحرمين ‪:‬‬
‫اوالً‪ :‬ان المحرم االستماع ال السماع‬
‫قال ابن تيمية‪ " :‬ان من الناس من يقول لم يأمر ابن عمر بشد اذنيه فيجاب ان ابن عمر لم‬
‫يكن يستمع وانما كان يسمع وهذا ال اثم فيه‪ ،‬وانما النبي – صلى اهلل عليه وسلم – َع َد ل‬
‫طلبًا لألكمل واألفضل"‪.1‬‬

‫االستماع هو السمع واإلصغاء‪ 2‬قال ابن قيم الجوزية‪ :‬السامع هو‪ :‬الذي يصل الصوت إلى‬
‫مسامعه من دون قصد اليه‪ ،‬والمستمع المصغي بسمعه اليه‪ ،‬واالول غير مذموم فيما يذم‬
‫استماعه وال ممدوح فيما يمدح استماعه‪.3‬‬

‫ثانيًا‪ :‬قال األلباني‪ ":‬ان ابن حزم كانه يتصور ان الراعي كان بين يديه – صلى اهلل عليه‬
‫وسلم – ليأمره وينهاه‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍ ! وليس في الحديث شيء من ذلك‪ ،‬بل لعل فيه ما قد يشعر بخالفه‬
‫وهو انه كان بعيدًا ال يرى شخصه وانما يسمع صوته"‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬وأضاف ‪ " :‬ان تحريم الغناء وآالت الطرب ليس بأشد تحريمًا من الخمر‪ ،‬وهو يعلم‬
‫ان النبي – صلى اهلل عليه وسلم – عاش ما شاء اهلل بين ظهراني اصحابه وهم يعاقرونها‬
‫قبل التحريم‪ ،‬فهل يصح ان يقال ‪ :‬انه – صلى اهلل عليه وسلم – اقرهم ولم ينههم؟ كذلك‬
‫نحن نقول‪ :‬على افتراض داللة الحديث على االباحه‪ ،‬انه يحتمل انه كان قبل التحريم‪،‬‬
‫ومع االحتمال يسقط االستدالل‪.‬‬

‫رابعًا‪ :‬وعلى االفتراض المذكور‪ ،‬فهي عن حد االعتدال‪ ،‬فأين هي من اباحة خاصة‬


‫بمزمار الراعي‪ ،‬وهي آلة بدائية سخيفة من اثارتها للنفوس وتحريك الطباع وإ خراجها‬
‫اآلالت األخرى كالعود والقانون وغيرهما من اآلالت التي تنوعت مع مرور الزمن‬
‫وبخاصة في العصر الحاضر‪" .4‬‬

‫ابن تيمية‪ ،‬مجموعة فتاوي ابن تيمية‪ ،‬جـ‪.11/567‬‬ ‫‪1‬‬

‫الوسيط‪ ،‬جـ‪1/466‬‬ ‫‪2‬‬

‫شمس الدين أبو عبد اهلل محمد بن أبي بكر الزرعي الدمشقي‪،‬كشف الغطاء عن حكم سماع الغناء‪ ،‬تحقيق‬ ‫‪3‬‬

‫ربيع بن أحمد خلف‪ ،‬ص ‪ 270‬وما بعدها ‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الجيل ‪،‬طـ‪1،1412‬هـ ‪1992 -‬م‪.‬‬
‫االلباني‪ ،‬محمد بن ناصر‪ ،‬تحريم آالت الطرب‪ ،‬ص ‪119-117‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪40‬‬
‫خامسا ‪ :‬لو قدر‪ ،‬ان االستماع ال يجوز‪ ،‬فلو سد هو ورفيقه آذانهما لم يعرفا حتى ينقطع‬
‫الصوت‪.1‬‬

‫جاء في المغني‪ " :‬الن النبي– صلى اهلل عليه وسلم – حاجة إلى معرقة انقطاع الصوت‬
‫‪2‬‬
‫عنه"‬

‫سادسا ‪ :‬ان نافع كان صغيرا في السن وليس على الصغير تكليف‪.‬‬
‫جاء في مشكاة المصابيح‪ " :‬وذكر بعد ان رفع اصبعيه عن اذنيه‪ ،‬قال ‪ :‬كنت مع رسول‬
‫‪3‬‬
‫اهلل –صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬فصنع مثل ما صنعت‪ ،‬قال نافع‪ :‬فكنت إذ ذاك صغيرا "‬

‫‪4‬‬
‫سابعًا‪ :‬لعل الراعي لم يكن مكلفًا فلم يتعين اإلنكار علية‪.‬‬

‫قال ابن القيم‪ :‬ان سد النبي– صلى اهلل عليه وسلم – ألذنيه من بين األدلة على ان هذا‬
‫الصوت منكر‪ ،‬وهو من األصوات التي ينبغي سد األذان عند سماعها النها مما يبغضها اهلل‬
‫‪5‬‬
‫ورسوله وسد األذنين عن هذا الصوت نظير غض البصر عند رؤية المحرمات"‬
‫قال الهيثمي‪ " :‬ان رسول اهلل – صلى اهلل عليه وسلم – انما لم يامر ابن عمر بسد أذنيه ألنه‬
‫تقرر عندهم ان أفعاله – صلى اهلل عليه وسلم – كاقوله‪ ،‬فحين فعل ذلك بادر ابن عمر إلى‬
‫الناس به‪ ،‬وكيف يظن به أنه ترك التأسي وهو من اشد الصحابة تأسيا"‪.‬‬
‫وأضاف‪ ":‬وبهذا الحديث استدل أصحابنا على تحريم المزامير‪ ،‬وعليها بنوا التحريم في الشبابة‬
‫التي هي من حملة المزامير بل أشدها طربا"‪.6‬‬

‫احمد القضاه‪ ،‬الشريعة اإلسالمية والفنون‪ ،‬ص ‪.223‬‬ ‫‪1‬‬

‫ابن قدامة‪ ،‬عبد اهلل بن احمد المقدسي‪ ،‬جـ‪.12/41‬‬ ‫‪2‬‬

‫حديث رقم ‪ ،4811‬محمد بن عبد اهلل الخطيب التبريزي‪ ،‬تحقيق وتعليق سعيد محمد اللحام‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار‬ ‫‪3‬‬

‫الفكر‪ ،‬جـ‪ ،3/37‬ط ‪1411 ،1‬هـ‪1991-‬م‪.‬‬


‫‪ 4‬آبادي‪ ،‬للعالمة أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم‪ ،‬عون المعبود شرح سنن أبي داود‪ ،‬مع شرح الحافظ‬
‫شمس الدين ابن قيم الجوزيه ‪،‬المجلد‪ ،182-7/181‬بيروت‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬طـ‪1410 ،1‬هـ‪1990-‬م‪.‬‬
‫‪ 5‬كشف الغطاء عن حكم سماع الغناء ‪ ،‬ص ‪270‬‬
‫‪ 6‬ابو العباس‪ ،‬احمد بن حجر المكي‪ ،‬كف الرعاع‪ ،‬ص ‪119-118‬‬

‫‪41‬‬
‫‪2.‬عن عائشة‪ -‬رضي اهلل عنها‪ -‬قالت‪ :‬دخل ابو بكر وعندي جارتين من جواري‬
‫االنصار تغنيان‪ 1‬بما تقاولت االنصار يوم ُبعاث‪ ،‬قالت‪" :‬وليستا بمغنيتين" فقال ابو بكر‪:‬‬
‫أمزامير الشيطان في بيت رسول اهلل – صلى اهلل عليه وسلم –‪ ،‬وذلك في يوم عيد‪،‬فقال‬
‫رسول اهلل – صلى اهلل عليه وسلم –( يا ابا بكر ان لكل قوم عيد وهذا عيدنا)‪.2‬‬

‫واستدل الجمهور على هذا الحديث باباحه الدف في االعياد واالعراس وغيره ذلك‪ ،‬إما‬
‫‪3‬‬
‫المبيحين فاستدلوا به على اباحة المزمار‪.‬‬

‫أحاديث الكوبة ‪:‬‬

‫‪ .1‬عن عبد اهلل بن عمرو‪ 3‬قال‪ :‬سمعت رسول اهلل – صلى اهلل عليه وسلم –‬
‫يقول‪ (:‬إن اهلل عز وجل َح ّر م الخمر والميسر والكوبه والغبيراء‪ 4‬وكل مسكر حرام)‪.5‬‬
‫وبلفظ آخر‪ :‬عن ابن عباس‪ 6‬رضي اهلل عنه‪ -‬عن النبي – صلى اهلل عليه وسلم –‬
‫قال‪ ( :‬إن اهلل حرم الخمر والميسر و الكوبة ‪ ،‬وهو الطبل ‪ ،‬وقال‪ :‬كل مسكر حرام )‪.7‬‬

‫اخرجه البخاري برقم ‪ 987‬في كتاب العيدين‪ ،‬وذكر بلفظ آخر تدففان وتضربان‪ ،‬انظر إلى‪ ،‬ابن حجر‬ ‫‪1‬‬

‫العسقالني‪ ،‬أحمد بن علي‪ ،‬فتح الباري ‪ ،‬جـ‪.2/673‬‬


‫اخرجه البخاري برقم ‪ ،952‬انظر إلى ص ‪ 34‬من هذا البحث‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 3‬انظر إلى ص ‪ 39،38‬من هذا البحث‪.‬‬


‫هو عبد اهلل بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم‪ ،‬احد السابقين المكثرين من الصحابة واحد العبادلة‬ ‫‪3‬‬

‫الفقهاء‪ ،‬غزير العلم‪ ،‬مجتهد في العبادة‪ ،‬اإلمام‪ ،‬الحبر‪ ،‬صاحب رسول اهلل –صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬مات سنة‬
‫‪63‬هـ ‪.‬انظر ترجمته في ابن حجر العسقالني‪ ،‬احمد بن علي‪ ،‬تحرير تقريب التهذيب ‪ ،‬جـ‪ ،2/244‬والمزّي ‪،‬‬
‫جمال الدين ابو الحجاج يوسف‪ ،‬تهذيب الكمال‪ ،‬جـ‪ ،372-10/317‬سير إعالم النيالء‪ ،‬جـ‪.94-3/80‬‬
‫الغبيراء‪ :‬شراب مسكر يتخذ من الذرة‪ .‬انظر الوسيط ‪ ،675‬وابن منظور‪ ،‬أبو الفضل جمال الدين محمد بن‬ ‫‪4‬‬

‫مكرم األفريقي المصري‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬جـ‪.5/6‬‬


‫اخرجه ابو داود في سننه برقم ‪ ،3685‬كتاب االشربة ‪،‬انظر إلى ابي داود‪ ،‬سليمان بن االشعث السجستاني‪،‬‬ ‫‪5‬‬

‫سنن ابن داود‪ ،‬جـ‪4/60‬‬


‫واخرجه احمد بن حنبل في مسنده برقم ‪ 6591‬وقال المحقق‪ :‬هو صحيح لغيره‬
‫انظرإ لى ‪ ،‬احمد بن حنبل‪ ،‬مسند االمام احمد بن حنبل‪ ،‬جـ ‪11/161‬‬
‫سبق ترجمته ص ‪.27‬‬ ‫‪6‬‬

‫أخرجه البيهمي في سننه برقم ‪.20993‬‬ ‫‪7‬‬

‫انظر‪ ،‬ابو بكر احمد بن الحسين بن علي‪ ،‬السنن الكبرى‪ ،‬تحقيق محمد عبد القادر عطا‪ ،‬جـ‪ ،10/374‬بيروت‪،‬‬
‫دار الكتب العلمية‪ ،‬ط ‪1414 ، 1‬هـ‪1994 -‬م‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫قال الهيثمي‪ " :‬الكوبة‪ :‬هي طبل طويل ضيق الوسط متسع الطرفين‪ ،‬وذكر تفسير الجوهري‬
‫وآخرين بأنها الطبل الصغير المخصر‪.1‬‬

‫‪2‬‬
‫قال اإلمام الغزالي‪":‬وطبل الكوبة فهي ممنوعة"‬
‫وجاء في روضة الطالبين‪" :‬وال يحرم ضرب الطبول اال الكوبه وهو متسع الطرفين ضيق‬
‫‪3‬‬
‫الوسط وهو الذي يعتاد ضربه المخنثون"‬
‫‪4‬‬
‫وجاء في الفروع ‪":‬الطبل وهو الكوبه نهي عنه ‪ -‬النبي صلى اهلل عليه وسلم‪" -‬‬

‫‪5‬‬
‫وجاء في مغني المحتاج‪" :‬ويحرم ضرب الكوبه"‬

‫‪6‬‬
‫وجاء في حاشية البجيرمي‪" :‬والقاعدة أن كل طبل حالل إال الكوبه‬

‫وبالتالي كافة الطبول محرمة ومن ضمنها الكوبه‪ ،‬عدا الُّدف وطبل الغزاة‪.‬‬

‫ابو العباس ‪ ،‬ابن حجر المكي‪ ،‬كف الرعاع‪ ،‬ص ‪.103‬‬ ‫‪1‬‬

‫ابو حامد محمد بن محمد‪ ،‬احياء علوم الدين‪ ،‬ج‪.2/377‬‬ ‫‪2‬‬

‫النووي‪ ،‬يحيى بن شرف الدمشقي‪ ،‬جـ‪ ،11/228‬بواسطة ‪CD‬مكتبة الفقة وأصولة‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫محمد بن مفلح المقدسي‪ ،‬ابو عبد اهلل ‪ ،‬جـ‪ ،5/237‬بواسطة ‪CD‬مكتبة الفقة وأصولة‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪5‬الشربيني‪ ،‬محمد الخطيب‪ ،‬جـ‪،4/430‬بيروت‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بواسطة ‪CD‬مكتبة الفقة وأصولة‪.‬‬
‫‪ 6‬البجيرمي‪ ،‬سليمان بن عمر بن محمد‪ ،‬جـ‪ ،4/375‬ديار بكر‪ ،‬تركيا‪ ،‬المكتبة اإلسالمية‪ ،‬بواسطة ‪CD‬مكتبة‬
‫الفقة وأصولة‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫ثالثا‪ :‬قاعدة سد الذرائع ‪:‬‬

‫نقل د‪ .‬يوسف القرضاوي كالم المحرمين فقال‪: 1‬‬


‫" مما استند إليه المحرمون لآلال ت الموسيقية خاصة‪ :‬قاعدة سد الذرائع‪ ،‬ويراد بها‪" :‬منع‬
‫أمر مباح‪ ،‬خشية ان يؤدي إلى حرام" ‪ .‬وهي قاعدة ثابتة عند المالكية والحنابلة‪ ،‬بل عند‬
‫غيرهم من أصحاب المذاهب في الجملة‪ ،‬ويقول المحرمون هنا‪ ":‬إذ الزمان قد فسد‪ ،‬وان‬
‫دعاة الفساد قد كثروا‪ ،‬وان وسائلهم قد تطورت‪ ،‬وان من هذه الوسائل‪ :‬استخدام الفنون‬
‫بانواعها لتذويب الشخصية المسلمة‪ ،‬وتحطيم صالبتها‪ ،‬وافقادها القدرة على الصمود‬
‫والمقاومة وان الغناء والموسيقى من اشد هذه الفنون خطرا‪ ،‬وابعادها أثرًا في تحقيق‬
‫أهداف اعداء االمة اإلسالمية‪ ،‬واشاعة الفاحشة في أبنائها وبناتها‪ ،‬ال سّيما مع انتشار‬
‫التحلل بين القائمين على هذا الفن‪ ،‬من سكر وخالعة ومجون‪ ،‬وتعاطي المخدرات‪،‬‬
‫واضاعة الصلوات‪ ،‬واتباع الشهوات‪.‬‬
‫اضف إلى ذلك‪ :‬ان هذا الفن لم يعد محدود االنتشار كما كان في الزمان الماضي بل‬
‫أصبح يدخل في كل بيت‪ ،‬ويغزوا كل فئة‪ ،‬حتى وصل إلى الريف والبوادي‪ ،‬واثر في‬
‫الرجال والنساء واألطفال‪ ،‬ولم يبقى بين مدر أو وبر إّال تاثر بهذا الفن عن طريق اإلذاعة‬
‫المسموعة( الراديو)‪ ،‬أو المرئية( التلفزيون) وهي اشد تاثيرا النها تؤثر بالصوت‬
‫وبالصورة معا‪.‬‬
‫لهذا كان على الفقهاء ان يمنعوا هذا الشر من البداية‪ ،‬وان يسدوا االبواب التي تهب منها‬
‫رياح الفتنة‪ ،‬وإ ّال عصفت بنا هذه الرياح‪ ،‬إلى الخسارة و الخراب‪".‬‬

‫رد د‪ .‬يوسف القرضاوي على هذا الكالم فقال ‪ ":‬لو استجبنا لهواجس المتخوفين‬
‫والمتشددين منا‪ ،‬لحرمنا على الناس اشياء كثيرة‪ ،‬ومن زينة اهلل التي اخرج لعباده‪،‬‬
‫والطيبات من الرزق‪ ،‬ولشرعنا في الدين ما لم يأذن به اهلل‪.‬‬

