You are on page 1of 19

‫الهدف العام الثالث ‪ :‬أن يهتم بأمر المسلمين ويتابع أحوالهم يفرح لفرحهم ويحزن لحزنهم ‪.

‬‬
‫األهداف المرحلية ‪:‬‬

‫‪ .1‬أن يوضح الدارس شرعية االهتمام بأمور املسلمني و أمهيته ‪.‬‬

‫‪ .2‬أن يدرك الدارس ما حياك من املؤامرات باملسلمني " جذورها يف املاضي وشواهدها يف الواقع " ‪.‬‬

‫‪ .3‬أن يوضح الدارس مظاهر االهتمام بأمور المسلمني ‪.‬‬

‫الهدف المرحلى األول ‪ :‬شرعية االهتمام بأمور المسلمين وأهميته ‪.‬‬


‫األهداف اإلجرائية السلوكية ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يوضح شرعية االهتمام بأمور املسلمني ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يوضح أمهية االهتمام بأمور املسلمني ‪.‬‬
‫‪ -1‬شرعية االهتمام بأمور المسلمين ‪:‬‬

‫إن االهتم‪44‬ام بش‪44‬ئون املس‪44‬لمني وأم‪44‬ورهم من أهم األم‪44‬ور ال‪44‬يت يق‪44‬وم عليه‪44‬ا ال‪44‬دين فالرس‪44‬ول ص‪44‬لى اهلل علي‪44‬ه وس‪44‬لم يق‪44‬ول ‪" :‬من ال‬
‫يهتم ب‪44‬أمر املس‪44‬لمني فليس منهم" خرج‪44‬ه الط‪44‬رباين من ح‪44‬ديث حذيف‪44‬ة بن اليم‪44‬ان ‪ .‬وق‪44‬د ق‪44‬ال بعض الس‪44‬لف أن ه‪44‬ذا احلديث ه‪44‬و رب‪44‬ع‬
‫الدين ‪ .‬وقال صلى اهلل عليه وسلم ‪ " :‬الدين النصيحة قلنا ‪ :‬ملن يا رس‪4‬ول اهلل ‪ ،‬ق‪4‬ال ‪ :‬هلل ورس‪4‬وله وأئم‪4‬ة املس‪4‬لمني وع‪4‬امتهم ‪ ،‬ومن مل‬
‫يص‪44‬بح ومل ميس ناص‪44‬حًا هلل ورس‪44‬وله وألئم‪44‬ة املس‪44‬لمني وع‪44‬امتهم فليس منهم " رواه مس‪44‬لم ‪ .‬وعن أيب هري‪44‬رة رض‪44‬ي اهلل عن‪44‬ه ق‪44‬ال ‪ :‬ق‪44‬ال‬
‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪ " :‬ال حتاسدوا وال تناجشوا وال تباغضوا وال تدابروا وكونوا عباد اهلل إخوانا ‪ ،‬املسلم أخ‪44‬و املس‪44‬لم ال‬
‫يظلمه وال يسلمه وال خيذله وال يكذبه وال حيقره – التق‪4‬وى ه‪4‬ا هن‪4‬ا ويش‪4‬ري إىل ص‪4‬دره ص‪4‬لى اهلل علي‪4‬ه وس‪4‬لم حبس‪4‬ب أم‪4‬رؤ من الش‪4‬ر أن‬
‫حيقر أخاه املسلم كل املسلم على املسلم حرام دمه وماله وعرضه" رواه مسلم ‪.‬‬

‫وقال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪ " :‬ال ي‪4‬ؤمن أح‪4‬دكم ح‪4‬ىت حيب ألخي‪4‬ه م‪4‬ا حيب لنفس‪4‬ه " رواه الش‪4‬يخان ‪.‬وق‪4‬ال رس‪4‬ول اهلل‬
‫صلى اهلل عليه وس‪4‬لم ‪ " :‬من ك‪4‬ان ىف حاج‪4‬ة أخي‪4‬ه ك‪4‬ان اهلل ىف حاجت‪4‬ه ومن ف‪4‬رج عن مس‪4‬لم كرب‪4‬ة من ك‪4‬رب ال‪4‬دنيا ف‪4‬رج اهلل عن‪4‬ه كرب‪4‬ة‬
‫من كرب يوم القيامة ومن سرت مسلمًا سرته اهلل يوم القيامة " رواه مسلم ‪ .‬وقوله صلى اهلل علي‪4‬ه وس‪44‬لم ‪ " :‬واهلل ىف ع‪4‬ون العب‪4‬د م‪44‬ادام‬
‫العبد ىف عون أخيه " رواه الطرباىن ‪.‬‬

‫يقول الشيخ حممد الغزايل رمحه اهلل مؤكدًا هذا املعىن ‪:‬‬

‫ليس اإلس‪44‬الم رابط‪44‬ة جتم‪44‬ع بني ع‪44‬دد ق‪44‬ل أو ك‪44‬ثر من الن‪44‬اس فحس‪44‬ب ‪ ،‬ولكن‪44‬ه مجل‪44‬ة احلق‪44‬ائق ال‪44‬يت تق‪44‬رر العالق‪44‬ة الص‪44‬حيحة بني الن‪44‬اس‬
‫ورهبم مث بني الناس وبعضهم ‪ ،‬ومن مث فأصحاب اإلسالم ومحل‪44‬ة رس‪44‬الته جيب أن يستش‪44‬عروا جالل العقي‪4‬دة ال‪44‬يت ش‪44‬رح اهلل هبا ص‪4‬دورهم‬
‫ومجع عليه‪44‬ا أم‪44‬رهم ‪ ،‬وأن يول‪44‬وا التع‪44‬ارف عليه‪44‬ا م‪44‬ا ه‪44‬و ج‪44‬دير ب‪44‬ه من عناي‪44‬ة وإع‪44‬زاز ‪ ،‬وب‪44‬ذلك يص‪44‬ري ال‪44‬دين اخلالص أس‪44‬اس أخ‪44‬وة وثيق‪44‬ة‬
‫العرى تؤلف بني أتباعه يف مشارق األرض ومغارهبا ‪ ،‬وجتعل منهم على إختالف األمكنة واألزمنة وح‪4‬دة راس‪44‬خة الدعام‪44‬ة س‪44‬امقة البن‪4‬اء‬
‫ال تنال منها العواصف اهلوج ‪.‬‬

‫وه ‪44‬ذه األخ ‪44‬وة هي روح اإلميان احلي ولب ‪44‬اب املش ‪44‬اعر الرقيق ‪44‬ة ال ‪44‬يت يكنه ‪44‬ا املس ‪44‬لم إلخوان ‪44‬ه ح ‪44‬ىت أن ‪44‬ه ليحي ‪44‬ا هبم وحيي هلم فك ‪44‬أهنم‬
‫أغصان إنبثقت من دوحة واحدة أو روح واحد حل يف أجساد متعددة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -2‬أهمية االهتمام بأمور المسلمين ‪:‬‬

‫إن األثرة الغالب‪4‬ة آف‪4‬ة اإلنس‪4‬ان وغ‪4‬ول فض‪44‬ائله ‪ ،‬إذا س‪4‬يطرت نزعته‪4‬ا على ام‪4‬رئ حمقت خ‪4‬ريه ومنت ش‪4‬ره وحص‪4‬رته يف نط‪4‬اق ض‪4‬يق‬
‫خس‪44‬يس ال يع‪44‬رف في‪44‬ه إال شخص‪44‬ه ‪ ،‬وال يهت‪44‬اج ب‪44‬الفرح أو احلزن إال ملا ميس‪44‬ه من خ‪44‬ري أو ش‪44‬ر ‪ ،‬أم‪44‬ا ال‪44‬دنيا العريض‪44‬ة واألل‪44‬وف املؤلف‪44‬ة من‬
‫البشر فهو ال يعرفهم إال يف حدود ما يصل إليه عن طريقهم ليحقق آماله أو يثري خماوفه‪!!..‬‬

‫من حق أخيك عليك أن تكره مضرته وأن تبادر إىل دفعها فإن مسه م‪4‬ا يت‪4‬أذى ب‪4‬ه ش‪4‬اركته األمل وأحسس‪4‬ت مع‪4‬ه ب‪4‬احلزن ‪ ،‬أم‪4‬ا أن‬
‫تك‪4‬ون ميت العاطف‪4‬ة قلي‪4‬ل اإلك‪4‬رتاث ألن املص‪44‬يبة وقعت بعي‪4‬دا عن‪4‬ك ف‪4‬األمر ال يعني‪4‬ك ‪ ،‬فه‪4‬ذا تص‪44‬رف ل‪4‬ئيم ‪ ،‬وه‪4‬و مبت‪4‬وت الص‪44‬لة مبش‪4‬اعر‬
‫األخوة الغامرة اليت متزج بني نفوس املس‪4‬لمني فتجع‪4‬ل الرج‪4‬ل يت‪4‬أوه لألمل ي‪4‬نزل بأخي‪4‬ه ‪ ،‬مص‪4‬داقًا لق‪4‬ول رس‪4‬ول اهلل ص‪4‬لى اهلل علي‪4‬ه وس‪4‬لم ‪:‬‬
‫(مث‪4‬ل املؤم‪4‬نني يف ت‪4‬وادهم وتع‪4‬اطفهم وت‪4‬رامحهم كمث‪4‬ل اجلس‪4‬د الواح‪4‬د إذا اش‪4‬تكى من‪4‬ه عض‪4‬و ت‪4‬داعي ل‪4‬ه س‪4‬ائر ا ألعض‪4‬اء بالس‪4‬هر واحلمى )‬
‫رواه البخاري ‪.‬‬

‫والتأمل احلق هو الذي ي‪4‬دفعك دفع‪4‬ا إىل كش‪4‬ف ض‪4‬وائق إخوان‪4‬ك فال هتدأ ح‪4‬ىت ت‪4‬زول غمته‪4‬ا وت‪4‬دبر ظلمته‪4‬ا ‪ ،‬ف‪4‬إذا جنحت يف ذل‪4‬ك‬
‫إستنار وجهك واسرتاح ضمريك ‪.‬‬

‫إن أعب‪44‬اء ال‪44‬دنيا جس‪44‬ام واملت‪44‬اعب ت‪44‬نزل بالن‪44‬اس كم‪44‬ا يهط‪44‬ل املط‪44‬ر يهم‪44‬ر اخلص‪44‬ب واجلدب ‪ ،‬واإلنس‪44‬ان وح‪44‬ده أض‪44‬عف من أن يق‪44‬ف‬
‫طويال جتاه هذه الشدائد وإلن وقف إنه لباذل من اجلهد ما كان يف غًىن عنه ‪ ،‬لو أن إخوانه هرعوا لنجدته وظاهروه يف إجناح قص‪44‬ده ‪،‬‬
‫وقد قيل ( املرء قليل بنفسه كثري بإخوانه ) ‪.‬‬

‫ومن حق األخوة أن يشعر املسلم بأن إخوانه ظهري له يف السراء والضراء ‪ ،‬وأن قوت‪4‬ه ال تتح‪4‬رك يف احلي‪4‬اة وح‪4‬دها ‪ ،‬ب‪4‬ل إن ق‪4‬وى‬
‫املؤمنني تساندها وتشد أزرها ‪ ،‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وس‪4‬لم ‪ ( :‬املؤمن للم‪4‬ؤمن كالبني‪4‬ان يش‪4‬د بعض‪44‬ه بعض‪44‬ا وش‪4‬بك بني أص‪4‬ابعه‬
‫) رواه البخاري‬

‫ومن مث ك‪4‬انت األخ‪4‬وة اخلالص‪4‬ة نعم‪4‬ة املض‪4‬اعفة ال نعم‪4‬ة التج‪4‬انس ال‪4‬روحي فحس‪4‬ب ب‪4‬ل نعم‪4‬ة التع‪4‬اون املادي ك‪4‬ذلك وق‪4‬د ك‪4‬رر اهلل‬
‫عز وجل ذكر هذه النعمة مرة ومرة يف آية واحدة ‪ ( :‬واذكروا نعمة اهلل عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأص‪99‬بحتم بنعمت‪99‬ه‬
‫إخوانا ) آل عمران ‪.‬‬

‫إن القاعدة الىت تسوى به الصفوف تسوية ترد املتقدم إىل مكانه وتق‪4‬دم املت‪4‬أخر عن أقران‪4‬ه هى األخ‪4‬وة ف‪4‬إذا نش‪4‬ب ن‪4‬زاع أو ح‪4‬دث‬
‫ه‪4‬رج وم‪4‬رج طبقت ق‪4‬وانني اإلخ‪4‬اء على الكاف‪4‬ة ونف‪4‬ذ حكمه‪4‬ا ق‪4‬ال تع‪4‬اىل ‪( :‬إمنا املؤمن‪4‬ون أخ‪4‬وة فأص‪4‬لحوا بني أخ‪4‬ويكم واتق‪4‬وا اهلل لعلكم‬
‫ترمحون ) احلجرات ‪.‬‬

‫واإلحتاد قوة وليس يف شئون الناس فقط ‪ ،‬إنه قانون من قوانني الكون ‪ ،‬فاخليط الواهي إذا انضم إليه مثل‪44‬ه أض‪44‬حى حبال متين‪44‬ا جير‬
‫األثقال ‪ ،‬وهذا العامل الكبري ما هو إال مجلة ذرات متحدة !‬

‫وق ‪44‬د ش ‪44‬رح حكيم ألوالده ه ‪44‬ذا املع ‪44‬ىن عن ‪44‬د وفات ‪44‬ه ليلقنهم درس ‪44‬ا يف اإلحتاد ‪ ،‬ق ‪ّ4‬د م إليهم حزم ‪44‬ة من العص ‪44‬ى ق ‪44‬د إجتمعت عي ‪44‬داهنا‬
‫فعجزوا عن كسرها فلما انفك الرباط وتفرقت األعواد كسرت واحدًا واحدا ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫وإذا افترقن تكسرت آحادا‬ ‫تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا‬

‫ول‪44‬و عق‪44‬ل املس‪44‬لمون أح‪4‬واهلم يف ه‪4‬ذه املرحل‪44‬ة العص‪44‬يبة من ت‪4‬ارخيهم ألحس‪44‬وا أن م‪44‬ا حلقهم من ع‪4‬ار يع‪44‬ود إىل إحنالل ع‪4‬راهم وتف‪44‬رق‬
‫هواهم ‪.‬‬

‫إن اهلج‪44‬وم الص‪44‬لييب املعاص‪44‬ر واهلج‪44‬وم الص‪44‬هيوين ال‪44‬ذي ج‪44‬اء يف أذيال‪44‬ه مل ينجح‪44‬ا يف ضعض‪44‬عة الدول‪44‬ة اإلس‪44‬المية وإنته‪44‬اب خريه‪44‬ا إال‬
‫عقب ما مهدا لذلك بتقسيم املسلمني شيعا منحلة واهية ودويالت متدابرة يثور بينها النزاع وتتسع شقته لغ‪4‬ري س‪4‬بب ‪ ،‬وسياس‪4‬ة الغ‪4‬رب‬
‫يف احتالل الشرق وتسخريه تقوم على قاعدة (فرق تسد) ‪.‬‬

