You are on page 1of 19

)1322 ،1304 : ‫( ص ص‬ )2022( ‫( المجلد السادس العدد الثاني‬ISSN: 2588-1620) ‫مجلة الفكر القانوني والسياسي‬

"‫"إجراء المثول الفوري وفق قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري‬

‫إجراء المثول الفوري وفق قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري‬


The procedure for immediate appearance according to the
Algerian Code of Criminal Procedure

-02 ‫ جامعة محمد بن أحمد –وهران‬،*‫حاج دولة دليلة‬


.Hadjdouladalila@gmail.com

2022 /11 /02 :‫ تاريخ نشر المقال‬2022/ 10/ 19 :‫ تاريخ قبول المقال‬2022/ 09/ 16 :‫تاريخ إرسال المقال‬

:‫الملخص‬
‫استحدث المشرع الجزائري نظام المثول الفوري من خالل تعديله لقانون االجراءات الجزائية بموجب االمر رقم‬
‫ و جعل هذا النظام كبديل جزئي‬،‫ المعدل و المتمم و هذا تماشيا مع ما هو معمول به في التشريع الفرنسي‬02-15
‫ إال أنه تطلب للجوء اليه ضرورة تحقق مجموعة من الشروط و‬،‫الجراء التلبس في القضايا التي ال تستدعي تحقيقا‬
‫ ليتم بعدها البث في القضايا المحالة وفق هذا االجراء بصورة سريعة من قبل الجهة‬،‫إتباع جملة من االجراءات‬
‫ ومن ثم تفادي مشكلة تكدس القضايا الذي بات يرهق كاهل جهاز العدالة على جميع المستويات‬،‫القضائية المختصة‬
‫ شريطة ضمان احترام اهم الحقوق و الحريات المكفولة بموجب النصوص‬،‫ال سيما تلك المختصة بالمجال الجزائي‬
‫القانونية على المستوى الوطني و الدولي و التي يكون من شأنها ضمان محاكمة عادلة و نزيهة وفق ما هو معمول‬
. ‫بها في إطار إجراءات المحاكمة العادية‬

. ‫ الجنح المتلبس بها‬،‫ النيابة العامة‬،‫ سرعة االجراءات‬،‫ االيداع‬،‫ المثول الفوري‬:‫الكلمات المفتاحية‬

Abstract:
The Algerian legislator introduced the system of immediate appearance by amending the
Code of Criminal Procedure under Ordinance No. 15-02 amended and supplemented and this is
in line with what is in force in French legislation, and made this system a partial alternative to
the flagrante delicto procedure in cases that do not require investigation, except that it It asks to
resort to it the necessity of achieving a set of conditions and following a set of procedures, so
that the cases referred according to this procedure will be broadcast quickly by the competent
judicial authority, and then avoid the problem of overcrowding of cases, which has become
burdening the justice system at all levels, especially those Specialized in the penal field,
provided that the most important rights and freedoms guaranteed by legal texts at the national
and international levels are respected, and which would guarantee a fair and impartial trial in
accordance with what is applied in the framework of normal court procedures.

‫* املؤلف املرسل‬
1304
‫( ص ص ‪)1322 ،1304 :‬‬ ‫مجلة الفكر القانوني والسياسي )‪ (ISSN: 2588-1620‬المجلد السادس العدد الثاني (‪)2022‬‬
‫"إجراء المثول الفوري وفق قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري"‬

‫‪Key words: immediate appearance, filing, speed of procedures, public prosecution, flagrante‬‬
‫‪delicto.‬‬

‫المقدمة‪:‬‬
‫نتيجة للتطور الهائل الذي بات يشهده العالم على جميع المستويات كان يتوجب على الجزائر مواكبته‬
‫و ذلك في ظل األطر التي تكفلها دولة القانون مع ضرورة مراعاة الحقوق و الحريات الفردية المكرسة لالفراد‪،‬‬
‫اال انه و بالرغم من ذلك فان ذلك لم يكن كفيال لوحده بضمان الحماية التامة المبتغاة حيث ان ذلك التطور‬
‫ساعد على اتساع رقعة التجريم حيث اصبحت الجرائم تقترف بطرق و اساليب جد متطورة يعجز احيانا عن‬
‫تقفي اثرها و االطاحة بمقترفيها‪ ،‬و نتيجة لذلك يتم اثقال كاهل الجهات القضائية بعدد معتبر من القضايا و‬
‫هو االمر الذي قد يتطلب وقتا طويال للبث فيها و هذا نظ ار لكثرة القضايا من جهة و من جهة اخرى طول‬
‫االجراءات و تعقيدها في بعض القضايا‪ ،‬مما قد يؤدي الى ضياع االدلة و من ثم افالت المجرمين من‬
‫العقاب و قد يشكل ذلك احيانا اخرى مساسا باهم المبادئ المكرسة دستوريا و المتمثلة في قرينة البراءة حينما‬
‫يتم تقييد حرية المتهمين لفترات طويلة في قضايا بسيطة مما يعرقل السير الحسن للعدالة ‪.‬‬
‫لذا فان الضرورة استوجبت تدخل المشرع الجزائري من اجل اعادة النظر في النصوص القانونية كونها‬
‫لم تعد تتماشى مع سياسة التجريم و العقاب ‪ ،‬و بالفعل صدر االمر رقم ‪ 02-15‬المؤرخ في‬
‫‪ 2015/07/23‬المعدل والمتمم ألحكام األمر رقم ‪ 155/66‬المتضمن قانون االجراءات الجزائية و ذلك حتى‬
‫يكرس الحقوق المنصوص عليها في المواثيق الدولية و يعزز ضمانات المحاكمة العادلة‪ ،‬و من ابرز‬
‫التعديالت التي تضمنها هذا االمر استحداثه الجراء المثول الفوري كبديل الجراءات الجنح المتلبس بها ‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫و ذلك متى توافرت مجموعة من الشروط و الضمانات في القضايا المتلبس بها التي ال تحتاج تحقيقا‬
‫قضائيا و تكون وقائعها تتسم بخطورة نسبية‪ ،‬وذلك بتبسيط إجراءات المحاكمة من اجل االسراع في البث فيها‬
‫تفاديا لفترة الحبس غير المبررة بعد استنفاذ مدة التوقيف للنظر الضرورية‪ ،‬كما سعى هذا االجراء الجديد الى‬
‫تكريس مبدا افتراض البراءة كاصل عام لتخفيف العبء على المؤسسات العقابية و لم يجز اللجوء الى‬
‫الرقابة القضائية و الحبس المؤقت اال في حاالت الضرورة‪ ،‬كما ساهم في احداث التوازن في الخصومة‬
‫الجزائية و ذلك باسناد الصالحيات المتعلقة بالحبس الى جهة الحكم بدال من النيابة العامة التي تعد طرفا في‬
‫الخصومة ‪.‬‬
‫و نظار ألهمية هذا االجراء كان يتوجب علينا من خالل هذه الدراسة تحليل المواد القانونية التي‬
‫تضمنته و ذلك بالتطرق الى ماهيته و ابراز شروطه و اجراءاته‪ ،‬و ذلك من خالل طرح اإلشكالية التالية‪:‬‬
‫ماهية نظام المثول الفوري و اجراءات العمل به وفق قانون االجراءات الجزائية الجزائري و مدى‬
‫فعاليته في تبسيط اجراءات المحاكمة العادلة ؟‪.‬‬

‫‪1305‬‬
‫( ص ص ‪)1322 ،1304 :‬‬ ‫مجلة الفكر القانوني والسياسي )‪ (ISSN: 2588-1620‬المجلد السادس العدد الثاني (‪)2022‬‬
‫"إجراء المثول الفوري وفق قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري"‬

‫المبحث االول ‪ :‬ماهية إجراء المثول الفوري و شروط اعماله‪:‬‬


‫نظ ار لتراكم عدد القضايا المعروضة أمام الجهات القضائية استحدث المشرع الجزائري بموجب األمر‬
‫رقم ‪ 02-15‬اجراء المثول الفوري و ذلك بهدف تسهيل اإلجراءات والفصل في القضايا المتلبس بها في أقل‬
‫وقت مع ضرورة مراعاة مجموعة من الضوابط و الشروط وفق ما هو وارد في قانون االجراءات الجزائية‬
‫الجزائري‪.‬‬
‫المطلب االول ‪:‬ماهية إجراء المثول الفوري‪:‬‬
‫هو عبارة عن إجراء من إجراءات المتابعة التي تتخذها النيابة العامة وفق مالئمتها اإلجرائية في‬
‫إخطار المحكمة بالقضايا المتلبس بها‪ ،‬غرضه الحفاظ على الحقوق و الحريات االساسية لالفراد و ضمان‬
‫سرعة اجراءات المتابعة في القضايا بغرض التقليص من عدد الملفات المطروحة على مستوى الجهات‬
‫القضائية ‪ ،2‬و عليه سنعالج في هذا المطلب تعريف اإلجراء المثول الفوري و خصائصه و أهدافه و ذلك‬
‫على النحو التالي ‪:‬‬
‫الفرع االول ‪ :‬تعريف إجراء المثول الفوري‪:‬‬
‫إستحدث المشرع الجزائري اجراء المثول الفوري بموجب تعديل قانون اإلجراءات الجزائية باألمر رقم‬
‫‪ 02-15‬و ذلك في المواد من ‪ 339‬مكرر الى ‪ 339‬مكرر ‪ 07‬من ذات القانون‪ ،‬و التي من استقرائها‬
‫يتضح ان المشرع قد اكتفى فقط ببيان شروطه و اجراءات العمل به مغفال بذلك اعطاء تعريف له شانه شان‬
‫المشرع الفرنسي‪ ،‬لكن الفقه تدارك هذا الفراغ حيث اورد العديد من التعاريف الجراء المثول الفوري و من بين‬
‫ابرزها نورد ما يلي ‪:‬‬
‫‪"-‬هو اجراء من اجراءات المتابعة التي تتخذها النيابة العامة وفق مالئمتها االجرائية في اخطار‬
‫المحكمة عن طريق مثول المتهم فو ار امامها بغرض تبسيط اجراءات المحاكمة فيما يخص الجنح المتلبس بها‬
‫و التي ال تحتاج الى اجراء تحقيق قضائي او اجراءات تحقيق خاصة‪ ،‬فهو يتعلق بجرائم تكون فيها ادلة‬
‫االتهام واضحة و تتسم في نفس الوقت وقائعها بخطورة نسبية سواء لمساسها باالفراد او الممتلكات او النظام‬
‫العام " ‪.‬‬
‫‪ " -‬هو احالة المتهمين امام جهة الحكم فو ار بعد تقديمهم امام وكيل الجمهورية مع ضمان احترام‬
‫حقوق الدفاع " ‪.‬‬
‫‪ " -‬هو االجراء الذي يستدعي مثول المتهم امام القاضي الجزائي مباشرة بعد تحرير محضر الضبطية‬
‫القضائية مع ابقائه تحت الحراسة االمنية الى غاية تحديد قرار ايداعه بالمؤسسة العقابية‪ ،‬حيث للمحكمة في‬
‫هذا الخصوص وحدها صالحية البث في مسالة تركها للمتهم ح ار او وضعه رهن الحبس او اخضاعه اللتزام‬
‫او اكثر من التزامات الرقابة القضائية" ‪.‬‬

