You are on page 1of 16

‫‪:‬مقدمة‬

‫مما ال شك فيه أن مدونة األسرة شكلت حدثا حقوقيا متميزا في بناء‬


‫المشروع الحداثي الديمقراطي الذي رسم معالمه وأرسى قواعد‬
‫جاللة الملك محمد السادس والذي يعتبر مفخرة جاللته على الصعيدين‬
‫الداخلي والخارجي‪ ،‬إذ ال يستقيم الحديث عن التنمية دون التفكير في‬
‫إصالح أحوال األسرة وأوضاعها ومالمسة مشاكلها مع اقتراح الحلو‬
‫القيمة لمعالجتها بغية النهوض بشؤونها في مختلف مناحي باعتبار أن‬
‫األسرة هي النواة االولى لتكوين المجتمع المغربي ورهانه الحقيقي‬
‫لكسب معركة التنمية وبالطبع ال يمكن أن يحادل أحد في أن مدونة‬
‫األسرة شكلت منعطفا هاما انعكس على حقوق وواجبات األسرة سواء‬
‫منها ما تعلق بطرفي العالقة الزوجية او تلك المتعلقة باألبناء حتى‬
‫أضحت التجربة المغربية رائدة في العالم الغربي واإلسالمي وبين‬
‫األوالد والحفدة من جهة أخرى سعيا لتحقيق الكرامة اإلنسانية‬
‫والتكافل االجتماعي مبني على أساس االستقرار والتماسك والتضامن‬
‫‪.‬بين أفراد األسرة المغربية‬

‫لقد انتظر المغاربة قرابة خمسة عقود لكي يحضوا بمدونة عصرية‬
‫لألسرة‪ ‬تلبي حاجيات بناء مشروع الحداثة الديمقراطية الذي انطلق فيه‬
‫المغرب منذ مطلع القرن الحالي‪ ،‬ورصدا ألهم المخططات الجديدة تجدر‬
‫اإلشارة إلى أنه بمجرد بزوغ فجر االستقالل وحرصا منها على تأكيد‬
‫سلطاتها في مجال التشريع ‪ ،‬عمدت الدولة سنة ‪ 1957‬إلى تجميع‬
‫أحكام الشريعة اإلسالمية المتعلقة باألسرة في مدونة األحوال‬
‫الشخصية وذلك وفق الراجح والمشهور وبما جرى به العمل في مذهب‬
‫اإلمام مالك مع تبني بعض األحكام التي تضمنتها المذاهب السنية‬
‫األخرى‪ ،‬غير أن التحوالت السياسية واالجتماعية والثقافية العميقة‬
‫التي عرفها المجتمع المغربي خالل الفترة الممتدة بين سنة ‪ 1957‬و‬
‫‪ 1993‬ساهمت في ظهور منظمات نسائية تمخضت نشاطاتها عن‬
‫صياغة مجموعة من المطالب عرضت في شكل مذكرة على أنظار‬
‫جاللة الملك الذي أمر سنة ‪ 1993‬بتشكيل لجنة ملكية انكبت اشغالها‬
‫على إدخال تعديالت على مدونة األحوال الشخصية من منظور توافقي‬
‫تم تبنيها من طرف صاحب الجاللة‪ ،‬إال أن التعديالت الجديدة لم تكن‬
‫لترضي مطالب الحركة النسائية وتطمئن هواجسها فاستمر االحتقان‬
‫بالمجتمع المغربي بخصوص أوضاع المرأة إلى أن بلغ ذروته عن تقديم‬
‫الوزير األول السابق السيد عبدالرحمان اليوسفي مشروع الخطة‬
‫الوطنية إلدماج المرأة في التنمية خالل شهر مارس ‪ 1999‬مما أدى إلى‬
‫انقسام المجتمع المغربي إلى قسمين متعارضين تمثل في مسيرتي‬
‫الرباط والدار البيضاء يوم ‪ 12‬مارس ونتيجة لذلك جاء التدخل الملكي‬
‫حاسما بأن بادر إلى تشكيل لجنة وطنية سنة ‪ 2001‬بهدف إعادة النظر‬
‫في مدونة األحوال الشخصية وذلك باعتماد أحكام الشريعة اإلسالمية‬
‫وفق منظور اجتهادي يتالءم ومشروع الديمقراطية الحداثية الذي رسم‬
‫معالمه صاحب الجاللة الملك محمد السادس وقد أثمر عمل هذه‬
‫اللجنة عنميالد مدونة األسرة سنة ‪ 2003‬التي تحكمت في صياغة‬
‫نصوصها الرغبة في المساهمة في بناء المشروع الحداثي المواكب‬
‫‪ ‬لتطورات العصر وذلك عكس ما طبع محطة ‪1957‬‬

‫‪ ‬رشيد بنحدو‪ ‬شوف واش ندير هكا‬


‫اوال‪ :‬انجازات وزارة العدل فيما يخص التحديث و متتطلباته‬
‫‪ ‬انجازات‪1 /‬‬
‫متطلباته‪2/‬‬
‫‪ ‬تانيا اختالالت وافاق التحديث‬
‫‪ ....‬اختالالت‪1/‬‬
‫‪ ..‬افاق‪2/‬‬

‫نجازات الوزارة في التحديث او مظاهر التحديث ‪ +‬اهمية او متطلبات التحديث ‪ +‬اختالالت ‪ +‬افاق ‪.‬‬
‫انتهى والسالم‬

‫‪ ‬المبحث االول تشخيص واقع النجاعة القضائية بالمغرب‬


‫المبحث الثاني سبل تحقيق النجاعة القضائي‬

‫‪ ‬التطرق الى محورين‬


‫‪ ‬تشخيص واقع تحديث الدارة القضائية‬
‫‪ ‬افاق تعزيز تحديث االدارة القضائية‬
‫‪ ‬بالنسبة للمحور االول‬
‫الحديث عن الواقع بين النظري والعملي؛ نعم ال يمكننا انكار الجهود المبدولة من اعتماد التكنولوجية‪2‬‬
‫ودورها في رفع العنت الذي يطال مرفق القضاء وايجابياها وسلبياتها وبعض االحصائيات في المجال‬
‫وبعض المبادرات الخاصة لبعض المحاكم امعمدة لمواقع خاصة بها ‪ ...‬لوحات القيادة ‪ ...‬حوسبة‬
‫‪ ‬االجراءات‬
‫‪ ‬المحور الثاني‬
‫الحديث عن المستقبل المرتقب ال المحتمل انطالقا من ميزانية ‪ 2019‬و الكلمات االفتتاحية لرئيس‬
‫محكمة النقض ووزير العدل ومشاريع القوانين المرتقبة والمحملة بمعالم التحديث ولعل ابسط مثال هو‬
‫ضرورة تضمين بعض الطلبات للبريد االلكتروني للشركة او المحامي ‪ ...‬والتطبيقات المنتظر تعميمها‬
‫‪ ... ‬والتي بدأ العمل بها نسبيا‬

