You are on page 1of 25

‫مجلة الرك للفلسفة واللسانيات وا لعلوم اال جتماعية المجلد ( ‪ ) 4‬العدد ( ‪ ) 43‬السنة ( ‪) 2021‬‬

‫ظاهرة االنتحار وعالقتها بالتحوالت الثقافية في المجتمع العراقي دراسة أجتماعية ميدانية في‬
‫محافظة الديوانية‬
‫ا‪ .‬م‪ .‬د ‪ :‬عالء جواد كاظم‬ ‫* الباحثة‪ :‬زهراء رعد كامل‬
‫جامعة القادسية‪ /‬كلية االداب‬
‫قسم علم االجتماع‬
‫‪ahmedjabr900@gmail.com‬‬
‫‪07810584050‬‬

‫تاريخ االستالم ‪2021-03-08 :‬‬


‫تاريخ القبول ‪2021-09-22 :‬‬

‫المستخلص‪:‬‬

‫تعد ظاهرة االنتحار من الظواهر االجتماعية التي رافقت كل المجتمعات ومنها المجتمع العراقي‪ ,‬وقد‬

‫اثرت تلك الظاهرة على المجتمع بشكل عام نظ اًر لما يتصف به من عادات وتقاليد تمنع حدوث هذه االفعال‪,‬‬

‫حيث يوصم اجتماعياً من يرتكب مثل هذا العمل‪ ,‬ولكونها ظاهرة خطيرة تهدد الكيان االجتماعي فقد دعا‬

‫الكثير من العلماء االجتماعيين والنفسيين الى دراستها والوقوف على اسبابها ومحاولة عالجها والحد منها؛ لذا‬

‫فقد هدفت دراستنا الحالية الى التعرف على الخصائص الشخصية واالجتماعية واالقتصادية المؤدية لألنتحار‪,‬‬

‫كذلك تحديد أهم العوامل المؤثرة في حدوث االنتحار عند كال الجنسين‪ ,‬فضالً عن معرفة مدى تأثير التغيرات‬

‫التي أحدثتها العولمة ودخول وسائل االتصال والتكنولوجيا والتطورات السريعة التي خيمت على المجتمع‬

‫العراقي في زيادة حاالت االنتحار‪ ,‬الوصول الى توصيات ومقترحات تكون بمثابة خطوات اجرائية وقائية للحد‬

‫من ظاهرة االنتحار والعوامل الدافعة اليه ‪.‬‬

‫توصلت الدراسة الى مجموعة من النتائج مفادها ان االنتحار يشمل جميع الفئات العمرية وال يختص‬

‫بفئة دون اخرى‪ ,‬لكنه يكثر عند الفئة العمرية التي تتراوح اعمارهم ما بين (‪18‬ـ‪ )30‬كونها هي الفئة المسؤولة‬

‫‪541‬‬
‫مجلة الرك للفلسفة واللسانيات وا لعلوم اال جتماعية المجلد ( ‪ ) 4‬العدد ( ‪ ) 43‬السنة ( ‪) 2021‬‬

‫عن اعالة المجتمع مادياً‪ ,‬كما انه ناتج عن العامل االقتصادي السيئ لما له من اثر واسع على حياة االفراد‪,‬‬

‫حيث ان الفقر والعوز المادي يدفعان بالكثير من االشخاص الى االنتحار للتخلص من ضروف الحياة السيئة‬

‫ومتطلباتها‪ ,‬وقد اثبتت الدراسة من خالل الوسائل االحصائية المستخدمة فضالً عن مناهج البحث ان دخول‬

‫االنترنت والتكنولوجيا المتطورة واندماج ثقافات البلدان االخرى مع ثقافة المجتمع االصلي اثر وبشكل كبير‬

‫على ح ياة االخرين نتيجة لتأثرهم بما يعرض وينقل اليهم عبر وسائل االعالم المختلفة اضافة الى عامل التقليد‬

‫الذي كان له اثر كبي اًر في حياة الكثير من فئات المجتمع من خالل تقليد الفرد لما يعرض مثال عبر القنوات‬

‫الفضائية من مسلسالت وافالم مدبلجة تحتوي على مشاهد انتحار‪ ,‬لذا يجب ان تكون هناك رقابة على االفراد‬

‫من داخل االسرة نفسها و من خارج االسرة اي تكون هناك رقابة تلفزونية سياسية تتحكم بما يعرض عبر‬

‫وسائل االعالم المختلفة ليتم السيطرة على جمع ظواهر العنف والقتل والمتاجرة بالمخدرات فضالً عن االنتحار‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية ‪ :‬الظاهرة ‪ ,‬االنتحار ‪ ,‬العالقة ‪ ,‬التحوالت الثقافية ‪ ,‬المجتمع العراقي‬

‫‪542‬‬
LARQ Journal of Philosophy, Linguistics and Social Sciences Vol. ( 4) No.(43) year (2021)

The Phenomenon of Suicide and its Relationship to Cultural Transformations in the Iraqi Society
A Sociological Field study in Al-Diwaniyah Governorate
Zahra Raad Kamel Dr. Ala Jwad Kadem

Receipt date: 2021-03-08


Date of acceptance: 2021-09-22

Abstract

The phenomenon of suicide is a basic social phenomenon that exists in all societies,
including Iraqi society. This phenomenon has a negative impact on society due to the society's
customs and traditions that prevent the occurrence of such acts. Also this phenomenon
stigmatizes socially those who commit such acts. Many sociologists and psychologists called for
studying this phenomenon by finding its causes, and trying to treat and limit it. Therefore, our
current study is aimed at identifying the personal, social and economic characteristics that lead to
suicide, as well as identifying the most important factors affecting the occurrence of suicide in
both sexes. Moreover the study also seeks to investigate the impact of globalization, modern
technology, modern communications, and the rapid developments that have occurred recently in
the Iraqi society on the increase in the phenomenon of suicide. The study will present some
recommendations and proposals that serve as preventive procedural steps to reduce the
phenomenon of suicide and the factors driving it. The study has reached a set of results one of
which is that although suicide includes all ages and is not specific to one age without another it is
more common in the age ranging from (18-30).

This the researcher believes could be because of the group being responsible for financially
supporting society, and it is also the result of the bad economic factors that can have the lives of
individuals, as poverty, need, and bad living conditions can drive many people to suicide. Finally,
the study has proven through the statistical means used as well as research methods that modern
technology, internet advancements, and the integration of other countries' cultures with the culture
of the original society has greatly influenced the lives of others. Individuals became very
influenced by what is presented and transmitted to them through various media, in addition to the
imitation factor that has great impact on the lives of many groups of society since individuals tend
to imitate what is shown on satellite channels, such as series and dubbed films that contain suicide
scenes. Thus, there must be censorship on individuals from within the family itself and outside the

543
LARQ Journal of Philosophy, Linguistics and Social Sciences Vol. ( 4) No.(43) year (2021)

family, this means that there should be a political televised censorship that controls what is shown
through the various media to control the collection of phenomena of violence, murder, drug
trafficking, as well as suicide.

Key words: phenomenon, suicide, relationship, cultural transformations, Iraqi society

544
‫م ج ل ة الر ك ل ل ف ل س ف ة و ا ل ل س ا ن ي ا ت و ا ل ع ل و م ا ال ج ت م ا ع ي ة ا ل م ج ل د ( ‪ ) 4‬ا ل ع د د ( ‪ ) 4 3‬ا ل س ن ة ( ‪ (2 0 2 1‬ب ح و ث ع ل م اال ج ت م ا ع‬

‫المقدمة‪:‬‬

‫يعد االنتحار من الظواهر االجتماعية التي تعكس أثارها السلبية على المجتمع نتيجة لفقدانه بعض أعضائه المهمين‪ ,‬لما لهم‬

‫من دور كبير في الحفاظ على أمنه وسالمته وتقدمة‪ ,‬و االنتحار ظاهرة منتشرة في كل دول العالم‪ ,‬ومعرفة ذلك أمر طبيعي‪,‬‬

‫يعد االنتحار السبب الثالث للموت نتيجة التعقد الذي فرضه لتغيرات‬
‫إذ ينتحر في اليوم الواحد أكثر من ‪ ۱۰۰۰‬شخص‪ ,‬كما ّ‬

‫هائلة على الحياة االجتماعية والشخصية‪ ,‬إذ يقرر الشخص القضاء على حياته بنفسه ليكون الجاني والمجني عليه في الوقت‬

‫نفسه‪ ,‬األمر الذي دفع العديد من الباحثين في الكثير من الميادين االجتماعية والنفسية إلى دراسة هذه الظاهرة من اجل الوقوف‬

‫على أهم األسباب والعوامل التي تؤدي إلى حدوثها‪ ,‬لكن انتشار ظاهرة االنتحار في المجتمعات العربية عامة والمجتمع العراقي‬

‫خاصة‪ ,‬يدعو إلى الدهشة واالستغراب لما تتمتع به هذه المجتمعات من سيطرة القيم واألعراف التي تعد من أهم وسائل ضبط‬

‫المجتمع في الكثير من األمور الحياتية من جهة‪ ,‬ولكنها عوامل تسبب في انتحار بعض األفراد من جهة أخرى‪ ,‬فليس جميع‬

‫األفراد الذين يمكن أن يتعرضون للظروف والضغوط االجتماعية نفسها يلجئون إلى االنتحار‪ ,‬األمر الذي يعكس حقيقة رئيسة‬

‫هي أن مشكلة االنتحار بمقدار ما تعد مشكلة فردية خالصة تنطوي على بواعث وكوامن ذاتية تدفع الفرد إلى إنهاء حياته‬

‫بنفسه‪ ,‬وهي ايضاً ظاهرة اجتماعية تؤثر على المجتمع وتضل محكومة بطبيعة الوسط االجتماعي التي تحدث فيه‪ ,‬فعلى الرغم‬

‫من انتشار االنتحار بين العزاب أكثر من المتزوجين‪ ,‬وبين الحضر أكثر منه في الريف‪ ,‬وبين األفراد غير المتدينين أكثر من‬

‫األفراد المتدينين‪ ,‬كما أشار دوركهايم أال أن هناك تفاوتاً في حدوث االنتحار بين هذه الفئات بحسب طبيعة المجتمع الذي‬

‫تحدث فيه‪ ,‬فيبقى السؤال لماذا ينتحر الفرد العراقي اليوم‪ ,‬وما هي األسباب التي تقف خلف وقوع الفرد ضحية لقتل نفسه‪ ,‬ومن‬

