You are on page 1of 20

‫العدد التاسع‬

‫تاريخ اإلصدار‪2102 – 7 – 2 :‬‬


‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫المجتمع المدني والتنشيط السوسيوثقافي ‪ :‬أية عالقة ؟‬

‫بحث ميداني‪ :‬تونس الكبرى مثاال‬

‫د‪.‬ىالة بف سويسي الياشمي‬

‫مساعدة لمتعميـ العالي‪،‬باحثة ودكتورة في عمـ االجتماع‪،‬جامعة تونس‪،‬وعضو في وحدة البحث‬


‫’’‪‘’Relations Medeteranienne‬‬
‫وأيضا عضو في منتدى العموـ االجتماعية التطبيقية‪:‬‬
‫‪Applied SocialScience Forum‬‬

‫معمومات التواصؿ‬
‫‪Bensouissi.hela@yahoo.fr‬‬

‫‪1‬‬
‫العدد التاسع‬
‫تاريخ اإلصدار‪2102 – 7 – 2 :‬‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫ممخص الدراسة ‪:‬‬


‫ً‬

‫اىتمت ىذه الدراسة بموضوع المجتمع المدني وعالقتو بالتنشيط السوسيوثقافي والنتائج التي أفضت إلييا‬
‫انطالقا من تحديد أىمية مصطمح المجتمع المدني الذي لقي انتشا ار واسعا لمتعبير عن تمك القوى الفاعمة‬
‫المختمفة والمتعددة التي تنشط في المجتمع المدني بيدف تحقيق مطالب واحتياجات الجماعات التي تمثميا‬
‫ومن أىميا الجمعيات غير الحكومية‪ .‬وتيدف ىذه الدراسة إلى ابراز دور ىذه الجمعيات في المجتمع‬
‫المدني من أجل تحقيق التواصل االجتماعي ومدى مساىمتيا في دعم التنشيط السوسيوثقافي من خالل‬
‫المؤسسات الثقافية ومختمف أعماليا الفنية واإلبداعية‪ ،‬وبالتالي مدى مساىمتيا في النيوض بالواقع‬
‫السوسيوثقافي وتحقيق التنمية الثقافية‪.‬ولتفكيك طبيعة ىذه العالقة اعتمدنا عمى المنيج الكيفي بغرض‬
‫التحقق من فرضية ميام الجمعيات غير حكومية تساىم في دعم التنشيط السوسيوثقافي وتحقيق التواصل‬
‫االجتماعي وأن العالقة بينيما ىي عالقة تفاعمية تكاممية باألساس‪.‬‬

‫الكممات المفتاحية‪ :‬المجتمع المدني‪،‬الجمعيات غير حكومية‪،‬التنشيط السوسيوثقافي‪.‬‬

‫المقدمة ‪:‬‬

‫لقد حضي مفيوم المجتمع المدني بقدر من األىمية فرضتو عودتو القوية في بداية سبعينات من القرن‬
‫الماضي في أوروبا الشرقية أوال ثم في كامل أوروبا وباقي دول العالم‪.‬‬

‫ولقد شيد ىذا المفيوم المدني مند ظيوره العديد من التغييرات التي ارتبطت باختالف المفكرين والفالسفة‬
‫الصراعات‬
‫خضم ً‬
‫ً‬ ‫وبحسب اختالف المجتمعات وخصوصياتيا‪ ،‬باإلضافة إلى أن نشأتو جاءت في‬
‫السياسية واالجتماعية الذي عرفو المجتمع االوروبي مند القرن السابع عشر‪ .‬ومن الطبيعي أن تتباين‬
‫اآلراء من حول ىذا المفيوم‪ .‬فمقد انتقل متأخر إلى العالم العربي أي في حدود أواسط القرن العشرين أين‬
‫عرف رواجا واسعا خاصة في البمدان التي تبنت مشروع التحول الديمقراطي‪.‬غير أن االستخدام الواسع‬
‫ليذا المفيوم من قبل تيارات مختمفة كرس نوعا من الغموض والتشتت وصعوبة التأصيل النظري ليذا‬

‫‪2‬‬
‫العدد التاسع‬
‫تاريخ اإلصدار‪2102 – 7 – 2 :‬‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫المفيوم‪ ،‬ولكن عمى الرغم من ىذا الموقع الذي يحتمو ىذا المفيوم إال أن الجدل مازال مستم ار من حولو‬
‫باعتبار أنو يعد من المواضيع والمصطمحات التي تمقى رواجا أكاديميا في العصر الحديث عمى جميع‬
‫األصعدة‪ .‬كما أنو يعتبر من المواضيع المتجددة والتي يبقى االسيام فييا مفتوحا في إطار المقاربات‬
‫العممية االنثروبولوجية والسوسيوثقافية‪ .‬إن ىذا الجدل واالنتشار الذي عرفو ىذا المصطمح في السنوات‬
‫األخيرة جاء لمتعبير عن تمك القوى االجتماعية المختمفة والمتنوعة الفاعمة والتي تنشط في المجتمع والتي‬
‫تسعى إلى تحقيق أىداف ومطالب واحتياجات األفراد والجماعات‪،‬إذ أصبحت قيمة مختمف المجتمعات‬
‫كمكمل‬
‫ً‬ ‫بالدور الذي يقوم بو المجتمع المدني ومختمف مكوناتو‬
‫حد كبير ً‬
‫وال ًشعوب تقاس وترتبط إلى ً‬
‫وكمساعد بل وكشريك فاعل في تحقيق التًنمية الشاممة‪.‬‬

‫المجتمع المدني وسياقات ظيوره‬

‫لقد اعتبر المجتمع المدني حمقة وصل ىامة وضرورية بالنسبة لتقدم المجتمعات وتطور الشعوب في‬
‫جميع المجاالت وعمى جميع األصعدة سياسيا‪،‬اجتماعيا‪،‬ثقافيا واقتصاديا أيضا‪ .‬كما تمعب الجمعيات غير‬
‫الحكومية باعتبارىا العمود الفقري لممجتمع المدني واحدى مكوناتو األساسية دو ار ىاما في مساعدة االفراد‬
‫عمى تحقيق أىدافيم وطموحاتيم‪ .‬فالعمل الجمعياتي أصبح يمثل المرآة العاكسة لمقضايا االجتماعية‬
‫والفكرية والثقافية التي تطغى عمى المجتمع‪،‬وىو يرتبط أيضا باالىتمامات الشبابية وتطمعات ىده الفئة‬
‫يعد أساسا لكل ما يوضع من سياسات وبرامج‬
‫الحساسة التي كانت ميمشة في الحقل الفكري والثقافي‪،‬وىو ً‬
‫ميما كانت أىدافيا‪ .‬كما أن العمل الجمعياتي يساعد عمى خمق روابط بين اإلنتاج الفكري والثقافي‬
‫والجميور ويساىم في نشر الوعي المشترك بأىم القضايا التي يطرحيا‪.‬‬

‫وفي ىذا االطار عرفت المجتمعات العربية ومن بينيا المجتمع التونسي في العقود األخيرة حركية‬
‫ممحوظة في تقوية وتوسيع النسيج الجمعياتي الذي يستقطب االفراد وخاصة الشباب في االنخراط في‬
‫اعمال جماعية ثقافية واجتماعية منظمة تقوم أساسا عمى التطوع في مجاالت متعددة ومتنوعة منيا‬
‫الثقافية واالجتماعية واالقتصادية وغيرىا‪ .‬ولقد بمغ المجموع العام لمجمعيات في تونس سنة ‪ 6102‬إلى‬