‫‪.‬المبحث الثاني‪ : ‬آفاق اإلدارة اإللكترونية القضائية بالمغرب‬


‫سنعمل على تناول هذا المحور بتقسيمه إلى فقرتين أساسيتين‪ ،‬نخصص األولى للحديث عن اإلدارة‬
‫القضائية اإللكترونية كمدخل للحكامة القضائية‪ ،‬على أن نعرج في الفقرة الثانية على اإلدارة القضائية‬
‫‪.‬اإللكترونية من خالل القانون رقم ‪38.15‬‬

‫الفقرة األولى‪ : ‬اإلدارة القضائية اإللكترونية كمدخل للحكامة القضائية‬


‫لقد أشار ميثاق إصالح منظومة العدالة الذي تم إطالقه في ‪ 30‬يوليوز‪ 2013 J‬إلى مقاربة هامة وهي‬
‫الحكامة القضائية من خالل توصياته والتي جاء فيها بخصوص الرؤيا العامة إلصالح منظومة العدالة ما‬
‫‪:‬يلــي‬

‫وضع أسس ” محكمة رقمية ” منفتحة على محيطها وعلى المتقاضين والتعميم التدريجي‪… 9 – J‬‬
‫الستخدام‪ J‬الوسائل التكنولوجية الحديثة في إدارة المحاكم وفي‪ J‬عالقاتها‪ J‬بالمتقاضين والمهنيين‪ ،‬مع سن‬
‫‪.‬المقتضيات القانونية الالزمة لذلك السيما من أجل‬

‫إنجاز اإلجراءات وتبادل المستندات والتواصل مع المتقاضين والمحامين وباقي مساعدي العدالة *‬
‫‪.‬بالطرق‪ J‬اإللكترونية المضمون‪ ،‬بما في ذلك اعتماد التوقيع اإللكتروني‬

‫‪.‬إحداث الملف القضائي اإللكتروني‪* ]2[J‬‬


‫يمكن القول إذن أن مسألة تأهيل اإلدارة القضائية ورقمنتها شكلت هدفا أساسيا وتوصية هامة من توصيات‬
‫ميثاق اصالح منظومة العدالة في بلورتها لمفهوم الحكامة القضائية في مجملها‪ ،‬فاالرتباط‪ J‬الوثيق لإلدارة‬
‫القضائية‪ ،‬كونها المنفذ األول لالستفادة من الضمانات التي يقرها القانون‪ ،‬مع طبيعة ولولج األفراد‪J‬‬
‫لحقوقهم‪ ،‬لم يكن إال جزءا من مساعي إصالح منظومة العدالة‪ ،‬اتخذ من القانون الجديد – ‪ – 38.15‬حيزا‬
‫له‪ ،‬لينتظر‪ J‬بذلك دخوله حيز التنفيذ‪ ،‬مشكال بذلك مدخالً مهما من مداخيل التدبير الفعال والناجع لمرفق‬
‫‪.‬القضاء‬
‫‪.‬الفقرة الثانية‪ : ‬اإلدارة القضائية اإللكترونية من خالل القانون‪38.15 ‬‬
‫إن منطق إصالح منظومة العدالة يفرض تحديث اإلدارة القضائية وتطوير‪ J‬أدائها وجعلها‪ J‬مواكبة‬
‫للتطورات‪ J‬الحاصلة في شتى المجاالت على رأسها المجال المعلوماتي التكنولوجي وقد بدى ذلك جليا من‬
‫‪ :‬خالل مقتضيات المادة ‪ 22‬من القانون الجديد ‪ 38.15‬التي تنص على أنه‬

‫تعتمد المحاكم اإلدارة اإللكترونية لألجراءات والمساطر القضائية وفق برامج تحديث اإلدارة القضائية‪ ‬‬
‫‪.‬التي تتخذها الوزارة المكلفة بالعدل‬
‫فهذا المقتضى يشير بحق إلى تبني المشرع لمقاربة طموحة تهدف إلى حو َكمة القضاء وتجويد‪ J‬خدماته‪،‬‬
‫وال أدل على هذا التوجه الرائد خير من ورش المحكمة الرقمية الذي يعد أهم المشروعات التي تعمل عليها‬
‫وزارة العدل والحريات‪ J‬تنزيال لمخرجات الميثاق الوطني إلصالح منظومة العدالة وكذا ترجمة للمادة ‪22‬‬
‫السالفة الذكر‪ ،‬هذا المسعى الحضاري الذي سيخلص المحاكم بشكل نهائي من السجالت والملفات الورقية‬
‫بكيفية تضمن الشفافية والسرعة والحكامة الجيدة‪ ،‬وفي انتظار تنزيل هذا الحلم يبقى السؤال المطروح‪ J‬هل‬
‫قطاع‪ J‬العدل ببالدنا قادر على تحقيق محكمة رقمية ضمن الدائرة الزمنية الموعود بها ؟ وهل التجربة‬
‫العملية التي حققتها بعض المحاكم التجارية ببالدنا كتوظيق اإلنترنت في تمكين الشركات من حجز مواعيد‬
‫‪ ‬إيداع ملفاتها بالمحكمة كافية لبت االقتناع‪ J‬بأننا دخلنا فعال عالم المحاكم الرقمية‬

‫قال السيد‪ ‬محمد أوجار وزير‪  ‬العدل إن من أهم األوراش التي تنكب عليها وزارة العدل حاليا ورش الرقمنة‪ ،‬إذ تسعى‬
‫إلى التخلي عن كل الدعامات الورقية لصالح الدعامات اإللكترونية و تقديم خدمات العدالة عن بعد بدءا من الولوج‬
‫إلى المحكمة ووصوال إلى األرشفة االلكترونية وما يتخلل ذلك من مسار التقاضي أو الخدمات التي تقدمها المحاكم‬
‫‪.‬مع حرص الوزارة على توفير األمن السجالتي والمعلومياتي‪ W‬والوثائقي‬

‫وأضاف السيد الوزير في هذا الصدد‪ ،‬إن “المحكمة الرقمية تعد رهانا نسعى إلى تحقيقه في أفق سنة ‪ 2021‬وقد‬
‫أعددنا التصورات‪ W‬الالزمة بهذا الخصوص وشرعنا في تنزيل مقتضيات هذا المشروع الطموح‪ W‬الذي سيشكل طفرة‬
‫نوعية على درب االصالح ويعطي سندا قويا لتفعيل الحكامة والنجاعة القضائيين ويسهل‪ W‬مهمة التواصل‪ W‬ويوفر‬
‫الكثير من الوقت والجهد‪ ،‬ويتيح فرصا أكبر لتسريع وتيرة البت في الملفات المعروضة‪ W‬على المحاكم‪ ، W‬فضال عن‬
‫‪ “.‬دعم الشفافية و التخليق‬