‫‪1306‬‬
‫( ص ص ‪)1322 ،1304 :‬‬ ‫مجلة الفكر القانوني والسياسي )‪ (ISSN: 2588-1620‬المجلد السادس العدد الثاني (‪)2022‬‬
‫"إجراء المثول الفوري وفق قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري"‬

‫و عليه يمكن القول ان اجراء المثول الفوري هو من اجراءات المتابعة تم إستحداثه بهدف ضمان‬
‫سرعة الفصل في القضايا المتلبس بها التي ال تستوجب تحقيقا شريطة تحقق جملة من الشروط و اتباع‬
‫مجموعة من االجراءات يكون من شانها ضمان محاكمة عادلة و نزيهة لكال اطراف الخصومة ‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬خصائصه و اهدافه‪:‬‬
‫من خالل التعاريف السابقة و بتحليل نصوص المواد ‪ 339‬مكرر الى ‪ 339‬مكرر ‪ 07‬من ق‪.‬إج‪.‬ج‬
‫يمكن استخالص اهم خصائص و اهداف نظام المثول الفوري و ذلك على النحو التالي ‪:‬‬
‫أوال‪-‬خصائصه ‪:‬‬
‫‪ -‬المثول الفوري اجراء جوازي يتم اللجوء اليه وفقا لسلطة المالئمة التي تتمتع بها النيابة العامة و ذلك‬
‫بعد استجواب المشتبه فيه امام امام وكيل الجمهورية ‪.‬‬
‫‪ -‬اجراء المثول الفوري يكفل سرعة المحاكمة فالمتابعات امام المحاكم عادة ما تتطلب اجراءات طويلة‬
‫‪3‬‬
‫بحيث اصبح المتهم المحال وفق هذا االجراء يمثل فو ار على جلسة‬ ‫و بطيئة و التي قد تضر بالمتقاضين‪،‬‬
‫الجنح المنعقدة في ذات اليوم الذي يتم فيه استجوابه امام النيابة العامة‪ ،‬و هذا على عكس اجراءات التلبس‬
‫اين كان وكيل الجمهورية يصدر امر بايداع المتهم الحبس لمدة ال تتجاوز ثمانية ايام ليمثل بعدها امام امام‬
‫‪4‬‬
‫رئيس محكمة الجنح‪.‬‬
‫‪ -‬مجال اعمال المثول الفوري يكون على الجنح المتلبس بها ال غير بمفهوم المخالفة فانه ال يمكن‬
‫تطبيقه على المخالفات و الجنايات‪ ،‬كون المخالفات مجرد جرائم بسيطة تكون اغلب العقوبات المقررة لها هي‬
‫الغرامة اما فيما يخص الجنايات فهي تمتاز بخصوصية في المتابعة كون اجراء التحقيق فيها هو امر اجباري‬
‫‪5‬‬
‫و هو ما ال ينطبق مع اجراء المثول الفوري ‪.‬‬
‫باعتباره طريق من طرق اجراءات‬ ‫‪6‬‬
‫‪ -‬هذا اإلجراء هو بديل جزئي الجراء التلبس و لكنه ال يلغيه‬
‫المتابعة و اخطار المحكمة اذ لم يعد لوكيل الجمهورية صالحية ايداع المتهم بالجنحة المتلبس بها عند‬
‫‪ ،‬و هذا الحداث التوازن في‬ ‫‪7‬‬
‫المثول االول رهن الحبس المؤقت بل أصبح ذلك من اختصاص قضاة الحكم‬
‫‪8‬‬
‫الخصومة الجزائية باعتبار النيابة العامة طرفا فيها‪.‬‬
‫‪ -‬خالفا لما كان معموال به في اطار االحالة وفق اجراءات التلبس لم يستثني المشرع جنح الصحافة‬
‫و الجنح ذات الصبغة السياسية من مجال تطبيق اجراء المثول الفوري‪ ،‬كما انه لم يتطلب العماله ان تكون‬
‫الجريمة المقترفة معاقبا عليها بالحبس كما كانت تنص المادة ‪ 59‬من ق‪.‬اج ‪.‬ج وفق اجراءات التلبس ‪.‬‬
‫‪ -‬ال يتم اللجوء الى هذا االجراء اال في حالة عدم تقديم المقبوض عليه ضمانات كافية للحضور امام‬
‫‪9‬‬
‫المحكمة‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬اهدافه ‪:‬‬
‫يهدف إجراء المثول الفوري إلى بلوغ مجموعة من الغايات يمكن اجماللها كالتالي ‪:‬‬

‫‪1307‬‬
‫( ص ص ‪)1322 ،1304 :‬‬ ‫مجلة الفكر القانوني والسياسي )‪ (ISSN: 2588-1620‬المجلد السادس العدد الثاني (‪)2022‬‬
‫"إجراء المثول الفوري وفق قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري"‬

‫‪ -‬تفادي فترة الحبس غير المبررة بعد استنفاذ مدة التوقيف تحت النظر مع وجوب تقديم المشتبه فيه‬
‫للمحاكمة فو ار بعد تقديمه امام وكيل الجمهورية من اجل استجوابه‪.‬‬
‫‪ -‬اعادة ال نظرفي الجنح المتلبس بها التي ال تستوجب اجراء تحقيق قضائي بمختلف صورها و ذلك‬
‫‪10‬‬
‫بتبسيط اجراءات المحاكمة فيها ‪.‬‬
‫‪ -‬غل يد السلطة التنفيذية ممثلة في النيابة العامة عن اصدار اوامر االيداع رهن الحبس المؤقت و‬
‫اسناد ذلك لقضاة الحكم المختصين بالبث في قضايا المثول الفوري ‪.‬‬
‫‪ -‬ضمان محاكمة عادلة و نزيهة و ذلك باحترام الحقوق و الحريات االساسية المكرسة قانونيا لصالح‬
‫المتهم و من ابرزها حق المتهم في االستعانة بمحامي سواء امام وكيل الجمهورية او قاضي الحكم ‪ ،‬مع‬
‫‪11‬‬
‫ضمان مثوله ح ار تحت الحراسة االمنية تجسيدا لمبدا قرينة البراءة ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬شروط إجراء المثول الفوري‪:‬‬
‫بناءا على مبدأ مالئمة المتابعة يكون وكيل الجمهورية حر في متابعة المشتبه فيه وفق سلطته‬
‫التقديرية بحيث يمكنه ان يختار اجراء المثول الفوري الحالة هذا االخير امام قاضي الحكم حتى تتم محاكمته‬
‫‪12‬‬
‫شريطة توافر مجموعة من الشروط‬ ‫في نفس اليوم الذي تم فيه سماعه من قبل وكيل الجمهورية‬
‫الموضوعية و االجرائية‪ ،‬يمكن القول انها ضمانات منحت لكل أطراف الخصومة الجزائية ‪ ،13‬و لكن في‬
‫فرنسا جرت العادة الى اتباع هذا االجراء في الجرائم الثابتة التي تتميز بخطورة نوعية و المرتكبة من طرف‬
‫شخص مسبوق قضائيا أو من ذلك الذي لم يقدم ضمانات كافية للحضور‪ ،‬مع مراعاة طاقة استيعاب‬
‫المحكمة و قد أعتبر هذا اإلجراء في نظرهم بمثابة "حكم مسبق" او حتى " ضغط مشروع " على قضاة‬
‫‪14‬‬
‫الحكم من أجل النطق بعقوبة سالبة للحرية‪.‬‬
‫و بالعودة الى األمر رقم ‪ 02-15‬المعدل و المتمم لقانون االجراءات الجزائية الجزائري يمكن حصر‬
‫هذه الشروط في ‪:‬‬
‫الفرع االول‪ :‬الشروط الموضوعية المتطلبة إلجراء المثول الفوري ‪:‬‬
‫اضافة الى الشروط الشخصية التي تتعلق بالمشتبه فيه التي تستوجب عدم تقديم المقبوض عليه‬
‫‪15‬‬
‫تطلب المشرع‬ ‫ضمانات كافية للحضور الى جلسة المحاكمة ( المادة ‪ 339‬مكرر ‪ 01‬من ق‪.‬اج‪.‬ج )‬
‫الجزائري تحقق شروط اخرى موضوعية تتعلق بالجريمة ذاتها بغض النظر عن الجاني و كذا باالج ارءات‬
‫‪16‬‬
‫و يمكن اجمالها في ‪:‬‬ ‫المتبعة‪،‬‬
‫أوال‪-‬أن تكون الجريمة جنحة في حالة تلبس ( المادة ‪ 339‬مكرر من ق‪.‬اج‪.‬ج)‪:‬‬
‫ال يجوز ان يكون المثول الفوري في مواد الجنايات و هذا العتبار ان التحقيق في مواد الجنايات‬
‫وجوبي ‪ ،‬كما ال يجوز في مواد المخالفات الن المادة تنص على الجنحة و لم تشر الى المخالفة اال اذا كانت‬

‫‪1308‬‬
‫( ص ص ‪)1322 ،1304 :‬‬ ‫مجلة الفكر القانوني والسياسي )‪ (ISSN: 2588-1620‬المجلد السادس العدد الثاني (‪)2022‬‬
‫"إجراء المثول الفوري وفق قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري"‬

