Professional Documents
Culture Documents
تعلم اللغات الأجنبية ليس ترفاً بل ضرورة عصرية
تعلم اللغات الأجنبية ليس ترفاً بل ضرورة عصرية
1
أن أبناءنا وبناتنا ال يتحدثون العربية ،وإ نما يجيدون الحديث بلغات وفي ذات اإلطار نجد أيضا أن ألمانيا -رغبة منها في تشجيع الناس
أجنبية ،ونصدح بأعلى صوتنا أننا نبذل الغالي والنفيس في تعليمهم تلك فيها على تعلم اللغات األجنبية -قد تبنت مشروعًا يسعى إلى تعلم
اللغات األجنبية على حساب معرفتهم وإ تقانهم للغتهم األم ،وقد بلغ األمر اللغات األجنبية أطلق عليه مسمى (تعلم لغة أجنبية في الطريق) ،وقد
مداه حين نلمس مدى الحرج الذي يعتري أبناءنا وبناتنا عند اإلفصاح تبنت المشروع شركة المواصالت العامة التي قامت بوضع الملصقات
عن عدم معرفتهم لغات أجنبية. والمنشورات واللوحات اإللكترونية في محطات النقل المركزية
المختلفة من أجل مساعدة وتشجيع المستخدمين لتلك المواصالت على
هذا الواقع المحزن ينّم -كما هو الحال في تعاطينا مع كثير من األمور تعلم اللغات األجنبية ،وإ لى جانب ذلك نجد مبادرة (التاندم بارتنر) التي
-عن سوء تقدير وتعامل خاطئ ،وبخس بحق الوزن أو الثقل تمثل أسلوبًا مبتكرًا تدعمه الجامعة األلمانية من أجل مساعدة الطلبة
الحضاري للغة العربية ،وتلك الممارسة غير الحصيفة يجب أال تحول الذين يرغبون في تعلم اللغات األجنبية ،والمبادرة تقوم على أساس
بيننا وبين التعامل مع ضرورة تقتضيها المرحلة الحالية ،فعلى سبيل اشتراك طرفين يتقنان لغات مختلفة في تعليم بعضهما سواء عن طريق
المثال :ماذا نحن فاعلون تجاه معلومات تخص مثًال اللغة اإلنجليزية التواصل المباشر ،أو الرسائل العادية ،أو االلكترونية ،أو حتى بواسطة
التي تقول األرقام إن متحدثيها كلغة أم بلغوا قرابة الـ 380مليونا، برامج المحادثة المباشرة على شبكة االنترنت.
ووصل عدد متحدثيها كلغة ثانية إلى الـ 600مليون ،وهي اللغة الرسمية
لـ 52دولة ،وأن ثلث العالم يتكلم بها أو يفهمها إلى درجة معينة ،وأن وبريطانيا التي كانت إلى وقت قريب تمنع تعليم اللغة األجنبية ألبنائها
أكثر من نصف الدوريات العلمية والمجالت العالمية مكتوبة باللغة قبل سن الحادية عشرة ،ويرفع مسؤولوها شعار (تعلم اللغات األجنبية
اإلنجليزية ،وأن أكثر من 120دولة في األمم المتحدة طلبت أن تكون ليس مهمًا ألن لغتنا اإلنجليزية بحد ذاتها كافية) قامت مؤخرًا ومن
التعامالت بينها باللغة اإلنجليزية ،وأن %65من البرامج اإلذاعية في خالل معهد تمويل التعلم العالي بتبني سياسة أو مبادرة جديدة من أجل
العالم تذاع باللغة اإلنجليزية ،وأن %70من األفالم ناطقة باللغة تشجيع البريطانيين على تعلم اللغات األجنبية ،وقد رصد المعهد مبالغ
اإلنجليزية ،وكذلك %90مما هو منشور على شبكة اإلنترنت هو مالية من أجل تشجيع الجامعات بالعمل مع مدارس التعليم العام للقيام
باللغة اإلنجليزية ،وأن ثالثة أرباع الرسائل البريدية المتبادلة حول بدورات توعية تبرز أهمية تعلم اللغات األجنبية ،وهذا أيضا يسري
العالم مكتوبة باللغة اإلنجليزية ،وأن أكثر من %65من التواصل على بقية دول المجموعة األوروبية التي فرضت منذ عام 2000على
اإللكتروني من خالل شبكة االنترنت يتم من خالل استخدام اللغة المتخرجين في المدارس العليا أال يتمكنوا من التخرج إال بعد إجادة
اإلنجليزية؟ ..أعتقد أن هذه األرقام تستدعي منا إعادة النظر في كيفية لغتين أجنبيتين ،ولن أتوقف عند التجربة األمريكية الممثلة بمبادرة
التعامل مع تعلم اللغات األجنبية ،وأرى أن الوقت حان ألخذ األمر الرئيس األمريكي (لتعلم اللغات المهمة) التي تقدمت إدارته بطلب 114
بمزيد من الجدية ،والرغبة الصادقة في إيجاد البرامج المعنية بتعلم مليون دوالر لتعلم تلك اللغات األجنبية ،والتي أيضا ستقوم وزارة
اللغات األجنبية الحية الرائدة عالميًا. الدفاع خالل أربع سنوات بإنفاق 750مليون دوالر إضافيًا على
البرامج المتصلة بتلك المبادرة؛ ألن لها ُبعدًا أمنيًا قوميًا أكثر من أي
إن كان لي من أمنية في ختام هذه المقالة فهي أال نطيل الوقوف عند شيء آخر ،هذا فضًال عن أكثر من 22مليون دوالر دفعتها وزارة
قضية مسَّلمة ،وإ نما علينا أن نتجاوز في طرحنا لها اإلطار الضيق التربية األمريكية في مطلع عام 2006للمدارس األمريكية العامة
المتمثل ب(مع أو ضد) إلى نظرة أوسع ،وموقف أجدى ،وأعني بذلك لتدريس اللغات العربية ،والصينية ،والهندية ،وغيرها من اللغات
ماذا ينبغي لنا عمله حتى نجعل من مشروع تعلم اللغات األجنبية تجربة األجنبية.
ذات كفاءة ومردود إيجابي عالي القيمة؟
وهذه ليست دعوة إلقصاء لغتنا األم ،وتوطين اللغات األجنبية في
بالدنا ،وإ نما هي دعوة للتعاطي بواقعية مع مستحقات الفترة الراهنة
التي نعيشها ،وفي الوقت نفسه نحن بحاجة إلى التعاطي مع بوادر أو
مؤشرات أولية لظاهرة بغيضة أطلت علينا برأسها مؤخرًا والمتمثلة في
جعل اللغات األجنبية لغات نلجأ لها في تعامالتنا في الشارع ،وفي
مؤسساتنا التعليمية ،وفي داخل أروقة أماكن أعمالنا ،ونعلن بزهو وفخر
2