‫وأبرز أوجار أن من أهم األوراش التي تنكب عليها وزارة العدل حاليا ورش‬
‫الرقمنة‪ ،‬إذ تسعى إلى التخلي عن كل الدعامات الورقية لصالح الدعامات‬
‫اإللكترونية و تقديم خدمات العدالة عن بعد بدءا من الولوج إلى المحكمة‬
‫ووصوال إلى األرشفة االلكترونية وما يتخلل ذلك من مسار التقاضي أو‬
‫الخدمات التي تقدمها المحاكم مع حرص الوزارة على توفير األمن‬
‫‪.‬السجالتي والمعلومياتي والوثائقي‬

‫وقال في هذا الصدد‪ ،‬إن “المحكمة الرقمية تعد رهانا نسعى إلى تحقيقه‬
‫في أفق سنة ‪ 2021‬وقد أعددنا التصورات الالزمة بهذا الخصوص وشرعنا‬
‫في تنزيل مقتضيات هذا المشروع الطموح الذي سيشكل طفرة نوعية‬
‫على درب االصالح ويعطي سندا قويا لتفعيل الحكامة والنجاعة القضائيين‬
‫ويسهل مهمة التواصل ويوفر الكثير من الوقت والجهد‪ ،‬ويتيح فرصا أكبر‬
‫لتسريع وتيرة البت في الملفات المعروضة على المحاكم ‪ ،‬فضال عن دعم‬
‫‪ “.‬الشفافية و التخليق‬

‫من المعلوم بأن المغرب قد انظم إلى أهم المواثيق و المعاهدات الدولية‬
‫المتعلقة بحقوق اإلنسان و كلها تؤكد على أن المؤسسات‬

‫المحدثة بشكل ديمقراطي و التي تتسم بالمشروعية يجب ان تخضع بهيأتها و‬


‫أفرادها ألحكام القانون و أن ال تحيد عنه ضمانا للحقوق و الحريات العامة و‬
‫الخاصة و هذا يتطلب و جود منظومة متكاملة تسهر على إحقاق العدل بين‬
‫المواطنين و تكريس مبدأ دولة الحق و القانون من هنا برز اهتمام المؤسسة‬
‫الملكية بهذا الجانب إذ أن جاللة الملك محمد السادس و منذ تقلده العرش و‬
‫توليه زمام أمور المملكة المغربية جعل شغله الشاغل االرتقاء بمنظومة العدالة‬
‫إلى مصاف النظم المقارنة في الدول المتقدمة و مسلسل إصالح منظومة‬
‫العدالة ليس وليد الظرفية الراهنة بل هو امتداد تاريخي انطلق بمجرد حصول‬
‫المغرب على االستقالل لكن تبقى أهم محطاته الزمنية خطاب ‪ 1999‬بالدار‬
‫البيضاء ثم خطاب ‪ 20‬غشت ‪ 2009‬بمناسبة الذكرى ‪ 56‬لثورة الملك و الشعب‬
‫الذي يعد نقطة البداية نحو إصالح شامل و عميق لمنظومة العدالة وفق تصور‬
‫جديد و أهداف كبرى و الذي تاله خطاب ‪ 9‬مارس ‪ 2011‬الذي أعلن فيه جاللة‬
‫الملك محمد السادس عن التعديل الدستوري‪ v‬الذي يعد نقلة نوعية في‬
‫المسار التاريخي للمغرب و الذي تم من خالله االرتقاء بالقضاء إلى مستوى‬
‫سلطة إلى جانب السلطتين التشريعية و التنفيذية باعتباره لبنة أساسية في‬
‫منظومة العدالة كما شكل خطاب ‪ 8‬ماي ‪ 2012‬و الذي كان بمناسبة تنصيب‬
‫أعضاء الهيئة العليا للحوار الوطني حول إصالح منظومة العدالة الذي يعد‬
‫االنطالقة الفعلية لمسار اإلصالح وفق التصور الجديد الذي يعتمد على مقاربة‬
‫تشاركية تنخرط فيها كل الجهات و الفاعلين في منظومة العدالة وإشراك هيأت‬
‫المجتمع المدني تجسيدا للمفهوم الجديد لهذا اإلصالح بالتركيز على دور‬
‫المواطن باعتباره المعني األول بهذا األخير و يعتبر خطاب ذكرى عيد العرش‬
‫المجيد لسنة ‪ 2013‬امتداد للرعاية الملكية بإصالح منظومة العدالة و لعل إعداد‬
‫ميثاق إصالح منظومة العدالة بدوره حدث تاريخي و الذي تم من خالله‬
‫تشخيص واقع المنظومة من جهة و كشف النواقص و العيوب التي تعتريها و من‬
‫جهة أخرى رسم األهداف و الخطوات التي يجب إتباعها و تنزيلها بشكل سليم‬
‫حتى نصل إلى منظومة متكاملة و متناسقة فيما بينها و تكريس سلطة قضائية‬
‫وفق التصور الدستوري‪ v‬و صوال لدولة الحق و القانون‬

‫أبرز ما ميز سنة ‪ ،2013‬التي نودعها‪ ،‬في الجانب القانوني والقضائي‪ ،‬هو تقديم مضامين ميثاق‬
‫اإلصالح الوطني لمنظومة العدالة‪ ،‬في شتنبر الماضي‪ ،‬على إثر تنصيب صاحب الجاللة الملك محمد‬
‫‪.‬السادس ألعضاء الهيئة العليا للحوار الوطني في ‪ 8‬ماي ‪2012‬‬
‫شكلت بذلك هذه السنة محطة حاسمة في مسار إصالح منظومة العدالة بإصدار ميثاق عميق وشامل‬
‫إلصالح منظومة العدالة باعتباره خارطة طريق إلنجاز كافة اإلصالحات المرتبطة بالقضاء ومكونات‬
‫‪.‬العدالة‬

‫ميثاق لم يكن وليد الصدفة‪ ،‬بل رأى النور بعد مرور أزيد من سنة على إطالق الحوار الوطني حول‬
‫إصالح منظومة العدالة‪ ،‬وسبقته ست ندوات جهوية‪ ،‬ولقاءات وطنية مع مجموعة من الفاعلين في‬
‫‪.‬المجال القضائي‬

