You are on page 1of 278

‫رياضة األرقام القياسية واإلعداد لألوليمبياد وبطوالت العامل‬

‫اجلزء الثاني‬

‫احلمل البدني واملتغريات الفيزيائية‬


‫والبيوفسيولوجية واجلغرافية لتكيف الرياضيني‬

‫تأليف‬
‫ريسان خريبط‬

‫الطبعة األوىل‬
‫‪1418‬هـ‪1017 -‬م‬

‫ملتزم الطبع والنشر‬

‫‪ 49‬شارع عباس العقاد ‪ -‬مدينة نصر ‪ -‬القاهرة‬


‫ت‪ -55725749 :‬فاكس‪55725722 :‬‬
‫‪ 6‬أ شارع جواد حسني ‪ -‬ت‪52423967 :‬‬
‫‪www.darelfikrelarabi.com‬‬
‫‪info@darelfikrelarabi.com‬‬

‫‪1‬‬
1
‫الفهـرس‬
‫الصفحة‬ ‫املوضوع‬
‫الفصل األول‬
‫حمل التدريب‬
‫محل التدريب‬
‫متطلبات احلمل واجملهود املبذول ونتائج القيام باجملهود املطلوب‬
‫عوامل احلمل‪:‬حجم وشدة اجملهود‬
‫عوامل احلمل –أنواع التمارين البدنية‬
‫احلمل التدرييب والتكيف وتطور مستوى اإلجناز‬
‫مبادئ خاصة لتحديد متطلبات احلمل‬
‫مبدأ زيادة متطلبات احلمل‬
‫مبدأ استمرارية التدريب‬
‫مبدأ تنظيم احلمل التدرييب بشكل دوري‬
‫األمحال التدريبية للمنافسات‬
‫ردود أفعال (استجابة) جسم الرياضي حلموالت املسابقات‬
‫طرق تقويم احلمل البدني يف املنافسات‬
‫احلموالت التدريبية والتنافسية وتأثريها على تكوين ردود أفعال التكيف‬
‫ردود األفعال اخلاصة لتكيف جسم الرياضي مع احلموالت‬
‫تأثري احلموالت على جسم رياضيني ذوي خمتلف اإلعداد واملؤهالت املختلفة‬

‫الفصل الثاني‬

‫التكيف وإعداد الرياضيني‬


‫استجابات التكيف يف أثناء النشاط العضلي‬

‫‪1‬‬
‫الصفحة‬ ‫املوضوع‬
‫‪ -‬تشكل األنظمة الوظيفية واستجابات التكيف‬
‫‪ -‬التكيف السريع‬
‫‪ -‬التكيف الطويل‬
‫‪ -‬ظاهرة فقدان تكيف وإعادة تكيف وفرط تكيف عند الرياضيني‬
‫‪ -‬تكيف األنسجة العضلية والعظمية والضامة‬
‫‪ -‬اخلصائص البنيوية الوظيفية لوحدات العضالت احلركية‬
‫‪ -‬التخصص الرياضي وبنية النسيج العضلي‬
‫‪-‬التغريات يف األلياف العضلية حتت تأثري أمحال بتوجهات خمتلفة‬
‫الفصل الثالث‬
‫توافق نشاط الوحدات احلركية‬
‫تكيف األنسجة العضمية والضامة‬
‫آلية تكيف األمحال التدريبية والتنافسية‬
‫تشكل التكيف حسب ختصص الرياضي وجنسه‬
‫الفصل الرابع‬
‫تأثري التدريب يف املرتفعات على األداء الرياضي‪.‬‬
‫التأثريات الفلسجية احلادة يف الضغط اجلوي املنخفض‪.‬‬
‫وظائف التنفس‪.‬‬
‫وظائف الدورة الدموية‪.‬‬
‫التأقلم اجلبلي (تكيف االرتفاع)‪.‬‬
‫تعزيز التنفس الرئوي‪.‬‬
‫مضاعفة الكفاءة التنافذية للرئتني‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫الصفحة‬ ‫املوضوع‬
‫التغري يف منظومة دورة الدم‪.‬‬
‫التكيف النسيجي‪.‬‬
‫تغري االستهالك األعظم لألكسجني‪.‬‬
‫كفاءة األداء الرياضية‪.‬‬
‫كفاءة األداء الرياضية عند تنفيذ متارين القوة املميزة بالسرعة (الالأكسجينية)‪.‬‬
‫كفاءة األداء الرياضية عند تنفيذ متارين يف أجل املقاومة‪.‬‬
‫تأثري التدريب يف ظروف املرتفعات املتوسطة على كفاءة األداء يف ظروف‬
‫املرتفعات عند مستوى سطح البحر‪.‬‬
‫املرتفعات اجلبلية العالية واملتوسطة ونقص األكسجني االصطناعي يف نظام‬
‫إعداد الرياضيني‪.‬‬
‫املرتفعات اجلبلية العالية واملتوسطة ونقس األكسجني االصطناعي يف نظام‬
‫اإلعداد‪.‬‬
‫املناخ اجلبلي وخصائصه‪.‬‬
‫تكيف اإلنسان مع نقص األكسجة يف املرتفعات‪.‬‬
‫أشكال تدريبات نقس األكسجة‪.‬‬
‫االرتفاع األمثل لإلعداد اجلبلي‪.‬‬
‫اإلقامة يف ظروف األكسجة االصطناعية والتدريب على مستوى البحر‪.‬‬
‫تأقلم الرياضيني السريع مع املناخ اجلبلي‪.‬‬
‫إعادة األقلمة واألثر املرتاكم وإعادة التكيف بعد العودة من اجلبال‪.‬‬
‫املدة املثالية يف التدريب على املرتفعات وبرجمتها للحفاظ على األثر التدرييب‪.‬‬
‫التدريب يف اجلبال ضمن نظام اإلعداد السنوي‪.‬‬
‫التدريب على اجلبال يف نظام اإلعداد املباشر للمسابقات‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الصفحة‬ ‫املوضوع‬
‫الفصل الخامس‬
‫تأثري درجة حرارة ورطوبة اهلواء على مفاءة األداء الرياضية‬
‫اآلليات الفسلجية لتقوية االنتقال احلراري يف ظروف ارتفاع درجة حرارة اهلواء‬
‫ورطوباة‪.‬‬
‫تيار الدم اجللدي ودرجة حرارة اجللد‬
‫تكوين العرق وتصبب العرق‬
‫توازن ماء – أمالح‬
‫مجباز الدورة الدموية‬
‫التكيف احلراري (التأقلمة)‬
‫التغريات الفسلجية وميكانيكتها عند التكيف احلراري‬
‫التكيف احلراري عند الرياضيني‬
‫نظام الشرب‬
‫فقدان املاء واستعادتة أثناء فرتة املسابقات‬
‫فقدان املاء واألمالح يف عملية التدريب يف ظروف مناخية حارة‬
‫ردود أفعال اجلسم يف ظروف احلرارة العالية‬
‫تكيف الرياضي مع ظروف احلرارة العالية‬
‫التدريب يف ظروف املناخ البارد‬
‫النشاط الرياضي يف ظروف اخنفاض درجة حرارة اهلواء (الربودة)‬
‫امليكانيكية الفسلجية للتكيف إزاء الربودة‬
‫التأقلم يف الربد‬
‫ردود أفعال جسم الرياضي يف ظروف احلرارة املنخفضة‬
‫تكيف الرياضي مع ظروف الربودة‬

‫‪6‬‬
‫الصفحة‬ ‫املوضوع‬
‫اإلعداد واملسابقات يف ظروف احلرارة العالية واملنخفضة‬
‫التدريب واملسابقات يف خمتلف الظروف املناخية‬
‫احلموالت التدريبية والتنافسية العالية اليت يتحملها الرياضي يف ظروف‬
‫درجات احلرارة املرتفعة واملنخفضة‬

‫الفصل السادس‬
‫التغريات اليومية حلالة جسم رياضي‬
‫التدريب واملسابقات يف خمتلف أوقات اليوم‬
‫فقدان تزامن اإليقاع احليوي جلسم الرياضي بعد رحلة طويلة‬
‫اإليقاع احليوي للرياضيني بعد الرحالت الطويلة‬

‫الفصل السابع‬
‫األثر التدريبي التراكمي‬

‫‪7‬‬
8
‫الفصل األول‬ ‫‪lk‬‬

‫محل التدريب‬

‫‪ -‬محل التدريب‬
‫‪ -‬متطلبات احلمل واجملهود املبذول ونتائج القيام باجملهود املطلوب‬
‫‪ -‬عوامل احلمل‪:‬حجم وشدة اجملهود‬
‫‪ -‬عوامل احلمل‬
‫–أنواع التمارين البدنية‬
‫‪ -‬احلمل التدرييب والتكيف وتطور مستوى اإلجناز‬
‫‪ -‬مبادئ خاصة لتحديد متطلبات احلمل‬
‫‪ -‬مبدأ زيادة متطلبات احلمل‬
‫‪ -‬مبدأ استمرارية التدريب‬
‫‪ -‬مبدأ تنظيم احلمل التدريب بشكل دوري‬
‫‪ -‬األمحال التدريبية للمنافسات‬
‫‪ -‬ردود أفعال (استجابة) جسم الرياضي حلموالت املسابقات‬
‫‪ -‬طرق تقويم احلمل البدني يف املنافسات‬
‫‪ -‬احلموالت التدريبية والتنافسية وتأثريها على تكوين ردود أفعال التكيف‬
‫‪ -‬ردود األفعال اخلاصة لتكيف جسم الرياضي مع احلموالت‬
‫‪ -‬تأثري احلموالت على جسم رياضيني ذوي خمتلف املؤهالت واإلعداد‬

‫‪9‬‬
‫محل التدريب‬
‫حتدد شدة وقيمة واجتاه العمليات التكيفية يف جسم الريايض بواسطة صفة وقيمة‬
‫واجتاه احلمولة‪ ،‬ويكون تقسيم احلموالت من حيث الصفة إىل محوالت تدريبية وتنافسية‬
‫وختصصية وغري ختصصية‪ ،‬ومن حيث القيمة فتقسم إىل محوالت صغري‪ ،‬متوسطة‪،‬‬
‫وكبرية (القريبة من احلد األقىص) وكربى (القصوى) ومن حيث االجتاه فتقسم احلمولة‬
‫إىل‪ :‬تلك التي تساعد عىل تطوير الصفات احلركية الفردية (الرسعة والقوة والرشاقة‬
‫والتحمل واملرونة) أو التي حتدد عواملها‪( :‬اإلمكانات الال أسيدية واإلمكانات األسيدية‬
‫الالغازية واإلمكانات الغازية والتي تساعد عىل اكتامل تركيب احلركات املتناسقة‬
‫وعنارص االستعداد النفيس أو املهاري التكتيكي‪ ،‬وتقسم احلمولة حسب الصعوبة‬
‫التنسيقية إىل‪ :‬تلك احلموالت التي تنفذ يف ضوء التسجيالت الصوتية وال تتطلب جتنيدا‬
‫كبريا للكفاءات واحلموالت التنسيقية‪ ،‬املرتبطة بحركات ذات صعوبة تنسيقية عالية‪،‬‬
‫ً‬
‫وتقسم احلموالت من حيث الشدة النفسية‪ ،‬وهي احلموالت التي تقدم مستلزمات‬
‫متباينة إلمكانيات الريايض النفسية‪.‬‬
‫وتباين احلموالت من حيث انتامئها إىل التكوين الرتكيبي للعملية التدريبية هذا أو‬
‫ذاك فعىل سبيل املثال‪ :‬ختتلف محوالت التامرين الفردية التدريبية والتنافسية أو جمامعيها‬
‫وكذلك محوالت الدروس التدريبية واأليام واحلموالت الكلية للدورات الصغرية‬
‫والدورات املتوسطة‪.‬‬
‫ومن املمكن وصف قيمة احلموالت التدريبية والتنافسية من الناحيتني اخلارجية‬
‫والداخلية‪.‬‬
‫‪-‬ونستعرض يف الناحية اخلارجية للحموالت بصورة عامة مؤرشات احلجم اإلمجايل‬
‫للعمل‪ ،‬ويدخل من ضمنها احلجم العام للعمل بالساعات‪ ،‬وحجم العمل الدوري‬
‫(الركض‪ ،‬والسباحة والتجديف) بالكليومرتات‪ ،‬وكمية الدروس التدريبية واالنطالقات‬
‫يف املسابقات‪.‬‬
‫‪-‬ولكن الوصف للحمولة من الناحية الداخلية يعترب أكثر شمولية‪ :‬أي من حيث رد‬
‫فعل اجلسم جتاه العمل املنجز ـ وباإلضافة إىل املؤرشات احلاصلة‪ :‬معلومات حول التأثري‬

‫‪10‬‬
‫الرسيع للحمولة الذي يظهر نتيجة للتغريات احلاصلة يف حالة األنظمة الوظيفية بصورة‬
‫غري مبارشة خالل فرتات العمل وبعد انتهاءه مبارشة ـــ يمكن استخدام البيانات حول‬
‫صفة واستمرارية فرتة االستعادة وعندئذ يمكن احلكم عىل قيمة احلمولة حسب‬
‫املؤرشات املتنوعة التي تصف درجة نشاط األنظمة الوظيفية التي تتضمن أداء العمل‬
‫بشكل أفضل وينتمي إىل هذه املؤرشات اآليت‪:‬‬
‫زمن رد الفعل احلركي‪ ،‬وزمن أداء احلركة الفردية وقيمة وصفة اجلهود املتنامية‬
‫ومعلومات حول النشاط الكهربائي احليوي للعضالت وتردد التقلصات ومعلومات‬
‫حول النشاط الكهربائي احليوي للعضالت وتردد التقلصات القلبية وتردد التنفس‬
‫ومؤرشات التهوية الرئوية وحجم الدورة الدموية بالدقائق والرضبات ومستلزمات‬
‫األكسجني وكمية األسيد املتجهة يف الدم‪ ،‬وبجانب املؤرشات املذكورة توصف قيمة‬
‫احلمولة باستعادة كفاءة األداء وخزين اجلليكوجني ونشاط اإلنزيامت املؤكسدة وحترك‬
‫العمليات العصبية‪.‬‬
‫ً‬
‫متبادال وطيدً ا فتعود الزيادة‬ ‫ترتبط املواصفات الداخلية واخلارجية للحمولة ارتبا ًطا‬
‫يف حجم وشدة العمل التدريبي إىل تقوية اإلزاحات يف احلالة الوظيفية ملختلف األنظمة‬
‫واألجهزة وإىل ظهور وحتقيق عمليات التعب ولكن ظهور هذه الصلة املتبادلة يتجىل يف‬
‫حدود معينة‪ ،‬فعىل سبيل املثال تؤثر تأثريا متباينًا عىل حجم الريايض عند احلجم الكيل‬
‫للعمل نفسه وعند شدة محولة واحدة ً‬
‫فمثال‪ :‬إن أداء برنامج تدريبي من نوع ‪01×01‬م يف‬
‫السباحة وبرسعة ‪ %00-01‬من احلد األعظم يمكن أن يبدي مبدئ ًيا تأثريا متباينًا عىل‬
‫جسم الريايض وذلك حسب طول فاصلة االسرتاحة‪:‬‬
‫‪-‬ففاصلة االسرتاحة التي تستمر ‪ 00-01‬ثانية ستؤدي إىل تراكم اإلزاحات الوظيفية‬
‫وانخفاض كفاءة األداء‪.‬‬
‫‪-‬أما فاصلة االسرتاحة التي تستمر ‪ 00-01‬ثانية ستؤدي إىل تراكم اإلزاحات الوظيفية‬
‫وانخفاض كفاءة األداء‪.‬‬
‫‪-‬أما فاصلة االسرتاحة التي تستغرق ‪ 3-2‬دقائق فتعطي إمكانية استعادة كفاءة األداء‬
‫واستبعاد اإلزاحات التي حتدث بسبب التكرار السابق وبتأثري من املواصفات‬

‫‪11‬‬
‫اخلارجية نفسها‪ ،‬تتغري قيمة احلمولة الداخلية التي حتدث حتت تأثري أسباب متباينة‬
‫وهلذا فإن أداء نفس النوع من العمل يف حاالت وظيفية متباينة يقود إىل ردود أفعال‬
‫متباينة من جهة أنظمة اجلسم الوظيفية‪.‬‬
‫ويبدو أن التغريات يف ظروف أداء العمل (التدريب يف ظروف متوسطة االرتفاع‬
‫واستخدام الوسائل التقنية املكملة كالتنفس عرب الفضاء امليت) أو الطرق املنهجية (أداء‬
‫متارين مع حبس التنفس) لعوامل احلمولة اخلارجية ذاهتا يمكن أن تؤدي إىل توظيف رد‬
‫فعل جسم الريايض عىل العمل أيض ًا‪.‬‬
‫يعتمد تناسب العوامل الداخلية واخلارجية للحمولة عىل العمر والتخصص‬
‫واالستعداد واحلالة الوظيفية للريايض وخواصه الشخصية وصفة تفاعل الوظائف‬
‫احلركية‪ ،‬فعىل سبيل املثال العمل املتساوي من حيث احلجم والشدة ردود فعل متباينة عند‬
‫الرياضيني‪.‬‬
‫وفيام عدا ذلك فإن احلمولة القصوى التي تفرتض أحجا ًما وشدة عمل متباينة تؤدي‬
‫إىل رد فعل داخيل متباين ويتجىل ذلك كاملعتاد يف حدوث عمليات االستعادة برسعة عند‬
‫الرياضيني أكثر مهارة‪.‬‬
‫ويمكن أن تكون احلموالت ذات صفات اختيارية (بشكل أفضل) ومجاعية وذلك‬
‫من حيث اجتاه تأثري احلمولة‪ ،‬فرتتبط األوىل مع تأثري أكرب يف النظام الوظيفي الواحد الذي‬
‫يمون مستوى ظهور هذه الصفة أو تلك‪ ،‬أو الكفاءة‪ ،‬والثانية تتحسب لتزويد العمل‬
‫بنظامني وظيفتني أو عدة أنظمة‪.‬‬
‫ويمكن التحدث عن اجتاه احلمولة املنتخب واجلامعي لوحدات تركيبية متباينة‬
‫للعملية التدريبية والتامرين الفردية والدورات الصغرية وبالطبع فإننا نجد استخدا ًما‬
‫واس ًعا للحموالت يف تدريب الرياضيني األكثر مهارة ويف تلك احلالة عندما يتم التخطيط‬
‫لتامرين فردية وجماميعها وبرامج متكاملة يف الدروس يتم استخدام الدورات الصغرية‬
‫ذات االجتاه االنتخايب فقط‪ ،‬عند إعداد رياضيني فتيان ماهرين ورياضيني كبار من أكرب‬
‫صنف‪ ،‬وعندما يدور احلديث حول محوالت املتوسطة‪ ،‬واملراحل وفرتات التدريب‪،‬‬
‫عندئذ سيكون من األفضل بالنسبة لألطفال واألحداث التحدث عن االجتاهات‬

‫‪11‬‬
‫اجلامعية‪ ،‬أما بالنسبة للرياضيني الفتيان املاهرين فمن األفضل التحدث عن االجتاه‬
‫األفضل للحمولة‪.‬‬
‫وهنا يطرح هذا السؤال‪ :‬كيف جيب التمييز بني احلمولتني التخصصية وغري‬
‫التخصصية؟‬
‫يتحدد ختصص احلمولة بتوافقها مع املؤرشات األساسية لرتكيب احلركات التنسيقية‬
‫وخواص توصيف أجهزة اجلسم األساسية ومواصفات النشاط التنافيس ولقد أصبحت‬
‫احلمولة التخصصية كحاصل استخدام التامرين املعدة بشكل خاص‪ ،‬حينئذ تقيم‬
‫وكاملعتاد خصوصية التامرين وف ًقا لتناسب العالقات اخلارجية للتامرين التنافسية‬
‫والتدريبية‪ :‬ولكن ال جيب االعتامد عىل الشكل اخلارجي للحركة فقط‪ ،‬وإنام عىل صفة‬
‫الرتكيب املتناسق وخواص توصيف العضالت وردود األفعال أيض ًا‪.‬‬
‫وجتدر اإلشارة إىل اعتامد مهارة الريايض‪ ،‬فتلك احلمولة ‪ 0‬املبتدأ‪ ،‬يمكن أال تعد‬
‫كذلك بالنسبة للريايض املاهر الفتى‪ ،‬ويساعد تقسيم احلموالت إىل تدريبية وتنافسية عىل‬
‫تنظيمها بشكل أدق‪ ،‬ومن الرضوري جدً ا أن حتسب كمية املسابقات واالنطالقات يف‬
‫احلموالت وعدد األيام التنافسية وذلك عند احلموالت التنافسية‪.‬‬
‫وتكمن اخلاصية األساسية للحموالت التنافسية يف أهنا متنح الريايض فرصة جتنيد‬
‫اإلمكانات الوظيفية بدرجة أكرب‪ ،‬مما هي عليه يف أثناء العمل التدريبي الشديد حيث إن‬
‫قادرا‬
‫التجنيد النفيس للقوي فقط من أجل املشاركة يف املنافسات الرياضية جيعل اإلنسان ً‬
‫عىل أداء ذلك العمل‪ ،‬الذي ال يمكن أداؤه إطال ًقا حتى يف الظروف االعتيادية للدروس‬
‫التدريبية‪.‬‬
‫إن تلك احلقيقة‪ :‬وهي أن أغلب األرقام القياسية العاملية تتم يف أكرب املنافسات‬
‫العاملية‪ ،‬مثل األلعاب األوليمبية وبطوالت العامل حيث يظهر الرياضيون أرقامهم‬
‫بارزا للتجنيد اخلاص‬
‫القياسية الذاتية النهائية ألعظم املنافسات الرياضية أصبحت تأكيدا ً‬
‫للقوة يف ظروف السباق‪ ،‬ومن مواصفات احلموالت التدريبية املوجهة ملعاجلة مسائل‬
‫التدريب الريايض يمكن ذكر اآليت‪:‬‬
‫أ‪-‬صفة التامرين‬

‫‪11‬‬
‫ب‪-‬شدة العمل خالل أدائها‬
‫ج‪-‬استمرارية العمل (طول الفواصل التدريبية أو املسافات)‬
‫د‪-‬استمرارية وصفة الفواصل االسرتاحة بني التامرين الفردية وكمية تكرارها لطول‬
‫العمل‪ .‬إن تناسق هذه العنارص يف احلموالت التدريبية حيدد قيمة واجتاه تأثريها يف‬
‫جسم الريايض‪.‬‬
‫احلمل التدرييب‬
‫متطلبات احلمل واملجهود املبذول ونتائج القيام باملجهود املطلوب‬
‫جدول رقم ‪1‬‬

‫احلمل التدريبي عبارة عن متطلبات بدنية ونفسية وذهنية يبذل الريايض جهوده لتنفيذها‬

‫نتائج القيام باملجهود‬ ‫املجهود املبذول‬ ‫متطلبات احلمل‬

‫يؤدي بذل اجلهود لتنفيذ‬ ‫يبذل الريايض جهدً ا‪ ،‬لتنفيذ‬ ‫عوامل احلمل‬
‫متطلبات احلمل إىل تكيف‬ ‫متطلبات احلمل ـ البدنية ـ‬ ‫‪-‬نوع التمرين‬
‫الريايض مع هذه املتطلبات من‬ ‫النفسية ـ الذهنية‬ ‫‪-‬نوعية األداء احلركي‬
‫النواحي ـ البنيوية ـ الوظيفية ـ‬ ‫جيب عىل الريايض‪:‬‬ ‫‪-‬حجم املجهود‬
‫النفسية ـ بحيث يتالشى‬ ‫‪-‬إدراك وفهم املتطلبات‬ ‫‪-‬شدة املجهود‬
‫التناقض بني املستوي احلايل‬ ‫‪-‬قبوهلا وتبنيها‬ ‫الطرق اخلاصة لتنظيم احلمل‬
‫‪-‬الطرق التدريبية‬
‫للقدرات البدنية والنفسية وبني‬ ‫‪-‬تنفيذها‬
‫‪-‬األشكال التنظيمية‬
‫متطلبات احلمل‪.‬‬
‫مقومات تركيبية للحمل مثل‪:‬‬
‫‪-‬جماالت شدة املجهود‬
‫‪-‬تناسب مهام اإلعداد العام واالعداد‬
‫اخلاص وتناسب مهام التدريب (اللياقة‬
‫البدنية والتكنيك والتكتيك)‬

‫‪14‬‬
‫جدول رقم‪1‬‬
‫الطرق اخلاصة ملعرفة فعالية احلمل‬

‫الدالالت عىل فعالية احلمل‬

‫من الناحية النفسية‬ ‫من الناحية الوظيفية‬ ‫الطريقة‬

‫‪-‬أخذ واستهالك األكسجني‬ ‫أخذ الدالالت الوظيفية‬

‫‪-‬تكوين حامض اللبنيك وحله‬

‫‪-‬حجم اهلواء املتنفس‬

‫‪-‬الرتكيز يف تنفيذ املتطلبات‬ ‫‪-‬التعرق‬ ‫مراقبة أغراض التعب‬

‫‪-‬االستعداد لتنفيذ املتطلبات‬ ‫‪-‬التعرق‬

‫‪-‬الثبات النفيس‬ ‫‪-‬نوعية األداء احلركي‬

‫قياس رسعة وترية استعادة قياس رسعة النبض بعد فرتة‬


‫العمل مبارشة ثم بعد الدقائق‬ ‫الشفاء‬
‫األوىل والثانية والثالثة‬

‫استجواب الريايض بصورة ‪-‬أخذ رأي الريايض حول قدر ‪-‬حالة الريايض أثناء التقريب‬

‫املجهود املبذول لتنفيذ متطلبات ‪-‬حالته بعد التدريب‬ ‫مبارشة‬


‫احلمل‬
‫‪-‬النوم والشهية‬

‫‪15‬‬
‫عوامل احلمل ‪:‬حجم وشدة اجملهود‬
‫جدول رقم ‪1‬‬
‫شدة املجهود‬ ‫املجهود املطلوب‬ ‫حجم املجهود‬
‫‪-‬متثيل جانب الكيف ملتطلبات احلمل‬ ‫‪-‬يمثل جانب الكم ملتطلبات احلمل‬
‫‪-‬حتديد بالنسبة إىل كل من القدرة اإلنجازية‬ ‫‪-‬خيدم تنمية للقيام بمجهودات كبرية‬
‫للريايض والزمني‬ ‫‪-‬يعترب العامل احلاسم لتثبيت مستوى اإلنجاز‬
‫‪-‬حتدد رسعة ونوع وثبات التكيف‬

‫كثافة التنبيهات‬ ‫اجلهد املبذول‬ ‫الدوام‬ ‫التكرار‬

‫‪-‬التناســـب الزمنـــي‬ ‫‪-‬الرسعة‬ ‫‪-‬عــــدد مــــرات التكــــرار ‪-‬مدة دوام التنبيه املنفرد‬
‫لفرتات العمل مـع‬ ‫بشكل عام‬
‫‪-‬مــدة دوام جمموعــة مــن ‪-‬االرتفاع أو املسافة‬
‫فرتات الراحة‬
‫التنبيهـــات يف تـــدريب ‪-‬مقدار املقاومة‬ ‫‪-‬عــدد مــرات التكــرار يف‬
‫‪-‬عدد مرات التكـرار‬ ‫القوة‬ ‫كل دور‬
‫‪-‬وترية اللعب‬
‫أو عــدد احلركــات‬ ‫‪-‬مــدة دوام فــرتة العمــل‬ ‫‪-‬عدد األدوار‬
‫املنفــــذة يف زمــــن‬ ‫‪-‬وترية الرصاع‪/‬النزال‬
‫املتواصـــل يف حركـــات‬ ‫‪-‬عدد احلصص التدريبية‬
‫معني‬ ‫‪-‬صعوبة املهمة احلركية‬ ‫دورية (مرت‪،‬كم)‬
‫‪-‬جممـــــــوع املقاومـــــــات‬
‫‪-‬زمن العمـل الفعـيل‬ ‫املتغلـــب عليهـــا (كـــ ‪- ،‬مدة دوام احلصة النسـبة‬
‫بالنســــبة إىل مــــدة‬ ‫التدريبية‬ ‫طن)‬
‫دوام احلصــــــــــــة‬
‫‪-‬مـــــدة دوام التـــــدريب‬
‫التدريبية‬
‫السنوي (ساعات)‬

‫مثال‪:‬السباحة‬

‫فـــــــرتات متناقصـــــــة‬ ‫‪%50‬‬ ‫‪211‬م‬ ‫(‪)4‬أدوار بمــــــــرتني (‪)2‬‬


‫للراحة‪:‬‬ ‫تكرار‬

‫‪00-21-20-31‬‬
‫ثانية‬

‫‪16‬‬
‫عوامل احلمل – أنواع التمارين البدنية‬
‫أساسا من خالل تأدية‬
‫ً‬ ‫يتحقق تطور مستوى اإلنجاز من الناحيتني البدنية والنفسية‬
‫التامرين البدنية املختلفة األنواع‪" ،‬اللعبة أو املسابقة التخصصية ذاهتا كتمرين والتامرين‬
‫اخلاصة والتامرين العامة" وال يمكن خالل عملية خالل عملية بناء القدرة اإلنجازية‬
‫االستغناء عن نوع من أنواع التامرين البدنية هذه‪ :‬إال أن نصبها ختتلف من رياضة ألخرى‬
‫وتتغري حسب أهداف املرحلة التدريبية وأهداف التدريب السنوي والعمري والعمر‬
‫البيولوجي و "العمر التدريبي" وختتلف التامرين اخلاصة والتامرين العامة عن احلركات‬
‫التي يؤدهيا الريايض يف لعبته أو مسابقته التخصصية من حيث البنية احلركية وهيكل‬
‫مقومات احلمل‪ ،‬وبني اجلدول رقم‪ 4‬أنواع التامرين البدنية ومميزاهتا ووظائفها‪:‬‬
‫جدول رقم ‪4‬‬
‫اللعبة أو املسابقة‬ ‫نوع‬
‫التامرين العامة‬ ‫التامرين اخلاصة‬
‫التخصصية كتمرين‬ ‫التمرين‬
‫يطابق هذا النوع من يشابه هذا النوع من التامرين ال يشابه هذا النوع من التامرين‬ ‫املميزات‬
‫احلركات التي يؤدهيا الريايض يف احلركات التي يؤدهيا الريايض‬ ‫التامرين احلركات التي‬
‫يؤدهيا الريايض يف لعبته أو لعبته أو مسابقته التخصصية من يف لعبته أو مسابقته من حيث‬
‫مسابقته التخصصية من حيث مراحل أو عنارص حركية البنية احلركية أو هيكل مقومات‬
‫حيث البنية احلركة‬
‫معينة أو حاالت معينة من اللعبة احلمل‬
‫وهيكل مقومات احلمل‬
‫أو النزال‬
‫ختدم التامرين العامة األغراض‬ ‫ختدم التامرين اخلاصة تنمية مقومات‬ ‫ختدم اللعبة أو املسابقة‬ ‫الوظائف‬
‫التالية‪:‬‬ ‫القدرة اإلنجازية املنفردة بصورة‬ ‫التخصصية كتمرين تنمية‬
‫‪-‬تنمية القدرات البدنية والتوافقية‬ ‫هادفة مع الرتكيز يف جوانب تكنيكية‬ ‫مجيع مقومات القدرة‬
‫واملرونة‪.‬‬ ‫أو قدرات بدنية معينة‬ ‫اإلنجازية بصورة متكاملة‬
‫‪-‬رفع القابلية للقيام بمجهودات‬ ‫بصورة بام يناسب رشوط‬
‫كبرية‬ ‫املنافسة‬
‫‪-‬توسيع اخلربة احلركية‬
‫‪-‬اكتشاف املوهوبني‬
‫‪-‬حتقيق الراحة اإلجيابية‬
‫‪-‬منع حدوث الرتابة‬
‫‪-‬التعويض عن متاعب التدريسات‬
‫اخلاصة‬

‫‪17‬‬
‫احلمل التدرييب والتكيف وتطور مستوى اإلجناز‪:‬‬
‫يتكيف الريايض خالل التدريب مع متطلبات احلمل عرب مراحل‪ ،‬التعب ـ الشفا‪.‬‬
‫‪-‬التعويض الزائد‪ ،‬وصو ًال إىل مستوى أعىل من القدرة اإلنجازية‪.‬‬
‫‪-‬التعب عبارة عن انخفاض مؤقت للقدرة اإلنجازية نتيجة القيام باملجهود املطلوب‪.‬‬
‫‪-‬التعب عبارة عن العودة من حالة التعب إىل احلالة الوظيفية والنفسية الطبيعية‪.‬‬
‫‪-‬التعويض الزائد عبارة عن زيادة القدرة اإلنجازية عن مستواها السابق كرد فعل جسم‬
‫الريايض عىل املجهود املتعب‪.‬‬
‫التكيف عبارة عن ارتفاع املستوى الوظيفي‪ ،‬بام يف ذلك التغريات البنيوية والنفيس‬
‫فيام يتعلق بتطور صفات نفسية معينة ـ للجسم نتيجة تنفيذ متطلبات احلمل وتتحدد‬
‫االستفادة من اإلمكانيات البدنية بمستوى تطور الصفات النفسية‪.‬‬
‫وتتحدد العالقة بني احلمل التدريبي والتكيف وتطور القدرة اإلنجازية بقوانني جيب‬
‫أن يراعيها املدرب عند تنظيم عملية التدريب‪.‬‬
‫تشرتط عملية التكيف أن تكون متطلبات احلمل كافية إلجبار الريايض عىل بذل‬
‫جمهود واضح من أجل تنفيذها‪.‬‬
‫جيب أال يتضمن احلمل التدريبي متطلبات بدنية فقط وإنام متطلبات نفسية كذلك‬
‫لتطور القدرة اإلنجازية بصورة كاملة‪ ،‬عىل أن تكون هذه املتطلبات النفسية كذلك جمربة‬
‫عىل التكيف معها‪ ،‬ولكي تتطور القدرة اإلنجابية بوترية عالية وثابتة جيب أن تكون‬
‫عوامل احلمل "حجم وشدة املجهود" مناسبة لقدرة الريايض اإلنجازية احلالية أي ليست‬
‫كثريا‬
‫بدال من أن ترتفع‪ ،‬وال منخفضة ً‬ ‫عالية جدً ا ـــ بحيث قد تنخفض القدرة اإلنجازية ً‬
‫بحيث ال يوجد تقدم يذكر‪.‬‬
‫أن خيترب مستوى كل من القدرة اإلنجازية والقابلية للقيام بمجهودات كبرية بني حني‬
‫وآخر‪:‬‬
‫‪-‬أن حيدد متطلبات احلمل بام يناسب خصائص الريايض وإمكانياته احلالية‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫تؤدي عملية التكيف إىل مستوى أعىل من القدرة اإلنجازية والقابلية للقيام‬
‫بمجهودات كبرية‪ ،‬كلام ارتفع مستوى القدرة اإلنجازية يصبح تنفيذ متطلبات احلمل‬
‫البدنية والنفسية أسهل فأسهل وأقل تع ًبا بل ينعدم التعب‪ ،‬نتيجة تكيف الريايض مع هذه‬
‫املتطلبات‪ ،‬األمر الذي يقلل تدرجي ًيا من فعالية التدريب ولكي ال حيدث ذلك جيب رفع‬
‫متطلبات احلمل بصورة منتظمة‪.‬‬
‫هذا ويتعلق حتسني كل من املستوى الوظيفي جلسم الريايض وقدرته اإلنجازية‬
‫بالتعويض الزائد كرد فعل للجسم عىل املجهود املبذول املتعب عىل شكل تعبئة خمازن‬
‫الطاقة يف اجلسم أكثر مما كان عليه قبل القيام باملجهود املتعب استعداد املتطلبات أعىل أما‬
‫إذا مل تتغري متطلبات احلمل فال يمكن أن يتحسن املستوى الوظيفي والقدوة اإلنجازية‪.‬‬
‫ويعني ذلك بالنسبة إىل املدرب أن جيدد التناقض بني املستوى احلايل للقدرة اإلنجازية‬
‫البدنية والنفسية ومتطلبات احلمل بصورة منتظمة‪.‬‬
‫وتشرتط عملية التكيف برجمة وتنظيم فرتات العمل وفرتات الراحة بالتتايل الصحيح‪.‬‬
‫أساسا يف خالل فرتات الراحة كرد فعل اجلسم‬
‫ً‬ ‫ويتحقق التكيف مع متطلبات احلمل‬
‫عىل نفاذ مصادر الطاقة وغريها من الرشوط الوظيفية يف أثناء فرتة العمل‪ ،‬وليست حالة‬
‫التعب إال عبارة عن نفاذ هذه القدرات واإلمكانات ويعني ذلك أن وصول الريايض إىل‬
‫حالة التعب يشء البد منه لتحقيق التكيف املنشود‪ ،‬إال أن فرتات العمل املتعب جيب أن‬
‫تتمم بفرتات كافية للراحة يف الوقت املناسب لكي ال يؤدي التدريب ـ خاصة التدريب‬
‫اليومي‪ -‬إىل حالة اإلرهاق السلبية التي تسبب انخفاضا كثري ًا ملستوى اإلنجاز‪.‬‬
‫وعند تدريب األبطال يمكن إعطاء فرتات عمل متتالية يرتاكم خالهلا التعب إىل حد‬
‫ما ثم يسمح للريايض بفرتة للراحة‪.‬‬
‫إن عملية ارتداد التكيف شاملة جلميع مقومات القدرة اإلنجازية‪:‬‬
‫‪-‬القدرات البدينة‬
‫‪-‬املهارات التكنيكية والقدرات التكنيكية‬
‫‪-‬الصفات النفسية‬

‫‪19‬‬
‫هذا وجيب أن تنظم فرتات الراحة بصورة إجيابية أي أن يؤدي الريايض حركات‬
‫"تعويضية" معينة ختتلف عن احلركات التي يؤدهيا خالل فرتات العمل األساسية من‬
‫حيث بنيتها وانخفاض شدة املجهود املبذول‪.‬‬
‫ويعني ذلك بالنسبة إىل املدرب أن يراعي مقتضيات الراحة اإلجيابية بأشكاهلا املختلفة‬
‫عند برجمة التدريب‪.‬‬
‫‪-‬ال يمكن احلفاظ عىل ظواهر التكيف دون مواصلة التدريب‪.‬‬
‫‪-‬تتالشى ظواهر التكيف مع متطلبات التدريب يف احلاالت التالية‪:‬‬
‫‪-‬قلة احلصص التدريبية‪.‬‬
‫كثريا‪.‬‬
‫‪-‬ختفيض متطلبات احلمل ً‬
‫‪-‬التوقف عن التدريب ملدة معينة‪.‬‬
‫إال أن وترية هذه العملية خمتلفة من مقوم آلخر وبالتايل جيب عىل املدرب أن يعمل‬
‫عىل ما ييل‪:‬‬
‫‪-‬استمرارية التدريب لعدة سنوات متتالية‪.‬‬
‫‪-‬إبقاء مدة املرحلة االنتقالية يف التدريب السنوي قصرية‪.‬‬
‫‪-‬إدخال التدريب اليومي حتى مع الناشئني من أجل االستفادة من التكيف الناتج من كل‬
‫حصة تدريبية لبناء مستوى اإلنجاز‪.‬‬
‫ويتعلق نوع ورسعة التكيف بكل من طبيعة متطلبات احلمل ومستوى اإلنجاز احلايل‬
‫للريايض‪.‬‬
‫وعىل سبيل املثال إذا كانت متطلبات احلمل مميزة بحجم كبري وشدة متوسطة أو‬
‫منخفضة وتكون ردود فعل جسم الريايض الوظيفية والنفسية مناسبة لتنمية قدرة‬
‫منخفضا لكني املراد أن تكون‬
‫ً‬ ‫التحمل خال ًفا ملا هو احلال إذا كان حجم املجهود املبذول‬
‫شدته عالية كام هو احلال يف تدريبات الرسعة‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫هكذا تبدو األمور مع املتقدمني يف التدريب أما املبتدئون فال تفيد املجهودات‬
‫املنخفضة واملتوسطة الشدة للريايض لتنمية قابليته للقيام بمجهودات كبرية فقط وإنام إىل‬
‫حد ما لتنمية القوة العضلية وكذلك الرسعة‪.‬‬
‫يتكيف املبتدئون بالتدريب مع متطلبات احلمل برسعة بينام حيتاج املتقدمون يف‬
‫التدريب إىل زمن طويل نسبيًا ـ مع استخدام وسائل تدريبية ذات شدة عالية لفرتات‬
‫قصرية ـ حتى يتحقق التكيف املنشود بتقدم ملحوظ يف مستوى اإلنجاز وهذا األمر الذي‬
‫يصعب للمدرب معرفة فعالية متطلبات التدريب باستمرار‪.‬‬
‫وبشكل عام جيب عىل املدرب‪:‬‬
‫‪-‬أن حيدد متطلبات احلمل بام يناسب أهداف التدريب وقدرة الريايض اإلنجازية احلالية ‪.‬‬
‫‪-‬أن يتأكد من فعالية التدريب بواسطة اختبارات مالئمة‪.‬‬
‫‪-‬عند تدريب جمموعة من الرياضيني (أ‪-‬د‪ ،‬كام يف اجلدول رقم ‪ 0‬عىل سبيل املثال) يمكن‬
‫أن خيتلف تأثري متطلبات احلمل من ريايض ألخر بشكل واضح‬
‫جدول رقم (‪)0‬‬

‫تقيم متطلبات‬
‫فعالية التدريب‬ ‫التعب‬ ‫الريايض‬
‫احلمل‬

‫كافية لتثبيت القدرة اإلنجازية‬ ‫قليل‬ ‫أ‬ ‫متطلبات‬


‫احلمل‬
‫معدومة‬ ‫معدوم‬ ‫ب‬

‫مقيدة لتنمية القدرة اإلنجازية‬ ‫شديد‬ ‫ج‬

‫مرضة لتنمية القدرة اإلنجازية‬ ‫شديد جدا (اإلرهاق)‬ ‫د‬

‫‪11‬‬
‫مبادئ خاصة لتحديد متطلبات احلمل‪:‬‬
‫مبدأ زيادة متطلبات احلمل‪:‬‬
‫ونوعا إىل حد جيرب الريايض‬
‫ً‬ ‫كام‬
‫يشرتط تطور مستوى اإلنجاز الريايض زيادة احلمل ً‬
‫عىل التكيف معها من الناحيتني البدنية والنفسية للتغلب عىل التناقض بني متطلبات‬
‫احلمل والقدرة اإلنجازية احلالية‪.‬‬
‫وجيب عىل املدرب هبذا اخلصوص أن يراعي القواعد العامة التالية‪:‬‬
‫‪-‬جيب أن تكون متطلبات احلمل قريبة ـ وليست أبعد ـ من حدود القدرة اإلنجازية احلالية‬
‫كي ال يتعرض الريايض ألرضار عند حماولة تنفيذ متطلبات عالية جدً ا‪.‬‬
‫‪-‬جيب االستفادة من مجيع مقومات احلمل أي "عوامل احلمل" و"الطرق اخلاصة لتنظيم‬
‫احلمل" و "املقومات الرتكيبية للحمل" لتحقيق الزيادة الرضورية ملتطلبات احلمل‪،‬‬
‫علام بأن نوعية ورسعة تطور القدرة اإلنجازية ومقوماهتا يتحدد بمقومات احلمل‬
‫ً‬
‫املختارة لغرض تطوير القدرة اإلنجازية‪.‬‬
‫‪-‬ال يغري إال مقوم واحد من هذه املقومات يف آن واحد وذلك بام يناسب اهلدف وهيكل‬
‫مقومات اإلنجاز والقدرة اإلنجازية احلالية والعمر احلقيقي والعمر التدريبي‪.‬‬
‫‪-‬ال ترفع متطلبات احلمل جلميع مهام التدريب يف آن واحد وإنام جيب الرتكيز يف مهام‬
‫معينة يف وقت معني‪ ،‬وتتضمن هذه القاعدة رضورة تغيري طبيعة متطلبات احلمل من‬
‫فرتة تدريبية ألخرى‪.‬‬
‫‪-‬جيب رفع متطلبات احلمل بصورة مربجمة بد ًءا بزيادة حجم املجهود لوضع األسس‬
‫الوظيفية لرفع شدة املجهود ولتحسني القابلية للقيام باملجهودات الكبرية‪.‬‬
‫‪-‬جيب التأكد من فعالية اإلجراءات املتخذة لزيادة متطلبات احلمل من خالل ‪:‬‬
‫‪ ‬تسجيل متطلبات احلمل‬
‫‪ ‬مراقبة الريايض يف أثناء التدريب‬

