Professional Documents
Culture Documents
وظائف شهر شعبان -المهنا》كتيب
وظائف شهر شعبان -المهنا》كتيب
وقوى
((( أخرجه أحمد ( ،)21753وأبو داود ( ،)2436والنسائي (ّ ،)2357
إسناده جمع من أهل العلم كالمنذري وابن حجر واأللباين.
5
5
خمتصر كتاب (لطائف املعارف) لإلمام ابن رجب
الد ِ
رداءَ ،ق َّر َب فلما جاء أبو َّ داء ال حاج َة ل ُه يف ُّالدر ِ
الدنياَّ . َّ ْ
ٍ
بآكل قال :ما أنا صائمَ .
ٌ فقال ل ُه :ك ُْلَ .
قال :إنِّي طعاماَ ،
ً ل ُه
رداء لِ َيقو َم،
الد ِ ب أبو َّ الليلَ ،ذ َه َ
كان ُ فلما َ
فأكلَّ . ح َّتى ْتأك َُلَ .
كان
فلما َ فقال ل ُه :ن َْمَّ ، ب ل َيقو َمَ ، ثم َذ َه َ
مان :ن َْمَّ . فقال ل ُه َس ْل ُ َ
فقال فص َّلياَ . اآلن .فقاما َ مانُ :ق ِم َ الليلَ ،
قال َس ْل ُ ِ ِمن آخرِ
عليك ح ّقًا، َ ِ
لضيف َ
ك عليك ح ّقًاَّ ،
وإن َ كنفس َ إن لِ ِ مانَّ : َس ْل ُ
بي ن
َّ ال فأتيا . ه َّ
ق ح حقٍّ ذي َّ
كل عليك ح ّقًا ،فأع ِ
ط َ ك َ وإن ِ
ألهل َّ
َّ ُ ْ
«صد َق َس ْلمانُ »( .)1ويف َ ذلك ل ُهَ ،
فقال: فذكَرا َ َ ،
قالَ « :ث ِك َل ْت َس ْلمانَ ُأ ُّم ُه! لقد ُأ ْشبِ َع ٍ
الصحيحِ َ ، رواية يف غيرِ َّ
العلم»(.)2
ِ ِمن
ِ
العاص بن بي لع ْب ِد اهلل ِ ِ
بن َع ْمرِو ِ وهكذا َ
قال ال َّن ُّ
أن َيصو َم صو َم داو َدَ ،يصو َم
وأم َر ُه ْ
الد ْه َر ،فنَها ُه َ
كان َيصو ُم َّ
لما َ
َّ
أفضل ِمن َ
ذلك»(.)1 َ يوماَ .
وقال ل ُه« :ال ِ
ويفط َر ً
يوما ُ
ً
ِ فأفضل الصوم أالَّ ي ْض ِ
أفضلُ هو
عما َ َّ ز
َ ج ع
ْ ي
َ ى ت
َّ ح البدن
َ فَ ع ُ َّ ِ ُ
ف أض َع َ
فإن ْ ِ
الالزمةْ ، عباد ِه
حقوق ِ ِ بحقوق اهلل ِ أو
ِ من ُهِ ،من القيا ِم
أفض َل.كان تر ُك ُه َ أفضل من ُهَ ، ُ هو
مما َ شيء ِمن َ
ذلك َّ
ٍ عن
الة أو ِ عن الص ِ أن ُي ْض ِع َ
عن البدن ِ َّ َ الصيا ُم ف ِّ مثل ْ فاألو ُلُ : َّ
ِ
الجمعة ويو ِم عرف َة قيل يف النَّهيِ عن صيا ِم الذكرِ أو العلمِ ،كما َ ِّ
ِ
اليومين. عاء يف هذين والد ِ الذكرِ ُّ عن ِّف ِ بعرفةَ :إ َّن ُه ُي ْض ِع ُ
الصيا َم و َي ُ
قول :إ َّن ُه َي ْمنَ ُعني عود ُ ي ِق ُّل ِّ ابن َم ْس ٍ وكانَ ُ
إلي. أحب القرآن ة
ُ وقراء ، ِ
القرآن ِ
قراءة ن م ِ
َّ ُّ
أفضل ِمن الصيامِ .نَص ِ ُ ِ
فيان ال َّث ُّ
وري عليه ُس ُ َّ ِّ القرآن فقراء ُة
ُ
أفضل وتعليم ُه وكذلك تع ُّل ُم العل ِم النَّاف ِع
َ ِ
األئمة. وغير ُه ِمن
ُ ُ
الصيامِ. ِ
من ِّ
أفضل ِمن
ُ طلب العل ِم
أن َاألئم ُة األربع ُة على َّ
ص َّ وقد َن َّ
أو ِ
للعيال ِ ِ
الكسب عن الصيا ُم ِ ِ والثانيُ :
أن ُي ْضعف ِّ مثل ْ َّ
ِ
وإليه اإلشار ُة َ
أفضل. وجات ،ف َيكون تر ُك ُه ِ ِ
بحقوق ال َّز القيا ِم
عليك ح ًقا».