‫‪3‬‬
‫العدد التاسع‬
‫تاريخ اإلصدار‪2102 – 7 – 2 :‬‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫‪ 04466‬جمعية‪ .0‬ويشير ىذا العدد المتنامي باستمرار إلى االقبال الكبير نحو العمل المدني الذي يدل‬
‫بدوره عمى الوعي المجتمعي بالمكانة التي ال بد أن يحضى بيا المجتمع المدني بتونس‪ .‬وتتوزع الجمعيات‬
‫عمى جميع واليات الجميورية وتأتي والية تونس في مقدمة الواليات والتي تضم أكثر عدد من الجمعيات‬
‫‪ 5352‬جمعية‪،‬في حين تتوزع بقية الجمعيات بأعداد مختمفة بين بقية الجيات حيث تتمركز ‪ 434‬جمعية‬
‫بوالية سوسة في حين لم تسجل والية زغوان سوى ‪ 642‬جمعية وتوزر ‪ 652‬جمعية‪ .6‬وتم احداث أغمب‬
‫الجمعيات بعد الثورة حيث تكونت بوالية تونس ‪ 6004‬جمعية من جممة ‪ 5352‬بعد ‪ 04‬جانفي ‪6100‬‬
‫و‪ 452‬جمعية بسوسة و‪ 054‬جمعية بتوزر و‪ 055‬جمعية بتطاوين‪.5‬‬

‫وخاصة‬
‫ً‬ ‫ولذلك تسعى الدولة بفضل االستراتيجيات التًنموية التي تعتمدىا إلى اعطاء الفرصة لمواطنييا‬
‫عممية انخراطيم‬
‫طوعية والمساىمة في تنمية مجتمعاتيم‪ ،‬وذلك عن طريق ً‬
‫لمشباب من خالل المشاركة ال ً‬
‫وجمعيات غير حكومية تعمل لمصالح العام في مختمف الميادين من أجل تعزيز‬
‫ً‬ ‫في تمك تنظيمات‬
‫االجتماعية المختمفة‪ .‬ولكن رغم مختمف ىذه‬
‫ً‬ ‫التًماسك والتًضامن االجتماعي بين الفئات والًطبقات‬
‫المجيودات إال أن ىذه الدولة بجميع ىياكميا ومؤسساتيا ليس ليا القدرة عمى استيعاب تطمًعاتيم دون‬
‫غالبية‬
‫ً‬ ‫يسبب نوىا مف االحباط لدى‬
‫''مما ً‬
‫إمكانية حقيقة لمدولة إلإشباع تمك التًطمعات واألماني ً‬
‫ً‬ ‫وجود‬
‫شباب نتيجة لمضغوط النفسية واالجتماعية التي تالحقو والتي تحوؿ دوف تحقيؽ رغبتو في اال نجاز‬
‫ال ً‬
‫الذي ربما يقدر عمى تحقيقو فعؿ‪،‬وتحوؿ أيضا دوف الوصوؿ إلى تحقيؽ طموحاتو''‪ 4.‬ومن ىنا جاءت‬
‫الحاجة الممحة إلى العمل الجمعياتي باعتباره يدخل ضمن المؤسسات االجتماعية والثقافية ويشكل دعامة‬
‫المجتمع وذلك من خالل توفير المناخ المالئم لتأطير الشباب وتمكينيم فعميا من ابراز ادوارىم الفعالة في‬
‫المجتمع من جية‪ ،‬باإلضافة إلى العمل عمى ادماجيم في عممية النمو االجتماعي واالقتصادي وفتح‬
‫المجال لإلبداع واالبتكار من جية ثانية‪.‬‬

‫‪ -‬دراسة حول واقع المجتمع المدني بتونس‪،‬مركز إفادة لإلعالم والتكوين والدراسات والتوثيق حول الجمعيات‪،‬ماي‪ ،6102‬تحت موقع‬
‫‪1‬‬

‫‪http:/www./jamaity.org/2016/06.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-- .‬نفس المرجع السابق‬
‫‪3‬‬
‫‪-‬نفس المرجع السابق‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Galland (Olivier),les jeunes,paris,la découverte, edit2011,p32.‬‬

‫‪4‬‬
‫العدد التاسع‬
‫تاريخ اإلصدار‪2102 – 7 – 2 :‬‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫وبناءا عمى ذلك يمكن القول بأن العمل الجمعياتي لم يعد ظاىرة ثقافية فحسب بل أصبح‬
‫ظاىرة اجتماعية تستوجب منا االىتمام والبحث في األسباب العميقة التي تحول دون تحقيق الشباب‬
‫لطموحاتيم رغم المجيودات التي تبذليا الدولة مع ابراز أىمية دور المجتمع المدني وتحديدا دور‬
‫الجمعيات غير الحكومية في المجتمع التونسي في دعم التنشيط السوسيوثقافي وتحقيق التواصل‬
‫االجتماعي‪.‬‬

‫إذا وحتى نكسب ىذا العمل الكثير من االنسجام وفقا لمقتضيات اكاديمية‪،‬وعالوة عن المقدمة‬
‫والخاتمة قسمنا ىذا العمل إلى قسمين اثنين يعنى األول بالجانب النظري والمنيجي‪،‬ذلك أنو يضم‬
‫االشكالية والفرضيات والمفاىيم والمنيجية المعتمدة في ىذا البحث‪ .‬أما القسم الثاني فيضم نتائج البحث‬
‫الميداني مع محاولة لتقييميا‪.‬‬

‫ًأوال‪ :‬اإلطار ال ًنظري والمنيجي لمبحث ‪:‬‬

‫‪.‬االشكالية وفرضيات البحث ‪:‬‬


‫ً‬ ‫‪1‬‬

‫الجمعيات غير‬
‫ً‬ ‫النحو التًالي‪ :‬فيم يتمثل دور‬
‫إشكالية بحثنا عمى ً‬
‫ً‬ ‫بناء عمى ما سبق‪ ،‬تتحدد‬
‫المدني في مجال‬
‫ً‬ ‫ونسي كتجسيد تطبيقي لفكرة المجتمع‬
‫الحكومية التي تستيدف فئة ال ًشباب في المجتمع التً ً‬
‫السوسيوثقافي؟ وما طبيعة العالقة بينيما؟ ىل ىي عالقة متكاممة أو متناقضة؟‬
‫التًنشيط ُ‬

‫وتبعا ليذه اإلشكالية ارتأينا إلى اعتماد فرضيتين اثنتين تتمثل أساسا في ‪:‬‬

‫ميام الجمعيات غير الحكومية تساىم في دعم التنشيط الوسيوثقافي وتحقيق التواصل‬ ‫‪‬‬
‫االجتماعي‪.‬‬
‫وسيوثقافي ىي عالقة تفاعمية تكاممية باألساس‪.‬‬
‫ً‬ ‫الس‬
‫الجمعيات بالتًنشيط ُ‬
‫ً‬ ‫عالقة‬ ‫‪‬‬

‫‪5‬‬
‫العدد التاسع‬
‫تاريخ اإلصدار‪2102 – 7 – 2 :‬‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫‪ .2‬الجياز المفاىيمي ‪:‬‬

‫البد من الوقوف عند بعض المفاىيم التي نرى أنيا‬


‫قبل المرور إلى الجانب الميداني من البحث ً‬
‫أساسية في بحثنا ىذا مثل مفيوم المجتمع المدني ومفيوم الجمعيات غير الحكومية ومفيوم التنشيط‬
‫السوسيوثقافي ‪.‬‬

