You are on page 1of 6

‫فى املواجهة‬

‫صالح عبد الصبور‬


‫الشاعـ ـ ـ ـ ـ ــر العابـ ـ ــر لألجي ـ ـ ـ ـ ـ ــال‬
‫ﺻﻼﺡ ﻋﺒﺪﺍﻟﺼﺒﻮﺭ‪ :‬ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻌﺎﺑﺮ ﻟﻸﺟﻴﺎﻝ‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ‪:‬‬
‫ﺃﺩﺏ ﻭﻧﻘﺪ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ‪:‬‬
‫عيد عبداحلليم‬
‫ﺣﺰﺏ ﺍﻟﺘﺠﻤﻊ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﺘﻘﺪﻣﻲ ﺍﻟﻮﺣﺪﻭﻱ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ‪:‬‬
‫ﻋﺒﺪﺍﻟﺤﻠﻴﻢ‪ ،‬ﻋﻴﺪ‬ ‫ﺍﻟﻤؤﻟﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ‪:‬‬
‫متثل جتربة الشاعر الراحل صالح عبد الصبور واحدة من أهم التجارب‬
‫ﻉ‪402‬‬
‫العربي خالل القرن العشرين‪ ،‬فهو أحد املجددين الكبار‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ‪/‬ﺍﻟﻌﺪﺩ‪:‬فى العالم‬
‫الشعرية‬
‫الشعري‪ ،‬مع نازك املالئكة وبدر شاكر السياب وأحمد عبد‬‫ﻣﺤﻜﻤﺔ‪:‬بنية اخلطاب ﻻ‬
‫يف‬
‫‪2021‬‬ ‫حجازي‪.‬‬ ‫املعطي‬
‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ‪:‬‬

‫وحين أسمعته قصيدة من ديواني "ظل‬ ‫ﺳﺒﺘﻤﺒﺮبالدي" أول‬


‫ﺍﻟﺸﻬﺮ‪:‬ديوانه األول "الناس في‬ ‫كان‬
‫العائلة" قال لي‪ :‬لماذا ال تكتب مسرحيات‬ ‫الحر(شعر‪ 5‬التفعيلة) في‬
‫‪-8‬‬ ‫من الشعر‬ ‫ديوان‬
‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ‪:‬‬
‫شعرية مثل صالح عبد الصبور؟ فعندك‬ ‫‪1167879‬‬ ‫عام ‪.1957‬‬ ‫‪:MD‬‬ ‫ﺭﻗﻢمصر‬
‫دراما داخل القصيدة؟‬ ‫ويعد عبد الصبور من أكثر الشعراء تأثيرا‬
‫ﺑﺤﻮﺙ ﻭﻣﻘﺎﻻﺕ‬ ‫ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ‪:‬‬
‫كانت هذه الجملة بمثابة الحافز لي‪ ،‬وبدأت‬ ‫على األجيال الالحقة له‪ ،‬بما تتميز به لغته‬
‫بكتابة أول مسرحية شعرية لي وهي مسرحية‬ ‫ومحاورة – متعددة‬
‫الشعرية من عمق فلسفي‪Arabic‬‬ ‫ﺍﻟﻠﻐﺔ‪:‬‬
‫"الجرافة"‪ ،‬وكانت المفاجأة بأنني حصلت‬ ‫التراث‪AraBase .‬‬ ‫الداللة‪ -‬مع‬
‫ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪:‬‬ ‫ﻗﻮﺍﻋﺪ‬