‫هو المسؤول األول عن دفع الفرد إلى التخلص من حياته‪ ,‬وقد سلطت الدراسة الضوء على حاالت االنتحار في مدينة يحكمها‬

‫العرف العشائري والطابع الديني‪ ,‬على الرغم من التطورات الحديثة التي طرأت على ثقافة مجتمع الدراسة ‪.‬‬

‫الفصل االول‬

‫عناصر الدراسة ومفاهيمها‬

‫المبحث االول ‪ :‬العناصر االساسية في الدراسة‬

‫أوال ‪ :‬مشكلة الدراسة وتساوالتها‬

‫‪545‬‬
‫م ج ل ة الر ك ل ل ف ل س ف ة و ا ل ل س ا ن ي ا ت و ا ل ع ل و م ا ال ج ت م ا ع ي ة ا ل م ج ل د ( ‪ ) 4‬ا ل ع د د ( ‪ ) 4 3‬ا ل س ن ة ( ‪ (2 0 2 1‬ب ح و ث ع ل م اال ج ت م ا ع‬

‫ثانيا ‪ :‬أهمية الدراسة‬

‫ثالثا ‪ :‬اهداف الدراسة‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬تحديد المفاهيم االساسية للدراسة‬

‫أوال ‪ :‬الظاهرة االجتماعية )‪)The social phenomenon‬‬

‫ثانياً ‪ :‬االنتحار (‪(Suicide‬‬

‫ثالثاً ‪ :‬التحوالت الثقافية)‪)Cultural transformations‬‬

‫رابعاً ‪ :‬المجتمع العراقي)‪(Iraqi society‬‬

‫أوالً ‪ :‬مشكلة الدراسة وسؤاالتها‬

‫تعد ظاهرة االنتحار من الظواهر االجتماعية التي الزمت المجتمعات البشرية منذ قديم الزمان‪ ,‬كما وتعد هي من‬

‫المشكالت الخطيرة التي تهدد االفراد والمجتمع وتماسكه‪ ,‬ألنها تؤدي الى تدهوره‪ ,‬كما انها تعد مؤش اًر على تفكك المجتمع‪,‬‬

‫وتمثل فشالً فردياً وجماعياً في التكيف مع المعايير والضوابط االجتماعية‪ ,‬وانفصال الفرد عن جماعته وعدم تقبله للنظام‬

‫االجتماعي ‪.‬‬

‫أصبح االنتحار من الظواهر المنتشرة في الفترة االخيرة حيث تشير التقارير والدراسات الى انها في تزايد مستمر‬

‫وبدأت تظهر في كل المجتمعات حتى المجتمعات العربية التي كانت ال تعاني من هذه الظاهرة ولكنها من الظواهر التي تحاول‬

‫الحكومات ايجاد الحلول لمنعها وتكثر هذه الظاهرة في المجتماعات الغربية بشكل كبير جدا واحيانا يكون األنتحار بشكل‬

‫جماعي وأن تكرار ظهور هذه المشكلة االجتماعية ال يعني وجود ظاهرة غير صحية وذلك ألن سالمة المجتمع ليست في‬

‫خلوه تماما من األمراض‪ ,‬وأنما في مقاومته المرض تلو المرض واالنتصار عليه وليس عجيباً ظهور مشكالت كثيرة اليوم في‬

‫عالم تتغير قيمه ومعاييره بسرعة‪ ,‬مما يستدعي اعادة التنظيم والبناء عند ظهور أية مواقف جديدة بقصد مواجهتها وتكييف‬

‫السلوك بمقتضاها‪ ,‬خاصة وأن المشكلة كثي ار ما تنشأ عن صراع بين موقف متغير متجدد والمعايير والقيم التي يتعين أو ال‬

‫يتعين مواجهت ه في اطار أكثر من كونها سلوكا غير مرغوب فيه كالجريمة وجنوح األحداث والفقر واالنتحار والبطالة والتي‬

‫تتطلب حال جماعيا بدال من ان تكون مستعصية على الحل وكأنها شر ال بد منه وواحدة من هذه المشكالت هي مشكلة‬

‫االنتحار التي يجب التصدي لها والتعرف على اسبابها واثارها في المجتمع ويبقى البحث عن الدوافع واألسباب لحدوث ظاهرة‬

‫‪546‬‬
‫م ج ل ة الر ك ل ل ف ل س ف ة و ا ل ل س ا ن ي ا ت و ا ل ع ل و م ا ال ج ت م ا ع ي ة ا ل م ج ل د ( ‪ ) 4‬ا ل ع د د ( ‪ ) 4 3‬ا ل س ن ة ( ‪ (2 0 2 1‬ب ح و ث ع ل م اال ج ت م ا ع‬

‫االنتحار هو السبيل األنسب للتعرف على هذه الظاهرة وتشخيصها ومحاولة التصدي لها من خالل أيجاد االليات المالئمة‬

‫المتصاص زخم الدوافع وتبديدها بما يضمن التقليل من تفاقم الظاهرة قيد الدراسة ‪.‬‬

‫أن التغير الكبير الذي حدث في األونة األخيرة في المجتمع العراقي والمتمثل بالتحوالت الثقافية واالجتماعية على ٍ‬
‫حد‬

‫سواء التي دخلت على المجتمع العراقي‪ ,‬والتي أفرزت العديد من المظاهر السلبية في مقدمتها ظاهرة االنتحار في العديد من‬

‫محافظات العراق ومنها محافظة الديوانية‪ ,‬وأصبحت هذه الظاهرة مرضاً ينخر في جسد المجتمع العراقي‪ ,‬وعلى الرغم من ذلك‬

‫فقد تكون بعض االحصائيات المسجلة عن االنتحار غير دقيقة السباب تتعلق باالعراف االجتماعية والقبلية التي ال تزال‬

‫متحكمة في المجتمع العراقي‪ ,‬وتتناقل وسائل االعالم بين الحين واالخر أنباء عن حاالت انتحار متكررة بعضها ينتهي بأنقاذ‬

‫من يحاولون االنتحار والبعض االخر ينتهي بالوفاة‪ ,‬وهذا االمر يؤدي الى طرح عدة تساؤالت للتعبير عن مشكلة الدراسة‪ ,‬وهي‬

‫كاالتي ‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ لماذا االنتحار ؟‬

‫‪ 2‬ـ ما هي طبيعة العوامل التي تتحكم في أرتفاعوأنتشار الظاهرة ؟‬

‫‪ 3‬ـ ما هي طبيعة البيانات الديموغرافية واالجتماعية للمنتحرين ؟‬

‫‪ 4‬ـ مدى تأثير التغيرات والتحوالت الثقافية التي أحدثتها العولمة ودخول وسائل االتصال والتكنولوجيا والتطورات السريعة التي‬

‫خيمت على المجتمع العراقي في تفاقم الظاهرة وزيادتها أو انخفاضها ؟‬

‫ثانياً ‪ :‬اهمية الدراسة‬

‫تكمن اهمية هذه الدراسة في كونها تتناول قضية اجتماعية هامة وخطيرة جداً ومحددة للمجتمع ولالنسان فيه‪ ,‬أال وهي ظاهرة‬

‫األنتحار من حيث انها تمثل واقعا ملموسا وتأثي ار في ثقافة وبناء المجتمع العراقي‪ ,‬كما تكمن أهمية الدراسة في خطورة هذه‬

‫الظاهرة ولتح ديها حالة االستقرار االجتماعي التي تعيشه المحافظة‪ ,‬ولقلة االهتمام والتركيز على هذه الظاهرة رغم خطورتها من‬

‫قبل المراكز البحثية والحكومية‪ ,‬ولكونها حصدت أرواح العشرات من االشخاص‪ ,‬فمن الضروري تسليط الضوء على هذه‬

‫الظاهرة للفت انظار المعنيين لالهتمام بها بالبحث والدراسة والخروج بنتائج عسى ان تعين المعنيين بفهم ظروفها ومالبساتها‬

‫‪547‬‬
‫م ج ل ة الر ك ل ل ف ل س ف ة و ا ل ل س ا ن ي ا ت و ا ل ع ل و م ا ال ج ت م ا ع ي ة ا ل م ج ل د ( ‪ ) 4‬ا ل ع د د ( ‪ ) 4 3‬ا ل س ن ة ( ‪ (2 0 2 1‬ب ح و ث ع ل م اال ج ت م ا ع‬

‫ووضع الحلول الناجعة لها‪ ,‬كما نأمل أن يساهم هذا الموضوع في رفد المراكز البحثية بجهد اكاديمي ممكن ان يستفاد منه في‬

‫الحد من اثآرها على المجتمع حيث تقوم هذه الدراسة الى ابرز جانبين مهمين ‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ التعرف على آثر التحوالت الثقافية في ظاهرة االنتحار ‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ التعرف على تأثير الظاهرة ارتفاعاً وانخفاظاً لحالة المجتمع وبنيته االساسية لمجتمعه ولمؤسساته ‪.‬‬

‫ثالثاً ‪ :‬أهداف الدراسة‬

‫تهدف هذه الدراسة الى تحقيق الهدف الرئيسي للدراسة والذي يشمل الكشف عن العوامل المؤدية لألنتحار وذلك عبر‬

‫تحقيق االهداف الفرعية التالية ‪:‬‬

‫‪1‬ـ التعرف على الخصائص الشخصية واالجتماعية واالقتصادية المؤدية لألنتحار‪.‬‬

‫‪2‬ـ تحديد أهم العوامل المؤثرة في حدوث االنتحار عند كال الجنسين ‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ معرفة مدى تأثير كل من أسباب االنتحار على عمر المنتحر ‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ معرفة مدى تأثير التغيرات التي أحدثتها العولمة ودخول وسائل االتصال والتكنولوجيا والتطورات السريعة التي خيمت على‬

‫المجتمع العراقي في زيادة حاالت االنتحار ‪.‬‬

‫‪5‬ـ الوصول الى توصيات ومقترحات تكون بمثابة خطوات اجرائية وقائية للحد من ظاهرة االنتحار والعوامل الدافعة اليه‬

‫المبحث الثاني‬

‫تحديد المفاهيم االساسية للدراسة‬

‫‪ 1‬ـ الظاهرة االجتماعية (‪)The social phenomenon‬‬

‫فيما تشير نفسياً الى الواقع النفسي المدرك بالشعور‪ ,‬كالظواهر االنفعالية والعقلية واإلرادية"( صليبا‪. )30 :1982 ,‬‬

‫والنفسية‪,‬‬ ‫واجتماعياً تعرف بوصفها "هي كل ما يعرف عن طريق المالحظة والتجربة‪ ,‬والظواهر الطبيعية‬

