You are on page 1of 22

‫العدد العشرون‬

‫تاريخ اإلصدار‪ – 2 :‬حُزيران – ‪ 2020‬م‬


‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫"مدخل إلى التربية على حقوق اإلنسان في التعليم الجامعي"‬

‫إعداد الباحثة‬

‫ندى صالح محمد الصبحي‬

‫التربية الدولية المقارنة – جامعة جدة‬

‫‪1441‬ه – ‪2020‬‬

‫‪305‬‬
‫)‪Arab Journal for Scientific Publishing (AJSP‬‬ ‫‪ISSN: 2663-5798‬‬
‫العدد العشرون‬
‫تاريخ اإلصدار‪ – 2 :‬حُزيران – ‪ 2020‬م‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫المستخلص‪:‬‬

‫هدفت الدراسة إلى التعرف على اإلطار المفاهيمي لحقوق اإلنسان وتحديد معايير الوعي بحقوق اإلنسان الدولية في المرحلة الجامعية‬
‫واستخدمت الباحثة المنهج الوصفي‪ ،‬ومن خالل االستعراض النظري لألدبيات واألبحاث حول حقوق اإلنسان تم التوصل إلى مجموعة‬
‫من النتائج من أهمها أن الحقوق اإلنساني ة فكرة أصيلة في النفس البشرية ال تقبل السلب أو االنتقاص وقد أسس اإلسالم كثير من‬
‫قواعد التعامل اإلنساني واحترام االختالف وتقبل اآلخر وأن المعرفة بحقوق اإلنسان غير كافية بل يجب أن تتحول إلى قيم وسلوكيات‬
‫يومية عند الطالب‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية‪ :‬حقوق اإلنسان‪ ،‬الوعي‪ ،‬معايير حقوق اإلنسان‪ ،‬التربية‪ ،‬التعليم الجامعي‪.‬‬

‫‪ 1-1‬مقدمة‪:‬‬

‫قال تعالى‪( :‬ولقد كرمنا بني آدم) (اإلسراء‪ ،)70 :‬كرم هللا تعالى اإلنسان وخلقه في أحسن تقويم وجعل غاية وجوده العبادة ومهمته‬
‫إعمار األرض‪ ،‬وحفظ له حقوقه التي تضمن له الحياة الكريمة‪ ،‬وحرم التعدي على حق اإلنسان ولم يقصر هذه الحقوق على المسلم بل‬
‫شمل بها جميع البشر‪ ،‬كما إن النبي صلى هللا عليه وسلم كتب في المدينة أول دستور عرفته البشرية‪ ،‬وهو وثيقة مهمة لحفظ حقوق‬
‫الناس وضمان العدالة والمساواة وأساس التكافل االجتماعي والحريات والتعايش السلمي القائم على النصرة واالحترام‪.‬‬

‫إن اإلنسان بصفته اإلنسانية المجردة يمتلك مجموعة من الحقوق التي تالزم وجوده وتفرض على اآلخرين احترامها؛ ألن احترام تلك‬
‫الحقوق هو جزء من احترام الشخصية اإلنسانية وشرط من شروط استقامة الحياة اإلنسانية‪( .‬حماد‪ )181 ،2009،‬والحقوق مرتبطة‬
‫باإلنسان منذ وجوده على األرض لذا من الضروري أن تكون قائمة معه ما مرت به النظم من اجتهادات فقهية وآراء فلسفية إنسانية‬
‫ذات مساحات واسعة ألن اإلنسان ركن أساسي في هذا الوجود وحقيقة ذات اهتمام كبير ينبغي العمل على صيانتها وتحقيق مصالحها‬
‫في الحياة‪( .‬الدليمي‪.)12 ،2016 ،‬‬

‫وقد وجدت حقوق اإلنسان كمنظومة مستقلة عن الدساتير والقوانين والضمانات التقليدية بعد نهاية الحرب العالمية الثانية‪ ،‬ولم تحدث‬
‫فعال إال في نهاية الستينات مع تكوين أول منظمات الدفاع عن حقوق اإلنسان‪ ،‬وقد لعبت منظمات الدفاع عن حقوق اإلنسان دو ار‬
‫رئيسيا في نشر فكرة العمل ضد االنتهاكات ولفت نظر الشعوب إلى أهمية فكرة حقوق اإلنسان‪( .‬إسماعيل‪.)8 ،2010،‬‬

‫إن موضوع حقوق اإلنسان هو منصة انطالق عظيمة الستكشاف كون جديد مدهش فهو إعادة صياغة النظام القانوني – الوطني‬
‫والدولي‪ -‬على هدى مبادئ تؤكد جدارة اإلنسان بمعاملة معينة في ميادين مختلفة‪ ،‬معاملة تعترف بالكرامة وتقنن حريات أساسية غير‬
‫قابلة للتصرف أو اإلنكار‪ ،‬والمساواة الكاملة التي ال ينتقص منها أي اعتبار أو فروق‪( .‬سعيد‪)33، 2009،‬‬

‫وقد كانت ديباجة اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان الذي أعلنته األمم المتحدة عام ‪1948‬م كالتالي " لما كان االعتراف بالكرامة‬
‫المتأصلة في جميع أعضاء األسرة البشرية وبحقوقهم المتساوية الثابتة هو أساس الحرية والعدل والسالم في العالم‪ ،‬ولما كان تناسي‬
‫حقوق اإلنسان وازدرائها قد أفضيا إلى أعمال همجية ‪ ...‬فإن الجمعية العامة تنادي باإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان" وتحظى قضية‬

‫‪306‬‬
‫)‪Arab Journal for Scientific Publishing (AJSP‬‬ ‫‪ISSN: 2663-5798‬‬
‫العدد العشرون‬
‫تاريخ اإلصدار‪ – 2 :‬حُزيران – ‪ 2020‬م‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫حقوق اإلنسان في القرن الحادي والعشرون باهتمام متزايد لدى الباحثين وأصبحت قضية ضرورية بين القضايا التربوية واالجتماعية‬
‫والسياسية‪ ،‬فحقوق اإلنسان قضية حضارة وإرادة ضغط سياسي (علي‪ )2016،‬ويتطلب العمل بمبادئ حقوق اإلنسان أن يتعلم اإلنسان‬
‫حقوقه وحقوق البشر اآلخرين لذلك فقد أعلنت الجمعية العامة لألمم المتحدة في قرارها ‪ 49/184‬المؤرخ ‪ 23‬ديسمبر ‪ 1994‬أن فترة‬
‫العشر سنوات القادمة والتي تبدأ من ‪ 1‬يناير ‪ 1995‬هي عقد األمم المتحدة للتثقيف في مجال حقوق اإلنسان‪ ،‬وقد تركزت المرحلة‬
‫الثانية من (‪ )2014 – 2010‬من البرنامج العالمي للتثقيف على التثقيف في مجال حقوق اإلنسان من أجل التعليم العالي‪ ،‬كما‬
‫أعلنت أن سنة ‪2008‬م هي سنة دولية للتعلم في مجال حقوق اإلنسان تُكرس لألنشطة الهادفة في تعميق الفهم بالحقوق وحماية‬
‫الحريات األساسية‪.‬‬

‫وتعد قنوات التعليم والثقافة من أكثر آليات الدفاع عن حقوق اإلنسان وأن المعركة الحقيقية الناجحة لحقوق اإلنسان ثقافية وتعليمية وأن‬
‫اإليمان بحقوق اإلنسان هو الدعوة إلى االحترام وتعزيز حقوق اإلنسان بالوسائل التشريعية والثقافية والقضائية والتعليمية‪.‬‬
‫(حماد‪.)2009،‬‬

‫وتجري التربية على حقوق اإلنسان في المجتمع العربي في ظل واقع اجتماعي وثقافي يتسم إجماال باآلتي‪ :‬ظروف اقتصادية ومعيشية‬
‫متدنية‪ ،‬واستمرار للبنى والعالقات التقليدية سواء داخل األسرة والمجتمع‪ ،‬وضع متدني للمرأة ولمكانتها االجتماعية‪ ،‬وهيمنة النماذج‬
‫التقليدية وعادات السلوك المتعارضة مع حقوق اإلنسان‪( .‬أبو شمالة‪.)2009،‬‬

‫في دراسة عبد الحسين (‪ )2017‬حول حقوق اإلنسان واالختالفات الثقافية في العراق توصلت إلى أن حقوق اإلنسان في المجتمع‬
‫العراقي تتعرض النتهاكات جسيمة باستخدام غطاء االختالفات الثقافية‪ ،‬وقد أظهرت الدراسة أن هناك تفاوتا كبي ار بين ما يدرج الناس‬
‫على تصوره بشأن المواقف الفردية واالجتماعية وبين واقع الحال من وجهة النظر العلمية المدروسة‪.‬‬

‫لذلك فإن تنمية الثقافة الحقوقية لطالب المؤسسات التعليمية يعد أحد أهم الواجبات الملحة في المرحلة الحالية‪ ،‬خاصة مع التغييرات‬
‫الجارية على المستوى المحلي والعالمي‪ ،‬والتي غيرت الكثير من المفاهيم االقتصادية واالجتماعية بصورة لم تعرف من قبل‪( .‬الفايز‪،‬‬
‫‪)2017‬‬

‫ومما ال شك فيه أن تعليم حقوق اإلنسان ألفراد المجتمع وإدخالها في ثقافتهم وتحويلها إلى واقع أث ار كبي ار في تعزيز فهم الحقوق من‬
‫جانب واحترامها والحفاظ عليها من جانب آخر مما يؤدي بالضرورة إلى تنمية الشعور بالكرامة (الخضر والحياري‪ ،)2018 ،‬لذلك‬
‫جاءت هذه الدراسة لتحديد المعايير والمفاهيم األساسية الواجب تضمينها في التعليم لتنمية الوعي بثقافة حقوق اإلنسان‪.‬‬

‫‪ 2-1‬موضوع الدراسة‪:‬‬

‫تضمنت أنظمة المملكة نصوصاً صريحة تهدف إلى حماية وتعزيز حقوق اإلنسان وعلى رأسها النظام األساسي للحكم فقد نصت المادة‬
‫ٍ‬
‫جملة من‬ ‫(‪ )26‬من النظام األساسي للحكم على أن‪" :‬تحمي الدولة حقوق اإلنسان وفق الشريعة اإلسالمية"‪ ،‬وقد أكد النظام على‬
‫الحقوق األساسية ومنها‪ :‬الحق في العدل والمساواة‪ ،‬حيث نصت المادة (‪ )8‬على أن‪" :‬يقوم الحكم في المملكة العربية السعودية على‬
‫أساس العدل والشورى والمساواة وفق الشريعة اإلسالمية" وفي مجال المساواة أمام القضاء فقد نصت المادة (‪ )47‬على أن‪" :‬حق‬
‫التقاضي مكفول بالتساوي للمواطنين والمقيمين في المملكة" وبالنسبة للملكية الخاصة والحرية الشخصية فقد نصت المادة (‪ )18‬على‬

‫‪307‬‬
‫)‪Arab Journal for Scientific Publishing (AJSP‬‬ ‫‪ISSN: 2663-5798‬‬
‫العدد العشرون‬
‫تاريخ اإلصدار‪ – 2 :‬حُزيران – ‪ 2020‬م‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫أحد ملكه إال للمصلحة العامة على أن ُيعوض المالك تعويضاً عادالً"‬ ‫أن‪" :‬تكفل الدولة حرية الملكية الخاصة وحرمتها وال ينزع من ٍ‬
‫ُ‬
‫وفي مجال التعليم فقد نصت المادة (‪ )30‬على أن‪" :‬توفر الدولة التعليم العام وتلتزم بمكافحة األمية" (اإلطار النظامي لحقوق اإلنسان‪،‬‬
‫د‪.‬ت) وغيرها من الحقوق التي تكفلها المملكة العربية السعودية باعتبارها عضوا في عدد من الصكوك اإلقليمية والدولية لحقوق‬
‫اإلنسان ومن أبرزها االتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري والميثاق العربي لحقوق اإلنسان (هيئة حقوق‬
‫اإلنسان‪ ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬ومازالت جهود المملكة مستمرة في تحسين حقوق اإلنسان وتطمح إلى جعل المملكة أفضل وجهة للعيش من خالل‬
‫التركيز على ضمان معيشة مرضية للمواطنين والمقيمين وتتطلع لتعزيز جودة حياة الفرد واألسرة حيث تسعى في برنامج جودة الحياة‬
‫‪ 2020‬إلى أن تكون المدن السعودية ضمن أفضل المدن في جوانب القضايا البيئية واألمن والرعاية الصحية والتسامح والمشاركة‬
‫المجتمعية والتساوي في الفرص والتعليم ورفع مستويات السعادة من خالل محاربة الفساد ودعم حرية االختيار (وثيقة برنامج جودة‬
‫الحياة‪ ،)2020 ،‬وفي سبيل تحقيق هذه الغايات واألهداف فإن "دراسة وعي الطالب يفيد من حيث إنهم أفراد إنسانيون ومن حقهم أن‬
‫يعيشوا قيم حقوق اإلنسان ممارسات يومية‪ ،‬فالدراسة تسهم في تنمية وعيهم بقيم حقوق اإلنسان وتزكية النزعة اإلنسانية فيهم‪ ،‬خاصة‬
‫وإنهم سينتقلون إلى مواقع المسؤولية في المجتمع‪ ،‬كما تسهم في وضع حقوق اإلنسان في االعتبار في مشروعات تطوير التعليم‬
‫الجامعي‪ ،‬نظ ار لضرورتها سواء داخل الحرم الجامعي أو خارجه"‪( .‬بدوي‪)2 ،2004 ،‬‬