‫ا‪.‬مفيوـ المجتمع المدني ‪:‬‬

‫لقد تعددت التعريفات لمفيوم المجتمع المدني تبعا لالختالفات االيديولوجية بين الباحثين والمفكرين‬
‫فنجد المفيوم الميبرالي لممصطمح مختمفا عن الفيم الماركسي وكل منيما يختمف عن الفيم الديمقراطي‬
‫الراديكالي واإلسالمي لو‪’’ .‬فيو مفيوـ ضبابي ومطًاط عمى نحو ال مناص منو‪،‬بحيث أنو ال يوفر‬
‫‪3‬‬
‫يعرف المجتمع المدني ''بأنو كؿ‬
‫بسيولة قد ار كبي ار مف الدقة''‪ .‬ولكن وعمى الرغم من ىذه االختالفات ً‬
‫المؤسسات التي تتيح لألفراد القدرة عمى التمكيف مف الخيرات والمنافع دوف تدخؿ أو وساطة مف‬
‫الدولة''‪ 6.‬ويعرف’’ستيفن ديمو’’''المجتمع المدني بأنو األشكاؿ العديدة والمختمفة مف الجمعيات التي‬
‫تشير إلى فعؿ الخير المستقؿ‪،‬والدي يوفر لألفراد حرية تتبع عدد متنوع مف خبرات الحياة التي تتيحيا‬
‫تجمعات متنوعة ويستطيع األفراد االنضماـ إلييا''‪ .7‬كما خضع ىذا المفيوم إلى مسارات فكرية‬
‫عديدة‪،‬فيو مفيوم يرادف المجتمع السياسي المتكون بناءا عمى التعاقد االجتماعي‪''،‬إذ يؤلؼ عدد مف‬
‫الناس جماعة واحدة ويتخمى كؿ منيـ عف سمطة تنفيد النشر الطبيعية التي يتنازؿ عنيا لممجتمع ينشأ‬
‫عند دلؾ فقط مجتمع سياسي أو مدني''‪.8‬ولكن ىناك من انتقد مفيوم التعاقد االجتماعي لممجتمع المدني‬
‫ألنو يشكل''فكرة مثالية لممفيوـ‪،‬باعتبار أف المجتمع في صبغتو التعاقدية قاصر عمى تحقيؽ األمف‬

‫‪5‬‬
‫‪-‬جون اهنبرغ‪،‬المجتمع المدني‪،‬التاريخ التقدي للفكرة‪،‬ترجمة علي حاكم صالحوحسين ناظم‪،‬المنظمة العربية للترجمة‪،‬بيروت‪،8002،‬ص‪.440‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- Badie(Bertrand),L’Etat Importé:L’occdentalisation politique, nouvelle édition,2017, URL‬‬
‫‪https://livre.fnac.com/a10293532/Bertrand-Badie-L-Etat-importe-L-occidentalisation-de-l-ordre-politique.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪-‬فاطمة علي أبو الحديد‪،‬دور المجتمع المدني في مواجهة الفقر في المناطق العشوائية‪،‬دار معرفة الجامعية‪،8008،‬ص‪.00‬‬
‫‪ -‬محمد عابد الجابري‪،‬المجتمع المدني بين المدني والمفيوم‪،‬مجمًة مواقف‪،‬العدد‪،5،6113‬ص‪.41‬‬
‫‪8‬‬

‫‪6‬‬
‫العدد التاسع‬
‫تاريخ اإلصدار‪2102 – 7 – 2 :‬‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫تميز‬
‫السبب يعود إلى ما ً‬
‫لمدولة‪،‬ػولعؿ ً‬
‫ً‬ ‫وعمى حماية المصالح الخاصة فضال عف المصالح العامة‬
‫مكونات المجتمع المدني مف تناقض في المصالح''‪.9‬‬
‫ً‬

‫الجمعيات غير الحكومية‪:‬‬


‫ً‬ ‫ب‪ -‬مفيوـ‬

‫الجمعيات غير الحكومية ال يمكن فصميا عن مفيوم المجتمع المدني ألن ىذا‬
‫ً‬ ‫إن مفيوم‬
‫أىم الوحدات المرًكبة لممجتمع المدني‬
‫فالجمعيات ىي ً‬
‫ً‬ ‫جمعيات مستقمًة وناشطة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫االخير ال يتحقق دون‬
‫تدؿ عمى مجموعة مف األفراد ينتظموف‬ ‫السياسية والًنقابات والنوادي''وىي منظًمات ً‬
‫إلى جانب األحزاب ً‬
‫الجمعيات‬
‫ً‬ ‫يشبو‬
‫محددة وأىداؼ مرسومة‪،‬وىناؾ مف ً‬
‫فييا بمقتضى قواعد مضبوطة ونتائج ً‬
‫بالمؤسسات‪،‬حيث يعتبرىا تركيبة يبتدعيا اإلنساف بالتعاوف مع األفراد اآلخريف في المجتمع وبالتالي‬
‫ً‬
‫كالزواج والعائمة ومختمؼ الييئات''‪.10‬‬
‫كؿ التنظيمات القائمة في المجتمع ً‬
‫المؤسسة ىو ً‬
‫ً‬ ‫فمفيوـ‬

‫السوسيو ثقافي ‪:‬‬


‫ج‪ -‬مفيوـ التًنشيط ً‬

‫السوسيولوجيا الذي برز في إطار‬


‫السوسيوثقافي من الحقول الجديدة في مجال ً‬
‫يعتبر التًنشيط ً‬
‫المجتمع الصناعي المتقًدم وش ًكل في العمق جوابا عمى أزمة المجتمع التي عرفتيا األمم الغربية‪ .‬وعميو‬
‫السوسيو ثقافي‪ ،‬وىذا المفيوم أصبح ينفتح‬
‫وخاصة التًنشيط ً‬
‫ً‬ ‫بدأت المجتمعات اليوم تيتم بقضايا التًنشيط‬
‫متعددة‪'' ،‬فالتنشيط السوسيوثقافي ىو ممارسة اجتماعية وثقافية نشأت في إطار الحراؾ‬
‫عمى تعاريف ً‬
‫االجتماعي لتمبية جممة مف االحتياجات الفردية والجماعية‪،‬ويعتبر المشيد المعبر عف ىده الممارسة‬
‫كثير التنوع واالتساع‪،‬وىو في ارتباط وثيؽ بدورة الحياة والسنة التي تعيشيا المجتمعات وتواكب نماءىا‬
‫‪11‬‬
‫السوسيو ثقافي ىو كؿ فعؿ يتـ داخؿ جماعة‪ ،‬حيث يمارس عمييا‬
‫‪.‬كما أن''الًتنشيط ً‬ ‫وتطورىا''‬
‫وبغاية تطوير التواصؿ وتنظيـ الحياة االجتماعية ويتوصؿ بطريؽ االندماج والمشاركة''‪.12‬‬

‫‪9‬‬
‫‪-Muxel(A),L’experience politique des jeunes,Paris,Edition presses de Sciences Po,2001,p12.‬‬
‫‪10‬‬
‫‪-Ibid,pp15-16.‬‬
‫‪11‬‬
‫‪-Hemel(Carl),Eléments d’épistomologie,2 em edition 2002,p28.‬‬
‫‪ -‬محمد بن عمي‪ ،‬التنشيط ‪ :‬األساليب والتقنيات‪ ،‬منشورات عالم المعرفة‪ ،‬الدار البيضاء ‪ ،6114‬ص ‪.03‬‬
‫‪12‬‬

‫‪7‬‬
‫العدد التاسع‬
‫تاريخ اإلصدار‪2102 – 7 – 2 :‬‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫السوسيوثقافي ييدف إلى تحقيق االندماج‬


‫إذا من خالل ىذه التًعريفات يتبين لنا أن الًتنشيط ً‬
‫االجتماعي وكذلك تنمية التواصل والمشاركة أالجتماعية وىو يضم مجموعة من المبادرات تيدف إلى‬
‫تنظيم وتعبئة المجموعات والطوائف االجتماعية بغية احتواء وفيم مختمف أوجو الحياة اليومية والبنية‬
‫االجتماعية‪.‬‬