‫يعتبر مفهوم اإلدارة القض ائية من بين المف اهيم حديث ة العه د في حق ل العل وم القانوني ة واإلداري ة؛‬
‫فحتى عهد قريب لم يكن هذا المصطلح يتداول في األوساط العلمية واألكاديمية والحقول المعرفي ة‪،‬‬
‫خصوص ا ب المغرب‪ .‬ويمكن تعري ف اإلدارة القض ائية حس ب بعض الب احثين في المس اطر القض ائية‬
‫بأنه ا جمي ع أط ر وم وظفي وزارة الع دل والحري ات‪ ،‬س واء داخ ل المح اكم أو ب اإلدارة المركزي ة‬
‫التابعة لها‪ ،‬وكذا األعمال التي يقوم ون به ا وك ل الوس ائل ال تي رص دت لتحقي ق ه ذه الغاي ة؛ وه و‬
‫مصطلح أعم من مصطلح كتابة الضبط‪ .‬وفي اعتقادنا أن هذا التعريف أق رب للص واب إلى ح د م ا‪،‬‬
‫على اعتبار أنه يواكب تطور حقل العلوم القانونية واإلدارية والمعرفية المتسارعة‪.‬‬
‫ومن جانب آخ ر‪ ،‬وفي س ياق ه ذا التط ور‪ ،‬ك انت الحاج ة ملح ة أيض ا إلى مواكب ة تط ور المط الب‬
‫االجتماعي ة واالقتص ادية والسياس ية للمجتم ع المغ ربي‪ ،‬وال تي عجلت ب دورها في تس ريع وت يرة‬
‫اإلص الحات‪ ،‬خصوص ا على مس توى الترس انة القانوني ة‪ ،‬وال تي لم تكن تس تجيب لمط الب الح راك‬
‫االجتم اعي والسياس ي ب المغرب وتحق ق االنتق ال ال ديمقراطي المنش ود‪ ،‬ف انطلقت أوراش اإلص الح‬
‫الدستوري والقانوني والسياسي‪ ،‬وك انت البداي ة م ع التع ديل الدس تور لس نة ‪ ،2011‬وال ذي رس خ‬
‫مب دأي فص ل الس لط ورب ط المس ؤولية بالمحاس بة‪ .‬كم ا أح دث المجلس األعلى للس لطة القض ائية‪،‬‬
‫واعتبر القضاء سلطة مستقلة‪ ،‬األمر الذي فتح الباب لسلسلة من التع ديالت القانوني ة‪ ،‬ك ان أهمه ا‬
‫التنظيم القضائي والمسطرة المدنية والمسطرة الجنائية‪.‬‬

‫ويبقى أهم أوراش اإلصالح هو ورش إصالح منظومة العدالة‪ ،‬لما تمثل ه العدال ة من ص مام أم ان‬
‫البالد والعباد‪ ،‬والذي أعطى انطالقته عاهل البالد من خالل خطبه الملكية في مناسبات عديدة‪ ،‬كان‬
‫أهمها الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى ‪ 56‬لثورة الملك والشعب ‪ ،2009‬والذي حدد فيه المحاور‬
‫الستة إلصالح القضاء‪ ،‬وهي‪" :‬تعزيز ضمانات استقالل القضاء‪ ،‬تحديث المنظومة القانونية‪ ،‬تأهيل‬
‫الهياك ل القض ائية واإلداري ة‪ ،‬تأهي ل الم وارد البش رية‪ ،‬الرف ع من النجاع ة القض ائية‪ ،‬ترس يخ‬
‫التخليق"‪.‬‬

‫هذه المحاور اعتبرت كخارطة طريق إلصالح منظومة العدالة في أفق تحقي ق مفه وم القض اء في‬
‫خدمة المواطن وعدالة القرن ‪ ،21‬تالها بعد ذلك تعين أعض اء الهيئ ة العلي ا الح وار الوط ني ح ول‬
‫إص الح منظوم ة العدال ة في ‪ 8‬م اي ‪ 2012‬بال دار البيض اء‪ ،‬وف ق مقارب ة تش اركية ش ملت جم ع‬
‫المؤسس ات الدس تورية والقطاع ات الحكومي ة والقض ائية وتمثيلي ة المجتم ع الم دني‪ ،‬وع دد من‬
‫الفعاليات‪ .‬وقد تولت هذه الهيئة مهمة اإلشراف على ه ذا الح وار ورف ع مش اريع توص يات الح وار‬
‫إلى أنظار جاللة الملك‪.‬‬

‫تعرف اإلدارة القضائية بأنها مجموع التنظيمات واإلجراءات والتدابير التي‬


‫يتم اتخاذها لتمكين المحاكم من أداء مهمتها على الوجه األكمل‪ ،‬وهي‬
‫بذلك ترتبط بأدوار مختلف الفاعلين في الحقل القضائي سيما المهن‬
‫المرتبطة بقطاع العدالة والتي تساهم يوميا في إدارتها‪ ،‬كالمحامي‬
‫والخبير والمفوض القضائي والعدل والترجمان والموثق‪ ،‬إلى غير ذلك‬
‫من أصحاب المهن المرتبطة بالميدان القضائي‪ ،‬فهؤالء يتدخلون ويؤثرون‬
‫‪.‬بشكل أو بآخر في اإلدارة القضائية‬
‫واإلدارة القضائية بالمغرب لم تكن بمنأى عن هذه التطورات واستيعابها والتفاعل معها باعتبارها‬
‫جزءا ال یتجزأ من منظومة العمل الحدیث الذي یتطلب مواكبة التحول الرقمي والتفاعل معه‪ ،‬وكذا‬
‫‪.‬مكون أساسي في خطاب إصالح منظومة العدالة‬

‫وتضمنت مختلف برامج القطاع الحكومي المكلف بالعدل منذ مطلع األلفية‪ ،‬اإلحالة إلى مشاريع‬
‫تأهيل القطاع وعصرنته باستغالل الحوسبة والمكننة‪  ،‬ووضع خطط وسياسات لمواكبة الثورة‬
‫الرقمية‪ ،‬باعتبار التحول الرقمي دعامة لتعزيز الشفافية والمساءلة‪ ،‬وتبسيط اإلجراءات وتكريس‬
‫‪.‬ثقة المرتفق في مرفق القضاء‬
‫ووعيا بأهمية وضرورة عصرنة منظومة العدالة‪ ،‬احتل ورش التحديث مكانة هامة في خطاب‬
‫اإلصالح‪ ،‬عززته التوجهات الملكيةونداءات الفاعلين في القطاع وكذا المنظمات والجمعيات‬
‫المهنية التي عبرت عن طلباتها إلصالح وتحديث وعصرنة منظومة العدالة ببالدنا‪ ،‬ما أفرز ميالد‬
‫هيئة عليا للحوار الوطني لإلصالح العميق والشامل لمنظومة العدالة وإطالق حوار وطني حول‬
‫إصالحها‪ ،‬وإصدار ميثاق‪ ،‬يعد وثيقة مرجعية هامة‪ ،‬تضمنت توصيات ومخرجات من ضمنها‬
‫توجيهات بشأن تحديث اإلدارة القضائية وتعزيز حكامتها‬
‫وحسب مضمون الخطابات والوثائق الرسمية للوزارة الوصية‪ ،‬سيما منشورات حصيلتها السنوية‬
‫التي تنشر على شكل مطبوع معنون ب “معالم على درب االصالح الشامل والعميق لمنظومة‬
‫العدالة‪ ،‬وفي مشروع التحديث والرقمنة تم نهج سياسة استباقية‪ ،‬وتبني مشروع تعميم استعمال‬
‫التكنولوجيات الحديثة في تدبير وتصريف اإلجراءات‪ ،‬وتدبير المساطر القضائية‪ ،‬حيث نجحت في‬
‫تثبيت المقومات األساسية للتدبير اإللكتروني لإلجراءات والمساطر القضائية بمختلف المحاكم‬
‫على مختلف أنواعها ودرجاتها‪ ،‬والتزمت ببناء مقومات المحكمة الرقمية مع تحديد سنة ‪2021‬‬
‫‪.‬كأفق لتحقيقه‬