‫أقول‪ :‬ولكن الذي ينظر إلى الواقع المرير الذي عليه االمة يؤيد كالم المحرمين‪.‬‬

‫رابعًا‪ :‬االحتياط واتقاء الشبهات‪:‬‬

‫فقه الغناء والموسيقى‪ ،‬ص ‪72‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪44‬‬
‫مما استند إليه المحرمون لآلالت الموسيقية أن هذا أحوط للدين وابعد عن الشبهات‪.‬‬
‫قال رسول اهلل – صلى اهلل عليه وسلم –‪ ( :‬الحالل بين والحرام بين وبينهما مشبهات ال‬
‫يعلمها كثير من الناس‪ ،‬فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات‬
‫كراع يرعى حول الحمى يوشك ان يواقعه‪ ،‬أال وان لكل ملك حمى‪ ،‬أال إن حمى اهلل في‬
‫أرضه محارمه)‪.1‬‬
‫‪2‬‬
‫قال الشوكاني‪:‬‬
‫"وإ ذا تقرر جميع ما حررناه من حجج الفريقين فال يخفى على الناظر ان محل النزاع اذا‬
‫خرج عن دائرة الحرام لم يخرج عن دائرة االشتباه والمؤمنين وقافون عند الشبهات‪...‬‬
‫وال سّي ما إذا كان مشتمال على ذكر القدود والخدود والجمال والدالل والهجر والوصال‬
‫ومعاقرة العقار وخلع العذار والوقار‪ ،‬فان سامع ما كان كذلك ال يخلو عن بلية‪ ،‬وان كان‬
‫من التصلب في ذات اهلل على مّد يقصر عنه الوصف‪ ،‬وكم لهذه الوسيلة الشيطانية من‬
‫قتيل دمه مطلول‪ ،‬وأسير بهموم غرامه وهيامه مكبول"‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫رد د‪ .‬يوسف القرضاوي فقال ‪:‬‬
‫تعقيب على قضية الشبهات‪:‬‬
‫‪ .1‬إن اتقاء الشبهات ليس من الواجبات والفرائض الدينية‪ ،‬إنما هو من المستحبات التي‬
‫تقوى بحسب درجة الشبهة واال لسوينا بين المحرمات والمشتبهات وهما مختلفان‪.‬‬
‫‪ .2‬ان الشبهات التي ينبغي اتقاؤها استبراء للدين والعرض‪ ،‬انما تكون فيمن اشتبه عليه‬
‫االمر‪ ،‬إما ما تبين له االمر بانتقاله إلى احد الطرفين‪ :‬الحل والحرمة‪ ،‬فلم يعد االمر‬
‫شبهة في حقه‪.‬‬
‫‪ .3‬ان الشبهات التي ُتَّتقى هي الشبهات القوية‪ ،‬أما الشبهات الضعيفة فال عبرة بها‪.‬‬

‫اخرجه البخاري برقم ‪ ،52‬ومسلم برقم ‪.1599‬‬ ‫‪1‬‬

‫انظر إلى ‪ ،‬ابن حجر العسقالني ‪ ،‬أحمد بن علي‪ ،‬فتح الباري‪ ،‬جـ‪،1/186‬النووي ‪ ،‬يحيى بن شرف‪ ،‬صحيح‬
‫مسلم شرح النووي ‪ ،‬ضبط نص الصحيح ورقمت كتبه وأبوابة وأحاديثة على الطبعة التي حققها محمد فؤاد‬
‫عبد الباقي‪،‬جـ‪ ،11/22‬بيروت‪ ،‬دار الكتب العلمية‪،‬طـ ‪1،1421‬هـ ‪2000 -‬م‪.‬‬
‫‪2‬محمد بن علي‪ ،‬نيل األوطار‪ ،‬جـ‪. 511 /7-5‬‬
‫‪.77-76‬‬ ‫فقه الغناء والموسيقى ‪ ،‬ص‬ ‫‪3‬‬

‫‪45‬‬
‫‪ .4‬ان الذي يتقي الشبهات ينبغي ان يكون في مستوى االتقاء‪ ،‬فال يليق بمن يرتكب‬
‫المحرمات القطعية‪ ،‬بل ربما يخوض في الكبائر ويترك الصغائر ان تطالبه باجتناب‬
‫الشبهات‪.‬‬
‫‪ .5‬قاعدة االحتياط والبعد عن الشبهات‪ :‬تعارضها قاعدة أخرى‪ ،‬هي قاعدة التيسر في‬
‫الدين والتي دلت عليها نصوص قطعية من القرآن والسنة‪ ،‬وخصوصا ما يتعلق بعموم‬
‫الناس‪ ،‬ال سّي ما في عصرنا الذي يستوجب منا اللجوء إلى التيسر على أهله ما‬
‫استطعنا‪ ،‬فانما بعثنا ميسرين ولم نبعث معسرين‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ومن العلماء المعاصرين الذين َح ّّر موا اآلالت الموسيقية‪ ،‬الشيخ عبد العزيز بن باز قال‪:‬‬

‫الغناء محرم عند جمهور أهل العلم‪ ،‬وإ ذا كان معه آلة لهو كالموسيقى والعود والرباب ونحو‬
‫ذلك ُح ّر م بإجماع المسلمين ‪،‬وبهذا يعلم أن هذا الذي أفتى بمشروعية الغناء‪ ،‬قد قال على اهلل‬
‫بغير علم وأفتى فتوى باطلة سوف ُيسأل عنها يوم القيامة واهلل المستعان‪.‬‬
‫االستماع إلى األغاني حرام ومنكر ومن أسباب مرض القلوب وقسوتها وصدها عن ذكر اهلل‬
‫وعن الصالة‪.‬‬
‫أما الزواج فيشرع فيه ضرب الدف مع الغناء المعتاد الذي ليس فيه دعوة إلى محرم‪.‬‬

‫‪ 1‬فتاوى وتنبيهات ونصائح‪ ،523-521 ،‬مكتبة السنة‪ ،‬طـ ‪1409 ،1‬هـ ‪1989 -‬م‬

‫‪46‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أدلة المبيحين للموسيقى‬

‫أوًال‪ :‬األصل في األشياء اإلباحة‬

‫" قرر المحققون من علماء اإلسالم‪ :‬أن األصل في األشياء اإلباحة‪ ،‬لقوله تعالى‪{ :‬هو الذي‬
‫خلق لكم ما في األرض جميعًا} ‪ 1‬وال تحريم إّال بنص صحيح صريح من كتاب اهلل تعالى‪،‬‬
‫أو سنة رسوله – صلى اهلل عليه وسلم‪ ، -‬او إجماع ثابت متيقن‪ ،‬فإذا لم يرد نص وال إجماع‪،‬‬
‫أو ورد نص صريح غير صحيح‪ ،‬أو صحيح غير صريح‪ ،‬بتحريم شيء من األشياء‪ ،‬لم يرى‬
‫أثر ذلك في حاله وبقي في دائرة العفو الواسعة‪ .‬فإذا لم نجد في تحريم الموسيقى نصًا صحيحًا‬
‫‪2‬‬
‫صريحًا‪ ،‬أو إجماعًا يقينيًا‪ ،‬فقد بقي على أصل اإلباحة‪".‬‬

‫ثانيًا‪ :‬األدلة من القرآن‬

‫‪3‬‬
‫‪ )1‬قال تعالى‪{ :‬ويحل لهم الطيبات}‬

‫ووجه الداللة من اآلية‪ :‬أنها ذكرت إحالل الطيبات في مقام مدح الرسالة المحمدية‪ .‬وأنها‬
‫جاءت رسالة تخفيف وتيسير‪ ،‬والطيبات جمع يفيد العموم‪ ،‬ويشمل كل طيب والطيب يطلق‬
‫على المستلذ‪ ،‬وعلى الطاهر وعلى الحالل ‪4‬وبالتالي الغناء من المستلذات‪.‬‬

‫‪ )2‬قال تعالى ‪{:‬وإذا رأوا تجارًة أو لهوًا إنفضوا إليها وتركوك قائمًا قل ما عند‬
‫‪1‬‬
‫اهلل خيٌر من اللهو ومن التجارة واهلل خير الرازقين}‬

‫سورة البقرة‪ ،‬آية ‪.29‬‬ ‫‪1‬‬

‫د‪ .‬يوسف القرضاوي‪ ،‬الغناء والموسيقى‪ ،‬ص ‪.82- 81‬‬ ‫‪2‬‬

‫سورة األعراف آية ‪.157‬‬ ‫‪3‬‬

‫المصدر السابق ص‪.84‬‬ ‫‪4‬‬

‫سورة الجمعة آية ‪11‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪47‬‬
‫في صحيح مسلم عن جابر بن عبد اهلل أن النبي – صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬كان يخطب قائمًا‬
‫‪2‬‬

‫يوم الجمعة فجاءت عير من الشام ‪ ،‬فانتقل الناس إليها‪ ،‬حتى لم يبق إّال اثنا عشر رجًال‬
‫فأنزلت هذه اآلية التي في الجمعة‪ .3‬قال القرطبي‪ :‬إن التاجر عند مجيئه ضرب بالطبل ليؤذن‬
‫الناس بقدومه‪.4‬‬
‫قال د‪.‬يوسف القرضاوي‪" :5‬وعندما أنكر القرآن عليهم ترك الرسول – صلى اهلل عليه وسلم‪-‬‬
‫أنكر عليهم برفق‪ ،‬مراعيًا طبيعة البشر وحبهم للمال‪ ،‬قال تعالى‪{ :‬وإنه لحب الخير‬
‫لشديد} وكان تركيز التنديد القرآني بانفضاضهم عن رسول اهلل أكثر من إنشغالهم باللهو‬
‫‪6‬‬

‫والتجارة‪ ،‬ولو كان اللهو – وهو هنا الغناء والترف‪ -‬ونحوه محرمًا‪ ،‬ما عطف على التجارة أو‬
‫عطفت عليه التجارة في سياق واحد‪ ،‬ومن المستيقن في دين اهلل أن التجارة مشروعة‪ ،‬بالنص‬
‫واإلجماع بل مندوب إليها بشروطها‪ ،‬فما عطف عليها أو عطف عليه يكون له حكمها‪ .‬فإن‬
‫المعطوف يأخذ حكم المعطوف عليه‪ .‬وهذه اآلية ترد بجالء على الذين زعموا أن القرآن حرم‬
‫اللهو‪ ،‬وكما قيل لهم لو حرم اللهو لحرمت الدنيا كلها‪ ،‬ألن اهلل تعالى يقول‪{ :‬إنما الحياة‬
‫الدنيا لعب ولهو } ‪ ،‬وقال ابن القيسراني كهذا القول‪.‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬

‫قال أحمد القضاة‪" :‬وقد تأملت قول ابن القيسراني في اآلية وتدعيمه باألحاديث الواردة في‬
‫اللهو‪ ،‬فوجدت أن ال حجة له في اآلية‪ ،‬وال في األحاديث المستدلة بها‪ ،‬ألن اآلية في معرض‬
‫الذم والعتاب‪ ،‬وأن اللهو ال ينحصر في المزامير والمالهي المشار إليها‪ ،‬فهناك اللهو البريء‬
‫كمالعبة الرجل فرسه وكلهو الحبشة وهم يرقصون في المسجد‪ ،‬ولو حمل معنى اللهو على آلة‬
‫‪1‬‬
‫موسيقية‪ ،‬فلن يحمل إّال على الطبل أو الدف الذي نتفق معه في إباحته‪".‬‬
‫‪ 2‬هو جابر بن عبد اهلل بن عمرو بن حرام ‪،‬أبو عبد الرحمن األنصاري ‪ ،‬صحابي ‪،‬غزا ‪ 19‬غزوه ‪ ،‬مات‬
‫بالمدينة سنة ‪ ، 79‬وعمره ‪ 94‬سنه‪ .‬انظر ترجمته في المزّي ‪ ،‬جمال الدين ابو الحجاج يوسف‪ ،‬تهذيب الكمال‪،‬‬
‫جـ‪ 3/291‬وابن حجر العسقالني‪ ،‬احمد بن علي‪ ،‬تقريب التهذيب‪ ،‬جـ‪ ،1/153‬والرازي‪ ،‬ابو محمد بن ادريس‬
‫التميمي‪ ،‬الجرح والتعديل‪ ،‬جـ‪.2/242‬‬
‫‪ 3‬يحيى بن شرف النووي الدمشقي ‪،‬صحيح مسلم بشرح النووي ‪ ،‬جـ‪ ،131 /6‬حديث رقم ‪ ،863‬كتاب‬
‫الجمعة‪.‬‬
‫محمد بن احمد األنصاري‪ ،‬الجامع ألحكام القرآن‪ ،‬المجلد ‪352 / 9‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ 5‬فقه الغناء والموسيقى‪ ،‬ص ‪86- 85‬‬


‫‪ 6‬سورة العاديات آية رقم ‪.8‬‬
‫‪ 7‬سورة محمد آية رقم ‪36‬‬
‫‪ 8‬أنظر السماع ‪ ،‬ص‪72‬‬
‫‪ 1‬الشريعة االسالمية والفنون‪ ،‬ص ‪213- 212‬‬

‫‪48‬‬
‫ثالثًا‪ :‬األدلة من األحاديث‪:‬‬

‫(‪ )1‬حديث غناء الجارتيين في البيت النبوي‪.‬‬

‫عن عائشة‪ -‬رضي اهلل عنها‪ -‬قالت‪ :‬دخل علي أبوبكر وعندي جاريتان من جواري األنصار‬
‫تغنيان بما تقاولت األنصار يوم ُب عاث‪ ،‬قالت‪ :‬وليستا بمغنيتين فقال أبو بكر‪ :‬أمزامير الشيطان‬
‫في بيت رسول اهلل –صلى اهلل عليه وسلم‪-‬؟ وذلك في يوم عيد –فقال رسول اهلل – صلى اهلل‬
‫‪2‬‬
‫عليه وسلم‪( -‬يا أبا بكر‪ ،‬إّن لكل قوم عيدًا وهذا عيدنا)‪.‬‬

‫وعن عائشة قالت‪ :‬دخل علّي رسول اهلل –صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬وعندي جاريتان تغنيان بغناء‬
‫ُب عاث‪ ،‬فاضطجع على الفراش وحول وجهه‪ ،‬ودخل أبو بكر فانتهرني‪ ،‬وقال‪ :‬مزمارة الشيطان‬
‫عند النبي ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬فأقبل عليه السالم فقال‪( :‬دعهما) فلّم ا غفل غمزتهما‬
‫فخرجتا‪.1‬‬
‫وكان يوم عيد فيه يلعب السودان بالدرق والحراب فأما سألت النبي صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬وأّم ا‬
‫قال (تشتهين تنظرين؟) فقل‪" :‬نعم"‪ .‬فأقامني وراءه‪ ،‬خدي على خده‪ ،‬وهو يقول‪( :‬دونكم يا بني‬
‫‪2‬‬
‫أرفدة) حتى إذا مللت قال‪( :‬حسبك ؟) قلت ‪ :‬نعم‪ .‬قال‪( :‬فاذهبي)‪.‬‬
‫وجه استداللهم على إباحة المزامير ‪:‬‬
‫‪ -‬إقرار رسول اهلل ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم على ذلك – وإ نكاره على أبو بكر –رضي اهلل‬
‫عنه‪ -‬عندما قال " أمزمار الشيطان"‪.‬‬
‫قال ابن حزم‪" :‬وهذا كله ال حجة فيه‪ ،‬إنما الحجة في إنكاره على أبي بكر قوله‪ :‬أمزمار‬
‫الشيطان عند رسول اهلل – صلى اهلل عليه وسلم؟ فصح أنه مباح مطلق‪ :‬ال كراهية فيه وأن من‬
‫‪3‬‬
‫انكره فقد اخطأ بال شك"‪.‬‬

‫‪.34‬‬ ‫‪ 2‬حديث صحيح سبق تخريجة ص‬


‫‪ 1‬أخرجه البخاري برقم ‪ ،952‬انظر ابن حجر العسقالني‪ ،‬احمد بن علي‪ ،‬فتح الباري جـ‪633- 632 /2‬‬
‫اخرجه البخاري برقم ‪ ،950 ،949‬انظر ابن حجر العسقالني‪ ،‬احمد بن علي‪ ،‬انظر فتح الباري‪ ،‬جـ‪/2‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪632 -624‬‬
‫‪ 3‬ابو محمد علي األندلسي‪ ،‬المحلى باآلثار‪ ،‬ص ‪.569‬‬

‫‪49‬‬
‫قال الغزالي‪" :‬الرخصة في الغناء والضرب بالدف عن الجاريتين مع أنه شبه ذكر بمزمار‬
‫‪1‬‬
‫الشيطان وفيه بين أن المزمار المحرم غير ذلك"‬

‫قال د‪ .‬يوسف القرضاوي ‪ :‬ووجه الداللة في هذا الحديث بطرقه ورواياته‪ :‬أن هناك غناًء‬
‫‪2‬‬

‫مصحوبًا بضرب الدف قد وقع من الجاريتين وفي بيت النبوة‪ ،‬وأن عائشة سمعته وكذلك النبي‬
‫–صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬وقد أنكر على أبي بكر انتهاره للجاريتين‪ ،‬قالوا‪ :‬بل فيه دليل على‬
‫جوار سماع الرجل صوت الجارية األجنبية ألنه عليه الصالة والسالم سمع‪ ،‬ولم ينكر على‬
‫أبي بكر سماعه‪ ،‬بل أنكر إنكاره‪ ،‬وقد استمرتا تغنيان‪ ،‬إلى أن أشارت إليهما عائشة بالخروج‪.‬‬
‫[ أقول‪ :‬يفهم ضمنًا من كالم د‪ .‬يوسف القرضاوي أنه يبيح غناء األجنبية وسماع غنائها‬
‫واهلل أعلم ]‪.‬‬