‫إن اإلسالم حريص على سالمة أمته وحفظ كياهنا ‪ ،‬وهو لذلك يطفئ بقوة ب‪4‬وادر اخلالف ‪ ،‬ويهيب ب‪4‬األفراد كاف‪44‬ة أن يتك‪44‬اتفوا‬
‫على إخراج األمة من ورطات الشقاق ‪ ،‬وأعداء اإلسالم يودون أن يضعوا أيديهم على شخص واحد ليكون طرفا ناتئا يستمكنون من‪44‬ه‬
‫وجيذبون األمة كلها عن طريقه ‪ ( .‬خلق املسلم – للشيخ حممد الغزاىل )‬
‫‪ -‬كما أن االهتمام بأمر املسلمني والرتاحم فيم‪44‬ا بينهم من ل‪44‬وازم اإلميان ‪ ،‬ف‪44‬إن من أهم ص‪44‬فات املؤم‪44‬نني ( رحماء بينهم ) ‪ :‬يق‪44‬ول احلق‬
‫سبحانه وتعاىل واصفًا ذلك الطراز الرباين سيدنا حممد صلى اهلل عليه وس‪44‬لم وص‪44‬حابته رض‪44‬وان اهلل عليهم مجيع‪ً4‬ا ‪ " :‬محمد رس‪9‬ول اهلل‬
‫والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ‪ [ " ..‬الفتح ‪] 29‬‬
‫والرمحة بني املؤمنني ليست وليدة أمزجة أو موروثات عصبية أو اجتماعية ‪ ،‬ولكنها وليدة اإلميان الذى يوجه املشاعر والعواطف ويعلم‬
‫الشخص الواحد مىت يكون شديدًا ومع من ؟ ومىت يكون رحيمًا ومع من ؟ ‪.‬‬
‫كم‪44‬ا تتب‪44‬وأ الرمحة مكان‪44‬ة علي‪44‬ا ىف أخالق اإلس‪44‬الم ‪ ،‬وهى ك‪44‬ذلك ىف خل‪44‬ق الف‪44‬رد وحي‪44‬اة اجلماع‪44‬ة ‪ ،‬فهى ص‪44‬فة لن يتم اإلميان إال هبا‬
‫فعنه صلى اهلل عليه وس‪4‬لم ق‪4‬ال ‪ " :‬لن تؤمن‪4‬وا ح‪4‬ىت ترامحوا " رواه الط‪4‬رباين ‪ ،‬وهى طري‪4‬ق إىل رمحة اهلل ‪ " :‬من ال ي‪4‬رحم ال ُيرحم " رواه‬
‫البخ ‪44‬ارى ‪ ،‬وىف رواي ‪44‬ة ‪ " :‬من ال ي ‪44‬رحم الن ‪44‬اس ال يرمحه اهلل " رواه الط ‪44‬رباىن ‪ ،‬وىف احلديث املش ‪44‬هور ‪ " :‬ارمحوا من ىف األرض ي ‪44‬رمحكم‬
‫من ىف السماء " رواه الرتمذى ‪ ،‬وغياهبا طريق الشقاء " ما نزعت الرمحة إال من شقي " رواه احلاكم والبخارى وأبو داود والرتمذى ‪.‬‬

‫التقويم‬
‫وضح شرعية االهتمام بأمور املسلمني ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫اذكر بعض ( اآليات القرآنية واألحاديث النبوية ) الىت حتث املسلم على االهتمام بأمر املسلمني ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫اسرد بعض املواقف من سرية وحياة الصاحلني على مر العصور الىت تظهر اهتمامهم بأمور املسلمني ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫اذكر بعض املواقف الىت عايشتها والىت رأيت فيها اهتمام أصحاهبا بأمور املسلمني ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫وضح أمهية االهتمام بأمور املسلمني ‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫اذكر موقف عملى يوضح اهتمامك بأمور املسلمني واألثر الذى ترتب على هذا املوقف ‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫الهدف المرحلى الثانى ‪ :‬أن يدرك ما يحاك من المؤامرات بالمسلمين " جذورها في الماضي وشواهدها في الواقع " ‪.‬‬
‫األهداف اإلجرائية السلوكية ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يوضح الدارس جذور الصراع ( املؤامرة ضد اإلسالم ) ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يوضح الدارس الصراع بني رسل اهلل واملكذبني من أقوامهم ‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يوضح الدارس صور املؤامرة ( الصراع ) ضد اإلسالم ىف حياة النىب صلى اهلل عليه وسلم ‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يوضح الدارس صور املؤامرة ( الصراع ) ضد اإلسالم بعد عهد النبوة إىل العصر احلديث ‪.‬‬
‫‪ -5‬أن يوضح الدارس الدور املطلوب منه جتاه هذا الصراع ‪ ( .‬حلقة نقاشية وورش عمل ) ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫*****************‬
‫يدمى قلب كل من يتابع أخبار املسلمني يف هذا العصر فما من بقعة يف األرض إال وتتفجر بدمائهم وتزهق فيها أرواحهم وتنتهك‬
‫حرماهتم بال هوادة وما أصدق الشاعر وهو يصف هذه احلال باكيا ‪:‬‬
‫وأىن أصخت فرجع حنيب‬ ‫فأىن التفت فحق سليب‬
‫وصد عجيب ولؤم رهيب‬ ‫وأىن سريت فدرب مريب‬
‫وأشعر أىن وحيد غريب‬ ‫أسري رهني صروف الزمان‬
‫وما أبلغ الشاعر اآلخر وهو يؤكد أن هذا احلال أمسى وقفا على املسلمني وحدهم دون سواهم فيقول ‪:‬‬
‫ومل تبَق يف أسرها إال سبايانا‬ ‫قد اسرتد السبايا كل منهزم‬
‫إال رأيت عليها حلم أسرانا‬ ‫وما رأيت سياط الذل دامية‬
‫ورغم كل هذا فإن املسلمني يوصفون يف عامل اليوم بأهنم (حمور الشر) ‪( ،‬ومصدر اإلرهاب) ‪ ،‬وأس البالء ‪ ،‬ومظنة كل ريبة على‬
‫أحسن تقدير !! مفارقة عجيبة ال ختطئها عني تشري إىل صراع مرير بعضه ظاهر وأكثره خفي – مثل جبال الثلج العائمة –‬
‫وال عجب ىف ذلك فهو الصراع األذيل األبدي بني احلق والباطل طرفاه مها ‪:‬‬
‫حزب اهلل ‪ :‬وهم عباد الرمحن وأولياؤه بقيادة الرسل الكرام عليهم أفضل الصالة والسالم ‪.‬‬
‫قال اهلل عز وجل عنهم ‪ ( :‬أولئك كتب يف قلوهبم اإلميان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات جترى من حتتها األهنار خالدين فيها‬
‫رضى اهلل عنهم ورضوا عنه أولئك حزب اهلل أال إن حزب اهلل هم املفلحون ) ( اجملادلة ‪) 22 :‬‬
‫وحزب الشيطان ‪ :‬وهم عباد الشياطين وأولياؤهم بقيادة إبليس عليه لعنة اهلل ‪.‬‬
‫قال اهلل عز وجل عنهم ‪ (:‬استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر اهلل أولئك حزب الشيطان أال إن حزب الشيطان هم اخلاسرون )‬
‫( اجملادلة ‪)19 :‬‬
‫‪ -1‬بداية الصراع ( جذور المؤامرة ) ‪:‬‬
‫ففي املأل األعلى بدأ الصراع مبكًر ا حني استكرب إبليس لعنه اهلل عن السجود ألبينا آدم فطرده اهلل من رمحته فأقسم بعزة اهلل ليغوينه‬
‫وذريته قال تعاىل على لسان ابليس لعنه اهلل ‪ ( :‬قال أنظرىن إىل يوم يبعثون ‪ .‬قال إنك من املنظرين ‪ .‬قال فبما أغويتىن ألقعدن هلم‬
‫صراطك املستقيم ‪ .‬مث ألتينهم من بني أيديهم ومن خلفهم وعن أمياهنم وعن مشائلهم وال جتد أكثرهم شاكرين ) [ األعراف ‪17-14‬‬
‫]‪ .‬فالصراع بني الكفر واالميان صراع قدمي قدم البشرية وطويل طول احلياة وحىت يرث اهلل األرض ومن عليها ‪ ،‬وصراع مرير ألنه‬
‫صراع األضداد ( قل من رب السماوات واألرض قل اهلل قل أفتخذمت من دونه أولياء ال ميلكون ألنفسهم نفعًا وال ضرًا قل هل‬
‫يستوى األعمى والبصري أم هل تستوى الظلمات والنور أم جعلوا هلل شركاء خلقوا كخلقه فتشابه اخللق عليهم قل اهلل خالق كل شىء‬
‫وهو الواحد القهار ) [ الرعد ‪] 16‬‬
‫وعلى مر العصور ويف كل قوم يتخذ الشيطان لنفسه أولياء من بعض اإلنس واجلن جيندهم ويشكل منهم جيشه الذي يهاجم هبم‬
‫عدوا شياطني اإلنس واجلن يوحى بعضهم إىل بعض‬
‫نيب ً‬ ‫املؤمنني وجيهزهم بأساليبه وحيله قال سبحانه وتعاىل ( وكذلك جعلنا لكل ِ‬
‫زخرف القول غرورا ) [ األنعام ‪] 112 :‬‬

‫‪ -2‬صراع الرسل وأتباعهم مع المكذبين من قومهم ‪:‬‬


‫وقد حتدث عنه القرآن الكرمي يف حوايل ثلث آياته والقصص مما يشري بقوة إىل أمهية الوعي بتاريخ ذلك الصراع وخطورته وسننه قال‬
‫اهلل عز وجل ( أمل يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد ومثود و الذين من بعدهم ال يعلمهم إال الله جاءهتم رسلهم بالبينات‬
‫فردوا أيديهم ىف أفواههم وقالوا إنا كفرنا مبا أرسلتم به وإنا لفى شك مما تدعوننا إليه مريب ) [ إبراهيم ‪. ] 9‬‬
‫فهذا إبراهيم عليه السالم يدعو قومه إىل اهلدى وإىل نبذ عبادة األوثان ( فما كان جواب قومه إال أن قالوا اقتلوه أو حرقوه فأجناه‬
‫اهلل من النار إن ىف ذلك آليات لقوم يؤمنون ) [ العنكبوت ‪. ] 24‬‬
‫وهذا موسى عليه السالم يتحدى فرعون باحلق ال يباىل باملوت ما دام ىف سبيل اهلل ( ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبني إىل‬
‫فرعون وهامان وقارون فقالوا ساحر كذاب ‪ .‬فلما جاءهم باحلق من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه واستحيوا نساءهم وما‬
‫كيد فرعون إال ىف ضالل ) [ غافر ‪. ] 25-23‬‬