‫وفي ما يتصل بمحور تأهيل وتحديث اإلدارة القضائية‪ ،‬أشار المسؤول الحكومي‬
‫إلى أن عصرنة أساليب اإلدارة القضائية‪ v‬تقتضي معالجة جوانب هيكلية وتنظيمية‬
‫تمكنها من تسهيل القضاء‪ v‬لمهمته على الوجه األكمل‪ ،‬الفتا إلى أن الوزارة‬
‫تشتغل لبلوغ هذا الهدف‪ ،‬على مشروع كبير يهدف إلى “إقامة إدارة قضائية‪v‬‬
‫احترافية‪ v‬مؤهلة‪ v‬قائمة‪ v‬على الالتمركز‪ v‬اإلداري والمالي وإرساء مقومات المحكمة‬
‫الرقمية‪ v‬وتحديث الخدمات القضائية والرفع من مستوى البنية التحتية للمحاكم‪،‬‬
‫مع االنفتاح على المحيط الخارجي وتعزيز التواصل مع المواطن وكل الفعاليات‬
‫‪.‬المهتمة بشؤون العدالة‬
‫وتوقف أوجار عند مشروع التحول الرقمي الذي تنكب الوزارة على تنزيله‪ ،‬حيث‬
‫يرتكز على أربعة محاور أساسية تتعلق بحوسبة كافة إجراءات تدبير القضايا‬
‫وصناعة‪ v‬القرار القضائي‪ ،‬والتداول الالمادي‪ v‬للمعلومات ببين الفاعلين في مجال‬
‫العدالة‪ ،‬وتطوير الخدمات عبر الخط لفائدة المواطنين والفاعلين االقتصاديين‪ ،‬وتوفير‬
‫البنية التحتية المعلوماتية‪ v‬القادرة على تخزين وحفظ المعطيات المتزايدة في‬
‫االضطراد وضمان انسيابية‪ v‬الخدمات‪ v‬واستمراريتها‪ ،‬باإلضافة إلى توفير‪ v‬كافة‪v‬‬
‫‪.‬ضمانات األمن المعلومياتي لألنظمة والمعطيات‬

‫تحديث اإلدارة القضائية وتعزيز حكامتها‪6-‬‬

‫ينبني هذا المتركز على عصرنة اإلدارة القضائية‪ ،‬واستخدام التكنولوجيا الرقمية‪ ،‬في أفق حوسبة‬
‫اإلجراءات والمساطر القانونية‪ ،‬عبر وضع مخطط مديري إلرساء المحكمة الرقمية‪ ،‬وتوفير أنظمة‬
‫معلوماتية آمنة‪ ،‬تعتمد علي التوقيع اإللكتروني وأداء الرسوم والغرامات والمصاريف القضائية على‬
‫‪.‬األنترنت‪ .‬كما سيتم إعادة هيكلة المراكز الجهوية للحفظ واألرشيف‬

‫البنية التحتية للمحاكم‪ ،‬سيعاد فيها النظر‪ ،‬عبر اإلسراع في تنفيذ أوراش بناء لتوسعة وإعادة تهيئة‬
‫مقار المحاكم غير المالئمة‪ ،‬وتجهيزها بالمرافق الضرورية‪ ،‬والبحث عن التمويالت الضرورية من‬
‫خالل الحساب الخاص لوزارة العدل وبيع جزء من عقاراته‪ ،‬واالعتماد على تمويالت من الميزانية‬
‫‪.‬العامة والبنك الدولي‬
‫منقول للفائدة العلمية‬

‫المطلب األول ‪ :‬الرفع من مستوى البنية التحتية و إقامة محاكم‬


‫رقمية‬
‫إن اختيار المغرب للمنهج الديمقراطي و االنفتاح على المجتمع‪ ،‬ال يمكن الجزم‬
‫بنجاحه إال إذا قيس ذلك بمدى قدرة‪ v‬العدالة على مواكبة هذا النهج الذي‬
‫رسمته الدولة‪ ،‬األمر الذي فرض‪ v‬على وزارة العدل االنخراط في سلسلة‬
‫اإلصالحات الجذرية من أجل تحديث و عصرنة جهاز القضاء‪ ،‬ليواكب التطورات‬
‫التي يشهدها المجتمع‪ ،‬و يعد إعداد البنية التحتية و إقامة محاكم رقمية من‬
‫أهم اإلصالحات التي تجعل المواطن أقرب ما يكون لإلدارة القضائية و أكثر‬
‫‪. ‬إحساسا بمادية اإلصالح المنشود‬

‫إن عصرنة و تحديث اإلدارة القضائية رهين بمدى توفر هذه األخيرة على بنيات‬
‫جيدة تحقق األهداف المرسومة و المهام الموكولة إليها‪ ،‬فأمام ما يعرفه‪v‬‬
‫المجتمع من تطور و تشعب العالقات‪،‬و‪ v‬اختالف أنواع القضايا المعروضة‪ v‬على‬
‫العدالة و تعقدها‪ ،‬زيادة على ارتفاع معدل السكان و ما ينجم عنه من تزايد‬
‫الطلب على خدمات العدالة‪،‬لذلك كان البد من إحداث بنايات جديدة نظرا‬
‫لهشاشة بناية المحاكم القائمة و قدمها‪ ،‬مما ال يتناسب و قيمة القضاء و دوره‪،‬‬
‫فال بد أن تكون كل بناية بشكل هندسي مميز يجعل مرتديها يشعرون و هيبتها‬
‫‪ ،‬فباإلضافة إلى الزيادة في عدد المحاكم و إدخال إصالحات عليها استجابة‬
‫لمطلب الجودة في األداء و الخدمة اللذان يعتبران الغاية األساسية لجميع فئات‬
‫المجتمع ‪،‬فإن هذا اإلصالح هو كذلك استجابة لسياسة تقريب القضاء من‬
‫‪ . ‬المتقاضين ‪ ،‬و عدم تمركزه في مناطق محددة‬

‫و المتتبع لمسار وزارة العدل في مجال البنية التحتية يالحظ أنها حاولت تجاوز‬
‫الخطوات الصعبة ‪ ،‬إذ لم تقتصر فقط على الزيادة في عدد المحاكم و إنما‬
‫واكبتها بإحداث محاكم متخصصة ‪ ،‬إدارية‪،‬تجارية‪،‬أقسام قضاء األسرة‪ ،‬كما هو‬
‫الشأن بالنسبة لفرنسا التي زاوجت في إحداث المحاكم بين النوع و الكم‬

