Professional Documents
Culture Documents
أ.خالد زحزاح
الملخص :
يهدف هذا المقال الى تسليط الضوء على تأثير بيئة العمل الداخلية في الوالء التنظيمي لألفراد العاملين.
إن بقاء المؤسسات في ظل بيئة تتميز بالمنافسة التامة وعدم االستقرار مرهون بمدى دراسة سلوك أفرادها
والتأثير فيهم بالشكل الذي يؤدي إلى والئهم ورضاهم ومن خالل إشباع حاجاتهم ورغباتهم ،والتعامل معهم بما
يضمن توجيه جهودهم لخدمة أهداف المنظمة أيضا.
إن والء األفراد العاملين في المؤسسة ورضاهم عن العمل يجعل الفرد يتحرك في حدود ومجال ذلك الرضا عن
ّ
المهام واألعمال المخولة إليه وتنعكس بذلك مستويات األداء لديه وفقا لدرجات الرضا.
إن الوصول إلى أداء راق وعال من جانب العمال ال يتم إال عن طريق توفير بيئة عمل مناسبة ومحفزة
ويعد موضوع بيئة العمل من الموضوعات التي حظيت وما تزال تحظى باهتمام علماء السلوك اإلداري ،ولعل
السبب في ذلك هو أن بيئة العمل تعتبر أحد أهم المتغيرات التي تسهم بانعكاساتها على والء العاملين وبالتالي
على الكفاءة اإلنتاجية ثم على نتائج النشاط اإلداري.
المقدمة :
إن معيار التفرقة بين المنظمات الناجحة والمنظمات الفاشلة يكمن في مدى تحكمها وتأطيرها الصحيح ألهم
كما وكيفا بالشكل
مورد تمتلكه وهو العنصر البشري .الذي يعتبر الثروة النادرة التي تتسابق المنظمات لتوفيرها ّ
الذي يزيد من فعاليتها ،فهو وحده العنصر الذي يمتلك قدرات عالية على العطاء المتجدد ويحتوى طاقات كامنة،
تستطيع المؤسسة استغاللها االستغالل األمثل وتوجيهها لتحقيق أداء مرتفع وهو األمر الذي تسعى إليه كل
مؤسسة.
إن رغبة الفرد في العمل تعكس بالضرورة كفاءة أدائه ،هذه الرغبة وبدون أدنى شك تصبح إحدى المهمات
الصعبة التي تواجه اإلدارة في المنظمة وبالخصوص إدارة الموارد البشرية والتي تنحصر في كيفية إثارة رغبة
الفرد وتوجيه السلوك الناتج عنها في االتجاه الذي يحقق األداء المطلوب وبالتبعية أداء المنظمة.
فوجود بيئة عمل داخلية مالئمة للعمل ومثالية ومشجعة تعتبر مقوما اساسيا لنجاح أي منظمة ،فالمنظمة اليوم
تسعى لتحقيق اهدافها من خالل تحقيق مستويات عالية من الوالء لموظفيها بمختلف مستوياتهم االدارية
واالهتمام بهم كموارد بشرية هامة وتهيئتهم وتنمية قدراتهم واستغالل طاقاتهم.
وتزايد اهتمام المنظمات في الوقت الحالي بموضوع البيئة التي يقوم فيها االفراد باداء المهام الموكلة اليهم
واخذت هذه المنظمات تدرك ان فهم بيئة العمل قد اصبح االسلوب االمثل للتعرف الى المؤشرات ذات االثر
المباشر في سلوك العنصر البشري ودوافعه ووالئه والوسيلة الرئيسية لتحسين الوالء وتطويره وزيادة الكفاءة
واالنتاجية من خالل تلبية حاجات العاملين النفسية واالجتماعية والمادية
ويعد العنصر البشري العنصر االهم في بيئة العمل فهو يؤثر فيها ويتأثر بها على جميع األصعدة اإلدارية
والهيكلية والفنية ويقع على عاتق المنظمة مسؤولية تطوير وتنمية الموارد البشرية الموجودة في المؤسسة لتحقيق
اهداف العاملين بها وتحقيق التوازن بين مصالحها ومصالح افرادها وزيادة ثقة العاملين فيها ورفع روحهم
المعنوية ،الن نجاح المنظمة اليوم في تحقيق اهدافها يعتمد بشكل على جهود العاملين بها ومدى تفانيهم في
ا لقيام بمهام واالعمال الموكلة لهم ،وكان البد من توفير البيئة الداخلية التي تساعد على تحقيق الوالء التنظيمي
من خالل دعم الثقة والدافعية والحوافز واالستقرار الوظيفي وعدالة نظام االجور والرواتب.
ان عدالة سياسات ادارة الموارد البشرية ومناسبة البيئة المادية الداء العمل من اهم معززات االلتزام والوالء
التنظيمي من خالل بعث الطمأنينة والثقة ،فالتعامل القائم على الثقة بين االدارة والعاملين قد يجلب في نفوسهم
دافعا قويا نحو العمل يظهر أثره في تحسين االداء وزيادة االنتاجية والعمل بروح الفريق ومن ثم زيادة االنتماء
والوالء وااللتزام التنظيمي)(1
حيث لم المنظمات اليوم مبنية على االكراه ابدا بل اصبحت بشكل متزايد مبنية على الثقة التي بيئة العمل
المادية المناسبة في تعميق اثرها في مواجهة ظغوط العمل والصراعات التنظيمية مما يسهم في ترسيخ الوالء
واالنتماء وااللتزام باداء مهام العمل)(2
ويدفعهم للعمل واالنجاز بفعالية وكفاءة حيث يتطلب بناء جسور الثقة بين العاملين توافر المصداقية والعدالة
واالهتمام والعمل في بيئة تنظيمية محفزة)(3
ويعد الوالء التنظيمي مطلبا اساسيا الي منظمة كونه يدعم قوة أي منظمة في تميزها عن المنظمات االخرى
وهذا الياتي اال اذا توفرت بيئة عمل مناسبة.
وقد ذكر أوشي في دراسة له أن سعي المنظمات لكسب والء موظفيها امر مبرر بل ضروري لما يترتب على
الوالء من مكاسب كثيرة بالنسبة للمنظمة تتمثل في رضاهم الوظيفي ،وزيادة قدرتهم على االبداع واالنتاجية
واحترامهم النظمة وقوانين العمل فعلى سبيل المثال استطاعت اليابان ان تحول هزيمتها القاسية في الحرب
العالمية الثانية الى نجاح مذهل من خالل بناء منظمات تتميز بوالء موظفيها لها وتفانيهم في خدمتها حيث
يشعر الموظفون اليابانيون في كافة المستويات االدارية والتنفيذية بانهم جزء من اسرة كبيرة.