َ ك «وإن ِ
ألهل َ بقولِ ِه َّ :
ِ
لنفس َك إليه بقولِ ِه« :إنَّ ومنها :ما أشار ِ
َ
فسأن النَّ َ
شير إلى َّ حق ح َّق ُه»؛ ُي ُ
كل ذي ٍّفأعط َِّ عليك ح ًقا... َ
ومن ح ِّقها أن يقوم بح ِّقهاِ ، مأمور وهو ، م د آ ِ
ابن عند
َ وديع ٌة هلل ِ
ٌ َ َ ْ َ َ َ
ِ
المنزل. ِ
صاح َبها إلى اللطف بها ح َّتى ِ
توص َل ُ
9
9
خمتصر كتاب (لطائف املعارف) لإلمام ابن رجب
فأص ِلحوا
نفوسكُم مطاياكُم إلى ر ِّبكُمْ ، ُ الح َس ُن: َ
قال َ
مطاياكُم ِ
توص ْلكُم إلى ر ِّبكُم.
نفس ِه ح َّقها
إعطاء ِ ِ بي َ ي َت َو َّس ُط يف وكانَ ال َّن ُّ
وي ْنكِ ُح
َ ، م
ُ نا وي
َ م
ُ قووي
َ ، ر
ُ
العدل :فيصوم وي ْفطِ
ُ ُ َ
ِ َ
ة غاي
َ فيها لُ ويع ِ
د َْ
ِ ج ُد ِمن ال َّطي ِ
ِ
والعسل كالحلواء بات ِّ مما َي ِ وي ْأك ُُل َّ ال ِّنسا َءَ ،
الحجر.
َ يجوع ح َّتى َي ْربِ َط على َبطن ِ ِه
ُ الدجاجِ .وتار ًة ولح ِم َّ
ِ ِ َ لنفس ِه
فاختار ِ
بين
األحوال ،ل َي ْج َم َع َ أفضل ْ َ
والرضى.والصبرِ ِّ
الشكرِ َّ
مقامي ُّ
ِ
صيام
ُ يام
الص ُ ُ
«أفضل ِّ قال : فإنْ َ
قيل :فقد َ
َ
كذلك ،بل صوم يو ًما و ُي ْف ِط ُر يو ًما» ،ولم َي ُص ْم
داو َد ،كانَ َي ُ
ِ
اثنين شعبان َّ
وكل َ ويصو ُم ا، د سر ركان يصوم سردا وي ْفطِ
َ ً ً ُ ُ َ َ ُ
الصيا ِم قد َف َّس َر ُه قيل :صيا ُم داو َد الذي َف َّض َل ُه على ِّ ٍ
وخميسَ .
وكان
َ الدهرِ، آخر بأنَّه صو ُم شطرِ َّ ٍ
حديث يف
َ
الدهرِ ِ
نصف َّ بي إذا ُج ِم َع َي ْب ُل ُغ صيا َم صيا ُم النَّ ِّ
زيد ِ
ذكر ُه يو َم عاشورا َء مع ما َس َب َق ُ كان يصو ُم َ عليه ،وقد َ أو َي ُ
يوما صيام ُه وال َيصو ُم ً َ الح َّج ِة ،وإنَّما َ
كان ُي َف ِّر ُق وتسع ذي ِ
َ
ِ
األوقات حرى صيا َم ت
َ ي كان
َ َّه
ن أل ا؛ يوم ر وي ْفطِ
َ َّ ُ ُ ً
أكثر ِمن يو ٍم ويو ٍم الصيا ِم والفطرِ َ ُ
تفريق ِّ
ِ
الفاضلة ،وال َي ُض ُّر
الصيا ِم ِمن أفضل من ِّ
ُ ِ هو
ي على ما َ
ُ ِ
القصد به ال َّت َق ِّو َ كان
إذا َ
وكانَ ِ
بحقوقها، والجهاد عليها والقيا ِم ِ ِ
وتبليغها أداء الر ِ
سالة ِ
ِّ
ضع ُف ُه عن َ
ذلك. صيام يو ٍم وفطر يو ٍم ي ِ
ُ ُ ُ
ِ
عمنبي يف حديث أبي َقتا َد َة َّ لما ُسئِ َل ال َّن ُّ
ولهذا َّ
ذلك»(.)1«و ِد ْد ُت أ ِّني ُط ِّو ْق ُت َ
قالَ : ِ
يومينَ ، وي ْفطِ ُر
يوما ُ
َيصو ُم ً
الفطر
َ لما ك ََبر َي ْس ُر ُد ِ
العاص َّ بن عبد اهللِ ُ
بن َع ْم ِرو ِ وقد كانَ ُ
وقدرت عليه.
