You are on page 1of 20

‫جلة أحباث ميسان ‪ ،‬اجمللد السابع عشر‪ ،‬العدد الرابع والثالثون ‪ ،‬كانون االول ‪ ،‬السنة ‪0202‬‬

‫الية تنفيذ القرار االداري االلكرتوني‬

‫م‪.‬م‪ .‬إبراهيم جبار منصور‬

‫كلية القانون‪ /‬جامعة ميسان‬

‫الملخص‪:‬‬

‫تهدف هذه الدراسة الى تسليط الضوء على القرار االداري االلكتروني والكيفية التي يتم بها تنفيذه خاصة بعد‬
‫ان اصبحت وسائل االتصال الحديثة لم تقتصر على االنشطة التجارية بل تتناول ايضا الحياة االدارية مما‬
‫نتج عنه اتجاه اغلب االدارات في التحول من العمل االداري التقليدي الى الشكل االلكتروني ‪،‬واحالل العمل‬
‫االلكتروني بدال من الورقي وذلك من اجل تطبيق الحكومة االلكترونية حيث اصبح لدى االدارة االقتناع‬
‫بالحاجة الماسة الى الوسائل االلكترونية وضرورة االستفادة منها واجراءاتها الدقيقة والمنظمة في اصدار‬
‫الق اررات االدارية وصوال الى استحداث القرار االداري االلكتروني‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية‪ :‬القرار‪ ,‬االداري‪ ,‬االلكتروني‪ ,‬اصدار الق اررات‪ ,‬استحداث‪.‬‬

‫‪016‬‬
0202 ‫ السنة‬، ‫ كانون االول‬، ‫ العدد الرابع والثالثون‬،‫ اجمللد السابع عشر‬، ‫جلة أحباث ميسان‬

The mechanism of implementing the electronic administrative


decision

Ibrahim Jabbar Mansour

College of Law / University of Maysan

Abstract :

This study aims to shed light on the electronic administrative decision and how it
is implemented, especially after modern means of communication have become
not limited to commercial activities, but also deal with administrative life, which
resulted in the tendency of most departments to shift from the traditional
administrative work to the electronic form, and to replace work Electronic instead
of paper, in order to implement e-government, where the administration has
become convinced of the urgent need for electronic means and the need to
benefit from them and their precise and organized procedures in issuing
administrative decisions leading to the development of electronic administrative
.decision

Keywords: decision, administrative, electronic, issuance of decisions, creation.

011
‫جلة أحباث ميسان ‪ ،‬اجمللد السابع عشر‪ ،‬العدد الرابع والثالثون ‪ ،‬كانون االول ‪ ،‬السنة ‪0202‬‬

‫المقدمة‪:‬‬

‫تهدف جهة االدارة العامة إلى تحقيق المصلحة العامة من خالل استحواذها على عدد من االعمال القانونية‬
‫والمادية التي من خاللها يمكن أن تحقق أهدافها‪.‬‬

‫تعني األعمال المادية مجموعة األعمال التي تقوم بها السلطة اإلدارية بصدد القيام بوظيفتها اإلدارية دون‬
‫أن تقصد إحداث أثر قانوني عليها اما األعمال القانونية فتعني تلك االعمال التي تقوم بها اإلدارة و هي‬
‫تقصد من خاللها إحداث أثار قانونية من إنشاء أو تعديل أو إلغاء مراكز قانونية معينة عامة أو خاصة‬
‫كانت ‪ ،‬و تنقسم هذه االعمال إلى نوعين األعمال القانونية اإلتفاقية أو الرضائية وتعني األعمال القانونية‬
‫الصادرة بناء على إتفاق و تبادل الرضا بين جهة اإلدارة كطرف و الطرف اآلخر شخص قانوني طبيعي او‬
‫معنوي خاص أو عام ‪،‬اما األعمال اإلدارية القانونية االنفرادية أي األعمال القانونية الصادرة من اإلدارة‬
‫وحدها و بإرادتها المنفردة وهي الق اررات اإلدارية ‪.‬‬

‫ويعد القرار اإلداري أهم الوسائل القانونية التي تعبر بها اإلدارة العامة عن إرادتها‪ ،‬ويعتبر هذا القرار من أهم‬
‫موضوعات القانون اإلداري والذي يمتاز بالمرونة و بما ان القانون لم يحدد ولم يشترط شكلية معينة‬
‫فباالمكان أن يصدر بطرق إلكترونية حديثة عن طريق الحكومة اإللكترونية‪ ،‬والتي تمكن اإلدارة من‬
‫إستخدامها لتقديم الحاجات للجمهور مما فرض التوسع إلى تطبيق مجاالت تطبيق اإلدارة اإللكترونية في‬
‫المرافق العمومية‪.‬‬

‫وتبعا لهذا التطور‪ ،‬فقد إتجهت المرافق العامة لإلستفادة من هذا التطور في مجال اإللكترونيات والبرمجيات‬
‫واإلتصاالت‪ ،‬وذلك بإستخدام هذه الوسائل في إنجاز أعمالها اإلدارية‪ ،‬األمر الذي يؤدي إلى السرعة في‬
‫إنجاز تلك المعامالت والتوفير في الجهد والنفقات‪.‬‬

‫و سعيا لتحسين المصلحة العامة وتطويرها في ظل هذا التطور والتحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة‬
‫ا إللكترونية تسعى الدول إلى مواكبة ذلك‪ ،‬األمر الذي يعني رفع قدرة المرافق العامة في الدولة على تبادل‬
‫المعلومات وتقديم الخدمات بسرعة ودقة اعلى وتكاليف أقل مع ضمان سرية أمن المعلومات المتبادل‪.‬‬

‫يكون القرار االداري الذي يصدر بطريقة الكترونية شأنه شأن القرار االداري الذي يصدر بطريقة عادية‪،‬‬
‫حيث يجب أن تتوفر ذات األركان والشروط المتوفرة في القرار االداري التقليدي وذلك بصدوره عن إرادة‬
‫منفردة لجهة االدارة مصدرة القرار بقصد احداث آثار قانونية معينه‪.‬‬

‫اهمية البحث ‪:‬‬

‫‪016‬‬
‫جلة أحباث ميسان ‪ ،‬اجمللد السابع عشر‪ ،‬العدد الرابع والثالثون ‪ ،‬كانون االول ‪ ،‬السنة ‪0202‬‬

‫تكمن اهمية هذا البحث في بيان قدرة الجهات االدارية على مواكبة التطور الذي تشهده الساحة العالمية‬
‫والعربية في اصدار الق اررات االدارية بالطريقة االلكترونية لما له من اهمية تكمن في سرعة انجاز مهام‬
‫االدارة العامة وضمانات تحول دون االنحراف في تطبيقه بحق االفراد‪ ،‬فالقرار االداري يمثل احد مستلزمات‬
‫دور االدارة االلكترونية في تنفيذ االنظمة والتعليمات ‪.‬‬

‫مشكلة البحث ‪:‬‬

‫تكمن مشكلة البحث في اثارة العديد من التساؤالت القانونية حول سالمة القرار االداري االلكتروني ومدى‬
‫االعتراف به وما يرتبه من اثار قانونية ومدى االحتجاج به في مواجهة الغير‪.‬‬

‫منهجية البحث ‪:‬‬

‫تم االعتماد في هذا البح ث على المنهج التحليل الوصفي باالعتماد على النصوص القانونية اضافة الى‬
‫االجتهادات القضائية واآلراء الفقهية ‪.‬‬

‫المبحث األول‬

‫مفهوم القرار اإلداري االلكتروني‬

‫أخذ االهتمام بتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت يتزايد بشكل كبير عالمياً واقليمياً ومحلياً‪ ،‬وذلك لما لها من‬
‫تأثير كبير على الحياة البشرية وفي مختلف المجاالت‪ ,‬حيث استطاعت اإلدارة االلكترونية في هذه الدول ان‬
‫تختزل اإلجراءات المعقدة وتقدم أفضل وأسرع الخدمات للمواطنين وبأساليب المركزية فضالً عن تقليل‬
‫التكاليف المترتبة على العمل التقليدي‪ ,‬وان تطبيق اإلدارة االلكترونية يستدعي النظر في مفهوم القرار‬
‫اإلداري االلكتروني وكيفية التعبير عن إرادة اإلدارة دون ان تطلب التعبير عنها من شخص طبيعي‪ ,‬الن‬
‫الموظف اصبح يعتمد على الحاسب االلي حتى في اصدار القرار اإلداري‪ ,‬وهذا يعني يمكن اصدار القرار‬
‫بطريقة الكترونية‪ ,‬وسوف نقسم هذا المبحث الى مطلبين‪ ,‬نبين ماهيه القرار اإلداري االلكتروني في المطلب‬
‫األول وسنبين األساس القانوني للقرار اإلداري في المطلب الثاني ‪.‬‬

