You are on page 1of 29

‫مجلة المنارة‪Site icon‬‬

‫القـــــرار اإلداري االلكتـــروني‬


‫‪Redouane redouane‬‬
‫‪ ago‬سنوات ‪4‬‬

‫القـــــرار اإلداري االلكتـــروني‬

‫محماد البداوي‬

‫دكتور في الحقوق‬

‫باحث في القانون العام‬

‫مقـــدمــــــة‬

‫مع تطور ثورة المعلومات وتقدم وسائل االتصاالت الحديثة‪ ،‬كان من الضروري أن تساير اإلدارات العمومية هذا التطور‬
‫وخصوصا في مجال القانون اإلداري الذي يحكم غالب نشاطاتها‪ ،‬والذي من سماته األساسية المرونة و التطور الستيعاب‬
‫المستجدات التي يكشف عنها العلم‪ ،‬ويستلزمها الواقع من أجل الحصول على جودة في األداء المقدم للجمهور‪ ،‬من خالل إنجاز‬
‫‪”.‬الخدمة المطلوبة بسرعة وسهولة من خالل ما يسمى حاليا “باإلدارة االلكترونية‬

‫تأسيسا على ذلك‪ ،‬نتج عن هذا التطور وجود رغبة لدى معظم اإلدارات المعاصرة في نقل النشاط اإلداري من واقعه التقليدي‬
‫الورقي إلى الواقع االلكتروني‪ ،‬إدراكا منها ألهمية هذا المتغير في تسيير النشاط اإلداري بصورة أفضل مما كان عليه الحال‬
‫من قبل‪ ،‬بحيث تولد لدى اإلدارة العمومية وعي وقناعة تامة بضرورة االستفادة القصوى من المستحدثات التكنولوجية‬
‫وإجراءاتها الدقيقة والمنتظمة في عملية إصدار القرارات وإدارة المرافق العمومية‪ ،‬واالتجاه نحو االعتماد على الحاسوب‬
‫وشبكة االنترنت والهاتف المحمول وغيرها من الوسائل األخرى في التعبير عن إرادتها المنفردة أو االتفاق مع غيرها من‬
‫‪.‬أجل تأدية نشاطها بكفاءة وفاعلية‬

‫نتيجة لذلك‪ ،‬هذا التطور لم يبقى بعيدا عن وسائل النشاط اإلداري التقليدية‪ ،‬وهو ما أدى إلى ظهور القرار اإلداري‬
‫االلكتروني‪ ،‬والعقد اإلداري االلكتروني‪ ،‬ونتج عن ذلك مسألة التوقيع االلكتروني‪ ،‬وأصبح أيضا يتصل ببعض نظريات‬
‫القانون اإلداري‪ ،‬وقام بتطويرها واستحدث بذلك المرفق االلكتروني والتوظيف االلكتروني‪ ،‬كما أن الحجية القانونية لهذه‬
‫الوسائل أثارت االهتمام بموضوع اإلثبات االلكتروني المبني على دالئل مستمدة من الواقع االلكتروني دون االعتماد على‬
‫‪.‬الواقع االلكتروني كما كان من قبل‬

‫وعليه‪ ،‬تعد نظرية القرار اإلداري الموضوع األهم من المواضيع التي يتناولها القانون اإلداري‪ ،‬فهو لسان حال اإلدارة‬
‫والمترجم الحقيقي إلرادتها صراحة وضمنا‪ ،‬ومحور العملية اإلدارية التي تطورت بشكل مضطرد بتطور واتساع النشاط‬
‫‪.‬اإلداري‬

‫وتكتسي دراسة واقعة القرار اإلداري االلكتروني أهمية كبيرة متعددة الجوانب‪ ،‬فمن حيث األصل تعتبر واقعة مستحدثة‬
‫أرساها تطور العمل اإلداري وتطبيق نظام اإلدارة االلكترونية‪ ،‬وجاءت نتيجة تطلع اإلدارة إلى تحديث وظائفها في ضوء‬
‫المستجدات الراهنة والقائمة من حولها بما يجعل عملها منسجما مع الثقافة السائدة في المجتمع على نحو تصبح معه اإلدارة‬
‫‪.‬ظاهرة إيجابية بالنسبة لمحيطها داخل المجتمع تدفعه إلى األمام وليس العكس‬

‫كذلك تنبع أهميتها انطالقا من مسؤوليتي كباحث‪ ،‬توجب تسليط الضوء على هذا المستجد في العمل اإلداري وإبراز عالقته‬
‫بالنظام القانوني للقرار اإلداري التقليدي‪ ،‬وبيان الحد الذي يمكن اإلدارة أن تستفيد من مرونة القرار اإلداري االلكتروني‬
‫وتطوره المستمر‪ ،‬واإلعالن عن ميالده وإمكانية التعامل به من جانب اإلدارة في وقتنا الحاضر‪ ،‬وفي نفس الوقت بيان ما هو‬
‫مطلوب من خطوات تشريعية جديدة للوصول إلى إرساء وجوده وصحته بصورة سليمة وبشكل واضح ال يثير فرضية عدم‬
‫‪.‬مشروعيته‪ ،‬على اعتبار أن هذه المشروعية تعد عنوانا الزما لكل جديد داخل العمل اإلداري‬

‫والهدف الرئيس من وراء كل ذلك‪ ،‬يتمثل في وضع كل ما من شأنه أن يؤدي لقبول هذا التطور ال رفضه تماشيا مع حقيقة‬
‫قواعد وأحكام القانون اإلداري التي ال تعرف الجمود والتوقف عند حد معين‪ ،‬وبقدرتها على مالحقة تطورات العمل اإلداري‬
‫‪.‬حتى ال نكون أمام فراغ قانوني وغياب للتنظيم المفترض وجوده‬

‫وعليه تنبع إشكالية هذه الدراسة من محاولة معرفة ماهية القرار اإلداري االلكتروني‪ ،‬وهل يتعارض أم يتفق مع أساسيات‬
‫القرار اإلداري التقليدي التي رسخها الفقه والقضاء اإلداري على مر العصور‪ ،‬ليكون التساؤل هو كاآلتي ‪ :‬ما هو النظام‬
‫القانوني للقرار اإلداري االلكتروني؟‬
‫‪ :‬من أجل اإلجابة على هذه اإلشكالية واألسئلة األخرى التي تطرحها‪ ،‬قسمنا هذا الموضوع إلى مبحـثيـــن‬

‫المبحث األول ‪ :‬اإلطار المفاهيمي للقرار اإلداري االلكتروني‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬وسائل نفاذ القرار اإلداري االلكتروني‬

‫المبحث األول ‪ :‬اإلطار المفاهيمي للقرار اإلداري اإللكتروني‬

‫تثار العديد من التساؤالت القانونية حول سالمة القرار اإلداري االلكتروني من الناحية القانونية‪ ،‬ومدى االعتراف به‪ ،‬أو ما‬
‫يرتبه من آثار قانونية‪ ،‬إضافة إلى وسائل إشهاره وآلية االحتجاج به سواء في مواجهة اإلدارة أم في مواجهة األفراد‪ ،‬وكذا‬
‫إشكالية تحديد اللحظة التي يعتبر فيها القرار اإلداري االلكتروني قد صدر‪ ،‬هل هي لحظة توقيعه إلكترونيا من جهة اإلدارة؟‬
‫أم هي لحظة استالم الرسالة االلكترونية التي تتضمنه لصاحب الشأن؟ ومدى االحتجاج بالمستخرجات المتعلقة بالقرار اإلداري‬
‫االلكتروني؟‬
‫لإلحاطة بجوانب هذه األسئلة واإلجابة عليها‪ ،‬سنتطرق في هذا المبحث إلى مفهوم وخصائص القرار اإلداري االلكتروني‬
‫(المطلب األول)‪ ،‬ثم سنبحث في أركانه ومدى االختالف بينها وبين األركان المعروفة للقرار اإلداري التقليدي والسمات‬
‫‪.‬المميزة له (المطلب الثاني)‬

‫المطلـب األول ‪ :‬مفهـوم وخصائـص القـرار اإلداري اإللكترونـي‬

‫لقد بدأت بعض اإلدارات – بشكل ملحوظ‪ -‬تتوسع في استخدام الحاسب اآللي‪ ،‬ليس عند نطاق تقديم الخدمات وإشباع حاجات‬
‫المتعاملين مع اإلدارة‪ ،‬بل إن جهودها تتجه ليشمل استخدامه مجال إصدار القرار اإلداري‪ ،‬واالستعانة به في تنفيذ القوانين‬
‫واللوائح اإلدارية‪ .‬إذ أضحت في الوقت الراهن مسألة استخدام الحاسوب في إصدار القرار اإلداري ضرورة لما لها من‬
‫إيجابيات تساهم في سرعة إنجاز مهام اإلدارة وضمانات تحول دون االنحراف في تطبيقه بحق األفراد‪ ،‬وحق اإلدارة في‬
‫‪.‬امتيازاتها‪ ،‬بحيث أن قيام اإلدارة بإصدار قراراتها بإجراءات إلكترونية أمر تستوجبه اإلدارة االلكترونية ومتطلباتها الحديثة‬

‫وهذا ما يستدعي منا البحث في ماهية القرار اإلداري االلكتروني (الفقرة األولى)‪ ،‬والخصائص المميزة له بالمقارنة مع القرار‬
‫‪.‬اإلداري التقليدي (الفقرة الثانية)‬

‫الفقـرة األولى ‪ :‬ماهيـة القـرار اإلداري اإللكترونـي‬

‫تجدر اإلشارة إلى أن تعريف القرار اإلداري لم يتناوله المشرع المغربي وترك المجال للفقه والقضاء في تحديد ذلك إسوة‬
‫بالمشرعين الفرنسي والمصري اللذين تركا الفرصة للفقه والقضاء في تحديد مفهوم القرار اإلداري ومختلف جوانبه التنظيمية‬
‫‪.‬والقانونية‬

‫على أنه ‪“ :‬عمل ‪ Diguit‬في الجانب الفقهي هناك تعاريف متعددة تختلف باختالف الفقهاء‪ ،‬فقد عرفه الفقيه الفرنسي دوجي‬
‫إداري تصدره اإلدارة بقصد تعديل األوضاع القانونية كما هي قائمة وقت صدوره أو كما ستكون في لحظة مستقبلية معينة”[‬
‫على أنه‪“ :‬عمل بواسطته تقوم اإلدارة بشكل انفرادي من أجل إحداث مركز قانوني معين أو ‪ .]1 Rivero‬كما عرفه رفييرو‬
‫‪.‬تغييره أو إلغائه وذلك لما لها من سلطة عامة لذلك”[‪]2‬‬

‫وعرفته أيضا الباحثة مليكة الصروخ بأنه ‪ ”:‬إعالن اإلدارة عن إرادتها الملزمة بما لها من سلطة بمقتضى القوانين واللوائح‬
‫بقصد إنشاء أو تعديل أحد المراكز القانونية متى كان ممكنا وجائزا قانونا‪ ،‬وكان الهدف منه تحقيق المصلحة العامة”[‪]3‬‬

‫أما القضاء اإلداري‪ ،‬فقد عرف القرار اإلداري من خالل االجتهادات القضائية للمحاكم اإلدارية بكل من فرنسا ومصر‪،‬‬
‫فالقضاء اإلداري المصري عرف القرار اإلداري بكونه ” إفصاح اإلدارة المختصة في الشكل الذي يتطلبه القانون عن إرادتها‬
‫الملزمة بمالها من سلطة عامة بمقتضى القوانين واللوائح وذلك قصد إحداث أثر قانوني معين متى كان ذلك ممكنا وجائزا‬
‫قانونا ابتغاء تحقيق مصلحة عامة”[‪]4‬‬

‫وفي محاولة لوضع تعريف جامع ومانع للقرار اإلداري‪ ،‬يمكن تعريفه على أنه ‪ :‬عمل قانوني نهائي صادر باإلرادة المنفردة‬
‫والملزمة لجهة اإلدارة‪ ،‬بما لها من سلطة بمقتضى القوانين واألنظمة وفي الشكل الذي يتطلبه القانون بقصد إنشاء أو تعديل أو‬
‫‪.‬إلغاء حق أو التزام قانوني معين‪ ،‬متى كان ذلك ممكنا أو جائزا قانونا وابتغاء للمصلحة العامة[‪]5‬‬

‫من هذا المنطلق فالقرار اإلداري يكتسي تعريفات مختلفة ومتباينة أحيانا‪ ،‬لكن ما يهمنا أن القرار اإلداري يستهدف إحداث أثار‬
‫قانونية واضحة من خالل إصدار األوامر وفرض االلتزامات والتدخل في صيانة الحقوق وحفظ النظام العام تحقيقا للمصلحة‬
‫‪.‬العامة‬

‫ومما ال شك فيه‪ ،‬أن التعريفات السابقة لم تأخذ بعين االعتبار إلكترونية القرار اإلداري باعتباره ثمرة التطور الهائل في التقدم‬
‫التكنولوجي في الوقت الراهن‪ ،‬ومع تبني الدول المعاصرة لنظام اإلدارة االلكترونية‪ ،‬وما قد يؤدي إلى استحداث القرار‬
‫اإلداري اإللكتروني خصوصا في ظل ما يتمتع به من مزايا‪ ،‬فإن التساؤل الذي يطرح نفسه في هذا الباب يتمحور حول‬
‫تعريف هذا القرار؟‬

‫من أجل ذلك‪ ،‬اجتهد العديد من الباحثين في علم اإلدارة الحديث والقانون اإلداري لوضع تعريفا للقرار اإلداري االلكتروني‪،‬‬
‫‪ :‬حيث عرف بــأنه‬