‫‪11‬‬
‫‪ ‬إجراء اختبارات منتظمة ملعرفة تطور مستوى اإلنجاز بشكل عام وتطور مقومات‬
‫معينة للقدرة اإلنجازية بشكل خاص‬
‫كبريا نسب ًيا إذا كان اهلدف تنمية القدرات ورشوطها‪ ،‬بينام‬
‫‪-‬جيب أن يكون حجم املجهود ً‬
‫جيب أن يكون شدة املجهود عالية نسب ًيا إذا كان اهلدف صقل هذه القدرات‪.‬‬
‫‪-‬جيب عىل املدرب أن يسعى باستمرار لتحسني أسلوب التدريب ملا خيدم متكني الريايض‬
‫ونوعا‪.‬‬
‫ً‬ ‫كام‬
‫من تنفيذ متطلبات احلمل املتزايدة ً‬
‫جدول رقم ‪6‬‬
‫أمثلة لزيادة متطلبات احلمل‬ ‫مقومات احلمل‬
‫‪-‬زيادة املسافة املقطوعة (كم) أو األوزان املرفوعة (طن)‬ ‫حجم املجهود‬
‫‪-‬مد زمن التدريب‬
‫‪-‬زيادة عدد مرات التكرار‬
‫‪-‬زيادة الرسعة‬ ‫شدة املجهود‬
‫‪-‬زيادة وترية اللعب أو النزال‬
‫‪-‬تقصري فرتات الراحة‬
‫‪-‬زيادة صعوبة مهام التدريب من حيث التوافق احلركي والتكنيك‬
‫والتكتيك‬

‫‪-‬حتسني دقة وفعالية تنفيذ املهام احلركية‬ ‫نوعية األداء احلركي‬

‫‪-‬تغيري نصب التامرين العامة والتامرين اخلاصة واللعبة املسابقة ذاهتا كتمرين‬ ‫أنواع التامرين البدنية‬

‫‪-‬زيادة عدد املنافسات يف السنة‬ ‫عدد املنافسات‬

‫‪-‬تنظيم منافسات مع خصوم أقوياء‬ ‫صعوبة املنافسات‬

‫‪-‬استخدام الطريقة الفرتية بدال من الطريقة املستمرة‬ ‫الطرق التدريبية‬


‫واألشكال التنظيمية‬
‫‪-‬التدريب الفردي فالتدريب اجلامعي فالتدريب مع الفريق كله‬

‫‪-‬استخدام أدوات عديدة يف التدريب‬

‫‪11‬‬
‫مبدأ استمرارية التدريب‪:‬‬
‫يتفاعل اإلنسان مع البنية بأستمرار تكيف أجهزة اجلسم مع املقتضيات الوظيفية‬
‫والنفسية هلذا التفاعل ويف الرياضة تتفاعل أجهزة جسم الريايض مع متطلبات التدريب‬
‫وإذا أمهلت مهمة من مهام التدريب فإن ذلك ينعكس سلب ًيا عىل تطور اإلنجاز ذي‬
‫العالقة وإذا توقف الريايض عن القيام باملجهودات الكبرية املعتادة من يوم آلخر وال‬
‫يعود إىل التدريب عىل اإلطالق يتالشى التكيف الناتج عن التدريب بل يتعرض الريايض‬
‫ألرضار صحية ولكي ال حيدث ذلك جيب عىل املدرب أن يراعي القواعد العامة التالية‪:‬‬
‫‪-‬جيب منع حدوث انقطاع للتدريب قدر املستطاع‪.‬‬
‫‪-‬جيب أال تتضمن برجمة التدريب مهام التدريب الرئيسية يف فرتة التدريبية ـ كذلك‬
‫للحفاظ عىل ظواهر التكيف املكتسب ساب ًقا‪.‬‬
‫‪-‬جيب ضامن فرتات كافية للراحة لكي ال يرهق الريايض فيجرب عىل التوقف عن التدريب‬
‫ألسباب صحية‪.‬‬
‫‪-‬جيب مراعاة العمر التدريبي عند تقدير رسعة انخفاض مستوى القدرة اإلنجازية بشكل‬
‫عام ومستوى مقوم من مقوماهتا بشكل خاص‪ ،‬علام بأن ثبات مستوى اإلنجاز يزداد‬
‫مع سنوات التدريب‪.‬‬
‫‪-‬جيب مراعاة التفاوت يف رسعة انخفاض مستوى القدرات البدنية والتوافقية واملهارات‬
‫التكنيكية املختلفة‪.‬‬
‫مبدأ تنظيم احلمل التدرييب بشكل دوري‪:‬‬
‫هناك عدة أشباب لرضورة تنظيم التدريب بشكل دوري أمهها‪:‬‬
‫‪-‬ال يمكن للريايض أن حيافظ عىل قدرة انجازيه عالية جدً ا باستمرار‬
‫‪-‬ال يمكن تنمية مستوى اإلنجاز الفردي باطراد‬
‫‪-‬يمر الريايض يف أثناء عملية التدريب الطويلة األمد بمراحل النمو املختلفة عن بعضها‬
‫البعض من حيث القابلية لتنمية مقومات اإلنجاز‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪-‬ال يمكن تنفيذ مجيع مهام التدريب يف أن واحد‬
‫‪-‬توجد متطلبات معينة جيب أن يكرر الريايض تنفيذها مرات متتالية كثرية أو بصورة‬
‫منتظمة إىل أن يتحقق التكيف املنشود‬
‫هذا ويميز يف بناء مستوى انجاز مرحيل معني بني املراحل التالية‪:‬‬
‫‪-0‬تنمية أسس القدرة اإلنجازية‪.‬‬
‫‪-2‬صقل وتثبيت مستوى اإلنجاز‪.‬‬
‫‪-3‬ختفيض مستوى اإلنجاز مؤقتا‪.‬‬
‫تتكرر هذه املراحل خالل عملية التدريب الطويلة األمد مرات كثرية ويصل الريايض‬
‫كل مرة إىل مستوى مرحيل أعىل مما كان عليه يف احللقة التدريبية السابقة‪.‬‬
‫إن عملية بناء مستوى اإلنجاز املرحيل املوصوفة ساب ًقا عبارة عن مرحلة تدريبية‬
‫كربى تنقسم إىل مراحل تدريبية متوسطة وتنقسم املراحل التدريبية املتوسطة إىل فرتات‬
‫تدريبية قصرية‪.‬‬
‫وتتميز كل هذه املراحل والفرتات التدريبية بأهنا حمددة من حيث الزمن واملهام‬
‫واملحتويات التدريبية وتنظيم معني للتدريب بام يناسب حتقيق هذه املهام واملحتويات‬
‫وتعتمد برجمة التدريب عىل ترتيب املراحل والفرتات التدريبية بصورة متكاملة وهادفة مع‬
‫مراعاة القواعد التالية‪:‬‬
‫أيضا وفرتات الراحة رضورية‬
‫‪-‬ليست األمهية لفرتات العمل فقط ولكن لفرتات الراحة ً‬
‫الستعادة أجهزة اجلسم قدرهتا الوظيفية ولتحقيق ظواهر التكيف املنشودة‪.‬‬
‫‪-‬جيب برجمة عملية بناء القدرة اإلنجازية عىل مراحل كربى ومراحل متوسطة وفرتات‬
‫قصرية مع توزيع متطلبات احلمل عىل هذه املراحل والفرتات التدريبية بشكل دوري‪.‬‬
‫‪-‬جيب تغيري كل من مقدار احلمل والعالقة بني حجم املجهود وشدته ومهام التدريب‬
‫الرئيسية املرحلية‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫‪-‬يتحدد عدد مرات وصول الريايض إىل مستوى انجاز مرحيل عال خالل السنة التدريبية‬
‫بعدة عوامل‪ .‬أمهها‪:‬‬
‫‪ ‬موعد املنافسة الرئيسية أو مواعيد املنافسات الرئيسية‪.‬‬
‫‪ ‬هيكل مقومات اإلنجاز يف الرياضة التخصصية‪.‬‬
‫األمحال التدريبية للمنافسات‬
‫إن مفهوم األمحال التدريبية للمنافسات تعني مقدار أو كمية املؤرشات البدنية‬
‫والفسيولوجية الناجتة عن تلك األمحال‪ ،‬والتي جيب أن يتم اختيارها وتوزيعها بدقة عالية‬
‫وهذا يتطلب فهم ومعرفة يف استخدام الطرق التدريبية وأساليب تنفيذها ومقدار‬
‫مؤرشاهتا البدنية والوظيفية عىل أجهزة وأعضاء اجلسم املختلفة للريايض كام جيب أن‬
‫خيطط هلذه األمحال بحيث تتناسب تأثرياهتا مع املتغريات الفسيولوجية والكيميائية‬
‫والبدنية التي تنسجم مع تسجيل رقم قيايس جديد‪ ،‬إن حتديد وتقويم املتغريات البدنية‬
‫والفسلجية يف الفعاليات الرياضية الدورية ليس صع ًبا‪ .‬ففي عدو املسافات القصرية‬
‫ملسافة ‪211‬م وتتجاوز الرسعة وتستخدم يف بعض الفعاليات العالقة بني قيمة احلمل‬
‫الفسلجي واحلمل البدين كمؤرش لتقويم تدريبات املنافسة فعىل سبيل املثال يف فعالية‬
‫الرماية بالقوس يسجل زمن تنفيذ التمرين وقيمة معدل رضبات القلب (منذ فرتة سحب‬
‫القوس لغاية اطالقة) وحتسب هذه العالقات والتي ينظر إليها كمؤرش لشدة احلمل البدين‬
‫للسباق وتعتمد ديناميكية هذا املؤرش يف أثناء تنفيذ مترين السباق عىل اجلهد العصبي أكثر‬
‫من اجلهد البدين وعليه فإن التدريبات اخلاصة ملثل تلك الظروف حتسن حتمل اجلهاز‬
‫العضيل العصبي وتزيد من دقة األداء والرتكيز‪.‬‬
‫ويف بعض الفعاليات تكون هناك صعوبة يف قياس بعض املتغريات الفسيولوجية أثناء‬
‫األداء يف املنافسات يف فعاليات التجديف أجريت جتربة عىل (‪ )301‬ريايض من الواليات‬
‫املتحدة األمريكية شاركوا يف البطوالت الدولية واألوملبية وكان ‪ %31‬من هؤالء‬
‫الرياضيني حيملون أوسمة دولية أوملبية وكان معدل أعامرهم ‪23‬سنة ومتوسطة طوهلم‬
‫‪002‬سم وزهنم ‪ 55‬كغم حيث نفذت التجربة عىل جهاز مشابه للمجداف وبعد ‪01‬‬
‫دقائق من اإلمحاء استطاع الرياضيون خالل ‪ 6‬دقائق األوىل من اجلهد أن جيذفوا بشدة‬

‫‪16‬‬
‫السباق وكان تردد التجذيف يف (‪ )40-42‬مرة بالدقيقة وقد اتضح من هذه التجربة أن‬
‫أفضل ثامنية جذافني وصلت قيم املتغريات إىل حدوده القصوى كام يف استهالك‬
‫األكسجني وتركيز احلامض أما التنفس الرئوي وتردد التنفس تبني بأن كمية اهلواء التي‬
‫تستهلك خالل دورة تنفسية واحدة تساوي (‪ )0-4‬لرت‪.‬‬
‫ويف جتربة أخرى عىل ‪ 45‬ريايض من ريايض التجذيف من منتخب أملانيا االحتادية‬
‫يشكل الفتيان معظم أفرادها اتضح من التجربة أن استهالك األكسجني وصل لدهيم يف‬
‫اختبار متارين املنافسات إىل ‪6222‬مليلرت‪ /‬دقيقة أو ‪66‬مليلرت‪/‬دقيقة‪/‬كغم أما التهوية‬
‫الرئوية فقد بلغت ‪ 006‬لرت معدل رضبات القلب (‪)054‬ض‪/‬د‪.‬‬
‫ويف فعاليات الدراجات نفذت جتربة عىل ‪ 05‬ريايض من املستويات العليا أجريت هلم‬
‫ثالثة أمحال تدريبية عىل جهاز للدراجة ويف خالل املنافسات وتوضح العالقات بني‬
‫واضحا يف مؤرش احلاجة‬
‫ً‬ ‫األمحال الفسلجية والبدنية حيث لوحظ أن هناك تباينًا‬
‫لألكسجني من ‪05201-01206‬لرت‪.‬‬
‫إن املؤرشات الفسيولوجية لتامرين املنافسات آنفه الذكر ينبغي أن ينظر إليها كنامذج‬
‫جوا فسيولوج ًيا‬
‫من الرضوري االهتداء هبا عند التخطيط لألمحال البدنية حيث إهنا حتقق ً‬
‫ونفس ًيا باملستوي األقىص من االستجابات الوظيفية التي حتقق أفضل مستوى‪.‬‬
‫ردود أفعال (استجابة) جسم الرياضي حلموالت املسابقات‪:‬‬
‫النشاط التنافيس املعارص للرياضيني ذوي املستوى العايل شديد بشكل استثنائي‪ ،‬فعىل‬
‫سبيل املثال‪ :‬العداء ملسافات متوسطة يشارك خالل العام من ‪ 61-01‬مرة‪،‬‬
‫السباحون‪ 041-021:‬دراجي الرتيك أكثر من ‪ ،061‬ودراجي الطرق يربمج هلم يف‬
‫خالل العام إىل حد‪ 001-011‬وأكثر أيام سباقيه إلخ‪ ...‬وال يرتبط هذا احلجم الكبري‬
‫للنشاط التنافيس برضورة املنافسة بنجاح يف خمتلف املسابقات فقط ولكن استخدامهم‬
‫كطريقة حتفيز قوية جدً ا لالستجابة التكيفية واإلعداد املتكامل الذي يسمح بتوحيد كل‬
‫املهارات التكنيكية والتكتيكية والوظائف البدنية واخللفيات النفسية يف نظام واحد موجه‬
‫لبلوغ النتائج املخطط هلا‪ ،‬وحتى يف أثناء برجمة محوالت التدريب بشكل مثايل والتي‬
‫حتاكي املباريات وغياب احلافز لدى الريايض لتنفيذها بشكل فعال‪ ،‬فإن مستوى النشاط‬

‫‪17‬‬
‫الوظيفي لألعضاء املنظمة واملنفذة تكون أقل مما هي يف املسابقات فقط يف أثناء عملية‬
‫املباريات باإلمكان الوصول إىل مستوى إظهار وتنفيذ مثل اجلهد الذي يتضح يف أثناء‬
‫حصص التدريب مضن ًيا‪.‬‬
‫طرق تقويم احلمل البدني يف املنافسات‪:‬‬
‫يفهم من احلمل البدين للمنافسات يف عدد املنافسات أو املباريات التي يشارك فيها‬
‫الريايض يف مرحلة معينة وأن تقويمها أصبح ذا أمهية خاصة ملا هلا من دور وتأثري كبري يف‬
‫تطوير مستوى اإلنجاز حيث تعد املنافسات من أهم عنارص تطوير األداء لذا فقد اجتهت‬
‫اآلراء يف الوقت احلارض إىل زيادة عدد املنافسات خالل السنة‪ ،‬فعىل سبيل املثال كان عدد‬
‫املنافسات التي خيوضها عداءوا ‪011‬م من املستويات العليا حوايل ‪ 30‬منافسة يف خالل‬
‫الثامنينات أما يف الوقت احلارض فيشارك العداءون بأكثر من ‪61‬منافسة يف خالل السنة‬
‫ويف البعض يشارك العداء يف أكثر من فعالية فعىل سبيل املثال (‪211 ،011‬م‪011×4،‬م)‬
‫تتابع وبذلك تصبح عدد السباقات التي خيوضها خالل املوسم كثرية وتقسم هذه‬
‫املنافسات إىل املنافسات التدريبية وهي االختبارات التي يضعها املدرب يف الربنامج‬
‫التدريبي يف خالل مرحلة ‪:‬‬
‫‪-0‬اإلعداد العام واخلاص للتعرف عىل مستوى احلالة التدريبية للريايض ولتالىف النقص‬
‫احلاصل فيها‪.‬‬
‫‪-2‬املنافسات الثانوية وهي السباقات التي خيوضها الريايض ولكن نتائجها ليست ذات‬
‫أمهية كبرية للريايض ولكنها تقع ضمن التخطيط للعملية التدريبية لغرض حتسني‬
‫مستوى كفاءة األداء البدنية والنفسية وتشكل قاعدة أساسية للمنافسات األخرى‪.‬‬
‫‪-3‬املنافسات الرئيسية وهي السباقات التي خيوضها الريايض يف البطوالت املهمة‬
‫كالدورات األوملبية والقارية والبطوالت العاملية وتعترب هذه السباقات هي اهلدف‬
‫الرئييس والذي جيب أن حيقق فيه الريايض اإلنجازات الرائعة وإن مجيع السباقات التي‬
‫خاضها الريايض يف ذلك املوسم تعترب أهدا ًفا ثانوية ختدم وحتقق اهلدف الرئييس‪.‬‬
‫ويف املصارعة جيب األخذ بنظر االعتبار عدد املنافسات التي خيوضها املصارع‬
‫فيخالل السنة وكم النزاالت التي خاضها يف هذه املنافسات حيث تعتمد عدد النزاالت‬

‫‪18‬‬
‫يف كل منافسة عىل مستوى قدرة املصارعة فعىل سبيل املثال اثنان من الرياضيني (أ‪-‬ب)‬
‫شاركا يف‪21‬منافسة يف خالل املوسم وكان الريايض (أ) غال ًبا ما خيرج من املنافسة يف‬
‫األدوار التمهيدية يف وكان الريايض (ب) يصل إىل األدوار النهائية لذا فإن مؤرش تقويم‬
‫محل املنافسات لدى كل منهام يكون خمتل ًفا فالريايض (أ) شارك خالل املوسم ب‪ 36‬نزاالً‬
‫وريايض (ب) شارك يف (‪ )03‬نزاالً‪.‬‬
‫وعند تقويم محل املنافسات من الرضوري األخذ بنظر االعتبار عدد املنافسات‬
‫الرئيسية والثانوية فعىل سبيل املثال تعترب املنافسات يف الدورات األوملبية والبطوالت‬
‫العاملية وبطوالت القارات منافسات رئيسية‪.‬‬
‫إن املنافسات الرئيسية التي خيوضها يف الرياضيون خالل البطوالت تفرض عىل‬
‫الريايض رصف الطاقة عالية اجلهد النفيس الكبري ومن أجل ذلك نالحظ أن الرياضيني‬
‫يستعدون بصورة خاصة ملثل تلك املنافسات وال خيططون لألمحال التدريبية بام يتناسب‬
‫مع تلك املنافسات من حيث كمية الطاقة املرصوفة واجلهد البدين والنفيس فقط بل‬
‫خيططون للعملية التدريبية لظروف أصعب من ظروف املنافسات‪ .‬وكام قال الباحث‬
‫كوتس إذا كان األمر صع ًبا يف التدريب سيكون ً‬
‫سهال يف املنافسة فاملنافسات تتطلب قدرة‬
‫بدنية ونفسية عالية جيب اإلعداد هلا مسب ًقا قبل اخلوض فيها حيث يكون يف بعض‬
‫كثريا ففي كرة القدم والطائرة وغريمها من‬
‫األلعاب الرياضية عدد املنافسات الرئيسية ً‬
‫األلعاب الرياضية الرئيسية تتجاوز‪ %61‬من جممل املباريات يف خالل العام حيث تعترب‬
‫مجيع مباريات الدوري منافسات رئيسية ألهنا تؤثر بشكل مبارش عىل نتيجة وترتيب‬
‫الدوري‪ ،‬أما يف الفعاليات الدورية كألعاب القوى والسباحة وغريها‪ -‬فإن عدد‬
‫املنافسات الرئيسية ال تتجاوز ‪ %31‬من جممل املنافسات يف خالل العام وعليه فإن عدد‬
‫املنافسات الرئيسية جيب أن تكون حصتها من جممل العملية التدريبية وجيب أن خيطط هلا‬
‫بشكل علمي ومدروس وبام يتناسب مع ما تتطلبه املنافسة الرئيسية من حيث تأثرياهتا‬
‫البدنية والفسيولوجية والنفسية وأن يؤخذ بعني االعتبار عمليات استعادة الشفاء يف‬
‫خالل هذه األمحال واملنافسات ليشارك الريايض يف تلك املنافسات بكفاءة وقدرة عالية‬
‫متكنه من حتقيق اإلنجاز املخطط له يف العملية التدريبية القصوي لعدائي املستويات العاليا‬
‫‪0220‬م‪/‬ث ويرتاكم حامض الالكتيك يف الدم بحوايل ‪211‬ملغم ويف عدو ‪411‬م تكون‬

‫‪19‬‬
‫الرسعة القصوي‪0‬م‪/‬ث وتراكم الالكتيك ‪ 226‬ملغم و‪0011‬م تكون معدل الرسعة‬
‫‪6‬م‪/‬ث وتراكم الالكتيك ‪ 063‬ملغم‪.‬‬
‫إن حتديد عنارص األمحال البنية يف األلعاب الرياضية غري الدورية يكون أكثر صعوبة‬
‫وحيتاج ذلك إىل تدوين وتوثيق كل ما يفعله الريايض يف خالل املنافسة وعليه فإن عملية‬
‫التقويم تكون فيها بعض الصعوبة وصعوبة احلصول عىل تقويم موحد فمثال ذلك أن‬
‫عدد املرات التي يستلم فيها العب كرة القدم وكذلك املسافة التي يقطعها بالكرة ال‬
‫تعتمد عىل مهارته وقدراته البدنية فقط لكي نقوم أداءه بل تعتمد عىل مستوى قدرة مهارة‬
‫أيضا والفريق ككل ومستوي هذا الفريق وموقعه يف الدوري وموقع الالعب عند‬
‫اخلصم ً‬
‫استالمه الكرة وموقع زمالئه وحتركاهتم‪.‬‬
‫إن املتغريات البدنية لالعبي الكرة الطائرة ‪-‬حيث تشري حتليل البيانات إىل أن طول‬
‫فرتة العمل النشطة لالعبي الكرة الطائرة يف خالل فرتة املباريات ‪-‬تكون طويلة فهي عىل‬
‫سبيل املثال يف أحد األشواط تتجاوز ‪ 01‬دقائق ويف ثالثة أشواط ‪ 25‬دقيقة ويف مخسة‬
‫أشواط‪ 45‬دقيقة‪ ،‬إن مثل هذه األمحال البدنية اخلاصة تعمل عىل تنشيط وحتسني وتطوير‬
‫عمل أجهزة وأعضاء اجلسم املختلفة‪.‬‬
‫ويف املالكمة فإن املتغريات البدنية الفسيولوجية التي يتعرض هلا املالكم تصل إىل‬
‫قيمتها القصوي يف النزالت‪.‬‬
‫ويف نوع آخر من أنواع النزالت وهي املبارزة حيث ختتلف قيمة وطبيعة األمحال‬
‫البدنية بصورة كبرية عن املتغريات املناظرة يف املالكمة‪.‬‬
‫يظهر أن معدل رضبات القلب يف مثل هذه النزالت غري كبري ولكنه يشري إىل أن‬
‫نزاالت املبارزة تؤمن مجيع آليات نواتج الطاقة‪ ،‬إن األمحال البدنية اخلاصة باملنافسات‬
‫تستوجب اختبار التامرين والوسائل واألساليب التدريبية ذات اجتاهات خمتلفة لتطوير‬
‫آلية إنتاج الطاقة‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫احلموالت التدريبية والتنافسية وتأثريها على تكوين ردود أفعال التكيف‪:‬‬
‫حيدد مقدار وتوجه احلموالت بمميزات استخدام وترتيب تناوب املكونات‪ :‬مدة‬
‫وأسلوب متارين حمددة‪ ،‬وشدة اجلهد يف أثناء تنفيذها‪ ،‬مدة ومميزات الفواصل التي تتخلل‬
‫تكرار بعضها وكمية التامرين يف التشكيالت البنيوية لعملية التدريب (حصص معينة‬
‫وأقسامها دوراهتا القصرية وغريها‪ )...‬لو تم يف بعض األحيان تنويع أي واحد من‬
‫املكونات املذكورة وقد يؤدي ذلك إىل تغيري جذري يف اجتاه عملية التدريب‪ ،‬عىل سبيل‬
‫املثال‪:‬تنفيذ نسق متارين كالنموذج‪01×01‬مرت يف السياحة برسعة‪ %00‬قصوى مدة‬
‫فواصل الراحة‪ ،‬قد تؤثر تأثريا مبدئ ًيا متباينا عىل جسم الريايض وستؤدي الفواصل ‪-01‬‬
‫‪ 00‬ثانية إىل تراكم التغيريات الوظيفية والفواصل ‪ 3-2‬دقائق تسمح للريايض باستعادة‬
‫الشفاء والتخلص من التغيريات التي حدثت بسبب التمرين السابق‪ ،‬يف احلالة األوىل‬
‫يساعد التمرين عىل تنمية التحمل اخلاص وتطوير الثبات (رسوخ) النفيس للتغلب عىل‬
‫التعب‪ ،‬وثبات التقنيات أمام تغيريات هامة يف البيئة الداخلية للجسم‪ ،‬يف احلالة الثانية‬
‫يسمح بتنمية التقنيات يف حالة اجلسم املستقرة وتنمية قدرات الرسعة لدي الريايض وقوة‬
‫أنظمة تأمني الطاقة الال هوائية‪.‬‬
‫مغايرا عىل جسم‬
‫ً‬ ‫إن التامرين املنفذة بمدد خمتلفة ونظام اسرتاحة ححتدث طاب ًعا‬
‫الريايض حتى يف حاالت تناسب مدد العمل مع فواصل الراحة ‪0‬إىل ‪ 2‬نفذ املمتحنون‬
‫حجم جهد موحد بقوة محولة دائمة إال أن ديناميكية تركيز الكتات الدم كانت خمتلفة متا ًما‬
‫يف احلاالت الثالث مجيعها وهذه احلاالت ال عالقة هلا باحلالتني‪ ،‬هذه احلاالت الثالثة‬
‫مبنية يف الرسم ‪ 020‬وهذا يعود إىل التناسب غري املتساوي جلذب (مشاركة) أنظمة‬
‫الاللكتات والالكتات املؤمنة للطاقة يف أثناء تنفيذ متارين خمتلفة باملدة‪.‬‬

‫ححتدث التامرين بمدد وشدة واحدة‪ ،‬واملنفذة ً‬


‫دائام للجهد والراحة‪ ،‬ووف ًقا لكمية‬
‫التكرار ردود أفعال خمتلفة ألنظمة التزود بالطاقة‪.‬‬
‫التامرين التي حترشك خمتلف حجوم الكتل العضلية تؤثر عىل جسم الريايض بأشكال‬
‫خمتلفة عىل سبيل املثال عند تنفيذ متارين مستديمة ذات طابع موضوعي والتي ترشك يف‬
‫العمل أقل ‪ 0/3‬من العضالت تتعلق قدرة عمل الريايض قبل كل يشء بإمكانات أنظمة‬

‫‪11‬‬
‫انتعاش األكسجني يف نسيج العضالت وبسبب ذلك تؤدي مثل هذه التامرين إىل ظهور‬
‫تغيريات مميزة يف العضالت مرتبطة بازدياد كمية وكثافة الشعريات الدموية الفاعلة‬
‫وبازدياد كمية وكثافة امليتوكندريون (املتقدرات) قدرهتا عىل استخدام األكسجني أيض ًا‬
‫الذي يورده الدم من أجل حمركب األدينوزين ثالثي الفوسفات وتزداد فعالية التامرين‬
‫ذات الطالع املوضوعي باألخص إذا استخدمت أساليب منظمة أو وسائل تقنية تزيد‬
‫احلموالت عىل جماميع العضالت‪.‬‬
‫إن استخدام متارين ذات طابع خاص الذي يرشك يف اجلهد ‪ %-6-41‬من كثافة‬
‫تأثريا أوسع عىل جسم الريايض بد ًءا من رفع قدرات أنظمة التزويد‬
‫العضالت‪ ،‬يؤمن ً‬
‫بالطاقة وإنتها ًءا ببلوغ توازن أمثل للوظائف احلركية والالإرادية يف ظروف تطبيق‬
‫محوالت تدريبية وتنافسية‪.‬‬
‫أما التامرين ذات الطابع الشمويل التي ترشك يف اجلهد أكثر من ‪ %61-61‬من الكتلة‬
‫تأثريا أكرب عىل جسم الريايض‪ ،‬ومع ذلك ينبغي بعني باالعتبار بأن‬
‫العضلية‪ ،‬فتحدث ً‬
‫إعادة بناء التكيف املركزي عىل سبيل املثال وازدياد حجم عضلة القلب وإثارة القلب‬
‫والسعة احليوية للرئتني والتهوية الرئوية القصوى وغريها‪ ،‬تتعلق فقط بحجم العضالت‬
‫العاملة وغري متعلقة بموضعها املعني‪.‬‬
‫ويعترب تناسب التامرين املتبعة مع متطلبات النشاط التنافيس الناجح‪ ،‬العامل املهم‬
‫لتأمني التكيف الفعال‪ ،‬إن عدم تناسب طابع التامرين مع االجتاه املحدد لتكيف النسيج‬
‫العضيل يؤدي إىل تغيريات ال تتالئم ختصص ًيا مع أيضا (متثيلها الغذائي)‪ ،‬هذا ما أكدته‬
‫معطيات الفحوصات املجهرية اإللكرتونية واملناعية الكيميائية‪ ،‬وعىل األخص لدى‬
‫أولئك الذين يتصفون ببنية نسيج عضيل يتميز هبا عداءوا واملسافات القصرية ولكن‬
‫أولئك الذين يتدربون وخيوضون املباريات كعدائي مسافات طويلة يالحظ يف أليافهم‬
‫العضلية توسع مساحات الليفيات نتيجة تورم وهتتك بعض األنسجة العضلية وتشققها‬
‫الطويل ونفاذ خمزون اجلليكوجني وتلف امليتوكندريون‪ ،‬وإن نخر (تلف) األلياف العضلية‬
‫يكون نتيجة هلذه التدريبات‪ ،‬األشخاص الذين لدهيم بنية عضالت عدائي املسافات‬
‫الطويلة ولكن يتدربون ويتسابقون كعدائي مسافات قصرية‪ ،‬يالحظ يف نسيجهم العضيل‬

‫‪11‬‬
‫تضخم زائد يف بعض األلياف وبقع تالفة تغطي ‪ 3-0‬ساركومري (القسيم العضيل) من‬
‫األلياف العضلية وبعض األلياف تكون يف حالة انكامش واضحة وغريها‪.‬‬
‫تتعلق مميزات ردود األفعال التكيفية الرسيعة أيض ًا بدرجة إتقان التامرين املتبعة‪ ،‬وأن‬
‫تكيف جسم الريايض مع احلموالت التقليدية (النموذجية) متعلق بحل مهام حركية‬
‫معروفة ومصحوبة بتغيريات أقل يف نشاط أنظمة التأمني باملقارنة مع تلك التي حتمل‬
‫مهامها احلركية طاب ًعا احتامل ًيا‪ ،‬إن ردود األفعال تكون أكثر حدة جتاه مثل هذه احلموالت‬
‫بسبب زيادة املثريات احلسية وتناسق "ضمن عضيل وعضيل داخيل" أقل فاعلية تناسق‬
‫أيضا‪.‬‬
‫الوظائف احلركية والذاتية ً‬
‫وحني تعالج شدة اجلهد كدرجة ضغط لنشاط األنظمة الوظيفية للجسم‪ ،‬والتي‬
‫تؤمن فعالية تنفيذ مترين معني‪ ،‬جتب اإلشارة إىل تأثريها االستثنائي الكبري عىل طابع تأمني‬
‫الطاقة وحشد خمتلف الوحدات احلركية للجهد وتشكيل البني التنسيقية للحركة املالئمة‬
‫ملتطلبات النشاط التنافيس الفعال‪ ،‬عىل سبيل املثال‪ :‬ففي السباحة‪ ،‬رفع رسعة التحرك من‬
‫‪ 61‬إىل ‪ %60‬ال يغري من طابع تأمني الطاقة للجهد وإنام يزيد ً‬
‫قليال من احلمل عىل أنظمة‬
‫النقل األوكسيجيني التي تسمح بالسباحة لنقطة أو مسافة سباقية‪ ،‬وتبدو هناك صورة‬
‫خمتلفة متا ًما حني تتزايد رسعة السباحة من ‪ 01‬إىل ‪( %00‬القصوى)‪ ،‬تأمني الطاقة للجهد‬
‫يتم إىل حد كبري بواسطة األنظمة الالهوائية والالكتائية وتنشط الوحدات احلركية التي‬
‫حتتوي عىل األلياف رسيعة االنقباض بنوعيها‪.‬‬
‫يالحظ الطابع اهلام للعالقة بني رسعة احلركة وترصيف الطاقة يف ألعاب رياضية‬
‫أخرى‪ ،‬نرى من خالل نتائج الدراسات التي أجريت بمشاركة دراجي الطرقات ذوي‬
‫التأهيل العايل‪( ،‬رسم ‪ ،)024‬أن ازياد رسعة التحرك من ‪ 01‬إىل ‪ 21‬كم‪ ،‬سيؤدي إىل‬
‫زيادة (ف‪ .‬أو ‪ 2‬درجة حتمل احلمل) ملسافة ‪ 5‬م لرت‪ /‬ك دقيقة‪ ،‬كام أن زيادة الرسعة من‬
‫‪ 31‬إىل ‪ 41‬كم ‪/‬سا‪ ،‬أي كذلك ملسافة ‪ 01‬كم‪ ،‬يزداد (ف‪ .‬أو‪ )2 .‬بمقدار ‪06‬م لرت‪ /‬كم‬
‫دقيقة‪ ،‬هذا أمر عادي ليس للجهد ذي الطابع الديناميكي فحسب بل لطابع السكون‬
‫أيض ًا‪ ،‬وتم االقرار بأن قوة اجلهد ذي الطابع السكوين حتى درجة توتر معينة يتم تأمينه‬
‫من مصادر طاقة هوائية‪ ،‬وتظهر أقىص كمية من الالكتات والبريوفات يف أثناء اجلهد إىل‬

‫‪11‬‬
‫درجة اإلعياء يف حال إذا كانت مقادير التوتر ترتاوح بني ‪ %61-31‬من القوة السكونية‬
‫القصوى‪.‬‬
‫مل حيدث ازدياد كمية الالكتات والبريوفات‪ ،‬عند استخدام التوتر الذي يبل أقل من‬
‫‪ %00‬من القوة السكونية القصوى‪ ،‬أي أن اجلهد نفذ بالكامل عىل حساب املصادر اهلوائية‬
‫للطاقة‪.‬‬
‫يتعلق ازدياد احلجم واإلمكانات االنقباضية لعضالت القلب إىل حد كبري باالختيار‬
‫املنطقي لشدة جهد التدريب الذي يؤمن احلجم االنقبايض األقىص أو قريب من األقىص‪.‬‬
‫(رسم ‪ ،)020‬تبني الدراسات بأن مثل هذه املقادير من احلجوم االنقباضية تتميز هبا‬
‫رسعة نبضات القلب التي ترتاوح يف نطاق ‪ %01-61‬وتعد هذه رسعة قصوى لريايض‬
‫حمدد‪.‬‬
‫رد فعل السياح عىل احلمل يتعلق بمدة التامرين وكميتها العامة يف برامج بعض‬
‫اجلرعات أو سلسلة منها وفواصل الراحة بني التامرين‪ ،‬ويشهد عىل رضورة التخطيط‬
‫الصارم ومراقبة معطيات مكونات احلموالت للتوصل إىل فعالية التكيف املرجو منها‪ ،‬ما‬
‫ييل‪:‬‬
‫لرفع اإلمكانات الالهوائية الالكتائية املرتبطة بازدياد خمزون مركبات اجلزيئات‬
‫البيولوجية الفوسفورية (التي جتمع وتعطي الطاقة) فإن أكثرها مالئمة هي احلموالت‬
‫القصرية (‪ 01-0‬ثانية) بشدة قصوى‪ ،‬وتسمح الفواصل الكبرية (إىل حد‪ 3-2‬دقيقة)‬
‫باستعادة جزئيات الفوسفات الكيميائية وجتنب اشتداد التحلل السكري يف أثناء اجلرعة‬
‫الالحقة من اجلهد‪ ،‬لكن هنا جيب األخذ بعني االعتبار بأن مثل هذه احلموالت‪ ،‬حينام‬
‫تقوم بتأمني النشيط األقىص ملصادر الطاقة الالهوائية غري قادرة عىل استفادة أكثر من‬
‫‪ %01‬من خمزون الطاقة الالالكتاين للعضالت‪ ،‬القيام بجهد بأقىص شدة خالل ‪01-61‬‬
‫ثانية يؤدي عمليا‪ ،‬لنفاذ املصادر الالكتاتية والالهوائية بشكل كامل يف أثناء احلموالت‬
‫وبالتايل لزيادة خمزون اجلزئيات البيولوجية الفوسفورية أي أن مثل هذا اجلهد يعترب ذا‬
‫فعالية عالية من أجل تطوير عملية التحليل السكري‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫باعتبار أن احلد األقىص لتشكل الالكتاب حيدث يف خالل ‪ 01-41‬ثانية ويستمر‬
‫اجلهد عادة خالل ‪ 01-61‬دقيقة أغلبة عىل حساب التحلل السكري‪ ،‬فإن اجلهد يف مدة‬
‫كهذه املدة حيستخدم يف أثناء رفع قدرات التحلل السكري فواصل الراحة وجيب ال تكون‬
‫طويلة لكي ال تنخفض بشكل كبري مقادير الالكتات‪ ،‬وهذا سيساهم يف رفع قوة عملية‬
‫التحلل وزيادة سعته‪.‬‬
‫كمية الالكتات يف الدم يف أثناء تنفيذ جهد بكثافة قصوى متعلق بشكل كبري بمدة‬
‫اجلهد‪ ،‬تظهر املقادير الكربى لالكتات حينام ترتاوح مدة اجلهد بني ‪ 0,1-0,0‬دقائق‪،‬‬
‫وأن زيادة مدة اجلهد الالحقة متعلقة باالنخفاض الكبري لكثافة الالكتات جيب أن يؤخذ‬
‫هذا األمر بعني االعتبار عند اختيار مدة اجلهد املوجه لزيادة الالكتايت الالهوائي‪.‬‬
‫تتميز احلموالت القصرية واملكثفة إىل حد ما باستهالك رسيع جللوكوجني العضالت‬
‫وإستهالك قليل جللوكوجني الكبد ولذلك تزداد يف أثناء مثل هذه احلموالت املنتظمة‬
‫كمية اجللوكوجني يف العضالت وال تتغري تقريبا بنفس الوقت كمية اجللوكوجني يف‬
‫الكبد‪ ،‬وزيادة خمزون اجللوكوجني يف الكبد يرتبط باستخدام محوالت طويلة بشدة معتدلة‬
‫أو تنفيذ عدد كبري من التامرين الرسيعة يف برامج بعض حصص التدريب‪.‬‬
‫من املمكن حتسني خمتلف مكونات األداء اهلوائي فقط عن متارين ملرة واحدة طويلة‬
‫أو عدد كبري من التامرين القصرية‪ ،‬وخاصة أن التحمل اهلوائي املوضعي قد يتم زيادته‬
‫متاما يف أثناء تنفيذ محوالت طويلة تفوق بمدهتا احلد املتاح بنسبة ‪ %61‬حتدث يف‬
‫العضالت نتيجة هذا التدريب تغريات أيضية وتغريات يف الدورة الدموية املعقدة‪،‬تغريات‬
‫الدورة الدموية املعقدة تبني غالبا يف حتسني التشعري الدموي وإعادة توزيع الدم داخل‬
‫العضالت التغريات األيضية‪:‬‬
‫يف ازدياد اجللوكوجني داخل العضالت واهليموجلوبني وازدياد كمية وحجم‬
‫امليتوكندريون (حبيبات خيطية) وازدياد فعالية اإلنزيامت املؤكسدة والوزن النسبي‬
‫ألكسدة الدهون مقارنة مع الكربوهيدرات‪.‬‬
‫اجلهد الطويل لتوجه حمدد يف برام بعض احلصص يؤدي إىل انخفاض فعالية أثرها‬
‫التدريبي أو تغري كبري يف اجتاه التأثري املفضل اجلهد الطويل ذي الطابع اهلوائي يتعلق‬

‫‪15‬‬
‫باالنخفاض التدرجيي للحد األقىص املمكن ملؤرشات إستهالك األكسجني احلمل اهلوائي‬
‫خالل ‪ %51-61‬من حتمل احلمل يؤدي إىل انخفاض استهالك األكسجني بنسبة ‪%5‬‬
‫وسطيا‪ ،‬وانخفاض احلمل خالل ‪011‬دقيقة ـ يؤدي إىل ‪ %04‬انخفاض استهالك‬
‫األكسجني يرافقه انخفاض احلجم اإلنقبايض للدم بنسبة‪ %00-01‬وازدياد رسعة‬
‫نبضات القلب بنسبة ‪ %21-00‬وانخفاض ضغط الرشياين املتوسط بنسبة ‪%01-0‬‬
‫وإرتفاع احلجم الدقائقي للتنفس بنسبة ‪.%00-01‬‬
‫لكن جيب األخذ يف احلسبان بأنه حسب ما تنفذ جهود طويلة بمختلف الشدات‬
‫حتدث تغريات نوعية يف نشاط األعضاء وأنظمة اجلسم ليست بالكثرية‪ ،‬عىل سبيل املثال‪:‬‬
‫عند تنفيذ جهد طويل مستمر أو فيه فواصل‪ ،‬يتدنى خمزون اجللوكوجني يف ألياف م‪.‬س‬
‫وفقط يف هنايتها يف أثناء ازدياد التعب تتدنى يف ألياف ب‪.‬س لدى الرياضيني املؤهلني‬
‫اجلهد ذوي الطابع اهلوائي خالل ساعتني يؤدي إىل تدين اجللوكوجني يف ألياف م‪.‬س عند‬
‫زيادة مدة اجلهد املنفذ يتدنى بالتدريج خمزون اجللوكوجني يف ألياف ب‪.‬س أيض ًا زيادة‬
‫شدة تأثريات التدريب احلاد (مثل‪ ،‬تكرار مترين مدته‪ 31-00‬ثانية مرات عديدة بشدة‬
‫عالية وفواصل قصرية) مرتبط بالتدين األوىل ملخزون اجللوكوجني يف ألياف ب‪.‬س وفقط‬
‫بعد عدد كبري من التكرار بتدين خمزون اجللوكوجني يف ألياف م‪.‬س‪.‬‬
‫ردود األفعال اخلاصة لتكيف جسم الرياضي مع احلموالت‪:‬‬
‫طبقا ملختلف احلموالت البدنية املستخدمة يف التدريب املعارص‪ ،‬تظهر ردود أفعال‬
‫تكيفيه خاصة متعلقة بخصائص التنظيم العصبي اهلرموين ودرجة نشاط خمتلف األعضاء‬
‫واآلليات الوظيفية‪.‬‬
‫عند التكيف الفعال مع احلموالت املعطاة التي هلا ميزات حمددة فإن املراكز العصبية‬
‫وبعض األعضاء واآلليات الوظيفية املنتمية ملختلف بني اجلسم الترشحيية تتحد يف مركب‬
‫هو األساس الذي تتشكل منه ردود أفعال التكيف الرسيعة وطويلة األمد‪.‬‬
‫خاصية التكيف الرسيع وطويل األمد يظهر حتى يف احلموالت التي تتصف باجتاهها‬
‫املفضل ذاته‪ ،‬ومدته وشدته ختتلف فقط يف طابع التامرين يف أثناء احلموالت اخلاصة يف‬
‫حالة متكنهم من إظهار قدرات وظائفية أعىل باملقارنة مع احلموالت غري اخلاصة مثال‬

