You are on page 1of 61

‫تعريف المجتمع‬

‫هو مجموعة من األفراد والجماعات تعيش في موقع جغرافي واحد تتوافر فيه ظروف بيئيه‬
‫مالئمة وتربط بينها عالقات اجتماعية وثقافية ودينية‪ .‬ومن ذلك نجد أن العناصر التي تكون‬
‫المجتمع تتمثل في‪ :‬إدراك أفراد المجتمع وشعورهم بأنهم يكونون وحدة واحدة‪ .‬نطاق جغرافي‬
‫يجمع أفراد المجتمع وجماعاته‪.‬‬
‫‪ .‬وجود نظام يسمح ألعضاء المجتمع بالتعبير عن آرائهم‪ • .‬تمكن المجتمع من إشباع‬
‫االحتياجات األساسية ألفراده إلى حد ما‪ .‬وجود سلوكيات اجتماعية داخله مثل التعاون التكافل‬
‫والصراع‪.‬‬
‫‪ .‬بناء اجتماعي خاص به‪.‬‬
‫مفهوم المجتمع المدني‪:‬‬
‫" المجتمع المدني هو نقيض المجتمع البدائي‪ ،‬ولقد تنوع مفهوم المجتمع المدني في العديد من‬
‫المجتمعات‪ ،‬ف هو الرد على سلطة الحزب الواحد الحاكم بإيجاد مرجعية اجتماعية خارج الدولة‪،‬‬
‫وهو الرد على بيروقراطية وتمركز اتخاذ القرار في الدول الليبرالية‪ ،‬وهو الرد على‬
‫ديكتاوتوريات في العالم الثالث من جهة‪ ،‬وعلى البنى العضوية والتقليدية من جهة أخرى‪ .‬إن‬
‫مرحلة تشييد المجتمع المدني في العالم العربي عموما ً واألردن خصوصا ً تعني تحقيق الشورى‬
‫والديمقراطية وتعميقها‪ ،‬وليست مجرد إقامة المؤسسات المدنية الحديثة الضرورية لتفعيل‬
‫سلطة القانون کمجالس الشورى والبرلمان‪ .‬المجتمع المدني هو مجموعة من البنى السياسية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية والثقاف ية والقانونية تنتظم في إطارها شبكة معقدة من العالقات‬
‫والممارسات بين القوى والتكوينات االجتماعية في المجتمع‪ ،‬ويتكون المجتمع من مجموعة من‬
‫المؤسسات في المجاالت المختلفة كالمؤسسات اإلنتاجية والدينية والتعليمية واالتحادات المهنية‬
‫والنقابات العمالية‬

‫واألحزاب ال سياسية‪ .‬المجتمع المدني يشير إلى الطبيعة المدنية ذات البناء المؤسسي والتعاقدي‬
‫التي تميز الدولة والمجتمع وهنا يكون حضور دولة القانون والحق والمجتمع بمفهومه الخاص‬
‫يشير إلى مجمل المؤسسات االقتصادية واالجتماعية والسياسية والثقافية التي تتصف بكونها‬
‫غير حكومية غي ر إرثية‪ /‬ال تهدف إلى الربح طوعية االنتماء إليها حديثة في بنيتها وتكوينها‪،‬‬
‫ويرتبط نشاطها عضويا بفلسفة المجتمع المدني (منظومة الثقافة المدنية)‪ .‬أما مؤسسات‬
‫المجتمع المدني فهي المنظمات غير الحكومية والتي تنشأ مستقلة عن الحكومة وفي نفس‬
‫الوقت غير ارثيه مثل منظمة ثقافية حقوقية جمعية مؤسسة أهلية نقابة إتحاد منتدى ووجودها‬
‫يعد ضروريا ً للمجتمع والحكومة‪ ،‬فهي تصبح قنوات يعبر من خاللها المواطنون عن آرائهم‬
‫واحتياجاتهم‪ ،‬وعن طريقها تنفذ األنشطة التي تخدمهم وتعود على المجتمع بالنفع العام‪.‬‬
‫المجتمع المدني في األردن‬
‫تشكل المجتم ع المدني في األردن تحت تأثير األحداث العاصفة التي مر بها الشرق األوسط‪.‬‬
‫منذ نهاية الحرب العالمية األولى‪ ،‬فبعد أن نشأ الجيل األول من المنظمات المدنية خالل‬
‫السنوات (‪ ،) 1921-1948‬بالتوازي مع قيام الدولة األردنية‪ ،‬فقد ظهر المجتمع المدني‬
‫المعاصر نتيجة اندماج المج تمعين األردني والفلسطيني مع نهاية األربعينيات‪ ،‬ثم على امتداد‬
‫الخمسينيات والستينيات‪ ،‬أي خالل الفترة بين حربي (‪ 1948‬و ‪ )1967‬ففي هذه المرحلة‬
‫ظهرت األحزاب العقائدية الرئيسية والنقابات العمالية والمهنية والجمعيات الخيرية‪ ،‬أي ما‬
‫يشكل الجسم الرئيسي من المجتمع الم دني كما نعرفه اليوم خالل العقدين الالحقين أي منذ‬
‫مطلع السبعينيات حتى نهاية الثمانينيات‪ ،‬نما عدد منظمات المجتمع المدني في األردن وتنوعت‬
‫تركيبته ومجاالت أنشطته واهتماماته‪ .‬ففي هذه الفترة ظهرت الروابط الثقافية على تنوعها‬
‫والمنظمات النسائية‪ ،‬ومنظمات حماية البيئة‪ ،‬كما نشأت أنواع جديدة من الجمعيات حملت‬
‫الطابع التخصصي وانتقلت بالجمعيات من مرحلة‬

‫العمل الخيري إلى العمل التنموي وقد شكل االنفراج السياسي الذي عرفه األردن بعد انتخابات‬
‫تشرين الثاني (‪ ) 1989‬نقطة تحول رئيسية أمام المجتمع المدني األردني حيث اتسع نطاق‬
‫ممارسة المنظمات المدنية لحقوقها في االجتماعات واألنشطة‪ ،‬فعاد العديد من المنظمات التي‬
‫تم حلها سابقا للنشاط مجدداً‪ ،‬مثل رابطة الكتاب األردنيين وبعض المنظمات النسائية‪ ،‬وأفسح‬
‫المجال أمام نشوء عشرات المنظمات الجديدة التي لم يكن متاحا لها ممارسة أنشطتها بصورة‬
‫شرعية من قبل مثل اتحادات الطلبة ومنظمات حقوق اإلنسان ‪ .‬وفي هذا المناخ ازدهر تأسيس‬
‫المنتديات الفكرية والثقافية ومراكز األبحاث‪ ،‬كما مارست األحزاب السياسية نشاطها علنا‬
‫وبصورة مشروعة ألول مرة منذ حلها عام (‪ .)1957‬وانغمس األردن بصورة أوسع في‬
‫العولمة االقتصادية خالل تسع ينيات القرن الماضي‪ ،‬وأقدمت الدولة على خصخصة معظم‬
‫مؤسساتها االقتصادية في العقد الحالي‪ ،‬وتراجعت من الناحية األخرى عن دعم السلع األساسية‬
‫وأفسحت في المقابل‪ ،‬المجال للقطاع الخاص للعب أدوار أكبر في النشاطات االقتصادية‬
‫التنموية مما فرض على المنظمات األهلية أعباء وأدوارا ً جديدة‪ ،‬مثل اإلسهام في مكافحة الفقر‬
‫وتمكين المرأة وتنمية المجتمعات المحلية وتدريب الشباب وتأهيلهم‪ .‬واحتل المجتمع المدني‬
‫أدوارا جديدة‬
‫ً‬ ‫األردني خالل العقدين األخيرين مكانة غير مسبوقة من قبل‪ ،‬حيث بات يلعب‬
‫وينظر إليه كشريك في التصدي للمشاكل االقتصادية واالجتماعية التي تعاني منها البالد‪ .‬جنبا ً‬
‫إلى جنب مع الحكومة والقطاع الخاص وفضال عن ذلك‪ ،‬فإن منظمات المجتمع المدني باتت‬
‫للعب أدوارا ً متعاظمة األهمية في العملية التنموية والتربوية والثقافية‪ ،‬وهو ما ترك أثره في‬
‫الخطاب السياسي العام في األردن الذي بات يلقي عل ى المجتمع المدني ومنظماته مسؤوليات‬
‫وأدوار ربما تفوق طاقاتها وإمكاناتها الراهنة‪.‬‬
‫شخصية المجتمع األردني‬
‫المجتمع األردني كيان مستقل له شخصيته المتميزة نتجت عن تزاوج واختالط قديم وحديث‬
‫بين أعراق وجماعات كثيرة من أصول ومنابت شتى استقرت على األرض األردنية‪.‬‬
‫وقد شهد المجتمع األردني تطورا ً بطيئا ً في الفترة الممتدة ما بين عام ‪( 1921‬تأسيس اإلمارة‬
‫األردنية) وعام ‪( 1950‬قبل وحدة الضفتين‪ ،‬إال أن هذا التطور كان سريعا ً جدا ً في الفترة التي‬
‫أعقبت ذلك كما تذكر‬
‫إحدى الدراسات (التل (‪ ،)1978‬ومن أسباب هذا التطور‬
‫‪ 1‬وحدة الضفتين في ‪.24/1/1950‬‬
‫‪ 2‬التطور التربوي والتعليمي الذي شهده المجتمع األردني‪.‬‬
‫‪ 3‬التأثيرات العربية والعالمية بسبب انفتاح المجتمع األردني داخليا ً وخارجياً‪.‬‬

‫وبالرغم من تعدد المجتمع األردني وتنوعه إال أنه ينتمي إلى األمتين العربية واإلسالمية في‬
‫دينه‬
‫وتاريخه ووج وده الحضاري والسياسي‪ ،‬ونتيجة لهذه العوامل وعوامل أخرى فقد اعتبار هذا‬
‫المجتمع‬
‫بخصائص متعددة‪ ،‬ما تزال تشكل ظاهرة عامة وقاسما ً مشتركا ً بين عامة أفراده‪ ،‬وأهم هذه‬
‫الخصائص‬
‫قوة العالقات األسرية وتماسكها في المجتمع األردني بسبب جملة‬ ‫‪-‬‬
‫من العوامل‪ ،‬من بينها طبيعة ‪.‬‬
‫من ظومة القيم والعالقات االجتماعية القائمة على رابطة العائلة والعشيرة‪-‬‬
‫قوة األواصر بين االخوة واألخوات رغم ما يشوبها من بعض‬ ‫‪-‬‬
‫التنافيس‬
‫قوة االحترام والتعاون المتبادل بين الزوجين‬ ‫‪-‬‬
‫ايجابية العالقة مع األقارب وخاصة مع أسرة الزوج والزوجة‬ ‫‪-‬‬
‫اللذين تسميان أميرة التوجيه‬
‫ارتفاع سن الزواج لدى الشباب األردني (ذكورا ً وإنانا) حيث‬ ‫‪-‬‬
‫ارتفع متوسط‬
‫من الزواج إلى ‪ 35‬سنة للذكور في حين ارتفع متوسط بين الزواج إلى ‪ 27‬سنة‬
‫تقريبا ً للفتاة‪ ،‬ويعود ذلك إلى ارتفاع البطالة في المجتمع األردني (ارتفاع تكاليف ومصاريف‬
‫الزواج) والى طول مرحلتي التعليم العام والجامعي في األردن‪ .‬تراجع ظاهرة الزواج من‬
‫األقارب والتي كانت شائعة في المجتمع األردني حتى فترة قريبة‪ ،‬حيث اشارت إحدى‬
‫الدراسات أجراها أحمد الباحثين في علم االجتماع (غري (‪ ،)1965‬وتشير إلى أن الزواج من‬
‫بنت العم شكل ما نسبته ‪ %20‬ومن بنت الخال ‪ %5.1‬ومن بنت الخالة ‪ %5‬ومن بنت العيلة‬
‫‪ %2.5‬أي ما مجموعه ‪ %32.6‬فقط زواج من األقارب مقابل ‪ %664‬زواج من غير‬
‫األقارب‬
‫التكافل االجتماعي المادي مع األقارب في الملمات والظروف الصعبة عمالً بتعاليم الدين‬
‫الحنيف‬
‫واحتراما ً للعادات واالعراف االجتماعية األردنية المتراكمة في النفوس جيالً بعد جيل‬
‫‪ – .‬ارتفاع مكانة المرأة في المجتمع األردني منذ مطلع الخمسينيات وذلك التساع فرص‬
‫التعليم والعمل امام المرأة والقوانين والتشريعات األردنية التي صدرت تباعا ً والتي تقوي مكانة‬
‫المرأة في‬
‫المجتمع وتعزيزها‪.‬‬
‫سيادة نمو األسرة النووية ‪Nuclear Family‬وتراجع نمو‬ ‫‪-‬‬
‫األسرة الممتدة ‪ Extended Family‬المجتمع األردني وذلك‬
‫بسبب الظروف االقتصادية وتحول معظم السكان للعمل‬
‫بالوظائف الحكومية والخدمية على حساب العمل الزراعي‬
‫والرعوي وارتفاع نسبة التحضر‪ ،‬حيث كشفت بعض الدراسات‬
‫عن المجتمع األردني بأن نسبة األمر النووية ‪ %749‬في البيئات‬
‫الحضرية‬
‫و‪ 9722‬في البيئات شبه الحضرية و‪ %69.3‬في البيئات الريفية (خيري ‪ )1965‬ارتفاع‬
‫المستوى االجتماعي االقتصادي للخصائص البنائية لألسر النووية األردنية (بشكل خاص‬
‫درجة التعليم المهنية استقاللية السكن) وذلك بالنسبة لكل من الزوج والزوجة‪ ،‬وذلك الرتفاع‬
‫مستوى التعليم وارتفاع مستوى الدخل وتحسين المستوى المعيني والصحي بشكل عام في‬
‫األردن‪.‬‬
‫هيل حجم األسرة األردنية (النووية بشكل خاص إلى أن يكون متوسطا ً إلى‬
‫كبير الحجم‪ ،‬ووفقا ً لما أوردته إحدى الدراسات الخيري) فان ‪ %53‬من األسر‬
‫النووية ال يزيد عدد ابنائها عن اربعة وان ‪ 332‬من هذه األسر يتراوح عدد ابنائها من كة وان‬
‫ما يزيد عن ‪ %8‬فيها عدد األبناء يزيد عن ‪ 9‬افراد‪.‬‬
‫يمتاز الهرم السكاني األردني باتساع قاعدته الرتفاع نسبة االطفال في المجتمع األردني‪.‬‬
‫ال تزال العشائرية والقبلية هي النمط السائد في المجتمع األردني وخاصة في البيتتين البدوية‬
‫والريفية‪ ،‬حتى إن العشيرة تطرح نفسها اآلن كرافد من روافد مؤسسات المجتمع األردني‪ ،‬كما‬
‫أنها بدأت تفرض وجودها على تركيبة أعضاء مجلس النواب من خالل تاثيرها االنتخابي‪– .‬‬
‫يمتاز المجتمع األردني عموما ً بالتما سك والترابط والتراحم رغيم التعددية االجتماعية الدينية‬
‫والعرقية والثقافية واللغوية وذلك بسبب التزاوج بين فئاته والتسامح الديني والتوجه السياسي‬
‫للدولة األردنية الحريصة على تحقيق الوحدة الوطنية وتعظيمها لكافة افراد المجتمع‪.‬‬
‫يمتاز المجتمع األردني وبنسب متفاوتة في بيئاته المختلفة بوجود كثير من الصفات الحميدة‬
‫االجتماعية منها‪ :‬اكرام الضيف والنخوة واغاثة الملهوف وغيرها‪.‬‬
‫مؤسسات المجتمع المدني في األردن‬

‫تتنوع أشكال مؤسسات المجتمع في األردن وصوره ويمكن تقسيمها إلى ثالثة أشكال هي‪:‬‬
‫مؤسسات المجتمع المدني األساسية كالبرلمان (مجلس النواب‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 2‬مؤسسات المجتمع المدني الدستورية كاألحزاب والبلديات‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 3‬مؤسسات المجتمع المدني األهلية‪ ،‬وهي األكثر انتشارا ً وشيوعا ً‬ ‫‪-‬‬
‫ووجودا ً على الساحة االجتماعية‬
‫األردنية ومن أشكالها‬ ‫‪-‬‬
‫الجمعيات الجوية وقد كان عددها ‪ 1678‬جمعية عام (‪)1996‬‬ ‫‪-‬‬
‫فيها ‪ 87138‬عضوا ً‬
‫نقابات العمال‬ ‫‪-‬‬
‫النقابات المهنية‬ ‫‪-‬‬
‫األندية واالتحادات الرياضية‬ ‫‪-‬‬
‫مؤسسات القطاع الخاص المختلفة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫القبيلة والعشيرة التي لعبت دورا ً هاما ً ومنذ تأسيس األمارة في الحياة السياسية األردنية‪.‬‬

‫القيم والعادات واألعراف االجتماعية في األردن‬

‫لكل مجتمع مجموعة من القيم والعادات االجتماعية التي توجه سلوك أفراده‪ ،‬وتشكل ثقافة‬
‫عامة‪ :‬نتيجة تعايش بعضهم مع بعض لفترات طويلة‪ ،‬والمجتمع األردني كأي مجتمع آخر لديه‬
‫عاداته وتقاليده االجتماعية المميزة والمتوارثة‪.‬‬

‫فالعادات االجتماعية هي عبارة عن التصرفات واألفعال التي يمارسها األفراد والجماعات‬


‫بصورة متكررة والتي يفرضها المجتمع على أفراده‪ ،‬فال يستطيعون الخروج عنها ومخالفتها‬
‫مثل عادات الضيافة وعادة تقديم الهدايا في المناسبات االجتماعية المختلفة‪ .‬وينبغي أن تكون‬
‫العادات االجتماعية متطابقة مع القيم االجتماعية االيجابية‪ ،‬أي القيم التي يرغب فيها الناس‬
‫ويحبونها‪ ،‬وهناك عادات اجتماعية مقبولة يمارسها األفراد والجماعات في مجتمعنا األردني‬
‫كعادة التعاون وبعضها غير مقبول كعادة الثأر‪ ،‬ومن بين العادات االجتماعية الطيبة في األردن‬
‫عادة الضيافة‪ ،‬وتتمثل هذه العادة باستقبال الضيف بالبشاشة ورحابة الصدر‪ ،‬وتقديم المضيف‬
‫لضيفه ما تيسر من الطعام‪.‬‬
‫أما التقاليد االجتماعية فهي عبارة عن ممارسات اجتماعية مكتسبة‪ ،‬يكتسبها الفرد من المجتمع‬
‫الذي ترق فيه‪ ،‬وهي أشكال من السلوك والتصرفات الجماعية لها مكانة القداسة لدى أفراد‬
‫مجتمع معين ألنها تعد في نظره م األفعال التي لحفظ هيبتهم و العزة واالعتبار في المجتمع‬
‫الذي يعيشون فيه وال يهم التقاليد جميع طبقات المجتمع بل تهم قلة أو جماعة أو عائلة في‬
‫المجتمع دون أن تكون منتشرة على جميع المستويات فيه فلكل مهنة تقاليده وعاداتها ولكن‬
‫طلقة في المجتمع تقاليدها الخاصة به ا والتقاليد فيها نوع من اإللزام على الجماعة‪ ،‬ولكن ليس‬
‫إلى الحد الذي يفقد به اإلنسان مكانته االجتماعية فيما لو لم يتمسك بها‪ .‬وتتمثل التقاليد في عدة‬
‫مجاالت‬
‫ومنها الشعائر‪ ،‬والرموز واالحتفاالت العامة المناسبات االجتماعية)‪ .‬وهناك وسائل لتدعيم‬
‫التقاليد كالحكم وا ألمثال واألغاني واألناشيد والزجل الشعبي‪ ،‬واألساطير والحكايات‪ .‬تتميز‬
‫التقاليد بعدد من الخصائص أهمها االكتساب والتمسك والصحوبة في التخيير‪ ،‬والشعور باألمن‬
‫والطمأنينة وتلعب التقاليد دورا ً رئيسا ً في عملية الضبط االجتماعي ال يقل أهمية عن دور‬
‫القوانين النافذة في المجتمع‪ ،‬على الرغم من أن القوانين مكتوبة‪ ،‬والتقاليد محفوظة في صدور‬
‫الناس وعقولهم‪ .‬أما القيم االجتماعية فهي الشيء المفضل‪ ،‬أو أي حكم نطلقه على شيء ما‪،‬‬
‫والقيمة شيء مرغوب على المستويين الفردي والجماعي‪ .‬وتقوم القيم بتوجيه سلوك اإلنسان‪،‬‬
‫وتنظيم عالقاته باآلخرين وبالواقع نفسه‪ ،‬ففي عالقة اإلنسان بالواقع قد تحته القيم على السعي‬
‫والجهاد في سبيل السيطرة على الواقع وتغييره‪ ،‬وعلى القبول به والتالؤم معه‪ .‬و يعد الكرم‬
‫والضيافة في المجتمع األردني من أبرز القيم االجتماعية والجوهرية‪ ،‬وقد اقترنت ظاهرتا‬
‫الكرم والضيافة في المجتمع األردني بظواهر أخرى‪ ،‬ومن بينها فتح الدواوين‪ ،‬والمضافات‪،‬‬
‫وبيوت وإكرامهم‪...‬‬
‫الشعر‪ ،‬وتشريع األبواب على مصراعيها‪ ،‬وتقديم القهوة العربية السادة كداللة للترحيب‬
‫بالضيوف‬
‫ويسود المجتمع األردني بعض من السمات والخصائص العامة‪ ،‬إال أن الناس يتفاوتون فيما‬
‫بينهم في مدى انتشارها بينهم بحسب قناتهم العمرية‪ ،‬ومستوياتهم التعليمية ومهنهم والجهات‬
‫التي يقطنونها‪ ،‬ونوع تجمعاتهم البشرية‪ ،‬ومن أهم هذه الخصائص الكرم والضيافة والمروءة‬
‫والنجدة‪ ،‬وهي ظواهر اجتماعية سائدة في المجتمع األردني‪ ،‬وفي المجتمع العربي عموماً‪،‬‬
‫ولذلك الصفت الشخصية ا ألردنية والشخصية العربية بهذه السمات وهي سمات متصل بعضها‬
‫ببعض‪ ،‬وتقضي الواحدة منها إلى األخرى‪ .‬ويفتخر العرب بهذه السمات‪ ،‬ويعدونها من أبرز‬
‫فضائلهم‪ ،‬ومن الصق السمات بشخصيتهم التي يعشرون بها‪ ،‬ويتنافس األفراد والقبائل‬
‫والعشائر االحتالل مركز الصدارة في هذه القيم‪.‬‬
‫الثقافة والتراث الوطني في األردن‬