‫‪17‬‬
‫وبالتالي فال مجال للحديث عن المخالفات أو الجنايات‬ ‫للمخالفة ارتباط بالجنحة المحالة الى القسم‬
‫‪18‬‬
‫المتلبس بها‪.‬‬
‫و يالحظ بأن المشرع الجزائري لم يدرج الشرط المتعلق بان تكون الجنحة المقترفة معاقبا عليها‬
‫بالحبس كما كانت تنص المادة ‪ 59‬من ق‪ .‬اج‪ .‬ج بالنسبة الجراء رفع الدعوى بطريق التلبس ‪ ،19‬حيث كان‬
‫المشرع يتطلب هذا الشرط و هذا لمنع النيابة العامة من ايداع المتهمين الحبس المؤقت في الجرائم المعاقب‬
‫عليها بالغرامة فقط ‪ ،‬اال انه في ظل اجراء المثل الفوري لم يعد لللنيابة العامة مجال اليداع المتهمين رهن‬
‫‪20‬‬
‫الحبس المؤقت بل أصبح هذا من اختصاص قاضي الحكم في حال ما اذا تقرر تاجيل القضية ال غير ‪.‬‬
‫أما بخصوص الشرط المتعلق بحالة التلبس فهو مصطلح يطلق على حالة التلبس اسم الجرم المشهود‬
‫‪21‬‬
‫و‬ ‫و هو يتعلق باكتشاف الجريمة في وقت معين و هو ال يتعلق بأركان الجريمة أو مراحل تنفيذها‪،‬‬
‫يالحظ بان المشرع الجزائري لم يعطي تعريفا دقيقا و واضحا للجنحة المتلبس بها و انما اكتفى فقط باالشارة‬
‫الى حاالتها في نص المادة ‪ 41‬من ق‪.‬اج‪.‬ج‪ ،‬و بالعودة الى الفقه نجد ان الفقهاء قد اهتموا بهذه المسالة‬
‫فبعضهم عرف حالة التلبس على انها تكون " في حالة ما اذا كانت الجريمة واقعة و ادلتها ظاهرة و مظنة‬
‫احتمال الخطا فيها خفيفة و التاخر في مباشرة االجراءات قد يعرقل سبل الوصول الى الحقيقة " ‪ ،22‬بينما‬
‫عرفها اخرون على انها " حالة تتعلق باكتشاف الجريمة باركانها القانونية و تعتمد اما على مشاهدتها وقت‬
‫ارتكابها او بعدها بزمن قصير فالمشاهدة الفعلية للجريمة او التقارب الزمني بين كشفها و وقوعها هو مناط‬
‫التلبس و التلبس حالة عينية تالزم الجريمة و ال تتعلق بشخص مرتكبها يكفي من شاهدها يكون قد حضر‬
‫‪23‬‬
‫ارتكابها بنفسه و ادرك وقوعها باي حاسة من حواسه متى كان هذا االد ارك بطريقة ال تحتمل الشك " ‪.‬‬
‫كما حاول القضاء اعطاء تعريف لحالة التلبس و ذلك في ق ارره الصادر عن الغرفة الجنائية بتاريخ‬
‫‪ ، 1964/10/27‬حيث قضى بان التلبس " ال يتطلب القبض على المتهم في نفس المكان الذي ارتكبت فيه‬
‫الجريمة " ‪.‬‬
‫و يتفق كل من الفقه و القضاء على ان بداية التحريات طبقا لحالة التلبس تكون قائمة ما دامت‬
‫االدلة ظاهرة و قائمة و البحث فيها جاريا قصد اكتشاف المشتبه فيه و الذي تتطلب اجراءاته القاء القبض‬
‫‪24‬‬
‫عليه فو ار "‪.‬‬
‫و يميز المشرع الجزائري بين حالتين للجنح في حالة تلبس و هما الجنحة المتلبس بها تلبسا حقيقيا‬
‫(المادة ‪ 41‬الفقرة ‪ 01‬من ق‪.‬اج‪.‬ج) و الجنحة المتلبس بها تلبس اعتباريا (المادة ‪ 41‬الفقرة ‪ 02‬من‬
‫ق‪.‬اج‪.‬ج) ‪ ، 25‬كما اورد ستة صور لحاالت التلبس و هذه الحاالت هي عينية تتعلق بالجريمة ال بشخص‬
‫الجاني و معيار التفرقة بينها هو الفاصل الزمني بين وقت ارتكاب الجريمة بالفعل و بين وقت اكتشاف‬
‫مرتكبها ‪ ، 26‬و من ثم ال يجوز لضابط الشرطة القضائية االستناد لحالة يعتقد أنها تلبس غير واردة في نص‬
‫المادة ‪ 41‬امن ق‪.‬اج‪.‬ج‪ ،‬بل يجب عليه أن يقف بنفسه على حالة التلبس القائمة كأن يشاهدها أو يكتشفها‬

‫‪1309‬‬
‫( ص ص ‪)1322 ،1304 :‬‬ ‫مجلة الفكر القانوني والسياسي )‪ (ISSN: 2588-1620‬المجلد السادس العدد الثاني (‪)2022‬‬
‫"إجراء المثول الفوري وفق قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري"‬

‫‪27‬‬
‫كما ال يرجع للنيابة العامة اختصاص تقدير حالة التلبس عمال‬ ‫بنفسه على ان يتحرى المشروعية في ذلك‪،‬‬
‫بنص المادة ‪ 333‬من ق‪.‬اج‪.‬ج‪ ،‬نظ ار الن احكام المادة ‪ 59‬من ق‪.‬اج‪ .‬ج تم الغاؤها و من ثم ال يمكن‬
‫للنيابة العامة ممارسة هذه الصالحية على اجراءات المثول الفوري كونه يفتح الباب واسعا للتعسف ‪.‬‬
‫و عليه فقد اشترط المشرع الجزائري العمال اجراء المثول افوري ان تكون الجنحة المرتكبة متلبسا بها‬
‫اما الجنح غير المتلبس بها يكون لوكيل الجمهورية الخيار للتصرف فيها بطرق اخرى غير انه ال يترتب على‬
‫مخالفة هذا الشرط بطالن االجراءات ‪ ،28‬و خالفا لذلك فان المشرع الفرنسي كان يحصر اجراء المثول‬
‫الفوري على الجنح المتلبس بها و التي تكون عقوبتها من سنة الى ‪ 05‬سنوات غير ان التعديالت الالحقة‬
‫‪29‬‬
‫و كان‬ ‫سمحت بهذا االجراء حتى في غير حالة التلبس ( المادة ‪ 395‬الفقرة ‪ 01‬من ق‪.‬اج‪ .‬ج‪ .‬ف )‬
‫اكثر وضوحا و دقة حيث استند على معيار العقوبة المقررة قانونا للتفرقة بين القضايا المتلبس بها و غير‬
‫المتلبس بها بحيث اجاز تطبيق اجراء المثول الفوري اذا كانت الجريمة معاقبا عليها بعقوبة تساوي او تزيد‬
‫عن عامين حبس في قضايا التحقيق العادي و تخفض مدة الحبس لتكون ‪ 06‬اشهر حبس على األقل اذا‬
‫‪30‬‬
‫كانت الجنحة متلبس بها ‪.‬‬
‫و رغم ذلك فإن معيار حالة التلبس يبقى غير كافي لوحده و هو بحاجة لمعايير إضافية‪ ،‬ففي فرنسا‬
‫تم التخلي عنه‪ ،‬و حسب تقرير إخباري صادر عن مجلس الشيوخ الفرنسي فإن مجال المثول الفوري "واسع و‬
‫لكن يبقى نسبيا تحت السيطرة" و يشمل "السرقة بالعنف‪ ،‬والحيازة و المتاجرة في المخدرات‪ ،‬و السياقة في‬
‫حالة سكر‪ ،‬و أعمال العنف ضد األشخاص ‪ ،‬و حيازة سالح بدون رخصة ‪ ،‬و الجروح الخطأ مع ظرف‬
‫‪31‬‬
‫السياقة في حالة سكر‪ ،‬و التحطيم العمدي لملك الغير‪ ،‬و التهديد"‪.‬‬
‫ثانيا‪-‬أن ال تكون الجنحة المتلبس بها من الجرائم التي تخضع المتابعة فيها إلجراءات تحقيق خاصة (‬
‫المادة ‪ 339‬مكرر ‪ 02‬من ق‪.‬اج‪.‬ج)‪:‬‬
‫يفهم من هذا اإلستثناء عدم خضوع بعض الجرائم الخاصة سواء كانت من ناحية موضوعها أو‬
‫مرتكبيها من إجراءات المثول الفوري نظ ار لخضوعها إلجراءات متابعة خاصة‪ ،‬و قد بينها المشرع على سبيل‬
‫‪33‬‬ ‫‪32‬‬
‫ﺃﻭ تلك الج ارئم ﺍﳌﺮتﻜبة مﻦ قبل األشخاﺹ‬ ‫و يتعلق األمر بالجنح المرتكبة من طرف األحداث‬ ‫الحصر‬
‫‪35‬‬
‫ﺍﳋاضعﲔ إلمتياﺯﺍﺕ ﺍلتقاضي‪ 34‬و الجرائم ذات الصبغة العسكرية ‪.‬‬
‫كما يالحظ أن المشرع الجزائري لم يستثن جنح الصحافة والجنح ذات الصبغة السياسية من تطبيق هذا‬
‫اإلجراء‪ ،‬عكس ما كان يشترطه بالنسبة إلجراء رفع الدعوى أمام المحكمة بطريق التلبس‪ ،‬كما أن المشرع‬
‫حذف الشرط المتعلق بأن تكون الجنحة المقترفة معاقبا عليها بالحبس‪،‬حسب ما كانت تنص عليه المادة ‪59‬‬
‫‪36‬‬
‫من ق اج ج بالنسبة الجراء رفع الدعوى بطريق اجراء التلبس ‪.‬‬
‫كما تستثنى من ذلك الجرائم التي تحرر بشأنها محاضر بناءا على تحقيق ابتدائي أي ما يسمى‬
‫بالبحث التمهيدي وهذا حسب نص المادة ‪ 63‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪،‬ج ‪ ،‬فإجراءات المثول الفوري هي طريق للتصرف‬

‫‪1310‬‬
‫( ص ص ‪)1322 ،1304 :‬‬ ‫مجلة الفكر القانوني والسياسي )‪ (ISSN: 2588-1620‬المجلد السادس العدد الثاني (‪)2022‬‬
‫"إجراء المثول الفوري وفق قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري"‬