‫في دراسة (الثنيان‪ )2013 ،‬لتحليل وثيقة سياسة التعليم بالمملكة العربية السعودية توصل إلى أن المبادئ واألسس الكبرى للنظام‬
‫التعليمي في المملكة العربية تولي مكانة مميزة لحقوق اإلنسان‪ ،‬وفسر هذا األمر من خالل استشعار المسؤولين وواضعي المبادئ‬
‫واألسس الرسمية للسياسة التعليمية ألهمية نشر ثقافة حقوق اإلنسان بين المتعلمين‪ ،‬لذا جاءت التوجيهات بالتأكيد عليها وتضمينها في‬
‫مختلف المجاالت التربوية‪.‬‬

‫لذلك فقد جاءت هذه الدراسة الستكمال ما أقرته الحكومة الرشيدة وانطالقا من وثيقة سياسة التعليم في المملكة وما حفظته لتعميق تعليم‬
‫حقوق اإلنسان في التعليم الجامعي‪.‬‬

‫وقد تحددت أسئلة الدراسة في األسئلة التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬ما اإلطار المفاهيمي لحقوق اإلنسان؟‬


‫‪ -2‬ما معايير الوعي بحقوق اإلنسان الدولية في المرحلة الجامعية؟‬

‫‪ 3-1‬أهداف الدراسة‪:‬‬

‫هدفت الدراسة التعرف إلى ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬اإلطار المفاهيمي لحقوق اإلنسان‪.‬‬


‫‪ -2‬معايير الوعي بحقوق اإلنسان الدولية في المرحلة الجامعية‬

‫‪308‬‬
‫)‪Arab Journal for Scientific Publishing (AJSP‬‬ ‫‪ISSN: 2663-5798‬‬
‫العدد العشرون‬
‫تاريخ اإلصدار‪ – 2 :‬حُزيران – ‪ 2020‬م‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫‪ 4-1‬أهمية الدراسة‪:‬‬

‫تتمثل أهمية الدراسة الحالية فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬الوعي بحقوق اإلنسان جزء أساسي في الثقافة اإلنسانية واألخالقية في المجتمع الدولي‪.‬‬
‫‪ -2‬الوعي بحقوق اإلنسان لدى الطالب الجامعي يساهم في نقلها وتعزيزها ونشرها في المجتمع‪.‬‬
‫‪ -3‬قلة الدراسات والموضوعات التي اهتمت بتدريس حقوق اإلنسان في المؤسسات التعليمية حسب إطالع الباحثة‪.‬‬
‫‪ -4‬تخدم صانعي السياسة ومخططي البرامج من أجل وضع الخطط التي تعزز الوعي بحقوق اإلنسان‪.‬‬

‫‪ 5-1‬منهج الدراسة‪:‬‬

‫استخدمت الباحثة المنهج الوصفي وهو البحث الذي يعتمد على دراسة الواقع أو الظاهرة كما توجد في الواقع‪ ،‬ويهتم بوصفها وصفا‬
‫دقيقا‪( .‬عباس وآخرون‪)2006 ،‬‬

‫‪ 6-1‬حدود الدراسة‪:‬‬

‫اقتصر البحث على الحدود التالية‪:‬‬

‫الحدود الموضوعية‪ :‬تركز الدراسة الحالية على معايير وعي الطالب بحقوق اإلنسان في التعليم الجامعي‪.‬‬

‫‪ 8-1‬مصطلحات الدراسة‪:‬‬

‫‪ 1-8-1‬الوعي ‪:Awareness‬‬

‫الوعي لغة هو مصدر وعى‪ ،‬وهو الفهم وسالمة اإلدراك‪ ،‬والوعي هو حفظ القلب الشيء‪ ،‬وعى الشيء والحديث يعيه وعيا وأوعاه أي‬
‫حفظه وفهمه وقبله‪ ،‬فهو وا ٍع‪ ،‬وفي حديث أبي أمامة‪ :‬ال يعذب هللا قلبا وعى القرآن‪ ،‬أي عقله إيمانا به وعمال‪ ،‬فأما من حفظ ألفاظه‬
‫وضيع حدوده فإنه غير وا ٍع له‪( .‬المعجم الوسيط‪ ،‬د‪.‬ت)‬

‫الوعي كما عرفته باروني (‪ )192، 2016‬بأنه المعرفة واالنتباه والتيقظ المصاحبة ألفعال اإلنسان وأفكاره‪.‬‬

‫‪ 2-8-1‬حقوق اإلنسان ‪:Human Rights‬‬

‫يعرف الحق لغة بأنه نقيض الباطل وجمعه حقوق وحقاق (المعجم الوسيط‪ ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬

‫وتعرف األمم المتحدة حقوق اإلنسان بأنها حقوق متأصلة في جميع بني البشر‪ ،‬أيا كانت الجنسية أو مكان اإلقامة أو الجنس أو‬
‫األصل القومي أو العرقي أو اللون أو الدين أو اللغة أو أي وضع آخر‪ ،‬ولنا جميعا الحق في الحصول على حقوقنا اإلنسانية على قدم‬
‫المساواة بدون تمييز‪ ،‬وجميع هذه الحقوق مترابطة ومتآزرة وغير قابلة للتجزئة‪( .‬األمم المتحدة‪ ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬

‫‪309‬‬
‫)‪Arab Journal for Scientific Publishing (AJSP‬‬ ‫‪ISSN: 2663-5798‬‬
‫العدد العشرون‬
‫تاريخ اإلصدار‪ – 2 :‬حُزيران – ‪ 2020‬م‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫وعرف (حمتو‪ )2015 ،‬حقوق اإلنسان بأنها مجموعة من االحتياجات أو المطالب الضرورية لإلنسان ليعيش في المجتمع بكرامة‬
‫بشرية وحرية وأمن وسالم بدون أي تمييز من حيث الجنس أو النوع أو األصل أو الدين او الوطن أو اللون أو أي اعتبار آخر ليتمكن‬
‫اإلنسان والمجتمع من التنمية الكاملة في مناحي الحياة جميعها‪.‬‬

‫‪ 3-8-1‬الوعي بحقوق اإلنسان ‪:Human Rights Awareness‬‬

‫عرفه أبو شمالة (‪ )2012‬بأنه إدراك المعاني والمفاهيم والتعميمات واالتجاهات والقيم والمهارات الخاصة بحقوق اإلنسان‪ ،‬والتعبير‬
‫عنها بلغة الطالب الخاصة وتوظيفها (أو استخدامها) في ميادين الحياة المختلفة خاصة ميدان حقوق اإلنسان بما يشتمل من حقوق‬
‫وواجبات متعارف عليها‪.‬‬

‫وتعرفه الباحثة إجرائيا بأنه‪:‬‬

‫القدرة على فهم وإدراك الطالب للمعاني والمفاهيم والتعميمات والقيم والمبادئ بحقوق اإلنسان على المستوى المعرفي والقيمي والمهاري‬
‫وإمكانية توظيفها واستخدامها وتعميمها في الحياة الجامعية والعامة‪.‬‬

‫‪ 9-1‬الدراسات السابقة‪:‬‬

‫‪ 1-9-1‬دراسة‪ :‬أبو سنينة‪ ،‬عودة عبد الجواد (‪ .)2008‬درجة فهم طلبة كلية العلوم التربوية في وكالة الغوث الدولية (األونروا)‬
‫لمبادئ حقوق اإلنسان والديمقراطية كما نص عليها اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‪.‬‬

‫هدفت هذه الدراسة إلى الكشف عن درجة فهم طلبة كلية العلوم التربوية لمبادئ حقوق اإلنسان والديمقراطية كما نص عليها اإلعالن‬
‫العالمي لحقوق اإلنسان‪ ،‬وتم ذلك عن طريق عينة تم اختيارها بأسلوب المعاينة العشوائية الطبقية قوامها (‪ )158‬طالبا وطالبة‪ .‬ولقياس‬
‫درجة فهم الطلبة صمم الباحث أداة لهذا الغرض اشتملت على أربعة أبعاد تمثلت في الحقوق المدنية والديمق ارطية والسياسية‬
‫واالجتماعية والثقافية واالقتصادية‪ ،‬وبلغ عدد فقرات األداة (‪ )51‬فقرة‪.‬‬

‫وأدخل في هذه الدراسة ست متغيرات مستقلة‪ :‬الجنس‪ ،‬التخصص في الثانوية العامة‪ ،‬مكان السكن‪ ،‬توفر جهاز استقبال لمحطات‬
‫فضائية في المنزل ومتابعتها‪ ،‬المستوى األكاديمي‪ ،‬ودراسة مساق حقوق اإلنسان المعتمد في الكلية‪ ،‬وتم فحص أثر المتغيرات المستقلة‬
‫على درجة فهم الطلبة المتمثلة في فقرات األبعاد األربعة باستخدام االختبارات اإلحصائية الوصفية واختبار (ت) وتحليل التباين‬
‫األحادي وخلصت الدراسة إلى نتائج أبرزها‪:‬‬

‫‪ -1‬جميع درجات فهم الطلبة لمبادئ حقوق اإلنسان والديمقراطية كانت إيجابية وترتبت كما يلي‪ :‬الحقوق االقتصادية‪ ،‬ثم الحقوق‬
‫المدنية ثم الديمقراطية والسياسية ثم الحقوق االجتماعية والثقافية‪.‬‬
‫‪ -2‬وجود فروق ذات داللة إحصائية تعزى لمتغير الجنس ولصالح اإلناث على درجة فهم الطلبة لمبادئ حقوق اإلنسان والديمقراطية‬
‫ولمتغير المستوى األكاديمي جاءت بين طلبة السنة األولى والرابعة لصالح طلبة السنة األولى ولمتغير دراسة مساق حقوق‬
‫اإلنسان المعتمد في الكلية ولصالح من درسوا مساق حقوق اإلنسان‪.‬‬

‫‪310‬‬
‫)‪Arab Journal for Scientific Publishing (AJSP‬‬ ‫‪ISSN: 2663-5798‬‬
‫العدد العشرون‬
‫تاريخ اإلصدار‪ – 2 :‬حُزيران – ‪ 2020‬م‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫‪ -3‬عدم وجود فروق ذات داللة إحصائية تعزى لمتغير اختالف التخصص في الثانوية العامة ولمتغير مكان السكن‪ ،‬ولمتغير توفر‬
‫جهاز استقبال لمحطات فضائية ومتابعتها‪.‬‬

‫‪ 2-9-1‬دراسة‪ :‬إعمر‪ ،‬إيمان عبد هللا (‪ .)2008‬مدى اإللمام بحقوق اإلنسان لدى طلبة المدارس الثانوية بمحافظة نابلس –‬
‫فلسطين من وجهة نظر المعلمين‪.‬‬

‫هدفت هذه الدراسة إلى التعرف إلى وجهات نظر معلمي المدراس الثانوية الحكومية في محافظة نابلس حول درجة اإللمام المعلوماتي‬
‫والقيمي والمهاري لحقوق اإلنسان عند الطلبة من خالل اإلجابة على السؤال الرئيس التالي‪ :‬ما مدى اإللمام بحقوق اإلنسان والتسامح‬
‫لدى طلبة المدارس الثانوية الحكومية بمحافظة نابلس من وجهة نظر معلميهم؟ وقد انبثق عنه أربعة أسئلة فرعية وأربع فرضيات‬
‫صفرية تتعلق بمتغيرات‪ :‬الجنس‪ ،‬التخصص‪ ،‬الخبرة‪ ،‬موقع المدرسة‪ ،‬وطبقت الباحثة على عينة مكونة من ‪ 63‬معلما و ‪ 89‬معلمة‬
‫يعلمون الصفين الحادي والثاني عشر للعام الدراسي ‪ ،2008/2007‬مستخدمة استبانة مكونة من ‪ 54‬فقرة موزعة على جوانب معرفية‬
‫وقيمية ومهارية في مجال حقوق اإلنسان‪ ،‬وقد توصلت الباحثة إلى النتائج التالية‪ :‬كان المتوسط الحسابي للدرجة الكلية للجوانب الثالثة‬
‫متوسطا عند الطلبة حيث بلغ (‪ )3.24‬من (‪ )5‬أعالها الجانب القيمي يليه المهاري فالمعرفي‪ ،‬ال توجد فروق ذات داللة إحصائية عند‬
‫مستوى الداللة (‪ )α=0.05‬على األداة تعزى لمتغيري الجنس والتخصص وال لمتغير الخبرة على الجانب المعرفي‪ ،‬توجد فروق ذات‬
‫داللة إحصائية عند مستوى الداللة (‪ )α=0.05‬على األداة تعزى لمتغير الخبرة على المجالين القيمي والمهاري لصالح الخبرة‬
‫المتوسطة (‪ )10 -5‬سنوات وكذلك لمتغير موقع المدرسة ولصالح القرية‪.‬‬

