You are on page 1of 2

‫المحاضرة‪3 .

‬‬
‫مسائل وموضوعات البحث اإلبستمولوجي‬

‫‪ .1‬مسألة مسار العلم‪:‬‬

‫والمقصود بمسار العلم هي الحركة التي اتخذها العلم في تطوره التاريخي ولقد تباينت وجهات‬
‫النظر بين اإلبستمولوجيين في إجابة عن التساؤل‪ :‬ما شكل المسار الذي انتهجه العلم في‬
‫تطوره؟‪ ،‬ولقد تولد عن ذلك إجابتين مختلفتين‪:‬‬

‫○ األولى وهي تقول إن العلم يتطور بواسطة التراكم المستمر للمعرفة فكل اكتشاف أو‬
‫تجربة أو دراسة أو نظرية جديدة يضيف لمعارفنا العلمية السابقة بمعنى أن العلم يتطور‬
‫على أسس والنظريات السابقة ويمثل هذا التوجه عددا من اإلبستمولوجيين أمثال‬
‫إيمانويل كانت‪.‬‬
‫○ اإلجابة الثانية‪ :‬وهي تقول بعكس اإلجابة األولى أي أن العلم في تطوره غير مستمر‬
‫وغير تراكمي‪ ،‬بل أن مسار وتطور العلم هو انقطاع واضطراب وأزمات وثورات‬
‫بمعنى أنه ال يتم الوصول إلى المعارف العلمية الجديدة إال بقيام ثورة على المعارف‬
‫القديمة وتجاوزها يمثل هذا التوجه الذين يؤمنون بفكرة ما يعرف بالقطيعة‬
‫اإلبستمولوجية والتي تعني وضع حاجز يفصل بين المعرفة العلمية القديمة والمعرفة‬
‫العلمية الجديدة فهي نفي لالستمرارية والتراكمية ولعل أبرز من يتبنى هذا التوجه العالم‬
‫والمفكر الكندي جاستون باشالر‪.‬‬
‫‪ .2‬مسألة تصنيف العلوم‪:‬‬

‫لقد دأب عدد من اإلبستمولوجيين في تصنيف العلوم كل حسب رؤيته‪ ،‬حيث أنه ليس ثمة‬
‫تصنيف موحد للعلوم بحكم عدم وجود اتفاق حول المعايير التي من خاللها نميز بين ما هو علما‬
‫وما هو ليس علما‪ ،‬إذ أنه هناك من اتخذ المنهج كمعيار للتصنيف وهناك من اتخذ الموضوع‬
‫كمعيار التصنيف‪ ،‬لم يقف الجدل اإلبستمولوجي عند التصنيف العلوم فقط بل أيضا طرحت‬
‫مسألة الترتيب‪ ،‬فداخل كل تصنيف من تصنيفات العلوم يقوم اإلبستمولوجي بترتيب هذه العلوم‬
‫في نظام معين والذي من شأنه أن يحدد طبيعة العالقة الموجودة بينهما فهناك من يضع ترتيبا‬
‫أفقيا واحدا في قائمة سهلة اإلدراك وأما أن يرتبها ترتيبا هرميا ويكون هذا الترتيب وفقا لمعايير‬
‫محددة كالتعقيد أو العمومية مثال‪.‬‬

‫‪ .3‬مسألة الموضوعية‪:‬‬

‫إن من بين المسائل المتعلقة بالبحث اإلبستمولوجي هي مسألة موضوعية المعرفة‪ ،‬فالبحث‬
‫اإلبستمولوجي يسعى لإلجابة عن التساؤل‪ :‬هل الموضوعية ممكنة؟ واإلجابة عن هذا التساؤل‬
‫من شأنها أن تصنف المعارف إلى معارف علمية من عدمها‪.‬‬
‫‪ .4‬مسألة الواقع العلمي‪:‬‬

‫إن من سمات العلم أن تكون الظاهرة المدروسة ظواهر قابلة للتكرار بمعنى أن ال تكون حدثا‬
‫فريدا كما أنه من سمات العلم أن تكون ظواهره المدروسة ظواهر منفصلة عن الظواهر‬
‫المتداخلة وذات صلة بها فهذا ما تسعى اإلبستمولوجيا للتحقق منه‪.‬‬

You might also like