‫بها على "جائزة توفيق الحكيم" من المركز‬
‫ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻷﺩﺑﻲ‪ ،‬ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ‬ ‫ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ‪:‬‬
‫القومي للمسرح ‪ ،‬وكانت لجنة التحكيم‬ ‫كما قدم"عبد الصبور" تجربة مهمة في‬
‫ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻠﻴﺔ‪ ،‬ﻋﺒﺪﺍﻟﺼﺒﻮﺭ‪ ،‬ﺻﻼﺡ‪ ،‬ﺕ‪ 1981 .‬ﻡ‪.‬‬
‫برئاسة الناقدة الراحلة د‪.‬نهاد صليحة‪.‬‬ ‫المسرح الشعري‪ ،‬بل إن تجربته تعد هي‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/1167879‬‬
‫كل ذلك حفزني على كتابة أربع مسرحيات‬ ‫األهم في العالم العربي في هذا المجال‪ ،‬بما‬ ‫ﺭﺍﺑﻂ‪:‬‬
‫شعرية حتى اآلن‪ ،‬وهذا جعلني أكثر أبناء‬ ‫فيها من مساحات واسعة للرؤية الجمالية‬
‫جيلي من شعراء قصيدة النثر في مصر‬ ‫للحياة‪ ،‬وبما فيها من مزاوجة بين جوهر‬
‫اهتماما بهذا الجانب‪.‬‬ ‫اإلبداع والعمق الفلسفي‪.‬‬
‫وبالنسبة لصالح عبد الصبور فقد أحببت‬ ‫و أتذكر أنه ذات يوم – منذ خمسة عشر‬
‫كثيرا مسرحيته "األميرة تنتظر" والتي‬ ‫عاما – طلب مني الشاعر الكبير الراحل‬
‫© ‪ 2023‬ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬
‫المسرحية‪.‬‬
‫ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ‬ ‫تجاربهﺍﻟﻨﺸﺮ‬ ‫ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥأنضج‬
‫ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ‬ ‫ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬من‬
‫أعتبرها‬ ‫قصائدي‪،‬‬
‫ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ‬ ‫إحدى‬
‫ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ‬ ‫أقرأ له‬
‫ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ‬ ‫أن ﻋﻠﻰ‬
‫نجمﺑﻨﺎﺀ‬ ‫ﺍﻟﻤﺎﺩﺓفؤاد‬
‫ﻣﺘﺎﺣﺔ‬ ‫أحمد‬‫ﻫﺬﻩ‬
‫ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ‬
‫‪5‬‬
‫ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬
‫فى املواجهة‬