‫أوال‪ :‬الثقافة‬
‫العادات العربية الموجودة في المنطقة‪ .‬ستجدها في األردن‪ ،‬إذ إن العادات المتعلقة بالكرم‬
‫وحسن المعاملة للضيف‪ ،‬والمعاملة ما بين األشخاص وغيرها لن تجد فيها الكثير من االختالف‬
‫ما بين األردن وباقي الدول العربية‪ ،‬مما يميز األردن هو التجانس والتمازج ما بين ثقافته‪،‬‬
‫وثقافة البالد المحيطة به مثل‬
‫السعودية والعراق وفلسطين وسورية‪.‬‬
‫المأكوالت الشعبية‬
‫من أكثر المأكوالت الشعبية شهرة وشيوعا في األردن المنسف الذي يعد وليمة أساسية في‬
‫األفراح واألتراح‪ ،‬كما أنه يعد رمزا ً للتمسك باألصول بالنسبة إلى كثير من األردنيين‪ ،‬وخاصة‬
‫أنه يتم تناول هذه الوجبة باستعمال اليد‪ ،‬وبعد المنسف األكلة الشعبية في األردن‪.‬‬
‫اللغات‬
‫اللغة العربية هي اللغة الرسمية واما اللغة اإلنجليزية فانها تستعمل على نطاق واسع‪ ،‬واما‬
‫اللغة‬
‫الفرنسية فانها تدرس في بعض المدارس الخاصة‪.‬‬
‫وأفراد الشركس واألرمن والشيشان واالكراد يستخدمون لغاتهم الخاصة بهم في محيطهم‬
‫الخاص‪.‬‬
‫اللهجات‬
‫اللهجة األردنية هناك لهجة تميز كل منطقة من مناطق المملكة األردنية الهاشمية عن غيرها‬
‫من‬
‫المناطق األخرى إذ تتشابه لهجة أهل الشمال (قرى اريد عجلون الرمثا جرش) التشكل لهجة‬
‫مميزة بعيدة‬
‫لسبيا عن اللهجة البدوية على الرغم من وجود المصطلحات المشتركة والتعابير المتشابهة في‬
‫حين تمتاز‬
‫مناطق جنوب األردن وشرقه بلهجة أقرب إلى البداوة ولكنها في نفس الوقت متميزة ومختلفة‬
‫عن اللهجات الدارجة في دول الخليج‪ .‬أما عمان والزرقاء فيستعمل أهلها لهجه هجينة من‬
‫اللهجات الشامية ومتطورة‬
‫عنها قريبة من لهجة أهل القدس‬
‫ثانياً‪ :‬التراث الوطني (الفلكلور)‬
‫التراث الشعبي أو الفلكلور أو المأثورات الشعبية كلها مسميات لعلم واحد هو التراث الشعبي‪.‬‬
‫وينقسم التراث الشعبي إلى أربعة أقسام هي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬المعتقدات والمعارف الشعبية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬العادات والتقاليد الشعبية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬األدب الشعبي وفتون المحاكاة‬
‫رابعا‪ :‬الفنون الشعبية والثقافة المادية‪.‬‬
‫فمن المعتقدات ما يعتقده شعب معين من طقوس دينية أو عوامل طبيعية‪ ،‬أو ظواهر ال‬
‫منظورة‪ ..‬كالتي تتعلق بالجن أو الغيبيات‪ .‬اما المعارف فهي‬
‫ما أتقنه ذلك الشعب من حرف وصناعات تقليدية ميزتهم عن غيرهم أو لهم أما المعارف فهي‬
‫طريقة خاصة بهم‪.‬‬

‫أما العادات والتقاليد فهي ما يتعلق باالحتفاالت والمناسبات واألسلوب السائد في مجتمع ماء‬
‫كعادات الزواج واألعياد‪ ،‬وطرق االستقبال الضيوف أو توديعهم‪ .‬أما عن األدب الشعبي – فهو‬
‫ما يخص (الشعر)‪ ،‬أو النثر بكل ما يحوي من (قصص) و(أساطير) أو‬
‫(أمثال)‪ ....‬الخ‪ .‬والفنون ا لشعبية هي تلك الفنون التي نطلق عليها (العرضات) أو الرقص‬
‫الشعبي‪ ،‬بكل أنماطه وخصائصه‬
‫والثقافة المادية – هي اآلثار واألدوات الشعبية المستخدمة في ذلك المجتمع‪ ..‬سواء أكانت لباسا‬
‫أو‬
‫أدوات منزلية أو زراعية أو خالفها‬

‫وقد تم االهتمام بعلم الفلكلور في هذا الزمن اهتماما ملحوظا سواء من قبل الدارسين والباحثين‬
‫فيه بصورة فردية أو من ناحية بعض الجهات التي تهتم بهذا العلم كالهيئات والمنظمات التي‬
‫أخذت على عاتقها مهمة دراسة الفلكلور وتوثيقه‪ ..‬لما لذلك من أهمية كبيرة في دراسة‬
‫خصائص المجتمعات والبحث في عوامل تطور األمم بالعودة لتراثهم ودراسة خصائصه‬
‫واستجالء أسراره وغموضه ‪ .‬ومما الشك فيه – أن أي أمة إنما يُحكم عليها من خالل تراثها‬
‫الذي يصوغ سلوكها وعالقاتها ‪ ..‬فالمجتمع غزير الثراث يدل ذلك على عظمته‪ ....‬كما أن‬
‫التراث بمفهومه العام لم يكن نتاج زمن قصير أو عدد قليل من الناس‪ ..‬وإنما يتكاتف عدد كبير‬
‫منهم فاألعمال الفلكلورية الخالدة جاءت نتيجة تراكم معرفي ونقل من جيل إلى جيل‪ .‬كما أن‬
‫كل جيل – أو باألخرى كل (راو) قد يقوم بالتعديل والتبديل – دون قصد طبعا – في المادة‬
‫التراثية التي في ذاكرته أو أمامه وخاصة األدبية منها‪ .‬لذا فال غرابة إن وجدنا أسطورة ما‬
‫تتشابه مع أخرى في أمة أو شعب آخر‪ .‬فقد يكون أصلها واحدا ً غير أن التحريف قد غير‬
‫صياغتها وبنيتها‪ .‬أما كيف جاء التراث الشعبي وعن الحاجة المجتمعية التي أنت به فإن ذلك قد‬
‫جاء تلبية لحاجة المجتمع لحفظ عاداته وتقاليده وغرسها في نفوس األجيال القادمة اما النعدام‬
‫سبل التعليم المنتظم‪ ..‬أو الحرص المجتمع على نقل معارفه وغرس القيم الفاضلة في نفوس‬
‫أجباله الجديدة‪ .‬لذا فإن األسطورة أو الملهاة أو القصة‪ ،‬أو األمثال الشعبية واألحاجي هي في‬
‫األساس نوع من التعليم في المباشر لألطفال في أطوار تموهم األولى‪ ..‬وهي في األساس تتميز‬
‫بسمات وخصائص معينة منها له‬
‫البساطة والمتعة التي تسعد الصغار والكبار معا ‪ ...‬حيث تجد معظم األساطير تدور حول‬
‫الغنى والجمال‬
‫والسلطة والفروسية‪ ...‬الخ‪ .‬ولعل ذلك يرجع إلى ميل اإلنسان الفطري إلى حب الكمال‪..‬‬
‫والتحليق في عالم‬
‫الخياالت واألماني‪ ...‬كنوع من الفكاك من أسر الواقع‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬األمثال الشعبية األردنية‬

‫المثل ‪ :‬قول مأثور‪ ،‬انتشر وذاع بين الناس‪ ،‬بعد حادثة أو موقف‪.‬‬
‫وهي ثمرة تجارب اإلنسان وخالصة أفكاره وهي تساعدنا على التعبير عن مواقف الحياة‬
‫المتكررة‬
‫وهذه جملة من األمثال التي أصبحنا نستخدمها في حياتنا للتخفيف من المواقف الصعبة التي‬
‫تمر‬
‫بنا‬
‫كل حامولة والها هامولة – كل بيت والو مصرف‬
‫يضربان للعيب الذي ال يخلو منه بيت‪.‬‬
‫كل الجمال اتعارك إال جملنا بارك‪.‬‬
‫يضرب عند تصوير الخائب بين أقرانه الناجحين‪.‬‬
‫كل زرع إن زرعته تقلعه غير ابن آدم إن زرعته يقلعك‪.‬‬
‫يضرب لمن ينسى المعروف ويسيئ إلى صاحبه‪..‬‬
‫يكفيك من الثوبين ثوب واحد يكفيك من طول المعاني اقصارها‪.‬‬
‫يضرب في الحث على القناعة‪.‬‬
‫يوم غيض أو يوم ارضي‪ ،‬أخرته هالعمر يمضى‪.‬‬
‫يضرب في أن الحياة مليئة بما يفرح‪ ،‬وهي آيلة إلى الزوال‪.‬‬
‫يوم يكثر عنبي أو تيني كل الناس يحبوني ويوم يخلص عنبي أو تيني كل الناس يعادوني‪.‬‬
‫يضرب في أن الناس تسعى وراء المنفعة‪.‬‬
‫يوم عيده بشبح عبيده‪.‬‬
‫يضرب في أن هللا ال ينسى عباده ويرزقهم‪.‬‬
‫يا نواعم من حنين ويش جابك للشين‪.‬‬
‫يضرب عند تصوير الحالة السيئة لمن تردت به الحال بعد عز‪.‬‬
‫يا واقف على رجليك ما يتدري شو بصير عليك‪.‬‬
‫يضرب للتسليم بالقضاء والقدر‬
‫ولم الجهاز قبل الزواج أو ولم الطوالة قبل الفرس‪.‬‬
‫يضربان فيمن يستبق األمور‪.‬‬
‫الولد مولود والجوز موجود والخي لحنين آمنين ايعود‪.‬‬
‫يضرب في أن فقدان األخ الشقيق ال يعوضه شيء‪.‬‬
‫العرب يا احليلهم من عجلة رحيلهم كبكبوا طحينهم‪.‬‬
‫يض رب في استهجان التسرع والرعونة‪ .‬نوم العصر اجنون أو نوم الضحى يزيد الرجال‬
‫افنون‪ .‬يضرب عند المفاضلة بين المكروه والمستحسن من مثلك يا بن عمي اتروح والطبق‬
‫فاضي ترجع والطبق مملي‬
‫يضرب للمحظوظ المدلل‬
‫من ملك عينه أو سنه ملك الحسن كله‪.‬‬
‫يضرب فيمن لم يحسد ولم يتناول الناس بلسانه‪.‬‬
‫من ظهر برقا لظهر زرقا يضرب لمن كان طبعه التقلب وعدم الثبات على حال ال توخذ العميا‬
‫وال بنت بنتها يجيك العما من كل حال‪ .‬يضرب للنهي عن مصاهرة ذوي الخصال السيئة‪.‬‬
‫صاحبك بدك إتبقيه ال توخذ منه وال تعطيه‪ .‬يضرب في الحث على التعامل بحذر‪.‬‬
‫طبيخي عالنار وعيني عالجيران‬
‫يضرب فيمن ال يقنع وال يكف عن الحسد‪ .‬طلبتها المشتهية وأكلتها المستحية‬
‫يضرب لمن يحصل على جهد غيره‬
‫سموك عريس ال تزعل من الطابون للمزيل‪ .‬يضرب فيمن لم تحدث التغيرات الظاهرية أي‬
‫تغيير مباشر في حياته‪.‬‬
‫السيف الطايل يحمي الحق وإن كان مايل‪ .‬يضرب في أن القوة األساس لردع المسن واسترداد‬
‫الحق‬
‫ابن الخير يهدي على األكل مثل الطير يضرب لمن يتعامل مع الناس بصراحة ووضوح‪ .‬ابن‬
‫العازة قزازة ابن العازة بده ميه عكازة يضرب لالبن الوحيد أو من يكون عرضة لألخطار‬
‫ابن ليلته بغلق عيلته‪ .‬يضرب في ان اإلنسان مهما صغر شانه قادر على إحداث المشاكل‪.‬‬
‫إحرص على منحوسك ليجيك أنحس منه‪.‬‬
‫يضرب في ضرورة القبول باألمر الواقع‬
‫أحسن ما توكل رز أو بيتنجان غطي هالعريان‪.‬‬
‫يضرب ذم التظاهر بالكرم‪.‬‬
‫بنات النخا والجود يقضن الليالي السود‪.‬‬
‫يضرب في ضرورة الصبر على المكاره‬
‫البنت عند األهل تهنية وعند الجوز تربية‪ .‬يضرب في الفرق الشاسع بين حياة الفتاة قبل‬
‫الزواج وبعده‪ .‬البياض بياض العرض والزين زين األخالق‬
‫يضرب في أن الجمال جمال األخالق‪ .‬التالي للغالي أو ما يقعد عالتالي إال الغالي‪ .‬يضربان في‬
‫أن من يجيء دوره في اآلخر ال ينتقص من قدره‬
‫الثنا وال الغنى‬
‫يضرب في معرض المفاضلة بين عمل المعروف وكسب المال‪ .‬جيل دعدع (بعبع) بوكل ما‬
‫بشبع إتحاكيه ما يسمع إيروح ما يرجع‪ .‬يضرب لذم الجيل الذي ال يبالي بالقيم‪ .‬حب حبيبك‬
‫حب لو كان عبد أو دب‪ .‬يضرب في أن الحب ال يعترف بمقاييس الجمال‪ * .‬خذ بنات األصل‬
‫وال تهاب الخسارة‪ .‬يضرب في ضرورة اختيار النسب الصالح‪ ، .‬ست او جارتين على علي‬
‫بيضتين‪ .‬يضرب لمن يتظاهر يعمل ال قيمة له‪.‬‬
‫أهم العادات االجتماعية في المجتمع األردني‬

‫القهوة العربية في عادات وتقاليد البادية تسمى القهوة البدوية الساده المرة ومشروب األجاويد‬
‫ومفتاح السالم والبدء في الكالم والقهوة أحمد المعالم العربية األصيلة ألنها سمة من سمات‬
‫الضيافة والكرم العربي األصيل ولها أهمية كبيرة عند العربان كما أن لها حرمة واحتراما ً‬
‫وتلعب دورا مهما في حياة البدو األجتماعية في حل مشاكلهم كما تحير عن الكالم والفرح‬
‫والحزن أيضا فإذا سمع البدوى بموت زعيم القبيلة أو شيخ العشيرة او أي صديق فإنه يعبر‬
‫عن حزنه بأن يكب القهوة على األرض ويترك (الدلة) بشكل معكوس مدة محددة داللة على‬
‫الحداد ويقابل هذا اإليحاء عند الدول عملية تنكيس األعالم والقهوة لها نظام خاص عند العشائر‬
‫العربية ال يستطيع من كان أن يخالف هذا النظام خاصة عند العشائر العربية ألن القهوة تختلف‬
‫عن الحليب واللين والشاي والشراب بجميع أنواعه ألنها من شيم الرجال الكرام ومن عالمات‬
‫الشيمة ودليل الفروسية والزعامة فكمية القهوة القليلة في قعر الفنجان كفيلة بأن تحل أكبر‬
‫القضايا المعقدة حتى ولو كانت مستعصيه كمشكلة العرض أو الدم وتقطيع الوجه ألن هذه‬
‫اصعب المشاكل التي تواجه قضاة البادية فالقهوة تدل على الكرم والشهامة والرجولة والنخوة‬
‫والحمية والعفو عند المقدرة‪.‬‬
‫طريقة صب القهوة‬

‫على صباب القهوة مسك الدلة بيده اليسرى والفناجين بيده اليمنى وان يقف احتراما وتقديرا‬
‫للضيف ويبدأ بصب القهوة وهو واقف ثم يمد الفنجان بيده اليمنى وعلى الضيف أن ‪ :‬يصحح‬
‫جلسته‬
‫ويتناول بيده اليمنى أيضا وفناجين الضيف ثالثة انواع هي فنجان الضيف وفنجان الكيف‬
‫وفنجان السيف‬
‫وتسبق هذه الفناجين فنجان الهيف وفيما يلي تعريف عن كل فنجان‬
‫فنجان الهيف على المضيف أن يهف ( يشرب) الفنجان األول من دلة القهوة أمام الضيف‬
‫ليطمئن‬
‫بأن القهوة جيدة ومن ثم يطمئن الضيف بأنها خالية من الخديعة كالسم مثال‬
‫‪ 1‬فنجان الضيف‪ :‬يصب الفنجان للضيف ليشربه على اعتبار أنه ضيافة كما أنه بمثابة العيش‬
‫والملح (الممالحة)‪.‬‬
‫‪ 2‬فنجان الكيف ثم يصب فنجان آخر للضيف ليشربه وهذا خاص بالكيف والسعادة والنشوة‬
‫‪ . 3‬فنجان السيف ثم يصب فنجان آخر للضيف وهو يعنى إذا جاء قوم غزاة على هذه العشيره‬
‫فعلى الضيف أن يمشق الحسام ويدافع معهم ألن فنجان السيف بمثابة توقيعه على الدفاع‬
‫المشترك وفنجان السيف يعني القوة والمنعة والعزة والشرف والكرم وإذا كان الضيوف أكثر‬
‫من واحد أو أثنين أو ثالثه مثالً وكانوا كلهم شيوخا ً ومن مستوى واحد فعلى المضيف إحضار‬
‫ثالثة رجال ليصبوا القهوة لهم وفي آن واحد ومن ثم إلى بقية المعازيم وإذا لم يوجد ضيوف‬
‫وكانوا من العشيرة فتصب القهوه أوالً إلى أكبرهم‬
‫سنا ألن العرب يحترمون السن أو إلى الشيخ أو إلى أكرمهم ثم إلى الفرسهم ألن القهوة خص‬
‫نص أما الشاي‬
‫قص أي من اليمين إلى اليسار‪.‬‬
‫وفي مضايف عربان الشام يجعلون فناجين القهوه الثالثة كاألتي‪:‬‬

‫فنجان السيف وفنجان الضيف وفنجان الكيف‪ .‬ويقول الرجل من عرب الجزيرة لذة القهوة‬
‫شرب ثالثة فناجين‪ :‬الفنجان األول للراس‪ ،‬والثاني للبأس أى يزيدني بأساً‪ ،‬والثالث يطير‬
‫عماس والعماس هو الصداع واللبس واختالل األمور أي أن الفنجان الثالث يصفي عقلي‬
‫ويطرد منه الصداع واالختالل‪.‬‬
‫اكتشاف القهوة ‪:‬‬
‫الرواية الشائعة والمتداولة عند الناس وفى الكتب تقول ان راعي غنم من اهل اليمن الحظ ان‬
‫قطيعه عندما أكل من ثمرة واوراق شجرة البن (شجرة القهوه فيما بعد يصاب بحالة من النشاط‬
‫والنشوة‬
‫فجلب انتباهه هذا األمر فقام راعي المواشى بقطف حبوب هذه الشجرة الخضراء ونقع هذه‬
‫الحبوب في‬
‫الماء وشرب منقوعها وقيل إنه غالها بالماء على النار ثم شرب هذا الماء المغلي فاحس‬
‫بالنشوة والنشاط‬
‫واالنتعاش وليس من المستبعد أن يكون هذا الراعي اليمني قد سحن اي (دق) هذه الحبوب‬
‫وطحن مسحونها (دقيقها) على النار بالماء وشرب هذا الماء المذاب منه القهوة فأحس بالنشوة‬
‫والنشاط والشيء‬
‫الثابت والمؤكد أن العرب هم الذين اكتشفوا القهوة واستعملوها كشراب منعش ومن ديارهم‬
‫وعن‬
‫طريقهم انتشرت في كل بقاع األرض‪.‬‬
‫القهوة في اللغة العربية‬
‫جاء في القواميس والمعاجم العربية أن القهوة سميت بهذا االسم ألنها تقهى شاربها عن الطعام‬
‫أي‬
‫تقلل شهيته للطعام‪ ،‬وبما أن شراب البن هو أيضا ً يقهى شاربه عن الطعام لذلك أطلق العرب‬
‫على شراب‬
‫البن اسم (القهوة) وشجرة القهوة في األصل تسمى شجرة البن‪.‬‬
‫أواني القهوة كما يسميها أ هل البادية والحضر في الجزيرة العربية والبالد العربية‬
‫• المحماس (المحماسة) هو أناء من الحديد مدور له ذراع يمسك بها وتوضع فيه حبوب القهوة‬
‫لتحميصها على النار‪.‬‬
‫‪ .‬يد المحماسهة او المحماس وهى عتلة من حديد طويله تحرك وتقلب بها حبوب القهوة عند‬
‫وضعها في المحماس لكي يتم تحميصها بصورة جيدة‬
‫النجر هو الهون النحاس الذي تدق فيه حبوب القهوة (المحمصة) عند معظم قبائل الجزيرة‬
‫العربية وفى بعض البلدان العربية تدق القهوة في هون خشبي وبيد محماسة خشبية‬
‫– يد النجر او يد الهون هى المطرقة النحاسية التي تدق بها حبوب القهوة داخل الهون (النجر)‬
‫‪ 4‬لطحنها وجعلها ناعمة كالدقيق عند قبائل جزيرة العرب وفى بعض البلدان العربية وسيناء‬
‫تكون يد الهون مدقهة خشبية والهون هو ايضا ً خشبة متينة مجوفة‪.‬‬
‫الملقط الماشة) هي أداه مصنوعة من الحديد تستعمل لمسك الجمر وتجميعه داخل موقد‬
‫النار (المنقد) أو الكانون كما يطلق عليه البعض‪.‬‬
‫دلة كبيرة يحفظ بها مشروب القهوة مصنوعه للعرب من النحاس ‪ .‬القمقم هي‬
‫التلقامة دلة نحاسية أصغر من القمقم وبعضهم يسميها اللقمة‪.‬‬
‫المصافي الدالل النحاسية الصغيرة التي تصفت فيها القهوة ويصب بها للضيوف‪.‬‬
‫الفناجين أو الفناجيل ولكن عربان البادية والحاضرة في جزيرة العرب يقلبون النون الما ً‬
‫فيقولون فنجال وجمعه فناجيل وهي لغة من لغات العرب ذكرتها القواميس والمعاجم‬
‫وتصب فيها القهوة وتقدم للحاضرين‪.‬‬
‫يوم الزفاف األردني‬