ويهدف هذا المقال لتسليط الضوء على العالقة بين تأثير بيئة العمل الداخلية على الوالء التنظيمي ؟
بيئة عمل المنظمة هي جزء من البيئة العامة ذو التأثير المباشر على أهداف المنظمة ،وتتكون من العمالء
والموردين والعاملين بالمنظمات والمنافسين وجماعات التأثير أو الضغوط المتواجدة بالبيئة ومن ثم فإن بيئة عمل
المنظمة تشتمل على مجموعة المتغيرات أو القيود أو المواقف أو الظروف التي يمكن أن تكون غير خاضعة
لسيطرة ورقابة المنظمة .
وبمعنى أخر فأن بيئة المنظمة هي مصدر الحصول على المال والمواد والقوى العاملة وغيرها من مستلزمات
الزمة للمنظمة وهي البيئة ويتم تقديم منتجات وخدمات المنظمة إليها.
-البيئة الداخلية :وتتمثل في العناصر داخل المنظمة ،والتي تنفرد بها دون غيرها من المنظمات ،من
أهداف وسياسات إدارية وأنظمة عمل وتنظيم إداري وموارد بشرية وغيرها.
-البيئة الخارجية :وتتمثل في العناصر البيئية الخارجية ذات العالقة أو التأثير على المنظمة ،وتشترك
فيها المنظمة مع المنظمات األخرى.
-البيئة الكلية :وتشتمل على كل من عناصر البيئة الداخلية وعناصر البيئة الخارجية معا.
عند الحديث عن البيئة فنحن نتكلم عن مفهوم واسع تجاوز مفهوم التنظيم نفسه ،فالمنظمة تعيش ضمن
نظام شامل وهي فيه نظام فرعي ،وهذا النظام الواسع هو البيئة ،تعرف البيئة بأنها المجال الذي تحدث فيه
اإلثارة والتفاعل لكل وحدة حية ،أو هي كل مايحيط باإلنسان أو المنظمة من طبيعة ومجتمعات بشرية ونظم
إجتماعية وعالقات شخصية ،كما يمكن تعريفها بأنها اإلطار الذي تعمل أو توجد فيه المنظمة االجتماعية
،كذالك تعرف البيئة بأنها تلك األحداث و المنظمات والقوى األخرى ذات الطبيعة اإلجتماعية ،اإلقتصادية
،التكنولوجية ،والسياسة الواقعة خارج نطاق السيطرة المباشرة لإلدارة ،وتعرف البيئة أيضا بأنها الظروف
والعوامل المحيطة بالمنظمة والتي لها عالقة مع العمليات التشغيلية للمنظمة،ويقصد بالعوامل المحيطة
الظروف السياسية و اإلقتصادية والتكنولوجية و اإلجتماعية والثقافة البشرية التي تعتبر ذات تأثير على أداء
وفاعلية المنظمة.
البيئة الداخلية للمنظمة تضم كل ماهو داخل أسوار أو مبنى المنظمة ،البشر مديرون ومرءوسون وعالقاتهم
التبادلية ،ومدى والئهم والتزامهم ودافعيتهم ،وكذا النظم والسياسات اإلدارية والتجهيزات المستخدمة (مدى
كفايتها وكفائتها و فاعليتها) والموارد البشرية والفنية والسوقية ( السمعة والفروع ....الخ) والمالية والمعلوماتية
،ومستوى التكنلوجيا ،وتصميم أوطبيعة العمل والظروف المادية للعمل كاإلضاءة والتهوية و الضوضاء و
النظافة ،وكذا الظروف المعنوية أي كل مايؤثر في معنويات وانتاجية اإلدارات والعاملين رؤساء ومرءوسين
،ويفيد تحليل البيئة الداخلية للمنظمة في تحديد نقاط قوة وضعف المنظمة ،نقاط القوة التي يمكن تعزيزها
والبناء عليها ونقاط الضعف التي يتعين معالجتها ،أما المجاالت التي يمكن أن تجسد نقاط قوة أو ضعف
المنظمة ،فهي نظمها الفرعية ،مثل نظم التسويق و اإلنتاج والموارد البشرية والشؤون المالية والبحوث
والتطوير،والمعلومات.
تمثل البيئة الداخلية للمنظمة المستوى البيئي التنظيمي الداخلي المرتبط بشكل محدد ودقيق بالتطبيقات
اإلدارية والتنظيمية لمنظمة األعمال ،لذالك فإن إختالف البيئة الداخلية لمنظمات األعمال يتجسد بإختالف
في قدرات هذه المنظمات ونواحي قوتها الجوهرية أو ضعفها والتي من الممكن أن تصبح محددا أساسيا
إلستغالل الفرص أو التعامل مع التهديدات في البيئة الخارجية للمنظمة(7).
ويعتبر موضوع البيئة الداخلية من الموضوعات الحديثة التي إنتشرت مؤخ ار في الدراسات اإلدارية والسيما
السلوكية منها ،حيث تعددت البحوث المهتمة به فضال عن تناوله في أغلب المؤلفات والدراسات التنظيمية
،فالمنظمات بشكل خاص تمتلك سمات مميزة أو فريدة دائما فلكل منها ثقافتها وتقاليدها ،وطرقها الخاصة
في تحقيق أهدافها ،األمر الذي يشكل بمجموعة مناخها الخاص عند من يتعامل معها (8).
وتعد بيئة العمل الداخلية البوتقة التي تنصهر فيها جميع الوظائف واألنشطة واألعمال والمهام الالزمة
لتحقيق أهداف المنظمة في ضوء الثقافة التنظيمية السائدة لتؤدي في النهاية إلى مخرجات تعبر عن أداء
المنظمة وأداء العاملين فيها.
ترى الدهان أن بيئة العمل الداخلية تتأثر بشكل كبير باألنظمة واإلجراءات وأنماط القيادة واالتصاالت
والتقنيات المستخدمة ،باعتبارها مؤثرات رئيسية ال يمكن إغفال تأثيرها لذلك عرفتها الدهان بأنها :التقنيات
المستخدمة في العمل ،واإلجراءات واألنظمة ومجموعات العمل ،وأنماط االتصاالت ،وأسلوب القيادة السائدة
وغيرها.
