Professional Documents
Culture Documents
Am-Rhanat Tdrys Alflsft Fy Alt LM Almdrsy-Ywsf BN Dy
Am-Rhanat Tdrys Alflsft Fy Alt LM Almdrsy-Ywsf BN Dy
رهانات تدريس
هذا السياق هو سقراط والسفسطائيّون؛ فكالهما كان يكسر بنياتها ونُظمها ،وقد تكون التربية بالمعنى
من أراد أن ّ
يعمل عىل تطوير اإلشكاليّة أو الفكرة بأسلوبين مختلفين، األكثر فاعليّة تحرير اإلنسان مما يمنعه من تحقيق ذاته
وكالهما يفيد المستمع والمخاطَب في تمثّل األفكار (الشرقي.)2017 ،
والتصوّرات ،رغم أ ّن الخلفيّة الثانويّة وراء هذين األسلوبين
رؤية مذهبيّ ًة قد تبدو لنا متضا ّد ًة؛ أي
التدريسيّين تحمل ً
نسبيّ ًة في الحقائق وثبوتها .لك ّن المفارقة هي أن تتّسم
ومما يفي ُد مد ّرس الفلسفة في التعليم المدرس ّي أنّه يعي الفلسفة في
التعلّم المدرس ّي
طبيعة العادات والتقاليد المقيّدة للفرد والمتعلّم ،ويحتاج
الفكرة بالموثوقيّة والمعقوليّة ،بينما يفتقد صاحبها نقده لهذه العادات إىل تمكين المتعلّمين من معرف ٍة
لألسلوب ،وهذا ما يشبه الدفاع الفاشل عن قضيّة عادلة. بانوراميّة بمفهوم ّي الثقافة والطبيعة؛ ما قد يمنعهم من
إ ّن البيداغوجيا والتلقين ونقل المعارف من المتكلّم إىل تبنّي أحكام جاهزة في المجاالت الثقافيّة واالجتماعيّة
بحث في المفارقات
عائقا أمام تصريف األفكار والدفاع المستمع قد ال يكون ً والدينيّة .كما يحتاج المد ّرس إىل توعية المتعلّمين بأ ّن
عنها .ومن ث ّم ،فتدريس الفلسفة بطرق بيداغوجيّة معينة تاريخ اإلنسانيّة هو تاريخ اختالف المعتقدات واألفكار
قد ال يفقد روح النقد لدى الفلسفة ،بل تكاد تكون المشكلة أيضا؛ وهذا ما يجعله يمارس النقد والتحليل والطبائع ً يوسف بن عدي
الحقيقيّة هي عمليّة النقل الديداكتيك ّي للمعلومات الطلب .لك ّن دوره يكون دو ًرا توجيه ًيّا وإرشاديًّا
ّ بمعيّة
وإل سنكون والمكتسبات العلميّة والفكر يّة واإلبداعيّةّ ، للنقاش الذي تثيره التساؤالت واإلشكاالت المتعلّقة
مثل من يتّهم المرآة ،ويتغافل عن اتّهام نفسه! حقق ماهيّة الفلسفة التي بالنقد .بهذا ،يكون المد ّرس قد ّ
هي المساءلة واإلحراج اإلشكال ّي Aporétiqueمن دون تدريس الفلسفة هي تهيئة المتعلّم ليكون مواطنًا ناق ًدا غن ٌّي عن البيان أ ّن تدريس الفلسفة في التعليم المدرس ّي
أما المستوى الثاني فيتعلق بأ ّن تدريس الفلسفة في أن يفقده ذلك خبرته البيداغوجيّة والتربويّة في تحيين ً
مسؤول؟ إىل أي ّ ح ّد يمكننا القول إ ّن تدريس الفلسفة هو تدريس لما ّدة َ
مثل بقيّة الموا ّد األخرى التي يُختبر
الكتاب المدرس ّي يحصرها في بعض المفاهيم والتفاصيل القضايا وتذليلها للمتعلّمين. مؤشرات تدريس الفلسفة هو تدريس للمهارات؟ ما هي ّ المتعلّمون في مدى تملّكهم بعض المهارات والكفايات
ً
مالئمة لتطوّر المجتمع العرب ّي وآفاقه، التي قد ال تكون ومستنداته؟ هل هذا يجعلنا ،م ّرة أخرى ،أمام وضع مقلق فيها طيلة السنوات الثالث في المرحلة الثانويّة التأهيليّة.