‫ذلك اليوم الذي ينتظره العروسان بفارغ الصبر لينتقال من بيت األهل إلى عش الزوجية وبناء‬
‫حياتهما الخاصة ولكن يسبق هذه الحياة الجديدة‪ ..‬حفلة العمر‪.‬‬
‫وحفل الزفاف ليس كأي حفل ‪،‬آخر له طقوسه واستعداداته الخاصة‪ ،‬كما تختلف تقاليده‬
‫ومراسمه بين بلد عربي وآخر‪ ،‬إال أن ما يجمع بين تلك الحفالت ‪،‬اآلن هو تراجع تلك الحفالت‬
‫التقليدية وانقراضها‪ ،‬لتحل مكانها التكنولوجيا الحديثة والعادات والتقاليد الغربية التي أصبحت‬
‫أكثر موضة‬
‫ففي األردن تحديدا ً تجد القاعة الواسعة والصالة قد حلت مكان الصيوان‪ ،‬والحفل الكبير بدالً‬
‫من‬
‫ليلة الحناء‪ ،‬أما الـ ‪CD‬فهو بديل بطاقة الدعوة‬
‫اخطب لنفسك‬

‫"الخطابة ‪ "..‬واحدة من الموروثات األردنية القديمة‪ ،‬والتي أدى غيابها إلى تزايد مشكلة‬
‫العنوسة لدى األردنيين واألردنيات‪ ،‬بعد أن كانت تلعب دورا ً مهما ً في التوفيق بين الشباب‬
‫والفتيات المقبلين على و"الخطابة" هي امرأة محترفة كرست وقتها للبحث عن الفتيات‬
‫الصالحات لبيت الزوجية بتوصية من أهل العريس واتخذت من تلك المهمة مهنة لها مقابل‬
‫أجرة مالية تتفق عليها مع ا األهل أو دون مقابل في بعض األحيان‪ ،‬حيث تطوف هذه الخطابة‬
‫على جميع المنازل فيستضيفها الجميع ‪ .‬أمالً في انتقاء‬
‫ابنتهم لتكون العروسة القادمة‬

‫اليوم لم يعد هنالك أي دور لهذه "الخطابة" بعد أن أصبحت مساحة التعارف بين الجنسين أكثر‬
‫تحرراً‪ ،‬فأصبح الشاب يخطب لنفسه‪ ،‬ويتقدم للفتاة‪ ،‬ويتفق معها على كل شيء‪ ،‬ثم يأتي بعد‬
‫ذلك دور‬
‫األهل‪.‬‬
‫الجاهة بداية الحكاية‬

‫والجاهة هي بداية طقوس الزواج بتقاليده وموروثاته االجتماعية باللهجة المحكية األردنية حيث‬
‫يتحرك عدد كبير من أهل العريس في صف واحد‪ ،‬أو في طابور من الخيل التي استبدلت‬
‫بالسيارات حديثا ً ويتوجهون إلى بيت أهل العروس‪ .‬وكلما زاد عدد الذاهبين في الجاهة من قبل‬
‫أهل العريس ألهل العروس كلما كان تفاخر أهله بوجاهتهم ومكانتهم‪ .‬وبعد االتفاق تبدأ مراسم‬
‫االستعداد للزواج من تقديم الذهب وتحضيرات إقامة الزفاف‪ ،‬وشأنه كشأن كل عرس حيث يتم‬
‫إقامة حفل ما قبل الزفاف في باحة المنزل‪ ،‬أو في األماكن المفتوحة القريبة من منزل العريس‪.‬‬

‫ثم يأتي االحتفال بالزواج في اليوم الثاني‪ ،‬وقد يكون الزفاف مشيا ً على األقدام إذا كانت دار‬
‫العروس في منطقة العريس نفسها‪ ،‬وأثناء المشي إلى بيتها تقوم بعض النسوة برش األرز من‬
‫صينية على رؤوس‬
‫السائرين في الزفة من قبيل الفرح والبركة‪.‬‬
‫لكن ما طرأ اليوم حول "الجاهة" إلى احتفالية ضخمة تتقاطر فيها عشرات المركبات‬
‫والسيارات المزينة ألخذ العروس والذهاب بها إلى قاعة حفل الزفاف مباشرة‪ ،‬وفي الكثير من‬
‫األحيان تكون غرفة العروس في نفس مكان الزفاف فال يأتي إال والدها وعريسها الصطحابها‪.‬‬

‫من الساحة إلى الصالة‬

‫اعتاد األردنيون قديما ً على إقامة أفراحهم في الساحات والحارات‪ ،‬وال زال البعض حتى يومنا‬
‫هذا متمسكا ً بهذه العادة القديمة التي تجعل من زفاف أي شباب فرصة مواتية للفرح على مدار‬
‫‪ 3‬أيام متتالية لكن األمر اليوم مختلف تماما ً إذ تحول كثير من المقبلين على الزواج إلى‬
‫استئجار قاعات الفنادق أو الصاالت لهذا الغرض متجاهلين التكلفة المترتبة على ذلك حتى وإن‬
‫كانت باهظة وبها مغاالة وتبذير ويرى بعض المقبلين على الزواج في المقابل أن كثيرا ً من‬
‫الموروثات االجتماعية المتعلقة بالزواج مكلفة ومرهقة ماديا ً وسلبية مثل مأدبة الغداء الكبيرة‬
‫أو النقود التي يتم توزيعها على العروسين وغيرها‪.‬‬

‫وقديما ً كان حفل العرس يمتد على مدار ثالثة أيام متتالية ما بين "قراءة فاتحة"‪ ،‬وليلة الحنة‪،‬‬
‫وسهرة الشباب والزفة وغيرها من التقاليد المرهقة والمكلفة وتختلف طرق التعبير عن الفرحة‬
‫ووسائل الترفيه في حفل الزفاف ما بين الدبكة و"الدحية "للرجال‪ ،‬أو إطالق الزغاريد وإنشاد‬
‫األغاني للنساء‪.‬‬
‫ومن ضمن الموروثات االجتماعية السيئة والمرتبطة بأعراس األردنيين عادة إطالق األعيرة‬
‫النارية‬
‫ابتهاجا ً بالعروسين‪ ،‬والتي تذهب فيها أرواح الكثيرين سنوياً‪.‬‬
‫أما اليوم‪ ،‬فإن األمر أكثر أمانا ً وترفيها ً مع توفر التكنولوجيا‪ ،‬حيث تتحول الفرحة العادية إلى‬
‫فرحة‬
‫وتسلية ديجيتال ما بين تصوير الفيديو كليب اإلضاءة‪ ،‬األلعاب النارية والفقرات الفنية‪.‬‬
‫الزفاف‪ ..‬يوم الجمعة‬
‫والجمعة بالطبع هو اليوم المفضل لزفاف الكثير من األردنيين لما له من دالالت دينية‬
‫واجتماعية‬
‫ويرتبط زفاف يوم الجمعة بالكثير من طقوس االستعدادات ومنها‪ :‬زفة العريس حمام العريس‬
‫"الفاردة"‪،‬‬
‫والغداء‪.‬‬

‫وال ينتهي األمر في الزفاف األردني عند التقاء العروسين‪ ،‬بل هناك عادات كثيرة تأتي في‬
‫األيام التي تلي حفل الزفاف مثل "الصباحية" و"العزائم"‪ ،‬وغيرها وقد أخذت تختفي تدريجيا ً‬
‫لتحل محلها تقاليد جديدة أكثر قربا ً من التقاليد الغربية مثل الزفاف في أي يوم من أيام‬
‫األسبوع‪ ،‬استئجار غرفة في فندق فخم لـ " ليلة الدخلة"‪ ،‬استبدال الغداء بـ" بوفيه عشاء‬
‫مفتوح"‪ ،‬وقضاء أسبوع أو أكثر كإجازة زواج أو شهر عسل‬
‫‪Honeymoon‬كما يطلقون عليه في البالد األجنبية‪.‬‬
‫اختيار شريكة الحياة‬
‫ان عم لية الزواج تبدأ عندما يفكر الشاب في االرتباط بإحدى الفتيات وتتم عملية اختيار هذه‬
‫الفتاة بطرق مختلفة تقليدية‪ ،‬وتكون إما عن طريق األهل الذين يقومون بسؤال األقارب‬
‫والمعارف‪ ،‬أو بأي‬
‫طريقة أخرى‪.‬‬
‫اتفاق العائلتين‬

‫و بعد موافقة كال الطرفين تتوجه (جاهة) العريس – وهي مكونة من كبار أقاربه من الرجال‬
‫إلى بيت العروس الذي يوجد فيه كبار عائلتها أو وجهاء ممن اختارهم أهل الفتاة ليكونوا في‬
‫انتظار جاهة الشاب التي تقوم بطلب الفتاة بشكل رسمي‪ ،‬ويتم خالل هذه الجلسة االتفاق على‬
‫موعد كتب الكتاب (عقد الزواج وتحديد موعد حفلة الخطوبة‪ ،‬وحفلة الزواج التي تكون عادة‬
‫بعد سنة من حفلة الخطوبة‬
‫كما يتم تحديد المهر وتوابعه مما يتفق عليه الطرفان‪.‬‬
‫الفحص الطبي قبل الزواج‬
‫أقر في األردن حديثا قانون يفرض على أي اثنين يرغبان بالزواج أن يقوما بإجراء فحص‬
‫طب ي في أحد المراكز الطبية لمعرفة مدى التطابق الجيني بين هذين الشخصين وخلوهما من‬
‫أمراض جينية قد ينتج عنها نتائج سلبية على األطفال في حال ارتباطهما‪ .‬ويجبر هذا القانون‬
‫المأذون الذي يعقد الزواج أن يتأكد من وجود نتيجة هذا الفحص الطبي ومنحه حق رفض عقد‬
‫الزواج إذا ك انت النتيجة سلبية أو إذا لم تكن نتيجة الفحص موجودة‪ .‬و في حال التأكد من‬
‫نتيجة الفحص الطبي اإليجابية يتم كتب كتاب العروسين حسب الموعد المحدد بين الطرفين‬
‫بحضور المأذون وأثنين من الشهود وأهل العروسين‪ ،‬ويتم ‪ .‬هذا العقد الخطوبة أو يوم قبلها‬
‫بأيام قليلة‪ ،‬ويُدعى لحفلة الخطوبة أقارب ومعارف العروسين‪ ،‬وتُقام هذه الحفلة عادة في بيت‬
‫كتب الكتاب‬
‫العروس أو في صالة لألفراح‪.‬‬
‫فترة الخطوبة‬

‫يقوم العريس في هذه الفترة بتجهيز بيت الزوجية بما يحتاجه بمتابعة مباشرة من العروس‬
‫وتقوم العروس بتجهيز نفسها وشراء كل ما تحتاجه لهذه الحياة الجديدة‪ .‬وبعد ذلك يقوم‬
‫العروسان مع أهلهما بتحديد مكان إقامة حفل الزواج‪ ،‬والذي يكون عادة في صاالت خاصة‬
‫باألفراح أو في أحد الفنادق ويساعد األهل العروسين في توجيه الدعوات الخاصة بحفل‬
‫الزفاف إما بطريقة شفوية أو ببطاقات الدعوة‪.‬‬

‫سهرة الشباب وليلة الحناء‬


‫إن من العادات األردنية إقامة كال العريسين حفالً خاصا ً به قبل ليلة الزفاف بيوم فيدعو كل من‬
‫العروسين أصدقاءه وأقاربه‪ ،‬وتكون حفلة الشباب في بيت والد العريس وتسمى "سهرة‬
‫الشباب"‪ ،‬وتكون الحفلة الخاصة بالعروس في بيت والدها وتسمى "حفلة" الوداع" أو حفلة ليلة‬
‫الحناء والتي كانت سابقا ً حفلة تحني بها العروس يديها بحضور قريباتها وصديقاتها إال أن هذه‬
‫العادة اندثرت في أيامنا هذه‪.‬‬
‫حفل الزفاف‬
‫في يوم الزفاف يقوم العريس بتجهيز سيارة الزفاف وتزيينها بالورود ويقيم أهل العريس وليمة‬
‫غداء للمدعوين لحفل الزواج ظهر هذا اليوم‪ ،‬ومن ثم يقوم مجموعة من الشباب بزف العريس‬
‫ببعض األغاني الفلوكلورية الخاصة بهذا التقليد‪.‬‬
‫وبعد االنتهاء من ذلك يخرج المدعوون بسياراتهم في موكب تتقدمه السيارة المزينة التي‬
‫جهزها العريس ويذهبون إلى بيت العروس الصطحابها إلى صالة أو قاعة االحتفال‪ ،‬وعند‬
‫وصولهم إلى موقع أو مكان القاعة يُزف العروسان إلى القاعة بأغان تقليدية ويرتدي العريس‬
‫في هذه المناسبة بذلة وسيمة وترتدي العروس فستانا ً أبيض‪ ،‬وبعدها يتم االحتفال ويقوم أهل‬
‫العروسين بإيصالهما إلى منزلهما أو إلى‬
‫أحد الفنادق‬
‫شهر العسل‬
‫وفي اليوم التالي تقوم والدة العريس بزيارة العروسين وتحضر معها طعام اإلفطار‪ ،‬وفي ليلة‬
‫هذا اليوم يقوم أهل العروس بزيارة ابنتهم وهم يحملون الحلوى ‪.‬‬
‫التغير االجتماعي‬

‫التغير االجتماعي ظاهرة عامة‪ ،‬وضرورة حياتية تستطيع البشرية بها التكيف مع واقعها‬
‫والمحافظة على بقائها وتطورها‪ ،‬مما يحقق لها التوازن واالستقرار في مكوناتها وأنشطتها‪،‬‬
‫ويمكنها من مواجهة متطلبات أفرادها واحتياجاتهم المتجددة والمتعددة‪ .‬إن سمة التغير هي من‬
‫أهم الس مات التي رافقت المجتمعات البشرية منذ وجودها‪ ،‬حيث تحولت من مجتمعات بدائية‬
‫بسيطة تعتمد على الصيد وجمع الثمار إلى الرعي ثم الزراعة‪ ،‬ثم الصناعة وقد يحدث التغير‬
‫االجتماعي بفعل التغير في البيئة الطبيعية كالتغيرات في مساحة الدولة أو شكلها أو تربتها أو‬
‫مواردها الط بيعية‪ ،‬وهذه التغيرات تؤثر في حجم السكان واستثمارهم للموارد أو هجرتهم‬
‫الداخلية أو الخارجية والتغير ضرورة حيوية للمجتمعات البشرية فهو سبيل بقائها ونموها‪،‬‬
‫فبالتغيير تتهيأ المجتمعات للتكيف مع واقعها الجديد‪ ،‬وبالتغيير يتحقق التوازن واالستقرار في‬
‫أبنيتها وأنشط تها‪ ،‬وعن طريق التغيير تواجه الجماعات متطلبات أفرادها واحتياجاتهم‬
‫المتجددة‪ ،‬والتغيير االجتماعي يدل على العملية التي تحدث من خاللها تغييرات جوهرية في‬
‫البناء االجتماعي والمهام الخاصة باألجهزة االجتماعية‪ ،‬ويقصد بالبناء االجتماعي تلك‬
‫التغييرات التي تحدث في أنما ط التفاعل بين األفراد والعالقات االجتماعية بينهم والتي تحكمها‬
‫المعايير االجتماعية من ناحية‪ ،‬ونظام الثواب والعقاب من ناحية أخرى‪ .‬أما التغيير في المهام‬
‫الخاصة باألجهزة االجتماعية فهي تلك التغييرات الخاصة بوظائف العناصر‬
‫المكونة لهذه األجهزة مثل األسرة والتعلي م والصحة والمؤسسات السياسية واالقتصادية‬
‫والقانونية واالعالمية وعليه فالتغيير االجتماعي هو ذلك التحول الذي يقع في البناء االجتماعي‬
‫من حيث القيم‬
‫والمعايير واإلنتاج الثقافي المعنوي والمادي‬
‫وبخصوص التغييرات االجتماعية التي شهدها األردن‪ ،‬خالل العقدين األخيرين‪ ،‬فهي تتصل‬
‫بمالمح البناء االجتماعي األردني‪ ،‬وبالنظام القيمي السائد كنتيجة للتغييرات الكبرى في‬
‫الجوانب االقتصادية والتكنولوجية والسياسية العالمية‪ ،‬وما رافقها من تبدل وتغيير في البنى‬
‫االجتماعية‪ ،‬إضافة إلى نزوح آالف النازحين إلى األردن بسبب الحروب‪ ،‬مما أحدث تغييرا ً‬
‫في البنى االجتماعية وبالرغم من كون المجتمع األردني مجتمعا ً محافظا ً بشكل عام‪ ،‬إال أن هذه‬
‫التغييرات – وخصوصا ً – المتصلة بالعولمة‪ ،‬وثورة تكنولوجيا‬
‫المعلومات واالتصاالت أدت إلى إحداث صدامات في أسس النسيج االجتماعي األردني‪ ،‬والتي‬
‫بدورها تقف‬
‫وراء الكثير من المشاكل االجتماعية السائدة اليوم‬
‫وقد شهدت األسرة األردنية – فيما يخص النظام األسري – في العقدين األخيرين فقدانا ً‬
‫لوظائفها التقليدية‪ ،‬كما أخذت األسرة بالتحول من أسرة ممتدة إلى أسرة نووية بفعل عوامل‬
‫التحضر والتعليم‬
‫والهجرة‪ ،‬وتنوع النشاط االقتصادي‪ ،‬كما أثرت هذه العوامل في ارتباط األسرة بالحماية‬
‫االجتماعية (األقارب‪،‬‬
‫والعشيرة والعائلة)‪ ،‬وعلى التوزيع السكاني داخل المملكة‪.‬‬
‫وشهد األردن منذ تأسيس الدولة حتى اآلن العديد من عمليات التغير في الواقع‬
‫السكاني من حيث تضاعف عدد السكان نتيجة الزيادة الطبيعية والهجرات الوافدة‬
‫وشهد تغيرات في مجال التوزيع السكاني‪ ،‬فبعد تأسيس الدولة األردنية أخذت‬
‫تظهر مراكز حضرية تتوافر فيها فرص عمل ومشاريع خدمات بشكل جعل منها مراكز‬
‫استقطاب لجماعات كبيرة من أبناء القرى والبادية وأدى هذا إلى إحداث كثافة سكانية في بعض‬
‫المناطق‬
‫وتخلخل سكاني في مناطق أخرى‪.‬‬
‫وتعد الخدمات التعليمية في األردن مظهرا ً من مظاهر التغير الذي شهده األردن خالل العقود‬
‫القليلة الماضية‪ ،‬وخاصة عقدي السبعينيات والثمانينيات فقد أصبحت الخدمات التعليمية في‬
‫متناول‬
‫الجميع‪ ،‬ويشهد األردن اآلن نهضة علمية واسعة في إنشاء الجامعات الحكومية واألهلية في‬
‫مختلف المدن‬
‫األردنية‪ ،‬إذ وصل تعداد الجامعات األردنية إلى (‪ )21‬جامعة‪ ،‬وبالتالي فإننا نالحظ قفزة نوعية‬
‫وكمية في‬

‫التعليم العالي في األردن‪.‬‬

‫ومن مظاهر التغير االجتماعي أيضا ً التحوالت في النظام القيمي السائد فعلى الرغم من‬
‫محافظة المجتمع األردني على قيمه المتوارثة‪ ،‬إال أنه نتيجة للتحوالت والتغيرات العامة التي‬
‫أصابت المجتمع‪ ،‬حدث تغير واضح على النظام القيمي ومثال ذلك‪ :‬النظرة إلى تعليم المرأة‬
‫وعملها‪ ،‬واإلنجاب واألسس التي تحكم العالقات االجتماعية‪ ،‬وبشكل خاص في المناطق‬
‫المدنية ‪،‬والمتحضرة‪ ،‬وموضوع ‪،‬االختالط‪ ،‬واختالف المعايير‬
‫التي تحكم السلوك‪.‬‬
‫ومن مظاهر التغير في المجال االقتصادي أن شهد األردن تطورا ً اقتصاديا ً عالياً‪ ،‬وقد تجلى‬
‫ذلك في القفزة الهائلة في إنشاء المشاريع الصناعية‪ ،‬والنمو السريع في القوى العاملة واالهتمام‬
‫المتزايد بالتجارة‬
‫الداخلية والخ ارجية‪ ،‬الذي لوحظ زيادة حجمه في اآلونة األخيرة بفضل التسهيالت الضرورية‬
‫المتوافرة‪ ،‬ونمو‬

‫األسواق التجارية باإلضافة إلى النمو السريع في حجم السكان‪ ،‬وخاصة سكان المدن‪ .‬وعلى‬
‫الرغم من وجود هذه اإليجابيات فقد كان هنالك بعض السلبيات التي انعكست عن عملية‬
‫التغير‪ ،‬حيث أن الهجرة المتزايدة من الريف إلى المدن قد أحدثت عواقب اقتصادية واجتماعية‬
‫كارتفاع‬
‫األسعار في المدن‪ ،‬وظهور مشكالت اإلسكان والمواصالت‪ ،‬وزيادة األحياء المختلفة عددا ً‬
‫وسكاناً‪ ،‬وما تجلب‬
‫هذه اإلحياء من أزمات اجتماعية وأخالقية لسكان المدن وتردي الخدمات االجتماعية والثقافية‬
‫والصحية‬
‫في المدن‪ ،‬وتقل قابليتها في تأدية أعمالها وواجباتها نتيجة زيادة الطلب الكثيف عليها‪ ،‬وعدم‬
‫مقدرتها على‬
‫المجاراة‪.‬‬
‫تغير القيم االجتماعية في األردن‬