‫تلقي اإلدارة العمومية الطلب االلكتروني على موقعها االلكتروني وإفصاحها عن رغبتها الملزمة بإصدار القرار والتوقيع عليه‬
‫إلكترونيا وإعالم صاحب الشأن على بريده االلكتروني‪ ،‬وذلك بما لها من سلطة بمقتضى القوانين واللوائح بقصد إحداث أثرا‬
‫‪.‬قانونيا معينا يكون مشروعا وممكنا قانونا ابتغاء المصلحة العامة[‪]6‬‬
‫‪.‬عبارة عن مستند إلكتروني يعبر عن اإلرادة الملزمة والمنفردة لإلدارة بقصد ترتيب أثرا قانونيا معينا[‪]7‬‬
‫‪ .‬إفصاح عن إرادة منفردة ملزمة تصدر عن سلطة إدارية عامة عبر وسائل إلكترونية وترتب آثارا قانونية”[‪” ]8‬‬
‫فالقرار اإلداري االلكتروني وفقا لهذه التعاريف‪ ،‬ما هو إال إفصاح جهة اإلدارة عن إرادتها المنفردة الملزمة بما لديها من‬
‫سلطة عامة عبر وسائل إلكترونية حديثة مرتبة آثارا قانونية معينة‪ ،‬وحسب هذا التوجه فهو ال يختلف عن القرار اإلداري‬
‫العادي الذي يصدر بالصورة التقليدية‪ ،‬إذ ال بد أن تتوافر فيه شروط صحته من أنه عمل قانوني يصدر عن إرادة اإلدارة‬
‫المنفردة‪ ،‬ويقصد من ورائه إحداث آثارا قانونية معينة‪ ،‬باإلضافة إلى توافر أركان وجوده من خالل عدم مخالفة القانون‪،‬‬
‫وصدوره في شكل معين‪ ،‬ويشتمل على سبب مشروع‪ ،‬وصدوره عن الجهة المختصة بإصداره والتي ينبغي عليها تحقيق‬
‫‪.‬المصلحة العامة منه‬

‫بناءا على ما سبق‪ ،‬يسمح الواقع االلكتروني بوسائله المتعددة لجهة اإلدارة في أن تخاطب عدد غير محدود من األفراد أو فردا‬
‫بعينه‪ ،‬لذلك قد يكون القرار اإلداري االلكتروني عبارة عن قرار تنظيمي ويعرف حسب هذا الشكل بـ ” الالئحة االلكترونية”‪،‬‬
‫وقد يأتي في صورة القرار اإلداري الفردي‪ ،‬فالنسبة لألول نجده يحتوي على قواعد عامة ومجردة تخاطب عددا غير محدد‬
‫‪.‬من األفراد بصفاتهم ال بذواتهم‪ ،‬بينما الثاني فهو يخاطب فرد أو أفرادا معينين بذواتهم[‪]9‬‬

‫نتيجة لذلك‪ ،‬تعتبر سلطة اإلدارة بإصدار القرار اإلداري االلكتروني امتدادا طبيعيا لسلطتها األصيلة المتعلقة بإصدار القرار‬
‫اإلداري التقليدي‪ ،‬وتأتي في ظل نقلها من الواقع التقليدي إلى االلكتروني‪ ،‬لذلك فإن القرار اإلداري االلكتروني يتولد عن ذات‬
‫‪.‬السلطة مع اختالف وسيلة الممارسة‬

‫وهو بذلك يعكس نظيره التقليدي في صورته المتطورة نتيجة لجوء اإلدارة لهذه الوسائل في مباشرة امتيازاتها وسلطاتها‬
‫‪.‬الممنوحة لها من قبل المشرع‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬خصائص القرار اإلداري اإللكتروني‬

‫كما هو الحال في القرار اإلداري التقليدي يجب توافر مجموعة من الخصائص في القرار اإلداري االلكتروني‪ ،‬فمن جهة أولى‬
‫يتميز القرار اإلداري بأنه عمال إداريا يصدر عن السلطة اإلدارية العامة‪ ،‬مركزية أم المركزية‪ ،‬ترابية أم مرفقية‪ ،‬ويشترط أن‬
‫‪.‬تكون السلطة مصدرة القرار وطنية ال أجنبية[‪]10‬‬

‫وبصدور القرار اإلداري عن السلطة اإلدارية العامة باعتمادها على الوسائل االلكترونية يكفي لتحقيق الخاصية المتقدمة‬
‫‪.‬بالنسبة له‪ ،‬وال يؤثر في ذلك تكوينه المستحدث أو طريقة صدوره الجديدة ألن العبرة بمن أصدره[‪]11‬‬

‫من جهة ثانية‪ ،‬يتميز القرار اإلداري بأنه عمال انفراديا وليد إرادة اإلدارة وحدها‪ ،‬أي أن األمر يتطلب أن يصدر القرار‬
‫اإلداري االلكتروني باإلرادة المنفردة لإلدارة التي تتجسد في انفرادها بإعداده إلكترونيا وتوقيعه وإصداره بذات الوسائل دون‬
‫‪.‬أن تشترك معها أي إرادة أخرى[‪]12‬‬

‫من جهة ثالثة‪ ،‬يتميز القرار اإلداري بأنه عمل قانوني تسعى اإلدارة من خالله إلى ترتيب أثرا قانونيا عاما أو خاصا‪ ،‬بحسب‬
‫ما إذا كان القرار تنظيميا أم فرديا‪ ،‬ويتمثل هذا األثر في إنشاء مركزا قانونيا أو تعديله أو إلغائه‪ .‬وبناءا عليه فإنه طالما‬
‫‪.‬قصدت اإلدارة ترتيب أثرا قانونيا على قرارها الصادر بالوسائل االلكترونية فإن صفة العمل القانوني تتحقق لهذا القرار‬

‫فالواقع الحالي يكشف بجالء على أن اإلدارة في مجتمعنا أصبحت ال تتردد في اللجوء إلى استثمار الخدمات التي يوفرها‬
‫الواقع االلكتروني من خالل وسائله المتعددة في تطوير عالقتها بالمرتفقين‪ ،‬وخلق صورة جديدة في نظام التواصل بينها‬
‫وبينهم‪ ،‬قائمة على االستغناء عن االلتقاء المادي بين موظفيها وجمهور المواطنين‪ ،‬وإحالل فكرة التواصل االلكتروني بينهم‬
‫‪.‬دون التقيد بمكان أو زمان معين‬
‫وبالبحث في الموقع االلكتروني لوزارة إصالح اإلدارة والوظيفة العمومية المغربية‪ ،‬نجد أنها قد أصدرت بعد إحداث صفحة‬
‫العديد من اإلعالنات متضمنة قرارات المباريات المفتوحة في وجه ‪ www.emploi-maroc.ma‬التشغيل العمومي‬
‫المواطنات والمواطنين‪ ،‬إذ رتبت هذه القرارات أثرها القانوني بتضمينها النتائج النهائية للمتقدمين لشغل الوظائف الحكومية‪،‬‬
‫التي على ضوئها تم إعالن األشخاص المعينين بتوليهم المناصب التي أسندت إليهم‪ ،‬األمر الذي يثير في األذهان مدى‬
‫‪.‬صالحية هذه اإلجراءات في تحقيق العلم بمضمون القرار اإلداري واحتساب ميعاد الطعن فيه باإللغاء‬

‫وتجدر اإلشارة هنا‪ ،‬إلى أنه يجب تمييز القرار اإلداري االلكتروني عن األعمال التشريعية والقضائية التي بدأت تغزو الواقع‬
‫االلكتروني هي األخرى‪ ،‬السيما مع تزايد الرغبة لدى الحكومات المعاصرة في بعض الدول بنقل الوظيفة التشريعية‬
‫والقضائية إلى مجال الفضاء االلكتروني و االستفادة من وسائله في ممارستها‪ ،‬ومما قد يؤديه ذلك إلى ميالد األعمال‬
‫‪.‬التشريعية والقضائية بالوسائل االلكترونية شأنها في ذلك شأن القرار اإلداري االلكتروني[‪]13‬‬

‫إذن فالتطور الحاصل في ميدان العمل اإلداري سيؤدي إلى إرساء اإلجراءات اإللكترونية في عمليتي إصدار القرارات وإبرام‬
‫العقود اإلدارية وصوال إلى استحداث القرار اإلداري اإللكتروني‪ ،‬وكذلك العقد اإلداري االلكتروني‪ ،‬وهو ما تحقق فعليا وفقا‬
‫لما هو مستفاد من بعض الدراسات التي انصبت على تناول هذا التطور وبيان نتائجه بالنسبة لوسائل النشاط اإلداري ومدى‬
‫‪.‬اتفاقه مع األحكام والمبادئ التقليدية للقانون اإلداري[‪]14‬‬

‫وهذا ال يعني غياب دور رجل اإلدارة كليا‪ ،‬فالدور الذي يلعبه الحاسوب ومهما تعاظم شأنه في مختلف مجاالت العمل اإلداري‬
‫ال يعني أنه أصبح يؤدي العمل اإلداري ذاتيا دون أي تدخل من قبل اإلدارة‪ ،‬فكل ما في األمر أنه أصبح بموجبه إمكانية قيام‬
‫اإلدارة بتأدية نشاطها عبر الواقع االلكتروني‪ ،‬بما في ذلك إصدار القرارات وغيره من األعمال األخرى‪ ،‬وهو بذلك ال يعدو‬
‫أن يكون وسيلة جديدة بيدها‪ ،‬إذ أن دوره مهما كبر يأتي استجابة ألوامر رجل اإلدارة‪ ،‬ومعبرا عن إرادتها أو ناقال لها‬
‫‪.‬ألصحاب الشأن وفق ما تريده جهة اإلدارة ذاتها‬

‫في هذا الصدد‪ ،‬يجب التفرقة بين مفهوم اإلحالل واالستعمال‪ ،‬فالحاسوب ال يحل محل اإلدارة في تأدية النشاط بقدر ما يمكن‬
‫اعتباره وسيلة جديدة بيدها أصبحت تستعملها إلتمام ذلك‪ ،‬فوجود الحاسوب وغيره من الوسائل االلكترونية ال يعني غياب‬
‫اإلدارة كليا‪ ،‬بل تبقى حاضرة على الدوام من خالل عنصرها البشري التي يتولى القيام بالدور الفني وكافة األعمال البرمجية‬
‫‪.‬الالزمة لتحقيق العمل اإلداري بالوسائل اإللكترونية‬

‫وعليه‪ ،‬فاإلدارة تبقى مصدرة القرار وهي المتعاقدة أيضا‪ ،‬ولكن بأساليب وأدوات جديدة لم تكن تستعملها من قبل فرضتها‬
‫المستجدات المجتمعية وتداعيات الثورة اإللكترونية التي همت كل جوانب الحياة‪ ،‬بما في ذلك نشاطها الذي ال يعقل أن يكون‬
‫بمنأى عن هذا كله‪ ،‬وإال أصبح عقبة حقيقية أمام تطلعات المجتمع في عصرنا الراهن بتسخير التكنولوجيا لتسيير الحياة‬
‫‪.‬اليومية لألفراد والمؤسسات واالنعتاق من براثن العمل اليدوي والورقي والولوج إلى مرحلة العمل االلكتروني‬

‫ونشير في األخير‪ ،‬أن المشرع المغربي لم يخرج عن هذا المنأى‪ ،‬حيث اعتمد قانونا للتبادل اإللكتروني للمعطيات‬
‫القانونية‪ ،‬محددا في المادة األولى مجال تطبيق هذا القانون‪ ،‬فعمل على توظيف مصطلح “المعطيات القانونية”‪ ،‬لنفهم من ذلك‬
‫أنها تشمل جميع المحررات التي يمكنها أن تنتج آثارا قانونية ذات طابع مدني أو تجاري أو إداري‪ ،‬وبالتالي فمجال تطبيق هذا‬
‫القانون واسع جدا‪ ،‬إذ يتعلق بجميع المحررات القانونية واإلدارية المبرمة بين الخواص والمقاوالت واإلدارات‪ ،‬وإن كان‬
‫المشرع قد استثنى صراحة من مجال التطبيق كل الوثائق المتعلقة بمدونة األسرة والوثائق المتعلقة بالضمانات الشخصية أو‬
‫‪.‬العينية المدنية أو التجارية‪ ،‬ما عدا المحررات المنجزة من لدن شخص ألغراض مهنته[‪]15‬‬

‫المطلـب الثاني ‪ :‬أركـان القـرار اإلداري االلكترونـي‬

‫ال يوجد في التشريعات ما يمنع اإلدارة من التعبير عن إرادتها باستخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة‪ ،‬مادام أنها تحقق الغاية‬
‫من هذا التعبير‪ ،‬السيما وأن القرار الذي يصدر باستخدام تلك الوسائل يشتمل على كافة عناصر وجوده وأركانه‪ ،‬من خالل‬
‫عدم مخالفة القانون‪ ،‬وصدوره في شكل معين‪ ،‬ويشتمل على سببه‪ ،‬ومن الجهة اإلدارية صاحبة االختصاص‪ ،‬وينبغي تحقيق‬
‫المصلحة العامة‪ ،‬مع اإلشارة إلى أن هذه العناصر للقرار اإلداري يمكن أن تتوفر كذلك في القرار اإلداري االلكتروني –‬
‫السيما‪ -‬وأن المشرع لم يشترط في صدور القرار أن يكون مكتوبا أو شفهيا‪ ،‬فالنصوص القانونية تستوعب أن يصدر القرار‬
‫‪.‬إلكترونيا‬