‫واضاف قائًال‪:‬‬
‫" قال بعض المانعين إن الجاريتين كانتا صغيرتين‪ ،‬وال يوجد في النص دليل على ذلك‪ ،‬بل‬
‫إن غضب أبي بكر وانتهاره لهما‪ ،‬وقوله‪ :‬أمزمور الشيطان في بيت رسول اهلل؟ وتخريقه‬
‫الدفين كما في بعض الروايات‪ ،‬كل هذا يدل على أنهما لم تكونا صغيرتين‪ ،‬فلو صح ذلك لم‬
‫تستحقا كل هذا الغضب واإلنكار من أبي بكر إلى هذا الحد الذي ذكرته الروايات‪.‬‬
‫وتمسك بعض المانعين بما جاء في إحدى الروايات في وصف الجاريتين بقوله‪" :‬وليستا‬
‫مغنيتين" وكان ردهم أنهما غير محترفتين‪.‬‬
‫وقد ذهب بعضهم إلى أن الحديث إنما أباح الغناء بمناسبة العيد‪ ،‬فبقى ما عدا العيد على المنع‪.‬‬
‫وردوا على ذلك بأن العيد ال يباح فيه ما كان محرمًا وإ نما يتوسع فيه في بعض المباحات‪،‬‬
‫كالتزين وأكل الطيبات ونحوها‪ ،‬فإن العيد يستحب فيه إدخال السرور على النفس وعلى الناس‬
‫فيشعر الناس فيه بالبهجة والفرح ويقاس على العيد كل مناسبة سارة‪ ،‬ولو كانت مجرد اجتماع‬
‫األصدقاء على طعام ونحوه" ‪.‬‬

‫(‪ )2‬قالت الربيع بنت معوذ بن عفراء‪ :3‬جاء النبي – صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬فدخل حين ُبني‬
‫علي فجلس على فراش كمجلسك مني‪ ،‬جويريات لنا يضربن بالّد ف‪ ،‬ويندبن من قتل من آبائي‬

‫‪ 1‬ابو حامد بن محمد‪ ،‬إحياء علوم الدين‪ ،‬جـ‪373/ 2‬‬


‫فقة الغناء والموسيقى‪ ،‬ص‪.90-89‬‬ ‫‪2‬‬

‫سبقت ترجمتها ص ‪.35‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪50‬‬
‫يوم بدر إذ قالت إحداهن‪ :‬وفينا َنِبٌي يعلم ما في غذ‪ ،‬فقال‪( :‬دعي هذه وقولي بالذي كنت‬
‫تقولين) ‪.1‬‬

‫(‪" )3‬عن عبد اهلل بن بريدة‪ 2‬عن ابيه‪ :‬ان سوداء أتت رسول اهلل‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‪-‬ورجع‬
‫من بعض مغازيه فقالت‪ :‬اني كنت نذرت إن رّد ك اهلل صالحًا‪ ،‬ان اضرب عندك بالدف‪ ،‬قال‪:‬‬
‫( ان كنت فعلت فافعلي وان كنت لم تفعلي‪ ،‬فال تفعلي ) فضربت‪ ،‬فخل ابو بكر وهي تضرب‪،‬‬
‫ودخل غيره وهي تضرب ثم دخل عمر‪ ،‬قال‪ :‬فجعلت دفها خلفها‪ ،‬وهي مقنعة‪ ،‬فقال رسول‬
‫اهلل‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‪ (-‬ان الشيطان ليفرق منك يا عمر‪ ،‬انا جالس ودخل هؤالء فلما وان‬
‫‪3‬‬
‫دخلت فعلت ما فعلت)‬
‫(‪ )4‬عن انس بن مالك‪ 4‬ان رسول اهلل –صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬مر بعض المدينة فإذا هو‬
‫يا حبذا محمد من جار"‬ ‫بجوار يضربن بدفنهن ويتغنين ويقلن‪" :‬نحن جوار من بني النجار‬
‫‪5‬‬
‫فقال النبي – صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬اهلل يعلم أني ألحبكن)‬

‫(‪ )5‬عن عائشة ‪ 6‬أنها زفت إمرأة إلى رجل من االنصار فقال نبي اهلل –صلى اهلل عليه‬
‫وسلم‪( :-‬ما كان مرحكم لهٌو ‪ ،‬فإن االنصار يعجبهم اللهو)‬
‫‪7‬‬

‫وفي رواية شريك فقال‪ :‬فهل بعثتم معها جارية تضرب بالدف وتغنى؟ قلت‪ :‬تقول ماذا؟ قال‬
‫‪8‬‬
‫فحيانا وحياكم‬ ‫تقول‪ :‬أتيناكم أتيناكم‬

‫‪9‬‬
‫(‪ )6‬قال رسول اهلل‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‪( -‬فصل ما بين الحالل والحرام والدف والصوت)‪.‬‬

‫حديث حسن صحيح‪،‬سبق تخريجة ص ‪35‬‬ ‫‪1‬‬

‫سبقت ترجمته ص ‪36‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 3‬حديث حسن صحيح غريب‪ ،‬سبق تخريجه ص ‪36‬‬


‫‪ 4‬سبقت ترجمته ص ‪35‬‬
‫حديث اسناده صحيح‪ ،‬سبق تخريجه ص ‪35‬‬ ‫‪5‬‬

‫سبق ترجمتها ص‪.34‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪ 7‬أخرجه البخاري برقم ‪ 5162‬في كتاب النكاح وذكره الشوكاني في باب الدف واللهو المباح‪.‬‬
‫انظر إلى‪ ،‬محمد بن علي‪ ،‬نيل األوطار ‪،‬جـ ‪694 / 6-5‬‬
‫‪ 8‬انظر ابن حجر العسقالني‪ ،‬احمد بن علي‪ ،‬فتح الباري‪ ،‬جـ‪ ،176/ 9‬الشوكاني‪ ،‬محمد بن علي‪ ،‬نيل األوطار‬
‫‪ ، 6/694-5‬ورواه ابن ماجه برقم ‪ ،1900‬باب الغناء والترف‬
‫‪9‬حديث حسن سبق تخريجه ص‪.39‬‬

‫‪51‬‬
‫قال الشوكاني ‪ ":‬وفي ذلك دليل أنه يجوز في النكاح ضرب األدفاف ورفع األصوات بشيء‬
‫‪1‬‬
‫من الكالم ونحوه‪ :‬أتيناكم أتيناكم ونحوه"‬
‫وهذا جائز باالتفاق فهذه األحاديث فقط تجيز استعمال الدف وبالتالي هي ليست حجة للمبيحين‬
‫على تحليل اآلالت الموسيقية‪.‬‬

‫(‪ )7‬عن نافع‪ ،2‬قال‪ :‬سمع ابن عمر ‪2‬مزمارًا قال‪ :‬فوضع إصبعيه على أذنيه‪ ،‬ونأى عن‬
‫الطريق‪ .‬وقال لي‪ :‬يا نافع هل تسمع شيئًا؟ قال‪ :‬فقلت‪ :‬ال‪ ،‬قال‪ :‬فرفع إصبعيه من أذنيه‪ .‬وقال‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫"كنت مع النبي –صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬فسمع مثل هذا فصنع مثل هذا "‪.‬‬

‫قال ابن حزم‪ ":‬هذه هي الحجة القاطعة‪ ...‬ولو كان المزمار حرامًا سماعه‪ ،‬لما أباح –صلى‬
‫اهلل عليه وسلم‪ -‬البن عمر سماعه‪ ،‬ولو كان عند ابن عمر حرامًا سماعه لما اباح لنافع‬
‫سماعه‪ ،‬وألمر –صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬بكسره وبالسكوت عنه‪ .‬فما فعل – صلى اهلل عليه‬
‫وسلم‪ -‬شيئًا من ذلك‪ ،‬وإ نما تجنب‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬سماعه كتجنب سائر المباح من‬
‫‪4‬‬
‫أكثر أمور الدنيا"‬

‫قال د‪ .‬يوسف القرضاوي‪[ ":‬الحديث] حجة على المحرمين ال لهم‪ ،‬فلو كان سماع المزمار‬
‫حرامًا ما أباح النبي –صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬البن عمر سماعه‪ ،‬ولو كان عند ابن عمر حرامًا‬
‫‪5‬‬
‫ما أباح لنافع سماعه "‬

‫قال الغزالي‪" :‬ال يدل أيضًا على التحريم‪ ،‬بل يدل على اَّن األولى تركه "‪.‬‬
‫قال ابن القيسراني‪ ":‬ولو كان ذلك منهيًا عنه لم يأمره باالستماع‪ ،‬وقوله‪ :‬كنت مع رسول اهلل –‬
‫صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬فسمع مثل هذا فصنع مثل هذا ‪ ،‬ولو كان حرامًا لنهاه عنه‪ ،‬وصرح‬

‫‪ 1‬الشوكاني‪ ،‬محمد بن علي‪ ،‬نيل األوطار‪ ،‬جـ‪696 /6-5‬‬


‫سبقت ترجمته ص ‪41‬‬ ‫‪2‬‬

‫سبقت ترجمته ص ‪13‬‬ ‫‪2‬‬

‫حديث صحيح سبق تخريجه ص ‪.41‬‬ ‫‪3‬‬

‫أبو محمد علي األندلسي‪ ،‬المحلى باآلثار‪ .‬جـ‪7/570‬‬ ‫‪4‬‬

‫أبو حامد محمد بن محمد‪ ،‬إحياء علوم الدين‪ ،‬جـ‪2/383‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪52‬‬
‫بتحريمه النه الشارع المأمور بالبيان‪ ،‬فأي ضرورة أو تقية أحوجته إلى أن يأخذ في طريق‬
‫‪6‬‬
‫آخر؟ "‬
‫ولقد رد المحرمين على المبيحين في شأن هذا الحديث بأجوبة كثيرة وافية ‪ ،‬وبالتالي أسقطوا‬
‫‪7‬‬
‫حججهم‪.‬‬

‫رابعًا‪ :‬الرجوع إلى مقاصد الشريعة والقياس‪:‬‬

‫قال د‪ .‬يوسف القرضاوي‪:‬‬


‫" مما استدل به القائلون بإجازة اآلالت‪ :‬النظرة إلى مقاصد الشعر وأسراره‪ ،‬فمن المعلوم أن‬
‫احكام الشرع وخصوصًا في شؤون المعامالت والعاديات –مفهومه معلله‪ ،‬وهي أحكام منطقية‬
‫تنشرح بها الصدور‪ ،‬وتقنع بها العقول‪ .‬فال حرام في اإلسالم إذن إّال الخبيث الضار‪ ،‬سواء‬
‫‪1‬‬
‫كان خبثه او ضرره ماديًا أم معنويًا فرديًا أو اجتماعيًا حاّال ام استقباالً "‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬بالنظر إلى واقع الموسيقى اآلن‪ ،‬نرى الضرر المادي والمعنوي الذي يعانيه أفراد‬
‫المجتمع بسببها‪ ،‬وكثرة الوقوع في المعاصي والمحرمات ‪ ،‬والبعد عن ذكر اهلل ‪،‬وإ ضاعة‬
‫الوقت ‪.‬‬

‫وأضاف د‪ .‬يوسف القرضاوي‪" :‬هل الطيبات –أي المستلذات – حرام ام حالل وبالتالي فإن‬
‫الغناء [حيث إن د‪ .‬يوسف القرضاوي أباح دخول اآلالت الموسيقية في الغناء] من طيبات‬
‫الدنيا التي تستلذها األنفس وتستطيبها العقول‪ ،‬وتستحسنها الفطرة‪ ،‬وتشتهيها األسماع‪ ،‬فهو لذة‬
‫‪2‬‬
‫اآلذان كما أن الطعام الهنيء لذة المعدة "‬

‫قال الغزالي‪":‬ومن لم يحركه السماع فهو ناقص مائل عن االعتدال بعيد عن الرومانسية زائد‬
‫في غلط الطبع وكثافته على الجمال والطيور بل على جميع البهائم‪ ،‬فإن جميعها تتأثر‬
‫‪3‬‬
‫بالنغمات الموزونة"‬

‫السماع‪ ،‬ص ‪59‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪43 ،42‬‬ ‫‪ 7‬ارجع إلى ص‬


‫‪ 1‬فقه الغناء والموسيقى ‪ ،‬ص‪126-125‬‬
‫ص‪.126‬‬ ‫‪ 2‬المصدر نفسه‬

‫‪53‬‬
‫قال د‪ .‬يوسف القرضاوي‪" :‬وصدق األمام الغزالي‪ ،‬ففي عصرنا ُيسمعون بعض األبقار‬
‫الموسيقى عند حلبها فتدر اللبن بسهولة وغزارة‪ ،‬بل جّر بوا تأثير الموسيقى على بعض‬
‫النباتات‪ ،‬فوجدوها تنمو بصورة أوضح وبسرعة أكبر‪ ،‬فهذه فطرة اهلل في المخلوقات والكائنات‬
‫الحية كما هي فطرة في اإلنسان الذي يتأثر بالصوت الجميل‪ ،‬واإلسالم لم يجيء ليغير فطرة‬
‫اهلل تعالى أو يصادرها‪ ،‬بل ليقرها ويسمو بها لتستخدم فيما يرقى به معنويًا وماديًا"‪.1‬‬

‫‪2‬‬
‫قاس الغزالي أصوات اآلالت بأصوات الطيور فقال‪:‬‬
‫" أما سماع الصوت الطيب من حيث أنه طيب فال ينبغي أن يحرم بل هو حالل بالنص‬
‫والقياس‪ ،‬أما القياس ‪ :‬فهو أنه يرجع إلى تلذذ حاسة السمع بإدراك ما هو مخصوص به‪،‬‬
‫ولإلنسان عقل وخمس حواس‪ ،‬ولكل حاسة إدراك وفي مدركات تلك الحاسة ما يستلذ‪ ،‬فلذة‬
‫النظر في المبصرات الجميلة كالخضرة والماء الجاري والوجه الحسن وبالجملة سائر األلوان‬
‫الجميلة‪ ،‬وهي في مقابلة ما يكره من األلوان الكدرة القبيحة‪ ،‬وللذوق الطعوم اللذيذة ‪........‬‬
‫فكذلك األصوات المدركة بالسمع تنقسم إلى مستلذة كصوت العنادل والمزامير‪ ،‬وتستكرهه‬
‫كنهيق الحمير وغيره‪ ،‬فما أظهر قياس هذه الحاسة ولذتها على سائر الحواس ولذاتها؟‬
‫وأضاف‪ " :‬النظر في الصوت الطيب الموزون‪ ،‬فإن الوزن وراء الحسن فكم من صوت حسن‬
‫خارج عن الوزن‪ ،‬وكم من صوت موزون غير مستطاب‪ ،‬واألصوات الموزونة باعتبار‬
‫مخارجها ثالثة‪ :‬فإنها إما أن تخرج من جماد كصوت المزامير واألوتار وضرب القضيب‬
‫والطبل وغيره‪ ،‬وإ ما أن تخرج من حنجرة حيوان‪ ،‬وذلك الحيوان إما انسان أو غيره كصوت‬
‫العنادل‪ ...‬فسماع هذه األصوات يستحيل أن يحرم لكونها طيبة أو موزونة فال ذاهب إلى‬
‫تحريم صوت العندليب وسائر الطيور وال فرق بين حنجرة وحنجرة وال بين جماد وحيوان‪،‬‬
‫فينبغي أن يعكس على صوت العندليب األصوات الخارجة من سائر األجسام باختيار اآلدمي‬
‫كالذي يخرج من حلقة أو من القضيب و الطبل والدف وغيره‪.‬‬

‫ويجاب على ما ذكره الغزالي بما يلي‪:‬‬

‫ولكن الغزالي قال‪ :‬ومهما كان النظر في السماع باعتبار تأثيره في القلب ‪ ،‬لم يجز أن يحكم فيه مطلقًا بإباحة‬ ‫‪3‬‬

‫وال تحريم‪ ،‬بل يختلف ذلك باألحوال واألشخاص واختالف طرق النغمات فحكمة حكم ما في القلب" أبو حامد‬
‫محمد بن محمد‪ ،‬إحياء علوم الدين‪ ،‬جـ‪.2/369‬‬
‫فقه الغناء والموسيقى‪ ،‬ص‪133‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.364‬‬ ‫‪ 2‬الغزالي‪ ،‬ابو حامد محمد بن محمد‪ ،‬احياء علوم الدين‪ ،‬جـ‪-362 /2‬‬

‫‪54‬‬
‫أن القياس الذي ساقه اإلمام في إباحة األصوات الخارجة من هذه اآلالت على أصوات‬
‫العصافير والعنادل هو قياس مع الفارق ‪ ،‬ويرد أبو العباس القرطبي على هذا القياس فيقول‪:‬‬
‫"ال مساواة بين الفرع (أصوات اآلالت) واألصل (أصوات الطيور) ‪ ،‬ألن أصوات هذه اآلالت‬
‫يحصل منها اإلطراب المفضي إلى مفاسد كضرب األرض بالرجلين وهز المنكبين‪ ،‬فيرقص‬
‫رقص المجان ويتعاطى حركات المخانيث والنسوان‪ ،‬فيذهب الحياء والوقار وغير ذلك‪ ،‬وليس‬
‫بشيء من تلك المفاسد في أصوات الطيور"‪ 1‬وبهذا وضح بطالن القياس‪.‬‬
‫كذلك ال داعي لمثل هذا القياس النه ال قياس وال اجتهاد في مورد النص‪ ،‬فقد ورد دليل‬
‫صحيح صريح على حرمة اآلالت الموسيقية جميعها وهو حديث البخاري‪( :‬ليكونن من امتي‬
‫أقوام يستحلون المر والحرير والخمر والمعازف) ‪2‬وكلمة معازف تشمل كل آلة‪.4 3‬‬