أما العديلي فجمع بين تأثير العوامل التنظيمية والعوامل الوظيفية باعتبار بيئة العمل الداخلية ناتجة عن
تأثير هذه العوامل متضافرة ،فعرفها بأنها :العوامل والخصائص الداخلية للمنظمة التي يعمل بها الموظف
مثل األنظمة واجراءات العمل والرواتب والجزاءات والحوافز المادية والمعنوية والعالقات السائدة في بيئة
العمل ونوع العمل وظروف العمل.
وقصر حمزاوي بيئة العمل على العوامل والتجهيزات المادية ،فعرفها بأنها :المكونات المادية المتوافرة داخل
مقر العمل من ضوضاء ودرجة ح اررة واضاءة وتصميم مكاتب وأدوات مكتبية مساعدة .
وأضاف القريوتي القيم واالتجاهات كعوامل تنظيمية مؤثرة على السلوك التنظيمي داخل بيئة العمل الداخلية
،لذلك عرفها بأنها :القيم واالتجاهات السائدة داخل التنظيمات اإلدارية ،ومدى تأثيرها على السلوك التنظيمي
للعاملين وعلى مجمل العملية اإلدارية.
أما القحطاني فجمع أيضا بين ظروف العمل المادية والظروف الوظيفية ،فعرف بيئة العمل الداخلية بأنها :
ال ظروف المادية للعمل والتي تحيط باإلنسان كالتهوية واإلنارة ووسائل األمن والسالمة والظروف المكتبية
،وأيضا ماهية وطبيعة الوظيفة التي يشغلها الشخص ومد تسببها في إحداث ضغوط العمل الوظيفية ،خاصة
أن هنالك بعض الوظائف بطبيعتها تؤدي إلى حدوث ضغوط العمل كتلك التي تتطلب مقابلة الجمهور ،أو
تلك التي ال تسمح بالترقية والتقدم والنمو الوظيفي ،أو تلك الوظائف التي تشمل على مسؤولية إدارة األفراد
أو التي ترتبط بمواعيد محددة لتناوب العمل.
عرف عقيلي بيئة العمل بأنها نشاط يشتمل على مجموعة من األعمال و اإلجراءات الفنية و اإلدارية ،يهتم
بدراسة الظروف المناخية والنفسية السائدة في أماكن تنفيذ األعمال داخل المنظمات بوجه عام والصناعية
بشكل خاص ،وتصميم البرامج المتخصصة من أجل السيطرة عليها وازالة مصادر ومسببات الحوادث
واألمراض المحتملة نالتي يمكن أن تصاب بها الموارد البشرية أثناء تأدية أعمالها والناتجة عن طبيعة هذه
األعمال ،او عن الظروف المناخية والنفسية المحيطة بها ،وذلك للعمل على توفير سبل الحماية الكفيلة
لتالقي هذه المخاطر وأثارها السلبية على سالمة وصحة الموارد البشرية في مكان العمل ،أو على األقل
التخفيف من األثار وايجاد بيئة ومناخ عمل مادي نفسي سليم وصحي ،يحافظ على هذه الموارد من أي
خطر(10).
التعريف اإلجرائي لبيئة العمل :هي ذلك الحيز أو الميدان الذي يعمل فيه األفراد ويشمل كل من الحوافز و
المكافآت وظروف العمل ودرجة المشاركة في اتخاذ الق اررات واألنظمة والتعليمات واللوائح والحاجات
الخاصة بالعاملين.
-1بيئة العمل المادية :وتشتمل على الظروف المناخية السائدة في مكان العمل داخل المنظمة ،كالتهوية
،واإلضاءة ،النظافة ،ضغط العمل ،مساحات العمل ،الضجيج ،عدد ساعات العمل ،فترات الراحة ...الخ
هذه الظروف ذات انعكاس وتأثير في سلمة وصحة الموارد البشرية في العمل وفاعلية أدائها .
-2بيئة العمل النفسة و االجتماعية :وتشتمل على المناخ االجتماعي العام وطبيعته ،والروابط االجتماعية
،والعالقات الشمولية السائدة بين الموارد البشرية في مكان العمل ،والصراعات التنظيمية الموجودة بين
العاملين ،فهذه الجوانب لها انعكاس كبير على الناحية النفسية لدى كل من يعمل في المنظمة ،ويمكن تحديد
نطاق هذه الجوانب فيما يلي :
بيئة العمل ترتبط أساسا بإدارتها بشكل صحيح وادارة بيئة العمل تتضمن اآلتي (11):
-1إدارة بيئة العمل عملية إدارية تشتمل على نشاطات أربعة هي:
*التخطيط :ينظر في الوقت الحاضر إلى مسألة السالمة والصحة في مكان العمل على أنها مسألة إستراتيجية
تحتاج إلى تصميم البرامج الالزمة لتحقيق أهدافها على المدى البعيد ،فتوفير الشعور باألمان في العمل مسألة
حتمية المجال للجدال حول أهميتها.
*التنظيم :تحتاج السالمة والصحة في مكان العمل إلى جهود تنظيمية وذالك في مجال الهيكل التنظيمي ،وفي
مجال التصميم الداخلي لبناء المنظمة ،تماشيا مع متطلبات تنفيذ برامج السالمة والصحة.
* التوجيه :ويعبر عن حمالت النوعية الموجهة للموارد البشرية في المنظمة التي يجب القيام بها ،لتوضح لهم
مدى أهمية تقيدهم بتعليمات وارشادات السالمة والصحة المهنية في مكان العمل ،وذلك لمنفعتهم ومنفعة
المنظمة.
*الرقابة :يحتاج تنفيذ جهود السالمة والصحة إلى متابعة مستمرة ،للتأكد من مدى التقيد بتعليماتها وتوجيهاتها
من قبل الموارد البشرية وحسن تطبيقها لها ،وال تقتصر الرقابة على المتابعة فحسب ،بل تشمل على تقييم هذه
الجهود (البرامج) ومدى نجاحها في تحقيق أهدافها.