‫‪16‬‬
‫ذلك‪ :‬يثبت هذه احلقيقة هو أن يف الرسم رقم ‪ 026‬توضح املقادير الفردية ل(ف أو‬
‫القصوي) للدراجني ذوي املؤهالت العالية يف أثناء االختبارات عىل أجهزة "بايسكل‬
‫الكرتوين ثابت" وجهاز الركض الثابت"‪.‬‬
‫رفع قدرات النظام العصبي الالإرادي يف أثناء تنفيذ احلموالت اخلاصة ححتفز إىل حد‬
‫كبري بتشكيل احلاالت النفسية املناسبة ردا عىل وسائل تدريب حمددة‪ .‬واملعروف أن احلالة‬
‫النفسية مثلها مثل التأثر الديناميكي للعمليات النفسية تعترب نظاما متقلبا يتشكل حسب‬
‫متطلبات يمليها نشاط حمدد‪ ،‬يف ظروف النشاط البدين املتوتر تظهر غالبا متطلبات ختص‬
‫العمليات النفسية‪ ،‬ر ًدا عىل ظهور مثريات شديدة حمددة تتشكل املقاومة النفسية ضد‬
‫اإلجهاد الذي يربز يف إعادة توزيع القدرات الوظيفية‪ ،‬رفع القدرات النفسية األكثرها‬
‫أمهية لبلوغ األهدف املرجوة مع خفض القدرات أقلها أمهية‪ .‬وهنا حتدث متالزمة ما فوق‬
‫الظهور النفيس باجتاه العمليات البحثية املعلوماتية واملحرضات والتحكم الكيفي‬
‫بالترصفات‪.‬‬
‫أيضا إىل جانب التطورات يف املقادير العالية أكثر والقصوى يف نشاط‬
‫ويشريون ً‬
‫األنظمة الوظيفية‪ ،‬التي جتلب احلموالت الرئيسية يف أثناء احلموالت اخلاصة باملقارنة مع‬
‫احلموالت غري اخلاصة‪ ،‬يشريون إىل االنتشار الرضوري لدرجة النشاط الوظيفي‪ ،‬أي‬
‫شدة التفعيل يف أثناء استخدام محوالت عادية (وعىل سبيل املثال‪ :‬التكيف الرسيع لقلب‬
‫الريايض العايل املستوى املتخصص بالتزحلق عىل الثلج مع احلموالت التنافسية) وفعالية‬
‫نشاط القلب االستثنائية العالية قبل السباق ويف أثناء عملية قطع املسافة‪.‬‬
‫يشريون إىل قيم نبضات القلب قبل السباق والبلوغ الرسيع للقيم القصوى ومستواها‬
‫األكرب باملقارنة مع جهد بشدة قصوى عىل األجهزة (بايسكل) اإللكرتونية‪.‬‬
‫تأثري احلموالت باإلمكان عرضها بشكل مقنع من نتائج التجربة التي نفذ فيها‬
‫املمتحنون خالل ‪ 6‬أسابيع جهد هوائي طويل عىل اجلهاز اإللكرتوين مستخدمني رجل‬
‫واحدة‪ ،‬بعد انتهاء التمرين بمساعدة قسطرة وريدية ورشيانية وخزانات عضلية‪.‬‬
‫تم دراسة أيض الطاقة يف أثناء تنفيذ محوالت عىل الدراجة األلكرتونية بشدة‪ %61‬هو‬
‫اختيار درجة حتمل اإلنسان للحمل التدريب) يف الرجل املدربة‪ ،‬باملقارنة مع غري املدربة‬

‫‪17‬‬
‫ولوحظت إفرازات قليلة إىل حد ما من الالكتات وأيض ًا نسبة إنتاج الطاقة أكثر بكثري عىل‬
‫حساب حرق الدهون‪.‬‬
‫هذه املعطيات جيب أخذها يف احلسبان عند السعي الستخدام مفعول التكيف املتبادل‬
‫يف أثناء إعداد الرياضيني ذوي املؤهالت العالية‪.‬‬
‫يف املراجع املختصة ألقي الضوء بشكل واسع عىل اجلوانب العملية لظاهرة التكيف‬
‫املتبادلة املرتبطة بنقل ردود األفعال املكتسبة نتيجة فعل أحد املثريات إىل فعل املثريات‬
‫األخرى‪ ،‬التكيف مع النشاط العضيل قدر يرافقه تطوير التكيف مع املثريات األخرى‬
‫أيض ًا كاملرونة واإلنعاش والسخونة‪.‬‬
‫يف جوهر التكيف املتبادل تكمن وحدة متطلباهتا املطلوبة من اجلسم من خمتلف‬
‫املؤثرات عىل األخص التكيف مع املرونة ـ هذا قبل كل يشء "الرصاع عىل األكسجني"‬
‫واستهالكه بفعالية أكثر‪ ،‬والتكيف مع النشاط العايل للعضالت يؤدي أيض ًا إىل زيادة‬
‫إمكانية نقل األكسجني واآلليات املؤكسدة‪ ،‬وهذا ال ينطبق فقط عىل إعادة التخليق‬
‫التنفيس والالهوائي ألدينوزين ثالثي الفوسفات عند التكيف مع الربد يف أثناء اجلهد‬
‫العضيل تزداد القدرات املمكنة لألكسدة اهلوائية والتحليلية للكربوهيدرات وأيض ًا‬
‫استقالب الدهون وأكسدة احلموض الدهنية عند التكيف مع السخونة فإن ما تم التوصل‬
‫إليه يف أثناء النشاط العضيل املنتظم له أمهية كربى يف ازدياد قدرات امليتوكوندريا أمام‬
‫درجات كبرية لتشتت التنفس والفسفرة وأمام درجات أكرب من ترصيفها‪..‬‬
‫ظواهر التكيف التباديل التي تلعب دورا مهام لألشخاص الذين يتدربون هبدف تقوية‬
‫صحبتهم وحتسني إعدادهم البدين ال يمكن عرضها كعامل حدي يؤمن نمو التدرب لدى‬
‫الرياضيني ذوي املؤهالت العالية‪ ،‬وكذلك لدى األشخاص غري املدربني يمكن نمو‬
‫اإلمكانات البدينة وعىل سبيل املثال القوة كنتيجة للتكيف التبادل غري كبري جدً ا باملقارنة‬
‫مع مستوى إعادة البناء التباديل بفضل التدريب العادي‪.‬‬
‫حول القدرات املحدودة لظاهرة التكيف التباديل وصالحيتها لرياضة اإلنجازات‬
‫العالية تشهد عىل ذلك معطيات جتريبية أخرى‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫الدراسات التي أجريت فيها التدريبات برجل واحدة كشفت أن التكيف املوضعي‬
‫ظهر فقط عىل مستويل الرجل اخلاضعة للتمرين‪ ،‬هناك جمموعتان من املمتحنني تم تدريبها‬
‫عىل الدراجات اإللكرتونية خالل ‪ 4‬أسابيع من ‪ 0-4‬جرعات منفذين اجلهد برجل‬
‫موجها لتطوير التحمل ذي الطابع اهلوائي‪ ،‬وبنتيجة‬
‫ً‬ ‫واحدة‪ ،‬كان تدريب املمتحنني‬
‫التدريب لدى املمتحنني للمجموعتني ازداد (ف‪ ،‬أو ‪ 2‬اختبار درجة حتمل اإلنسان‬
‫للحمل التدريب) وانخفضت نبضات القلب ولوحظت درجة الالكتات أكثر انخفاضا‬
‫يف أثناء احلموالت التقليدية األقل بالقصوى‪ ،‬وهذه التغريات كانت واضحة أكثر لدي‬
‫األشخاص املتدربني عىل التحمل ويف نفس الوقت لدى األشخاص يف املجموعة الثانية‬
‫ازدادت بدرجة أكرب باملقارنة مع املمتحنني يف املجموعة األوىل نشاط السسينات النازعة‬
‫واقتصاد يف رصف اجللوكوجني وكل هذه التغريات اإلجيابية مست غالبا الرجل املدربة‬
‫وخاصة طرح الالكتات يف أثناء شدة اجلهد العايل الفرعي لوحظ فقط يف الرجل غري‬
‫املدربة‪ ،‬االختالفات فرسها أصحاب الدراسة قبل كل يشء بارتفاع نشاط اإلنزيامت‬
‫اهلوائية وحتسن تشعري العضالت التدريبية‪.‬‬
‫خاصة التكيف مع محوالت بدنية حمددة مشرتطة إىل كبري بخصائص نشاط العضالت‬
‫التقلصية وباألخص تغيريات البيئة اهلرمونية وهذا واضح ألن التكيف امليتوكندروين‬
‫ينحرص يف عضالت األطراف السفيل‪ ،‬إذا تدرب طرف واحد فالتكيف حمصور (حمدود)‬
‫خارجه وأيض ًا بأن تغريات التكيف ملحتوى امليتوكندري قد يكون سببه التامرين رغم‬
‫غياب هرمونات الغدد النخامية والدرقية‪.‬‬
‫التكيف اخلاص يظهر يف العالقة مع خمتلف املهارات البدنية وتشهد عىل ذلك‬
‫املعطيات التي تؤكد بأن الرشاقة تزداد بشكل أسايس بالنسبة إىل مؤرشات تلك اليد التي‬
‫خضعت للتدريب ومن امللفت أن التأثر األقىص يالحظ فقط يف أثناء جهد حمدود ويف‬
‫حال رفعه سيؤثر سل ًبا عىل سري ردود أفعال التكيف‪ ،‬نتائج متشاهبة توصل إليها ف‪ .‬أي‬
‫لياخ الذي درس البنية والعالقة املتبادلة بني خمتلف أشكال القدرات التكيفية لإلنسان‬
‫والذي أظهر استقالليتها النسبية بعضها البعض‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫تأثري احلموالت على جسم رياضيني ذوي خمتلف املؤهالت واإلعداد‪:‬‬
‫يتغري تكيف الرياضيني العاجل والطويل إىل حد كبري حتت تأثري درجة مؤهالهتم‬
‫وإعدادهم واحلالة الوظيفية‪ ،‬أثناء ذلك اجلهد باحلجم والشدة ذاهتا خيلق ردود أفعال‬
‫خمتلفة‪ ،‬إذا كانت ردود األفعال يف أثناء جهد عادي لدي ذوي املهارات ليست بكبرية‬
‫التعب أو نمو يف نشاط األنظمة الوظيفية التي تؤدي احلمل األسايس واستعادة الشفاء متر‬
‫برسعة فإن لدي الرياضيني األقل كفاءة ينشئ مثل هذا اجلهد ردود أفعال شديدة بقدر ما‬
‫تكون مؤهالت الريايض منخفضة بقدر ما يتوضح بدرجة أكرب التعب وتطور يف حالة‬
‫األنظمة الوظيفية التي تشارك بفعالية يف تأمني اجلهد ومرحلة االستشفاء أطول‪..‬‬
‫عند احلموالت القصوى للرياضيني املؤهلني تالحظ ردود أفعال أكثر وباألخص‬
‫رفع مؤهالت السباحني متعلق بانخفاض الطاقة املهدورة يف أثناء تنفيذ محوالت نموذجية‬
‫ورفعها يف نفس الوقت يف أثناء احلموالت القصوى‪.‬‬
‫يف أثناء احلموالت القصوى استهالك األكسجني لدي الشخص املتدرب قد تفوق‬
‫‪6‬لرت ـ دقيقة ومتوسط الطرح ‪ 46-44‬لرت ـ دقيقة وحجم الدم اإلنقبايض‪221-211‬‬
‫مليمرت‪ ،‬أي بمعني أعىل ب‪ 2-020‬من ما هو لدي األشخاص غري املتدربني لدى‬
‫األشخاص املتدربني باملقارنة مع غري املتدربني تظهر ردود األفعال األنظمة السمبتاوية‬
‫وضوحا‪ ،‬وكل هذا يؤمن لإلنسان املتكيف مع احلموالت البدنية قدرة نشاط أكثر‬
‫ً‬ ‫أكثر‬
‫تظهر يف زيادة شدة وطول اجلهد‪.‬‬
‫لدى الرياضيني املتدربني بجهد متوتر ذي طابع هوائي يالحظ زيادة أكرب لتكون‬
‫األوعية للعضالت عىل حساب زيادة كمية الشعريات يف نسيج العضالت وانفتاح‬
‫األوعية الرادفة الكامنة مما يؤدي إىل زيادة تدفق الدم يف أثناء جهد قيس يف نفس الوقت‪،‬‬
‫يف أثناء احلموالت النموذجية لدي األشخاص املتدربني باملقارنة مع غري املتدربني يالحظ‬
‫انخفاض أقل لتدفق الدم إىل العضالت التي ال تعمل والكبد وغريها من األعضاء‬
‫الداخلية وهذا مرتبط بتحسن اآلليات املركزية التنظيم التاميزي لتدفق الدم وازدياد تكون‬
‫األوعية يف ألياف العضالت وازدياد قدرات النسيج العضيل عىل استعادة األكسجني من‬
‫وضوحا اجتاه‬
‫ً‬ ‫الدم‪ ...‬لدى الريايض ذي املستوى العايل حني تكون ردود األفعال أكثر‬

‫‪40‬‬
‫احلموالت القصوى حتدث عمليات استعادة الشفاء برسعة أكرب‪ ،‬إذا كانت لدى‬
‫السباحني ذي املؤهالت غري العالية إستشفاء القدرات بعد احلصص التدريبية بحموالت‬
‫كبرية وذات طابع هوائي وال هوائي خمتلط قد يستمر ‪ 4-3‬أيام فإن استعادة الشفاء لدى‬
‫ذوي املهارات الرياضية أقرص بمرتني وهذا برشط أن يكون احلجم الرتاكمي للسباحة يف‬
‫حصص تدريبية لدهيم أكرب ‪ 320-220‬مرة باملقارنة الرياضيني ذوي الكفاءات غري‬
‫العالية ومهم أيض ًا أن لدى الرياضيني ذوي الكفاءات العالية تطور أكرب نشا ًطا من اجلهاز‬
‫العصبي الالإرادي يف أثناء احلموالت القصوى يرافقه جهد أكثر فعالية التي تظهر يف‬
‫تقنيتها وفعالية التناسق ضمن العضل وداخله هذا باملفعول يالحظ حتى يف تلك احلاالت‬
‫حني تكون الفوارق يف تصنيف الرياضيني ليست بكبرية‪.‬‬
‫تنشء احلموالت النموذجية والقصوى ردود أفعال غري متشابه بحجمها وطابعها‬
‫عىل خمتلف مراحل الدورات التدريبية الطويلة وأيض ًا إذا تم ختطيطه يف أثناء عدم استشفاء‬
‫مستوى القدرات الوظائفية للجسم بعد احلموالت السابقة ففي بداية املرحلة األوىل من‬
‫اإلعداد‪ ،‬رد فعل جسم الريايض عىل احلموالت النموذجية اخلاصة تتوضح بشكل كبري‬
‫باملقارنة مع املؤرشات التي تم تسجيلها يف املرحلة الثانية من فرتة التحضري واملسابقات‬
‫إذن نمو التدريب اخلاص يؤدي تقنني ملموس للوظائف يف أثناء تنفيذ جهد نموذجي‬
‫احلموالت القصوى بالعكس متعلقة بردود أفعال أوضح عىل قدر نمو تدرب الريايض‬
‫لدى السباح عايل التأهيل يف أثناء قطع املسافة السباقية (‪011‬م حرة) برسعة قصوى يف‬
‫وضوحا باملقارنة‬
‫ً‬ ‫اجلزء الثاين من فرتة اإلعداد وفرتة املسابقات تالحظ ردود أفعال أكثر‬
‫مع املؤرشات التي سجلت يف املرحلة األوىل من مراحل اإلعداد يف نفس الوقت سباحة‬
‫وضوحا‪.‬‬
‫ً‬ ‫مسافة ‪011‬م بنتيجة نموذجية بقدر نمو التدرب بخلق ردود أفعال أقل‬
‫تنفيذ نفس اجلهد يف خمتلف احلاالت الوظيفية يؤدي إىل ردود األفعال خمتلفة من‬
‫جانب األنظمة الوظيفية للجسم‪ ،‬واملثال عىل ذلك نتائج دراسة تم التوصل إليها يف أثناء‬
‫حماكاة ظروف سباق املطاردة (عىل الرتيك) للدراجات ‪:‬تنفيذ جهد متشابه بالقوة والدة‬
‫يف ظروف التعب تؤدي إىل ازدياد حاد يف تطورات نشاط األنظمة الوظيفية‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫جدول رقم ‪ 7‬فعل أنظمة وظائف اجلسم لدي الدراجتني يف بداية وهناية السباق‬

‫مؤرشات‬

‫معدل التنفس‬ ‫معدل نبض القلب‬ ‫حاجة األكسجني‬

‫الريايض‬
‫هتوية الرئتني‬
‫دورة‪/‬دقيقة‬ ‫رضبة‪ /‬دقيقة‬ ‫ملرت‪/‬دقيقة‬

‫‪200-241‬‬ ‫‪60- 61‬‬ ‫‪200-241‬‬ ‫‪60-61‬‬ ‫‪200-241‬‬ ‫‪60-6‬‬ ‫‪200-241‬‬ ‫‪60-61‬ث‬

‫‪61‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪032‬‬ ‫‪000‬‬ ‫‪211‬‬ ‫‪054‬‬ ‫‪00511‬‬ ‫‪0602‬‬ ‫األول‬


‫‪01‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪046‬‬ ‫‪005‬‬ ‫‪212‬‬ ‫‪056‬‬ ‫‪02165‬‬ ‫‪4002‬‬ ‫الثاين‬
‫‪66‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪002‬‬ ‫‪036‬‬ ‫‪051‬‬ ‫‪066‬‬ ‫‪00411‬‬ ‫‪0111‬‬ ‫الثالث‬
‫‪64‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪020‬‬ ‫‪003‬‬ ‫‪201‬‬ ‫‪210‬‬ ‫‪02151‬‬ ‫‪4361‬‬ ‫الرابع‬

‫جيب بشكل خاص مراقبة احلالة الوظيفية برصامة يف أثناء تنظيم اجلهود املوجهة لرفع‬
‫قدرات الرسعة والتنسيق اجلهد املوجه لرفع هذه املهارات (القدرات) جيب القيام هبا فقط‬
‫عند االستشفاء الكامل للقدرات الوظيفية للجسم التي حتدد درجة ظهور هذه املهارات‪،‬‬
‫يف حال إذا كانت محوالت الرسعة أو احلموالت املوجهة لرفع القدرات التناسقية حتنفذ يف‬
‫أثناء قدرات وظيفية منخفضة بالنسبة إىل الظهور األقىص هلذه القدرات فإن التكيف‬
‫الفعال ال حيدث باإلضافة إىل ذلك قد تتشكل نامذج حركية قاسية تقيد نمو قدرات‬
‫الرسعة والتنسيق‪.‬‬
‫تؤدي احلموالت التي تتصف هبا الرياضة املعارصة إىل نتائج رياضية استثنائية عالية‬
‫متر برسعة وتصل إىل حجوم يف التكيف طويل األمد من الصعب التنبؤ هبا‪ ،‬مع األسف‬
‫هذه احلموالت غالبا تعترب سببًا إلجهاد القدرات التكيفية وتوقف تطور النتائج وتقليص‬
‫مشاركات الريايض عىل مستويات رياضة اإلنجازات وظهور تغريات ما قبل الباثالوجية‬
‫وباثالوجية يف اجلسم تكيف جسم الرياضيني الفعال مع احلموالت يالحظ باجلزء الثاين‬
‫واألول يف املنطقة الثالثة لتفاعل حافز واستجابة اجلسم عىل حدود املنطقة الثالثة والرابعة‬
‫يباطيء تطور وظائف مع تشغيل اآلليات الدفاعية التعويضية ‪ ..‬االنتقال إىل املنطقة‬
‫الرابعة انتظام انخفاض القدرات الوظيفية للرياضيني وحدوث متالزمة التدرب املفرط‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫يف بداية التدريب املمنهج جتري عملية التكيف بفعالية الح ًقا‪ ،‬وحسب زيادة مستوى‬
‫تطور املهارات احلركية وقدرات خمتلف األعضاء واألنظمة وترية تشكل استجابات‬
‫التكيف طويل األمد تتباطئ بشكل جوهري هذه االنتظام يظهر يف بعض مراحل اإلعداد‬
‫يف نطاق دورات تدريبية طويلة وخالل اإلعداد لسنوات طويلة‪.‬‬
‫توسع مناطق االحتياطي الوظيفي لألعضاء وأنظمة اجلسم لدى الرياضيني املؤهلني‬
‫واملتدربني متعلق بتقلص املناطق التي ححتفز التكيف الالحق‪ ،‬كلام كان مؤهل الريايض‬
‫عاليا‪ ،‬تقلص نطاق النشاط الوظيفي القادر عىل حتفيز اجلريان الالحق لعمليات التكيف‪.‬‬
‫يف املراحل املبكرة لسنوات طويلة من اإلعداد وبداية اإلعداد واإلعداد األوىل‬
‫األسايس ينبغي عىل نطاق أوسع استخدام للوسائل الواقعة يف النصف األسفل للمنطقة‬
‫والتي ححتفز التكيف الطويل وهذا يعترب ضامنه لتوسيع هذه املنطقة يف املراحل املقبلة‬
‫االستخدام الواسع يف املراحل املبكرة لإلعداد طويل األمد الوسائل املوجودة يف النصف‬
‫العلوي من املنطقة قد يقلصها بشكل حاد يف املراحل القادمة وهبذا الشكل سيوصل إىل‬
‫احلد األدنى خمزون الطرق والوسائل القادرة عىل حتفيز التكيف طويل األمد يف املراحل‬
‫النهائية واملراحل األكثر أمهية لدورات اإلعداد لسنوات طويلة‪.‬‬
‫كمثال عىل ذلك نورد معطيات تم احلصول عليها لدي رياضيني ذوي املستوى العايل‬
‫يف أثناء تنفيذ محوالت ملرة واحدة يساعد هتيئة جو املسابقات يف أثناء تنفيذ جمموعة‬
‫جرعات متارين وبرامج حصص عىل تطوير قدرات العمل عند الرياضيني وحشد عميق‬
‫لالحتياطات الوظيفية ألجسامهم ويشهد عىل ذلك مستوى قدرات الرياضيني ذوي‬
‫املؤهل العايل يف أثناء سباحة املسافات السباقية يف ظروف التدريب واملسابقات بمختلف‬
‫مستوياهتا‪.‬‬
‫ويساعد أيض ًا ع ىل هتيئة جو املسابقات تنفيذ متارين قوة موجهة لتطوير حتمل القوة‬
‫بتنفيذ جهود قوة عدد ‪ 01‬مرات عىل جهاز تدريب عضالت طوق الكتف خالل دقيقة‬
‫مع إثقال ‪ %61‬من احلد األقىص املسموح به وفواصل ‪ 21‬ثانية‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫جدول رقم ‪8‬‬
‫قدرات الرياضيني واستجابة األنظمة الوظيفية للجسم‬

‫املؤرش‬

‫معدل نبض القلب يف‬ ‫رشوط تنفيذ‬


‫ناقص أوكسجني‬ ‫حتمل القوة‬ ‫عدد مرات‬ ‫اجلهد‬
‫هناية التمرين (معطيات‬
‫باللرت‬ ‫(بالوحدات)‬ ‫التكرار‬
‫وسطية) رضبة ـ دقيقة‬

‫‪620‬‬ ‫‪052‬‬ ‫‪02011‬‬ ‫‪431‬‬ ‫فردي‬

‫‪021‬‬ ‫‪001‬‬ ‫‪04501‬‬ ‫‪400‬‬ ‫مجاعي‬

‫دراسة أخرى تثبت أن جو املسابقات يساعد عىل استخدام كامل إلحتياطي وظائف‬
‫اجلسم باملقارنة مع جو التدريب فعىل سبيل املثال‪ :‬الركض التجريبي ملسافة ‪311‬و ‪611‬‬
‫مرت يؤدي إىل تراكم الالكتات األقل بكثري باملقارنة مع التغريات التي لوحظت يف أثناء‬
‫الركض لنفس املسافات يف جو املباريات كام تري يف (الرسم‪ )0222‬مقادير الالكتات‬
‫القصوى يف جو املباراة يتأرجح بني ‪ 24-21‬مول ومقدار بس إتش (مؤرش‬
‫هيدروجيني) هيبط إىل أقل من ‪ 620‬وحدة يف جو االختبار التجريبي املقدار األقىص‬
‫لالكتات ال يفوق ‪ 05‬مول ويب أتش ال هيبط إىل أقل من ‪ 621‬وحدة ‪.‬‬
‫احلمل التنافيس يف سياق املاراثون ورياضة الدراجات (طرقات) قادر عىل إحداث‬
‫اضطرابات باثولوجية (مرضية) يف العضالت التي يقع عىل عاتقها احلمل األسايس وهذا‬
‫ال نالحظه أثناء التامرين‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫نظرية التكيف وتأثريها على رياضة األرقام القياسية‬

‫‪ -‬التكيف وإعداد الرياضيني‬


‫‪ -‬استجابات التكيف أثناء النشاط العضلي‬
‫‪ -‬تشكل األنظمة الوظيفية واستجابات التكيف‬
‫‪ -‬التكيف السريع‬
‫‪ -‬التكيف الطويل‬
‫‪ -‬ظاهرة فقدان تكيف وإعادة تكيف وفرط تكيف عند الرياضيني‬
‫‪ -‬تكيف األنسجة العضلية والعظمية والضامة‬
‫‪ -‬اخلصائص البنيوية الوظيفية لوحدات العضالت احلركية‬
‫‪ -‬التخصص الرياضي وبنية النسيج العضلي‬
‫‪ -‬التغريات يف األلياف العضلية حتت تأثري أمحال بتوجهات خمتلفة‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫نظرية التكيف وتأثريها على رياضة األرقام القياسية‬
‫إن نظرية التكيف ححتدث تأثري ًا كبري ًا عىل تطوير نظرية ومناهج رياضة األرقام‬
‫القياسية وطرق إعداد الرياضيني حتدثه التكيف التي تتطور برسعة هائلة ـ والنظرية هي‬
‫مجلة معارف موثوقة حول تكيف جسم اإلنسان مع ظروف البيئة املحيطة وخاصة ذلك‬
‫القسم املتعلق بام يميس احلاالت القاسية (الصعبة) تأثري التكيف عىل الرياضة املعارصة‬
‫كبري وذلك ألن الرياضة هي جمال نشاط اإلنسان الذي تنشط فيه خمتلف األنظمة الوظيفية‬
‫يف حاالت كثرة االستجابات القصوى مما خيلق ظرو ًفا جيدة لدراسة ظاهرة التكيف‬
‫للحاالت الصعبة يف جمال الرياضة بالذات تراكم كم واسع من املعلومات تعكس خمتلف‬
‫قواعد نظرية التكيف‪.‬‬
‫التكيف باملعني العام هو قدرة كل األحياء عىل التأقلم مع البيئة املحيطة‪ ،‬هناك نوعان‬
‫من التكيف نمطي جيني ونمطي ظاهري‪.‬‬
‫تكيف جيني‪ :‬وهو من جوهر االصطفاء الطبيعي وهو عملية تكيف مع ظروف‬
‫الوسط البيئي التكاثري (مجلة مواصفات من نوع واحد) عن طريق تغريات وراثية‬
‫التكيف اجليني هو من جوهر تعاليم االصطفاء ـ وهو مجلة تصورت عن آليات وقوانني‬
‫التغريات التارخيية يف الطبيعة احلية‪.‬‬
‫تكيف ظاهري‪ :‬وهو عملية تكيف تتطور يف الكائن احلي يف خالل احلياة ر ًدا عىل‬
‫تأثري خمتلف عوامل البيئة اخلارجية هذا النوع من التكيف بالذات خيضع لدراسات عديدة‬
‫يف األعوام األخرية يف خمتلف جماالت النشاط العميل والعلمي لإلنسان‪.‬‬
‫مفهوم "التكيف" تم تناوله يف البداية عىل أنه بيولوجي وطبي لكن التقدم العلمي‬
‫العاصف وتبدل وتعقد عالقة اإلنسان بالبيئة اخلارجية لفت انتباه خرباء من خمتلف‬
‫االختصاصات إىل مسألة التكيف‪ :‬منهم علامء االجتامع والنفس واملهندسون والرتبويون‬
‫حتول مفهوم "التكيف" إىل مفهوم علمي عام يستخدم من ممثيل خمتلف العلوم ويساهم يف‬
‫تركيب وتوحيد املعرفة املتعلقة بمختلف املواضيع‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫انترش هذا املفهوم بشكل واسع يف جمال اإلعداد الريايض والنشاط التنافيس ويستخدم‬
‫من جانب نظرية ومناهج الرياضة والفسلجة واملورفولوجيا والبيوكيمياء والبيوميكانيك‬
‫وعلم النفس‪.‬‬
‫عند تعريف التكيف جيب أن نأخذ باالعتبار بأنه قد يفهم منه عىل أنه عملية ونتيجة‬
‫أيض ًا‪:‬‬
‫‪-‬يستخدم التكيف لإلشارة إىل العملية التي يتكيف فيها اجلسم مع عوامل البيئة اخلارجية‬
‫والداخلية‪.‬‬
‫‪-‬يستخدم التكيف لإلشارة إىل التوازن النسبي الذي يثبت بني اجلسم والبيئة‪.‬‬
‫‪-‬يفهم من التكيف عىل أنه نتيجة عملية تكيفيه‪.‬‬
‫التكيف وإعداد الرياضيني‪:‬‬
‫هناك أبحاث خاصة أجريت يف خمتلف خمتربات العامل كشفت أنه ال يوجد شكل من‬
‫أشكال النشاط املهني يمكن مقارنته من جهة فعاليته التدريبية مع احلموالت التدريبية‬
‫للرياضة املعارصة‪ ،‬العمل البدين الشاق املعمق بالظروف املناخية القاسية غري قادر عىل أن‬
‫ححيدث يف جسم اإلنسان تبدالت تكيفيه مثلام نالحظه لدى الرياضيني املؤهلني عاليا وهذا‬
‫ينطبق عىل العامل الزراعيني عىل ارتفاع ‪4111-3111‬م عن سطح البحر‪ ،‬مثل شعب‬
‫الشرييا يف اهليامالي والريكش يف أسيا الوسطي ال أحد من األشخاص ممن يامرسون‬
‫النشاطات املهنية هلا خصائص تبدالت تكيفيه للقلب واألوعية والتنفس يمكن مقارنته‬
‫مع عدائي املسافات الطويلة والدراجتني وغريهم من األلعاب الرياضية التي تتطلب‬
‫التحمل‪.‬‬
‫والسبب بسيط‪ ،‬وهو أن شدة العمل البدين اليومي القايس ولو تعمق بظروف بيئية‬
‫قاسية (حرارة عالية‪ ،‬ارتفاعات عالية) سيظل ً‬
‫قليال باملقارنة مع اجلهد التدريبي الشديد‬
‫وأما الظروف القاسية للنشاط التنافيس فليس هلا شبيه يف النشاط املهني وغريها من‬
‫النشاطات عدا بعض احلاالت املتعلقة برصاع من أجل احلياة‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫إظهار التكيف يف الرياضة متنوع جدا يف التدريبات نضطر إىل االحتكاك بالتكيف مع‬
‫محوالت بدنية متنوعة التوجهات وصعوبات تأزرية شدة وطول استخدام خمزون واسع‬
‫جدا من التامرين موجهة لتنمية املهارات البدنية وحتسني املهارات الفنية التكنيكية‬
‫والوظائف النفسية‪.‬‬
‫تتصف املسابقات –خاصة‪ -‬الرئيسية بطولة العامل واألوملبياد والبطوالت القارية‬
‫الكربى بحموالت بدنية متنوعة وأيض ًا يتوفر ظروف قاسية (منافسة قوية‪ ،‬خصوصيات‬
‫التحكيم‪ ،‬ترصف اجلمهور) التي حتدد تشكل االستجابات التكيفية‪ ،‬اخلصائص املميزة‬
‫للتكيف يف ألعاب رياضية كثرية متعلقة أيض ًا بأن يضطر اإلنسان إىل التعاون مع الزمالء‬
‫واخلصوم يف أثناء التدريب واملسابقات باستخدام أدوات رياضية خاصة (كرة‪ ،‬سيف‪،‬‬
‫مرضب‪ ،‬قفازات وغريها) مما ينشء مشاكل إضافية لتكيف اجلسم مع الظروف املحيطة‪.‬‬
‫خصوصية التكيف يف الرياضة ‪ -‬بخالف نشاطات اإلنسان الكثرية األخرى التي‬
‫تتميز برضورة األقلمة مع الظروف القاسية‪ -‬تعترب تكي ًفا متعدد املراحل مع ظروف البيئة‬
‫التي تنعقد أكثر فأكثر يف احلقيقة كل مرحلة قادمة من التطور الريايض طويل األمد وكل‬
‫عام تدريبي أو دورة كربى حمدودة وكل مسابقة كبرية عالية املستوى متىل عىل الريايض‬
‫أحداث طفرة تكيفيه أخرى ونفي جديل للمستوى املتحقق من االستجابات التكيفية‬
‫وهذا بفرض احتياجات خاصة عىل جسم اإلنسان‪.‬‬
‫يالحظ يف خالل املسرية الرياضية عدد كبري من هذه املراحل‪ ،‬يكفي القول أن يف بنية‬
‫اإلعداد طويل األمد هناك مخس مراحل تغطي فرتة بحسب اللعبة الرياضية من ‪ 5-6‬إىل‬
‫‪ 20-21‬سنة وأكثر وكل عام حيتوي من واحد إىل ‪ 4-3‬أو أكثر من الدورات الكربى‬
‫خاصا خلوضها وبطبيعة‬
‫ً‬ ‫املستقلة وتنتهي كل واحدة منها بمسابقات مهمة تتطلب إعدا ًدا‬
‫احلال مستوى أعىل من التكيف (بالنسبة للمسابقات املاضية)‪.‬‬
‫يف نشاطات اإلنسان األخرى املتعلقة باألقلمة مع الظروف القاسية (تكيف مع‬
‫انعدام الوزن يف رحالت قضائية طويلة والعيش يف مناطق قاسية) فإن إهناء االستجابات‬
‫التكيفية األساسية متعلق بتثبيت نظام جديد لعمل أنظمة اجلسم األساسية وانتهاء تشكل‬
‫التوازن الذي يبقي وقتا طويال بغياب حمفزات قوية‪ ،‬وهنا ينتهي التكيف‪ ،‬إما أن يتحول‬

‫‪48‬‬
‫إىل فقدان تكيف (نظرا للعودة إىل األرض بعد رحلة فضائية طويلة أو االنتقال إىل منطقة‬
‫جغرافية مناسبة والخ‪.)....‬‬
‫احلفاظ الطويل عىل املستوى العايل لالستجابات التكيفية يف الرياضة احلديثة هو من‬
‫مميزات املرحلة لإلعداد طويل األمد وذلك للحفاظ عىل اإلنجازات يف أقيص املستويات‬
‫وله خاصية معقدة املستوى العايل جدً ا ألقلمة وظائف اجلسم ر ًدا عىل املحفزات الشديدة‬
‫الطويلة واملتنوعة ومن املمكن احلفاظ عليه فقط بتوفر محوالت شديدة مساعدة وهنا‬
‫تظهر مشكلة البحث عن نظام محوالت قادر عىل تأمني احلفاظ عىل مستوى تكيف‬
‫متحقق يف نفس الوقت مل حيدث إهناك واستهالك لبني اجلسم املسئولة عن التكيف‪.‬‬
‫اخلصائص اجلينية لبعض األفراد ال تسمح دائام بحل هذه املهمة فقط عن طريق‬
‫احلفاظ عىل مستوى التكيف املتحقق وتظهر مشكلة صعبة جدً ا يف البحث عن حلول‬
‫منهجية تسمح باحلفاظ عىل نتائج هنائية عالية يف أثناء ذبول بعض مكونات التكيف عىل‬
‫حساب االحتياطات املحتفظ هبا لتطوير غريها‪.‬‬
‫تطوير استجابات أقلمة مقبولة يف ظروف نشاط تنافيس متغري جدً ا وخاصة يف‬
‫الرياضات اجلامعية والفردية هي مشكلة تكيف خاصة يف الرياضة فهنا ختدم االستجابات‬
‫التكيفية الطويلة املتشكلة فقط كقاعدة يتشكل عليها التكيف الرسيع العاجل جلسم‬
‫الريايض يف مباراة معينة أو منافسة أو لقاء‪ ،‬وهذا حيدد الشكل الطويل الذي يوفر إىل‬
‫جانب استقرار االستجابات التكيفية األساسية التي تؤمن نشاط األنظمة الوظيفية‪،‬‬
‫خيارات واسعة من استجابات التكيف العاجل الرسيع يف أثناء بلوغ النتيجة املطلوبة‪،‬‬
‫هذه املشكلة وإنام يف سياق آخر موجودة يف ألعاب رياضية بمواصفات حركية مستقرة‬
‫وعىل سبيل املثال السباحة والركض ملسافات متوسطة وطويلة والتزحلق والدراجات‬
‫وغريها‪ ...‬رضورة احلفاظ عىل نتائج النشاط (احلفاظ عىل الرسعة املقررة يف مسافة‬
‫السباق) أثناء تطور متصاعد للتعب‪ ،‬الذي يصل غالبا إىل أشكال عميقة خطرية يف أثناء‬
‫اختالالت كبرية يف توازن جسم الريايض متعلق تتشكل استجابات تكيفيه حركية فقط‬
‫وخاصة التي تظهر يف التأرجحات واضحة ألبعاد هيكلية احلركة األساسية واملظاهر‬
‫النفسية التي تؤمن يف هناية املطاف حل فعال للمهام احلركية‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫واحدة من توجهات الرياضة املعارصة لألرقام القياسية هي تعاظم دور اخلصائص‬
‫الفردية البارزة املوهوبة كعامل حمدد ألهلية الريايض وقدرات بلوغ نتائج مرموقة حقيقية‪.‬‬
‫اخلصائص اجلينية ألغلب الرياضيني تعترب مثاال غري عادي وفعال إىل درجة عالية‬
‫جدً ا لتكيف الفرد مع النشاط التنافيس والتدريبي األكثر شدة وإثارة وتعقيدً ا وهذا ال‬
‫خيص فقط األلعاب الرياضية ذات التآزرية املعقدة (اجلمباز‪ ،‬التزحلق وغريها‪ )...‬أو‬
‫األلعاب الفردية حيث خاصية اللعب تتطلب نامذج تكيف عأجل وطويل يؤمن نشاط‬
‫تنافيس وتدريبي فعال‪ .‬حتى يف رياضات ذات هيكلية نمطية للحركة ونشاط تنافيس‬
‫حمتواه عىل وترية واحدة فقط (كام يف سباق الفرق بالدراجات ملسافة ‪011‬كم (طرق) أو‬
‫‪4‬كم تريك) حني ينفذ الرياضيون جهدً ا موحدً ا بنتيجة هنائية مطابقة حتالحظ فرو ًقا كبرية‬
‫يف االستجابات التكيفية الطويلة والعاجلة لألنظمة الوظيفية التي حتمل احلموالت‬
‫األساسية‪.‬‬
‫حتدرس يف خمتلف خمتربات العامل مسائل تكيف اجلسم مع األمحال البدنية وجتري‬
‫أبحاث عديدة ليس عىل البرش فقط‪ ،‬بل عىل احليوانات أيض ًا وهنا اجلزء األكرب لألبحاث‬
‫املورفولوجية والبيوكيميائية يف هذه املشكلة أجريت عىل احليوانات وخاصة اجلرذان لكن‬
‫يف أثناء حتديد النتائج النظرية مل يتخل من العلامء عن حماولة تعميمها عىل هذا األساس‬
‫عىل اإلنسان‪ ،‬وحتى إىل تقديم اقرتاحات عملية للرياضة املعارصة وعدم صحة مثل هذا‬
‫الطرح أكدته أبحاث عديدة قورنت فيها نتائج أبحاث مماثلة أجريت عىل اإلنسان وعىل‬
‫احليوان‪ ،‬حسب رأي"هولوزي‪ ،‬وسويل‪ )0054‬فإن املعلومات التي تم التوصل إليها‬
‫عن احليوانات ال جيوز نقلها إىل البرش‪ ،‬برغم أن تكيف بعض أعضاء اجلسم وأنظمة‬
‫القوارض واإلنسان جيري عىل مبدأ موحد وهلا آثار مشاهبة‪ ،‬وعىل سبيل املثال لدى‬
‫اجلرذان القدرة عىل أكسدة األمحاض الدهنية والبريوفيك ومستوى أغلب أنزيامت‬
‫امليتوكوندريون (أو املتقدرات أو املصورات احليوية أو احلبيبات اخليطية هي عضيات‬
‫داخل اخلاليا احليوانية والنباتية طوهلا بضع ميكروميرتات وعرضها نصف ميكرومرت إىل‬
‫‪ 0‬ميكرو‪ ،‬حييط هبا غشاءان مرتاكبان مسؤولة عن توليد الطاقة داخل اخللية عدا املشاركة‬
‫منها يف التمثيل الغذائي (االستقالب‪ ،‬االيض) الكيتوين (الكيتون هو مركب عضوي‬
‫حيتوى جمموعة وظيفية كربونيلية ترتبط بدورها مع ذريت كربون أو مركبات عضوية حتوي‬
‫‪50‬‬
‫وزا وظيفية أخرى واملؤلفة أعىل بكثري يف األلياف العضلية الرسيعة القابضة باملقارنة مع‬
‫رم ً‬
‫البطيئة وبالعكس لدي اإلنسان العضالت احلمراء البطيئة (نموذج ‪ )0‬هلا أعىل مستوى‬
‫من حمتوي امليتوكوندريون ومستوي انزيامهتا بمرتني تقريبا أعىل مما يف األلياف الرسيعة‬
‫(نموذج ‪ )2‬واألكثر من ذلك الفروق بني احلمراء الرسيعة والبيضاء الرسيعة أقل بكثري‬
‫لدي اإلنسان باملقارنة مع اجلرذان‪.‬‬
‫وهناك اختالف آخر يف أن لدى اجلرذان‪ ،‬خمتلف نامذج األلياف تقع يف خمتلف‬
‫العضالت أو يف خمتلف أجزاء العضالت ذاهتا‪ ،‬يف حني أن أغلبية عضالت اإلنسان تعترب‬
‫خمتلطة وحتتوى عىل مجيع نامذج األلياف (هينركسون‪ )0002‬لدي اجلرذان الركض عىل‬
‫جهاز امليش ال يؤدي إىل حتول األلياف البيضاء الرسيعة إىل محراء رسيعة ألن نشاط‬
‫أنزيامت امليتوكوندريون يف األلياف يف حالة التدرب ختتلف بأربعة إىل ثامنية مرات (ويندر‬
‫‪ )0064‬وبالعكس لدي الناس املكيفني مع جهود طويلة وشديدة عادة من الصعب‬
‫حتديد األلياف الرسيعة واجلهد الطويل لتطوير التحمل يؤدي إىل إعادة حتول كاملة هلذه‬
‫األلياف إىل رسيعة (جينسون‪ ،‬كايزر‪ ،0066‬ويلمور كوستيل‪ )0004‬مثل هذه النتائج‬
‫التي تدل عىل عدم صالحية استخدام نتائج األبحاث عىل احليوانات يف رياضة األرقام‬
‫القياسية التي تم التوصل إليها أيض ًا يف أثناء دراسة أعضاء وأنظمة جسم اإلنسان األخرى‬
‫واحليوانات يف ظروف األمحال البدنية‪.‬‬
‫العالقة املتبادلة للمبادئ األساسية لنظرية التكيف ونظرية ومنهج الرياضة تظهر يف‬
‫التايل‪ :‬من جهة فإن النظرية واملنهج املعارص للرياضة يف أثناء تشكل أكثر الوسائل‬
‫والطرق فعالية واملبادئ األساسية واملنهجية لتكون خمتلف جوانب التدرب واهليكلية‬
‫املثالية للنشاط التنافيس‪ ،‬تعتمد بشدة عىل القوانني التي وضعت يف إطار نظرية التكيف‬
‫من جهة ثانية األبحاث العديدة لظاهرة التكيف املنفذة عىل أساس الرياضة املعارصة‬
‫توسع وتعمق باستمرار األساس التجريبي لنظرية التكيف وتؤدي إىل اكتشاف قوانني‬
‫جديدية وتشكل األفكار والفرضيات الواعدة‪.‬‬
‫استجابات التكيف أثناء النشاط العضلي!‬
‫مفهوم "التكيف" له عالقة وثيقة بمفهوم "الكرب" (الكرب‪ ،‬تفاعل ال نوعي‬
‫للجسم جتاه تأثريات جسمية أو نفسية ختل بحالة االستتباب وهي حالة نفسية شائعة جدً ا‬
‫‪51‬‬
‫يف عرصنا حيث تكثر املؤثرات والضغوط بجميع أشكاهلا االقتصادية واالجتامعية والبيئية‬
‫والغذائية أنه جمهود يتكيف به اجلسم املؤلف وتعني حالة توتر اجلسم العام احلاصلة أثناء‬
‫تأثري مؤثر قوي جدً ا مصطلح "الكرب" استعمله ألول مرة العامل الكندري "سيليه"‬
‫عام‪ 0036‬الذي كشف بأنه يف أثناء املؤثر ال "كريب" عىل اجلسم حيدث تنشيط الغدد‬
‫النخامية الذي حيزيد إفراز اهلرمون املوجه لقرش الكظر (أو املوجهة القرشية ـ هذا اهلرمون‬
‫هو املنظم األسايس للغدة الكظرية وإفرازاهتا) والذي ححيفز قبل كل يشء نشاط قرشة‬
‫الكظر هرمونات قرشة الكظر ححتفز اآلليات التكيفية التي بفضلها يتكيف اجلسم مع‬
‫تأثريات املحفزات آليات مثل هذا التكيف الرسيع العاجل هي عامة ملختلف مؤثرات‬
‫الكرب البدنية منها والكيميائية والنفسية‪ ،‬وهذا سمح بتكوين مفهوم حول متالزمة‬
‫التكيف العامة كحلقة أساسية آللية التكيف (سيلية‪.)0052،‬‬
‫التربيد أو ارتفاع درجة احلرارة الزائدة واحلموالت بدنية مفرطة واملرض تؤدي لدى‬
‫اإلنسان إىل تطور استجابة غري خاصة مركبة (متالزمة كرب) مع ضمور واضح للغدة‬
‫الزعرتية ـ تيموس املشاركة يف تكوين الدم وتشكل املناعة مع ازدياد نشاط الغدد الصامء‬
‫وغلبة عمليات االضمحالل يف عملية التمثيل الغذائي (األيض) االستجابات املمكنة‬
‫عىل نوعني‪ )0‬إذا كان املؤثر قو ًيا جدً ا أو مفعولة طويلة حتل املرحلة اخلتامية ملتالزمة‬
‫الكرب‪ )2،‬إذا مل يتفوق املؤثر عىل االحتياطات التكيفية للجسم‪ ،‬جيرب تعبئة وإعادة‬
‫توزيع موارد الطاقة واملوارد البنيوية للجسم وتنشيط عمليات التكيف اخلاص إلخ‪.‬‬
‫تطور استجابات النوع األول حيالحظ بالتدريبات الرياضية والنشاط التنافيس يف أثناء‬
‫برجمة محوالت مفرطة ال تتالئم مع قدرات الريايض واملشاركة يف مسابقات شديدة تتميز‬
‫بطوهلا الكبري (مدهتا) ومنافساهتا احلادة جدً ا حتالحظ مثل هذه االستجابات غالبا لدي‬
‫املشاركني يف سباقات الدراجات التي تستمر أيام عديدة واملشاركني يف نزاالت املالكمة‬
‫املتصاعدة وعدائي املاراثون ومستلقي اجلبال وغريهم‪..‬‬
‫استجابات النوع الثاين تعترب األساسية واملحفزة لتشكل التكيف يظهر دورها يف‬
‫حشد موارد الطاقة واملوارد البنيوية للجسم وزيادة تركيز اجللوكوز يف الدم واألمحاض‬
‫الدهنية واألمحاض األمنية والنوورية وازدياد نشاط القلب واألوعية والنظام التنفيس التي‬