ُ ((( أخرجه مسلم ( .)1162ومعنى ُط ِّو ُ
قت ذلك :أي أطقتُه
14 14
خمتصر كتاب (لطائف املعارف) لإلمام ابن رجب
ِ
ثم َيعو ُد ف َيصو ُم ما فا َت ُه؛ محافظ ًة أحيانًا ل َي َت َق َّوى به على ِّ
الصيا ِم َّ
الدهرِ. بي ِ من صيا ِم شطرِ َّ َّ ن
َّ ال على ما فار َق ِ
عليه َ
وأزيد من ُه
ُ الدهرِ
أجر صيا ِم شطرِ َّ بي ُ فح َص َل للنَّ ِّ
َ
الصيا ِم
أجر تتاب ِع ِّوح َص َل ل ُه ُ المتفر ِقَ ،
ِّ بصيام ِه
ِ
أهم من ُه
هو ُّ ُ
االشتغال بما َ لذلك ،وإنَّما عا َق ُه عن ُه
َ بتم ِّن ِيه
أعلم. ُ
وأفضل .واهللُ ُ
رجبٍ بين
اس عن ُه َ فل ال َّن ُ ويف قولِ ِه َ « :ي ْغ ُ
أو ِ
األزمان ِ بعض ما َي ْش َت ِه ُر فض ُل ُه ِمن أن َ ورمضانَ »؛ إشار ٌة إلى َّ
َ
أفضل من ُه َّإما مطل ًقا أو غير ُه
يكون ُ ُ ِ
األشخاص قد األماكن ِ
أو ِ
ِ
بالمشهور لون اس ف َي ْش َت ِغ َ
أكثر النَّ ِ
ُ لها ن ُ َّ
ط َ
ف ت
َ ي
َ ال لخصوصي ٍة ِ
فيه َّ
عند ُهم. ٍ
بمشهور َ ليس ِ َ وي َف ِّو َ
تحصيل فضيلة ما َ تون عن ُه ُ
اس ِ
غفلة ال َّن ِ ِ
أزمان ِ
عمارة ِ
استحباب دليل على وفيه ٌ
كان طائف ٌة ِمن ِ وأن َ بالط ِ
َّ
محبوب هلل ،كما َ ٌ ذلك اعةَّ ،
العشاءين بالص ِ لف يسـ َت ِ
ِ
ويقولون:
َ الة ِ َّ بين
ون إحيا َء ما َ
ح ُّب َ الس َ ْ َّ
15
15
خمتصر كتاب (لطائف املعارف) لإلمام ابن رجب
ِ
لشمول وسط ِ
الليل ِ وكذلك ُ
فضل القيا ِم يف َ ِ
الغفلة، هي ساع ُة
َ
قال : الذكرِ ،وقد َ اس ِ
فيه عن ِّ ِ
الغفلة ألكثرِ النَّ ِ
اعة ُ
فك ْن». الس ِ ممن َي ْذ ُك ُر َ
اهلل يف َ
تلك َّ «إن َ
استط ْع َت أنْ َتكونَ َّ ِ
ؤخ َر العشا َء أن ُي ِّريد ْ
بي ُ ي ُ كان النَّ ُّ
ولهذا المعنى َ
بخشية المش َّق ِة على ِ ذلك الليل ،وإنَّما َع َّل َل َ
ترك َ ِ ِ
نصف إلى
وهم َينْ َتظِرو َن ُه ِ
ولما َخ َر َج على أصحابِه ُ اسَّ .النَّ ِ
األرضِ أحد ِمن أهلِ قال ُلهم« :ما َي ْنت َِظ ُرها ٌ ِ
العشاءَ ، ِ
لصالة
فضيلة ال َّت َف ُّر ِد بذكرِ اهلل ِ يف
ِ غير ُكم»( .)1ويف هذا إشار ٌة إلى ُ
ذاكر ل ُه. ِ ِ ٍ
يوج ُد فيه ٌ وقت من األوقات ال َ
كان
أحدَ ، أربعين سن ًة ال َي ْع َل ُم ِبه ٌ َ الس ِ
لف بعض َّ وقد صا َم ُ
ويصو ُم، ما ِ
ه ِ ب ُ
ق د
َّ ص ت
َ ي ف ، ِ
رغيفان ه ع وم وقِ الس إلى ي ْخرج ِمن بيتِ ِ
ه
َ َ َ ُ َ ُّ َ ُ ُ
وق أ َّن ُه أك ََل يف بيتِ ِه. الس ِ أهل ُّ وي ُظ ُّن ُ أكلهماَ ، ف َي ُظ ُّن أه ُل ُه أ َّن ُه ُ
صيام ُه.