‫صالح عبد الصبور‬


‫الشاعـ ـ ـ ـ ـ ــر العابـ ـ ــر لألجي ـ ـ ـ ـ ـ ــال‬
‫ﻟﻺﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻗﻢ ﺑﻨﺴﺦ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺣﺴﺐ ﺇﺳﻠﻮﺏ‬
‫ﺍﻹﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ‪:‬‬

‫عيد عبداحلليم‬ ‫ﺇﺳﻠﻮﺏ ‪APA‬‬


‫ﻋﺒﺪﺍﻟﺤﻠﻴﻢ‪ ،‬ﻋﻴﺪ‪ .(2021) .‬ﺻﻼﺡ ﻋﺒﺪﺍﻟﺼﺒﻮﺭ‪ :‬ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻌﺎﺑﺮ ﻟﻸﺟﻴﺎﻝ‪.‬ﺃﺩﺏ ﻭﻧﻘﺪ‪،‬‬
‫ﻣﻦ صالح عبد الصبور واحدة من أهم التجارب‬ ‫ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ‬
‫الراحل‬ ‫جتربة‪.8‬الشاعر‬
‫ﻉ‪- 5 ،402‬‬
‫متثل‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/1167879‬‬
‫الشعرية فى العالم العربي خالل القرن العشرين‪ ،‬فهو أحد املجددين الكبار‬
‫ﺇﺳﻠﻮﺏ ‪MLA‬‬
‫يف بنية اخلطاب الشعري‪ ،‬مع نازك املالئكة وبدر شاكر السياب وأحمد عبد‬
‫ﻋﺒﺪﺍﻟﺤﻠﻴﻢ‪ ،‬ﻋﻴﺪ‪" .‬ﺻﻼﺡ ﻋﺒﺪﺍﻟﺼﺒﻮﺭ‪ :‬ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻌﺎﺑﺮ ﻟﻸﺟﻴﺎﻝ‪".‬ﺃﺩﺏ ﻭﻧﻘﺪﻉ‪402‬‬
‫املعطي حجازي‪.‬‬
‫)‪ .8 - 5 :(2021‬ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/1167879‬‬
‫وحين أسمعته قصيدة من ديواني "ظل‬ ‫كان ديوانه األول "الناس في بالدي" أول‬
‫العائلة" قال لي‪ :‬لماذا ال تكتب مسرحيات‬ ‫ديوان من الشعر الحر(شعر التفعيلة) في‬
‫شعرية مثل صالح عبد الصبور؟ فعندك‬ ‫مصر عام ‪.1957‬‬
‫دراما داخل القصيدة؟‬ ‫ويعد عبد الصبور من أكثر الشعراء تأثيرا‬
‫كانت هذه الجملة بمثابة الحافز لي‪ ،‬وبدأت‬ ‫على األجيال الالحقة له‪ ،‬بما تتميز به لغته‬
‫بكتابة أول مسرحية شعرية لي وهي مسرحية‬ ‫الشعرية من عمق فلسفي ومحاورة – متعددة‬
‫"الجرافة"‪ ،‬وكانت المفاجأة بأنني حصلت‬ ‫الداللة‪ -‬مع التراث‪.‬‬
‫بها على "جائزة توفيق الحكيم" من المركز‬
‫القومي للمسرح ‪ ،‬وكانت لجنة التحكيم‬ ‫كما قدم"عبد الصبور" تجربة مهمة في‬
‫برئاسة الناقدة الراحلة د‪.‬نهاد صليحة‪.‬‬ ‫المسرح الشعري‪ ،‬بل إن تجربته تعد هي‬
‫كل ذلك حفزني على كتابة أربع مسرحيات‬ ‫األهم في العالم العربي في هذا المجال‪ ،‬بما‬
‫شعرية حتى اآلن‪ ،‬وهذا جعلني أكثر أبناء‬ ‫فيها من مساحات واسعة للرؤية الجمالية‬
‫جيلي من شعراء قصيدة النثر في مصر‬ ‫للحياة‪ ،‬وبما فيها من مزاوجة بين جوهر‬
‫اهتماما بهذا الجانب‪.‬‬ ‫اإلبداع والعمق الفلسفي‪.‬‬
‫وبالنسبة لصالح عبد الصبور فقد أحببت‬ ‫و أتذكر أنه ذات يوم – منذ خمسة عشر‬
‫كثيرا مسرحيته "األميرة تنتظر" والتي‬ ‫عاما – طلب مني الشاعر الكبير الراحل‬
‫© ‪ 2023‬ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬
‫المسرحية‪.‬‬
‫ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ‬ ‫تجاربهﺍﻟﻨﺸﺮ‬ ‫ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥأنضج‬
‫ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ‬ ‫ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬من‬
‫أعتبرها‬ ‫قصائدي‪،‬‬
‫ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ‬ ‫إحدى‬
‫ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ‬ ‫أقرأ له‬
‫ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ‬ ‫أن ﻋﻠﻰ‬
‫نجمﺑﻨﺎﺀ‬ ‫ﺍﻟﻤﺎﺩﺓفؤاد‬
‫ﻣﺘﺎﺣﺔ‬ ‫أحمد‬‫ﻫﺬﻩ‬
‫ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ‬
‫‪5‬‬
‫ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬
‫فى املواجهة‬

‫صالح عبد الصبور‬


‫الشاعـ ـ ـ ـ ـ ــر العابـ ـ ــر لألجي ـ ـ ـ ـ ـ ــال‬

‫عيد عبداحلليم‬
‫متثل جتربة الشاعر الراحل صالح عبد الصبور واحدة من أهم التجارب‬
‫الشعرية فى العالم العربي خالل القرن العشرين‪ ،‬فهو أحد املجددين الكبار‬
‫يف بنية اخلطاب الشعري‪ ،‬مع نازك املالئكة وبدر شاكر السياب وأحمد عبد‬
‫املعطي حجازي‪.‬‬