‫واالجتماعية" (وهبة‪. )143 :2007 ,‬‬

‫‪548‬‬
‫م ج ل ة الر ك ل ل ف ل س ف ة و ا ل ل س ا ن ي ا ت و ا ل ع ل و م ا ال ج ت م ا ع ي ة ا ل م ج ل د ( ‪ ) 4‬ا ل ع د د ( ‪ ) 4 3‬ا ل س ن ة ( ‪ (2 0 2 1‬ب ح و ث ع ل م اال ج ت م ا ع‬

‫اما التعريف االجرائي للظاهرة االجتماعية فهي اساليب من التفكير وقوالب العمل التي يسير عليها االفراد في أعمالهم شاؤا أم‬

‫لم يشاؤا في كل مجاالت الحياة االجتماعية‪ ,‬وهي كغيرها من الظواهر لها مشيئتها وخارجيتها وموضوعيتها كما تمتاز بأنها‬

‫ملزمة أي أنها مزودة بصفة الجد واإللزام ‪.‬‬

‫‪2‬ـ االنتحار(‪(Suicide‬‬

‫تل ‪ .‬و(أنتحر) ‪ :‬قتل نفسه او ذبحها‪ ,‬ويقال (تناحر) القوم‬


‫بح او َق َ‬
‫(ن َح َر) اي َذ َ‬
‫اصل كلمة االنتحار مشتق من كلمة َ‬

‫اذا تشاجرو لحد الهالك‪ ,‬وقد استعملت كلمة (بخع نفسه) في القرآن الكريم واالحاديث النبوية ونصوص التاريخ االسالمي‬

‫مرادفة لالنتحار وتعني (اهلك نفسه) أو انهكها غماً ( كريم‪. ) 6 : 2003 ,‬‬

‫لقد عرف العالمة اميل دوركايم )‪ (E.Durkhem‬االنتحار في قوله ‪ " :‬نسمي انتحا اًر كل حالة موت تنجم بنحو مباشر أو غير‬

‫مباشر عن فعل ايجابي أو سلبي تنفذه الضحية ذاتها‪ ,‬والتي كانت تعلم بالنتيجة المترتبة على فعلها بالضرورة ( دوركايم‪,‬‬

‫‪) 10 : 2011‬‬

‫وعلى ضوء ذلك يعرف االنتحار إجرائياًبأنه فعل يقتضي قتل االنسان لنفسه عمداً مقر اًر انهاء حياته نتيجة للضروف‬

‫القاسية التي يمر بها ‪.‬‬

‫‪3‬ـ التحوالت الثقافية (‪)Cultural transformations‬‬

‫التحول هو التبدل و التغير و التنقل‪ ,‬و "نقطة التحول هي الحد الفاصل بين أمرين يكون األمر الثاني أحسن حاالً‬

‫من األول‪ " ,‬فالتحول " تغير يلحق األشخاص أو األشياء‪ ,‬و هوقسمان تحول في الجوهر و تحول في األعراض‪ ,‬التحول ثابت‬

‫من ثوابت الحياة‪ ,‬و هو ظاهرة اجتماعية مالزمة للمجتمعات البشرية منذ القدم ويحدث بقوة الفعل ( أسماء‪. ) 5 : 2015 ,‬‬

‫يستخدم مفهوم التحويل )‪ )Conversion‬لإلشارة إلي التغير السريع والمفاجئ الذي يط أر علي وجهة نظر شخص معين في‬

‫الحياة‪ ,‬وقد يتضمن التحويل تغييرات في المعتقدات أو التواجد مع جماعات معنية أو في خصائص شخصية اإلنسان‪ ,‬ألنه‬

‫يدفعه إلى إعادة تنظيم أفكاره وعواطفه وقد يط أر التحويل على وجهات النظر السياسية أو االقتصادية أو االجتماعية أو الفلسفية‬

‫( غيث‪. ) 91 :1992 ,‬‬

‫‪549‬‬
‫م ج ل ة الر ك ل ل ف ل س ف ة و ا ل ل س ا ن ي ا ت و ا ل ع ل و م ا ال ج ت م ا ع ي ة ا ل م ج ل د ( ‪ ) 4‬ا ل ع د د ( ‪ ) 4 3‬ا ل س ن ة ( ‪ (2 0 2 1‬ب ح و ث ع ل م اال ج ت م ا ع‬

‫أما التعريف االجرائي للتحوالت الثقافية هي عبارة عن نسيج كلي من االفكار والمعتقدات والعادات والتقاليد المكتسبة‬

‫والموروثة‪ ,‬والتي يط أر عليها تغييرات بين فترة وأخرى نتيجة للظروف التي يمر بها المجتمع ‪.‬‬

‫‪2‬ـ المجتمع العراقي (‪(Iraqi society‬‬

‫جاء أصل (مجتمع) في اللغة العربية من الفعل (جمع)‪( ,‬يجمع) ويعني جماع كل شيء‪ ,‬و (الجماع) اختالط من‬

‫الناس‪ ,‬وقيل (مجتمع) هم الضروب المتفرقة من الناس ويقال امر بني فالن (جمع)‪( ,‬جم ٍع)‪" ,‬بالضم والكسر" فال تفشوه أي‬

‫مجتمع فال تفرقوه باإلظهار ( ابن منظور‪. ) 357 :1986 ,‬‬

‫فيما يشير المجتمع العراقي على أنه مجموعة من األفراد تكون في حالة اتصال دائم ولها اهداف ومصالح مشتركة‬

‫ومصير واحد واالتصال الدائم يعني جميع الروابط والتفاعالت التي تقع بين العراقيين مهما تكن طبيعتها مباشرة أو غير مباشرة‬

‫دائمية أو مؤقتة شعورية أو غير شعورية تعاونية أو عدائية إال أن وحدة األفراد في جماعات ومنظمات تكامل الجماعات‬

‫والمنظمات في تجمع بشري بصفة اجتماعية وحضارية معينة يسهم في ظهور المجتمع العراقي وبلورة نظمه وأهدافه وخطط‬

‫عمله ( عبيس‪. ) 7 :2014 ,‬‬

‫اما التعريف االجرائي للمجتمع العراقي فيعرف على انه مجموعة من الناس يعيشون مع بعضهم البعض في رقعة‬

‫جغرافية محددة ‪ ,‬وزمان محدد‪ ,‬وهويتهم مشتركة وتجمعهم ثقافة وعادات اجتماعية واحدة ‪ ,‬هو المجتمع الكبير وكانت محافظة‬

‫الديوانية النموذج المسحوب والمحدد من المجتمع العام ‪,‬بحيث يشعر بأنهم ينتمون الى بعضهم ويتفاعلون فيما بينهم بشكل‬

‫مستمر ولهم تاريخ مشترك وقيم وعادات وتقاليد وسلوكيات خاصة بهم ‪.‬‬

‫الفصل الثاني‬

‫المبحث االول‬

‫النظريات المفسرة لظاهرة االنتحار‬

‫لقد اختلف الباحثين والعلماء في تفسيراتهم لظاهرة اإلنتحار‪ ,‬فكل باحث ينظر إليها من زاوية معينة وحسب‬

‫اختصاصه‪ ,‬هذا االختالف أدى إلى ظهور بعض النظريات المفسرة لظاهرة االنتحار‪ ,‬حيث بدأت المراحل األولى في دراسة‬

‫اإلنتحار بين يدي األطباء العقليون‪ ,‬عندما كانوا يتعرضون إلى تهديد المرضى باإلنتحار‪ ,‬والشروع فيه‪ ,‬وأكد أصحاب هذه‬

‫النظرية بوجود ارتباطا وثيقا بين اإلنتحار والصحة العقلية‪ ,‬بحيث الحظوا ارتفاع نسبة اإلنتحار عند نزالء المصحات العقلية‪,‬‬

‫‪550‬‬
‫م ج ل ة الر ك ل ل ف ل س ف ة و ا ل ل س ا ن ي ا ت و ا ل ع ل و م ا ال ج ت م ا ع ي ة ا ل م ج ل د ( ‪ ) 4‬ا ل ع د د ( ‪ ) 4 3‬ا ل س ن ة ( ‪ (2 0 2 1‬ب ح و ث ع ل م اال ج ت م ا ع‬

‫ويرون أن من أهم األمراض العقلية الدافعة لإلنتحار هي اإلضطراباتاإلنهباطية في كل مستوياتها العصابية والذهانية والفصام‬

‫والهذاء المزمن‪ ,‬وإدمان الكحوليات ( خير الزاد ‪. ) 274 :‬‬

‫وهناك مجموعة من النظريات المهمة المفسرة لظاهرة االنتحار اال وهي ‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ النظرية البيولوجية ‪:‬‬

‫لقد مر اإلتجاه البيولوجي في تفسيره للسلوك اإلنتحاري تاريخيا بثالث مراحل هي ‪:‬‬

‫* المرحلة األولى‪ :‬في هذه المرحلة ذهب األطباء العقليون بأن اإلنتحار في حد ذاته مرض عقلي ‪.‬‬

‫* المرحلة الثانية‪ :‬في هذه المرحلة عارض األطباء العقليون المحدثون رأي أطباء المرحلة األولى‪ ,‬واعتبروا اإلنتحار عرض‬

‫الضطراب وأمراض أخرى‪ ,‬واهتم الطب العقلي في هذه المرحلة بالفرد وعزلته عن بيئته‪ ,‬وانحصرت الدراسة بصورة ضيقة في‬

‫االهتمام بالفرد وتركيبته البيولوجية بصفة أساسية‪ ,‬وآليات سلوكه الدفاعية في المستوى الذهني بوجه خاص ‪.‬‬

‫* المرحلة الثالثة ‪ :‬هذه المرحلة تحولت الدراسات من النطاق الفردي إلى نطاق الحياة االحتماعية‪ ,‬لدراسة التأثيرات المتبادلة‬

‫في عملية التفاعل اإلجتماعي بين الفرد وبيئته اإلجتماعية ( ويليام‪. ) 295 :1999 ,‬‬

‫وخالصة القول أن مدرسة الطب العقلي تنظر إلى كل إنسان انتحر بأنه إنسان مختل‪ ,‬وتعتمد هذه النظرية على‬

‫النقاط التالية ‪:‬‬

‫* كل منتحر هو مصاب بمرض عقلي ـ او مريض مختل‪ ,‬ومصاب بهذيان واحيانا اضطرابات وعدم توازن طبيعي عصبي ‪.‬‬

‫* االنتحار عرض وليس مرض ينتمي إلى أحد التكوينات‪ ,‬وهي إما التكوين المزاحي الدوري‪ ,‬أو الخلقي‪ ,‬واما التكوين المفرط‬