‫‪ .4‬المنيجية المعتمدة في البحث ‪:‬‬

‫نظ ار لمطبيعة الكيفية لموضوع المجتمع المدني وتحديدا الجمعيات غير الحكومية وصعوبة‬
‫تحديد عالقتيا بمسألة التنشيط السوسيوثقافي عمى نحو ما تبينا من خالل تحميمنا لجممة من المعطيات‬
‫المتوفرة في بيئة أو فئة أو جنس معين من االفراد‪،‬قامت دراستنا الميدانية التي أنجزناىا بين شير فيفيري‬
‫ومارس ‪ 6104‬في والية تونس الكبرى‪ .‬ووقع اختيارنا عمى جممة من الخيارات المنيجية التي تتعمق‬
‫بالخصوص بالمجال البشري أو العينة وأيضا بتقنية جمع البيانات‪ .‬ولقد اخترنا والية تونس الكبرى نظ ار‬
‫لكونيا تحتوي عمى العدد االكبر من الجمعيات‪ 6004 ،‬جمعية من جممة ‪ 5352‬بعد ‪ 04‬جانفي‬
‫‪ .056100‬تنشط في قطاعات مختمفة‪ .‬كما اعتمدنا في ىذا البحث عمى''المنيج الوصفي التحميمي'' نظ ار‬
‫المكونة لممجتمع من جية‪ ،‬ونظ ار لما‬
‫ّ‬ ‫لما يمثّمو من أىمية عمى مستوى التحميل البنيوي الوظيفي لمعناصر‬
‫السببية‬
‫الوظيفية و ً‬
‫ً‬ ‫المتغيرة ومعرفة عالقتيا‬
‫ّ‬ ‫أىمية في عممية تحميل التفاعالت بين العناصر‬
‫تممكو من ّ‬
‫النسق المجتمعي من جية ثانية‪.‬‬
‫بتغير ً‬
‫ّ‬

‫أ‪.‬العينة‪:‬‬

‫من المعروف أن العينة التقاس في البحوث الكيفية بحجميا أوبطريقة اختيارىا وال بتمثيميتيا‬
‫العددية لممجتمع األم ’’بؿ بمدى قدرتيا عمى استخراج أغمب مايحكـ سموؾ وآراء فئة معينة مف أفراد‬
‫‪04‬‬
‫المجتمع‪،‬باعتبارىـ فاعميف مباشريف لما أتوه مف أفعاؿ ولما بنوه مف مواقؼ ومناطؽ وأىداؼ‪’’ .‬‬

‫‪ ---‬دراسة حول واقع المجتمع المدني بتونس‪،‬مركز إفادة لإلعالم والتكوين والدراسات والتوثيق حول الجمعيات‪،‬ماي‪ ،6102‬تحت موقع‬
‫‪13‬‬

‫‪http:/www./jamaity.org/2016/06‬‬
‫‪14‬‬
‫‪-Frisch(Françoise),Les études qualitatives, Editions d’organisation, Paris;1999,p106.‬‬

‫‪8‬‬
‫العدد التاسع‬
‫تاريخ اإلصدار‪2102 – 7 – 2 :‬‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫المنطقية بين مختمف‬


‫ً‬ ‫ذىنية عن العالقات‬
‫الكيفي عمى بناء صورة ً‬
‫ً‬ ‫وبالتاًلي سوف يساعدنا التحميل‬
‫ىامة فيما يتعمًق بيذا الموضوع وتحقيق أىدافو‪.‬‬
‫تمكننا من الوصول الى نتائج ً‬
‫المتغيرات‪ ،‬وبالتًالي ً‬
‫ً‬

‫وعمى ىذا األساس تم اختيارنا بصفة عشوائية عمى ستة افراد من أصيمي والية تونس الكبرى‪،‬‬
‫وتتمخص جممة الخصائص التي تميزىم فيما يبينو‬
‫ً‬ ‫وىم أعضاء ومنخرطين في جمعية’’تمكين ال ًشباب’’‪.‬‬
‫الجدول الموالي‪:‬‬

‫جدوؿ رقـ‪:1‬خصائص العينة‬

‫توزيع‬ ‫المجاالت‬ ‫دوافع‬ ‫وظيفة‬ ‫المينة‬ ‫المستوى‬ ‫العمر‬ ‫الجنس‬


‫األدوار‬ ‫التي‬ ‫االنضماـ‬ ‫أعضاء‬ ‫الحالية‬ ‫التعميمي‬
‫والمسؤوليات‬ ‫تشارؾ‬ ‫إلى‬ ‫الجمعية‬
‫داخؿ‬ ‫فييا‬ ‫الجمعية‬
‫الجمعية‬ ‫الجمعية‬

‫بالتشاور‬ ‫حب الخير ثقافية‬ ‫عضو‬ ‫طالب‬ ‫عالي‬ ‫‪25‬‬ ‫ذكر‬


‫والتعاوف‬

‫بالتشاور‬ ‫ثقافية‬ ‫واجب‬ ‫منخرط‬ ‫تمميذ‬ ‫ثانوي‬ ‫‪22‬‬ ‫ذكر‬


‫والتعاوف‬ ‫أخالقي‬

‫بالتشاور‬ ‫ثقافية‬ ‫ضرورة‬ ‫رئيس‬ ‫استاذ‬ ‫عالي‬ ‫‪37‬‬ ‫ذكر‬


‫والتعاوف‬ ‫انسانية‬

‫بالتشاور‬ ‫ابداعية‬ ‫واجب‬ ‫نائب‬ ‫استاذ‬ ‫عالي‬ ‫‪28‬‬ ‫ذكر‬

‫‪9‬‬
‫العدد التاسع‬
‫تاريخ اإلصدار‪2102 – 7 – 2 :‬‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫والتعاوف‬ ‫أخالقي‬ ‫رئيس‬

‫بالتشاور‬ ‫حب الخير اجتماعية‬ ‫منخرط‬ ‫طالبة‬ ‫عالي‬ ‫‪25‬‬ ‫أنثى‬


‫والتعاوف‬

‫بالتشاور‬ ‫حب الخير ثقافية‬ ‫منخرط‬ ‫مروضة‬ ‫ثانوي‬ ‫‪21‬‬ ‫أنثى‬


‫والتعاوف‬

‫المصدر‪:‬الدراسة الميدانية‬

‫إذا من خالل ما يتضمنو ىذا الجدول السابق من معطيات يكون من الميم أن نسوق‬
‫المالحظات التالية‪:‬‬

‫‪ ‬ينتمي أفراد المجموعة في الغالب إلى فئة الشباب‪،‬موزعين بين اناث وذكور وتتراوح‬
‫أعمارىم بين ‪ 60‬سنة و‪ 53‬سنة باإلضافة إلى كونيم يتميزون بمستويات تعميمية ىامة‬
‫بالرغم من التفاوت الممحوظ عمى المستوى التعميمي‪ :‬تعميم ثانوي وتعميم عالي‪.‬‬
‫‪ ‬كان أغمب أفراد المجموعة من المنخرطين بينما نجد رئيسا ونائبا رئيس واحدا‪،‬أيضا‬
‫عضوا واحدا‪.‬وىدا يعود إلى طبيعة تركيبة الجمعيات‪،‬فكل جمعية ليا رئيس واحد‬
‫لضمان نجاح العمل الجمعياتي التطوعي‪.‬مع ضرورة تضامن كل االفراد المخرطين‬
‫لتحقيق التواصل االجتماعي‪.‬‬
‫‪ ‬تنوعت دوافع االنضمام إلى الجمعية فنجد أن أغمب األفراد يرجعونيا إلى حب الخير‬
‫والواجب االخالقي والضرورة االنسانية‪،‬وىذا يدل عمى أن ىدف األفراد داخل الجمعية‬
‫ىو مساعدة االخرين والرفع من معنوياتيم وتمكينيم بالتالي من إبراز أدوارىم الفعالة في‬
‫المجتمع‪.‬‬
‫لقد تنوعت وتعددت مجاالت العمل الجمعياتي لجمعية ’’تمكين الشباب’’فنجدىا‬ ‫‪‬‬
‫تشارك في المجال الثقافي واالجتماعي واإلبداعي‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫العدد التاسع‬
‫تاريخ اإلصدار‪2102 – 7 – 2 :‬‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫‪ ‬إن عممية توزيع األدوار داخل ىذه الجمعية تتم وفق مبدأ التشاور والتعاون واعتماد‬
‫اسموب الحوار كمنيجية عمل بين مختمف أفراد واعضاء الجمعية لكي تنجح عممية‬
‫التواصل والتفاعل االجتماعي بينيم‪.‬‬
‫ب‪.‬تقنيات البحث‪:‬‬