‫وضع دكتور يوسف القرضاوي‪ 5‬قيود وضوابط ال بد من مراعاتها عند سماع الغناء مع‬
‫موسيقى وهي‪:‬‬
‫‪ )1‬سالمة مضمون الغناء من المخالفة الشرعية‪:‬‬
‫ليس كل غناء مباحًا‪ ،‬فال بد أن يكون موضوعة متفقًا مع االسالم وتعاليمه‪ ،‬غير مخالفة‬
‫لعقيدته وال تشريعاته وال أخالقياته‪.‬وأن ال تمدح االغاني الظلمة والطغاة والفسقه من الحكام‬
‫الذين ابتليت بهم األمة‪.‬‬

‫‪ )2‬سالمة طريقة األداء عن التكسر واألغراء‪.‬‬


‫فال تؤذي األغنية بالتكسر في القول‪ ،‬وتعمد اإلثارة والقصد إلى إيقاظ الغرائز الهاجمة‪،‬‬
‫وإ غراء القلوب المريضة‪ .‬فإن أدت األغنية إلى ذلك فإنها تنتقل من دائرة اإلباحة إلى دائرة‬
‫الحرمة أو الشبهة أو الكراهية‪.‬‬

‫‪ )3‬عدم اقتران األغنية بأمر محرم‪ ،‬كشرب الخمر او تناول المخدرات أو الموسيقى المثيرة‬
‫للغرائز‪ ،‬مثل الموسيقى المصاحبة لألغاني الغربية المعاصرة‪ ،‬وكذلك الموسيقى المقترنة‬

‫‪ 1‬كشف القناع عن حكم الوجد والسماع‪ ،‬ص ‪ ،110 ،95‬بواسطة ‪،‬وئام وتد‪ ،‬الواقي‪ ،‬ص‪128‬‬
‫سبق تخريجه‬ ‫‪2‬‬

‫انظر إلى ص‬ ‫‪3‬‬

‫وئام وتد ‪ ،‬الوافي ‪ ،‬ص‪.128‬‬ ‫‪4‬‬

‫فقه الغناء والموسيقى ص‪194-187‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪55‬‬
‫بأغان محظورة تذكر بذكرها‪ ،‬ومثل ذلك الخالعة أو التبرج أو االختالط الماجن بين الرجال‬
‫والنساء‪ ،‬بال قيود وال حدود‪.‬‬

‫‪ )4‬تجنب اإلسراف في السماع‪.‬‬


‫الغناء –ككل المباحات‪ -‬يجب أن يقيد بعدم اإلسراف فيه‪ ،‬وقد قال تعالى‪{ :‬يا بني آدم‬
‫‪1‬‬
‫خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا وال تسرفوا إنه ال يحب المسرفين}‬
‫إن اهلل حرم العلو واإلسراف في كل شيء حتى في العبادة‪ ،‬فما بالك باإلسراف في اللهو‪،‬‬
‫وشغل الوقت به ولو كان مباحًا؟! إن هذا دليل على فراغ العقل والقلب من الواجبات الكبيرة‪،‬‬
‫واألهداف العظيمة‪ ،‬دليل على إهدار حقوق كثيرة كان يجب أن تأخذ حظها من وقت اإلنسان‬
‫المحدود وعمره القصير‪.‬‬

‫‪ )5‬ما يتعلق بالمستمع‪.‬‬


‫يوجد أشياء خاصة أو دائرة معينة‪ ،‬تتعلق بالمستمع نفسه‪ ،‬وال تحيط بها فتاوى المفتين‪ ،‬وال‬
‫يستطاع ضبطتها بدقة‪ ،‬بل توكل إلى ضمير المسلم وتقواه‪ ،‬ويكون كل مستمع فيها فقيه نفسه‬
‫ومفتيها‪ ،‬فهو أعرف بها من غيره‪ ،‬وأدرى باتجاهاتها وخلجاتها من كل فقيه‪ ،‬فإذا كان الغناء‬
‫أو نوع خاص منه يستثير غريزته‪ ،‬ويغريه بالفتنة‪ ،‬ويسبح به في شطحات الخيال‪ ،‬ويطغى فيه‬
‫الجانب الحيواني على الجانب الروحاني‪ ،‬فعليه أن يتجنبه حينئٍذ ‪ ،‬ويسد الباب الذي تهب منه‬
‫‪2‬‬
‫رياح الفتنة على قلبه ودينه وخلقه فيستريح‪.‬‬

‫أقول‪ :‬إن كل هذه القيود والضوابط التي وضعها د‪ .‬يوسف القرضاوي ال ُيعمل بها عند أي‬
‫إنسان يسمع للغناء المصاحب للموسيقى لقوة تأثيرها على النفس ‪ ،‬فتجعل اإلنسان يخالف هذه‬
‫القيود والضوابط ويسمع الغناء الماجن المرافق للموسيقى بحجة أن الموسيقى حالل‪.‬‬

‫مع أن د‪ .‬يوسف القرضاوي قال ‪ " :‬أعلن من أول األمر أن الغناء بصورته التي يقدم بها اليوم‬
‫في معظم التليفزيونات العربية والقنوات الفضائية‪ ،‬مما يصحبه من رقص وخالعة وصور‬
‫مثيرة لفتيات مائالت مميالت‪ ،‬كاسيات عاريات‪ ،‬أو عاريات غير كاسيات‪ ،‬أصبحت مالزمة‬
‫لألغنية الحديثة‪ ..‬الغناء بهذه الصورة قد غدا في عداد المحرمات بيقين‪ ،‬ال لذاته‪ ،‬ولكن لما‬

‫‪.31‬‬ ‫‪ 1‬سورة األعراف آية‬


‫‪ 2‬انظر الغزالي‪ ،‬ابو حامد محمد بن محمد‪ ،‬إحياء علوم الدين‪ ،‬ج ‪.379-378‬‬

‫‪56‬‬
‫يصحبه من هذه المثيرات والمضالت‪ .‬فقد تحول الغناء من شيء يسمع إلى شيء يرى‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫وبعبارة أخرى‪ :‬تحول من غناء إلى رقص خليع‪".‬‬

‫ومن الشيوخ المعاصرين مصطفى أحمد الزرقا ُسئل عن حكم استخدام الموسيقى لبعض المقاصد‬
‫‪1‬‬
‫في وسائل اإلعالم فأجاب ‪:‬‬

‫استعمال شيء من ذلك في إذاعة إعالمين ال تشتمل على منكررات ‪ ،‬وذلك بقصد التنبيه الى‬
‫الفواصل واالنتقاالت بين البرامج المباحة ال بأس به ‪.‬‬
‫ذكر مصطفى الزرقا قول عبد الغني النابلسي في رسالته المسماه الدالالت في سماع اآلالت ‪:‬‬
‫" أن سماع اآلالت الموسيقية بوجه عام إذا كان غير مصحوب بمنكرات وال غناء مثير للغرائز ‪،‬‬
‫بل يقصد السامع إجماَم نفسه من المتاعب وإراحة أعصابه المرهقة دون مداومة عليه تلهيه عن‬
‫واجباته من أعمال وعباده ‪ ،‬فال بأس به‪.‬‬

‫الترجيح ‪:‬‬
‫بعد الدراسة العميقة للمسألة ‪ ،‬والغوص في أدلة الطرفين‪ ،‬أرى ان أدلة المحرمين‬
‫أقوى ‪ ،‬لذلك أرجح حرمة اآلالت الموسيقية عدا الُّدف وطبل الغزاة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪www.islam-online.net‬‬

‫‪ 1‬فتاوى مصطفى الزرقا‪ ،‬اعتنى بها محمد أحمد مكي‪ ،‬قدم لها د‪ .‬يوسف القرضاوي‪ ،‬ص‪-349‬‬
‫‪،351‬دمشق‪،‬دار القلم‪ ،‬طـ ‪ 1420 ،1‬هـ ‪ 1999 -‬م‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫المبحث الرابع‬
‫حكم التداوي بالموسيقى وحكم األناشيد اإلسالمية‬

‫المطلب األول ‪ :‬حكم التداوي بالموسيقي ‪:‬‬


‫للعلماء في حكم التداوي بالموسيقى وجهين ‪- :‬‬
‫‪ -1‬من اباح سماع اآلالت الموسيقيه فاباح التداوي بها ‪.‬‬
‫‪ -2‬ومن حرم سماع اآلالت الموسيقيه حرم التداوي بها وقالوا ‪ :‬إنها عباره عن تداٍو‬
‫بالحرام ‪.‬‬

‫إن االكتشافات العلمية أثبتت نجاح التداوي بالموسيقي في عالج الحاالت النفسية ‪.‬‬
‫قال بعض المتخصصين في هذا المجال ‪ :‬عولجت مسألة الموسيقي كطب وقائي ألولئك الذين‬
‫يتعرضون لمرض النسيان ونوبات وكآبه واضطرابات عصبيه‪ ،‬والعالج بالموسيقي يساعد‬
‫األطفال على الكالم ‪.‬‬

‫الذين قالوا ان التداوي بالموسيقي حرام استندوا علي ان التداوي بالمحرمات حرام مثل حكم‬
‫التداوي بالمسكر فهذا حرام واستدلوا علي حرمه التداوي بالمسكر ‪- :‬‬

‫‪ )1‬ان طارق بن سويد الجعفي ‪1‬سأل النبي ‪ -‬صلي اهلل عليه وسلم‪ -‬عن الخمر ؟ فنهاه ‪,‬‬
‫أذكره انه يصفها ‪ ,‬فقال أني اصفها للدواء فقال ‪ ( :‬انه ليس بدواء ولكنه داء )‪.2‬‬

‫‪3‬‬
‫قال النووي ‪ :‬الصحيح عند اصحابنا أنه يحرم التداوي بها‬

‫‪1‬‬
‫هو طارق ين سويد او يقال له سويد بن طارق الحضرمي ‪ :‬ويقال جعفي ‪ ,‬له صحبه مدينه عن أهل‬
‫الكوفه ‪ .‬انظر ترجمته في ابن حجر العسقالني ‪ ,‬احمد بن علي ‪ ,‬تحرير تقريب التهذيب ‪ ,‬جـ ‪155 \2‬‬
‫والمزّي ‪ ،‬جمال الدين ابو الحجاج يوسف‪ ،‬تهذيب الكمال‪ ،‬جـ ‪.203 \9‬‬
‫‪ 2‬اخرجه مسلم في صحيحه برقم ‪ ، 1984‬باب تحريم التداوي بالخمر ‪،‬‬
‫‪ 3‬يحيى بن شرف ‪،‬صحيح مسلم بشرح النووي ‪ ،‬جـ ‪130 \ 13‬‬

‫‪58‬‬
‫‪ )2‬عن أبي الدرداء‪ :1‬قال ‪ :‬قال رسول اهلل‪ -‬صلي اهلل عليه وسلم – ( ان اهلل عز وجل‬
‫أنزل الداء والدواء ‪ ،‬وجعل لكل داء دواء ‪ ،‬فتدووا وال تداووا بحرام ) ‪.2‬‬

‫‪ )3‬جاء في األثر ‪ :‬كان ابن عمر ‪ 3‬اذا دعا طبيبًا يعالج بعض أهله اشترط ان ال يداوي‬
‫بشيء مما حرم اهلل عز وجل ‪.4‬‬

‫" ولكن حكم التداوي بالموسيقي يختلف من حكم التداوي بالمسكر كالخمره وذلك‬
‫الختالف الموسيقي عن الخمره طبيعه وحكما ونتيجه ‪ ،‬فطبيعه الموسيقي تختلف عن طبيعه‬
‫الخمره‪ ،‬وحرمه الخمر ثابت في الكتاب والسنه واالجماع ‪ ،...،‬وكذلك العله في تحريم‬
‫‪5‬‬
‫الموسيقي عند المانعين غير عله تحريم الخمر ‪".‬‬

‫ولكن اهلل عز وجل قال عن الخمر أن فيه منافع للناس ومع ذلك فهو محرم ‪ ،‬وبالتالي وإ ن‬
‫ثبت جدارة العالج بالموسيقي فبما انها محرمه فالعالج بها اذن حرام ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫قال الشيخ ابن باز ‪:‬‬
‫"العالج بالموسيقي ال أصل له بل هو من عمل السفهاء ‪ ،‬فالموسيقي ليست بعالج ولكنها داء ‪،‬‬
‫وهي من آالت المالهي ‪ ،‬فكلها مرض للقلوب وسبب النحراف األخالق ‪.‬‬
‫دائما العالج النافع والمريح للنقوس اسماع المرضى للقرآن والمواعظ المفيده واألحاديث‬
‫النافعه ‪ ،‬أما العالج بالموسيقي وغيرها من آالت الطرب فهو مما يعّو دهم الباطل ويزيدهم‬

‫‪1‬‬
‫هو عويمر بن زيد بن قيس أألنصاري ‪ ،‬مشهور بكنيته صحابي جليل ‪ ،‬كان عابدا أول مشاهدة أحد مات‬
‫سنه ‪ 32‬هـ ‪ .‬انظر ترجمته في ابن حجر العسقالني ‪ ،‬احمد بن علي‪ ،‬االصابه في تمييز الصحابه‪ ،‬جـ‪.4/747‬‬
‫والمزّي ‪ ،‬جمال الدين ابو الحجاج يوسف ‪ ،‬تهذيب الكمال‪ ،‬جـ ‪465. /14‬‬
‫‪2‬‬
‫رواه ابو داود ‪،‬والبيهقي ‪ ،‬انظر إلى سليمان بن االشعب السجستاني ‪ ،‬سنن أبي داوود ‪ ،‬جـ‪.134 \4‬‬
‫البيهقي ‪ ،‬ابو بكر احمد بن الحسين بن علي ‪ ،‬السنن الكبرى ‪ ،‬تحقيق محمد عبد القادر عطا ‪ ،‬جـ ‪، 9 \ 10‬‬
‫حديث رقم ‪. 1981‬‬
‫‪ 3‬سبقت ترجمته ص‪.13‬‬
‫‪4‬‬
‫البيهقي ‪ ،‬ابو بكر احمد بن الحسين بن علي ‪ ،‬السنن الكبرى ‪ ،‬جـ‪.9 \ 10‬‬
‫‪ 5‬أحمد القضاه ‪ ،‬الشريعه االسالميه والفنون ‪ ،‬ص ‪245‬‬
‫‪www.ibnbaz.org.sa 6‬‬

‫‪59‬‬
‫مرضا الي مرضهم ويثقل عليهم سماع القرآن والسنه والمواعظ المفيده وال حول وال قوه اآل‬
‫باهلل ‪" .‬‬

‫وقد حضرت أنا بنفسي جلسة تداوي بالموسيقى والذي يسميه علماء النفس االسترخاء مع‬
‫الموسيقي ‪،‬وكانت النيه ‪-‬واهلل على ما أقول شهيد ‪ -‬فقط لمعرفه ماذا يحصل في هذه الجلسات‬
‫ومدي استجابه الناس لذلك‪.‬‬
‫ومما شاهدته بعيني ‪:‬‬
‫‪ -1‬ان القائمين على هذا العمل من الناس اللذين نسأل اهلل لهم الهدايه لقلة دينهم وصغر‬
‫تمسكهم باإلسالم ‪.‬‬

‫‪ -2‬جهاله الناس المشتركين في العالج النفسي بالدين االسالمي حيث ال يوجد لهم فكر‬
‫اسالمي يشغلون به وقت فراغهم ‪ ،‬وان كان منهم من اعتمر وحج ‪.‬‬
‫وبالتالي بعدهم عن القرآن يجعلهم ينخرطون في أي مجال باحثين فيه عن طريقه‬
‫للراحه النفسيه‪ ،‬ولو رجعوا الي القرآن لوجدوا الطمأنينه والسكينه والراحه النفسيه‬
‫والثواب العظيم ‪ ،‬ولكفاهم هذا عن عالجهم بالموسيقى ‪.‬‬

‫‪-3‬وبعد نهايه هذه الجلسه شاهدت بعض الفتيات أخذوا يبكون‪ ،‬وكان االفضل لهم أن يبكوا‬
‫من خشيه اهلل ؟؟‬

‫الترجيح‪:‬‬
‫أرجح حرمه التداوي بالموسيقي ‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬حكم األناشيد اإلسالمية ‪.‬‬

‫النشيد ‪ :‬هو رفع الصوت ‪ ،‬ومن هذا إنشاد والشعر إنما هو رفع الصوت‪ 1‬مع تحسين وترقيق‪.2‬‬
‫إن الكلمة – سواء كانت مكتوبة أم منطوقة لها قوتها وتأثيرها ‪ ،‬فإن كانت جميلة طيبة طاب أثرها‬
‫وثمرتها ‪ ،‬وإن كانت سيئة قبيحة ساءت نتيجتها‪.‬‬
‫وقد تكون الكلمة المنطوقة أقوى من الكلمة المكتوبة‪ ،‬ألن الكلمة المنطوقة تجمع ما بين تأثيرها‬
‫الذاتي وتأثير قائلها المنفعل بها ‪ ،‬فإذا كانت هذه الكلمة المنطوقة في شعر زاد تأثيرها بوزنها‬
‫‪3‬‬
‫واتساقها‪.‬‬
‫تنقسم األناشيد اإلسالمية الى ثالثة أنواع ‪:‬‬
‫‪ )1‬أناشيد إسالمية فحواها عبارة عن كالمات مغناه فقط‪ ،‬دون أن يرافقها أي آلة موسيقية‪.‬‬
‫‪ )2‬أناشيد إسالمية يرافقها دُف ‪.‬‬
‫‪ )3‬أناشيد إسالمية مع موسيقى‪.‬‬
‫وتتكلم هذه األناشيد عن حب هللا عز وجل وحب الرسول – صلى هللا عليه وسلم – والتفكر في‬
‫ملكوت هللا وحب الوالدين ‪ ،‬الوطن ومكارم األحكام األخالق وبالتالي القسم األول من األناشيد اذا‬
‫كان كالم النشيد ومضمونه حالل فهي حالل‪.‬‬
‫وبما أن اآلالت الموسيقية عدا الدُف وطبل الغزاة حرام فإن القسم الثالث من األناشيد يحرم أيض ‪ً.‬ا‬
‫وبالتالي اختلف العلماء في القسم الثالث بين ‪:‬‬
‫‪ )1‬اإلباحة ‪.‬‬
‫‪ )2‬التحريم‪.‬‬