تتأثر بيئة المنظمة الداخلية بعدة عوامل يأتي في مقدمتها المواد الخام المستخدمة في العمل ،والموارد البشرية
،والموارد المالية واالقتصادية ،وغيرها من العوامل التي يمكن استعراضها بإيجاز على النحو التالي:
-1المواد الخام :تحصل المنظمة على ما تحتاجه من مواد خام من البيئة الخارجية ،وتشمل هذه
االحتياجات كل شيء بداية من األوراق إلى األقالم مرو ار باألجهزة والمعدات والتقنيات ،واألثاث المكتبي
والتجهيزات المكتبية وغيرها ،وجميع ما تحتاجه بيئة العمل المادية .
-2الموارد البشرية :تؤثر الموارد البشرية الموجودة في المنظمة في بيئتها الداخلية ،فهذه الموارد وما
تضمه من إداريين وفنيين وعمال وذوي خبرات ومهارات متنوعة للقيام بمهام وأعباء العمل تؤثر على
كمية العمل المنجز ودرجة جودته في ضوء ما تمتلكه من مهارات وامكانات وقدرات ،لذلك تهتم
المنظمات بإدارة الموارد البشرية بهدف تحقيق االستخدام الفاعل للموارد البشرية المتوفرة في المنظمة،
فضال عن أتخاذ اإلجراءات الالزمة ألنشطة االستقطاب واالختيار والتعين والتدريب لرفع مهارات األفراد
بدرجة تمكنهم من أداء العمل بكفاءة وفاعلية لمساعدة المنظمة في تحقيق أهدافها.
-3الموارد المالية :يؤثر توافر الموارد المالية إيجابا على بيئة المنظمة الداخلية من خالل توفير عناصر
البيئة المادية المريحة ،فضال عن تحقيق األمن الوظيفي واشعارهم بالثقة ،بخالف الضيق والعسر
االقتصادي الذي يهدد وجودهم ويقلق تفكيرهم حول احتماالت البقاء أو توفير المستلزمات الضرورية
للتواجد المريح.
-4النمط القيادي :يعد نمط اإلشراف والقيادة من العوامل الرئيسية في تحديد طبيعة المناخ التنظيمي داخل
بيئة المنظمة فاإلشراف التسلطي (المركزي) يحد من مبادرات العاملين ومساهماتهم ،بخالف اإلشراف
الالمركزي الذي يسهم في تحسين بيئة العمل الداخلية وزيادة التألف والرغبة في التجديد واالبتكار
واإلبداع.
-5السياسات اإلدارية :تسهم السياسات اإلدارية الموضوعية والعادلة في تهيئة األجواء المريحة والمناخ
التنظيمي المشجع والبيئة التنظيمية المعززة لإلبداع واالبتكار ،أما السياسات اإلدارية المتحيزة أو
العشوائية ،أو إذا كانت غير موجودة أساسا ،فإن غيابها أو عجزها أو سوء يجلب أجواء سلبية وبيئة
تنظيمية محبطة للعزائم تخفض معنويات العاملين وتؤثر سلبا على مستوى أدائهم.
-6القيم المهنية :المنظمة التي تشبع فيها القيم الخبرة التي تحترم الفرد وتحرص على إنضاجه وبنائه
ورفاهيته وتحافظ على كرامته واحترامه تصبح مالذا أمنا لالستمرار والبقاء والعطاء ،بخالف القيم المادية
والمنفعية واالستغاللية التي تتعامل مع الفرد وفق معادالت الربح والخسارة أو مقولة أعط وخذ ،أو
توظف حاجاتهم وظروفهم الصعبة لصالحها ،فإنها تسهم في تسربهم أو تحفيزهم لترك المنظمة في
الوقت المناسب.
-7الهياكل التنظيمية :كلما كانت الهياكل التنظيمية مرنة ومفتوحة ومستوعبة للظروف ومتفهمة للمواقف
،كلما شجعت على االبتكار واإلبداع والتجديد والتكييف مع الحاالت ،أما الجمود والروتين والمركزية
الشديدة والرسمية في اإلجراءات والهرمية في االتصاالت فتؤدي إلى مشكالت عديدة تجعل بيئة العمل
جافة ومثبطة
-8خصائص األفراد العاملين وصفاتهم الشخصية :تجلب عوامل السن والعمر والجنس والشهادة والخبرة
السابقة وفلسفة األفراد نحو الحياة والمستقبل وغيرها من العوامل الشخصية واألجواء البيئية اإليجابية
والسلبية(13).
في اللغة أولى اسم تفضيل من الولي وهو القرب ،وتستعمل في القرب المعنوي ويقال أولى الناس بك ،أي
أخصهم بك وأقربهم إليك منزلة).(14
ينطوي الوالء التنظيمي على أهمية قصوى ألي منظمة مهما كان نوع نشاطها وما اهتمام المدراء ورجال األعمال
به إال دليل على حساسيته ،ووقوعه في أهم المرتكزات التي تواصل بها المؤسسة عملها بطريقة يتحقق معها
التقدم ،وتحقيق النجاحات في جميع المجاالت سوآءا الربحية المادية أو المعنوية المتعلقة بارتباط أفراد المؤسسة
ببعضهم وتمسكهم بالعمل فيها هذه العالقة الحساسة تدفع بنا إلى محاولة فهم الوالء التنظيمي وأهميته ،وكيف
يتم بناؤه داخل المؤسسة ليصبح متمثال من قبل األفراد لتسهيل التواصل وتفعيل األداء وتحقيق الرضا إلى غير
ذلك من الجوانب اإليجابية.
على الرغم من التطور الذي عرفته العلوم االجتماعية واإلدارية عقب الحرب العالمية الثانية ،فإن موضوع الوالء
التنظيمي لم يحظى إال بالنذر اليسير من الدراسات ،والمفاهيم المرتبطة به غالبا ما بجانبها الغموض ويكتنفها
نوع من الصعوبة ،نظ ار لتعدد العوامل والمتغيرات المؤثرة فيه والناتجة عنه واختالف مداخل دراسته ،ونتائج
الدراسات التي تناولته لكونه ظاهرة نفسية لم تدخل ضمن اهتمام العلماء والباحثين إال في نهاية الستينيات وأوائل
السبعينيات.