‫‪4‬‬
‫وهكذا كان شأن الكافرين مع أنبياء اهلل ورسله أمجعني جاء وصفهم ىف القرآن الكرمي ( ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده‬
‫بالرسل وآتينا عيسى بن مرمي البينات وأيدناه بروح القدس أفكلما جاءكم رسول مبا ال هتوى أنفسكم استكربمت ففريقًا كذبتم وفريقًا‬
‫تقتلون ) [ البقرة ‪ [ . ] 87‬قوارب النجاة أ ‪ /‬فتحى يكن ]‬
‫‪ -3‬الصراع ضد اإلسالم في حياة النبي صلى اهلل عليه وسلم وأصحابه رضوان اهلل عليهم ‪:‬‬
‫ظهرت دعوة اإلسالم من جديد يف عامل يتنازعه قوى عظمى ‪ :‬الفرس يف الشرق والروم يف الغرب كما ظهر يف جمتمع كانت‬
‫الوالية فيه لغري اهلل إمنا يدين بالوالء لألصنام والكهان والقوة ‪ .‬وجاء اإلسالم ليعلن الوالية هلل احلق فوقفت (قريش ) حجر عثرة يف‬
‫الطريق وحاولت حصار الدعوة يف مهدها وأنزلوا باملؤمنني أشد ألوان اإلبتالء ‪.‬‬
‫أ‪ -‬قبل الهجرة‬
‫كانت املؤامرة على اإلسالم مقتصرة أو حمصورة يف مشركي قريش واستمرت على مدى ثالثة عشر عاما ‪ .‬ومن صور هذا الصراع‬
‫‪ -1‬السخرية واإلستهزاء ‪ :‬قصدوا به ختذيل املسلمني وتوهني قواهم املعنوية فرموا النىب صلى اهلل عليه وسلم بتهم هاذلة وشتائم سفيهة‬
‫فكانوا ينادونه باجملنون ( وقالوا يا أيها الذى نزل عليه الذكر إنك جملنون ) [ احلجر ‪ . ] 6‬ويصمونه بالسحر والكذب ( وعجبوا أن جاءهم‬
‫منذر منهم وقال الكافرون هذا ساحر كذاب ) [ سورة ص ‪ . ] 4‬وقال تعاىل أيضًا ‪ ( :‬وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم ملا مسعوا‬
‫الذكر ويقولون إنه جملنون ) [ القلم ‪ . ] 51‬كما أخرب سبحانه وتعاىل بقوله ( إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون ‪ .‬وإذا مروا هبم‬
‫يتغامزون ‪ .‬وإذا انقلبوا إىل أهلهم انقلبوا فاكهني ‪ .‬وإذا رأوهم قالوا إن هؤالء لضالون ‪ .‬وما أرسلوا عليهم حافظني ) [ املطففني ‪] 33 – 29‬‬
‫‪ -2‬والمساومات‬
‫والمفاوضات ‪ :‬اليت حاولوا هبا أن يلتقي اإلسالم واجلاهلية يف منتصف الطريق فكان الرد عليهم ( قل يا أيها الكافرون ‪ .‬ال أعبد ما‬
‫تعبدون ‪ .‬وال أنتم عابدون ما أعبد ‪ .‬وال أنا عابد ما عبدمت ‪ .‬وال أنتم عابدون ما أعبد ‪ .‬لكم دينكم وىل دين ) [ سورة الكافرون ] ‪.‬‬
‫وقال سبحانه ‪ ( :‬ودوا لو تدهن فيدهنون ) [ القلم ‪] 9 :‬‬
‫‪ -3‬التشويه وإثارة الشبهات وبث الدعايات الكاذبة ‪ :‬فكانوا يقولون عن القرآن ‪ ( :‬وقال الذين كفروا إن هذا إال إفك افرتاه‬
‫وأعانه عليه قوم آخرون فقد جاءوا ظلمًا وزورا ‪ .‬وقالوا أساطري األولني اكتتبها فهى متلى عليه بكرة وأصيال ) [ الفرقان ‪.] 5 -4‬‬
‫وقالوا عن الرسول صلى اهلل عليه وسلم ‪ ( :‬وقالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام وميشى ىف األسواق لوال أنزل إليه ملك فيكون معه‬
‫نذيرا ‪ .‬أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنة يأكل منها وقال الظاملون إن تتبعون إال رجًال مسحورا ) [ الفرقان ‪. ] 8 – 7‬‬
‫‪ -4‬المقاطعة والحصار االقتصادى ‪ :‬حيث اجتمعت قريش ىف خيف بىن كنانة من وادى احملصب فتحالفوا على بىن هاشم وبىن‬
‫املطلب أال يناكحوهم وال يبايعوهم وال جيالسوهم وال خيالطوهم وال يدخلوا بيوهتم وال يكلموهم حىت يسلموا إليهم رسول اهلل صلى‬
‫اهلل عليه وسلم للقتل وكتبوا بذلك صحيفة فيها عهود ومواثيق [ أال يقبلوا من بىن هاشم صلحًا أبدًا وال تأخذهم هبم رأفة حىت‬
‫يسلموه للقتل ] ‪ .‬واستمر حصار املسلمني ىف شعب أىب طالب ثالث سنوات حىت بلغهم اجلهد والتجأوا إىل أكل األوراق واجللود‬
‫وحىت كان يسمع من وراء الشعب أصوات نسائهم وصبياهنم يتضاغون من اجلوع ‪ [ .‬الرحيق املختوم ]‬
‫‪ -5‬اإليذاء واإلخراج من األرض ‪ :‬قال سبحانه ‪ ( :‬وإن كادوا ليستفزونك من األرض ليخرجوك منها وإذا ال يلبثون خالفك إال‬
‫قليال سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا وال جتد لسنتنا حتويال ) [ اإلسراء ‪] 76 :‬‬
‫‪ -6‬التربص بالمسلمين ومحاولة الوقيعة بينهم وبين من يؤونهم خارج مكة ‪ :‬كما حدث يف هجرة احلبشة األوىل والثانية عندما‬
‫أرسل مشركوا مكة عمرو بن العاص رضى اهلل عنه لتأليب النجاشي على املسلمني وتسليمهم لقريش ‪.‬‬
‫‪ -7‬التنكيل ومحاوالت القتل ‪ :‬قال عز وجل ‪ ( :‬وإذ ميكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو خيرجوك وميكرون وميكر اهلل واهلل‬
‫خري املاكرين ) االنفال ‪30:‬‬
‫ويكفي هنا ما رواه البخاري عن اخلباب بن األرت رضي اهلل عنه أنه قال ‪ :‬أتيت النيب صلى اهلل عليه وسلم وهو متوسد بردة وهو يف‬
‫ظل الكعبة وقد لقينا من املشركني شدة فقلت ‪ :‬يا رسول اهلل أال تدعوا اهلل لنا ؟ فقعد وهو حممر الوجه فقال ‪ :‬لقد كان من قبلكم‬
‫ليمشط بأمشاط احلديد ما دون عظامه من حلم وعصب ما يصرفه ذلك عن دينه ‪ ،‬وليتمن اهلل هذا األمر حىت يسري الراكب من صنعاء‬
‫إىل حضرموت ال خياف إال اهلل والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون )‬
‫ب‪ -‬وبعد الهجرة ‪:‬‬
‫أما بعد اهلجرة فقد اتسعت دائرة الصراع وتنوعت صوره ودخلت فيه قوى متعددة كلها كارهة لإلسالم وهي ‪:‬‬
‫‪ -‬اليهود ‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫وعداوهتم السافرة لإلسالم واملسلمني وللرسول صلى اهلل عليه وسلم خاصة ال مثيل هلا نكشف عنها يف احلديث الذي دار بني حيي‬
‫ابن أخطب زعيم يهود بىن النضري وأخوه أبو ياسر عندما شاهدا الرسول صلى اهلل عليه وسلم أول وصوله إىل املدينة ‪:‬‬
‫قال أبو ياسر حليي بن أخطب ‪ :‬أهو هو ؟ ( يقصد هل تأكدت من صفاته كما وردت يف التوراة )‬
‫قال حيي ‪ :‬نعم ‪ .‬قال أبو ياسر ‪ :‬قال فما نويت فيه ؟ قال حيي ‪ :‬عداوته ما بقيت !!!!‬
‫باإلضافة لدورهم احملوري يف تأليب املشركني واألعراب على املسلمني يف غزوة األحزاب فقد خرج عشرون رجًال من زعماء اليهود‬
‫وسادات بىن النضري إىل قريش مبكة حيرضوهنم على غزو الرسول صلى اهلل عليه وسلم ويوالوهنم عليه ووعدوهم من أنفسهم بالنصر‬
‫هلم ‪ ،‬مث خرج هذا الوفد إىل غطفان ‪ ،‬فدعاهم إىل ما دعا إليه قريشًا ‪ ،‬فاستجابوا لذلك ‪ ،‬مث طاف الوفد على قبائل العرب يدعوهم‬
‫إىل ذلك ‪ ،‬فاستجاب هلم من استجاب وكانت غزوة األحزاب ‪ .‬وقد تواصلت مؤامرهتم يف بىن قينقاع – وبىن النضري وبىن قريظة‬
‫وخيرب [ يشار إىل مزيد من املواقف عند دراسة السرية املطهرة بالتفصيل ]‪.‬‬
‫باإلضافة إىل الفنت اليت أشعلوها بقيادة عبد اهلل بن سبأ اليهودي ‪ ،‬الذي تظاهر باإلسالم وقاد الصراع املاكر ضد اإلسالم يف عهد‬
‫سيدنا عثمان وسيدنا على بن أيب طالب ‪ ،‬مما أدى إىل قتلهما غدرا ‪ ،‬وتقاتل املسلمون وانفتحت أبواب الفنت والفرقة واخلالفات على‬
‫مصارعها على املسلمني واليت ال زالت تعصف باملسلمني حىت اليوم ‪.‬‬
‫‪ -‬المنافقون ‪ :‬ففى حياة الرسول صلى اهلل عليه وسلم كان املنافقون ال يألون جهدًا وال يرتكون فرصة لإليقاع باملسلمني إال اهتبلوها‬
‫واستغلوها حىت أن القرآن الكرمي اختصهم بسورة من سوره ( سورة املنافقون ) ليلفت املؤمنني إىل شدة خطرهم على اجلماعة املسلمة‬
‫‪ ،‬وبرز دورهم املثبط املتآمر بعد غزوة بدر يف مواطن كثرية من أخطرها ‪ :‬غزوة أحد – بنو النضري – غزوة األحزاب – بىن املصطلق‬
‫( حادث اإلفك ) – غزوة تبوك – مسجد الضرار ‪.‬‬
‫‪ -‬األعراب ‪:‬‬
‫الذين أحسوا خبطورة وجود دولة اإلسالم القائمة على احلق والعدل مما يشكل هتديدا لسلطاهنم القائم على السلب والنهب فقادوا‬
‫الصراع ضد اإلسالم يف مواطن كثرية منها ‪ :‬بعث الرجيع – بئر معونة – غزوة األحزاب – غزوة حنني ‪.‬‬
‫‪ -‬القوى الخارجية ‪:‬‬
‫متمثلة يف الفرس والروم وقد أحست خبطورة اإلسلام على سلطاهنم القائم على العبودية لغري اهلل فقادوا املؤامرة ضد اإلسالم يف ‪ :‬غزوة‬
‫مؤته – غزوة تبوك‬
‫‪ -‬خطر مشركي مكة ‪:‬‬
‫الذي ظل قائما حىت مت فتح مكة بعد أن قادوا املؤامرة ضد اإلسالم يف ‪ :‬غزوة بدر – أحد – األحزاب – احلديبية ‪.‬‬

‫‪ -4‬الصراع ضد اإلسالم بعد عصر النبوة إلى العصر الحديث ‪:‬‬


‫بعد انتصارات باهرة لإلسالم يف عهد النبوة واخللفاء الراشدين وصدر الدولة األموية وانطالق املسلمني يف شرق العامل وغربه‬
‫وحترير شعوبه من العبودية لغري اهلل ودخول أهل هذه البالد يف اإلسالم طواعية – ومعظمها مستعمرات رومانية سابقة – ملا وجدوا يف‬
‫اإلسالم من مساواة وحرية وعدل وتوازن وتوافق مع الفطرة وقيم إنسانية رفيعة باإلضافة حلسن معاملة الفاحتني هلم حىت عن لغاهتم‬
‫وثقافتهم وذابت مجيعها يف حضارة اإلسالم ‪ ..‬ملّا حدث ذلك اعتربت اجلاهلية الشرقية والغربية هذا خسارة كبرية يستحق عليها‬
‫االسالم كل حقد وكراهية فجاهبت اإلسالم يف أحداث كربى عظيمة الداللة عميقة األثر على طريق الصراع بني احلق والباطل هي ‪:‬‬
‫‪ -‬الحروب الصليبية ‪:‬‬
‫مل تكن احلروب الصليبية كما حيب أن يصورها مزوروا التاريخ ناشئة عن جمرد أطماع اقتصادية يف الشرق العريب (األرض‬
‫اليت تفيض بالعسل واللنب) كما حيلوا هلم أن يسموها‪...‬‬
‫ولكن كانت حرب دينية يف املقام االول هتدف لضرب اإلسالم ووقف انتشاره حتت راية الدين املسيحي وحتت شعار‬
‫الصليب متخذة من دعوى اضطهاد احلجاج املسيحيني يف أرض اإلسالم وإنقاذ املدينة املقدسة حجة زائفة أو (حربا عادلة ) كما‬
‫حيبون أن يسموها فقد كان السيف الذي حيمله الصلييب مباركا من الكنيسة باعتباره جنديا يف جيش املسيح ‪.‬‬
‫لقد بدأت أحداث احلركة الصليبية الفعلية يف السابع والعشرين يف شهر نوفمرب سنة ‪1095‬م باخلطبة اليت ألقاه البابا (إربان‬
‫الثاين) ‪1099 – 1088‬م ‪ .‬وكانت الدعوة اليت وجهها بشن محلة حتت راية الصليب ضد املسلمني يف فلسطني بزعم محاية‬
‫احلجاج املسيحني للقدس من بطش املسلمني الذين صورهتم الدعاية الكنسية يف صورة الكفار املتوحشني فيقول ‪ ( :‬لست أنا‬

‫‪6‬‬
‫ولكن الرب هو الذي حيثكم باعتباركم قساوسة املسيح أن تسارعوا إلستئصال شأفة هذا اجلنس الشرير من أرضنا ويقول أيضا‬
‫‪ :‬إنه سوف يتم غفران ذنوب كل أولئك الذاهبني إىل هناك سواء يف مسريهتم على األرض أو يف خضم قتاهلم ضد الوثنيني‬
‫"املسلمني"‪.)....‬‬
‫وعلى الرغم من الفشل النهائي الذي منيت به احلركة الصليبية إال أهنا حتولت مبرور الوقت حتت تأثري وسائل اإلعالم‬
‫االستعمارية إىل مثال براق يوحي بالشجاعة والتضحية بالنفس يف سبيل املثل األعلى ‪.‬‬
‫لقد كانت احلروب الصليبية سببا رئيًس ا من أسباب تعطل قوى اإلبداع والنمو يف احلضارة العربية واإلسالمية فبعد هناية‬
‫النضال ضد الصليبيني دخلت املنطقة العربية يف منحىن التدهور واألفول الذي ابتدأ بتوقف النمو العلمي واحلضاري يف هنايات‬
‫العهد العثماين مث انتهى هذا التوقف احلضاري إىل هنايته احملتومة اليت أدت إىل حالة االستعمار والتبعية اليت ال نزال نعانيها حىت‬
‫اليوم إذ أن أحدًا ال ميكن أن يتجاهل أن احلمالت الصليبية ضد الشرق العريب اإلسالمي كانت أول املشروعات اإلستعمارية‬
‫األوربية اليت سبقت مرحلة االستعمار احلديث فضال عن أهنا كانت إهلاما للتجربة الصهيوينية ذات األهداف اإلستيطانية العنصرية‬
‫املتمثلة يف إقامة دولة إسرائيل ‪.‬‬

‫‪ -‬غزو التتار ‪:‬‬


‫يف أواخر القرن الثاين عشر انطلقت قبائل املغول الرببرية بقيادة أحد زعماء قبائلها الذي أمسى نفسه باسم جنكيز خان لتعيث يف‬
‫األرض فسادا ‪.‬‬
‫يقول الشهيد سيد قطب ‪ (( :‬عندما ظهر الوثنيون التتار على املسلمني يف بغداد وقعت املأساة الدامية اليت سجلتها الروايات‬
‫التارخيية واليت نكتفي فيها مبقتطفات سريعة من تاريخ "البداية والنهاية" البن كثري فيما رواه من أحداث عام ‪656‬هـ ‪ ( :‬ومالوا على‬
‫البلد فقتلوا مجيع من قدروا عليه من الرجال والنساء والولدان واملشايخ والكهول والشبان ودخل كثري من الناس يف اآلبار ‪ ،‬وأماكن‬
‫احلشوش ‪ ،‬وقىن الوسخ ‪ ،‬وكمنوا كذلك أياًم ا ال يظهرون ‪ .‬وكان اجلماعة من الناس جيتمعون إىل اخلانات‪ ،‬ويغلقون عليهم األبواب‪،‬‬
‫فتفتحها التتار‪ ،‬خانات‪ ،‬ويغلقون عليهم األبواب‪ ،‬فتفتحها التتار‪ ،‬إما بالكسر وإما بالنار‪ ،‬مث يدخلون عليهم‪ ،‬فيهربون منهم إىل أعايل‬
‫األمكنة‪ ،‬فيقتلوهنم باألسطحة‪ ،‬حىت جتري امليازيب من الدماء يف األزقة – فإنا هلل وإنا إليه راجعون – كذلك يف املساجد واجلوامع‬
‫والربط‪ .‬ومل ينج منهم أحد سوى أهل الذمة من اليهود والنصارى ومن التجأ إليهم [ذلك أن اليهود والنصار (من أهل الذمة ! كانوا‬
‫ممن كاتب التتار لغزو عاصمة اخلالفة والقضاء على اإلسالم واملسلمني فيها‪ ،‬وممن دلوا على عورات املدينة ‪ ،‬وشاركوا مشاركة فعلية‬
‫يف هذه الكارثة واستقبلوا التتار الوثنني بالرتحاب ‪ ،‬ليقضوا هلم على املسلمني الذين أعطوهم ذمتهم ووفروا هلم األمن واحلماية‪].‬‬
‫"وقد اختلف الناس يف كمية من قتل ببغداد من املسلمني يف هذه الواقعة‪ ،‬فقيل مثامنائة ألف‪ .‬وقيل ‪ :‬ألف ألف‪ .‬وقيل‪ :‬بلغت ألفي‬
‫ألف نفس – فإنا هلل وإنا إليه راجعون ‪ ،‬وال حول وال قوة إال باهلل العلي العظيم ‪..‬‬
‫"وملا انقضى األمر املقدر ‪ ،‬بقيت بغداد خاوية على عروشها‪ ،‬ليس هبا أحدًا من الناس ‪ ،‬والقتلى يف الطرقات كأهنا التلول ‪ ،‬وقد‬
‫سقط عليهم املطر ‪ ،‬فتغريت صورهم‪ ،‬وانثنت من جيفهم البلد‪ ،‬وتغري اهلواء ‪ ،‬فحصل بسببه الوباء الشديد حىت تعدى وسرى يف‬
‫اهلواء على بالد الشام ‪ ،‬فمات خلق كثري من تغري اجلو وفساد الريح ‪ ،‬فاجتمع على الناس الغالء والوباء والفناء والطعن والطاعون ‪.‬‬
‫هذه صورة من الواقع التارخيي ‪ ،‬حينما ظهر املشركون على املسلمني فلم يرقبوا فيهم إال وال ذمة‪ .‬فهل كانت صورة تارخيية من‬
‫املاضي البعيد املوغل يف الظلمات ‪ ،‬اختص هبا التتار من ذلك الزمان؟ (كما يزعم أبواق األعداء من بين جلدتنا)‪.‬‬
‫كال ! إن الواقع التارخيي احلديث ال ختتلف صوره عن هذه الصورة !‬
‫‪ -‬سقوط األندلس ‪:‬‬
‫يقول األستاذ الدكتور‪/‬عبد احلليم عويس يف كتابه أربعون سببًا يف سقوط األندلس ‪ :‬مضت مخسمائة سنة ميالدية اآلن (‪1492‬‬
‫((‬