‫أدلة المحرمين لألناشيد اإلسالمية‪: 4‬‬


‫‪ )1‬قاعدة سد الذرائع ‪:‬‬
‫حيث إَّن سماع األناشيد اإلسالمية التي ال يتشبهون بها بألحان األغاني وفرق المغنيين يكون‬
‫ذريعة الى سماع األناشد التي فيها التشبه‪.‬‬
‫‪ )2‬األناشيد عبارة عن فرع من السماع الصوفي وهذا فيه مخالفات شرعية وبالتالي فهي ال‬
‫تجوز‪.‬‬
‫‪ )3‬إذا هذا األمر ليس من َهدي النبي – صلى هللا عليه وسلم – ولم يعرفه أصل القرون‬
‫(‪ )1‬محمد‬ ‫المفضلة المشهود لهم بالخيرية وأفتى بعدم جوازه كثير منهم‪:‬‬
‫ناصر الدين األلباني‪.‬‬
‫(‪ )2‬محمد بن صالح العثيمين‪.‬‬
‫(‪ )3‬صالح الفوزان وغيرهم‪.‬‬
‫وبالتالي فإن األناشيد اإلسالمية هي ابتداع في الدين شبيه بابتداع الصوفية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ابن منظور‪ ،‬أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم األفريقي المصري‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬جـ‪.422 /3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪www.saaid.net‬‬
‫‪3‬‬
‫فتاوى مصطفى الزرقا ‪ ،‬اعتنى بها محمد أحمد مكي وقدم لها د‪ .‬يوسف القرضاوي ص ‪ ، 349 -347‬دمشق ‪،‬‬
‫دار القلم ط ‪ 1420 ، 1‬هـ ‪1999 -‬م‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫أبو الحسن األثري علوي بن عمر بن محمود‪ ،‬فتاوي علماء اإلسالم في حكم التمثيل واإلنشاد ‪ .‬انظر‬
‫األلباني ‪ ،‬محمد ناصر الدين ‪ ،‬تحريم آالت الطرب ‪ ،‬ص ‪.182-181‬‬

‫‪61‬‬
‫من الواضح تعلق الشباب المستمعين بها وإفراطهم في سماعها حيث تلهي اإلنسان عن‬ ‫‪)4‬‬
‫العلم النافع‪ ،‬وخاصة أعضاء فرقة اإلنشاد الذين يتطلب منهم حفظ األنشودة التي‬
‫سيؤديها‪ ،‬واتفاق اللحن الموضوع لها وحضور البروفات وغير ذلك‪ ،‬وبالتالي تعلق‬
‫الشباب بهذه األناشيد يؤدي إلى اشتغالهم بها‪.‬‬

‫قال الشيخ األلباني ‪ " :‬إننا نرى الشباب المسلم يلتهي بهذه األناشيد الدينية ويتغنى بها‪،‬‬
‫وَص َر فهم ذلك عن االعتناء بتالوة القرآن وذكر هللا والصالة على النبي – صلى هللا عليه‬
‫وسلم – فالمفروض في الشاب المسلم أن يدندن دائمًا وأبدًا في تالوة القرآن وأن يتغنى به" ‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ )5‬التشبه بالمجان في ألحان أغانيهم‬


‫قال ابن عثيمين ‪ " :‬األناشيد اإلسالمية كنت سمعتها من قديم وليس فيها شيء ينفر‪ ،‬وسمعتها‬
‫أخيرًا فوجدت أنها ملحنة مطربه على سبيل األغاني المصحوبة بالموسيقى‪ ،‬وهي على هذا‬
‫الوجه ال أرى لإلنسان أن يسمع إليها "‪.1‬‬

‫‪ )6‬التشبه بالكفار وذلك لما يلي ‪:‬‬


‫أ‪ -‬إيقاعها على الموازين الموسيقية التي جاءتنا من الكفار‪.‬‬
‫ب‪ -‬إدخالها في الدين شبيه بجعل النصارى دينهم بالترانيم الجماعية والنغمات المطربة‪.‬‬
‫جـ التشبه بهم في إعراضهم عن القرآن كما أخبر عز وجل عنهم في قوله تعالى ‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫{ وقال الذين كفروا ال تسمعوا لهذا القرآن وألغو فيه }‬

‫‪ )7‬اإلفتتان باألصوات الحسنة‬


‫وال يخفى أن أهل األناشيد يختارون حسن الصوت ورقيقه حتى يكون له تأثير على المستمع‪،‬‬
‫وقد يكون المختار طفًال أو أمردًا مما يزيد الفتنة ويشغل نارها وخصوصًا اذا كان في شريط‬
‫مصور أو يرى على الواقع ‪ ،‬وقد حذر العلماء قديمًا وحديثًا من االفتتان باألصوات الحسنة‬
‫والتعلق بها‪.‬‬

‫مصاحبتها أنواع من المعارف كالدف بغير مناسبة العيد والعرس ومن الرجال‪.‬‬ ‫‪)8‬‬

‫تدرب مستمعيها على سماع األغاني الماجنة‪.‬‬ ‫‪)9‬‬


‫‪3‬‬
‫‪ )10‬تسميتها إسالمية واإلسالم بريء منها‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫البيان المفيد ص ‪ ، 32‬بواسطة المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪.6‬‬

‫‪1‬‬
‫القول المفيد ‪ ،‬بواسطة أبو الحسن األثري علوي بن عمر بن محمود‪ ،‬فتاوي علماء اإلسالم في حكم‬
‫التمثيل واإلنشاد ‪ ،‬ص ‪. 39‬‬
‫‪2‬‬
‫سورة فصلت ‪ ،‬آيه ‪.26‬‬
‫‪3‬‬
‫أقول إن كانت هذه األناشيد ذات مضمون جيد ‪ ،‬ويرافقها فقط ُدف‪ ،‬ومن يلقيها مشهود له بالعدالة ‪ ،‬فما‬
‫المانع من تسميتها إسالمية ‪ ،‬وبالتالي سماعها‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫‪ )11‬استخدامها للدعوة في الحزبية‪.‬‬

‫‪ُ )12‬تقاس على المكاء والتصديه‪.‬‬

‫قال األلباني‪ :‬في جواب عن سؤال عن األناشيد اإلسالمية وبعد أن ذكر بضرورة الرجوع إلى‬
‫الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح ‪ " :‬كل باحث في كتاب هللا وفي حديث الرسول – صلى‬
‫هللا عليه وسلم – وفي ما كان عليه السلف الصالح‪ ،‬ال يجد مطلقُا هذا الذي يسمونه باألناشيد‬
‫الدينية ولو انها عدلت عن األناشيد القديمة التي كان فيها الغلو في مدح رسول هللا – صلى هللا‬
‫‪1‬‬
‫عليه وسلم – "‬

‫قال الشيخ ابن عثيمين‪ " :‬اإلنشاد اإلسالمي انشاد مبتدع يشبه ما ابتدعه الصوفيه ‪ ،‬ولهذا ينبغي‬
‫العدول عنه الى مواعظ الكتاب والسنه‪.‬‬
‫وقال‪ " :‬األناشيد اإلسالمية ال أرى‪ ،‬أن األنسان يتخذها سبيًال للعظة أوًال‪ ،‬ألن أصلها موروث‬
‫‪2‬‬
‫عن الصوفيه ‪ ،‬فإن الصوفية هم الذين جمعت أذكارهم ‪ ،‬مثل هذه األناشيد "‪.‬‬

‫قال الشيخ صالح الفوزان‪ " :‬اإلسالم لم يشرع لنا األناشيد وإنما شرع لنا ذكر هللا وتالوة القرآن‬
‫وتعلم العلم النافع ‪ ،‬أما األناشيد فهي من دين الصوفية المبتدعة الذين اتخذوا دينهم لهوًا ولعبًا ‪،‬‬
‫واتخاذ األناشيد من الدين فيه تشبه بالنصارى الذين جعلوا دينهم بالترانيم الجماعية والنغمات‬
‫‪3‬‬
‫المطربة ‪ ،‬فالواجب الحذر من هذه األناشيد ومنع بيعها وتداولها "‬

‫‪1‬‬
‫البيان المفيد ‪ ،‬ص ‪ ، 21‬بواسطة أبو الحسن األثري ‪ ،‬فتاوى علماء اإلسالم األمجاد في حكم التمثيل‬
‫واإلنشاد ‪،‬ص ‪.5-4‬‬
‫‪ 2‬حاشية األجوبة المفيدة ‪ ،‬ص ‪ ، 12 ، 4-3‬بنفس الواسطة ص ‪.5‬‬
‫‪3‬‬
‫المصدر نفسه ص ‪ ، 3-2‬وبنفس الواسطه‪ ،‬ص ‪.5‬‬

‫‪63‬‬
‫أدلة المبيحين لألناشيد اإلسالمية‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫الكالم في المسألة من نواح ثالث ‪:‬‬

‫الناحية األولى ‪ -:‬في األصل في المسألة ‪.‬‬


‫من المتقرر عند األصوليين‪ ،‬ان األصل في األشياء اإلباحة ‪ ،‬وال يذهب الى التحريم وااليجاب‬
‫والندب والكره إال بدليل ‪ .‬من هذه األناشيد اإلسالمية ‪ ،‬فإن األصل فيها اإلباحه ولهذا دالالت‪.‬‬
‫‪ .1‬األصل العام في األشياء‪.‬‬
‫‪ .2‬عدم ورود الدليل المانع منها‪.‬‬
‫‪ .3‬ورود ذلك في السنة ‪ ،‬فقد صح ان النبي – صلى هللا عليه وسلم – والصحابة الكرام‪-‬‬
‫رضوان هللا عليهم‪ -‬قد سمعوا الشعر وأنشدوه واستنشدوه من غيرهم في سفرهم‬
‫وحضرهم‪ ،‬وفي مجالسهم وأعماهم بأصوات فردية وبأصوات جماعية ‪.‬‬
‫ومن األمثلة على ذلك ‪:‬‬

‫‪ )1‬روي عن أنس ‪ 2‬أنه قال ‪ :‬خرج رسول هللا – صلى هللا عليه وسلم – الى الخندق فإذا‬
‫المهاجرون واألنصار يحفرون في غداٍة باردة ‪ ،‬فلم يمن لهم عبيد يعملون ذلك لهم ‪ :‬فلما رأى ما‬
‫بهم من النصب والجوع‬
‫فاغفر لألنصار والمهاجره )‬ ‫قال ‪ ( :‬اللهم إن العيش عيش اآلخرة‬
‫ًا ‪3‬‬ ‫ًا‬
‫على الجهاد ما بقينا أبد ‪.‬‬ ‫فقالوا مجيبين له ‪ :‬نحن الذين بايعوا محمد‬

‫‪)2‬غناء الجاريتين في البيت النبوي‪.‬‬

‫عن عائشة‪ -1‬رضي اهلل عنها‪ -‬قالت‪ :‬دخل علي أبو بكر وعندي جاريتان من جواري‬
‫األنصار تغنيان‪ 2‬بما تقاولت األنصار يوم ُبعاث قالت‪ :‬وليست بمغنيتين‪ ،‬فقال أبو بكر‪:‬‬
‫أمزامير الشيطان‪ ،‬في بيت رسول اهلل ـ صلى اهلل عليه وسلم ؟ وذلك قي يوم عيد‪ ،‬فقال رسول‬
‫اهلل ـ صلى اهلل عليه وسلم (يا أبا بكر‪ ،‬إن لكل قوم عيدًا وهذا عيدنا)‪.3‬‬

‫‪ 1‬عبد هللا بن سليمان العبد هللا ‪ ،‬التأصيل لمسألة األناشيد ‪www.saaid.net ،‬‬
‫‪ 2‬سبقت ترجمته ص ‪.35‬‬
‫‪3‬‬
‫أخرجه البخاري برقم ‪ ، 834‬ومسلم برقم ‪ ، 1805‬انظرإلى‪ ،‬ابن حجر العسقالني ‪ ،‬أحمد بن علي ‪ ،‬فتح‬
‫الباري ‪ ،‬جـ‪ .66 – 65/ 6‬النووي ‪ ،‬يحيى بن شرف ‪ ،‬صحيح مسلم بشرح النووي ‪ ،‬جـ ‪.145-12/144‬‬

‫سبقت ترجمتها ص ‪.34‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬وفي لفظ تدففان وتضربان ‪ ،‬انظر إلى‪ ،‬ابن حجر العسقالني‪ ،‬احمد بن علي ‪ ،‬فتح الباري‪ ،‬جـ‪.2/673‬‬
‫حديث صحيح ‪،‬سبق تخريجه ص‪34‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪64‬‬
‫عن عائشة قالت‪ :‬دخل علي رسول اهلل‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء‬
‫ُب عاث‪ ،‬فاضطجع على الفراش وحول وجهه‪ ،‬ودخل ابو بكر فانتهرني وقال‪ :‬مزمارة الشيطان‬
‫عند النبي‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬فاقبل‪ -‬عليه السالم‪ -‬فقال‪( :‬دعهما)‪ ،‬فلما غفل غمزتهما‬
‫فخرجتا وكان يوم عيد فيه يلعب السودان بالدرق والحراب فأما سألت النبي‪ -‬صلى اهلل عليه‬
‫وسلم‪ -‬وأما قال‪( :‬تشتهين تنظرين ؟) فقالت‪":‬نعم" فاقامني وراءه‪ ،‬خدي على خده‪ ،‬وهو يقول‪:‬‬
‫(دونكم يا بني أرفده) حتى اذا مللت قال‪( :‬حسبك) ؟ قالت‪" :‬نعم"‪ ،‬قال‪( :‬فاذهبي)‪.4‬‬

‫‪)3‬الُر بيع بنت معوذ‪.‬‬

‫قالت الُر بّيع بنت معوذ بن عفراء‪ :5‬جاء النبي‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬فدخل حين ُبنَي علّي ‪،‬‬
‫فجلس على فراش كمجلسك مني‪ ،‬فجعلت جويريات لنا يضربن بالّد ف‪ ،‬ويندبن من قتل من‬
‫آبائي يوم بدر‪ ،‬إذ قالت احداهن ‪" :‬وفينا نبٌّي يعلم ما في غد" ‪ ،‬فقال‪( :‬دعي وقولي بالذي كنت‬
‫تقولين)‪. 6‬‬

‫‪ )4‬أحديث الدف‪ ،‬كقول‪ :‬رسول هللا صلى هللا عليه وسلم – ( فصل ما بين الحالل والحرام الدف‬
‫‪2 1‬‬
‫والصوت)‬
‫قال الشوكاني ‪ :‬يجوز في النكاح ضرب األدفاف ورفع األصوات بشيء من الكالم نحو ‪:‬‬
‫أتيناكم اتينكم ‪.3‬‬

‫‪)5‬عن سلمه بن األكوع ‪ – 4‬رضي هللا عنه – قال ‪ :‬خرجنا مع النبي – صلى هللا عليه وسلم – الى‬
‫خيبر فسرنا ليًال فقال رجل من القوم لعامر‪ ،‬يا عامر أال تسمعنا من هنيهاتك – وكان عامر رجًال‬
‫شاعرًا – فنزل يحدو بالقول يقول ‪:‬‬
‫وال تصدقنا وال صلينا ‪...‬‬ ‫اللهم لوال انت ما اهتدينا‬
‫فقال رسول هللا – صلى هللا عليه وسلم – ومن هذا السائق ؟ قالوا ‪ :‬عامر بن األكوع قال ‪:‬‬
‫‪5‬‬
‫(يرحمه هللا )‪.‬‬

‫ص‪34‬‬ ‫حديث صحيح ‪ ،‬سبق تخريجه‬ ‫‪4‬‬

‫‪35‬‬ ‫‪ 5‬سبقت ترجمتها ص‬


‫‪ 6‬حديث حسن صحيح ‪ ،‬سبق تخريجه ص ‪.35‬‬

‫‪ 1‬حديث حسن‪ ،‬سبق تخريجة ص‪.39‬‬


‫‪ 2‬انظر لباقي أحاديث الدف ص ‪40-35‬‬
‫‪ 3‬أحمد بن علي‪ ،‬نيل األوطار‪ ،‬جـ ‪.6/695-5‬‬
‫‪ 4‬هو سلمة بن عمرو بن األكوع ‪ ،‬شهد بيعة الرضوان تحت الشجرة‪ ،‬بايع الرسول‪-‬صلى هللا علية وسلم‪ -‬على‬
‫الموت‪ ،‬مات سنة ‪ 74‬هـ‪ .‬انظر ترجمته في المزّي ‪ ،‬جمال الدين أبو الحجاج يوسف ‪ ،‬تهذيب الكمال‪ ،‬جـ‪،7/449‬‬
‫وابن حجر العسقالني‪ ،‬أحمد بن علي‪ ،‬تحرير تقريب التهذيب‪،‬جـ‪، ،2/59‬والرازي أبو محمد بن ادريس التميمي‪،‬‬
‫الجرح والتعديل‪ ،‬جـ‪.4/158‬‬