‫‪ 3-9-1‬دراسة‪ :‬أبو شمالة‪ ،‬فرج محمد (‪ .)2012‬درجة الوعي بحقوق اإلنسان لدى طلبة مدارس مرحلة التعليم األساسي في‬
‫وكالة الغوث الدولية بمحافظات غزة‪.‬‬

‫هدف هذا البحث إلى تحديد درجة الوعي بحقوق اإلنسان لدى طلبة مدارس مرحلة التعليم األساسي بمحافظات غزة من وجهة نظر‬
‫المعلمين‪ ،‬وعالقته ببعض المتغيرات‪ ،‬واستخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي‪ ،‬وكانت عينة البحث قصدية عدد أفرادها (‪)146‬‬
‫معلما ومعلمة لمادة حقوق اإلنسان‪ ،‬منهم (‪ )69‬معلما‪ )77( ،‬معلمة‪ ،‬وكانت أداة البحث استبانة تشتمل على (‪ )39‬فقرة‪ ،‬وتم التأكد‬
‫من صدق االستبانة وثباتها‪ ،‬وتم استخدام الرزمة اإلحصائية للعلوم االجتماعية (‪ )SPSS‬إلجراء التحليالت اإلحصائية الالزمة‬
‫للبحث‪ .‬أظهر البحث عدة نتائج منها‪:‬‬

‫‪ -1‬درجة الوعي بحقوق اإلنسان لدى الطلبة مرتفع بمتوسط حسابي (‪ )2.36‬من (‪ ،)3‬وبوزن نسبي (‪.)%78.67‬‬
‫‪ -2‬ال توجد فروق ذات داللة إحصائية عند مستوى داللة (‪ )α≤0.05‬بين متوسط تقديرات عينة البحث لدرجة الوعي بحقوق اإلنسان‬
‫لدى الطلبة تعزى للمرحلة التعليمية‪ ،‬والجنس‪ ،‬والتخصص‪ ،‬وعدد سنوات الخدمة‪.‬‬

‫‪ 4-9-1‬دراسة‪ :‬بني فارس‪ ،‬محمود جمعة؛ وإبراهيم‪ ،‬سمير عبد الباسط؛ والموسى‪ ،‬جعفر محمود (‪ .)2013‬مستوى معرفة طلبة‬
‫جامعة طيبة بمفاهيم حقوق اإلنسان وعالقته باتجاهاتهم نحوها‪.‬‬

‫هدفت الدراسة معرفة مستوى طلبة جامعة طيبة بمفاهيم حقوق اإلنسان‪ ،‬وعالقته باتجاهاتهم نحوها‪ ،‬وقياس ذلك في ضوء متغيرات‬
‫الكلية‪ ،‬الجنس‪ ،‬المستوى الدراسي‪ ،‬وتكونت عينة البحث من ‪ 1500‬طالب وطالبة من الكليات العلمية واإلنسانية بجامعة طيبة‪ ،‬وتم‬

‫‪311‬‬
‫)‪Arab Journal for Scientific Publishing (AJSP‬‬ ‫‪ISSN: 2663-5798‬‬
‫العدد العشرون‬
‫تاريخ اإلصدار‪ – 2 :‬حُزيران – ‪ 2020‬م‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫اعداد اختبار لقياس معرفة الطلبة بمفاهيم حقوق اإلنسان ومقياس االتجاه نحوها‪ ،‬وروعي في ذلك التحقق من صدقهما وثباتهم‬
‫احصائيا‪ ،‬أظهرت نتائج الدراسة ارتفاع مستوى المعرفة بحقوق اإلنسان لدى عينة البحث ووجود فروق ذات داللة إحصائية لصالح‬
‫اإلناث‪ ،‬ولصالح الكليات اإلنسانية على اختبار المعرفة‪ ،‬ولم تظهر النتائج فروقا ذات داللة إحصائية لدرجات الطلبة باالختبار تبعا‬
‫لمتغير المستوى الدراسي‪ ،‬وأوضحت النتائج ارتفاع مستوى االتجاه نحو حقوق االنسان لدى افراد العينة‪ ،‬ووجود فروق ذات داللة‬
‫إحصائية يعزى لمتغير الجنس ولصالح اإلناث على مقياس االتجاه‪ ،‬ولصالح متغير الكليات اإلنسانية‪ ،‬ولم تظهر النتائج فرق دال‬
‫إحصائيا لدرجات عينة البحث على مقياس االتجاه نحوق حقوق اإلنسان يعزى لمتغير المستوى الدراسي‪ ،‬وكشفت النتائج عن وجود‬
‫عالقة موجبة بين المعرفة بحقوق اإلنسان واالتجاه نحوها‪ ،‬فزيادة المعرفة بمفاهيم حقوق اإلنسان تزيد من االتجاهات الموجبة نحو‬
‫حقوق اإلنسان‪.‬‬

‫‪ 5-9-1‬دراسة‪ :‬علي‪ ،‬عبد التواب عبد هللا (‪ .)2016‬واقع ثقافة حقوق اإلنسان لدى طالب الجامعة بالجمهورية اليمنية‪.‬‬

‫هدفت الدراسة إلى التعرف على واقع ثقافة حقوق اإلنسان لدى طالب الجامعة‪ ،‬ووضع تصور مقترح يسهم بتفعيل واقع ثقافة حقوق‬
‫اإلنسان لدى طالي الجامعة بالجمهورية اليمنية‪ ،‬استخدم الباحث المنهج الوصفي وكانت أداة البحث عبارة عن استبانة تم من خاللها‬
‫تقصي واقع ثقافة حقوق اإلنسان في الجامعة ورؤى طالب الجامعة حول تقييمهم لدور واقع ثقافة حقوق اإلنسان لديهم‪ ،‬وقد اقتصرت‬
‫الدراسة على جامعة صنعاء فقط وعلى طالب المستوى األول والنهائي لبعض الكليات العلمية والنظرية‪ ،‬وأظهرت الدراسة عدد من‬
‫النتائج منها‪ :‬محدودية الجامعة وعدم قيامها بدورها في توعية الطالب بثقافة حقوق اإلنسان وإن هناك اختالف في نسب وترتيب‬
‫المحاور وجاءت كالتالي‪ :‬محور حق الصحة والعمل وحرية االجتماع جاء في المرتبة األولى من منظور العينة ككل وطالب الكليات‬
‫النظرية وكذلك جاءت المرتبة الثانية من منظور طالب الكليات العلمية حيث بلغ المتوسط النسبي على الترتيب (‪-62.79 -61.99‬‬
‫‪ ،) %60.63‬ثم جاء محور حق المساواة والكرامة في المرتبة الثانية للعينة ككل وطالب الكليات النظرية وكذلك جاء في المرتبة األولى‬
‫من منظور طالب الكليات العلمية حيث بلغ الوزن النسبي (‪ ،)%61.24 – 61.21 -61.22‬وفي المرتبة الثالثة جاء محور حق‬
‫التعبير عن ح رية الرأي من منظور العينة ككل وكذلك من منظور طالب الكليات النظرية وطالب الكليات العلمية حيث بلغ المتوسط‬
‫النسبي (‪)%58.81 -60.81 -59.92‬على الترتيب‪ ،‬أما محور حق الخصوصية واحترام الشخصية فقد أحتل المرتبة الرابعة من‬
‫منظور العينـة ككـل‪ ،‬وكـذلك مـن منظـور طـالب الكليات النظرية وطالب الكليات العلميـة حيث بلـغ متوسـط الـوزن النسـبي (‪– 58.77‬‬
‫‪ )% 56.32 – 60.21‬على الترتيب‪ ،‬وأحتل محور حق العدالة االجتماعية وعدم التعسف على المرتبة الخامسة مـن منظـور العينـة‬
‫ككل وكذلك مـن منظور طالب الكليات النظرية‪ ،‬وطالب الكليات العلمية حيث بلغ متوسط الوزن النسبي (‪– 55.78 -55.44‬‬
‫‪ ،)% 54.79‬وأخي ار جاء محور حق تعليم حقوق اإلنسان في الجامعة في المرتبة السادسة من منظـور العينة ككل وكذلك مـن منظور‬
‫طالب الكليات النظرية وطالب الكليات العلمية حيث بلغ متوسط الوزن النسبي (‪.)% 50.1 – 54.82 -53.05‬‬

‫‪ 6-9-1‬دراسة‪ :‬البنا‪ ،‬أحمد الصغير (‪ .)2017‬واقع مفاهيم حقوق اإلنسان لدى طالب الجامعات في مصر في ضوء بعض‬
‫التغييرات السياسية المعاصرة ودور التعليم في تطويره‪.‬‬

‫هدف هذا البحث إلى رصد واقع مفاهيم حقوق اإلنسان لدى طالب التعليم الجامعي في مصر خاصة في ظل التغييرات السياسية‬
‫المعاصرة ودور التعليم في تطويره‪ ،‬ولتحقيق هذا الهدف استخدم الباحث المنهج الوصفي من أجل عرض وتحليل مفاهيم حقوق‬

‫‪312‬‬
‫)‪Arab Journal for Scientific Publishing (AJSP‬‬ ‫‪ISSN: 2663-5798‬‬
‫العدد العشرون‬
‫تاريخ اإلصدار‪ – 2 :‬حُزيران – ‪ 2020‬م‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫اإلنسان‪ ،‬وأنواعها‪ ،‬وخصائصها‪ ،‬ودور التعليم الجامعي في تنمية مفاهيم حقوق اإلنسان‪ ،‬والتغييرات السياسية المعاصرة الداعية إلى‬
‫االهتمام بتنمية مفاهيم حقوق اإلنسان الصحيحة لدى طالب الجامعة‪.‬‬

‫كما تم االعتماد على االستبيان – كأداة من أدوات المنهج الوصفي – لجمع البيانات من بعض طالب السنوات النهائية بجامعة أسيوط‬
‫حول مدى إدراكهم لمفهوم حقوق اإلنسان‪ ،‬وأساليب ممارستها‪ ،‬ودور التعليم الجامعي في تنمية مفهوم حقوق اإلنسان لدى الطالب‪،‬‬
‫والمقترحات التي ينبغي توافرها لنمو مفهوم حقوق اإلنسان‪ ،‬وفي نهاية البحث تم وضع تصور مقترح لتفعيل دور الجامعة في تربية‬
‫وتعليم وتدريب طالبها على ممارسة حقوق اإلنسان بصورة سليمة‪ ،‬وقد تم بناء التصور المقترح في ضوء‪ :‬الدراسات السابقة‪ ،‬نتائج‬
‫دراسة الباحث الراهنة والتي اعتمدت على محورين‪ ،‬هما‪ :‬اإلطار النظري للبحث‪ ،‬وتحليل وتفسير نتائج استبيان البحث الذي تم تطبيقه‬
‫على عينة ممثلة من طالب الفرق النهائية ببعض الكليات النظرية والعملية بجامعة أسيوط‪ ،‬والتي أظهرت أن ‪ %66‬من الطالب –‬
‫عينة البحث ‪ -1128‬ال يدركون المفهوم الصحيح لحقوق اإلنسان‪ ،‬أنهى الباحث بحثه بتصور مقترح لتفعيل دور التعليم الجامعي في‬
‫تنمية مفاهيم حقوق اإلنسان لدى الطالب لمواجهة بعض التغييرات السياسية المعاصرة في المجتمع‪.‬‬