‫لألفعال أو إلى أحد األمراض التابعة للتصنيف الطبي لألمراض النوروغرافية كحاالت االنهيار واالكتئاب ( تكفي‪:1996 ,‬‬

‫‪. )94‬‬

‫‪ 2‬ـ النظرية االجتماعية في تفسير السلوك االنتحاري ‪:‬‬

‫في عام ‪ ۱۸۹۷‬نشر دوركايم نظريته عن االنتحار (‪ )Suicide‬التي تسمى بنظرية األنومي (الالمعيارية)‪,‬‬

‫والالمعيارية هي األطروحة المضادة للحياة االجتماعية‪ ,‬وهي نمط اجتماعي يقوم على الحد االدنى من ضبط السلوك‬

‫الشخصي‪ ,‬ويميل دوركايم إلى تعريف الالمعيارية على انها غياب القواعد والمعايير ويذكر انها تظهر بسبب ازمة أو تحول‬

‫مفاجئ يجعل المجتمع عاج اًز عن ممارسة تأثيرها مؤقتاً‪ ,‬واالنتحار عند أميل دوركايم ظاهرة اجتماعية مرتبطة أساساً بالنظام‬

‫‪551‬‬
‫م ج ل ة الر ك ل ل ف ل س ف ة و ا ل ل س ا ن ي ا ت و ا ل ع ل و م ا ال ج ت م ا ع ي ة ا ل م ج ل د ( ‪ ) 4‬ا ل ع د د ( ‪ ) 4 3‬ا ل س ن ة ( ‪ (2 0 2 1‬ب ح و ث ع ل م اال ج ت م ا ع‬

‫االجتماعي‪ ,‬وما يط أر عليه من ظروف مفاجئة‪ ,‬أو ما يلحق بالجماعات االجتماعية من تطور وتغير‪ ,‬ويميز بين نوعين من‬

‫االنتحار هما االنتحار األناني واالنتحار الفوضوي‪ ,‬وكالهما ينشأ عن تمثل العمل الجمعي (‪ )Assimilation‬تمثالً غير كافي‬

‫لدى األفراد وذلك بسبب اختالف التنظيم االجتماعي‪ ,‬وانحالل تكامله‪ ,‬وفقدان تماسك الجماعة من خالل تفتت العالقات‬

‫االجتماعية التي كانت في حالتها المستقرة التي تهيأ للفرد احساساً بالطمأنينة ( عبد الرضا كيطان‪. ) 92 :2019 ,‬‬

‫‪3‬ـ النظرية االقتصادية ‪:‬‬

‫ترى هذه النظرية أن تردي األحوال االقتصادية والمالية والمعيشية للفرد‪ ,‬من أهم دوافع االنتحار حيث تتزايد حاالت‬

‫االنتحار مع صعوبة الحالة االقتصادية للمجتمع ووفقاً للتقرير الذي نشرته المجلة الطبية البريطانية في سبتمبر (‪ ,)2013‬فان‬

‫عدد المنتحرين في (‪ )54‬دولة منهم (‪ )27‬دولة في اوربا‪ ,‬و(‪ )18‬دولة في امريكا‪ ,‬و(‪ )8‬دول في اسيا‪ ,‬ودولة واحدة في‬

‫افريقيا‪ ,‬ارتفع عدد المنتحرين بحوالي (‪ )4884‬منتح اًر في عام (‪ ,)2009‬بعد األزمة االقتصادية العالمية في عام (‪,)2008‬‬

‫وفي دراسة موسعة اجرتها و ازرة الصحة األمريكية للوقوف على العالقة بين الكساد االقتصادي واالقدام على االنتحار في‬

‫الواليات المتحدة أثناء الفترة ما بين عامي (‪ ,)۱۹۲۸‬و (‪ )۲۰۰۷‬أي خالل ثمانين عاماً فقد اشارت الدراسة الى وجود عالقة‬

‫ارتباطية دالة بين ارتفاع معدل حدوث االنتحار‪ ,‬وفترات الكساد االقتصادي‪ ,‬وخاص ًة بين األفراد الذين تتراوح اعمارهم ما بين‬

‫(‪25‬ـ‪ )60‬عاماً‪ ,‬وهي سن العمل واالنتاج‪ ,‬كما اوضح لينزيري)‪ )Linzeri‬بأن الفقر بحد ذاته والدخل الفردي ليس عامال مهماً‬

‫في الميول االنتحارية‪ ,‬غير أن البطالة والفقر المفاجىء لمن كان ميسور الحال هما اشد تاثي اًر‪ ,‬وللبطالة عالقة باالحوال‬

‫االقتصادية العامة للمجتمع ( فاضل حسن‪. )403 :2018 ,‬‬

‫أنواع االنتحار‬

‫لقد ميز دوركهايم بين ثالثة اشكال رئيسية لالنتحار هي‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ االنتحار األناني ‪:‬‬

‫يحدث (االنتحار االناني) نتيجة عدم توحد أو اندماج الفرد بمجتمعة‪ ,‬اذ لم تعد هناك روابط قوية تشده إلى مجتمعه‬

‫أو عائلته‪ ,‬فينتحر الفرد نتيجة شعوره بالعزلة‪ ,‬فالفردية المفرطة هي التي تقود الناس إلى ارتكاب االنتحار‪ ,‬لذا بين دوركهايم أن‬

‫اإلنسان بحكم بنيته النفسية ال يمكن أن يعيش إذا لم يتعلق بموضوع يتجاوزه‪ ,‬ويبقى بعده‪ ,‬فالحياة تصبح ال تطاق إذا تبين‬

‫للمرء أنه ال يوجد سبب لوجوده‪ ,‬وان النهاية إلى الضياع‪ ,‬حيث ال يمكن أن تضمن الشجاعة الن تعيش فتحلل العروة التي‬

‫‪552‬‬
‫م ج ل ة الر ك ل ل ف ل س ف ة و ا ل ل س ا ن ي ا ت و ا ل ع ل و م ا ال ج ت م ا ع ي ة ا ل م ج ل د ( ‪ ) 4‬ا ل ع د د ( ‪ ) 4 3‬ا ل س ن ة ( ‪ (2 0 2 1‬ب ح و ث ع ل م اال ج ت م ا ع‬

‫تربط اإلنسان بالحياة‪ ,‬لذا فان هذا النوع من االنتحار ناتج عن شعور الفرد بالوحدة واالنعزال عن المجتمع الذي يحيط به‪,‬‬

‫األمر الذي يدفع بالفرد إلى االستهانة بحياته‪ ,‬فهو يجد نفسه عاج از عن مواجهة الظروف والمشكالت التي تواجهه في الحياة (‬

‫دوركايم‪. ) 256/250 :2011 ,‬‬

‫لذا فأن التأكيد المتزايد على عامل الفردية‪ ,‬هو من سمات التطور االجتماعي وازدهار الحضارة يجعل الفرد يميل‬

‫إلى أن يصير في مكانة مرموقة و عالية‪ ,‬وعندما تحتد الفردية عند الفرد ويحس انه في عزلة عن الكيان االجتماعي‪ ,‬فإنه‬

‫يعجز حينئذ أن يدرك أو يحس بقوة أية سلطة اخرى خارج نطاقه الفردي‪ ,‬فيصير فريسة لعزلة حتمية تؤثر في حياته وتطبعها‪,‬‬

‫مما يجعلها غير محتملة‪ ,‬فتكون حياته متوترة كما يشعر بالقلق والخوف من المستقبل وال يجد أمامه الدعم االجتماعي‪ ,‬ومن ثم‬

‫فالنهاية حتما ستكون التفكير في وضع حد أليامه ( وازي‪. ) 66/65 :2012 ,‬‬

‫‪ 2‬ـ االنتحار اإليثاري ( التضحية ) ‪:‬‬

‫أي اال نتحار في سبيل محبة الغير أو الوالء له أو التفاني في سبيله‪ ,‬حيث يحدث مثل هذا االنتحار في الجماعات‬

‫المتصفة بالتضامن والتماسك االجتماعي بين أفرادها بحيث يكونوا متحدين قلبا وقالبا و جسد واحد في سلوكهم وتفكيرهم‬

‫وطموحهم وجد مثل هذا االنتحار في المجتمعات البدائية ذات التضامن والتماسك الصلب والقوي ووجد أيضا في المجتمعات‬

‫المتقدمة مثل المجتمع الهندي والياباني وعند المجتمع العربي المعاصر كالفلسطيني والجزائري واللبناني والعراقي‪ ,‬اذ يتصف‬

‫المنتحرون اإليثاريون بوعي عالي من المسؤولية الجماعية وملتزمين بمعايير جماعتهم األخالقية والمبدئية وتكون قوة األعراف‬

‫االجتماعية عليهم واجبة مقدسة ‪ .‬وتكون قوة وسائل الضبط االجتماعي األخرى كالدينية والحزبية والوطنية عظيمة جدا ويعد‬

‫االنتحار فيها أداء روتينياً يقوم به الشخص وهو مصمم على ذلك لخدمة جماعته ‪ .‬فكلما زاد تماسك وتضامن أفراد الجماعة‬

‫وتماثلوا لمبادئ جماعتهم زاد معدل االنتحار بينهم والعكس صحيح ‪ .‬وهذا يعد انتحا ار ايثاريا ‪ .‬ففي المجتمع الياباني كان‬

‫الجندي الياباني يربط نفسه بالطوربيد الذي ينطلق من البارجة البحرية اليابانية ليوجهه نحو الهدف األمريكي ( في حربة مع‬

‫الواليات المتحدة األمريكية إبان الحرب العالمية الثانية ) لكي يفجر هدفا حربيا خاصة بعدوة يعد هذا الفعل االنتحاري أمر‬

‫صور االنتحار االيثاري الن الجندي الياباني في دفاعه ضد العدو الخارجي فضال عن توقع الفرقة العسكرية منه هذه التضحية‬

‫كدليل وبرهان على وطنيته وتفانيه في سبيلها فال يعده تفککا شخصيا أو جنونا بل بطولة وطنية ( خليل العمر‪273 :2005 ,‬‬

‫)‪.‬‬

‫‪553‬‬
‫م ج ل ة الر ك ل ل ف ل س ف ة و ا ل ل س ا ن ي ا ت و ا ل ع ل و م ا ال ج ت م ا ع ي ة ا ل م ج ل د ( ‪ ) 4‬ا ل ع د د ( ‪ ) 4 3‬ا ل س ن ة ( ‪ (2 0 2 1‬ب ح و ث ع ل م اال ج ت م ا ع‬