‫‪65‬‬
‫‪)6‬عن أنس‪ 6‬أن النبي‪-‬صلى هللا علية وسلم‪ -‬أتى على أزواجة وسواق يسوق بهن‪ ،‬يقال له أنجشة‬
‫‪8‬‬
‫‪ ،7‬فقال‪ ( :‬ويحك يا أنجشة ! رويدًا سوقك بالقوارير)‪.‬‬
‫وغيرها من األحاديث التي تدل على سماع الرسول – صلى هللا عليه وسلم – للنشيد واقراره له‪.‬‬

‫وبعد هذا ‪: 1‬‬


‫إن المباح – كما هو مقرر عند األصوليين – يأخذ حكم ما أدى اليه من الوجوب والتحريم وما اليه‬
‫‪ ،‬والنشيد من هذا القبيل فيأخذكم حكم غيره من أحد جهات ثالث ‪:‬‬
‫األولى ‪ :‬جهة المضمون ‪.‬‬
‫فما كان الشعر الُم َلَّح ن يحمل أبياتًا ذات معاٍن رفيعة ‪ ،‬و آدابًا ِح سانًا فإنه ال شيء فيه و داخل‬
‫ضمن حسِن الشعر ‪.‬‬
‫و أما إذا كان غير ذلك و بعكسه فإنه ُم حَّر ٌم قوًال و إنشادًا و تلحينًا ‪ ،‬و التحريم ليس لذاته بل‬
‫لما تضمنه من عكس الفضيلة ‪ ،‬و خالف األدب ‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬من جهة ما صاحَبه ‪.‬‬
‫الشعر إذا صاحبه من قائله _ أو غيره _ آلة لهو ‪ ،‬و أداة َع ْز ٍف َح ُر َم ‪ ،‬و التحريم هنا من‬
‫أجل ذاك الُم َص اِح ُب ‪.‬‬
‫الثالثة ‪ :‬من جهة ما يؤدي إليه و ُيفضي ‪.‬‬
‫يختلف الشعراء في تضمين أشعارهم ؛ فمنهم من ُيضمنها معاٍن ذات سمٍّو و رفعة ‪ ،‬و منهم‬
‫من ُيضمنها معاٍن ذات دنٍّو و سفول ‪.‬‬
‫و بهاتيك المضامين يكون نتاج الشعر بعد سماعه ‪.‬‬
‫فإذا كان النشيد مؤديًا إلى درب كمال الخلق ‪ ،‬و سلوك طريق األدب فأنعم به قيًال و سماعًا و‬
‫تلحينًا ‪.‬‬

‫‪ 5‬اخرجه البخاري برقم ‪ ، 4196‬انظر إلى‪ ،‬أبن حجر العسقالني‪ ،‬أحمد بن علي‪ ،‬فتح الباري ‪ ،‬جـ‪-7/657‬‬
‫‪.661‬‬
‫‪ 6‬سبقت ترجمتة ص ‪.35‬‬
‫‪َ 7‬نَج َش الدابة‪ :‬حثها فاستخرج ما عندها من السّير‪ ،‬والَنّج اش‪ :‬هو الذي يسوق الركاب و الدواب‪.‬‬
‫أنظر إلى‪ ،‬الوسيط ‪ ،‬ص‪ ،952‬وابن منظور ‪ ،‬أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم األفريقي المصري‪ ،‬لسان‬
‫العرب‪،‬جـ‪.6/350‬‬
‫أخرجة مسلم برقم ‪ ،2323‬في كتاب الفضائل‪ .‬النووي‪ ،‬يحيى بن شرف‪ ،‬صحيح مسلم بشرح النووي‪ ،‬جـ‬ ‫‪8‬‬

‫‪.15/65‬‬
‫‪1‬‬
‫عبد الدين سليمان العبد هللا التأصيل لمسألة األناشيد ‪www.saaid.net ،‬‬

‫‪66‬‬
‫و إن كان خالف ذلك فال ‪.‬‬

‫الناحية الثانية ‪ :‬المصالح و المفاسد في األناشيد اإلسالمية ‪.‬‬


‫حين النظر في هذه المسألة من حيث قاعدُة المصالح و المفاسد نرى أن لها حظًا كبيرًا‬
‫و نصيبًا وافرًا ‪.‬‬
‫فمصالح األناشيد اإلسالمية كثيرٌة َتْر َج ُح على ما ُيَظُّن و ُيْز َع ُم أنها مفاسد ‪.‬‬
‫و غلطًا صنيع بعض المشتغلين بالعلم تغليُب األقل " المفاسد" على األكثر" المصالح " ‪.‬‬
‫فمن جملة الفوائد و المصالح ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن سماعها ترويٌح عن النفس ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن فيها َغَناٌء عن سماع الِغ َناء و الخنا ‪.‬‬
‫‪ -3‬ما تتضمنه من أبيات رفيعة اللفظ ‪ ،‬غزيرة المعنى كاٍف في سماعها و انتقائها ‪.‬‬
‫‪ -4‬أنه ِم ْع َو ٌل لهدم الشريط الغنائي الساقط ‪.‬‬
‫‪ -5‬أنها تربيٌة للنفس بما تضمنته من آداب و أخالق ‪.‬‬

‫و من مفاسد ( األناشيد اإلسالمية ) _ و هي ليست بشيء ‪ ،‬و ذكُر ها من باب ذكر القسيم _ ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن اإلكثاَر من سماعها مما يجعلها ملهاًة عن أمور أهم ‪.‬‬
‫‪ -2‬لحٌن َم ِش ْي ٍن في بعضها _ و هو نادر _ ‪.‬‬

‫الناحية الثالثة ‪ :‬في المفارقة بين القصائد الصوفية واألناشيد اإلسالمية ‪.‬‬
‫مما عَّلل به بعُض من منع سماع األناشيد اإلسالمية كونها ُتشابه القصائد الصوفية‬
‫والسماع الصوفي‪.‬‬
‫و في هذا التعليل نظر بِّين واضٌح ‪ ،‬بل بينهما من المفارقة ما يقتضي عدم المقارنة و المشابهة‬

‫َنَعم بين السماعين تشابه في أمرين ‪:‬‬


‫األول ‪ :‬كونهما شعٌر ُم قَّفى موزون ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬اللحن الموجود في كٍّل [منهما]‪.‬‬

‫و المفارقة بينهما من جهتين ‪:‬‬


‫األولى ‪ :‬من جهة المضمون ‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫فقصائد الصوفية غالبًا ما تكون ُم تضِّم َنًة ألمرين كفيلين في بيان المفارقة ‪ ،‬و هما ‪:‬‬
‫‪ -1‬الشرك و البدعة في قصائدهم ‪ ،‬و ال أدل على ذلك من " البردة " للبوصيري ‪.‬‬
‫‪ -2‬الفسق و الخنا كالغزل و التشبيب ‪.‬‬

‫و أما ( األناشيد اإلسالمية ) فهي في خالٍء من ذلك _ و هلل الحمد _ ‪ ،‬بل تتضمن المعاني‬
‫الرفيعة و األخالق السامية و اآلداب الكاملة ‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬جهة األداء ‪.‬‬


‫يتفق الحال بين القصائد الصوفية و األناشيد اإلسالمية في كونهما شعرًا ملحونًا ‪.‬‬
‫لكن القصائد الصوفية تفارق األناشيد اإلسالمية من جهة البكاء و العويل ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ذكر ابن رجب السلفي هذه القيود‬ ‫وللتأكيد على الضوابط التي تراعي في األناشيد اإلسالمية‬
‫وقال ‪-:‬‬
‫‪ )1‬عدم استعمال اآلالت والمعازف المحرمة في النشيد‪.‬‬
‫‪ )2‬عدم اإلكثار منه وجعله ديون المسلم وكل ومنه وتضييع الواجبات والفرائض ألجله‪.‬‬
‫‪ )3‬أن ال يكون بصوت النساء‪.‬‬
‫‪ )4‬أن ال يشمل على كالم محرم أو فاحش‪.‬‬
‫‪ )5‬أن ال يشابه ألحان أهل الفسق والمجون‪.‬‬
‫‪ )6‬أن يخلو من المؤثرات الصوتية التي تنتج أصواتًا مثل أصوات المعازف‪.‬‬
‫‪ )7‬يراعي أن ال يكون ذا فن يطرب به السامع وفتنه كالذين يسمعون األغاني‪.‬‬

‫و اعَت َبَر ت اللجنُة الدائمُة لإلفتاُء األناشيَد بديًال شرعّيًا عن الغناء المحّر م ‪ ،‬إذ جاء في فتاواها‬
‫" يجوز لك أن تستعيض عن هذه األغاني بأناشيد إسالمية ‪ ،‬فيها من الِح َك م و المواعظ و‬
‫الِعَب ر ما يثير الحماس و الغيرة على الدين ‪ ،‬و يُهُّز العواطف اإلسالمية ‪ ،‬و ينفر من الشر و‬
‫دواعيه ‪ ،‬لَت بَع َث نفَس من ُينِش ُد ها ومن يسمُعها إلى طاعة هللا ‪ ،‬و ُتَن ِّفر من معصيته تعالى ‪،‬‬
‫و َت َع ِّد ي حدوده ‪ ،‬إلى االحتماِء بِحَم ى َش رِع ِه ‪ ،‬و الجهاِد في سبيله ‪.‬‬
‫لكن ال يتخذ من ذلك ِو ْر دًا لنفسه يلتزُمه ‪ ،‬و عادًة يستمر عليها ‪ ،‬بل يكون ذلك في الفينة بعد‬
‫الفينة ‪ ،‬عند و جود مناسباٍت و دواعَي تدعو إليه ‪ ،‬كاألعراس و األسفار للجهاد و نحوه ‪ ،‬و‬
‫عند فتور الهمم ‪ ،‬إلثارة النفس و النهوض بها إلى فعل الخير ‪ ،‬و عند نزوع النفس إلى‬
‫الشر و جموحها ‪ ،‬لردعها عنه وتـنفيرها منه ‪.‬‬
‫و خيٌر من ذلك أن يتخذ لنفسه حزبًا من القرآن يتلوه ‪ ،‬و ِو رد من األذكار النبوية الثابتة ‪،‬‬
‫ًا‬
‫فإن ذلك أزَك ى للنفس ‪ ،‬و أطهر ‪ ،‬و أقوى في شرح الصدر‪ ،‬و ُط مأنينة القلب ‪.‬‬
‫ِع ِم‬ ‫اْل ِد يِث ِك‬
‫َتاًبا ُمَتَشاِبًه ا َمَثاِنَي َتْقَش ُّر ْنُه ُجُلوُد‬ ‫قال تعالى ‪ { :‬الَّلُه َنَّزَل َأْحَسَن َح‬
‫ُلو ِإَلى ِذ ْك ِر الَّلِه َذِلَك ى الَّلِه‬ ‫ِل‬ ‫ِذ‬
‫ُهَد‬ ‫اَّل يَن َيْخَشْوَن َر َّبُهْم ُثَّم َت يُن ُجُلوُدُهْم َوُق ُبُهْم‬

‫‪www.saaid.net 1‬‬

‫‪68‬‬
‫ِذ‬ ‫ٍد ‪1‬‬ ‫ِم‬ ‫ِل‬ ‫ِد ِه‬
‫َيْه ي ِب َمْن َيَشاُء َوَمْن ُيْض ِل الَّلُه َفَما َلُه ْن َها } و قال سبحانه ‪ { :‬اَّل يَن‬
‫آَمُنوا َوَتْطَمِئُّن ُقُلوُبُهْم ِبِذ ْك ِر الَّلِه َأال ِبِذ ْك ِر الَّلِه َتْطَمِئُّن اْلُقُلوُب * اَّلِذ يَن آَمُنوا‬
‫‪2‬‬
‫َو َعِمُلوا الَّصاِلَحاِت ُطوَبى َلُهْم َوُحْسُن َمآٍب }‪.‬‬
‫و قد كان َديَد ن الصحابة و شأنهم رضي هللا عنهم العناية بالكتاب و السنة حفظًا و ِدراسًة و‬
‫عمًال ‪ ،‬و مع ذلك كانت لهم أناشيد و حداء يترنمون به في مثل حفِر الخندق ‪ ،‬و بناء‬
‫المساجد ‪ ،‬و في سيرهم إلى الجهاد ‪ ،‬و نحو ذلك من المناسبات ‪ ،‬دون أن يجعلوه شعارهم ‪،‬‬
‫و يعيروه جّل همهم و عنايتهم ‪ ،‬لكنه مما يروحون به عن أنفسهم ‪ ،‬و يهيجون به‬
‫‪3‬مشاعرهم ) " انظر النص الكامل لهذه الفتوى في كتاب ‪ :‬فتاوى إسالمية ألصحاب الفضيلة‬
‫العلماء ‪ ،‬جمع وترتيب محمد بن عبد العزيز المسند ‪. " 533 / 4 :‬‬

‫قال ابن باز‪:‬‬


‫" األناشيد إذا كانت سليمة ليس فيها إال الدعوة إلى الخير والتذكير بالخير وطاعة اهلل‬
‫ورسوله والدعوة إلى حماية األوطان من كيد األعداء واالستعداد لألعداء ‪ ،‬ونحو ذلك ‪،‬‬
‫فليس فيها شيء ‪ .‬أما إذا كان فيها غير ذلك من دعوة إلى المعاصي واختالط النساء‬
‫بالرجال أو تكشفهن عندهم أو أي فساد كان فال يجوز استماعها ‪".‬‬

‫الترجيح ‪:‬‬
‫بعد النظر في أدلة الطرفين أرى ان أدلة المبيحين لألناشيد اإلسالمية أقوى ‪ ،‬لذا أرجح‬
‫جواز األناشيد اإلسالمية بالضوابط السابقة‬

‫خاتمة المطاف‬
‫وبعد االنتهاء من هذا البحث الذي أدعو هللا أن يتقبله مني ويجعله في ميزان حسناتي يوم القيامه ‪،‬‬
‫قد وجدنا باألدلة الثابته حرمة اآلالت الموسيقية عدا الُدف وطبل الغزاه ‪.‬‬

‫وأتمنى من هللا عز وجل ‪:‬‬


‫‪ )1‬توعية الناس الى هذه المسأله الهامة التي عمت بها البلوى ‪ ،‬وذلك عن طريق عمل‬
‫كتيبات صغيره تنتشر بين الناس‪ ،‬حيث عدد كبير من المجتمع يجهل حرمتها وال يعلم‬
‫األحاديث الواردة فيها ‪ ،‬وأتمنى من د‪ .‬حسام الدين عفانه ان يتولى كتابة هذا الكتيب ‪.‬‬
‫‪ )2‬االهتمام الكبير بفئة الفتيات والشباب في مرحلة التعليم المدرسي ‪ ،‬حيث إن األمة لن‬
‫تنتصر إال بالشباب ‪ ،‬وتوعية هذه الفئه هام جدًا ‪ ،‬وذلك عن طريق عمل دروس خاصه‬
‫للمدارس وذهاب الشيوخ لهم في قاعات الدراسه‪.‬‬
‫‪ )3‬ايجاد البديل للناس وذلك بزيادة عدد األناشيد اإلسالمية وتنوعها ‪ ،‬التي يجهل عدد ال‬
‫بأس به بها‪.‬‬

‫‪ 1‬سورة الزمر‪ ،‬آية ‪23‬‬


‫‪ 2‬سورة الرعد آية ‪29 ، 28‬‬
‫‪www.ibnbaz.org.sa 3‬‬

‫‪69‬‬
‫‪ )4‬االهتمام الشديد بكلية الدعوه‪ ،‬وذلك بأن يعد كل طالب وطالبه فيها تقرير عن موضوع‬
‫الموسيقى والغناء‪ ،‬حيث إن كل فرد فيها سوف يكون مسؤول عند هللا عن كل عمل يؤديه‬
‫وكل كلمة ينطق بها فهو بمثابة قدوه للناس ‪.‬‬
‫قال تعالى } ‪ :‬واتقوا هللا ويعلمكم هللا { ] سورة البقره آيه ‪[282‬‬
‫وفي الختام من يبتعد عن سماع الموسيقى في هذا العصر المليء بهذه البلوى ينطبق‬
‫عليه قول الرسول – صلى هللا عليه وسلم –‪:‬‬
‫عن أنس بن مالك‪ 1‬قال ‪ :‬قال الرسول – صلى هللا عليه وسلم – ( يأتي على الناس زمان‬
‫‪2‬‬
‫الصابر على دينه ‪ ،‬كالقابض على الجمر )‪.‬‬
‫وصلى اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫سبقت ترجمته ص ‪35‬‬
‫‪2‬‬
‫أخرجه الترمذي برقم ‪2260‬‬
‫وذكره األلباني في سلسلة األحاديث الصحيحه برقم ‪. 957‬‬
‫انظر الترمذي ‪ ،‬أبو عيسى محمد ابن عيسى ‪ ،‬سنن الترمذي‪ ،‬جـ ‪ .456/ 4‬و األلباني محمد ناصر الدين سلسلة‬
‫األحاديث الصحيحه ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬المكتب اإلسالمي ‪ ،‬ط‪ 1405 ، 4‬هـ ‪ 1985 ،‬م ‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫فهرس اآليات القرآنية الواردة في البحث‬
‫فهرس األحاديث النبوية الواردة في البحث‬
‫فهرس اآلثار‬
‫فهرس األعالم الذين ورد ذكرهم في البحث‬
‫فهرس المصادر والمراجع‬
‫فهرس المحتويات‬