‫‪ 10-1‬التعقيب على الدراسات السابقة‪:‬‬

‫من خالل االطالع على الدراسات واألبحاث السابقة يتبين ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬إن جميع الدراسات السابقة حديثة وهي تدل على أهمية الوعي بحقوق اإلنسان وتعزيزها عند الطالب‪.‬‬
‫‪ -2‬جميع الدراسات السابقة اعتمدت على المنهج الوصفي واستخدمت أداة االستبانة لجمع البيانات أما الدراسة الحالية فتعنى بجمع‬
‫األدبيات حول الوعي بحقوق اإلنسان في التعليم الجامعي‪.‬‬
‫‪ -3‬تناولت الدراسات السابقة حقوق اإلنسان من عدة جوانب حيث كانت دراسة (إعمر‪ )2008،‬تقيس وعي الطالب بحقوق اإلنسان‬
‫من وجهة نظر معلميهم من الجانب المعرفي والمهاري والقيمي (أبو سنينة‪ )2008 ،‬عن درجة فهم الطلبة لحقوق اإلنسان وفق‬
‫ما نصت عليه األمم المتحدة وفق أربعة أبعاد تمثلت في الحقوق المدنية والديمقراطية والسياسية واالجتماعية والثقافية‬
‫واالقتصادية‪ ،‬وهي ما تتفق معه هذه الدراسة وتختلف هذه الدراسة بقياس الوعي في األبعاد التالية‪ :‬المعرفة‪ ،‬واإلدراك‪ ،‬والقيم‪،‬‬
‫وتناولت دراسة (أبو شمالة‪ )2012 ،‬حقوق اإلنسان في مرحلة التعليم األساسي من وجهة نظر المعلمين‪ ،‬وتختلف عن الدراسة‬
‫الحالية في أنها تقيس الوعي من وجهة نظر الطالب أنفسهم وفي المرحلة الجامعية‪ ،‬في دراسة (علي‪ )2016 ،‬فقد تناولت حقوق‬
‫اإلنسان من محور المساواة والكرامة و الصحة والعمل وحرية االجتماع و حق التعبير عن حرية الرأي و محور حق الخصوصية‬
‫واحترام الشخصية وحق العدالة االجتماعية وعدم التعسف وكانت دراسة (البنا‪ )2017 ،‬عن المحاور التالية الحق في التعليم‬
‫والحق في حرية التعبير عن الرأي والحق في العمل والحق في الملكية والحق في األمن والحق في االجتماعات السلمية والحق في‬
‫تكوين األحزاب واالنضمام إليها والحق في المشاركة السياسية‪ ،‬أما دراسة (بني فارس وآخرون‪ )2013 ،‬هدفت إلى قياس مستوى‬
‫معرفة طلبة جامعة طيبة بمفاهيم حقوق اإلنسان واتجاهاتهم نحوها‪ ،‬وهي تعنى بقياس الجانب المعرفي لدى الطلبة‪ ،‬وهو ما تتفق‬
‫فيه مع هذه الدراسة وتزيد عليها الدراسة الحالية في قياس الجانب القيمي والجانب المهاري‪ ،‬كذلك تستهدف هذه الدراسة المرحلة‬
‫الجامعية وهو ما يتفق مع الفئة المستهدفة في هذه الدراسة‪.‬‬
‫‪ -4‬استفادت الباحثة من الدراسات السابقة في تحديد مجموعة من المفاهيم والتعميمات والقيم المتعلقة بحقوق اإلنسان‪ ،‬وكذلك في‬
‫اإلطار النظري‪.‬‬

‫‪313‬‬
‫)‪Arab Journal for Scientific Publishing (AJSP‬‬ ‫‪ISSN: 2663-5798‬‬
‫العدد العشرون‬
‫تاريخ اإلصدار‪ – 2 :‬حُزيران – ‪ 2020‬م‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫اإلطار المفاهيمي لحقوق اإلنسان‪:‬‬

‫‪ 1-2‬تمهيد‬

‫حقوق اإلنسان هي حقوق طبيعية ليست منحة من أحد‪ ،‬وثابتة لكل إنسان غير قابلة للتجزئة‪ ،‬وتكفل الدول تلك الحقوق‪ ،‬وتضمن‬
‫تطبيقها وتضع العقوبات في حال انتهاكها‪ ،‬وقد أخذ موضوع حقوق اإلنسان اهتماما كبي ار على الصعيدين الوطني والدولي لما له من‬
‫تأثير وما يدور حوله من قضايا‪ ،‬وفي هذا المبحث سوف نتناول بالدراسة‪ :‬مفهوم حقوق اإلنسان‪ ،‬خصائص حقوق اإلنسان‪ ،‬مبادئ‬
‫حقوق اإلنسان‪ ،‬التطور التاريخي لحقوق اإلنسان‪ ،‬اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان ‪.1948‬‬

‫‪ 2-2‬مفهوم حقوق اإلنسان‬

‫ليس هناك اتفاق على مصطلح واحد لحقوق اإلنسان‪ ،‬بل هناك مصطلحات عدة تستخدم للداللة عليها‪ ،‬منها‪ :‬حقوق اإلنسان‪ ،‬الحقوق‬
‫اإلنسانية‪ ،‬حقوق الشخصية اإلنسانية‪ ،‬فهي تعبيرات تم استخدامها بالتناوب للداللة على المصطلح نفسه‪ ،‬ولكن أكثر المصطلحات‬
‫شيوعا منذ القرن التاسع عشر وحتى يومنا هذا‪ ،‬هو مصطلح حقوق اإلنسان‪ ،‬ويختلف مفهوم حقوق اإلنسان من مجتمع إلى مجتمع‬
‫آخر‪ ،‬ومن ثقافة معينة إلى ثقافة أخرى‪ ،‬ألن مفهوم حقوق اإلنسان ونوع هذه الحقوق يرتبطان في األساس بالتصور الذي نتصور به‬
‫اإلنسان‪( .‬حسونة‪.)2015 ،‬‬

‫تفيد كلمة الحقوق وهي الحق معنى الصحة واالستقامة لغة‪ ،‬والحق هو الثابت الذي ال يمكن إنكاره وهو يدل على الثبات والعدل‬
‫والحقيقة وهو ينتقد الباطل والزور‪ ،‬يمكن القول أن حقوق اإلنسان هي الحقوق المستحقة لكل شخص ألنه إنسان‪ ،‬ويستند مفهوم حقوق‬
‫اإلنسان على اإلقرار بما لجميع أفراد اإلنسانية عامة من قيمة وكرامة أصيلة فيهم‪ ،‬فهم جميعا يستحقون التمتع بالحياة وبحريات‬
‫أساسية معينة‪ ،‬وبإقرار هذه الحريات يستطيع الفرد أن يتمتع باألمن واألمان‪ ،‬ويصبح قاد ار على اتخاذ الق اررات التي تنظم حياته (حماد‪،‬‬
‫‪ )2009‬وحقوق اإلنسان هي تلك الحقوق األصيلة في طبيعتها‪ ،‬والتي بدونها ال نستطيع العيش كبشر‪ ،‬وحقوق اإلنسان تولد مع‬
‫اإلنسان نفسه مستقلة عن الدولة بل قبل نشأتها وهي تتميز بوحدتها وتشابهها باعتبارها ذات الحقوق التي يجب االعتراف بها واحترامها‬
‫وحمايتها‪ ،‬ألنها جوهر كرامة اإلنسان التي أكدتها جميع األديان والشرائع السماوية وإن كان ثمة تمييز أو تغاير فإن ذلك يرجع ألن لكل‬
‫مجتمع تقاليده وعاداته ومعتقداته وتعبر حقوق اإلنسان عن مختلف ابعاد شخصية اإلنسان‪ ،‬وتدخله في تنظيم قانوني واجتماعي يحدد‬
‫الحقوق والواجبات‪ ،‬ويضمن ممارستها واستمرارها‪(.‬أحمد‪ )2012،‬وترتبط حقوق اإلنسان بذات الكائن البشري في وجوده األصلي‪ ،‬كما‬
‫أنها تعبر عن مختلف ابعاد شخصية اإلنسان وتدخله في تنظيم قانوني واجتماعي يحدد الحقوق والواجبات ويضمن ممارستها‬
‫واستمرارها (االنتصار‪ )2004 ،‬وهي قيم ومبادئ متأصلة في الطبيعة الخيرة لإلنسان‪ ،‬كالكرامة والحرية والمساواة ‪ ..‬وهي المدخل‬
‫الحقيقي للرقي باإلنسان والمجتمعات‪ ،‬واستمرارها يتطلب إصدار القوانين وإنشاء المؤسسات التي تسهر على تطبيقها من جهة‪ ،‬وإعداد‬
‫البرامج التربوية والثقافية الكفيلة بترجمتها إلى ممارسات وسلوكيات يومية من جهة أخرى (جيدوري‪ )2011 ،‬وهي كل ما منحه هللا‬
‫سبحانه وتعالى للبشر من حقوق طبيعية مثل الحق في الحياة‪ ،‬والحق في الحرية‪ ،‬والحق في المساواة‪ ،‬والحق في الكرامة‪ ،‬والحق في‬
‫الحركة‪ ،‬والحق في االعتقاد وغيرها دون أي تمييز‪ ،‬ويرتكز مفهوم حقوق اإلنسان على ثالث محاور أساسية‪:‬‬

‫اإلنسان المنتفع بالحقوق وهو يختلف عن الفرد‪ ،‬ألن كلمة فرد تجعل من الشخص مجرد ذات جسدية‪ ،‬في حين أن عبارة إنسان‬ ‫‪-‬‬
‫تنطوي على الجسد والفكر والكرامة‪.‬‬

‫‪314‬‬
‫)‪Arab Journal for Scientific Publishing (AJSP‬‬ ‫‪ISSN: 2663-5798‬‬
‫العدد العشرون‬
‫تاريخ اإلصدار‪ – 2 :‬حُزيران – ‪ 2020‬م‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫نوعية الحقائق وخصائصها‪ ،‬تعددت المقترحات لتصنيف حقوق اإلنسان ومن أهم هذه التصنيفات‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫"وفقا لمعيار الزمن وهي تصنف حقوق اإلنسان إلى نوعين‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ o‬الحقوق التي يتمتع بها الفرد في وقت السلم‪ ،‬ويطلق عليها القانون الدولي لحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫‪ o‬الحقوق التي يجب أن يتمتع بها الفرد في وقت الحرب‪ ،‬ويطلق عليها القانون الدولي اإلنساني‪.‬‬
‫وفقا لمعيار نطاق تطبيقها وهي تصنف حقوق اإلنسان إلى نوعين‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ o‬الحقوق الفردية وهي التي يتمتع بها كل فرد بصفته كحق حرمة المسكن‪.‬‬
‫‪ o‬الحقوق الجماعية وهي التي تنصرف إلى جماعة بأسرها ومن أمثلتها حق الشعوب في تقرير مصيرها‪.‬‬
‫وفقا لمعيار مضمون حقوق اإلنسان‪ ،‬يمكن تصنيفها إلى ثالثة أنواع‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ o‬يشمل حقوق الجيل األول وهو يتمثل في الحقوق السياسية والمدنية‪.‬‬
‫‪ o‬يشمل حقوق الجيل الثاني وهو يتمثل في الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪.‬‬
‫‪ o‬يشمل حقوق الجيل الثالث حقوق التضامن‪ ،‬مثل الحق في التنمية والسالم والبيئة النظيفة‪( ".‬حسونة‪)2015،‬‬
‫حماية الحقوق إذ أنه ال معنى إلقرار حقوق وحريات ما لم تتم حمايتها على المستويين الوطني والدولي‪( .‬خليل‪.)2013،‬‬ ‫‪-‬‬

‫إن هذه الحقوق ليست ذات بعد سياسي أو بعد قانوني فقط‪ ،‬بل إنها ذات بعد اجتماعي من شأنه أن ينظم العالقات بين الناس‪ ،‬كما أن‬
‫هناك عالقة تداخل وتأثير بين هذه األبعاد‪ ،‬فكل بعد يكمل اآلخر (الفرجاني‪.)2013 ،‬‬

‫وفي ضوء التعريفات السابقة يمكننا القول إن حقوق اإلنسان هي تلك الحقوق األصيلة في طبيعتها‪ ،‬والتي بدونها ال نستطيع العيش‬
‫كبشر‪ ،‬وهي ذات أبعاد متعددة متداخلة ومتكاملة تهدف إلى إنماء شخصية اإلنسان إنماء متكامال‪ ،‬وهي مستقلة عن الدولة وقائمة‬
‫بدونها‪ ،‬وواجب الحكومات توفير الضمانات لحماية هذه الحقوق وتعزيزها ومنع انتهاكها وتشجيع االحتفاء بمبادئها وقيمها‪.‬‬

‫‪ 3-2‬خصائص حقوق اإلنسان‬

‫أن حقوق اإلنسان وحرياته األساسية تختص ببعض الخصائص التي تميزها عن غيرها من أنواع الحقائق والحريات وهذه‬
‫الخصائص هي‪:‬‬

‫‪ -1‬حقوق اإلنسان لها طابع العالمية فهي لكل بني البشر أينما كانوا ومهما كانوا رجاال ونساء‪.‬‬
‫‪ -2‬حقوق اإلنسان ليست منة من أحد‪ ،‬وهي ثابتة لكل إنسان سواء تمتع بها أم حرم منها واعتدي عليها‪.‬‬
‫‪ -3‬حقوق اإلنسان غير قابلة للتجزئة‪.‬‬
‫‪ -4‬حقوق اإلنسان متطورة ومتجددة فهي تواكب تطورات العصر في تجذرها وتجددها لتشمل مختلف مناحي الحياة‪.‬‬
‫‪ -5‬حقوق اإلنسان واحدة بغض النظر عن العنصر أو الجنس أو الدين أو الرأي السياسي أو أي رأي آخر‪ ،‬فحقوق اإلنسان عالمية‪.‬‬
‫(بشير‪.)2016 ،‬‬