‫يرجع خبراء في علم االجتماع والشريعة أسباب تغير القيم االجتماعية وغياب العادات والتقاليد‬

‫مؤخرا إلى عوامل عدة أبرزها العامل االقتصادي والذي دفع البعض إلى التخلي عن العادات‬
‫والتقاليد‬
‫والمبادئ االجتماعية والتي تعد الهيكل االجتماعي ألي مجتمع ‪.‬‬
‫وأخذت معالم هذا التغير االجتماعي تطفو بشكل سريع على حياتنا االجتماعية مؤخرا تاركة‬
‫خلفهـا‬
‫شوائب وتراكمات سلبية لم يألفها المواطن األردني من قبل‪.‬‬
‫وهذا ما اكده العديد من المواطنين ممن استهجنوا بروز العديد من المظاهر االجتماعية التي‬
‫أصبحت تنخر في الهيكل االجتماعي مؤخرا ومنها ازدياد نسبة الجريمة وتنوعها بطرق اكثر‬
‫وحشية وبعيدا ً‬
‫عن االنسانية‪.‬‬
‫ومن جهة اخرى يتخوف العديد من المواطنين من تفشي ظاهرة االطفال اللقطاء التي اصبحت‬
‫في ازدياد يوما بعد يوم مؤكدين ان وجود هذه الظاهرة بحد ذاته يعتبر بمثابة الكارثة والتي من‬
‫شأنها هدم ودعا آخرون إلى الوقوف عند كل ظاهرة على حدة وعمل دراسات اجتماعية من‬
‫قبل المتخصصين‬

‫البناء االجتماعي وتفكيك مرتكزاته وقيمه ‪.‬‬


‫وذلك بتحديد االسباب الحقيقية التي تقف وراء كل ظاهرة والعمل على حلها او الحد من‬
‫انتشارها ‪.‬‬
‫صراع في القيم‬
‫تتخذ القيم أبعادا ً جمالية وسياسية واجتماعية وثقافية ودينية وفلسفية وعلى اإلنسان الذي هو‬
‫جزء من المجتمع التمسك بالقيم الفضلى وااللتزام باألخالق السامية والبعد عن القيم المشيئة‬
‫والمنبوذة‬
‫والمنافية الخالق المجتمع ‪.‬‬
‫ألن القيم واألخالق تعد أهم مرتكزات عملية التفاعل االجتماعي‪ ،‬وعنصرا ً رئيسيا ً في تشكيل‬
‫ثقافة‬
‫أي مجتمع في كل زمان ومكان‪ ،‬فال حضارة وال تقدم وال نمو وال ازدهار دون أخالق وقيم‬
‫رفيعة وسامية‪.‬‬
‫ولذلك نجد أنه مع كل تغيير في التركيب البنائي للمجتمع البد أن تتغير القيم والمثل والغايات‬
‫واألخالق‬
‫والسلوكيات لتواكب التركيب البنائي الجديد للمجتمع‪ ،‬وينشأ صراع قيمي بين القيم الجديدة أو‬
‫المستهدفة‬
‫من التغيير والقيم السائدة بالفعل في المجتمع ‪.‬‬
‫وهذا ما بدأنا نلمسة ونراه على ارض الواقع حتى ان المتمسك بالقيم االخالقية والجمالية أصبح‬
‫كالماسك على الجمرة‪ ،‬فأنهارت واندثرت بعض القيم التي كان االنسان حريصا ً على عدم‬
‫تجاوزها واصبح النفاق والكذب والتضليل والخداع هو المسيطر على الموقف‪ ،‬ومن يتسلح‬
‫بغير ذلك في ظل تفشي قيم " امشي الحيط الحيط وقول يا رب الستر"‪ ،‬وهذا ادى إلى سيطرة‬
‫االزدواجية على شخصية الفرد‪ ،‬وعندما تتحول الشخصية إلى شخصية مزدوجة فهذا حتما‬
‫سيؤدي إلى تفشي قيم جديدة ولعل من أهمها الظلم وعدم الرحمة واالطاحة بالمبدعين والتسلح‬
‫بالشلل والفاسدين واالدارات الهزيلة وبذلك سيتفشي الفساد االداري والمالي ويؤدي إلى التخلف‬
‫وانهيار الثروات ألن الفرد في المجتمع اصبح يطارد رغباته واحتياجاته‬
‫ومصالحه وبالتالي فإن القيم بالنسبة إليه اصبحت انتقائية وليست اجبارية ‪.‬‬
‫وقد بدأت تنتشر ثقافة االستهانة في المجتمع مما ادى إلى معاناة المجتمع األردني بجميع‬
‫شرائحه‬
‫من السلوكيات الناجمة عن هذه الثقافة وهي االستهانة بكل شيء حتى بأرواح المواطنين‪ ،‬وهي‬
‫تعد أخطر‬
‫معوقات التقدم حيث يصاحبها عدم الحرص على سالمة المواطن مشيرا ً إلى ان عدد حوادث‬
‫السير التي‬
‫وقعت خالل عشر سنوات الماضية في األردن تسببت في (‪ )7431‬حالة وفاة من عام (‪1997‬‬
‫ولغاية ‪،)2006‬‬
‫وقدرت الخسائر المادية جراء ارتكابها بنحو مليار و ‪ 700‬مليون دينار‪ ،‬وفي عام (‪)2007‬‬
‫تسببت في وفاة أكثر‬
‫من (‪ )990‬شخصا ً وجرح أكثر من (‪ )17900‬شخص مما يجعل من حوادث السير عدوا ً‬
‫حقيقيا ً للتنمية‬
‫المستدامة كما أنها تستنزف االمكانات وتختطف االنسان وتحرمه من المشاركة في عملية‬
‫البناء والنماء‪.‬‬
‫السلوك الحضاري في المجتمع المدني األردني‬
‫قبل البدء بالحديث عن السلوك المدني‪ ،‬ال بد من اإلشارة إلى طبيعة المجتمع المدني األردني‬
‫وتكوينه‪ ،‬وتحليل تاريخية هذا المجتمع وتوسطه ما بين المجتمع األهلي التقليدي‪ ،‬والدولة أو‬
‫المجتمع‬
‫السياسي‪.‬‬
‫عرف المجتمع المدني بأنه مجموع التنظيمات والهيئات الخاصة المستقلة عن‬
‫يُ َّ‬
‫الدولة‪ ،‬ويمتلك ديناميكيته الذاتية للتوسط بين المواطن والمجتمع السياسي‪ ،‬وما بين الفرد‬
‫والمجتمع الوطني‪ ،‬وهو حصن المواطن العادي من تقلبات السلطة وما يمنح الشرعية‬
‫للمعارضة‬

‫الوطنية العاملة في نطاق القانون العام والنظام‪ ،‬دون الوقوع بالثنائية الضدية مجتمع مدني دولة‬
‫حرية سيطرة‪.‬‬
‫ويتميز المجتمع المدني بهيئاته ومنظماته التطوعية؛ بأنه الناظم لتطلعات ومبادرات األفراد‬
‫ّ‬
‫ومؤطر التكامل والتفاعل‬ ‫والجماعات‪ ،‬وهو ساحة التنافس وتضارب المصالح بين الطبقات‪،‬‬
‫بين الجماعات‬
‫المنظمة‪ ،‬وطالئع العمل االجتماعي والسياسي وتحقيق هيمنة أيديولوجية للثقافة تتوسط ما بين‬
‫ثقافة‬
‫الطبقة السائدة والطبقات المعارضة‪ ،‬وتحويل الصراع السياسي إلى تنافس واحتواء أهدافه‬
‫الجذرية التي‬
‫يمكن أن تتحلل من الضوابط والمعايير الديمقراطية وتهدد السلم األهلي‪ ،‬ولذلك فإن أهم‬
‫خصائصه ضبط‬
‫مستوى الصراع وتحويله إلى تنافس على السلطة التنفيذية والتشريعية وتداولها من دون المس‬
‫بهيبة‬
‫الدولة أو حقيقته‪.‬‬
‫تحديات تواجه األردن‬

‫يواجه ا ألردن تحديات سياسية واقتصادية وأمنية واجتماعية كلها تستحق التحليل لتحديد‬
‫الخيارات المتاحة لمواجهة كل منها‪ ،‬وهذه وقفة أمام عناوين تلك التحديات‪ .‬هناك تحديات‬
‫اقتصادية بعضها مزمن مثل عجز الموازنة والمديونية‪ ،‬وشدة التأثر بعوامل خارجية ال تخضع‬
‫للسيطرة‪ ،‬وبعضها اآل خر طارئ مثل تراجع المنح الخارجية‪ ،‬وارتفاع كلفة فاتورة النفط‪.‬‬
‫وهناك تحديات اجتماعية مثل انخفاض معدل الدخل‪ ،‬وسوء توزيع الثروة‪ ،‬واتساع جيوب الفقر‬
‫وارتفاع معدل البطالة‪ ،‬وأخيرا ً وليس آخرا الموقف االجتماعي المتساهل تجاه الفساد‪ .‬في‬
‫الناحية األمنية هناك حالة عدم االستقرار في المنطقة‪ ،‬وخاصة في العراق وفلسطين وخطر‬
‫اإلرهاب‪ ،‬ووجود جماعات تناصب األردن العداء‪ ،‬وتضمر له السوء‪ ،‬وتجد من يدعمها‬
‫ويحتضنها‪ ،‬وربما‬
‫كان لها امتدادات داخلية‬
‫اما التحديات السياسية فتشمل االصالح السياسي والديمقراطي وما يتصل بهما من ضغوط‬
‫خارجية‬
‫وداخلية بهذا االتجاه او بعكسه وارتباط معظم الحركات والتنظيمات السياسية بالخارج‪ ،‬والبنية‬
‫السكانية‬

‫التي تشجع على االستقطاب وتسهل االختراق‪.‬‬

‫اما من الناحية االستراتيجية فان األردن دولة صغيرة ذات موارد طبيعية محدودة‪ ،‬محاطة بعدة‬
‫دول كلها اكبر واقوى واغنى ولدى بعضها اجندات تستوجب الحذر‪ ،‬اخطرها مؤامرة الوطن‬
‫البديل‪.‬‬
‫تعداد هذه التحديات ال يعني ان األردن دولة هشة معرضة لألخطار او ال تملك وسائل الصمود‬
‫بل على العكس من ذلك فان صمود األردن واضح‪ ،‬بل ان كثيرين يعتبرون نظامه واحدا ً من‬
‫اقوى األنظمة‬
‫العربية أمنا ً واستقرارا ً وكفاءة‪.‬‬
‫وقوة األردن تنشأ من اجماع مواطنيه حول مبادىء االستقالل‪ ،‬واألمن واالستقرار وعالقات‬
‫األردن القوية عربيا ً ودولياً‪ ،‬وقدرة القيادة األردنية على التحرك السريع وإدارة األزمات‪.‬‬
‫التحذيرات التي يطلقها البعض من مخاطر هذه التحديات وتداعياتها يجب ان تؤخذ بجدية واذا‬
‫كانت المبالغة في الخوف مؤذية‪ ،‬فان المبالغة في االطمئنان ال تقل أذى‪ .‬هذه التحديات التي‬
‫تواجه األردن تصلح كفهرس لكتاب يتناول كل واحدة من هذه التحديات بالتحليل‪ ،‬على أن‬
‫يرافق ذلك تناول عناصر القوة في المجتمع األردني التي تجعل التغلب على هذه‬
‫التحديات وتحويل بعضها إلى مزايا أمرا ً ممكنا ً ‪.‬‬
‫األسرة األردنية مفهومها‪ ،‬وأنواعها‪ ،‬ووظائفها‬

‫عرف المجتمع األردني نوعين من األسرة‪ .‬وهما األسرة الممتدة كبيرة الحجم واألسرة النووية‬
‫صغيرة الحجم‪ ،‬وهناك تحول مستمر في نمط األسرة الممتدة إلى نمط األسرة النووية نتيجة‬
‫لعدة عوامل م نها‪ :‬الهجرة‪ ،‬والتعليم‪ ،‬وتنوع أشكال النشاط االقتصادي‪ .‬فالهجرة من الريف إلى‬
‫المدينة‪ ،‬وحتى الهجرة إلى الخارج‪ ،‬و زيادة اإلقبال على التعليم بالنسبة للذكور واإلناث عمل‬
‫على شق طريقهم بعيدا ً عن عمل األسرة في المجال الزراعي‪ ،‬فاستقلوا عن أسرهم الممتدة‬
‫وكونوا أسرا ً ن ووية مستقلة‪ ،‬أضف إلى ذلك عاملي التحضر‪ .‬والتنوع في أشكال النشاطات‬
‫االقتصادية التي فتحت المجال أمام األفراد للحراك االجتماعي‪ ،‬وعدم االعتماد على أسرهم‬
‫الممتدة لتلبية حاجاتهم األساسية‪ .‬ظهر تحول سريع في األسرة األردنية من النمط الممتد إلى‬
‫النمط النووي البسيط بالروابط العائلية‬
‫والعشائرية والقبلية في المجاالت االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬وحتى السياسية‪ ،‬أما فيما يتعلق‬
‫بالعالقات‬
‫االجتماعية بين أفراد األسرة األردنية فقد أصبحت سلطة األب على أعضاء أسرته وعلى‬
‫الزوجة تتجه نحو‬
‫الديمقراطية‪ ،‬وأصبح األبناء يتمتعون بشيء من االستقاللية والحرية في مناقشة بعض األمور‬
‫العائلية‬
‫واالجتماعية مثل الزواج‬
‫ويمكن القول إن وظائف األسرة األردنية التقليدية اشتملت على كافة جوانب الحياة‪ ،‬ومن أهم‬
‫الوظائف التي تقوم بها ‪:‬‬
‫‪ 1‬التربية والتنشئة االجتماعية‪ :‬كانت األسرة األردنية التقليدية تتحمل‬
‫المسؤولية األولى في تعليم أفرادها منذ الطفولة كيف يتكيفون مع قواعد الحياة‬
‫االجتماعية واالندماج بها من خالل تعليمهم قيما ً ومعتقدات وعادات وتقاليد المجتمع الذي‬
‫يعيشون فيه نظرا ً ألهميتها في صقل شخصيتهم‪ .‬وقد كانت األم هي التي تتحمل المسؤولية‬
‫األولى في‬
‫تربية األطفال‪.‬‬
‫وفيما يتعلق بالجانب الصحي كانت األمهات يتبعن وسائل بدائية للحفاظ على صحة الطفل‪ ،‬أو‬
‫كما تسمى بالطب الشعبي الذي يعتمد في بعض األحيان على مستحضرات نباتية وحيوانية‪،‬‬
‫وفي أحيان‬
‫أخرى على طقوس سحرية‪.‬‬
‫وأما فيما يتعلق بعملية التنشئة االجتماعية فقد كانت القيمة األساسية التي تحاول األسرة‬
‫األردنية‬
‫التقليدية غرسها في نفوس أطفالها تتمثل في قيم احترام الوالدين وطاعتهم‪ ،‬واحترام كبار السن‪،‬‬
‫إضافة لقيم‬
‫أخرى في المجتمع مثل التسامح والمروءة‪ ،‬الكرم والشجاعة‬
‫‪ 2‬الوظيفة الدينية وتتمثل في قيام األبوين وكبار السن في األسرة بتعليم األطفال بعض مبادئ‬
‫الدين المرتبطة بالعادات االجتماعية الحسنة‪ ،‬مثل قيم المحبة والتسامح والصدق واألمانة‪.‬‬
‫‪ 3‬الحماية حيث كان يتوجب على كل أسرة أو عشيرة حماية أفرادها من أي اعتداءات تقع‬
‫عليهم في الجوانب المادية والمعنوية‬
‫‪ 4‬اإلعداد المهني‪ :‬حيث كان يتوجب على كل أسرة تدريب أفرادها مهنيا ً وإعدادهم لألدوار‬
‫التي‬
‫ينتظرها المجتمع منهم مستقبالً‬
‫‪ 5‬القضاء وفض النزاعات بين المتخاصمين طبقا ً لألعراف السائدة وغالبا ً ما كان يضطلع بهذه‬
‫المهمة اآلباء وكبار السن وزعماء العشائر والعائالت واألسرة‪.‬‬
‫أمن األسرة األردنية واستقرارها‬
‫شهد المجتمع األردني تغيرات سريعة ومتالحقة في فترة ما بعد منتصف القرن العشرين‪،‬‬
‫وذلك نتيجة عوامل وأحداث وظروف سياسية واجتماعية واقتصادية وتكنولوجية‪ .‬ومن أهم‬
‫مظاهر هذا التغير‬
‫ذلك الذي حدث في بنية األسرة ووظائفها مما ترك أثارا ً عميقة في مؤسسات المجتمع كلها‪.‬‬
‫ويمكن مالحظة بعض مظاهر هذا التغير من خالل المقارنة بين النظام التقليدي والنظام‬
‫األسري‬
‫الحديث وانعكاساته على مجمل أوضاع األسرة‪ ،‬وخاصة أوضاع الطفل ويأتي على رأس هذه‬
‫التغيرات تحول‬
‫األسرة من أسرة ممتدة إلى أسرة صغيرة‪.‬‬
‫واألسرة التقليدية هي المكونة من األب واألم وأبنائها وبناتهم غير المتزوجين وأوالدهم‬
‫المتزوجين وعائلتهم باإلضافة إلى بناتهم المطلقات وتتسم هذه األسرة بكبر حجمها وعدد‬
‫أفرادها وهذا مهم إلنجاز العمل‪ ،‬فكلما كبرت األسرة استطاعت أن تحلق إنتاجا ً أكبر وبالتالي‬
‫توفر حياة أفضل ألعضائها‪ ،‬ومن الناحية الس ياسية فإن كثرة عدد أفراد األسرة‪ ،‬تشكل دعامة‬
‫أساسية للقوة الدفاعية للعائلة وأما من الناحية الدينية فإن أهمية اإلنجاب مرتبطة بقيمة دينية‬
‫تتمثل في قول الرسول صلى هللا عليه وسلم "تناكحوا تكاثروا فإني مباه األمم بكم يوم القيامة‪.‬‬
‫واألسرة الممتدة تشكل وحدة اجتماع ية سياسية واقتصادية حيث أن السلطة األبوية تشكل‬
‫األساس للعائلة التقليدية‪ ،‬فاألب هو المسؤول أوالً وأخيرا ً عن القرارات المصيرية األعضاء‬
‫أسرته‪ .‬وتتسم العائلة الممتدة بالتضامن االجتماعي واالقتصادي والسياسي والسمة البارزة لتلك‬
‫العائلة هي العصبية القبلية حيث يقال " انصر أخاك ظالما أو مظلوما‪ .‬وتقوم األسرة التقليدية‬
‫بتربية أطفالها على الطاعة لألب‪ ،‬فتعمل على توجيه األطفال وإرشادهم في السنين األولى من‬
‫أعمارهم في آداب السلوك مما يعطي الطفل مساحة من الحرية‪ ،‬فهو يأكل وينام ويلعب متى‬
‫شاء تحت مراقبة الكبار‪ ،‬وتتم عملية تدريب األبناء على مهن اآلباء وتدريب البنات على مهام‬
‫األمهات وبذلك تصبح األدوار التي يمارسها‬
‫الفرد في مراحل حياته واضحة دون التباس أو تعقيد وكلما تقدم الطفل في العمر فإنه يتعرض‬
‫للضبط‬
‫االجتماعي من قبل جميع أفراد األسرة بهدف تقويم سلوكه وهنالك جزاءات توقع على االبن‬
‫المخالف‬
‫لتعاليم األب وبذلك فإن األطفال في سن المراهقة يتحملون مسؤوليات الكبار بما فيها مسؤولية‬
‫الزواج‪.‬‬
‫لقد أدت عدة عوامل وظروف اقتصادية وسياسية واجتماعية إلى تغيرات عميقة في‬
‫بنية األسرة ووظائفها‪ ،‬فقد أخذت بنية العائلة الممتدة تنهار أمام قيام المدن وتوسعها‬
‫مما هيأ الفرص لألبناء لالبتعاد عن أسرهم بهدف االستقالل المادي‪ .‬كذلك التعليم‬
‫الذي انتشر في ربوع األردن أخذ يدخل مفاهيم واتجاهات حديثة عند الذكر واألنثى‬
‫مما أظهر تعارضا ً في القيم والممارسات التقليدية وأيضا ً وسائل االتصال بدأت تعرض أساليب‬
‫وممارسات‬