‫في المحاضر التي تعد بناءا على الجنحة المتلبس بها ‪ ،‬وتقرير كون الجريمة في حالة تلبس أو أنها تدخل‬
‫في إطار التحقيق االبتدائي متروك لوكيل الجمهورية ويترتب على ذلك أنه إذا أحيل المتهم على المحكمة‬
‫بناءا على إجراءات المثول الفوري ال يمكن لجهة الحكم أن تبطل إجراءات المتابعة لعدم إقناعها بقيام حالة‬
‫‪37‬‬
‫التلبس إذ ال بطالن بدون نص‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬الشروط اإلجرائية المتطلبة إلجراء المثول الفوري‪:‬‬
‫تتمثل هذه الشروط في ‪:‬‬
‫أوال ‪ -‬شرط عدم تقديم المتهم لضمانات كافية لمثوله امام القضاء ( المواد من ‪ 339‬مكرر ‪ 01‬الى ‪339‬‬
‫مكرر ‪ 04‬من ق‪.‬اج‪.‬ج )‪:‬‬
‫يتم اتباع اجراء المثول الفوري في حالة ما اذا تبين ان عدم حضور المتهم مرجح كونه ال يملك‬
‫ضمانات شخصية قانونية تكفل حضوره الى جلسة المحاكمة‪ ،‬و ذلك نظ ار لوجود بعض المعايير كان ال‬
‫يكون له موطن معروف او كان اجنبيا يخشى ف ارره من يد العدالة او كان مجرما عاديا يخشى تاثيره على‬
‫‪38‬‬
‫و تقدير مدى توافر المتهم على ضمانات المثول امام القضاء من عدمه يرجع‬ ‫وسائل اثبات الجريمة‪،‬‬
‫‪39‬‬
‫لوكيل الجمهورية ‪.‬‬
‫و حسب راينا فإن هذا المعيار غير كاف لوحده للتصرف باجراء المثول الفوري و يجب ان تضاف‬
‫اليه معايير اخرى كان تكون القضية مهياة للفصل فيها و االدلة كافية و الوقائع المنسوبة للمشتبه فيه خطيرة‬
‫‪...‬الخ و هذا تجنبا لتعسف النيابة العامة في اللجوء لهذا االجراء بصفة مفرطة دون مبرر شرعي خالفا لنية‬
‫‪40‬‬
‫المشرع ‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬إجراءات المثول الفوري‪:‬‬
‫يعتبر اجراء المثول الفوري اجراءا مستحدثا اوجده المشرع الجزائري بغية التقليص من تكدس الملفات‬
‫الجزائية التي اصبحت تعاني منه مختلف الجهات القضائية بمختلف درجاتها ‪ ،‬و يكون ذلك بالتسريع في‬
‫الفصل في الملفات المتلبس بها التي ال تحتاج تحقيقا شريطة تحقق مجموعة من الشروط‪ ،‬و عالوة على ذلك‬
‫فانه ال يتم اللجوء الى هذا االجراء اال بعد المرور بمجموعة من االجراءات بعضها يتعين اتباعه امام وكيل‬
‫الجمهورية و بعضها االخر خاص بمرحلة التحقيق القضائي الذي يتم عند انعقاد جلسة المحاكمة ‪.‬‬
‫المطلب االول‪ :‬االجراءات المتبعة امام النيابة العامة ‪:‬‬
‫بعﺪ ﺇستﻜمال عملية جمع ﺍإلستﺪالالﺕ ﻭ ﺍلتحﺮﻱ مﻦ قبل ﺍلضبﻄية ﺍلقضائية ﻭ قبل ﺇنقضاﺀ مﺪﺓ‬
‫‪41‬‬
‫إال أنه يالحظ‬ ‫ﺍلتﻮقيف للنﻈﺮ في حالة اللجوء اليها يتعين تقديم المشتبه فيه أمام الجهة القضائية المختصة‬
‫أن المشرع الجزائري لم يحدد أجال لتقديم المشتبه فيه بعد انتهاء مدة توقيفه للنظر خالفا للمشرع الفرنسي‬
‫‪42‬‬
‫و قد‬ ‫الذي تدارك هذا الفراغ القانوني سنة ‪ 2004‬بفرضه الجل ‪ 24‬ساعة بعد نفاذ مدة التوقيف للنظر‪،‬‬
‫اضاف المشرع الفرنسي ان المتهم المحال وفق اجراء المثول الفوري يتوجب أن يمثل فو ار على المحكمة او‬

‫‪1311‬‬
‫( ص ص ‪)1322 ،1304 :‬‬ ‫مجلة الفكر القانوني والسياسي )‪ (ISSN: 2588-1620‬المجلد السادس العدد الثاني (‪)2022‬‬
‫"إجراء المثول الفوري وفق قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري"‬

‫على االكثر بعد ‪ 03‬ايام من الحبس عندما ال تتمكن المحكمة من االنعقاد في نفس اليوم ‪ ،‬و يمكن لقاضي‬
‫‪43‬‬
‫الحبس و الحريات وضعه في االفراج تحت الرقابة القضائية مع اشعاره بالمثول الفوري امام المحكمة‪.‬‬
‫و بالعودة الى القانون الجزائري فانه يتم تقديم المشتبه فيه و يرسل الملف الى وكيل الجمهورية‬
‫المختص الذي يتعين عليه اجراء تحقيق جدي حول هوية المشتبه فيه و االفعال الجرمية المنسوبة اليه‪ ،‬كما‬
‫يقوم باجراء تحقيق مفصل حول مالبسات الجريمة مع ضرورة اثبات عناصرها المادية و اسنادها الى‬
‫ا لشخص المتهم بها ‪ ،‬و بيان الوصف القانوني المقرر‪ ،‬ليحرر بعدها محضر استجواب من عدة نسخ معد‬
‫من طرف وكيل الجمهورية مرفقا بمحضر حجز ادلة االقناع في حالة وجودها ‪.‬‬
‫و حتى يكون االستجواب صحيحا ال بد ان يكفل فيه للمتهم حرية كاملة خالية من ادنى تاثير ‪ ،‬كما‬
‫يتم اعالمه بالوقائع المنسوبة اليه و االدلة المقدمة ضده مع وجوب ذكر النصوص القانونية المجرمة لألفعال‬
‫المقترفة من قبله‪ ،‬و مع ذلك يحق له إلتزام الصمت عند استجوابه استنادا لنص المادة ‪ 100‬من ق‪.‬إج‪.‬ج‪.‬‬
‫‪44‬‬
‫ج‪.‬‬
‫كما يتوجب تمكين المتهم من حق اإلستعانة بمحامي عند عملية اإلستجواب و يتم التنويه عن ذلك في‬
‫المحضر‪ ،‬إال أن دور المحامي عند المثول امام وكيل الجمهورية يكون سماعيا فقط بحيث يسمح له‬
‫باالطالع على ملف االجراءات الخاص بموكله‪ ،‬و تمكينه من االتصال بالمتهم على انفراد في مكان مهيئ‬
‫لهذا الغرض و تحت مراى مصالح االمن ‪،‬و على الرغم من ذلك فان هذا الحق يبقى ناقصا و نحن نتمنى‬
‫ان يتبع المشرع الجزائري نظيره الفرنسي بالنص صراحة على وجوب حضور المحامي عند تقديم المتهم و‬
‫استجوابه من قبل وكيل الجمهورية و في حال تعذر ذلك يتم االستعانة بنظام المساعدة القضائية مع التنويه‬
‫‪45‬‬
‫و لكن حسب المجلس الدستوري الفرنسي فإن‬ ‫الى ذلك في محضر االستجواب تحت طائلة البطالن‬
‫القانون " لم يتضمن إمكانية استعانة الشخص المقدم أمام وكيل الجمهورية بمحامي‪ ،‬و ذلك ألن هذا القاضي‬
‫ال يتمتع إال بحق اختيار طريق متابعته و قد حرمه القانون من إصدار أمر االيداع "و لكن بالنظر الى‬
‫النتائج الهام ة لهذا االختيار‪ ،‬هناك من يؤكد على ضرورة تكريس " مبدأ الوجاهية بين الدفاع و النيابة قبل‬
‫‪46‬‬
‫اتخاذها للقرار"‪.‬‬
‫إال أن القانون لم يحدد مدة معينة التصال المتهم بمحاميه باعتبار ان االمر يتوقف على طبيعة‬
‫القضية و المدة التي يستغرقها االطالع على الملف من طرف المحامين المؤسسين‪ ،‬شريطة أن يتم ذلك في‬
‫لهذا الغرض صدرت تعليمة من و ازرة العدل من المديرية العامة للشؤون القضائية‬ ‫‪47‬‬
‫احسن الظروف‬
‫والقانونية تحت رقم ‪ 777/15‬المؤرخة في ‪ 2015/09/29‬والتي حثت على إنجاز أماكن مخصصة في كل‬
‫محكمة لتمكين اتصال المتهم بدفاعه وفق معايير تقنية محددة‪ ،‬و هو بالفعل ما تم تفعيله في الواقع حيث تم‬
‫‪48‬‬
‫تخصيص غرفة للمحادثة قريبة من مكتب التقديمات و اماكن االحتجاز‪.‬‬

‫‪1312‬‬
‫( ص ص ‪)1322 ،1304 :‬‬ ‫مجلة الفكر القانوني والسياسي )‪ (ISSN: 2588-1620‬المجلد السادس العدد الثاني (‪)2022‬‬
‫"إجراء المثول الفوري وفق قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري"‬