‫غير أن المالحظ هو أن الطريقة التي يتم بها إحداث المحاكم و الزيادة في‬
‫عددها‪ ،‬دون إعداد البنايات التي ستحتضنها‪ ،‬يبرهن على أن هناك قصور في‬
‫تصور دور البناية و هندستها و عالقته بالمردودية ‪ ،‬فحالة أمكن العمل قد تكون‬
‫وراء‪ v‬تعطيله‪ ،‬كما يساهم شكلها أو عدم مالئمتها للعمل القضائي الذي‬
‫تحتاجه إلى هدوء‪ v‬النفس و راحة الفكر في ضعف المردودية و اإلنتاج‪ .‬فال يكفي‬
‫المنظر الخارجي و إنما يتعين تقسيمها و تنظيمها بشكل جيد ييسر أمر الولوج‬
‫إليها فهندستها تحدد بشكل كبير القدرة على تنظيم المصالح و المكاتب و‬
‫تباعدها أو تقاربها ‪ ،‬لذلك يجب ن يراعى في البناية العديد من الشروط من‬
‫بينها التوفر‪ v‬على الولوجيات بالنسبة لألشخاص المعاقين و الشيوخ و النساء‬
‫الحوامل و بناء مصاعد مريحة في حالة التوفر على طابق علوي‪ ،‬و يتعين أيضا‬
‫عدم الشبابيك في مكاتب الموظفين لكونها أصبحت مصدر تباعد و بالتالي عدم‬
‫‪. ‬تحقيق الشفافية‬

‫و يعد تحسين عملية اإلستقبال يشكل إحدى الدعائم األساسية لبروز‪ v‬إدارة‬
‫منفتحة في وجه مرتفقيها‪ ،‬فعالقة المواطنين باإلدارة كانت و الزالت محط‬
‫عناية فقهية و قانونيىة كبيرة و ذلك على مختلف األصعدة لكون أهم سمات‬
‫اإلدارة الحديثة هي العمل على تقريب اإلدارة من المواطنين‪ ،‬فكلما تدرجت‬
‫اإلدارة نحو عموم المواطنين زادت قدرتها على معرفة متطلباتهم و اإلستجابة‬
‫لها‪ ،‬و تيسرت سبل تنفيذ مقرراتها‪ ،‬و زادت إمكانات التأطير اإلداري‪ ،‬و لعل أول‬
‫مرحلة تربط بين اإلدارة و المواطن‪ ،‬هي مرحلة اإلسنتقبال التي تمثل أهم‬
‫حلقات التواصل‪ ،‬فهذه المرحلة كافية ألخذ فكرة عن اإلدارة تبقى مسجلة‬
‫بذاكرته طيلة فترات تعامله معها ‪ ،‬فالموطن ليس في حاجة إلى خطابات‬
‫ووعودو‪ v‬دراسات تقنية‪ ،‬بقدر ما هو في حاجة إلى إدارة فعالة‪ ،‬شفافة‪ ،‬و‬
‫إنسانية قيل كل شيء‬

‫و ما دمنا نتحدث عن تقريب اإلدارة من المتقاضين فإن استعمال التكنولوجيا‬


‫المعلوماتية باإلدارة القضائية " معلوميات التسيير القضائي" تعتبر الية جديدة‬
‫لمعالجة التسيير بالمحاكم‪ ،‬عن طريق تبسيط اإلجراءات لتحسين سير العمل‬
‫القضائي و محاولة التخفيف من األعباء على كل العاملين و المرتفقين داخل‬
‫المحاكم‪ ،‬و ذلك كله من أجل الرفع من جودة الخدمات المقدمة للمواطنين و‬
‫تمكينهم من الحصول على حقوقهم في أقرب االجال‬

‫فإحداث محاكم رقمية سيساهم ل محالة في توحيد العمل بين مختلف‬


‫المحاكم األمر الذي سيكون له تأثير إيجابي على اإلدارة القضائية و المتقاضين‬
‫و مساعدي القضاء‪ ،‬و لعل أهم ميزة للمحكم الرقمية و التي تخص المواطن‬
‫بصفة مباشرة هو متابعة القضايا و ضبطها و معرفة األطوار التي قطعتها القضايا‬

‫إذن اإلدارة اإللكترونية بصفة عامة و المحكمة الرقمية‪ v‬بصفة خاصة يساهم‬
‫بشكل مباشر في دعم شفافية عمل اإلدارة‪ ،‬و تطوير ما يعرف بمبدأ الحكامة‬
‫الجيدة‪ ،‬و هذا ما سيمنح الموطن سواء كان شخصا ذاتيا أو معنويا خدمة ذات‬
‫جودة عالية من حيث التكلفة و اآلجال و القرب‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تبسيط المساطر القضائية خدمة للمواطن‬


‫يعتبر تحديث و إصالح اإلدارة القضائية أهم المحاور الهامة التي شملت إصالح‬
‫منظومة العدالة‪ ،‬وذلك لكون إصالح اإلدارة القضائية ورش‪ v‬قائم بذاته يتعين‬
‫إنجازه بكامل الفعالية‬

‫وتبسيط المساطر القضائية لما لها من دور فعال في تحديث و إصالح اإلدارة‬
‫القضائية يشكل خطوة هامة نحو إصالح العدالة وحعل المواطن في قلب‬
‫اإلصالح‬

‫فنتيجة للملفات الضخمة والعدد الكبير لها‪ ،‬فإن المحاكم المغربية تظطر‬
‫للمعاناة من طول المساطر وتعقيدها‪ ،‬وهذا ما يجعل المواطن يفقد الثقة ‪ ،‬هذه‬
‫األخيرة التي تشكل بؤرة التواصل بين المواطن واإلدارة القضائية‬

‫ومما ال شك فيه أن المواطن عند لجوئه إلى القضاء غرضه الحصول على نتائج‬
‫سريعة‪ ،‬وهذا لن يتحقق إال في نطاق تبسيط المساطر وتحسين مشارب‬
‫العمل والتخفيف من حدة الشكليات اإلدارية‪ .‬ولعل أهم المساطر التي تثير‬
‫العديد من اإلشكاليات التبليغ و التنفيذ لما لها من تأثير على فعالية و جودة‬
‫‪. ‬جذمات العدالة مما يستوجب العمل على تبسيطها‬

‫والتبليغ هو إيصال أمر أو واقعة ثابتة إلى شخص معين على يد أعوان كتابة‬
‫الضبط أو األعوان القضائيين أو الطريقة اإلدارية أو عن طريق البريد برسالة‬
‫مضمونة مع اإلشعار بالتوصل ( الفصل ‪ 37‬من ق م م )‪ .‬وتكمن أهمية التبليغ‬
‫في عدم جواز احتجاج المبلغ بجهله لما تم تبليغه به حتى أن بعض الفقه اعتبر‬
‫حجية التبليغ كحجية نشر التشريع بالجريدة الرسمية‬