‫‪315‬‬
‫)‪Arab Journal for Scientific Publishing (AJSP‬‬ ‫‪ISSN: 2663-5798‬‬
‫العدد العشرون‬
‫تاريخ اإلصدار‪ – 2 :‬حُزيران – ‪ 2020‬م‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫‪ 4-2‬مبادئ حقوق اإلنسان‬

‫من أهم المبادئ التي يستند إليها مفهوم حقوق اإلنسان‪ ،‬ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬مبدأ التكامل‪:‬‬

‫يعكس مبدأ التكامل‪ ،‬صورة من التفاعل والتضامن بين مختلف حقوق اإلنسان‪ ،‬فحقوق اإلنسان متكاملة وتبادلية ومعتمدة على بعضها‬
‫البعض‪ ،‬وقد نبه لهذا التكامل اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‪ ،‬فقد وضع كافة حقوق اإلنسان المدنية والسياسية واالجتماعية والثقافية‬
‫واالقتصادية على نفس المستوى من األهمية من منطلق اعتمادها المتبادل‪( .‬بدوي‪)2004 ،‬‬

‫‪ -2‬مبدأ العالمية‪:‬‬

‫يقصد بعالمية حقوق اإلنسان وجود مبادئ دولية لحماية حقوق اإلنسان تلتزم الدول جميعا بتطبيقها‪ ،‬وكل دولة لها مصلحة قانونية في‬
‫حمايتها‪ ،‬وتنبع الطبيعة العالمية لمبادئ حقوق اإلنسان من كونها حقوق لكل إنسان دون النظر إلى الجنس أو اللغة أو الدين أو‬
‫العرق أو المعتقد (حسونة‪ )2014 ،‬وتبرز عالمية حقوق اإلنسان من خالل مضامين كل الدساتير الوطنية والمواثيق االقليمية والدولية‪،‬‬
‫التي استلهمت كل موادها الخاصة بالحقوق والحريات العامة من اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‪ ،‬فهي إذا تتضمن المبادئ المشتركة‬
‫بين مختلف األمم والحضارات في مجال ضمان وحماية حقوق اإلنسان‪(.‬شعنان‪)2018 ،‬‬

‫‪ -3‬مبدأ الخصوصية الثقافية‪:‬‬

‫إن إقرار إعالن ‪ 1948‬بأهمية الحقوق لكل البشر‪ ،‬بغض النظر عن عقيدتهم أو نوعهم أو دينهم‪ ،‬أو انتمائهم الوطني‪ ،‬إنما هو في‬
‫الوقت نفسه اعتراف بحق االختالف‪ ،‬فالهدف اإلنساني لإلعالن هو توحيد البشر جميعا رغم اختالفهم‪ ،‬أي الجمع بين الوحدة‬
‫واالختالف في مجال حقوق اإلنسان‪ ،‬والخصوصية الثقافية ال ينبغي أن تسير باتجاه تقويض المبادئ والمعايير العالمية لحقوق‬
‫اإلنسان بدعوى الخصوصية‪ ،‬بل عليها أن تدعم العالمية بتأكيدها للتنوع (بدوي‪)2004 ،‬‬

‫‪ 5-2‬التطور التاريخي لحقوق اإلنسان‬

‫إن فكرة أن اإلنسان له حقوق هي فكرة متأصلة في النفس البشرية منذ أن خلق هللا سبحانه وتعالى آدم وخاطبه بقوله‪ " :‬إن لك أال‬
‫تجوع فيها وال تعرى (‪ )118‬وإنك ال تظمأ فيها وال تضحى" (طه‪ )119: 118 ،‬ويأتي الحق في الحياة والحرية أولى الحقوق التي‬
‫قادت المسيرة التاريخية‪ ،‬فعندما بدأت تتشكل المجتمعات والتكوينات البشرية رافق ذلك أيضا وجود تمايز بين األفراد‪ ،‬فمن يملك القوة‬
‫والسطوة استطاع أن يفرض نفسه وهيمنته وذاته على األضعف منه‪ ،‬بل تعدى ذلك لتسخيره لخدمته وإلغاء كثير من حقوقه الطبيعية‪،‬‬
‫ومن هنا بدأت فكرة البحث عن حقوق اإلنسان التي سلبها الطرف القوي في المعادلة البشرية‪ ،‬وتعد الحقوق الطبيعية النقطة األولى‬
‫لتطور حقوق اإلنسان‪ ،‬ألنها الركيزة األساسية لشعوره بقيمته وأهميته ووجوده‪(.‬جامعة الدول العربية‪ ،‬د‪.‬ت) حيث أكدت الحضارة‬
‫المصرية القديمة على احترام حقوق اإلنسان من خالل إعالء قيم العدل واإلخاء والمساواة بين البشر جميعا (بشير‪ )2016،‬وفي عهد‬
‫الملك حمورابي وضع قانونه المسمى شريعة حمورابي وكان يضم ‪ 282‬مادة إذ تضمن في مواده الكثير من حقوق اإلنسان ومنها‬
‫ضمانات هذه الحقوق والتي كفلت حق أن يشعر شخص بالظلم أو الغبن يتظلم مباشرة لدى المحكمة وفي اليونان والرومان كان أول‬

‫‪316‬‬
‫)‪Arab Journal for Scientific Publishing (AJSP‬‬ ‫‪ISSN: 2663-5798‬‬
‫العدد العشرون‬
‫تاريخ اإلصدار‪ – 2 :‬حُزيران – ‪ 2020‬م‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫تدوين روماني في األلواح اإلثني عشر عبارة عن تجميع للعادات والتقاليد السائدة التي أقرت ما ذكر من حقوق‪ ،‬حيث كان الفالسفة‬
‫اليونان أرسطو مثال يعتبرون الرق حالة ضرورية وطبيعية لتأمين العمل في اقتصاديات ذلك الزمان باإلضافة إلى سلطة رب العائلة‬
‫على جميع أفرادها والحكم عليها بالموت أو بيعهم في األسواق‪(.‬حماد‪ )2009،‬أما النقلة الكبرى في مجال حقوق اإلنسان ظهرت مع‬
‫ظهور الديانات وبالذات الثالث الكبرى‪ ،‬فهي وإن كانت قد خلت من المصطلح المعاصر حقوق اإلنسان‪ ،‬إال أنها حفلت بمبادئ وقيم‬
‫وأوامر ونواهي تنظم حياة البشر وتحفظ لهم حقوقهم في كافة النواحي‪ ،‬فقد أكدت الديانات على عالمية اإلنسان انطالقا من األصل‬
‫الواحد بالرغم من التفرع شعوبا وقبائل وأجناسا بألوان مختلفة وسمات متباينة وخصال متعددة (خليل‪.)2013 ،‬‬

‫في اإلسالم اعتنى النظام اإلسالمي باإلنسان من حيث هو إنسان قبل العناية بحقوقه‪ ،‬فكرمه وفضله على كثير من خلقه‪ ،‬وجعل‬
‫تكريمه وتفضيله دينا واجب اإلتباع‪ ،‬فاإلنسان مكرم في التصور اإلسالمي بصرف النظر عن أصله ودينه وعقيدته‪ ،‬ويستوي في ذلك‬
‫المسلم وغيره من أهل الكتاب ومن ال دين له‪ ،‬فالكرامة البشرية حق مشاع يتمتع به الجميع من دون استثناء‪ ،‬ولقد قامت مبادئ اإلسالم‬
‫وتعاليمه وقيمه كلها على احترام الكرامة اإلنسانية وصونها وحفظها وعلى تعميق الشعور اإلنساني بهذه الكرامة (البشير‪ )2019 ،‬من‬
‫هذه البدايات البعيدة بدأ التطور لمفهوم حقوق اإلنسان في الثقافة الغربية‪ ،‬وكان في بعض جوانبه تطو ار في معنى كلمة "إنسان" فقد‬
‫اتسع المعنى ليشمل قطاعات بشرية لم تكن فيه مثل النساء‪ ،‬والعبيد بعد أن تحرروا‪ ،‬وكذلك األجانب‪ ،‬أي امتأل جسد الكلمة بمعناها‬
‫كله وإن تفاوتت الحقوق‪ ،‬ثم جاءت مرحلة حلت فيها الروح على الجسد وتمثلت فكرة المساواة الشاملة بين البشر‪ ،‬التي ال يحول بينها‬
‫وبين الناس حائل من دين‪ ،‬أو نوع أو عرق‪ ،‬أو لون‪ ،‬أو طبقة اجتماعية‪ ،‬أو غيرها (العفيف‪.)2000 ،‬‬

‫ونشأت بذرة حقوق اإلنسان في القرن السابع عشر‪ ،‬ابتدأت بالتسليم بما يتمتع به الناس من حقوق مدنية وسياسية تكفلها الدولة لهم‪،‬‬
‫وكان فالسفة العقد االجتماعي (هوبس‪ ،‬لوك‪ ،‬سبينوزا‪ ،‬روسو‪ )...‬هم آباء الفكرة الروحيين‪ ،‬وأكثرهم مال إلى االعتقاد باألصل الطبيعي‬
‫لهذه الحقوق‪ ،‬وبالتالي التالزم بين الطبيعي والمدني‪ ،‬وما لبثت الفكرة أن وجدت تحققا ماديا لها في الثورة اإلنكليزية (‪)1689 -1688‬‬
‫والدستور األمريكي (‪ ،)1787‬والثورة الفرنسية (‪( .)1789‬بلقزيز‪.)2018 ،‬‬

‫ثم جاءت اتفاقيات جنيف األربعة والبروتوكوالت اإلضافية تتويجا إنسانيا وكانت كالتالي‪:‬‬

‫اتفاقية جنيف األولى عام ‪ 1906‬والتي عالجت موضوع الجرحى والمرضى في الجيوش في ميدان المعركة‪ ،‬ثم جاءت اتفاقية الهاي‬
‫عام ‪ 1907‬والتي طورت اتفاقية سابقة عام ‪ 1988‬وتحمل نفس االسم وعالجت موضوع األسرى بين الفريقين المتقاتلين ونظمت أسسا‬
‫الحتجازهم ومعاملتهم خالل فترة االحتجاز‪ ،‬بعادها كانت اتفاقية جنيف عام ‪ 1929‬والتي كانت تطوي ار التفاقيات الهاي بخصوص‬
‫األسرى وجنيف السابقتين‪ ،‬ثم جاءت اتفاقيات جنيف عام ‪ 1949‬والتي كانت تطوي ار التفاق ‪ 1929‬التي عقدت في جنيف ‪1929‬‬
‫واتفاقية الهاي ‪ 1907‬وعالجت هذه االتفاقية ألول مرة وضع المدنيين أثناء الصراعات المسلحة‪( .‬أبو شمالة‪.)2011 ،‬‬

‫بعد الحرب العالمية األولى وبالتحديد عام ‪ 1920‬تأسست منظمة عصبة األمم المتحدة كأول منظمة عالمية شاملة‪ ،‬وذلك لتنظيم‬
‫العالقات الدولية وإيجاد إطار قانوني للقضايا التي أرزتها الحرب وآلية لحماية حقوق اإلنسان‪ ،‬وقد أقرت حقوق لألفراد بصفتهم‬
‫الجماعية في مواد مختلفة تتعلق بالسلم ونظام االنتداب (بشير‪ )2016 ،‬ثم جاءت الخطوة التالية في مجال حقوق اإلنسان بشكل عام‬
‫بعد الحرب العالمية الثانية وتأسيس منظمة األمم المتحدة‪ ،‬التي صاغت للعالم قوانين ومواثيق خاصة بحقوق اإلنسان لتصبح مرجعا‬
‫رئيسيا لدساتير وقوانين الدول‪( .‬خليل‪.)2013 ،‬‬

‫‪317‬‬
‫)‪Arab Journal for Scientific Publishing (AJSP‬‬ ‫‪ISSN: 2663-5798‬‬
‫العدد العشرون‬
‫تاريخ اإلصدار‪ – 2 :‬حُزيران – ‪ 2020‬م‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫إن اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان ‪ 10‬ديسمبر ‪ 1948‬م والعهدان الدوليان للحقوق المدنية والسياسية‪ ،‬والحقوق االقتصادية‬
‫واالجتماعية والثقافية في عام ‪1966‬م هما األساس بالنسبة إلى كافة التطورات الدولية الالحقة في مجال حقوق اإلنسان وحرياته‬
‫األساسية‪.‬‬