‫ومن المعلوم‪ ،‬أن للقرار اإلداري خمسة أركان ‪-‬تتضح من تعاريفه‪ -‬البد من توافرها ليوجد القرار وتقوم له قائمة‪ ،‬فإذا تخلف‬
‫ركن من هذه األركان كان القرار معدوما‪ ،‬وهو يكون كذلك إذا لم يوجد تعبير عن إرادة منفردة‪ ،‬أو لم يصدر هذا التعبير عن‬
‫‪.‬سلطة إدارية عامة‪ ،‬أو صدر دون سند قانوني‪ ،‬أو لم يكن له أثر قانوني‬

‫على ضوء ما تقدم‪ ،‬سنحاول أن نبحث في هذا المطلب عن مدى تأثير هذا التطور المهم على أركان القرار اإلداري‪ ،‬فهل‬
‫بقيت على حالها أم تطورت وسايرت مفاهيم اإلدارة االلكترونية‪ ،‬وإذا ما صير هذا التطور فما هي األبعاد والسمات الجديدة‬
‫ألركان القرار اإلداري االلكتروني الشكلية (الفقرة األولى) والموضوعية (الفقرة الثانية) التي تميزه عن القرار اإلداري‬
‫‪.‬العادي؟‬

‫الفقـرة األولـى ‪ :‬األركـان الشكليـة للقـرار اإلداري االلكترونـي‬

‫تستلزم الوظيفة اإلدارية ألداء نشاطاتها بالوجه المطلوب أن يتم توزيع األعمال اإلدارية على الهيئات أو الموظفين العموميين‪،‬‬
‫فالقرارات اإلدارية ال يمكن أن تتخذ إال من قبل الجهة أو الموظف المختص بذلك (أوال)‪ .‬كما يتطلب األمر أن يصدر القرار‬
‫‪.‬وفق إجراءات شكلية معينة يجب اتباعها في إصداره إلحداث أثر قانوني معين (ثانيا)‬

‫أوال ‪ :‬ركـن االختصـاص‬


‫يعتبر االختصاص ركنا من أركان القرار اإلداري‪ ،‬ويستلزم لمشروعيته أن يكون صادرا عمن يملك الصالحية واالختصاص‬
‫في إصداره‪ ،‬فيكون القرار المطعون فيه باطال ومشوبا بعيب عدم االختصاص‪ ،‬إذا صدر عن جهة إدارية غير مؤهلة‬
‫إلصداره‪ .‬وبالتالي فهذا الركن هو من يعطي القدرة القانونية على مباشرة عمل إداري معين إلحداث أثر قانوني تعبيرا عن‬
‫‪.‬اإلرادة المنفردة للسلطة المختصة‬

‫وفي نطاق اإلدارة االلكترونية‪ ،‬فإن إمكانية اتخاذ القرارات اإلدارية تتوسع لتشمل إمكانية اتخاذها آليا‪ ،‬وبمعزل عن العنصر‬
‫البشري‪ ،‬وذلك عن طريق ما يعرف بالبرمجة االلكترونية والتي يقصد بها إمكانية ممارسة األعمال اإلدارية واتخاذ القرارات‬
‫‪.‬الالزمة بطريقة إلكترونية تجري بشكل مستقل وآلي دون حاجة للعنصر البشري بعد برمجتها من طرفه‬

‫وكمثال على ذلك‪ ،‬إذا ما تم اإلعالن عن وظيفة حكومية فإنه بإمكان الراغب في التقدم للوظيفة إرسال بياناته على الموقع‬
‫االلكتروني للجهة اإلدارية المختصة‪ ،‬وحينها يقوم البرنامج االلكتروني المعد لهذا الغرض باستالم هذه البيانات وتدقيقها‬
‫وإحصائها وإرسال رسالة إلكترونية للمتقدم تعلمه باستالمها‪ ،‬كذلك إنها ترسل البيانات المذكورة إلى الجهة المختصة بالتعيين‬
‫‪.‬أو التعاقد‪ ،‬ويعد اإلرسال المذكور قرارات إدارية إلكترونية[‪]16‬‬

‫بهذا الخصوص‪ ،‬لقد نص قانون التجارة االلكترونية في إمارة دبي رقم ‪ 2‬لسنة ‪ 2002‬في المادة ‪ 27‬منه بأنه[‪” : ]17‬‬
‫……‪ ..‬يجوز ألية دائرة أو جهة تابعة للحكومة في أداء المهمات المنوطة بها بحكم القانون‪ ،‬أن تقوم ما يلي ‪ :‬أ‪،……… -‬‬
‫”‪….‬ب‪ -‬إصدار أي إذن أو ترخيص أو قرار أو موافقة في شكل سجالت إلكترونية[‪]18‬‬

‫وبتطبيق ما تقدم على القرار اإلداري االلكتروني‪ ،‬فإن التزام اإلدارة باحترام قواعد االختصاص قائم ومستمر في ظل نقل‬
‫أعمالها للواقع الجديد وتطبيقها لنظام اإلدارة االلكترونية‪ ،‬ألن فكرة االختصاص واجبة بالنسبة للقرار أيا كان موطنه وبغض‬
‫النظر عن كيفية صدوره وهذه حقيقة ال تقبل العكس‪ ،‬وتبقى هذه القواعد واجبة التطبيق بطبيعتها اآلمرة‪ ،‬األمر الذي يفترض‬
‫وجوب قيام الجهة المختصة بممارسة كافة اإلجراءات البرمجية المؤدية إلعداد وإصدار القرار‪ ،‬وأن تتم هذه العملية بواسطة‬
‫‪.‬الوسائل التي تملكها وأن ال تسمح بغير ذلك[‪]19‬‬

‫وعليه‪ ،‬يمكننا تعريف ركن االختصاص بصورته الجديدة في أنه يعكس صالحية اإلدارة التخاذ قراراتها باإلجراءات‬
‫االلكترونية وتمتعها بسلطة إصداره في شكل الوثيقة أو المستند االلكتروني وفقا لما تملكه من وسائل فنية وبرمجية تؤدي‬
‫‪.‬لتحقيق ذلك‬

‫وثمة حقيقة جوهرية تبرز في هذا المقام وهي أن سلطة اإلدارة واختصاصاتها بإصدار القرار اإلداري االلكتروني ال تعد‬
‫سلطة جديدة‪ ،‬بل تعكس ذات السلطة واالختصاص التقليدي وأن الجديد في األمر هو وجود وسيلة جديدة تباشر عن طريقها‬
‫اإلدارة هذه السلطة أو فكرة االختصاص‪ ،‬وهذا ما ينفي أننا أمام سلطة أخرى موازية بل هي سلطة مشتقة من سابقتها المنظمة‬
‫‪.‬قانونيا[‪]20‬‬
‫خالصة القول‪ ،‬فإن هذا التطور في مجال إصدار القرارات اإلدارية سيؤدي إلى نظرية جديدة تتمثل في االختصاص البرمجي‬
‫أو االلكتروني بإصدار القرار‪ ،‬على أن هذا االختصاص يأتي من رحم االختصاص التقليدي ويخضع إلى ذات األحكام‬
‫‪.‬والقواعد المنظمة له وال يستحدث جديدا في هذه األحكام‬

‫ثانيــا ‪ :‬ركـن الشكـل‬

‫إن القرار اإلداري هو تصرف قانوني إرادي يصدر عن اإلدارة بإرادتها المنفردة‪ ،‬وينبغي أن يتخذ التصرف المذكور شكال أو‬
‫مظهرا خارجيا معينا بغض النظر عن أوصاف هذا الشكل‪ ،‬فاألصل أن اإلدارة غير ملزمة بأوصاف معينة لشكل القرار‬
‫اإلداري[‪ ،] 21‬إذ يكفي أن يصدر القرار بشكل يوضح فيه نية اإلدارة في اتخاذه وبالطريقة التي يفهمها جمهور المتعاملين‬
‫معها‪ ،‬ورغم ذلك فالقانون قد يستلزم إجراءات وشكليات محددة التخاذ القرار اإلداري‪ ،‬ويطلق عليها قواعد الشكل‬
‫‪ .‬واإلجراءات في القرار اإلداري‪ ،‬والتي إن غابت عن القرار المذكور أمسى معيبا قابال لإللغاء[‪]22‬‬

‫وفي نطاق القرار اإلداري االلكتروني‪ ،‬يمكن لإلدارة اتخاذ شكل إلكتروني للقرار اإلداري عن طريق الوسيط االلكتروني‬
‫األتوماتيكي‪ ،‬وهذه األشكال اإللكترونية عبارة عن معلومات إلكترونية ذات خصائص إلكترونية في شكل نصوص أو رموز‬
‫أو أصوات أو رسوم أو صور أو برامج حاسوب أو غيرها من قواعد البيانات‪ .‬بيد أن المهم في ذلك أن يكون هذا الشكل‬
‫‪.‬االلكتروني قابل لالسترجاع بشكل يمكن فهمه[‪ ،]23‬أي أن يصدر بطريقة مفهومة للجمهور‬

‫وتجدر اإلشارة‪ ،‬أن اإلدارة العمومية ليست ملزمة باتباع شكل معين في تعبيرها عن إرادتها ما لم يفرض عليها القانون شكال‬
‫معينا صراحة‪ ،‬فهذا يعني أنه يمكن أن يصدر القرار في صيغة مكتوبة “ورقية” أو يظهر في عبارة شفوية‪ ،‬وقد يكون ضمنيا‪،‬‬
‫‪.‬وقد يكون إلكترونيا‪ ،‬ما دام القانون لم ينص على شكلية معينة إلصداره‬

‫وتطبيقا لذلك‪ ،‬يمكن أن يصدر القرار اإلداري االلكتروني وفق خطوات وإجراءات إلكترونية من خالل إعداد حقول خاصة‬
‫محددة سلفا في النموذج اإللكتروني للقرار اإلداري‪ ،‬وأحد هذه الحقول يكون مخصصا لركن الشكل واإلجراءات التي تستلزم‬
‫القيام بها إلصداره وفقا لدرجة أهميتها‪ ،‬إذ تقوم اإلدارة بتصنيف الحقل إلى شكليات جوهرية يجب مراعاتها واستيفاؤها ألنها‬
‫تؤثر في مضمون القرار ومحتواه وعدم مراعاتها تؤدي لبطالنه‪ ،‬ثم شكليات غير جوهرية يبقى لجهة اإلدارة حرية استيفائها‬
‫‪.‬من عدمها[‪]24‬‬

‫كذلك ينبغي أن يتضمن القرار اإلداري توقيع متخذه حسب ما يوجبه القانون وإال اعتبر القرار معيبا في شكله‪ ،‬هذا التوقيع‬
‫االلكتروني يتكون من حروف أو أرقام أو رموز أو صوت أو بصمة أو نظام معالجة ذي شكل إلكتروني وملحق أو مرتبط‬
‫منطقيا برسالة إلكترونية‪ .‬وبذلك فإن القرار اإلداري االلكتروني يمكن أن يتخذ بتوقيع الكتروني ويتمتع هذا التوقيع المذكور‬
‫بالحجية والقيمة نفسها التي يتمتع بها التوقيع المكتوب‪ ،‬وهذا ما نص عليه القانون الفرنسي رقم ‪ 230‬لسنة ‪]25[.2000‬‬

‫الفقـرة الثانيـة ‪ :‬األركـان الموضوعيـة للقـرار اإلداري االلكترونـي‬


‫يقصد باألركان الموضوعية (الداخلية) تلك المتعلقة بمضمون القرار اإلداري‪ ،‬وهي المحل (أوال) والسبب (ثانيا) والغاية‬
‫‪( :‬ثالثا)‪ ،‬وسنتناول كل منها على النحو التالي‬

‫أوال ‪ :‬ركن المحل‬

‫إن المقصود بمحل القرار اإلداري هو موضوعه أو األثر الحال والمباشر الذي يحدثه فيما يتعلق بالمراكز القانونية للمخاطبين‬
‫بالقرار‪ ،‬فكل قرار البد وأن يكون له بطبيعة الحال محل معين‪ ،‬ويعتبر عنصر المحل من أهم عناصر القرار‪ ،‬وعيبه من أهم‬
‫العيوب التي تصيب القرارات اإلدارية وأكثرها وقوعا من الناحية العملية‪ ،‬ويشترط أن يكون محل القرار جائزا أو مشروعا‬
‫‪.‬من الناحية القانونية[‪ ،]26‬واآلخر أن يكون محل القرار ممكنا من الناحية الواقعية‬

‫وعليه فإن األثر القانوني –المحل‪ -‬يعد ركنا الزما في القرار اإلداري االلكتروني‪ ،‬خصوصا وأن وجود هذا األثر يميزه عن‬
‫األعمال المادية لإلدارة التي من الممكن أن تباشرها بذات الوسائل واإلجراءات البرمجية التي تعتمدها في إصدار القرار‬
‫‪.‬اإلداري‬

‫‪ :‬ويشترط في محل القرار اإلداري ما يلي‬

‫‪.‬أن يكون ممكنا من الناحية العملية وليس مستحيال‬


‫أن يكون جائزا نظاما وشرعا‪ ،‬فيجب أن يكون القرار منسجما مع القواعد القانونية المكتوبة وغير المكتوبة‪ ،‬أي مطابق للقانون‬
‫‪.‬المطبق في الدولة‬
‫ونورد مثال على ذلك‪ ،‬فإذا أريد ترقية موظف من درجة إلى أخرى فهذا يعني إحداث تغيير في مركز قانوني‪ ،‬فبإمكاننا تطبيق‬
‫ذلك والتحقق من صحة الشرط األول إلكترونيا الذي هو أن توجد وظيفة شاغرة في الدرجة المراد ترقية الموظف إليها ممكنا‬
‫من الناحية العملية‪ ،‬فإذا تبين في البرنامج المعد لهذا الغرض أن الدرجة غير متوفرة أو أنها شغلت فعال‪ ،‬فإن البرنامج‬
‫اإللكتروني يعلم مصدر القرار باستحالة تنفيذ محل القرار‪ ،‬كما يمكن التحقق من الشرط الثاني من خالل حقل إلكتروني خاص‬
‫به في النموذج اإللكتروني للقرار الذي يوضح شروط الترقية ويدرج كافة البيانات والمعلومات المتعلقة بها‪ ،‬ويتم فتح هذا‬
‫‪.‬الحقل بموجب رقم أو شفرة خاصة بمصدر القرار[‪]27‬‬