‫ويستهدف الشخص هنا خير الجماعة ومصلحتها كما يتصورها وهو يخضع لدوافع متجردة جديرة بالمدح‪ ,‬وهو ليس‬

‫سوى دعم عميق لواجبات المرء نحو الجماعة‪ ,‬وإن اسمه الحقيقي هو التضحية من أمثلة هذا النوع أن كبار المسنين في‬

‫األسكيمو يشعرون انهم اصبحوا عالة على ذويهم‪ ,‬ولم يعودوا قادرين على العمل واإلنتاج والكسب‪ ,‬فيدفن المسن نفسه في الثلج‬

‫ويظل هكذا حتى يموت وهدفه اال يكون عالة أو عبئاً على أبنائه وذويه ( سعد الرشود‪. ) 51 :2006 ,‬‬

‫‪ 3‬ـ االنتحار الفوضوي ( الالمعياري أو األنومي ) ‪:‬‬

‫ويشير الى غياب التنظيم االجتماعي ويعني دوركايم بذلك أن األوضاع االجتماعية في حالة الضياع تحرم الناس من‬

‫المعايير بسبب التغير السريع أو شيوع عدم االستقرار في المجتمع‪ ,‬أن فقدان المرجعيات يتحكم اليها المرء في رغباته وميوله‪,‬‬

‫كما يحدث عادة في حاالت الخلل االقتصادي أو المعانات الشخصية عند الطالق‪ ,‬قد يؤدي الى اختالل التوازن بين ظروف‬

‫الناس من جهة وتطلعاتهم من جهة أخرى‪ ,‬حيث اعتبر دوركايم أن ظاهرة االنتحار ظاهرة اجتماعية محصنة يشير إلى طبيعة‬

‫األخالق السائدة التي ينفرد بها كل مجتمع من آخر قدس دوركايم مكانة المجتمع واهمل دور الفرد ووزنه في استم اررية المجتمع‬

‫إلى درجة أنه قال (أن الفرد يعيش في المجتمع وبالمجتمع ومن أجل المجتمع) ( مصطفى‪. ) 1014 :2018 ,‬‬

‫وكذلك تمثله حوادث االنتحار التي توجد في المجتمع نتيجة لالختالل في التوازن االجتماعي للمجتمع‪ ,‬وقد مثل‬

‫دوركايم لذلك باألزمات االقتصادية التي حدثت في فيينا سنة ‪ ۱۸۷۳‬وفي باريس سنة(‪ ,)۱۸۸۲‬وقد قارن دوركايم بين نسبة‬

‫االنتحار قبل و بعد هاتين األزمتين‪ ,‬وجد أن النسبة قد ارتفعت بسببهما وينهى دوركايم من دراسته إلى أن منحى االنتحار ال‬

‫يمكن أن يتأثر إال اجتماعيا‪ ,‬فالدستور الخ لقي في المجتمع في وقت معين هو الذي يحدد عدد حوادث االنتحار‪ ,‬فلكل مجتمع‬

‫قواه الجمعية التي تدفع األفراد إلى قتل أنفسهم‪ ,‬وهذه الدوافع وإن كانت تبدو صادرة عن المزاج الفردي إال أنها في الواقع تصدر‬

‫نتيجة لدوافع خارجية مالزمة للدستور االجتماعي وال يمكن أن تكون العكس‪ ,‬وهكذا يرجع دوركايم كل أشكال االنتحار التي‬

‫أظهرها بحثه إلى أسباب اجتماعية‪ ,‬أو هكذا يبرز اتجاهه االجتماعي في تفسير الظواهر االجتماعية‪ ,‬وهو نفس االتجاه الذى‬

‫لمسناه في بحثة عن تقسيم العمل ( لطفي‪. ) 279/278 :1977 ,‬‬

‫كما يسمى أيضا هذا النوع من االنتحارات ب (االنومي) الذي يتولد عن النقص الكبير في فاعلية الضوابط‬

‫االجتماعية على السلوك الفردي‪ ,‬إنه قريب في صفاته من االنتحار األناني إنما الفرق الجوهري بينهما هو أن الالمعياري يمثل‬

‫تحلل المعايير التي تربط أفراد المجتمع بعضهم ببعض وذلك بسبب أن فاعلية الضوابط االجتماعية التي كانت تفعل فعلها في‬

‫‪554‬‬
‫م ج ل ة الر ك ل ل ف ل س ف ة و ا ل ل س ا ن ي ا ت و ا ل ع ل و م ا ال ج ت م ا ع ي ة ا ل م ج ل د ( ‪ ) 4‬ا ل ع د د ( ‪ ) 4 3‬ا ل س ن ة ( ‪ (2 0 2 1‬ب ح و ث ع ل م اال ج ت م ا ع‬

‫الضمير االجتماعي للفرد أضحت واهنة في تأثيرها وغير ماضية في ضبطها لسلوك الفرد لدرجة أنها تتركه بدون عقوبات‬

‫وجزاءات تقليدية‪ ,‬عندها ہات المجتمع فاقدا لتوازنه فيعيش في سلسلة من االضطرابات يمسي فيه الفرد خاس ار ضوابطه‬

‫ومعاييره األمر الذي يفسح المجال له لإلقدام على االنتحار دون روادع داخلية أو روادع اجتماعية مستكنة في ضميره فهو إذن‬

‫في هذه الحالة يكون انتحا اًر اختيارياً يختاره الفرد دون ضوابط (بسبب غيابها أو فقدانها) وبسبب االرتباك في الضوابط‬

‫االجتماعية وفقدان تأثيرها وتوازنها في حياة الفرد يمسي األخير ح ار من قيود مجتمعة ( خليل العمر‪. ) 276/275 :2005 ,‬‬

‫المبحث الثالث‬

‫بنية العائلة العراقية‬

‫األسرة النواة االجتماعية لنمو الصغار حتى يبلغون مرحلة البلوغ والنضج‪ ,‬ومنذ والدة الطفل يتلقى خالصة الخبرة من‬

‫أسرته‪ ,‬حيث ينمو وتكتمل ملكاته وقدراته الذهنية ولقد عرفت المجتمعات بأشكالها المختلفة ( سواء بدوية أو ريفية أو حضرية‬

‫) الحياة الزوجية والحياة األسرية واألسرة بمفهومها االجتماعي تعمل على استمرار بقائها ورسوخها واستقرارها عن طريق‬

‫استمرار العالقات االجتماعية والثقافية‪ ,‬ومن خالل التعليم والتدريب تنظم األسرة سلوك النشئ وتراقب عالقاته بغيره من أفراد‬

‫المجتمع وألنها الوحدة األساسية في البناء االجتماعي تتأثر األسرة بالظروف االجتماعية واالقتصادية والثقافية للمجتمع وتؤثر‬

‫أيضا في البناء االجتماعي كله عن طريق ما تورثه لألبناء من صفات حيوية أو وراثية‪ ,‬ومن خالل توارثهم صفات سيكولوجية‬

‫واجتماعية محددة عن طريق التراث الثقافي لآلباء واألمهات‪ ,‬كما تتأثر صحة الطفل بالبيئة الداخلية والخارجية حتى قبل مولده‬

‫ويعتمد ذلك على الظروف المادية واالجتماعية للوسط الذي تعيش فيه األسرة متمثال في اإلسكان والغذاء والحالة الصحية‬

‫باإلضافة للعطف والحنان الذي يجب أن يتمتع به األبناء في األسرة‪ ,‬هذا ويتأثر سلوك األبناء غالبا بدرجة ثقافة الوالدين ومدى‬

‫التجانس بينهما فالجهل وتناقض الثقافة يؤدي إلى السلوك المنحرف أو فشل األبناء في التكيف مع ظروف البيئة والمجتمع‬

‫ومما سبق يتضح أن األسرة أهم الجماعات اإلنسانية‪ ,‬وأعظمها تأثي ار في حياة الفرد والمجتمع ‪ ,‬لذا فقد نالت اهتمام أغلب‬

‫الباحثين ‪ ,‬خاصة دراسة تطور أشكالها أو تقلصها البنائي و الوظيفي ‪ ,‬حيث اعتقد البعض أنها تتقلص من أشكالها الكبيرة‬

‫الممتدة إلى أشكال أصغر فأصغر باستمرار حتى تصل إلى األسرة النووية ‪ ,‬والتي تمثل ذروة التطور ‪ ,‬وبموجب ذلك تنحسر‬

‫‪555‬‬
‫م ج ل ة الر ك ل ل ف ل س ف ة و ا ل ل س ا ن ي ا ت و ا ل ع ل و م ا ال ج ت م ا ع ي ة ا ل م ج ل د ( ‪ ) 4‬ا ل ع د د ( ‪ ) 4 3‬ا ل س ن ة ( ‪ (2 0 2 1‬ب ح و ث ع ل م اال ج ت م ا ع‬

‫األسرة الممتدة في المجتمع الحديث‪ ,‬ولكن هذا االعتقاد ال يصمد أمام الشواهد التي تخالف ذلك فمازالت توجد بعض أشكال‬

‫األسرة الممتدة في المجتمعات الحضرية والريفية على حد سواء ( القصاص‪. ) 6/5 :2008 ,‬‬

‫حيث كانوا يألفون من وجهة النظر االجتماعية مايشبه بالشخص الواحد وان ق ارراتهم واحدة وكان يترأسهم شخصاً كبي اًر يكون‬

‫المسؤول عنهم ويعودون اليه في جميع امور حياتهم ويسمى بشيخ العشيرة اما في داخل االسرة نفسها يكون الجد أو االب هو‬

‫المسؤول عن اتخاذ القرار الذي يخص مصالح االفراد في داخل االسرة وقد اخذ نطاق االسرة يتغير شيئاً فشيئاً حتى وصل الى‬

‫الحد الذي اسقر عليه في الوقت الحاضر فأصبحت االسرة الحديثة ال تشمل اال الزوج والزوجة واوالدهما غير المتزوجين‬

‫ماداموا في كنف االسرة وقد سميت االسرة الحديثة باالسرة الزوجية ( ابو سكينة‪. ) 20/19 :2011 ,‬‬

‫تعرضت األسرة العراقية لتغيرات كثيرة نتيجة تفاعلها مع المؤسسات المختلفة‪ ,‬وان هذا التغير ال يمكن عزله عن التغير الذي‬

‫يحدث في المجتمع حيث حصل هذا التغير في كثير من األنساق وفي ضوء ذلك تنوعت جوانب متعددة في المجتمع ومنها‬