‫وحين أسمعته قصيدة من ديواني "ظل‬ ‫كان ديوانه األول "الناس في بالدي" أول‬
‫العائلة" قال لي‪ :‬لماذا ال تكتب مسرحيات‬ ‫ديوان من الشعر الحر(شعر التفعيلة) في‬
‫شعرية مثل صالح عبد الصبور؟ فعندك‬ ‫مصر عام ‪.1957‬‬
‫دراما داخل القصيدة؟‬ ‫ويعد عبد الصبور من أكثر الشعراء تأثيرا‬
‫كانت هذه الجملة بمثابة الحافز لي‪ ،‬وبدأت‬ ‫على األجيال الالحقة له‪ ،‬بما تتميز به لغته‬
‫بكتابة أول مسرحية شعرية لي وهي مسرحية‬ ‫الشعرية من عمق فلسفي ومحاورة – متعددة‬
‫"الجرافة"‪ ،‬وكانت المفاجأة بأنني حصلت‬ ‫الداللة‪ -‬مع التراث‪.‬‬
‫بها على "جائزة توفيق الحكيم" من المركز‬
‫القومي للمسرح ‪ ،‬وكانت لجنة التحكيم‬ ‫كما قدم"عبد الصبور" تجربة مهمة في‬
‫برئاسة الناقدة الراحلة د‪.‬نهاد صليحة‪.‬‬ ‫المسرح الشعري‪ ،‬بل إن تجربته تعد هي‬
‫كل ذلك حفزني على كتابة أربع مسرحيات‬ ‫األهم في العالم العربي في هذا المجال‪ ،‬بما‬
‫شعرية حتى اآلن‪ ،‬وهذا جعلني أكثر أبناء‬ ‫فيها من مساحات واسعة للرؤية الجمالية‬
‫جيلي من شعراء قصيدة النثر في مصر‬ ‫للحياة‪ ،‬وبما فيها من مزاوجة بين جوهر‬
‫اهتماما بهذا الجانب‪.‬‬ ‫اإلبداع والعمق الفلسفي‪.‬‬
‫وبالنسبة لصالح عبد الصبور فقد أحببت‬ ‫و أتذكر أنه ذات يوم – منذ خمسة عشر‬
‫كثيرا مسرحيته "األميرة تنتظر" والتي‬ ‫عاما – طلب مني الشاعر الكبير الراحل‬
‫أعتبرها من أنضج تجاربه المسرحية‪.‬‬ ‫أحمد فؤاد نجم أن أقرأ له إحدى قصائدي‪،‬‬