‫ولعل السبب الرئيسي في بطء تصفية القضايا أمام المحاكم يعود ألسباب منها‬
‫مشاكل التبليغ منها المتعلقة بشكليات التبليغ‪ ،‬حيث أن المشرع لم يرتب‬
‫جزاء على إغفال االسم العائلي والشخصي بورقة التبليغ‪ ،‬أيضا من االشكاالت‬
‫التي تثار في مرحلة التبليغ الحالة التي يمتنع فيها المتسلم إليه أو الشخص‬
‫الموجود بموطنه عن التسليم واإلدالء بهويته و أن عدم ترتيب األثر القانوني‬
‫على هذه التبليغات يخدم مصلحة المتقاضين بسوء نية الذين يسعون بشتى‬
‫الوسائل إلى عرقلة العدالة‪ .‬هذه بعض اإلشكاالت التي تثار في مرحلة التبليغ‬

‫أما عن مرحلة التنفيذ‪ ،‬فاإلشكاالت المطروحة في هذه المرحلة تعيق السير‬


‫الطبيعي للمحاكم‪ ،‬فهو مشكل مطروح بشدة في الساحة الوطنية لكونه‬
‫يساهم في بطء وطول المساطر مما يولد ضعف الثقة بين اإلدارة القضائية‬
‫والمواطن‪ .‬و من أهم اإلشكاالت التي تثار في مرحلة التنفيذ الصعوبة القانونية‬
‫حيث أصبحت تثار أمام القضاء بصورة مستمرة ولو تعلق األمر بأحكام مشمولة‬
‫بالنفاذ المعجل‪ ،‬إضافة إلى المشاكل الميدانية التي يتسبب فيها المحكوم‬
‫عليه من خالل إعطاء أسماء وعناوين وهمية في المقاالت‪ ،‬إضافة إلى األحكام‬
‫القاضية بالتعويض الصادرة في مواجهة شركات التأمين فتنفيذ هذه األحكام يعد‬
‫من أصعب صور التنفيذ‬
‫**األمان والثقة الرقمية**‬
‫‪ ‬اإلطار القانوني‬
‫‪     .1‬تم تج ريم الول وج دون وج ه ح ق ألنظم ة المعالج ة اإللكتروني ة‬
‫للمعطيات الفصول‪607-3 ‬إلى‪607-11 ‬من الق انون الجن ائي ويش ار إلى‬
‫أنه جرى تكوين مجموعة من قضاة النيابة العامة وقضاة التحقيق حول‬
‫الجريمة اإللكترونية ‪.‬‬
‫‪.2‬تم االع تراف ب المحرر والتوقي ع اإللكترون يين بنص الق انون‬
‫رقم‪35.05 ‬الص ادر بت اريخ ‪ 30‬نون بر ‪ 2007‬كم ا هي منظم ة بمقتض ى‬
‫قواعد االلتزامات والعقود في فصوله ‪ 417‬إلى ‪. 426‬‬
‫‪     .3‬الق انون رقم‪09.08 ‬المتعل ق بحماي ة األش خاص ال ذاتيين تج اه‬
‫معالجة المعطيات ذات الطابع الشخصي‪.‬‬
‫‪     .4‬تم تحدي د اإلط ار الق انوني للتوقي ع اإللك تروني من حيث االعتم اد‬
‫وال ترخيص والمس ؤولية ‪ ،‬تم ال ترخيص لبري د المغ رب لتوف ير خدم ة‬
‫التوقيع اإللكتروني في السوق الوطنية منذ ‪. 2011‬‬
‫‪     .5‬هناك المدونة الرقمية ‪ ،‬قيد اإلعداد حاليا من طرف الحكوم ة لتأخ ذ‬
‫مس ارها التش ريعي ‪ ،‬متض منة قواع د ونص وص تس اير م ا ه و ج ار ب ه‬
‫العم ل دولي ا ‪ ،‬على مس توى المع ايير األوربي ة أساس ا في مج ال‬
‫المعامالت الرقمية‪.‬‬

‫خاتمة‬

‫إن تحديث اإلدارة القضائية ومواكبتها للتطور العلمي التكنولوجي المتواتر والمتالحق ومقتضيات‬
‫العولمة مطلب ينادي به الجميع ويأمل في تحقيقه الكل‪ ،‬ولذلك فيجب أن تتضافر الجهود من طرف‬
‫كل الفاعلين حتى تتمكن اإلدارة القضائية ببالدنا ان تساير الركب وتنخرط بشكل كبير في مجتمع‬
‫‪.‬المعرفة والتكنولوجيا واالعالم‪ ،‬وتستفيد من فوائد التحول الرقمي‬

‫وكما سبق الذكر فإلرساء التحول الرقمي باإلدارة القضائية يجب توفر مجموعة من المقومات‬
‫األساسية التي ستعمل ال محالة على للتصدي لما يعانيه المتقاضون من هشاشة وتعقيد وبطء‬
‫العدالة‪ ،‬وهذا ما تتيحه التطبيقات والخدمات االلكترونية من ‪  ‬تبسيط وشفافية المساطر والرفع من‬
‫جودة األحكام والخدمات القضائية‪ ،‬وتسهيل ولوج المتقاضين إلى المحاكم‪ ،‬وتسريع وتيرة معالجة‬
‫‪.‬الملفات وتنفيذ األحكام إلى جانب تأهيل المهن القضائية وتأهيل الموارد البشرية‬

‫‪ ‬تتمة في قراءة ميثاق اصالح منضومة العدالة‬


‫‪:‬السياسة الحكومية في مجال العدل‬
‫التطلع إلى القوانين التنضيمية لتوزيع المهام واالختصاصات‬
‫‪ ‬القوة االقتراحية لمجلس األعلى للحسابات‬
‫‪ ‬اإلصالح العميق والشامل للعدالة‬
‫‪ ‬تخليق منضومة العدالة‬
‫تعزيز الحكامة‬
‫‪ ‬ميزانية ‪:2019‬تحديث وتطوير المنضومة القانونية‬
‫‪ ‬تحديث وتأهيل اإلدارة القضائية‬
‫الرفع من نجاعة اإلدارة القضائية(مفهوم جديد)‬
‫‪ ‬التعاون الدولي‬
‫‪ ‬تأهيل الموارد البشرية‬
‫‪ ‬دعم العمل االجتماعي‬
‫الحكامة(كمصطلح استراتيجي )‬

‫‪:‬المحكمة الرقمية‬
‫‪ ‬أهم المحاور التي يمكن التحدث عنها‬
‫‪ ‬تقوية البنيات التحتية لالنضمة المعلوماتية وضمان أمنها وسالمتها‬
‫‪ ‬حوسبة جميع المساطر واإلجراءات القضائية‬
‫‪ ‬اعتماد التوقيع اإللكتروني واألداء االلكتروني‬
‫تأهيل الموارد البشرية‬