‫و بعد إنتهاء عملية اإلستجواب يكون لوكيل الجمهورية سلطة تقديرية واسعة في اتخاذ االجراء‬
‫المناسب لتحريك الدعوى العمومية فله ان يحيل المتهم على المحكمة عن طريق االستدعاء المباشر رغم قيام‬
‫حالة التلبس او احالته على جهة التحقيق او احالته للمحاكمة بموجب اجراءات المثول الفوري التي حلت‬
‫‪49‬‬
‫محل اجراءات التلبس‪.‬‬
‫و في حالة إتباع إجراء المثول الفوري فإن المتهم يمثل المتهم أمام المحكمة في نفس اليوم الذي تم فيه‬
‫استجوابه من قبل وكيل الجمهورية و يكون وقتها موضوعا تحت الحراسة االمنية‪ ،‬اما بالنسبة للضحية ان‬
‫‪50‬‬
‫رغم‬ ‫وجد فان مصلحته تستدعي الحضور الى جلسة المحاكمة و اال اعتبر تاركا الدعائه عند المحاكمة ‪،‬‬
‫أن الضحية سيقتصر طلبه في الجلسة في غالب األحيان على تعويض جزافي و هذا راجع الى السرعة‬
‫المميزة الجراء المثول الفوري و التي يتعذر معها تقدير االضراال بدقة‪ ،‬و بالعودة الى القانون الفرنسي نجده‬
‫يفرض الرأي االلزامي للضحية في حالة المتابعة حيث يوجد مكتب مخصص للضحايا على مستوى المحكمة‬
‫‪51‬‬
‫يتم فيه تبليغهم من قبل كاتب ضبط بمآل االجراءات و إعالمهم بحقوقهم من خالل إخطارهم هاتفيا ‪.‬‬
‫اما بخصوص الشهود فانه يجوز لضباط الشرطة القضائية استدعاءهم شفاهة و يلزم هؤالء بالحضور‬
‫‪52‬‬
‫اال ان المشرع الجزائري لم يحدد نوعها و ال الجهة التي لها‬ ‫تحت طائلة العقوبات المنصوص عليها قانونا‬
‫سلطة فرضها غير انه يمكن القول بان قاضي الحكم هو المخول بذلك بعد احالة ملف الدعوى على محكمة‬
‫‪53‬‬
‫الجنح‪.‬‬
‫و لكن من االجدر ان يكون التبليغ بموعد المحاكمة لجميع األطراف بموجب محاضر حتى تتمكن‬
‫جهة الحكم من بسط رقابتها على صحة اجراءات التكليف بالحضور و هذا تفاديا لتاجيل القضية من اجل‬
‫استدعاء االطراف و ما يترتب على ذلك من تاخير في الفصل في القضايا و كذا مخاطر ايداع المتهم رهن‬
‫‪54‬‬
‫الحبس المؤقت في اول جلسة بمبرر اجرائي ال ذنب له فيه ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬االجراءات المتبعة امام قاضي الحكم ‪:‬‬
‫بعد استكمال اجراءات استجواب المتهم من قبل وكيل الجمهورية يتم احالة المتهم فو ار حتى تتم‬
‫محاكمته في الحين مع مراعاة ظروف كل محكمة و تنظيم العمل بها و عدد جلسات قسم الجنح‪ ،‬حيث ان‬
‫قضايا المثول الفوري ينبغي ان تعرض اصال على جلسة الجنح المنعقدة اما في الحاالت التي تكون فيها‬
‫مواعيد جلسات الجنح متباعدة و ال تسمح باجراء المحاكمة فو ار بعد تقديم المشتبه فيه فيتعين عقد جلسة‬
‫خاصة يتراسها رئيس المحكمة او يعين من ينوب عنه في حالة غيابه ‪ ،55‬ليصدر الحكم في نفس اليوم الذي‬
‫تمت فيه المحاكمة و هذا ما يقصد به تبسيط المحاكمات و سرعة االجراءات و لكن هناك استثناءات ترد‬
‫‪56‬‬
‫على هذا المبدا اين يتم فيها تاجيل القضية للنطق بها في اقرب جلسة‪.‬‬

‫‪1313‬‬
‫( ص ص ‪)1322 ،1304 :‬‬ ‫مجلة الفكر القانوني والسياسي )‪ (ISSN: 2588-1620‬المجلد السادس العدد الثاني (‪)2022‬‬
‫"إجراء المثول الفوري وفق قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري"‬

‫الفرع االول ‪ :‬في حالة تاجيل القضية ‪:‬‬


‫بعد تمكن القاضي المختص من االطالع على نسخة من الملف تنعقد جلسة المثول الفوري اين يتحقق‬
‫القاضي من هوية المتهم و من حضور او غياب المسؤول عن الحقوق المدنية و المدعي المدني و الشهود (‬
‫‪57‬‬
‫و يواجهه‬ ‫المادة ‪ 343‬من ق‪ .‬اج‪ .‬ج ) ‪ ،‬و يعرف المتهم باالجراء الذي بموجبه تم احالته على المحكمة ‪،‬‬
‫بالتهمة المتابع من اجلها و النصوص القانونية المجرمة لها و يتاكد من هيئة الدفاع ان وجدت ‪ ،‬اما في‬
‫حالة ما اذا لم يكن للمتهم دفاع يساله ان كان يتنازل عن حقه في الدفاع ام ال و ينوه عن اجابته في الحكم‪،‬‬
‫و هنا نكون امام فرضيتين اما ان يفضل المتهم المحاكمة في الحين بدون دفاع او يتمسك بحقه في تحضير‬
‫دفاعه و في هذه الحالة االخيرة تمنح المحكمة المتهم مهلة لتحضير دفاعه‪ ،‬لكن يالحظ ان المشرع‬
‫الجزائري لم يحدد الحد األقصى لهذا األجل بل اكتفى بالنص على ان ال تقل هذه المهلة عن ثالثة أيام ال‬
‫سيما في حالة ما إذا تقرر حبس المتهم مؤقتا‪ ،‬على خالف ما فعل المشرع الفرنسي والذي جعل التأجيل في‬
‫هذه الحالة محصو ار بين أسبوعين وستة أسابيع ( المادة ‪ 397‬من ق‪ .‬إ ج‪.‬ج‪.‬ف)‪ ،‬و عليه و امام هذا‬
‫الغموض فانه يتم االحتكام الى الفقرة األخيرة من المادة ‪ 339‬مكرر ‪ 05‬من ق‪.‬اج‪.‬ج‪.‬ج والتي جعلت‬
‫التأجيل في حال لم تكن الدعوى مهيأة للفصل فيها إلى أقرب جلسة ممكنة‪.‬‬
‫كما يحق للمحكمة تاجيل القضية اذا رأت بان الدعوى غير مهيأة للفصل فيها (كعدم حضور شاهد أو‬
‫الضحية أو لكون المتهم تمسك بشاهد نفي‪ ،‬أو لكون أوراق الملف الجزائي غير تامة سيما عدم وجود شهادة‬
‫ميالد المتهم أو صحيفة سوابقه القضائية ‪ ...‬الخ )‪ ،‬هنا تؤجل المحكمة القضية ألقرب جلسة ممكنة‪ ،‬و عليه‬
‫فانه يتعين على النيابة العامة ان تتاكد من توافر كل العناصر الضرورية الالزمة لتمكين المحكمة من الفصل‬
‫في القضية المعروضة عليها عند أول جلسة ‪.‬‬
‫وينشا عن تأجيل المحكمة للدعوى ضرورة الفصل في وضعية حرية المتهم وذلك بعد االستماع لطلبات‬
‫النيابة والمتهم ودفاعه ان وجد ( المادة ‪ 339‬مكرر ‪ 06‬من ق‪ .‬اج‪.‬ج‪ .‬ج ) ‪ ،‬وهنا يمارس القاضي سلطته‬
‫التقديرية سواء بترك المتهم ح ار طبقا لمبدا قرينة البراءة إذا لم تكن الوقائع خطيرة أو كان الضحية متنازال عن‬
‫حقوقه أو في حال وقوع صلح بين الطرفين‪ ،‬كما يجوز للقاضي إخضاع المتهم لتدبير أو أكثر من تدابير‬
‫الرقابة القضائية المنصوص عليها في المادة ‪ 125‬مكرر ‪ 01‬من ق‪.‬اج ‪.‬ج‪.‬ج ‪ ،‬و كخيار اخير يمكنه تقييد‬
‫‪58‬‬
‫حرية المتهم و ذلك بوضعه رهن الحبس المؤقت‪.‬‬
‫تجدر االشارة الى ان هذه التدابير الثالثة لم يكن منصوصا عليها في اجراءات التلبس الملغاة بموجب‬
‫المادة ‪ 59‬من ق ‪.‬اج‪.‬ج ج و هي تعد ضمانة اساسية في حق المتهم كي ال تهدر حقوقه تكريسا لمبدا‬
‫و ان اتخاذ المحكمة الحد هاته التدابير يجب ان يكون مبني على معايير موضوعية‬ ‫‪59‬‬
‫المحاكمة العادلة‬
‫‪60‬‬
‫تجعل من اتخاذها الي تدبير يحقق الغرض منها ‪.‬‬

‫‪1314‬‬
‫( ص ص ‪)1322 ،1304 :‬‬ ‫مجلة الفكر القانوني والسياسي )‪ (ISSN: 2588-1620‬المجلد السادس العدد الثاني (‪)2022‬‬
‫"إجراء المثول الفوري وفق قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري"‬