‫وتجدر اإلشارة‪ ،‬إلى أن القرار اإلداري االلكتروني من الممكن أن يرتب آثارا قانونية وال يختلف في هذا األمر عن نظيره‬
‫التقليدي‪ ،‬فإن محله ينطبق عليه ما ينطبق على محل القرار اإلداري العادي‪ ،‬بيد أن محل القرار اإلداري االلكتروني يكون‬
‫دائما محددا‪ ،‬أي أن الوسيط االلكتروني ليس له سلطة تقديرية في مجال اختيار محل القرار‪ ،‬كونه مبرمج ومحتوي على‬
‫‪.‬بيانات ومعلومات كل الموظفين في اإلدارة يتم تحديثها أوتوماتيكيا للقيام بعمل محدد سابقا‬
‫ثانيا ‪ :‬ركن السبب‬

‫ال يمكن للجهة اإلدارية اتخاذ قرار إال إذا ما توفر سبب قانوني أو واقعي أو مجموعة أسباب تدفع اإلدارة إلى إحداث أثر‬
‫‪.‬قانوني من خالل إصدار قرار إداري‪ .‬وبذلك فإن أسباب اتخاذ القرار اإلداري إما أن تكون قانونية وإما أن تكون مادية‬

‫فاألولى قد تتخذ شكل نص دستوري أو نص تشريعي أو مبدأ من مبادئ القانون العام أو حكم قضائي أو غيره من القواعد التي‬
‫تعد بمثابة قاعدة تشكل األساس القانوني للقرار‪ .‬أما األسباب المادية أو الواقعية فهي مجموعة األعمال أو التصرفات أو الوقائع‬
‫‪.‬المادية الدافعة التخاذ القرار اإلداري‪ ،‬كما في طلب االستقالة مثال[‪]28‬‬

‫وركن السبب في القرار اإلداري االلكتروني ال يختلف في طياته عنه في القرار اإلداري التقليدي‪ ،‬فاألسباب المذكورة أعاله‬
‫المدخلة على شكل بيانات‪ ،‬تدفع بالبرنامج االلكتروني األوتوماتيكي إلى اتخاذ القرار إذا ما توفرت أسبابه المحددة على سبيل‬
‫‪.‬الحصر بحيث ال يملك فيها الوسيط االلكتروني مجاال للتقدير لعدم قدرته على التفكير الذاتي‬

‫وعليه‪ ،‬فجهة اإلدارة عليها أن تستند إلى سبب صحيح يحدد القانون‪ ،‬فتقوم بإدراجه مسبقا في حقل خاص في النموذج‬
‫اإللكتروني للقرار اإلداري يبين الشروط المطلوبة (الترقية مثال)‪ ،‬والتأكد من صحتها وسالمتها إلضفاء المشروعية عليها‪.‬‬
‫كما يجب التحقق من وجود وصحة الوقائع القانونية والواقعية عبر تضمينها مسبقا ضمن حقل إلكتروني خاص في النموذج‬
‫‪.‬اإللكتروني للقرار اإلداري اإللكتروني[‪]29‬‬

‫ثالثا ‪ :‬ركن الغاية‬

‫الغاية من القرار اإلداري هي الهدف النهائي المراد تحقيقه بإصدار القرار‪ ،‬وهي تختلف عن محل القرار الذي هو األثر‬
‫القانوني المترتب عليه‪ ،‬فالغاية من ترقية موظف هي إشغال وظيفة شاغرة في مرفق عام البد من ضمان سيره‪ .‬فاألصل أن‬
‫غاية القرار اإلداري تكون دائما وأبدا هي تحقيق المصلحة العامة التي من أجلها منحت اإلدارة سلطة إصدار هذا القرار في‬
‫مواجهة األفراد وللتأثير في مراكزهم القانونية‪ .‬كما أن اإلدارة تلتزم في اتخاذ قراراتها باألهداف المحددة قانونا فتصبح‬
‫األهداف هي تحقيق المصلحة العامة‪ ،‬وفي حال مخالفتها تصبح القرارات المتخذة مشوبة بعيب إساءة استعمال السلطة ويصبح‬
‫‪.‬مستحق اإللغاء[‪]30‬‬

‫أما في ما يخص ركن الغاية في القرار اإلداري االلكتروني‪ ،‬نرى أن انتقال العمل اإلداري إلى الواقع االلكتروني يستتبعه‬
‫حتما مد نطاق المصلحة العامة إلى هذا الواقع باعتباراتها وثقلها المعروف في القانون اإلداري‪ ،‬وتبقى عنوانا واجبا ومفترضا‬
‫عند ممارسة اإلدارة لسلطاتها وإصدارها لقراراتها أيا كان الموطن التي تنطلق منه وطبيعة الوسائل المستخدمة في ذلك‪ ،‬لذلك‬
‫تشهد هذه المصلحة حضورها الجديد في كافة القرارات اإلدارية االلكترونية باعتبارها الغاية المقصودة منها مثلما هو مستقر‬
‫‪.‬في األحوال العادية[‪]31‬‬
‫ولتوفير ركن الغاية في القرار اإلداري اإللكتروني يمكن تصميم حقول خاصة لهذا الركن في النموذج اإللكتروني للقرار‬
‫اإلداري تختلف حسب قاعدة تخصيص األهداف‪ ،‬على أن تتم برمجته وتقسيمه لما يراد تحقيقه واستهدافه وفق معلومات‬
‫تفصيلية لها صلة بالمصلحة العامة‪ .‬ويمكننا تحقيق واكتشاف عنصر الغاية بشكل أدق إلكترونيا طالما التزمت الجهة اإلدارية‬
‫بالخطوات واإلجراءات اإللكترونية التي تشمل ركن الغاية في النموذج اإللكتروني فتكون الغاية واضحة نتيجة إدراج ذلك في‬
‫‪.‬الحقل المخصص لذلك[‪]32‬‬

‫ونختم بالقول‪ ،‬أن أركان القرار اإلداري لم تبق كما هي بل سايرت هذا التطور وما زالت تسايره بحيث اتخذت أبعادا جديدة‬
‫‪.‬ومفاهيم مختلفة يمكن توضيحها في المبحث الموالي‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬وسائل نفاذ القرار اإلداري االلكتروني‬

‫تنبع مسألة النفاذ االلكتروني للقرار اإلداري من أمرين‪ ،‬األول ‪ :‬يتمثل في سعي اإلدارات العمومية نحو تبني نظام اإلدارة‬
‫االلكترونية‪ ،‬الذي أثبت تحقيقه للمصلحة العامة بمزاياه المتعددة‪ ،‬والثاني ‪ :‬يتمثل في قيام هذه اإلدارات بنقل امتيازاتها وأساليب‬
‫‪.‬عملها للواقع الجديد‪ ،‬السيما القرار اإلداري الذي يعتبر أهم هذه األساليب وأكثرها شيوعا وفعالية في العمل اإلداري‬

‫تأسيسا على ذلك‪ ،‬يرجع منبت هذا التطور بال أدنى شك إلى البيئة االلكترونية التي انضمت اإلدارة العمومية إليها وما فرضه‬
‫ذلك من تغير ملموس في كيفية تأدية أعمالها وممارسة سلطاتها‪ ،‬لذا يستوجب أن تحدث هذه الممارسة الحديثة للعمل اإلداري‬
‫وسائل للعلم بالقرارات اإلدارية اإللكترونية الصادرة عن اإلدارة وفقا للواقع الجديد (المطلب األول)‪ ،‬تراعي في نفس الوقت‬
‫مسألة اإلثبات وحجية الوسائل المتخذة لنفاذ القرار اإلداري االلكتروني في حال نزاع قانوني مفترض بشأن العلم به وتنفيذه‬
‫‪(.‬المطلب الثاني)‬

‫المطلـب األول ‪ :‬وسائـل العلـم بالقـرار اإلداري اإللكتـرونـي‬

‫بالنظر إلى النطاق الواسع الذي يالزم ظاهرة النشر االلكتروني وتعدد األعمال التي تشكل محال له‪ ،‬فإننا سنتطرق في بداية‬
‫هذا المطلب إلى المقصود بالنشر في صورته العامة‪ ،‬ثم المقصود بالنشر االلكتروني للقرار اإلداري في ضوء معناه التقليدي‬
‫(الفقرة األولى)‪ ،‬ثم في مرحلة ثانية سنتناول المقصود بالتبليغ أو اإلعالم اإللكتروني للقرار اإلداري المرسل بواسطة‬
‫‪.‬المستحدثات التكنولوجية في شكل مستند إلكتروني (الفقرة الثانية)‬

‫الفـقرة األولى ‪ :‬النشـر االلكتـرونـي للقـرار اإلداري‬


‫يعرف النشر على أنه الطريقة القانونية التي يتم من خاللها علم أصحاب الشأن بمضمون القرار اإلداري ومحتواه‪ ،‬وتستخدم‬
‫هذه الوسيلة بالنسبة للقرارات اإلدارية التنظيمية كونها تتضمن قواعد عامة مجردة تنطبق على عدد غير محدد من الحاالت أو‬
‫…األفراد‪ ،‬مما يتطلب علم الكافة به من خالل نشره بالجريدة الرسمية أو الصحف اليومية أو لصق القرار في أماكن عامة‬

‫أما النشر االلكتروني للقرار اإلداري موضوع الدراسة‪ ،‬فيمكن تعريفه بأنه ” عملية إجرائية ذات طابع برمجي تهدف لنقل‬
‫العلم بالقرار اإلداري إلى الجميع عبر الوسائل التي يتيحها الواقع االلكتروني”[‪ .]33‬فهو يقوم على مجموع من اإلجراءات‬
‫االلكترونية التي يتولى مباشرتها الموظف الفني المكلف من قبل جهة اإلدارة‪ ،‬تعتمد نقل مستند القرار من جهاز الحاسوب‬
‫ووضعه على شبكة االنترنت بغرض تمكين الجميع من االطالع عليه مبنية على تسلسل إجرائي دقيق يتولى الحاسوب تنفيذه‬
‫‪.‬في ضوء األوامر المدخلة إليه من قبل هذا الموظف‪ ،‬كما هو الحال في النشر الورقي بالطرق التقليدية‬

‫بناءا على ما تقدم‪ ،‬في إطار نظام اإلدارة االلكترونية تلقي وسيلة النشر االلكتروني بظاللها على العمل اإلداري وترتبط بجميع‬
‫ما يصدر عن اإلدارة من أعمال مادية وأخرى قانونية‪ ،‬والواقع يدل على أن لجوء اإلدارة لهذا النشر ال يأتي من فراغ وإنما‬
‫تولد في ظل سعيها الدائم نحو االستفادة من ثورة تكنولوجيا المعلومات واالتصال في خلق التواصل بينها وبين كافة من يتعامل‬
‫‪ .‬معها‪ ،‬مما ينتج عنه قيام اإلدارة العمومية بنشر قراراتها وأعمالها األخرى المرتبطة باألفراد والمؤسسات[‪]34‬‬

‫فالنشر بالكيفية المشار إليها أعاله‪ ،‬يدل على أننا أصبحنا أمام حقيقة جوهرية تتمثل في إيصال العلم بمضمون القرارات‬
‫اإلدارية دون استخدام الحبر واألوراق خالفا لما اعتادت عليه اإلدارة منذ فترة طويلة‪ ،‬كما أنه له داللته بتحديد مدى‬
‫اختصاص الجهة اإلدارية بإصدار القرار من عدمه‪ ،‬انطالقا من أنه يكشف عن مدى احترام قواعد االختصاص بإصدار‬
‫‪ .‬القرار اإلداري بالنظر إلى جهة اإلدارة المالكة لصفحة الويب أو عنوانها وكذلك الشاشات االلكترونية ومكان تواجدها[‪]35‬‬

‫وعليه‪ ،‬يعد النشر اإللكتروني وسيلة العلم بالقرارات التنظيمية‪ ،‬فهو إعالن أو إبالغ للناس كافة ومنهم صاحب الشأن‬
‫بمحتويات القرار الذي تصدره اإلدارة‪ ،‬حتى يكونوا على بينة منه‪ ،‬واألصل أن يترك لإلدارة اختيار وسيلة النشر التي ترى‬
‫أنها تتالءم وعلم الكافة‪ ،‬ولكن إذا حدد القانون وسيلة معينة للنشر‪ ،‬وجب أن يتم النشر وفقا لهذه الوسيلة‪ ،‬فإذا اتبعت اإلدارة‬
‫‪.‬وسيلة غير تلك التي نص عليها القانون‪ ،‬كان النشر باطال‪ ،‬وظل بالتالي ميعاد الطعن مفتوحا‬