َ أن ُي ْظ ِه َر ما ُي ْخفي ِبه لمن صا َم ْ وكا ُنوا َي ْست َِح ُّبونَ َ
ابن مس ٍ
مدهنين. فأصبِحوا َّ أصبح ُت ْم صيا ًماْ ، ْ قال :إذا عود َ فعن ِ َ ْ ِ
وقال قتا َد ُة :يستحب للصائ ِم ْ ِ َ
ب عن ُهأن َي َّده َن ح َّتى َت ْذ َه َ ُ ْ َ ُّ َّ
الصيامِ. ُغ ْب َر ُة ِّ
الحي إذا صا َم ْت أبي ومشيخ َة أدرك ُ
احَ : َ
وقال أبو ال َّت َّي ِ
ِّ
أحسن ثيابِ ِه.
َ أحد ُهم ا َّد َه َن و َلبِ َس
ُ
كان يو ُم
قال :إذا َ ابن َم ْر َي َم َ و ُيروى أنَّ عيسى َ
شفتيه ِمن دهن ِ ِه ح َّتى
ِ صو ِم ِ
أحدك ُْم ،ف ْل َي ْد َه ْن لحي َت ُه و ْل َي ْم َس ْح
ِ ِ
ليس بصائمٍ. َينْ ُظ َر النَّاظ ُر إليه ف َيرى أ َّن ُه َ
الص ِ
دق َينُ ُّم عليِ ِهم. وريح ِّ
ُ َ
أحوال ُهم الصادقونَ
كم َي ْسـ ُت ُر َّ
17
17
خمتصر كتاب (لطائف املعارف) لإلمام ابن رجب
قلوب
ُ المسكَ ،ت ْس َت ْن ِش ُق ُه
ِ أطيب ِمن ِ
ريح ُ الصيا ِم
ريح ِّ
ُ
قو ُةالمدةُ ،ازدا َدت َّ ت عليه َّوإن ُأ ْخ ِف َي ،وك َّلما طا َل ْ
المؤمنين ْ
َ
ريح ِه.
ِ
18 18
خمتصر كتاب (لطائف املعارف) لإلمام ابن رجب
أجر
منهم ُ بي « :للعاملِ ُ ولهذا المعنى َ
قال ال َّن ُّ
منكم ،إ َّن ُكم َت ِجدونَ على الخي ِر أعوا ًنا وال َي ِجدونَ »(.)1
خمسين ُ
َ
هاج َر ِمن ِ
بين ِ ب مساخ َط ُهَ ،
كان بمنزلة َمن َ
ِ
وي ْج َتن ُ
َ ه
ُ ي
َ
ِ
مراض
رسول اهلل ِ مؤمنًا ِبه م َّتب ًعا ِ أهل الجاهل َّي ِة إلى ِ
ِ
لنواهيه. ألوامرِ ِه مجتن ًبا
ِ بين ِ ِ
والغفلة أهل المعاصي أن المنفر َد بال َّطا َعة َومنهاَّ :
دافع ِ اس ك ِّل ِهم ،فكأ َّنه يح ِ
ِ ِ قد ي ْد َفع ِ
وي ُ
ُ م يه م ْ ُ َ ن
َّ ال عن ء
ُ البال به ُ ُ
عنهم.
ُ
20 20
خمتصر كتاب (لطائف املعارف) لإلمام ابن رجب
21
21
خمتصر كتاب (لطائف املعارف) لإلمام ابن رجب
22 22
خمتصر كتاب (لطائف املعارف) لإلمام ابن رجب
اجمللس الثاني
Jيف ذكر نصف شعبان L
ِ
حديث: والتر ِم ِذ ُّي ِمن
ْ أح َم ُد وأبو داو َد
اإلمام ْ
ُ َخ َّر َج
بي ن
َّ ال ِ
عن َ،
ة ر ي ر ه أبي عن ، حمن ،عن ِ
أبيه ِ الر بن عب ِ
د ِ الع ِ
الء
ِّ َ ْ َ ُ َّ ْ َ َ
قال« :إذا ا ْنت ََص َف شعبانُ ،فال َتصوموا ح َّتىَ ،
وغير ُه. ي رمضانَ »( .)1وصححه ال ِّتر ِم ِ
ذ
ُ ُّ َ َّ َ ُ ْ
العمل ب ِه:
ثم يف ِ احلديث َّ
ِ واخ َتلَ َف العلما ُء يف ِص َّح ِة هذا ْ
وابن ِِ ٍ
ي ُ منه ُم ال ِّت ْرمذ ُّ
غير واحدُ ، فص َّح َح ُه ُ تصحيح ُهَ ،
ُ فأماَّ
فيه َمنان والحاكِم وال َّطحاوي وابن عب ِد البر ،و َت َك َّلم ِ َ ب ِ
ح
َ ِّ َ ْ َ ُ ُّ ُ َّ
منهم ٌ ِ أكبر ِمن
كرُ ، حديث ُمنْ ٌ هووأعلم وقالواَ : ُ هؤالء هو ُ َ
ِ
الر ِاز ُّ
ي أح َم ُد وأبو ُز ْر َع َة َّ ي واإلما ُم ْ بن َم ْهد ٍّ
حمن ُالر ِ ع ْب ُد َّ
واأل ْث َر ُم.