‫– ‪ )1992‬على سقوط غرناطة ‪ ،‬وعلى طرد املسلمني من سائر شبه جزيرة أسبانيا (األندلس اإلسالمية) ومل يلتفت املسلمون إىل‬
‫معطيات هذا الدرس ‪ ..‬بل مل يقفوا عنده!!‪.‬‬
‫‪ -‬والدرس كله منذ فتح أسبانيا على يد املسلمني بربرا وعربا سنة ‪93‬هـ(‪710‬م) وحىت سقوط غرناطة آخر املعاقل اإلسالمية‬
‫سنة ‪897‬هـ (‪1492‬م) مل يدرس وفق سنن اهلل الكونية واالجتماعية يف قيام األمم وسقوطها – بل حوله العرب – خباصة –‬
‫واملسلمون – بعامة – إىل صفحة من اجملد واالزدهار يتغنون بأجمادها يف كتب التاريخ املدرسي اليت يغلب عليها االبتسار والتلفيق!!‪..‬‬
‫‪ -‬وكان من نتيجة هذا الضعف ظهور تلك العوامل العامة اليت رصدها العالمة املؤرخ ابو عبد اهلل حممد جعفر الكناين يف كتابه‬
‫(نصيحة أهل اإلسالم) فوقع اختالف كلمة املسلمني فيما بينهم وتشيعوا أحزابا يف داخل األندلس املسلمة احملاطة باألعداء‪ ،‬وأمهلوا‬
‫‪7‬‬
‫االستعداد احلريب بل تركوا اجلهاد كله وأصبحت املعارك بعيدة عن معاين اجلهاد‪ ،‬فهي يف اخلارج معارك دولة ال دعوة‪ ،‬وهي يف‬
‫الداخل صراع على السلطة‪ ،‬أو معارك لالستعالء العنصري ‪ .‬وقد اسندت األمور إىل غري أهلها يف شئون الدين والدنيا‪ ،‬ووضع أهل‬
‫الوالء والثقة يف املناصب بدال من أهل الكفاية واألمانة‪ ،‬وقد وقعت املواالة للكفار واملعاداة للمسلمني خضوعا للمصاحل واألهواء‪،‬‬
‫واتبعت عوائد الكفار وتقاليدهم وقوانينهم حذوك النعل بالنعل‪ ،‬وأصبح احلكام وبطانتهم وعماهلم جبابرة ظاملني فاهنارت الشورى‬
‫واهنارت العدالة‪ ،‬وكثر االشتغال باللهو والطرب وتبديد األموال وبناء القصور واصبح التجاهر باملنكرات شائعا‪ ،‬كما خفت صوت‬
‫األمر باملعروف والنهي عن املنكر‪ ،‬وأصبح القرآن والسنة الشريفة غريبني عن أهل األندلس ‪ ،‬فابن عذاري املراكشي حيكي لنا صورة‬
‫من صور عصر الطوائف – أي على مشارف القرن اخلامس اهلجري وقبل أن تسقط اخلالفة األموية سقوطا رمسيا – يذكر فيها أن‬
‫أهل قرطبة بلغ من استخفاف بعضهم باإلسالم يف الفتنة اليت وقعت أيام ابن عبد اجلبار – أن رجال نصرانيا وقف يف أعظم شوارع‬
‫قرطبة فنال من النيب صلى اهلل عليه وسلم بألفاظ نابية ‪ ،‬فلم يكلمه أحد من املسلمني بكلمة‪ ،‬فقال رجل من املسلمني غرية للنيب ‪ :‬أال‬
‫تنكرون ما تسمعون ؟ ‪ -‬أما أنتم مسملون !! فقال له مجاعة من أهل قرطبة ‪ :‬امش لشغلك "‬
‫‪ -‬وهكذا أمثرت الشجرة اخلبيثة مثارها املرة‪ ..‬شجرة االنفالت من اإلسالم ‪ ،‬والذهول عن سنن اهلل يف بقاء األمم ‪ ..‬وانتهت األمور‬
‫على غايتها فتداعت األندلس منذ عصر الطوائف وسقوط طليطلة ‪ ،‬وحىت سقوط غرناطة اليت بقيت هذه الفرق تقاوم السقوط بعظمة‬
‫اإلسالم وجهاد بقية من الصاحلني حىت حقت كلمة ربك على األندلس حقا وعدال ‪ ..‬وما ظلمهم اهلل ولكن ظلموا أنفسهم ‪ ..‬وهلل‬
‫))‬
‫عاقبة األمور ‪.‬‬
‫‪ -‬الصراع ضد اإلسالم في العصر الحديث ‪:‬‬
‫واستمرارًا ملسلسل هذا الصراع ومع وجود نفس األعداء ( الشيطان واليهود واملنافقون … ) ‪ .‬ومن رحم اليهودية احلاقدة‬
‫خرجت مبادىء وأفكار معادية لإلسالم ( كالصهيونية واملاسونية والروتارى والليونز ‪ ، ) ...‬وولدت فرق هدامة لإلسالم ( كالبابية‬
‫والبهائية والقاديانية … ) ‪ ،‬وىف كنف النصرانية املشوهة ترعرعت ( العلمانية واالستشراق والتغريب … ) ‪ .‬وإن تنوعت أساليب‬
‫املؤامرة وصورها و ازدادت شراسة املؤامرة واتسعت جماالهتا وتطورت أساليبها وفاقت كل أساليب الصراع ضد اإلسالم يف مجيع‬
‫وتطورا كشأن كل شيء يف هذا العصر ‪ .‬وإن اختلفت تلك املسميات ‪ ،‬وتعددت تلك الفرق ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫وخفاء‬ ‫العصور السابقة خبثا وتعقيدا‬
‫إال أهنا جيمعها شأن واحد ‪ ،‬هو املعاداة لإلسالم والسعى للقضاء عليه وتشويه صورته بشىت األساليب واهليمنة على مقّد رات املسلمني‬
‫وإذالهلم ‪ ،‬قال تعاىل ‪ ( :‬وال يزالون يقاتلونكم حىت يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ) [ البقرة ‪ . ] 217‬وقال سبحانه وتعاىل ‪:‬‬
‫( قد بدت البغضاء من أفواههم وما ختفى صدورهم أكرب ‪ [ ) ..‬آل عمران ‪ . ] 118‬وقال سبحانه وتعاىل أيضًا ‪ ( :‬ولن ترضى‬
‫عنك اليهود وال النصارى حىت تتبع ملتهم ) [ البقرة ‪. ] 112‬‬
‫ودار الصراع يف مخسةجماالت رئيسية وهي ‪:‬‬

‫الصراع‬

‫العسكري‬ ‫السياسي‬ ‫االقتصادي‬ ‫األخالقي‬ ‫الفكري‬

‫أثرا ( الصراع الفكري )‬


‫أخبثها وأعمقها ً‬
‫وأظهرها وأعالها صوتا ( الصراع العسكري )‬
‫وبينهما تدور رحا حرب ضروس ( أخالقيا واقتصاديا وسياسيا )‬
‫( واهلل غالب على أمره ولكن أكثر الناس ال يعلمون ) سورة يوسف من اآلية ‪21‬‬
‫أوال ‪ :‬الصراع الفكري ‪.‬‬
‫نقطة تحول كبرى في تاريخ الصراع ‪:‬‬
‫فبعد أن قهر املسلمون أشرس ا لغزاة وأخطر التحديات العسكرية من ‪:‬‬
‫الصليبيني احلاقدين بعد صراع استمر قرابة مأيت عام (‪ 489‬حىت ‪690‬هـ) أو (‪ 1096‬حىت ‪1291‬م)‬
‫والتتار الذين كسر املسلمني شوكتهم يف (عني جالوت مث هداهم اهلل لإلسالم فأصبحوا قوة ضاربة مدافعة عن اإلسالم واملسلمني يف‬
‫وسط آسيا وشرقها [ووجود اجلمهوريات اإلسالمية املستقلة حديثا عن روسيا وتركستان الشرقية املسلمة يف الصني دليل على‬

‫‪8‬‬
‫جهودهم] وحيث أن املواجهة السافرة مع املسلمني يف امليدان العسكري مل تفت يف عضد اإلسالم واملسلمني حيث كانت صيحة‬
‫( وا إسالماه ) جتد االستجابة يف كل الديار يف العامل اإلسالمي فكر قادة الغرب الصلييب فـي نقل الصراع مع املسلمني من ميدان‬
‫احلديد والنار إىل ميدان الفكر [ نسب هذا القول إىل لويس التاسع ملك فرنسا قائد احلملة الصليبية السابعة واألخرية بعد أسره يف دار ابن لقمان باملنصورة ]‬
‫فبدأت الدوامة اخلبيثة ‪ :‬االستشراق – التبشري (التنصري) – االستعمار – التغريب – التبعية – العوملة ‪)......‬‬
‫هبدف إبعاد املسلم عن دينه هنائيا وزعزعة العقيدة يف نفسه وتنحية سلطان الدين عن اجملتمع وتشرذم األمة كلها ليمكن التغلب عليها‬
‫بتجزئتها وأكلها قطعة قطعة بسهولة وهذا ما جنين مثاره املرة اآلن !!‬
‫وكان هلذا الصراع أهدافًا متعددة واختذ ىف سبيل حتقيقها وسائل متنوعة نكتفى هنا باإلشارة إليها إمجاًال ‪:‬‬

‫أخطر وسائله‬ ‫أهداف الصراع الفكرى‬


‫التعليم‬ ‫‪-1‬‬ ‫تشويه اإلسالم‬
‫اإلعالم (الصحافة واجملالت واإلذاعة والتليفزيون ‪)..‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫تزوير التاريخ‬
‫الفنون والثقافة ( الكتاب – السينما )‬ ‫‪-3‬‬ ‫تزوير الواقع‬
‫اإلستشراق والتبشري ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫القضاء على وحدة األمة الفكرية والثقافية‬
‫ثانيا ‪ :‬الصراع األخالقي ‪.‬‬
‫قام الصراع األخالقي بني اإلسالم والغرب على أساس من تشويه اإلسالم وحضارته ‪ -‬اليت سعدت هبا الدنيا قرابة ألف عام –‬
‫وإلصاق كل نقيصة هبا وسلب كل ميزة فيها ويف املقابل تعظيم حضارة الغرب المادية ومحاولة فرض عاداته وتعاليمه على عالمنا‬
‫اإلسالمي تلك احلضارة اليت سخرت كل شئ يف كل سبيل املتع والشهوات على حساب القيم الروحية واألخالقية وأسوأ ما يف هذه‬
‫احلضارة الال أخالقية هو ازدواج املعايري والكيل مبكيالني ‪ ،‬يبدو هذا بوضوح عند مقارنة تعامل الغرب مع قضاياه وقضايا العامل‬
‫اإلسالمي أو العامل الثالث ‪.‬‬
‫فمثال جند الغرب يقيم الدنيا وال يقعدها على هدم أصنام أفغانستان وال يعبأ بقصف ‪ 800‬أثر إسالمي يف البوسنة وما يفعله‬ ‫‪‬‬
‫(حراس اهليكل) من مجع تربعات (بابري) وال يعبأ مبوت ‪ 400‬طفل يوميا من الربد يف أفغانستان وال تبديدها طوال عشرين عاما من‬
‫احلروب وزرعها باملخدرات مث يولول على أصنام أفغانستان!! (يف حني جند العامل الفارغ أصبح مهمومًا بكل مشاكل انقراض وحيد‬
‫القرن وحيوان (الالما) والفيل األبيض ودب (الباندا) وجتمد املياه حول احليتان‪) ....‬‬
‫هذه احلضارة الطامعة اليت أخمدت يف الشعوب نريان حربني عامليتني حركتهما األطماع غري املشروعة يف بلدان اآلخرين ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وهي حضارة هلا معطيات تتناقض مع القيم اخللقية يف كل دين ‪ ،‬كالربا وإباحة شرب اخلمر وإباحة الزنا والشذوذ بنصوص القوانني‬
‫أو باألعراف هذه احلضارة املريضة تريد أن هتيمن بقيمها (وأخالقها) علىالعامل خصوصا اإلسالمي ‪.‬‬
‫‪ -‬من صور الصراع األخالقي ‪:‬‬
‫‪ -‬إشاعة مناخ من اإلثارة الغريزية ‪ :‬لشغل الشباب واستنفاد طاقته وتصريف انفعاالته ومهته بعي ً‬
‫دا عن أي قضايا جادة ليبقى خارج‬
‫الصراع على أقل تقدير من خالل [ التليفزيون واملسرح والصحافة واجملالت … ]‬
‫‪ -‬تشجيع االختالط الغير منضبط ‪ :‬وترسيخه يف عقول ووجدان الشباب والبنات وكأنه حق مكتسب البد أن يغتنموا نصيبهم فيه‬
‫‪ -‬هدم مقومات الشخصية القوية يف الشباب بإشاعة قيم ‪ :‬انعدام الطموحات – السلبية – اخلوف – األنانية – السطحية – اهلزلية‬
‫– عدم االنتماء ‪... -‬‬
‫‪ -‬إشاعة روح اليأس واإلحباط ‪ ..‬من خالل ‪:‬‬
‫إبراز رموز فنية ورياضية تافهة ‪ -‬على أقل تقدير – لتكون قدوات للشباب ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫حرمان الشباب من املمارسة السياسية اجلادة ألي دور حقيقي إال إذا كان مؤيًد ا مرضًيا عنه يف رسالة مؤداها ( قولوا ما‬ ‫‪‬‬
‫تشاءون وسنفعل حنن ما نشاء ) ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬الصراع االقتصادي ‪.‬‬
‫هدفه ‪ :‬السيطرة على املقدرات االقتصادية للعامل اإلسالمى بكل صورها األولية والصناعية واحليوانية والزراعية و‪ ...‬حىت املياه‬
‫العذبة‪ ،‬حبيث يظل العامل اإلسالمي يف حاجة على الغرب لتوفري حاجاته المادية ليعيش بالتايل يف ذلة وعجز من أن يقوم بأمر نفسه‬