‫وأمام الذي تشهده الدول في مجال الوسائل اإللكترونية من تطور سريع‪ ،‬واستخدام اإلدارة تلك الوسائل في تسيير المرافق‬
‫العامة لسهولتها وسرعتها‪ ،‬يفترض القبول بفكرة تبليغ القرارات اإلدارية بواسطة النشر بالوسائل االلكترونية كاالنترنت‬
‫وغيرها من الوسائل المتاحة‪ .‬فاإلدارة تنشر قراراتها اإلدارية من خالل إجراءات متكاملة تنفذها بعد االنتهاء من إعداد‬
‫قراراتها سواء بواسطة الحاسوب أو الهاتف المحمول‪ ،‬وتتمثل عملية النشر االلكتروني في إصدار الموظف التابع لإلدارة‬
‫مجموعة من األوامر البرمجية تهدف لنقل القرار من على أجهزتها ليصبح متاحا على أجهزة المخاطبين به‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫شبكة االنترنت أو شبكة الهاتف المحمول‪ ،‬ويتحقق ذلك إما بإرسال القرار بواسطة البريد االلكتروني أو الرسائل الهاتفية أو‬
‫‪.‬عرضه على صفحات الويب أو الشاشات المرئية[‪]36‬‬
‫وفق ما تقدم فإن عملية النشر في صورتها الجديدة تتميز من حيث الشكل واإلجراءات عن نظيرتها التقليدية وتأتي استجابة‬
‫لألوامر البرمجية المدخلة ألجهزة الحاسوب أو الهاتف المحمول وتتم عبر واقع جديد وباستخدام وسائل ذات طابع فني دون‬
‫استخدام لألوراق واللجوء إلى اإلجراءات التقليدية المعروفة في هذا الباب‪ ،‬كما يغيب معها ظاهرة االتصال المادي بين اإلدارة‬
‫‪.‬والمخاطبين‪ ،‬ويصبح التواصل من وراء شاشات الحاسوب أو بالنظر إلى ما يرد عبر شاشات الهاتف المحمول‬

‫وعليه‪ ،‬فالنشر االلكتروني للقرار اإلداري يعكس عملية فنية لها أثرها القانوني‪ ،‬كونه يؤدي إلى امتالك المخاطبين لمستند‬
‫‪.‬القرار اإلداري‪ ،‬مما يدل على علمهم بمضمون هذا القرار األمر الذي يعني سريانه في مواجهتهم وترتيبه ألثره القانوني‬

‫ومن مزايا النشر االلكتروني للقرارات اإلدارية‪ ،‬فهو يؤدي إلى خفض النفقات العامة وتوفير المال العام‪ ،‬مقارنة بنفقات النشر‬
‫الورقي الذي يحتاج لرصيد مالي كبير يغطي طباعتها وتكاليف توزيعها‪ ،‬كما أن النشر االلكتروني يتميز بدقته وبنائه على‬
‫مجموعة من اإلجراءات االلكترونية يتم تنفيذها بشكل منظم عمليا وزمنيا وال يمكن لإلهمال أن يتسلل إليها‪ ،‬أضف إلى ذلك‬
‫تمتعه بالسرعة الفائقة في توصيل العلم بمضمون القرارات اإلدارية إلى جميع المخاطبين بها أيا كان تواجدهم‪ ،‬سواء داخل‬
‫‪.‬الوطن أو خارجه‪ ،‬ألن صفحات الويب كما نعلم ال تتقيد في عرض محتواها بحدود زمانية أو مكانية‬

‫الفقـرة الثانيـة ‪ :‬التبليـغ االلكترونـي للقـرار اإلداري‬

‫يعرف الفقيه سليمان الطماوي التبليغ بأنه ” الطريقة التي تنقل بها اإلدارة القرار إلى علم فرد بعينه أو أفرادا بذواتهم من‬
‫الجمهور”[‪ ،]37‬ويقصد به أيضا ” إخطار المعني أو المعنيين بالقرار رسميا بنسخة من القرار بالكيفية التي حددها القانون أو‬
‫‪.‬بالكيفية المعتمدة داخل الدولة”[‪]38‬‬

‫بناءا على ما سبق‪ ،‬فالتبليغ هو إخطار األفراد بالقرار عن طريق جهة اإلدارة وذلك بالوسائل المختلفة التي تراها مناسبة‪ ،‬إذ‬
‫هو الوسيلة األساسية للعلم بالقرارات اإلدارية الفردية‪ ،‬التي تخاطب فردا معينا أو أفرادا معينين بالذات‪ ،‬وبالتالي يكون من‬
‫‪.‬السهل على اإلدارة أن تقوم بإبالغ ذوي الشأن بها‬

‫ويجب التفرقة بين النشر والتبليغ على أساس أن األول يرتبط بقرارات تنظيمية عامة ومجردة ال تؤثر بشكل مباشر في‬
‫المراكز القانونية لألفراد لذلك يتم االكتفاء بنشرها وبتحقق العلم االفتراضي بها‪ ،‬أما التبليغ فيرتبط بالقرارات اإلدارية الفردية‬
‫التي تؤثر بشكل مباشر في هذه المراكز ومن تم يتعين توافره بالنسبة إليها‪ ،‬وال يكفي نشرها ألنه يشترط في العلم المرتبط بها‬
‫‪.‬أن يكون حقيقيا وليس مجرد افتراضي‬

‫تأسيسا على ذلك‪ ،‬فالتبليغ االلكتروني للقرار اإلداري ال يختلف في غايته عن نظيره الورقي‪ ،‬هذه الغاية تتمثل في نقل العلم‬
‫بمضمون القرار اإلداري إلى األفراد بواسطة إجراء التبليغ أو اإلخطار الشخصي به‪ ،‬وكل ما في األمر أنه يتحقق من خالل‬
‫االعتماد على إجراءات ووسائل ذات طابع تقني ال نلمسها في األحوال العادية للتبليغ‪ ،‬ويرتبط بوجود القرار في صورة‬
‫المستند االلكتروني ويقوم على آلية انتقاله بين أطرافه من خالل عملية برمجية ينفذها الحاسوب أو الهاتف المحمول بناءا على‬
‫‪.‬األوامر الصادرة لهما‪ ،‬لذلك يعد كالهما تبليغ مع اختالف طريقة إجرائه[‪]39‬‬

‫وكما هو واضح فإن التبليغ االلكتروني للقرار اإلداري يستهدف إنجاز ثالث خطوات رئيسية تتمثل في إرسال القرار اإلداري‪،‬‬
‫ومن تم استالمه‪ ،‬ووصوله إلى صاحب الشأن في شكل المستند االلكتروني ال الورقي‪ ،‬وهو ما يعني حيازته فعليا للقرار‬
‫‪.‬والوقوف على مضمونه بصورة جيدة‬

‫باإلضافة على ذلك‪ ،‬فإن االلتزام بإجراء هذه العملية يقع بال شك على جهة اإلدارة‪ ،‬وتقوم به من خالل موظفيها الفنيين‬
‫ووسائلها االلكترونية المملوكة لها‪ ،‬لذلك يقع عبء إثباتها على جهة اإلدارة قياسا على األحوال العادية التي تتعلق بالتبليغ‬
‫‪ .‬الورقي‪ ،‬انطالقا من أن التبليغ مقرر لصالح األفراد ويجب على متخذ القرار القيام بما يلزم لوجوده[‪]40‬‬

‫تطبيقا لما تقدم‪ ،‬فإنه يتعين اللجوء لوسائل قادرة على إرسال القرار اإلداري من جانب اإلدارة واستالمه من جانب األفراد في‬
‫آن واحد حتى تكتمل دائرة اإلعالن ويتوافر العلم اليقيني والتبليغ الذاتي بالقرار قياسا على الحالة التقليدية التي يبنى فيها التبليغ‬
‫على اإلرسال واالستالم‪ ،‬وبمعنى آخر البد من استخدام وسائل تؤدي في النهاية إلى امتالك األفراد للقرار اإلداري في صورة‬
‫‪.‬مستند إلكتروني على جهاز الحاسوب أو بريدهم اإللكتروني أو هاتفهم المحمول[‪]41‬‬

‫‪:‬في مقابل ذلك‪ ،‬قد تنتج بعض المشكالت عن النشر والتبليغ االلكتروني للقرار اإلداري تتجلى في‬

‫قد ترسل الرسالة االلكترونية المتضمنة لقرار إداري إلى صاحب الشأن وتستقبل منه دون أن تكون قابلة لالستخراج نتيجة‬
‫إصابة الجهاز اإللكتروني ببرامج مضرة[‪ ،]42‬مثل برامج التجسس أو فيروس الحاسب اآللي والتي تغير من خصائص‬
‫‪.‬الملفات المرسلة مثل الحذف أو التعديل‪ ،‬والتي لها أثر كبير في تغيير مضمون الرسالة اإللكترونية‬
‫عدم فهم مضمون الرسالة التي تتضمن قرارا إداريا أو طلبا موجها من ذوي الشأن إلى اإلدارة؛ مثل عدم وجود برنامج في‬
‫الحاسب اآللي يستطيع قراءتها‪ ،‬فيؤدي ذلك إلى عدم تحقق التبليغ نتيجة عدم قدرة صاحب الشأن من االطالع على مضمون‬
‫‪.‬الرسالة اإللكترونية وقراءاتها[‪]43‬‬
‫عدم وصول الرسالة االلكترونية المتضمنة للقرار اإلداري اإللكتروني نتيجة رفض البرنامج اإللكتروني المستقبل لدى‬
‫المخاطب بالقرار لعدم وجود حيز كاف لتخزينها أو خلل ما قد أصابه‪ ،‬فنتيجة ذلك لم يتحقق التبليغ طالما لم يستطع صاحب‬
‫‪.‬الشأن االطالع على فحوى الرسالة اإللكترونية ومضمونها[‪]44‬‬
‫المطلب الثانـي ‪ :‬اإلثبـات اإللكترونـي لواقعـة نفـاذ القـرار اإلداري‬

‫مع انتقال نفاذ القرار اإلداري إلى الواقع اإللكتروني‪ ،‬فإن إثباته أخذ بعدا غير مألوفا‪ ،‬كونه يرد على دعائم إلكترونية تفتقر‬
‫الطبيعة الورقية أو المادية‪ ،‬علما بأن هذه المستجدات ال تقتصر على مسألة نفاذ القرار اإلداري اإللكتروني‪ ،‬بل أصبحت مثارة‬
‫‪.‬بالنسبة لجميع تصرفات ووقائع العمل اإلداري التي وجدت لها مكانا في هذا الواقع‬
‫في ضوء ذلك‪ ،‬يتعين البحث في كيفية إثبات وسائل النفاذ اإللكتروني للقرار اإلداري‪ ،‬سواء فيما يتعلق بالنشر اإللكتروني أو‬
‫التبلبغ اإللكتروني (الفقرة األولى)‪ ،‬ثم في مرحلة ثانية سنتناول مدى حجية الكتابة اإللكترونية والبريد اإللكتروني في إثبات‬
‫‪.‬واقعة النفاذ اإللكتروني للقرار اإلداري (الفقرة الثانية)‬

‫الفقـرة األولـى ‪ :‬كيفيـة إثبـات وسائـل النفـاذ االلكترونـي للقـرار اإلداري‬

‫تتميز قواعد اإلثبات في القانون اإلداري عن غيرها نظرا ألنها غير مقننة‪ ،‬وارتباطها بالدعوى اإلدارية التي تكشف عن‬
‫وجود عالقة غير متوازنة بين طرفيها‪ ،‬فاإلدارة لها مركزها المتقدم وتملك من األدلة ما ال يملكه خصومها‪ ،‬لهذا فقد أعطي‬
‫للقاضي اإلداري سلطة غير مألوفة بالمقارنة مع القاضي العادي تمكنه من العمل على تحقيق التوازن بين طرفي الدعوى‬
‫ألجل الوصول إلى الحقيقة‪ ،‬وتطبيقا لذلك نجده ال يتقيد بوسائل اإلثبات المنصوص عليها في التشريع المدني‪ ،‬بل له سلطة‬
‫‪.‬تقرير األدلة وابتداعها انطالقا من كونه حامي المشروعية وقاضيها[‪]45‬‬

‫وعليه‪ ،‬يتعين على اإلدارة إثبات الوسيلة التي أدت إلى نفاذ قرارها في مواجهة الطاعن‪ ،‬ومثل هذا االلتزام يبقى حاضرا في‬
‫ظل التطور التكنولوجي الذي شهدته واقعة النفاذ للقرار اإلداري‪ ،‬إذ أنه يصبح مطلوبا أيضا إثبات قيامها بنشر قرارها أو‬
‫إعالنه عبر الوسائل االلكترونية المتاحة‪ ،‬أو أن العلم اليقيني بقرارها قد تحقق من خالل ما تكشف عنه بعض اإلجراءات الفنية‬
‫‪.‬والتقنية‬

‫إن إثبات النشر االلكتروني للقرار اإلداري ال يأتي بجديد على صعيد القاعدة العامة المتعلقة بتحديد الطرف الذي يتولى عبء‬
‫اإلثبات في هذا المقام‪ ،‬حيث تلتزم اإلدارة بإثبات قيامها بنشر القرار اإلداري عير صفحات االنترنت المخصصة لذلك أو من‬
‫خالل الشاشات المرئية الموجودة بداخل مقارها‪ ،‬على أن يكون ذلك وفقا لما يتناسب مع طبيعة هذه الوسائل الجديدة‪ ،‬وهو ما‬
‫‪.‬يعني أن االختالف يكمن فقط في آلية اإلثبات مع بقاء القاعدة العامة على حالها دون تغيير[‪]46‬‬