عرفت ماري شيلدون الوالء التنظيمي بأنة "اتجاه الفرد نحو المنظمة والذي يربط بدوره ذات الفرد مع المنظمة
التي يعمل بها " أما ريلي وتشاتمان فيعرفه على اعتبار أنه "يمثل االلتحام النفسي للفرد مع المنظمة التي عمل
بها ،وأن أساس هذا االلتحام يختلف عن األسباب التي تؤدي إليه أو النتائج التي تترتب عليه" لذلك فإن الوالء
عند الفرد كما يرى كل من شيلدون وتشاتمان إنما يقوم على ثالث أسس هي االلتحام وهو الذي يمثل الخضوع
وال يكون إال بالتزام الفرد بمجموعة القيم التي تحكم سلوكه ،إضافة إلى التوحد والتدريب أي جعل المنظمة جزءا
من ذات الفرد).(15
وال عجب أن نجد الوالء التنظيمي من العناصر الرئيسية لقياس مدى التوافق بين األفراد من جهة وبين المؤسسة
من جهة أخرى إذ كلما زاد هذا التوافق حققت المؤسسات الكثير من أهدافها وتطلعاتها).(16
أما علماء االجتمـاع فيعتبرون مفهوم الوالء مفهوما قديما وأن الوالء التنـظيمي عندهم هو امتداد للوالء
االجتماعي ،المتمثل في مشاعر الفرد ووالئه وانتمائه للمجتمع الذي يعيش فيه).(17
-عرف العجمي :الوالء التنظيمي بأنه" يتمثل في رد الفعل لدى الموظف تجاه خصائص المنظمة التي ينتمي
إليها ،كما يعني إحساس الموظف بارتباطه بأهداف وقيم المنظمة والدور الذي يقوم به لتحقيق هذه األهداف،
وااللتزام بالقيم الوظيفية من أجل المنظمة وليس من أجل مصالحه الخاصة" و يرى أيضا بأنه يعني "العمل على
إيجاد نوع من التوافق بين أهداف الفرد والمنظمة على حد سواء فالعامل أو الموظف الذي يؤمن بأهمية أهداف
المنظمة غالبا ما يتولد لديه إحساس إيجابي ووالء لها إضافة إلى تزايد رغبته بالبقاء في العمل كما يدفعه هذا
الشعور إلى المزيد من العطاء الجيد؛ مما يجعل مثل هذه المنظمات التي يتميز منسوبيها بهذه السمات أكثر
قدرة على التفاعل اإليجابي مع بيئتها").(18
ولذلك نجد أن العاملين في المنظمات ذات الثقافة القوية يتميزون بدرجة عالية من االلتزام واالنتماء للمؤسسة،
واإلجماع الواسع على القيم واالعتقادات المركزية والتمسك بها بشدة من قبل الجميع ،يزيد من إخالص العاملين
ووالئهم والتصاقهم الشديد بالمنظمة ،وهذا يمثل ميزة تنافسية هامة للمنظمة تعود بنتائج إيجابية عليها.
كما أن طبيعة االنتماء الجماعي للفرد تعمل على تكوين اتجاهاته ،ذلك أن عددا من اتجاهات الفرد يمكن أن
يرجع مصدرها إلى الجماعة التي ينتمي إليها ،والتي يكون نحوها مشاعر والء قوية وعميقة ،ومن أجل هذا
تعكس اتجاهاته وباستمرار قيم الجماعة ومعتقداتها ومعاييرها فكل فرد في المجتمع هو عضو في عدد كبير من
الجماعات الكبيرة ،التي عالقاته معها غير مباشرة ،جماعة األصدقاء ،وجماعة النادي الخاص ،والفرد يشارك
في ثقافة المجتمع ولكنه في نفس الوقت يشارك في الثقافات الفرعية التي تميز الجماعات الخاصة التي ينتمي
إليها بمشاعر والء مركزية).(19
ويعرف الوالء بأنه درجة تطابق الفرد مع منظمته وارتباطه بها ورغبته في بذل أكبر عطاء أو جهد ممكن لصالح
المنظمة التي يعمل فيها ،مع رغبة قوية في االستمرار في عضوية هذه المنظمة ،حيث أن هذا المفهوم يتصف
بالشمولية واإليجابية فالعالقة طبعا لهذا المفهوم يجب أن تكون إيجابية وديناميكية وتقوم على االقتناع الداخلي
بأهداف أو غايات التنظيم ليس لمجرد تقييم لما يحصل عليه الفرد من مزايا ومنافع مختلفة ،بل لالرتباط
الوجداني الذي يتمثل في والئه للمنظمة ويعزز رغبته للبقاء في العمل واالستمرار فيه).(20
ويعرف الوالء بأنه" اتجاه حول والء الفرد للمنظمة ،وهو عملية مستمرة يقوم بها العاملون في المنظمة من خاللها
بالتعبير عن اهتمامهم وحرصهم على المنظمة واستمرار نجاحها وبقائها").(21
وهو "حالة توحد العامل مع المنظمة التي يعمل فيها ،ومع أهدافها ورغبته في المحافظة على عضويته
فيها") ، (22إال أن هناك إجماعا من قبل الباحثين على أن الوالء التنظيمي مفهوم متعدد األبعاد ،يعكس مدى
االنسجام والترابط بين الفرد والمنظمة.
وترى "كانتور " Kantorأن للوالء االجتماعي ثالث أبعاد يركز عليها هي الوالء المستمر ويقصد به تخصيص
الفرد لحياته من اجل بقاء حياة الجماعة واستمرارها ،ويتم هذا من خالل تضحية الفرد واستثماراته الشخصية،
ثانيا الوالء التنظيمي التالحمي وهو ارتباط الفرد بعالقات اجتماعية متمثلة بسلوك الفرد المؤدي إلى تقويم
اإلحساس لتماسك وتالحم المجموعة والتخلي عن السلوك المؤدي إلى التفكك واالنفصال على الجماعة ،ثالثا
الوالء التنظيمي المنضبط وهو االرتباط بمبادئ الجماعة وبمعاييرها من خالل تنصل الفرد لمبادئه السابقة
واستسالمه الكامل لق اررات وسلطة الجماعة).(23
هو احترام السلطة الفوقية وااللتزام باألوامر وبالتالي اقامة عالقة جيدة مع اعضاء المؤسسة والتعلق بها أو
التعلق بالتنظيم تعلقا خالصا دونما اعتبار التقدير).(24
ويرى "أورلي" و "جاتمان" بأنه قوة ارتباط التي تربط الفرد بالمنظمة مما يدفعه الى االندماج في العمل وتبني قيم
المنظمة).(25
ويرى "ستبرز" أن الوالء التنظيمي هو شعور انتماء العامل لمؤسسته ومساهمته الفعالة بها.