‫‪9‬‬
‫عدوا معتديا ‪ .‬حبيث يسهل فرض القرار السياسي عليه والتحكم يف‬
‫يف هذه الضروريات احلياتية ‪ ،‬فضال عن السالح الذي يقاوم به ً‬
‫إرادة األمة بأسرها بعد ذلك ‪.‬‬
‫إن سياسية الغرب هي أن متنع العامل اإلسالمي بكل الوسائل الظاهر منها واخلفي من أن ينتج ما يكفيه أو جيعله غري حمتاج للغرب‬
‫ويبقى فقط سوقا كبريا لإلنتاج الغريب ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬الصراع السياسي ‪.‬‬
‫ويهدف إىل منع قيام أي نظام حكم يتخذ من اإلسالم منهجا ومن شريعته قانونا وحياربونه – لو قام – بكل ما أوتوا من قوة من‬
‫ممارسة احلكمة باإلسالم يف ظل ظروف عادية‪ ،‬حىت ال تتاح للنظام اإلسالمي فرصة النجاح يف أي مكان ‪.‬‬
‫ومن وسائلهم في ذلك ‪:‬‬
‫أ‪ -‬إلصاق تهمة اإلرهاب باإلسالم والمسلمين ‪.‬‬
‫وتصوير اإلسالم على أنه اخلطر األكرب الداهم الذي يهدد الغرب وحضارته‪ ،‬ويوشك أن يقتلح االستقرار واألمن من العامل كله ‪،‬‬
‫وامللحظ اهلام اجلدير بالتأمل أن هذه التهمة لإلسالم توظف حيث يريد الغرب أن حيقق مصاحله ومصاحل إسرائيل ‪.‬‬
‫ب‪ -‬التعاون الوثيق بين الصليبيين الجدد والصهيوينة لضرب اإلسالم والمسلمين ‪ ،‬إذ املعروف بني الناس أن الصليبيني واليهود‬
‫بينهم عداوت تقليدية قدمية‪ ،‬وكثريا ما اصطدموا ‪ ،‬غري أهنم دائما يتحالفون ويتعاونون ويتقاربون كلما كان العدو املشرتك بينهم هو‬
‫اإلسالم واملسلمون ‪ .‬إن تارخينا وتارخيهم شاهد صدق على ذلك يف عديد من املواقف يف التاريخ القدمي والوسيط واحلديث‪ .‬وأوضح‬
‫ما يكون هذا التعاون بني اليهود والصليبيني ما هو واقع اليوم من إنشاء إسرائيل يف فلسطني ‪ ،‬ومدها باملال والسالح املطور واخلرباء‬
‫‪ ،‬ويشري إىل هذا التعاون ما جاء يف لقاء (رابني وكلينتون) يف (واشنطون) بأن إسرائيل سوف تقوم بالنيابة عن الغرب – كأن الغرب‬
‫بعيدا عن املنطقة العربية بنفوذه وقواعده العسكرية – بصد تيار األصولية اإلسالمية عن العامل كله بوصفها هجمة بربرية جائحة لو‬
‫تركت لقضت على العامل كله‪ .‬وذلك نوع من البحث لإسرائيل عن وظيفة بديلة عن وظيفتها السابقة اليت كانت تدعيها دول الغرب‬
‫وهي صد تيار الشيوعية يوم كانت هناك شيوعية ‪.‬‬
‫ج‪ -‬العمل على تجفيف منابع العمل اإلسالمي‬
‫واملقصود باملنابع كل ماله عالقة بتنمية الوعي أو احلركة أو الصحوة أو التمسك مبنهج اإلسالم يف احلياة مثل املدارس اإلسالمية ‪،‬‬
‫اجلمعيات اخلريية‪ ،‬واملستوصفات اخلدمية‪ ،‬وخطباء املساجد املؤثرين‪ ،‬الكتاتيب اإلسالمية‪ ..‬وغريها فهم حياولون القضاء على هذه‬
‫املنابع حتت شعاراهتم اململة مثل ‪ :‬األصولية اإلسالمية ‪ ،‬والتطرف اإلسالمي ‪ ،‬واإلرهاب اإلسالمي ‪ ،‬وأكثرهم يعلم أن اإلسالم ال‬
‫ميكن أن يوصف هبذه األوصاف ‪ ،‬وكل ذلك حىت ال يؤدي العمل لإلسالم يف يوم من األيام لقيام حكم إسالمي ‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬الصراع العسكري ‪.‬‬
‫لقد هان دم املسلم وعرضه يف شىت بقاع األرض ‪ ،‬فهناك تصفية جسدية للمسلمني أفراد ومجاعات وهناك مصادرة للثروة وتطبيق‬
‫سياسة احلصار واإلفقار واحلرمان ‪ ،‬وهناك هدم املساجد وإغالق الكتاتيب ومنع التعليم الديىن وهناك الصلب على جذوع األشجار‬
‫وإشعال النار يف الكبار والصغار وحرق قرى وأحياء كاملة مبا فيها من اإلنسان واحليوان كما حيدث يف اهلند إىل اليوم حىت هذه‬
‫اللحظة ‪ .‬وما حيدث ىف الفلبني وكشمري والشيشان وفلسطني من إبادة للمسلمني أمام كل ذى عينني ‪.‬‬
‫وفي العصر الحالي يتخذ الصراع العسكري شكال آخر‬
‫* اصطناع الخالفات والحروب بين البلدان اإلسالمية واهتام بعضها باإلرهاب لضرهبا عسكريا وتلك خطة قدمية يف احلروب‬
‫الصليبة ‪ ،‬وإىل أن حتالفوا حديثا مع اليهود وعملوا على إسقاط دولة اخلالفة يف تركيا ‪ ،‬مث تعاونوا على إنشاء إسرائيل على أرض‬
‫فلسطني ‪ ،‬وال يزالون يصطنعون هذه اخلالفات وتلك احلروب ويرددون هتم اإلرهاب‪.‬‬
‫وهم حيققون من وراء ذلك أرباحا ومكاسب نشري إىل بعضها فيما يلي ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬تفريق كلمة املسلمني وإضعاف شوكتهم ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬تشويه صورة اإلسالم واملسلمني الذين يتعادون ألتفه الأسباب ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬تسويق أسلحتهم بأموالنا واملضى يف تطويرها والسيطرة على اقتصادنا ‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬التمكني ملخاططاهتم املعادية يف بلدان العامل اإلسالمي بأيدينا وبأموالنا!!‬

‫‪10‬‬
‫* قضية فلسطين ‪:‬‬
‫هى القضية احملورية للصراع ىف هذا العصر الذى نعيش فيه ‪ ،‬وهى قضية املسلمني مجيعًا ‪ ،‬أرض املسلمني ( فلسطني ) ومقدسات‬
‫املسلمني ( املسجد القصى ) أول القبلتني وثالث احلرمني ومسرى رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪ ،‬يعيث فيها اليهود أعداء اإلنسانية‬
‫فسادًا وخرابًا ودمارًا وتدنيسًا ‪ ،‬وهلذه القضية تاريخ طويل مرير نعرج عليه سريعًا ‪:‬‬
‫تبنت بريطانيا املشروع الصهيوين فأصدرت يف نوفمرب ‪ 1917‬وعد بلفور إلنشاء وطن قومي لليهود يف فلسطني ومتكنت من إمتام‬
‫إحتالهلا لفلسطني يف سبتمرب ‪ 1918‬وتنكرت لوعودها للعرب – أثناء احلرب العاملية األوىل – باحلرية واالستقالل وقسمت دوائر‬
‫النفوذ يف بالد الشام والعراق بينها وبني فرنسا وفق اتفاقيات سيكس بيكو مايو ‪ 1916‬اليت خططت جلعل فلسطني منطقة دولية مث‬
‫إن بريطانيا إستأثرت بفلسطني وفق اتفقيات سان رميوه أبريل ‪ 1920‬ومتكنت من إدماج وعد بلفور يف صك إنتداهبا على فلسطني‬
‫الذي قررته عصبة األمم يف يوليو ‪.1922‬‬
‫فتحت بريطانيا خالل احتالهلا لفلسطني ‪ 1918‬حىت ‪ 1948‬األبواب للهجرة اليهودية فتضاعف عدد اليهود من ‪55‬ألف سنة‬
‫‪ 1918‬إىل ‪ 646‬ألًف ا سنة ‪ 1948‬أي من ‪ %8‬من السكان إىل ‪ %31‬كما دعمت متلك األراضي فتزايدت ملكية اليهود لألرض‬
‫من ‪ %2‬إىل ‪ %6.7‬من أرض فلسطني‪ ،‬تسربت إىل اليهود يف الغالب من احلكم الربيطاين أو من أيٍد غري فلسطينية‪ ،‬ومتكن شعب‬
‫فلسطني رغم قسوة الظروف واملعاناة من الصمود يف أرضه طوال ثالثني عاًم ا حمتفظا بأغلبية السكان ‪ %69‬ومبعظم األرض‬
‫‪ %93.3‬وقد متكن اليهود حتت محاية احلراب الربيطانية من بناء مؤسساهتم االقتصادية والسياسية والتعليمية والعسكرية واالجتماعية‬
‫ويف سنة ‪1948‬م كانوا قد أسسوا ‪ 292‬مستوطنة ‪ ،‬وكونوا قوات عسكرية من اهلاجاناه واألرجون واشترين يزيد عددها عن‬
‫‪70‬ألف مقاتل واستعدوا إلعالن دولتهم ‪.‬‬
‫رغم أن املؤامرة على فلسطني كانت أكرب بكثري من إمكانات الشعب الفلسطني إال أنه رفض االحتالل الربيطاين واملشروع الصهيوين‬
‫وطالب باالستقالل وقامت التيارات الوطنية واإلسالمية بزعامة الشيخ أمني احلسيين بالتعبئة الشعبية والثورات العارمة ‪ ،‬فكانت‬
‫ثورات القدس ‪ 1920‬ويافا ‪ 1921‬والرباق ‪ 1929‬و أكتوبر ‪ 1933‬وحركة اجلهاد بقيادة الشيخ عز الدين القسام ومنظمة اجلهاد‬
‫املقدس ‪...‬‬
‫وحتت ضغط الثورة الكربى ‪ 1939 – 1936‬اضطرت بريطانيا يف مايو ‪ - 1939‬بسبب بدء احلرب العاملية الثانية وحاجتها‬
‫ملساعدات العرب يف احلرب ‪ -‬أن تتعهد بقيام الدولة الفلسطينية خالل عشر سنوات ‪ ،‬وأن توقف بيع األرض لليهود بعد مخس‬
‫سنوات ولكنها تنكرت لالتزاماهتا يف هناية ‪ – 1945‬عند انتهاء احلرب العاملية الثانية ‪ -‬وعادت احلياة للمشروع الصهيوين من‬
‫جديد ولكن برعاية أمريكية ‪.‬‬
‫يف ‪ 29‬نوفمرب ‪ 1947‬أصدرت اجلمعية العامة لألمم املتحدة قرار رقم ‪ 181‬بتقسيم فلسطني إىل دولتني عربية ويهودية (حنو ‪%54‬‬
‫للدولة اليهودية‪ ،‬و‪ %45‬للدولة العربية ‪ ،‬و‪ %1‬منطقة دولية "منطقة القدس")‪ .‬وقرارات اجلمعية العامة ليست قرارات ملزمة حىت‬
‫ضمن مواثيق األمم املتحدة نفسها ‪ .‬والقرار نفسه خمالف لألساس الذي قامت عليه األمم املتحدة ‪ ،‬وهو حق الشعوب يف احلرية‬
‫وتقرير مصريها بنفسها ‪ .‬مث إن الشعب الفلسطينى املعين أساًس ا باألمر مل تتم استشارته وال استفتائه ‪ .‬فضال عن الظلم الفادح يف‬
‫إعطاء األقلية اليهودية الدخيلة املهاجرة اجلزء األكرب واألفضل من األرض ‪.‬‬
‫إعالن قيام الدولة الغاصبة ‪:‬‬
‫أعلن الصهاينة دولتهم "إسرائيل" يف مساء يوم ‪ 14‬مايو ‪ 1948‬ومتكنوا من هزمية اجليوش العربية اليت مثلت منوذجا لسوء القيادة‬
‫وضعف التنسيق وقلة اخلربة ‪ ،‬ووقوع عدد منها حتت النفوذ االستعماري‪ ،‬واستوىل الصهاينة على حنو ‪ %77‬من أرض فلسطني‪،‬‬
‫وشردوا بالقوة ‪ 800‬ألف فلسطيين خارج المنطقة اليت أقاموا عليهاكياهنم من أصل ‪ 925‬ألفا كانوا يسكنون يف هذه املنطقة ‪،‬‬
‫ودمروا ‪ 478‬قرية فلسطينية من أصل ‪ 585‬قرية كانت قائمة يف املنطقة احملتلة‪ ،‬وارتكبوا ‪ 34‬جمزرة‪ .‬اما بالنسبة ملا تبقى من‬
‫فلسطني فقد قامت األردن بضم الضفة الغربية رمسًيا إليها"‪ 5878‬كم‪ "2‬حتت إدارهتا وقد وافقت األم املتحدة على دخول الكيان‬
‫الصهيوين "إسرائيل" يف عضوية األمم املتحدة بشرط السماح بعودة الالجئني الفلسطينني إىل أرضهم‪ ،‬وهو مامل يفعله الكيان‬
‫الصهيوين مطلًق ا‪.‬‬
‫سادت شعارات "قومية املعركة" و"الوحدة طريق التحرير" ىف الفرتة بني (‪ )1967 – 1948‬غري أن األنظمة العربية افتقدت‬
‫املنهجية الصحيحة واجلدية واإلرادة احلقيقة للقتال ‪ ،‬وتبنت املقاومة الفلسطينية ألسباب تكتيكية مرحلية ‪ ،‬وليس ضمن خطة‬