‫في هذا االتجاه‪ ،‬بإمكان اإلدارة القيام بإطالع القاضي على نسخة من الجريدة الرسمية اإللكترونية أو الجريدة االلكترونية أو‬
‫صفحة الويب التي قامت بنشر القرار من خاللها في حال سمحت البيئة القانونية بذلك‪ ،‬كما للقاضي اإلداري أن يتولى بنفسه‬
‫التحقق من وجود التشريعات التي تمنح اإلدارة رخصة النشر االلكتروني لقراراتها الصادرة عنها‪ .‬كما أنه في حال لجأت‬
‫اإلدارة إلى إيصال العلم بالقرار اإلداري بواسطة النشرات المرفقية االلكترونية فيتعين عليها إثبات صدور هذه النشرات‬
‫وتضمينها للقرارات الصادرة عنها‪ ،‬أو على األقل القرار اإلداري محل النزاع وإبراز تاريخ نشرها وتوزيعها‪ ،‬وإثبات ما يفيد‬
‫‪.‬إتمام التوزيع خصوصا لو تم عبر البريد اإللكتروني‬

‫فإذا رجعنا إلى المشرع المغربي‪ ،‬فقد تبنى في قانون التبادل االلكتروني للمعطيات القانونية في المادة ‪ 4‬على أن الوثيقة‬
‫المحررة على دعامة إلكترونية تتمتع بنفس قوة اإلثبات التي تتمتع بها الوثيقة المحررة على الورق‪ .‬وبالتالي فالوثيقة المحررة‬
‫بشكل إلكتروني تقبل لإلثبات شأنها في ذلك شان الوثيقة المحررة على الورق‪ ،‬شريطة أن يكون باإلمكان التعرف بصفة‬
‫‪.‬قانونية على الشخص الذي صدرت عنه وأن تكون معدة ومحفوظة وفق شروط من شأنها ضمان تماميتها‬
‫ولكي يمكن االعتراف بوجود القرار ومقدرته على إحداث أثره وصالحياته في اإلثبات‪ ،‬فال بد من خضوع المستند أو السجل‬
‫‪ :‬المتضمن له لمجموعة من الضوابط التي أرساها المشرع في قانون المعامالت اإللكترونية‬

‫أن تكون المعلومات الواردة في السجل قابلة لالحتفاظ بها بحيث يمكن الرجوع إليها فيما بعد؛‬
‫االحتفاظ بالسجل وفقا للشكل الذي كان عليه عند اإلنشاء واإلرسال والتسلم؛‬
‫أن تدل المعلومات على المنشئ والمستلم وتحدد تاريخ ووقت اإلرسال والتسلم؛‬
‫‪.‬استيفاء كافة الشروط التي تحددها الجهات ذات العالقة‬
‫وننتهي إلى القول‪ ،‬أن اإلثبات اإللكتروني يعد عمال يهدف إلى تأكيد اإلدعاء أمام القضاء من خالل الحقائق المتولدة في نطاق‬
‫‪.‬الواقع االلكتروني‪ ،‬لذلك يمكن اعتباره عمال فنيا له بعده القانوني وأثره بالنسبة للتصرفات واألعمال المراد إثباتها‬

‫الفقـرة الثانيـة ‪ :‬حجيـة الوسائـل اإللكترونيـة فـي إثبـات نفـاذ القـرار اإلداري‬

‫سنتناول في هذه الفقرة مدى حجية الكتابة اإللكترونية وقيمتها في اإلثبات (أوال)‪ ،‬إلى جانب البريد اإللكتروني كوسيلة‬
‫‪.‬إلكترونية يتم بواسطتها إيصال العلم بالقرار اإلداري‪ ،‬ومن تم نفاذه (ثانيا)‬

‫أوال ‪ :‬حجية الكتابة االلكترونية في إثبات نفاذ القرار اإلداري‬

‫يكشف التزام اإلدارة بإثبات نفاذ قرارها الذي صدر في شكل المستند اإللكتروني[‪ ]47‬عن اعتمادها على الكتابة االلكترونية‬
‫في إرساء وجود هذا القرار وتحقيق نفاذه‪ ،‬األمر الذي يحيل على تطور نظرية الدليل الكتابي وحلول الكتابة االلكترونية محل‬
‫نظيرتها الورقية في مجال اإلثبات‪ ،‬والشك في أن هذا التطور جاء نتيجة للتطور العام الذي أصاب وسائل اإلثبات بعد ظهور‬
‫‪.‬وسائل االتصال الحديثة واالستناد إليها في إنجاز األعمال والتصرفات القانونية‬

‫ولقد جاء اعتراف المشرع المغربي بحجية الكتابة االلكترونية في مجال اإلثبات في ظل وجود رغبة حقيقية لديه بتبني معالجة‬
‫تشريعية لكافة التحديات التي تثيرها وسائل التكنولوجيا بما يرسي االهتمام بتطوراتها ويخلق التنظيم القانوني الذي يتناسب‬
‫معها ويضم التصرفات واألعمال المنجزة بواسطتها إلى النظام القانوني الحديث ألجل حمايتها ومنحها القيمة القانونية‬
‫‪.‬المطلوبة‬

‫في هذا الصدد‪ ،‬لقد أدت هذه السياسة إلى وجود تطور حقيقي في قوانين المعامالت اإللكترونية بالنسبة لمسائل اإلثبات‪ ،‬عندما‬
‫قررت مساواة حجية الكتابة و المحررات والتوقيعات اإللكترونية بنظيرتها الخطية أو الورقية وترتيبها لذات األثر وتمتعها‬
‫‪.‬بالقيمة القانونية في مواجهة أطراف المعامالت اإللكترونية والغير[‪]48‬‬
‫وترجمة لهذا االتجاه‪ ،‬جاء النص في قانون التبادل اإللكتروني للمعامالت القانونية المغربي بأنه ‪ :‬تتمتع الوثيقة المحررة على‬
‫دعامة إلكترونية بنفس قوة اإلثبات التي تتمتع بها الوثيقة المحررة على الورق‪ ،‬حيث تقبل الوثيقة المحررة بشكل إلكتروني‬
‫لإلثبات‪ ،‬شانها في ذلك شأن الوثيقة المحررة على الورق شريطة أن يكون باإلمكان التعرف بصفة قانونية على الشخص الذي‬
‫‪.‬صدرت عنه وأن تكون معدة ومحفوظة وفق شروط من شأنها ضمان تماميتها[‪]49‬‬

‫وفي ظل ما أرساه المشرع المعاصر ذهب الفقه إلى القول بأن الكتابة اإللكترونية تكمن في تلك التي تتم عبر شبكات‬
‫االتصاالت الحديثة[‪ ،]50‬وتعد بذلك وسيلة من وسائل إثبات التصرفات القانونية التي تتم عبر هذه الشبكات‪ ،‬وتعرض من‬
‫خالل دعائم إلكترونية دون استخدام لألوراق‪ ،‬وتصلح إلى جانب نظيرتها الورقية في التعبير عن اإلرادة عند القيام بإبرام أو‬
‫‪.‬تنفيذ مختلف التصرفات القانونية[‪]51‬‬

‫ووفقا لما أوردناه سابقا‪ ،‬فإن الكتابة اإللكترونية تبتعد عن الواقع الورقي وتنطلق من دعائم إلكترونية وتعبر عن مضمون‬
‫مفهوم وواضح‪ ،‬ويمكن عرضها من خالل شاشات االتصال المختلفة أيا كان الجهاز الذي تتبعه هذه الشاشات‪ ،‬وعلى هذا‬
‫األساس لعبت دورها الكبير في التعبير عن اإلرادة إلنجاز مجموعة كبيرة من التصرفات القانونية عبر الواقع اإللكتروني‬
‫بجميع وسائله وتطور معها هذا التعبير الذي أصبح يطلق عليه ” التعبير الرقمي عن اإلرادة”[‪ ،]52‬ويتم من خالل وسائل‬
‫جديدة تتمثل أهمها في صفحات الويب عبر شبكة االنترنت‪ ،‬والبريد اإللكتروني‪ ،‬الهاتف المحمول وبرامج المحادثة المكتوبة‬
‫‪.‬والصوتية‬

‫‪ :‬وبالنسبة للشروط الواجبة في الكتابة اإللكترونية كي يعتد بدورها في مسائل اإلثبات‪ ،‬يمكن تلخيصها في ما يلي‬

‫يشترط في الكتابة اإللكترونية أن تكون مقروءة وكاشفة عن مضمونها بشكل واضح ال لبس فيه وال غموض‪ ،‬أيا كانت رموزا‬
‫أم حروفا؛‬
‫أن تكون مستمرة‪ ،‬إذ البد من وجودها على وسيط مادي يسمح ببقائها فترة من الزمن كي تستخدم في مسائل اإلثبات عند‬
‫الحاجة إليها فيما بعد[‪]53‬؛‬
‫أن تتفق الكتابة اإللكترونية مع نظيرتها الورقية في ثباتها ومقاومتها ألي تعديالت يراد إدخالها عليها‪ ،‬وذلك في الحالة التي يتم‬
‫بموجبها تحويل المستند اإللكتروني إلى شكله النهائي غير القابل للتعديل في شكل حزمة واحدة قائمة على ترابط برمجي‬
‫‪.‬يصعب التسلل إليه[‪]54‬‬
‫أن تحظى بحماية زائدة تالفيا تعريضها للقرصنة أو التلف أو الفقدان كالذي تتعرض له المستندات الورقية‪ ،‬وأن تتمتع بقدرات‬
‫‪.‬برمجية مضبوطة لالحتفاظ بمضمونها وما تحتويه من كتابة ومستندات متعددة لمدة طويلة‬
‫يمكن القول في هذا المضمار‪ ،‬أن الكتابة اإللكترونية تساهم إلى حد كبير في تعزيز مبدأ الحق في اإلثبات بالنظر إلى طبيعتها‬
‫التي تسمح بتيسير عمل القضاء اإلداري في تقصي األدلة وحسم النزاع وصوال للحقيقة المنشودة في أسرع وقت ممكن‪ ،‬حتى‬
‫وإن كانت تتطلب وجود عنصر الخبرة في المجال القضائي فهي بذلك ال تضع تحديات أو معيقات بقدر ما تكشف عن لزوم‬
‫‪ .‬تطور العمل القضائي انسجاما مع واقع الحال المتغير وتلبية للتطور الحاصل في المجتمع ككل[‪]55‬‬
‫ثانيا ‪ :‬حجية البريد االلكتروني[‪ ]56‬في إثبات واقعة النفاذ‬

‫أثيرت حجية رسائل البريد اإللكتروني في الوقت الذي تعاظم دورها في نقل المعلومات وتوفير االتصال بين مختلف‬
‫األشخاص الذي يرغبون في القيام بالتصرفات القانونية[‪ .]57‬فالبرجوع إلى مرسوم ‪ 20‬مارس ‪ 2013‬المتعلق بالصفقات‬
‫العمومية‪ ،‬أجاز اللجوء إلى الرسائل اإللكترونية بشكل عام للتعبير عن اإلرادة في مجال التعاقد واالعتراف بدورها في نقل‬
‫‪ .‬فكرتي اإليجاب والقبول ومنحها القيمة القانونية في عدد من المواد المتعلقة بإبرام الصفقات العمومية[‪]58‬‬

‫لكن فيما يتصل بالقرار اإلداري‪ ،‬يختلف األمر لما هو معمول به في مجال التعاقد اإللكتروني‪ ،‬الذي يكشف عن إرادة‬
‫المتعاقدين بدرجة رئيسية ويؤدي إلتمام التعاقد‪ ،‬ففي القرار اإلداري يتم الكشف عن إرادة اإلدارة وفقا لما هو ثابت بشأنه من‬
‫‪.‬أنه تعبير عن اإلرادة المنفردة والملزمة لإلدارة بقصد إحداث أثر قانوني‬

‫على هذا األساس فدور البريد االلكتروني ينحصر فقط في نقل العلم بما أنتجته إرادة اإلدارة‪ ،‬أي نقل محتوى القرار إلى‬
‫أصحابه‪ ،‬دون أن يمتد إلى مسألة اإلفصاح عنه أو وجوده‪ ،‬لذلك فإن الحديث هنا يكمن حول حجيته في إيصال هذا العلم من‬
‫‪.‬عدمه‬

‫ونشير إلى أن حجية البريد اإللكتروني في تحقيق العلم بالقرار اإلداري مبني على المرونة التي تالزم إرادة المشرع في النظام‬
‫القانوني التقليدي‪ ،‬والتي تؤدي إلى عدم تقييد اإلدارة بطريقة معينة لتحقيق واقعة العلم بالقرار‪ ،‬ويترك لها حرية اختيار‬
‫الطريقة المناسبة‪ ،‬وال يوجد ما يمنع اإلدارة من أن تستحسن هذه الطريقة الجديدة‪ ،‬وتعتمد عليها مادامت ال تخرج عن ضوابط‬
‫‪.‬التبليغ بالقرار اإلداري‪ ،‬وال تشكل خروجا عن مقتضاه وغايته[‪]59‬‬

‫وأخيرا ال يجب القفز عن أهمية دور القاضي اإلداري في إرساء حجية البريد االلكتروني انطالقا من سلطته الواسعة في مجال‬
‫اإلثبات‪ ،‬ودوره الفعال المبني على قيامه بالتحقق من أي أدلة مثارة أثناء النزاع وفحصها وبيان مدى قبولها من عدمه‪،‬‬
‫وبالتالي متى لجأت اإلدارة إلى البريد االلكتروني لنقل العلم بقرارها فإن حجية هذا األمر تخضع لسلطة القاضي وله أن يأخذ‬
‫بذلك أم ال حسب قناعاته المتولدة في هذا الشأن‪ .‬وعلى هذا األساس ذهب الفقه لتأسيس حجية البريد اإللكتروني في المواد‬
‫‪.‬المدنية والتجارية‬