‫‪5‬‬
‫تعبر عنها الشخصيات ‪ ،‬وال الكلمات التي‬ ‫باإلضافة إلى مسرحياته "مأساة الحالج" و‬
‫يجب أن يؤلفها لتعبيراتها ‪ ،‬وبهذا المعنى ‪،‬‬ ‫"مسافر ليل" و"ليلى والمجنون" و"بعد أن‬
‫تعتبر الحبكة األساس األول للبناء ‪ ،‬وبمعنى‬ ‫يموت الملك"‪.‬‬
‫آخر تعد الحبكة الغاية التي يجاهد الشاعر ـ‬ ‫و"األميرة تنتظر " هي المسرحية الشعرية‬
‫نشاطه الخالق ـ أن يصوغها " ( ‪)2‬‬ ‫الثالثة في تجربة صالح عبد الصبور بعد "‬
‫اعتمد صالح عبد الصبور في‬ ‫مأسأة الحالج " و" مسافر ليل " ‪ ،‬وتنتمي‬
‫" األميرة تنتظر " على شكل مسرحي وهو‬ ‫هذه المسرحية إلى مسرحية الفصل الواحد‬
‫" المسرح داخل المسرح " وهذا الشكل‬ ‫‪ ،‬ومسرحية الفصل الواحد هي " تمثيلية‬
‫الذي يعرفه د‪ .‬إبراهيم حمادة قائال ‪ " :‬هو‬ ‫قصيرة الطول ـ في العادة ـ وتتميز بحبكة‬
‫عرض مسرحي يقدم ـ جزئيا ً أو كليا ً ـ داخل‬ ‫فردية ‪ ،‬أو حوادث مركزة ‪ ،‬وبتفاصيل قليلة‪،‬‬
‫المسرحية المعروضة ‪ ،‬إنه مسرح تجري‬ ‫وحوار حي ‪ ،‬وشخصيات محدودة العدد‬
‫أحداثه داخل المسرح ‪ ،‬والمثال على ذلك‬ ‫‪ ،‬وذروة قريبة من نقطة النهاية ‪ ،‬وعندما‬
‫وارد في مسرحية هاملت لوليم شكسبير‬ ‫يخرج نص التمثيلية ذات الفصل الواحد في‬
‫‪ ،‬حيث نجد في المنظر الثاني ‪ ،‬بالفصل‬ ‫المسرح ‪ ،‬ال يحتاج إلى استراحة ‪ ،‬أو تغير‬
‫الثالث ‪ ،‬فرقة مسرحية تؤدي مشهداً تمثيليا ً‬ ‫كثير من الديكور ‪ ،‬كما يتميز النص ـ وهذا‬
‫مقصوراً ‪ ،‬كما ان مسألة المسرح يمكن أن‬ ‫شئ هام ـ بوحدة األثر العام ‪ ،‬وخصائص‬
‫تتمثل في ثالثية لويجي برانديللو المسرحية‬ ‫المسرحية ذات الفصل الواحد بالنسبة‬
‫‪ ":‬ست شخصيات تبحث عن مؤلف ـ ‪، 1921‬‬ ‫للمسرحية الطويلة ‪ ،‬أشبه بخصائص القصة‬
‫" وكل على طريقته " ‪ ، 1924‬و" الليلة نرتجل‬ ‫القصيرة بالنسبة للرواية الطويلة " ( ‪. )1‬‬
‫التمثيل " ‪)3 ( " 1929‬‬ ‫وقد وصلت الكتابة المسرحية لدى‬
‫" صالح عبد الصبور " في هذه المسرحية‬
‫وتعد تيمة " المسرح داخل المسرح‬ ‫إلى حالة من النضج الفني ‪ ،‬على مستوى‬
‫" الميتاتياترو " جزءاً مهما ً من نظرية المسرح‬ ‫الكتابة ‪ ،‬وعلى مستوى الرؤية ‪ ،‬وتأتي أهمية‬
‫الحديث ‪ ،‬حيث تعتمد على تكوين صورة فنية‬ ‫هذه المسرحية في كونها شديدة الرمزية ‪،‬‬
‫درامية من خالل تقديم عرض مسرحي‬ ‫عبر كتابه مكثفة ‪ ،‬ربما ال تبوح بداللتها ألول‬
‫جديد داخل العرض المسرحي األساسي ‪.‬‬ ‫وهلة ‪ ،‬بل تحتاج إلى أكثر من قراءة ‪ ،‬لسبر‬
‫وقد أراد صالح عبد الصبور‬ ‫أغوار الشخصيات الموجودة بها ‪.‬‬
‫باستخدامه لتلك التقنية الفنية أن يكشف‬ ‫كما تتميز هذه المسرحية بحبكتها‬
‫عيوب وأخطاء األميرة ‪ ،‬بحبها وعشقها‬ ‫الدرامية ‪ " ،‬والحبكة هي العنصر المعماري‬
‫للسمندل قاتل والدها " الملك " ‪.‬‬ ‫العام للدراما ‪ ،‬إنها عبارة عن ترتيب‬
‫بإيراد مشاهد من حادثة اغتيال‬ ‫األساس وتنظيمه ‪ ،‬وبدونها ال يعرف الكاتب‬
‫األب من قبل " السمندل " تقوم بهذه‬ ‫المسرحي ماهو المطلوب من الشخصيات‬
‫المشاهد الوصيفات " بإرتدائهن ألقنعة تمثل‬ ‫لمسرحيته ‪ ،‬وال يعرف األفكار التي يجب أن‬