‫الجوانب االجتماعية واالقتصادية والسياسية والدينية والثقافية فنعكس ذلك على تنوع أنماط األسرة ولذا هناك نوعان من األسر‬

‫العراقية هما األسرة العراقية التقليدية واألسرة العراقية الحديثة‪ ,‬فاالسرة التقليدية كانت تخضع للتقاليد أكثر مما تخضع للقوانين‬

‫فهي عائلة تقليدية ونموذج العائلة هو الريف لكن التطورات االقتصادية والثقافية واالجتماعية التي حصلت عليها وما رافقها من‬

‫عمليات تحضر وتصنيع أدى إلى ظهور الصورة الحديثة للعائلة العراقية المصغرة التي تتكون من الزوجين وأطفالهما‪ ,‬وأن أي‬

‫تغير يحصل في المجتمع يعود إلى عدة عوامل تقف األسرة في مقدمتها وعندما يحصل التغير فانه يتناول بناء األسرة وما فيه‬

‫من عالقات لكي يؤثر في المجتمع الكبير ‪ ,‬فالعوامل التكنولوجية واالقتصادية هي أكثر هذه العوامل ظهو ار وأسرعها اث ار في‬

‫تركيب األسرة ( حطيم‪. ) 8 :2012 ,‬‬

‫وقد ادت هذه التطورات الى حدوث تغيرات بنائية في طبيعة العالقات بين أعضاء األسرة من منظور المساواة‬

‫والمشاركة في السلطة والمسؤولية وبازدياد المستوى الثقافي واالقتصادي ‪ ,‬زاد تسامح الرجل واصبح أكثر تفهما للعالقات‬

‫اإلنسانية بين أعضاء األسرة ‪ ,‬وان األسرة العراقية ال تختلف في مواجهتها عن التيار العالمي للتغير في مجال األسرة اإلنسانية‬

‫بغض النظر عن اختالف الظروف المجتمعية ( الخولي‪. ) 437 :1989 ,‬‬

‫الفصل الثالث‬

‫منهجية البحث‬

‫‪556‬‬
‫م ج ل ة الر ك ل ل ف ل س ف ة و ا ل ل س ا ن ي ا ت و ا ل ع ل و م ا ال ج ت م ا ع ي ة ا ل م ج ل د ( ‪ ) 4‬ا ل ع د د ( ‪ ) 4 3‬ا ل س ن ة ( ‪ (2 0 2 1‬ب ح و ث ع ل م اال ج ت م ا ع‬

‫تعد منهجية البحث من االمور االساسية التي اليمكن الغنى عنها في البحوث االجتماعية اذ يعرض الباحث مجموعة‬

‫من االجراءات المهمة التي يتخذها من اجل الوصول الى الحقائق الخاصة بالظاهرة المدروسة من خالل استخدام مجموعة من‬

‫المناهج التي يعتمدها في جمع البيانات وتبويبها وتحليلها وتصنيفها ‪.‬‬

‫اـ مناهج البحث ‪:‬‬

‫اعتمد الباحث في دراسته على منهج دراسة الحالة وهو المنهج الذي يهتم بدراسة جميع الجوانب المتعلقة بدراسة‬

‫الظواهر‪ ,‬والحاالت الفردية بموقف واحد؛ فيأخذ الفرد‪ ,‬أو االصدقاء‪ ,‬أو جماعة اللعب‪ ,‬أو الفرق الرياضية كوحدة للدراسة‬

‫المفضلة بغرض الوصول إلى تعميمات تنطبق على غيرها من الوحدات المشابهة لها ‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ مجاالت البحث‬

‫المجال الزماني ‪ :‬وهو المدة التي استغرقتها الدراسة الميدانية والتي امتدت من ‪ 2019/7/28‬لغاية ‪ 2021/2/13‬مبتدئة من‬

‫اعداد استمارة االستبانة الى تحليل وتفسير البيانات ‪.‬‬

‫المجال المكاني ‪ :‬ويعني المكان الذي اجري عليه البحث الميداني وهذا المكان هو مدينة الديوانية‪.‬‬

‫المجال البشري ‪ :‬وقد تحدد بمجموعة حاالت االنتحار ومحاوالت االنتحار التي حدثت في الديوانية من مراكز المدن واالرياف‬

‫لكال الجنسين ‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ عينة البحث ‪ :‬شملت جمع حاالت االنتحار ومحاوالت االنتحار التي حدثت في مدينة الديوانية وقد شملت على (‪ )12‬حالة‬

‫من الجنسين الذكور واالناث ‪.‬‬

‫‪557‬‬
‫م ج ل ة الر ك ل ل ف ل س ف ة و ا ل ل س ا ن ي ا ت و ا ل ع ل و م ا ال ج ت م ا ع ي ة ا ل م ج ل د ( ‪ ) 4‬ا ل ع د د ( ‪ ) 4 3‬ا ل س ن ة ( ‪ (2 0 2 1‬ب ح و ث ع ل م اال ج ت م ا ع‬

‫جدول (‪ )1‬يوضح الخصائص العامة للمنتحرين ومحاولوا االنتحار ولكال الجنسين ( الحسناوي‪)2018 ,‬‬

‫الحالة‬ ‫عمل‬
‫نوع الحالة‬ ‫الة االنتحار‬ ‫سبب االنتحار‬ ‫العمر‬ ‫الجنس‬ ‫محل الحادث‬ ‫ت‬
‫االجتماعية‬ ‫المنتحر‬

‫شرطة‬ ‫المركزـ‬
‫أنتحار‬ ‫غير متزوج‬ ‫كاسب‬ ‫الة حادة ـ موس‬ ‫أمراض نفسية‬ ‫ذكر‬ ‫‪1‬‬
‫‪30‬‬ ‫الجمهوري‬

‫انتحار‬ ‫غير متزوج‬ ‫كاسب‬ ‫حرق نفسه ـ بنزين‬ ‫أضطرابات عصبية‬ ‫‪28‬‬ ‫ذكر‬ ‫الجمهوري‬ ‫‪2‬‬

‫المستوى‬ ‫تردي‬
‫أنتحار‬ ‫غير متزوجة‬ ‫طالبة‬ ‫كالشنكوف ـ طلق ناري‬ ‫‪15‬‬ ‫أنثى‬ ‫الجمهوري‬ ‫‪3‬‬
‫الدراسي‬

‫أنتحار‬ ‫متزوجة‬ ‫ربة بيت‬ ‫شنق ـ حبل‬ ‫مشاكل زوجية‬ ‫‪22‬‬ ‫أنثى‬ ‫الشامية‬ ‫‪4‬‬

‫تناول أدوية ـ عن طريق‬


‫محاولة انتحار‬ ‫متزوجة‬ ‫ربة بيت‬ ‫مشاكل عائلية‬ ‫‪22‬‬ ‫أنثى‬ ‫قضاء ـ عفك‬ ‫‪5‬‬
‫الخطأ‬

‫شك حادث قتل‬ ‫متزوج‬ ‫كاسب‬ ‫كالشنكوف ـ طلق ناري‬ ‫مشاكل عائلية‬ ‫‪35‬‬ ‫ذكر‬ ‫غماس‬ ‫‪6‬‬

‫حرق نفسها وهي حامل‬ ‫مركز‬ ‫المركزـ‬


‫أنتحار‬ ‫متزوجة‬ ‫ربة بيت‬ ‫خالفات زوجية‬ ‫‪27‬‬ ‫أنثى‬ ‫‪7‬‬
‫مع الدار‬ ‫شرطة النهضة‬

‫خالفات على أرض‬


‫شك حادث قتل‬ ‫غير متزوج‬ ‫فالح‬ ‫كالشنكوف ـ طلق ناري‬ ‫‪18‬‬ ‫ذكر‬ ‫ال بدير‬ ‫‪8‬‬
‫زراعية‬

‫محاولة أنتحار‬ ‫غيرمتزوجة‬ ‫ربة بيت‬ ‫تناول حبوب مختلفة‬ ‫أضطرابات نفسية‬ ‫‪24‬‬ ‫أنثى‬ ‫ال بدير‬ ‫‪9‬‬

‫حي‬ ‫ـ‬ ‫المركز‬


‫محاولة أنتحار‬ ‫غير متزوج‬ ‫طالب‬ ‫كدمات من الرقبة‬ ‫مشاكل عائلية‬ ‫‪17‬‬ ‫ذكر‬ ‫‪10‬‬
‫االسكان‬

‫مركز‬ ‫ـ‬ ‫الحمزة‬


‫انتحار‬ ‫متزوج‬ ‫كاسب‬ ‫شماغ‬ ‫مرض نفسي‬ ‫‪28‬‬ ‫ذكر‬ ‫‪11‬‬
‫االصالح‬

‫أنتحار‬ ‫غيرمتزوج‬ ‫كاسب‬ ‫حبل شنق‬ ‫حالة نفسية‬ ‫‪19‬‬ ‫ذكر‬ ‫ناحية ال بدير‬ ‫‪12‬‬

‫‪558‬‬
‫م ج ل ة الر ك ل ل ف ل س ف ة و ا ل ل س ا ن ي ا ت و ا ل ع ل و م ا ال ج ت م ا ع ي ة ا ل م ج ل د ( ‪ ) 4‬ا ل ع د د ( ‪ ) 4 3‬ا ل س ن ة ( ‪ (2 0 2 1‬ب ح و ث ع ل م اال ج ت م ا ع‬

‫يوضح الجدول من خالل المعلومات الخاصة بجميع حاالت االنتحار التي حدثت في المدينة وبشكل تفصيلي من حيث‬

‫األسباب الدالة على االنتحار وانتشاره واآلالت التي استخدمت واوقات االنتحار ونوع الحالة اذا كانت حقيقية أو محاولة انتحار‬

‫وصوال إلى كيفية التقليل من هذه الحاالت ‪.‬‬

‫لقد أكدت األحداث التي رافقت عملية االنتحار أو محاولة االنتحار بالنسبة للنساء والتي بلغت (‪ )5‬حاالت اي بنسبة‬

‫(‪ ,)% 42‬انها تعود الى أسباب عديدة منها سوء العالقة بين األم والبنت‪ ,‬أونتيجة المشاكل العائلية‪ ,‬او ناتجة عن الخالفات‬

‫الزوجية أو بسبب العوز المادي‪ ,‬وقد طغت المشاكل العائلية على أغلب الحاالت بين الزوجة واهل الزوج خاصة في العوائل‬

‫الكبيرة التي تضم العديد من األوالد والبنات‪ ,‬ومن خالل تسجيل افادات من حاولن االنتحار وذوي المنتحرين‪ ,‬أكتشفنا أن معظم‬