‫واتجاهات جديدة على المجتمع‪ .‬كما أن الدولة أخذت تبسط سلطاتها وتقدم خدمات اقتصادية‬
‫وصحية وتعليمية‪ ،‬وتقدم مساعدات اجتماعية ومادية بهدف دمج المواطن وربطه بها‪ .‬كل هذه‬
‫العوامل مجتمعة أفرزت ت حوالت في مؤسسة األسرة‪ ،‬فإن األسرة الممتدة بدأت تتراجع خاصة‬
‫في المناطق الحضرية‪ ،‬وظهرت األسرة الصغيرة (النووية) المكونة من األب واألم وأبنائهم‬
‫غير المتزوجين‪ ،‬فعند زواج أحد األبناء فإنه يترك األسرة ويقيم في منزل منفصل‪ .‬ولقد‬
‫صاحب هذا التغير في بنية األسرة تغير في وظائفها‪ ،‬فمسؤولية األسرة الممتدة كانت شاملة‬
‫بحيث كانت ترعى الفرد من الوالدة إلى الممات تنشئه وتزوجه وتعيله وترعاه في شيخوخته‪.‬‬
‫أما األسرة الصغيرة فبالرغم من احتفاظها ببعض الوظائف التقليدية إال أن العديد من الوظائف‬
‫انتقلت إلى مؤسسات أخرى في المجتمع مما أ دى إلى ظهور مشكالت اجتماعية مما يعرض‬
‫أمن األسرة ورفاهيتها للضرر والمشكالت االجتماعية في األسرة الصغيرة مرتبطة إلى حد‬
‫كبير بمستوى التعليم لألب واألم‪ ،‬غير أن األسرة المعاصرة بشكل عام تشعر بعزلة عن‬
‫أقربائها وال تجد من يساعدها على تحميل مسؤولية أبنائها كما كان الحال في األسرة الممتدة‬
‫وما زال التمييز بين الذكر واألنثى قائما في المجتمع فالذكر يفضل على األنثى وله من الحقوق‬
‫االجتماعية ما ليس لألنثى‪ ،‬فعندما تصل الفتاة إلى سن الزواج فهي تواجه مشكلة في أن‬
‫وظائف أسرتها ال تتضمن التكفل بتزويجها لذا تجد أن مسؤولية زواجها ملقاة على عاتقها دون‬
‫السماح لها بحرية االختالط ‪ .‬ولذا فقد تتجه الفتاة إلى إقامة عالقات مع الجنس اآلخر بالخفاء‬
‫بهدف الزواج‪ ،‬مما يقود أحيانا ً إلى ما يسمى بجرائم الشرف‪ .‬وفي كثير من األحيان تقبل الفتاة‬
‫على الزواج دون أن يكون لديها القناعة الكافية بأن هناك تكافؤا ً بينها وبين من يتقدم للزواج‬
‫منها وذلك خوفا من شبح العنوسة والعالقات الزوجية التي ال تقوم على التكافؤ قد يتخللها‬
‫خالفات ومشكالت مما يدفع األسرة للتفكك وإلى الطالق‪ .‬وقد أظهرت بعض اإلحصاءات أن‬
‫هناك أعدادا ً متزايدة من المطلقات صغيرات السن‪ ،‬فإن المشاحنات والخالفات بين الزوج‬
‫والزوجة تقود في أغلب األحيان إلى العنف األسري مما يترك أضرارا جسدية ونفسية على‬
‫أعضاء األسرة‪ ،‬وخاصة على المرأة والطفل‪ .‬وأمام العنف األسري فالطفل ال يستطيع الدفاع‬
‫عن نفسه‪ ،‬لذا فإنه يزداد عدوانية‪ ،‬مما يجعله يستخدم العنف ضد أقرانه وبيئته‪ .‬وقد‬

‫يلجأ الطفل إلى االنغماس في سلوك غير سوي وفي تعاطي المخدرات للهروب من واقعه‪ .‬إن‬
‫الكثير من مشكالت األطفال في األسرة الصغيرة ناتج عن أن اآلباء واألمهات ال يقضون‬
‫الوقت الكافي مع أوالدهم بغية توجيههم وإرشادهم فمشكالتهم في تأمين مستلزمات الحياة‬
‫تمنعهم من مراقب ة أطفالهم‪ ،‬لذا يصبح األطفال عرضة لجهات غريبة تقوم بالمساهمة في‬
‫تنشئتهم دون أن يكون هناك تنسيق بين هذه األطراف وأسرة الطفل‪ ،‬فمؤسسات التعليم بشتى‬
‫مستوياتها والمؤسسات اإلعالمية والثقافية والخادمات األجنبيات كل هؤالء يعملون من خالل‬
‫أساليب متباينة في تشكيل شخصي ة الطفل‪ .‬وهناك أعداد متزايدة من األسرة الفقيرة غير القادرة‬
‫على إعالة أطفالها‪ ،‬لذا يتشرد األطفال في الشوارع متسولين بحثا عن قوتهم‪ ،‬كما أن هناك من‬
‫األسر التي تدفع أطفالها الصغار للعمل بغية زيادة دخلها‪ .‬فالطفل يقضي معظم أوقاته في العمل‬
‫المضني لقاء أجر زهيد وإن األسرة التي تعد الوحدة األساسية لنمو األطفال ورفاهيتهم ينبغي‬
‫عليها أن ال تعتبر أن إنجاب األطفال هو اإلنجاز العظيم‪ ،‬بل اإلنجاز هو في تحمل مسؤولياتها‬
‫تجاههم ومساعدتهم على أن ينمو نموا ً طبيعيا ً وصحيحاً‪ .‬كما أن على الدولة مسؤولية تأمين‬
‫حقوق الطفل من مسكن وغذاء وتعليم‪ ،‬فالطفل هو وجه المستقبل‪ ،‬فإذا كان كتيبا ً كان المستقبل‬
‫كذلك‪ .‬أما عن مستقبل األسرة في المجتمع األردني‪ ،‬فيجب أن نعترف أن استمرار األوضاع‬
‫على حالها سيقود نظام األسرة بحيث إنه سينجرف وراء النظام األسري الغربي مما قد يغرقنا‬
‫في الكثير من المشكالت االجتم اعية التي أفرزتها تجارب العديد من الدول الغربية التي تعمل‬
‫جاهدة في الحفاظ على األسرة وتمكينها من رعاية أعضائها‪ .‬ولقد فشلت الحكومات الغربية‬
‫المتعاقبة في إيجاد حلول ناجعة لكثير من المشكالت مثل انحراف األحداث واالغتصاب‪،‬‬
‫والمسنين الخ ‪ ....‬ونحن ما زلنا قريبين من النظام األسري الممتد‪ .‬وال شك أن هنالك انتقادات‬
‫عديدة لنظام األسرة الممتدة التقليدية حيث أن األكثرية من الشباب يرفضون إن يعيشوا في جو‬
‫يخيم عليه سلطة الكبار على الصغار وال يجد الفرد االستقالل والحرية في إطار الحياة األسرية‬
‫الممتدة وهذا أمر مسلم به ألن النظ ام األسري التقليدي هو نظام قديم نشأ في ظروف تختلف‬
‫عن األوضاع الحالية وال نستطيع العودة إلى الوراء‪ ،‬لذا علينا أن نطور األسرة التقليدية بحيث‬
‫نبقي على إيجابيتها ونبتعد عن سلبيتها أي نبقي على جوهرها دون المساس باستقالل وحرية‬
‫أعضائها‪ .‬وهذا األمر يتطلب منا الكثير من الخيال واإلبداع فعلينا أوالً أن نثق بأننا قادرون‬
‫على إيجاد نظام عائلي يقينا من شرور ومشكالت قادمة‪ .‬واإلنسان الذي ليس له طموح وال‬
‫يستطيع أن يحلم ال يستطيع أن ينجز أشياء ذات قيمة‪ .‬ومن المفيد العمل على إيجاد أسرة‬
‫صغيرة ممتدة تبدأ بأعضاء أسرة صغيرة معاصرة من حيث إن األخوة – ولنقل خمسة أخوة –‬
‫فبدالً من أن يعيش كل منهم في منزل منفصل يقام لهم مبنى مكون من است شقق (طبعا‬
‫بمساعدة الدولة لكل أخ وأسرته شقة والشقة السادسة تكون لألم واألب واألخوات غير‬
‫المتزوجات‪ .‬ويكون لكل شقة بابان واحد يفتح على الشارع وهذا يمثل االستقاللية لألسرة‬
‫المعاصرة والباب اآلخر يفتح على ساحة مشتركة بحيث أنها تكون ملتقى لمن يرغب من‬
‫األخوة واسرهم‪ .‬وبذلك يكون األطفال في مأمن وتحت إشراف ومراقبة الكبار خاصة وأن‬
‫الكبار في السن الجد والجدة يتفاعلون مع بقية أعضاء األسرة حتى ال يشعروا أنهم منعزلون‬
‫وغير مرغوب بهم‪ .‬هذه األسرة الصغيرة الممتدة المعاصرة تستطيع الحفاظ على استقاللها‬
‫ومنع اآلخرين من التدخل في شؤونها الخاصة وبنفس الوقت تبقي على العالقات األسرية‬
‫التقليدية وبالتالي تتفادى الكثير من المشكالت االجتماعية الناتجة عن ترك أطفالها بدون مراقبة‬
‫وتنشئتهم في جو آمن ومستقر باإلضافة إلى رعاية الكبار في السن‪.‬‬

‫وضع المرأة في المجتمع األردني‬


‫تقوم المرأة األردنية بدور فاعل في الحياة العامة‪ ،‬وتتمتع بمكانة بارزة مستمدة من تعاليم‬
‫اإلسالم‬
‫السمحة والعادات والتقاليد األردنية الحميدة‬
‫وقد تأثرت مكانة المرأة بما منحه اإلسالم لها من احترام ومكانة وقد جاء في القرآن الكريم‬
‫(ولَقَد‬
‫َ‬
‫ع َلى َكثِ ٍ‬
‫ير ِ ّم َّمن‬ ‫ت َوفَضَّلنَاهُم َ‬ ‫ك ََّرمنَا َبنِي آ َد َم َو َح َملنَاهُم فِي ال َب ِ ّر َوال َبح ِر َو َرزَ قنَاهُم ِ ّمنَ َّ‬
‫الط ِيّ َبا ِ‬
‫ضيالً‬‫َخلَقنَا ت َف ِ‬
‫{‪ )17/70‬سورة اإلسراء‪.‬‬
‫أن اآلية الكريمة لم تفرق بين ذكر وأنثى‪ ،‬وتواترت األحاديث النبوية الشريفة‬ ‫ومن الواضح ّ‬
‫التي تحض على احترام المرأة والرحمة بها‪ .‬وكذلك فقد دأبت الدولة األردنية على تطوير‬
‫التعليم منذ تأسيسها‪ ،‬فأسست المدارس حتى وصلت إلى المناطق النائية وتم إيفاد الفتيات في‬
‫بعثات درا سية للجامعات في الدول المجاورة‪ ،‬والجامعات األمريكية في بيروت والقاهرة قبل‬
‫تأسيس الجامعة األردنية في الستينيات ليعدن لممارسة التعليم في‬
‫المدارس الحكومية والخاصة‪.‬‬
‫ومما ساعد على محو األمية إصدار قانون إلزامية التعليم للمرحلة األساسية‪ ،‬وبالتعاون مع‬
‫الجمعيات ال خيرية التي قامت بتنفيذ برامج محو األمية لتخفيض نسبة األمية لتصل إلى ‪.%4.5‬‬
‫وبفضل الوعي في الدولة األردنية بأهمية دور المرأة‪ ،‬وحرص المرأة نفسها على المطالبة‬
‫بحقوقها فقد أدى ذلك إلى تحقيق جملة من المكاسب ضمنت لها كثيرا ً من الحقوق‪.‬‬
‫واليوم نرى المرأة األردنية و بدعم من القيادة السياسية قد تقلدت المناصب في السلطة التنفيذية‬

‫والسلطة التشريعية والسلطة القضائية وسفير ومحافظ‪ ،‬وبمختلف التخصصات التعليمية وكما‬
‫نراها في‬
‫أجهزة الدولة في القطاعين العام والخاص‪.‬‬
‫وكما دخلت مجاالت المهن التخصصية الحديثة المختلفة والبحث العلمي باإلضافة إلى مجاالت‬
‫الصناعة والتجارة والخدمات‬
‫ولعل التشريعات التي كفلت للمرأة حقوقها وتوليها ألهم الوظائف لخير دليل وشاهد على‬
‫تطورها في كافة المناحي المدنية والسياسية‪.‬‬
‫ولقد لعب الوعي الذي تمتعت به المرأة األردنية دورا ً مميزا ً في نهوضها كما لعبت الدولة‬
‫األردنية وبدعم من جاللة الملك عبد هللا الثاني أيضا ً بالدور الكبير لكفالة حقوق المرأة ودفعها‬
‫لنيل حقوقها وحمايتها بموجب القانون إيمانا ً بالدور المتعاظم للمرأة وأهميته في المجتمع‪.‬‬
‫التشريعات األردنية‬
‫وضع الدستور األردني أساسا ً ومنطلقا ً للنظرة إلى األردنيين جميعا ً باعتبارهم سواسية ال تمييز‬
‫بينهم في الحقوق والواجبات وإن اختلفوا بالعرق أو اللغة أو الدين ويعد الدستور األردني الذي‬
‫صدر عام (‪ 1952‬م) من أرقى الدساتير في العالم‪ .‬وقد أكد الدستور على حق كل أردني في‬
‫تولي المناصب العامة والميثاق الوطني دعم ما جاء به الدستور حيث أكد على تحقيق المساواة‬
‫وتكافؤ الفرص بين المواطنين رجاالً ونساء دون تمييز لتطوير التشريعات بحيث تتناسب ‪ .‬مع‬
‫الحياة العصرية بشكل عام وتطور دور المرأة بشكل خاص‪ ،‬وبما أن األردن يعتبر سباقا ً إلى‬
‫دعم مسيرة المرأة فقد قامت عدة جهات مختصة في مقدمتها اللجنة الوطنية لشؤون المرأة‬
‫بمسح ودراسة جميع القوانين واألنظمة وذلك لحصر النصوص القانونية المجحفة بحق المرأة‬
‫ووضع‬
‫التعديالت المقترحة عليها كي تضمن للمرأة حقوقها الدستورية والشرعية بما ينسجم مع‬
‫االتفاقيات الدولية وبخاصة االتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة وقد تم‬
‫تعديل مجموعة من‬
‫القوانين في هذا االتجاه كقانون العمل‪ ،‬وقانون األحوال الشخصية‪ ،‬وقانون الضمان االجتماعي‬
‫ونظام‬
‫الخدمة المدنية وقانون العقوبات وغيرها من القوانين‬
‫وهناك مجموعة أخرى من القوانين ال تزال قيد الدراسة والبحث من قبل الجهات الرسمية‬
‫المعنية‪.‬‬
‫وتبقى الشريعة اإلسالمية والدستور األردني واالتفاقيات الدولية المرجعية األساسية للقوانين‬
‫األردنية‬
‫وتم تعديل العديد من القوانين التي تهضم حق المرأة لتتواءم هذه القوانين ‪.‬‬
‫مع‬
‫االتفاقيات الدولية التي‬
‫وقع األردن وصادق عليها‪.‬‬
‫وقد كفلت هذه ال تشريعات حقوق المرأة كما ألقت على عاتقها مقابل تلك الحقوق العديد من‬
‫الواجبات للمحافظة على توازن المجتمع‪ ،‬وخاصة في قوانين األحوال الشخصية‪.‬‬
‫كما كفلت هذه التشريعات المساواة للمرأة والرجل في الحقوق األساسية والحريات العامة‬
‫والحقوق السياسية ال بل منحبها المساواة فى الحقوق االقتصادية واالجتماعية‬
‫حقوق المرأة االقتصادية حقوق المرأة في قانون العمل األردني)‬

‫يعد قانون العمل األردني لعام (‪ )1996‬من أكثر التشريعات العمالية تقدماً‪ ،‬حيث تم تعديل عدة‬
‫نصوص قانونية بما ينصف المرأة العاملة ويحقق لها االستقرار النفسي الذي ينعكس بدوره‬
‫على استقرارها ويزيد من عطائها ويجعلها أكثر تقدما ً وتطوراً‪ ،‬وأهم هذه التعديالت هي‪:‬‬
‫إعطاء المرأة العاملة الحق بإجازة أمومة لمدة عشرة أسابيع مدفوعة األجر كامالً‪ .‬إعطاء‬
‫المرأة العاملة الحق بفترة مدفوعة األجر إلرضاع طفلها ال تزيد عن ساعة يوميا ً خالل مناسب‬
‫لرعاية أطفالهن ممن هم دون سن الرابعة ويزيد عددهم على عشرة أطفال‪ .‬عدم فصل المرأة‬
‫الحامل ابتداء من الشهر السادس من حملها أو خالل إجازة األمومة‪.‬‬
‫السنة األولى من الوالدة‪.‬‬
‫الزام صاحب العمل الذي يستخدم ما ال يقل عن عشرين عاملة متزوجة الزامه بتهيئة مكان‬
‫ضم ان حق المرأة العاملة بإجازة بال راتب لمدة ال تزيد عن سنة للتفرغ لتربية أطفالها مع‬
‫االحتفاظ بالعمل بعد انتهاء المدة‪.‬‬
‫‪ .‬إعطاء كل من الزوجين العاملين الحق بالحصول على إجازة لمرة واحدة دون أجر ال تزيد‬
‫على‬
‫سنتين المرافقة الزوجة للعمل خارج المملكة‪.‬‬
‫وضع قيود على استخدام المرأة العاملة بحيث يتم تحديد الصناعات واألعمال التي يجوز‬
‫تشغيل النساء فيها‪.‬‬
‫وما زالت التشريعات األردنية تتفاعل بآلية ودينامكية لمواجهة تدني مستوى مشاركة المرأة في‬
‫سوق العمل (‪ )% 14.6‬مقارنة بالنسب المرتفعة من الخريجات من الجامعات تتجاوز (‪)%50‬‬
‫والمدا رس األردنية لتتم االستفادة من دورها وإمكاناتها التي عززتها فرص التعليم التي قدمتها‬
‫لها الدولة األردنية‪.‬‬
‫حقوق المرأة في قانون الضمان االجتماعي‪:‬‬

‫تم إقرار القانون المؤقت للضمان االجتماعي لعام (‪2009‬م)‪ ،‬وجاء التعديل بنا ًء على المصلحة‬
‫العامة لحفظ حقوق األجيال القادمة‪ ،‬كما تضمن نصوصا تعطي مزايا للمرأة مثل تأمين‬
‫األمومة لحماية المؤمن عليهن في القطاع الخاص وتحفيز أصحاب العمل على تشغيل المرأة‬
‫وتعزيز مكانتها في سوق العمل خاصة وأن نسبة مشاركة المرأة في الضمان ال تتجاوز‬
‫(‪ )%25‬من إجمالي مشتركي الضمان كما جاء ال تعديل ليعطي المرأة كامل حصتها من راتب‬
‫زوجها المتوفي دون أن يكون لدخلها أي تأثير في استحقاقها لهذه الحصة مراعاة لظروفها‬
‫المعيشية واألسرية‪ ،‬وهذا بعد نقلة نوعية في مجال توفير الحماية االقتصادية واالجتماعية‬
‫للمرأة كما أنه يحق لالبنة التي تتقاضى راتبا ً تقاعديا ً أو راتب اعتالل الجمع بين هذا الراتب‬
‫وما يؤول‬
‫إليها من والديها‪.‬‬
‫وبالرغم مما أنجز من تعديالت في هذا القانون إال أنه ال تزال هناك بعض الثغرات القانونية‬
‫التي‬
‫تحتاج إلى تعديل من أهمها‪:‬‬
‫أن القانون يستثني من أحكامه عمال الزراعة والري ومن في حكمهم وأفراد عائلة المؤمن‬
‫عليه مما يلحق ضررا ً بالنساء وبإمكانية توفير األمن االقتصادي واالجتماعي لهن وتوفير‬
‫التأمين ضد إصابات العمل واالعتالل فهناك نسبة عالية من هذه الفئة من النساء وخاصة‬
‫النساء الريفيات‪ .‬لذا يجب أن يشمل القانون هذه الفئة المستثناة حماية لحقوق النساء على غرار‬
‫مشروع قانون العمل‪ * .‬كما وأن القانون اشترط الستحقاق الزوج لراتب زوجته المؤمن عليها‬
‫والمتوفاة أن يكون مصابا ً بالعجز الكلي وليس له دخل خاص وقد طالبت اللجنة القانونية‬
‫لشؤون المرأة تعديل النص بحيث يصبح من حق الزوج استحقاق الراتب دون قيد او شرط‪.‬‬
‫*واشترط القانون الستفادة والدة المؤمن عليه المتوفي من راتبه التقاعدي اال تكون متزوجة‬
‫غير والده أو تزوجت غير والده بعد وفاته وهذا إجحاف بحق‬
‫األم فمن حقها أن ترث راتب ابنها حتى لو تزوجت ثانية إذ ال يغير ذلك شيئا ً من وضعها‬
‫کام‬
‫حقوق المرأة في نظام الخدمة المدنية لعام (‪)2002‬‬
‫يعد نظام الخدمة المدنية النظام الذي تطبق أحكامه على موظفي الدولة في المؤسسات والدوائر‬
‫الحكومية والوزارات‪ ،‬حيث أفرد هذا النظام بعض النصوص القانونية المنصفة للمرأة‪ ،‬وعلى‬
‫سبيل المثال نص النظام على إعطاء الموظفة إجازة أمومة مدة تسعين يوما ً مدفوعة األجر‬
‫كامالً عند الوالدة كما لم يفرق النظام في أحكامه بين الجنسين حيث عرف الموظف بأنه‬
‫الشخص المعين من المرجع المختص‪ .‬فمشاركة المرأة بالوظائف اإلدارية ال تزال محدودة‪،‬‬
‫ومعظمها بالوظائف التقليدية كالسكرتارية والتعليم‪ .‬أما نسبة مشاركتها بالوظائف القيادية فهي‬
‫ال تزيد على (‪ )% 4‬لزيادة حدة التنافس مما يؤثر في ترقية الموظفة وتقدمها الوظيفي فكلما‬
‫صعدنا إلى قمة الهرم الوظيفي تقل نسبة النساء الموظفات في‬
‫المناصب االدارية‪.‬‬
‫حقوق المرأة في قانون التقاعد المدني‬
‫أفرد قانون التقاعد بعض النصوص الخاصة بوضع المرأة حيث عد مدة الخدمة المقبولة‬
‫للتقاعد‬
‫خمسة عشر سنة للموظفة وعشرين سنة للموظف‪ ،‬أما سن اإلحالة على التقاعد فهو سن الستين‬
‫لكال‬
‫الجنسين كما نص القانون إلى أن يعاد للموظفة المستقيلة العائدات التقاعدية المقتطعة من‬
‫رواتبها بينما ال‬
‫تعاد للرجل بعد استقالته‪.‬‬
‫حقوق المرأة في قانون األحوال الشخصية‬
‫يعد قانون األحوال الشخصية األردني القانون الذي ينظم الحياة األسرية والعالقات بين أفراد‬
‫األسرة ويوضح ما لكل فرد من أفراد األسرة من حقوق وواجبات فالحياة الزوجية هي حياة‬
‫مشتركة متكاملة حيث يكمل كل من الزوجين اآلخر‪ ،‬وبانعقاد الزواج تصبح مسؤولية األسرة‬
‫واألبناء على عاتق الزوجين لذا اهتم القانون بتنظيم العالقة األسرية والعالقة الزوجية بين‬
‫الزوجين ومما يعرف بأن قانون األحوال الشخصية هو قانون وضعي يستمد بعض أحكامه من‬
‫الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وهو قابل للتحديث والتطوير والتعديل‪ ،‬وقد جاء التعديل على القانون‬
‫لمساعدة القضاة في حل العديد من المشكالت نظرا ً للتغيرات التي حدثت في المجتمع األردني‪،‬‬
‫فكان البد من إعادة النظر بشكل شمولي‪ ،‬واالحكام المستمدة من الشريعة اإلسالمية نوع ثابت‬
‫ال تتغير وال اجتهاد فيها‪ .‬والنوع الثاني من االحكام يمكن االجتهاد به وتطويره وقد تناول‬
‫القانون مواضيع رئيسة تتعلق باألسرة علما أن هناك مشروع قانون جديد لألحوال الشخصية‬
‫لعام (‪ 2010‬م) ويتم اآلن عرضه على المنظمات غير الحكومية والمعنيين‪ ،‬وبالرغم من أن‬
‫قانون األحوال الشخصية ينظم العالقة األسرية‪ ،‬لكنه بطبيعته يتعامل مع قضايا تختلف فيها‬
‫وجهات النظر ويثير الجدل والنقاش حول بعض القضايا أهمها تعدد الزوجات سن الزواج‬
‫الخلع الطالق التعسفي النفقة وقد تم إصدار قانون األحوال الشخصية المؤقت لعام (‪)2001‬‬
‫ويتم اآلن عرض مشروع جديد لقانون األحوال الشخصية لعام (‪ ،)2010‬وضعته دائرة قاضي‬
‫القضاة وهو قيد البحث والدراسة ضمن آليات تشاركية مع منظمات المجتمع المدني وقبل‬
‫إقراره ليتسنى إجراء التعديالت المناسبة عليه‪.‬‬
‫وفيما يلي بعضا ً من هذه القضايا ‪:‬‬
‫تعدد الزوجات‪:‬‬ ‫•‬
‫بعد قراءة معمقة للشريعة اإلسالمية ولآليات الكريمة نجد أن األصل في الشريعة اإلسالمية هو‬
‫الزواج من واحدة واالستثناء هو تعدد الزوجات‪ ،‬ويمكن للمرأة أن تشترط في عقد الزواج‬
‫المطالبة في الطالق مع االحتفاظ بحقوقها‪ ،‬كما جاء في المشروع ضرورة إعالم الزوجة‬
‫األولى بعد عقد القرآن‪.‬‬