‫لكن أهم معوقات تحديث القضاء هو نقص اإلمكانيات المادية‪ .‬فإذا كان اتخاذ بعض مبادرات تحديث‬
‫اإلدارة القضائية قليل التكلفة‪ ،‬مثل تحديث النصوص التشريعية المرتبطة بتسهيل المساطر وتنظيم‬
‫المهن وتنظيم الطرق البديلة لحل النزاعات‪ ،‬فإن باقي أوجه التحديث تتطلب اعتمادات هامة‪ ،‬لمواجه‬
‫انعكاسات مراجعة التنظيم القضائي والخريطة القضائية‪ ،‬وتوفير العدد الكافي من القضاة والموظفين‪،‬‬
‫وتخصيص االعتمادات الالزمة من أجل التكوين والتأهيل‪ ،‬ورصد اإلمكانات إلدخال تكنولوجيا‬
‫المعلوميات في العمل القضائي‪ ،‬وتوفير بنية تحتية مالئمة للمحاكم…‪.‬إلى غير ذلك من الحاجيات التي‬
‫تتطلب اعتمادات مالية وبشرية ضخمة‪ .‬ولذلك يبقى التحديث رهين برنامج عمل يأخذ في حسبانه‬
‫‪.‬اإلمكانيات المتاحة‬

‫الممحور األول‪ :‬أسباب انحالل ميثاق الزوجية‬


‫اوال ‪ :‬الوفاة أو الفسخ‬
‫‪ .‬ثانيا ‪ :‬الطالق والتطليق والخلغ‬
‫المحور الثاني‪ :‬آثار انحالل ميثاق الزوجية‬
‫اوال ‪ :‬مستحقات الزوجة‬
‫ثانيا ‪ :‬مستحقات األطفا‬

‫‪ ‬ق ت ر ح ا ت ‪ .‬اعادة نشر المنشور وفقا وطلبات بعض الزمالء‬


‫"تحسين مناخ األعمال وجذب االستثمار ‪ ":‬تعطى بطريقة اخرى لطلبة لالقتصاد‬
‫‪ : ‬المعقول ها هو وخصك تشدوا‬
‫‪..... ‬تحديث االدارة القضائية " سؤال‪ :‬اش دارت الوزارة من برامج لتحديث ادارتها؟‪ .‬ابحث عن ذلك‬
‫االدارة القضائية عن بعد وتحقيق مبدآ القضاء في خدمة المواطن‬
‫‪ ‬التحول الرقمي في خدمة االستثمار‬
‫موضوع حول حماية الحقوق والحريات‬
‫‪ ‬الحكامة القضائية وتحقيق التنمية بالمغرب‬
‫‪ ‬النموذج التنموي‬
‫‪".‬صندوق التكافل العائلي "خاص‬
‫"صندوق التكافل العائلي ‪ ،‬أي تكريس لنموذج تنموي اجتماعي جديد ؟ "‬
‫‪ :‬المواضيع الست لمنظومة اصالح العدالة " الركائز وهي‬
‫‪.‬توطيد استقالل السلطة القضائية )‪"1‬‬
‫‪.‬تخليق منظومة العدالة )‪2‬‬
‫‪.‬تعزيز حماية القضاء للحقوق والحريات )‪3‬‬
‫‪.‬االرتقاء بالفعالية والنجاعة القضائية )‪4‬‬
‫‪.‬إنماء القدرات المؤسسية لمنظومة العدالة )‪5‬‬
‫‪.‬تحديث اإلدارة القضائية وتعزيز حكامتها )‪6‬‬
‫‪ ‬اش نقولك ابوركابي ‪ ...‬سير قرا هادشي وطالع عليه فهاد األيام الميمونة القادمة‬
‫الوزارة معندها فين تمشي من غير المواضيع أعاله‪ ،‬اللهم إن كانت " حمقاء"‪ ،‬ونعرفع هذا الوصف عنها لما لها من خبرة‬
‫‪ .‬ودراية ومواكبة حديثة ممتازة في طرق طرح األسئلة المواطبة لروح عصر زمان المغرب‬
‫‪ ‬سيروا راجعوا هاد األمور وديروا مقدمات تمرنوا عليها ‪ ،‬قلم وورق‬
‫ميثال ‪ :‬المحاور الست الصالح منظومة العدالة خصها مقدمة واحدة فقط‪ ،‬ويال جاك أي سؤال فيه تكون عندك المقدمة‬
‫‪ ...‬وتصيغها حسب السؤال ومتضيع الوقت يوم االمتحان ‪...‬هو وقت ثمين‬
‫أمور شكلية مزال ندير اشارة ليها ‪ ،‬غا تربح فيها الوقت وكثيرا يوم االمتحان وأعدك أبوركابي العزيز بذلك‬
‫أما " بوركابيات فلكن مفاجأة ما سينشر من أمور شكلية جمالية لورقة االمتحان ‪ ...‬الورقة هي وجه "الطالب"‪ ،‬أحسن‬
‫‪ . ‬تصميم تراسيم وجهك فالمصحح ال يعرفك اال من ورقتك‬
‫المواضيع اعاله أراها وهللا اعلم أنها األقرب لتطرح في االمتحان ‪ ،‬ويبقى هذا المنشور من بدايته الى نهايته مجرد تخمينات‪،‬‬
‫ومقترحات ومساعدات‪ ،‬هذه األخيرة‪ ،‬ليست وليدة اليوم ‪،‬بل منذ سنوات طوال في هذه المجموعة‪ ،‬وقدماء المحاربين‬
‫يتذكرونني وأتذكرهم واياكم بالدعاء بأنكم موفقون إن شاء هللا‬

‫يتناول البحث موضوع آثار انحالل ميثاق الزوجية على حقوق الطفل بين العمل القضائي واالتفاقيات الدولية‪ .‬هكذا ‪.‬‬
‫قسم البحث الى فصلين تناول األول اآلثار الشخصية النحالل ميثاق الزوجية على حقوق الطفل من خالل تطرقه لحق‬
‫اطفال الطالق في الحضانة وفي النسب‪ .‬في حين تناول الفصل الثاني اآلثار المالية النحالل ميثاق الزوجية على حقوق‬
‫‪ .‬الطفل والمتمثلة في حقهم في النفقة وحقهم في واجب السكنى والحضانة والرضاعة‬

‫الموضوع العام ‪ -‬شطر الشمال‬


‫‪: ‬تصميم مقترح‬
‫المطلب االول‪:‬الضمانات القانونية لحق الحصول على المعلومة (المبدأ)‬
‫االشارة الى النصوص التشريعية والتنظيمية المنظمة لهذا الحق ‪ ..‬وكيفية الحصول على(‬
‫)المعلومة ‪...‬الخ‬
‫المطلب الثاني‪ :‬حدود الحق الحصول على المعلومة (االستثناء)‬
‫االشارة الى المعلومات العمومية الممنوع التصريح بها (اسرار‪ )..‬اليات حماية المعلومات الشخصية(‬
‫‪ ...) ‬للمواطنين‬

You might also like