هو الشعور االيجابي الذي يمتلك الموظف تجاه منظمته وذلك عن طريق االخالص لها واالرتباط بها
واالحساس فيها والتزام بما يوكل له وذلك من خالل بذل الجهد بما يعزز من نجاحها وتحقيق اهدافها.
توجد عوامل تعمل على خلق وتنمية الوالء التنظيمي ،حيث يرى ستيزر أن األفراد يدخلون المنظمات وعندهم
مهارات محددة ،باإلضافة إلى رغبات وأهداف معينة ويتوقعون في المقابل أن تستغل مهاراتهم ،وحينما يدركون
أن المنظمة اهتمت بتيسير ذلك فان والؤهم سيزداد وتتطابق أهدافهم وقيمهم مع قيم وأهداف المنظمة).(26
وعلى كل فقد تنوعت آراء الباحثين حول مراحل الوالء التنظيمي ،فهناك من يرى أن للوالء مرحلتين ترتبطان
بعملية ارتباط الفرد بالمنظمة هما:
-1مرحلة االنضمام للمنظمة التي يريد الفرد العمل بها :غالبا ما يختار الفرد المنظمة التي يعتقد أنه تتحقق
رغباته وتطلعاته.
-2مرحلة االلتزام الوظيفي :أي المرحلة التي يصبح فيها الفرد حريصا على بذل أقصى جهد لتحقيق أهداف
المنظمة للنهوض.
وهناك من يرى بأنه يمكن التمييز بين ثالث مراحل للوالء كاآلتي:
- 1اإلذعان وااللتزام :حيث يكون التزام الفرد في البداية مبنيا على الفوائد التي يحصل عليها من المنظمة
وبالتالي فهو يقبل سلطة اآلخرين ويلتزم بما يطلبونه.
-2مرحلة التطابق والتماثل بين الفرد والمنظمة :حيث يقبل الفرد سلطة اآلخرين وتأثيرهم رغبة منه في
االستمرار بالعمل في المنظمة ألنها تشبع حاجاته لالنتماء والفخر بها.
-3مرحلة التبني :حيث يعتبر الفرد أن أهداف المنظمة وقيمها مطابقة ألهدافه وقيمه ،وهنا يحدث االلتزام نتيجة
لتطابق األهداف والقيم).(27
*مرحلة التجربة :وهي التي تمتد من تاريخ مباشرة الفرد لعمله ولمدة عام واحد يكون الفرد خاللها خاضعا
للتدريب واإلعداد و التجربة ،حيث ينصب اهتمامه على تأمين قبوله في المنظمة ومحاولة التأقلم مع الوضع
الجديد والبيئة التي يعمل فيها ،وتكييف اتجاهاته مع اتجاهات التنظيم وادراك ما يتوقع منه واظهار خبراته
ومهاراته في أدائه.
*مرحلة العمل واالنجاز :تتراوح مدة هذه المرحلة بين عامين وأربعة أعوام تلي مرحلة التجربة يسعى الفرد
خاللها إلى تأكيد مفهومه لإلنجاز ويتبلور في ذهنه وضوح الوالء للعمل والمنظمة.
*مرحلة الثقة بالتنظيم :في المرحلة يزداد والء الفرد وتتقوى عالقته بالتنظيم ،وينتقل إلى مرحلة النضج .
-يعبر الوالء التنظيمي عن استعداد الفرد لبذل أقصى جهد ممكن لصالح المنظمة ورغبته الشديدة في البقاء بها
ومن ثم قبوله وايمانه بأهدافها وقيمها.
-يساهم الوالء التنظيمي في بناء شبكة واسعة من العالقات اإلنسانية التي تساعد على اإلحساس
بالمنظمة) ،(28وبالتالي فهو متعدد ا ألبعاد وعلى الرغم من اتفاق غالبية العلماء والباحثين في هذا المجال على
تعدد أبعاده ،إال أنهم يختلفون في تحديدها ،ومن أسباب تعدد هذه األبعاد مايلي:
-أي منظمة مكونة من عدة فئات وكل فئة من هذه الفئات لها أهدافها الخاصة بها ،وليس بالضرورة أن تشترك
هذه الفئات في هدف واحد.
-يوجد داخل كل منظمة في العادة مجموعة من التكتالت ،وكل تكتل يحاول الحصول على منافع خاصة له
دون اآلخرين.
يشير الوالء التنظيمي إلى الرغبة التي يبديها الفرد من أجل المشاركة في العمل) ،(29وتزويد المنظمة بالحيوية
والنشاط ومنحها الوالء.
إن الوالء ال تنظيمي حالة غير ملموسة يستدل عليها من ظواهر تنظيمية تتابع من خالل سلوك وتصرفات األفراد
العاملين في التنظيم ،والتي تجسد مدى والئهم.
أنه يفتقد خاصية الثبات ،بمعنى أن مستوى الوالء التنظيمي قابل للتغير حسب درجة تأثير العوامل األخرى فيها،
أي أنه لن يصل إلى مستوى الثبات ودرجة التغير فيه تكون أقل نسبيا من درجة التغيير التي تتصل بالظواهر
التنظيمية األخرى).(30
يستغرق الوالء التنظيمي في تحقيقه وقتا طويال ألنه يجسد حالة قناعة تامة للفرد ،كما أن التخلي عنه ال يكون
نتيجة لتأثير عوامل سطحية طارئة ،بل قد يكون نتيجة لتأثيرات استراتيجية.
يتأثر الوالء التنظيمي بمجموعة الصفات الشخصية ،والعوامل التنظيمية والظروف الخارجية المحيطة بالعمل.
البد من اإلشارة بداية إلى أنه لكل منظمة أهداف تسعى إلى تحقيقها ،وال يكون هذا إال من خالل تظافر جهود
جميع األفراد داخلها وبالتالي فان الوالء التنظيمي يعتبر من العوامل األساسية التي يجب على المؤسسة
تدعيمها ،ومن ثم استغاللها ولما نقول المؤسسة فالمقصود هنا المستويات العليا لإلدارة لما للوالء من أهمية
تتمثل في النقاط التالية:
التوفيق في العالقة القائمة بين العامل ومنظمته من خالل خلق جو من التعاون واأللفة والتكامل ،بدال من
التنافر ونستطيع القول بأن الوالء يعتبر عامال هاما في التنبؤ بفاعلية المنظمة.