‫لقد اعتمدنا في بحثنا الميداني عمى تقنية المقابمة الفردية المعمقة وىي تقنية كيفية تتماشى‬
‫والمقاربة الفردانية المنيجية التي وضعنا ىدا البحث في إطارىا‪ .‬وعموما حاولنا عن طريق جممة من‬
‫المقابالت التي أجريناىا مع ىؤالء االفراد إدراك المعاني والغايات التي يريد الفاعمين االجتماعيين‬
‫إضفاءىا عمى ممارساتيم وعمى األحداث ''التي كاف بإمكانيـ أف يكونوا شيودا عمييا وحيف نرغب في‬
‫ويعرفوف انطالقا منيا'' ‪ ،15‬ألف بيف‬
‫يوجيوف أنفسيـ ً‬
‫المعيارية التي ً‬
‫ً‬ ‫توضيح انساؽ القيـ والمرتكزات‬
‫الواقع التًي يجمي داخؿ الجماعات توجد وقائع تعكس طبيعة الجماعة مف حيث كونيا جماعة في‬
‫ذاتيا وال تعكس فقط طبيعة أفرادىا'' ‪.16‬‬

‫ثانيا ‪ :‬نتائج البحث الميداني ‪:‬‬

‫باإلضافة إلى ما تم رصده من خصوصيات مشتركة بين مجموعة األشخاص الذين أجرينا‬
‫معيم المقابالت الفردية كتميزىم بمستوى تعميمي ىام أو انتمائيم إلى فئات شبابية نشيطة‪،‬يمكن القول أن‬
‫أول النتائج الكيفية التي تم تبينيا من خالل العمل الميداني عموما ىو أن العمل الجمعياتي ىو مكون‬
‫أساسي من مكونات المجتمع المدني يعمل عمى تحقيق أىداف مرسومة والوصول إلى غايات واضحة‬
‫وقابمة لمتطبيق‪ .‬وبعد القيام بعممية تصنيف نتائج البحث الميداني‪،‬بدا لنا من الممكن تفسير وتحميل‬
‫الفرضية األولى التي اعتمدناىا في ىذا البحث واعتبار بأن ميام الجمعيات تساىم في دعم التنشيط‬
‫السوسيوثقافي وتحقيق التواصل االجتماعي باعتبار أن عممية انضمام االفراد إلى الجمعيات تساىم في‬
‫تحقيق التماسك االجتماعي بين األفراد''إف درجة التماسؾ االجتماعي تعتمد عمى طبيعة الجماعة‬

‫‪15‬‬
‫‪Blanchet ( A ) et Gotman ( A ),L'enquete et ses méthodes,Paris,1992,p27.-‬‬
‫‪16‬‬
‫‪Mauss ( Marcel ),Essai de sociologie, Paris,Es,du Minuit,1968,p8.-‬‬

‫‪11‬‬
‫العدد التاسع‬
‫تاريخ اإلصدار‪2102 – 7 – 2 :‬‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫والمنظمات والمجتمعات التي تؤثر تأثي ار كبي ار ومباش ار في أنماط سموؾ األفراد''‪ .17‬وبناءا عمى ذلك يمكن‬
‫أن نستنتج أن من أىم مبادئ العمل الجمعياتي ىو السعي إلى تحقيق التماسك االجتماعي أو المحمة‬
‫االجتماعية عمى حد عبارة دوركايم‪ .‬كما توجد مبادئ أساسية أخرى ىامة يقوم عمييا العمل الجمعياتي‬
‫ولضمان تماسكيا واستم اررتيا وبالتالي إلبراز أىمية دورىا في المجتمع وتحقيق التواصل االجتماعي بين‬
‫االفراد والجماعات‪.‬‬

‫السوسيوثقافي وتحقيؽ التواصؿ االجتماعي‪:‬‬


‫معيات في دعـ التًنشيط ً‬
‫‪.0‬دور الج ً‬

‫بالعودة إلى االرث السوسيولوجي الكالسيكي نجد أن اميل دوركايم قد استند إلى مفيوم‬
‫التماسك االجتماعي في كتابيو تقسيم العمل والعمل االنتحاري واىتم في أبحاثو إلى ابراز الصمة الدقيقة‬
‫بين الفرد والمجتمع وطرح بالتالي ثنائية '' التماسك االجتماعي أو التضامن االجتماعي''‪ ،‬وىو عبارة عف‬
‫شبكة الروابط االجتماعية التي تشد أفراد المجتمع إلى بعضيـ البعض‪.18‬‬

‫وتقول في ىذا اإلطار إحدى المستجوبات التي اجرينا معيا إحدى المقابالت ‪ '':‬الفرد وحدو‬
‫جمعية ما خاطرىا‬
‫ً‬ ‫ماينجمش يوصؿ ويحقًؽ طموحاتو إال بالتًعاوف مع أفراد آخريف أو يكوف مشارؾ في‬
‫قوية‪ ،‬وينجـ يواجو المشاكؿ المي تعترض طريقو'' ‪.‬‬
‫ىي المًي تساعدو باش تكوف عندو شخصية ً‬

‫إذا من خالل ىذا القول يمكن أن نستنتج أىمية العمل الجمعياتي والمشاركة في الحياة‬
‫الجمعياتي‪،‬نظ ار لما تحققو من أىداف في جميع المجاالت اجتماعية كانت أو ثقافية او أيضا ابداعية‪،‬‬
‫وىذا ما لمسناه فعميا في جمعية ’’تمكين الشباب’’‪ .‬ويمكن القول بان ىذه الجمعية تنشط في المجال‬
‫االجتماعي والثقافي‪،‬إذ نجدىا تسعى دائما إلى نشر الوعي الفردي والجماعي عن طريق فتح المجال أمام‬

‫الشباب لمتعبير عن رغباتيم والتعرف عمى العالم الخارجي‪،‬باإلضافة إلى صقل المواىب‬
‫وتطوير المعارف والمساىمة في التنشئة االجتماعية وخمق عالقات وروابط جديدة‪ .‬كما أنيا تساىم في‬

‫‪ --‬ايميل دوركايم‪،‬في تقسيم العمل االجتماعي‪،‬ترجمة حافظ الجمالي‪،‬المجنة المبنانية لترجمة الروائع‪ ،‬بيروت‪،‬الطبعة الثالثة‪،6100،‬ص‪60‬‬
‫‪17‬‬