‫أوال‪-‬ترك المتهم حر ‪:‬‬


‫يتقرر ترك المتهم ح ار في حال تقديمه ضمانات للمثول مرة أخرى امام المحكمة بحيث يرجع تقديرها‬
‫للجهة القضائية ( مثال ان يكون له موطن و محل قار معروف‪،‬عدم وجود قرائن كافية ضد المتهم‪ ،‬ان ال‬
‫تكون الجريمة معاقبا عليها بعقوبة سالبة للحرية‪ ...‬الخ )‪ ،‬شريطة ان ال يكون من شان هذا التدبير التاثير‬
‫على السير الحسن للمحاكمة‪ ،‬و مع ذلك قد يلجأ القاضي من تلقاء نفسه إلى ترك المتهم حر في بعض‬
‫الملفات المثول الفوري نظر لطابعها االنساني‪ ،‬حيث يمنح للمتهم فرصة أخرى للتصالح مع الضحية او‬
‫تسوية وضعيته اتجاهها حتى تتنازل هذه االخيرة عن المطالبة بالتعويضات المدنية‪ ،‬و هو االمر الذي يسمح‬
‫للقاضي القضاء بوضع حد للمتابعة الجزائية نتيجة الصفح ‪ ،‬اما في حالة ما اذا كان هذا التصالح ال يضع‬
‫‪61‬‬
‫حد للمتابعة الجزائية فبامكانه افادته بظروف التخفيف ‪.‬‬
‫ويكفي أن ينطق القاضي بهذا االمر شفاهة بالجلسة ويشير إليه على حافظة الملف ( المادة ‪339‬‬
‫مكرر ‪ 06‬من ق‪.‬اج‪.‬ج‪.‬ج ) دون الحاجة الى ان يكون مكتوبا و مسببا ما دام ان المتهم مثل ح ار طليقا و لم‬
‫تقيد حريته‪ ،‬ناهيك عن كون ذلك األمر ال رقابة عليه و هو غير قابل لالستئناف من أي طرف‪ ،‬وبالتالي‬
‫تنفي العلة من تحرير ذلك األمر‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬إخضاع المتهم لتدبير من تدابير الرقابة القضائية ‪:‬‬
‫يلجأ القاضي الى هذه التدابير كخيار وسط بين ترك المتهم ح ار أو وضعه في الحبس المؤقت وذلك‬
‫عندما يرى بان إحدى تدابير الرقابة القضائية المنصوص عليها بالمادة ‪ 125‬مكرر ‪ 01‬من ق‪.‬اج‪.‬ج‪.‬ج‬
‫كفيلة بضمان مثول المتهم أمام المحكمة في التاريخ الذي أجلت إليه الدعوى‪ ،‬و هنا يتوجب على القاضي‬
‫عند اختياره لهذه التدابير ان يتاكد من انها تتالئم و شخصية المتهم و انها تحقق الغرض من وراء توقيعها‬
‫بالنظر إلى خطورة الوقائع ومدى ثبوتها في حق المتهم ‪.‬‬
‫و عليه يتم تحرير أم ار خاص يقرر فيه التدبير أو التدابير التي يلزم المتهم التقيد بها و التي يتعين‬
‫على النيابة العامة متابعة تنفيذها ( للمادة ‪ 339‬مكرر ‪ 07‬من ق‪.‬اج‪.‬ج )‪ ،‬غير أنه ال يترتب على مخالفة‬
‫المتهم إلحدى تدابير الرقابة القضائية المفروضة عليه وضعه رهن الحبس المؤقت كما هو الحال بالنسبة‬
‫لخرق تدابير الرقابة القضائية المقررة من طرف قاضي التحقيق ( المادة ‪ 123‬من ق‪.‬اج‪.‬ج‪.‬ج) وانما يجعل‬
‫منه مرتكبا للجنحة المنصوص عليها في المادة ‪ 239‬من ق‪.‬اج‪.‬ج‪.‬ج الذي يمكن معاقبته بالغرامة و ‪ /‬او‬
‫الحبس‪ ،‬و في االخير فانه يتعين على القاضي وعند فصله في موضوع القضية أن يقضي برفع الرقابة‬
‫‪62‬‬
‫القضائية التي أمر بها وذلك النتهاء الغاية من ورائها ( المادة ‪ 125‬مكرر ‪ 03‬من ق‪ .‬اج‪ .‬ج)‪.‬‬
‫ثالثا‪-‬وضع المتهم رهن الحبس المؤقت‪:‬‬
‫كانت المادة ‪ 59‬من قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري قبل الغائها بموجب األمر رقم ‪02-15‬‬
‫المعدل و المتمم للقانون السالف الذكر تخول لوكيل الجمهورية سلطة استجواب المتهم بالجنحة المتلبس بها‬

‫‪1315‬‬
‫( ص ص ‪)1322 ،1304 :‬‬ ‫مجلة الفكر القانوني والسياسي )‪ (ISSN: 2588-1620‬المجلد السادس العدد الثاني (‪)2022‬‬
‫"إجراء المثول الفوري وفق قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري"‬

‫و ايداعه الحبس المؤقت لكن بعد صدور االمر السالف الذكر اصبحت صالحية الوضع رهن الحبس المؤقت‬
‫من اختصاص قاضي المثول الفوري‪ ،‬و مع ذلك يجوز لوكيل الجمهورية إصدار أمر إحضار المشتبه فيه إذا‬
‫رفض االمتثال أو الخضوع إلجراءات االستدالل ‪ ،63‬و قد جعل المشرع لجوء المحكمة لوضع المتهم رهن‬
‫الحبس المؤقت الخيار األخير للمحكمة بدال من النيابة العامة وذلك ينسجم مع طابعه االستثنائي (المادة‬
‫‪ 123‬من ق‪.‬اج‪.‬ج‪.‬ج )‪ ،‬بحيث يستند القاضي من اجل ذلك على العديد من المعايير المتعلقة بالحبس‬
‫المؤقت الذي يأمر به قاضي التحقيق ( مثال انعدام موطن مستقر للمتهم‪ ،‬خطورة األفعال‪ ،‬أو كان الحبس‬
‫هو اإلجراء الوحيد لمنع الضغط على الشهود أو الضحايا أو التواطؤ بين المتهمين أو أنه ضروري لحماية‬
‫المتهم ‪...‬الخ)‪ ،‬ذلك أن الغرض األساسي من وضع المتهم رهن الحبس المؤقت هو لضمان مثوله أمام‬
‫المحكمة ولحسن سير إجراءاتها و هو ال يشكل عقوبة مسبقة أو تعجيال بتنفيذ العقوبة المحتمل توقيعها ضد‬
‫المتهم‪ ،‬الن القاضي يبني قناعته من خالل التحقيق النهائي الذي يدور خالل الجلسة وليس قبلها و يكون‬
‫ذلك بناء على العناصر الموضوعية والشخصية التي يستجمعها طبقا للمادة ‪ 212‬من ق‪.‬اج‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬و عليه‬
‫فإنه يتوجب على القاضي أن يحرر األمر بوضع المتهم رهن الحبس المؤقت حتى يتسنى للنيابة العامة‬
‫‪64‬‬
‫غير ان القاضي غير ملزم بتسبيبه كونه ال غير قابل لالستئناف بخالف االمر بالوضع رهن‬ ‫تنفيذه‪،‬‬
‫‪65‬‬
‫الحبس المؤقت الصادر عن قاضي التحقيق‪.‬‬
‫و لكن يجوز للقاضي االفراج مؤقتا عن المتهم الذي امر بوضعه رهن الحبس المؤقت في الجلسة‬
‫السابقة و ذلك بموجب امر مسبب و في هذه الحالة تسترجع النيابة العامة حقها في االستئناف خالل ‪24‬‬
‫‪66‬‬
‫ساعة من النطق به طبقا لنص المادة ‪ 128‬من ق اج ج ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬في حالة عدم تاجيل القضية ‪:‬‬
‫إذا كان المتهم قد اختار محامي للدفاع عنه أو تنازل صراحة عنه بعد تنويه المحكمة له بحقه في‬
‫االستعانة به و فضل المحاكمة بدونه‪ ،‬يمكن للجهة القضائية النظر في القضية في الحين شريطة ان تكون‬
‫مهيأة للفصل فيها ‪ ،‬بمعنى تجري محاكمة المتهم فو ار بحضور جميع أطراف الدعوى و تعقد جلسة في هذا‬
‫ﻭ يكون ذلك اما بصورة علنية او سرية حسب طبيعة القضية المحالة‪،‬‬ ‫‪67‬‬
‫اإلطار تسمى جلسة المثول الفوري‬
‫و تتبع نفﺲ ﺍإلجﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌتبعة ﰲ القواعد العامة و المتعلقة بالتحقيق النهائي ﻭ ﲤنح فيها كافة ضماناﺕ‬
‫ﺍﶈاكمة ﺍلعاﺩلة‪.‬‬
‫و عليه فإن ﺍلقاضي يقوم بإستجﻮﺍﺏ ﺍﳌتهﻢ ﻭ ﲰاﻉ ﺍلشهﻮﺩ المسموعين عند الضبطية القضائية و كذا‬
‫ﺍلﻄﺮﻑ ﺍﳌﺪﱐ و المسؤول المدني و اجراء المواجهة بينهم ان اقتضى االمر ذلك كما يتولى مناقشة ادلة‬
‫االثبات ‪ ،‬ﻭ عند اإلنتهاء من التحقيق تتقدم األطراف المدنية أو دفاعها بالطلبات المدنية ثم تمنح الكلمة‬
‫للنيابة العامة من أجل إبداء التماساتها‪ ،‬ليفتح بعدها المجال لدفاع ﺍﳌتهﻢ في حال وجوده حتى يقدم الطلبات‬
‫التي يراها مناسبة‪ ،‬ﻭ يكون لدفاع الطرف المدني و ﺍلنيابة ﺍلعامة حﻖ ﺍلﺮﺩ على ﺩفاﻉ للمتهﻢ ‪ ،‬ثم تمنح‬

‫‪1316‬‬
‫( ص ص ‪)1322 ،1304 :‬‬ ‫مجلة الفكر القانوني والسياسي )‪ (ISSN: 2588-1620‬المجلد السادس العدد الثاني (‪)2022‬‬
‫"إجراء المثول الفوري وفق قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري"‬