ً
غارقة في بل قد تكون الفلسفة في بعض الدول العربيّة ّ
المؤسسة، ليس من المفيد أن تبقى الفلسفة خارج بين دور المتفلسف ودور البيداغوج ّي؟ لذلك ،فالفلسفة التي نراهن عليها ليست بالمعنى
األيديولوجيا ،كأنها تحوّلت إىل خدمة أجندات معيّنة ،مع المؤسسة التربويّة والسياسيّة فرصة
ّ بل يتعيّن أن تتيح األكاديم ّي والعلم ّي الخالص؛ أي التيّارات والمدارس
فضل عنأ ّن منطق الفلسفة هو غير منطق األيديولوجياً . ممارسة الفهم والتأويل والقراءة لنصوص فلسفيّة يبدو أ َّن التفكير في تدريس الفلسفة ال يمكن بصورة ح ّرة الفكر يّة في تاريخ الفلسفة وتفاصيلها ،بقدر ما أنّها
ذلك ،فإ ّن بعض الممارسات المهنيّة تكون وفيّ ًة لرؤيتها من مختلف الحضارات العربيّة واإلسالميّة والوسيطة منظّمة؛ يتعيّن عىل أو مطلقة دون شروط أو نصوص ِ تروم – في التعليم المدرس ّي -تمكين المتعلّم من بعض
السياسيّة واأليديولوجيّة في عمليّة بناء الدرس الفلسف ّي فرصة لمحاولة مواجهة ٌ والحديثة والمعاصرة .إنّها مد ّرس هذه الما ّدة أن يطّل َع عىل هذه النصوص سوا ًء تعلّق العامة للفكر الفلسف ّي (النقد ،والتحليل، ّ الخصائص
ّ
الصف. داخل النص وتدارسه مع المتعلّم ،وكذلك تجريب قدرة ّ الحجاج،األمر بمنهجيّة تدريسها (المفهمة – األشكلة – ِ والحجاج ...إلخ) في قراءة بعض النصوص الفلسفيّة، ِ
المد ّرس عىل نقل المعرفة العالمة le savoir savantإىل الحقا) أو تقويمها وفق مستويات مرحلة ً كما سنوضح والثقافيّة ،والسوسيو-ثقافيّة ،المالئمة للنم ّو العقل ّي
تدريس الفلسفة مدرس ّيًا في المغرب المعرفة المدرسيّة le savoir scolaire؛ وهذا ما يس ّمى البكالوريا .من ث ّم ،فدرس الفلسفة في التعليم الثانوي ّ هو الوجدان ّي للمتعلّم.
ال ب ّد من التنبيه إىل أ ّن تدريس الفلسفة في التعليم المدرس ّي النقل الديداكتيك ّي ( transposition didactiqueجونايير أيضا ،بخالف المستوى الجامع ّي درس في البيداغوجيا ً
قد م ّر بتحوّالت كبيرة ،كان فيما سبق لأليديولوج ّي وبورخت .)2011 .فهل تفقد الفلسفة في هذا الوضع ّ
فلكل حيث يكون في األفكار والنظر يّات والتيّارات؛ يبحث هذا المقال في تساؤالت :لماذا ال ننتبه إىل أ ّن
الدور األساس ّي في قراءة النصوص الفلسفيّة والتراث ّ
(بشقيه البيداغوج ّي والتربويّ) روحها التعليم ّي التعلّم ّي مستوًى غاياته وأهدافه. تدريس الفلسفة في التعليم المدرس ّي هو ما ّدة تعليميّة
درس الفلسفة ً
درسا العرب ّي بصورة مباشرة ،حتى صار ُ النقديّة؟ نفسر أ ّن مه ّمة
مدرسيّة مثل بقيّة المواد األخرى؟ كيف ّ