‫‪18‬‬
‫‪-‬نفس المرجع والصفحة‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫العدد التاسع‬
‫تاريخ اإلصدار‪2102 – 7 – 2 :‬‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫التوعية بالمشاكل االجتماعية والثقافية ويبرز ذلك من خالل مساىمتيا في إقامة الندوات الثقافية العممية‬
‫والتظاىرات الشبابية مع الجيات ذات العالقة أي بالمؤسسات الثقافية والتي تيتم بمجال التنشيط الشبابي‬
‫والثقافي‪،‬فيده المؤسسات توفر الفرصة المثالية لاللتقاء والتواصل وحقال معطاءا وشاسعا لتبادل اآلراء‬
‫والرؤى‪،‬حيث يمكن أن تنفتح عمى العطاء واإلبداع الفني‪،‬وعميو يمكن أن يتحقق التواصل االجتماعي‬
‫وتبادل المعارف والتجارب والخبرات وىدا ما صرح بو احدى المستجوبين خالل ىذا البحث الميداني‪'' :‬إف‬
‫اليدؼ األساسي التي تسعى إلى تحقيقو جمعيتنا ىو تحقيؽ التواصؿ االجتماعي بيف االفراد وتبادؿ‬
‫االفكار لكي تحصؿ الفائدة العامة أو المصمحة العامة''‪.‬‬

‫وليده الجمعية دور تكميمي ونتبين ذلك من خالل سعييا المتواصل إلى تنشئة األعضاء‬
‫وابراز مواىبيم وصقل الطاقات التي تأخذ اشكاال متعددة في صورة أنشطة مختمفة ومتنوعة مما يكسبيم‬
‫الثقة في النفس وتجعميم أكثر ايجابية وأكثر مساىمة في الممارسة الجمعياتية ودلك من خالل االىتمام‬
‫بالجوانب االبداعية وتشجيع المواىب االبداعية عمى مختمف المستويات واألعمار باإلضافة الى مساىمتيم‬
‫في ايجاد المؤسسات المتخصصة لصقل المواىب االبداعية وتنميتيا ‪.‬‬

‫معبر عن اإلرادة الجماعية‪،‬وىي‬


‫الجمعيات غير الحكومية تعتبر أقوى صوت ً‬
‫ً‬ ‫إن مثل ىذه‬
‫لمصالح العام دون‬
‫المادية ً‬
‫ً‬ ‫األداة التي يستطيع األفراد تسخير مجوداتيم الفكرية والجسدية وكل امكانياتيم‬
‫انتظار أي مقابل لذلك‪ .‬إن ىؤالء األفراد ليم الرغبة في نشر روح التعاون والتضامن االجتماعي‪،‬وأيضا‬
‫رعاية المبدعين واألخذ بأيدييم واالىتمام بحل مشاكميم بالتعاون مع الجيات ذات العالقة بمجال التنشيط‬
‫السوسيوثقافي‪.‬‬

‫إن ما يمكن استنتاجو من خالل ىذا البحث الميداني أيضا‪ ،‬أننا الحظنا نوعا من التنسيق‬
‫والتعاون بين مختمف أعضاء ومنخرطي ىذه الجمعية‪،‬فأغمب أفراد العينة المستجوبة صرحت بأنيم‬
‫يفضمون اعتماد اسموب الحوار وتبادل األفكار‪ ،‬فيم ال يريدون االنفراد بالسمطة عند أخد الق اررات أو في‬
‫أي مسالة من المسائل المرتبطة بالجمعية ‪.‬إن حب العمل الجمعياتي التطوعي الجماعي ىو الدافع‬
‫األساسي والرئيسي الذي يجمع بينيم ‪.‬كما أنيم يقرون بأن التفاعل والتضامن بين مختمف االعضاء‬

‫‪13‬‬
‫العدد التاسع‬
‫تاريخ اإلصدار‪2102 – 7 – 2 :‬‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫والمنخرطين ىو ضرورة انسانية يؤدي إلى تحقيق التواصل االجتماعي‪.‬وبالتالي فأن المجتمع المدني لو‬
‫دور في تحقيق التواصل االجتماعي‪.‬اذا تمثل مؤسسات المجتمع المدني جوىر المجتمعات الديمقراطية‬
‫المتحضرة‪’’،‬وىي منظمات تقوـ بعممية تثقيؼ وتفعيؿ مشاركة الناس في تقرير مصيرىـ السياسي‬
‫ومواجية األزمات والتحوالت السياسية التي تؤثر في مستوى حياتيـ ومعيشتيـ باعتبارىا مف أىـ‬
‫قنوات المشاركة داخؿ المجتمعات التي تبيح المشاركة السياسية بكؿ ديمقراطية’’‪.19‬‬

‫سمو نفسي لإلنسان‬


‫السوسيوثقافي يمثًل حالة ً‬
‫وليذا فإن العمل الجمعياتي في مجال التًنشيط ً‬
‫المتطوع ودليال عمى االستعداد واإلخالص في العمل والرغبة في اإلصالح والتطور‪ .‬وىنا تبرز قيمتو‬
‫ً‬
‫االجتماعية والثقافية واالقتصادية أيضا‪،‬أي توطيد العالقات االجتماعية بين أعضاء المجتمع وتحسين‬
‫الدولة وحدىا‪ ،‬واًنما ترتكز عمى ثالثة دعائم أساسية ىي‬
‫مسؤولية ً‬
‫ً‬ ‫األداء التًنموي ألن الًتنمية ليست‬
‫‪،‬كالجمعيات غير الحكومية باعتبارىا محور ىذا‬
‫ً‬ ‫مكوناتو‬
‫الدولة‪،‬القطاع الخاص والمجتمع المدني بمختمف ً‬
‫ً‬
‫التكفل بمطالب‬
‫الدولة وتغطية ثغراتيا في ُ‬
‫ماسة إلييا إلكمال دور ً‬
‫البحث‪ .‬وبالتالي أصبحت ىناك حاجة ً‬
‫الجمعيات أفضل األدوات لتمبية ىذه الحاجيات‪.‬وتقول في ىذا اإلطار إحدى‬
‫ً‬ ‫األفراد وكانت ىذه‬
‫المستجوبات ‪'':‬إف العمؿ الجمعياتي لو دور أساسي في حياة األفراد‪ ،‬فيو يساعدىـ عمى تمبية‬
‫وينمي قدراتيـ المعرفية ''‪ .‬وتضيف مستجوبة أخرى في نفس ىذا اإلطار‪ '' :‬أحب‬
‫ً‬ ‫حاجياتيـ مف جية‬
‫العمؿ الجمعياتي‪ ،‬أف جمعيتنا تشارؾ في العديد مف اال نشطة الثقافية االجتماعية الرياضية وغيرىا ‪،‬‬
‫وكـ أتمنى أف يمتحؽ بنا الكثير مف الشباب بمختمؼ أعمارىـ ومستوياتيـ العممية لكي تعـ الفائدة عمى‬
‫الجميع‪ ،‬ونعمؿ معا عمى مواجية مختمؼ الصعوبات التي تواجيننا‪ ،‬اليد في اليد لمقضاء عمى ظاىرة‬
‫تيميش الشباب والنيوض بالتنمية الشاممة ''‪.‬‬

‫إذا من خالل ىذا القول نستنتج أن ميام جمعية’تمكين الشباب’’تساىم في دعم التنشيط‬
‫السوسيوثقافي وتحقيق التواصل االجتماعي وذلك من خالل تقديم جممة من الخدمات واألعمال واألنشطة‬
‫ألفراد المجتمع منيا ماىو يتعمق بالجانب االجتماعي التوعوي ‪،‬ومنيا مايتعمق بالجانب الثقافي االبداعي‪.‬‬
‫إن مثل ىده الخدمات تساىم فعميا في نشر روح التعاون وتحقيق التماسك االجتماعي بين مختمف مكونات‬
‫‪19‬‬
‫‪Muxel(A),L’experience politique des jeunes,Paris, Edition Press de sciences Po,2010pp15-16.‬‬

‫‪14‬‬
‫العدد التاسع‬
‫تاريخ اإلصدار‪2102 – 7 – 2 :‬‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫المجتمع‪،‬باالضافة في تحقيق االستقرار االجتماعي واالنسجام بين االفراد من خالل إتاحة فرص المشاركة‬
‫في الجيود التًنموية‪،‬والمساىمة في ابراز أدوارىم الفعالة في تحقيق التنمية الشاممة‪.‬‬

