‫النسق السياسي في المجتمع السعودي‬

‫الظاهرة السياسية من الظواهر المعقدة وا!لمرتبطة بالظواهر االجتماعية المختلفة‪.‬‬ ‫•‬

‫تتاثر بسيادة المكانة والعرف وخاصة في المجتمعات التقليدية‪.‬‬ ‫•‬
‫تعرف السياسة في نظر ( بارسونز) بأنها ” كل اشكال صنع القرار وتعبئة الموارد البشرية لتحقيق‬ ‫•‬
‫أي هدف محدود تسعى اليه جماعة معينة“‪.‬‬
‫وبالتالي فإن النشاط السياسي ال يتمثل فقط في النظم الحكومية العليا ولكنه يوجد في كل! تنظيم‬ ‫•‬
‫ومؤسسة في المجتمع‪.‬‬
‫ال يجب الخلط بين ا!لنظم السياسية والممارسة السياسية بمعناها الضيق‪ ،‬بما تعنيه من نمط القوة‬ ‫•‬
‫السائدة وأسلوب ممارستها وما تخلقه من تفاعالت سياسية‪ ( .‬مثال ‪ :‬القوه في علم السياسة = النقود‬
‫في علم االقتصاد ‪ ...‬حيث ان القوة ال تعد شيئا في حد ذاتها مثلها مثل النقود التي ال قيمة لها اال‬
‫في تبادلها)‪ .‬ص ‪68‬‬

‫‪1‬‬
 ‫‪.‬اوال‪:‬التنشئة السياسية والتربية الوطنية في المجتمع السعودي‬

‫يقول اميل دوركايم ”انه كي يحكم الضمير الجمعي سلوك االنسان فانه‬ ‫•‬
‫ينبغي صياغة االخير وتشكيله منذ البداية“‪.‬‬
‫تعد التنشئة السياسية االلة التي تعمل على تطبيع افراد المجتمع وفق‬ ‫•‬
‫اسس معينة تؤدي الى التكامل والتضامن واالنتماء للهوية الوطنية‪.‬‬
‫اصبحت التنشئة السياسية من الضرورات لخلق احساس عام بااللتزام‬ ‫•‬
‫والوالء للوطن وللسلطة الرسمية‪.‬‬
‫عملية التربية والتنشئة الوطنية عملية مستمرة ومتغيرة وفقا للمراحل‬ ‫•‬
‫العمرية للفرد ووفقا للثقافة السياسية التي يتطلبها واقع المجتمع‪.‬‬

‫‪2‬‬
 ‫‪.‬اوال‪:‬التنشئة السياسية والتربية الوطنية في المجتمع السعودي‬

‫ويتم ذلك عن طريق‪:‬‬ ‫•‬

‫– االسرة وأهمية دورها في غرس القيم ا!لوطنية في ابنائها‪..‬وذلك من خالل الحوار لتدعيم ما‬
‫هو ايجابي ومعالجة المفاهيم الخاطئة التي من شأنها ان تضعف الهوية واالنتماء الوطني‪.‬‬
‫– مؤسسات التعليم وما تقوم به من عملية تربوية وتعليمية لتحقيق االهدا!ف الوطنية وإطالع‬
‫االجيال على حضارة االمة و تاريخها االسالمي وتبصيرهم بجغرافية البالد ومزاياها‬
‫االقتصادية‪.‬‬
‫– اهتمام وسائل االعالم بال!وطن وإبراز شخصيته وثقافته وما ينعم به من نعمة االستقرار‬
‫واألمن والتقدم في جميع المجاالت ودوره في خدمة االسالم ومقدساته‪.‬‬
‫– التزام الدولة في جميع برامجها االجتماعية واالقتصادية بالمباديء الشرعية االسالمية‬
‫والحفاظ على التقاليد والقيم الثقافية واألخالقية المرتبطة بها‪.‬‬
‫– االلتزام بالحيادية السياسية في التربية الوطنية والبعد عن االنحياز لمذاهب سياسية معينه ‪..‬‬
‫وهو ما يتطلبه االسالم ومما يعزز قوى الترابط والتضامن داخليا وخارجيا‪.‬‬