‫‪6‬‬
‫األميرة ‪ :‬وياله أقتلت أبي‬ ‫وجوه " السمندل " و" األب " حتى تقع االميرة‬
‫وسلبت الخاتم ‪ ،‬حتى ترفعه في وجه الناس ‪..‬‬ ‫" على الحقيقة المريرة ‪ ،‬وهي أنها وقعت في‬
‫وتحكم به‬ ‫غرام قاتل ومجرم محترف طامع في السلطة‬
‫أنت حبيبي وعمادي ‪ ،‬وقتلت أبي وعمادي‬ ‫‪ ،‬أناني ال يري إال نفسه ‪ ،‬وال يبحث في الحياة‬
‫أشير إليك ‪ ،‬وأدعو ‪:‬‬ ‫إال عن إشباع رغباته السلطوية والجنسية ‪،‬‬
‫هذا قاتل موالي‬ ‫وليس عاشقا ً حقيقياً‪.‬‬
‫أم أطوي كفي ‪ ،‬أغرق سري في دمعة المكتوم‬
‫احكم أم أصمت‬ ‫وهنا تبرز سمة أساسية من سمات‬
‫أوجع من هذا كله‬ ‫" المسرح داخل المسرح " وهي " أنه إذا كان‬
‫أ أحبك ‪.‬‬ ‫اإلنسان ال يعي أفعاله فيمكن لهذا المسرح‬
‫أم أبغضك ‪.‬‬ ‫أن يكشف عيوبه ويخلع عنه األقنعة التي‬
‫بعد ذلك نجد المسرحية تعود إلى‬ ‫يخفي تحتها مظهره الحقيقي ‪ ،‬والشخصي ذو‬
‫إطارها الواقعي ‪ ،‬حيث يجئ " السمندل "‬ ‫النفس المراوغة ال تجد نفسه الحقيقة إال في‬
‫بشخصيته الحقيقية ‪ ،‬المراوغة ‪ ،‬فلم يأت به‬ ‫عيون اآلخرين ‪ ،‬وعلى حد تعبير " بيراندللو"‬
‫الحب الذي يدعيه ـ دائما ً ـ ليبرر جرائمه‪.‬‬ ‫فإن اإلنسان يؤدي عدة أدوار في الحياة ‪،‬‬
‫بل جاء ليأخذ االميرة ‪ ،‬بعد أن ثار‬ ‫فالشخص يبني شخصيته من عدة أنواع من‬
‫ضده الشعب الذي عانى من الظلم والقهر‬ ‫األدوار ٌيطلب منه أن يلعبها" (‪. ) 4‬‬
‫والتسلط الذي مارسه ضد أفراده ‪ ،‬فاألميرة‬ ‫وفي مشهد دال نجد األميرة‬
‫هي الوحيدة التي تملك " حق شرعية الحكم"‬ ‫تحاول أن تزيح األقنعة عن حياتها السابقة‬
‫‪ ،‬جاء " السمندل " ليردد نفس العبارات ـ‬ ‫التي عاشتها قبل خمسة عشر عاما ً ‪ ،‬حين‬
‫السابقة ‪ ،‬التي أغواها بها في الماضي ‪ ،‬لكنها‬ ‫كانت " صبية " في مقتبل الحياة وأغراها‬
‫ـ بعد هذا الزمن الطويل ‪ ،‬ترى أن الكلمات ال‬ ‫أحد الحراس " فوقعت في غرامة ‪ ،‬من خالل‬
‫تحمل أي معنى للحب ‪:‬‬ ‫استخدامه المعسول الكالم ‪ ،‬وبعد أن يقتل‬
‫األميرة ‪ :‬هذا ما أعددت من‬ ‫األب ‪ ،‬ويستولي ‪ ،‬هذا العاشق الغاصب على‬
‫الكلمات لتلقاني‬ ‫السلطة ‪ ،‬تخرج " األميرة " مع وصيفاتها‬
‫تنفخ في كلماتك كالفقاعات‬ ‫لتعيش في كوخ صغير فقير على أطراف‬
‫حتى تصير فارغة براقة‬ ‫المملكة ‪.‬‬
‫السمندل ‪ :‬ماهذا صوتي ‪ ،‬بل صوت الحب‬ ‫وحين تقوم الوصيفات " بتمثيل‬
‫االميرة ‪ :‬أرجوك ‪ ..‬ال ‪ ..‬ال‬ ‫حادثة قتل األب "‬
‫ال تفسدها‬ ‫تتذكر األميرة حيرتها القاتلة ‪ ،‬في‬
‫وتؤكد االميرة ـ بعد ذلك ـ على أنه‬ ‫ذلك اليوم المشئوم وكيف أن هذا الحبيب‬
‫" كاذب " ومع ذلك تعترف بان العشق مازال‬ ‫القاتل أراد منها أن تنسى أنه قاتل والدها وأن‬
‫يتملكها ‪ ،‬رغم ما فعل من جرائم وتطلب منه‬ ‫تبارك استيالئه على السلطة ‪:‬‬