‫‪51‬‬
‫تؤمن وصول املغذيات واألكسجني إىل األعضاء واألنسجة التي حتمل أعىل احلموالت‬
‫نقل املوارد املحشودة من األنظمة غري الفعالة إىل النظام الوظيفي الذي حيدث استجابات‬
‫تكيفيه يتم تأمينه بتضييق أوعية املراكز العصبية غري الفعالة واملجموعات العضلية‬
‫واألعضاء واألنسجة التي حتمل أعىل احلموالت‪ .‬نقل املوارد املحشودة من األنظمة غري‬
‫الفعالة إىل النظام واألعضاء الوظيفي الذي ححيدث استجابات تكيفيه يتم تأمينه بتضييق‬
‫أوعية املراكز العصبية غري الفعالة واملجموعات العضلية واألعضاء الداخلية ويف نفس‬
‫الوقت بتوسيع أوعية تلك األعضاء التي تدخل ضمن النظام الوظيفي املسئول عن‬
‫التكيف فعىل سبيل املثال إذا استهلكت العضالت يف وضعية السكون‪ %31‬من‬
‫األكسجني والدماغ ‪ %21‬والكليتني ‪ %6‬فإنه يف أثناء احلموالت القصوى تستهلك‬
‫العضالت ‪ %56‬من األكسجني والدماغ ‪ %2‬والكليتني ‪( %0‬وايد بيتوب‪ 0062‬دي‬
‫فريس هاوش‪.)0004‬‬
‫استجابات تكيف جسم اإلنسان (استجابات تكيف)يمكن تقسيمها إىل عاجلة‬
‫(رسيعة) وطويلة وخلقية مكتسبة‪ ،‬اشتداد التنفس أو إعادة توزع الدم ردا عىل األمحال‬
‫البدنية وارتفاع عتبة اإلدراك السمعي يف أثناء الضجيج وارتفاع عدد نبضات القلب يف‬
‫أثناء اإلثارة النفسية وإىل غري ذلك ـ هذه كلها استجابات خلقية رسيعة بمساعدة التدريب‬
‫يمكن فقط تغريها يف الوقت الذي يعود فيه وجود االستجابات الرسيعة املكتسبة (وعىل‬
‫سبيل املثال املهارات الفنية املعقدة) إىل التعليم والتدريب يتشكل التكيف الطويل‬
‫بالتدريج نتيجة تأثري طويل ومتكرر عىل اجلسم من قبل مؤثرات معينة عمليا يتطور‬
‫التكيف الطويل عىل قاعدة حتقيق متكرر للتكيف العاجل ويتميز بأنه بنتيجة تراكم‬
‫تدرجيي كمي لتبدالت معينة يكتسب اجلسم صفة جديدة ـ أي يتحول من غري متكيف إىل‬
‫متكيف‪.‬‬
‫حني ندرس العالقة املتبادلة للتكيف العاجل والطويل جيب أن نشري إىل أن االنتقال‬
‫من مرحلة التكيف العاجل غري املنتهية كليا إىل مرحلة طويلة هو اللحظة األساسية لعملية‬
‫التكيف ألهنا تعترب شاهدً ا عىل التكيف الفعال مع العوامل املناسبة للبيئة اخلارجية‪ ،‬من‬
‫أجل انتقال التكيف العاجل إىل طويل مضمون داخل النظام الوظيفي الناشئ جيب أن‬

‫‪51‬‬
‫جتري عملية مهمة متعلقة بمجموعة تغريات هيكلية ووظيفية يف اجلسم تؤمن تطوير‬
‫وترسيخ وزيادة قوة األنظمة وفق االحتياجات املطلوبة منها‪.‬‬
‫تشكل األنظمة الوظيفية واستجابات التكيف!‬
‫تتشابك قوانني تطور التكيف بشكل وثيق مع قوانني تشكل األنظمة الوظيفية حسب‬
‫الرؤيا التي تلمسها يف أعامل "ب‪.‬ك‪.‬أنوخني"‪.‬‬
‫أعامل "أنوخني" حول نظرية األنظمة الوظيفية تعتمد عىل نتائج أبحاث "أ"‬
‫أوختومسكي (‪ )0042-0566‬املوضحة يف تعاليمه حول الفكرة األساسية (املسيطرة)‬
‫اخلارجية الواضحة هي جهد معني أو الوضعية العلمية للجسم املعززة يف هذه اللحظة‬
‫بمختلف املؤثرات التي تلغي يف هذه اللحظة اجلهود الوضعيات االخري‪.‬‬
‫نظام الفكرة األساسية (املسيطرة) وفق تصورات "أوختومسكي" ختتلف كليا عن‬
‫التصورات النمطية حول األنظمة الترشحيية الفيزيولوجية التي تنتمي إليها أنظمة الدورة‬
‫الدموية والتنفس واهلضم الخ‪ ...‬و حيفهم منها كل املكونات العصبية اهلرمونية والتنفيذية‬
‫املنتمية إىل خمتلف األنظمة الرشحيية الفيزيولوجية واملوحدة يف نظام شبكة كاملة تعمل‬
‫كآلية بتأثري حمدد‪.‬‬
‫أشار "لوجني" مطورا هذا املفهوم إىل أن‪:‬يفهم بالنظام الوظيفي بأنه آلية تنظيم بني‬
‫وعمليات اجلسم التي ترشك هذه املكونات بغض النظر إىل صفتها الفيزيولوجية‬
‫والنسيجية والترشحيية‪.‬املقياس الوحيد الرشاك هذه املكونات أو تلك يف النظام هي‬
‫قدرهتا يف املسامهة يف احلصول عىل النتيجة التكيفية اخلتامية التي يتميز به النظام‬
‫الفيزيولوجي هذا‪ .‬حدد (انوخني ‪ )0060‬وطور اآلليات الرئيسية لألنظمة التالية التي‬
‫يقوم عملها املنسق بتشكيلها وجيعلها فعالة‪:‬‬
‫‪ ‬مركب انطباعات الذاكرة‬
‫‪ ‬اختاذ القرار‬

‫‪54‬‬
‫‪ ‬تشكل نموذج عصب وارد (وهو اخلاليا العصبية احلسية أو مستقبالت ‪ -‬حتمل‬
‫النبضات العصبية من مستقبالت احلواس أو نحو اجلهاز العصبي املركزي) للنتائج‬
‫اآلتيه لتأثري النظام (قبول التأثري)‪.‬‬
‫‪ ‬تشكل مثريات عصب وارد مستقبالت متكاملة احلصول عىل نتائج مفيدة من‬
‫النظام‪.‬‬
‫‪ ‬تشكل عصب وارد عكيس والذي شفرت فيه أبعاد النتائج احلاصلة‪.‬‬
‫‪ ‬مقارنة أبعاد نامذج املستقبالت للنتائج املتوقعة(قبول املؤثرات) مع أبعاد النتائج‬
‫احلقيقية احلاصلة التي أوصلتها املستقبالت العكسية‪.‬‬
‫تصورات انوخني حول النظام الوظيفي برأي عدد من العلامء شفريكوف ‪0065‬‬
‫أزالت العوائق األساسية من طريق تركيبة املعارف الفيزيولوجية والنفسية التي تلخصت‬
‫يف أن الباحث كان حيتك عادة يف التجارب الفيزيولوجية التحليلية بعمليات خصوصية‬
‫حمددة يف الوقت الذي يكون السلوك والعمليات النفسية املرتبطة بعمل املخ وباجلسم‬
‫ككل‪.‬‬
‫اخلاصية املبدئية للنظام الوظيفي هي أن نتيجة مفعولة تؤثر عضويا عىل مسار تشكله‬
‫وأيض ًا عىل كل حاالت إعادة تنظيمه‪ .‬تركيز النظام عىل حتقيق نتيجة معينة ختامية جيعل‬
‫غري كاف مفهوم تفاعل املكونات الذي يتخذ طابعا تفاعلهم املوجه لتحقيق نتيجة معينة‪.‬‬
‫يتم التوصل إىل تفاعل مكونات النظام بأنه كل مكون حتت تأثري مستقبالت أو‬
‫مستقبالت عكسية يتخلص من درجة احلرية املفرطة ويتحد مع املكونات األخرى فقط‬
‫عىل قاعدة درجات احلرية تلك التي تساهم معا باحلصول عىل النتيجة النهائية (أنوخني‬
‫‪.)0060‬‬
‫أبحاث مريسون ‪ 0056‬سامهت يف ربط التصورات عن الفكرة املسيطرة والنظام‬
‫الوظيفي مع قوانني تطور التكيف الطويل وحدد منهج العالقة املتبادلة للوظائف واجلهاز‬
‫اجليني خلاليا اجلسم املتباينة التي تتمكن وفقها وظيفة النظام املسيطر بأحداث تنشيط‬
‫ملركبات األمحاض النووية والربوتينات يف اخلاليا‪ .‬يف نفس الوقت تتطور الوظائف املانعة‬
‫لألنظمة األخرى مما يؤدي إىل انخفاض مركبات األمحاض النووية والربوتينات يف‬
‫‪55‬‬
‫خالياها‪ .‬أي يظهر تأمني بنيوي غالب لألنظمة املسيطرة عىل حساب أنظمة اجلسم‬
‫األخرى التي مل تتعرض لتأثري فعال لعوامل البيئة اخلارجية‪ .‬العالقة املتبادلة بني الوظائف‬
‫والنظام الوراثي للخاليا هي احللقة األساسية لتكون مجيع االستجابات التكيفية الطويلة‪.‬‬
‫كل التغريات اهليكلية يف األعضاء واألنسجة والتي تعترب حصيلة التكيف الطويل مع‬
‫احلموالت البدنية من تضخم اخلاليا العصبية احلركية وحتى تضخم عضلة القلب‬
‫والعضالت جترى عىل نفس املبدأ‬
‫حيدث هذا عن طريق تنشيط تركيب األمحاض النووية والربوتينات يف خاليا النظام‬
‫املسئول عن التكيف‪ .‬حصيلة التكيف هي استعداد اجلسم للحموالت البدنية املناسبة‬
‫وهبذا الشكل أيض ًا يتشكل التكيف مع عوامل البيئة اخلارجية األخرى‪ ،‬فعىل سبيل املثال‬
‫مع احلرارة العالية والربد ونقص األكسجة‪.‬‬
‫النظام الوظيفي املتشكل ردا عىل أي محل بدين كان يشمل ‪ 3‬حلقات‪ :‬حلقة‬
‫مستقبالت (وارد عصبي)‪ ،‬وحلقة مركزية منظمة‪ ،‬وحلقة مستجيبة (أنوخني ‪،0060‬‬
‫مريسون‪ ،0056‬بشيننيكوفا‪.)0056‬‬
‫حلقة املستقبالت (احلسية الواردة التي حتول الوارد العصبي إىل دافع عصبي) للنظام‬
‫الوظيفي جتمع املستجيبات واخلاليا العصبية وخاليا عصبية مستقبلة يف اجلهاز املركزي‬
‫العصبي‪ .‬كل هذه التشكيالت تدرك املثريات من البيئة اخلارجية واستجابات اجلسم نفسه‬
‫وتعالج املعلومات أي ما معناه تقدم ما يسمى باملستقبالت والتي تعترب حافزا وعنرصا‬
‫مشغال للتكيف‪.‬‬
‫وفق الطبيعة واملقادير والتوجه والصعوبات التآزرية فإن املستقبالت املستندة إىل‬
‫التفاعل املعقد املتبادل للحوافز والذاكرة واملعلومات التشغيلية والوضعية جترى ببساطة‬
‫إىل حد كاف مما يسهل تشكل النظام الوظيفي أو يكون صعبا إىل حد ما مما يصعب تشكل‬
‫مثل هذا النظام‪ ،‬إن النشاط البدين الرتيب نسبيا والتقليدي أو املتوقع بسهولة والذي يميز‬
‫األلعاب الرياضية الدورية وتعتمد عىل الرسعة املصحوبة بالقوة ال تنشء صعوبات ما‬
‫حللقة املستقبالت يف النظام الوظيفي وإجراء املستقبالت واختاذ القرار‪ .‬إن النشاط البدين‬

‫‪56‬‬
‫الذي يتطلب تآزر معقد وخاصة يف أثناء توفر مواقف متبابنة‪ ،‬بالعكس‪ ،‬تصعب أكثر هذه‬
‫العملية‪.‬‬
‫حيدث الوارد العصبي (مستقبالت حسية عصبية) قبل بدء النشاط احلركي وأثناء‬
‫تنفيذ احلركة ذاهتا‪ ،‬يف هذا الوارد‪ ،‬يف أثناء عملية احلركة‪ ،‬تلعب التصحيحات احلسية دورا‬
‫هاما والتي تتم بفضل املعلومات اآلتية من العضالت واألعضاء الداخلية‪ .‬الدوافع‬
‫الواردة من حواس األنظمة الالإرادية‬
‫واحليوية تعترب الرشط األسايس لتشكل النظام الوظيفي التكيفي الرشط الثاين لتشكل‬
‫مثل هذا النظام هو التأثري اللميس احليس اخلارجي الذي نبئ عن وضعية أقسام اجلسم‬
‫والتغريات يف الوسط اخلارجي‪ .‬هبذه الصورة حلقة املستقبالت للنظام الوظيفي هو رشط‬
‫رضوري للتكيف مع احلموالت البدنية‪.‬‬
‫احللقة املركزية التنظيمية للنظام الوظيفي وهى عىل كل شكل عمليات عصبية مرضية‬
‫سائلة يف توجيه االستجابات التكيفية جوابا عىل اإلشارات االستقبالية‪ ،‬القسم العصبي‬
‫للحلقة يرشك االستجابة احلركية وحيشد األنظمة الالإرادية عىل قاعدة املبدأ االنعكايس‬
‫لتنظيم الوظائف‪ .‬الدوافع احلسية حتدث يف قرشة املخ عمليات إجيابية (مثرية) وسلبية‬
‫(كابحة) والتي تشكل النظام الوظيفي التكيفي‪ .‬يف اجلسم املكيف‪ ،‬يستجيب القسم‬
‫العصبي من احللقة برسعة ودقة للدوافع املستقبلية التي تالئم النشاط احلركي وحشد‬
‫الوظائف الالإرادية وال يوجد مثل هذا يف األجسام غري املكيفة‪ ،‬فاحلركة العضلية ستنفذ‬
‫تقريبيا وأما التأمني الالإرادي فيكون غري كاف‪.‬‬
‫يف أثناء وصول اإلشارة حول احلمل البدين يف نفس وقت التغريات التي حتدثنا عنها‬
‫آنفا‪ ،‬حيدث تفعيل عصبي للقسم السائيل (اخللطي) للحلقة املركزية التنظيمية املسئولة عن‬
‫قيادة (توجيه) عمليات التكيف األمهية الوظيفية لالستجابات السائلة (أي اشتداد حترر‬
‫اهلرمونات واإلنزيامت واالدرينالني) حتدد عن طريق التأثري عىل التمثيل الغذائي‬
‫لألعضاء‪ .‬واألنسجة تؤمن حشدً ا أكثر تكامال لألنظمة الوظيفية وقدرهتا عىل العمل‬
‫الطويل عىل مستوى عايل‪ ،‬والنتيجة املحددة لتأثري السائل هي تفعيل نشاط األنظمة‬
‫العضلية والالإرادية وحشد الكربوهيدرات والدهون من املخزون وأكسدهتا الفعالة‬

‫‪57‬‬
‫وإعادة توزيع موارد الطاقة يف أعضاء اجلسم واألنسجة وزيادة تكوين األمحاض النووية‬
‫والربوتينات‪....‬الخ‪.‬‬
‫احللقة املستجيبة نظام التكيف الوظيفي يشمل العضالت اهليكلية وأعضاء التنفس‬
‫والدورة الدموية وغريها‪ ...‬وتأثري األمحال البدنية عىل مستوى العضالت اهليكلية يتميز‬
‫بكمية الوحدات احلركية الفعالة‪ ،‬ومستوى وطابع العضالت البيوكيميائية يف خاليا‬
‫العضالت‪ ،‬وخصائص تغذية العضالت بالدم والتي تؤمن تدفق األكسجني والعنارص‬
‫الغذائية وإزالة األيض (متثل غذائي) هبذا الشكل‪ ،‬فإن زيادة قوة ورسعة ودقة احلركة‬
‫والقدرة عىل العمل أثناء تكرار تنفيذها كثريا يف عملية التكيف الطويل‪ :‬تشكل يف اجلهاز‬
‫العصبي املركزي آلية توجيه احلركات والتغريات املورفووظيفية يف العضالت وضمور‬
‫العضالت وزيادة قوة االنظمة اهلوائية والالهوائية املزودة بالطاقة وزيادة كمية‬
‫امليوغلوبني وتدين تكون وتراكم غاز االمونيا (النشادر) وإعادة توزيع الدم والخ‪....‬‬
‫حتشكل النظام الوظيفي مع إرشاك خمتلف البني املورفووظيفية للجسم يف هذه العملية‬
‫تعترب القاعدة املبدئية للتكيف الطويل مع األمحال البدنية وتتحقق بزيادة فعالية نشاط‬
‫خمتلف األعضاء واألنظمة اجلسم بشكل عام أيض ًا‪ ...‬ونحن نعرف قوانني تشكل األنظمة‬
‫الوظيفية‪ ،‬باملكان عن طريق وسائلها خمتلفة التأثري بفعالية عىل حلقات معينة فيها وذلك‬
‫لتعجيل األقلمة مع احلموالت التدريبية وزيادة "التدريب" أي توجيه العمليات‬
‫التكيفية‪.‬‬
‫كان املفعول األول ألي مثري يتطلب رفع أكثر لقدرات اإلنسان الوظيفية ويتلخص‬
‫يف إثارة املراكز االستقبالية واحلركية وحشد اجلهاز احلركي والقلب واألوعية والنظام‬
‫التنفيس وآليات التزويد بالطاقة الخ‪ ،‬والتي تشكل بمجموعها نظام وظيفي موحد‬
‫مسئول بشكل خاص لتنفيذ شكل اجلهد املطلوب لكن فعالية هذا النظام غري كبرية‪ :‬إنه ال‬
‫يمتلك القوة املناسبة وال التقنني وأن بعض حلقاهتا تستنفذ قدراهتا حتى يف أثناء جهد غري‬
‫شديد نسبيا وغري طويل‪ .‬استخدام متكرر للمثريات املؤدية إىل حشد األنظمة‪ ،‬تؤدي‬
‫بالتدرج إىل تطور التكيف الطويل‪ ،‬وهنا فإن العامل الذي يكونه ويشكله هو نتيجة تأثري‬
‫النظام‪ ،‬املعلومات الدائمة حول املفعول التكيفي املتحقق عىل قاعدة ردود األفعال تصل‬

‫‪58‬‬
‫إىل املراكز العصبية التي بدورها تؤمن تنظيم نشاط األعضاء التنفيذية باجتاه حتقيق تكيف‬
‫فعال وطويل‪( .‬بشيننيكوفا‪.)0056‬‬
‫وعموما‪ ،‬فإن آلية استجابات اإلنسان يف أثناء تنفيذ احلمل البدين قد تكون عىل‬
‫الشكل اآليت‪ :‬نتيجة تأثريات اإلشارات التي تدركها حاسة االستقبال فان الدوافع‬
‫املستقبلة تدخل يف قرشة املخ حيث حتدث عمليات اإلثارة والكبح والتي تكون النظام‬
‫الوظيفي املناسب والذي يوحد بني معينة للدماغ‪ ،‬هذا النظام املوجه حيشد انتقائ ًيا جمموعة‬
‫العضالت الالزمة أثناء اشرتاك هيكليات كافة مستويات الدماغ احلركية‪ :‬املستوى‬
‫احلركي القرشي (القرشة احلركية) حتت املستوى احلركي القرشي (نظام العقل القديم)‬
‫واملستوى احلركي اجلذعي الذي يشمل املراكز احلركية للمخيخ والبصلة والسيسائية‬
‫وأيض ًا املستوى احلركي القطعي الذي يوحد املراكز احلركية يف النخاع الشوكي واحللقة‬
‫النهائية أال وهي‪ :‬العصبونات احلركية‪ ،‬ويف الوقت نفسه‪ ،‬مع حشد العضالت احللقة‬
‫العصبونية للتوجيه‪ ،‬توثر عىل مراكز الدورة الدموية والتنفس وبقية الوظائف الالإرادية‬
‫وبالنتيجة ينشط التنفس والدورة الدموية و حتكبح وظائف اهلضم والكليتني الخ‪.‬‬
‫(يشيننكوفا‪.)0056‬‬
‫لكن يف اجلسم غري املكيف‪ ،‬يعمل النظام "املوجه"املركزي يعمل من دون فعالية‪:‬‬
‫ويعترب تآزر احلركة غري تام وشدة وطول اجلهد غري كاف‪ ،‬وهذا يتعلق كل يشء بعدم‬
‫كامل الروابط املركزية وعدم كفاية كميتها‪ ،‬يف هذه احلالة حيالحظ نبض غري فعال لتحفيز‬
‫العضالت التي عليها يقع عبء املشاركة يف اجلهد والعضالت املقاومة األخرى و حيالحظ‬
‫يف ذات الوقت فقدان تآزر يف نشاط التنفس والدورة الدموية والعضالت (مارشاك‬
‫‪ ،0063‬كوسيلوف‪.)0053‬‬
‫إن التدريب املنتظم يؤدي إىل توسع الروابط املركزية يف كل مستويات الدماغ احلركية‬
‫وتشكل سلوك ديناميكي كنظام متوازن ومتامسك للعمليات العصبية التي تتشكل حسب‬
‫آلية ردود أفعال مكيفة‪ ،‬وهنا يمتد تكون السلوك إىل الوظائف الالإرادية‪ ،‬أي يتشكل‬
‫نظام فاعل لتنظيم متكامل من أجل تنفيذ اجلهد العضيل املناسب (فينوغرادوف‪.)0053‬‬

‫‪59‬‬
‫ويظهر تكيف النظام املوجه املركزي يف إمتامه احلركات وعندئذ حتنفذ املهارات املثبتة‬
‫جيدا دون مراقبة املراكز العصبية مما يعنى ظهور التقنني تراكم خمزون ردود األفعال‬
‫التكيفية يف أثناء عملية التدريب يساهم يف توسيع قدرات اإلنسان عىل االستقراء يف أثناء‬
‫عملية تنفيذ جهود حركية معقدة أي إىل توسع قدرات النظام العصبي املركزي إلنشاء‬
‫حسابات األفعال احلركية الرضورية حلل فعال للمهام احلركية املفاجئة (زيمكني‪،0054‬‬
‫بشينيكوفا ‪.)0056‬‬
‫مفهوم "التكيف" يف عالقة وثيقة بتصورات ختص االحتياطات الوظيفية أي قدرت‬
‫جسم اإلنسان املخفية التي قد حتستخدم يف الظروف الصعبة‪.‬‬
‫وقد حتقسم احتياطات التكيف البيولوجية إىل خلوية ونسيجية وعضوية وتنظيمية‬
‫واحتياطات اجلسم بالكامل‪ ،‬وعىل مستوى اخلاليا ترتبط احتياطات التكيف باختالف‬
‫إعداد البني الوظيفية العاملة بنشاط املجموع العام املوجود وزيادة عدد بني املستوى‬
‫املناسب املطلوب من عضو اإلجهاد الوظيفي‪ .‬يف املستويات األكثر ارتفاعا تظهر‬
‫االحتياطات الوظيفية تدين رصف الطاقة عىل كل وحدة جهد وزيادة شدة وفعالية عمل‬
‫خمتلف األعضاء وأنظمة اجلسم وعىل مستوى اجلسم بشكل عام تظهر االحتياطات يف‬
‫القدرات عىل إحداث استجابات متكاملة تؤمن توسع املهام احلركية متنوعة الصعوبة‬
‫والتكيف مع الظروف الصعبة للبيئة املحيطة(موزوجوخني‪ ،‬دافيدنكو‪.)0054‬‬
‫للداللة الكمية لالحتياطات الوظيفية حيددون الفرق بني املستوى األقىص املمكن‬
‫لنشاط بعض األعضاء واألنظمة التي تتميز هبا حاالت السكون النسبي‪ ،‬ويف اجلدول رقم‬
‫(‪ )0‬سنورد بيانات حول االحتياطات الوظيفية ملختلف األعضاء وأنظمة اإلنسان‬
‫ألشخاص مل يامرسوا الرياضة ورياضيني ذوي املؤهالت العليا خمتصني برياضات متعلقة‬
‫بإظهار التحمل هذه البيانات تدل عىل قدرات اإلنسان التكيفية (العاجلة والطويلة)‬
‫العالية جدً ا‪..‬‬

‫‪60‬‬
‫اجلدول (‪ )9‬االحتياطي الوظيفي ألشخاص رجال غري ممارسني للرياضة ورياضيني‬
‫مؤهلني عاليا (بالتونوف‪)1991‬‬

‫رياضيون مؤهلني عاليا‬ ‫غري ممارسني للرياضة‬

‫التبدالت‬ ‫أثناء محوالت‬ ‫يف‬ ‫التبدالت‬ ‫أثناء‬ ‫يف‬ ‫مؤرشات‬


‫(عدد‬ ‫قصوى ممكنة‬ ‫السكون‬ ‫(عدد‬ ‫محوالت‬ ‫السكون‬
‫املرات)‬ ‫املرات)‬ ‫قصوى ممكنة‬

‫سعة الرئتني‬
‫ــــ‬ ‫ــــ‬ ‫‪6011‬‬ ‫ــــ‬ ‫ــــ‬ ‫‪4111‬‬ ‫احليوية ‪( BTPS‬عداد‬
‫الضغط التفاعيل)‬

‫حجم القلب‪،‬‬
‫ــــ‬ ‫ــــ‬ ‫‪0001‬‬ ‫ــــ‬ ‫ـــ‬ ‫‪611‬‬
‫سم‪/‬مكعب‬

‫استهالك األكسجني‬
‫‪31‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪325‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪4021‬‬ ‫‪420‬‬
‫مل‪/‬ك ‪/‬دقيقة‬

‫الدين األكسجيني‬
‫ـــ‬ ‫‪22111‬‬ ‫ــــ‬ ‫ـــ‬ ‫‪0611‬‬ ‫ـــ‬
‫األقىص مل‬

‫حجم الدورة الدموية‬


‫‪01‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪422‬‬ ‫‪422‬‬ ‫‪2420‬‬ ‫‪025‬‬
‫الدقائقي‪/‬ل‬

‫مدة اجلهد عىل مستوى‬


‫‪ %01‬من احلد األقىص‬
‫‪02‬‬ ‫‪021‬‬ ‫ـــ‬ ‫ــــ‬ ‫‪01‬‬ ‫ــــ‬
‫الستهالك األكسجني‬
‫دقيقة‬

‫التكيف السريع‪:‬‬
‫حول التكيف العاجل عىل سبيل املثال باإلمكان أن نورد استجابات أجسام أشخاص‬
‫متدربني وغري متدربني يف تنفيذ أمحال تدريبية ملرة واحدة‪ ،‬كالركض بأقىص رسعة ملسافة‬
‫‪411‬م بعد بدء اجلهد فورا حتالحظ تبدالت حادة يف نشاط األنظمة الوظيفية واآلليات‬
‫التي تبل يف هناية اجلهد مقادير عالية جدول رقم ‪ 01‬هذه التبدالت لدى األشخاص غري‬

‫‪61‬‬
‫املتدربني تكون يف أثناء تنفيذ جهد مشابه أقل بكثري مما لدي الرياضيني املؤهلني ولكن قد‬
‫أيضا‪ ،‬ومثال عىل التكيف العاجل يمكن أن ختدمنا بيانات حول إعادة‬
‫تبل مقادير كبرية ً‬
‫توزيع الدم يف أثناء األمحال التدريبية رقم ‪.01‬‬
‫اجلدول (‪ )10‬رد فعل جسم إنسان رجال يف عمر ‪10-18‬سنة عىل عدو بأقىص‬
‫رسعة ملسافة ‪400‬م أموسوف بينديت‪1989‬‬

‫رياضيون مدربون‬ ‫غري متدربني‬


‫مؤرشات‬
‫بعد األمحال‬ ‫يف السكون‬ ‫بعد األمحال‬ ‫يف السكون‬

‫‪201‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪051‬‬ ‫‪61‬‬ ‫نبض القلب يف الدقيقة‬

‫‪041‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪01‬‬ ‫هتوية الرئتني‪/‬لرت‬

‫‪31‬‬ ‫‪420‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪6‬‬ ‫حجم الدورة الدموية دقيقة ليرت‬

‫‪61‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪4‬‬ ‫استهالك األكسجني‪ ،‬مل‪/‬د‬

‫اجلدول ‪ 11‬توزع تدفق الدم يف السكون ويف أثناء أمحال تدريبية خمتلفة الشدة (أموسوف‪،‬‬
‫بينديت‪)1989‬‬

‫أمحال تدريبية‬ ‫السكون‬

‫قصوى‬ ‫متوسطة‬ ‫خفيفة‬ ‫دورة دموية‬


‫‪%‬‬ ‫مل‪/‬دقيقة‬
‫‪%‬‬ ‫مل‪/‬دقيقة‬ ‫‪%‬‬ ‫مل‪/‬دقيقة‬ ‫‪%‬‬ ‫مل‪/‬دقيقة‬

‫‪0‬‬ ‫‪311‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪611‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪0011‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪0411‬‬ ‫أعضاء البطن‬

‫‪0‬‬ ‫‪201‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪611‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪011‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪0011‬‬ ‫الكليتني‬

‫‪4‬‬ ‫‪0011‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪601‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪301‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪201‬‬ ‫األوعية التاجية‬

‫‪55‬‬ ‫‪22111‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪02011‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪4011‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪0211‬‬ ‫العضالت‬

‫‪6‬‬ ‫‪0401‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪3101‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪0601‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪0501‬‬ ‫األعضاء األخرى‬

‫‪011‬‬ ‫‪20011‬‬ ‫‪011‬‬ ‫‪06011‬‬ ‫‪011‬‬ ‫‪0011‬‬ ‫‪011‬‬ ‫‪0511‬‬ ‫املجموع‬

‫‪61‬‬
‫تتعلق االستجابات التكيفية العاجلة بمقادير املثريات وتدرب الريايض واستعداده‬
‫لتنفيذ جهد حمدد وقدرة األنظمة الوظيفية جلسم الريايض لالستشفاء الفعال وغريها‪..‬‬
‫وعموما متيض برسعة كافية وعىل سبيل املثال استقرار املؤرشات بعد متارين قصرية قد‬
‫حتدث خالل جزء العرش من الثانية وقد تبل (عىل سبيل املثال‪ ،‬بعد ركض املاراثون)‪-0‬‬
‫‪ 02‬يو ًما‪.‬‬
‫جيب األخذ يف االعتبار أن تشكيل التكيف الرسيع بالنسبة ألفعال حركية معينة‬
‫واملتبني يف العالقة املتبادلة املفيدة بمقاديرها وخصائصها بني خمتلف خيارات األنظمة‬
‫الوظيفية‪ ،‬ال يعني أبدً ا توفر تكيف ثابت فعال‪ .‬إن التأثري األوىل لكل محل شديد يتلخص‬
‫يف إثارة مراكز االستقبال واملراكز احلركية املناسبة وحشد نشاط العضالت وأعضاء‬
‫الدورة الدموية والتنفس التي بمجاميعها تكون النظام الوظيفي املسئول عن تنفيذ جهد‬
‫عضيل معني‪ ،‬لكن فعالية هذا النظام تتطابق متاما مع املوارد الوظيفية املوجودة يف تلك‬
‫اللحظة والتي حتفيد حجم وشدة اجلهد املنفذ وزيادة هذه املوارد يتطلب ظهور متكرر‬
‫لقدرات األنظمة الوظيفية القصوى أو قريبة من القصوى وبنتيجة ذلك يتشكل التكيف‬
‫الطويل‪.‬‬
‫قد حتقسم االستجابات العاجلة التكيفية إىل ثالث مراحل‪ ،‬وتظهر هذه املراحل بشكل‬
‫واضح يف أثناء جهد طويل واملرحلة األوىل‪ ،‬مرتبطة بتفعيل نشاط خمتلف مكونات النظام‬
‫الوظيفي الذي يؤمن تنفيذ اجلهد املطلوب‪ ،‬يتبني ذلك يف زيادة حادة لنبضات القلب‬
‫ومستويات هتوية الرئتني واستهالك األكسجني وتراكم الالكتات يف الدم الخ‪...‬‬
‫املرحلة الثانية‪ ،‬وتأيت حني جيري نشاط النظام الوظيفي يف أثناء صفات ثابتة‬
‫للخيارات األساسية لتأمينها فيام يسمى باحلالة املستقرة‪.‬‬
‫السباحون املرموقون‪ ،‬بخالف غري املؤهلني جيدا‪ ،‬ليس لدهيم مؤهالت أعىل للرسعة‬
‫القصوى فقط بل يبدون القدرة عىل احلفاظ عليها يف هناية السباق ويتم التوصل إىل ذلك‬
‫بتنويع فعال لصفات احلركة الديناميكية واحلركية املجردة وفقا لتبدل القدرات الوظيفية‬
‫يف خمتلف مراحل السباق‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫إن طابع استجابات التكيف الرسيع قد يكون مبينا أيض ًا عىل قاعدة خيارات احلركة‬
‫الديناميكية للتقنية الرياضية يف خمتلف ظروف النشاط التدريبي والتنافيس حتى يف‬
‫األلعاب الرياضية الدورية ذات اهليكلية احلركية الرتيبة واملحددة جدا‪ ،‬حتالحظ‬
‫تأرجحات كبرية ملختلف اخليارات املرتبطة بتبدل كبري ملختلف اخليارات املرتبطة بتبدل‬
‫شدة اجلهد واحلالة الوظيفية جلسم الريايض يف حلظة معينة من قطع املسافة وعىل سبيل‬
‫املثال آلية مؤرشات معلومات التقنيات الرياضية تتعرض إىل تأرجحات وفق ظروف‬
‫قطع مسافة السباق ‪011‬م‪.‬‬
‫املرحلة الثالثة‪ ،‬وتتميز باختالل التوازن املثبت بني الطلب وبني تلبيته بسبب تعب‬
‫املراكز العصبية التي تؤمن تنظيم احلركة ونفاذ موارد كربوهيدرات اجلسم‪ ،‬فرض‬
‫احتياجات مستمرة زائدة عىل جسم الريايض متعلقة باالنتقال املرحلة الثالثة من التكيف‬
‫الرسيع قد يؤثر سلبا عىل تأثر تشكل التكيف الطويل وأيض ًا يؤدي إىل تبدالت سلبية يف‬
‫حالة خمتلف األعضاء‪.‬‬
‫كل واحدة من املراحل املذكورة للتكيف العاجل مرتبطة بإرشاك االحتياطات‬
‫الوظيفية للنسق املناسب األول منها حتتشد يف أثناء االنتقال من حالة السكون النسبي إىل‬
‫النشاط العضيل ويؤمن اجلهد حتى ظهور التعب التعوييض والثاين يف أثناء استمرار اجلهد‬
‫يف ظروف التعب املتصاعد استخدام احتياطي النسق الثاين مرتبط بالتخيل الإلرادي عن‬
‫اجلهد املطلوب نظرا الستنفاذ املوارد النفسية والبدنية املناسبة يف ظروف احلموالت‬
‫البدنية التي يتميز هبا النشاط التدريبي والتنافيس فإن كل االحتياطات ال حتستخدم مما يوفر‬
‫قاعدة لتمييز النسق الثالث لالحتياطات التي حتتشد من قبل اجلسم فقط يف الظروف‬
‫القاسية جدا‪( .‬موزوجوخني‪ ،0052‬دافيدنكو‪.)0054‬‬
‫من الرضوري اإلشارة إىل أنه يف الظروف التي متيز املسابقات الرئيسية (األلعاب‬
‫األوملبية وبطوالت العامل وأوروبا وغريها) التي تتصف بمنافسات شديدة جدً ا وتتغري‬
‫أحيانا بسبب الظروف املناخية واحلمل النفيس الشديد يتمكن رياضيون املستويات العالية‬
‫غال ًبا من حشد االحتياطات الوظيفية املتواجدة بعيدً ا خلف حدود التصورات عن‬
‫قدرات النسق الثاين التي ظهرت يف ظروف التدريب واملشاركة يف املسابقات الثانوية‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫جتب اإلشارة بشكل خاص إىل أن خصائص األنظمة الوظيفية املكيفة جيدا هي‬
‫مرونتها االستثنائية وطواعيتها يف بلوغ النتيجة ذاهتا يف أثناء خمتلف حاالت ظروف البيئة‬
‫اخلارجية والداخلية‪ ،‬باإلمكان توضيح ذلك عىل مستوى الصفات العامة للظهور الفني‬
‫التكنيكي املعطيات املقدمة تدل عىل تعدد خيارات إيقاع احلركة وخطوة التجديف يف‬
‫أثناء السباحة ملسافة ‪211‬م يف خمتلف مراحلها عموما حققت الرياضة نفسها النتيجة عىل‬
‫حساب تآزر متنوع هليكلية احلركة مما يشري إىل احلركية االستثنائية للنظام الوظيفي املعقد‬
‫املوجه لبلوغ نتيجة هنائية عالية‪.‬‬
‫وعند ذلك‪ ،‬تالحظ فرو ًقا كبرية ليست فقط يف أثناء مقارنة معطيات قطع سباحة‬
‫‪011‬م األخرية من سباق ‪411‬م تتابع بل أثناء مقارنة معطيات املسجلة يف بداية وهناية‬
‫هذه املرحلة‪.‬‬
‫التكيف الطويل‪:‬‬
‫يمر تشكيل االستجابات التكيفية بأربعة مراحل‪:‬‬
‫املرحلة األوىل مرتبطة باحلشد املنتظم للموارد الوظيفية جلسم الريايض يف أثناء عملية‬
‫تنفيذ برامج تدريبية بتوجه معني هبدف حتفيز آليات التكيف الطويل عىل قاعدة مجع‬
‫مؤثرات التكيف الرسيع املتكرر مرات عديدة‪.‬‬
‫يف املرحلة الثانية وعىل خلفية احلموالت املتصاعدة واملتكررة بانتظام حيدث جريان‬
‫شديد للتحوالت البنيوية والوظيفية يف أعضاء وأنسجة النظام الوظيفي املناسب يف هناية‬
‫هذه املرحلة حيالحظ تضخم الزم لألعضاء وتناسق نشاط خمتلف احللقات واآلليات التي‬
‫تؤمن نشاط فعال للنظام يف الظروف اجلديدة‪.‬‬
‫املرحلة الثالثة تتميز بتكثيف طويل مستقر وذلك بتوفر االحتياطي الالزم لتأمني‬
‫مستوى جديد للنظام الوظيفي واستقرار البني الوظيفية العالقة الوثيقة املتبادلة لألعضاء‬
‫املنظمة والتنفيذية‪.‬‬
‫املرحلة الرابعة وتأيت يف أثناء بناء غري عقالين وعادة بتوتر زائد للتدريب والتغذية غري‬
‫الكاملة واالستشفاء غري التام وتتميز بإهناك زائد لبعض مكونات النظام الوظيفي‪.‬‬
‫يفرتض البناء العقالين للعملية التدريبية للمراحل الثالث األوىل للتكيف‪ .‬عند‬