‫‪3‬‬
 ‫‪.‬ثانيا‪:‬نظام الحكم والتربية الوطنية في المجتمع السعودي‬

‫هناك تالزم بين نظام الحكم والتربية باعتبار التربية عملية آلية مخططة الحترام الحكم‪.‬‬ ‫•‬
‫من خالل عملية التعليم ‪ ..‬يلقن الفرد منذ مراحل حياته االولى القيم والمعايير التى تحقق‬ ‫•‬
‫احترام انظمة الحكم االجتماعية‪.‬‬
‫كلما نجحت التربية الوطنية في اهدافها كلما حدث نوع من التكيف بين الفرد والمجتمع ‪,‬‬ ‫•‬
‫وتوازن في البناء والنظام االجتماعي‪.‬‬
‫في كثير من ال!دول غير االسالمية تعتمد التربية الوطنية بشكل اساسي على العالقة بين الفرد‬ ‫•‬
‫وبين انظمة الحكم الرئيسية للدولة‪..‬حيث قد ال يوجد صعوبة عند مطالبة االفراد بالخضوع‬
‫لحكم واحد هو حكم الدولة وخاصة عندما تكون الحياة في النهاية حياة قائمة على الفردية‪.‬‬
‫في المجتمعات االسالمية ‪ -‬كالمجتمع السعودي – يخضع الفرد لثالثة احكام رئيسية (التشريع‬ ‫•‬
‫اإللهي – نظام الحكم في الدولة – وصاية االسرة عل!ى الفرد)‪.‬‬

‫‪4‬‬
 ‫‪:‬حدد ا!لنظام االساسي للحكم في المجتمع السعودي احكاما ثالثة تتمثل فيما يلي •‬

‫– االول‪ :‬منهج هللا سبحانه وتعالى‪:‬‬

‫• حيث تنص المادة االولى من النظام االساسي للحكم على أن ” المملكة العربية السعودية دولة‬
‫اسالمية دينها االسالم ودستورها كتاب هللا تعالى وسنة رسوله صلى هللا عليه وسلم“‬
‫• وتنص المادة الثالثة والعشرون من النظام االساسي للحكم ” تحمي الدولة عقيدة االسالم ‪ ,‬وتطبق‬
‫شريعته وتـأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر‪ ,‬وتقوم بواجب الدعوة الى هللا“‪.‬‬
‫– الثاني‪ :‬حكم الدول!ة‪:‬‬
‫• وقد حدده النظام االساسي للحكم في المادة الرابعة والعشرون بما يلي‪” :‬تتكون السلطات في الدولة‬
‫من السلطة القضائية والسلطة التنفيذية والسلطة التنظيمية ‪ ,‬وتتعاون هذه السلطات في اداء‬
‫وظائفها وفقا لهذا النظام وغيره من االنظمة والملك هو مرجع هذه السلطات“‪.‬‬
‫– الثالث‪ :‬االسرة‪:‬‬
‫• يعترف النظام االساسي للحكم باألسرة ويعدها نواة المجتمع السعودي ‪..‬حيث نصت المادة التاسعة‬
‫من نظام الحكم على أن ” االسرة نواة المجتمع السعودي‪ ،‬ويربى افرادها على اساس العقيدة‬
‫االسالمية ‪“....‬‬
‫• ورد في المادة العاشرة من النظام ” تحرص الدولة على توثيق اواصر االسرة والحفاظ على قيمها‬
‫العربية واإلسالمية“‪.‬‬

‫‪5‬‬
 ‫‪.‬ثانيا‪:‬نظام الحكم والتربية الوطنية في المجتمع السعودي‬

‫تقوم ا!لتربية على كيفية وضع خطط تربوية سليمة يمكن ان تحقق توازنا في الخضوع واالحترام‬ ‫•‬
‫لهذه االحكام الثالثة‪ ..‬وذلك يضمن عدم الصراع والتناقض بين‪:‬‬
‫– القيم والمعايير االسرية والمعايير الدينية‪.‬‬
‫– االنظمة والقوانين الحكومية والمعايير الدينية‪.‬‬
‫– القيم والمعايير االسرية واألنظمة الحكومية‪.‬‬
‫تراجع االمثلة (ص‪ )75-74‬من الكتاب المقرر‪.‬‬ ‫•‬