ِ
بحديث ور َّد ُه لم َي ْر ِو العال ُء حدي ًثا َ
أنكر من ُهَ . أح َم ُدْ : َ
وقال ْ
مفهوم ُه جوا ُز
َ فإن ِ
يومين»َّ ، «ال َت َقدَّ موا رمضانَ بصو ِم يو ٍم أو
ِ
يومين. بأكثر ِمن
قد ِم َ ال َّت ُّ
ِ
أحاديث شير إلى ي . ه ُ
ف األحاديث ك ُّلها ُتخالِ
ُ األثر ُم: َ
ُ ُ ُ وقال َ
ِ ووصل ِه
ِ شعبان ك َّل ُه
ونهيه برمضان
َ َ بي صيا ِم النَّ ِّ
ٍ
حينئذ شا ًذا ُ
الحديث فصار ِ
بيومين، رمضان
َ ِ
عن ال َّت َق ُّد ِم على
َ
ِ ِ
حيحة. مخال ًفا لألحاديث َّ
الص
منسوخ .وحكَى اإلجماع على ِ
ترك هو وقال ََّ
َ ٌ َ حاويَ :ُّ الط
العلماء على أ َّن ُه ال ُي ْع َم ُل ِبه.
ِ وأكثر
ُ . العمل ِ
به ِ
ِ
نصف شعبانَ . هذا ك ُّل ُه يف ِّ
الصيا ِم َ
بعد
ِ
جملة منهي عن ُه ،فإ َّن ُه ِمن
فغير ٍ صيام يو ِم الن ِّْص ِ
ف من ُهُ ، ُ فأ َّما
كل شهرٍ. صيامها ِمن ِّ
ِ ِ
المندوب إلى الغر ِ
البيض ِّ َّأيا ِم
متعد َد ٌةِ ،
وقد أحاديث ُأ َخ ُر ِّ
ُ ِ
نصف شعبانَ ويف فضلِ ِ
ليلة
بعضها
ان َ ابن ِح َّب َ
وص َّح َح ُ
األكثرونَ ،
َ فض َّع َفها اخ ُت ِل َ
ف فيهاَ ،
24 24
خمتصر كتاب (لطائف املعارف) لإلمام ابن رجب
وخر َج ُه يف «صحيحه».
َّ
الشا ِم كخالِ ِد أهل َّ ابعون ِمن ِ َ ِّصف ِمن شعبانَ َ
كان ال َّت وليل ُة الن ِ
وغيرهم ُي َع ِّظمونَها ِ عامرٍ بن ِ مان ِ دان ومك ٍ
ْحول و ُل ْق َ ِ
بن َم ْع َ َ
اس فض َلها َ ِ
أخذ النَّ ُ وعنهم
ُ العبادة، هدون فيها يف َ وي ْج َت َ
فلما ذلك آثار إسرائيل َّيةٌَّ . قيل :إ َّن ُه َب َلغ َُهم يف َ وتعظيمها ،وقد َ َ
فمنهم ذلكُ ، اس يف َ ف النَّ ُ ِ
البلدان ،اخ َت َل َ عنهم يف
ذلك ُ ْاش َت َه َر َ
يمها -منهم طائف ٌة ِمن عب ِ
اد من َقبِ َله منهم ووا َف َقهم على تعظِ ِ
ُ َّ ُ ُ ُ ُ َ
العلماء ِمن ِ
أهل ِ أكثر
ذلك ُ البصرة وغيرِ ِهم ،وأ ْنك ََر َ ِ ِ
أهل
الر ِ
حمن وابن أبي ُم َل ْي َكةَ ،و َن َق َل ُه ع ْب ُد َّ منهم عطا ٌء ُ الحجاز ُ - ِ
ِ
أصحاب قول وهو ُ ِ فقهاء ِ ِ أس َل َم عن ِ بن َزي ِ
أهل المدينةَ ، ْ بن د ُ ْ
ذلك ُك ُّل ُه بدعةٌ. ك وغيرِ ِهم -وقالواَ : مالِ ٍ
الش ِ
حناء ك ِّلها، در ِمن أنوا ِع َّالص ِ فأفضل األعما ِل :سالم ُة َّ ُ
األهواء والبد ِع التي َت ْق َت ِضي
ِ شحناء ِ
أهل ِ السالم ُة ِمن وأفض ُلها َّ
عليهم واعتقا َد ِ والحقد
َ وبغض ُهم
َ سلف األُ َّم ِة ِ ال َّط ْع َن على
ِ
القلب ثم يلي َ
ذلك سالم ُة م، ِ
ه ِ
وتضليل م ه ِ ِ
تبديع أو م تكفيرِ ِ
ه
َّ