ارتفاع مستويات الوالء التنظيمي ينتج عنها انخفاض في مستويات مجموع من الظواهر السلبية وخفض آثارها
"فالوالء ا لتنظيمي يعتبر من أكثر المسائل التي أخذت تشغل بال إدارة المنظمات كونها أصبحت تتولى مسؤولية
المحافظة على المنظمة في حالة صحية وسليمة ،وتمكنها من االستمرار والبقاء ،وانطالقا من ذلك برزت الحاجة
لدراسة السلوك اإلنساني في تلك المنظمات لغرض تحفيزه وزيادة درجات والئه بأهدافها وقيمها.
إن المؤسسة الناجحة والتي تبحث عن التميز ،هي التي تسعى لتطبيق منهج اإلدارة القائم على الوالء ،وتعمد
على اختيار موظفيها بنية اإلبقاء عليهم ،وهذا يعني اختيار معايير دقيقة لالختيار وتطبيق سياسات متوازنة
للتدريب والرقابة وتوفير حوافز فعالة تكفل حفاظ المؤسسة على الموظفين).(31
انعكاسات بيئة العمل اإليجابية والمحفزة على الوالء التنظيمي لألفراد العاملين :
للوالء التنظيمي انعكاسات تؤثر على الفرد والمؤسسة ،قد تكون ايجابية ،كما قد تكون سلبية وتتمثل هذه
االنعكاسات فيما يلي):(32
القسم األول :يتمثل في انعكاسات الوالء التنظيمي على المسار المهني للفرد فالموظف ذو الوالء المرتفع
يكون مجدا في عمله ،وبالتالي يكون أسرع ترقيا وتقدما في المراتب الوظيفية ،كذلك يجعل الفرد أكثر
إخالصا واجتهادا في تحقيق أهداف المنظمة التي يعتبرها أهدافه ،كما أنه يرى أن من مصلحته
النهوض بالمنظمة لثقته أنها ستكافئه على والئه واخالصه.
القسم الثاني :يتمثل في انعكاس الوالء التنظيمي على الفرد خارج نطاق العمل وتتمثل هذه التأثيرات في
نوعين هما:
التأثيرات االيجابية :الوالء التنظيمي هنا يقوي رغبة الفرد في االستمرار في العمل بالمنظمة ،كما يجعله
يستمتع عند أدائه لعمله ،األمر الذي ينعكس على رضا الفرد الوظيفي مما يجعله يتبنى أهداف المنظمة
ويعتبرها أهدافه ،وبالتالي يعمل جاهدا لتحقيق هذه األهداف وقد اعتبر الرضا الوظيفي عامال هاما في
تطور الوالء التنظيمي في المراحل األولى من التوظيف.
إن الفرد ذو الوالء المرتفع بدرجات عالية من السعادة والراحة والرضا خارج أوقات العمل ،إضافة إلى ارتفاع قوة
عالقاته العائلية.
التأثيرات السلبية :الوالء التنظيمي في هذه الحالة يجعل الفرد يوجه ويستثمر جميع طاقاته للعمل ،وال
يترك أي وقت للنشاطات خارج العمل ،هذا بدوره يجعل الفرد يعيش في عزلة عن اآلخرين ،إضافة إلى
ذلك فان العمل وهمومه تسيطر عليه خارج أوقات العمل وبالتالي يصبح دائم التفكير واالنشغال بعمله،
وهذا يؤدي إلى نتائج سلبية كاإلجهاد.
*انعكاسات الوالء التنظيمي على المنظمة:
الشعور بالوالء التنظيمي يؤدي إلى عدد من النتائج االيجابية بالنسبة للمنظمة كانخفاض معدل دوران العمل
واستقرار العمالة واالنتظام في العمل ،وبذل المزيد من الجهد واألداء ،مما يؤثر على انخفاض تكلفة العمل وزيادة
اإلنتاجية وتحقيق النمو واالزدهار للمنظمة وكذلك فإن الوالء التنظيمي يزيد من إنتاجية الموظف وأدائه ،ومن
ناحية أخرى وجد أن هناك عالقة عكسية بين الوالء التنظيمي والغياب عن العمل كما وجد أيضا أن للوالء
التنظيمي تأثي ار سلبيا على ترك العمل ،األفراد الذين تركوا أعمالهم كانوا من األفراد ذوي الوالء التنظيمي
المنخفض وهناك العديد من الفوائد التي تجنيها المنظمة عن طريق التقليل من نسبة الغياب وترك العمل وتتمثل
فيما يلي:
-التقليل من التكاليف المختلفة المرتبطة بعملية التوظيف واالختيار والتدريب لألعضاء الجدد.
-انخفاض اإلنتاجية على األقل أثناء تدريب هذا العامل.
-الغياب عن العمل أو تركه من قبل بعض الموظفين قد يكون له أثر سلبي على معنويات الموظفين
اآلخرين ،األمر الذي قد يزيد من عدد الغيابات وترك العمل وهذه المشكالت تكون أكثر عمقا عندما
تكون بين قيادة المنظمة.
-المنظمة التي يتصف أفرادها بالوالء المرتفع ،تصبح حلم جميع األفراد الذين سيحاولون االنضمام لها،
وهذا بدوره يسهل على المنظمة اختيار مترشحين جدد ذوي مهارة عالية.
الخاتمة :
بات تحسين ظروف بيئة العمل الداخلية ضرورة اجتماعية واقتصادية وذألك من خالل تحسين الظروف
الداخلية للعمل وتقديم أفضل الخدمات واالهتمام بالموظفين من اإلداريين ألنه أصبح معلوم أن المؤسسات
والمنظمات تؤثر في سلوك الموظفين في والئهم اإلداري بما توفره من عوامل وامكانات توجه لهم والتي
تشمل أسلوب القيادة اإلدارية طبيعة العمل والتخصص والنظم واللوائح والقوانين والتفويض وقيمة األجور
ومدى ت وفر فرص الترقية وكذا نوع العالقات الرسمية والغير الرسمية التي تتبعها المنظمة كالتأخي والترابط
بين الرؤساء والمرؤوسين وفيما بين المرؤوسين وكذلك الظروف المادية كاإلضاءة الجيدة وطبيعة ح اررة
وتهوية مكان العمل وغيرها ،فكل هذه العناصر تشكل وتمثل بيئة العمل الداخلية التي تؤثر بشكل أو بأخر
في سلوك األفراد العاملين وعلى مدى رضاهم ومستوى والئهم في المنظمة التي يعملون بها.