‫‪65‬‬
‫ذلك‪،‬جيب اإلشارة إىل أن جريان االستجابات التكيفية يف إطار املراحل املذكورة قد‬
‫ينتمي إىل خمتلف مكونات بنية التدريب الريايض والنشاط التنافيس بشكل عام‪ .‬وجيري‬
‫باألخص عىل هذه الطريقة تكيف بعض األعضاء( القلب عىل سبيل املثال) واألنظمة‬
‫الوظيفية( أنظمة تأمني مستوى اإلنتاج اهلوائي عىل سبيل املثال) يتشكل تدريب بشكل‬
‫عام أيض ًا والذي يظهر يف قدرته عىل حتقيق نتائج رياضية برجمت هلذه املرحلة من التطوير‬
‫الريايض‪ .‬مسألة آلية التكيف الفردي (املظهري) تتلخص يف كيفية حتول قدرات اجلسم‬
‫اجلينية املجردة املمكنة إىل قدرات حقيقية ر ًدا عىل متطلبات البيئة‪ .‬متطلبات البيئة املتزايدة‬
‫تؤدي برسعة نسب ًيا إىل تشكل األنظمة التي تؤمن إىل حد ما استجابة تكيفيه مناسبة‬
‫للجسم للمثريات اجلديدة‪ .‬لكن من أجل تشكل تكيف كامل فإن ظهور مثل هذا النظام‬
‫الوظيفي بحد ذاته يبدو غري كاف‪ .‬ومن الرضوري أن حتدث تغريات بنونية يف اخلاليا‬
‫واألنسجة واألعضاء التي تكون مثل هذا النظام‪،‬لرتفع من قوهتا والتأثري املتبادل بني‬
‫خمتلف املكونات‪ .‬التنمية الفعالة للتكيف الطويل متعلقة باستخدام محوالت منتظمة‬
‫تتطلب احتياجات عالية من النظام املتكيف‪ .‬شدة تنمية االستجابات التكيفية الطويلة‬
‫حتدد بمقادير احلموالت ملرة واحدة وتواتر استخدامها ومدة التدريب العامة‪ .‬بتطور‬
‫التكيف الطويل األكثر فعالية يف أثناء استخدام متكرر حلموالت قصوى وكبرية تتطلب‬
‫احتياجات عالية من أنظمة اجلسم الوظيفية‪ .‬إن التبدالت البينونية والوظيفية يف عضلة‬
‫القلب( تضخمها‪،‬ازدياد كمية األلياف عىل كل وحدة كتلة وازدياد قوة مضخة األلياف‬
‫الكالسيومية الغنية باهليولة العضلية والتي تنتمي إىل النظام املصاحب للقلب (يشار إليها‬
‫أحيانآ كعضلة خاصة به)‪ ،‬وارتفاع تركيز اهليموجلوبني ونشاط اإلنزيامت املسئولة عن‬
‫نقل مغذيات الطاقة إىل امليتوكوندريون وزيادة كمية الشغريات الدموية التاجية وكتلة‬
‫امليتوكوندريون وغريها)‪ ،‬تعترب أساسية لزيادة قدرات القلب واحلشد العاجل وزيادة‬
‫رسعة وعمق االنبساط ومقاومة التعب ( اسرتاند‪ ،‬رودهال‪،0056‬هارتيل‪ .)0002‬مثل‬
‫هذا الطابع للتكيف الطويل ال خيتص فقط بالقلب وإنام يظهر حتمآ عىل مستوى أنسجة‬
‫العضالت وأعضاء املنظامت العصبية والغدد الصامء وغريها‪ ...‬عىل سبيل املثال‪ ،‬عىل‬
‫املستوى التنظيم العصبي يرتبط تكيف النظام الوظيفي بتضخيم العصبونات احلركية‬
‫وزيادة نشاط إنزيامت التنفس فيها؛ عىل مستوى األنسجة العضلية يزداد اتساع شبكة‬

‫‪66‬‬
‫الشعريات الدموية وتزداد كمية امليتوكوندريون يف العضالت‪.‬زيادة كمية امليتوكوندريون‬
‫يف األنسجة العضلية بالتوازي مع نمو القوة اهلوائية يساهم يف تصاعد قدرة العضالت‬
‫عىل استهالك البريوفيك مما يقيد تراكم الالكتات ويؤمن حشدً ا ويؤمن استخدام‬
‫األمحاض الدهنية وبالنتيجة‪ ،‬يساهم يف تنفيذ أكثر شدة وأطول للجهد (مريسون ‪،0050‬‬
‫‪.)0056‬‬
‫عملية تشكل تكيف طويل وفعال للنظام العصبي يف اجلسم مرتبطة بارتفاع مؤرشات‬
‫القوة والتقنني ‪.‬ازدياد القوة متعلق بالدرجة األوىل بتضخم نخاع الغدة الكظرية وزيادة‬
‫احتياطي الكاتيكوالمني فيها ( الكاتيكوالمني هي هرمونات اهلروب والقتال يتم إفرازها‬
‫بواسطة الغدد الكظرية كرد فعل للتوتر والضغوط وهي جزء من اجلهاز العصبي الودي)‬
‫وتضخم قرشة الكظر من ضمنها القسم الكلوي الذي يضع جليكوسرتويد ( هرمونات‬
‫من مركبات عضوية ) مما يرافقها تغريات البنى الفوقية جلليكوسرتويدات التي تؤدي إىل‬
‫ارتفاع القدرة عىل توليفها (ضبطها)‪ .‬يؤدي ازدياد احتياطي الكاتيكوالمني إىل حشدها‬
‫بشكل أكرب يف أثناء محوالت متقطعة ذات طابع انفجاري وحيذر من استنفاذها يف أثناء‬
‫احلموالت الطويلة‪ .‬إن ارتفاع قدرة قرشة الكظر عىل توليف "الكورتيكوسرتيدات"‬
‫(منها الكورتيزول والكاتيكوالمني وغريها) يؤمن مستواها العايل يف الدم يف أثناء‬
‫محوالت مطولة ويرفع هبذا الشكل قدرة الرياضيني عىل العمل( غوروجوف‪ ،0061‬فريو‬
‫وغريه‪ .)0003‬ويظهر ازدياد تقنني النظام العصبي اهلرموين يف حترر الكاتيكوالمني‬
‫بشكل أقل جوابآ عىل محوالت نموذجية‪ .‬عىل سبيل املثال‪ ،‬تدريب الناس ملدة ‪3‬أسابيع‬
‫عىل التحمل يؤدي إىل انخفاض مؤكد لتكثف الكاتكوالمني يف الدم يف أثناء تنفيذ‬
‫محوالت نموذجية (عادية) باملقارنة مع البيانات األولية وبعد متارين ملدة ‪ 5‬أسابيع ال‬
‫تالحظ زيادة يف الكاتيكوالمني أبدا‪( .‬ويندر وغريه ‪ .)0063‬ارتفاع القدرات الوظيفية‬
‫للكظر حيدد إىل حد كبري فعالية تزويد اجلهد العضيل بالطاقة‪ .‬ينشط الكاتيكوالمني‬
‫اإلنزيامت الرئيسية لتحلل اجلليكوجني والسكر وتزيد نتيجة لذلك هذه العمليات ذاهتا‬
‫يف العضالت اهليكلية والقلب والكبد من تدفق اجللوكوز من الكبد إىل الدم ونقله إىل‬
‫خاليا عضلة القلب والعضالت (فريو‪ ،0054‬بشينيكوف ‪ .)0056‬ويساعد تنشيط‬
‫التنظيم عىل تبدل شديد يف األمحاض النووية والربوتينات‪ .‬الوظيفة العليا ألعضاء‬

‫‪67‬‬
‫وأنسجة النظام الوظيفي املحفزة بالنشاط اهلرموين وتسبب إىل حد كبري يف تكون القاعدة‬
‫اهليكلية للتكيف الطويل مع احلمل البدين‪،‬نمو تقنني نشاط النظام العصبي يف أثناء‬
‫التدريب يربطونه بزيادة نشاط األنسجة األدرينالني ( أسيكو وغريه‪ .)0060‬وحتسني آلية‬
‫التنظيم الذايت لألعضاء والنظام الوظيفي املسئولة عن التكيف (بشينيكوف ‪،)0056‬‬
‫التقنني يف اجلسم املكيف باملقارنة مع اجلسم غري املكيف يظهر عىل الشكل التايل‪:‬‬
‫يف حالة السكون يف انخفاض نبض القلب‪ -‬من ‪ 60-60‬إىل ‪01 -31‬يف الدقيقة‬
‫وتردد النفس من ‪ 21-06‬لغاية‪ 01-6‬دورة ‪/‬د‪ .‬انخفاض حجم التنفس بنسبة ‪-01‬‬
‫‪ %02‬وانخفاض استهالك األكسجني بنسبة‪ .%21‬يف أثناء احلموالت العادية‪ -‬يف‬
‫انخفاض استهالك األكسجني يف عضلة القلب بمرة ونصف إىل مرتني (عيب‬
‫وغريه‪ ،)0060‬وزيادة أقل يف نبضات القلب وتردد التنفس وبمرتني ونصف يف زيادة‬
‫أقل ملستوى الالكتئاب يف الدم واستجابة أقل وضوحآ للنظام السمبثاوي العصبي‬
‫(القلب‪ ،‬الرئتني‪ ،‬األوعية‪ ،‬املثانة) ويقابله زيادة أقل يف مستوى الكاتيكوالمني‬
‫(بشينيكوف ‪ .)0056‬العنرص املهم يف التكيف الطويل هو تشكل أنظمة تقنينية ومستقرة‬
‫متبادلة التفاعل التزامني واملرحيل يف قرشة املخ والتي تعترب جز ًءا من األنظمة الوظيفية‬
‫وتوجيه احلركات ولدهيا مقاومة تشويش عالية‪ .‬لدى األشخاص املكيفني جيدا مع مثل‬
‫هذه احلموالت‪ ،‬باملقارنة مع غري املتكيفني‪ ،‬هذه األنظمة ال تنهدم أمام تأثري خمتلف‬
‫العوامل املعوقة (توتر نفيس شديد‪ ،‬تشويش خارجي‪ ،‬وتطور التعب)‪ .‬اهنيار األنظمة‬
‫القرشية للنظام املتبادل يرافقه خلل داخل وبني األنظمة الوظيفية وسوء الصحة وعدم‬
‫القدرة عىل املحافظة عىل اإليقاع املطلوب وتدهور اهليكلية اخلارجية للمهارات احلركية‬
‫ورفض رسيع لبذل اجلهود‪ .‬التكيف الطويل مع محوالت قصوى ممكنة ليس مرتب ًطا فقط‬
‫أيضا بزيادة القدرة عىل حشد‬ ‫بتوسيع القدرات الوظيفية لقرشة املخ‪ ،‬بل ويرتبط ً‬
‫االحتياطات الوظيفية يف ظروف التغلب عىل التعب‪،‬لفهم اآلليات املركزية ملثل هذا‬
‫احلشد من املهم جدً ا البيانات حول تقوية العالقة املتبادلة ملخزون القرشة املخية (هي‬
‫القرشة املخية التي تغطي القسم األمامي من الفص اجلبهي وهلا صلة مع شخصية اإلنسان‬
‫الفرد‪ ،‬هلا دور يف عملية التخطيط والتعبري عن الشخصية واختاذ القرار والسلوك‬
‫االجتامعي ‪ -‬النشاط األسايس هلذه املنطقة من الدماغ هو التنسيق والتناغم بني األفكار‬

‫‪68‬‬
‫واألفعال فيام يتوافق مع األهداف الداخلية املبطنة‪ -‬االمؤلف) مع املناطق احلركية لدى‬
‫املكيفني يف مرحلة التعب التعوييض واحلفاظ عىل هذا النظام أيض ًا ( إىل حد مرحلة الكف‬
‫عن اجلهد ) برغم اهنيار التزامن املكاين لكل مناطق القرشة يف مرحلة التعب الالتعوييض)‬
‫سولوغوب‪ .)0054 ،‬يتميز التكيف الطويل بزيادة االحتياطات الوظيفية التي تعترب‬
‫نتيجة إعادة هيكلة جدية لألعضاء واألنسجة وتقنني كبري يف الوظائف وزيادة احلركة‬
‫والثبات يف نشاط األنظمة الوظيفية بتوثيق العالقات املتبادلة العقالنية واملرنة للوظائف‬
‫احلركية والالإرادية ‪.‬واألكثر من ذلك‪،‬ظهور إعادة تكيف غري مرتبط بتضخم واضح‬
‫لألعضاء يعترب األكثر عقالنية ألنه أكثر ثباتا أما عمليات فقدان التكيف فتتطلب جهو ًدا‬
‫أقل للحفاظ عىل املستوى املتحقق واألهم من كل هذا أهنا غري مرتبطة هبذا االستغالل‬
‫العميق للقدرات التكيفية املحددة جينيا باملقارنة مع التكيف املنجز بشكل أسايس عىل‬
‫حساب تغريات األعضاء اهليكلية وخاصة ازدياد كتلتها‪ .‬لكن تقنني النظام املتكيف يظهر‬
‫حتديدا عىل مستوى اخلاليا واألعضاء حيث إهنا مرتبطة بتناسب البنى اخللوية ؛ عىل‬
‫مستوى النظام بشكل عام‪ ،‬حيث إهنا حتدد بتناسب األعضاء؛ وأخريا عىل مستوى التنظيم‬
‫العصبي‪،‬حيث يكون التقنني نتيجة الرتفاع استجابات األعضاء املكيفة للهرمونات‬
‫والنواقل العصبية( مريسون‪ 0060‬وغريه)‪ ،‬وهذا مرتبط بتغريات تناسب البنى اخلليوية‬
‫التي تؤمن زيادة فعالية وإعادة تشكل الطاقة عىل مستوى اخلاليا‪ .‬عىل مستوى التنظيم‬
‫العصبي املسؤول عن تكيف األنظمة فإن التقنني الوظيفي يتبني من خالل زيادة ( ارتفاع)‬
‫استجابات األعضاء التي تشكل هذا النظام مع اإلشارات املوجهة ‪-‬وهي اهلرمونات‬
‫والنواقل العصبية ‪.‬هذا التبدل يوفر ظرفا يمكن خالله حشد النظام يف أثناء تأثري عوامل‬
‫الوسط اخلارجي عىل األعضاء بأقل إفرازات األيض وأقل مثريات من اآلليات املنظمة‬
‫(مريسون‪ .)0056‬انخفاض انحالل بنى اجلسم يف أثناء محوالت كبرية يعترب أيض ًا أحد‬
‫مؤرشات تقنني وظيفي لنظام التكيف‪ .‬ومعروف أن تدين ثالثي ادينوزين الفوسفات يف‬
‫األنسجة يعترب عامل ترضر وتفكك البنى‪،‬ارتفاع قوة نظام مركبات الروابط الفوسفورية‬
‫الغنية بالكاقة يقي من قلة ثالث ادينوزين الفوسفات‪ .‬بالنتيجة‪،‬يتمكن اجلسم من تفادي‬
‫تعاقب عمليات انحالل وجتديد أعضائه وأنظمته وذلك عن طريق رصف مقنن ملوارد‬
‫اجلسم البينونية‪ .‬عىل سبيل املثال‪ ،‬ثبت أنه نتيجة محوالت بدنية طويلة يزداد بشكل كبري‬

‫‪69‬‬
‫احتياطي القلب البنيوي عىل حساب تضخم األلياف العضلية ويالحظ يف الوقت ذاته‬
‫تبدالت معاكسة يف الكليتني والكظر والكبد‪ .‬كشفت األبحاث عىل احليوانات (بلور‬
‫وغريه ‪ )0056‬أن كمية الوحدات الوظيفية للكليتني (الوحدة االنبوبية الكلوية أو‬
‫الكليون وهي وحظة فاعلة أساسية قي الكلية وهي مصفاة الكلية) ودورها تنظيم كمية‬
‫املاء وتركيز املواد الذائبة والصوديوم باجلسم‪ -‬املؤلف)‪ ،‬قد تنخفض بنسبة ‪ %20‬وكمية‬
‫اخلاليا يف الكزر بنسبة ‪%21‬والكبد نسبة‪%31‬مما يؤدي إىل تدين واضح لالحتياطي‬
‫الوظيفي هلذه األعضاء املهمة جدا‪ ...‬التشمل الفعال للتكيف الطويل األمد ال يمكن‬
‫تأمينه دون حساب املواصفات اجلينية املخفية يف جوهر تقسيم الناس إىل نامذج تكوينية‬
‫ألجسامهم‪ .‬ليس فقط يف الرياضة‪ ،‬حيث إن رضورة مثل هذا التقسيم واضحة‪،‬بل يف‬
‫املجاالت األخرى للنشاط اإلنساين املتعلق بمشاكل التكيف‪ .‬جيب متيز األشخاص‬
‫بمختلف مؤرشات تكوين أجسادهم‪ .‬عىل سبيل املثال‪ ،‬املسائل املتعلقة بتكيف جمموعة‬
‫كبرية من الناس مع ظروف احلياة والعمل يف بيئة قاسية كالقطب الشاميل واجلنويب‬
‫والصحراء تطلبت متيز األجساد داخل املجتمع الذي يعيش فيه يف تلك األماكن‪.‬‬
‫النموذج األول (سريينرت‪-‬متعلق بمسافات قصرية) قادر عىل إظهار استجابات‬
‫فيزيولوجية قوية بدرجة عالية من األمان ردا عىل التأرجحات الكبرية ولكن القصرية من‬
‫العوامل اخلارجية‪.‬لكن مستوى اآلمان العايل قد يتم اخلفاظ عليه ملدة قصرية نسبيا‪.‬‬
‫اخلصائص اجلينية ل"السريينرت" تأقلمهم متدنب لتحمل محوالت طويلة بشدة عالية‪.‬‬
‫النموذج الثاين (ستاير‪-‬متعلق باملسافات الطويلة) جينيا أقل تأقلام لتحمل محوالت قوية‬
‫قادرا عىل حتمل محوالت متوازنة‬
‫وقصرية لكن بعد مرحلة قصرية نسبيا من التكيف ً‬
‫خالل مدة طويلة يف ظروف غري عادية ‪.‬كل واحد من هذه النامذج يتميز بفروق جسدية‬
‫وعضوية‪ .‬هناك كمية معينة من الفروق البيئية بني هذين النوذجيني للتكوين اجلسدي‬
‫تسمى مهجنة( أو خملطة)‪ .‬وتساعد املعارف الطبية البيولوجية حول قدرات "السريينرت"‬
‫و"الستاير" واملهجن عىل تنظيم تأمني احلياة للناس يف الظروف القاسية يف بعض األماكن‬
‫اجلغرافية( كازانتشييف‪ .)0045‬واالستجابات الطويلة التكيفية ملختلف العوامل املؤثرة‬
‫جدا للوسط اخلارجي من ضمنها محوالت بدنية‪ ،‬ترتكز عىل قاعدة بنيوية قوية ‪ .‬وتشارك‬
‫يف النشاط‪ ،‬بحسب طابع احلموالت‪ ،‬خمتلف أنظمة اجلسم وتقوي األنسجة والعنارص‬

‫‪70‬‬
‫اخلليوية عملها وتتولد املواد الفعالة بيولوجيا‪ .‬ولكن يف خالل تنوع طرق تكيف األنظمة‬
‫الوظيفية املتشكلة استجابة ملؤثرات خمتلفة وتوسع مواردها التكيفية‪ ،‬تكمن يف جوهرها‬
‫عمليات غري خصوصية موحدة‪ :‬تبدل عدد البنى الفاعلة النشطة من احتياطاهتا املوجودة‬
‫واالشرتاك يف العمل وتلك التي تتناسب حتام مع املتطلبات التي يفرضها مستوى‬
‫احلموالت ؛ وزيادة قوة البنى الفاعلة‪،‬يف حال املوارد املوجودة غري كافية؛ األثر التكيفي‬
‫املرتاكم واملتغاير بالنسبة ملختلفيى املفعول التكيفي استجابة للحموالت املحققة؛ توسيع‬
‫حركية بنى النظام املكيف فيام خيص إعادة تأقلم فعال لالستجابات التعويضية وتنفيذ‬
‫وظائف مشاهبة‪ .‬واملميز أيض ًا هو أن عملية من عمليات التأمني البنيوي للتكيف الطويل‬
‫ال تعترب صفة إلحدى مستويات التنظيبم‪،‬فكلها شاملة ‪-‬أى بشكل متساو وبدقة يمكن‬
‫متابعتها عىل املستويات اجلزئية والنسيجية واخلليوية والتنظيمية (ساركيسوف‪ ،‬فتورينا‪،‬‬
‫‪.)0060‬‬
‫ظاهرة فقدان تكيف وإعادة تكيف وفرط تكيف عند الرياضيني‬
‫يؤدي البناء العقالين للتدريب إىل نمو حاد للقدرات الوظيفية ألعضاء وأنظمة‬
‫اجلسم عىل حساب حتسني كل اآلليات املسئولة عن التكيف‪.‬استخدام محوالت زائدة‬
‫تفوق قدرات اإلنسان التكيفية الفردية وتتطلب تعبئة كبرية جدا ملوارد أعضاء اجلسم‬
‫وأنظمته البنيوية والوظيفية تؤدي يف هناية املطاف إىل فرط تكيف يالحظ يف إهناك وإرهاق‬
‫األنظمة الوظيفية التي حتمل احلمل األسايس للتوقف عن التدريبات أو اتباع محوالت‬
‫متدنية غري قادرة عىل تأمني املحافظة عىل املستوى املتحقق لتغريات األقلمة وتؤدي إىل‬
‫فقدان تكيف ‪-‬إىل العملية العكسية للتكيف ‪.‬أي أن العمليات التكيفية يف جسم اإلنسان‬
‫تتطور بتطابق كامل مع طابع ومقادير تأثري العوامل البيئية اخلارجية‪ ،‬أرشت آنفا إىل أنه‬
‫فيام خيص تكيف القلب‪ ،‬محوالت مربجمة عقالنيا وتؤدي إىل تضخم مقبول لعضلة القلب‬
‫وزيادة قوة العصب‪ .‬ادرينالني (متوين األعضاء واألنسجة باألعصاب لتأمني ربطها‬
‫باجلهاز العصبي املركزي‪ -‬املؤلف) وتتناسب الشعريات الدموية التاجية واأللياف‬
‫العضلية وزيادة تكثف ميوغلوبني ونشاط اإلنزيامت املسئولة عن نقل املغذيات إىل‬
‫امليتوكوندريوس (املتقدرات) وإىل ما غري ذلك‪ ...‬يف أثناء احلمالت املفرطة عىل القلب‬
‫والتي تتطلب فوق وظيفية تعويضية طويلة زائدة‪،‬حيدث تكيف غري متوازن تزداد يف أثنائه‬

‫‪71‬‬
‫كتلة القلب إىل حد أكرب من قدرات البنى الوظيفية املسئولة عن التنظيم العصبي وتأمني‬
‫الطاقة‪ .‬انخفاض قدرات القلب عضلة القلب الذي حيدث يف أثناء ذلك باإلمكان‬
‫تعويضه لفرتة معينة بزيادة كتلته ولكن ثمة‪ ،‬عادة‪ ،‬تصبح سببا يف فشل القلب وجيب أن‬
‫تعتربه فرط تكيف‪ ،‬إذا كان جريان تكيف القلب مناسبا ولكن من ثم توقفت التدريبات‬
‫أو ثم خفض احلموالت جدا أقل من املستوى القادر عىل تأمني اخلفاظ عىل املؤرشات‬
‫املنخفضة للقدرات الوظيفية‪،‬فإنه حيدث بالتدريج عملية فقدان تكيف‪ :‬يقل تكوين‬
‫الربوتني وكتلة بطني القلب ويضعف التنظيم العصبي وينخفض التزويد بالطاقة وإىل غري‬
‫ذلك‪ .‬بالنتيجة خيتل النظام األمثل للتكوين البيولوجي وعمل البنى الرئيسية للقلب التي‬
‫تؤمن ترصيف ثالثي اديوسني الفوسفات يف األلياف العضلية وإعادة تكوينها يف‬
‫املتقدرات (امليتوكودريون)‪ ..‬األلياف املذكورة للتكيف وفرط تكيف وفقدان تتصف بأهنا‬
‫األعضاء واألنظمة األخرى (مريسون‪ .)0050،‬احلموالت املفرطة بتوجه حمدد ختفي‬
‫خطرين‪:‬‬
‫‪ )0‬إمكانية استنفاذ وظيفي للنظام املسيكر يف االستجابات التكيفية‪.‬‬
‫‪ )2‬انخفاض العمل البنيوي واالحتياطي الوظيفي املالئم لألنظمة األخرى التي ال‬
‫تشارك مبارشة يف االستجابات التكيفية( مريسون‪ .)0056‬التنبيه إىل هذه الظواهر‬
‫السلبية ممكن بالربجمة العقالنية للحموالت يف الدورات الصغرية واملتوسطة وأيض ًا‬
‫يف التشكيالت البنيوية الكربى للعملية التدريبية ‪.‬االجتاه نحو تطوير جمموعة صفات‬
‫وقدرات حتدد بنجاح يف لعبة رياضية معينة يف أثناء التناسب العقالين والتعاقب‬
‫للحموالت بمختلف أفضليات التوجه يؤمن أكثر املؤرشات فعالية خليار التكيف‬
‫لبلوغ نتائج رياضية عالية ويسمح بتجنب اآلثار‪ ،‬السلبية للحموالت العالية عىل‬
‫بعض األعضاء واألنظمة‪.‬‬
‫ويعترب فقدان التكيف ً‬
‫دليال عىل قدرات اجلسم اجليدة عىل إزالة البنى غري املستخدمة‬
‫وبفضلها ممكن استخدام املوارد املحفزة البنيوية يف أنظمة اجلسم األخرى وهبذا الشكل ال‬
‫تزال حتت تأثري البيئة اخلارجية من تكيف إىل آخر (ويرسون ‪ .)0056‬الكف عن‬
‫التدريبات يستدعي جريان شديد لعمليات فقدان تكيف‪ ،‬عىل سبيل املثال‪ ،‬لدى طالب‬

‫‪71‬‬
‫اجلامعات املتدريبني جيدا تؤدي االسرتاحة املطلقة يف السكن ملدة تسعة أيام إىل انخفاض‬
‫احلد األقىص الستهالك األكسجني بنسبة‪%20‬وانخفاض حجم القلب بنسبة‪ %01‬وزيادة‬
‫كبرية يف نبضات القلب‪ ،‬واحلجم التنفيس الدقائقي ومستوى االكتئاب يف أثناء محوالت‬
‫عادية‪ ،‬وتنظم العرشة أيام الالحقة من احلياة الطبيعية إىل حد معني حالة اجلسم ولكنها‬
‫تبقى متدنية حتام باملقارنة مع احلالة األصلية‪ .‬ويف أثناء االسرتاحة املطلقة ملدة ‪6-4‬‬
‫أسابيع حيدث ضمور العضالت الرسيعة والبطيئة االنقباض يف أثناء التخفيض املتزامن‬
‫للمبوغلوبني وانخفاض اإلنزيامت املؤكسدة واجلليكوجينية وحمتوى اجلليكوجني‬
‫وانخفاض كمية ومقادير املتقدرات (هوملان‪ ،‬هيجنز ‪ .)0050‬لكن هذه البيانات تعكس‬
‫جريان فقدان التكيف يف ظروف نادرة ما تصدف عمليا وعادة يف أثناء اإلصابات اجلدية‬
‫أو األمراض التي تتطلب معاجلة طويلة يف حاالت الراحة املطلقة ‪.‬لنرى ماذا حيدث إذا‬
‫جرت عملية التكيف بشكل حسن ومن ثم توقف التدريب أو أصبحت تستخدم‬
‫محوالت بسمتوى أقل مما هو قادر عىل تأمني احلفاظ عىل تبدالت األقلمة املنخفضة‪.‬يف‬
‫هذه احلاالت يكون توجه عملية فقدان التكيف مشابه لكن كلام كانت وترية استبعاد‬
‫التبدالت املنخفضة أعىل كان متدنيا مستوى النشاط احلركي ‪.‬عملية فقدان التكيف جتري‬
‫بشدة يف أثناء توقف كامل عن التدريبات ‪.‬يف الوقت ذاته استمرار التدريب حتى يف أثناء‬
‫حجم منخفض بشكل حاد (‪ )%31-20‬قادر عىل احلفاظ عىل األثر التدريبي املتحقق‬
‫سابقا خالل فرتة طويلة ‪-‬ليس أقل من ‪ 3-2‬أشهر (ويلمور‪ ،‬كوستيل‪ .)0004،‬جتري‬
‫عملية فقدان تكيف بتوازن بالنسبة إلعادة الضبط التكيفي ملختلف األنظمة الوظيفية عىل‬
‫استقرارا يف قرشة املخ باملقارنة مع آثار‬
‫ً‬ ‫سبيل املثال‪ ،‬تظهر التغريات التكيفية األكثر‬
‫االستجابات األكثر بساطة‪ ،‬تظهر يف البدن يف أثناء عملية فقدان التكيف بعد التوقف‬
‫الكامل عن محوالت بدنية ختمد برسعة قدرات اجلسم اهلوائية ومتثل جهود طويلة ترتبط‬
‫هبا‪ .‬املهارات احلركية اخلاصة تبقى فرتة طويلة ومن املمكن إظهارها بنجاح يف شخص‬
‫فقد تدريبه‪.‬املقادير املرتفعة من استهالك األكسجني نتيجة التدريبات تنخفض ببطء أكثر‬
‫باملقارنة مع نشاط اإلنزيامت املؤكسدة التي قد تنخفض خالل‪2-0‬أسابيع بعد التوقف‬
‫عن التدريبات إما خالل عدة أسابيع فتعود إىل وضعها األصيل (ناثر وغريه‪)0053‬‬
‫بدورها هذه اإلنزيامت قادرة عىل االستشفاء الرسيع يف أثناء معاودة التدريبات (بيتى‬

‫‪71‬‬
‫‪ )0045‬وهذا يعود إىل أن اإلنزيامت كغريها من الربوتينات تتميز بمدة بقاء حمددة ‪.‬إهنا‬
‫تتشكل وتتوسع يف دورة مستمرة حيث تكون مرحلة نصف انحالل البيولوجي ملعظم‬
‫اإلنزيامت املتقدرة (امليتوكوندريان) تقارب األسبوع وأما اجلليكوجينية فمن يوم إىل عدة‬
‫أيام‪ .‬ولذلك املحتوى اخلليوي ألنزيم معني يعترب نتيجة النشاط املتبادل لعمليات إعادة‬
‫التحقيق واالنحالل (هنريكسون‪ .)0002،‬رفع وختفيض التشعري (من الشعريات‬
‫الدموية) يف عملية كالتكيف أو فقدان تكيف؛ يتطلب وقتا أكثر بكثري باملقارنة مع التكيف‬
‫األييض (التمثيل الغذائي) ‪.‬كام كشفت األبحاث اخلاصة أن التغريات الواضحة جدا يف‬
‫شبكة الشعريات التي جاءت نتيحة التدريب تالحظ يف خالل عدة أشهر بعد التوقف‬
‫عنها (هنريكسون‪ ،)0002‬يف الوقت ذاته التحمل املوضعي للعضالت اهليكلية التي‬
‫تعتمد قدراهتا املتقدرة قظ تفقظ خالل‪ 3-2‬أسابيع بعد التوقف عن التدريب املتواصل‬
‫(سفيدهناج ‪ .)0052‬عملية فقدان تكيف بعد توقف التدريبات أو يف أثناء ختفيض حاد‬
‫للحموالت جتري برسعة إىل حد كبري وتشري األبحاث بأن مستوى التكيف املكتسب‬
‫نتيحه تدريبات ملدة مخس سنوات عىل التحمل قد يتم فقدانه خالل‪5-6‬أسابيع من‬
‫مرحلة غري تدرييية (كوستل وغريه‪ ،0050‬ويلمور وكوستيل‪ .)0004‬ففي األسابيع‬
‫األوىل بعد التوقف عن التدريبات يالحظ ظهور واضح لفقدان تكيف النظام الوظيفي‬
‫الذي حيددة مستوى التحمل ‪:‬خالل‪24-6‬أأليام األوىل تنخفض بنسبة‪%20-04‬كمية‬
‫الشعريات العاملة املتواجدة حول األلياف العضلية (سالتني‪ ،‬روايل ‪ ،)0056‬كالوسني‬
‫‪ ،)0050‬بعد راحة سلبية من‪02‬يوما‪ ،‬تنخفض بنسبة ‪%00‬مؤرشات القذف القلبي‬
‫القصوى و‪%6‬من االستهالك األقىص لألكسجني (كويل وغريه‪ .)0053‬واملهم أيض ًا‬
‫جريان فقدان التكيف بشكل غري متوازن ‪:‬يف األسابيع األوىل بعد التوقف عن‬
‫التدريبات‪،‬يالحظ انخفاض كبري لالحتياطي الوظيفي للنظام ومن ثم تتباطأ الحقا‬
‫عملية فقدان التكيف‪ ،‬وتظل االستجابات التكيفية فرتة طويلة باملقارنة مع الوقت املنفق‬
‫لتشكيل التكيف األوىل (بشينيكوف‪ .)0056‬عىل سبيل املثال‪ ،‬هيتفي سوء تغذية‬
‫لألنسجة العضلية احلاصل نتيجة تدريبات القوة بشكل أبطأ بمرتني أو ثالث مرات من‬
‫نشوئه (غولدسيك‪ ،0064‬دي فريس‪ ،‬هاوش‪.)0004،‬من املهم األخذ يف احلسبان بأنه‬
‫كلام كان تشكل التكيف رسيعا‪ ،‬كان احلفاظ عىل املستوى أصعب وكلام كان فقدانه أرسع‬

‫‪74‬‬
‫بعد التوقف عن التدريبات ‪.‬عىل سبيل املثال‪ ،‬مرحلة مخود القوة بعد تدريبها متعلقة‬
‫مبارشة بطول تشكل التكيف كلام كان التدريب املوجه لتطوير القوة أشد وأقرص‪ ،‬كانت‬
‫مرحلة مخودها أقرص يف أثناء التوقف عن الوحدات التدريبية املنتظمة‪.‬‬
‫يظهر هذا القانون أثناء دراسة فعالية منهج تطوير خمتلف الصفات البدنية وقدرات‬
‫أنظمة اجلسم الوظيفية باإلضافة إىل تدريب الريايض عموما وقد تكون متعلقة بمختلف‬
‫عنارص هيكلية العملية التدريبية‪ :‬بمراحل اإلعداد طويل األمد والدورات الكربى‬
‫كثريا من‬
‫وغريها‪...‬احلقائق التي تثبت هذا القانون بالنسبة لإلعداد طويل األمد هييء ً‬
‫احلاالت حني تنمو احلموالت لطفرات ( مرتني أو ثالث خالل العام) حيققه رياضيون‬
‫املستوى العايل ساعدهم يف فرتة قصرية حتقيق إعادة تكيف عايل جدا وحتقيق نتائج عالية‬
‫يف مسابقات ضخمة ويف نفس الوقت مل تسمح باحلفاظ عىل املستوى املتحقق من التكيف‬
‫لفرتة طويلة وتقلص بشكل حاد مشاركاهتم عىل مستوى األرقام القياسية‪ ،‬يف الوقت‬
‫ذاته‪ ،‬لوحظ لدى الرياضيني الذين رفعوا بانتظام خالل سنوات طويلة احلموالت تصاعد‬
‫منتظم للقدرات الوظيفية ‪.‬يتطلب لتحقيق مستوى تكيف رضوري لنشاط تنافيس واضح‬
‫يف مسابقات ضخمة وقت أطول بكثري لكن هؤالء الرياضيني بالذات أصبحوا قادرين‬
‫عىل املشاركة عىل مستوى األرقام القياسية فرتة طويلة‪ .‬التعاقب املتكرر لعمليات التكيف‬
‫وفقدان التكيف يؤدي إىل استغالل كبري للقدرات املحددة جينيا لتكوين تبدالت أقلمة‬
‫فعالة يف اجلسم‪ ،‬جيب أن نتذكر أن احلفاظ عىل األسس اهليكلية للتكيف عن طريق‬
‫محوالت بدنية معتدلة‪ ،‬مناسب بشكل ال حمدود أكثر من تكرار دورات "فقدان تكيف‪-‬‬
‫إعادة تكيف" مرات عديدة‪ .‬تفعيل الرتكيب البيولوجي مرات عديدة الالزم الستشفاء‬
‫متكرر ملستوى التكيف (ميذسون‪ .)0056‬جيب االعرتاف بأن وجهة النظر هذه تستند إىل‬
‫قاعدة صحيحة بالرغم من توفر خريات جتريبية كثرية تشهد عىل االستشفاء الرسيع‬
‫بشكل كاف للمستوى املفقود من التكيف بعد معاودة التدريب الفعال لكن نصادف‬
‫غالبا وجهة نظر أخرى متناقضة متاما وهي‪ :‬متابعة متارين طويلة وشديدة يف أثناء بلوغ‬
‫الريايض حدود فردية قصوى مطلوبة من التكيف مع مؤثرات تدريبية من نوع معني‪.‬‬
‫ويظهر ذلك خاصة يف الربجمة السنوية إلحجام جهود قصوى ذات توجه هوائي‬
‫وهوائي‪ -‬والهوائي يف تدريبات الرياضيني الذين بلغوا املؤرشات القصوى املمكنة‬
‫والقريبة منها من القدرات اهلوائية‪ .‬وعندئذ حتتل فيها عمليات الرتكيب البيولوجي‬

‫‪75‬‬
‫املنظمة جينيا وحيدث ضمور البنى األساسية املقيدة لوظائف خاليا عضلة القلب‪.‬‬
‫وبذلك‪ ،‬تكمن أسباب الرفض يف حالة اجلهاز العصبي املركزي وغريه‪ ...‬غالب ًا‬
‫احلموالت البدنية املفركة قد ترتك أثرا سلبيا عىل اجلسم ويظهر ذلك أوال‪:‬يف إهناك مبارش‬
‫للنظام الوظيفي وخاصة حلقاته التي حتمل احلمل األسايس؛ ثانيا‪ :‬يف ظواهر التكيف‬
‫املتقطع السلبي أى يف اختالل األنظمة الوظيفية لالستجابات التكيفية غري املرتبكة‬
‫باحلمل البدين (مريسون‪ ،‬بشينيكوف ‪ ،)0055‬شيغولكوف وغريه‪ .)0003‬من املعروف‬
‫أنه يف أثناء تأثري نفيس ملرة واحدة وحمدث بالزمن بعد املرحلة التفويضية تطبق معاكسة‬
‫شامال لتخليق الربوتينات ‪.‬هذا التنشيط يقوي‬‫ً‬ ‫أخرى ‪ -‬املرحلة البنائية التي تظهر تنشي ًطا‬
‫تشكل تكيف فعال طويل األمد يف أثناء حدوث استجابات انفعالية متكررة متعلقة‬
‫باستخدام محوالت تفوق قدرات اإلنسان التكيفية الفردية‪ ،‬قد ال يتم تشكل تكيف‬
‫طويل‪.‬تعبئة زائدة ملوارد اجلسم البنيوية والطاقة أثناء غياب مستوى مناسب للنظام‬
‫الوظيفي حيث هذه املوارد قد تستخدم ويؤدي إىل فقدان هذه املوارد واإلهناك الذي‬
‫يتصف به التوتر لفرتات طويلة‪ .‬احلموالت البدنية املربجمة غري العقالنية واملفرطة قظ‬
‫أيضا ولوحظ يف أثناء‬‫تصبح سببا يف ظهور نخز يف ألياف العضالت يف عضلة القلب ً‬
‫محوالت مفرطة سامكة وتصلب األلياف العضلية وميلها إىل حدوث تشققات يف األماكن‬
‫املتغرية وحدوث استسقاء داخل وبني اخلاليا داخل الخ‪ ،...‬احلموالت املفرطة قد تؤدي‬
‫إىل تضخم عضلة القلب املريض وتطور التغريات التصلبية والضمورية فيها واختالل‬
‫األيض والتطعيم العصبي( بودتشيكو‪.)0064‬التوتر البديت املفرط واحلاد قد يؤدي أيض ًا‬
‫إىل نزيف يف عضالت القلب وخاصة يؤدي إىل احتشاء عضلة القلب احلاد مع تطور فشل‬
‫حاد يف القلب وضمور خاد يف عضلته (ديمبو‪ .)0050‬وهناك بيانات عديدة تشهد عىل‬
‫ان الريايض من املستوى العايل املطبق مع محوالت التحمل يتعرضن خلطر املوت املفاجئ‬
‫لتوقف القلب يف أثناء وفورا بعد محوالت بظتية قصوى ممكنة إىل حد كبري بخالف‬
‫األشخاص الذين ال يامرسون الرياضة( كريين‪ ،‬شوينفيلد‪.)0050 ،‬‬
‫النظام الوظيفي الذي يتعرض فرتة طويلة حلموالت حتفز تشكل استحابات تكيفية‬
‫قد يتعرض لإلهناك نتيحة استنفاذ القدرات املحددة لتغريات األقلمة واهلرم املوضعي‬
‫للخلقات املتعبة للنظام‪.‬سبب إهناك النزان هو اختالل قوانني تشمل التكيف الطويل جتب‬
‫اإلشارة هنا اىل ان احلموالت املفرطة واملتكررة ذات التوجه الواحد وغال ًبا والتي تدل‬