‫‪6‬‬
 ‫‪.‬ثالثا‪:‬المجتمع السعودي والمتابعة السياسية‬

‫تعني المتابعة السياسية‪ :‬مدى االستجابة التي يبديها المجتمع نحو بعض القضايا السياسية‬ ‫•‬
‫والحرص على متابعة المواقف واألحداث السياسية محليا وعالميا‪.‬‬
‫ان ثقافة االفراد ومتابعتهم السياسية ‪ ..‬اما مسايرة لسياسة المجتمع او مسايرة لثقافات سياسية‬ ‫•‬
‫اخرى ومنها ما قد يتصل بمذاهب تخريبية او معادية‪.‬‬
‫يغلب على الشباب السعودي عدم متابعة االحداث السياسية غالبا ‪ ..‬وغالبا ما تكون مسؤولية‬ ‫•‬
‫اجتماعية ثقافية اعالمية‪.‬‬
‫بعد الكثير من المجالت ال!منشوره عن مستوى المهنية الصحافية المتخصصة واعتمادها على‬ ‫•‬
‫السرد المباشر مع التركيز على النصح بعيدا عن التعايش الحي مع االحداث والقضايا السياسية‬
‫المعاصرة‪.‬‬
‫اشارت بعض الدراسات الى ان الشباب يهتمون بمتابعة االخبار و االحداث السياسية من خالل‬ ‫•‬
‫الصحف اليومية بعكس التصور الذي يرى بأن الرياضة هي عامل الجذب الرئيسي للصحافة‪.‬‬

‫‪7‬‬
 ‫‪.‬رابعا‪ :‬الشائعات السياسية في المجتمع السعودي‬

‫الشائعة‪ :‬اخبار مشكوك فيها ‪..‬يتعذر التحقق من اصلها‪ ..‬وغالبا ما تنتقل بين ا!لناس شفهيا‪.‬‬
‫• دوافعها‪:‬‬
‫– استجابة رافضة لقناعة االفراد بان سياسة المجتمع عاجزة عن تحقيق ما يتطلعون اليه من‬
‫اهداف‪.‬‬
‫– استجابة لرغبة االفراد تجاه تحقيق ما يتطل!عون اليه من اهداف‪.‬‬
‫– قد تكون بدافع عدا!ئي من مصادر داخلية أو خارجية‪.‬‬

‫‪8‬‬
 ‫‪.‬رابعا‪ :‬الشائعات السياسية في المجتمع السعودي‬

‫خصائص الشائعة‪:‬‬ ‫•‬

‫تدور احداثها حول موضوع معين وتتالشى بانتهائه ”وقتية“‪.‬‬ ‫–‬
‫انها تتضمن شيئا من الحقيقة‪.‬‬ ‫–‬
‫غالبا ما تكون منطوقة ‪ ..‬أو عبر المنشورات ووسائل االعالم‪.‬‬ ‫–‬
‫انها تنتشر في ظل غيبة المعايير االكيدة للصدق ‪ ..‬وهو ما يفرق بين االشاعة والخبر أو المعلومة‪.‬‬ ‫–‬
‫انها عامة االنتشار في كافة المجتمعات االنسانية ‪ ..‬سواء في السلم او الحرب‪.‬‬ ‫–‬
‫تتنوع اهدافها ومضامينها‪ ,‬وسرعة انتشارها‪ ,‬واختالف مصادرها بحسب االهداف والمصالح‬ ‫–‬
‫االجتماعية المختلفة‪(.‬ص‪.)78-7‬‬

‫‪9‬‬
 ‫‪.‬خامسا‪ :‬دالالت اجتماعية في نظام الحكم السعودي‬

‫دالالت عامة‪:‬‬ ‫•‬

‫ان ال!بحث االجتماعي يهتم بتحليل االنظمة ليبين عالقتها بالواقع االجتماعي والحضاري‪.‬‬ ‫•‬
‫ان تحليل االنظمة يفيد في رصد حركة المجتمع وفهم طبيعة العالقة الجدل!ية بين الفرد والمجتمع‪.‬‬ ‫•‬
‫عادة ما تصاغ ا!النظمة السياسية باتجاه مجموعة معقدة من العوامل السياسية واالجتماعية‬ ‫•‬
‫واالقتصادية والدينية والجغرافية والثقافية وليست تمثيال للبعد السياسي فقط‪.‬‬