المسلمين وإراد ُة الخيرِ ُلهم ونصيح ُت ُهم حناء لعمو ِمالش ِ ِمن َّ
َ
لنفس ِه. حب ِ ِ
ب ُلهم ما ُي ُّ
ْ ِ
وأن ُيح َّ
قولون ﴿ :ﭖ
َ المؤمنين عمو ًما بأن َُّهم َي
َ وقد َو َص َف ُ
اهلل
ﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟ
ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﴾ [الحشر.]10 :
وأما
ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﴾ [المائدةَّ .]72:
األرض على ِ
قتل ِ ُ
وأهل ِ
موات الس اجتمع ُ القتل؛ ِ
ُ
أهل َّ َ فلو
رجل مسل ٍم بغيرِ ٍّ
حق؛ أل َك َّب ُه ُم اهللُ جمي ًعا يف النَّار. ٍ
ُ
الخلق ِ
لسخط الج َّبار، ض عر ِ ت
َّ ال ن حذار ِ
م فحذار ِ
ِ الزنى،
وأ َّما ِّ
ُّ
أن َي ْزنِي ُ ِ
عبد ُه أحد أغير ِمن اهلل ْ
عبيد ُه وإماؤ ُه واهللُ َيغار ،ال َك ُّل ُهم ُ
بغض األبصار. وأم َر ِّ َ أجل َ أو َت ْزنِي أم ُته ِ
فمن ِ
الفواحش َ ذلك َح َّر َم َ َ ُ
السو َء و َق َص َد ل ُه ِ
ألخيه حناء؛ فيا َمن ْ
أض َم َر وأ َّما َّ
ُّ الش ُ
اإلضرار! ﴿ﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼ
َ
كفيك ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﴾ [إبراهيمَ ،]42:ي
ِ
مغفرة األوزار. ِ
أوقات ِ
المغفرة يف حرمان
ُ
المعاصي باب َ أس َِل��ى بِ ْ ال��م ْ��و
ب����ار َز َ
��د َ خ���اب َع�� ْب ٌ
َ
ِ ف يوم ِ ِ
صاص الق َل ْم َي َخ ْ َ ْ َ ����م����ا َج���ن���ا ُه
�����ح����� ُه م َّ
َو ْي َ
ب ال َّنواصي ـدا ُم ِم ْن َش ْي ِ ع���د األ ْق���ـ
���ر ُ ِ
�����و َم ف��ي��ه َت ْ
َي ْ
ِ
���اصَو َح����ي����ا ٌة يف انْ���تِ��� َق ٍ
ي�������اد ن������وب يف از ِْد ل���ي ُذ
ٌ
َل����م ل��ي ِ ����م ُ
ف��ي��ه َخ�لاص��ي ُ ����ل م���ا أ ْع���ـ ��م��ت��ى أ ْع ََف َ
29
29
خمتصر كتاب (لطائف املعارف) لإلمام ابن رجب
مسرورا بسوء العمل! ك ُْن ِمن ً بطول األمل! يا ِ مغرورا
ً يا
الموت على َو َجل ،فما َت ْدري متى َي ْه ُج ُم األجل. ِ
مستقبل يوما ال يس َتك ِْم ُلهِ ، لف :كم ِمن الس ِ َ
ومن ُ ٍ ً َْ بعض َّ قال ُ
ومسير ُه ألبغ َْض ُت ُم
َ َ
األجل غدا ال ُي ْد ِر ُك ُه ،إ َّنكُم لو َر ْأي ُت ُم
مؤم ٍل ً ّ
وغرور ُه.
َ َ
األمل
دور َع َل َّي ِم ْن ك ُِّل النَّواحي
َت ُ والمناي��ا
َ أن ُأ َخ َّل َ
��د ُأؤْ ِّم ُ
��ل ْ
أع َُلع ِّلي ال ِ وما
الصباحِ
يش إلى َّ َ ت َي ً
إن ْأم َس�� ْي ُ
وما أ ْدري َو ْ
َ
أص َب َح ِمن ُسك ِ
َّان الدنيا أو َغدا ْ ِ
طلب ُّ راح يف ِ
كم م َّمن َ
ِ
القبور غدا.