‫‪71‬‬
‫فهرس اآليات‬
‫الصف‬ ‫الرقم‬ ‫السورة‬ ‫اآلية‬
‫حة‬
‫‪78‬‬ ‫‪282‬‬ ‫البقرة‬ ‫} اتقوا هللا ويعلمكم هللا {‬
‫‪50‬‬ ‫‪29‬‬ ‫البقرة‬ ‫{هو الذي خلق لكم ما في األرض جميعًا}‬
‫‪3‬‬ ‫‪103‬‬ ‫آل عمران‬ ‫} يا أيها الذين آمنوا اتقوا اهلل حق تقاته وال تموتن إال‬
‫وأنتم مسلمون {‬
‫‪60‬‬ ‫‪31‬‬ ‫األعراف‬ ‫{يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا‬
‫وال تسرفوا إنه ال يحب المسرفين}‬
‫‪50‬‬ ‫‪157‬‬ ‫األعراف‬ ‫{ ويحل لهم الطيبات}‬
‫‪75‬‬ ‫‪29،28‬‬ ‫الرعد‬ ‫{ اَّلِذ ي آ وا ْط ِئُّن ُلو ِبِذ ْك ِر الَّلِه َأال ِبِذ ْك ِر الَّلِه‬
‫َن َمُن َوَت َم ُق ُبُهْم‬
‫ِت‬ ‫ِل‬ ‫ِم‬ ‫ِذ‬
‫َتْطَمِئُّن اْلُقُلوُب * اَّل يَن آَمُنوا َوَع ُلوا الَّصا َحا ُطوَبى َلُهْم‬
‫َوُحْسُن َمآٍب }‬
‫‪26‬‬ ‫‪64‬‬ ‫اإلسراء‬ ‫{ و استفزز من استطعت منهم بصوتك و اجلب عليهم‬
‫بخيلك و رجالك }‬
‫‪25‬‬ ‫‪6‬‬ ‫لقمان‬ ‫{ و من الناس من يشتري اللهو الحديث ليضل به عن سبيل‬
‫اهلل بغير علم و يتخذها هزوًا أولئك لهم عذاب مهين }‬
‫‪3‬‬ ‫‪70،71‬‬ ‫األحزاب‬ ‫} يا أيها الذين آمنوا اتقوا اهلل وقولوا قوًال سديدًا ‪ ،‬يصلح‬
‫لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع اهلل ورسوله‬
‫فقد فاز فوزًا عظيمًا {‬
‫ِع ِم‬ ‫ِد ِك‬
‫‪75‬‬ ‫‪23‬‬ ‫الزمر‬ ‫{ الَّلُه َنَّزَل َأْحَسَن اْلَح يِث َتاًبا ُمَتَشاِبًها َمَثاِنَي َتْقَش ُّر ْنُه‬
‫ُجُلوُد اَّلِذ يَن َيْخَشْوَن َر َّبُهْم ُثَّم َتِليُن ُجُلوُدُهْم َوُقُلوُبُهْم ِإَلى‬
‫ِل‬ ‫ِه ِد ِه‬ ‫ِه ِل‬ ‫ِذ‬
‫ْك ِر الَّل َذ َك ُهَدى الَّل َيْه ي ِب َمْن َيَشاُء َوَمْن ُيْض ِل الَّلُه‬
‫َف ا َل ِم اٍد‬
‫َم ُه ْن َه‬
‫‪67‬‬ ‫‪26‬‬ ‫فصلت‬ ‫{ وقال الذين كفروا ال تسمعوا لهذا القرآن وألغو فيه }‬
‫‪51‬‬ ‫‪36‬‬ ‫محمد‬ ‫{إنما الحياة الدنيا لعب ولهو }‬
‫‪26‬‬ ‫‪6‬‬ ‫الجمعة‬ ‫{ و استفزز من استطعت منهم بصوتك و اجلب عليهم‬
‫بخيلك و رجالك }‬
‫‪27‬‬ ‫‪11‬‬ ‫الجمعة‬ ‫} و إذا رأوا تجارة أو لهوًا انفضوا إليها {‬
‫‪51‬‬ ‫‪8‬‬ ‫العاديات‬ ‫{وإنه لحب الخير لشديد}‬

‫فهرس األحاديث‬

‫‪72‬‬
‫الصفح‬ ‫الحديث‬
‫ة‬
‫‪33‬‬ ‫( استماع المالهي معصية‪ ،‬والجلوس عليها فسق ‪ ،‬و التلذذ بها كفر )‬
‫‪33‬‬
‫( إذا اتخذ الفيء دوًال ‪ ،‬و األمانة مغنمًا)‬
‫‪32‬‬ ‫( إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة حل بها البالء )‬
‫‪40‬‬ ‫(أعلنوا النكاح واجعلوه في المساجد واضربوا عليه بالدفوف)‬
‫‪35‬‬ ‫(اهلل يعلم اني الحبكن)‬
‫‪36‬‬ ‫( ان كنت فعلت فافعلي وان كنت لم تفعلي‪ ،‬فال تفعلي )‬
‫‪45‬‬ ‫(إن اهلل عز وجل َح ّر م الخمر والميسر والكوبه والغبيراء وكل مسكر حرام)‬
‫‪45‬‬ ‫(إن اهلل حرم الخمر والميسر و الكوبة ‪ ،‬وهو الطبل ‪ ،‬وقال‪ :‬كل مسكر حرام )‬
‫‪63‬‬ ‫( ان اهلل عز وجل أنزل الداء والدواء ‪ ،‬وجعل لكل داء دواء ‪ ،‬فتدووا وال تداووا‬
‫بحرام )‬
‫‪62‬‬ ‫( انه ليس بدواء ولكنه داء)‬
‫‪69‬‬ ‫فاغفر لألنصار والمهاجره )‬ ‫( اللهم إن العيش عيش اآلخرة‬
‫‪34‬‬ ‫(دعهما) حديث ‪،‬عائشة وغناء الجاريتين‬
‫‪35‬‬ ‫(دعي وقولي بالذي كنت تقولين)‬
‫‪39‬‬ ‫( فصل ما بين الحرام والحالل الدف والصوت)‬
‫‪32‬‬ ‫( في هذه األمة خسف و مسخ و قذف )‬
‫‪52‬‬ ‫(لقد أوتيت مزمارًا من مزامير آل داوود)‬
‫‪28‬‬ ‫( ليكونن من أمتي أقوام‪ ،‬يستحلون الحر و الحرير و الخمر و المعازف )‬
‫‪34‬‬ ‫(يا أبا بكر‪ ،‬إن لكل قوم عيدًا وهذا عيدنا)‬
‫‪78‬‬ ‫( يأتي على الناس زمان الصابر على دينه ‪ ،‬كالقابض على الجمر )‬

‫‪73‬‬
‫فهرس اآلثار‬

‫الصفح‬ ‫األثر‬
‫ة‬
‫‪39‬‬ ‫ما كان شيء على عهد الرسول اهلل‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‪-‬إال وقد رايته إال شيء‬
‫واحد‪ ،‬فإن رسول اهلل ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‪-‬كان يقلس له يوم الفطر‬
‫‪41‬‬ ‫سمع ابن عمر مزمارًا‪ ،‬قال‪ :‬فوضع إصبعيه على أذنيه ونأى عن الطريق‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫يا نافع هل تسمع شيئًا؟ قال‪ :‬فقلت‪ :‬ال‪ ،‬قال‪ :‬فرفع إصبعيه من أذنيه‪ ،‬وقال‪" :‬كنت‬
‫مع النبي – صلى اهلل عليه وسلم – فسمع مثل هذا فصنع مثل هذا "‬
‫‪63‬‬ ‫كان ابن عمراذا دعا طبيبًا يعالج بعض أهله اشترط ان ال يداوي بشيء مما حرم‬
‫اهلل عز وجل‬

‫‪74‬‬
‫فهرس األعالم‬

‫الصفحة‬ ‫الَع لم‬


‫‪17‬‬ ‫ابن تيميه‬
‫‪24‬‬ ‫ابن حزم‬
‫‪15‬‬ ‫ابن العربي‬
‫‪18‬‬ ‫ابن القيسراني‬
‫‪18‬‬ ‫أبو حامد الغزالي‬
‫‪28‬‬ ‫أبو عامر األشعري‬
‫‪33‬‬ ‫أبو هريرة‬
‫‪63‬‬ ‫أبي الدرداء‬
‫‪35‬‬ ‫أنس بن مالك‬
‫‪51‬‬ ‫جابر بن عبد هللا بن عمر‬
‫‪25‬‬ ‫الحسن البصري‬
‫‪35‬‬ ‫الربيع بنت معوذ‬
‫‪12‬‬ ‫السرخسي‬
‫‪71‬‬ ‫سلمه بن عمرو بن األكوع‬
‫‪34‬‬ ‫عائشة بنت أبي بكر‬
‫‪27‬‬ ‫عبد هللا بن عباس‬
‫‪36‬‬ ‫عبد هللا بن بريدة‬
‫‪13‬‬ ‫عبد هللا بن عمر‬
‫‪45‬‬ ‫عبد هللا بن عمرو‬
‫‪28‬‬ ‫عبد الرحمن بن غنم‬
‫‪32‬‬ ‫عمران بن حصين‬
‫‪39‬‬ ‫قيس بن سعد‬
‫‪28‬‬ ‫كعب بن عاصم األشعري ( أبو مالك)‬
‫‪25‬‬ ‫مجاهد بن جبر‬
‫‪39‬‬ ‫محمد بن حاطب الجمحي‬
‫‪41‬‬ ‫نافع مولى بن عمر‬
‫‪11‬‬ ‫يعقوب بن إبراهيم (أبو يوسف )‬

‫‪75‬‬
‫فهرس المصادر والمراجع‬

‫‪.1‬األلباني ‪ ،‬محمد ناصر الدين ‪ ،‬تحريم آالت الطرب ‪1420 ،‬هـ – ‪ 1999‬م‪.‬‬
‫‪.2‬األلباني‪ ،‬محمد ناصر الدين‪ ،‬صحيح سنن ابن ماجه‪ ،‬ابو عبد اهلل محمد بن يزيد القزويني‪،‬‬
‫الرياض‪ ،‬مكتبة المعارف‪ ،‬ط ‪1417 ،1‬هـ‪1997-‬م‪.‬‬
‫‪ 3‬األلباني محمد ناصر الدين سلسلة األحاديث الصحيحه ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬المكتب اإلسالمي ‪ ،‬ط‬
‫‪ 1405 ، 4‬هـ ‪ 1985 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .4‬آبادي‪ ،‬للعالمة أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم‪ ،‬عون المعبود شرح سنن أبي داود‪،‬‬
‫مع شرح الحافظ شمس الدين ابن قيم الجوزيه ‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬طـ‪1410 ،1‬هـ‪-‬‬
‫‪1990‬م‪.‬‬
‫‪ .5‬إبراهيم أنيس ‪ ،‬عطيــة الصــوالحي عبــد الحليم منتصــر ‪ ،‬محمــد خلــف اهلل أحمــد ‪ ،‬الوسيط ‪،‬‬
‫طـ ‪. 3‬‬
‫‪ .6‬ابن األثير اإلمام عز الدين أبي الحسن علي بن محمد الجزري ‪ ،‬أسد الغابه في معرفة‬
‫الصحابه ‪ ،‬تحقيق الشيخ خليل مأمون شيحا ‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار المعرفة‪.‬‬
‫‪ .7‬ابن باز‪ ،‬عبد العزيز‪ ،‬فتاوى وتنبيهات ونصائح‪ ،523-521 ،‬مكتبة السنة‪ ،‬طـ ‪1409 ،1‬هـ‬
‫‪1989 -‬م‪.‬‬
‫‪ .8‬ابن حجر العسقالني‪ ،‬تقريب التهذيب‪ ،‬أحمد بن علي ‪،‬المتوفى سنة ‪852‬هـ‪ ،‬دراسة وتحقيق‬
‫مصطفى عبد القادر عطا‪ ،‬طبعه مقابله على نسخة بخط المؤلف وعلى تهذيب التهذيب وتهذيب‬
‫الكمال ‪ ،‬بيروت –دار الكتب العلميه‪ ،‬الطبعه األولى‪1413 ،‬هـ‪1993-‬م‪.‬‬
‫‪ .9‬ابن حجــر العســقالني‪ ،‬أحمــد بن علي ‪ ،‬فتح الباري بش‪6‬رح ص‪6‬حيح البخ‪6‬اري ‪ ،‬طبعــة جديــدة‬
‫منقحة و مصححة و مضبوطة عن الطبعة التي حقق أصلها الشيخ عبد العزيــز بن بــاز ‪ ،‬محمــد‬
‫فؤاد عبد الباقي ‪ ،‬دار مصر ‪ ،‬ط ‪ 1421 ، 1‬هـ –‪ 2001‬م‪.‬‬
‫‪ .10‬ابن حجر العسقالني‪ ،‬احمد بن علي‪ ،‬تحرير تقريب التهذيب‪ ،‬تأليف د‪ .‬بشار عواد‬
‫معروف‪ ،‬شعيب االرناؤوط ‪ ،‬بيروت‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬ط ‪1417 ،1‬هـ‪1997-‬م‪.‬‬
‫‪ .11‬ابن حجر العسقالني ‪ ،‬أحمد بن علي ‪ ،‬اإلصابة في تمييز الصحابة‪ ،‬حقـق أصــولة وضــبط‬
‫أعالمة ووضع فهارسة علي محمد البجــاوي ‪ ،‬بــيروت ‪ ،‬دار الجيــل‪ ،‬طـ ‪1412 ،1‬هـ ‪1992 -‬‬
‫م‪.‬‬
‫‪ .12‬ابن حزم ‪ ،‬أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد األندلسي ‪ ،‬المحلى باآلثار ‪ ،‬تحقيق ل‪.‬عبد‬
‫الغفار سليمان البنداري ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬دار الكتب العلمية‬

‫‪76‬‬
‫‪.13‬ابن القيسراني ‪،‬السماع‪ ،‬تحقيق ابو الوفا المراغي‪1415 ،‬هـ ‪1994 -‬م‬
‫‪ .14‬ابن العربي ‪ ،‬أبو بكر محمد عبد اهلل ‪ ،‬أحكام القرآن ‪ ،‬تحقيق علي البجاوي ‪ ،‬بيروت ‪،‬‬
‫دار الجيل ‪ 1407،‬هـ –‪ 1987‬م‪.‬‬
‫‪ .15‬ابن كثير‪ ،‬عماد الدين أبي الفداء ‪ ،‬اسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي‪ ،‬تفسير القرآن‬
‫العظيم ‪ ،‬خرج أحاديثة محمود بن الجميل‪ ،‬وليد بن محمد بن سالمة ‪ ،‬خالد بن محمد بن‬
‫عثمان‪ ،‬مكتبة الصفا‪ ،‬طـ ‪ 1423 ،1‬هـ ‪ 2002 -‬م‪.‬‬
‫‪ .16‬ابن منظور‪ ،‬أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم األفريقي المصري‪ ،‬لسان العرب‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬الطبعة األولى‪1410،‬هـ –‪1990‬م‪.‬‬
‫‪ .17‬ابن ماجه‪ ،‬ابو عبد اهلل محمد بن يزيد القزويني‪ ،‬سنن ابن ماجه‪ ،‬حققه واخرج احاديثه‬
‫وعلق عليه د‪ .‬بشار عواد معروف‪.‬‬
‫‪.18‬ابن قيم الجوزية ‪ ،‬شمس الدين أبو عبد اهلل محمد بن أبي بكر الزرعي الدمشقي‪،‬كشف‬
‫الغطاء عن حكم سماع الغناء‪ ،‬تحقيق ربيع بن أحمد خلف‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الجيل طـ ‪1،1412‬هـ‬
‫‪1992 -‬م‪.‬‬
‫‪ .19‬ابو داود‪ ،‬سليمان بن األشعث السجستاني‪ ،‬سنن أبي داود‪ ،‬دار ابن حزم‪ ،‬ط ‪1418 ،1‬هـ‬
‫‪ 1997 -‬م‪.‬‬
‫‪ .20‬احمد بن حنبل‪ ،‬مسند االمام أحمد بن حنبل‪ ،‬اشراف د‪ .‬عبد اهلل بن عبد المحسن‬
‫التركي‪ ،‬ط ‪1421 ، 1‬هـ‪2001 -‬م‪.‬‬
‫‪ .21‬أحمد القضاه‪ ،‬الشريعة اإلسالمية والفنون ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬دار الجيل ‪ ،‬عّم ان ‪ ،‬دار عمار ‪،‬‬
‫ط ‪ 1408 ، 1‬هـ –‪ 1988‬م‬
‫‪ .22‬بني قدامة ‪ ،‬موفق الدين وشمس الدين ‪ ،‬المغني والشرح الكبير على متن المقنع في فقة‬
‫اإلمام أحمد بن حنبل‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الفكر‪1414 ،‬هـ ‪.1994 -‬‬
‫‪ .23‬البهوتي ‪ ،‬منصور بن يونس بن ادريس ‪ ،‬كشاف القناع عن متن اإلقناع‪ ،‬راجعه وعلق‬
‫عليه هالل مصيلحي مصطفى هالل‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الفكر‪ 1402 ،‬هـ ‪ 1982 -‬م‪.‬‬
‫‪ .24‬البيهقي ‪ ،‬ابو بكر احمد بن الحسين بن علي‪ ،‬السنن الكبرى‪ ،‬تحقيق محمد عبد القادر‬
‫عطا‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط ‪1414 ، 1‬هـ‪1994 -‬م‬
‫‪ .25‬التبريزي‪ ،‬محمد بن عبد اهلل الخطيب ‪ ،‬مشكاة المصابيح‪ ،‬تحقيق وتعليق سعيد محمد‬
‫اللحام‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬ط ‪1411 ،1‬هـ‪1991-‬م‪.‬‬
‫‪ .26‬الترمذي ‪،‬أبو عيسى‪ ،‬محمد بن عيسى‪ ،‬الجامع الصحيح وهو سنن الترمذي‪ ،‬تحقيق‬
‫كمال يوسف الحوت ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬دار الكتب العلمية‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫‪ .27‬تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم‪ ،‬مجموعة فتاوي ابن تيمية‪ ،‬جمع وترتيب‪:‬‬
‫عبد الرحمن بن محمد بن قاسم النجدي‪.‬‬
‫‪ .28‬حاّج ي خليفه ‪ ،‬مصطفى بن عبد اهلل القسطنطي الرومي الحنفي الشهير بالمال كاتب‬
‫الحلبي عاش بين ‪ 1017‬هـ – ‪ 1067‬م ‪،‬كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون‪ ،‬هداية‬
‫العارفين في أسماء المؤلفين وأثار المصنفين من كشف الظنون ‪ ،‬مؤلفه اسماعيل باشا البغدادي‬
‫‪ ،‬بيروت – دار الفكر‪ ،1410‬هـ – ‪1990‬م‪.‬‬
‫‪ .29‬د‪.‬حسام الدين بن موسى عفانة ‪ ،‬يسألونك ‪1422 ،‬هـ ‪2001 -‬م‪.‬‬
‫‪ .30‬الدردير‪ ،‬ابو البركات احمد بن محمد بن احمد‪ ،‬الشرح الصغير على أقرب المسالك إلى‬
‫مذهب اإلمام مالك‪،‬وبالهامش حاشية احمد بن محمد الصاوي المالكي‪ ،‬خرج أحاديثه وفهرسة‬
‫د‪ .‬مصطفى كمال وصفي‪ ،‬دار المعارف‪.‬‬
‫‪ .31‬الداوودي ‪،‬طبقات المفسرين ‪،‬شمس الدين محمد بن علي بن أحمد ‪ ،‬بيروت‪ -‬دار الكتب‬
‫العلمية‪.‬‬
‫‪ .32‬الذهبي‪ ،‬شمس محمد بن احمد بن عثمان‪ ،‬سير إعالم النبالء‪ ،‬حققه وخرج احاديثه وعلّق‬
‫عليه شعيب االناؤوط‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬ط ‪1410 ،7‬هـ‪ 1990 -‬م‬
‫‪ .33‬الرازي‪ ،‬أبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس التميمي الحنظلي‬
‫المتوفى سنة ‪ 327‬هـ ‪ ،‬الجرح والتعديل‪ ،‬تحقيق مصطفى عبد القادر عطا ‪ ،‬بيروت ‪،‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬الطبعه األولى‪ 1422 ،‬هـ –‪2002‬م‬
‫‪ .34‬الرازي‪ ،‬محمد الرازي فخر الدين ‪ ،‬تفسير الفخر الرازي المشتهر بالتفسير الكبير‬
‫ومفاتح الغيب ‪ ،‬قدم له خليل محيي الدين الميس‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الفكر‪ 1415 ،‬هـ ‪1995 -‬م‪.‬‬
‫‪.35‬الساعاتي‪ ،‬احمد عبد الرحمن البنا‪ ،‬الفتح الرباني لترتيب حسن االمام احمد بن حنبل‪ ،‬مع‬
‫مختصر بشرحه بلوغ المرام من اسرار الفتح الرباني‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار احياء التراث العربي‪.‬‬
‫‪.36‬السرخسي ‪ ،‬شمس الدين ‪ ،‬المبسوط ‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار المعرفة‪ 1409 ،‬هـ ‪ 1989 -‬م‪.‬‬
‫‪ .37‬الشوكاني‪ ،‬محمد بن علي بن محمد ‪ ،‬نيل األوطار بشرح منتقى األخيار ‪ ،‬خرج أحاديثه‬
‫و علق عليه خليل مأمون شيحا ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬دار المعرفة ‪ ،‬ط‪ 1419 ، 1‬هـ – ‪ 1998‬م‪.‬‬
‫‪ .38‬الشيرازي ‪ ،‬ابو اسحاق ابراهيم بن علي بن يوسف الفيروز ابادي‪ ،‬المهذب في فقه‬
‫اإلمام الشافعي‪ ،‬وبذيل صحائفه النظم المستعذب في الشرح غريب المهذب لمحمد بن احمد بن‬
‫محمد بطال‪ ،‬ضبطه ووضع حواشيه زكريا عميرات‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط ‪، 1‬‬
‫‪1416‬هـ – ‪.1995‬‬