‫األسباب تدور حول محاولة السيطرة على ادارة األسرة اذ تنشئ الخالفات والمشاكل عندما تعتقد ام الزوج أن زوجة االبن تحاول‬

‫فرض سلطتها ورأيها على األسرة من خالل السيطرة على رأي الزوج‪ ,‬مما يولد صراعات بين األخرين وانحيازهم الى رأي االم‬

‫ضد الزوجة الجديدة‪ ,‬هذا يؤدي الى صراعات عائلية شديدة‪ ,‬وقد ينشئ نتيجة الغيرة بين النساء الغير متزوجات والزوجة الجديدة‬

‫خاصة عندما يحاول الزوج استرضاء الزوجة‪ ,‬وان يدللها ويسافر معها‪ ,‬ومنها ينشئ من عدم قدرة الزوجة بالقيام بمتطلبات‬

‫األسرة الكبيرة والتي تحتاج إلى جهد كبير في ادارة األعمال المنزلية‪ ,‬خاصة عندما يكون الزوج غير قادر على الخروج من‬

‫األسرة واالستقرار بعيداً عنها بسبب العوز المادي‪ ,‬وان اغلب حاالت االنتحار مسجلة بعنوان االضطرابات النفسية هو السبب‬

‫يكون اجتماعي ناتج من الصراع في األسرة سواء كان بين افراد االسرة جميعاً او بين الزوج والزوجة‪ ,‬وان اغلب المشاكل بين‬

‫الزوجين تكون ناتجة عن التأثير بما ينشر على مواقع التواصل االجتماعي من ب ارمج متنوعة ومختلفة‪ ,‬فيتأثر الطرفين بها‬

‫وتؤدي بالتالي الى الشك والغيرة خاصة اذا كانت لديهم حسابات خاصة على تلك المواقع فتتطور المشاكل لتصل احيانا الى‬

‫االنفصال أو االنتحار‪ ,‬والبعض من الحاالت ناتجة عن ترك الدراسة والفشل فيها‪ ,‬أي ان هذا يشير الى ان للتعليم دو اًر مهما‬

‫في الحياة في مواجهة الكثير من الظروف والتغلب عليها فمن خالل الدراسة يستطيع االنسان ان يطور نفسه ويثقف مجتمعه‬

‫وحياة زاهرة ‪.‬‬


‫ً‬ ‫الذي يعيش فيه وينهض به نحو مستقبال‬

‫أما حاالت انتحار الرجال والبالغ عددها (‪ )7‬حالة اي بنسبة (‪ )%58‬فقد اشارت الى أن هذه الحاالت يكون السبب‬

‫ناتج عن مشاكل اسرية وخالفات زوجية والتي غلبت عليها االوضاع االقتصادية نتيجة لعدم قدرة الزوج على تلبية متطلبات‬

‫الحياة الزوجية الخاصة أضافة الى متطلبات العائلة بشكل عام‪ ,‬وان حاالت االنتحار التي تحدث لم تسجل االسباب الحقيقية‬

‫‪559‬‬
‫م ج ل ة الر ك ل ل ف ل س ف ة و ا ل ل س ا ن ي ا ت و ا ل ع ل و م ا ال ج ت م ا ع ي ة ا ل م ج ل د ( ‪ ) 4‬ا ل ع د د ( ‪ ) 4 3‬ا ل س ن ة ( ‪ (2 0 2 1‬ب ح و ث ع ل م اال ج ت م ا ع‬

‫التي أدت الى ارتكابها خوفاً من الوصم االجتماعي والسمعة التي تلحق بعوائل المنتحرين أو محاولي االنتحار‪ ,‬ومن خالل‬

‫المعلومات التي نحصل عليها من الناجين من االنتحار ال يرجعون فعلهم هذا الى اسباب نفسية بل الى االنهيارات العصبية‬

‫الناتجة عن الضغوطات الزوجية والعائلية في مايخص العائلة وعالقة الزوجة بافراد العائلة وكيف يتعاملون معها هذا يؤدي الى‬

‫ضغوطات على الزوج والتي تدفع به الى الكبت وتحمل الم السكوت والتغاضي عن العديد من المشكالت اال ومن ضمنها‬

‫الخيانة الزوجية والهجر والمعاملة غير االنسانية والحرمان والعوز االقتصادي التي تؤدي الى الضغط النفسي وبالتالي يدفعه‬

‫الى التصرف على هذا النحو‪ ,‬وان انتحار الرجال في الريف يختلف عن المدينة‪ ,‬فمثال في الريف تكون اكثر انتحارات الرجال‬

‫هو النزاع حول الملكية الزراعية او تقسيم االرث أو العوز المادي او فيما يتعلق بالزواج‪ ,‬وان مايتعلق باالضطرابات النفسية في‬

‫الواقع هي قليلة جداً‪ ,‬لذا اكثرها تتعلق كما اشرنا الى الخالفات العائلية وكذلك خالفات االبناء مع االباء التي ينتج البعض منها‬

‫من تحريض الزوجة لزوجها في حصوله على االرث ونصيب من االراضي الزراعية اضافة الى ترأسه بأن يكون هو شيخ‬

‫عشيرة ما‪,‬كل هذا يؤدي الى انهيار المجتمع‪ ,‬لهذا فأن قلة االعمال في الريف وتدهور احوال الزراعة وعدم توفر المياه لمزاولة‬

‫انشطتهم اليومية واعفاء مساحات شاسعة من االراضي والتي كانت مشمولة بالخطط الزراعية لعدم توفر حصص مائية والتي‬

‫تؤدي الى زيادة الصراع حول المياة مع اصحاب المساحات القريبة كل هذه المشاكل التي اصبحت االسر والكثير من االفراد‬

‫والعوائل اليمكن ان تواجهها خاصة عدم وجود بديل لالعمال التي يزاولونها وعدم توفير الدولة فرص عمل وتعيينات للشباب‬

‫يؤدي ذلك الى التفكير في خيار التخلص من الحياة على البقاء والعيش بتعاسة ‪.‬‬

‫من هنا نستنت ج ان حاالت االنتحار التي تحدث سواء كانت في الريف او المدن تعود السباب وعوامل عديدة تتعلق‬

‫منها بالعزو الفضائي وماتركه من تأثيرات سلبية على نفوس االفراد والذي ادى الى اختالط الثقافات مع بعضها البعض من‬

‫خالل ماينشر ويبث عبر وسائل االعالم المختلفة خاصة وانه لم يكن لدى الحكومة نظام خاص يحجب هذه التأثيرات ويواجه‬

‫مختلف التحديات‪ ,‬اال ان شبكات االعالم لم تهتم سوى بنقل اخبار الرئاسات واالحزاب ولم نرى يوما بأنها قد وضعت حداً‬

‫وقيوداً على المواقع االباحية أو المواقع التي تثير الفتن والكراهية وتحرض على القتل بحجة االختالف في االديان والطوائف‬

‫وكذلك تلك التي تحرض على تقسيم البالد وايضاً تلك التي تنشر القصص الجنسية‪ ,‬كما كان لاللعاب االلكترونية‬

‫كلعبةبوبجيوكالش(‪ )Pubg, Clash‬اث اًر في نفوس االفراد خاصة ان نظام اللعبة مبني على القتل والضرب والتفجير‪ ,‬وما شابه‬

‫ذلك‪ ,‬كل هذه المواقع التي تبث على برامج التواصل االجتماعي مالذاً للكثير من العاطلين عن العمل والفاشلين في العالقات‬

‫‪560‬‬
‫م ج ل ة الر ك ل ل ف ل س ف ة و ا ل ل س ا ن ي ا ت و ا ل ع ل و م ا ال ج ت م ا ع ي ة ا ل م ج ل د ( ‪ ) 4‬ا ل ع د د ( ‪ ) 4 3‬ا ل س ن ة ( ‪ (2 0 2 1‬ب ح و ث ع ل م اال ج ت م ا ع‬

‫العاطفية واالجتماعية تترك اثا اًر سلبية على االفراد حيث تؤدي الى ان يسلكون سلوكاً سيئاً وبذلك تكون االسر غير قادرة على‬

‫مواجهة ابنائها نتيجة اختالط ثقافتهم مع ثقافة البلدان االخرى وهذا ينشئ نوعاً ما يسمى بالصراع الثقافي بين االجيال اي بين‬

‫االب واالوالد خاصة ان االب تربى على جيل غير الجيل الذي تربى عليه االبن‪ ,‬وبالتالي نرى الكثير من الشباب يتعرضون‬

‫الى التعاطي وتناول المخدرات والمسكرات والخمر حيث اصبحت عوائلهم غير قادرة على السيطرة عليهم وبالتالي يؤدي ذلك‬

‫الى انهيار هذه الفئة العمرية التي هي اساس ارتكاز المجتمع عليها‪ ,‬كل هذه الظروف االجتماعية والثقافية واالقتصادية‬

‫سا عدت على انتشار الكثير من الظواهر كاطالق والهجرة واالغتيال وانتشار المخدرات والتفجير والتشرد والتسول واالنتحار‬

‫وغيرها من الظواهر االخرى في المجتمع العراقي ‪.‬‬

‫المصادر باللغة العربية‬

‫‪ .1‬ابو سكينة‪ ,‬نادية حسن واخرون‪ . )2011( .‬العالقات والمشكالت األسرية ‪ .‬دار الفكر‪ ,‬عمان ‪.‬‬

‫‪ .2‬أسماء‪ ,‬لبلق‪ .)2015 (.‬التحوالت الثقافية والرمزية لمراسيم الزواج في االسرة التلمسانية‪ .‬رسالة ماجستير في علم‬

‫االجتماع الثقافي‪ ,‬جامعة وهران‪ ,‬كلية العلوم االجتماعية ‪.‬‬

‫‪ .3‬تكفي‪ ,‬كلثوم‪ . )1996 ( .‬االنتحار في المجتمع الجزائري ‪ .‬دراسة سوسيولوجية على مستوى مدينة الجزائر‪ ,‬معهد‬

‫علم االجتماع‪ ,‬جامعة الجزائر ‪.‬‬

‫‪ .4‬حامد عبيس‪ ,‬ناصر‪ .)2014( .‬ثقافة الالعنف واليات تطبيقها في المجتمع العراقي‪ .‬دراسة اجتماعية ميدانية في‬

‫محافظة بابل‪ ,‬جامعة القادسية‪ ,‬كلية االداب ‪.‬‬

‫‪ .5‬حسين حطيم‪ ,‬علي ‪ . )2012( .‬السلطة األبوية في االسرة العراقية المتغيرة ‪ .‬مجلة االستاذ‪ ,‬العدد ‪. 203‬‬