‫المطلب األول‬

‫ماهيه القرار اإلداري‬

‫يعد القرار اإلداري أهم مظهر من مظاهر نشاط وامتيازات السلطة التي تتمتع بها اإلدارة وتستمدها من‬
‫القانون العام ‪ ،‬إذ بواسطته تستطيع اإلدارة بإرادتها المنفردة على خالف القواعد العامة في القانون الخاص‬

‫‪016‬‬
‫جلة أحباث ميسان ‪ ،‬اجمللد السابع عشر‪ ،‬العدد الرابع والثالثون ‪ ،‬كانون االول ‪ ،‬السنة ‪0202‬‬

‫إنشاء حقوق أو فرض التزامات‪ ,‬وبناء على ذلك سنتناول في هذا المطلب تعريف القرار اإلداري االلكتروني‬
‫‪.‬‬

‫الفرع االول‬

‫تعريف القرار االداري االلكتروني‬

‫ان القرار اإلداري او القرار التنفيذي في ضل اإلدارة التقليدية ال يختلف من حيث جوهره عن أي عمل‬
‫قانوني اخر‪ ،‬سوى ان ما يميزه عن بقية االعمال القانونية هو صدوره عن هيئة من الهيئات اإلدارية‬
‫المختصة وباإلرادة المنفردة‪.‬‬

‫وقد قيلت عدة تعريفات للقرار اإلداري من أهمها‪....‬‬

‫تعريف الدكتور سليمان الطماوي حيث عرفه بأنه ( افصاح عن إرادة ملزمة بقصد احداث اثر قانوني‪,‬‬
‫وذلك اما بإصدار قاعدة تنشي او تعدل او تلغي حالة قانونية او موضوعية‪ ,‬حيث يكون العمل الئحة واما‬
‫بإنشاء حالة فردية او تعديلها او الغائها لمصلحة فرد او افراد معينين او ضدهم في حالة القرار الفردي )‬
‫(‪.)1‬‬

‫تعريف الدكتور شابا توما منصور عناصر القرار اإلداري بالقول (عمل قانوني يصدر عن السلطة اإلدارية‬
‫المختصة‪ ,‬من جانب واحد ويحدث اث ار قانونيا ) (‪.)2‬‬

‫ويعرف أيضا بأنه (عمل قانوني يصدر من سلطة إدارية عامة‪ ,‬بإرادتها المنفردة إلحداث اثار قانونية معينة‬
‫) (‪.)3‬‬

‫اما في ضل اإلدارة االلكترونية الحديثة وبسبب ان التعريفات السابقة لم تتطرق الى الكترونية القرار‪ ,‬اجتهد‬
‫بعض الباحثين في علم اإلدارة العامة الحديثة لوضع تعريف للقرار اإلداري االلكتروني حيث عرف بأنه (‬
‫تلقي اإلدارة العامة الطلب االلكتروني على موقعها االلكتروني‪ ,‬وافصاحها عن رغبتها الملزمة بإصدار القرار‬

‫(‪)1‬‬
‫د‪.‬عصام عبد الوهاب البرزنجي واخرون‪ ,‬مبادئ واحكام القانون اإلداري‪ ,‬دار السنهوري‪ ,0222 ,‬ص‪.424‬‬
‫(‪)2‬‬
‫صالح ماهر عالوي‪ ,‬مبادئ القانون اإلداري‪ ,‬دار الكتب للطباعة والنشر‪ ,‬جامعة الموصل‪ ,2991 ,‬ص‪.249‬‬
‫(‪)3‬‬
‫د‪.‬رابح سرير عبد اهلل‪ ,‬القرار اإلداري‪ ,‬الطبعة األولى‪ ,‬دار ومكتبة الحامد للنشر والتوزيع‪ ,‬عمان‪ ,0220 ,‬ص‪.00‬‬
‫‪016‬‬
‫جلة أحباث ميسان ‪ ،‬اجمللد السابع عشر‪ ،‬العدد الرابع والثالثون ‪ ،‬كانون االول ‪ ،‬السنة ‪0202‬‬

‫والتوقيع عليه الكترونيا واعالن صاحب الشأن على بريده االلكتروني بما له من سلطة بمقتضى القوانين‬
‫واللوائح‪ ,‬وذلك بقصد احداث اثر قانوني معين يكون جائ از وممكنا قانونا‪ ,‬ابتغاء المصلحة العامة) (‪.)4‬‬

‫ويعرف أيضا بأنه (عمل قانوني يصدر باإلرادة المنفردة لجهة اإلدارة عبر وسائل الكترونية بقصد احداث‬
‫اثر قانوني معين تحقيقا للمصلحة العامة) (‪.)5‬‬

‫اما التعريف الذي نقترحه للقرار اإلداري االلكتروني ( هو عمل قانوني يصدر عن جهة إدارية مختصة‬
‫وباإلرادة المنفردة بالطرق االلكترونية الحديثة‪ ,‬ويترتب عليه احداث اثر قانوني)‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫اركان القرار اإلداري االلكتروني‬

‫من خالل التعريفات سابقة الذكر‪ ,‬يتبين ان القرار اإلداري اإللكتروني يتشابه مع القرار اإلداري التقليدي من‬
‫حيث اركانه وطرق إصداره‪ ,‬حيث ينبغي ان تتوفر فيه مقومات القرار اإلداري بصدوره باإلرادة المنفردة‬
‫لإلدارة بقصد احداث اثار قانونية معينة‪ ,‬وتكتمل صحته بمشروعية السبب الذي تقوم عليه والمحل الذي‬
‫تتعلق به وبصدوره من جهة مختصة في الشكل واإلجراءات المقررة قانونا في نطاق غاية المصلحة العامة‬
‫ويكون القرار اإلداري نافذا في حق المخاطبين به متى ما تم اعالمهم به‪ ,‬وسنبين في هذا الفرع اركان القرار‬
‫االلكتروني وكما يلي ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬ركن االختصاص‬

‫ويقصد باالختصاص القدرة على مباشرة عمل اداري معين او تحديد مجموعة االعمال والتصرفات التي‬
‫يكون لإلدارة ان تمارسها قانونا وعلى وجه يعتد به (‪.)6‬‬

‫(‪)4‬‬
‫مرية العقون‪ ,0222 ,‬القرار اإلداري االلكتروني كأسلوب حديث للمرافق العامة‪ ,‬المؤتمر العلمي الدولي حول النظام‬
‫القانوني للمرفق العام االلكتروني‪ _01 ,‬نوفمبر _ ‪ ,0222‬جامعة محمد بوضياف المسيلة‪.‬‬
‫(‪)5‬د‪ .‬نكتل إبراهيم عبد الرحمن‪ ,‬نطاق سلطة اإلدارة التقديرية في القرار اإلداري االلكتروني‪ ,‬جامعة الموصل كلية الحقوق‪,‬‬
‫مجلة كلية القانون للعلوم القانونية والسياسية‪ ,‬المجلد‪ ,9‬العدد ‪ ,33‬لسنة ‪ ,0202‬ص ‪.314‬‬

‫(‪)6‬‬
‫ماهر صالح عالوي‪ ,‬مصدر سابق‪ ,‬ص ‪.210‬‬
‫‪016‬‬
‫جلة أحباث ميسان ‪ ،‬اجمللد السابع عشر‪ ،‬العدد الرابع والثالثون ‪ ،‬كانون االول ‪ ،‬السنة ‪0202‬‬

‫ويتخذ االختصاص البسيط او العادي ثالث صور تقليدية متفق عليها من الفقه فقد يكون االختصاص‬
‫موضوعيا او زمانيا او مكانيا وهذا األخير هو الذي سيكون محل اعادة نظر وتغيير في ظل االدارة العامة‬
‫االلكترونية بشكل واضح (‪.)7‬‬