‫‪ 6-2‬اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان ‪1948‬‬

‫يعلن ميثاق األمم المتحدة الصادر في عام ‪ 1945‬أن أحد مقاصد األمم المتحدية يتمثل في تعزيز احترام حقوق اإلنسان والحريات‬
‫األساسية للجميع وتشجيعها‪ ،‬حاولت الدول أن تحدد في وثيقة واحدة ألول مرة نطاق الحقوق والحريات األساسية المكفولة للجميع بحكم‬
‫وضعهم كبشر‪ ،‬وأسفرت هذه الجهود عن اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‪ ،‬الذي اعتمدته الجمعية العامة في ‪ – 10‬ديسمبر –‬
‫‪ ،1948‬وتنص هذه الوثيقة‪ ،‬التي توصف بأنها " معيار موحد لإلنجاز بالنسبة لجميع الشعوب وجميع الدول"‪ ،‬على مجموعة واسعة‬
‫من الحقوق تشمل جميع أوجه الحياة‪ ،‬ويرد في المادة ‪ 1‬منه الوصف الشهير لفكرة حقوق اإلنسان األساسية‪ ،‬الذي ينص على ما يلي‪:‬‬
‫" يولد جميع الناس أح ار اًر ومتساوين في الكرامة والحقوق"‪( .‬األمم المتحدة‪)2012 ،‬‬

‫يتألف اإلعالن من ثالثية مادة‪ ،‬تتصدرها ديباجة تستعرض الدوافع والغايات الموجبة لصدور هذا اإلعالن وإق ارراه‪ ،‬وتؤكد التزام األمم‬
‫المتحدة بدعم وتعزيز وحماية حقوق اإلنسان لكل فرد‪ ،‬وينبع هذا االلتزام من ميثاق األمم المتحدة الذي يؤكد إيمان شعوب العالم بحقوق‬
‫اإلنسان األساسية وبكرامة اإلنسان وقيمته‪ ،‬ونادت فيه بأن يعرف كل إنسان حقه ويساعد في الدعوة لها والدفاع عنها من أجل ذاته‬
‫ومن أجل اآلخرين‪.‬‬

‫المواد من رقم (‪ )1‬إلى (‪ )3‬تضمنت التأكيد على المساواة بين الناس في الكرامة والحقوق‪ ،‬والتعامل مع بعضهم بعضا بروح اإلخاء‪،‬‬
‫والتأكيد على الحقوق والحريات الواردة في اإلعالن دون أي تمييز بسبب العرق أو اللون أو الدين أو الرأي أو الجنس‪ ،‬وأكدت على‬
‫حقوق اإلنسان الطبيعية في الحياة والحرية واألمن‪.‬‬

‫المواد من رقم (‪ )4‬إلى (‪ )21‬تتضمن الحقوق المدنية والسياسية المعترف بها لإلنسان‪ ،‬كالتحرر من الرق واالستعباد‪ ،‬وعدم التعرض‬
‫للتعذيب أو العقوبات وإنصافه قضائيا‪ ،‬وعدم جواز تعرضه للقبض التعسفي أو الحجز أو النفي‪ ،‬وحقه في محاكمة مستقلة‪ ،‬وعدم‬
‫التعرض للتدخل التعسفي في حياته الخاصة أو أسرته‪ ،‬وحقه في الملكية الخاصة وحرية التفكير والدين والرأي واالشتراك في الجمعيات‬
‫وفي إدارة شؤون البالد‪.‬‬

‫والمواد من رقم (‪ )22‬إلى (‪ )25‬تضمن لكل شخص بصفته عضوا في المجتمع الحق في الضمانة االجتماعية وفق نظم كل دولة‬
‫ومواردها أن تحقق الحقوق االقتصادية واالجتماعية التي ال غنى عنها لكرامته ولنمو شخصيته‪ ،‬وكذلك تضمن لألفراد حق العمل‬
‫بشروط عادلة تضمن الحياة الكريمة له وألفراد أسرته والحماية من البطالة‪ ،‬والحصول على أجور متساوية لذات العمل دون تمييز‪،‬‬
‫واالنضمام للنقابات التي تحمي مصالحه‪ ،‬وحق الحصول على الراحة وتحديد ساعات العمل والعطالت المدفوعة‪ ،‬وتأكد على أن لكل‬
‫شخص الحق في مستوى معيشة كاف للمحافظة على الصحة والرفاهية له وألسرته‪ ،‬ويتضمن ذلك التغذية والملبس والعناية الطبية‪.‬‬

‫‪318‬‬
‫)‪Arab Journal for Scientific Publishing (AJSP‬‬ ‫‪ISSN: 2663-5798‬‬
‫العدد العشرون‬
‫تاريخ اإلصدار‪ – 2 :‬حُزيران – ‪ 2020‬م‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫أما المادة (‪ )26‬فهي تؤكد على أن لكل شخص الحق في التعليم‪ ،‬وأن يكون في مراحله األول واألساسية بالمجان‪ ،‬وأن يكون إلزاميا‪،‬‬
‫كما أكدت على أنه يجب أ ن تهدف التربية إلى إنماء شخصية اإلنسان إنماء كامال وإلى تعزيز احترام اإلنسان والحريات األساسية‪،‬‬
‫وتضمن حق األسرة في اختيار نوع التعليم والتربية المناسبة ألوالدهم‪.‬‬

‫وتنص المواد (‪ )29( ،)28( ،)27‬على حق كل إنسان في التمتع بنظام اجتماعي تتحقق بمقتضاه جميع الحقوق والحريات األساسية‬
‫لإلنسان‪.‬‬

‫وينتهي اإلعالن بالمادة الثالثين التي تقول إنه ال يوجد ما يخول دولة أو جماعة أو فرد الحق في القيام بنشاط أو تأدية عمل يهدف‬
‫إلى هدم الحقوق والحريات الواردة في الوثيقة‪ .‬ملحق رقم (‪.)1‬‬

‫معايير الوعي بحقوق اإلنسان في المرحلة الجامعية‬

‫‪ 1-3‬تمهيد‪:‬‬

‫أن عملية تعليم حقوق اإلنسان هي عملية مستمرة تبدأ منذ الطفولة وتستمر إلى المراحل المتقدمة من تعليم الطالب‪ ،‬وقد تناولت العديد‬
‫من الدراسات آليات التثقيف بحقوق اإلنسان والتربية عليها بدءا من األسرة ووصوال إلى الجامعة وما بعدها في ميادين الحياة المختلفة‪،‬‬
‫والجامعة لها بالغ األهمية في توعية اإلنسان بحقوقه وتعريفه بالمفاهيم والوسائل والثقافة حول الحقوق واحترامها وحمايتها‪ ،‬وتتنوع‬
‫مجاالت الوعي بحقوق اإلنسان في المعرفة والقيم والمهارات‪.‬‬

‫‪ 2-3‬الوعي بحقوق اإلنسان‬

‫إن التربية على حقوق اإلنسان تعد معيا ار حقيقيا لكل تقدم واستراتيجية تنموية‪ ،‬وإن تعليم ونشر حقوق اإلنسان يشكل حقا أصيال من‬
‫حقوق الناس‪ ،‬ونشر الوعي والتربية بحقوق اإلنسان وما تتضمنه من مفاهيم وقيم ليست مسؤولية الدولة وحدها وإنما يشاركها في ذلك‬
‫األسرة والمؤسسات التربوية واإلعالم وكافة مؤسسات المجتمع‪ ،‬والتعليم وسيلة إلى جانب وسائل أخرى لترسيخ الحقوق اإلنسانية‪.‬‬

‫يعرف ميثاق مجلس أوروبا للتربية على المواطنة الديمقراطية والتربية على حقوق اإلنسان التربية على حقوق اإلنسان على أنها‪:‬‬
‫ّ‬
‫التربية والتدريب ونشر الوعي والمعلومات والممارسات واألنشطة التي تهدف إلى تمكين المتعلمين للمساهمة في بناء ثقافة عالمية‬
‫لحقوق اإلنسان في المجتمع والدفاع عنها وتعزيز وحماية حقوق اإلنسان والحريات األساسية‪ ،‬عن طريق تدعيم المتعلمين بالمعرفة‬
‫والمهارات وفهم وتطوير وجهات نظرهم وسلوكهم (مجلس أوروبا‪.)2017 ،‬‬

‫وتعرفها اليونسكو بأنها‪ :‬التربية والتدريب والمعلومات التي تهدف إلى بناء ثقافة عالمية لحقوق اإلنسان‪ ،‬فالتربية الشاملة في حقوق‬
‫اإلنسان ال تقدم المعرفة حول حقوق النسان واآلليات التي تحميها فحسب‪ ،‬بل تنقل المهارات الالزمة لتعزيز حقوق اإلنسان والدفاع‬
‫عنها وتطبيقها في الحياة اليومية أيضا‪ ،‬وتعزز التربية على حقوق اإلنسان المواقف والسلوك الالزمين لدعم حقوق اإلنسان لجميع أفراد‬
‫المجتمع‪ ،‬والتربية على حقوق اإلنسان ليس حقا معنويا فحسب‪ ،‬بل هي حق قانوني أيضا بموجب القانون الدولي‪ ،‬وتنص المادة ‪26‬‬
‫من اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان على أن لكل فرد الحق في التعلم وأنه يجب أن تستهدف التربية التنمية الكاملة لشخصية اإلنسان‬
‫وأن تقوي احترام حقوق اإلنسان والحريات األساسية‪(.‬مجلس أوروبا‪)2014 ،‬‬

‫‪319‬‬
‫)‪Arab Journal for Scientific Publishing (AJSP‬‬ ‫‪ISSN: 2663-5798‬‬
‫العدد العشرون‬
‫تاريخ اإلصدار‪ – 2 :‬حُزيران – ‪ 2020‬م‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫وتعرفها (إبراهيم‪ ،‬الحديبي‪ )2011 ،‬بأنه تضمين المناهج الدراسية المعارف والمهارات‪ ،‬والقيم المتعلقة بالمتطلبات التي تحفظ لإلنسان‬
‫إنسانيته وحريته وكرامته مما يسهم في تغيير سلوكيات المتعلمين تغي ار مرغوبا فيه‪.‬‬

‫ويعرف (القرعان‪ )2011 ،‬ثقافة حقوق اإلنسان بأنها مجموعة من المعارف‪ ،‬والقيم‪ ،‬والمعتقدات‪ ،‬واالتجاهات‪ ،‬واالنماط السلوكية‪،‬‬
‫لألفراد تجاه اإلنسان‪ ،‬من أجل وجود مطالب واجبة الوفاء بقدرات معينة‪ ،‬يلزم توافرها على أسس أخالقية ألي انسان دونما تمييز‪ ،‬على‬
‫أساس النوع‪ ،‬أو الجنس‪ ،‬أو اللون‪ ،‬أو العقيدة‪ ،‬أو الطبقة‪ ،‬وذلك على قدم المساواة فيما بينهم جميعا‪.‬‬

‫والوعي بحقوق اإلنسان يعرفه (هارون‪ )2014 ،‬بأنه‪ :‬أحد صور الوعي االجتماعي والتي تعنى إدراك األفراد لحقوقهم اإلنسانية –‬
‫المدنية والسياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية ‪ -‬المنصوص عليها في المواثيق الدولية والدساتير المحلية‪ ،‬وكيفية المطالبة بها‬
‫والحصول عليها والدفاع عنها ضد من ينتهكها سواء كانت الدولة أو أشخاص آخرين‪ ،‬وإدراكهم لألساليب والوسائل المختلفة لتحقيق‬
‫ذلك‪ ،‬ويمكن تحديده إجرائياً من خالل استقصاء األبعاد األساسية للوعى بحقوق اإلنسان من خالل دراسة معارف األفراد واتجاهاتهم‬
‫وقيمهم وسلوكهم وممارساتهم في المواقف المختلفة المتصلة بحقوقهم اإلنسانية‪ ،‬ويمكن تحديده بشكل أكبر من خالل التعرف على‪:‬‬

‫‪ -1‬معارفهم حول طبيعة حقوقهم اإلنسانية‪ ،‬وأنواعها‪ ،‬والعوامل المؤثرة في إمكانية حصولهم عليها من عدمه‪ ،‬وتأثير سياسات الدولة‬
‫وتشريعاتها على درجة تمتعهم بهذه الحقوق‪ ،‬ونوعية االنتهاكات التي يمكن أن تتعرض لها هذه الحقوق‪.‬‬
‫‪ -2‬اتجاهاتهم وقيمهم نحو ضرورة التمتع بحقوقهم اإلنسانية‪ ،‬ونوعية هذه الحقوق كماً وكيفاً‪ ،‬ودور الدولة في تفعيل أو انتهاك هذه‬
‫الحقوق‪.‬‬
‫‪ -3‬سلوكهم وممارساتهم نحو االنتهاكات التي يمكن أن تتعرض لها حقوقهم اإلنسانية‪ ،‬ونحو القوى االجتماعية التي يمكن أن تكون‬
‫مسئولة عن هذه االنتهاكات‪ ،‬وما يمكن القيام به للحصول على هذه الحقوق ومنع انتهاكها أو انتقاصها‪.‬‬