‫‪7‬‬
‫الزائف والقاتل من ذكراه ‪،‬لن يتحقق هذا‬ ‫أن يكون صادقا ً ولو للحظة‪.‬‬
‫الكتمال إال إذا سمت شخصيتها وتحققت‬ ‫األميرة ‪ :‬هاهو ذا يأتي متشحا ً‬
‫فيها عناصر القوة ‪ ،‬فهي األميرة ‪ ،‬التي يجب‬ ‫بالكذب كما اعتاد‬
‫أن تكون " سيدة " في كل تصرفاتها‪.‬‬ ‫قد عامت في شفتيه األلفاظ‬
‫‪:‬‬ ‫فنرى القرندل‬ ‫المعة ومراوغة كالزيت‬
‫قبل أن يخرج من باب الكوخ يتجه إلى األميرة‬ ‫وا أسفاه مازالت كما أنت‬
‫قائالً لها‬ ‫أوه ‪ ،‬أذهب عني ‪ ..‬ال ‪ ..‬ال‬
‫آه ال يحمل بي أن أنسى‬ ‫أغفر لك كل خطاياك‬
‫هذا تذييل ال تكمل أغنيتي دونه‬ ‫إال أن تفسد لحظة صدق‬
‫ ‬ ‫على الجانب اآلخر " نجد شخصية " القرندل‬
‫ ‬ ‫ياأمرأة وأميرة‬ ‫" ‪ ،‬والذي يجسد شخصية الثائر‪ /‬أو الوطن‬
‫كوني سيدة وأميرة‬ ‫‪ ،‬الذي يحمل بداخله " أغنية " لم تكتمل بعد‬
‫ال تثني ركبتك النورانية في استخذاء‬ ‫‪ ،‬وهو يبحث عن اكتمالها ‪ ،‬هذه األغنية هي‬
‫في حقوق رجل من طين‬ ‫" الحرية " ‪.‬‬
‫ ‬ ‫أياما كان‬ ‫وشخصية " القرندل " تحمل في‬
‫وغدا أو شهما‪.‬‬ ‫معناها سمات عامة للمواطنين فحين يسأله‬
‫السمندل " ماذا تعمل ‪ ،‬يرد عليه " القرندل "‬
‫الهوامش‪:‬‬ ‫بعبارة دالة قائالً ‪:‬‬
‫‪ ))1‬د‪ .‬إبراهيم حمادة ‪ :‬معجم المصطلحات‬ ‫ال أعمل شيئا ً‬
‫الدرامية والمسرحية ـ دار المعارف ـ القاهرة‬ ‫أحيانا ً أتأمل في الشمس إلى ان تغرب‬
‫‪ 1985‬ـ ص‪240‬‬ ‫أو في الليل إلى أن تشرق‬
‫‪ ))2‬د‪ .‬إبراهيم حمادة ‪ :‬مقاالت في النقد‬ ‫أرقص أحيانا ً في أفراح الخالن‬
‫األدبي ـ دار المعارف ـ القاهرة ‪ 1982‬ـ‬ ‫أحيانا أكتب‬
‫ص‪117‬‬ ‫السمندل‪ :‬ماذا تكتب‬
‫‪ ))3‬د‪ .‬إبراهيم حمادة ‪ :‬المصطلحات‬ ‫القرندل ‪ :‬مايحدث‬
‫الدرامية والمسرحية ـ دار المعارف ‪1985‬‬ ‫هل تسكن في هذا‬ ‫السمندل ‪:‬‬
‫ص‪. 233‬‬ ‫الكوخ‬
‫‪ ))4‬لويجي بيراندللو ‪ :‬ست شخصيات‬ ‫بل عندي عمل سأؤوديه‬
‫تبحث عن مؤلف ـ ترجمة محمد إسماعيل‬ ‫فالليلة أنا مدعو أن ألقي أغنيتي‬
‫محمد ‪ ،‬ثالثية المسرح داخل المسرح ـ‬ ‫وتكتمل األغنية بان يقتل " القرندل‬
‫المجل الوطني للثقافة والفنون ـ الكويت‬ ‫" السمندل " ‪ ،‬لكن هذا االكتمال ألغنية‬
‫‪ 2012‬ص ‪■ 13‬‬ ‫الحرية التي ينشدها الشعب ‪ ،‬لن يكتمل إال‬
‫إذا تحررت األميرة " نهائيا ً من هذا العشق‬

‫‪8‬‬

‫)‪Powered by TCPDF (www.tcpdf.org‬‬

You might also like