‫كما أن المخاطب بالقرار اإلداري نجد له دورا ملحوظا في االعتداد بالبريد االلكتروني فيما يتصل بمسألة علمه بالقرار‬
‫اإلداري وذلك في الحاالت التي تثبت فيها اإلدارة موافقته على هذه الطريقة الجديدة في التبليغ ووجود ما يفيد قبوله باستقبال‬
‫‪.‬القرار على بريده االلكتروني‪ ،‬ولهذا الغرض قام بتزويد اإلدارة بعنوان بريده اإللكتروني[‪]60‬‬

‫‪ :‬خـــــاتمـــــة‬
‫أصبح من الضروري في وقتنا الحالي أن يتقبل الفقه اإلداري فكرة استخدام الحاسب اآللي وشبكة االنترنت في إصدار‬
‫القرارات اإلدارية‪ ،‬وأن يقوم بأداء دور فعال يؤيد فيه خطوات اإلدارة نحو إمكانية إحالل أسلوب اإلجراءات االلكترونية في‬
‫إصدار القرار محل اإلجراءات الورقية التقليدية‪ ،‬تلك اإلجراءات التي استوجبتها المستجدات في اإلدارة الحديثة‪ ،‬خاصة وأن‬
‫‪.‬من سمات وخصائص القانون اإلداري أنه قانون متطور ومتجدد‬

‫وفي اآلخير‪ ،‬فإن الدعوة من خالل هذا المقام موجهة للمشرع المغربي بالبدء في إرساء نهضة تشريعية شاملة تأخذ بعين‬
‫االعتبار تطورات العمل اإلداري والقبول بها بصورة صريحة والعمل على إعادة تنظيم وسائل وتصرفات اإلدارة بما يتفق مع‬
‫مستجدات هذا العالم‪ ،‬وبما يرسي مشروعيتها بشكل كامل‪ ،‬وأن ذلك ال يأتي من فراغ وإنما للحيلولة دون بقاء العزلة قائمة بين‬
‫هذا التطور والوظيفة التشريعية التي من المفترض أن ال تهمل مستجدات وتطورات الحياة بشكل عام‪ ،‬وصوال إلى إرساء‬
‫نظام قانوني يعالج تطبيق نظام اإلدارة االلكترونية ويتولى تنظيم كافة المعامالت اإلدارية االلكترونية بما تحتويه من تصرفات‬
‫ووقائع‪ ،‬إذ أن األمر ال يقتصر على واقعة القرار اإلداري االلكتروني لوحدها بل نذهب إلى معالجة تشريعية تسلط الضوء‬
‫‪.‬على كافة مظاهر التطور في العمل اإلداري‬

‫‪ :‬المراجـــــــع المعتمـــــدة‬

‫آمل جاب هللا‪ ،‬أثر الوسائل اإللكترونية على مشروعية تصرفات اإلدارة القانونية‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪،‬‬
‫‪.‬اإلسكندرية‪2013 ،‬‬
‫ثروت بدوي‪ ،‬القرارات اإلدارية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬بدون طبعة‪1994 ،‬‬
‫خالد ممدوح ابراهيم‪ ،‬حجية البريد اإللكتروني في اإلثبات ‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫‪2010.‬‬
‫رحيمة الصغير ساعد نمديلي‪ ،‬العقد اإلداري اإللكتروني‪ :‬دراسة تحليلية مقارنة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬دون‬
‫‪.‬طبعة‪2010 ،‬‬
‫سليمان محمد الطماوي‪ ،‬النظرية العامة للقرارات اإلدارية‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬الطبعة السابعة‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪2006.‬‬
‫‪ .‬سليمان محمد الطماوي‪ ،‬الوجيز في القضاء اإلداري‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬منشورات جامعة عين شمس‪ ،‬مصر‪1982 ،‬‬
‫الصالحين محمد العيش‪ ،‬الكتابة الرقمية طريقا للتعبير عن اإلرادة ودليال لإلثبات‪ :‬دراسة لقوانين المعامالت اإللكترونية في‬
‫‪.‬ضوء القواعد العامة‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬الطبعة ‪2008 ،1‬‬
‫‪.‬عمار بوضياف‪ ،‬القرار اإلداري‪ ،‬جسور للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة األولى‪2007 ،‬‬
‫‪.‬مازن ليلو راضي‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪2008 ،‬‬
‫‪.‬محمد أمين الرومي‪ ،‬المستند اإللكتروني‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬الطبعة ‪2007 ،1‬‬
‫‪.‬مليكة الصروخ‪ ،‬القانون اإلداري‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪2006 ،‬‬
‫‪.‬نواف كنعان‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬الكتاب الثاني‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان األردن‪2005 ،‬‬
‫عمار طارق عبد العزيز‪ ،‬أركان القرار اإلداري اإللكتروني‪ ،‬مجلة القانون للدراسات والبحوث القانونية‪ ،‬كلية القانون بجامعة‬
‫‪.‬ذي قار‪ ،‬العراق‪ ،‬عدد ‪2010 ،2‬‬
‫أشرف محمد خليل حمامدة‪ ،‬القرار اإلداري اإللكتروني‪ ،‬دورية الفكر الشرطي‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬المجلد ‪ ،25‬العدد‬
‫‪.‬رقم ‪ ،99‬أكتوبر ‪2016‬‬
‫حمدي سليمان القبيالت‪ ،‬التوقيع كشكلية في القرار اإلداري اإللكتروني‪ ،‬مجلة دراسات علوم الشريعة والقانون‪ ،‬الجامعة‬
‫‪.‬األردنية‪ ،‬عمان‪ ،‬المجلد ‪2007 ،34‬‬
‫نواف العقيل العجارمة وناصر عبد الحليم السالمات‪ ،‬نفاذ القرار اإلداري اإللكتروني‪ ،‬مجلة الشريعة والقانون‪ ،‬الجامعة‬
‫‪.‬األردنية‪ ،‬عمان‪2013 ،‬‬
‫علي الحمود القيسي‪ ،‬النموذج اإللكتروني الموحد للقرارات اإلدارية‪ ،‬و عالء محيي الدين مصطفى أبو أحمد‪ ،‬القرار اإلداري‬
‫اإللكتروني كأحد تطبيقات الحكومة اإللكترونية‪ ،‬بحثين مقدمين إلى المؤتمر العلمي السنوي السابع عشر‪ ،‬المعامالت‬
‫اإللكترونية ‪ :‬التجارة اإللكترونية‪-‬الحكومة اإللكترونية‪ ،‬المنعقد بمركز اإلمارات للدراسات والبحوث اإلستراتيجية‪ ،‬أبو ظبي‪،‬‬
‫‪.‬في الفترة ‪ 20-19‬ماي ‪ ،2009‬بحوث المجلد األول‬
‫محمد ربيع بن سعيد‪ ،‬أشخاص القانون الخاص وإصدار القرار اإلداري‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام‪ ،‬كلية العلوم‬
‫‪.‬القانونية واالقتصادية واالجتماعية بطنجة‪ ،‬جامعة عبد المالك السعدي‪ ،‬السنة الجامعية ‪2011-2010 :‬‬
‫محمد سليمان نايف شبير‪ ،‬النفاذ اإللكتروني للقرار اإلداري‪ :‬دراسة تطبيقية مقارنة‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام‪،‬‬
‫‪.‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة عين شمس‪ ،‬مصر‪2015 ،‬‬
‫قانون ‪ 53.05‬المتعلق بالتبادل اإللكتروني للمعطيات القانونية‪ ،‬الصادر بمقتضى الظهير الشريف رقم ‪ 1.07.129‬يتاريخ‬
‫‪ 19‬من ذي القعدة ‪ 30( 1428‬نوفمبر ‪ ،)2007‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5584‬بتاريخ ‪ 25‬ذي القعدة ‪ 6( 1428‬ديسمبر‬
‫‪)2007.‬‬
‫المرسوم المتعلق بالصفقات العمومية رقم ‪ 2.12.349‬صادر بتاريخ ‪ 8‬جمادى األولى ‪ 20( 1434‬مارس ‪ ،)2013‬الجريدة‬
‫‪.‬الرسمية عدد ‪ 6140‬صادرة بتاريخ ‪ 23‬جمادى األولى ‪ 4( 1434‬أبريل ‪)2013‬‬
‫‪ :‬قانون إمارة دبي الخاص بالمعامالت والتجارة االلكترونية‪ ،‬رقم ‪ ،2002 ،2‬لالطالع يرجى زيارة الرابط التالي‬
‫‪http://www.arabruleoflaw.org‬‬
‫حكم مجلس الدولة الفرنسي بتاريخ ‪ ،28/12/2001‬بخصوص النظر في الطعن المقدم ضد أحد األحكام التي أصدرتها‬
‫‪ Nantes.‬المحكمة اإلدارية لمدينة‬
‫‪RIVERO et J. WALINE, Droit administratif, Dalloz, 19°édition, Paris, 2002.‬‬
‫‪Charles Debbash, Jean Claude Ricci, Contentieux administrative, Dalloz, Paris France, 8°‬‬
‫‪édition, 2001.‬‬
‫‪Loi n° 2004-575 du 21 juin 2004 pour la confiance dans l’économie numérique sur :‬‬
‫‪legifrance.gouv.fr‬‬
‫‪Caprioli & Associés, Droit administratif et preuve électronique, sur : caprioli-avocats.com‬‬
‫‪Loi n° 2000-230 du 13 mars 2000 portant adaptation du droit de la preuve aux technologies de‬‬
‫‪l’information et relative à la signature électronique, sur : legifrance.gouv.fr.‬‬

‫‪.‬نقال عن ‪ :‬مازن ليلو راضي‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪ ،2008 ،‬ص ‪[1]– 158‬‬

‫‪[2]– J. RIVERO et J. WALINE, Droit administratif, Dalloz, 19e édition, Paris, 2002, P 81.‬‬

‫‪.‬مليكة الصروخ‪ ،‬القانون اإلداري‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،2006 ،‬ص‪[3]– 454:‬‬

‫نقال عن ‪ :‬محمد ربيع بن سعيد‪ ،‬أشخاص القانون الخاص وإصدار القرار اإلداري‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون –]‪[4‬‬
‫العام‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية بطنجة‪ ،‬جامعة عبد المالك السعدي‪ ،‬السنة الجامعية ‪،2011-2010 :‬‬
‫‪.‬ص ‪12‬‬

‫‪.‬نواف كنعان‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬الكتاب الثاني‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان األردن‪ ،2005 ،‬ص ‪[5]– 237‬‬
‫عالء محيي الدين مصطفى أبو أحمد‪ ،‬القرار اإلداري اإللكتروني كأحد تطبيقات الحكومة اإللكترونية‪ ،‬بحث مقدم إلى –]‪[6‬‬
‫المؤتمر العلمي السنوي السابع عشر‪ ،‬المعامالت اإللكترونية ‪ :‬التجارة اإللكترونية‪-‬الحكومة اإللكترونية‪ ،‬المنعقد بمركز‬
‫‪.‬اإلمارات للدراسات والبحوث اإلستراتيجية‪ ،‬أبو ظبي‪ ،‬في الفترة ‪ 20-19‬ماي ‪ ،2009‬بحوث المجلد األول‪ ،‬ص ‪106‬‬

‫محمد سليمان نايف شبير‪ ،‬النفاذ اإللكتروني للقرار اإلداري‪ :‬دراسة تطبيقية مقارنة‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون –]‪[7‬‬
‫‪.‬العام‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة عين شمس‪ ،‬مصر‪ ، 2015 ،‬ص ‪41‬‬

‫حمدي سليمان القبيالت‪ ،‬التوقيع كشكلية في القرار اإلداري اإللكتروني‪ ،‬مجلة دراسات علوم الشريعة والقانون‪ ،‬الجامعة –]‪[8‬‬
‫‪.‬األردنية‪ ،‬عمان‪ ،‬المجلد ‪ ،2007 ،34‬ص ‪681‬‬

‫سليمان محمد الطماوي‪ ،‬النظرية العامة للقرارات اإلدارية‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬الطبعة السابعة‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪[9]– ،‬‬
‫‪ ،2006.‬ص ‪ 465‬وما بعدها‬

‫‪.‬محمد سليمان نايف شبير‪ ،‬النفاذ اإللكتروني للقرار اإلداري‪ :‬دراسة تطبيقية مقارنة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪[10]– 43‬‬

‫مسألة ارتباط القرار بالسلطة اإلدارية العامة أصبح في ذمة التاريخ نتيجة لتطور النشاط الفردي والجماعي في وقتنا –]‪[11‬‬
‫الراهن واشتراك الخواص مع اإلدارة في تسيير المرافق العمومية‪ .‬يراجع ‪ :‬محمد ربيع بن سعيد‪ ،‬أشخاص القانون الخاص‬
‫‪.‬وإصدار القرار اإلداري‪ ،‬مرجع سابق‬

‫‪.‬ثروت بدوي‪ ،‬القرارات اإلدارية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬بدون طبعة‪ ،1994 ،‬ص ‪[12]– 4‬‬

‫مثال على ذلك‪ ،‬ظهور المحكمة االلكترونية سنة ‪ 1996‬في الواليات المتحدة األمريكية نتيجة لظهور اإلدارة –]‪[13‬‬
‫االلكترونية‪ ،‬وتثمثل هذه المحاولة في المشروع األمريكي الخاص بالقاضي االفتراضي الذي يتولى فض الخصومات بالوسائل‬
‫‪.‬االلكترونية‬

‫أيضا الخدمات التي تقدمها اإلدارات العمومية المغربية تطبيقا لنظام اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬والتي هي عبارة عن قرارات إدارية‬
‫‪.‬صادرة عبر الوسائل اإللكترونية‬

