Professional Documents
Culture Documents
ترجمة
ترجمة
55
لكن ،يمكن للم رء أيض ا أن يج ادل ح ول التح ديات ال تي ق د تتج اوز الوض ع ال ذي تمت دراس ته،
كاالستعماالت االجتماعية المختلفة خطابا (اللسان الدارج نموذجا) (هنا يظهر البعد ال ذي يض ع الم درس
أمام االستعماالت المختلفة المرتبطة بالممارسة التطبيقية).
في النهاي ة ،ه ذا المث ال يعتم د فك رة أن نمط ا واح دا من التعاق د ال يمكن أن يش مل جمي ع القواع د
والتحديدات التي تؤسسه ،ألن بعضها يكون مرتبطا بالوضعية وموضوع التعلم ،في حين تعاقدات أخ رى
تكون في مستوى أدنى.
ومع ذلك ،فإنه يسمح لنا بمالحظة أن العقود المذكورة أعاله تشترك في ع دة نق اط .أوًال ،فهي ليس ت
محددة في معظم األحيان ،وال يتم ذكر العقوبات في حالة االنتهاك .ثانًيا ،فهي ليست محددة لم دة مح ددة،
ولكنها تبدو متحركة ومستمرة في البناء المشترك.
يبقى التمي يز بين أن واع العق ود المس تخدمة في مج ال الدي داكتيك .يمكن اس تخدام المعي ار الرئيس ي
للتمييز وهو أصل المحددات التي تشرح التنظيم ات .يمكن أن يك ون ه ذا األخ ير مقص وًر ا على الفض اء
الضيق للموقف (الوضعية) ،كما يمكن تجاوزه.
في هذه الحال ة األخ يرة ،يمكن اس تدعاء مس احات مختلف ة :مج ال المؤسس ات (المدرس ة أو الفص ل
الدراسي) ،مجال االنضباط المدرسي ،مج ال النفس ية ...هك ذا ،ط ورت ج انين فيل و ع ام 1974مفه وم
"العقد البيداغوجي" ،واستمدته من عقد أولي من أص ل مؤسس ي .يتض من ه ذا العق د األولي ال ذي يح دد
األدوار والوضعيات المختلفة للمتعلم والمدرس بنًد ا مركزًيا" ،واجب التدريس والتربية ،والح ق في التعلم
والتربية" (فيلو .)314 :1996 ،وفًقا لها ،فإن العالقة بين الخضوع والهيمنة التي يجب أن ينش ئها ه ذا
العقد هي عنف كبير جًد ا بحيث ال يمكن أن يستمر هذا العقد .ثم يتم إنشاء عقد آخر" ،العقد البيداغوجي"،
في العالقة بين المعلم والطالب إلخفاء هذا العقد األولي بشكل مصطنع ،كما تقول فيلو (،)316 :1996
في :عقد جديد" ،عقد استثنائي ذو بنية تناقضية" ،قادر على وضع وضمان الق انون ال ذي ُيؤس س التب ادل
والعطاء والموافقة على العطاء ،وضمان تنظيم النظام من خالل ضمان عدم انتهاك ترتيب المواق ف .من
هذا العقد الجديد ،يظهر بند مركزي :وهو عالقة الهوي ة والتعري ف القائم ة على الحب ،وبالت الي إمكاني ة
المدرس لتأسيس نفسه كوكيل مؤسس لنظ ام تع ريفي .إذن ،يش ير ه ذا العق د البي داغوجي إلى "الن وابض
الالشعورية لديناميكية التدريس" وفًق ا لتعبير كلودين بالنشارد-الفيل ( .)65 :1989تميل أعمال األخيرة
أيًض ا إلى وض ع ج زء من التحدي د كموض وع للدراس ة "الن اجم عن بع د الالوعي ،وال ذي ي ؤثر على
سلوكيات أطراف فعل التدريس دون علمهم .يمكن أيًض ا اعتبار أن التخصص الدراسي هو مساحة تعكس
إنشاء وضرورة عقد.
في الواقع ،يمكن تفسير بعض التنظيمات التي تدير التفاعالت بين المدرس (المعت بر في ه ذه الحال ة
كمدرس لتخصص مدرسي) والمتعلمين على أنها تحديث وبناء لوصفات وتوصيات تميز هذا التخصص.
على سبيل المثال ،يبدو أن القيود التي تحكم وفًقا للتالمي ذ ،ط ول النص وص ال تي يجب إنتاجه ا يمكن أن
ُت عزى إلى "عقد تخصصي" ،حيث إنها مختلفة حسب ه ذه التخصص ات .وهك ذا ،يعتق د تالمي ذ المدرس ة
اإلعدادي ة أن ه يجب إنت اج "نص وص قص يرة" في الرياض يات و "طويل ة" في اللغ ة الفرنس ية ((
Lahanier-Reuter، Reuter، 2002
56
وهناك أنواع أخرى من العق ود ال تي تمت دراس تها في الدي داكتيك تعكس تنظيم ات تعتم د مح دداتها
بشكل وثيق على الوضعية نفسها .في ه ذه الحال ة ،يتعل ق األم ر بعق ود محلي ة ومؤقت ة .أوله ا ه و العق د
الديداكتيكي محدد من قبل ) Guy Brousseau (2003: 5 sq.بالطريقة التالية:
"العقد الديداكتيكي هو مجموعة االلتزامات المتبادل ة والعقوب ات ال تي يفرض ها ك ل ش ريك في الوض عية
التعليمية؛
وتلك التي يفرضها عليه أو يعتقد أنه يفرضها عليه ،بخصوص المعرفة المعنية".
تستند دراسة التفاعالت في الموقف إلى فرضية ،مقبولة من قبل معظم الديداكتيكيين ،مفاده ا أن المعرف ة
التي يتم تدريسها ال يمكن نقلها بشكل مباشر أو فوري أو كامل .تؤدي هذه الفرض ية إلى قب ول فك رة أن ه
في أي موق ف تعليمي وتعلمي ،ال يتم مش اركة أه داف المعرف ة في البداي ة ،وال يعرفه ا جمي ع ف اعلي
الموقف بالتساوي ،ألن المدرس والتالميذ لديهم مواقع غير متماثلة فيما يتعلق بالمعرف ة .وم ع ذل ك ،ف إن
القول بأن التلميذ ال يعرف مشروع المدرس ،وبالت الي ه دف الموق ف ال ذي ُيطلب من ه االنخ راط في ه ال
يعني أنه يتجاهله تماًما .نظًر ا ألنه لديه بالفعل خبرات في المواقف التعليمية ،يمكنه افتراض هذه األهداف
وإعادة بناء توقعات المدرس .يعني القول إن المدرس يتوقع هدًفا في الموقف أنه ال يعني أيًض ا أنه يمكن ه
فرض الهدف الذي حدده لنفسه .فال يتم وص ف الموق ف على أن ه الكش ف الت دريجي عن ه دف المعرف ة
تحت سيطرة المدرس المطلقة .على العكس من ذلك ،نفترض بدًال من ذلك أن هدف الموق ف س يتم بن اؤه
بشكل مشترك في تفاعالت بعضهم البعض ،دون أن نكون متأكدين من أنه سيكون هو نفسه لجميع فاعلي
الموقف.
57