‫السوسيوثقافي‪ :‬عالقتو بالمؤسسات الثقافية‬


‫‪ -2‬العمؿ الجمعياتي وعالقتو بالتًنشيط ً‬

‫أفرزت نتائج البحث وتحديدا من خالل نتيجة الفرضية الثانية المعتمدة والتي مفادىا فعال بان‬
‫الجمعيات‬
‫ً‬ ‫وسيوثقافي ىي عالقة تفاعمية تكاممية باألساس‪،‬باعتبار أن ىذه‬
‫ً‬ ‫الس‬
‫الجمعيات بالتًنشيط ُ‬
‫ً‬ ‫عالقة‬
‫وسيوثقافي‪ .‬وىذا ما أكده لنا رئيس‬
‫ً‬ ‫الس‬
‫غير الحكومية ىي التي تسعى الى دعم وتأطير عممية التًنشيط ُ‬
‫جمعية ’’تمكين الشباب’’‪،‬ومختمف األعضائا والمنخرطين‪ ،‬باإلضافة الى كون عممية التنشيط تخضع‬
‫الجمعيات غير الحكومية‬
‫ً‬ ‫تقدميا ىذه‬
‫بدورىا إلى ارتباطيا ارتباطا كبي ار بطبيعة البرامج واألنشطة التي ً‬
‫الحقيقية لم ًشباب والى ضرورة التًطبيق الفعمي لمبادئ وأسس وتقنيات التًنشيط‬
‫ً‬ ‫لتمبية االحتياجات‬
‫وسيوثقافي‪'' .‬إف التنشيط السوسيوثقافي ىو عبارة عف مجموعة مف الممارسات واألنشطة‬
‫ً‬ ‫الس‬
‫ُ‬
‫والعالقات‪،‬وتتعمؽ ىذه الممارسات واألنشطة بالمصالح التي يعبر عنيا األفراد في حياتيـ الثقافية‪،‬‬
‫وبصفة خاصة في أوقات الفراغ‪ ،‬التي يمكف تصنيؼ اىتماماتيـ عمى النحو التالي‪ :‬فنية وفكرية‬
‫‪20‬‬
‫واجتماعية وعممية ومادية''‪.‬‬

‫السوسيوثقافي يسعى إلى تبسيط المعرفة وجعميا في المتناول‪ ،‬ولممنشط‬


‫اذا نستنج أن التًنشيط ُ‬
‫دور ىام في نجاح ىذه العممية فيو يعتبر عونا يمتين العمل الثًقافي سواء كان تربويا أو اجتماعيا عمى‬
‫شرط أن يتوفر عمى كفاءة وبراعة في وسط العالقات فيما بين األفراد بعضيم البعض‪ ،‬وأن يقوم بتوعية‬
‫ىؤالء واماطتيم بالمجاالت الثقافية والفنية لممجتمع الذي يعيشون فيو‪ .‬وىذا ما صرح بو أحد أفراد العينة‬
‫المتمكف مف توظيؼ طاقاتو الفكرية في كؿ ما يعترضو مف‬
‫ً‬ ‫قائال‪'' :‬المنشط السوسيوثقافي ىو الفرد‬
‫قضايا وأحداث‪ .‬وكذلؾ يستطيع ربط عالقات دوف صعوبة‪ ،‬وبالتالي محاولة مواجية الحياة مستقبال''‪.‬‬

‫‪-Heinz(Moser),Emanuel(Muller), Heinz(Wettsein), etAlex(willner),Animation Socioculturelle;Fondements,modèles et‬‬


‫‪20‬‬

‫‪pratiques,URL https://books.openedition.org/ies/1482.‬‬

‫‪15‬‬
‫العدد التاسع‬
‫تاريخ اإلصدار‪2102 – 7 – 2 :‬‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫السوسيوثقافي عديدة ومتنوعة ودلك حسب‬


‫كما يمكن أن نضيف بأن أدوار ورىانات المن ًشط ً‬
‫احتياجات المجتمع واىتماماتو االجتماعيية الثقافية‪،‬وعميو يمكن تصنيف ىده االدوار والرىانات بحسب‬
‫ترابطيا مع متطمبات وانتظارات المجتمع إلى ادوار ترتبط بميمة التنشيط السوسيوثقافي ‪animation‬‬
‫الصمة بين األفراد وخمق ديناميكية في ىذا‬
‫‪ . sociocuturelle‬بمعنى يسعى ىذا المنشط إلى ربط ً‬
‫الجمعيات الراعية لم ًشباب‪ ،‬فالمن ًشط‬
‫ً‬ ‫المجال وذلك من خالل ربط الصمة وتوطيد العالقات بينو وبين‬
‫المحترف ىو فاعل اجتماعي تناط بو وظيفة التًشجيع عمى خمق ديناميكية األنشطة التًربوية والًثقافية لغاية‬
‫تتوفر فيو مجموعة من المواصفات‬ ‫أن المن ًشط الناجح ىو ذلك ال ًشخص الذي ً‬
‫ياضية‪ً .‬‬
‫تربوية ثقافية ر ً‬
‫يتسنى لو القيام بميامو ووظائفو عمى أحسن وجو‪ .‬وعمى المن ًشط أن يكون فاعال ومتفاعال‬
‫والميارات حتى ً‬
‫مع المجموعة دون أن يييمن عمييا‪ ،‬وأن يدفعيا إلى العمل الجمعياتي وأخذ المبادرة‪ .‬وفي ىذا اإلطار‬
‫يقول إحدى المستجوبين في ىذا البحث‪'':‬المنشط الناجح ىو المي يعرؼ كيفاش ينجح‪،‬الزـ يعرؼ يختار‬
‫مع شكوف ينجح‪،‬يعرؼ يختار األنشطة المي تتماشى مع مجموعتو‪.‬الزـ يعرؼ كيفاش يتأقمـ معيا‬
‫ويحاوؿ يفيميا بالباىي ‪،‬موش يتحكـ فييا ويسيطر عمييا''‪.‬‬

‫وبناءا عمى ذلك يمكن أن نحدد جممة من االستنتاجات اليامة تتمثل في أن العمل السوسيوثقافي أصبح‬
‫ركيزة أساسية في تربية األجيال الجديدة من خالل الربط بين مجاالت اجتماعية ثالثة وىي المجال الثقافي‬
‫بماىو مجال لبناء التمثالت من جية‪،‬والمجال الشبابي بماىو مجال لتنشئة الفاعمين من جية ثانية‬
‫والمجال الترفييي بما ىو مجال لصياغة طرق العيش من جية أخيرة‪،‬فيدخل ضمن تكوينيم خمقيا ونفسيا‬
‫واجتماعيا‪،‬كما يحفز الشباب خاصة عمى االنخراط في األعمال الثقافية لتحقيق االفادة من الطاقات‬
‫الشبابية وتنميتيا لخدمة المجتمع‪.‬‬

‫الحقيقية‬
‫ً‬ ‫السوسيوثقافي ذو وظيفة تنفيذية وتوجييية في آن واحد ييدف إلى تحقيق التنمية‬
‫إذا إن الًتنشيط ً‬
‫لألفراد‪ ،‬وذلك برفع قدراتيم المعرفية إضافة إلى تحقيق التواصل وفتح مجال لمحوار بين األفراد والمن ًشطين‬
‫والقائمين عمى عمميات التًنشيط وفيما بينيم وبين المؤسسات ًلراعية لمًشباب والثقافة ولقضاياىم‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫العدد التاسع‬
‫تاريخ اإلصدار‪2102 – 7 – 2 :‬‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫الجمعيات غير الحكومية‬