‫‪11‬‬
‫اسرتاتيجية شاملة ‪ ،‬وانشغلت بدغدغة عواطف اجلماهري بدًال من إعدادها للمعركة ‪ ،‬بينما كان الكيان الصهيوين "الغض" يشتد‬
‫ويزداد قوة ورسوخا ‪.‬‬
‫حىت كانت حرب يونيو ‪ 1967‬هزمية مرة لألنظمة العربية ففي بضعة أيام ضاع باقي فلسطني فسقطت الضفة الغربية مبا فيها القدس‬
‫الشرقية وقطاع غزة ومت تشريد ‪330‬ألف فلسطيين كما سقطت اجلوالن السورية (‪1150‬كم‪ )2‬وسيناء املصرية (‪ 61198‬كم‪)2‬‬
‫وجنوب لبنان ومزارع شبعا ‪.‬‬
‫وواصل الكيان الصهيوين هتويد أرض فلسطني بشكل حثيث وسعى الجتثاث هويتها اإلسالمية وقد صادر حوايل ‪ %97‬من األرض‬
‫اليت احتلها سنة ‪1948‬م ومعظم األوقاف اإلسالمية والكثري من األراضي اليت بقي فيها العرب هناك وبىن الصهاينة ‪ 756‬مستوطنة‬
‫يف األرض احملتلة سنة ‪1948‬م ‪ ،‬وفتحوا أبواب اهلجرة اليهودية إىل فلسطني فهاجر إليها أكثر من مليونني ومثامنائة ألف يهودي‬
‫خالل الفرتة من ‪ 1949‬حىت ‪ 2000‬ليبلغ العدد الكلي لليهود حوايل ‪5‬ماليني يف فلسطني ‪ .‬وتستكمل حلقات الكيد واملؤامرة‬
‫مرورًا مبؤامرات السالم املزعوم مرورًا بأوسلوا وشرم الشيخ حىت جمازر جنني ونابلس واحتالل مدن الضفة الغربية مجيعها واحلصار‬
‫والتجويع والتشريد واإلبادة وطرد عائالت االستشهاديني وحماوالت تفريغ الضفة الغربية وضرب غزة بالطائرات األمريكية واغتيال‬
‫قيادات املقاومة اإلسالمية من محاس واجلهاد وغريهم ‪ ،‬كل ذلك ىف يتم ىف ظل صمت عرىب وختاذل دوىل ( واهلل من ورائهم حميط‬
‫)‪.‬‬
‫ركز الصهيانية علىتهويد مدينة القدس وملئها باملهاجرين اليهود ‪ 450‬ألف يهودي مقابل ‪200‬ألف فلسطيين وأعلنوا أن القدس‬
‫عاصمة أبدية للكيان الصهيوين وصادروا احلائط الغريب للمسجد األقصى (حائط الرباق) ودمروا حي املغاربة اجملاور له وصادروا‬
‫أرضه‪ ،‬وحفروا أربعة أنفاق بشكل يهدد بإهنيار املسجد يف أي حلظة وتشكل حنو ‪ 25‬تنظيم إرهايب يهودي يهدف إىل تدمري األقصى‬
‫وإقامة اهليكل اليهودي مكانه ‪.‬‬
‫فهل يفلحون ؟ نعوذ باهلل من أن يكون ذلك ‪..‬‬
‫وأخيًر ا‪..‬‬
‫إن اإلسالم ال يزال يقاتل (ال تزال طائفة من أميت ظاهرين على احلق ال يضرهم من خذهلم حىت يأيت أمر اهلل وهم ظاهرون) إن‬
‫الواقع يشهد أن املعركة ال زالت دائرة وأهنا تشتد ضراوهتا مع األيام حىت يأذن اهلل بالنصر املبني (واهلل غالب على أمره ولكن أكثر‬
‫الناس ال يعلمون ) [ يوسف ‪.] 21‬‬

‫‪ -5‬ما دورنا تجاه تلك المؤامرات ؟‬


‫تجرى حلقات نقاشية وورش عمل حول ‪ :‬جماالت الصراع ( املؤامرة ) ىف العصر احلديث [ األهداف والوسائل ىف كل جمال‬
‫ودور كل منا جتاه هذه املؤامرات ] مث خنرج بواجبات عملية عن دورنا جتاه املؤامرات ‪.‬‬
‫‪ -‬وميكن التواص‪44‬ى بعم ‪44‬ل حبوث عن ( أح‪44‬د الف ‪44‬رق املعادي‪44‬ة لإلس ‪44‬الم ‪ -‬احلروب الص ‪44‬ليبية – غ‪44‬زو التت‪44‬ار لبالد املس ‪44‬لمني ) ‪ -‬أو‬
‫قراءة كتاب ‪ -‬أو مشاهدة شريط في‪4‬ديو أو ‪ cd‬عن م‪4‬ذابح أو مآس‪4‬ى املس‪4‬لمني ىف فلس‪4‬طني والشيش‪4‬ان وكش‪4‬مري وغريه‪4‬ا ‪ ،‬مث املناقش‪4‬ة‬
‫سويًا حول ( ما دورنا – وكيف ننصرهم عمليًا ) ‪.‬‬
‫التقويم‬
‫وضح جذور الصراع ( املؤامرة ضد اإلسالم ) ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫اكتب اآليات الىت توضح عداء الشيطان لإلنسانية منذ خلق آدم عليه السالم إىل قيام الساعة ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫أذكر بعض اآليات الىت تدل على الصراع بني رسل اهلل واملكذبني من أقوامهم ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫وضح صور املؤامرة ( الصراع ) ضد اإلسالم ىف حياة النىب صلى اهلل عليه وسلم ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫وضح صور املؤامرة ( الصراع ) ضد اإلسالم بعد عهد النبوة إىل العصر احلديث ‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫حدد صور الصراع ىف العصر احلديث ‪ .‬مث وضح ( أهداف ووسائل )كل صورة من هذه الصور ‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫( ويف العصر احلايل يتخذ الصراع العسكري شكال آخر ) وضح ذلك ‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫اكتب نبذة خمتصرة عن تاريخ القضية الفلسطينية – موضحًا بعدها الدور املطلوب منك جتاه هذه القضية ‪.‬‬ ‫‪-8‬‬
‫وضح الدور املطلوب منك جتاه هذا الصراع ( الفكرى – األخالقى – االقتصادى – السياسى – العسكرى ) ‪.‬‬ ‫‪-9‬‬

‫‪12‬‬
‫الهدف المرحلى الثالث ‪ :‬أن يوضح الدارس مظاهر االهتمام بأمور المسلمين ‪.‬‬
‫األهداف اإلجرائية السلوكية ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن حيدد الدارس بعض املظاهر العملية لالهتمام بأمور املسلمني ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يوضح الدارس بعض املظاهر العملية لالهتمام بأمور املسلمني ‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يوضح الدارس دوائر االهتمام بأمور املسلمني ومظاهر االهتمام بكل دائرة ‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يقِّو م الدارس مدى اهتمامه بأمور املسلمني ‪.‬‬
‫‪ -2 -1‬من المظاهر العملية لالهتمام بأمور المسلمين ‪:‬‬
‫أ‪ -‬الت‪99‬أثر لح‪99‬ال المس‪99‬لمين ‪ :‬فه‪44‬ذا أهم وأول واجب‪44‬ات ( اجلس‪44‬د الواح‪44‬د ) كم‪44‬ا أش‪44‬ار احلديث الش‪44‬ريف ‪ ،‬وهى ص‪44‬فة ك‪44‬ان ابن عب‪44‬اس‬
‫يعتز هبا ‪ ،‬فقد نال منه رجل يومًا فقال ل‪4‬ه ‪ " :‬إن‪4‬ك لتش‪4‬تمىن وَّىف ثالث خص‪44‬ال ‪ :‬إىن آلتى على اآلي‪4‬ة من كت‪4‬اب اهلل ع‪4‬ز وج‪4‬ل فل‪4‬وددت‬
‫أن مجيع الناس يعلمون منها ما أعلم ‪ ،‬وإىن ألمسع باحلاكم من حك‪4‬ام املس‪44‬لمني يع‪4‬دل ىف حكم‪4‬ه ف‪4‬أفرح ولعلى ال أقاض‪4‬ى إلي‪4‬ه أب‪4‬دًا [ أى‬
‫ال أق‪44‬ف أمام‪44‬ه ىف قض‪44‬ية ] وإىن ألمسع ان الغيث [ املط‪44‬ر ] ق‪44‬د أص‪44‬اب بل‪44‬دًا من بل‪44‬دان املس‪44‬لمني ف‪44‬أفرح ب‪44‬ه وم‪44‬اىل ب‪44‬ه من س‪44‬ائمة [ أى داب‪44‬ة‬
‫ترعى فيه ] …" حياة الصحابة ‪. 415 /3‬‬

‫ويص‪44‬ور اإلم‪44‬ام البن‪44‬ا رمحه اهلل حال‪44‬ه وبعض إخوان‪44‬ه فيق‪44‬ول ‪ " :‬ليس يعلم أح‪44‬د إال اهلل كم من اللي‪44‬اىل كن‪44‬ا نقض‪44‬يها نس‪44‬تعرض ح‪44‬ال‬
‫األمة وما وص‪4‬لت إلي‪4‬ه ىف خمتل‪4‬ف مظ‪4‬اهر حياهتا ‪ ،‬وحنل‪4‬ل العل‪4‬ل واألدواء ونفك‪4‬ر ىف العالج وحس‪4‬م ال‪4‬داء ويفيض بن‪4‬ا الت‪4‬أثر ملا وص‪4‬لنا إلي‪4‬ه‬
‫إىل حد البكاء … " رسالة املؤمتر اخلامس ‪.‬‬

‫ف ‪44‬أين حنن من ه ‪44‬ذا الش ‪44‬عور ؟ إن أع ‪44‬دادًا هائل ‪44‬ة من املس ‪44‬لمني مل تص ‪44‬ل إىل إجيابي ‪44‬ة ( النمل ‪44‬ة ) ال ‪44‬ىت هتفت لتح ‪44‬ذر أخواهتا من جيش‬
‫س‪44‬ليمان علي‪44‬ه الس‪44‬الم ! وأع‪44‬دادًا أخ‪44‬رى تكتفى ( مبصمص‪44‬ة الش‪44‬فاه ) أو تردي‪44‬د بعض عب‪44‬ارات التندي‪44‬د ‪ ،‬إن الت‪44‬أثر املطل‪44‬وب عم‪44‬ل إجياىب‬
‫ي‪4‬دفع ص‪4‬احبه – وُيلح علي‪4‬ه – إىل مش‪4‬اركة ذوى اآلالم واملص‪4‬ائب ىف حمنتهم ب‪4‬النفس واملال واجله‪4‬د ونش‪4‬ر ال‪4‬وعى بقض‪4‬اياهم ‪ ،‬ومقاطع‪4‬ة‬
‫أعدائنا وأعدائهم ‪ ،‬وأن خنلفهم ىف أهليهم ‪ ،‬وأقل ما جيب الدعاء الصادق ‪ ( .‬الطراز الرباّىن أ ‪ /‬نبيل حامد املعاز )‬

‫نصرة المظلومين والمستضعفين ‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬

‫والرمحة الىت بني املسلم وأخيه املسلم تستلزم أن يشارك كل منهم االخر ىف آالمه وآماله ‪ ،‬وأن يدفع ك‪4‬ل منهم‪44‬ا عن أخي‪4‬ه غوائ‪4‬ل‬
‫الشر وأنواع الضرر ‪ ،‬وأن يأخذ بيد أخيه لينقذه من أى خطر يتهدده ‪ .‬ولذلك أوجب اإلسالم على مجيع أه‪4‬ل البل‪44‬د من رج‪4‬ال ونس‪44‬اء‬
‫أن ي‪44‬زودوا عن بل‪44‬دهم إن هامجه ع‪44‬دو ‪ ،‬أو ب‪44‬اغت من في‪44‬ه ‪ ،‬ومل تكن ق‪44‬وة احلماي‪44‬ة من الرج‪44‬ال كافي‪44‬ة ‪ ،‬وف‪44‬رض على املس‪44‬لمني أن يهب‪44‬وا‬
‫لنج ‪44‬دة من يس ‪44‬تغيث هبم ‪ ،‬ويطلب منهم الع ‪44‬ون واملس ‪44‬اعدة س ‪44‬واء ك ‪44‬انت مس ‪44‬اعدة من إغاث ‪44‬ة من غ ‪44‬رق أو حري ‪44‬ق أو وحش أو ع ‪44‬دو ‪.‬‬
‫واإلس‪44‬الم مل ي‪4‬رتك أم‪44‬ر النص‪44‬رة مبهم‪ً4‬ا غامض‪ً4‬ا ‪ ،‬ب‪4‬ل أوض‪4‬حه ونظم‪44‬ه وجع‪44‬ل ل‪44‬ه ق‪44‬وانني أوجب على املس‪44‬لمني اتباعه‪44‬ا والعم‪44‬ل هبا ‪ ،‬ف‪44‬إن مل‬
‫يفعلوا فهم آمثون مذنبون ىف حق أخيهم ‪ ،‬والذى يقرأ الكتاب والسنة جيد من ذلك الكثري ‪.‬‬

‫فمن أخ‪4‬ذ مال‪4‬ه س‪4‬رقة أو غص‪4‬بًا وجب على املس‪4‬لمني ىف ش‪4‬حص ح‪4‬اكمهم أن ي‪4‬ردوا احلق إىل ص‪4‬احبه ويع‪4‬اقبوا الس‪4‬ارق بقط‪4‬ع ي‪4‬ده‬
‫والغاصب مبا يناسبه ويوازى جرميته ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫ومن قط‪44‬ع طري‪44‬ق الن‪44‬اس أو تس‪44‬لط عليهم بالس‪44‬طو واهلج‪44‬وم على من‪44‬ازهلم وممتلك‪44‬اهتم فأخ‪44‬ذ األم‪44‬وال واعت‪44‬دى على النف‪44‬وس وأخ‪44‬اف‬
‫اآلمنني فإمنا جزاءه أن يقّتل أو يصّلب أو تقّطع يده ورجله من خالف ‪.‬‬

‫ومن أثقلته الديون وال يستطيع سدادها فله احلق ىف مال الزكاة يعطى منه ما ي‪4‬وىف دين‪4‬ه ‪ ،‬وك‪4‬ذلك من عض‪44‬ه الفق‪4‬ر وأقع‪4‬ده العج‪4‬ز‬
‫عن العمل ‪ ..‬وكل ذلك نصرة وإغاثة وإعانة واجبة للمسلم إلخوانه املسلمني ‪.‬‬

‫وأوىل بالنص ‪44‬رة وأح‪44‬ق هبا من أس ‪44‬ره الع ‪44‬دو ومل يس ‪44‬تطع فكاك ‪ً4‬ا ‪ ،‬ف ‪44‬إن من حق ‪44‬ه على املس ‪44‬لمني ان يب‪44‬ذلوا ك‪44‬ل م ‪44‬ا ىف ق ‪44‬درهتم ح‪44‬ىت‬
‫ينقذوا األسرى ولو بدفع كل أمواهلم ىف سبيل ذلك ‪ .‬قال القرط‪4‬ىب ‪ :‬ق‪4‬ال علماؤن‪4‬ا ‪ :‬ف‪4‬داء األس‪4‬ارى واجب وإن مل يب‪4‬ق درهم واح‪4‬د ‪..‬‬
‫وردت اآلثار عن الن‪4‬ىب ص‪4‬لى اهلل علي‪4‬ه وس‪4‬لم أن‪4‬ه ف‪4‬ك األس‪4‬ارى ‪ ،‬وأم‪4‬ر بفكهم ‪ ،‬وج‪4‬رى ب‪4‬ذلك عم‪4‬ل املس‪4‬لمني ‪ ،‬وانعق‪4‬د ب‪4‬ه اإلمجاع أن‪4‬ه‬
‫جيب ف‪44‬ك األس‪44‬ارى من بيت املال ‪ ،‬ف‪44‬إن مل يكن فه‪44‬و ف‪44‬رض على كاف‪44‬ة املس‪44‬لمني ‪ ،‬ومن ق‪44‬ام ب‪44‬ه منهم أس‪44‬قط الف‪44‬رض عن الب‪44‬اقني [ من‬
‫تفسري القرطىب ج‪ 2‬ص‪. ] 22‬‬