‫‪76‬‬
‫عىل ثقل نفيش مؤثر دائم ؛تعاقب متكرر لظاهرة التكيف وفقدات التكيف املرتبك‬
‫بتعاقب غري العقالين ملرحلة احلموالت ومرحلة غياهبا استخدام مفرط للحموالت‬
‫املؤدية إىل تكيف النظام الوظيفي وأغلبه عىل حساب تضخم األعضاء وليس عىل حساب‬
‫فعالية عملها يف أثناء التضخم املعتدل‪ .‬ومن بني أسباب إفراط التكيف جيب اإلشارة إىل‬
‫أنه يف أثناء عملية وحدات تدريبية معينة أو أيام تطورات قصرية خيتل التناسب الالزم بني‬
‫حجم وطبيعة املؤثرات التدريبية ‪-‬من جهة بني خمزون طاقة اجلسم أيض ًا ومن حهة اخرى‬
‫قدرات البنى البيولوجية املناسبة ‪.‬حيدث يف هذه احلاالت افراط تكيف األعضاء واآلليات‬
‫الوظيفية التي تتحمل احلمل األكرب (ويلمور‪ ،‬كزمنتيل‪ .)0054‬التظريب الطويل بتوجه‬
‫واحد والذي يفرض بانتظام احتياجات عالية عىل نظام وظيفي معني‪ ،‬مرتبط غالبا‬
‫بانخفاض القدرات الشكلية الوظيفية لألنظمة األخرى‪ .‬عىل سبيل املثال‪ ،‬لدى‬
‫األشخاص يوجد مستوى تظريب عايل أمام جهود ذات توجه رسعة مصحوبة بالقوى‪،‬‬
‫غالبا التحنل متدين أمام جهد هوائي طويل وتنخفض لدهيم كثافة الشعريات ونشاط‬
‫اإلنزيامت اهلوائية يف العضالت وغريها‪ (..‬مال ديوغال وفريع ‪ .)0054‬إمداد العضالت‬
‫بالدم التفضييل عىل حساب األعضاء األخرى قد يؤدي اىل آثار سلبية جدية جيب التذكري‬
‫أنه يف أثناء تدريب الرياضيني املعارصين املختصني بالعاب رياضية مرتبطة باجلهاز حتمل‬
‫قد يبل حجم اجلهد بتوجه هوائي يف اليوم ‪6-4‬ساعات اجلهد يف مثل هذا النظام كام هو‬
‫معروف قد يستمر خالل اسابيع عديدة ‪.‬وهبذا الشكل‪ ،‬وسطيا‪ ،‬حوايل‪%21‬من الوقت‬
‫اليوين‪ ،‬الكثري من أعضاء جسم الريايض تتعرض لفقر إمداد بالدم‪ .‬مثل هذا التمرين‬
‫املؤدي إىل نمو حاد ىف القدرات اهلوائية للتزويد بالطاقة تؤدي غالبا يف نفس الوقت اىل‬
‫تقليص كتلة وكمية اخلاليا يف الكبد والكليتني والكظر وتؤثر سلبا عىل مظاهر النشاط‬
‫النفيس العايل‪ -‬إىل اختالل عمليات تنمية تنمية وتثبيت قاعدة إنشاء الروابط الزمنية‪.‬‬
‫ويالحظ أيض ًا حالة اختالل وظيفة اجلهاز اهلضمي عىل شكل تشنج املرئ واملعدة‬
‫واألمعاء وإصابات قرحة والخ‪( ....‬بشينيكوف‪ .)0056‬ويصبح هذا مفهوما جدً ا إذا‬
‫درسنا إعادة توزيع القذف القلبي يف حالة السكون ويف أثناء محوالت بقوى خمتلفة‬
‫(اجلدول رقم ‪ )02‬وعند ذلك يف حالة السكون بل القذف القلبي لدى الذين تم‬
‫فحصهم حوايل ‪6‬ل‪ .‬دقيقة محوالت خفيفة – ‪ 02‬ويف أثناء محوالت كبرية ‪ 24‬وعند‬
‫احلموالت القصوى ‪31‬ل دقيقة‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫اجلدول رقم ‪ 11‬توزع القدف القلبي إىل خمتلف حقوق األوعية الدموية للجسم يف حالة‬
‫السكون ويف أثناء أمحال متصاعدة إىل مستوى القوة اهلوائية القصوى (فاندير وغريه‬
‫‪.)1985‬‬
‫مقدار القذف القلبي‪ ،‬مل‪ /‬دقيقة‬ ‫حقل األوعية‬
‫الدموية‬
‫محل أقىص‬ ‫محل كبري (‪)%75‬‬ ‫محل خفيف‬ ‫حالة السكون‬
‫(‪)%100‬‬ ‫(‪)%10‬‬
‫‪)%2( 621‬‬ ‫‪)%3( 621‬‬ ‫‪)%6( 621‬‬ ‫‪)%02(621‬‬ ‫املخ‬
‫‪)%4( 0211‬‬ ‫‪)%4( 061‬‬ ‫‪)%4( 451‬‬ ‫‪)%4( 241‬‬ ‫عضلة القلب‬
‫‪)%55(26411‬‬ ‫‪)%62( 06251‬‬ ‫‪)%45( 0661‬‬ ‫‪)%20( 0261‬‬ ‫العضالت‬
‫‪)%0( 311‬‬ ‫‪)%3( 621‬‬ ‫‪)%01(0211‬‬ ‫‪)%22( 0321‬‬ ‫الكليتني‬
‫‪)%0( 311‬‬ ‫‪)%4( 061‬‬ ‫‪)%02( 0441‬‬ ‫‪)%26( 0061‬‬ ‫الكبد‬
‫‪)%3( 011‬‬ ‫‪)%00( 2641‬‬ ‫‪)%06( 0021‬‬ ‫‪)%0( 041‬‬ ‫اجللد‬
‫‪)%0( 051‬‬ ‫‪)%3( 621‬‬ ‫‪)%4( 451‬‬ ‫‪)%6( 361‬‬ ‫بقية األعضاء‬

‫مبدأ هيمنة ليس التأمني الوظيفي فقط‪ ،‬بل البنيوي لألنظمة الغالية يف عملية تكيف‬
‫معينة حيالحظ أيض ًا يف أثناء جهد القوة‪ ،‬تدريب قوة شديد وخاصة يف ألعاب القوة‬
‫"الرماة‪ ،‬كامل اجلسام‪ ،‬ورفع األثقال يؤدي إىل تراكم شديد للربوتينات املخفضة دون‬
‫ختليق مناسب لربوتينات املتقدرات ونمو تشكيل توعي (من األوعية الدموية) يف‬
‫األنسجة العضلية نتيجة الكتلة العضلية ونمو القوة يرافقها انخفاض التكيف اخلاص‬
‫للمتقدرات يف األنسجة العضلية وانخفاض ترويتها باألكسجني وزيادة إنتاج الالكتات‬
‫وبالنتيجة انخفاض التحمل (كارلسون‪.)0054‬‬
‫التكيف األعىل جلسم الريايض مع محوالت بدنية قد ختفض املقاومة مع عوامل البيئة‬
‫األخرى‪ ،‬عىل سبيل املثال التدريب يف ألعاب رياضية كثرية يؤدي إىل تقليل كمية النسيج‬
‫الدهني وانخفاض تأثري طاقة النواربينغرين (وهو هرمون تفرزه الكظرية يؤدي إىل‬
‫استثارة اخلاليا العصبية وخاصة املرتبطة بعمل العضالت الرخوة وتؤدي إىل انقباض‬
‫ظرا‬
‫األوعية الدموية املؤلف) وتنخفض هبذه الطريقة قدرة إنتاج احلرارة يف أثناء الربد ون ً‬
‫لذلك مفهوم جدً ا تعرض رياضيون مدربون جيدً ا لنزالت الربد وخاصة املختصني يف‬
‫‪78‬‬
‫ألعاب تظهر فيها مشكلة التخلص من الوزن الزائد ـ كاملالكمة واملصارعة ورفع األثقال‬
‫يف أغلب األحيان يرتبط االستنفاز الذهني الذي جاء نتيجة محوالت مفرطة باختالل‬
‫إنتاج اهلرمونات اجلنسية وباألخص تطور نقص هرمون اإلندروجني (هو أسم عام‬
‫ملجموعة سترييويدات طبيعية واصطناعية تساعد يف نمو وظيفة األعضاء التناسلية‬
‫الثانوية عند الذكر املؤلف وهرمون اسرتوين (هرمون النساء) املرتبط بذلك قد يؤدي إىل‬
‫اختالل النضوج اجلنيس الدورة الشهرية لدى الرياضيات املختصات بألعاب تتطلب‬
‫انخفاض الدهون يف اجلسم (بلتنبورغ ‪ ،0054‬دي فري‪ ،‬هوش‪.)0004‬‬
‫تعرض الرياضيني الذين يتحملون محوالت بدنية قصوى ممكنة لألمراض يمكن‬
‫تفسري باختالل املناعة اخلليوية اهليولية أيض ًا واخللل اهلرموين ً‬
‫أيضا إذا كانت احلموالت‬
‫املثالية ترفع من مناعة اجلسم فإن احلموالت املفرطة تؤدي إىل ختفيض املناعة (مريسون‪،‬‬
‫بشينيكوف‪.)0055‬‬
‫املؤثرات السلبية للتكيف بطبيعة احلال ال تعترب حتمية وإنام تعترب نتيجة البناء غري‬
‫العقالين لعملية اإلعداد باستخدام محوالت مفرطة ال تتالئم وقدرات الريايض؛ وبرجمة‬
‫توجه العملية التدريبية دون األخذ يف االعتبار مرحلة التطور العمري للريايض‪.‬‬

‫تكيف األنسجة العضلية والعظيمة والضامة‬


‫اخلصائص البنيوية الوظيفية لوحدات العضالت احلركية‬
‫العضالت هي أنسجة غري متجانسة مؤلفة يف األغلب من األلياف العضلية والعنارص‬
‫الضامة والعصبية والعائية التي تؤمن جمتمعة وظيفتها األساسية أال وهي – االنقباض‬
‫(تقلص) الفعال‪ .‬هناك نموذجان لأللياف العضلية يف هيكلية األنسجة العضلية – بطيئة‬
‫االنقباض ورسيعة االنقباض‪ .‬مثل هذا التقسيم يسهل كثريا تنظيم العضالت النسيجي‬
‫والتي توجد ضمنها خمتلف أنواع العضالت ويعود ذلك قبل كل يشء إىل اخلصائص‬
‫الوظيفية البدنية ألليافها‪ ،‬لكن أنواع ألياف العضالت املذكورة هي جمرد وحدات وظيفية‬
‫مستقلة نسبيا هلا خصائصها البدنية والبيوكميائية واالنقباضية‪.‬‬
‫األلياف البطيئة هلا الصفات التالية‪ :‬رسعة انقباض بطيئة وكمية كبرية من املتقدرات‬
‫(مركز طاقة) اخللية – املؤلف ونشاط عايل لالنزيامت املؤكسدة (تساهم الربوتينات يف‬
‫تنشيط رسيع ملصادر الطاقة)‪ ،‬وتكون أوعية دموية جيدً ا (شعريات كثرية)‪ ،‬وخمزون عال‬

‫‪79‬‬
‫لرتاكم اجلليكوجني‪ .‬لأللياف البطيئة شبكة وشعرياات أقل تطورا وأقل كمية من‬
‫املتقدرات وقدرات حتلليلة عالية ونشاط عايل لألنزيام املؤكسدة ورسعة انقباضية أكرب‬
‫(غولنيك‪ ،‬هودجسون ‪ ،0056‬نوث‪.)0002 ،‬‬
‫يف العضلة ذاهتا توجد ألياف بطيئة ورسيعة‪ .‬الرسيعة وحتوي انزيامت ثالثي ادينوزين‬
‫الفوسفات فعالة تفتت بقوة ثالثي ادينوزين الفوسفات مع تكوين كميات طاقة كبرية مما‬
‫يؤمن انقباض ألياف رسيعة‪ ،‬يف االلياف البطيئة نشاط ثالثي ادينوزين الفوسفات ضعيف‬
‫وهلذا يكون تشكل الطاقة فيها بطيئا ويعترب التفتت اإلنزيمي لثالثي ادينوزين الفوسفات‬
‫أحد أهم العوامل املحددة لرسعة انقباض العضالت‪ ،‬اإلنزيامت التي تفتت السكر‬
‫والدهون نشطة يف األلياف البطيئة مما يسمح بتفسري الفروق الواضحة جدا بني خمتلف‬
‫أنواع األلياف (ايفارتس ‪ ،0054‬ويلمور‪ ،‬كوستيل ‪.)0004‬‬
‫هناك جمموعتان لأللياف الرسيعة‪ :‬رسيعة االنقباض –أ‪-‬ورسيعة االنقباض –ب‪-‬‬
‫األلياف الرسيعة –أ‪-‬هي تلك األلياف املتحللة واملؤكسدة رسيعة االنقباض‪ .‬وتتميز‬
‫بقدرات انقباضية عالية ويف نفس الوقت لدهيا القدرة عىل مقاومة التعب‪ .‬هذه األلياف‬
‫بالذات ختضع جيدا للتدريب عىل التحمل‪ .‬الرسيعة –ب‪-‬وهي األلياف رسيعة‬
‫االنقباض من النموذج التقليدي ويرتبط عملها باستخدام مصادر طاقة ال هوائية‪ .‬كل‬
‫نوع من األلياف املذكورة باإلمكان رؤيتها حتت املجهر بعد تلون مناسب ألقسامها‪.‬‬
‫لقد تم اثبات أن مكونات عضالت األلياف والوحدات احلركية مزروعة جينيا‪.‬‬
‫واجلينات املوروثة منذ الطفولة املبكرة حتدد كمية وبنية العصبونات احلركية (العصبون‬
‫احلركي هو خاليا عصبية يف اجلهاز العصبي املركزي ‪ -‬املؤلف)‪ ،‬التي تكون الوحدات‬
‫احلركية وتعصب (التعصيب هو إمداد األعضاء واألنسجة باألعصاب لتأمني عالقتها‬
‫باجلهاز العصبي املركزي) األلياف العضلية‪ .‬بعد حدوث التعصيب‪ ،‬تتوضح أنواع‬
‫األلياف العضلية‪.‬‬
‫يتغري يف أثناء التقدم بالعمر تناسب األلياف العضلية‪ :‬تقل كمية األلياف رسيعة‬
‫االنقباض مما يؤدي إىل زيادة نسبة البطيئة (ويلمور‪ ،‬كوستيل‪.)0004 ،‬‬

‫‪80‬‬
‫تتحد األلياف العضلية بوحداتت حركية (جمموعة ألياف عضلية معصبة بعصبون‬
‫حركي واحد)‪ ،‬تتألف كل واحدة منها من ألياف عضلية من نوع واحد‪ ،‬بنية ووظائف‬
‫العصبونات احلركية تتطابق مع بنية ووظائف األلياف العضلية التي وحدهتا ‪ ..‬جيمع‬
‫العصبون احلركي للوحدة احلركية املنقبضة ببطء جمموعة من ‪ 051-01‬ليف بطيء وهلا‬
‫جسم خليوي غري كبري‪ ..‬يعصب العصبون احلركي للوحدة احلركية املنقبضة برسعة من‬
‫‪ 311‬إىل ‪ 511‬ليف رسيع االنقباض ويتميز بحجم خليوي كبري وكمية كبرية من‬
‫العمليات العصبية‪.‬‬
‫يف السنوات العرش األخرية ونظرا للتقدم يف البوكيمياء وعلم األحياء‪ ،‬برزت إمانية‬
‫دراسة معمقة أكثر لبيئة ووظائف األلياف العضلية ووحدات العضالت احلركية ويف أثناء‬
‫التصورات حول خصائص تكيفها مع احلموالت التدريبية والتنافسية‪ .‬التصور األكثر‬
‫شمولية حول البنية والقدرات الوظيفية ألنواع األلياف العضلية يمكننا احلصول عليه يف‬
‫اجلدول ‪. 03‬‬
‫اجلدول ‪ :11‬املواصفات البنيوية والوظيفية ملختلف نامذج األلياف (ويلمور‪ ،‬كوستيل‪،‬‬
‫‪)1994‬‬
‫نوع األلياف‬
‫املواصفات‬
‫رسيعة –ب‪-‬‬ ‫رسيعة –أ‪-‬‬ ‫بطيئة‬
‫‪511-311‬‬ ‫‪511-311‬‬ ‫‪051-01‬‬ ‫كمية األلياف عىل العصبون احلركي‬
‫كبري‬ ‫كبري‬ ‫غري كبرية‬ ‫مقياس العصبون احلركي‬
‫كبرية‬ ‫كبرية‬ ‫غري كبرية‬ ‫رسعة قابلية النقل العصبي‬
‫عالية‬ ‫عالية‬ ‫منخفضة‬ ‫رسعة االنقباض‬
‫رسيع‬ ‫رسيع‬ ‫بطيء‬ ‫نموذج امليوزين‪ -‬مرحلة ثالثي ادينوزين‬
‫الفوسفات‬
‫عايل‬ ‫عايل‬ ‫منخفض‬ ‫تطور الشبكة الساركوبالزمية‬
‫كبرية جدا‬ ‫كبرية‬ ‫غري كبرية‬ ‫قوة الوحدات احلركية‬
‫منخفضة جدا‬ ‫متوسطة‬ ‫عالية‬ ‫مقاومة التعب‬
‫منخفضة‬ ‫متوسطة‬ ‫عالية‬ ‫القدرات اهلوائية‬
‫عالية جدا‬ ‫عالية‬ ‫منخفضة‬ ‫القدرات الالهوائية‬

‫‪81‬‬
‫الزمن الالزم لتوتر أقىص للعضالت رسيعة االنقباض عادة ال يزيد عن ‪120 -123‬‬
‫ثانية‪ ،‬يف الوقت الذي تتمكن فيه العضالت البطيئة من تطوير التوتر األقىص خالل ‪125‬‬
‫– ‪ 020‬ثانية فقط‪ .‬نشاط اإلنزيامت الالهوائية لأللياف الرسيعة قد تفوق بمرتني أو أكثر‬
‫هذه اإلنزيامت يف األلياف البطيئة يف الوقت ذاته نشاط اإلنزيامت اهلوائية يف األلياف‬
‫البطيئة تفوق تقريبا ما يشاهبها من املؤرشات يف األلياف الرسيعة‪( .‬إيسني وغريه ‪،0060‬‬
‫غولينك‪ ،‬ماتوفا ‪.)0054‬‬
‫عند احلديث عن تناسب خمتلف األلياف العضلية لدى اإلنسان‪ ،‬جتب اإلشارة إىل أن‬
‫لدى الرجال والسيدات البطيئة أيض ًا أكثر ً‬
‫قليال (حسب بيانات خمتلف الباحثني‪ :‬من ‪02‬‬
‫إاى ‪ ،)%00‬ويتوضح هذا إىل حد كاف يف نتائج األبحاث التي اشرتكت فيها ‪ 40‬فتاة و‬
‫‪ 61‬فتى يف سن ‪ 06‬سنة‪ .‬بني األلياف الرسيعة االنقباض تتفوق األلياف نوع –أ‪-31( -‬‬
‫‪ .)%30‬األلياف الرسيعة نوع –ب‪-‬أقل بكثري ‪ %00-02-‬وهنا جتب اإلشارة إىل أنه‬
‫تالحظ نادرا يف عضالت النساء هيمنة أحد أنواع األلياف التي نالحظها يف عضالت‬
‫الرجال (غولنيك وغريه ‪ ،0062‬تورتينسون ‪.)0066‬‬
‫حني ندرس تكيف عضالت اإلنسان يف أثناء عملية التدريب جيب األخذ يف احلسبان‬
‫خصوصية توزيع األلياف العضلية من خمتلف األنواع يف عضلة واحدة ويف عضالت‬
‫خمتلفة أيض ًا‪ .‬كشفت األبحاث اخلاصة بأن التغريات يف حمتوى خمتلف أنواع األلياف غري‬
‫موجودة يف عضلة واحدة أو قد تكون طفيفة‪ ،‬فروق صغرية (إىل حد ما ‪ )%01-0‬يمكن‬
‫مالحظتها أثناء مقارنة نتائج جتارب ختص األقسام املركزية واملحيطة للعضالت‪ :‬القسم‬
‫املركزي للعضالت قد حيوي أليا ًفا بطيئة أكثر‪( .‬زيمكني ‪ ،0060‬دي فرريس‪ ،‬هاوش‬
‫‪.)0004‬‬
‫يالحظ لدى شخص معني تناسق نسبي لبنية خمتلف العضالت‪ ،‬لكن إىل جانب‬
‫التشابه البنيوي لبعض عضالت شخص معني فلقد لوحظ أيض ًا فروق واضحة سببها‬
‫الوظيفة التي تنفذها عادة العضلة واملتطلبات التي متيلها هذه الوظيفة عىل ألياف عضلية‬
‫من نوع معني‪ ،‬عىل سبيل املثال‪ ،‬العضلة ذات الرؤوس األربعة وعضلة الساق لألطراف‬
‫السفلية عضالت الكتف ذات الرأسني والعضالت الدالية (عىل شكل دلتا‪ -‬املؤلف) هلا‬

‫‪81‬‬
‫تقريبا هذا التناسب نفسه من األلياف الرسيعة والبطيئة‪ ،‬يف الوقت ذاته حتوي العضلة‬
‫النعلية (هي عضلة قوية من عضالت األطراف السفلية ‪ -‬املؤلف) عىل ‪ %41-20‬من‬
‫األلياف البطيئة باملقارنة مع بقية وعضالت القدم‪ ،‬أما عضالت الكتف ذات الرؤوس‬
‫الثالثية أكثر بـ ‪ %31-01‬من األلياف البطيئة باملقارنة مع بقية عضالت األطراف العليا‬
‫(هانسون ‪ )0064‬يؤدي التمرين اخلاص إىل سمك كل أنواع األلياف وخاصة الرسيعة –‬
‫ب‪-‬والتي تكون قليلة النشاط يف احلياة العادية وصعبة جدً ا يف اشرتاكها بالنشاط‬
‫(ويلمور‪ ،‬كوستيل‪.)0004 ،‬‬
‫التخصصي الرياضي وبنية النسيج العضلي‬
‫تالحظ لدى رياضيي املستوى العايل تناسب خمتلفة لأللياف العضلية يف العضالت‬
‫التي حتمل األمحال األساسية يف اللعبة الرياضة‪ .‬لدى عدائي السربينرت (مسافات قصرية)‬
‫تالحظ نسبة عالية من األلياف الرسيعة؛ لدى رياضيي التزحلق وعدائي املسافات‬
‫الطويلة األلياف البطيئة هي الغالية؛ لدى عدائي املسافات املتوسطة والرماة يالحظ‬
‫توزيع متساو نسبيا لأللياف الرسيعة والبطيئة‪ ،‬ويالحظ ارتباط صارم بني كمية األلياف‬
‫الرسيعة والبطيئة يف األنسجة العضلية واملنجزات الرياضية عىل املسافات القصرية‬
‫والطويلة‪ ،‬ال تالحظ لدى الرياضيني املرموقني هيمنة األلياف الرسيعة والبطيئة فقط بل‬
‫تالحظ غالبية عظمى لأللياف املناسبة‪ .‬عىل سبيل املثال‪ ،‬عثر لدى سباح مسافات طويلة‬
‫مرموق يف العضلة الدالية عىل ‪ %0‬ألياف رسيعة و ‪ %00‬ألياف بطيئة (كاونسلامن‬
‫‪ ،)0051‬ولوحظت لدى ريايض ألعاب القوى حالة بلغت فيها كمية األلياف الرسيعة يف‬
‫عضلة الساق لعداء السربينرت ‪ %02‬ولدى عداء املسافات الطويلة تكونت هذه العضلة‬
‫من ‪ %00-03‬من األلياف الرسيعة (ويلمور‪ ،‬كوستيل ‪.)0004‬‬
‫لوحظ لدى الرياضيني الذين حققوا نتائج عالية يف ألعاب تتطلب حتمل جهود‬
‫طويلة‪ ،‬نسبة عالية كافية من األلياف الرسيعة –أ‪-‬ونسبة قليلة لأللياف الرسيعة –ب‪-‬يف‬
‫العضالت التي حتمل األمحال األساسية يف النشاط التدريبي والتنافيس‪ .‬يف الوقت ذاته‬
‫تالحظ يف العضالت التي حتمل أمحال هذه اللعبة الرياضية‪ ،‬حمتوى مقبول من األلياف‬
‫الرسيعة –ب‪-‬عىل سبيل املثال‪ ،‬عثر يف عضلة الساق لدى عداء مسافات طويلة عىل‬

‫‪81‬‬
‫‪ %6620‬من األلياف البطيئة‪ ،‬و ‪ % 2521‬من الرسيعة –أ‪-‬وفقط ‪ %020‬من األلياف‬
‫الرسيعة‪-‬ب‪-‬وعثر يف العضالت الدالية (الدلتا) هلؤالء الرياضيني أنفسهم وسطيا عىل‬
‫‪ %6523‬بطيئة و ‪ %0423‬رسيعة –أ‪ -‬و ‪ %0423‬رسيعة –أ‪-‬و ‪ %0624‬رسيعة –ب‪-‬‬
‫(جينسون كايزر ‪ .)0066‬ويعد هذا سبب وجيه لالعتقاد بأن اختفاء األلياف الرسيعة –‬
‫ب‪-‬هي جزء من استجابات اجلسم التكيفية يف أثناء تدريات التحمل‪.‬‬
‫هناك عالقة وثيقة بني مستوى الرسعة للرياضيني وكمية األلياف الرسيعة يف‬
‫العضالت الفاعلة (التي حتمل األمحال) عىل سبيل املثال‪ ،‬هناك عالقة متبادلة وثيقة بني‬
‫رسعة الركض يف املسافة وكمية األلياف الرسيعة‪ ،‬زيادة طول املسافة متعلق بانخفاض‬
‫هذه العالقة‪ .‬عند زيادة املسافة إىل ‪2111‬م‪ ،‬حيث زمن قطعها جتاوز لدى الذين شاركوا‬
‫يف االختبار ‪ 0‬دقائق‪ ،‬تكتسب العالقة طاب ًعا سلب ًيا‪ ،‬وذلك ألن وجود كمية من األلياف‬
‫الرسيعة يف العضالت املثقلة تؤثر سلبا عىل النتائج‪ .‬هبذه الصورة‪ ،‬نجد أن كمية األلياف‬
‫العضلية من نوع معني حتدد إىل حد كبري انجازات الرياضيني يف ألعاب رياضية خمتلفة‪،‬‬
‫لأللياف رسيعة االنقباض دور هام يف جهود الرسعة والرسعة املصحوبة بالقوة (ركض‬
‫‪011‬م والتزلج عىل اجلليد ‪011‬م والسباحة ‪01‬م وقفزات ألعاب القوى إلخ‪ )..‬يف‬
‫الركض مسافة ‪ 411‬و‪ 511‬م وسباحة ‪ 011‬و‪211‬م وغريها لأللياف الرسيعة دور هام‬
‫جدا والتي تلبي صفاهتا الوظيفية متطلبات فعالية النشاط التافيس يف هذه األلعاب‪.‬‬
‫النجاح يف األلعاب الرياضية للمسافات الطويلة حتدد إىل درجة كبرية بكمية األلياف‬
‫البطيئة‪.‬‬
‫بنية األنسجة العضلية تتعلق بشكل كبري بمؤهالت الريايض عىل سبيل املثال‪ ،‬لدى‬
‫الرباعني بمختلف مؤهالهتم تالحظ نس ًبا خمتلفة من األلياف الرسيعة‪ .‬ولدى رياضيني‬
‫من مستوى التأهيل املتدين عادة مثل هذه األلياف ال تتعدى نسبة ‪ %00-40‬والرياضيون‬
‫العامليون لدهيم نسبة أكرب من األلياف ‪( %61-61‬فوكارت وغريه ‪.)0054‬‬

‫‪84‬‬
‫التغريات يف األلياف العضلية حتت تأثري أمحال بتوجهات خمتلفة‬
‫لدى النوعني كليهام من األلياف العضلية صفات قد تتبدل يف أثناء عملية التدريب‪.‬‬
‫تزداد مقاييس وأحجام األلياف الرسيعة حتت تأثري تدريبات من النوع "االنفجاري" ويف‬
‫الوقت ذاته ترتفع من قدراهتا التحللية‪ ،‬يف أثناء تدريبات التحمل قد يزداد خمزون‬
‫املؤكسدات يف األلياف البطيئة ‪ 4-2‬مرات‪.‬‬
‫الكمية الوسطية للشعريات حول األلياف البطيئة والرسيعة –أ‪-‬تقدر بـ ‪ 4‬أما حول‬
‫األلياف الرسيعة‪ .3-‬لدى رياضيني من املستوى العايل واملشاركني يف مسابقات طويلة‪،‬‬
‫وجد "ى‪ .‬نيغارد (‪ ")0066‬يف العضالت الدالية للسباحني وعضلة الساق للعدائني‬
‫ألياف بطيئة كات تغذي كل منها ‪ 6-0‬شعريات‪ ،‬أثر التدريبات الشديدة بطابع هوائي أو‬
‫خمتلط –هوائي‪ -‬ال هوائي يتبني يف زيادة كمية الشعريات عىل األلياف العضلية أو عىل‬
‫ملميرت مربع من األنسجة العضلية‪ .‬وهنا تظهر آليتان‪ :‬زيادة كمية الشعريات؛ وإذا كانت‬
‫قدرات هذه اآللية مستنفذة أو غري كبرية فسيحدث انخفاض يف مقاسات األلياف‬
‫العضلية (هوبيلري ‪.)0001‬‬
‫فيام خيص موضوع أن التدريب الطويل والشديد بتوجه هوائي يؤدي إىل تغري تناسب‬
‫األلياف بمختلف أنواعها فإن ما يشهد عىل ذلك غري مبارش هي نتائج أبحاث كثرية‬
‫لرتكيبة األنسجة العضلية التي حتمل األمحال األساسية يف النشاط التدريبي والتنافيس‬
‫باملقارنة مع نسيج مل يتعرض للتمرين الفعال‪ ،‬عثر لدى اجلدافني وسباحي املسافات‬
‫لطويلة واملتوسطة يف عضالهتم الدالية عىل ‪ %61-61‬من األلياف البطيئة وأما يف عضلة‬
‫الفخذ العريضة فإن مثل هذه األلياف ال تزيد عن ‪ %61-40‬عند الدراجني (الطرق)‬
‫واملتزحلقني وعدائي املسافات الطويلة واملتوسطة فالصورة معاكسة حعثرت يف عضالت‬
‫الساق إىل حد ‪ %51-61‬وأكثر من االلياف البطيئة وأما يف العضالت الدالية وذات‬
‫الرؤوس الثالثة للكتف فإن كمية األلياف البطيئة لدى هؤالء ال تتعدى ‪.%61-01‬‬
‫األلياف البطيئة قابلة لتدرب الرسعة بشكل يسء جدا‪ ،‬هكذا‪ ،‬فإن الرياضيني الذين‬
‫حتوي عضالهتم كمية قليلة من األلياف الرسيعة يتأقلمون بشكل يسء مع جهود الرسعة‬
‫بعد تدريبات شديدة بطابع رسعة‪ ،‬عىل سبيل املثال‪ ،‬ارتفاع القفز إىل األعىل لدى‬

‫‪85‬‬
‫السباحني ال يزيد عن ‪ 01 -40‬سم يف الوقت الذي يكون نادرا ما تقل عن ‪ %61‬لدى‬
‫الرياضيني ممن لدهيم األلياف الرسيعة –أ‪-‬و –ب‪ -‬كبرية (كونسيلامن ‪.)0051‬‬
‫أبحاث مثرية لالهتامم تعكس البنية والقدرات الوظيفية وخصائص تكيف األلياف‬
‫العضلية بمختلف أنواعها‪ ،‬اجراها "شون وغريه ‪ ."0065‬حتليل بنية وتوزيع املتقدرات‬
‫وجسيامت الدهون املحايدة بمساعدة ميكروسكوب الكرتوين كشف بأنه تالحظ يف‬
‫االألياف الرسيعة –ب‪-‬أقل كمية من املتقدرات باملقارنة مع الرسيعة –أ‪-‬وخاصة‬
‫باملقارنة مع األلياف البطيئة‪ .‬جسيامت الدهون يف األلياف الرسيعة –ب‪-‬تغيب متاما ويف‬
‫الرسيعة –أ‪-‬قليلة واما يف البطيئة فموجودة بكميات كبرية جدا‪ .‬مل تالحظ لدى عدائي‬
‫مسافات طويلة مدربني جيدا باملقارنة مع طالب معهد ريايض‪ ،‬مل تالحظ يف أليافهم‬
‫الرسيعة –ب‪-‬فرو ًقا ملحوظة للمكونات املذكورة آنفا‪ .‬يف األلياف الرسيعة –أ‪-‬لدى‬
‫العدائني حمتوى املتقدرات وجسيامت الدهون يكون أكرب‪ ،‬يف األلياف البطيئة للعدائني‬
‫حصة املتقدرات املركزية كانت أعىل بمرتني وحصة املتقدرات املحيطة أعىل بثالث مرات‬
‫مما لدى طالب املعاهد الرياضية‪ .‬وعثر لدى العدائني زيادة يف كمية وحجم املتقدرات‬
‫وأيض ًا حمتوى أكرب جلسيامت الدهون املحايدة بثالث مرات‪ .‬وثبت لدهيم أيض ًا ترابط‬
‫إجيايب لكتلة املتقدرات مع مقادير االستهالك األقىص لألكسجني وترابط سلبي مع مقدار‬
‫الالكتات يف أثناء محوالت أعىل من القصوى‪ ،‬كل هذا يربهن حقيقة تأثري طابع النشاط‬
‫التنافيس والتدريبي الكبري عىل صفات األلياف العضلية املؤثرة جدا عىل قدراهتا الوظيفية‪.‬‬
‫جتب اإلشارة ونحن ندرس تضخم األلياف العضلية كواحد من أهم طرق تكيف‬
‫العضالت‪ ،‬أن تضخم األلياف البطيئة املرتبط قبل كل يشء بازدياد مقاسات الليفيات‬
‫العضلية وارتفاع كمية وكثافة املتقدرات يؤدي إىل زيادة الثقل النوعي يف الكتلة العضلية‬
‫لأللياف البطيئة وبدوره يؤدي إىل زيادة التحمل وانخفاض قدرات العضالت الرسيعة‪.‬‬
‫من جهة أخرى تضخم األلياف الرسيعة يؤدي زيادة ثقلها النوعي يف العضالت باملقارنة‬
‫مع األلياف البطيئة وتساهم بزيادة خمزوهنا الرسيع (دي فريس‪ ،‬هاوش‪،)0004 ،‬‬
‫وعندئذ‪ ،‬طابع احلموالت حيدد أية ألياف عضلية ستتعرض إىل تغريات كبرية‪ .‬طول‬
‫محوالت بشدة غري عالية نسبيا يؤدي غالبا إىل زيادة تكثف متقدرات األلياف البطيئة‬

‫‪86‬‬
‫واأللياف الرسيعة –أ‪ .-‬اجلهد الشديد املتقطع يساعد بشكل أسايس عىل ظهور التغريات‬
‫يف األلياف الرسيعة –ب‪( -‬دوويل وغريه ‪ ،0052‬فريو وغريه ‪.)0003‬‬
‫يرتبط تضخم العضالت بتغريات عديدة جتب اإلشارة منها إىل زيادة احتياطي‬
‫اخليوط النشيطة وخاصة خيوط امليوسني (أو امليوزين أو اخليوط السمكية‪ :‬وهي عبارة‬
‫عن عائلة كبرية من الربوتينات املحركة املوجودة يف أنسجة حقيقيات النوى وهلا دور كبري‬
‫يف حركة العضالت)‪ ،‬وازدياد كمية اخلاليا العضلية والشعريات الدموية يف األلياف‪.‬‬
‫تم االعتقاد فرتة طويلة بأن كمية األلياف العضلية يف كل عضلة مغروسة جينيا وال‬
‫تتغري خالل كل مراحل احلياة‪ ،‬لكن يف بعض الدراسات (غودز ‪ )0066 -0060‬تم‬
‫رشح إ مكانية فرط تنسج يف العضالت (فرط تنسج‪ :‬هو زيادة عدد اخلاليا يف عضو أو‬
‫نسيج يؤدي إىل زيادة حجمه بسبب زيادة يف محل العمل الوظيفي عىل العضو أو النسيج‪،‬‬
‫وحتفيز هرموين أو نقص كثافة النسيج ذاته) ردا عىل محوالت بدنية كبرية‪ .‬لكن وجود مثل‬
‫هذه الظاهرة تم جتاهلها عىل أساس جتارب أجريت عىل احليوانات (غولنيك وغريه‬
‫‪ ،0050‬يمسون وغريه ‪ )0050‬مع هذا‪ ،‬ظهرت يف األعوام األخرية براهني كثرية حول‬
‫حقيقة أن تدريبات القوة الشديدة الطويلة ال تؤدي فقط إىل تضخم األلياف العضلية بل‬
‫تؤدي إىل زيادة كميتها (ويلمور‪ ،‬كوستيل ‪ .)0004‬تدريبات القوة بأثقال كبرية وعدد‬
‫قليل من التكرار خالل عامني مل تؤد فقط إىل زيادة القوة العضلية وتضخم العضالت‬
‫وبل إىل زيادة مؤكدة (بنسبة ‪ )%0‬من الكمية العامة لأللياف العضلية (غونيا وغريه‬
‫‪ ،)0056‬امكانية عملية فرط تنسج لدى األشخاص كانت مقنعة إىل حد كاف يف أبحاث‬
‫بمشاركة رياضيي كامل األجسام (الرسون‪ ،‬تيتش ‪ ،0056‬تيترش ‪.)0002‬‬
‫إمكانية حتول نمط العضالت الظاهري واستحالة آلياف أحد األنواع إىل نوع آخر‬
‫تعترب مسألة مهمة للرياضة العملية‪.‬‬
‫البنية والقدرات الوظيفية لأللياف العضلية من خمتلف األنواع مرتبطة بخصائص‬
‫النبضات (الدفعات) العصبية التي حتدد فيام إذا كانت هذه األلياف لدهيا صفة انقباضية‬
‫رسيعة أو بطيئة‪ ،‬إذا حفزت األلياف الرسيعة عىل مبدأ النبض العصبي لأللياف البطيئة‬

‫‪87‬‬
‫فإنه سريتفع فيها نشاط الربوتينات املؤكسدة‪ .‬وبالعكس حتفيز األلياف البطيئة عىل مبدأ‬
‫األلياف الرسيعة يؤدي إىل زيادة فعالية اإلنزيام التحللية السكرية (نواث ‪.)0000‬‬
‫كشفت األبحاث عىل احليوانات أن تعصيب األلياف الرسيعة عن طريق نقل نبضات‬
‫كهربائية بمواصفات ترددية مناسبة لتعصيب األلياف البطيئة إىل األعصاب (بمساعدة‬
‫أقطاب كهربائية) يؤدي إىل تغري الصفات البنيوية والوظيفية لأللياف (براون وغريه‬
‫‪ .)0053‬تزداد كثافة الشعريات يف األلياف (هيدليكا ‪ ،)0051‬ويرتفع حمتوى امليوغلوبني‬
‫(بيث ‪ )0054‬مما يؤدي إىل تغري لون األلياف الشاحبة التي تصبح ذات لون أمحر ناصع‪.‬‬
‫قدرات األلياف التأكسدي ترتفع عىل حساب زيادة نشاط اإلنزيامت التي تؤكسد‬
‫املغذيات‪ ،‬بنفس الوقت‪ ،‬تنهك قدرات األلياف الالهوائية نظرا لتدين نشاط اإلنزيامت‬
‫املشاركة يف عملية حتليل للسكر (بوتشجيكر وغريه ‪.)0054‬‬
‫تالحظ أيضا‪ ،‬نتيجة تدريبات شديدة وطويلة موجهة لتطوير‪ ،‬تغريات كبرية بنيوية‬
‫ووظيفية لأللياف الرسيعة‪ .‬تذكرنا تغريات نشاط الطرق اهلوائية والالهوائية للتبادل‬
‫بالتحوالت االيضية (التمثل الغذائي) التي لوحظت نتيجة حتفيز اصطناعي للعضالت‪.‬‬
‫وتالحظ تغريات كبرية يف املتقدرات وتكثف شبكة الشعريات يف مكونات امليوسني‬
‫(غلرين وغريه ‪ ،)0053‬لكن إعادة الضبط التكيفي ملحوظ بشكل أقل مما هو يف تلك‬
‫ونظرا لذلك هناك رأي‬
‫ً‬ ‫احلاالت حني يتم تأمني حتفيز دائم (هوالد ‪ ،0052‬بيثي ‪.)0054‬‬
‫(هنريكسون ‪ )0002‬بأن قدرات األكسدة للعضالت املمرنة لرياضيني من املستوى‬
‫العايل خمتصني بالعاب تتطب مستوى عال من القدرات اهلوائية تقدر بـ ‪ %61-01‬فقط‬
‫من نسبة ما حتقق من املستوى نظريا‪.‬‬
‫من املعروف أن األلياف الرسيعة تستخدم يف وحدة زمنية طاقة أكرب بكثري مما‬
‫تستخدمه البطيئة‪ ،‬تأثري التدريبات اخلاصة التي نشاهدها يف حتول األلياف الرسيعة إىل‬
‫بطيئة هي نوع حمدد من التقنني الوظيفي ألنه ينشء الظروف لتنفيذ جهد طوويل برصف‬
‫طاقة أقل (سريتري وغريه ‪ .)0052‬لكن هذا التقنني مرتبط بتقليل كبري لرسعة االنقباض‪.‬‬
‫هبذه الصورة فإن تدريبات التحمل قادرة عىل زيادة كبرية يف قدرات الطريقة‬
‫املؤكسدة لتأمني الطاقة ليس لأللياف الرسيعة‪-‬أ‪-‬بل فقط لأللياف الرسيعة –ب‪.-‬‬

‫‪88‬‬
‫واألكثر من هذا‪ ،‬األلياف الرسيعة املتدربة عىل التحمل بقدراهتا املؤكسدة قد تفوق‬
‫مؤرشات األلياف البطيئة التي متيز اإلنسان غري املتدرب (ايسني وغريه ‪ ،0060‬يانسون‪،‬‬
‫كايزر ‪ .)0066‬أحجام جهد كبرية عىل التحمل قد تؤدي إىل حتول يف املقاطع العرضية‬
‫للعضالت‪ ،‬ومن الطبيعي أن هذه التغريات تؤدي إىل انخفاض شديد لقدرات العضالت‬
‫الرسيعة ويعتقد اخلرباء أن استشفاء العضالت الرسيعة ممكن عمل ًيا لكن صعب ويف‬
‫الوقت احلارض من غري املعروف أية وسائل تعترب أكثر فعالية (نوث ‪ .)0002‬إحدى‬
‫املشاكل األساسية إلعادة حتويل أنسجة العضالت رسيعة االنقباض إىل بطيئة هي أن‬
‫األلياف الرسيعة‪ ،‬بسبب السقف العايل لإلثارة‪ ،‬تشارك نادرا جدا وبصعوبة يف النشاط‬
‫العضيل اليومي والتدريبي اخلاص والتافيس (دوم وغريه ‪.)0050‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬ال يمن ألي تدريب خاص متعلق بتطوير التحمل أن حيدث يف األلياف‬
‫تغريات تتميز هبا ألياف بطيئة مدربة جيدا وأن الريايض الذي لديه كميات كبرية من‬
‫البطيئة يف ظروف مشاهبة سيتفوق يف املسافات الطويلة عىل الرياضيني الذين تقل لدهيم‬
‫كمية البطيئة‪.‬‬

‫‪89‬‬
90
‫الفصل الثالث‬

‫تكيف العضالت مع األمحال البدنية‬

‫‪ -‬توافق نشاط الوحدات احلركية‬


‫‪ -‬تكيف األنسجة العضمية والضامة‬
‫‪ -‬آلية تكيف األمحال التدريبية والتنافسية‬
‫‪ -‬تشكل التكيف حسب ختصص الرياضي وجنسه‬