‫فالقرار االداري االلكتروني شأنه شأن القرار االداري التقليدي يقيد جهة االدارة بضرورة احترام قواعد‬
‫االختصاص ألنها واجبة بالنسبة للقرار أيا كان موطنه وبغض النظر عن كيفية صدوره‪ ،‬فعلى جهة االدارة‬
‫ممارسة إجراءات البرمجية ألعداد واصدار القرار وأن تتم عملية إصدار القرار‬

‫بوسائل تملكها جهة االدارة‪ ،‬أو عن طريق إنشاء مجموعات تابعة لجهة االدارة تستعمل لغرض التبليغ فيما‬
‫يخص الق اررات اإلدارية (‪.)8‬‬

‫والعيب الذي يطال القرار االداري العادي ( التقليدي ) من الممكن أن يطال القرار االلكتروني كأن تكون‬
‫الجهة المختصة بإصداره تختلف عن تلك التي تملك الموقع أو إن الشخص الذي نشر القرار على الموقع‬
‫يكون مخترقا لهذا الموقع أو المجموعة وبالتالي من الممكن ان يكون القرار اإلداري باطال لعيب عدم‬
‫االختصاص االلكتروني (‪.)9‬‬

‫ثانيا ‪ :‬ركن الشكل واإلجراءات‬

‫يــعرف ركن الشكل واالجراءات في القرار االداري على انه (افصاح االدارة عن ارادتها في الشكل الذي حدده‬
‫القانون بحيث تتخذ جملة من التدابير للتعبير عنها بصورة معينة صريحة او ضمنية ) (‪.)10‬‬

‫واالصل ان اإلدارة غير ملزمة بأوصاف معينة لشكل القرار اإلداري اذ يكفي ان يصدر القرار بشكل يوضح‬
‫نية اإلدارة في اتخاذه وبالطريقة التي يفهمها جمهور المتعاملين معها (‪ ,)11‬وفي نطاق القرار اإلداري‬
‫اإللكتروني سيفرض التقدم العلمي والتقني احداث تغيير في توقيع القرار اإلداري بالتوجه نحو اعتماد التوقيع‬
‫االلكتروني للقرار‪ ,‬وكذلك اعتماد التوقيع االلكتروني في حالة تفويض التوقيع‪ ,‬وطالما انه ال يوجد اعتراض‬
‫بخصوص صدور القرار إلكترونيا‪ ,‬فأنه ليس هناك صعوبة في جواز توقيعه الكترونيا اذ ان التوقيع‬

‫(‪)7‬‬
‫د‪ .‬داود عبد الرزاق الباز‪ ,‬اإلدارة العامة االلكترونية واثرها على النظام القانوني للمرفق العام واعمال الوظيفة ‪ ,‬مجلس‬
‫النشر العلمي‪ ,‬جامعة الكويت‪,0224 ,‬ص ‪.099‬‬
‫(‪)8‬‬
‫زينب عباس محسن‪ ,‬اإلدارة االلكترونية واثرها في القرار اإلداري‪ ,‬مجلة كلية الحقوق جامعة النهرين‪ ,‬المجلد ‪ ,21‬العدد ‪,2‬‬
‫لسنة ‪ ,024‬ص‪.322‬‬
‫(‪)9‬‬
‫محمد سلمان نايف ‪ ,‬مصدر سابق ‪ ,‬ص‪.22‬‬
‫(‪)10‬‬
‫مرية العقون‪ ,‬مصدر سابق‪ ,‬ص‪.4‬‬
‫(‪)11‬‬
‫ماهر صالح عالوي‪ ,‬مصدر سابق‪ ,‬ص‪.222‬‬
‫‪010‬‬
‫جلة أحباث ميسان ‪ ،‬اجمللد السابع عشر‪ ،‬العدد الرابع والثالثون ‪ ،‬كانون االول ‪ ،‬السنة ‪0202‬‬

‫االلكتروني له ال يمثل سوى أداة أمان‪ ,‬وان لم تكن بذات درجة الثقة المتوافرة للتوقيع اليدوي‪ ,‬ولهذا فأن‬
‫ضرورات التفاعل مع اإلدارة االلكترونية تستلزم القيام بمراجعة النصوص التنظيمية والمنشورات اإلدارية‬
‫وغيرها من اإلجراءات بهدف مواكبتها للتعامل االلكتروني ومقتضياته (‪.)12‬‬

‫إضافة الى التوقيع االلكتروني يتوجب على اإلدارة احترام القواعد الشكلية االجرائية في القرار االداري‬
‫االلكتروني‪ ،‬مثلما هو الحال بالنسبة لنظيره التقليدي‪ ،‬تأسيسا على ان انتقال القرار إلى الواقع االلكتروني ال‬
‫بد من أن يؤدي إلى نقل كافة القواعد واالحكام التي تحكمه ليس في شكله فحسب بل إن ذلك يشمل كل‬
‫(‪)13‬‬
‫أركانه‬

‫ثالثا‪ :‬ركن المحل‬

‫ي ـ ـ ــقصد بــالمحل ‪ :‬هو االثر القانوني المترتب على قرار اداري حاال ومباشرة ويشترط فيه ان يكون ممكنا‬
‫وليس مستحيال في ان يرتب اثاره وكذلك ان يكون مشروعا (‪.)14‬‬

‫وفي ما يتعلق بمحل القرار االداري االلكتروني فينطبق علية ما ينطبق على محل القرار االداري ( التقليدي‬
‫) بيد ان محل االول يكون دائما محددا‪ ,‬اي ان الوسيط االلكتروني المؤقت ليس له سلطة تقديرية في مجال‬
‫اختيار محل القرار كونه مبرمج للقيام بعمل محدد ولم يصل التطور التقني لحد االن الى مرحلة تمكن‬
‫الوسيط من التفكير في اختيار محل مناسب لق ارره وان كان من الممكن ان يحصل هذا مستقبال(‪.)15‬‬

‫ويتحقق ركن المحل في القرار اإلداري اإللكتروني مـن خـالل تخصـيص حقـل إلكتروني لكل شرط من شروط‬
‫المعد للقرار‪ ،‬فإذا أريد ترقية موظف من درجة إلى أخرى فهذا يعني في مركز‬
‫تحققه في النموذج اإللكتروني ُ‬
‫قانوني جديد‪ ،‬فيمكن تطبيق ذلك والتحقق من صحة الشرط األول إلكترونيا بأن توجد وظيفة شاغرة في‬
‫ممكنا من الناحية العملية ويتم فتحه إلكترونيا وفق رقم تشفير معين‪،‬‬
‫ً‬ ‫المرقى عليها لكـي يكون المحل‬
‫الدرجة ُ‬
‫فإذا تبـين أن الدرجة غير متوفرة أو أنها ُشغلت فعالً‪ ،‬فإن البرنامج اإللكتروني يعلم مصـدر القرار باستحالة‬
‫تنفيذ محل القرار من الناحية العملية‪ ،‬كما يمكن التحقق من الشرط الثاني من خالل حقل إلكتروني خاص‬

‫(‪)12‬‬
‫مرية العقون‪ ,‬مصدر سابق‪ ,‬ص‪.4‬‬
‫(‪)13‬‬
‫ماجد راغب الحلو‪ ,‬القانون اإلداري‪ ,‬دار المطبوعات الجامعية‪ ,‬اإلسكندرية‪ ,2920 ,‬ص ‪.412‬‬
‫(‪ )14‬مرية العقون‪ ,‬مصدر سابق‪ ,‬ص‪.4‬‬
‫(‪ )15‬نوفان العقيل العجارمة‪ ,‬ناصر عبد الحليم سالمات‪ ,‬نفاذ القرار اإلداري االلكتروني‪ ,‬كلية الحقوق الجامعة األردنية‪ ,‬مجلة‬
‫دراسات علوم الشريعة والقانون‪ ,‬المجلد ‪ ,0‬العدد ‪ ,00‬لسنة ‪.2201 ,0221‬‬
‫‪011‬‬
‫جلة أحباث ميسان ‪ ،‬اجمللد السابع عشر‪ ،‬العدد الرابع والثالثون ‪ ،‬كانون االول ‪ ،‬السنة ‪0202‬‬