‫‪ .6‬حمه رشيد كريم‪ ,‬ريزان‪ .)2003 (.‬دراسة أحصائية ألهم العوامل المؤثرة على ظاهرة االنتحار‪ .‬اقليم كوردستان‪,‬‬

‫العراق‪ ,‬جامعة السليمانية ‪.‬‬

‫‪ .7‬خليل العمر‪ ,‬معن‪ . )2005( .‬التفكك االجتماعي ‪ .‬دار الشروق‪ ,‬عمان ‪.‬‬

‫‪ .8‬الخولي‪ ,‬سناء ‪ . )1989( .‬االسرة والحياة العائلية‪ .‬دار المعرفة الجامعية‪ ,‬االسكندرية ‪.‬‬

‫‪ .9‬دوركايم‪ ,‬اميل‪ .)2011 ( .‬االنتحار‪ .‬ترجمة حسن عودة‪ .‬الهيئة العامة السورية للكتاب‪ ,‬دمشق ‪.‬‬

‫‪561‬‬
‫م ج ل ة الر ك ل ل ف ل س ف ة و ا ل ل س ا ن ي ا ت و ا ل ع ل و م ا ال ج ت م ا ع ي ة ا ل م ج ل د ( ‪ ) 4‬ا ل ع د د ( ‪ ) 4 3‬ا ل س ن ة ( ‪ (2 0 2 1‬ب ح و ث ع ل م اال ج ت م ا ع‬

‫‪ .10‬ـسعد الرشود‪ ,‬عبد هللا ‪ . )2006 ( .‬ظاهرة االنتحار ـ التشخيص والعالج ‪.‬جامعة نايف العربية للعلوم االمنية‪,‬‬

‫المملكة العربية السعودية ـ الرياض ‪.‬‬

‫‪ .11‬صليبا ‪,‬جميل‪ .)1982 ( .‬المعجم الفلسفي‪ ,‬د‪.‬ط‪ .‬دار الكتاب اللبناني‪ ,‬بيروت‪ -‬لبنان‪ ,‬ج‪. 1‬‬

‫‪ .12‬عاطف غيث‪ ,‬محمد‪ .)1992( .‬قاموس علم االجتماع‪ .‬دار المعرفة الجامعية‪ ,‬اإلسكندرية ‪.‬‬

‫‪ .13‬عبد الرضا كيطان‪,‬طالب ‪ .)2019( .‬الجرائم العائلية والمجتمع والضبط االجتماعي‪ .‬دار ابن السكيت‪ ,‬الديوانية‪,‬‬

‫العراق ‪.‬‬

‫‪ .14‬فاضل حسن‪ ,‬حيدر‪ . )2018( .‬االنتحار دراسة نظرية ‪ .‬مجلة البحوث التربوية والنفسية‪ ,‬العدد (‪ ,)56‬جامعة بغداد‪.‬‬

‫‪ .15‬لطفي‪ ,‬عبد الحميد ‪ . )1977( .‬علم االجتماع‪ ,‬ط ‪ .7‬دار النهضة العربية‪ ,‬بيروت ‪.‬‬

‫‪ .16‬محمد خير الزراد‪ ,‬فيصل ‪( .‬اليوجد سنة) ‪ .‬االمراض العصابية واالضطرابات السلوكية‪ .‬دار القلم‪ ,‬بيروت ‪.‬‬

‫‪ . )2018 ( .‬ظاهرة االنتحار في المجتمع الجزائري ‪ .‬دراسة ميدانية على مستوى والية‬ ‫‪ .17‬مصطفى ‪ ,‬عمور‬

‫بجاية‪,‬مجلة الباحث في العلوم االنسانية واالجتماعية‪ ,‬جامعة عبد الرحمان ميرة بجاية ‪ ,‬الجزائر‪ ,‬العدد ‪. 33‬‬

‫‪ .18‬منظور‪ ,‬ابن‪ .)1986 ( .‬لسان العرب‪ ,‬ط ‪ ,3‬ج‪ . 2‬دار احياء التراث العربي‪ ,‬بيروت ‪.‬‬

‫‪ .19‬مهدي القصاص‪ ,‬محمد ‪ .)2008( .‬علم االجتماع العائلي ‪ .‬كلية االداب‪ ,‬جامعة المنصورة ‪.‬‬

‫‪ .20‬وزاي‪ ,‬طاوس‪ . )2012( .‬ظاهرة االنتحار بين التفسير االجتماعي والتشخيص النفسي‪ .‬دراسات نفسية وتربوية‪,‬مخبر‬

‫تطوير الممارسات النفسية والتربوية‪ ,‬جامعة قاصدي مرباح ـ ورقلة ‪.‬‬

‫‪ .21‬وهبة‪ ,‬مراد ‪ .)2007 ( .‬المعجم الفلسفي‪ ,‬ط‪ . 5‬دار قباء الحديثة‪ ,‬القاهرة ‪.‬‬

‫‪ .22‬ويليام‪ ,‬فرانك وأخرين‪ . )1999 ( .‬نظريات السلوك االجرامي ‪ .‬ترجمة عدلي السمري‪ ,‬تقديم محمود الجوهري‪ ,‬دار‬

‫المعارف الجامعية‪ ,‬مصر ‪.‬‬

‫‪ .23‬سامي جبار محمد الحسناوي‪ . )2018( .‬االنتحار والمشكالت االجتماعية‪ ,‬دراسة تحليلية في ضوء نتائج التحقيقات‬

‫الجنائية في مدينة الديوانية‪ ,‬مجلة القادسية للعلوم االنسانية‪ ,‬المجلد الواحد والعشرون‪ ,‬العدد‪.3‬‬

‫‪562‬‬
‫( ب ح و ث ع ل م اال ج ت م ا ع‬2 0 2 1 ( ‫ ) ا ل س ن ة‬4 3 ( ‫ ) ا ل ع د د‬4 ( ‫م ج ل ة الر ك ل ل ف ل س ف ة و ا ل ل س ا ن ي ا ت و ا ل ع ل و م ا ال ج ت م ا ع ي ة ا ل م ج ل د‬

‫المصادر باللغة االنكليزية‬

1. Jamil Saliba: The Philosophical Dictionary, (Dar Al-Kobab Lebanese, Beirut - Lebanon,

1982), J1, D.C.

2 MouradWahba: Philosophical Dictionary, (Dar Qubaa Haditha, Cairo, 2007), T5.

3 - RizanHamma Rashid Karim: A statistical study of the most important factors affecting the

phenomenon of suicide, (Kurdistan Region, Iraq, Sulaymaniyah University, 2003).

4 - Emile Durkaim: Suicide, translation of Hassan Odeh, (Syrian General Book Authority,

Damascus, 2011).

5 - Labalq names: Cultural and symbolic transformations of marriage decrees in the Tallaman

family, Master Thesis in Cultural Sociology, (Oran University, Faculty of Social Sciences,

2015).

6. Mohamed AtefGhaith: Dictionary of Sociology, (University of Knowledge House, Alexandria,

1992).

7 - Ibn Mansour: Lisan Al-Arab, (House of Revival of Arab Heritage, Beirut, 1986), I 3, C 2.

8 - Nasser Hamed Abbis: The culture of non-violence and the mechanisms of its application in

Iraqi society, field social study in Babilgovernorate, (Qadisiya University, Faculty of Arts, 2014).

9 - Faisal Mohammed KhairAl-Zarad: Neurological diseases and behavioral disorders, (Dar

Al-Qalam, Beirut), there is no year.

10 - Frank William et al.: Theories of Criminal Behavior, Translation of AdlyAl-Samri,

Presentation by Mahmoud Essentials, (Dar Al-Maaref University, Egypt, 1999).

11 - Kalthoum Suffice: Suicide in Algerian society, a sociological study at the level of Algiers,

(Institute of Sociology, University of Algiers, 1996).

563
‫( ب ح و ث ع ل م اال ج ت م ا ع‬2 0 2 1 ( ‫ ) ا ل س ن ة‬4 3 ( ‫ ) ا ل ع د د‬4 ( ‫م ج ل ة الر ك ل ل ف ل س ف ة و ا ل ل س ا ن ي ا ت و ا ل ع ل و م ا ال ج ت م ا ع ي ة ا ل م ج ل د‬

12. Student Abdul RedaKeitan: Family Crimes, Society and Social Control, (Dar Ibn Al-Sakit,

Diwaniyah, Iraq, 2019).

13 - Haider Fadel Hassan: Suicide is a theoretical study, (Journal of Educational and

Psychological Research, Issue (56), University of Baghdad, 2018).

14 - Taous and G.: The phenomenon of suicide between social interpretation and

psychological diagnosis, psychological and educational studies, (lab for the development of

psychological and educational practices, QassdiMurbah University, Ouargla, 2012).

15 - Maan Khalil Al-Omar: Social Disintegration, (Dar Al-Shorouq, Amman, 2005).

16. Abdullah bin Saad Al-Rashoud: Suicide Phenomenon - Diagnosis and Treatment (Naif

Arab University for Security Sciences, Saudi Arabia, Riyadh, 2006).

17 - Amour Mostafa: The phenomenon of suicide in Algerian society, field study at the level of

the state of Bejaia, (Journal of Researcher in Humanities and Social Sciences, Abderrahman

Mira Bejaia University, Algeria, Issue 33, 2018).

18 - Abdel Hamid Lotfi: Sociology, F7, (Dar Al-NahdaAl-Arabiya, Beirut, 1977).

19. Mohammed Mahdi Al-Qassas: Family Sociology, (Faculty of Arts, Mansoura University,

2008).

20 - Nadia Hassan Abu Sakina et al.: Family Relations and Problems, (Dar al-Fikr, Amman,

2011).

21 - Ali Hussain Huttaim: Patriarchal Authority in the Iraqi Changing Family (Al-Ostaz

Magazine, Issue 203, 2012).

22 - Sanaa El Kholi: Family and Family Life, (University House of Knowledge, Alexandria,

1989.

564
‫م ج ل ة الر ك ل ل ف ل س ف ة و ا ل ل س ا ن ي ا ت و ا ل ع ل و م ا ال ج ت م ا ع ي ة ا ل م ج ل د ( ‪ ) 4‬ا ل ع د د ( ‪ ) 4 3‬ا ل س ن ة ( ‪ (2 0 2 1‬ب ح و ث ع ل م اال ج ت م ا ع‬

‫‪565‬‬

You might also like