‫‪91‬‬
‫تكيف العضالت مع األمحال البدنية‬
‫توافق نشاط الوحدات احلركية‬
‫اجلهد الفعال املوجه لتطوير القدرات الوظيفية للعضالت الذي متليه متطلبات‬
‫النشاط التدريبي والتنافيس يف خمتلف األلعاب الرياضية من املمكن حتقيقه عىل قاعدة‬
‫الفهم الدقيق آلليات التنظيم العصبي ونشاطه‪ ...‬تقوية فعالية جهد العضالت مرتبط‬
‫بتجنيد احلجم الالزم للوحدات احلركية وتقوية حتفيز االلياف العضلية التي كانت تعمل‪.‬‬
‫يف الوقت احلارض من املمكن اعتبار نظرية التجنيد املتتايل للوحدات احلركية الذي‬
‫يتوخى إرشاك رضوري يف جهد العصبونات احلركية الصغرية‪ ،‬وحدات حركية مناسبة‪،‬‬
‫نظرية مسلم هبا (معرتف هبا) فمع ازدياد شدة اجلهد يت تأمينها بإرشاك وحدات حركية‬
‫أكرب حجام‪.‬‬
‫هناك فروق كبرية بني الوحدات الصغرية والكبرية عىل سبيل املثال أكرب وحدة حركية‬
‫يف عضلة ساق اإلنسان قادرة عىل تصعيد اجلهد ب‪ 211‬مرة أكرب من أصغر الوحدات‪،‬‬
‫ولتقوية جهد العضالت بشكل عام تنشيط الوحدات احلركية األكرب مما يؤمن تصاعد يف‬
‫القوة أي حسب زيادة القوة العامة يتم تأمينها بكمية أقل من الوحدات بالطبع يف أثناء‬
‫جهود قاسية أو قريبة منها‪ ،‬حترشك وحدات حركية ال التسلسل وإنام حتنشط يف نفس الوقت‬
‫عمليا‪( .‬ايفارتس ‪)0054‬‬
‫حتفيد نتائج األبحاث بأن العامل املحدد للكمية واألنواع الالزمة الستخدام األلياف‬
‫هي مقادير املقاومة الرضورية حينظم الدماغ نشاط العضالت عىل مبدأ‪ :‬ما هي القوة التي‬
‫عىل العضلة تطويرها دون النظر إىل رسعة انقباضها‪ ،‬يمكن تفسري ذلك بأن األلياف‬
‫البطيئة قادرة عىل حتريك احللقات البيولوجية برسعة كبرية جدً ا (أكثر من ‪ 0111‬درجة يف‬
‫الثانية) ويكون فقط برشط وجود ظواهر قوة غري كبرية (كوستيل وغريه ‪ ،0051‬هاوش‬
‫‪.)0004‬‬
‫هبذه الصورة يتم إرشاك الوحدات احلركية بطيئة الرسعة أوال يف اجلهد ـ أي أصغر‬
‫أنواع الوحدات احلركية إذا كانت غري قادرة عىل تطوير القوة الالزمة يقوم الدماغ بتجنيد‬
‫الوحدات احلركية رسيعة االنقباض عىل سبيل املثال‪ ،‬يف أثناء السباحة البطيئة‪ ،‬القسم‬

‫‪91‬‬
‫األكرب من القوة املتحركة تكوهنا األلياف البطيئة الرسعة‪ ،‬مع نمو الرسعة واملستوى‬
‫الالزم البداء القوة‪ ،‬يتم إرشاك األلياف ـ ب ـ إىل جانب النوعني األولني حتريك القدمني‬
‫عىل دراجة كهربائية برسعة عالية ولكن دون أثقال يتم غالبا عىل حساب األلياف البطيئة‪،‬‬
‫والتحريك مع أثقال كبرية حترشك يف اجلهد كافة أنواع (الثالثة) من األلياف يف أثناء رسعة‬
‫عالية‪.‬‬
‫اختالفات مقادير سقف إثارة األلياف العضلية بمختلف أنواعها ححتدد تسلسل‬
‫إرشاكها يف النشاط العضيل الفعال‪ ،‬قد تؤمن مظاهر غري كبرية للقوة بوحدات حركية‬
‫لدهيا سقف متدين اإلثارة‪ .‬من أجل رفع إظهار القوة أو احلفاظ عىل القوة العضلية‬
‫املطلوبة طويال يتطلب إرشاك وحدات حركية بسقوف (عتبات) إثارة أعىل (توماس‬
‫وغريه ‪ ،0056‬كرينيل ‪ .)0001‬تشهد عىل تعلق جتنيد خمتلف أنواع األلياف العضلية‬
‫بشدة اجلهد‪ ،‬البيانات اخلاصة برصف اجلليكوجني العضيل يف األلياف العضلية‪ .‬يف أثناء‬
‫قيادة الدراجة بشدة غري عالية نسبيا (‪ )%61-41‬من أقىص استهالك لألكسجني كانت‬
‫األلياف البطيئة أكثرها نشاطا يف أثناء جهد بشدة عالية (‪ )%01‬فإن احلمل األسايس حتمله‬
‫األلياف البطيئة‪ .‬جرت العادة عىل اعتبار أن البطيئة والرسيعة –أ‪-‬ترشك بأعىل درجة يف‬
‫اجلهد حني تبل شدته ‪ %50-%51‬من االستهالك األقىص لألكسجني (ساتني‪ ،‬غولنيك‬
‫‪ .)0053‬يتطلب لتنشيط وأقىص لأللياف الرسيعة –ب‪-‬جهد ذو شدة أكرب (هنريكسون‬
‫‪ ،0002‬دى فريس‪ ،‬هاوش ‪.)0004‬‬
‫لكن هناك استئناءات يف املبادئ العامة‪ .‬يف أثناء نشاط عضيل إرادي أو أنعكايس‬
‫شديد ورسيع جدا قد يالحظ ترتيب عكيس‪ :‬الوحدات احلركية بسقف إثارة عايل قد‬
‫تنشط دون تفعيل الوحدات الصغرية بسقف أثرة متدين (سميث وغريه ‪.)0050‬‬
‫باإلضافة إىل ذلك قد يالحظ إمخاد طرح وحدات حركية بسقف متدين (ميال وغريه‬
‫‪.)0001‬‬
‫قد تعصب من خلية عصبية حركية واحدة بضعة مئات من األلياف العضلية ويف‬
‫الوقت ذاته‪ .‬لأللياف العضلية عادة هنايات عصبية خلوية خاصة هبا وخمتلطة أيض ًا‪ ،‬لذلك‬
‫النبض (الدافع) الذي يصل إىل األلياف ويشكل هذه الوحدة احلركية ويغطي أيض ًا‬

‫‪91‬‬
‫الوحدات احلركية القريبة منها والتي قد تبل أعدادها يف العضالت الكبرية عدة آالف‬
‫(إيفارس ‪ .)0054‬قدرة اإلنسان عىل متيز شدة انقباض العضالت عن طريق إرشاك أقل‬
‫عدد رضوري من الوحدات احلركية تعترب أهم استجابات تكيف العضالت وإىل حد كبري‬
‫حتدد التآزر الفعال داخل العضالت‪.‬‬
‫اجلهد العضيل الطويل يف حال التكيف الفعال مرتبط بارشاك متناوب ملختلف‬
‫الوحدات احلركية‪ ،‬يف أثناء تعب بعضها تنفذ األخرى وظائفها إذا سمح طابع اجلهد‬
‫بمثل هذا التعويض‪ ،‬وأما عند انخفاض قدرات كافة الوحدات احلركية املشاركة يف تنفيذ‬
‫جهد معني فإن احلفاظ عىل قدرة العمل مرتبطة بتقوية النبضات العصبية (زيمكني‬
‫‪ )0054‬تطور التعب ونفاذ احتياطي اجلليكوجني يف األلياف البطيئة يف أثناء عملية‬
‫اجلهد الطويل بشدة متدنية تتطلب من أجل االستمرار يف التامرين إرشاك فعال لأللياف‬
‫السيعة –أ‪-‬ويف قسمه اخلتامي األلياف الرسيعة –ب‪-‬أيض ًا (ويلمور‪ ،‬كوستيل ‪.)0004‬‬
‫واملهم أيض ًا‪ ،‬للنشاط التدريبي التنافيس يف خمتلف األلعاب الرياضية‪ ،‬استجابة‬
‫التكيف املرتبطة برفع قدرات اجلهاز العصبي املركزي عىل تعبئة الوحدات احلركية يف‬
‫العضالت‪.‬‬
‫يف أثناء تنفيذ بأثقال عالية قياسية أو قريبة منها يتسنى إرشاك كمية قياسية من‬
‫الوحدات احلركية يف اجلهد‪ ،‬ويعود ذلك قبل كل يشء إىل أنه يف أثناء االنقباض األرادي‪،‬‬
‫فإن ظهور القدرة يتعلق بمكونات األلياف العضلية املشاركة يف اجلهد وتكرار تنشيط‬
‫الوحدات احلركية‪ .‬كلام كانت أكثر كمية األلياف العضلية بمختلف أنواعها مشاركة يف‬
‫اجلهد كان أعىل تكرار شحنها وكلام ستكون مؤرشات القوة املتصاعدة أعىل (الوي وغريه‬
‫‪ ،0001‬موريناي ‪.)0000‬‬
‫مفعول التكيف الطويل عىل أمحال بدنية بطابع قوة يظهر يف زيادة حادة لكمية‬
‫الوحدات احلركية املشاركة يف اجلهد‪ .‬فلدى األشخاص غري املتدربني كمية الوحدات‬
‫التدريبية التي يمكن تعبئتها يف أثناء متارين قوى قصوى عادة ال تتجاوز ‪ %31-20‬أما‬
‫لدى املتدربني جيدا عىل محوالت القوة فإن نسبة الوحدات احلركية املشاركة يف اجلهد قد‬
‫تزيد عىل ‪ 01-51‬ويعتمد هذا عىل قاعدة تكيف اجلهاز العصبي املركزي املؤدي إىل زيادة‬

‫‪94‬‬
‫قدرات املراكز احلركية وتعبئة عدد أكرب من العصبونات احلركية وحتسني التآزر بني‬
‫العضالت (زيمكني ‪.)0054‬‬
‫حتسني التآزر بني العضالت هو التوجه اآلخر لتكيف العضالت املرتبط بتحسني‬
‫نشاط العضالت املتعارضة التي تؤمن تنفيذ حركة العضالت التآزرية املساعدة عىل تنفيذ‬
‫حركة العضالت املناهضة أيض ًا التي تعيق احلركة‪ ،‬التآزر العقالين لنشاط هذه املجموعة‬
‫من العضالت ال يؤمن فقط قوة عالية ورسعة انقباض ودقة تنفيذ احلركة بل وساهم يف‬
‫تقنني اجلهد‪.‬‬
‫تقنني اجلهد يف ذلك القسم املتعلق بنشاط العضالت املتعارضة مرتبط بمرونة‬
‫العضالت واحلركة يف املفاصل املطلوبةن عىل سبيل املثال‪ ،‬مرونة قليلة للعضالت‬
‫املناهضة تكبح كثريا حركات التلويح (بسيط اليدين عىل سبيل املثال) يف هناية احلركة مما‬
‫حخيفض مداها والتقنني (غامبيتا‪ .)0056‬تؤدي التدريبات املنتظمة إىل إزالة التوتر الزائد‬
‫للعضالت املناهضة يف أثناء تنفيذ خمتلف التامرين ويف نفس الوقت تأمني تآزر فعال‬
‫لنشاط العضالت التأزرية واملتعارضة لبلوغ األثر واملفعول النهائي املطلوب‪.‬‬
‫عالقة فاعلية التآزر ـ بني العضالت وداخلها مع التقنني اجلهد ومستوى املهارة ممكن‬
‫مالحظته يف الؤرشات نشاط عضالت رياضيني من خمتلف املؤهالت يف أثناء تنفيذ أمحال‬
‫عادية‪ :‬لدى رياضيني مؤهليني عالية لوحظ نشاط عضالت كهربائي أقل بكثري باملقارنة‬
‫مع رياضيني أقل تأهيال‪ .‬يف الوقت ذاته‪ ،‬يف أثناء تنفيذ أمحال قياسية تظهر لدى الرياضيني‬
‫من املستوى العايل نشا ًطا أعىل للعضالت املتعارضة والعضالت التآزرية باملقارنة مع‬
‫أشخاص مل يامرسوا الرياضة أو رياضيني من مؤهالت متدنية‪ ،‬فيام خيض العضالت‬
‫املناهضة تظهر عالقة عكسية كلام كان تأهيل الريايض أعىل كلام كان نشاط العضالت‬
‫أقل‪.‬‬
‫نتيجة إعادة بناء شاملة لآلليات التكوينية اجلسدية والبيوكيامئية والفيزيولوجية‬
‫املسامهة بفعالية يف تأقلم جسم اإلنسان مع جهد قوة‪ ،‬قد تزيد من قوة العضالت ب‪4-2‬‬
‫مرات (زيمكني ‪ )0054‬تكيف اجلس مع تدريبات القوة مشرتط بالتغريات يف العضالت‬
‫واجلهاز العصبي واألنسجة العظمية‪ .‬ازدياد القوة مرتبط بتضخم العضالت بزيادة كثافة‬

‫‪95‬‬
‫أيضا داخل اخللية وبتغريات تناسب االكتني وامليوزين (من عائلة‬
‫العنارص االنقباضية ً‬
‫الربوتينات ـ املؤلف) (بينامن ‪ )0061‬التبدالت الورفولوجية والوظيفية يف النظام‬
‫العصبي تتلخص بالدرجة األوىل بتغصن العصبونات الشبكية (العصبونات الشبكية يف‬
‫عني اإلنسان تستقبل إشارات الرؤية اآلتية من مستقبالت الضوء املؤلف) تغري النظام‬
‫العظمي مرتبط بزيادة تكثف العظام ومرونتها وتضخم النتؤات العظيمة يف أماكن تثبت‬
‫األوتار العضلية هذه التغريات تظهر بشكل خاص ووضوح لدى مماريس األلعاب‬
‫الرياضية املنصفة بالرسعة املصحوبة بالقوة رفع األثقال‪ ،‬الرماة‪ ،‬عدائي السربيرت‪ ،‬يف‬
‫الوقت ذاته لدى السباحني تالحظ تغريات كبرية للعظام باملقارنة مع غري املامرسني‬
‫للرياضة (ويستلني‪.)0061‬‬
‫تزداد القوة نتيجة تدريبات خاصة ب‪ 220-020‬مرات وأكثر من كتلة العضلة‬
‫(هوملان‪ ،‬هيتنجر ‪ )0051‬هناك آليتان مستقلتان نسبيا لزيادة القوة‪ ،‬اآللية األوىل مرتبطة‬
‫بالتغريات املورفورظيفية يف األنسجة العضلية ـ هي التضخم وربام فرط تنسج األلياف‬
‫العضلية‪ ،‬والثانية مرتبطة بتطوير قدرات النظام العصبي عىل تعبئة كمية أكرب من‬
‫الوحدات احلركية مما يؤدي إىل زيادة القوة دون زيادة حجم العضالت حيدث التضخم‬
‫بتتال مستمر يف تدريبات القوة وبعمليات تفتيت الربوتينات وختليق الربوتينات مع تفوق‬
‫التخليق تظهر تغريات التنظيم العصبي يف حتسن تزامن الوحدات احلركية (ميلز براون‬
‫وغريه ‪ )0060‬وتبدل تعاقب تعبئتها وارتفاع املستوى االقىص للتكامل‬
‫االلكرتوميوغرايف (االلكرتوميوغرايف هي براون وغريه ‪ )0060‬وتبدل تعاقب تعبئتها‬
‫وارتفاع املستوى االقيص للتكامل االلكرتوموغرايف ( االلكرتوموغرايف هي طريقة‬
‫تستخدم لتسجيل التيارات الناجتة عن العضالت اجلهود التي تظهر عىل مستوى‬
‫العضالت يمكن الكشف عنها بواسطة االقطاب السطحية أو داخل العضالت املؤلف)‬
‫هذه االستجابات العصبية للتكيف بالذات تؤمن زيادة ملموسة للقوة القصوى يف أثناء‬
‫زيادة غري كبرية يف الكتلة العضلية (سايل‪.)0002‬‬
‫جيب األخذ يف احلسبان أن خمتلف أنواع األلياف العضلية هلا سقوف خمتلفة لإلثارة‬
‫سقف األثارة األدين هو ‪ 00-01‬جيجاهرتز ـ موجود يف اللياف البطيئة ويؤمن جهد عىل‬
‫مستوى ‪ %20-21‬من القوة الساكنة القصوى زيادة ‪ %61‬من القوة الساكنة القصوى‬
‫‪96‬‬
‫حترشك يف اجلهد االلياف الرسيعة ومرتبطة بالرتدد‪ 40-21‬جيجا هرتز‪ ،‬أما ظواهر القوة‬
‫القياسية بحاجة إىل إرشاك يف اجلهد الكتلة العضلية كلها وتتطلب تردد‪61-40‬‬
‫جيجاهرتز ‪ -‬يتعلق سقف اإلثارة بحجم الوحدات احلركية أيض ًا‪ :‬كلام قلت الوحدات‬
‫احلركية كان سقف إثارهتا أدنى (غرين وغريه ‪ ،)0053‬ولذلك بالذات فإن التامرين مع‬
‫األثقال والتي تشكل ‪ %31-21‬من مستوى القوة القصوى ال تساعد فقط عىل تطوير‬
‫هذه الصفة‪ ،‬بل ال تسمح للرياضيني من مستويات مهارات القوة العالية يف احلفاظ عىل‬
‫املستوى الذي حققوه ساب ًقا‪ .‬السقف املحرج لإلثارة الذي يؤمن رفع القوة القصوى‬
‫لألشخاص غري املتدربني ترتاوح يف نطاق ‪ %61-01‬من القدرات املمكنة يف متارين مماثلة‬
‫من الطبيعي جدا أن يرتفع بشكل ملموس السقف املحرج لدى الرياضيني من مستويات‬
‫عالية‪.‬‬
‫مقدار وشكل القوة املطورة متعلق بتناسب وحجم األلياف الرسيعة والبطيئة يف‬
‫العضالت‪ .‬األلياف الرسيعة تؤمن مستوى قوة رسيعة‪ ،‬البطيئة تؤمن قوة سكونية‪ .‬إذا‬
‫كانت التناسب بني كمية األلياف الرسيعة والبطيئة مغروس والبطيئة مغروس جينيا‬
‫وتتعرض لتأثري ضعيف للتدريبات فإن تبدل حجم هذه أو تلك من األلياف ممكن تأمينه‬
‫بسهوله بتدريبات ذات توجه مناسب (كوستيل وغريه ‪.)0066‬‬
‫التضخم االنقائي لأللياف العضلية من خمتلف األنواع يؤدي إىل نمو وأشكال القوة‬
‫املناسبة‪ :‬تضخم البطيئة يؤدي قبل كل يشء إىل نمو القوة السكونية واأللياف البطيئة إىل‬
‫نمو القوة االنفجارية أو الرسعة (كوستيل وغريه ‪ ،0051‬كاونسيلامن ‪.)0051‬‬
‫حيدد تضخم خمتلف أشكال األلياف العضلية بمنهج التدريب‪ ،‬األلياف العضلية‬
‫الرسيعة تتضخم قبل كل يشء حتت تأثري متارين تتطلب إظهار القوة الرسيعة‪ .‬يف أثناء‬
‫اجلهد السكوين فإن تضخمها حيدث فقط يف حالة توجهات قصوى ممكنة بشدهتا وطوهلا‪،‬‬
‫خضعت لفحوصات جمهرية عضالت رياضيي كامل األجسام الذين استخدموا يف‬
‫ً‬
‫أثقاال صغرية مع الكثري من التكرار ورسعة حركة غري كبرية‪ .‬اكتشف أن‬ ‫التدريبات‬
‫األلياف البطيئة تضخمت يف الوقت الذي مل يتغري حجم الرسيعة‪ ،‬وبالعكس‪ ،‬استخدام‬
‫أثقال كبرية مع تكرار قليل ورسعة عالية للحركات يؤدي إىل تضخم انتقائي لأللياف‬

‫‪97‬‬
‫الرسيعة وأما حجم البطيئة فيبقى دون تغريات ملموسة (كاوسيلامن ‪ ،0051‬تيش‬
‫‪.)0002‬‬
‫تكيف العضالت الطويل يف أثناء محوالت قوة قياسية أو قريب من قياسية‪ ،‬املؤدية إىل‬
‫نمو القوة مرتبط بتضخم كبري للعضالت وخاصة األلياف الرسيعة مما يؤدي إىل زيادة‬
‫واضحة يف مساحتها يف املقطع العريض لألنسجة العضلية (تيش‪ ،‬كارلسون ‪ ،)0054‬يف‬
‫أثناء هذه األمحال‪ ،‬ال تالحظ تغريات ملموسة للتوعية الدموية يف العضالت وال تتغري‬
‫قوة أنظمة املتقدرات يف العضالت‪ .‬وحيدث يف الوقت ذاته إعادة بناء أيض الطاقة (متثيل‬
‫غذائي هلا) لأللياف العضلية باجتاه زيادة قوة نظام إعادة ختليق حتلل السكر (هوملن‬
‫وهيتنجر ‪.)0051‬‬
‫تساعد خمتلف التامرين عىل تضخم األلياف الرسيعة‪ :‬استخدام أثقال إضافية أو منفذة‬
‫باستخدام أجهزة خاصة وتأثريات هادفة يف أثناء املصارعة والرضبات (مرضب)‪،‬‬
‫واالستخدام مرة أخرى للقدم والرميات يف كرة اليد واملاء ورمي املطرقة والكلة والعدو‬
‫الرسيع وبداية انطالقة السباحة‪.‬‬
‫من املهم األخذ يف احلسبان أن القوة املتسبة بمساعدة متارين برسعات حركية عالية‬
‫(‪ 0111‬درجة) له حتول إىل رسعة أقل (كاونسيلامن ‪ )0051‬يف الوقت الذي ال متلك فيه‬
‫القوة املتطورة باستخدام متارين برسعة منخفضة حتول إىل نشاط حركي منفذ برسعة عالية‬
‫(بيس‪ ،‬ويلمور ‪ ،0066‬بالنونوف‪ ،‬بوالتوفا ‪ .)0000‬يف الوقت ذاته‪ ،‬يف أثناء تدريبات‬
‫بحركات رسيعة عالية يالحظ انخفاض كبري باألنسجة الدهنية باملقارنة مع متدريبات‬
‫برسعات متدنية (فالك ‪.)0051‬‬
‫واكتشف يف أبحاث خاصة أن نمو صفات القوة خالل األيام األوىل من التدريب‬
‫مرتبط بتحسني التآزر – بني العضالت وداخلها‪ -‬مما يستدعى إرشاك كمية كبرية من‬
‫الوحدات احلركية يف اجلهد وأمثلة جهد العضالت التآزرية وإزالة تعصيب العضالت‬
‫املناهضة‪ ،‬وهنا ومن بني العضالت التآزرية التي حتمل احلمل األسايس هي تلك‬
‫العضالت القادرة عىل تأمني تنفيذ احلركة املطلوبة بفعالية أكرب مع األخذ يف احلسبان‬
‫توجه احلركة (كوزنيتسوف ‪.)0061‬‬

‫‪98‬‬
‫تكيف األنسجة العظمية والضامة‬
‫حتدث أمحال الرياضة املعارصة‪ ،‬إعادة بناء تكيفي كبري لألنسجة الضامة الليفية‬
‫والظمية‪ ،‬األبحاث املعمقة إلعادة البناء التكيفي للنسيج الضام حتت تأثري عوامل خمتلفة‬
‫بدأت جتري يف األعوام العرشة األخرية لالعتقاد بأن األنسجة العظمية وخاصة الضامة‬
‫الليفية غري قابلة للتكيف‪ ،‬لكن يف الوقت احلارض أثبت بأن العظام واألوتار واألربطة‬
‫حساسة جدا أمام محوالت آلية (ميكانيكية) وتستجيب هلا بتغريات وظيفية بنيوية مناسبة‪.‬‬
‫متيز يف بنية النسيج العضيل مكونات سائلية وعضوية ومعدنية‪ .‬املعدنية (بلورات‪،‬‬
‫كالسيوم اهليدرواباتيت (اهليدرواباتيت هو فوسفات كالسيوم طبيعي يستخدم كمصدر‬
‫للفوسفور ومحض الفووسفوريك) وتبل حوايل ‪ %01‬من حجم العظم العام ويؤمن‬
‫صلبته‪ ،‬العضوية وتبل ‪ %41‬من حجم العظم (أغلبها كوالجني حوايل ‪( )%01‬كوالجني‬
‫أي صم باالغريقية هو الربوتني الرئييس يف األنسجة الضامة يف العضالت واجللد‬
‫واألربطة والغضاريف والعظام واألنسجة ‪ -‬املؤلف) وتؤمن مرونتها‪ .‬الباقي ‪ %01‬تكون‬
‫من القنوات الوعائية واحليز اخلليوي‪.‬‬
‫املحتوى املعدين يميز العظم عن األنسجة الضامة اآلخر وخاصة األربطة واألوتار‬
‫التي تعترب أنسجة ليفية مكثفة مؤلفة بشكل أسايس من الكوالجني‪ :‬الوتر –هو رشيط‬
‫كوالجيني أبيض يربط العضالت بالعظام وتقل خالله قوة االنقباض العضيل إىل النظام‬
‫العضيل‪ .‬ومهم قدرة الروابط عىل تأمني إظهار قوة إضافية عىل حساب صفاهتا املرونية‬
‫التي تظهر يف حاالت الشد العضيل التمهيدي القيايس أو القريب منه (ستاون‬
‫‪)0000‬جيري ربط الوتر مع العظم عن طريق االنتقال التدرجيي من الوتر إىل الغرضوف‬
‫املليف ومن ثم إىل الغرضوف املعدن والعظم االلياف الكوالجينية للوتر قد حختتلط أيض ًا‬
‫بشكل مبارش مع األلياف الكوالجينية لغشاء العظم‪ .‬يتم دمج الوتر إىل العضالت عن‬
‫طريق التشبيك وهو مكب معقد ذو عدة طبقات تشكل من خيوط االكتني للساركومري‬
‫(القسم العضيل) (ويوجد يف الليفة العضلية للعضالت اهليكلية املخططة والعضالت‬
‫القلبية) واأللياف الكوالجينية للوتر (أوفالية ‪ )0056‬ومثري لالهتامم أن االلياف البطيئة‬
‫هلا سطح تشابكي كبري جدا باملقارنة مع األلياف الرسيعة (تيديال‪ ،‬وانييل‪.)0056‬‬

‫‪99‬‬
‫الروابط التي هي حزمة الياف كوالجينية وتربط العظام القريبة وقد تكون خارجية‬
‫وداخلية بالنسبة إىل الكبسولة املفصلية‪.‬‬
‫يف الوقت احلارض ال يمكن احلديث بثقة عن اآلليات املحددة لقدرات النظام‬
‫واألنسجة املليفة الضامة إلعادة البناء حتت تأثري العوامل اخلارجية والداخلية‪ .‬لكن توفر‬
‫مثل هذه اآلليات ونتائجها عىل شكل تغريات ملموسة يف هيكلية ووظائف العظام‬
‫والروابط واألوتار ال شك فيها‪.‬‬
‫تكيف األنسجة الضامة العظمية والليمفاوية قد ححيددها خمتلف العوامل‪ :‬غذائية‬
‫وهرمونية ووظيفية عىل سبيل املثال املعادن والفتيامينات تساعد عىل ترسيب املعادن يف‬
‫العظام وترفع من كثافتها (ستاون‪ )0000‬التأثري الكبري عىل مكونات األنسجة الضامة‬
‫ححتدثها املنشطات (وود وغريه ‪ )0055‬لكن التأثري الرئييس عىل تكيف األنسجة العظمية‬
‫والليمفاوية حتدثها احلموالت البدنية ذات طابع وتوجه معني‪.‬‬
‫تعترب األمحال البدنية العامل األسايس املحدد لزيادة الكتلة العظمية لدى الناس‪.‬‬
‫درجة تكيف النسيج العظمي تتواجد بشكل طبيعي يف نطاقات حمددة جينيا ومتعلقة‬
‫مبارشة بمقادير احلموالت (النيون‪ )0056‬من مكونات األمحال املساعدة عىل زيادة‬
‫كثافة املعادن يف العظام هي بشكل أسايس مقادير األثقال‪ .‬عىل سبيل املثال‪ ،‬أثبت عن‬
‫طريق التجارب (كونري‪ ،‬وغريه‪ )0006‬بأن تكيف الكتلة العظمية للرباعني الناشئني‬
‫بنسبة ‪( %30-31‬حسب املقطع الترشحيي وخصائص الريايض الفردية) مرتبط بالقوة‬
‫املطورة يف أثناء تنفيذ التامرين‪ ،‬احلصة الباقية يمكن تفسريها بعوامل عديدة ابتدا ًءا من‬
‫اخلصائص اجلينية وانتها ًءا بعدم قدرة متارين القوة املتبعة بالتأثري الفعال عىل أقسام معينة‬
‫من العظام‪.‬‬
‫حعثر عىل فروق يف املكون املعدين وكثافة وكتلة عظام األطراف املهيمنة باملقارنة مع‬
‫غري املهيمنة (مونتيه وغريه‪ )0051‬ويظهر ذلك يف أن عظام األطراف املهيمنة هلا كتلة‬
‫كبرية وكثيفة املعادن (ويلياميس وغريه‪.)0054‬‬
‫عموما‪ ،‬جتب اإلشارة إىل أن ارتفاع مستوى كثافة األعضاء يالحظ يف تلك املقاطع‬
‫من اهليكل العظمي التي تتعرض لتأثري ميكانيكي أكرب شدة‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫إن كثافة العظام ححتدد إىل حد كبري بمؤهل الرياضيني وخاصة النشاط التدريبي‬
‫والتنافيس يف خمتلف األلعاب الرياضية ويالحظ لدى الرياضيني ذوي املستوى العايل‬
‫ارتفاع تكثيف العظام باملقارنة مع متوسطي التأهيل وخاصة األشخاص الذين مل يامرسوا‬
‫الرياضة‪ ،‬رياضيو القوة املصحوبة بالرسعة‪ ،‬املصارعة احلرة والرومانية هلم مؤرشات أعىل‬
‫مؤكدة لكثافة العظام باملقارنة مع رياضيني خمتصني برياضات دورية وألعاب مجاعية‬
‫وتآزرية معقدة‪.‬‬
‫يؤدي حجم جهد كبري عىل التحمل إىل انخفاض تكثيف العظام (ميشيل وغريع‬
‫‪ )0050‬ويالحظ تكثيف متدن خاصة لدى السباحني ملسافات طويلة وليس ذلك فقط‬
‫حجم جهد كبري ذي طابع هوائي وخاصية انتقاء السباحني القادرين عىل حتقيق نتائج‬
‫عالية عىل مسافات طويلة‪ ،‬بل خلاصية الوسط املائي الذي حخيفض بحدة احلموالت عىل‬
‫اجلهاز احلركي‪.‬‬
‫ليس كل محل يؤدي إىل بناء تكيفي لألنسجة العظمية والليمفاوية الضامة أمحال زائدة‬
‫كبريا جدا‪ ،‬قد يؤدي إىل إصابات حتدث نتيجة‬‫بمقدارها ومدهتا قد ححتدث تشو ًيا وظيف ًيا ً‬
‫إرهاق ملرة واحدة أو بسبب تعب متطور (كارتر‪ ،‬كالريي‪ )0050‬يف أثناء محوالت غري‬
‫كبرية فإن التشويه الوظيفي غري كاف لتطور استجابات العظام التكيفية واألوتار‬
‫واألربطة‪ ،‬ومن املهم أيض ًا أن األنسجة العظمية والليمفاوية الضامة تبدي ال حساسية‬
‫حلموالت ساكنة التي تعترب ال فائدة منها لرفع قدراهتا الوظيفية (روبني‪ ،‬النيون‪،‬‬
‫زبرينيك‪ ،‬لويتس‪ )0000‬ومع ذلك جيب األخذ يف احلسبان أن مقدار األثقال يف أثناء‬
‫تنفيذ خمتلف التامرين وشدة جهد العضالت تعترب من العوامل التي تؤمن توفر حافز كاف‬
‫لتكيف العظام والروابط واألوتار‪ ،‬عند وجود مثريات قوة فعالة فإن تبدالت األقلمة‬
‫للكتلة العظمية ال تزال تتطور ببطئ أكثر مما هو عليه يف العضالت اهليكلية‪ ،‬مع هذا فإن‬
‫تدريبات قوة شديدة لعدة سنوات‪ ،‬التي متيز عىل سبيل املثال‪ ،‬إعداد الرباعني قادرة عىل‬
‫إحداث تغريات كبرية يف األنسجة العظمية (ستاون‪.)0002‬‬

‫‪101‬‬
‫حثبت أن لدى الناشئني املؤهلني يف رفع األثقال (أعامرهم وسطيا ‪ 06‬سنة) تكثف‬
‫معادن العظام تفوق بكثري ليس فقط مؤرشات املختربين من نفس السن وعظام غري‬
‫ناضجة‪ ،‬بل ومؤرشات رجال كبار السن بكتلة عظام ناضجة جدول‪04‬‬
‫(اجلدول ‪ 14‬مؤرشات كثافة املعادن يف العمود الفقري القطني وعظام الورك (الفخذ)‪.‬‬
‫(كونروي وغريه‪.)1996‬‬

‫نسبة باملائة باملقارنة‬ ‫نسبة باملائة باملقارنة مع‬ ‫كثافة معادن العظم‪ ،‬جرام‪/‬سم‪1‬‬
‫مع مؤرشات‬ ‫مؤرشات شخص‬ ‫املقطع الترشحيي‬
‫خمتربون‬ ‫رياضيون‬
‫املختربين‬ ‫متوسط العمر‬

‫‪-0216‬‬ ‫‪-0240‬‬ ‫العمود الفقري‬


‫‪033‬‬ ‫‪003‬‬
‫‪1220+‬‬ ‫**‬
‫‪1221+‬‬ ‫القطني‬

‫‪-0210‬‬ ‫‪-0231‬‬ ‫مفصل عظمة‬


‫‪024‬‬ ‫‪030‬‬
‫‪1202+‬‬ ‫**‬
‫‪1200+‬‬ ‫الفخذ‬

‫‪-1250‬‬ ‫‪-0210‬‬ ‫املدور الكبري خلط‬


‫‪005‬‬ ‫ـــ‬
‫‪1202+‬‬ ‫‪1203+‬‬
‫*‬
‫عظم الفخذ اخلشن‬

‫‪-1200‬‬ ‫‪-0226‬‬ ‫مثلث العجز‬


‫‪026‬‬ ‫ـــ‬
‫‪1206+‬‬ ‫‪1221+‬‬
‫*‬

‫مؤرشات‪ :‬تتطابق مع بيانات املختربين** تتطابق مع بيانات رجال بأعامر متوسطة‬

‫واكتشف أيض ًا العالقة املتبادلة الوثيقة بني قدرات قوة عضالت الورك والظهر‬
‫واألطراف السفلية التي تنشء قوة وكثافة املعادن يف اجلزء املركزي لعظام الورك والعمود‬
‫الفقري القطني‪ ،‬وما يثري االهتامم أن كتلة اجلسم الصافية للرباعني الناشئني حتظهر عالقة‬
‫وثيقة بكثافة معادن العظام (اجلدول‪.)00‬‬

‫‪101‬‬
‫(اجلدول ‪ 15‬درجة العالقة املتبادلة بني كثافة معادن العظم يف خمتلف املقاطع واملتغريات‬
‫لدي الرباعني الناشئني (كونروي وغريه‪)1996‬‬
‫ارتكاز‬ ‫الكتلة الصافية‬ ‫كتلة‬
‫املجموع‬ ‫نرت‬ ‫خطف‬ ‫املتغريات‬
‫قرفصة‬ ‫للجسم‬ ‫اجلسم‬

‫‪1260‬‬ ‫‪1262‬‬ ‫‪1263‬‬ ‫‪1264‬‬ ‫‪1206‬‬ ‫‪1204‬‬ ‫العمود الفقري‬


‫القطني‬
‫‪1263‬‬ ‫‪1263‬‬ ‫‪1200‬‬ ‫‪1245‬‬ ‫‪1240‬‬ ‫مفصل عظمة‬
‫الفخذ‬
‫‪1264‬‬ ‫‪1260‬‬ ‫‪1266‬‬ ‫‪1206‬‬ ‫‪1246‬‬ ‫‪1246‬‬ ‫املدور الكبري‬
‫خلط عظم‬
‫الفخذ اخلشن‬
‫‪1204‬‬ ‫‪1201‬‬ ‫‪1205‬‬ ‫‪1230‬‬ ‫‪1220‬‬ ‫‪1226‬‬ ‫مثلث العجز‬

‫ويعترب هذا إثبا ًتا غري مبارش للتعلق الشديد إلعادة البناء التكيفي للعظام بكتلة وقوة‬
‫العضالت ألن هذه الصفات هي التي حتدد الكتلة العضلية عىل العظام عن طريق القوة‬
‫التي حتدثها العضالت املنقبضة‪.‬‬
‫كبريا عىل كثافة العظام‬ ‫واكتشف أن أمحال القوة يف سن الطفولة واملراهقة ححتدث ً‬
‫تأثريا ً‬
‫يف سن النضوج (ماك كواله وغريه ‪ )0001‬العظام الشابة حساسة أيض ًا جتاه محوالت‬
‫خارجية وتستجيب هلا بزيادة شديدة لكثافة املعادن (النيون ‪ )0056‬مما يدفع إىل اقرتاح‬
‫استخدام متارين قوة هبدف تكيف الكتلة العظمية يف سن املراهقة (كونري وغريه‪.)0006‬‬
‫كبريا جلهد قوة شديد قادر عىل إيقاف نمو عظام طويلة‬
‫حجام ً‬
‫ً‬ ‫لكن جيب أن نتذكر أن‬
‫وتؤثر سلبا عىل آفاق الرياضيني الناشئني املستقبلية يف أغلب األلعاب الرياضية (ماتسودا‬
‫وغريه‪ )0056‬وتؤثر سلبا عىل الصفات الديناميكية للعظام وأيض ًا األوتار والروابط‬
‫(كارتر‪.)0054‬‬

‫‪101‬‬
‫تكيف األوتار والروابط مع محوالت بدنية يشمل كمية كبرية ملختلف التغريات ذات‬
‫الطابع التكويني اجلسدي والبيوكيميائي‪ .‬جهد طويل عىل التحمل يساعد عىل تكثيف‬
‫إعادة إنشاء الكوالجني يف األوتار (ستاون‪.)0002‬‬
‫إن تدريبات القوة مع أثقال كبرية تساعد عىل زيادة حمتوى الكوالجني يف الروابط‬
‫وحمتواه العام يف غشاء األنسجة الضامة للعضالت التي ححتدد كثريا قوة التقلص العضيل‬
‫كوهنا هيكل لنقل القوة العضلية إىل األوتار والروابط (فليك‪ ،‬فالكيل‪.)0056‬‬
‫والنتيجة اهلامة الستخدام متارين قوة هي أيض ًا زيادة قوة التوتر يف األوتار ويف‬
‫العنارص االنتقالية "عظام ـ أوتار"‪" ،‬عظام ـ روابط" عضالت ـ أوتار" (ستاون‪)0002‬‬
‫متارين القوة املنفذة بمدى أقىص ومساعد عىل تطوير متزامن لصفات القوة واملرونة تعترب‬
‫فعالة لزيادة طول ومتدد األوتار وتراكم وزيادة القوة عىل حساب استخدام الصفات املرنة‬
‫لألوتار والنسيج الضام لغشاء العضالت‪.‬‬
‫آلية تكيف األمحال التدريبية والتنافسية‪:‬‬
‫اجلريات الفعال لعمليات األقلمة يف جسم الريايض وفق متطلبات لعبة رياضية‬
‫معينة ممكن يف حال إذا سمح تنظيم عملية التدريب‪ ،‬بتعقيد واضح لربامج التدريب يف‬
‫كل مرحلة الحقة لإلعداد طويل األمد ويف كل عام قادم أو دورة تدريبية كربى‪ ،‬فهناك‬
‫توجهات أساسية لتصعيب عملية اإلعداد‪:‬‬
‫‪-0‬زيادة جمموع حجم اجلهد التدريب والتنافيس املنفذ خالل العام أو الدورة الكربى‪.‬‬
‫‪-2‬زيادة شدة العملية التدريبية‪.‬‬
‫‪-3‬تبديل توجه عملية التدريب وزيادة حصة وسائل املؤثرات اخلصوصية يف احلجم العام‬
‫للجهد التدريبي‪.‬‬
‫‪-4‬استخدام عوامل خارج التدريب وخارج املنافسات تزيد من املتطلبات عىل جسم‬
‫الريايض‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫تطبق إمكانيات التوجه األول املشار إليه عن طريق زيادة الصفات الكمية العديدة‬
‫لعملية التدريب‪ :‬حجم اجلهد املنفذ (بالساعات والكليومرتات) أيام الوحدات التدريبية‬
‫واملسابقات والكمية العامة للوحدات التدريبية وعدد املشاركات التنافسية وغريها‪.‬‬
‫التوجه الثاين يدعو إىل نمو حصة اجلهد الشديد بحجمه العام وتغري تناسب‬
‫احلموالت التدريبية والتنافسية باجتاه زيادة حصة األخرية وزيادة عدد الوحدات التدريبية‬
‫الرسيعة (بأحجام محوالت كبرية) ودورات قصرية ومتوسطة وزيادة التوتر النفيس يف‬
‫العملية التدريبية وإنشاء جو تنافيس واملنافسة القاسية يف كل وحدة وغريها‪.‬‬
‫التوجه الثالث مرتبط بتغريات توجه العملية التدريبية وفق قابلية جسم الريايض عىل‬
‫تطوير صفات بدنية معينة وحتسني قدرات خمتلف األعضاء واألنظمة يف سن معينة وأيض ًا‬
‫نظرا الستنفاذ القدرات التكيفية املغروسة جينيا فيام خيص تطوير بعض الصفات‬
‫ً‬
‫واملهارات‪.‬‬
‫توجد يف إطار هذا التوجه أيض ًا زيادة يف حصة وسائل التأثري اخلصوصية من مرحلة‬
‫إىل أخرى لإلعداد طويل األمد‪ ،‬من احلجم العام للجهد التدريبي عن طريق زيادة حجم‬
‫التدريبات التحضريية والتنافسية وازدياد حجم جهد موجه لتحسني جمموعة صفات‬
‫تؤمن مستوى املنجزات الرياضية‪.‬‬
‫األساس املوضوعي لتطبيق هذا التوجه هو القانون الذي نقل وفقه (مع نمو املهارات‬
‫الرياضية) العالقة بني مستوى اإلنجاز الريايض وقدرات جسم الريايض الوظيفية غري‬
‫اخلصوصية للنشاط التنافيس يف لعبة رياضية معينة يف الوقت ذاته هذه العالقة تزداد‬
‫بالنسبة للقدرات اخلاصة‪.‬‬
‫إمكانيات التوجه الرابع تطبق عن طريق خلق ظروف لتعبئة تامة لالحتياطيات‬
‫للجسم يف أثناء عملية التدريب كعامل حتفيز للعمليات التكيفية‪ ،‬وتستخدم هلذا الغرض‬
‫خمتلف األجهزة مع نظام إجباري لتعبئة قدرات أنظمة اجلسم العضلية وغريها والتدريب‬
‫يف ظروف املرتفعات املتوسطة والعالية وغريها‪..‬‬

‫‪105‬‬
‫وترية نمو مهارات الريايض واملستوى األقىص إلنجازاهتم وطول مشاركاهتم عىل‬
‫مستوى عال متعلق إىل حد أقىص بكيفية استخدام إمكانيات التوجهات املذكورة عىل‬
‫خمتلف مراحل إعداد طويل األمد‪.‬‬
‫تنعقد إىل حد كبري برجمة احلموالت التدريبية والتنافسية يف أثناء عملية التدريب‬
‫طويل بسبب رضورة األخذ باحلسبان قابلية الريايض القطرية لتشكيل خمتلف جوانب‬
‫املهارات الرياضية‪ ،‬لكن يف غريها من احلاالت‪ ،‬فإن استخدام أقىص لطرق تصعيب‬
‫العملية التدريبية يف العمل مع رياضيني ناشئني مل يبلغوا بعد املنطقة العمرية املثالية‬
‫لتحقيق أعىل النتائج يؤدي إىل فقدان كبري جدا للمواهب الرياضية‪.‬‬
‫ترسيع العمليات التكيفية للناشئني باتباع أبعاد قصوى للحموالت التدريبية‬
‫وا لتنافسية كام هو لدى رياضيني كبار السن نتائجهم مرموقة‪ ،‬يقطع الطريق أمام نمو‬
‫املهارات الرياضية وتفتح كامل للقدرات الفردية‪ ،‬نجد هنا أسبا ًبا عديدة‪ :‬قبل كل يشء‬
‫ازدياد شديد من خطر فرط التكيف وفرط توتر أنظمة اجلسم الوظيفية األساسية املؤدية‬
‫إىل تغريات ما قبل مرضية أو مرضية يف خمتلف األعضاء واألنسجة (ديمبو ‪،0064‬‬
‫دوشانني‪ ،0065‬اسرتاند‪ ،0002‬كوستيل وويلمور‪ )0004‬وما ال يقل أمهية هو أن‬
‫املوارد التكيفية جلسم الريايض مغروسة جينيا وحتى أكثر الرياضيني موهبة قادرون عىل‬
‫حتمل محوالت تدريبية وتنافسية متناهية واالستجابة هلذه احلموالت عن طريق إعادة بناء‬
‫هيكلية ووظيفية مناسبة يف األعضاء واألنسجة‪ ،‬ملدة ال تزيد عن أكثر من ‪ 4-2‬سنوات‬
‫استخدام أكثر احلوافز التدريبية قوة يف تدريبات الناشئني يؤدي إىل تكيف رسيع ومعها‬
‫استنفاذ قدرات اجلسم النامي التكيفية‪ ،‬من بني األسباب التي تؤثر بشدة عىل مستقل‬
‫الرياضيني الناشئني الذين حتملوا محوالت عالية يف سن املراهقة‪ ،‬ارتفاع عدد اإلصابات‬
‫يف اجلهاز احلركي الذي مل ينم بشكل كاف وإخفاقات نفسية عصبية تعرضوا هلا يف مرحلة‬
‫البلوغ اجلنيس حتى من دون محوالت ضخمة (كولتشينسكايا ‪ ،0063‬ساخنوفسكي‬
‫‪.)0056‬‬
‫لتشكل تكيف طويل فعال عن طريق برجمة عقالنية لتوجهات احلموالت التدريبية يف‬
‫مراحل اإلعداد طويل األمد كافة لتلبية املتطلبات اخلصوصية للنشاط التنافيس الفعال‬