‫به في النموذج اإللكتروني للقرار بحيـث السـند القـانوني للترقيـة بتوضيح شروط الترقية وادراج كافة البيانات‬
‫والمعلومات المتعلقة بها‪ ،‬فيتم فتح هذا الحقـل بموجب رقم أو شفرة خاصة بمصدر القرار(‪.)16‬‬

‫رابعا‪ :‬ركن السبب‬

‫يقصد بالسبب ‪ :‬تلك الحالة القانونية او الواقعية التي تدفع الجهة االدارية المختصة الى اصداره لتوافر‬
‫شروطه واال كان معيبا وعرضة للبطالن وااللغاء (‪.)17‬‬

‫صحيحا يجب أن يتوافر فيه الشرطان التاليان وهما‪:‬‬


‫ً‬ ‫ولكي يكون سبب القرار‬

‫مشروعا‪ ,‬وذلك عندما يحدد المشرع أسباب معينة تتقيد بها اإلدارة‪.‬‬
‫ً‬ ‫أن يكون السبب‬

‫ومبرر إلصدار القرار اإلداري (‪.)18‬‬


‫ًا‬ ‫ـحيحا‬
‫وان يكون قائما وموجودا حتى تاريخ اتخاذ القرار‪ ،‬وأن يكون ص ً‬
‫وركن السبب في نطاق القرار االلكتروني ال يختلف في طياته عن القرار اإلداري العادي ( التقليدي) ذلك‬
‫الن البرنامج االلكتروني يقوم باتخاذ القرار اذا توفرت أسبابه (‪.)19‬‬

‫خامسا ‪ :‬الغاية‬

‫يقصد بالغاية هي النتيجة النهائية التي يسعى اليها رجل اإلدارة الى تحقيقها‪ ,‬وهي الباعث الرئيسي على‬
‫منحه السلطة التي يتمتع بها من اجل تحقيق المصلحة العامة ويتعين على اإلدارة في كل األحوال‪ ,‬ودون‬
‫حاجة الى نص يقرر ذلك‪ ,‬ان تستهدف من ق ارراتها تلك المصلحة او األهداف المحددة لها طبقا لقاعدة‬
‫تخصيص األهداف‪ ,‬واال كان قرارها معيبا بغايته (‪.)20‬‬

‫ومما ال شك فيه أن انتقال العمل اإلداري إلى الواقع اإللكتروني يستتبعه حتماً مد نطاقة المصلحة العامة‬
‫إلى هذا الواقع باعتباراتها وثقلها المعروف في القانون اإلداري‪ ،‬وتبقى عنواناً واجباً ومفترضاً عند ممارسة‬
‫اإلدارة لسلطاتها واصدارها لق ارراتها أياً كان الموطن التي تنطلق منه وطبيعة الوسائل المستخدمة في ذلك‪،‬‬

‫(‪)16‬‬
‫د‪ .‬اشرف محمد خليل‪ ,‬القرار اإلداري االلكتروني‪ ,‬مجلة الفكر الشرطي‪ ,‬المجلد‪ ,02‬العدد ‪ ,99‬لسنة ‪ ,0221‬ص‪.44‬‬
‫(‪)17‬‬
‫مرية العقون‪ ,‬مصدر سابق‪ ,‬ص‪.2‬‬
‫(‪)18‬‬
‫اشرف محمد خليل‪ ,‬مصدر سابق‪.42 ,‬‬
‫(‪)19‬‬
‫د‪ .‬نكتل إبراهيم عبد الرحمن‪ ,‬مصدر سابق‪ ,‬ص ‪.344‬‬
‫(‪)20‬‬
‫داود عبد الرزاق الباز‪ ,‬مصدر سابق‪ ,‬ص‪,323‬‬
‫‪016‬‬
‫جلة أحباث ميسان ‪ ،‬اجمللد السابع عشر‪ ،‬العدد الرابع والثالثون ‪ ،‬كانون االول ‪ ،‬السنة ‪0202‬‬

‫لذلك تشهد هذه المصلحة حضورها المستجد في كافة الق اررات اإلدارية اإللكترونية باعتبارها الغاية المقصودة‬
‫منها مثلما هو مستقر في األحوال العادية (‪.)21‬‬

‫وتطبيق ذلك على القرار اإلداري اإللكتروني يمكن تصميم حقول خاصة لركن الغاية في النموذج اإللكتروني‬
‫للقرار اإلداري تختلف بحسب ما إذا كانت الق اررات اإلدارية تخضع لقاعدة تخصيص األهداف أم ال‪ ،‬فيتم‬
‫تخصيص حقل إلكتروني للغاية على أن تتم برمجته وتقسيمه لما يراد تحقيقه واستهدافه‪ ،‬لذلك يحدد طبيعة‬
‫ونوع الغاية التي حددها المنظم (المشرع)‪ ،‬فإذا انحرفت جهة اإلدارة عن ذلك نكون إزاء حالة مخالفة قاعدة‬
‫تخصيص األهداف التي أدرجت في الحقل اإللكتروني‪.‬‬

‫ويمكننا تحقق إثبات واكتشاف عنصر الغاية بشكل أدق إلكترونيا طالما التزمت الجهة اإلدارية بالخطوات‬
‫واإلج ارءات اإللكترونية التي تشمل ركن الغاية في النموذج االلكتروني فتكون الغاية واضحة نتيجة إدراج‬
‫ذلك في الحقل المخصص (‪.)22‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫األساس القانوني للقرار اإلداري االلكتروني‬

‫ان اإلدارة اإللكترونية هي منظومة إلكترونية متكاملة تهدف إلى تحويل العمل اإلداري العادي الى عمل‬
‫اداري الكتروني‪ ,‬باستخدام الحاسب وذلك باالعتماد على نظم معلوماتية قوية تساعد في اتخاذ القرار اإلداري‬
‫بأسرع وقت وبأقل التكاليف‪.‬‬

‫وبما ان اهم خاصية من خصائص القانون اإلداري هي المرونة المتجاوبة باستمرار لمسايرة التطور في‬
‫اتساع مجاالت الوظيفة اإل دارية وما يرافق ذلك من قيام عالقات جديدة لم تكن موجودة تتطلب باستمرار‬
‫إيجاد القواعد لتنظيمها وحكمها (‪ ,)23‬ويمكن ارجاع اتساع مجاالت الوظيفة اإلدارية للعديد من األسباب‬
‫ومنها التقدم العلمي‪ ,‬وتبعا لذلك اتجهت المرافق العامة لالستفادة من هذا التقدم وذلك من خالل قانون‬
‫المصلحة العامة التي اما ان تقيد يد اإلدارة او تطلق لها حرية العمل واالبداع‪ ,‬وألن تطبيق نظام اإلدارة‬

‫(‪)21‬‬
‫محمد سلمان نايف‪ ,‬مصدر سابق‪ ,‬ص‪.222‬‬
‫(‪)22‬‬
‫اشرف محمد خليل‪ ,‬مصدر سابق‪ ,‬ص‪.41‬‬
‫(‪)23‬‬
‫د‪ .‬عصام عبد الوهاب البرزنجي‪ ,‬مصدر سابق‪ ,‬ص‪.34‬‬
‫‪016‬‬
‫جلة أحباث ميسان ‪ ،‬اجمللد السابع عشر‪ ،‬العدد الرابع والثالثون ‪ ،‬كانون االول ‪ ،‬السنة ‪0202‬‬

‫اإللكترونية فيه الكثير من المزايا والفوائد التي تعود على اإلدارة واألفراد معاً‪ ،‬فإن ذلك يجعل هـذا النظام‬
‫متجاوباً مع المصلحة العامة ويسير في ركبها‪ ،‬وهو ما يمـنح هـذا النظام شرعيته بصورة أولية وأساسية (‪.)24‬‬

‫كذلك يمكن اعتبار السلطة التقديرية التي تركها المشرع لإلدارة في اختيار أسلوب اصدار الق اررات تبعا‬
‫للظروف ومن دون ان تخضع للرقابة (‪ ,)25‬أساسا إلصدار القرار االلكتروني ‪ ,‬فالمشرع يكتفي بوضع‬
‫القاعدة العامة التي تتصف بالمرونة تاركا لإلدارة تقدير مالئمة التصرف تبعا للتطورات‪ ,‬شريطة ان تتوخى‬
‫الصالح العام في أي عمل تقوم به وان ال تنحرف عن هذه الغاية واال كان عملها مشوبا بعيب إساءة‬
‫استعمال السلطة (‪.)26‬‬