‫‪ 3-3‬مجاالت الوعي بحقوق اإلنسان‪:‬‬

‫أ‪ .‬مجال المعرفة‪:‬‬

‫تُعد المعارف التي تشمل الوثائق واآلليات والمفهومات والقيم والمبادئ من األمور التي تساعد األفراد على حماية حقوقهم الشخصية‬
‫واحترام حقوق اآلخرين‪ ،‬وهذا يعني أنه البد من اإللمام بصكوك حقوق اإلنسان وتقسيماتها وخصائصها وإدراك خطورة االنتهاكات التي‬
‫تتعرض لها‪ ،‬ومن ثم معرفة آليات ضبطها‪( .‬جيدوري‪ .)2011 ،‬والمواضيع الرئيسية التي يجب التركيز عليها في الوعي بحقوق‬
‫اإلنسان في مجال المعرفة وفقا لدليل التربية على حقوق اإلنسان (مجلس أوروبا‪ )2014 ،‬هي‪:‬‬

‫المفاهيم األساسية مثل‪ :‬الحرية والعدالة والمساواة والكرامة اإلنسانية وعدم التمييز والديمقراطية والطابع العالمي والحقوق‬ ‫‪‬‬

‫والمسؤوليات والترابط والتضامن‪.‬‬


‫الفكرة التي تنص على أن حقوق اإلنسان توفر إطا اًر ألنماط سلوك التفاوض واالتفاق في األسرة والمدرسة والمجتمع وعلى‬ ‫‪‬‬
‫نطاق أوسع في العالم‪.‬‬
‫دور حقوق اإلنسان والبعد الماضي والمستقبلي لها في حياة المرء وفي حياة المجتمعات المحلية وفي حياة الناس اآلخرين‬ ‫‪‬‬
‫حول العالم‪.‬‬

‫‪320‬‬
‫)‪Arab Journal for Scientific Publishing (AJSP‬‬ ‫‪ISSN: 2663-5798‬‬
‫العدد العشرون‬
‫تاريخ اإلصدار‪ – 2 :‬حُزيران – ‪ 2020‬م‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫التميز والعالقات التعاونية بين الحقوق المدنية‪/‬السياسية واالجتماعية‪/‬االقتصادية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الهيئات المحلية والوطنية والدولية والمنظمات غير الحكومية واألفراد الذين يعملون على دعم وحماية حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫طرق مختلفة للنظر إلى تجربة حقوق اإلنسان في مجتمعات مختلفة وفي جماعات مختلفة داخل المجتمع الواحد ومصادر‬ ‫‪‬‬
‫التشريع المختلفة ‪ -‬بما في ذلك المصادر الدينية واألخالقية والقانونية‪.‬‬
‫التغيرات االجتماعية الرئيسية واألحداث التاريخية واألسباب التي أدت إلى االعتراف بحقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الحقوق المعترف بها في المواثيق الدولية الرئيسية الموجودة لحماية حقوق اإلنسان؛ مثل إعالن األمم المتحدة لحقوق‬ ‫‪‬‬
‫اإلنسان واتفاقية األمم المتحدة لحقوق الطفل واالتفاقية األوروبية لحماية حقوق اإلنسان والحريات األساسية‪.‬‬
‫حقوق اإلنسان المصانة في الدساتير والقوانين‪ ،‬والهيئات المسؤولة عن رصدها ومراقبتها على المستوى الوطني‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ب‪ -‬مجال المواقف والقيم‪:‬‬

‫إن التربية على حقوق اإلنسان تهدف إلى تأسيس القيم التي ترتبط بتلك الحقوق‪ ،‬وهي تربية قيمية باألساس‪ ،‬تتجه نحو السلوك وإلى‬
‫تكوين قناعات إزاء السلوك‪( ،‬االنتصار‪ )2004 ،‬ومفهوم القيم يعني األحكام التي يصدرها اإلنسان على أشياء أو موضوعات معينة‪،‬‬
‫ثم يتصرف وفقا لها‪ ،‬خ الل تفاعله مع البيئة في عناصرها المختلفة إلشباع حاجاته العديدة المتنوعة والمتغيرة‪ ،‬ويتبين أثر القيم حين‬
‫يكون اإلنسان بصدد مواقف يشتد فيها الصراع بين حاجاته المختلفة من ناحية وبين الواقع من ناحية أخرى‪(.‬عبد المتجلي‪،)1997 ،‬‬
‫وتتمثل قيم حقوق اإلنسان في الحياة وهي مكفولة لكل فرد في العالم بغض النظر عن العنصر أو اللون أو الجنس أو الدين أو التوجه‬
‫السياسي‪ ،‬وهذه القيم ليست فطرية وإنما تكتسب عبر المعرفة النظرية والعملية‪ ،‬والتربية على حقوق اإلنسان تعمل على إكساب الفرد‬
‫المستهدف بها تلك القيم اإلنسانية من أجل أن يحتكم إليها في إصدار السلوك‪ ،‬ويلتزم بها في أدائه المهني واإلنساني بما يجعل ذلك‬
‫يرتد آنيا ثم مستقبليا نحو جماعته ونحو المجتمع بأسره‪(.‬جيدوري‪ )2011 ،‬والمواضيع الرئيسية التي يجب التركيز عليها في الوعي‬
‫بحقوق اإلنسان في مجال المواقف والقيم وفقا لدليل التربية على حقوق اإلنسان (مجلس أوروبا‪ )2014 ،‬هي‪:‬‬

‫الشعور بالمسؤولية حيال التصرفات الشخصية وااللتزام بالتنمية الشخصية والتغير االجتماعي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الفضول؛ عقل منفتح وتقدير للتنوع واالختالف‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التعاطف والتضامن مع اآلخرين وااللتزام بدعم أولئك الذين تكون حقوق اإلنسان لديهم تحت التهديد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الشعور بالكرامة اإلنسانية وقيمة الذات وقيمة اآلخرين بغض النظر عن االختالفات االجتماعية أو الثقافية أو اللغوية أو‬ ‫‪‬‬
‫الدينية‪.‬‬
‫الشعور بالعدالة والرغبة في العمل من أجل تحقيق المثل العليا لحقوق اإلنسان العالمية والمساواة واحترام التنوع‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ج‪ -‬مجال المهارات‪:‬‬


‫في هذا المجال يمكن الحديث عن بعد آخر من أبعاد التربية على حقوق اإلنسان هو البعد الذي يمكن تسميته بالنهايات المستدامة‬
‫لهذه التربية‪ ،‬ال جدوى من تعليم حقوق اإلنسان على المستوى المعرفي إذا لم يتمكن التعليم من تحويل قيم حقوق اإلنسان إلى معايير‬
‫داخلية تعكس مواقف الطلبة وتوجه سلوكهم اليومي‪ ،‬وهذا يعني أن تدريس حقوق اإلنسان يعني تأسيس هذه الحقوق كقيم على مستوى‬
‫الوعي والوجدان والمشاعر‪ ،‬وكسلوكيات عملية على مستوى الممارسة‪ ،‬ألن الهدف من التربية على حقوق اإلنسان هو دفع الطلبة نحو‬
‫دمج ثقافة حقوق اإلنسان موقفا وقيمة‪ ،‬وتحويلها إلى سلوك يومي يصدر بكيفية ذاتية تلقائية وواعية (جيدوري‪ )2011 ،‬والمواضيع‬

‫‪321‬‬
‫)‪Arab Journal for Scientific Publishing (AJSP‬‬ ‫‪ISSN: 2663-5798‬‬
‫العدد العشرون‬
‫تاريخ اإلصدار‪ – 2 :‬حُزيران – ‪ 2020‬م‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫الرئيسية التي يجب التركيز عليها في الوعي بحقوق اإلنسان في مجال المهارات وفقا لدليل التربية على حقوق اإلنسان (مجلس أوروبا‪،‬‬
‫‪ )2014‬هي‪:‬‬

‫االستماع النشط والتواصل‪ :‬القدرة على االستماع لوجهات النظر المختلفة للدعوة والمطالبة بالحقوق الشخصية وحقوق‬ ‫‪‬‬
‫اآلخرين‪.‬‬
‫التفكير الناقد‪ :‬إيجاد معلومات ذات صلة وتقديم األدلة بحس ناقد والوعي حيال األفكار المسبقة والتحيزات ومعرفة أشكال‬ ‫‪‬‬
‫التالعب واتخاذ الق اررات على أساس الحكم المعَلل‪.‬‬
‫القدرة على العمل بصورة تعاونية ومعالجة النزاعات بصورة إيجابية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫القدرة على المشاركة في مجموعات اجتماعية منظمة‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫القدرة على التعرف على انتهاكات حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫العمل على تعزيز وحماية حقوق اإلنسان محلياً ودولياً‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫استناد إلى ما سبق يمكن القول إن تضمين هذه المعايير في التعليم الجامعي السعودي يساهم في بناء الشخصية السعودية‬
‫المسلمة والمنتمية للوطن مع احترام االختالفات وتقبل التنوع‪ ،‬وتعمل على إقصاء التطرف والحد من العنف وزيادة اإليمان‬
‫باإلنسان‪ ،‬كذلك تعزز المسؤولية وتزرع األخالق اإلسالمية الحميدة‪ ،‬وتسهم في التعاون والتغير االجتماعي‪.‬‬
‫نتائج الدراسة‪:‬‬
‫من خالل االستعراض النظري لإلطار المفاهيمي لحقوق اإلنسان الدولية وكذلك المعايير التي يجب تضمينها في التعليم الجامعي‬
‫لتشكيل الوعي بحقوق اإلنسان توصلنا إلى اآلتي‪:‬‬

‫‪ -1‬الحقوق اإلنسانية فكرة أصيلة في النفس البشرية ال تقبل السلب أو االنتقاص‪.‬‬


‫‪ -2‬أسس اإلسالم كثير من قواعد التعامل اإلنساني واحترام االختالف وتقبل اآلخر‪.‬‬
‫‪ -3‬المعرفة بحقوق اإلنسان غير كافية بل يجب أن تتحول إلى قيم وسلوكيات يومية عند الطالب‪.‬‬
‫‪ -4‬أهمية زيادة األنشطة الجامعية التي تساعد على ترسيخ الوعي بحقوق اإلنسان‪.‬‬

‫توصيات الدراسة‪:‬‬

‫في ضوء النتائج يمكن اقتراح التوصيات التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬استمرار العمل على زيادة تثقيف الطالب بحقوق اإلنسان‪.‬‬


‫‪ -2‬استحداث تخصصات على مستوى البكالوريوس أو الدراسات العليا في مجال حقوق اإلنسان‪.‬‬
‫‪ -3‬إصدار مجالت خاصة بحقوق اإلنسان في الجامعة‪.‬‬
‫‪ -4‬تبادل الخبرات بين الجامعات لتطوير مناهج حقوق اإلنسان‪.‬‬
‫‪ -5‬تفعيل دور المجتمع المحلي في تبني وتقدير مفاهيم وقيم وسلوكيات حقوق اإلنسان‪.‬‬

‫‪322‬‬
‫)‪Arab Journal for Scientific Publishing (AJSP‬‬ ‫‪ISSN: 2663-5798‬‬
‫العدد العشرون‬
‫تاريخ اإلصدار‪ – 2 :‬حُزيران – ‪ 2020‬م‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫مقترحات الدراسة‪:‬‬

‫‪ -1‬دراسات ميدانية تشمل قياس دور الجامعة في نشر الوعي بحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫‪ -2‬دراسات ميدانية عن درجة وعي طلبة الجامعات السعودية بحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫‪ -3‬دراسات ميدانية عن وعي طلبة المرحلة الثانوية في التعليم العام بحقوق اإلنسان‪.‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬
‫يمكننا القول إن التربية على حقوق اإلنسان في التعليم الجامعي ليست مجرد مادة يتم تدريسها أو دروس يتم تضمينها في مقرر‬
‫ما‪ ،‬بل هي سلوك يومي يمارسه أعضاء هيئة التدريس ويحترمه الطلبة ويعاملون به بعضهم بعضا‪ ،‬ومرحلة التعليم الجامعي هي‬
‫مرحلة مهمة في حياة الطلبة وتأصيل لسلوكهم وممارساتهم الحياتية في المجتمع والعمل فيجب أن تولى فيها حقوق اإلنسان‬
‫أهمية بالغة‪.‬‬
‫المراجع‪:‬‬
‫المراجع العربية‪:‬‬

‫القرآن الكريم‪.‬‬

‫أبو سنينة‪ ،‬عودة عبد الجواد (‪ .)2008‬درجة فهم طلبة كلية العلوم التربوية في وكالة الغوث الدولية (األونروا) لمبادئ حقوق اإلنسان‬
‫والديمقراطية كما نص عليها اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‪ .‬إربد للبحوث والدراسات‪.)1( 12 ،‬‬

‫أبو شمالة‪ ،‬فرج محمد (‪ .)2009‬حقوق اإلنسان‪ .‬دار الخليج للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،1‬عمان‪ :‬األردن‪.‬‬