‫‪68‬‬
‫ليقرر بعدها القاضي النطق بالحكم إما بعد االنتهاء مباشرة من‬ ‫بعدها الكلمة االخيرة للمتهم او دفاعه‬
‫إجراءات المحاكمة أو الى جلسة الحقة محددة التاريخ شريطة ان يكون ذلك بصورة علنية حتى و لو اجريت‬
‫‪69‬‬
‫المرافعات في جلسة سرية ‪.‬‬
‫اوال ‪ -‬اذا تقرر وضع القضية في المداومة بعد حين ‪:‬‬
‫في هذه الحالة يصدر القاضي حكما في القضية يقضي إما بالبراءة أو اإلدانة‪ ،‬و في الحالة األخيرة‬
‫فإنه يخلى سبيل المتهم اذا لم يكن محبوسا مؤقتا إال إذا قررت األمر بإيداع المتهم المحكوم عليه رهن الحبس‬
‫‪70‬‬
‫التي تستوجب امر ايداع بالجلسة‬ ‫متى توافرت شروطه المنصوص عليها في المادة ‪ 358‬من ق إ ج‬
‫بخالف المشرع الفرنسي الذي اجاز في‬ ‫‪71‬‬
‫على ان يكون مسببا و ان ال تكون العقوبة المقررة تقل عن سنة‪،‬‬
‫قضايا المثول الفوري كاستثناء عن القواعد العامة االمر بايداع المتهم الحبس حتى و لو كانت العقوبة‬
‫‪72‬‬
‫الصادرة تقل عن السنة ‪.‬‬
‫و في حالة ما اذا كان المتهم محبوسا مؤقتا فانه يخلى سبيله بقوة القانون طبقا للمادة ‪ 365‬من ق‪.‬‬
‫اج‪.‬ج‪ .‬ج في حال ما اذا تم الحكم عليه بالبراءة او بعقوبة الغرامة او بعقوبة سالبة للحرية مع وقف التنفيذ او‬
‫‪73‬‬
‫بعقوبة العمل للنفع العام او كانت مدة العقوبة المحكوم بها عليه قد استنفذت بمدة الحبس المؤقت‪.‬‬
‫ثانيا ‪ -‬إذا تقرر وضع القضية في المداولة ليوم معين‪:‬‬
‫و يكون ذلك طبقا لنص المادة ‪ 355‬من ق‪.‬اج‪.‬ج‪.‬ج كون الدعوى غير مهيأة للحكم فيها في هذه‬
‫‪74‬‬
‫الحالة أيضا يخلى سبيل المتهم ما لم يكن محبوسا لسبب اخر و ما لم يتقرر وضعه رهن الحبس المؤقت‬
‫رغم انه في الواقع العملي يلجا بعض القضاة الى وضع القضية في النظر مع وضع المتهم رهن الحبس‬
‫المؤقت و هو ما يعد خرقا الحكام قانون اإلجراءات الجزائري كون ان قناعة القاضي تكون قد تكونت من‬
‫خالل التحقيق النهائي المجرى في الجلسة ‪ ،75‬و من ثم ال حاجة لتقييد حرية المتهم ليتقرر بعدها عند النطق‬
‫بالحكم اإلفراج عنه‪ ،‬في حين ان المشرع الفرنسي نص على امكانية تاجيل النطق بالعقوبة مع وضع المتهم‬
‫رهن الحبس المؤقت أو تحت نظام الرقابة القضائية أو االلكترونية عن طريق السوار االلكتروني فقط في‬
‫حالة ما إذا أمر قاضي المثول الفوري بإجراء تحقيق إجتماعي حول المتهم ( المواد ‪ 1-3-397‬من ق‪.‬اج‪.‬ج‬
‫‪76‬‬
‫و ‪ 1-70-132‬من ق‪.‬ع‪. ).‬‬
‫الخاتمة ‪:‬‬
‫استحدث المشرع الجزائري اجراء المثول الفوري ليحل محل اجراء التلبس و جعله يخضع لمبدأ المالئمة‬
‫المخول للنيابة العامة بغرض تبسيط اجراءات المحاكمة في الجنح المتلبس بها التي ال تحتاج تحقيقا و حل‬
‫مشكلة تضخم عدد القضايا المعروضة على الجهات القضائية في الجزائر و في بطء وثيرة الفصل فيها في‬
‫اجال معقولة تماشيا مع ما هو مقرر في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية و السياسية‪ ،‬و لكن رغم كل‬
‫هذه المزايا اال ان هذا اإلجراء لم يلقى استحسانا من قبل جانب من رجال القانون كونهم لمسوا العديد من‬

‫‪1317‬‬
‫( ص ص ‪)1322 ،1304 :‬‬ ‫مجلة الفكر القانوني والسياسي )‪ (ISSN: 2588-1620‬المجلد السادس العدد الثاني (‪)2022‬‬
‫"إجراء المثول الفوري وفق قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري"‬

‫الثغرات القانونية عند تطبيقه التي تستوجب اعادة النظر فيها لبلوغ االهداف المنشودة من وراء استحداثه‪ ،‬و‬
‫بناءا على ذلك يمكننا استخالص النتائج التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬عزز نظام المثول الفوري بعض الحقوق لصالح المتهم بحيث كفل له حق المثول امام الجهات‬
‫القضائية ح ار كما مكنه من حق الدفاع ‪ ،‬اال ان هذه الضمانة المكرسة لصالح المتهم ال تصب في صالحه‬
‫ففي حالة تمسكه بالدفاع فان ذلك يجعله معرضا لخطر الوضع رهن الحبس المؤقت ‪ ،‬اما في حالة تفضيله‬
‫التنازل عن حق الدفاع رغبة منه في المحاكمة بسرعة و من ثم اطالق سراحه ففي هذه الوضعية القانون‬
‫الجزائري لم يعطيه الحق في االطالع على ملف الدعوى شخصيا لتمكينه من الدفاع عن نفسه كما فعل‬
‫المشرع الفرنسي ‪.‬‬
‫‪ -‬ساهم اجراء المثول الفوري في تكريس مبدا استقاللية القضاء و ذلك بتجريد وكيل الجمهورية من‬
‫سلطة امر االيداع بالحبس كونه يعد خصما في الدعوى الجزائية و منحها لقضاة الحكم‪ ،‬اال انه و مع ذلك‬
‫يالحظ من خالل الممارسة العملية ان هناك مغاالة في اصدار اوامر االيداع عند تاجيل القضايا و هو امر‬
‫غير صائب ما دام ان القاعدة تقتضي البراءة في جانب أي شخص ما لم تثبت ادانته قضائيا‪ ،‬و هو االمر‬
‫الذي يتوجب تكريسه عند التاجيل مع تحديد الحد االقصى لعدد التاجيالت و توسيع الضمانات الكافية‬
‫لحضور المتهم الن الغاية من هذا االجراء تكمن في محاكمة الشخص فو ار و بسرعة ‪.‬‬
‫‪ -‬ان االوامر الصادرة من قبل قضاة الحكم و المتعلقة بحرية المتهم هي غير قابلة لالستئناف (المادة‬
‫‪ 339‬مكرر ‪ 06‬من ق ‪.‬اج‪.‬ج ‪.‬ج ) و هو امر منافي للمبادئ المنصوص عليها في المواثيق الدولية‪ ،‬و مع‬
‫ذلك و تماشيا مع نص المادة السالفة الذكر فانه يتوجب على المشرع النص كذلك على عدم جواز استئناف‬
‫االمر باالفراج عن المتهم الذي سبق و ان اودع الحبس بالجلسة االولى و تم تاجيل ملف قضيته لجلسة‬
‫الحقة ‪.‬‬
‫‪ -‬إن السرعة التي يتطلبها هذا االجراء من شانها ان تشكل نوع من الضغط على القاضي المختص‬
‫بالفصل في القضايا المحالة امامه وفق هذا االجراء ‪ ،‬و هو االمر الذي قد يؤثر عليه عند بثه فيها ألنه‬
‫يكون ملزما باالطالع على ملف القضية في الحين و قد يلجا احيانا الى التاجيل كون القضية غير مهياة‬
‫للفصل فيها من اجل اخذ الوقت الكافي للتدقيق في الملف نظ ار لتشعب القضية المطروحة امامه‪ ،‬بالرغم من‬
‫ان هذا القرار ال يصب في صالح دفاع المتهم كون هذا االخير يفضل في غالب االحيان المحاكمة في‬
‫الحين تجنبا لوضع المتهم رهن الحبس المؤقت حتى و لو لم يكن ملما بملف القضية نظ ار لضيق الوقت ‪ ،‬و‬
‫هو االمر الذي يشكل مساسا بحقوق الدفاع كون مرافعة الدفاع ستكون على عجالة و تقتصر في غالب‬
‫االحيان على سرد الواقع االجتماعي و االوضاع المزرية التي يعاني منها المتهم طمعا في افادته بظروف‬
‫التخفيف ‪.‬‬

‫‪1318‬‬
‫( ص ص ‪)1322 ،1304 :‬‬ ‫مجلة الفكر القانوني والسياسي )‪ (ISSN: 2588-1620‬المجلد السادس العدد الثاني (‪)2022‬‬
‫"إجراء المثول الفوري وفق قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري"‬

‫‪ -‬يساعد هذا االجراء على الحد من تكدس المؤسسات العقابية بالمحبوسين‪ ،‬بحيث ان عدد النزالء‬
‫شهد إرتفاعا في ظل اجراءات التلبس سواء تعلق االمر بالمتهمين المحكوم عليهم بصورة نهائية او اولئك‬
‫المتواجدين في المؤسسات على ذمة التحقيق معهم ‪ ،‬لكن الواقع العملي اثبت عكس ذلك في ظل إجراءات‬
‫المثول الفوري بحيث الزالت المؤسسات العقابية تشهد تزايدا مطردا في عدد المحبوسين ‪.‬‬
‫‪-‬اذا كان الهدف من نظام المثول الفوري تعزيز الحماية المقررة للحقوق و الحريات االساسية المكرسة‬
‫في المواثيق و االتفاقيات الدولية اال ان الممارسة العملية له اوضحت ان المشرع الجزائري اهتم فقط ببيان‬
‫شروط واجراءات تطبيق هذا النظام و سعى من خالل احكامه التركيز فقط على الشخص المتهم متناسيا‬
‫الشخص المتضرر من الجريمة‪.‬‬
‫‪ -‬هذا االجراء في بعض القضايا يخلق نوعا من عدم التساوي في المركز القانوني للمتهم فالمتهم الذي‬
‫يتم محاكمته فو ار دون تاجيل القضية يبقى ح ار في حال الحكم عليه بعقوبة سالبة للحرية بدون ايداعه الحبس‪،‬‬
‫بينما المتهم الذي تؤجل قضيته و يتم وضعه رهن الحبس المؤقت فانه يكون ملزما بتنفيذ مدة العقوبة السالبة‬
‫للحرية المحكوم عليها ضده في حال ثبوت ادانته مهما كانت مدتها‪ ،‬و ال يتم االفراج عنه اال في حالة‬
‫استفادته من البراءة او كانت العقوبة المحكوم بها ضده عقوبة مالية او عقوبة سالبة للحرية موقوفة التنفيذ و‬
‫هو ما يخل بمبدا المساواة امام القضاء‪.‬‬