‫واالصل ان اإلدارة غير ملزمة بأوصاف معينة ال صدار القرار اإلداري اذ يكفي ان يصدر القرار مستوفي‬
‫جميع اركانه فال يوجد نص يمنع اإلدارة من اصدار القرار الكترونيا‪ ,‬اذ يكفي ان يصدر القرار بشكل تتضح‬
‫فيه نية اإلدارة في اتخاذه وبالطريقة التي يفهمها جمهور المتعاملين معها (‪.)27‬‬

‫وفي الحقيقة ال يوجد في التشريعات ما يمنع اإلدارة من التعبير عن ارادتها بأستخدام الوسائل التكنلوجية‬
‫الحديثة‪ ,‬ما دام انها تحقق الغاية من هذا التعبير‪ ,‬السيما وان القرار الذي يصدر بأستخدام تلك الوسائل‬
‫يشتمل كافة عناصر وجوده واركانه من خالل عدم مخالفة القانون‪ ,‬وان المشرع لم يشترط في صدور القرار‬
‫ان يكون مكتوبا او شفهيا فالنصوص القانونية تستوعب ان يصدر القرار الكترونيا (‪.)28‬‬

‫واستكماال للفائدة نورد بان صدور قانون التوقيع االلكتروني والمعامالت االلكترونية رقم ‪ 42‬لسنة ‪,0220‬‬
‫كان مؤش ار على رغبة المشرع العراقي في التحول من اإلدارة التقليدية الى اإلدارة االلكترونية في تقديم‬
‫الخدمات والتعاون بين اإلدارة والمواطن‪.‬‬

‫وكان من األسباب الموجبة لصدور القانون أعاله ( انسجاما مع التطور الحاصل في مجال تكنلوجيا‬
‫المعلومات واالتصاالت وانشطة االنترنيت وتوفير األسس واألطر القانونية للمعامالت االلكترونية من خالل‬

‫(‪)24‬محمد سليمان نايف‪ ,‬مصدر سابق‪ ,‬ص‪.14‬‬


‫(‪)25‬‬
‫د‪ .‬مازن ليلو راضي‪ ,‬أصول القضاء اإلداري‪ ,‬دار المسلة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ,‬الطبعة الرابعة‪ ,‬لسنة ‪ ,0224‬ص‪.32‬‬
‫(‪)26‬‬
‫مازن ليلو راضي‪ ,‬أصول القضاء اإلداري‪ ,‬مصدر سابق‪ ,‬ص‪.32‬‬
‫(‪)27‬‬
‫نكتل إبراهيم عبد الرحمن‪ ,‬مصدر سابق‪ ,‬ص ‪.343‬‬
‫(‪ )28‬نوفان العقيل العجارمة‪ ,‬ناصر عبد الحليم سالمات‪ ,‬نفاذ القرار اإلداري االلكتروني‪ ,‬كلية الحقوق الجامعة األردنية‪ ,‬مجلة‬
‫دراسات علوم الشريعة والقانون‪ ,‬المجلد ‪ ,42‬ملحق ‪ ,2‬لسنة ‪.2201 ,0223‬‬
‫‪066‬‬
‫جلة أحباث ميسان ‪ ،‬اجمللد السابع عشر‪ ،‬العدد الرابع والثالثون ‪ ،‬كانون االول ‪ ،‬السنة ‪0202‬‬

‫وسائل االتصاالت الحديثة وتشجيع صناعة االنترنيت وتنظيم خدمات التوقيع االلكتروني والمعامالت‬
‫االلكترونية ومواكبة التطورات القانونية في الجوانب االلكترونية) ‪.‬‬

‫ومما تقدم يتبين بأنه ال يوجد مانع تشريعي من اصدار القرار الكترونيا متى ما كان مستوفيا لعناصر وأركان‬
‫القرار اإلداري وهذا يوجب تعديل بعض األنظمة والقوانين لمسايرة هذا التطور ‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫كيفية تنفيذ القرار االداري االلكتروني‬

‫األصل أن يكون القرار اإلداري نافذاً من تاريخ صدروه من الجهة المختصة بإصداره ‪ ،‬ولكنه ال يسري في‬
‫حق األفراد المخاطبين به إال إذا علموا به عن طريق أحدى الوسائل المقررة قانوناً‪ ,‬وهي اإلعالن ‪ ،‬النشر‪،‬‬
‫أو بعلم صاحب الشأن علماً يقينياً ‪ ,‬وان التطور الحاصل فيه تكنلوجيا المعلومات‪ ,‬وتحول االدارة الى ادارة‬
‫الكترونية حديثة لم يؤدي الى تغيير هذه الوسائل‪ ,‬ولكن يمكن القول ان االختالف يكمن في اسلوب نفاذ‬
‫القرار االداري حيث يغلب عل يه الجانب االلكتروني من حيث طرح القرار االداري وبناءا على ما تقدم سيقسم‬
‫هذا المبحث الى مطلبين حيث سنبين في المطلب االول وسائل نفاذ القرار االداري االلكتروني وفي المطلب‬
‫الثاني طريقة تنفيذ القرار االداري االلكتروني ‪.‬‬

‫المطلب االول‬

‫وسائل نفاذ القرار االداري االلكتروني‬

‫يعد النفاذ صيغة مالزمة للقرار اإلداري منذ صدوره بحيث يجعله قابالً للتنفيذ‪ ,‬فالنفاذ خطوة أولية وسابقة‬
‫لتنفيذ القرار اإلداري‪ ,‬ونالحظ ان النفاذ والتنفيذ يكونان متالزمين وهذا دائما ما يؤدي الى الخلط بينهما‬
‫واستعمال التعبيرين كمرادفين‪ ,‬لذلك سيتناول هذا المطلب وسائل نفاذ القرار االداري االلكتروني وكما يلي ‪:‬‬

‫الفرع االول‬

‫النشر االلكتروني‬

‫‪061‬‬
‫جلة أحباث ميسان ‪ ،‬اجمللد السابع عشر‪ ،‬العدد الرابع والثالثون ‪ ،‬كانون االول ‪ ،‬السنة ‪0202‬‬

‫يعرف النشر بأنه الطريقة التي يتم من خاللها علم صاحب الشأن بالنسبة للق اررات االدارية التنظيمية او‬
‫الالئحة ‪ ,‬وعادة ما تتضمن الق اررات التنظيمية قواعد عامة مجردة تنطبق على عدد غير محدد من الحاالت‬
‫او االفراد مما يتطلب علم الكافة به من خالل نشره (‪.)29‬‬

‫اما النشر االلكتروني فيعرفه "كيست" بأنه (اصدارعمل مكتوب بالوسائل االلكترونية مثل الحاسب مباشرة او‬
‫من خالل شبكة اتصاالت‪ ,‬او هو مجموعة من العمليات بمساعدة الحاسب تتم عن طريق ايجاد وتجميع‬
‫وتشكيل واختزان وتحديث المعلومات من اجل بثها لجمهور معين من المستفيدين (‪ ,)30‬اما النشر االلكتروني‬
‫للقرار االداري في االدارة االلكترونية فال يختلف عن النشر في االدارة التقليدية من حيث انه يهدف الى نقل‬
‫العلم بالقرار االداري الى الجميع ولكن عبر وسائل الكترونية ‪ ,‬وبذلك يمكن تعريف النشر االلكتروني بأنه‬
‫" عملية اجرائية ذات طابع برمجي تهدف الى نقل العلم بالقرار االداري الى الجميع عبر الوسائل التي يتيحها‬
‫الواقع االلكتروني (‪.)31‬‬

‫بناءا على ما تقدم‪ ،‬في إطار نظام اإلدارة االلكترونية تلقي وسيلة النشر االلكتروني بظاللها على العمل‬
‫اإلداري وترتبط بجميع ما يصدر عن اإلدارة من أعمال مادية وأخرى قانونية‪ ،‬والواقع يدل على أن لجوء‬
‫اإلدارة لهذا النشر ال يأتي من فراغ وانما تولد في ظل سعيها الدائم نحو االستفادة من ثورة تكنولوجيا‬
‫المعلومات واالتصال في خلق التواصل بينها وبين كافة من يتعامل معها‪ ،‬مما ينتج عنه قيام اإلدارة‬
‫العمومية بنشر ق ارراتها وأعمالها األخرى المرتبطة باألفراد والمؤسسات (‪.)32‬‬