‫سن الزواج‬
‫من أبرز القضايا التي تثير النقاش في األردن والدول العربية سن الزواج‪ ،‬حيث ترى بعض‬
‫الدول ضرورة رفع سن الزواج إلى سن الرشد وهو الثامنة عشرة‪ ،‬وفي األردن تم تعديل سن‬
‫الزواج وفقا ً لمشروع قانون األحوال الشخصية المعدل لعام ‪ 2001‬ليصبح سن الزواج‬
‫للجنسين هو الثامنة عشرة أي سن الرشد إال في الحاالت االستثنائية التي يقررها القاضي أو‬
‫هيئة‬
‫خاصة (مشروع قانون (‪)2010‬‬
‫الخلع‪:‬‬ ‫•‬
‫وقد اختلفت اآلراء حول الخلع حيث كان موضع انتقاد العديد من الرجال مما أدى إلى عدم‬
‫إقراره في مجلس النواب في سنوات سابقة‪ ,‬ألنه يتعارض مع احكام ديننا االسالمي الحنيف‪,‬‬
‫كما انه مناف للعادات والتقاليد االجتماعية التي ورثناها عن االباء واالجداد‪ .‬وكان قد وضع‬
‫نص في قانون األحوال الشخصية المعدل لعام ‪ 2001‬يتيح للمرأة أن تخلع زوجها في حالة‬
‫عدم رغبتها االستمرار في الزواج‪ ،‬وهناك إمكانية عودة بند الخلع في القانون الجديد بعد‬
‫إجراء بعض التعديالت اللغوية والشكلية على نص البند الذي وصف بالمستفز للرجال في‬
‫المجتمع ليصبح النص أكبر‬
‫قبوالً‪.‬‬
‫الطالق التعسفي‪ :‬يقصد بالطالق التعسفي أن يقوم الزوج بتطليق زوجته دون سبب مشروع أي‬
‫أنه يتعسف باستعمال حقه بتطليق زوجته‪ .‬لذا أعطى المشرع األردني الحق للزوجة أن تطالب‬
‫بالتعويض عن الطالق التعسفي والذي يقدر بنفقة تتراوح ما بين سنة إلى ثالث سنوات وفي‬
‫القانون الجديد تم اقتراح‬
‫أن تكون النفقة لمدة خمس سنوات‪.‬‬

‫النفقة‬
‫جاء في قانون األحوال الشخصية المؤقت لعام (‪ )2001‬أن الزوجة العاملة تستحق النفقة إذا‬
‫كان عملها مشروعا ً وإذا وافق الزوج على عملها ضمنا ً أو صراحةً‪ ،‬مما أثار الجدل حول كلمة‬
‫" مشروعة" حيث أعدها البعض كلمة مطاطة وانه البد من توضيح ماهية األعمال المشروعة‪.‬‬
‫كما أن الزوجة التي لديها شهادة جامعية وذات مركز مهني أو وظيفي‪ ،‬ولديها دخل شهري‬
‫يفوق أضعاف النفقة التي يدفعها الزوج لها لن يعني لها شيئا ً قطع النفقة عنها إن هي عملت‬
‫دون موا فقته كما جاء في النص القانوني‪ ،‬فهناك العديد من األسر التي تحتاج لعمل الزوجين‬
‫معا ً لرفع المستوى المعيشي لألسرة‪ ،‬وفي مشروع القانون الجديد اهتم المشرع بأن تأخذ نفقة‬
‫الزوجة صفة االستعجال لدى‬
‫المحكمة وأن تشمل جميع مستلزمات الحياة العصرية وال تقتصر على الحاجات الضرورية‬
‫وكذلك الحال بما يتعلق بالمسكن الشرعي‪.‬‬
‫كما وردت تعديالت جديدة تعتبر لصالح المرأة وهذا يعبر عن قدرة المشرع اآلن على التعامل‬
‫مع‬
‫تطورات المجتمع وحاجات المرأة منها‪:‬‬
‫إنشاء صندوق تسليف النفقة على حساب الزوج بحيث تعتبر دينا ً عليه لحين تسديده‪.‬‬
‫‪ .‬تنظيم أمور الطالق والرجعة على أن ال تتم عن طريق المحكمة منعا ً إلحراج الزوجة في‬
‫حال إرجاعها لذمة الزوج وإنكاره ذلك‪ ،‬وأن يحكم بالحضانة والنفقة بنفس جلسة الطالق في‬
‫حال‬
‫وجود أوالد‪.‬‬
‫‪ .‬وضع ضوابط للطالق كإجراءات وقائية قبل وقوعه بحيث تتوافر أساليب معينة إليقاعه‬
‫وللقاضي السلطة للحيلولة دون وقوعه وأن يرتبط الطالق بحقوق األطفال حفاظا ً على‬
‫حقوقهم‪.‬‬
‫اشترط الكفاءة في الزواج‪ ،‬أي أن يكون الرجل كفؤا ً للمرأة في التدين والمال إلتمام عقد‬
‫الزواج‪.‬‬
‫تقدير المهر المؤجل بما يعادل القيمة الشرائية للمهر في الوقت الحالي إذا كان عقد الزواج‬
‫قديماً‪.‬‬
‫النص صراحة على استفادة أبناء البنت من الوصية الواجبة كما يستفيد أبناء االبن وتوضيح أن‬
‫أبناء االبن تعني ذكورا ً وإناثاً‪.‬‬
‫حقوق المرأة في قانون الجنسية وجوازات السفر‬
‫يشترط قانون الجنسية األردني لحصول األبناء على الجنسية األردنية أن يكونوا مولودين من‬
‫أب‬
‫أردني‪ ،‬فأبناء األردني أردنيون أينما ولدوا ولم يُجز القانون ألبناء المرأة األردنية المتزوجة‬
‫من غير األردني الحصول‬
‫على الجنسية األردنية وفي القانون أرجعت النقاشات ذلك ألسباب متعددة حيث أن البعض‬
‫يعتبر الدستور‬
‫منح المساواة للمرأة األردنية والبعض يناقش أن قانون الجنسية قانون سيادي للدولة‪ ،‬وهناك‬
‫وضع سياسي للمحافظة على الهوية الفلسطينية‪ ،‬علما ً أن األردن منح الجنسية األردنية لفئات‬
‫مختلفة وبسبب الهجرة‬
‫إلى األردن لظروف المنطقة‪.‬‬
‫أما تعليمات القانون فإنها تمنح المرأة المطلقة الحق في الحصول على جواز سفر مستقل‪ .‬كذلك‬
‫يعطي الزوجة الحق في الحصول على جواز السفر إال بعد موافقة الزوج‪.‬‬
‫المادة ‪ 340‬من قانون العقوبات وجرائم الشرف‬
‫أثار بعض النصوص القانونية الكثير من الجدل والنقاش في المجتمع األردني‪ ،‬وخاصة في‬
‫المادة‬
‫(‪ ) 340‬التي تم ربطها بما يسمى جرائم الشرف‪ .‬وكان نص المادة يعطي العذر للزوج أو أحد‬
‫المحارم إذا‬
‫فاجأ زوجته أو أحد محارمه متلبسا ً بجريمة الزنا مع شخص آخر وأقدم على قتلهما أو جرحهما‬
‫أو إيذائهما‬
‫كليهما أو أحدهما‪ ،‬بينما ال يعطي نفس الحق للزوجة إذا فاجأت زوجها بنفس الظروف علما ً أن‬
‫هذه‬
‫المادة لم تطبق إال مرات محدودة أي) لم يتمكن من ضبط زوجته أو أحد محارمة في حالة‬
‫الزنا وتم تعديل‬
‫المادة في القانون المعدل عام ‪ ،2001‬حيث أصبح القانون يعطي العذر المخفف لكل من‬
‫الزوجين‪ ،‬إذا فاجأ‬
‫زوجه بحالة تلبس بجريمة الزنا‪ ،‬وبذلك تكون قد تمت المساواة أمام القانون ولكن هناك‬
‫وجهات نظر‬
‫وتساؤالت فيما إذا كان هذا ما نريد؟ لقد كان من األنسب إلغاء المادة بأكملها طالما أنها غير‬
‫مطبقة على‬
‫أرض الواقع‪ ،‬حيث أن األصل في التشريعات أال يأخذ الشخص حقه بيده بل يلجأ للقضاء‪.‬‬
‫حقوق المرأة في قانون االنتخاب ‪:‬‬
‫أخذت المرأة حقوقها في االنتخاب منذ الخمسينيات‪ ،‬وفي عام (‪1955‬م) طالبت المنظمات‬
‫النسائية‬
‫تعديل القانون بحيث يمنح المرأة المتعلمة وغير المتعلمة الحق في االنتخاب‬
‫في عام (‪ 1974‬م) منحت المرأة حق الترشيح واالنتخاب للبرلمان‪ ،‬ثم جاء التعديل عـام‬
‫(‪ )2003‬فمنح المرأة (‪ )6‬مقاعد إضافية في مختلف الدوائر االنتخابية بالمملكة وتم تخصيص‬
‫هذه المقاعد لمرة واحدة ويجوز المجلس الوزراء اتخاذ قرار باستمرار العمل بهذا التعديل‬
‫ألكثر من مرة في االنتخابات النيابية‪.‬‬
‫ووضع قانون انتخاب جديد‪ ،‬حصلت بموجبه المرأه على ‪ 12‬مقعدا خصص فيه لكل محافظة‬
‫سيدة‬
‫باإلضافة إلى عدد السيدات الالتي سيفزن بالتنافس الحر‪.‬‬
‫الصعوبات التي تواجه المرأة في االنتخابات النيابية والبلدية‪:‬‬
‫على الرغم من مشاركة المرأة في االنتخابات إال أنه ما زالت هناك معيقات لوصول المرأة إلى‬
‫البرلمان ألسباب متعددة منها ما يعود إلى المرأة نفسها‪ ،‬ومنها ما يعود إلى الثقافة المجتمعية‬
‫باإلضافة إلى العامل االقتصادي‪.‬‬
‫ويالحظ في األردن أن القرار السياسي ودعم جاللة الملك تعيين المرأة في السلطات الثالث‬
‫تفوق على اإلرادة الشعبية فلم تستطع المرأة أن تصل إلى البرلمان إال في عام (‪2003‬م) وفي‬
‫عام (‪1993‬م)‪ ،‬انتخابات داخلية‪ ،‬ونجحت امرأة واحدة في التنافس الحر (‪2007‬م) لذا مع‬
‫قرب االنتخابات النيابية ال بد من التركيز على أهمية مشاركة المرأة ووصولها إلى البرلمان‬
‫لما في ذلك من تعزيز الديمقراطية وتحقيق للتنمية‬
‫المستدامة من خالل نشر الوعي وزيادة مشاركتها في العملية االنتخابية‪.‬‬
‫ومن جانب آخر فإن الثقافة المجتمعية التي تشير إلى أن المرأة غير قادرة على العمل السياسي‬
‫وليس لها باع طويل في هذا العمل وال تتمتع بالثقة بالنفس التي يتمتع بها الرجل بسبب عدم‬
‫انخراطها‬
‫المبكر بالعمل السياسي‪.‬‬
‫وكذلك وضع المرأة االقتصادي وعدم استقاللها اقتصاديا ً قد يعيق من وصولها للبرلمان لما‬
‫تحتاجه من نفقات مادية للدعاية االنتخابية ورسوم الترشيح‪ .‬ومع ذلك يتم تقبل المرأة في‬
‫المناصب األخرى كوزيرة‬
‫وقاضي ورئيس محكمة‪.‬‬
‫أما المعوقات التي تقف أمام وصول المرأة لمراكز صنع القرار بشكل عام فهي مضاعفة‬
‫المسؤوليات التي تقع على عاتق المرأة داخل المنزل كأم وزوجة وخارج المنزل كامرأة‬
‫عاملة‪ ،‬فهذه المسؤوليات قد تعيقها عن ممارسة حقها‪ ،‬كذلك ضعف فرص التدريب لتنمية‬
‫قدراتها أثناء العمل‪ ،‬أو االتجاه للدراسات الجامعية العليا‪ ،‬لذا يمكن للمرأة تخطي العديد من‬
‫الصعاب بالتعاون مع الرجل الذي هو شريك في عملية النتمية وشريك في األسرة‪ ،‬كذلك يمكن‬
‫لوسائل اإلعالم تسليط األضواء على المشاكل التي تعاني منها المرأة خاصة والمجتمع بشكل‬
‫عام ألن المصلحة العامة تقتضي مشاركة الجميع وخاصة مع العولمة واالنفتاح الكبير‬
‫والتنافس األكبر في المجاالت المختلفة سياسية واقتصادية‬
‫واجتماعية‪.‬‬
‫المرأة األردنية والمشاركة السياسية‬
‫إن محاولة تعرف دور المرأة السياسي في األردن‪ ،‬ومدى مشاركتها في الحياة السياسية‪ ،‬يعني‬
‫تعرف‬
‫مشاركة المرأة في الجمعيات النسائية واألحزاب السياسية وفي مراكز صنع القرار‪ ،‬والمرأة‬
‫زوجة السياسي‪.‬‬
‫وباستعراض واقع مشاركة المرأة األردنية في الحياة العامة‪ ،‬فإننا نقف على مجموعة من‬
‫الحقائق التالية ‪:‬‬
‫لقد شاركت المرأة ومنذ بداية تأسيس الدولة بدور إيجابي في الحياة العامة‪ ،‬من خالل تأسيس‬
‫الجمعيات النسائية في األردن‪ ،‬والتي أخذت على عاتقها دورا ً كبيرا ً في التوعية وتقديم‬
‫الخدمات التعليمية‬
‫والصحية والمساعدات المادية والعينية لألسر الفقيرة‪ ،‬فقد تأسست جمعية االتحاد النسائي في‬
‫بداية‬
‫األربعينيات‪ ،‬وشاركت في اجتماعات االتحاد النسائي العربي العام والذي عقد في بيروت عام‬
‫(‪ .) 1944‬وازداد عدد الجمعيات الخيرية النسائية ذات األهداف المتعددة وشاركت المرأة في‬
‫المؤتمرات‬
‫والندوات على المستوى العربي والدولي‪ .‬وكانت لها المشاركات السياسية تحت مظلة‬
‫الجمعيات الخيرية‬
‫وخاصة في الظروف التي مر بها األردن بعد حرب (‪ )1948‬وحرب (‪ )1967‬رغم موارده‬
‫القليلة‪.‬‬
‫وعندما منح حق االنتخاب للمرأة المتعلمة في عام (‪ ،)1955‬تقدمت المنظمات النسائية في ذلك‬
‫الحين بمذكرات تطالب بحق المرأة األمية أسوة بأخيها الرجل األمي‪.‬‬
‫كذلك شاركت المرأة في األحزاب السياسية القومية واليسارية منذ الخمسينيات وخرجت و‬
‫المسيرات لتطالب بحقوقها السياسية واالجتماعية ومناصرة كفاح المرأة الجزائرية‬
‫والفلسطينية‪.‬‬
‫أما في المجال التعليمي فقد حققت المرأة األردنية إنجازات كبيرة على مستوى‬
‫التعليم والتعليم الجامعي‪ ،‬فقد فتحت أمامها أبواب الجامعة األمريكية وكلية البنات في‬
‫بيرون وجامعة دمشق وبغداد والقاهرة وغيرها من الجامعات‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫الجامعة األردنية التي فتحت أبوابها عام (‪ )1964‬وواكب ذلك توفر فرص العمل في دول‬
‫الخليج مما عمل‬
‫على تحسين األوضاع االقتصادية لألسرة األردنية‪ ،‬وكذلك ساهمت طفرة السبعينات‬
‫االقتصادية في تحسين‬
‫فرص عمل المرأة األردنية بشكل أكبر ولكن في مجاالت محددة‪.‬‬
‫أما عن مشاركة المرأة في مراكز صنع القرار‪ ،‬فقد نصت المادة السادسة من الدستور‬
‫األردني أن‬
‫األردنيين أمام الدستور متساوون دون تمييز للعرق أو النسب أو الدين‪.‬‬
‫كذلك نص اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان على حق كل فرد في المشاركة في الحياة السياسية‪.‬‬
‫وتمكين المرأة من أداء دورها وتحسين مركزها االجتماعي واالقتصادي والسياسي‪ ،‬باعتباره‬
‫أمرا ً ضروريا ً‬
‫لتحقيق الممارسة الديمقراطية‬
‫وفي مؤتمر بكين (‪ 1995‬م) أمر المجلس االقتصادي واالجتماعي أن تشارك المرأة بنسبة ال‬
‫تقل عن‬
‫‪ 30%‬من مراكز صنع القرار‪.‬‬
‫وهذا يعيق اتخاذ إجراءات من جانب المنظمات الحكومية وغير الحكومية من خالل تعديل‬
‫التشريعات التي تميز ضد المرأة وتوعية المجتمع بأهمية مشاركة المرأة في مراكز صنع‬
‫القرار‪.‬‬
‫وبالرغم مما جاء في الدستور األردني فإن الفجوة مازالت في واقع التشريع وقصور التطبيق‬
‫الفعلي‪.‬‬
‫وما زال استبعاد مشاركة المرأة في الحياة السياسية واالقتصادية يؤدي إلى تقليص دور المرأة‬
‫الضروري‪.‬‬
‫لتحسين المجتمع وتغيره‪.‬‬
‫إال أن الحكومات المتعاقبة من خالل سياستها لم تدفع باتجاه تحقيق المساواة الجندرية‪ ،‬أو‬
‫بمعنى تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة من ناحية التعيين والترقية والتدريب والبعثات‬
‫الخارجية‪ ،‬وتبوء المناصب القيادية في السلطة التنفيذية إال أن ذلك يرتبط بطبيعة المجتمع‬
‫الذكوري الذي نعيش وثقافته العامة التي‬
‫تحددها طريقة التنشئة االجتماعية‪.‬‬
‫فنجد أن طبيعة الوظائف التي تشغلها المرأة في غالبيتها ليست قيادية علما ً أنه في عام (‪)1980‬‬
‫تم تعيين سيدة عضوا ً في مجلس أمانة العاصمة من أصل (‪ )12‬عضوا‪ ،‬بينما يوجد (‪)3‬‬
‫سيدات من أصل ثمانين عضوا‪.‬‬
‫كذلك في ‪ 1979‬تم تعيين امرأة في منصب وزير وكانت واحدة من بين (‪ )23‬وزيراً‪ ،‬وحاليا ً‬
‫في‬
‫عام(‪ )2001‬مازالت هناك سيدة في منصب وزير من بين (‪ )29‬وزيراً‪.‬‬
‫وفي عام (‪ )1997‬تم تعيين أول امرأة في سلك القضاء وارتفع العدد ليصبح (‪ )7‬سيدات في‬
‫عام‬
‫)‪.(2000‬‬
‫أما على صعيد السلطة التشريعية فقد منح جاللة المغفور له الملك الحسين المرأة األردنية حق‬
‫الترشيح لالنتخابات النيابية في عام ‪ 1974‬ولكن لم تشارك المرأة وال الرجل في االنتخابات‬
‫نظرا ً لغياب الحياة النيابية وبسبب الظروف السياسية‪ .‬ومنذ عام (‪ )1978‬فقد تم تعيين ‪3‬‬
‫سيدات في المجلس االستشاري من‬
‫بين ثمانين عضواً‪.‬‬
‫وفي عام (‪ ،) 1989‬وبعد عودة الحياة الديمقراطية‪ ،‬والسماح بترخيص األحزاب السياسية‪،‬‬
‫شاركت المرأة في األحزاب السياسية الدينية والقومية والوطنية ولكن بقيت مشاركتها محدودة‪.‬‬
‫وشاركت (‪ )12‬سيدة من بين (‪ )647‬مرشحا ً في االنتخابات النيابية لم يحالفهن الحظ‪ ،‬إال أنه‬
‫في عام (‪ ) 1993‬نجحت سيدة ألول مرة في البرلمان األردني وعن المقعد الشركسي وفي عام‬
‫(‪ )1977‬شاركت (‪ ) 17‬سيدة‪ ،‬إال أنه لم يحالف الحظ أي منهن رغم التحضير المسبق والمعتقد‬
‫أن عدم نجاحهن في ا النتخابات النيابية يعود إلى عدة أسباب منها‪ :‬عدم تقبل المجتمع عمل‬
‫المرأة في السياسة‪ .‬مازال هناك خلط بين دور البرلماني كمشرع ومراقب ألداء السلطة‬
‫التنفيذية‪ ،‬ودوره كتائب خدمات وعندما تجري المقارنة بين الرجل والمرأة سينتخب حتما ً‬
‫الرجل الذي يقدم الخدمات‬
‫ضعف خبرات المرأة في العمل السياسي‬
‫نظرا ً لتبونه المراكز القيادية أو بحكم وضعه العشائري وإمكانياته المالية‪.‬‬
‫وبالرغم من توفر اإلرادة السياسية لدعم مسيرة المرأة السياسية‪ ،‬وتمتعها بالحقوق السياسية‬
‫المتساوية ووصولها إلى مستوى تعليمي ممتاز وايمان القيادة بأهمية مشاركة المرأة في مراكز‬
‫صنع القرار اال ان مشاركة المرأة في الحياة السياسية بقيت ضعيفة ومحدودة‬
‫وذلك ألن‪:‬‬
‫األحزاب السياسية على الساحة األردنية‪ ،‬مازالت مشاركتها قليلة‪ ،‬كما إن المجتمع الذكوري‬
‫واألبوي يحتاج إلى تغيير في نظرته لعمل المرأة السياسي من خالل اإليمان بالممارسة‬
‫الديمقراطية والمساواة بين الرجل والمرأة‪ .‬التنظيمات النسائية‪ ،‬والعمل المشترك‪ ،‬وتوحيد‬
‫جهودها‪ ،‬لتشكيل قوة ضاغطة فاعلة لتغيير التوجهات العامة وتأثير التقاليد واالعراف السلبية‪،‬‬
‫والوصول إلى برنامج عمل واضح ومقنع‪ ،‬يأخذ مصلحة الوطن والمواطن‪ ،‬وخاصة المرأة‬
‫كأولوية متقدمة في الطرح حتى يتيح للمرأة فرص النجاح والوصول إلى مشاركة سياسية‬
‫متوازنة مع الرجل ويزيل جميع العوائق التي حالت دون وصولها في االنتخابات السابقة‪،‬‬
‫وخاصة أن المرأة قد اثبتت كفاءة وقدرة عالية مكنتها من الوصول إلى مناصب قيادية‪ ،‬وحققت‬
‫نجاحات متعددة‬
‫وهذا يتطلب من الحركة النسائية مزيدا ً من الجهد‪ ،‬ومزيدا ً من التنسيق عالي المستوى بين كافة‬
‫في االعمال التي ترأسها‪.‬‬
‫كما وأن على المرأة أن تنمي مهاراتها حتى تتمكن من ممارسة العمل السياسي‪ ،‬وذلك من‬
‫خالل‬
‫تنمية قدراتها بالتأثير على اآلخرين وفي إدارة حمالتها االنتخابية‪.‬‬
‫كذلك تشجيع المرأة لممارسة حقها الدستوري باعتباره واجبا وطنيا والمشاركة في العملية‬
‫االنتخابية‬
‫ترشيحا ً وانتخابا ً مما يعمق الممارسة الديمقراطية‪.‬‬
‫فإذا ما وحدت المرأة جهودها وعملت على تجاوز هذه العقبات وتبنت استراتيجيات وبرامج‬
‫وطنية واضحة الطرح‪ ،‬فإنها حتما ً ستصل وتحقق ماتصبو إليه‪.‬‬
‫وإن ما تقوم به جاللة الملكة رانيا العبدهللا السيدة األولى من أنشطة وفعاليات على الساحة‬
‫المحلية والعربية والدولية يشكل المثل والقدوة لمشاركة المرأة األردنية في صياغة معادالت‬
‫المشاركة الفاعلة‬
‫والمتوازنة بين الرجل والمرأة في معالجة القضايا والهموم التي تهم المواطن األردني في‬
‫مجاالت الحياة المختلفة‬
‫االجتماعية واالقتصادية والسياسية والثقافية كما أن اهتمامها بإبراز أهمية المرأة العربية على‬
‫الساحة الدولية لهو أكبر دليل على مدى الحرص على أهمية تنسيق الجهود العربية والخروج‬
‫بموقف عربي واحد في‬
‫مواجهة التحديات التي تمر بها األمة‪.‬‬
‫فإيمان جاللتها وعزيمتها التي تستمدها من عزيمة جاللة الملك عبدهللا الثاني المفدى سيبقى‬
‫النبراس الذي يضيء الطريق لألردنيين واألردنيات المؤمنين بقضايا مجتمعهم ووطنهم‬
‫وأمتهم‪.‬‬
‫االستراتيجية الوطنية لألسرة األردنية‬
‫عكف المجلس الوطني لشؤون األسرة بعد تأسيسه بإرادة ملكية سامية واكتسابه الصفة الرسمية‬
‫كهيئة أهلية تتمتع بشخصية اعتبارية ذات استقالل مالي وإداري‪ ،‬وفقا للقانون رقم ‪ 27‬لسنة‬
‫‪ ، 2001‬على تطوير استراتيجية وطنية لألسرة األردنية تشمل مختلف الجوانب التي تشكل‬
‫حياة األسرة وتؤثر فيها‪ .‬وتقوم هذه المبادرة على إدراك أن األسرة ليست وحدة اجتماعية‬
‫فحسب‪ ،‬وإنما وحدة تتكون من أعضاء مختلفين من حيث العمـر والنوع االجتماعي‬
‫واالحتياجات والدور والخيارات واألولويات والقدرات والمشكالت وتنطلق المبادرة من حقيقة‬
‫أن األسر تتفاوت في إمكانية االضطالع بمسؤولياتها ودورها وقدراتها على مواجهة التحديات‬
‫والتغيرات والضغوط التي تتعرض لها بسبب إمكانياتها المادية والمعرفية‪.‬‬
‫ومن أبرز هذه التحد يات األمية والبطالة والفقر واألوبئة والكوارث الطبيعية والتفكك األسري‬
‫والعنف والجريمة واإلدمان وغيرها من العلل االجتماعية والصحية والبيئية واألمنية ويقتضي‬
‫هذا األمر تدخالً مباشرا ً من قبل الدولة بمؤسساتها وهيئاتها الرسمية‪ ،‬ومن قبل المنظمات‬
‫األهلية لتوفير الد عم لألسر غير القادرة وتزويدها بالوسائل واألدوات والمعونة المادية‬
‫والمعنوية والفنية لتمكينها من مواجهة التحديات وتجاوز المخاطر‪ .‬كما يتطلب إطارا ً مؤسسيا ً‬
‫يحقق أكبر قدر ممكن من التنسيق والتكامل بين جهود جميع األطراف المعنية بشؤون األسرة‬
‫األردنية‪ ،‬بحيث يتم توز يع األدوار وتعزيز عملية المتابعة والتقييم لتنفيذ البرامج على‬
‫الصعيدين الموضوعي والمؤسسي وقياس جدواها وآثارها على نوعية حياة األسرة وأعضائها‪.‬‬
‫ويتمثل هذا اإلطار في مبادرة المجلس بتطوير استراتيجية وطنية بمحاور محددة ينبثق منها‬
‫برامج وأنشطة‬
‫تشكل خطة تنفيذية ضمن مدى زمني متدرج ‪.‬‬
‫الركائز األساسية لالستراتيجية ‪:‬‬