‫وق‪44‬د ج‪44‬اءت ىف أح‪44‬اديث كث‪44‬رية بي‪44‬ان ح‪44‬ق املس‪44‬لم على أخي‪44‬ه املس‪44‬لم ‪ ،‬ومن ه‪44‬ذه احلق‪44‬وق " نص‪44‬رة املظل‪44‬وم " ففى ق‪44‬ول رس‪44‬ول اهلل‬
‫صلى اهلل عليه وسلم ‪ " :‬املسلم أخو املسلم ال يظلمه وال يسلمه " أى ال يس‪4‬لمه ألعدائ‪4‬ه وال خيذل‪4‬ه ىف موض‪4‬ع حيت‪4‬اج في‪4‬ه إىل من ينص‪4‬ره‬
‫‪ ،‬وق‪44‬ال عم‪44‬ر بن اخلط‪4‬اب رض‪4‬ى اهلل عن‪4‬ه ‪ " :‬ألن اس‪44‬تنقذ رجًال من املس‪44‬لمني من أي‪4‬دى الكف‪44‬ار أحب إّىل من جزي‪4‬رة الع‪44‬رب " [ أخرج‪4‬ه‬
‫ابن أىب شيبة ىف كنز العمال ] ‪ [ .‬السلوك االجتماعى ىف اإلسالم للشيخ حسن أيوب ]‬

‫وأخوة الدين تفرض التناصر بني املسلمني ال تناصر العصبيات العمي‪4‬اء ب‪4‬ل تناص‪4‬ر املؤم‪4‬نني املص‪44‬لحني إلحق‪4‬اق احلق وإبط‪4‬ال الباط‪4‬ل‬
‫وردع املعتدي وإجارة املهضوم ‪ ،‬فال جيوز ترك مسلم يك‪4‬افح وح‪4‬ده يف مع‪4‬رتك ب‪4‬ل ال ب‪4‬د من الوق‪4‬وف جبانب‪4‬ه على أي ح‪4‬ال إلرش‪4‬اده إن‬
‫ضل وحجزه إن تطاول والدفع عنه إن هوجم والقتال معه إذا استبيح ‪ ،‬وذلك معىن التناص‪4‬ر ال‪4‬ذي فرض‪4‬ه اإلس‪4‬الم ‪ ،‬ق‪4‬ال ص‪4‬لى اهلل علي‪4‬ه‬
‫وسلم ‪ ( :‬أنصر أخاك ظاملا أو مظلوما ‪ .‬قال ‪ :‬أنصره مظلوما فكيف أنصره ظاملا ؟ قال ‪ :‬ترده عن ظلمه فذلك نصره ) البخاري ‪.‬‬

‫إن خذالن املسلم شيء عظيم وهو – إن حدث – ذريعة خذالن املسلمني مجيعا إذ سيقضى على خالل اإلباء والشهامة بينهم ‪،‬‬
‫وسيخنع املظلوم طوعا أو كرها ملا وقع به من ضيم ‪ ،‬مث ينزوى بعيدا وتتقطع عرى األخوة بينه وبني من خذلوه ‪.‬‬

‫وقد هان املسلمون أفرادًا وهانوا أمما يوم وهنت أواصر األخوة بينهم ‪ ،‬ونظر أحدهم إىل اآلخر نظرة إستغراب وتنكر ‪ ،‬وأصبح‬
‫األخ ينتقص أمام أخيه فيهز كتفيه وميضى لشأنه وكأن األمر ال يعنيه ‪.‬‬

‫إن ه‪4‬ذا التخ‪4‬اذل ج‪4‬ر على املس‪4‬لمني الذل‪4‬ة والع‪4‬ار ‪ ،‬وق‪4‬د حارب‪4‬ه اإلس‪4‬الم حرب‪4‬ا ش‪4‬عواء ولعن من يقبع‪4‬ون يف ظالل‪4‬ه الداكن‪4‬ة الزري‪4‬ة ‪،‬‬
‫ق‪44‬ال ص‪44‬لى اهلل علي‪44‬ه وس‪44‬لم ‪ ( :‬ال يقفن أح‪44‬دكم موقف‪44‬ا يض‪44‬رب في‪44‬ه رجال ظلم‪44‬ا ف‪44‬إن اللعن‪44‬ة ت‪44‬نزل على من حض‪44‬ره حني مل ي‪44‬دافعوا عن‪44‬ه)‬
‫الطرباين ‪.‬‬

‫فإذا ر أيت إساءة نزلت بأخيك أو مهانة وقعت علي‪4‬ه ف‪4‬أره من نفس‪4‬ك اإلس‪4‬تعداد ملظاهرت‪4‬ه والس‪4‬ري مع‪4‬ه ح‪4‬ىت ين‪4‬ال ب‪4‬ك احلق وي‪4‬رد‬
‫الظلم ‪ ،‬روى عن النيب صلى اهلل عليه وسلم ‪ ( :‬من مشى مع مظلوم حىت يثبت له حقه ثبت اهلل قدميه على الصراط يوم تزل األق‪44‬دام)‬
‫األصبهاين ‪ [ .‬حلق املسلم للشيخ حممد الغزاىل ]‬

‫وأخطر أنواع النص‪4‬رة وأكربه‪4‬ا دالل‪4‬ة على ص‪4‬دق اإلميان أن تنص‪4‬ر أخ‪4‬اك املس‪4‬لم على نفس‪4‬ك ‪ ،‬وأن تنتص‪4‬ف ل‪4‬ه منه‪4‬ا ح‪4‬ىت يس‪4‬توىف‬
‫حقه منك أو يساحمك ‪ .‬فإن مل تبدأ بنفسك فال خري فيك لغريك ‪ [ .‬السلوك االجتماعى ىف اإلسالم للشيخ حسن أيوب ]‬

‫‪14‬‬
‫ج‪ -‬قضاء حوائج المحتاجين ‪:‬‬

‫من االهتم‪44‬ام ب‪44‬أمور املس‪44‬لمني أن يك‪44‬ون املس‪44‬لم حريص‪ً4‬ا على قض‪44‬اء ح‪44‬وائج إخوان‪44‬ه خفيف‪ً4‬ا ىف خ‪44‬دمتهم موقن‪ً4‬ا أهنا تفض‪44‬ل كث‪44‬ريًا من‬
‫القربات والطاعات ‪ ،‬روى البخارى ومسلم عن أنس أن النىب صلى اهلل عليه وسلم خرج ىف سفر وكان من أصحابه الص‪44‬ائم واملفط‪4‬ر ‪،‬‬
‫فأم‪44‬ا ال‪44‬ذين ص‪44‬اموا فلم يعمل‪44‬وا ش‪44‬يئا ً وام‪44‬ا ال‪44‬ذين أفط‪44‬روا فبعث‪44‬وا الرك‪44‬اب [ أى أث‪44‬اروا اإلب‪44‬ل خلدمتها وس‪44‬قيها وعلفه‪44‬ا ] وامتهن‪44‬وا وع‪44‬اجلوا‬
‫[ وىف رواية ‪ :‬فضربوا األخبية وسقوا الركاب ] فقال صلى اهلل عليه وسلم ‪ " :‬ذهب املفطرون اليوم باألجر "‬

‫وهبذا الفهم يرتك ابن عباس رضى اهلل عنهما االعتكاف ىف مسجد رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم حيث يضاعف األج‪4‬ر ليمش‪4‬ى‬
‫مع مسلم مهموم حزين ليقضى حاجته [ خلق املسلم للشيخ حممد الغزاىل ]‬

‫وه‪44‬ذا ال‪44‬واجب العظيم ي‪44‬زداد تأكي‪44‬دا إذا كنت ذا ج‪44‬اه يف اجملتم‪44‬ع أو ص‪44‬احب منص‪44‬ب حتف‪44‬ه الرغب‪44‬ة والرهب‪44‬ة ‪ .‬إن للج‪44‬اه زك‪44‬اة ت‪44‬ؤتى‬
‫كما ت‪4‬ؤتى زك‪4‬اة املال ‪ ،‬ف‪4‬إذا رزق‪4‬ك اهلل س‪4‬يادة يف األرض أو متكين‪4‬ا بني الن‪4‬اس فليس ذل‪4‬ك لتنتفخ بع‪4‬د انكم‪4‬اش أو ت‪4‬زدهي بع‪4‬د تواض‪4‬ع ‪،‬‬
‫إمنا يس‪44‬ر اهلل ل‪44‬ك ذل‪44‬ك لريب‪44‬ط بعنق‪44‬ك حاج‪44‬ات ال تقض‪44‬ى إال عن طريق‪44‬ك ‪ ،‬ف‪44‬إن أنت س‪44‬هلتها قمت ب‪44‬احلق املف‪44‬روض ‪ ،‬وأح‪44‬رزت الث‪44‬واب‬
‫املوع‪44‬ود ‪ ،‬وإال فق ‪44‬د جح ‪44‬دت النعم ‪44‬ة وعرض‪44‬تها لل ‪44‬زوال ‪ ،‬روى عن رس ‪44‬ول اهلل ص‪44‬لى اهلل علي‪44‬ه وس ‪44‬لم ‪ ( :‬إن هلل عن‪44‬د أق ‪44‬وام نعًم ا أقره‪44‬ا‬
‫عندهم ما كانوا يف حوائج املسلمني مامل ميلوهم فإذا ملوهم نقلها إىل غريهم ) الطرباين ‪.‬‬

‫وبعض املوظفني يستهينون بوقوف الناس على أبواهبم وحيسبونه هينًا وهو عن‪4‬د اهلل عظيم ‪ ،‬يق‪4‬ول ص‪4‬لى اهلل علي‪4‬ه وس‪4‬لم ‪ " :‬من واله اهلل‬
‫شيئًا من أمور املسلمني فاحتجب دون حاجتهم وَخ ّلتهم وفقرهم احتجب اهلل دون حاجته وخلته وفقره " [ رواه أبوداود والرتمذى ]‬

‫فّس ر املفس ‪44‬رون " املاعون " ىف قول ‪44‬ه تع ‪44‬اىل ‪ (:‬فوي ‪99‬ل للمص ‪99‬لين ‪ .‬ال ‪99‬ذين هم عن ص ‪99‬التهم س ‪99‬اهون ‪ .‬ال ‪99‬ذين هم ي ‪99‬راءون ‪ .‬ويمنع ‪99‬ون‬
‫الم‪99‬اعون ) بتفس‪44‬ريات كث‪44‬رية أمهه‪44‬ا م‪44‬ا ذك‪44‬ره ابن عب‪44‬اس ترمجان الق‪44‬رآن أن املاعون ه‪44‬و املع‪44‬روف كل‪44‬ه ال‪44‬ذى يتعاط‪44‬اه الن‪44‬اس فيم‪44‬ا بينهم ‪،‬‬
‫وق ‪44‬ال ابن مس ‪44‬عود ‪ :‬املاعون اس ‪44‬م ج ‪44‬امع ملن ‪44‬افع ال ‪44‬بيت كالف ‪44‬أس والق ‪44‬در والن ‪44‬ار و م ‪44‬ا أش ‪44‬به ذل ‪44‬ك ‪ ،‬وذك ‪44‬ر الزج ‪44‬اج وأبوعبي ‪44‬دة واملربد أن‬
‫املاعون ىف اجلاهلية كل ما فيه منفعة ‪ ،‬ح‪4‬ىت الف‪4‬أس والق‪4‬در وال‪4‬دلو والقداح‪4‬ة ‪ ،‬وكله‪4‬ا آراء متقارب‪4‬ة يفهم منه‪4‬ا أن املاعون ال‪4‬ذى يس‪4‬تحق‬
‫مانعه العذاب والويل – هو املنفعة الىت يقدر املسلم عليها ويكون أخوه حمتاجًا إليها ‪.‬‬

‫وق‪44‬ال تع‪44‬اىل ىف س‪44‬بب ع‪44‬ذاب الك‪44‬افر ي‪44‬وم القيام‪44‬ة ‪ ( :‬إن‪9‬ه ك‪99‬ان ال ي‪9‬ؤمن باهلل العظيم ‪ .‬وال يحض على طع‪99‬ام المس‪9‬كين )[احلاق‪44‬ة ‪،33:‬‬
‫‪ ، ] 34‬وعدم احلض موقف سلىب ال يرضاه اهلل تعاىل من مسلم يعلم شدة حاجة أخيه املسلم ‪ ،‬فال يقوم هو حباجت‪4‬ه ‪ ،‬وال ي‪4‬دعو غ‪4‬ريه‬
‫للقي‪44‬ام هبا ‪ .‬وليس املقص‪44‬ود هن‪44‬ا ه‪44‬و اإلطع‪44‬ام فق‪44‬ط ‪ ،‬ف‪44‬إن الع‪44‬ارى من الثي‪44‬اب ومن الغط‪44‬اء ىف ش‪44‬دة احلر وال‪44‬ربد ال يق‪44‬ل حاج‪44‬ة عن ط‪44‬الب‬
‫الطعام ‪ ،‬فقد جيمده الربد ويقتله ‪ ،‬وقد تشويه الشمس وتضربه ضربة تقضى عليه ‪ ،‬ومثله اجملروح واملريض والعاجز ‪.‬‬

‫د‪ -‬اإلصالح بين الناس ‪:‬‬

‫وقد بنّي اهلل تع‪44‬اىل أن اإلص‪44‬الح بني الن‪44‬اس من خ‪44‬ري األعم‪44‬ال وأفض‪44‬لها ق‪44‬ال تع‪44‬اىل ‪ ( :‬ال خير فى كثير من نجواهم إال من أم‪99‬ر بص‪9‬دقة‬
‫أو معروف أو إصالح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات اهلل فسوف نؤتيه أجرًا عظيما ) [ النساء ‪] 114 :‬‬

‫واالصالح بني الناس هو إزالة ما بينهم من النفرة واخلصام ‪ .‬قال تعاىل ‪ ( :‬فاتقوا اهلل وأص‪9‬لحوا ذات بينكم وأطيع‪9‬وا اهلل ورس‪9‬وله إن‬
‫كنتم مؤم ‪99‬نين ) [ األنف‪44 4‬ال ‪ . ] 1 :‬وق‪44 4‬ال تع‪44 4‬اىل ‪ ( :‬إنم ‪99‬ا المؤمن ‪99‬ون إخ ‪99‬وة فأص ‪99‬لحوا بين أخ ‪99‬ويكم واتق ‪99‬وا اهلل لعلكم ترحم ‪99‬ون )‬
‫[ احلجرات ‪. ] 10 :‬‬

‫‪15‬‬
‫وعن أىب الدرداء رضى اهلل عنه قال ‪ :‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪ " :‬أال أخ‪4‬ربكم بأفض‪44‬ل من درج‪4‬ة الص‪44‬يام والص‪44‬الة والص‪44‬دقة‬
‫؟ قالو ا ‪ :‬بلى ‪ .‬قال ‪ :‬إصالح ذات البني فإن فساد ذات ال‪4‬بني هى احلالق‪4‬ة ( املص‪4‬يبة ال‪4‬ىت هتل‪44‬ك وتستأص‪4‬ل ) " رواه أب‪4‬و داود والرتم‪4‬ذى‬
‫‪ [ .‬السلوك االجتماعى ىف اإلسالم للشيخ حسن أيوب ] ‪.‬‬