الم َج ِّه ُز يف َر ِح ِيل ْ
ك َو َق ْد َج َّد ُ ك َّك بِالم ِضي إلى س ِ
��بيل ْ َ كأن َ ُ ِّ
ك بِ َقولِ ِهم َله ا ْفر ْغ ِمن َغ ِ
سيل ْ اس�� َت ْع َجلو ُه َ
ف ٍ
��ل وجيء بِ ِ
غاس
ْ ُ ُ َ ْ َ َ
ك إ َلي ِهم ِمن كَثيرِ َك أو َق ِ
ليل ْ َو َل ْم َت ْح ِم ْل ِسوى َك َف ٍن َو ُق ْط ٍن
ْ ْ ْ ْ
ْت َع َل ْي ِه َم ْمدو ٌد بِطولِ ْ
ك َفأن َ الر ُ
جال إل ْي َ
ك َن ْع ًش��ا َو َق ْ
��د َم َّد ِّ
ك كور َك أو ِ
أصيل ْ ك يف ُب ِ لِ َح ْم ِل َ داع��وا
ْ ��م َت
��م إن َُّه ُ َو َص َّل ْ
��وا ُث َّ
30 30
خمتصر كتاب (لطائف املعارف) لإلمام ابن رجب
الم ِة يف نُزولِ ْ
ك ك بِ َّ
الس َ َو َم ْن َل َ ��ت َق ْب ً
��را أس�� َل َ
موك َن َز ْل َ َف َل َّم��ا ْ
كباد َعلى ُدخولِ ْالع ِ
ؤوف بِ ِ
َر ٌ َ��ك َي��و َم َت ْد ُخ ُل�� ُه َر ٌ
حي��م أعان َ
َف َذرنِي ِمن َقصيرِ َك أو َط ِ
ويل ْ الم ْو َتى َطويالً ف ُت ِ َف َس ْو َ
ك ْ ْ جاو ُر َ
ت َعلى َقبولِ ْ
ك َوبِاهلل ِ ْاس َت َعنْ ُ أخي ها َق ْد ن ََص ْح ُت َك َف ْاس َت ِم ْع لي
ِ
31
31
خمتصر كتاب (لطائف املعارف) لإلمام ابن رجب
Jفص ٌل L
رمضان يف قولِ ِه
َ الفطر َ
قبل َ الجه ِ
ال َّ
أن ولر َّبما َظ َّن ُ
بعض َّ
يومين»ُ ،يرا ُد ِ « :ال َت َق ِّدموا رمضانَ بصو ِم يو ٍم وال
ِ فوس ح َّظها ِمن َّ ِ ِبه اغتنا ُم
أنقبل ْ هوات َ الش لتأخ َذ النُّ ُ األكلُ ،
لألكل، ِ هي َّأيا ُم تودي ٍع : يقولون
َ ولهذا ِ،
م يابالص ذلكَ ن ُتمنَع ِ
م
َ ِّ ْ َ
قال ومن َ . ِ
حسات ن
َّ ال ِ
م ا األي ن و ُتسمى َتنحيسا ،واشتقا ُقه ِ
م
َ َّ ُ ً َ َّ
حوي، ُّ ابن ُد ُر ْس َت َو ْي ِه النَّ خطأ من ُهَ .ذك ََر ُه ُ فهو ٌ ِ
تنهيس بالهاء َ ٌ هو
َ
عند ذلك ُم َتل َّق ًى ِمن النَّصارى ،فإن َُّهم َي ْف َعلو َن ُه َ أصل َ أن َ و َذك ََر َّ
لم ماب ور . ه ن
َّ َ
ظ ن مم ٌ
وجهل ٌ
خطأ ه ُّ
ل ك وهذا م. ِ
ه ِ
صيام قربِ
َّ ْ ُ َّ ُ
المباحة بل َي َت َع َّدى ِ ِ
هوات منهم على اغتنا ِم َّ
الش ي ْق ِ
كثير ُ ْ ٌ ر تص َ
المبين. الخسران هو ِ
ُ ُ المحرمات ،وهذا َ َّ إلى
آخر: َ
وقال ُ
فاس ِقيانِي خمرا بِ ِ ِ
ماء الغَما ِم ً ْ بان ُمنْ��ذ ًرا بِ ِّ
الصيا ِم جا َء َش�� ْع ُ
نصيب ِمن
ٌ فالبهائم أع َق ُل من ُه ،ول ُه
ُ َو َمن كا َن ْت ِ
هذه حال ُه،
قولِ ِه تعا َلى﴿ :ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙ
ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﴾ [األعراف.]179:
ِ