‫تم تحديد منطلقات االستراتيجية التي تتمثل في مجموعة من ثوابت ومبادئ تنطلق من الواقع‬
‫وتستشرف المستقبل‪ .‬وهذه المرتكزات هـ ت هي‪:‬‬
‫‪ 1‬األسرة وحدة المجتمع األساسية التي تشكل نسيجه االجتماعي وتمثل حجر الزاوية فيه‪ ،‬وهي‬
‫المصدر األول للمعرفة واإلعداد ألعضائها ولتكوين هويتهم الثقافية والقيمية‪ ،‬ولتوفير‬
‫احتياجاتهم الحياتية االقتصادية واألمنية والصحية والسكنية وغيرها‪ ،‬وهي المؤسسة‬
‫االجتماعية األولى لتفاعل الفرد مع محيطه االجتماعي وإقامة الحوار وبناء الصالت المتميزة‬
‫مع من هم من غير جيله أو نوعه االجتماعي‪.‬‬
‫‪ 2.‬األسرة كيان فاعل ومنتج‪ ،‬وهي مؤسسة هامة لتشغيل أعضائها بأجر أو دون أجر‪ ،‬لذا ال‬
‫يجوز أن تكون مجرد متلقية للخدمات وشتى أنواع الرعاية والحماية من المجتمع‪ .‬فهي وحدة‬
‫أساسية في تنمية المجتمع المحلي وحلقة ضرورية وسطى تربط الفرد بمؤسسات المجتمع‬
‫المختلفة‪ ،‬ولذا ال بد أن تكون المدخل للسياسات والبرامج التنموية االجتماعية الموجهة للفرد أو‬
‫للمجتمع‪ ،‬فالتحديات والمشكالت التي تواجه الفرد أو المجتمع بأكمله إنما تواجه األسرة في‬
‫الوقت نفسه وتمسها بصورة مباشرة‪.‬‬
‫األهداف العامة لالستراتيجية‬
‫تتحدد األهداف العامة والغايات التي تسعى االستراتيجية الوطنية لألسرة األردنية إلى تحقيقها‬
‫فيما‬
‫يلي ‪:‬‬
‫تعزيز تكوين األسرة على أسس سليمة من جميع النواحي ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تعزيز التماسك والبناء الداخلي والتفاعل االجتماعي لألسرة‬ ‫‪-‬‬
‫تمكين األسرة من القيام بوظائفها المختلفة بكفاية وفاعلية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تلبية الحاجات المادية لألسرة وتمكينها وأعضائها من االكتفاء‬ ‫‪-‬‬
‫اقتصاديا‪.‬‬
‫تلبية حق األسرة وأعضائها في التعليم والصحة العالجية والوقائية والمعرفة واألمن بجميع‬
‫أشكاله ‪.‬‬
‫تعزيز مكانة األسرة ودورها في تنمية رأس المال االجتماعي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫دعم مقومات األسرة وهويتها وقيمها الثقافية العربية واإلسالمية‬ ‫‪-‬‬
‫وانفتاحها على اآلخر وتكثيف‬
‫صالتها به وبثقافته‬
‫‪ .‬دمج األسرة في التنمية وإشراكها في التخطيط وصنع القرار‪.‬‬
‫تطوير السياسات والتشريعات والقوانين ذات الصلة باألسرة‬ ‫‪-‬‬
‫وحقوقها ومجاالت حياتها‪.‬‬
‫مصطلحات ومفاهيم‬
‫تتضمن أية استراتيجية عددا ً من المصطلحات والمفاهيم التي جرت العادة على استخدامها دون‬
‫تدقيق ووضوح‪ ،‬وكثيرا ً ما يشوبها االلتباس والتداخل فيما بين معانيها ودالالتها‪ ،‬لذا كان من‬
‫الضروري قبل البدء بإعداد الدراسات المرجعية لالستراتيجية وتحديد أهدافها ومحاورها‬
‫وعالقتها بالخ طة التنفيذية وغير ذلك من المسائل ذات العالقة بعملية تحضير وإنتاج‬
‫االستراتيجية‪ ،‬أن يتم تحديد وتعريف المصطلحات والمفاهيم الرئيسة التي سيستخدمها الباحثون‬
‫وغيرهم من المشاركين في عملية إعداد االستراتيجية الوطنية لألسرة األردنية والخطة‬
‫التنفيذية المنبثقة منها‪ .‬فذلك من شأنه أن يوحد اإلطار المفاهيمي ويوفر الوضوح للقاعدة‬
‫المعرفية لالستراتيجية ومكوناتها وللعالقات بين هذه المكونات‪.‬‬
‫األسرة‬
‫األسرة‪ ،‬في التعريف القانوني الشرعي‪ ،‬هي الزوج والزوجة أو أحدهما فقط في حالة الترمل‬
‫أو الطالق واألبناء المقيمون في مسكن واحد واألسرة ‪family‬بهذا المفهوم هي أسرة نووية‬
‫تستند إلى شرطين أساسيين هما عقد الزواج بين ذكر وأنثى واإلقامة تحت سقف واحد وهي‬
‫تختلف عن العائلة التي تتكون من عدة أسر نووية ‪ Families‬تربطها قرابة الدم وتتخذ اسما ً‬
‫واحداً‪ ،‬ويتوافر لكل أسرة منها شرطا عقد الزواج واإلقامة في مسكن خاص بها‪ ،‬أي أنها‬
‫جميعا ً ال تقيم في مكان أو مسكن‬
‫واحد‪ .‬وهي تختلف كذلك عن (األسرة الممتدة) التي تضم األجداد واألبناء واألحفاد من عدة‬
‫عقود زواج‬
‫والذين يعيشون في مسكن واحد وتتخذ اسما ً موحدا ً‪.‬‬
‫وتختلف المصطلحات المذكورة عن (العشيرة) وغيرها من المصطلحات األخرى كاألسرة‬
‫المعيشية ‪ Household‬التي يتوافر فيها الشرط األول (المسكن وال يتوفر لها شرط عقد‬
‫الزواج‪ ،‬واستكماال لتعريف‪ .‬األسرة) وت وضيح ارتباطه باإلطار الثقافي واالجتماعي‪ ،‬وبالتالي‬
‫بدور األسرة ووظائفها‪ ،‬يجدر التأكيد على أن‬
‫األسرة‪ ،‬من بين مفاهيم عديدة‪ ،‬هي‪:‬‬
‫الوحدة األساسية للمجتمع أو اللبنة التي يتشكل منها البناء االجتماعي‬
‫وحدة ثقافية كما هي اجتماعية‬ ‫‪-‬‬
‫البوتقة أو المؤسسة االجتماعية األولى التي يتم في إطارها تفاعل األفراد واألجيال على أساس‬
‫الحوار والتفاهم واالحترام المتبادل‬
‫اإلطار المؤسسي الذي يمارس فيه الفرد عملية اندماجه في المجتمع‪.‬‬
‫وحده قاعدية لتنمية المجتمعات المحلية‪.‬‬
‫المصدر األول للمعرفة والتعلم واإلعداد والدعم للفرد اجتماعيا ً ونفسيا وتربويا ً واقتصاديا ً‪.‬‬
‫الحلقة الوسطى بين الفرد ومؤسسات المجتمع المختلفة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الرؤية‬
‫هي الصورة المنشودة لألسرة كما ترتئيها المؤسسات ذات العالقة وتصوغها وتتبناها‬
‫وتسعى إلى‬
‫تحقيقها كرؤية وطنية‪ .‬وتتحدد معالم هذه الصورة ومكوناتها من خالل المنظور الثقافي‬
‫واالجتماعي‬
‫واالقتصادي للمجتمع‪ ،‬أي من خالل ثوابته التراثية والقيمية وفلسفته التنموية الشاملة‬
‫والمستدامة حاضرا ً‬
‫ومستقبالً‪ .‬فالرؤية نص مختصر ومركز يرسم النوع والمضمون لألسرة كما يتمناها‬
‫ويتطلع إليها المجتمع‬
‫وهي النتيجة النهائية للرسالة بعد اكتمالها‪.‬‬
‫الرسالة‬
‫لكل مؤسسة أو وزارة أو جهاز أو منظمة أو جمعية رسالة خاصة بها في مجال اختصاصها‬
‫تتثمل‬
‫في عملها لتحقيق رؤية المجتمع في ذلك المجال‪ .‬فرسالة المجلس الوطني لشؤون األسرة هي‬
‫تحقيق الرؤية المنشودة لألسرة األردنية وذلك من خالل بلورة سياسات ووضع استراتيجية‬
‫وتنفيذ برامج وأنشطة وتطوير أساليب وأدوات وآليات عملية وواقعية إلنجاز ذلك‪ .‬وتتطلب‬
‫صياغة الرسالة وتوصيفها كذلك االختيار الموضوعي المالئم والواضح للمقاربة واألهداف‬
‫العامة والفرعية للبرامج واألنشطة‪ ،‬واخذ المعطيات التراثية والقيمية وحقائق الواقع الحاضر‬
‫واتجاهاتها المستقبلية على الصعد االجتماعية واالقتصادية والثقافية بعين‬
‫االعتبار‪.‬‬
‫محاور االستراتيجية الوطنية لألسرة األردنية‬