‫الهوامش ‪:‬‬

‫‪ -1‬ظهر هذا االجراء في فرنسا بموجب قانون ‪ 466-83‬الصادر في ‪ 10‬جوان ‪ 1983‬و قد شهد عدة تعديالت ليصبح‬
‫بموجبها اجراء المثول الفوري يشمل الجنح بصفة عامة (قانون ‪ 1138-2002‬المؤرخ في ‪ 09‬سبتمبر ‪.)2002‬‬
‫‪-2‬هاللبي خيرة ‪ ،‬تربح مخلوف ‪ ،‬اجراء المثول الفوري كالية جديدة لتحريك الدعوى العمومية في ظل االمر رقم ‪ ،02/15‬مجلة‬
‫المستقبل للدراسات القانونية و السياسية ‪،‬المركز الجامعي افلو ‪ ،‬العدد ‪ ، 02‬السنة جانفي ‪ ،2018‬ص ‪ 43‬و ‪.44‬‬
‫‪ -3‬دريسي عبد هللا ‪ ،‬بولواطة السعيد ‪ ،‬اجراءات المثول الفوري في القانون الجزائي الجزائري ‪ ،‬مجلة الدراسات و البحوث‬
‫القانونية ‪ ،‬جامعة مسيلة ‪،‬المجلد ‪ ، 04‬العدد ‪ ، 01‬السنة جوان ‪ ،2019‬ص ‪ 274‬و ‪.275‬‬
‫‪-4‬بشقاوي منيرة‪ ،‬بوكحيل االخضر ‪ ،‬المثول الفوري في النظام القضائي الجزائري ‪ ،‬دفاتر السياسة و القانون ‪،‬جامعة قاصدي‬
‫مرباح بورقلة‪ ،‬المجلد ‪ ، 13‬العدد ‪ ، 01‬السنة ‪ ،2021‬ص ‪.123‬‬
‫‪-5‬دريسي عبد هللا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.276‬‬
‫‪-6‬بوصيدة فيصل ‪ ،‬المثول الفوري كبديل لمنظومة التلبس بالجرم ‪ ،‬دراسات في حقوق االنسان ‪،‬جامعة الجزائر ‪ ،03‬المجلد‬
‫‪ ، 05‬العدد ‪ ، 01‬السنة ‪ ،2021‬ص ‪.94‬‬
‫‪ -7‬تشانتشان منال ‪ ،‬المثول الفوري كاجراء جديد الخطار المحكمة في حالة الجنح المتلبس بها ‪ ،‬مجلة بحوث ‪،‬جامعة بن‬
‫يوسف بن خدة بالجزائر ‪ ،‬العدد ‪ ، 09‬الجزء ‪ ،01‬ص ‪.160‬‬
‫‪-8‬بشقاوي منيرة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.123‬‬
‫‪-9‬بوصيدة فيصل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.86‬‬

‫‪1319‬‬
‫( ص ص ‪)1322 ،1304 :‬‬ ‫مجلة الفكر القانوني والسياسي )‪ (ISSN: 2588-1620‬المجلد السادس العدد الثاني (‪)2022‬‬
‫"إجراء المثول الفوري وفق قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري"‬

‫‪-10‬تشانشان منال‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.161‬‬


‫‪-11‬هاللبي خيرة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.44‬‬
‫‪-12‬بشيخ محمد حسين‪ ،‬في المثول الفوري ‪ /‬االجابة الجزائية المستعجلة ‪ :‬من التلبس الى المثول الفوري ‪ ،‬مجلة المستقبل‬
‫للدراسات القانونية و السياسية ‪ ،‬المركز الجامعي افلوا‪ ،‬العدد ‪ ، 02‬السنة جانفي ‪ ،2018‬ص ‪.169‬‬
‫‪-13‬العربي نصر الشريف‪ ،‬المثول الفوري ‪ ،‬االمر الجزائي و الوساطة على ضوء االمر ‪ ،02-15‬مجلة البحوث القانونية و‬
‫السياسية ‪ ،‬جامعة د‪.‬الطاهر موالي بسعيدة ‪ ،‬المجلد ‪ ، 08‬السنة جوان ‪ ،2017‬ص ‪ 304‬و ‪.305‬‬
‫‪-14‬بشيخ محمد حسين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 170‬و ‪.171‬‬
‫‪-15‬لوني فريدة ‪ ،‬نظام المثول الفوري في التشريع الجزائري ‪ ،‬مجلة الحقوق و العلوم االنسانية ‪ ،‬جامعة زيان عاشور بالجلفة ‪،‬‬
‫المجلد ‪ ، 10‬العدد ‪ ،04‬السنة ‪ 15‬ديسمبر ‪ ،2017‬ص ‪.186‬‬
‫‪-16‬العربي نصر الشريف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.305‬‬
‫‪-17‬العربي نصر الشريف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.305‬‬
‫‪-18‬لوني فريدة ‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.186‬‬
‫‪-19‬بوصيدة فيصل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.88‬‬
‫‪-20‬العربي نصر الشريف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.306‬‬
‫‪-21‬لوني فريدة ‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 186‬و ‪.187‬‬
‫‪-22‬بوسري عبد اللطيف‪ ،‬نظام المثول الفوري بديل الجراءات التلبس في التشريع الجزائري ‪ ،‬المجلة االكاديمية للبحث القانوني‬
‫‪ ،‬جامعة عبد الرحمان مييرة ببجاية ‪ ،‬المجلد ‪ ،08‬العدد ‪ ، 01‬السنة ‪ ،2017‬ص ‪.469‬‬
‫‪ -23‬الويزة نجار ‪ ،‬نظام المثول الفوري بديل للمحاكمة باجراءات الجنح المتلبس بها ‪ ،‬حوليات جامعة قالمة للعلوم االجتماعية‬
‫و االنسانية ‪ ،‬جامعة ‪ 08‬ماي ‪ 1945‬بقالمة ‪ ،‬العدد ‪ ، 26‬السنة جوان ‪ ،2019‬ص ‪.321‬‬
‫‪-24‬بوسري عبد اللطيف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.469‬‬
‫‪ -25‬هاللبي خيرة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 44‬‬
‫‪-26‬بوسري عبد اللطيف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.469‬‬
‫‪-27‬لوني فريدة ‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.187‬‬
‫‪-28‬بوسري عبد اللطيف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.470‬‬
‫‪-29‬بوصيدة فيصل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.91‬‬
‫‪-30‬بوسري عبد اللطيف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.470‬‬
‫‪-31‬بشيخ محمد حسين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.172‬‬
‫‪ -32‬محمد لمعيني ‪ ،‬نصر الدين عاشور ‪ ،‬نظام المثول الفوري في الجزائر بين الغاية التشريعية و التطبيقات القضائية على‬
‫ضوء القانون ‪ ، 02-15‬مجلة العلوم االنسانية ‪،‬جامعة محمد خيضر ببسكرة ‪ ،‬المجلد ‪ ، 19‬العدد ‪ ، 02‬السنة ‪ ،2019‬ص‬
‫‪.179‬‬
‫‪-33‬لوني فريدة ‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.187‬‬
‫‪ -34‬عالن حرشاوي ‪ ،‬نظام المثول الفوري للمتهم بين المامول و ضرورة االصالح ‪ ،‬مجلة الحقوق و العلوم االنسانية ‪،‬جامعة‬
‫زيان عاشور بالجلفة ‪ ،‬المجلد ‪ ، 15‬العدد ‪ ، 01‬السنة ‪ ،2022‬ص ‪.2081‬‬
‫‪-35‬العربي نصر الشريف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.305‬‬
‫‪1320‬‬
‫( ص ص ‪)1322 ،1304 :‬‬ ‫مجلة الفكر القانوني والسياسي )‪ (ISSN: 2588-1620‬المجلد السادس العدد الثاني (‪)2022‬‬
‫"إجراء المثول الفوري وفق قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري"‬

‫‪-36‬لوني فريدة ‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.187‬‬


‫‪-37‬هاللبي خيرة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.45‬‬
‫‪-38‬بشقاوي منيرة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 124‬و ‪.125‬‬
‫‪-39‬العربي نصر الشريف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.306‬‬
‫‪-40‬بوسري عبد اللطيف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.471‬‬
‫‪ -41‬عالن حرشاوي ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.2081‬‬
‫‪-42‬بشيخ محمد حسين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.170‬‬
‫‪-43‬بوصيدة فيصل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.93‬‬
‫‪ -44‬الويزة نجار‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 327‬و ‪.328‬‬
‫‪-45‬بوسري عبد اللطيف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.472‬‬
‫‪-46‬بشيخ محمد حسين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.171‬‬
‫‪-47‬تشانتشان منال‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.163‬‬
‫‪-48‬لوني فريدة ‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.188‬‬
‫‪-49‬بشقاوي منيرة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.125‬‬
‫‪-50‬بوسري عبد اللطيف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.472‬‬
‫‪-51‬بشيخ محمد حسين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.174‬‬
‫‪-52‬بوسري عبد اللطيف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.472‬‬
‫‪ -53‬الويزة نجار‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 328‬و ‪.329‬‬
‫‪-54‬بوسري عبد اللطيف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.473‬‬
‫‪-55‬تشانشان منال‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.163‬‬
‫‪ -56‬شيبان نصيرة ‪ ،‬مديحة بن زكري بن علو ‪ ،‬المثول الفوري االجراء المستحدث بموجب االمر ‪ 02/15‬لتبسيط محاكمات‬
‫الجنح المتلبس بها ‪ ،‬مجلة النبراس للدراسات القانونية ‪ ،‬جامعة العربي تبسي بتبسة ‪ ،‬المجلد ‪ ، 04‬العدد ‪ ، 02‬السنة سبتمر‬
‫‪ ،2019‬ص ‪.45‬‬
‫‪-57‬العربي نصر الشريف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.307‬‬
‫‪-58‬هاللبي خيرة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 47‬و ‪.53‬‬
‫‪-59‬بشقاوي منيرة ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.128‬‬
‫‪-60‬الويزة نجار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.331‬‬
‫‪-61‬محمد لمعيني ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 183‬و ‪.184‬‬
‫‪-62‬هاللبي خيرة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 48‬و ‪.49‬‬
‫‪-63‬لوني فريدة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.190‬‬
‫‪-64‬هاللبي خيرة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.49‬‬
‫‪-65‬بشقاوي منيرة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.128‬‬
‫‪-66‬بوسري عبد اللطيف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.475‬‬
‫‪-67‬هاللبي خيرة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 52‬و ‪.53‬‬
‫‪1321‬‬
‫( ص ص ‪)1322 ،1304 :‬‬ ‫مجلة الفكر القانوني والسياسي )‪ (ISSN: 2588-1620‬المجلد السادس العدد الثاني (‪)2022‬‬
‫"إجراء المثول الفوري وفق قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري"‬

‫‪-68‬عالن حرشاوي ‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ـ ص ‪.2083‬‬


‫‪-69‬دريسي عبد هللا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.281‬‬
‫‪-70‬هاللبي خيرة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.53‬‬
‫‪-71‬دريسي عبد هللا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.281‬‬
‫‪-72‬بوسري عبد اللطيف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.478‬‬
‫‪-73‬تشانشان منال‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.167‬‬
‫‪-74‬هاللبي خيرة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.54‬‬
‫‪-75‬العربي نصر الشريف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.308‬‬
‫‪-76‬بشيخ محمد حسين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.178‬‬

‫‪1322‬‬

You might also like