العبادات رمضان الستثقالِ ِه ُم فهاء َي ْس َت ْث ِق َ
لون ِ
َ الس ُ وهؤالء ُّ
ال ال ُي َص ِّلي إالَّ الجه ِ ِ ِ ِ ِ ِ
فكثير من هؤالء َّ ٌ والصيامِ.الصالة ِّ فيه من َّ
نوب إالَّ الذ ِ كبائر ُّ ب رمضان إذا صام ،وكثير منهم ال يج َتن ِ َ يف
َ ُ َ ْ ٌ ُ َ
نفس ِه مفارق ُتها لمأ ُلوفِها، عليه ،وي ُش ُّق على ِ
َ
طول ِ رمضان ،ف َي ُ َ يف
ون
مصر َ ِ ِ
والليالي ليعو َد إلى المعصية ،وهؤالء ُّ َ األيا َم
فهو َي ُع ُّد َّ
َ
ومنهم َمن ال َي ْصبِ ُر فهم هلكىُ ، مونُ ، وهم َي ْع َل َ على ما َف َعلوا ُ
رمضان. َ على المعاصي ،فهو ِ
يواق ُعها يف َ
اإليمان و َز َّينَ ُه يف قلبِ ِه
َ به خيرا حبب ِ
إليه فمن أرا َد ُ
اهلل ِ ً َ َّ َ َ
اشدين، الر ِ َ وكَره ِ
َ فصار من َّ َ والعصيان
َ والفسوق الكفر
َ إليه َّ َ
33
33
خمتصر كتاب (لطائف املعارف) لإلمام ابن رجب
ب
فح َّب َ
يطان َ نفس ِه فأت َب َع ُه َّ
الش ُ ومن أراد ِبه شرا خ َّلى بي َنه وبين ِ
ُ َ ً َ َ
الغاوين.
َ فكان ِمن
َ والعصيان
َ َ
والفسوق الكفر
َ
ِ
إليه
34 34
خمتصر كتاب (لطائف املعارف) لإلمام ابن رجب
ف ُ
الليل، صالح جاري ًة ل ُهَ ،
فلما ان َت َص َ ٍِ بن
الح َس ُن ُ
وباع َ َ
الصالةَ! قالوا :أ َط َل َع الد ِار! َّ
الصال َة َّ ت فنا َد ْت ُه ْم :يا َ
أهل َّ قام ْ
َ
ثم جا َء ْت ت :وأن ُتم ال ُت َص ُّل َ
ون إالَّ المكتوبةَ؟! َّ الفجر؟ قا َل ْ
ُ
ون إالَّ ٍ
سوء ال ُي َص ُّل َ ت :ب ْع َتني على قو ِم الح َس ِن فقا َل ْ
إلى َ
َ
الفرائضُ ،ر َّدين ُر َّدين.
الموت.
َ فطر َك
واج َعل َ
الدنيا ْ الس ِ
لفُ :ص ِم ُّ بعض َّ َ
قال ُ
الش ِ صومون ِ
هوات فيه ِ
عن َّ َ قينَ ،ي
شهر صيا ِم الم َّت َ الدُّ نيا ك ُّلها ُ
ِ
صيام ِهم ِ المحر ِ
الموت ،فقد ان َق َضى ُ
شهر ُ مات ،فإذا جا َء ُه ُم َّ
عيد فطرِ ِهم.
واس َت َه ُّلوا َ
ْ
ذاك فِ ْطر ِص ِ ِ و َق ْد صم ُت عن َّلذ ِ
ات َد ْهرِ َي ُك ِّلها
يامي َو َي ْ��و َم لقاك ُْم َ ُ َ ُ ْ َ ْ
ِ
اآلخرة» ،و« َمن لم َي ْش َر ْبها يف
الخمر يف الدُّ نياْ ،
َ « َمن َش ِر َب
ِ
اآلخرة»(.)1 لم َي ْل ْ
بس ُه يف الحرير يف الدُّ نياْ ،
َ َلبِ َ
س
��ش��ت��اتِ ْ ���ب لِ َ دار َش��� َت ٍ ْ������ت يف ِ
��ك َف��� َت َّ
���أه ْ ���ات أن َ
���ن َش َ��ه��واتِ ْ
��ك ��م�� َت�� ُه َع ْ
ُص ْ ��و ٍم
ال��دنْ��ي��ا كَ�� َي ْ اج��� َع ِ
���ل ُّ َو ْ
�����و ِم َوف���اتِ ْ
���ك ِ
ـ�� َّل��ه يف َي ْ ��ر َك ِع�� ْن َ
��د الـ و ْل��ي��ك ِ
ُ��ن ف�� ْط ُ
َ َ ْ