قائمة المراجع :
-مازن فارس رشيد ،ادارة الموارد البشرية ط،2الرياض مكتبة العبيكان ، 2004ص -1 167سعود بن محمد
النمر واخرون ،االدارة العامة األسس والوظائف واالتجاهات الحديثة،ط 7الرياض مطابع الحميض 2011م
،ص.77
-2بيتر دركر ،تحديات االدارة في القرن الواحد والعشرين(ترجمة ابراهيم الملحم) الرياض ،معهد االدارة العامة
2004م ،ص.180
-3جولمان دانيال واخرون ،القادة الجدد تحويل فن القيادة االدارية الى علم النتائج (ترجمة عثمان الجبالي
المثلوثي وبشير احمد السعيد) الرياض ،دار المريخ 2004م ،ص.222
-4مصطفى محمود أبوبكر ،التنظيم اإلداري في المنظمات المعاصرة ،مدخل تطبيقي ،الدار الجامعية
،اإلسكندرية ،مصر ، 2005،ص.42
-5العميان ،محمود سلمان ،السلوك التنظيمي في منظمات األعمال ،دار وائل للنشر والتوزيع الطبعة الخامسة
،عمان ،االردن ، 2010،ص .323
-6أبو النصر ،مدحت محمد ،مقومات التخطيط والتفكير االستراتيجي ،المجموعة العربية للتدريب والنشر
،الطبعة األولى ،مصر ،القاهرة ،2012،ص .142
-7صبحي /لغالبي ،وائل محمد صبحي إدريس /طاهر محسن منصور الغالبي ،اإلدارة االستراتيجية
(المفاهيم...العمليات) دار وائل للنشر والتوزيع ،الطبعة األولى ،عمان ،األردن ،2011،ص.56
-8دراسة سعيد بن سعيد القحطاني ،بيئة العمل الداخلية وعالقتها بمعنويات العاملين بمعهد الجوازات ،الرياض
،رسالة ماجستير منشورة ،جامعة نايف للعلوم األمنية 2012،م
-9دراسة محمد عبد اهلل أحمد العلي الزهراني ،بعنوان البيئة الداخلية وعالقتها بضغوط العمل بإدارات شؤون
الموظفين في هيئة التحقيق واالدعاء العام بمنطقة الرياض ،رسالة ماجستير منشورة ،جامعة نايف للعلوم األمنية
2013م.
-10عقيلي ،عمر وصفي ،ادارة الموارد البشرية المعاصرة :بعد استراتيجي ،دار وائل للنشر والتوزيع ،الطبعة
األولى ،عمان األردن ،2005،ص .562
-عقيلي ،مرجع سابق ،ص11 573.-562
-12عايد رحيل عبادة الشمري ،دور بيئة العمل الداخلية في تحقيق االلتزام التنظيمي ،دراسة حالة قيادة حرس
الحدود بمنطقة الحدود الشمالية ،رسالة ماجستير منشورة ،بجامعة نايف للعلوم األمنية 2013،م
-عابد رحيل عبادة الشمري مرجع سابق 13
-14معجم ألفاظ القرآن الكريم ،مج ،2الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر ،ط ،1270 ،2ص.457
-15عبد الرحمن أحمد محمد الهيجان :الوالء التنظيمي للمدير السعودي ،الرياض ،1228 ، ،ص.18
-16محمد صالح الدين أبو العال :ضغوط العمل وأثرها على الوالء التنظيمي ،رسالة لنيل شهادة الماجيستير.
-17موسى اللوزي :التطوير التنظيمي ،أساسيات ومفاهيم حديثة ،دار وائل ،عمان ،1224 ،ص .118
-18جمال كعبار :ضغوط العمل وعالقتها بالوالء التنظيمي ،دراسة ميدانية لمصلحة االستعجاالت الطبية
لمستشفى ميلة بوالية جيجل طبيعة2011/2010 ،ص .73
-12محمد عاطف غيث :دراسات في علم االجتماع التطبيقي ،دار النهضة العربية للطباعة والنشر ،بيروت،
ب س ،ص . 142
-20صالح الدين عبد الباقي :السلوك الفعال في المنظمات ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية ،2004 ،ص .181
-21حريم حسين :السلوك التنظيمي ،سلوك األفراد في المنظمات ،دار زهران للنشر والتوزيع ،عمان،1227 ،
ص .107
-22ماجد العطية :سلوك المنظمة سلوك الفرد والجماعة ،دار الشروق للنشر والتوزيع ، ،عمان ،2003 ،ص
.103
-23سليمان الفارس :أثر سياسات التحفيز في الوالء التنظيمي بالمؤسسات العامة ،في :مجلة جامعة دمشق،
مجلد ،27عدد ،2011 ،1ص . 78
-24خالد سليمان الرواشدة،صنع القرار المدرسي و الشعور باألمن و الوالء التنظيمي ،دار حامد للنشر و
التوزيع،األردن ،2007،ص87
-25محمد حسن رسمي ،السلوك التنظيمي في االدارة التربوية،دار الوفاء لدنيا الطباعة و النشر ،
مصر 2004 ،ص 11
-26عوض طلق السواط وآخرون :االدارة العامة "المفاهيم ،الوظائف ،االنشطة" ،دار حافظ للنشر والتوزيع ،ط
،2جدة ،2000 ،ص .88
-27موسى اللوزي ،مرجع سبق ذكره ،ص .117
-28شريبط محمد شريف :االتصال التنظيمي وعالقته بالوالء التنظيمي ،رسالة لنيل شهادة :الماجستير ،تحت
إشراف :بوياية محمد ،قسم علم النفس ،كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية ،جامعة منتوري ،قسنطينة-2002،
،2010ص .78غير منشورة.
-22سليمان الفارس ،مرجع سبق ذكره ،ص .78
-30موسى اللوزي ،مرجع سبق ذكره ،ص .118
-31طارق السويدان ،محمد العدلوني :خماسية الوالء ،كيف تحفز وتبني والء العاملين ،قرطبة لإلنتاج الفني
شركة اإلبداع الخليجي ،ط ،1الكويت الرياض ،2003 ،ص -ص .36 -35
-32جمال كعبار ،مرجع سبق ذكره ،ص .22