‫من هذه الدراسات ‪ :‬عالء محيي الدين مصطفى أبو أحمد‪ ،‬القرار اإلداري االلكتروني‪ ،‬مركز اإلمارات للدراسات –]‪[14‬‬
‫‪.‬والبحوث االستراتيجية‪ ،‬بحوث المجلد األول‪2009 ،‬‬
‫–‬ ‫رحيمة الصغير ساعد نمديلي‪ ،‬العقد اإلداري اإللكتروني‪ ،‬دراسة تحليلية مقارنة‪ ،‬دار‬
‫‪.‬الجامعة الجديدة‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬دون طبعة‪2010 ،‬‬

‫قانون ‪ 53.05‬المتعلق بالتبادل اإللكتروني للمعطيات القانونية‪ ،‬الصادر بمقتضى الظهير الشريف رقم ‪[15]– 1.07.129‬‬
‫يتاريخ ‪ 19‬من ذي القعدة ‪ 30( 1428‬نوفمبر ‪ ،)2007‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5584‬بتاريخ ‪ 25‬ذي القعدة ‪6( 1428‬‬
‫‪.‬ديسمبر ‪ ،)2007‬ص ‪ 3879‬وما بعدها‬

‫عمار طارق عبد العزيز‪ ،‬أركان القرار اإلداري اإللكتروني‪ ،‬مجلة القانون للدراسات والبحوث القانونية‪ ،‬كلية القانون –]‪[16‬‬
‫‪.‬بجامعة ذي قار‪ ،‬العراق‪ ،‬عدد ‪ ،2010 ،2‬ص ‪12‬‬

‫‪ :‬قانون إمارة دبي الخاص بالمعامالت والتجارة االلكترونية‪ ،‬رقم ‪ ،2002 ،2‬لالطالع يرجى زيارة الرابط التالي –]‪[17‬‬
‫‪http://www.arabruleoflaw.org‬‬

‫السجل أو المستند االلكتروني حسب تعريف قانون دبي ” هو سجل أو مستند يتم إنشاؤه أو تخزينه أو استخراجه أو –]‪[18‬‬
‫نسخه أو إرساله أو إبالغه أو استالمه بوسيلة إلكترونية على وسيط ملموس أو على أي وسيط إلكتروني آخر‪ ،‬ويكون قابال‬
‫‪.‬لالسترجاع بشكل يمكن فهمه”‪ .‬المادة ‪ 2‬من قانون المعامالت والتجارة اإللكترونية إلمارة دبي‪ ،‬المشار إليه سابقا‬

‫‪.‬عمار طارق عبد العزيز‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪[19]– 11‬‬

‫‪.‬محمد سليمان نايف شبير‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪[20]– 82‬‬

‫‪.‬ثروت بدوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪[21]– 27‬‬

‫‪.‬نواف كنعان‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪[22]– 242‬‬

‫‪.‬المادة ‪ 5‬من قانون ‪ 53.05‬المتعلق بالتبادل اإللكتروني للمعطيات القانونية‪ ،‬مرجع سابق –]‪[23‬‬

‫أشرف محمد خليل حمامدة‪ ،‬القرار اإلداري اإللكتروني‪ ،‬دورية الفكر الشرطي‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬المجلد –]‪[24‬‬
‫‪ ،25.‬العدد رقم ‪ ،99‬أكتوبر ‪ ،2016‬ص ‪70‬‬
‫‪[25]– Loi n° 2000-230 du 13 mars 2000 portant adaptation du droit de la preuve aux‬‬
‫‪technologies de l’information et relative à la signature électronique, qui a modifié l’article 1316-‬‬
‫‪1 du code civil français : “ L’écrit sous forme électronique est admis en preuve au même titre que‬‬
‫‪l’écrit sur support papier, sous réserve que puisse être dûment identifiée la personne don’t il‬‬
‫‪émane et qu’il soit établi et conservé dans des conditions de nature à en garantir l’intégrité”.‬‬

‫‪ .‬أن يكون محل القرار موافقا للقواعد القانونية المدونة وغير المدونة‪ ،‬وأال يكون محله غير مشروع لمخالفته القانون –]‪[26‬‬

‫علي الحمود القيسي‪ ،‬النموذج اإللكتروني الموحد للقرارات اإلدارية‪ ،‬بحث مقدم إلى المؤتمر العلمي السنوي السابع –]‪[27‬‬
‫عشر‪ ،‬المعامالت اإللكترونية ‪ :‬التجارة اإللكترونية‪-‬الحكومة اإللكترونية‪ ،‬المنعقد بمركز اإلمارات للدراسات والبحوث‬
‫‪.‬اإلستراتيجية‪ ،‬أبو ظبي‪ ،‬في الفترة ‪ 20-19‬ماي ‪ ،2009‬بحوث المجلد األول‪ ،‬ص ‪93‬‬

‫نواف كنعان‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪[28]– 247‬‬

‫‪.‬أشرف محمد خليل حمامدة‪ ،‬القرار اإلداري اإللكتروني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪[29]– 75‬‬

‫‪[30]– Charles Debbash, Jean Claude Ricci, Contentieux administrative, Dalloz, Paris France, 8°‬‬
‫‪édition, 2001, Page 240-241.‬‬

‫‪.‬عمار طارق عبد العزيز‪ ،‬أركان القرار اإلداري اإللكتروني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪[31]– 29‬‬

‫‪.‬علي الحمود القيسي‪ ،‬النموذج اإللكتروني الموحد للقرارات اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪[32]– 101‬‬

‫نواف العقيل العجارمة وناصر عبد الحليم السالمات‪ ،‬نفاذ القرار اإلداري اإللكتروني‪ ،‬مجلة الشريعة والقانون‪[33]– ،‬‬
‫‪.‬الجامعة األردنية‪ ،‬عمان‪ ،2013 ،‬ص ‪1028 -1027‬‬

‫‪.‬محمد سليمان نايف شبير‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪[34]– 441‬‬

‫أشرف محمد خليل حمامدة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪[35]– 83‬‬


‫محمد سليمان نايف شبير‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪[36]– 417‬‬

‫‪.‬سليمان محمد الطماوي‪ ،‬النظرية العامة للقرارات اإلدارية‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪[37]– 506‬‬

‫‪.‬عمار بوضياف‪ ،‬القرار اإلداري‪ ،‬جسور للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2007 ،‬ص ‪[38]– 185‬‬

‫‪.‬نواف العقيل العجارمة وناصر عبد الحليم السالمات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪[39]– 1028‬‬

‫‪.‬سليمان محمد الطماوي‪ ،‬النظرية العامة للقرارات اإلدارية‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪[40]– 619‬‬

‫آمل جاب هللا‪ ،‬أثر الوسائل اإللكترونية على مشروعية تصرفات اإلدارة القانونية‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪[41]– ،‬‬
‫‪.‬اإلسكندرية‪ ،2013 ،‬ص ‪105‬‬

‫‪.‬نواف العقيل العجارمة وناصر عبد الحليم السالمات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪[42]– 1029‬‬

‫‪.‬أشرف محمد حمامدة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪[43]– 82‬‬

‫نفس المرجع السابق‪ ،‬نفس الصفحة‪ .‬أيضا ‪ :‬نواف العقيل العجارمة وناصر عبد الحليم السالمات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص –]‪[44‬‬
‫‪1030 -1029.‬‬

‫رحيمة الصغير ساعد نمديلي‪ ،‬العقد اإلداري اإللكتروني‪ ،‬دراسة تحليلية مقارنة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪[45]– ،‬‬
‫‪.‬بدون طبعة‪ ،2010 ،‬ص ‪121‬‬

‫سليمان محمد الطماوي‪ ،‬الوجيز في القضاء اإلداري‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬منشورات جامعة عين شمس‪ ،‬مصر‪[46]– ،1982 ،‬‬
‫‪.‬ص ‪178‬‬

‫المستند اإللكتروني هو‪ :‬السجل أو المستند الذي يتم إنشاؤه أو تخزينه او إرساله أو إبالغه أو استالمه بوسيلة إلكترونية –]‪[47‬‬
‫على وسيط ملموس أو على وسيط إلكتروني آخر‪ ،‬ويكون قابل لالسترجاع بشكل يمكن فهمه” المادة ‪ 12‬الفقرة ‪ 1‬من قانون‬
‫المعامالت والتجارة اإللكترونية إلمارة دبي‪ ،‬لسنة ‪ .2002‬وهناك أيضا من يسميه بالمحرر اإللكتروني (المشرع المصري‬
‫والمغربي)‪ ،‬أو السجل اإللكتروني (المشرع البحريني)‪ .‬كما عرفه قانون االونيسترال النموذجي بشأن التجارة اإللكترونية الذي‬
‫اعتمدته لجنة األمم المتحدة للقانون التجاري الدولي لسنة ‪ 1996‬في المادة ‪ 1-2‬بـ‪ ” :.‬المعلومات التي يتم إنشاؤها أو إرسالها‬
‫أو استالمها أو تخزينها بوسائل إلكترونية‪ ،‬أو ضوئية أو وسائل مشابهة بما في ذلك على سبيل المثال ال الحصر تبادل البيانات‬
‫اإللكترونية أو البريد اإللكتروني أو البرق أو التلكس أو النسخ الورقي”‪ .‬للمزيد راجع ‪ :‬محمد أمين الرومي‪ ،‬المستند‬
‫‪.‬اإللكتروني‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬الطبعة األولى‪2007 ،‬‬

‫المادة الرابعة من قانون ‪ 53.05‬المتعلق بالتبادل اإللكتروني للمعطيات القانونية‪ ،‬الصادر بمقتضى الظهير الشريف –]‪[48‬‬
‫رقم ‪ 1.07.129‬يتاريخ ‪ 19‬من ذي القعدة ‪ 30( 1428‬نوفمبر ‪ ،)2007‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5584‬بتاريخ ‪ 25‬ذي‬
‫‪.‬القعدة ‪ 6( 1428‬ديسمبر ‪ ،)2007‬ص ‪ 3879‬وما بعدها‬

‫‪.‬قانون ‪ 53.05‬المتعلق بالتبادل اإللكتروني للمعطيات القانونية‪ ،‬مرجع سابق –]‪[49‬‬

‫الصالحين محمد العيش‪ ،‬الكتابة الرقمية طريقا للتعبير عن اإلرادة ودليال لإلثبات‪ :‬دراسة لقوانين المعامالت –]‪[50‬‬
‫‪.‬اإللكترونية في ضوء القواعد العامة‪ ،‬منشاة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2008 ،‬ص ‪49‬‬

‫حكم مجلس الدولة الفرنسي بتاريخ ‪ ،28/12/2001‬بخصوص النظر في الطعن المقدم ضد أحد األحكام التي –]‪[51‬‬
‫حيث اعترف القضاء اإلداري الفرنسي بالكتابة اإللكترونية كحجية قانونية في ‪ Nantes ،‬أصدرتها المحكمة اإلدارية لمدينة‬
‫‪ :‬المعامالت اإلدارية‪ .‬لالطالع‬

‫–‬ ‫‪Caprioli & Associés, Droit administratif et preuve électronique, sur :‬‬
‫‪www.caprioli-avocats.com, consulté le 13/08/2017.‬‬

‫‪.‬الصالحين محمد العيش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪[52]– 49‬‬

‫‪.‬محمد سليمان نايف شبير‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪[53]– 742‬‬

‫‪.‬الصالحين محمد العيش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪[54]– 164‬‬

‫‪.‬الصالحين محمد العيش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪[55]– 154‬‬


‫عرف المشرع الفرنسي البريد االلكتروني في القانون رقم ‪ 575/2004‬بشأن الثقة في االقتصاد الرقمي في المادة –]‪[56‬‬
‫األولى منه بأنه‪“ :‬كل رسالة سواء كانت نصية أم ضوئية أم مرفقة بها صور أو أصوات ويتم إرسالها عبر شبكة اتصاالت‬
‫‪”.‬عامة‪ ،‬وتخزن عند أحد خوادم تلك الشبكة أو في المعدات الطرفية للمرسل إليه ليتمكن األخير من استعادتها‬

‫‪Voir : Loi n° 2004-575 du 21 juin 2004 pour la confiance dans l’économie numérique sur :‬‬
‫‪www.legifrance.gouv.fr , site consulté le 11/08/2017.‬‬

‫خالد ممدوح ابراهيم‪ ،‬حجية البريد اإللكتروني في اإلثبات ‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬الطبعة –]‪[57‬‬
‫‪.‬األولى‪ ،2010 ،‬ص ‪75‬‬

‫المواد ‪ 94 -73-55-26-20-19 :‬و ‪ ،116‬تجيز أمكانية التعامل بالرسائل اإللكترونية في مجال الصفقات –]‪[58‬‬
‫العمومية‪ ،‬مما يعطيها حجية قانونية في اإلثبات‪ .‬يراجع ‪ :‬مرسوم رقم ‪ 2.12.349‬صادر بتاريخ ‪ 8‬جمادى األولى ‪( 1434‬‬
‫‪ 20.‬مارس ‪ ،)2013‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6140‬صادرة بتاريخ ‪ 23‬جمادى األولى ‪ 4( 1434‬أبريل ‪)2013‬‬

‫‪.‬محمد سليمان نايف شبير‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪[59]– 751‬‬

‫‪.‬خالد ممدوح ابراهيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪[60]– 75‬‬

‫الدراسات واالبحاث ‪Categories:‬‬


‫‪Leave a Comment‬‬
‫مجلة المنارة‬
‫‪Back to top‬‬
‫‪Exit mobile version‬‬

You might also like