‫المحور األول ‪ :‬تكوين األسرة وعناصر وأساليب تمتين بنيتها وحمايتها من التفكك‪.‬‬
‫المحور الثاني‪ :‬أداء األسرة لوظائفها األساسية وتمكينها من ذلك‪.‬‬
‫المحور الثالث ‪ :‬الدور الثقافي لألسرة كحافظة للهوية وبوتقة لصون المنظومة القيمية‬
‫الوطنية في زمن العولمة‬
‫المحور الرابع مكانة األسرة وتنظيم شؤونها في القوانين والتشريعات الوطنية‪.‬‬
‫المحور الخامس السياسات األسرية وتكاملها في إطار السياسات اإلنمائية الوطنية‬
‫المستدامة‪.‬‬
‫المحور السادس االحتياجات والحقوق األساسية لألسرة وأعضائها وتلبيتها ومشاركة‬
‫األسرة في مجاالت الحياة المختلفة للمجتمع‪.‬‬
‫المحور السابع ‪ :‬األسرة المغتربة وتعزيز صالتها بالوطن وحماية حقوقها‪.‬‬
‫المحور الثامن‪ :‬التهديدات االجتماعية والصح ية واألمنية والبيئية لكيان األسرة والوقاية منها‪.‬‬
‫الخطة الوطنية األردنية للطفولة لألعوام ‪2013-2004‬‬
‫في أيلول من عام (‪ ،)1990‬اجتمع أكبر حشد من قادة دول العالم في مقر األمم المتحدة في‬
‫نيويورك لمناقشة جدول أعمال مكون من بند واحد األطفال‪ .‬ويعتبر مؤتمر القمة العالمي من‬
‫أجل الطفل أول إجراء رئيسي تم من خالله الموافقة على اتفاقية حقوق الطفل‪ .‬وقد وافق قادة‬
‫الدول الذين حضروا المؤتمر على استرشاد مبدأ "األطفال أوالً الذي ينص على إيالء‬
‫احتياجات األطفال األساسية أولوية عليا عند تخصيص الموارد‪ .‬وفي ختام تلك القمة تبنى‬
‫زعماء دول العالم ورؤساء الحكومات إعالنا ً بااللتزام ببقاء الطفل وحمايته وتنميته في‬
‫التسعينيات وخطة عمل لتنفيذ بنود ذلك اإلعالن‪ .‬وكإجراء فوري لمؤتمر القمة العالمي من‬
‫أجل الطفل‪ ،‬صادق األردن على االتفاقية الدولية لحقوق الطفل في عام ‪ 1991‬وعُقد تحت‬
‫رعاية المغفور له الملك الحسين طيب هللا ثراه وجاللة الملكة نور الحسين المعظمة المؤتمر‬
‫الوطني للطفولة في األردن في شهر أيار من عام ‪ 1992‬وهدف المؤتمر إلى وضع إطار عام‬
‫الستراتيجية وطنية للطفولة بمشاركة جميع الجهات المعنية برعاية الطفولة في األردن‪،‬‬
‫وغطت االستراتيجية محاور الصحة والتعليم والبيئة واإلعالم والثقافة والفئات ذوي‬
‫االحتياجات الخاصة من‬
‫األطفال‪.‬‬
‫وقد حقق األردن العديد من اإلنجازات من خالل تنفيذ خطة العمل الوطنية للطفولة (‪)1993‬‬
‫‪ ،) 2000‬من أهمها استمرار خفض معدل وفيات األطفال‪ ،‬والقضاء على شلل األطفال وكزاز‬
‫حديثي الوالدة‪ ،‬واالستمرار في تغطية األطفال بالمطاعيم الستة األساسية‪ ،‬وتعديل مواصفات‬
‫ملح الطعام ليشمل مادة اليود الضرور ية لنموهم السليم والبدء بإثراء الطحين بمادة الحديد‬
‫وحامض الفوليك‪ .‬وفي مجال صحة األم ارتفعت نسبة السيدات اللواتي يتلقين رعاية طبية‬
‫مؤهلة من ‪ %80‬إلى ‪ ،% 96‬كما ارتفعت نسبة الوالدات التي تتم في المستشفيات من ‪%78‬‬
‫إلى ‪ %93‬وفي مجال التعليم تم استحداث العديد من رياض األطفال ووضع مسودة‬
‫لالستراتيجية الوطنية للطفولة المبكرة‪ ،‬واعتبرت مرحلة رياض األطفال من المراحل التعليمية‬
‫في النظام التعليمي‪ ،‬وبدأ العمل على استخدام الحاسوب في المدارس‪ .‬وفي مجال حماية الطفل‪،‬‬
‫تم إنشاء إدارة حماية األسرة في مديرية األمن العام للحد من اإلساءة الواقعة على النساء‬
‫واألطفال‪ ،‬وتأسيس مشروع حماية األسرة‪ ،‬وإعداد استراتيجية الحد من عمالة الطفل‬
‫واستحداث وحدة عمالة الطفل‬
‫المتابعة تنفيذها‪.‬‬
‫وقد تم إجراء تقييم لهذه اإلنجازات في تقرير نهاية العقد الذي قدمه األردن لألمم المتحدة في‬
‫عام ‪ 2000‬وبنا ًء على تقارير كافة الدول تم وضع تصور مشترك لألولويات الجديدة عالميا ً‬
‫لألطفال لجعل عالمنا جديرا ً بهم من خالل حركة عالمية لألطفال‪ .‬بعد مضي عشر سنوات‬
‫على انع قاد مؤتمر القمة العالمي من أجل الطفل‪ ،‬عقدت الجمعية العامة لألمم المتحدة جلسة‬
‫خاصة حول األطفال في عام ‪ 2002‬لمراجعة ما تم إحرازه من تقدم في العقد الماضي‪.‬‬
‫واالتفاق على رؤية مستقبلية من أجل الطفل‪ .‬وخالل هذه الجلسة تم االتفاق على التزام عالمي‬
‫من أجل األطفال في وثيقة جديدة هي "عالم جدير باألطفال ‪World Fit for Children”،‬‬
‫واتفق زعماء العالم على‬
‫استخدام اإلطار العام لهذه الوثيقة في تطوير الخطط الوطنية للطفولة‪.‬‬
‫لقد وضع جاللة الملك عبد هللا الثاني وجاللة الملكة رانيا العبد هللا رؤية واضحة ألجل أطفال‬
‫‪ 100‬األردن‪ ،‬تنسجم إلى حد بعيد مع الزخم والرؤية العالمية والعربية لألطفال‪ .‬فقد انضمت‬
‫األردن إلى الحركة العالمية من أجل األطفال التي هدفت إلى البناء على اإلنجازات وترجمة‬
‫الرؤية الخاصة باألطفال إلى إجراءات ملموسة‪ .‬ويتطلب ذلك تضافر جميع الجهود مع وجود‬
‫قيادة فاعلة‪ .‬وقد انضمت إلى هذه المبادرة صاحبة الجاللة الملكة رانيا العبد هللا المعظمة في‬
‫تشرين الثاني ‪ 2000‬باإلضافة إلى نيلسون مانديال وجراسا ميشيل في إعالن التزامهم بقيادة‬
‫حركة عالمية من أجل األطفال‪ .‬وقد وجهت هذه الشخصيات المهمة دعوتها إلى قادة العالم في‬
‫الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني ووسائل اإلعالم وكذلك لألطفال والشباب‬
‫اليافعين للعمل معا ً لتخطي الكلمات والعمل على الوفاء بالوعود وااللتزامات المتعلقة باألطفال‬
‫– فقد حان وقت العمل المستوى لحقوق الطفل في عام ‪ 2001‬الذي صدر عنه إعالن" القاهرة‬
‫حول عالم جدير باألطفال" لتفعيل آليات العمل العربي المشترك من أجل الطفولة‪ ،‬وبيان‬
‫بموقف عربي موحد للمشاركة الفعالة في الجلسة الخاصة لألمم المتحدة حول الطفولة وقرار‬
‫بإعداد مشروع ال خطة العربية الثانية للطفولة في ضوء التوجهات العالمية الجديدة والثوابت‬
‫العربية األصيلة‪ .‬وفي الدورة االستثنائية للجنة الفنية االستشارية للطفولة العربية التي عقدت‬
‫في البحرين في عام ‪ 2003‬تمت دراسة "مشروع الخطة العربية للطفولة" وتنقيحه وأوصت‬
‫اللجنة باعتماد المش روع ورفعه إلى المؤتمر العربي الثالث رفيع المستوى لحقوق الطفل الذي‬
‫عقد في الجمهورية التونسية في عام ‪ ،2003‬حيث هدف المؤتمر إلى اعتماد خطة العمل‬
‫العربية للطفولة (‪ ) 2015-2004‬كي تسترشد بها الدول العربية في تطوير خططها الوطنية‬
‫للطفولة وبناء على كل ذلك‪ ،‬تم إعداد الخطة الوطنية األردنية للطفولة‪ .‬وبناء على التزام‬
‫األردن بالمواثيق الدولية الخاصة بالطفولة مثل اتفاقية حقوق الطفل‪ ،‬والخطط المتعلقة بالطفولة‬
‫مثل الخطة العربية للطفولة للعشرية الثانية ‪ 2015 – 2004‬وباالستناد إلى أهداف األلفيه‬
‫للتنمية (‪ )MDGs‬وللمحافظة على المكتسبات التي وصل إليها األردن في مجال الطفولة‬
‫لألعوام السابقة جاءت الخطة الوطنية للطفولة كي تشكل إطارا عاما يسترشد به صانعو القرار‬
‫من القطاعات المعنية للطفولة للبدء بوضع برامج مفصلة لجميع الفئات العمرية مراعية‬
‫المبادئ األساسية لحقوق الطفل والعدالة المنهجية ال تي اتبعت إلعداد الخطة الوطنية للطفولة‬
‫بين الفئات المختلفة وعدم التمييز ‪.‬‬
‫وتتلخص رؤية الخطة الوطنية للطفولة بإيجاد بيئة آمنة تنمي قدرات الطفل وتستثمر فيها من‬
‫خالل ضمان التشريعات والسياسات والبرامج التي تعنى بالنواحي الجسدية والعقلية‬
‫واالجتماعية واالنفعالية للطفل‪ .‬وترتكز رسالة الخطة الوطنية للطفولة على معتقدات ومفاهيم‬
‫تتلخص في الحياة اآلمنة والنماء وتنمية القدرات والحماية والعدالة االجتماعية واألمان والرفاه‬
‫لجميع األطفال في كافة فئاتهم العمرية في الظروف الطبيعية والظروف الصعبة والنزاعات‬
‫المسلحة وجميع أنواع اإل ساءة‪ .‬تتحقق الحياة اآلمنة من خالل ضمان بيئة سليمة مالئمة لجميع‬
‫مراحل نمو الطفل جسديا ونفسيا واجتماعيا‪ .‬وقد تم إعداد الخطة الوطنية للطفولة لكي تتماشى‬
‫مع أهداف األلفية التنموية وااللتزامات التي التزم بها األردن في‬
‫تقرير أهداف األلفية التنموية‪.‬‬
‫إن األهداف العامة للخطة الوطنية للطفولة هي ‪:‬‬
‫‪ 1‬توفير إطار ومنهج يشمل توجهات استراتيجيه تسهل عمليه االنتقال من النظرية إلى التطبيق‬
‫في مجاالت ومحاور تتعلق بالطفولة‪.‬‬
‫‪ .٢‬تفعيل التعاون والشراكة بين القطاعات الرسمية واألهلية من اجل تخطيط متكامل يعتمد‬
‫منهجية التشارك الحقيقي في تحديد األدوار والمسؤوليات‬
‫‪ 3‬تقليل الفجوة االجتماعية المعتمدة على الجنس والفوارق الجغرافية وذلك بزيادة فرص‬
‫الوصول إلى الخدمات ذات النوعية التي تضمن حياه آمنة لجميع األطفال بغض النظر عن‬
‫الجنس أو العمر أو المستوى االجتماعي ‪.‬‬
‫‪ .٤..‬اع تماد محاور الخطة الوطنية للطفولة أساسا للبحوث والتقييم والمتابعة من خالل وضع‬
‫المؤشرات والمعايير التي تنبثق من محاورها‬
‫‪ 5‬تسهيل وتوفير التمويل الدولي والمحلي من اجل تنفيذ اإلجراءات المنبثقة من هذه الخطة‪.‬‬

‫المنهجية التي اتبعت من اجل تطوير الخطة الوطنية للطفولة هي ‪ :‬كما يلي‪ :‬في تشرين‬
‫الثاني ‪ ، 2002‬قام المجلس الوطني لشؤون األسرة بالتعاون مع وزارة التخطيط ومنظمة‬
‫اليونيسف بتشكيل لجنة توجيهية ممثلة من الجهات المعنية بالطفولة من القطاع الحكومي وغير‬
‫الحكومي واألكاديميين والقطاع الخاص‪ ،‬وذلك للبدء بإعداد الخطة الوطنية للطفولة لمدة عشر‬
‫سنوات (‪ ) 2013-2004‬في االجتماع األول للجنة التوجيهية في شهر تشرين الثاني عام‬
‫‪ 2002‬تم تحديد الخطوات الالزمة للبدء في عملية تطوير الخطة الوطنية للطفولة‪ ،‬وقد انبثقت‬
‫من اللجنة التوجيهية لجنة تنفيذية لمتابعة عملية اإلعداد للخطة الوطنية للطفولة ممثلة من‬
‫وزارة التخطيط والتعاون الدولي ووزارة التنمية االجتماعية والمجلس األعلى للشباب ومؤسسة‬
‫إنقاذ الطفل ومنظمة اليونيسف والمجلس الوطني لشؤون األسرة ‪ .‬عقدت اللجنة التوجيهية‬
‫والتنفيذية عدة اجتماعات ومن خالل المداوالت تم اعتماد الهيكلية ‪ ...‬األولية لخطة العمل‬
‫العربية للطفولة كإطار مرجعي يعتمد على عدة قطاعات رئيسة هي الصحة التعليم الحماية‬
‫اإلعالم المتابعة التقييم‬
‫في حزيران عام ‪ ، 2003‬تم عقد ورشة عمل وطنية إلعالن البدء بتطوير الخطة الوطنية‬
‫للطفولة حيث جرى عرض إطار العمل ( هيكلية الخطة وتشكيل فرق عمل سبع‪ ،‬وقد روعي‬
‫أن يكون كل فريق‬
‫ممثالً من قبل القطاع الحكومي وغير الحكومي والقطاع الخاص واألكاديميين‪ ،‬وتم تعيين‬
‫رئيس ومقرر لكل فريق‪ .‬من حزيران ‪ 2003‬إلى كانون أول ‪ 2004‬عمل أعضاء الفرق على‬
‫إعداد الخطط من خالل اجتماعات مكثفة على محاور الخطة من قبل فرق العمل‪ .‬في كانون‬
‫ثاني ‪ 2004‬تم االنتهاء من المسودة األولى للخطة وإرسالها إلى جميع الجهات المعنية‬
‫للحصول على مالحظاتهم على الخطة‪.‬‬
‫في آذار ‪ 2004،‬قامت خبيرة بفرز المالحظات التي وردت ومن ثم مناقشتها مع رئيس وممثل‬
‫حكومي من كل فريق‪.‬‬
‫في نيسان ‪ 2004‬تم االنتهاء من المسودة الثانية ومراجعتها من قبل اللجنة التنفيذية‪.‬‬
‫في حزيران ‪ ، 2004‬تم عقد جلسات متخصصة لمحاور الخطة المختلفة لمناقشة المسودة الثانية‬
‫من قبل ف رق العمل بهدف الخروج بالخطة بشكلها النهائي واعتمادها على المستوى الوطني‪.‬‬
‫خالل حزيران ‪ 2004،‬تم تشكيل فرق مراجعة نهائية لمحاور الخطة مؤلفة من الفرق الرئيسية‬
‫التي طورت الخطة‪ ،‬باإلضافة إلى أشخاص جدد تمت تسميتهم من قبل األمناء العامين برئاسة‬
‫أمناء عامين من‬
‫الوز ارات الرئيسة المعنية بالتنفيذ‪ .‬وقد رأس األمناء العامون الجلسات النهائية المتخصصة‪.‬‬
‫في آب ‪ 2004،‬تم التعاقد مع خبير في مجال تقدير الكلف المالية‪ ،‬كما تم تشكيل فريق من‬
‫الوزارات‬

‫ذات العالقة المباشرة للعمل ضمن فريق تقدير الكلف المالية‪ ،‬بحيث كانت منهجية العمل كما‬
‫يلي ‪:‬‬
‫تعيين ضابطي ارتباط من الوزارات الرئيسية ذات العالقة بتنفيذ‬ ‫‪-‬‬
‫الخطة‪ ،‬أحدهما فني واآلخر‬
‫مالي‪.‬‬
‫مراجعة الخطة وتحديد اإلجراءات الواردة واإلجراءات غير‬ ‫‪-‬‬
‫الواردة ضمن موازنات الوزارات‬
‫وخططها‪.‬‬
‫العمل على تقدير الكلف المالية بنا ًء على الخبرة والسجالت المحاسبية المتوافرة عند الجهات‬
‫المنفذة‪ ،‬مع األخذ بعين االعتبار أهم العوامل المؤثرة في التغيرات تقدير التكاليف مثل الزيادة‬
‫في‬
‫عدد السكان والتضخم وارتفاع األسعار وتغييرات سعر الصرف‪.‬‬
‫وفي آب ‪ ، 2004‬تم التعاقد مع خبير في مجال المتابعة والتقييم عمل مع أعضاء اللجنة‬
‫التوجيهية‬
‫على تحديد إطار عام آللية المتابعة والتقييم للخطة‪.‬‬
‫في أيلول ‪ ، 2004‬وضعت الخطة الوطنية للطفولة في صورتها النهائية للتحضير إلطالقها في‬
‫تشرين‬
‫أول ‪ 2004‬تحت رعاية ملكية سامية‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق بمشاركة الشباب فقد كانت منهجية العمل كما يلي‪:‬‬
‫في نيسان ‪ ، 2004‬نفذ اتحاد المرأة األردنية دورة من برلمان أطفال األردن تم خاللها عرض‬
‫مختصر‬
‫لمسودة الخطة الوطنية األردنية للطفولة‪ ،‬كما تم االتفاق على آلية لمناقشة مسودة الخطة مع‬
‫أعضاء من‬
‫برلمان الطفل في أقاليم الشمال والوسط والجنوب‪.‬‬
‫في نيسان ‪ ،2004‬تم عقد ثالث ورشات عمل األعضاء من برلمان األطفال في أقاليم الشمال‬
‫والوسط‬
‫والجنوب ناقش خاللها أعضاء البرلمان الخطة الوطنية لألطفال ووضعوا المالحظات‬
‫والتوصيات عليها‬
‫في تموز ‪ ، 2004‬تم عقد اجتماع إقليمي موسع بحضور الميسرين لالجتماعات التي تمت في‬
‫األقاليم‪،‬‬
‫تم خاللها مناقشة التوصيات ودمجها في توصيات نهائية رفعت إلى الجهات ذات العالقة‪.‬‬
‫في آب ‪ ، 2004،‬قامت لجنة مصغرة مكونة من اللجنة التنفيذية بدراسة توصيات برلمان‬
‫األطفال ودمجها‬
‫حيثما أمكن ضمن محاور الخطة الوطنية النهائية‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬تم إرفاق التقرير النهائي‬
‫لتوصيات األطفال‬
‫على الخطة الوطنية للطفولة وورد – ودون أي تعديل – كملحق للخطة الوطنية األردنية‬
‫للطفولة ‪.‬‬
‫المحور االساسي االول في الخطة الوطنية للطفولة هو "تأمين الصحة والحياة‬
‫اآلمنة"‪ ،‬يهدف هذا المحور إلى تحقيق حق كل طفل وطفلة في البقاء والحياة الكريمة‬
‫والحصول على رعاية صح ية وتغذية متوازنة‪ ،‬وبيئة صحية آمنة‪ .‬أما المحاور الفرعية فهي‬
‫كما يلي‪:‬‬
‫صحة األم الحامل والطفل‪.‬‬
‫صحة الرضيع ‪ 40‬أسابيع‪.‬‬
‫صحة الرضيع ‪ 12-1‬شهرا‪.‬‬
‫صحة الطفل دون سن الخامسة‪.‬‬
‫صحة الطفل من ‪ 15‬عاماً‪.‬‬
‫صحة الطفل من ‪ 18-12‬عاماً‪.‬‬
‫البيئة الصحية اآلمنة‬
‫الوقاية من مرض نقص المناعة المكتسب ()‪HIV/AIDS‬‬
‫المحور األساسي الثاني هو "النماء وتنمية القدرات" يهدف إلى تفعيل حق كل طفل وطفلة في‬
‫الحصول على طفولة مبكرة سوية وآمنة حافلة بالترفيه واللعب والنشاطات التي تتماشى‬
‫وقدراتهم النمائية‪ .‬والحصول على تعليم متميز بما فيه التعليم ما قبل المدرسة والتعليم األساسي‬
‫والثانوي‪ ،‬مع إدخال علم التكنولوجيا ومفاهيم التعلم الذاتي والتعلم المستمر مدى الحياة وتطوير‬
‫النظام التربوي وفق احتياجات االقتصاد المبني على المعرفة وزيادة معرفتهم بموروثهم‬
‫الثقافي االيجابي‪ ،‬وإكسابهم المهارات والمعارف والقدرة على اتخاذ القرار والتواصل مع‬
‫اآلخرين وتنمية طاقاتهم وإمكاناتهم اإلبداعية‪ ،‬وتمكينهم من ممارسة حقهم في التعبير‬
‫والمشاركة الفعالة لما األهداف الفرعية فهي كما يلي‪:‬‬
‫‪ .‬تنمية الطفولة المبكرة‬ ‫‪-‬‬
‫‪ .‬الترويح واللعب‬ ‫‪-‬‬
‫التعليم األساسي‬ ‫‪-‬‬
‫التعليم الثانوي‬ ‫‪-‬‬
‫‪ .‬التطور النوعي للتعليم‬ ‫‪-‬‬
‫تعليم األطفال ذوي االحتياجات الخاصة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اللياقة البدنية والتربية الرياضية‬ ‫‪-‬‬
‫الثقافة‬ ‫‪-‬‬
‫المشاركة في الحياة االجتماعية و السياسية‬ ‫‪-‬‬
‫المحور االساسي الثالث هو "الحماية لألطفال في الظروف الصعبة‪ ،‬ويهدف هذا المحور‬
‫إلى تفعيل حقوق الطفل في الحماية من كافة أشكال العنف واإلهمال واإلساءة البدنية‬
‫والجنسية والنفسية‪ ،‬ومن كافة أشكال االستغالل االقتصادي والعمل الذي يعوق نموهم‬
‫الطبيعي ويحرمهم من التعليم وحمايتهم من حيازة وتعاطي المواد المخدرة والمؤثرة على‬
‫العقل ووقايتهم من االنحراف وتأمين نظام خاص في األطفال المخالفين للقانون يعيد دمجهم‬
‫في المجتمع‪ ،‬وضمان حصول األطفال خالل فترات الكوارث على المساعدات‬

‫اإلنسانية المحاور الفرعية للحماية هي كما يلي‪:‬‬


‫‪ .‬األطفال في دور الرعاية‬ ‫‪-‬‬
‫األطفال المخالفون للقانون‬ ‫‪-‬‬
‫‪ .‬األطفال والمخدرات والمؤثرات العقلية‬ ‫‪-‬‬
‫‪ .‬عمل األطفال‬ ‫‪-‬‬
‫• اإلساءة للطفل‬
‫‪ .‬األطفال في النزاعات المسلحة‬ ‫‪-‬‬
‫يهدف المحور الرابع "اإلعالم" إلى االرتقاء بمستوى الرسالة اإلعالمية الموجهة‬
‫لألطفال‪ ،‬وزيادة المساحة المخصصة لألطفال‪ ،‬وتعريفهم بحقوقهم وواجباتهم وحمايتهم‬
‫من اآلثار الضارة لإلعالم‪ .‬أما المحور الخامس واالخير "المتابعة والتقييم" فيهدف إلى‬
‫تعزيز اساليب الرصد والمتابعة والتقييم من خالل توفير اطار عمل وطني موحد‬
‫للمتابعة والتقييم ‪ -‬يعتمد على مؤشرات من الممكن قياسها تتبعه جميع الجهات التي لها‬
‫عالقة وذلك لضمان تنفيذ اجراءات الخطة الوطنية للطفولة وبناء على قانون المجلس‬
‫الوطني لشؤون األسرة الذي ينص على ان يمارس المجلس مهمة المساهمة في وضع‬
‫السياسات والخطط التي لها عالقة باألسرة واطفالها‪،‬‬
‫ومتابعة تنفيذها‪ ،‬سوف يقوم المجلس الوطني لشؤون األسرة مع كافة الجهات بمتابعة‬
‫تنفيذ الخطة‬
‫الوطنية‪.‬‬
‫جمعية قرى األطفال ‪ sos‬األردنية‬

‫هي جمعية محلية‪ ،‬خاصة ال تنتمي ألي من التيارات السياسية أو الدينية أو العرقية أو‬
‫ما شابه تأسست عام (‪ 1984‬م) وتسعى إلى تحقيق الحياة الكريمة لألطفال األردنيين‬
‫األيتام والمحرومين وذلك برعايتها لهم منذ لحظة انتمائهم للقرى وحتى انطالقهم إلى‬
‫بيوت الشباب والشابات‪ ،‬ليخوضوا بعدها غمار الحياة باستقاللية واعتماد كلي على‬
‫النفس‪ ،‬ليصبحوا أفرادا ً منتجين فعالين لخدمة أنفسهم ومجتمعهم ووطنهم‪ .‬تعمل الجمعية‬
‫بروح ما نص عليه ميثاق األمم المتحدة فيما يخص حقوق الطفل حيث تسير على‬
‫المنهج العائلي الذي يستند إلى رعاية للطفل طويلة األمد‪ ،‬والمتمثلة في أربعة مبادئ‬
‫هي األم‪ ،‬اإلخوة واألخوات البيت والقرية‬
‫ترعى الجمعية ثالثمائة وخمسين طفالً في فراها الثالث في عمان والعقبة واريد وفي‬
‫بيوت‬
‫الشباب والشابات التابعة لها كما تستمر الجمعية في متابعة األمور المعيشية‬
‫واالجتماعية لمن تخرج في‬
‫قراها من الشباب والشابات‪.‬‬
‫وتتألف قرية األطفال ‪ sos‬عمان وقرية األطفال ‪ Sos‬اربد من اثني عشر بيتا عائليا‬
‫لكل منهما‪ .‬أما‬
‫قرية األطفال ‪ sos‬العقبة فتتألف من ثمان بيوت عائلية يحتضن كل بيت عائلي تسعة‬
‫أطفال يعيشون‬
‫كإخوة وأخوات في كنف أم تبني معهم عالقة وثيقة‪ ،‬وتوفر لهم الحماية واألمان‪،‬‬
‫وتشملهم بالمحبة‬
‫والعطف‪.‬‬

You might also like