‫أبو شمالة‪ ،‬فرج محمد (‪ .)2012‬درجة الوعي بحقوق اإلنسان لدى طلبة مدارس مرحلة التعليم األساسي في وكالة الغوث الدولية‬
‫بمحافظات غزة‪ .‬مجلة الجامعة اإلسالمية للدراسات التربوية والنفسية‪.670 -625 ،)2( 20 ،‬‬

‫إبراهيم‪ ،‬هناء حسني‪ ،‬والحديبي‪ ،‬علي(‪ .)2011‬تعليم حقوق اإلنسان‪ .‬عالم الكتب‪ ،‬ط‪ ،1‬القاهرة‪ :‬مصر‪.‬‬

‫أحمد‪ ،‬إبراهيم أحمد (‪ .)2012‬التربية الدولية‪ .‬دار الفكر العربي‪ ،‬ط‪ ،1‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.‬‬

‫اعمر‪ ،‬إيمان عبد هللا (‪ .)2008‬مدى اإللمام بحقوق اإلنسان لدى طلبة المدارس الثانوية بمحافظة نابلس – فلسطين من وجهة نظر‬
‫المعلمين‪ .‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة النجاح الوطنية‪ ،‬نابلس‪ :‬فلسطين‪.‬‬

‫إسماعيل‪ ،‬محمد صادق (‪ .)2010‬حقوق عربية ضائعة‪ :‬حقوق اإلنسان في الوطن العربي‪ :‬إشكاليات معاصرة‪ :‬المرأة‪ ،‬أطفال الشوارع‪،‬‬
‫الشيعة‪ ،‬حقوق الشباب‪ .‬القاهرة‪ :‬مصر‪ ،‬ط‪.1‬‬

‫االنتصار‪ ،‬عبد المجيد (‪ .)2004‬التربية على حقوق اإلنسان‪ .‬عبد الكريم غريب‪.262 – 257 ،15 ،‬‬

‫باروني‪ ،‬بثينة (‪ .)2016‬الوعي بحقوق اإلنسان في الوطن العربي‪ .‬مجلة جيل حقوق اإلنسان‪.219 – 191 ،)1( 9 ،‬‬

‫‪323‬‬
‫)‪Arab Journal for Scientific Publishing (AJSP‬‬ ‫‪ISSN: 2663-5798‬‬
‫العدد العشرون‬
‫تاريخ اإلصدار‪ – 2 :‬حُزيران – ‪ 2020‬م‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫بدوي‪ ،‬عبد الرؤوف محمد (‪ .)2004‬وعي طالب الجامعة ببعض قيم حقوق اإلنسان‪ :‬دراسة ميدانية‪ .‬مجلة كلية التربية‪– 200 ،33 ،‬‬
‫‪.260‬‬

‫بلقزيز‪ ،‬عبد اإلله (‪ .)2018‬حقوق اإلنسان‪ :‬من فكرة إلى أيديولوجيا! ‪ .‬المستقبل العربي‪.26 – 12 ،477 ،‬‬

‫البشير‪ ،‬يوسف حسين (‪ .)2019‬الموجهات األخالقية لحقوق اإلنسان في المرجعية الفكرية اإلسالمية‪ .‬الجمعية المصرية لالقتصاد‬
‫السياسي واإلحصاء والتشريع‪.433 – 403 ،)533( 110 ،‬‬

‫البنا‪ ،‬أحمد الصغير (‪ .)2017‬واقع مفاهيم حقوق اإلنسان لدى طالب الجامعات في مصر في ضوء بعض التغييرات السياسية‬
‫المعاصرة ودور التعليم في تطويره‪ :‬دراسة ميدانية‪ ،‬كلية التربية‪ ،‬جامعة أسيوط‪.‬‬

‫بني فارس‪ ،‬محمود جمعة‪ ،‬وإبراهيم‪ ،‬سمير عبد الباسط‪ ،‬والموسى‪ ،‬جعفر محمود (‪ .)2013‬مستوى معرفة طلبة جامعة طيبة بمفاهيم‬
‫حقوق اإلنسان وعالقته باتجاهاتهم نحوها‪ .‬رابطة التربويين العرب‪.232 - 203 ،)1( 33 ،‬‬

‫بشير‪ ،‬هشام (‪ .)2016‬حقوق اإلنسان‪ :‬المفهوم والتطور التاريخي والفئات‪ .‬المجلة المصرية للقانون الدولي‪.484 – 430 ،72 ،‬‬

‫الثنيان‪ ،‬ثويني بن محمد (‪ .)2013‬حقوق اإلنسان في السياسة التعليمية في كل من المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية‪:‬‬
‫(تحليل وثائقي مقارن)‪ .‬المجلة الدولية التربوية المتخصصة‪.)3( 2 ،‬‬

‫جيدوري‪ ،‬صابر بن عوض (‪ .)2011‬دواعي التربية على حقوق اإلنسان في المرحلة الجامعية‪ .‬جامعة القاهرة‪ :‬كلية الدراسات العليا‬
‫للتربية‪.104 – 65 ،)2( 19 ،‬‬

‫حماد‪ ،‬عفاف سعد (‪ .)2009‬مدخل إلى حقوق اإلنسان المفهوم والتطور التاريخي واإلطار الفلسفي‪ .‬الجمعية التربوية للدراسات‬
‫االجتماعية‪.178 – 196 ،)2( 3 ،‬‬

‫حمتو‪ ،‬نبيل يعقوب (‪ .)2015‬حقوق اإلنسان في كتب التربية المدنية الفلسطينية وكتب مدنيات الحضارة والتراث اإلسرائيلية لعرب‬
‫"‪ "48‬بالمرحلة األساسية الدنيا في ضوء اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‪.‬‬

‫حسونة‪ ،‬نسرين محمد (‪ .)2015‬حقوق اإلنسان المفهوم والخصائص والتصنيفات والمصادر‪ .‬ط‪.1‬‬

‫الخضر‪ ،‬بدر؛ الحياري‪ ،‬حسن (‪ .)2018‬دور المناهج التعليمية في إكساب طلبة المدارس الثانوية للمبادئ العالمية لحقوق اإلنسان‬
‫كما يتصورها المعلمون في دولة الكويت‪ .‬العلوم التربوية‪.170 – 157 ،)1( 45 ،‬‬

‫خليل‪ ،‬نبيل سعد (‪ .)2013‬التربية الدولية أصولها وتطبيقاتها‪ .‬دار الفجر للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،1‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.‬‬

‫الدليمي‪ ،‬عامر علي (‪ .)2016‬مقدمات في شرح مبادئ حقوق اإلنسان وفقا لالتفاقيات والسياسات الدولية‪ .‬عمان‪ :‬األردن‪ .‬ط‪.1‬‬

‫سعيد‪ ،‬محمد السيد (‪ .)2009‬لماذا حقوق اإلنسان؟ ‪ .‬حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي‪.46 – 33 ،)281( 24 ،‬‬

‫‪324‬‬
‫)‪Arab Journal for Scientific Publishing (AJSP‬‬ ‫‪ISSN: 2663-5798‬‬
‫العدد العشرون‬
‫تاريخ اإلصدار‪ – 2 :‬حُزيران – ‪ 2020‬م‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫شعنان‪ ،‬مسعود (‪ .)2018‬حقوق اإلنسان بين عالمية القيم وخصوصية الثقافات وعالقة ذلك بالعولمة‪ .‬جامعة الجزائر‪.‬‬

‫عبد الحسين‪ ،‬الهاي (‪ .)2017‬حقوق اإلنسان في ضوء االختالفات الثقافية في العراق‪ :‬دراسة سوسيولوجية ميدانية‪ .‬مجلة شؤون‬
‫اجتماعية‪.133 ،‬‬

‫عبد المتجلي‪ ،‬محمد رجاء حنفي (‪ .)1997‬القيم وأثرها في نفوس األفراد والجماعات‪ .‬و ازرة األوقاف والشؤون اإلسالمية‪،)375( 32 ،‬‬
‫‪.29 – 26‬‬

‫عباس‪ ،‬محمد خليل وآخرون (‪ .)2014‬مدخل إلى مناهج البحث في التربية وعلم النفس‪ .‬دار المسيرة‪ ،‬ط‪ ،5‬عمان‪ :‬األردن‪.‬‬

‫علي‪ ،‬عبد التواب عبد هللا (‪ .)2016‬واقع ثقافة حقوق اإلنسان لدى طالب الجامعة بالجمهورية اليمنية‪ .‬كلية التربية‪ ،‬جامعة أسيوط‪،‬‬
‫‪.)4( 32‬‬

‫الفرجاني‪ ،‬صالح أحمد (‪ .)2013‬العالقة بين التنمية البشرية وحقوق اإلنسان‪ .‬جامعة الزيتونة‪ :‬كلية القانون ترهونة‪– 60 ،)2( 1 ،‬‬
‫‪.80‬‬

‫الفايز‪ ،‬ميسون بنت علي (‪ .)2017‬واقع الثقافة الحقوقية للطالبة الجامعية في المؤسسات التعليمية‪ .‬مجلة شؤون اجتماعية‪.133 ،‬‬

‫القرعان‪ ،‬سلطان ناصر (‪ .)2011‬واقع حقوق اإلنسان في مؤسسات التعليم العالي األردنية من وجهة نظر الطلبة‪ .‬جامعة النجاح‬
‫الوطنية‪.2534 – 2509 ،)10( 25 ،‬‬

‫المراجع اإللكترونية‪:‬‬

‫األمم المتحدة‪ ،‬ماهي حقوق اإلنسان؟‪ .‬تم االسترجاع‪2019 – 11 – 4 :‬‬


‫‪https://www.ohchr.org/AR/Issues/Pages/WhatareHumanRights.aspx‬‬

‫هارون‪ ،‬فرغلي (‪ .)2014‬الوعي بحقوق اإلنسان‪ ..‬تعريفه وأهميته‪ .‬أنفاس نت من أجل الثقافة واإلنسان‪ .‬تم االسترجاع‪– 11 – 4 :‬‬
‫‪https://anfasse.org/auc-koera/pbrjhn294010/5633.html‬‬ ‫‪2019‬‬

‫مجلس أوروبا (‪ .)2017‬تقديم التربية على حقوق اإلنسان‪ .‬تم االسترجاع‪2019 – 11 – 7 :‬‬
‫‪https://www.coe.int/ar_JO/web/compass/introducing -human-rights-education‬‬

‫‪https://www.hrc.gov.sa/ar-‬‬ ‫هيئة حقوق اإلنسان‪ ،‬اإلطار النظامي لحقوق اإلنسان‪ ،‬تم االسترجاع‪2019 – 11 – 13 :‬‬
‫‪sa/HumanRightsInSaudi/Pages/hrs2.aspx‬‬

‫هيئة حقوق اإلنسان‪ ،‬الصكوك اإلقليمية والدولية التي أصبحت المملكة طرفا فيها‪ ،‬تم االسترجاع‪2019 – 11 – 13 :‬‬
‫‪https://www.hrc.gov.sa/ar-sa/HumanRightsInSaudi/Pages/hrs4.aspx‬‬

‫‪https://www.almaany.com/‬‬ ‫المعجم الوسيط‪ ،‬تم االسترجاع‪2019 - 11 – 13 :‬‬

‫‪https://www.uj.edu.sa/Pages-N162.aspx‬‬ ‫جامعة جدة (‪ ،)2018‬تم االسترجاع‪2019 – 11 – 13 :‬‬

‫‪325‬‬
‫)‪Arab Journal for Scientific Publishing (AJSP‬‬ ‫‪ISSN: 2663-5798‬‬
‫العدد العشرون‬
‫ م‬2020 – ‫ – حُزيران‬2 :‫تاريخ اإلصدار‬
ISSN: 2663-5798 www.ajsp.net

https://rm.coe.int/1680488f2a .‫ التربية على حقوق اإلنسان ودليل اتجاهات‬.)2014( ‫مجلس أوروبا‬

2019 -11 – 13 ‫ تم االسترجاع‬،‫ الدليل االسترشادي للتربية على حقوق اإلنسان‬،‫جامعة الدول العربية‬
http://nshr.org.sa/infocenter/wp-content/uploads/DHUMAN-RIGHTS.pdf

Abstract:
The study aimed to identify the conceptual framework for human rights and define international human rights standards at
the university level and the researcher used the descriptive approach, and through a theoretical review of the literature and
research on human rights, a set of results was reached, the most important of which is that human rights are an original idea
in the human psyche that does not accept plundering Or abridgement Islam has established many rules for humane
interaction, respect for difference and acceptance of the other, and knowledge of human rights is not sufficient. It must be
transformed into students' daily values and behaviors.

Keywords: Human Rights, Awareness, Human Rights Standards, Education, University Education.

326
Arab Journal for Scientific Publishing (AJSP) ISSN: 2663-5798

You might also like