‫وعليه يمكن نشر القرار االداري الكترونيا من خالل تحويل اجراءات النشر التقليدية الى اجراءات الكترونية‬
‫عن طريق اجهزة الحاسوب ودون تدخل الموظفين االداريين ولكن بحسب المعلومات والبيانات المدخلة الى‬
‫الحاسوب من قبلهم مسبقا‪.‬‬

‫ومن خالل ما تقدم يتبين لنا بأن النشر االلكتروني للقرار االداري يتميز بعدة مميزات ال نجدها في ظل‬
‫االدارة التقليدية‪ ,‬من حيث خفض النفقات العامة مقارنة بالنشر الورقي والذي يحتاج الى تكاليف الطباعة‬
‫والتوزيع‪ ,‬وكذلك يتميز بالسرعة في توصيل مضمون القرار الى المخاطبين اين ما كانوا‪ ,‬كذلك فأن النشر‬
‫االلكتروني يتيح للمخاطبين طباعة القرار ورقيا ‪.‬‬

‫(‪ )29‬رائد محمد يوسف العدوان‪ ,‬نفاذ القرارات االدارية بحق االفراد‪ ,‬جامعة الشرق االوسط ‪ ,‬كلية القانون ‪ ,3102 ,‬ص ‪.23‬‬
‫(‪ )30‬د‪ .‬السيد النشار‪ ,‬النشر االلكتروني‪ ,‬دار الثقافة العلمية‪ ,‬االسكندرية‪ ,3111 ,‬ص ‪.01‬‬
‫(‪ )31‬نواف العقيل العجارمة وناصر عبد الحليم السالمات ‪ ,‬نفاذ القرار االداري االلكتروني ‪,‬مصدر سابق‪ ,‬ص ‪-0131‬‬
‫‪.0133‬‬
‫(‪)32‬محمد سليمان نايف شبير‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.444‬‬
‫‪066‬‬
‫جلة أحباث ميسان ‪ ،‬اجمللد السابع عشر‪ ،‬العدد الرابع والثالثون ‪ ،‬كانون االول ‪ ،‬السنة ‪0202‬‬

‫وخالصة القول ال يوجد ما يمنع من امكانية نشر القرار االداري الكترونيا ما دام القرار مستوفيا شروط‬
‫صحته ومستجمعا عناصره التي نص عليها القانون‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫التبليغ االلكتروني (االعالن) والعلم اليقيني االلكتروني‬

‫اوال‪ :‬التبليغ االلكتروني‬

‫يقصد باإلعالن تبليغ القرار اإلداري إلى المخاطب به بالذات ‪ ،‬واألصل أن اإلعالن يتم بكافة الوسائل‬
‫المعروفة والتي من خاللها يمكن أن يتحقق علم صاحب الشأن بالقرار ‪ ،‬كتسليمه القرار مباشرة أو بالبريد أو‬
‫عن طريق محضر‪ ،‬أو لصقه في المكان المخصص لإلعالن ‪.‬واإلعالن هو الوسيلة الواجبة لتبليغ الق اررات‬
‫الفردية الصادرة بصدد فرد معين بالذات أو أفراداً معينين بذواتهم أو بخصوص حالة أو حاالت معينة ‪ ،‬كما‬
‫هو الحال بالنسبة لقرار تعيين موظف أو منح رخصة مزاولة مهنة معينة ‪ ،‬وعلى ذلك ال يكفي نشر القرار‬
‫(‪.)33‬‬
‫الفتراض العلم به‬

‫اذن فالتبليغ هو اخطار االفراد بالقرار اإلداري عن طريق جهة االدارة وبالوسيلة التي تراها مناسبة ‪ ,‬فاإلدارة‬
‫غير ملزمة بأتباع وسيلة معينة للتبليغ ‪ ,‬اال ان عدم تطلب شكلية معينة في التبليغ ال ينفي ضرورة احتواء‬
‫التبليغ على مقومات تتمثل في ذكر مضمون القرار والجهة الصادر منها وان يوجهه الى ذوي المصلحة‬
‫(‪.)34‬‬
‫شخصيا او من ينوب عنهم‬

‫وعليه فاإلعالن او التبليغ هو ايصال مضمون القرار االداري الى المخاطب به فهذا االعالن يتم بواسطة‬
‫كتاب مسجل يرسل الى صاحب الشأن مثالً او بواسطة عرض القرار على المخاطب به للحصول على‬
‫توقيعه بما يفيد العلم به‪ ،‬او اي وسيلةً اخرى اعالنية تؤدي نفس الغرض(‪.)35‬‬

‫وبما ان االدارة تتمتع بسلطة تقديرية في اختيار وسيلة االعالن التي تراها مناسبة ‪ ,‬فاإلدارة ان تستخدم‬
‫الطرق الحديثة االلكترونية في االعالن عن الق اررات االدارية بشرط ان يكون اعالن القرار الكترونيا شامال‬

‫(‪ )33‬مازن ليلو راضي ‪ ,‬مبادئ القانون االداري ‪ ,‬مصدر سايق ‪ ,‬ص‪.491‬‬
‫(‪ )34‬المصدر نفسه‪ ,‬ص‪.491‬‬
‫(‪)35‬‬
‫نورا عبد الصالح مشكور‪ ,‬توازن االشكال واالختصاصات في القرار االداري ‪ ,‬ص ‪.66‬‬
‫‪066‬‬
‫جلة أحباث ميسان ‪ ،‬اجمللد السابع عشر‪ ،‬العدد الرابع والثالثون ‪ ،‬كانون االول ‪ ،‬السنة ‪0202‬‬

‫لكل محتويات القرار االداري ومن هذه الطرق هي ارسال التبليغ عن طريق البريد االلكتروني الخاص بذوي‬
‫الشأن الن التبليغ يعد الوسيلة االساسية للعلم بالق اررات الفردية ‪ ,‬خالف النشر الذي يرتبط بق اررات تنظيمية‬
‫عامة و مجردة ال تؤثر بشكل مباشر في المراكز القانونية لألفراد لذلك يتم االكتفاء بنشرها وبتحقق العلم‬
‫االفتراضي بها‪ ،‬أما التبليغ فيرتبط بالق اررات اإلدارية الفردية التي تؤثر بشكل مباشر في هذه المراكز ومن ثم‬
‫ال يكفي نشرها ألنه يشترط في العلم المرتبط بها أن يكون حقيقيا وليس مجرد افتراضي‪.‬‬

‫ومن خالل ما تقدم يمكن تعريف التبليغ االلكتروني بأنه " نقل غير شخصي من جهة االدارة للقرار من‬
‫خالل مختلف الوسائل اإللكترونية ‪ ،‬بهدف تعريف فرد او جمهور معين بالقرار وحثه على القيام بسلوك‬
‫معين "‪.‬‬

‫تأسيسا على ذلك‪ ،‬فالتبليغ االلكتروني للقرار اإلداري ال يختلف في غايته عن التبليغ الورقي للقرار ‪ ،‬حيث‬
‫ان كالهما يهدف الى نقل العلم بمضمون القرار اإلداري إلى األفراد بواسطة إجراء التبليغ أو اإلخطار‬
‫الشخصي به‪ ،‬وكل ما في األمر أنه يتحقق من خالل االعتماد على إجراءات الكترونية مختلفة ال نلمسها‬
‫في األحوال العادية للتبليغ‪ ،‬ويرتبط بوجود القرار في صورة المستند االلكتروني ويقوم على آلية انتقاله بين‬
‫أطرافه من خالل عملية برمجية ينفذها الحاسوب أو الهاتف المحمول بناءا على األوامر الصادرة لهما‪ ،‬لذلك‬
‫يعد كالهما تبليغ مع اختالف وسائل اجرائه‪.‬‬

‫ويترتب على التبليغ اإللكتروني للقرار االداري بدء سريانه في حق االفراد واالحتجاج به عليهم ‪ ,‬ولكي‬
‫يعتبر التبليغ او االعالن صحيحا معتدا به قانونا يجب ان يتم بالطرق التي رسمها القانون‪ ,‬وان يحقق العلم‬
‫اليقيني والكافي بالجهة المصدرة للقرار وبمضمونه وتفاصيله على النحو الذي يكفل لألفراد تحديد موقفهم‬
‫ازاء هذا القرار فيجب ان يعلم صاحب الشأن بالقرار ومحتوياته علما نافيا للجهالة (‪.)36‬‬