‫من اآليات واألحاديث السابقة جيب على املسلمني أن يعملوا – كم‪44‬ا أم‪44‬رهم اهلل تع‪44‬اىل – على اإلص‪4‬الح بني املس‪44‬لمني ‪ ،‬وإزال‪44‬ة أس‪44‬باب‬
‫الفرقة والنزاع واخلصام – ما استطاعوا إىل ذلك سبيال ‪ ،‬ألنه ليس أضر على املسلمني من وجود النزاع واخلصام والشقاق والفرقة ق‪44‬ال‬
‫تعاىل ‪ ( :‬وال تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن اهلل مع الصابرين ) [ األنفال ‪] 46 :‬‬

‫هـ حب الخير للمسلمين ‪:‬‬

‫الوحدة بني املسلمني هدف إسالمى من أهم األهداف ‪ ،‬حىت أن الق‪4‬رآن اعتربه‪4‬ا أم‪4‬رًا ب‪4‬دهيًا وتلقائي‪ً4‬ا بني الص‪4‬ادقني ىف اإلميان حيث ق‪4‬ال‬
‫تع‪44‬اىل ‪ ( :‬إنم‪99‬ا المؤمن‪99‬ون إخ‪99‬وة ) [ احلج‪44‬رات ‪ . ] 10 :‬وحث عليه‪44‬ا رس‪44‬ول اهلل ص‪44‬لى اهلل علي‪44‬ه وس‪44‬لم حيث ق‪44‬ال ‪ " :‬املؤمن للم‪44‬ؤمن‬
‫كالبنيان يشد بعضه بعضا " رواه البخ‪4‬ارى ومس‪4‬لم ‪ .‬ومن أعظم أص‪4‬ول ه‪4‬ذه الوح‪4‬دة وأس‪4‬باهبا حب اخلري للمس‪4‬لمني ‪ ،‬ب‪4‬ل إن حمب‪4‬ة اخلري‬
‫لكل مسلم أمر واجب والزم لصدق اإلميان ‪ ،‬ولذلك قال رس‪4‬ول اهلل ص‪4‬لى اهلل علي‪4‬ه وس‪4‬لم ‪ " :‬وال‪4‬ذى نفس‪4‬ى بي‪4‬ده ال ي‪4‬ؤمن عب‪4‬د ح‪4‬ىت‬
‫حيب ألخي‪44‬ه م‪44‬ا حيب لنفس‪44‬ه " رواه البخ‪44‬ارى ومس‪44‬لم ‪ .‬وأنت ت‪44‬رى أن احلديث ص‪44‬ريح ىف نفى متام اإلميان عمن ال حيب ألخي‪44‬ه م‪44‬ا حيب‬
‫لنفس‪44‬ه ‪ .‬ورد ىف س‪44‬بل الس‪44‬الم للص‪44‬نعاىن ج‪ 4‬ص ‪ 165‬عن ه‪44‬ذا احلديث ‪ " :‬ال يكم‪44‬ل إميان عب‪44‬د ح‪44‬ىت حيب ألخي‪44‬ه من اخلري كم‪44‬ا حيب‬
‫لنفسه من ذلك اخلري ‪ ،‬وكلمة " اخلري " جاءت مصرحًا هبا ىف رواي‪4‬ة النس‪4‬ائى ل‪4‬ذلك احلديث " ‪ .‬والف‪4‬رق واض‪4‬ح بني حب املؤمن ل‪4‬ذات‬
‫أخي‪44‬ه املؤمن لوج‪44‬ه اهلل تع‪44‬اىل ‪ ،‬وه‪44‬ذه منزل‪44‬ة عالي‪44‬ة ودرج‪44‬ة س‪44‬امية عن‪44‬د اهلل تع‪44‬اىل ‪ ،‬وبني حب اخلري ألخي‪44‬ه املؤمن ‪ ،‬وه‪44‬ذه درج‪44‬ة أق‪44‬ل ‪.‬‬
‫[ السلوك االجتماعى ىف اإلسالم للشيخ حسن أيوب ]‬
‫‪ -3‬دوائر االهتمام بأمور المسلمين ومظاهر االهتمام بكل دائرة ‪:‬‬

‫وحنب أن ننوه أن االهتمام بأمر املسلمني ال يقف عند حدود دائرة واحدة من املسلمني نوجه هلا كل االهتمام يف حني نغف‪44‬ل ب‪4‬اقي‬
‫الدوائر بل ويتناقض سلوكنا معهم مع ذلك االهتمام الذي أوصى به الرسول صلى اهلل عليه وسلم ‪.‬‬

‫مبعىن حتديد األولويات يف التعامل مع دوائر املسلمني املتعددة احمليط‪4‬ة باإلنس‪4‬ان املس‪44‬لم يف ت‪4‬وازن وتت‪4‬ابع ب‪4‬دءًا من األق‪4‬رب ف‪4‬األقرب كم‪4‬ا‬
‫أوصى بذلك رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم كاآليت ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬الوال‪99‬دان ‪ :‬وهم أوىل الن ‪44‬اس باالهتم ‪44‬ام وأق ‪44‬رب األق ‪44‬ربني وأعظم أص ‪44‬حاب احلق ‪44‬وق على اإلنس ‪44‬ان ق ‪44‬ال اهلل تع ‪44‬اىل ( أن اش ‪44‬كر يل‬
‫ولوالديك إّىل املصري ) ‪ .‬ومن االهتمام بهم ‪ :‬برهم وأداء حقوقهم وحسن معاملتهم واملسارعة إىل قضاء حاجاهتم ‪..‬‬

‫ثانيا ‪ :‬األشقاء ‪ :‬وواجب املسلم حنوهم ‪ :‬رمحة الصغري ومساعدته ‪ ،‬وتوقري الكبري وخدمته ‪ ،‬وحسن عشرة اجلميع ‪.‬‬

‫ثالث‪99‬ا ‪ :‬األخ‪99‬وة في اهلل ‪ :‬وهم الع‪44‬دة على األع‪44‬داء والزين‪44‬ة يف الرخ‪44‬اء ( ورب أخ ل‪44‬ك مل تل‪44‬ده أم‪44‬ك ) [ ميكن الرج‪44‬وع لله‪44‬دف اخلاص‬
‫باألخوة ضمن احملتوى ] ‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬ذوى القربى واألرحام ‪ :‬قال اهلل تعاىل ‪ ( :‬وآت ذا القرب حقه ) وقال ( واتقوا اهلل الذي تساءلون به واألرحام )‪.‬‬

‫ومنهم األجداد واجلدات واألعمام والعمات وأبناؤهم واألخوال واخلاالت وأبناؤهم‬

‫ومن االهتمام بهم ‪ :‬صلة الرحم (التزاور ومساعدة احملتاج والنصح والدعوة‪).....‬‬
‫‪16‬‬
‫خامسا ‪ :‬الجيران ‪ :‬ق‪44‬ال رس‪44‬ول اهلل ص‪44‬لى اهلل علي‪44‬ه وس‪44‬لم ‪ ( :‬م‪44‬ازال جربي‪44‬ل يوص‪44‬يين باجلار ح‪44‬ىت ظننت أن‪44‬ه س‪44‬يورثه ) ‪ ،‬م‪44‬ع العلم ب‪44‬أن‬
‫اجلار أربع‪4‬ون من ك‪4‬ل اجتاه كم‪4‬ا ورد ذل‪4‬ك يف ح‪4‬ديث الرس‪4‬ول ص‪4‬لى اهلل علي‪4‬ه وس‪4‬لم ‪ .‬وهم ج‪4‬ريان املنزل أوال‪ ،‬ج‪4‬ريان املن‪4‬ازل اجملاورة‬
‫يف نفس الشارع ‪ ،‬أهل مسجد احلي ‪ ،‬جريان احلي من غري أهل املسجد ‪ ،‬زمالء العمل ورفقاء الطريق ‪.‬‬

‫ومن االهتمام بهم ‪ :‬كف األذى عنهم ‪ ..‬التكافل معهم ‪ ..‬قضاء احلاجات هلم ‪ ..‬التزاور ‪ ..‬النصح والدعوة ‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬أهل القرية أو الموطن ‪ :‬ومن االهتمام هبم ‪:‬‬

‫حسن املعاملة ‪ ..‬واملشاركة يف األفراح واألتراح واملناسبات العامة والتعاون علىالرب والتقوى والتكافل والنصح والدعوة ‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬أبناء الوطن ‪ :‬الذي نشأ فيه املسلم وترىب وتعلم ومحل امسه وهنل من خرياته‪.‬‬

‫ومن االهتمام بالوطن ‪ :‬العمل على رفعته وصيانته من ك‪4‬ل س‪4‬وء بإجيابي‪4‬ة واع‪4‬تزاز ف‪4‬إن ( حب ال‪4‬وطن من اإلميان ) والرس‪4‬ول ص‪4‬لى اهلل‬
‫عليه وسلم حينما خرج من مكة قال ( اللهم إنك أحب بالد اهلل إيل ‪ ..‬ولوال أن أهلك أخرجوين منك ما خرجت )‬

‫ثامنا ‪ :‬أبناء األمة اإلسالمية في كل مكان ‪ :‬الذين متجمعهم قبلة واحدة وكتاب واحد ورسول واحد صلى اهلل عليه وسلم ‪.‬‬

‫قال اهلل تعايل ‪ ( :‬وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون ) [ املؤمنون ‪.] 52‬‬

‫‪ -‬ومن االهتمام بهم ‪:‬‬

‫الدعاء يوميا يف السر والعلن خصوًص ا أهل البالء واالضطهاد منهم وما أكثرهم ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫متابعة أخبارهم يوميا ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫التعريف بقضاياهم لكل من حوله ‪ ،‬وحبث السبل العملية لنصرهتم ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫املشاركة يف األعمال اليت تدعوا إلىنصرهتم ودعمهم (املؤمترات والندوات ‪. )...‬‬ ‫‪-4‬‬

‫مقاطعة أعداء املسلمني ومنتجاهتم ‪.‬‬ ‫‪-5‬‬

‫إنشغال الذهن للعمل خلدمة اإلسالم ‪.‬‬ ‫‪-6‬‬

‫تفريغ الوقت للعمل لإلسالم ‪.‬‬ ‫‪-7‬‬

‫حتديث النفس أسبوعيا بالغزو يف سبيل اهلل وسؤال اهلل الشهادة يوميا ‪.‬‬ ‫‪-8‬‬

‫‪ -4‬أن يقِّو م الدارس مدى اهتمامه بأمور المسلمين ‪:‬‬

‫استبانة يستعني هبا الدارس ىف تقومي مدى اهتمامه بأمور املسلمني ‪.‬‬

‫درجة تحقيقك لهذه المظاهر‬ ‫من المظاهر العملية لالهتمام بأمر المسلمين‬

‫ض (‪)1‬‬ ‫ل (‪)2‬‬ ‫ج (‪)3‬‬ ‫ج ‪ .‬ج (‪)4‬‬

‫‪17‬‬
‫التأثر حلال املسلمني املضطهدين واملستضعفني ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫نصرة املظلومني واملستضعفني ‪ ( :‬كيف ننصرهم عمليًا )‬ ‫‪-2‬‬

‫الدعاء يوميا يف السر والعلن ‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬

‫متابعة أخبارهم يوميا ‪.‬‬ ‫ب‪-‬‬

‫ج‪ -‬التعريف بقضاياهم لكل من حوله ‪.‬‬

‫د‪ -‬املشاركة يف األعمال اليت تدعوا إلىنص‪44‬رهتم ودعمهم‬


‫(املؤمترات والندوات ‪. )...‬‬

‫هـ ‪ -‬مقاطعة أعداء املسلمني ومنتجاهتم ‪.‬‬

‫و‪ -‬حتديث النفس ب ‪44 4 4 4‬الغزو يف س ‪44 4 4 4‬بيل اهلل وس ‪44 4 4 4‬ؤال اهلل‬
‫الشهادة ‪.‬‬

‫ى‪ -‬دعمهم ماليًا والتربع هلم ببعض مالك ‪.‬‬

‫أن تنصر أخاك املسلم على نفسك ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫قضاء حوائج احملتاجني ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬

‫اإلصالح بني الناس ‪.‬‬ ‫‪-5‬‬

‫حب اخلري للمسلمني ‪.‬‬ ‫‪-6‬‬

‫تفقد الغائب ‪.‬‬ ‫‪-7‬‬

‫النصح للمسلمني ‪.‬‬ ‫‪-8‬‬

‫( الدرجة العظمى = ‪) 56 = 14 * 4‬‬

‫حيث يق‪44‬وم ال‪44‬دارس حبس‪44‬اب درجات‪44‬ه أم‪44‬ام ك‪44‬ل مظه‪44‬ر من املظ‪44‬اهر ‪ ،‬ف‪44‬إذا ك‪44‬ان جمم‪44‬وع درجات‪44‬ه الكلي‪44‬ة أق‪44‬ل من (‪ ) 30‬درج‪44‬ة ‪ ،‬س‪44‬ارع‬
‫بت‪44‬دارك حال‪44‬ه وض‪44‬عف اهتمام‪44‬ه ب‪44‬أمور املس‪44‬لمني ‪ ،‬فه‪44‬ذا دلي‪44‬ل على خل‪44‬ل وض‪44‬عف ىف إميان‪44‬ه ‪ ،‬فعلي‪44‬ه أن يأخ‪44‬ذ باألس‪44‬باب ىف عالج ذل‪44‬ك‬
‫الضعف مستعينًا باهلل تعاىل على ذلك ‪ ،‬وإذا وجد أن درجاته مرضية بصدق فليحمد اهلل عليها وليسأل اهلل أن يتقبل منه ه‪4‬ذا االهتم‪4‬ام‬
‫بأمور املسلمني وليداوم على ذلك اخلري وليستزد ما استطاع سائًال اهلل دوام العون والسداد ‪.‬‬

‫التقويم‬
‫‪ -1‬حدد بعض املظاهر العملية لالهتمام بأمور املسلمني ‪.‬‬
‫‪ -2‬وضح بعض املظاهر العملية لالهتمام بأمور املسلمني ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ -3‬وضح دوائر االهتمام بأمور املسلمني ومظاهر االهتمام بكل دائرة ‪.‬‬
‫‪ -4‬اذكر بعض املواقف الىت قمت هبا توضح مدى اهتمامك بأمور املسلمني حولك ‪.‬‬
‫‪ -5‬قِّو م مدى اهتمامك بأمور املسلمني ‪.‬‬

‫المصادر‬
‫للشيخ حسن أيوب ‪.‬‬ ‫‪ -1‬السلوك االجتماعى ىف اإلسالم‬
‫للشيخ ‪ /‬حممد الغزاىل ‪.‬‬ ‫‪ -2‬خلق املسلم‬
‫أ‪ /‬نبيل حامد املعاز ‪.‬‬ ‫‪ -3‬الطراز الرباىن‬
‫د‪ .‬عبد العظيم الديب ‪.‬‬ ‫‪ -4‬التبعية الثقافية‬
‫د‪.‬على عبد احلليم حممود ‪.‬‬ ‫‪ -5‬الغزو الصلييب للعامل اإلسالمي‬
‫د‪ .‬عبد الودود شليب ‪.‬‬ ‫‪ -6‬أفيقوا أيها املسلمون قبل أن تدفعوا اجلزية‬
‫د‪ .‬حمسن صاحل ‪.‬‬ ‫‪ -7‬فلسطني بالدنا احلبيبة‬

‫‪19‬‬

You might also like