‫‪78‬‬
‫‪ .39‬الطبري ‪ ،‬محمد بن جرب بن يزيد بن خالد ‪ ،‬جامع البيان تأويل آي القرآن ‪،‬قدم له‬
‫الشيخ خليل الميسر‪ ،‬ضبط وتوثيق وتخريج صدقي جميل العطار‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الفكر ‪141 ،‬‬
‫‪5‬هـ –‪1995‬م ‪.‬‬
‫‪ .40‬الطرطوشي ‪ ،‬أبو بكر محمد بن الوليد‪ ،‬رسالة في تحريم الجبن الرومي وكتاب تحريم‬
‫الغناء والسماع‪ ،‬حققها وقدم لهما ووضع فهارسهما عبد المجيد تركي‪ ،‬ط ‪1218 ، 1‬هـ ‪-‬‬
‫‪ 1997‬م‪.‬‬
‫‪ .41‬العيني ‪ ،‬بدر الدين محمد محمود بن احمد ‪ ،‬عمدة القاري شرح صحيح البخاري ‪،‬‬
‫ضبطه و صححه عبد اهلل محمد محمد عمر‪ ،‬بيروت ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬ط ‪ 1421 ، 1‬هـ‬
‫– ‪ 2001‬م‬
‫‪ .42‬الغزالي‪ ،‬أبو حامد محمد بن محمد بن محمد ‪ ،‬الوسيط في المذهب‪ ،‬حققه وعلق عليه‬
‫احمد محمود إبراهيم‪ ،‬ومحمد محمد تامر‪ ، ،‬طـ ‪ ،1‬دار السالم‪ 1417 ،‬هـ ‪ 1997 -‬م‪.‬‬
‫‪ .43‬الغزالي‪ ،‬أبو حامد بن محمد ‪ ،‬إحياء علوم الدين ‪ ،‬و بذيله كتاب المغني عن حمل‬
‫األسفار في األسفار في تخريج ما في اإلحياء من األخبار لإلمام زين الدين أبي الفضل عبد‬
‫الرحيم بن الحسين العراقي ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬ط ‪1423 ، 1‬هـ‪ 2002-‬م‪.‬‬
‫‪ .44‬د‪ .‬فؤاد زكريا ‪ ،‬التعبير الموسيقي ‪ ،‬مكتبة مصر ‪،‬ط ‪. 1956 ، 1‬‬
‫‪ .45‬الفيروز آبادي ‪ ،‬مجد الدين محمد بن يعقوب‪ ،‬القاموس المحيط‪ ،‬ضبط وتوثيق يوسف‬
‫الشيخ محمد البقلعي‪ ،‬اشراف مكتب البحوث والدراسات ‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الفكر‪1415 ،‬هـ ‪-‬‬
‫‪1995‬م‪.‬‬
‫‪ .46‬قسطندي رزق ‪،‬الموسيقى الشرقية والغناء العربي ‪ ،‬القاهرة ‪،‬مكتبة مدبولي‪2000 ،‬م ‪.‬‬
‫‪.47‬القرطبي ‪ ،‬أبو عبد اهلل محمد بن أحمد األنصاري ‪ ،‬الجامع ألحكام القرآن ‪ ،‬راحعه و‬
‫ضبطه و علق عليه د ‪.‬محمد إبراهيم الحفناوي ‪ ،‬خرج أحاديثه د ‪ .‬محمود حامد عثمان ‪،‬‬
‫القاهرة ‪ ،‬دار الحديث‪ 1423 ،‬هـ ـ ‪ 2002‬م ‪.‬‬
‫‪ .48‬القسطالني‪ ،‬شهاب الدين ابي العباس احمد بن محمد الشافعي‪ ،‬ارشاد الساري‪ ،‬ضبطه‬
‫وصححه محمد عبد العزيز الخالدي‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط ‪1416 ،1‬هـ ‪-‬‬
‫‪ 1996‬م‪.‬‬
‫‪ .49‬كامل محمد محمد عويضة‪ ،‬الحسن البصري إمام أهل البصرة‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪،‬طـ‪ 1415 ،1‬هـ – ‪1995‬م ‪.‬‬
‫‪ .50‬المباركفوري‪ ،‬ابو العال محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم‪ ،‬تحفة االحوذي بشرح جامع‬
‫الترمذي‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الكتب العالمية‪ ،‬ط ‪ 1422 ،1‬هـ‪2001-‬م‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫‪ .51‬محيي الدين أبي محمد عبد القادر بن محمد بن محمد بن نصر اهلل بن سالم بن أبي الوفاء‬
‫القرشي الحنفي المتوفى سنة ‪ 775‬هـ ‪ ،‬الجواهر المضيئه في طبقات الحنفيه ‪ ،‬تحقيق الدكتور‬
‫عبد الفتاح محمد الحلو ‪ ،‬مؤسسة الرساله ‪ ،‬الطبعه الثانيه ‪1413 ،‬هـ –‪ 1993‬م‪.‬‬
‫‪ .52‬المرداوي‪ ،‬علي بن سليمان ابو الحسن ‪،‬اإلنصاف في معرفة الراجح من الخالف على‬
‫مذهب اإلمام أحمد بن حنبل‪ ،‬صححة وحققه محمد حامد الفقي‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار إحياء التراث‬
‫العربي‪ ،‬طـ ‪.1‬‬
‫‪ .53‬المّز ي ‪،‬جمال الدين أبو الحجاج يوسف‪ ،‬المتوفى سنة ‪742‬هـ ‪ ،‬تهذيب الكمال‬
‫الرجال ‪،‬وبهامشه نيل الوطر من تهذيب التهذيب للحافظ ابن حجر‪،‬ومستدرك عليه اإلكمال في‬
‫ذكر من في أسماء له روايه في مسند اإلمام أحمد من الرجال سوى من ذكر في تهذيب الكمال‬
‫لأبي المحاسن شمس الدين محمد بن علي الحسيني‪ ،‬راجعه وقدم له الدكتور سهيل زكار وحققه‬
‫الشيخ أحمد علي عبيد وحسن أحمد آغا‪ ،‬دار الفكر ‪1414‬هـ‪1994-‬م‪.‬‬
‫‪ .54‬الموصلي‪ ،‬عبد اهلل بن محمود بن مودود ‪،‬االختيار لتعليل المختار‪ ،‬خرج احاديثه‬
‫وضبطه وعلق عليه الشيخ خالد عبد الرحمن العك‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬ط ‪1419 ،1‬هـ ‪-‬‬
‫‪1998‬م‪.‬‬
‫‪ .55‬محمد عمارة‪ .‬اإلسالم والفنون الجميلة‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬ط ‪1410 ،1‬هـ ‪1991 -‬م‪.‬‬
‫‪ .56‬النووي ‪ ،‬يحيى بن شرف‪ ،‬صحيح مسلم شرح النووي ‪ ،‬ضبط نص الصحيح ورقمت‬
‫كتبه وأبوابة وأحاديثة على الطبعة التي حققها محمد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪،‬طـ ‪1،1421‬هـ ‪2000 -‬م‪.‬‬
‫‪ .57‬نعيم السعدي‪ ،‬أحمد العداربة‪ ،‬اآلالت الموسيقية التقليدية الفلسطينية‪ ،‬أضواء للتصميم و‬
‫اإلنتاج الفني‪ ،‬ط ‪ 2000 ،1‬م‪.‬‬
‫‪ .58‬هوجوال بختنتريت ‪ ،‬الموسيقى والحضارة‪ ،‬ترجمة د‪.‬أحمد حمدي محمود ‪ ،‬مراجعة د‪.‬‬
‫حسين فوزي‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب ‪1998 ،‬م ‪.‬‬
‫‪.59‬الهيثمي‪،‬ابو العباس احمد بن محمد بن علي المكي‪ ،‬كف الرعاع عن محرمات اللهو‬
‫والسماع ‪ ،‬تحقيق عبد القادر عطا ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬طـ ‪ 1406 ، 1‬هـ ‪-‬‬
‫‪1986‬م‪.‬‬
‫‪ .60‬الهيثمي‪،‬ابن حجر المكي‪ ،‬الزواجر عن اقتراف الكبائر‪ ،‬تحقيق محمد محمود عبد العزيز‬
‫‪ ،‬سيد إبراهيم صادق ‪ ،‬جمال ثابت‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار الحديث‪ ،‬طـ ‪1407 ، 2‬هـ ‪ 1996 -‬م ‪.‬‬
‫‪ .61‬يوسف القرضاوي‪ ،‬فقه الغناء و الموسيقى في ضوء القرآن و السنة ‪ ،‬القاهرة ‪،‬‬
‫مكتبة وهبة ‪ ،‬ط ‪ 1422 ،1‬هـ ‪ 2001‬م ‪.‬‬
‫‪ .62‬يوسف القرضاوي ‪ ،‬اإلسالم والفن‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬ط ‪1421 ، 1‬هـ‪ 2000 -‬م‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫‪ .63‬وئام عدنان أحمد وتد ‪،‬الوافي‪ ،‬إشراف الدكتور مأمون الرفاعي‪ ،‬طـ‪1421 ،1‬هـ‪-‬‬
‫‪2000‬م‪.‬‬
‫‪ CD .64‬الفقه اإلسالمي وأدلته‪.‬‬
‫‪www.ibnbaz.org.sa .65‬‬
‫‪www.islam-online.net .66‬‬
‫‪www.saaid.net .67‬‬

‫‪81‬‬
‫فهرس الموضوعات‬

‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫‪2‬‬ ‫شكر‬
‫‪3-5‬‬ ‫المقدمة‬
‫المبحث األول ‪ :‬تعريف الموسيقى وطبيعتها عند الغرب ونشأتها وآالتها‪ .‬المطلب‬
‫األول ‪ :‬تعريف الموسيقى وطبيعتها عند الغرب ونشأتها‪.‬‬
‫تعريف الموسيقى‬
‫‪6‬‬ ‫طبيعة الفن الموسيقي عند الغرب‬
‫‪6-7‬‬ ‫أصل الموسيقى نشأتها‬
‫‪8‬‬

‫‪9-10‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬اآلالت الموسيقية‬


‫المبحث الثاني ‪ :‬مباحث العلماء في اآلالت الموسيقيه‬
‫‪11-12‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬المذهب الحنفي‬
‫‪13-15‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬المذهب المالكي‬
‫‪16-18‬‬ ‫المطلب الثالث ‪ :‬المذهب الحنبلي‬
‫‪18-23‬‬ ‫المطلب الرابع ‪ :‬المذهب الشافعي‬
‫‪24‬‬ ‫المطلب الخامس ‪ :‬مذهب ابن حزم‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬أدلة المحرمين والمبيحين لآلالت الموسيقية ومناقشتها‪ .‬المطلب‬
‫األول ‪ :‬أدلة المحرمين لآلالت الموسيقية ومناقشتها‬
‫استدلوا بـ ‪.1‬القرآن الكريم‬
‫‪25-27‬‬ ‫‪ .2‬بالسنة النبوية‪ :‬أ ‪ .‬أحاديث المعازف‬
‫‪28-33‬‬ ‫ب‪ .‬أحاديث الدف‪.‬‬
‫جـ‪ .‬أحاديث المزامير‬
‫‪34-40‬‬
‫ء ‪ .‬أحاديث الكوبة‬
‫‪41-44‬‬ ‫‪ .3‬قاعدة سد الذرائع‬
‫‪45-46‬‬ ‫‪ .4‬االحتياط واتقاء الشبهات‬

‫‪47‬‬
‫‪48-49‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أدلة المبيحين لآلالت الموسيقية ومناقشتها‬
‫‪50‬‬ ‫استدلوا بـ ‪ .1 :‬األصل في األشياء اإلباحة‬
‫‪.2‬القرآن الكريم‬
‫‪50-52‬‬ ‫‪.3‬األحاديث النبوية‬
‫‪52-56‬‬ ‫‪.4‬الرجوع إلى مقاصد الشريعة‬

‫‪82‬‬
‫‪57-59‬‬ ‫‪.5‬قيود وضوابط‬
‫الترجيح‬
‫‪59-61‬‬
‫‪61‬‬
‫المبحث الرابع ‪ :‬حكم التداوي بالموسيقى وحكم األناشيد اإلسالمية ‪.‬‬
‫‪62-64‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬حكم التداوي بالموسيقى‪.‬‬
‫الترجيح‬
‫‪64‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬حكم األناشيد اإلسالمية‬
‫‪66-68‬‬ ‫أدلة المحرمين لألناشيد اإلسالمية‪.‬‬
‫أدلة المبيحين لألناشيد اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ .1‬األصل في المسألة‬
‫‪69-72‬‬ ‫‪ .2‬المصالح والمفاسد في األناشيد اإلسالمية‬
‫‪ .3‬المفارقة بين القصائد واألناشيد اإلسالمية‬
‫‪73‬‬
‫فتوى اللجنة الدائمة لإلفتاء وقول ابن باز في المسألة‬
‫‪73-74‬‬ ‫الترجيح‬
‫‪74-75‬‬
‫‪75‬‬
‫‪77‬‬ ‫خاتمة المطاف‬
‫‪79‬‬ ‫فهرس اآليات‬
‫‪80‬‬ ‫فهرس األحاديث‬
‫‪81‬‬ ‫فهرس اآلثار‬
‫‪81-82‬‬ ‫فهرس األعالم‬
‫‪83-88‬‬ ‫فهرس المصادر والمراجع‬
‫‪89-90‬‬ ‫فهرس الموضوعات‬

‫‪83‬‬

You might also like