‫ثانيا‪ :‬العلم اليقيني االلكتروني‬

‫ان العلم اليقين هو اج تهاد من نتائج القضاء االداري الفرنسي مفاده عدم اقتصار وسائل العلم بالق اررات‬
‫االدارية على تلك المقررة قانونا (‪ ,)37‬و يعتبر العلم اليقيني بالقرار اإلداري الوسيلة الثالثة من وسائل النفاذ‬

‫(‪)36‬‬
‫د‪ .‬عالء محي الدين مصطفى ابو احمد‪ ,‬مصدر سابق ‪ ,‬ص ‪.160‬‬
‫(‪)37‬‬
‫بومديري بسمة‪ ,‬نظرية العلم اليقيني وتطبيقاتها في القضاء االداري الجزائري‪ ,‬جامعة محمد خيضر_بسكرة كلية الحقوق‬
‫والعلوم السياسية ‪ ,6616,‬ص ‪.6‬‬
‫‪066‬‬
‫جلة أحباث ميسان ‪ ،‬اجمللد السابع عشر‪ ،‬العدد الرابع والثالثون ‪ ،‬كانون االول ‪ ،‬السنة ‪0202‬‬

‫ومقتضى هذه الوسيلة أنه إذا علم صاحب الشأن بفحوى القرار علما يقينيا نافيا للجهالة‪ ،‬ال ضنيا وال‬
‫إفتراضيا‪ ،‬قام هذا العلم مقام النشر واإلعالن (‪.)38‬‬

‫اما في نطاق االدارة االلكترونية فأن المخاطبة تتم عن طريق استخدام الطرق االلكترونية الحديثة ‪ ,‬ويؤدي‬
‫ذلك الى الحد من نظرية العلم اليقيني التقليدية‪ ,‬الن هذه الطرق ال مجال فيها لالجتهاد من حيث كون‬
‫المطلوب تبليغه بالقرار االداري قد علم بالقرار علما يقينيا ال افتراضيا الن القرار اإلداري اإللكتروني يرتكز‬
‫على وصول الرسالة اإللكترونية التي تتضمن القرار اإلداري المطلوب إلعالم صاحب الشأن‪ ،‬ويتم ذلك عبر‬
‫البريد اإللكتروني والذي له رقم سري ال يعرفه إال صاحبه (‪.)39‬‬

‫مما تقدم يتبين ان نظرية العلم اليقيني في ظل االدارة التقليدية تختلف عن االدارة اإللكترونية الحديثة ‪,‬من‬
‫حيث ان بعض التطبيقات تشير الى قراءة الرسالة بمجرد استالمها من قبل الطرف االخر وان كان قد قرأها‬
‫ام لم يقرأها مثل تطبيق (‪ ,)WhatsApp‬ولكن ذلك من شأنه التأكيد على وصول الرسالة واستالمها من قبل‬
‫الطرف االخر‪ ,‬ناهيك عن وجود تاريخ ووقت محدد لالستالم والتسليم وعالمات تدل على ان الرسالة التي‬
‫تم ارسالها الى ذوي الشأن قد تم استالمها من قبل الطرف االخر وهذا يعني ان العلم بالقرار االداري عبر‬
‫الوسائل االلكترونية علما يقينيا كافيا ال ضنيا وال افتراضيا ‪.‬‬

‫لذلك فإن التعريف الدقيق للعلم اليقيني اإللكتروني يمكن الوصول إليه من خالل القول بأنه‪" :‬علم‬

‫ذوي الشأن المؤكد بالقرار غير المنشور أو المعلن من خالل الوسائل االلكترونية الحديثة "‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫تنفيذ القرار االداري االلكتروني‬

‫تتمتع اإلدارة بإمتيازات وسلطات استثنائية في تنفيذ ق ارراتها ‪ ،‬منها قرينة المشروعية‪ ،‬التي تفترض سالمة‬
‫ق ارراتها اإلدارية حتى يثبت العكس ‪ ،‬وتمتع ق ارراتها بقوة الشيء المقرر وقابليته للتنفيذ ‪ ،‬وهو ما يجعل اإلدارة‬
‫في مركز المدعى عليها باستمرار ‪ ،‬ويفرض على األفراد احترام الق اررات الصادرة عنها ‪ .‬كما تتمتع اإلدارة‬
‫في مجال تنفيذ ق ارراتها اإلدارية بامتياز التنفيذ المباشر الذي يتيح لها تنفيذ الق اررات اإلدارية التي تصدرها‬
‫بنفسها ‪.‬‬

‫(‪)38‬‬
‫مرية العقون‪ ,‬القرار االداري االلكتروني كأسلوب حديث للمرافق العامة‪ ,‬مصدر سابق‪ ,‬ص ‪.0‬‬
‫(‪)39‬‬
‫فالح جالل عبد الرضا الحسيني‪ ,‬اثر شكلية التوقيع االلكتروني في القرار االداري ‪ ,‬جامعة الشرق االوسط ‪ ,‬كلية الحقوق‬
‫‪ ,6616 ,‬ص ‪.66‬‬
‫‪066‬‬
‫جلة أحباث ميسان ‪ ،‬اجمللد السابع عشر‪ ،‬العدد الرابع والثالثون ‪ ،‬كانون االول ‪ ،‬السنة ‪0202‬‬

‫ومن المعروف والمتفق عليه أن الفرق بين نفاذ القرار االداري وتنفيذه هو أن الق ار ارالداري يكون نافذا في‬
‫حق االدارة بمجرد صدوره مكتمل االركان ومستوفي الشروط‪ ،‬أما بالنسبة لالفراد فيكون نافذامن خالل النشر‬
‫أو التبليغ ‪،‬او علمهم به علما يقينيا " فنفاذ القرار يتعلق باالثار القانونية للقرار وهي عنصر داخلي في‬
‫القرار " (‪.)40‬‬

‫أما تنفيذ القرار فهو اتخاذ االجراءات االلزمة لتجسيد آثار هذا القرار واخراجه إلى حيز التنفيذ وتحويله إلى‬
‫واقع عملي مطبق مما يؤدي إلى تحقيق الهدف من اتخاذه (‪.)41‬‬

‫اما دور االدارة االلكترونية في تنفيذ القرار االداري يكمن في تحويل اجراءات تنفيذه من االجراءات التقليدية‬
‫الى اجراءات ا لكترونية حيث تقوم اجهزة الحاسوب باالستجابة الى تنفيذ االوامر بناءا على البيانات‬
‫والمعلومات المدخلة للحاسوب مسبقا (‪.)42‬‬

‫مما تقدم يتبين ان ان دور االدارة في تنفيذ الق اررات االدارية يظهر من خالل تحويل جميع االجراءات الى‬
‫اجراءات الكترونية تتمثل بوسائل حديثة كالهاتف النقال او الكمبيوتر عن طريق االنترنيت وذلك من خالل‬
‫ادخال البيانات والمعلومات مسبقا الى هذه االجهزة ‪.‬‬

‫الخاتمة‬

‫في ختام هذا البحث الموسوم (الية تنفيذ القرار االداري االلكتروني) توصلنا الى جملة من النتائج والتوصيات‬
‫‪.‬‬

‫اوال‪ :‬النتائج‬

‫(‪)40‬‬
‫عائشة محمد جسيمان‪ ,‬تنفيذ القرار االداري في القانون القطري ( دراسة مقارنة ) ‪ ,‬جامعة قطر‪ ,‬كلية القانون ‪,6616 ,‬‬
‫ص ‪.66‬‬
‫(‪)41‬‬
‫المصدر نفسه ‪.‬‬
‫(‪)42‬‬
‫زينب عباس محسن ‪ ,‬االدارة االلكترونية واثرها في القرار االداري‪ ,‬المصدر السابق‪ ,‬ص ‪.616‬‬

‫‪060‬‬
‫جلة أحباث ميسان ‪ ،‬اجمللد السابع عشر‪ ،‬العدد الرابع والثالثون ‪ ،‬كانون االول ‪ ،‬السنة ‪0202‬‬