‫‪10‬‬
 ‫‪.‬خامسا‪ :‬دالالت اجتماعية في نظام الحكم السعودي‬

‫يالحظ ان النظام السياسي في المجتمع السعودي يجسد منهجا عاما ألسلوب الحياة في المجتمع ‪..‬‬ ‫•‬
‫فاألبعاد االجتماعية مثال؛ قد روعيت عند صياغة النظام االساسي للحكم ومنها‪:‬‬
‫– التغاضي عن القبيلة والفرد ‪ ,‬وجعل االسرة نواة المجتمع ‪ ..‬وذلك للدالالت التالية‪:‬‬
‫الوسطية – حيث ان االسرة هي الحل األمثل بين واقعية الفردية والقبلية‪.‬‬ ‫•‬
‫االعتراف بأهمية االسرة ومكانتها في االسالم‪.‬‬ ‫•‬
‫العدل – من حيث ان االسرة محل االنتماء للجميع وليست القبيلة‪.‬‬ ‫•‬
‫التغاضي عن الفردية وعدم اعتبارها الوحدة الرئيسية في المجتمع ‪ ..‬منعا الحتمال الفوضى والتمرد‪.‬‬ ‫•‬
‫– مسايرة النظام لثقافة المجتمع وتجنب الصراع‬
‫• الدين االسالمي هو ما تقوم عليه ثقافة المجتمع ‪..‬وبالتالي قامت الدولة على تدعيم هذا الجانب لتالفي الكثير‬
‫من التيارات والظواهر التي تغلب جانب الصراع على جانب االستقرار والبناء‪.‬‬
‫• نصت المادة الثامنة من نظام الحكم على ” يقوم الحكم في المملكة العربية السعودية على اساس العدل‬
‫والشورى والمساواة وفق الشريعة االسالمية“‪.‬‬
‫• نصت المادة الثانية عشرة من النظام في الباب الثالث الخاص بمقومات المجتمع السعودي على‪” :‬تعزيز‬
‫الوحدة الوطنية واجب وتمنع الدولة كل ما يؤدي للفرقة والفتنة واالنقسام“‪.‬‬

‫‪11‬‬
 ‫ملخص الفصل الثاني‬

‫التطرق للسياسة كظاهرة من اعقد الظواهر االجتماعية‪ ،‬لتداخلها مع الظواهر‬ ‫•‬

‫األخرى‪ ،‬وتأثرها بسيادة المكانة والعرف في المجتمعات التقليدية المختلفة‪.‬‬
‫والسياسة تمثل كل أشكال صنع القرار في كل تنظيم ومؤسسة في المجتمع‪.‬‬
‫النظرة إلى التنشئة السياسية والتربية الوطنية في المجتمع السعودي كواجب‬ ‫•‬
‫وطني تقوم به كافة مؤسسات المجتمع‪ ،‬مع اإليمان بالحيادية في التربية الوطنية‬
‫واالعتماد على المبادىء المنبثقة من الدين اإلسالمي‪.‬‬
‫خضوع الفرد لثالثة أحكام رئيسية؛ المنهج اإللهي‪ ،‬وحكم الدولة‪ ،‬واألسرة والتي‬ ‫•‬
‫تعتبر ركائز تنطلق منها التربية الوطنية‪.‬‬
‫التعرف على مدى المتابعة واالستجابة التي يبديها المجتمع نحو بعض القضايا‬ ‫•‬
‫السياسية‪ ،‬وكذلك مدى تقبل وانتشار الشائعات السياسية‪.‬‬
‫كان من أهم الدالالت االجتماعية لنظام الحكم السعودي؛ التغاضي القبيلة والفرد‬ ‫•‬
‫وجعل األسرة نواة المجتمع‪ ،‬ومسايرة النظام لثقافة للمجتمع تجنبا للصراع‪.‬‬

‫‪12‬‬
 ‫أسئلة على الفصل الثاني‬

‫• نموذج (‪ )1‬أجب بعالمة (√) أو (‪ )X‬على ما يلي‪:‬‬

‫– النشاط السياسي يوجد في كل تنظيم ومؤسسة في المجتمع‪.‬‬
‫– أكد نظام الحكم السعودي على التغاضي عن القبيلة واألسرة وجعل الفرد نواة المجتمع‪.‬‬
‫• نموذج (‪ )2‬اختر اإلجابة الصحيحة لألسئلة التالية‪:‬‬
‫– كل أشكال صنع القرار وتعبئة الموارد البشرية لتحقيق أهداف المجتمع‪.‬‬
‫ج‪ -‬التنمية‪.‬‬ ‫ب‪ -‬العولمة‪.‬‬ ‫أ‪ -‬السياسة‪.‬‬
‫• من أهم المميزات لسياسة المجتمع السعودي في التربية الوطنية‪.‬‬
‫ج‪ -‬التبرير السياسي‪.‬‬ ‫ب‪ -‬التعد!دية المذهبية‪.‬‬ ‫أ‪ -‬المحايدة السياسية‪.‬‬
‫• نموذج (‪ )3‬اجب بالتفصيل عن األسئلة التالية‪:‬‬
‫– ما هي أهم الدالالت االجتماعية لنظام الحكم في المجتمع السعودي وكيف تفسر هذه الدالالت؟‬
‫– هناك اختالف بين المجتمع السعودي وبقية المجتمعات من حيث الركائز التي يعتمد عليها الحكم‬
‫وضح ذلك ‪ ..‬وكيف يمكن للتخطيط التربوي في المجتمع السعودي أن يضمن التوازن بين هذه‬
‫الركائز؟‬

‫‪13‬‬