‫ً‬ ‫نتبين أن العالقة بين المجتمع المدني وبالتحديد‬
‫ومن ىنا ً‬
‫السوسيوثقافي ىي عالقة تفاعمية تكاممية‬
‫مكوناتو وبين عممية التًنشيط ُ‬
‫أساسي من ً‬‫ً‬ ‫مكون‬
‫وباعتبارىا ً‬
‫وجدلية باألساس تخضع إلى التًبادل والى مدى قدرة كل منيما عمى تنفيذ وتجسيد وممارسة أدواره الموكولة‬
‫الجمعيات تمثًل الوسيط الثًقافي واالجتماعي لمتًنمية الثقافية واألداة األنسب التي يستطيع‬
‫ً‬ ‫بعاتقو‪ ،‬فيذه‬
‫ال ًشباب تسخير مجيوداتيم الفكرية والجسدية لممشاركة في صنع القررات اليامة‪.‬‬

‫الجمعيات وجيان‬
‫ً‬ ‫السوسيوثقافي و‬
‫كما يمكن أن نستنتج من خالل ىذا البحث أن التًنشيط ً‬
‫لعممة واحدة‪ ،‬فال يمكن الحديث عن أحدىما دون ذكر االخر وىذا يتًضح لنا من خالل تحديدنا ألدوار كل‬
‫منيما‪ ،‬فالًتنشيط الًسوسيوثقافي يسعى إلى تبسيط المعرفة وجعميا في المتناول بحيث يصبح الحديث ىنا‬
‫المتمعن من توظيف طاقاتو ومياراتو من أجل فيم ما يعترضو من قضايا واحداث عالقات‬
‫ً‬ ‫عن ال ًشخص‬
‫السوسوثقافي ىي جزء من ديناميكية معرفية أوسع‬
‫عممية التًنشيط ً‬
‫اجتماعية ىامة داخل المجتمع‪ .‬كما أن ً‬
‫تيدف إلى الفيم واإلفيام قصد ترقية الوجدان وتطوير الذوق وتقويم السموك وتشجيع المبادرة والمنافسة‬
‫ماسة إلى من ًشط فاعل وقادر عمى تحقيق التواصل واالندماج‬
‫داخل المجموعة‪ ،‬وىذه األخيرة في حاجة ً‬
‫ممحة في المجتمع حيث فرض‬
‫السوسيوثقافي اليوم ضرورة ً‬
‫عممية التًنشيط ً‬
‫االجتماعي‪ .‬وعميو أصبحت ً‬
‫ومؤسساتيا‪.‬‬
‫ً‬ ‫نفسو نظرًيا‬

‫الخػػػػػػػاتمة ‪:‬‬

‫في خاتمة ىذا العمل وفي ضوء نتائج البحث الميداني عمى وجو الخصوص يمكن أن نقول‬
‫أن عممية ازدياد اىتمام المجتمع المدني وتحديدا الجمعيات غير الحكومية باعتبارىا احدى أىم مكوناتو‬
‫األساسية وحاجتو الممحة إلى االعمال الثقافية ييدف أساسا إلى تقريب المادة الثقافية من كافة الشرائح‬
‫االجتماعية والعمرية لتأمين االستفادة الجماىيرية الواسعة من المنتوج الثقافي وضمان المشاركة الفعالة في‬
‫عممية االبداع فضال عن مساىمتيا في التنشئة الثقافية لألجيال الصاعدة ومساعدة الطاقات الشبابية‬
‫عمى صقل مواىبيم وتمكينيم من ابراز قدراتيم وأدوارىم الفعالة في تحقيق التنمية الثقافية من خالل‬
‫المؤسسات الثقافية ومختمف أعماليا الفنية واإلبداعية‪ ،‬وىذه األخيرة ىي أساس تنمية المجتمعات وتفاعميا‬

‫‪17‬‬
‫العدد التاسع‬
‫تاريخ اإلصدار‪2102 – 7 – 2 :‬‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫فال يمكن ان تتحقق إال من خالل اإلنسان والعمل الثقافي فيو يعتبر من أىم أسس التنمية البشرية والتي‬
‫بدورىا تسعى إلى تحقيق التنمية الثقافية ‪.‬ولكن ال بد أن نشير أيضا في خاتمة ىذا العمل بأن ىذه‬
‫الجمعيات غير الحكومية مثميا مثل مختمف الجمعيات الناشطة في مجال الثقافي والشبابي تتعرض في‬
‫مشوارىا االداري والثقافي إلى عدة مشاكل وصعوبات من أىميا مشكمة المقر فيي تعتبر المعضمة‬
‫االساسية التي تواجو أغمب الجمعيات‪،‬وأيضا نجد ان معظم الجمعيات تفتقد إلى الدعم المادي‪.‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ )1‬المراجع بالمغة العربية‪:‬‬

‫‪ ‬جون اىنبرغ‪،‬المجتمع المدني‪،‬التاريخ التقدي لمفكرة‪،‬ترجمة عمي حاكم صالحوحسين‬


‫ناظم‪،‬المنظمة العربية لمترجمة‪،‬بيروت‪.6114،‬‬
‫‪ ‬فاطمة عمي أبو الحديد‪،‬دور المجتمع المدني في مواجية الفقر في المناطق العشوائية‪،‬دار‬
‫معرفة الجامعية‪.،6106،‬‬
‫‪ ‬محمد عابد الجابري‪،‬المجتمع المدني بين المدني والمفيوم‪،‬مجمًة مواقف‪،‬العدد‪.5،6113‬‬
‫‪ ‬محمد بن عمي‪ ،‬التنشيط‪ :‬األساليب والتقنيات‪ ،‬منشورات عالم المعرفة‪ ،‬الدار البيضاء‬
‫‪.6114‬‬
‫‪ ‬ايميل دوركايم‪،‬في تقسيم العمل االجتماعي‪،‬ترجمة حافظ الجمالي‪،‬المجنة المبنانية لترجمة‬
‫الروائع‪ ،‬بيروت‪،‬الطبعة الثالثة‪.6100،‬‬
‫‪ ‬دراسة حول واقع المجتمع المدني بتونس‪،‬مركز إفادة لإلعالم والتكوين والدراسات والتوثيق‬
‫حول الجمعيات‪،‬ماي‪ ،6102‬تحت موقع‪http:/www./jamaity.org/2016/06‬‬

‫‪18‬‬
‫العدد التاسع‬
2102 – 7 – 2 :‫تاريخ اإلصدار‬
ISSN: 2663-5798 www.ajsp.net

:‫) المراجع بالمغة األجنبية‬2

.Galland (Olivier),les jeunes, paris, la découverte, edit2011 


Badie(Bertrand),L’Etat Importé: L’occidentalisation politique, nouvelle 
édition,2017,URL https://livre.fnac.com/a10293532/Bertrand-Badie-L-
Etat-importe-L-occidentalisation-de-l-ordre-politique.
Muxel(A),L’expérience politique des jeunes, Paris, Edition presses de 
. 01Sciences Po,20
.Hamel(Carl),Eléments d’épistémologie,2 em édition 2002 

Frisch(Francoise),Les études qualitatives, Editions d’organisation, 


Paris;1999.

Blanchet(A) et Gotman(A),L’enquête et et ses méthodes, Paris,1992. 

Mauss( Marcel),Essai de sociologie, Paris,Ed,du Minuit,1968. 

Heinz(Mose),Emanuel(Muller),Heinz(Wettstein)et Alex(Weller),Animation 
socioculturelle ;Fondements, modèles et Pratiques, URL
https://books.openedition.org/ies/1482.

19
‫العدد التاسع‬
‫تاريخ اإلصدار‪2102 – 7 – 2 :‬‬
‫‪ISSN: 2663-5798‬‬ ‫‪www.ajsp.net‬‬

‫‪20‬‬

You might also like