‫تبين من خالل هذه الدراسة ان هناك عدد من االستنتاجات توصل اليها البحث وهي كما يلي ‪:‬‬

‫‪ _2‬تبين اغفال المشرع العراقي عن تنظيم تشريع يعالج فيه كافة مظاهر التطور في العمل االداري‬
‫االلكتروني ‪.‬‬

‫‪ _0‬من خالل البحث بين ثنايا موضوع القرار االداري االلكتروني تبين ان القرار االداري االلكتروني لم‬
‫يعرفه المشرع وانما تناول تعريفه الفقه ‪.‬‬

‫‪ _3‬يتبين ان اركان القرار االداري االلكتروني هي نفسها اركان القرار االداري التقليدي‪.‬‬

‫‪ _4‬يتبين ان اثر التطور التكنولوجي في القرار االداري يكمن في مساندة االجهزة الحديثة مثل الحاسب‬
‫للموظف ‪.‬‬

‫‪ _2‬يتبين ايضا ان التحول من القرار االداري التقليدي الى القرار االداري االلكتروني يساهم في القضاء‬
‫على البيروقراطية االدارية ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬التوصيات‬

‫‪ _2‬نوصي المشرع العراقي بأن يصدر تشريعات قانونية لبناء حكومة الكترونية ‪.‬‬

‫‪ _0‬نوصي بوضع البرامج الالزمة لتعليم الموظفين في دوائر الدولة للقضاء على االمية االلكترونية وتوعية‬
‫الموظف وتدريبة على استخدام االجهزة االلكترونية‪.‬‬

‫‪ _3‬اعادة تنظيم التعليمات الخاصة بالقرار االداري لمواكبة التطور االلكتروني بما يؤدي الى استحداث‬
‫القرار االداري االلكتروني ‪.‬‬

‫‪ _4‬نوصي ايضا بتعديل التوقيع االلكتروني والمعامالت االلكترونية رقم ‪ 42‬لسنة ‪ 0220‬وذلك بأضافة‬
‫نصوص تنظم اجراءات التحول الى الحكومة االلكترونية ‪.‬‬

‫‪061‬‬
‫جلة أحباث ميسان ‪ ،‬اجمللد السابع عشر‪ ،‬العدد الرابع والثالثون ‪ ،‬كانون االول ‪ ،‬السنة ‪0202‬‬

‫المصادر‬

‫‪ 2‬د‪.‬عصام عبد الوهاب البرزنجي واخرون‪ ,‬مبادئ واحكام القانون اإلداري‪ ,‬دار السنهوري‪,0222 ,‬‬
‫ص‪.424‬‬
‫‪ .2‬صالح ماهر عالوي‪ ,‬مبادئ القانون اإلداري‪ ,‬دار الكتب للطباعة والنشر‪ ,‬جامعة الموصل‪,2991 ,‬‬
‫ص‪.249‬‬
‫‪ .3‬د‪.‬رابح سرير عبد اهلل‪ ,‬القرار اإلداري‪ ,‬الطبعة األولى‪ ,‬دار ومكتبة الحامد للنشر والتوزيع‪ ,‬عمان‪,0220 ,‬‬
‫ص‪.00‬‬
‫‪ .4‬مرية العقون‪ ,0222 ,‬القرار اإلداري االلكتروني كأسلوب حديث للمرافق العامة‪ ,‬المؤتمر العلمي الدولي‬
‫حول النظام القانوني للمرفق العام االلكتروني‪ _01 ,‬نوفمبر _ ‪ ,0222‬جامعة محمد بوضياف المسيلة‪.‬‬
‫‪ .2‬د‪ .‬نكتل إبراهيم عبد الرحمن‪ ,‬نطاق سلطة اإلدارة التقديرية في القرار اإلداري االلكتروني‪ ,‬جامعة‬
‫الموصل كلية الحقوق‪ ,‬مجلة كلية القانون للعلوم القانونية والسياسية‪ ,‬المجلد‪ ,9‬العدد ‪ ,33‬لسنة ‪,0202‬‬
‫ص ‪.314‬‬
‫‪ .1‬د‪ .‬داود عبد الرزاق الباز‪ ,‬اإلدارة العامة االلكترونية واثرها على النظام القانوني للمرفق العام واعمال‬
‫الوظيفة ‪ ,‬مجلس النشر العلمي‪ ,‬جامعة الكويت‪,0224 ,‬ص ‪.099‬‬
‫‪ .4‬زينب عباس محسن‪ ,‬اإلدارة االلكترونية واثرها في القرار اإلداري‪ ,‬مجلة كلية الحقوق جامعة النهرين‪,‬‬
‫المجلد ‪ ,21‬العدد ‪ ,2‬لسنة ‪ ,024‬ص‪.322‬‬
‫‪ .2‬ماجد راغب الحلو‪ ,‬القانون اإلداري‪ ,‬دار المطبوعات الجامعية‪ ,‬اإلسكندرية‪ ,2920 ,‬ص ‪.412‬‬
‫‪ .9‬نوفان العقيل العجارمة‪ ,‬ناصر عبد الحليم سالمات‪ ,‬نفاذ القرار اإلداري االلكتروني‪ ,‬كلية الحقوق الجامعة‬
‫األردنية‪ ,‬مجلة دراسات علوم الشريعة والقانون‪ ,‬المجلد ‪ ,0‬العدد ‪ ,00‬لسنة ‪.2201 ,0221‬‬
‫‪ .22‬د‪ .‬اشرف محمد خليل‪ ,‬القرار اإلداري االلكتروني‪ ,‬مجلة الفكر الشرطي‪ ,‬المجلد‪ ,02‬العدد ‪ ,99‬لسنة‬
‫‪ ,0221‬ص‪.44‬‬
‫‪ .22‬د‪ .‬مازن ليلو راضي‪ ,‬أصول القضاء اإلداري‪ ,‬دار المسلة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ,‬الطبعة الرابعة‪,‬‬
‫لسنة ‪ ,0224‬ص‪.32‬‬
‫‪ .20‬نوفان العقيل العجارمة‪ ,‬ناصر عبد الحليم سالمات‪ ,‬نفاذ القرار اإلداري االلكتروني‪ ,‬كلية الحقوق‬
‫الجامعة األردنية‪ ,‬مجلة دراسات علوم الشريعة والقانون‪ ,‬المجلد ‪ ,42‬ملحق ‪ ,2‬لسنة ‪.2201 ,0223‬‬

‫‪066‬‬
‫جلة أحباث ميسان ‪ ،‬اجمللد السابع عشر‪ ،‬العدد الرابع والثالثون ‪ ،‬كانون االول ‪ ،‬السنة ‪0202‬‬

‫‪ .23‬رائد محمد يوسف العدوان‪ ,‬نفاذ القرارات االدارية بحق االفراد‪ ,‬جامعة الشرق االوسط ‪ ,‬كلية القانون ‪,‬‬
‫‪ ,0223‬ص ‪.32‬‬
‫‪ .24‬نواف العقيل العجارمة وناصر عبد الحليم السالمات ‪ ,‬نفاذ القرار االداري االلكتروني ‪,‬مصدر سابق‪,‬‬
‫ص ‪2202 -2204‬‬
‫‪ .22‬نو ار عبد الصالح مشكور‪ ,‬توازن االشكال واالختصاصات في القرار االداري ‪ ,‬ص ‪.34‬‬
‫‪ .21‬بومديري بسمة‪ ,‬نظرية العلم اليقيني وتطبيقاتها في القضاء االداري الجزائري‪ ,‬جامعة محمد‬
‫خيضر_بسكرة كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪ ,0224,‬ص ‪.2‬‬
‫‪ .24‬فالح جالل عبد الرضا الحسيني‪ ,‬اثر شكلية التوقيع االلكتروني في القرار االداري ‪ ,‬جامعة الشرق‬
‫االوسط ‪ ,‬كلية الحقوق ‪ ,0222 ,‬ص ‪.24‬‬
‫‪ .22‬عائشة محمد جسيمان‪ ,‬تنفيذ القرار االداري في القانون القطري ( دراسة مقارنة ) ‪ ,‬جامعة قطر‪ ,‬كلية‬
‫القانون ‪ ,0229 ,‬ص ‪.30‬‬

‫‪066‬‬

You might also like