‫‪106‬‬
‫أمهية كربى‪ .‬إذا كان توجه عملية التدريب يف املراحل األساسية لإلعداد طويل األمد‬
‫(املرحلة القاعدية التمهيدية واألساسية اخلاصة) حيبني دون األخذ يف احلسبان املتطلبات‬
‫التي بفرضها النشاط التنافيس الفعال عىل خمتلف اجلسم الوظيفية‪ ،‬فإن هذا يصبح عائ ًقا‬
‫أمام حتقيق مهارات رياضية عالية‪.‬‬
‫والدليل عىل ذلك‪ ،‬تلك األفكار املعروفة الداعية إىل رضورة تنفيذ أحجام جهد كبرية‬
‫بتوجه هوائي ححيفز تكيف أنظمة نقل األكسجني وأنظمة استهالك األكسجني يف السنوات‬
‫األوىل من اإلعداد طويل األمد‪.‬‬
‫كشفت خربة السنوات األخرية أنه إذا كانت القدرات اهلوائية حتد من مستوى‬
‫اإلنجازات الرياضية يف اللعبة الرياضية املطلوبة فإن هذا التوجه للحموالت يف املراحل‬
‫املبكرة للتطوير طويل األمد يمكن تربيره‪ ،‬ألنه ينشء القاعدة الالزمة لإلعداد اخلاص‬
‫الالحق‪ ..‬وإذا مل حيد من ذلك (عىل سبيل املثال يف رياضات الرسعة املصحوبة بالقوة‬
‫واملسافات القصرية يف األلعاب الدورية) فإن اجلهد الكبري بتوجه هوائي‪ ،‬قادرة عىل‬
‫تكيف غري طبيعي للجسم أوله اجلهاز العصبي العضيل حيضيق إىل حد كبري من قدرات‬
‫نمو املهارات الرياضية (فايتسوخوفسكي‪.)0050‬‬
‫محوالت ريايض املستويات العالية وهم يف مرحلة التحقيق األقىص للقدرات الفردية‬
‫الذين يستعدون لبلوغ النتائج العالية‪ ،‬تكون فقط عالية (اجلدول) حني تأخذ هبذه‬
‫املعطيات كتوجه عام‪ ،‬جيب اإلشارة إىل أن الكثري من الرياضيني املعارصين املرموقني‬
‫حققوا انتصارات يف بطولة العامل واألوملبياد بحموالت أقل بكثري‪ ،‬وسبب ذلك‪ ،‬عادة يف‬
‫استخدام عقالين للقدرات الفردية وتقليص كبري حلجم اجلهد يف االجتاه الذي مل يعد‬
‫يؤدي إىل نمو ملحوظ للقدرات الوظيفية ولكن قد تكون سببا يف فرط تكيف أنظمة‬
‫اجلسم الوظيفية‪ .‬إن الكثري من الرياضيني املرموقني الذين يتميزون بمستوي عال من‬
‫اإلنتاجية اهلوائية توصلوا بفضل بنية األنسجة العضلية إىل مقادير قصوى ممكنة‬
‫الستهالك أقىص لألكسجني وأصبحوا ينفذون منذ السنوات األوىل لإلعداد لإلنجازات‬
‫العالية أحجام جهد أقل ب‪ 2-020‬مرات مما ورد يف اجلدول رقم ‪ 06‬فهم يركزون‬

‫‪107‬‬
‫بشكل أسايس يف التمرينات عىل مكونات املهارات اآلخرة ـ كإعداد الرسعة املصحوبة‬
‫بالقوة وحتسني التكنيك والتكتيك وغريها‪..‬‬
‫(اجلدول ‪ 16‬ـ املقادير القصوى جلهد تدريبي لريايض من مستوى عايل (رجال) يف فرتة‬
‫التحقيق األقىص للقدرات الفردية)‪.‬‬
‫أمحال تدريبية‬
‫خالل دورة قصرية‬ ‫اخليارات‬ ‫اللعبة الرياضية‬
‫خالل عام واحد‬
‫من أسبوع‬
‫‪0011-0211‬‬ ‫‪20-31‬‬ ‫زمن اجلهد‪/‬ساعة‬ ‫عدو (مسافات متوسطة)‬
‫‪6011-6011‬‬ ‫‪311-341‬‬ ‫حجم اجلهد‪/‬كم‬
‫‪321-341‬‬ ‫‪6-6‬‬ ‫عدد أيام التدريب‬
‫‪011-001‬‬ ‫‪02-00‬‬ ‫عدد الوحدات التدريبية‬
‫‪0211-0311‬‬ ‫‪31-30‬‬ ‫زمن اجلهد‪/‬ساعة‬ ‫عدو (مسافات طويلة)‬
‫‪5011-0011‬‬ ‫‪361-421‬‬ ‫حجم اجلهد‪/‬كم‬
‫‪321-341‬‬ ‫‪6-6‬‬ ‫عدد أيام التدريب‬
‫‪001-611‬‬ ‫‪02-05‬‬ ‫عدد الوحدات التدريبية‬

‫‪0311-0411‬‬ ‫‪31-30‬‬ ‫زمن اجلهد‪/‬ساعة‬ ‫سباحة‬

‫‪3211-3611‬‬ ‫‪001-021‬‬ ‫حجم اجلهد‪/‬كم‬

‫‪311-321‬‬ ‫‪6‬‬ ‫عدد أيام التدريب‬

‫‪001-611‬‬ ‫‪00-21‬‬ ‫عدد الوحدات التدريبية‬

‫‪0011-0211‬‬ ‫‪31-30‬‬ ‫زمن اجلهد‪/‬ساعة‬ ‫جتديف قوارب وكانوي‬

‫‪0011-611‬‬ ‫‪221-201‬‬ ‫حجم اجلهد‪/‬كم‬

‫‪201-301‬‬ ‫‪6-6‬‬ ‫عدد أيام التدريب‬

‫‪011-001‬‬ ‫‪02-05‬‬ ‫عدد الوحدات التدريبية‬

‫‪0211-0311‬‬ ‫‪31-30‬‬ ‫زمن اجلهد‪/‬ساعة‬ ‫جتديف أكاديمي‬

‫‪0111-01111‬‬ ‫‪311-301‬‬ ‫حجم اجلهد‪/‬كم‬

‫‪108‬‬
‫أمحال تدريبية‬
‫خالل دورة قصرية‬ ‫اخليارات‬ ‫اللعبة الرياضية‬
‫خالل عام واحد‬
‫من أسبوع‬

‫‪311-321‬‬ ‫‪6‬‬ ‫عدد أيام التدريب‬

‫‪001-611‬‬ ‫‪00-21‬‬ ‫عدد الوحدات التدريبية‬

‫‪0311-0411‬‬ ‫‪31-41‬‬ ‫زمن اجلهد‪/‬ساعة‬ ‫دراجات (تريك)‬

‫‪21111-20111‬‬ ‫‪511-011‬‬ ‫حجم اجلهد‪/‬كم‬

‫‪301-331‬‬ ‫‪6-6‬‬ ‫عدد أيام التدريب‬

‫‪001-611‬‬ ‫‪02-05‬‬ ‫عدد الوحدات التدريبية‬

‫‪0311-0411‬‬ ‫‪31-41‬‬ ‫زمن اجلهد‪/‬ساعة‬ ‫دراجات (طرق)‬

‫‪41111-40111‬‬ ‫‪0311-0011‬‬ ‫حجم اجلهد‪/‬كم‬

‫‪321-341‬‬ ‫‪6-6‬‬ ‫عدد أيام التدريب‬

‫‪011-001‬‬ ‫‪02-05‬‬ ‫عدد الوحدات التدريبية‬

‫‪0211-0311‬‬ ‫‪31-41‬‬ ‫زمن اجلهد‪/‬ساعة‬ ‫رياضة التزحلق‬

‫‪00111-02111‬‬ ‫‪411-401‬‬ ‫حجم اجلهد‪/‬كم‬

‫‪311-321‬‬ ‫‪6-6‬‬ ‫عدد أيام التدريب‬

‫‪011-001‬‬ ‫‪02-00‬‬ ‫عدد الوحدات التدريبية‬

‫‪0211-0311‬‬ ‫‪02‬‬ ‫زمن اجلهد‪/‬ساعة‬ ‫رياضة التزلج الرسيع‬

‫‪5111-0111‬‬ ‫‪251-321‬‬ ‫حجم اجلهد‪/‬كم‬

‫‪311-321‬‬ ‫‪6-6‬‬ ‫عدد أيام التدريب‬

‫‪011-001‬‬ ‫‪02-00‬‬ ‫عدد الوحدات التدريبية‬

‫مع ذلك‪ ،‬يعترب استخدام مقادير محوالت تدريبية محوالت تدريبية وتنافسية قصوى‬
‫ممكنة بشكل فردي‪ ،‬تتسم به الرياضية املعارصة‪ ،‬يف أثناء عملية اإلعداد طويل األمد‪ ،‬أخذ‬

‫‪109‬‬
‫أهم مبادئ التدريب الريايض‪ ،‬إذا يؤمن تشكل فعال لتكيف طويل فهناك يف الوقت‬
‫احلارض‪ ،‬منهجان هلذه املسألة يكمالن بعضهام البعض عضويا والذين يستخدمان عمليا‬
‫وفق تأهيل وتدرب الرياضيني يف فرتة اإلعداد طويل األمد ومرحلة الدورة التدريبية‬
‫الكربى‪.‬‬
‫املنهج األول ويتلخص يف زيادة منتظمة يف حجم وشدة املؤثرات مما يؤدي إىل زيادة‬
‫تدرجيية للتأثري عىل اجلسم ريايض وتشكل منتظم لتكيف طويل مع عوامل التأثري‪.‬‬
‫املنهج الثاين ويرتبط بزيادة حادة يف مرحلة التحقيق األقىص للقدرات الفردية وزيادة‬
‫شدة احلموالت وتكلفها العايل خالل الزمن املطلوب‪ ،‬هذا املنهج مرتبط بتعبئة عميقة‬
‫الحتياطات جسم الريايض الوظيفية‪ ،‬لكنه ينشء ظرفا لتشكل عمليات التكيف عىل‬
‫طفرات يف اجلسم و حيستخدم هذا املنهج يف اإلعداد طويل األمد بشكل واسع من قبل‬
‫رياضيني يف ألعاب رياضية مرتبطة بإظهار التحمل‪ ،‬عندئذ تزداد خالل سنوات عدة‬
‫احلموالت بانتظام‪ ،‬إما يف أثناء بلوغ الريايض املنطقة العمرية إلظهار أعىل النتائج وتوفر‬
‫املستوى الرضوري من التدرب األسايس‪ ،‬فتحربمج زيادة عىل طفرات (‪ 220-2‬مرات)‬
‫للحموالت التدريبية والتنافسية (فايتسخوفسكي‪.)0003‬‬
‫أصبحت تستخدم مثل هذه اآللية ألول مرة يف النصف الثاين من السبعينات يف أثناء‬
‫إعداد بعض السباحني (أغلبهم سيدات) يف منتخبات االحتاد السوفيتي وأملانيا‬
‫الديمقراطية‪ ،‬أودت التجارب األوىل لتحقيق هذا املنهج إىل نتائج مرموقة لعدد من‬
‫الرياضيني باإلمكان رشح ذلك يف أمثلة استخدمت بشكل فعال آلية احلموالت عىل‬
‫ظفرات يف أثناء بلوغ املنطقة العمرية املثىل الرياضية‪.‬‬
‫لوحظت يف السنوات الالحقة مثل هذه اآللية والنتائج لدى العديد من السباحني‬
‫املرموقني من دول عديدة عىل سبيل املثال‪ ،‬السباح الربازييل "برادو" رفع يف سن ‪ ،06‬من‬
‫حجم السباحة خالل عام من ‪ 2001‬ولغاية ‪ 3262‬كم مع حتسني موازي للنتائج يف‬
‫سباق ‪411‬م تتابع‪ ،‬من ‪ 4‬دقائق‪ 3025‬ثانية إىل ‪4‬د‪ 2226‬ث واستخدمت هذه اآللية من‬
‫أيضا وبنجاح من قبل السباح األمريكي الشهري‬
‫احلموالت عىل ظفرات يف تدريباهتم ً‬
‫"نال" "واالوسرتايل "بريكينز"‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫(اجلدول ‪ 17‬آلية احلموالت يف إعداد طويل األمد لصاحب األرقام القياسية ملسافة ‪100‬م‬
‫صدر "أ" نال " أمريكا)‬

‫األعوام‬
‫املؤرشات‬
‫‪1991‬‬ ‫‪1991‬‬ ‫‪1990‬‬ ‫‪1989‬‬

‫‪2211‬‬ ‫‪2101‬‬ ‫‪0561‬‬ ‫‪0101‬‬ ‫حجم السباحة‪/‬كم‬

‫‪201‬‬ ‫‪041‬‬ ‫‪030‬‬ ‫‪001‬‬ ‫حجم اجلهد‪/‬يابسة‪/‬ساعة‬

‫‪551‬‬ ‫‪541‬‬ ‫‪521‬‬ ‫‪001‬‬ ‫حجم اجلهد‪/‬باملاء‪/‬ساعة‬

‫‪50‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪42‬‬ ‫عدد املشاركات التنافسية‬

‫‪2220262 2226215 2231203 2230200‬‬ ‫النتائج ملسافة‪211‬م‬

‫(اجلدول ‪ 18‬آلية احلموالت يف إعداد طويل األمد لصاحب األرقام القياسية ملسافة ‪400‬‬
‫و‪ 800‬و ‪1500‬م سباحة حرة بريكينز " أسرتاليا)‬

‫األعوام‬
‫املؤرشات‬
‫‪1991‬‬ ‫‪1991‬‬ ‫‪1990‬‬ ‫‪1989‬‬ ‫‪1988‬‬

‫‪3201‬‬ ‫‪3211‬‬ ‫‪3021‬‬ ‫‪2501‬‬ ‫‪2101‬‬ ‫حجم السباحة‪/‬كم‬

‫‪261‬‬ ‫‪201‬‬ ‫‪201‬‬ ‫‪251‬‬ ‫‪001‬‬ ‫حجم اجلهد‪/‬يابسة‪/‬ساعة‬

‫‪0101‬‬ ‫‪0101‬‬ ‫‪0111‬‬ ‫‪061‬‬ ‫‪601‬‬ ‫حجم اجلهد‪/‬باملاء‪/‬ساعة‬

‫‪51‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪31‬‬ ‫عدد املشاركات التنافسية‬

‫‪0424621 04201205 04205215‬‬ ‫‪00200206‬‬ ‫‪06231202‬‬ ‫النتائج للمسافة األساسية‬


‫‪0011‬م‬

‫انترشت آلية احلموالت عىل طفرات يف اإلعداد طويل األمد يف ألعاب رياضية أخرى‬
‫أيض ًا‪ ،‬عىل سبيل املثال الدراجون السوفيت الذين اشرتكوا يف منافسات الفرق‬
‫واملجموعات (طرق) يف األوملبياد ال‪ 22‬خالل العام التدريبي الذي سبق األوملبياد‪،‬‬
‫زادوا عمليا بمرتني حجم احلموالت التدريبية وبالنتيجة مل يكتفوا فقط بالفوز بمكان هلم‬

‫‪111‬‬
‫ضمن تشكيلة املنتخب حيث كان األمر صعبا يف ذلك الوقت بل فازوا بامليدالية الذهبية‬
‫يف سباق الفرق (‪011‬كم)‪.‬‬
‫جتب اإلشارة إىل أنه منذ عام ‪ ،0062‬حيث مل تكن منترشة بعد آلية احلموالت عىل‬
‫طفرات عمليا‪ ،‬ذكر "ياكوفليف" (‪ )0062‬أنه يف أثناء تدرب عايل إىل حد كاف فان زيادة‬
‫احلموالت التدريبية تكون أكثر فعالية إذا كانت عىل طفرات وليس بالتدريج‪ ،‬إذا كانت‬
‫عىل طفرات وليس بالتدريج‪ .‬إذا أهنا حتدث تغريات يف االستتباب (االستتباب هي‬
‫خاصية النظام املفتوح أو املغلق للكائن احلي‪ ،‬حينظم فيها بيئته الداخلية وذلك للحفاظ‬
‫عىل استقرارها وثباهتا ويعترب احلفاظ عىل مكونات الدم بنسبة طبيعية واحلفاظ عىل‬
‫خصائصه الديناميكية من أهم العوامل املؤثرة للحفاظ عىل االستتباب املؤلف ححمفزة‬
‫التطوير الالحق للتغريات البوكيميائية التكيفية‪ ،‬والدليل عىل كل ما قيل هي احلقائق التي‬
‫نعلم من خالهلا أنه خالل الشهر األول من التدريب‪ ،‬فإن تراكم اجلليكوجني يف‬
‫العضالت والفوسفوكراياتني وزيادة حمتوى بروتينات املتقدرات‪ ،‬جيري أكثر شدة مما‬
‫سيكون عليه يف الشهرين الالحقني هبذه الصورة فإن تطور األسس البيوكيميائية للتدرب‬
‫ال حتمل طابعا طوليا وإنام حيشبه التعرج‪.‬‬
‫يف الوقت ذاته‪ ،‬فإن الكثري من الرياضيني ممن رفعوا بانتظام حجم اجلهد خالل‬
‫اإلعداد طويل املد‪ ،‬حيققون تكيف فعال مع متطلبات النشاط التنافيس‪ ،‬كمثال عىل مثل‬
‫هذه اآللية للحموالت هناك معطيات عن بطل الدورات األوملبية لثالث مرات فالديمري‬
‫سالنيكوف والبطل األوملبي للدراجات "سوخروتشينكوف" اللذين توصال بنفس‬
‫الطريقة إىل أعىل النتائج وأصبحا من أبطال العامل مرتني‪ ،‬وأيض ًا الدراجون "بيكوس‬
‫ورومانوف وكامينكيس وباكيموف" أما السباح األملاين الشهري للمسافات القصرية‬
‫"غروس" فقد أثبت فعالية مثل هذه اآللية للحموالت وأصبح بطال للعامل مرات عديدة‬
‫واألوملبياد وحطم أرقا ًما قياسية‪.‬‬
‫حتطبق يف أثناء عملية التدريب طويل األمد بنفس الوقت قدرات التوجهات املذكورة‬
‫عىل تكثيف العملية التدريبية‪ ،‬بعض السنوات أو الدورات الكربى تتميز بأفضلية‬
‫استخدام واحد أو اثنني منها عند استقرار اخلصائص يف التوجهات األخرى‪ ،‬رياضيو‬
‫املستوى العايل املكيفني جيدا مع خمتلف عوامل املؤثرات التدريبية‪ ،‬غالبا ما يربطون‬
‫‪111‬‬
‫التطور الالحق للتكيف الطويل مع ختفيض دور أحد احلوافز عند زيادة حادة حلافز آخر‪،‬‬
‫ويظهر ذلك بشكل خاص يف التقليل الكبري ملجموع حجم اجلهد (من ‪ 0411-0311‬إىل‬
‫‪ 511-611‬ساعة) وختفيض املشاركة التنافسية واحلموالت يف بعض الوحدات التدريبية‬
‫والدورات القصرية يصاحبها زيادة حادة يف نفس الوقت للصفات النوعية للعملية‬
‫التدريبية‪ ،‬وهذا عادة يؤدي إىل احلفاظ أو إىل نمو الحق لإلنجازات عىل حساب حتسني‬
‫التكنيك وزيادة فعالية استخدام املخزون الوظيفي يف النشاط التنافيس وتطوير املهارات‬
‫التكنيكية‪.‬‬
‫واالهتامم األسايس جيب أال يلفت إىل حماولة زيادة الحقة ملؤرشات قوة خمتلف‬
‫األنظمة الوظيفية التي تؤثر تأثريا حاسام لبلوغ نتائج عالية يف لعبة رياضية معينة‪ ،‬وإنام إىل‬
‫رفع فعالية استخدام املخزون الوظيفي املتحقق مسبقا يف ظروف التدريبات اخلاصة‬
‫خاصا نفس ًيا‪.‬‬
‫متنوعا تكنيك ًيا وتكتيك ًيا وحتسينًا ً‬
‫ً‬ ‫لنشاط التنافيس‪ ،‬وهذا يتطلب جهدً ا‬
‫فيام خيص اإلعداد الوظيفي املرتبط برفع قوة األنظمة الوظيفية فإنه ينفذ هنا حجم‬
‫جهد كاف لتأمني احلفاظ عىل املؤرشات املتحققة سابقا‪ ،‬اجتاز مثل هذا الطريق الذي‬
‫يؤمن املحافظة لفرتة طويلة عىل نتائج رياضية عالية حيدد يف الرياضيني ملختلف األلعاب‬
‫الرياضية الذين متيزوا بإنجازات ال مثيل هلا وحافظوا عليها لسنوات طويلة‪.‬‬
‫طول مدة مشاركة الرياضيني عىل مستوى عال متعلق بشكل حاسم بغياب عنارص‬
‫تعجيل اإلعداد يف املراحل املبكرة من التطوير ألمد وباإلضافة إىل تعلقه بالربجمة العقالنية‬
‫للحموالت التدريبية والتنافسية يف املرحلة ذاهتا من مرحلة احلفاظ عىل اإلنجازات‪.‬‬
‫إضافة لذلك خربة إعداد عدد كبري من الرياضيني من مستوى عايل يف السنوات ‪00-01‬‬
‫األخرية يف ألعاب رياضية تتميز خاصة بحموالت تدريبية وتنافسية كبرية‪ ،‬لن حتقدم‬
‫معلومات كثرية لفرضيات بناءة كافية حول العوامل املهمة األخرى املحددة ملدة احلفاظ‬
‫عىل املستوى العايل لتكيف الطويل‪ .‬ويؤثر باألخص عىل مدة املشاركات عىل مستوى‬
‫عال‪ ،‬خيار نمو احلموالت يف بداية التحقيق األقىص للقدرات الفردية‪.‬النمو املنتظم‬
‫للحموالت مرتبط بالبلوغ األبطأ ملستوى التكيف الالزم‪ ،‬لكن هذا التكيف الحق يف‬
‫معظم احلاالت يكون مستقرا ويؤمن مشاركة طويلة عىل مستوى عال‪ ،‬وقد استخدم عدد‬
‫كبري جدا من الرياضيني املشاركني طويال عىل مستوى عال أو ممن مستواهم عال‪ ،‬هذا‬
‫اخليار من آلية احلموالت يف التدريبات طويلة األمد‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫نمو احلموالت عىل طفرات يف أثناء مشاركة الرياضيني يف املنطقة العمرية املثالية‬
‫يؤدي إىل تشكل استثنائي رسيع للتكيف الالزم لبلوغ نتائج عالة‪ ،‬فخالل موسم واحد‬
‫متكن الكثري من الرياضيني ذوي النتائج املتواضعة من االنتقال إىل الصفوف األوىل يف‬
‫العامل وحتطيم األرقام القياسية والفوز ببطولة أوروبا والعامل واألوملبياد‪ ،‬غال أن التكيف‬
‫الطويل الذي تم بلوغه هبذه الطريقة غالبا جدا يكون غري مستقر وال يسنح للرياضيني‬
‫باحلفاظ عىل مستوى النتائج املتحققة حتى يف أثناء تدريبات عنيفة جدً ا‪.‬‬
‫التكيف الطويل الذي جاء نتيجة نمو منتظم للحموالت التدريبية والتنافسية له عدة‬
‫أفضليات ال شك فيها باملقارنة مع تكيف تم عن طريق نمو احلموالت عىل طفرات مثل‬
‫هذا التكيف يرافقه فقدان أقل من موارد اجلسم ويف نفس الوقت يتميز بمقاومته الكبرية‬
‫لعوامل فقدان التكيف والضغط النفيس‪.‬‬
‫واجلدير باملالحظة وامللفت لالنتباه ارتباط طول املشاركة عىل مستوى عال بقدرات‬
‫التكيف الفردية لشخص معني وفعالية وتقنني االستجابات التكيفية للحموالت املتبعة‪،‬‬
‫والدليل الواضح عىل ذلك هو احلقائق الكثرية التي تثبت أن العديد من الرياضيني‪ ،‬من‬
‫هلم نفس املعطيات اجلسامنية واخلاضعني ملنهج مناسب من اإلعداد طويل األمد خيتلفون‬
‫كثريا بطول مشاركاهتم عىل مستوى عال‪ :‬التقلبات ترتاوح بني‪ 2-0‬ولغاية ‪01-5‬‬
‫سنوات وأكثر‪.‬‬
‫تشكل التكيف حسب ختصص الرياضي وجنسه‪:‬‬
‫بناء اإلعداد طويل األمد العقالين الذي يؤمن بلوغ أعىل النتائج الرياضية يف املنطقة‬
‫العمرية املثالية متعلق بشكل حاسم بمبادئ تشكل املهارات الرياضية‪ ،‬وهيكلية النشاط‬
‫التنافيس يف لعبة رياضية معينة والعوامل املحددة لفعاليتها مبادئ تكيف األنظمة الوظيفية‬
‫واآلليات التي تتحمل احلمل األسايس يف أثناء عملية التدريب واملسابقات‪ ،‬حتدد وترية‬
‫نمو اإلنجازات الرياضية ـ لترشح ذاك من خالل معلومات عن السياحة‪.‬‬
‫حتليل مسرية ‪211‬من أقوى سباحي العامل يف العرش السنوات األخرية كشفت عن‬
‫فروق كبري ة يف عملية تكون مهاراهتم الرياضية وسمح بجمع عدد كبري من اخليارات‬
‫الفردية لصعود املهارات إىل القمة وتلخيصها بأربعة خيارات أساسية‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫اخليار األول ويفرتض بلوغ أعىل النتائج يف املنطقة العمرية املثيل املحددة نتيجة‬
‫فخفض جمموعة كبرية من الرياضيني املرموقني‪.‬‬
‫اخليار الثاين ويتميز ببلوغ أقىص النتائج خالل‪ 3-0‬سنوات أبكر من احلدود الدنيا‬
‫للمنطقة العمرية املثيل هذا اخليار حطبق باألخص يف إعداد أقوى سباحي العامل‪.‬‬
‫اخليار الثالث ويتميز ببلوغ أعىل النتائج يف سن يفوق احلدود العليا للمنطقة املثالية‬
‫وهو خاص بالسباحني بشكل أسايس يف املسافات القصرية واملتوسطة النموذج األمثل‬
‫ملثل هذا اخليار هو "ماركوفسكي" الذي نال لقب بطل أوروبا يف سن ‪ 24‬و"غودهيو"‬
‫الفائز يف أوملبياد ال‪ 22‬يف سن ‪ 23‬عا ًما و"لينري" الذي تصدر قائمة أفضل عرشة رياضيني‬
‫يف العامل ملسافة ‪011‬م فراشة‪.‬‬
‫اخليار الرابع وهو يميز الرجال مماريس املسافات القصرية والذين بدءوا بشكل متأخر‬
‫(من سن ‪ )06-04‬التدريب يف السباحة وهلم يف كثري من األحيان خربة اإلعداد‬
‫التمهيدي يف ألعاب أخرى والذين بلغوا قمة املهارات يف السباحة يف سن مثايل ملسابقات‬
‫القصرية خالل ‪ 6-0‬سنوات من التدريب‪ ،‬هذا اخليار طبق عىل سبيل املثال يف إعداد‬
‫حمطمي األرقام القياسية يف مسافة ‪011‬م حرة‪.‬‬
‫تطبيق هذا اخليار أو ذاك من هيكلية اإلعداد طويل األمد مرتبط بعدة أسباب‪ ،‬لكن‬
‫بالدرجة األوىل مرتبط بجنس الريايض وختصصه والعمر الذي بدأ فيه بمامرسة السباحة‬
‫وطبيعة اإلعداد يف املراحل األوىل من التطوير طويل األمد‪ ،‬وعىل األغلب فإن هناك أمهية‬
‫كربى هنا للفروق يف وترية النضوج البيولوجي أيض ًا الذي ححيدد حسب أقوال العديد من‬
‫اخلرباء باالمتداد الكبري (النطاق) (إىل ‪ 4-3‬سنوات) للتطور البيولوجي لألطفال من‬
‫نفس العمر (موتيلوفسكايا‪ ،0064‬يوردانسكايا‪.)0054‬‬
‫عىل هذا فإن اهليكلية التقليدية لإلعداد طويل األمد والتي يتحقق من خالهلا بلوغ‬
‫النتائج العالية خالل ‪ 01-6‬سنوات من التدريب (السيدات يف سن ‪ 21-06‬والرجال يف‬
‫سن ‪ )22-05‬ويمكن اعتبارها هيكلية قاعدية فحسب وأما آفاق النمو الالحق‬
‫لالنجازات فمتعلق بشكل كبري بتحقيق إحدى االختيارات التقليدية باملشار إليها هليكلية‬
‫التدريبات طويلة األمد‪ ،‬املالئمة إىل درجة كبرية خلصوصيات سباح معني‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫املعطيات التي تم ذكرها حول خصائص تشكل املهارات الرياضية عن طريق خمتلف‬
‫خيارات هيكليات التدريبات طويلة األمد جيب أن تصبح واحدة من العالمات الرئيسية‬
‫لتميز وتفريد (شخصية) العملية طويلة األمد ملامرسة السباحة وهي تسمح بتقييم مستقبل‬
‫ريايض معني وموضوعي أيض ًا عن طريق مقارنة عن طريق مقارنة طريقة الشخيص‬
‫لتشكل مهاراته مع قوانني الصعود إىل القمة الرياضية‪.‬‬
‫املعطيات التي توصل إليها "ساخنوفسكي" (‪ )0056‬هبذا اخلصوص تلفت االنتباه‬
‫فيام يتعلق بوترية تكون املهارات الرياضية العالية يف مرحلة التحقيق األقىص لقدرات‬
‫الرياضيني الفردية وأشري إىل أنه لدى السيدات املختصات بالسباحة ملسافات قصرية‬
‫‪211-011‬م فإن العمر املناسب لبدء اإلعداد الشديد للنتائج العالية هو ‪ 06-00‬ويف‬
‫السباقات املتنوع والسباحة احلرة ملسافة ‪511-411‬م هو سن ‪ 00-04‬الرجال‬
‫املختصون يف سباحة املسافات القصرية من املفيد البدء باإلعداد اهلادف الشديد قبل بلوغ‬
‫سن ‪ 05-06‬أما املتخصصون يف سباحة املتنوع واملسافات الطويلة فهو قبل ‪ 06‬سنة‪.‬‬
‫وترية تشكل التكيف طويل األمد التي تظهر كاملة يف آلية نمو النتائج الرياضية‬
‫ختتلف جدً ا لدى الرجال والسيدات وأيض ًا لدى رياضيني خمتصني يف سباقات خمتلفة‬
‫املسافات (اجلدول ‪)00‬‬
‫(اجلدول ‪ 19‬تغري نتائج أقوى سباحي العامل قبل سنتني من بلوغ أعىل النتائج بالنسبة‬
‫ملسافة ‪100‬م)‬
‫نمو النتائج‪ ،‬ثانية‬
‫املسافة‪ ،‬مرت‬
‫سيدات‬ ‫رجال‬
‫‪0201‬‬ ‫‪1202‬‬ ‫‪011‬‬
‫‪2204‬‬ ‫‪0266‬‬ ‫‪211‬‬
‫‪3221‬‬ ‫‪2202‬‬ ‫‪411‬‬
‫‪4212‬‬ ‫ــ‬ ‫‪511‬‬
‫ــ‬ ‫‪2206‬‬ ‫‪0011‬‬

‫أن الطريق األطول يف مرحلة اإلعداد ألعىل اإلنجازات جيتازه الرجال املختصون‬
‫بمسافة ‪011‬م صدر وفراشة وأقرص طريق جتتازه السيدات يف سباحة الظهر ملسافة ‪411‬‬

‫‪116‬‬
‫و ‪511‬م حرة‪ ،‬هذه احلقائق جيب بال شك أخذها يف احلسبان يف أثناء برجمة إعداد طويل‬
‫األمد لسباحني من اجلنسني ومن خمتلف التخصصات‪.‬‬
‫ومن املهم أيض ًا األخذ يف احلسبان وترية تشكل املهارات لدى رياضيني حسب‬
‫جنسهم وختصصهم وأثناء انتقاء املرشحني لإلعداد الشديد يف املراحل اخلتامية‬
‫للمسابقات العاملية الضخمة كبطولة العامل واألوملبياد‪ ،‬كشف التحليل أنه خالل العام‬
‫الذي يسبق مثل هذه املنافسات للسيدات املختصات يف سباحة‪211‬م ظهر أو ‪411‬م‬
‫حرة‪ ،‬نتيجة التدريب الشديد‪ ،‬قادرات عىل حتسني حاد للنتائج الرياضية واالنتقال من‬
‫املراكز‪ 011-01‬يف الئحة أقوى سباحي العامل إىل مراكز الصدرة وبلوغ مستوى األرقام‬
‫القياسية أو جتاوزها السباحون الرجال املختصون بمسافة ‪011‬م ليست لدهيم قابلية نحو‬
‫نمو النتائج عىل شكل ظفرات وقبل عام من املسابقات الضخمة يكون مجيع أصحاب‬
‫املراكز األوىل معروفني للعامل كله و حيتلون مراكز الصدارة عملي ًا (عادة ليس أقل من‬
‫مركز ‪ )5-6‬يف قائمة أقوى ريايض العامل‪.‬‬
‫إن القوانني التي تعكس تشكل التكيف طويل األمد للسباحني بحسب ختصصهم‬
‫وجنسهم وخصائص بناء إعدادهم تتبني بقدر أكرب أو أقل يف األلعاب الرياضية األخرى‬
‫أيض ًا عىل سبيل املثال يف منافسات العدو بألعاب القوى للسيدات نجد رياضيات حققن‬
‫نتائج باهرة يف سن‪21-05‬و ‪ 30-26‬ويصبح رياضيون بأعامر ‪ 21-05‬و‪32-26‬‬
‫أبطاال للعامل واألوملبياد النطاق العمري يف السباقات الضخمة يف الرمي يكون متعدد وبالعرشات‪.‬‬
‫وترتبط هبذه األرقام قوانني حقيقة موجودة للتكيف الطويل عامة جلسم الريايض مع‬
‫أعىل النتائج يف خمتلف األلعاب لن يتم تطبيقها عمليا وهذه مهمة صعبة جدً ا ويمكن‬
‫القيام بذلك فقط يف أثناء األخذ يف احلسبان بشكل أكيد عدد كبري من العوامل ابتدا ًءا من‬
‫خصوصية اللعبة الرياضية ونوع املنافسة وانتها ًءا بالقابلية اجلينية لريايض معني مع‬
‫التكيف وحتمله احلموالت وإظهار أعىل القدرات يف سن معينه الخ‪...‬‬
‫ففي حال متكن ريايض موهوب‪ ،‬يف أثناء نظام التطوير طويل األمد‪ ،‬من تطبيق‬
‫برنامج تدريبي يعتمد عىل قوانني عامة لتكيف اجلسم وأيض ًا األخذ يف احلسبان خصوصية‬
‫اللعبة الرياضية وخصائص الريايض الفردية مع استخدام كل خمزون الوسائل وطرق‬
‫اإلعداد‪ ،‬فهناك احتامل كبري جدً ا وهو أن حيقق الريايض نتائج عىل مستوى العامل وحيافظ‬
‫عليها سنوات طويلة‪.‬‬

‫‪117‬‬
118
‫الفصل الرابع‬

‫املرتفعــــات‬

‫‪-‬تأثري التدريب يف املرتفعات على األداء الرياضي‪.‬‬


‫‪-‬التأثريات الفلسجية احلادة يف الضغط اجلوي املنخفض‪.‬‬
‫‪-‬وظائف التنفس‪.‬‬
‫‪-‬وظائف الدورة الدموية‪.‬‬
‫‪-‬التأقلم اجلبلي (تكيف االرتفاع)‪.‬‬
‫‪-‬تعزيز التنفس الرئوي‪.‬‬
‫‪-‬مضاعفة الكفاءة التنافذية للرئتني‪.‬‬
‫‪-‬التغري يف منظومة دورة الدم‪.‬‬
‫‪-‬التكيف النسيجي‪.‬‬
‫‪-‬تغري االستهالك األعظم لألكسجني‪.‬‬
‫‪-‬كفاءة األداء الرياضية‪.‬‬
‫‪-‬كفاءة األداء الرياضية عند تنفيذ متارين القوة املميزة بالسرعة (الالأوكسجينية)‪.‬‬
‫‪-‬كفاءة األداء الرياضية عند تنفيذ متارين يف أجل املقاومة‪.‬‬
‫‪-‬تأثري التدريب يف ظروف املرتفعات املتوسطة على كفاءة األداء يف ظروف املرتفعات‬
‫عند مستوى سطح البحر‪.‬‬
‫‪-‬املرتفعات اجلبلية العالية واملتوسطة ونقص األكسجني االصطناعي يف نظام إعداد‬
‫الرياضيني‪.‬‬
‫‪-‬املرتفعات اجلبلية العالية واملتوسطة ونقس األكسجني االصطناعي يف نظام اإلعداد‪.‬‬
‫‪-‬املناخ اجلبلي وخصائصه‪.‬‬
‫‪-‬تكيف اإلنسان مع نقص األكسجة يف املرتفعات‪.‬‬
‫‪-‬أشكال تدريبات نقس األكسجة‪.‬‬
‫‪119‬‬
‫‪-‬االرتفاع األمثل لإلعداد اجلبلي‪.‬‬
‫‪-‬اإلقامة يف ظروف األكسجة االصطناعية والتدريب على مستوى البحر‪.‬‬
‫‪-‬تأقلم الرياضيني السريع مع املناخ اجلبلي‪.‬‬
‫‪-‬إعادة األقلمة واألثر املرتاكم وإعادة التكيف بعد العودة من اجلبال‪.‬‬
‫‪-‬املدة املثالية يف التدريب على املرتفعات وبرجمتها للحفاظ على األثر التدرييب‪.‬‬
‫‪-‬التدريب يف اجلبال ضمن نظام اإلعداد السنوي‪.‬‬
‫‪-‬التدريب على اجلبال يف نظام اإلعداد املباشر للمسابقات‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫املرتفعات‬
‫تأثري التدريب يف املرتفعات على األداء الرياضي‬
‫يمتلك هلواء اجلوي وز ًنا ملحو ًظا حيدد بموجبه الضغط اجلوي وينضغط هذا اهلواء‬
‫حتت تأثري وزنه لذا فإن ضغطه وكثافته عند سطح األرض (عىل مستوى سطح البحر)‬
‫يتخذان أكرب قيمة هلام من أي مكان آخر أو تنخفض تلك القيمة من ارتفاع عمود اهلواء‬
‫(اجلدول) ويشكل هبوط الضغط اجلوي مع االرتفاع ظرو ًفا هلبوط الضغط فكلام زاد‬
‫االرتفاع عن مستوى سطح البحر انخفض الضغط اجلوي وينخفض معه الضغط‬
‫اجلزيئي للغازات التي تشكل اهلواء اجلوي ويتخذ هبوط الضغط اجلزيئي لألكسجني‬
‫وبالتايل انخفاض عدد جزيئاته يف حجم اهلواء املستنشق‪ ،‬أي ظروف هبوط األكسجني‬
‫أمهية كربى بالنسبة لإلنسان‪ ،‬وخيضع اإلنسان يف املرتفعات لظروف مضاعفة هبوط كمية‬
‫األكسجني ويمكن أن تربز مثل هذه الظروف يف احلجر الباومرتية شديدة اإلحكام من‬
‫خالل انخفاض الضغط فيها ويمكن أحيا ًنا بطريقة تنفس مزيج من الغازات التي تكون‬
‫كمية األكسجني فيها منخفضة بحيث يكون الضغط البارومرتي للغازات اعتياد ًيا وبزيادة‬
‫االرتفاع بؤدي النقص يف كمية األكسجني يف اهلواء اجلوس إىل هبوط يف الضغط اجلزيئي‬
‫لألكسجني يف هواء احلويصالت وانخفاض كميته يف الدم الرشياين وستسوء نتيجة لذلك‬
‫عملية تأمني األنسجة باألكسجني‪ ،‬وعليه فإن عملية املكوث يف اجلبال تتطلب وسائل‬
‫فسلجية متخصصة للمحافظة عىل تكيف عملية تزويد اجلسم باألكسجني‪ ،‬أما العامل‬
‫الثاين يف انخفاض كثافة اهلواء اجلوي يف املرتفعات فيكمن يف انخفاض املقاومة اخلارجية‬
‫للهواء إزاء اجلسم املتحرك‪ ،‬لذلك فعند التحرك برسعة واحدة سيكون الشغل اخلارجي‬
‫يف املرتفعات أقل مما هو عليه يف السهول ويظهر هذا بصورة خاصة يف التامرين الرياضية‬
‫ذات رسعة انتقال كبرية ففي ركض املسافات القصرية وكذلك يف التزلج الرسيع عىل‬
‫اجلليد ويف سباق الدراجات ملسافات قصرية يف املرتفعات يمكن بلوغ نتائج رياضية أعىل‬
‫مما هي عليه يف السهول‪ ،‬وكلام كانت درجة احلرارة منخفضة كان االرتفاع عال ًيا فإذا كان‬
‫معدل درجة احلرارة عند مستوى سطح البحر يساوي ‪ 00‬درجة سيلزيوسية فإنه يمكن‬
‫أن ينخفض هذا املعدل بمقدار ‪ 620‬درجة سيلزيوسية لكل ‪ 0111‬مرت ويستمر هذا‬
‫االنخفاض حتى بلوغ علو بمقدار ‪ 00111‬مرت‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫"ما هيم التطبيق الريايض هو معرفة كيفية التأثري الفسلجي عىل ذلك اجلزء يف‬
‫املرتفعات الذي يبدأ بـ ‪ 0011‬مرت وينتهي عند ‪3111‬مرت"‪.‬‬
‫اجلدول (‪ )10‬الضغط اجلوي والضغط اجلزيئي لألكسجني يف اجلو ويف هواء احلويصالت‬
‫يف ارتفاعات خمتلفة‬

‫الضغط اجلزئي‬ ‫الضغط اجلزئي لألكسجني‬ ‫الضغط اجلوي‬


‫لألكسجني يف‬ ‫يف اهلواء اجلوي ملم زئبق‬ ‫االرتفاع م‬
‫هواء احلويصالت‬ ‫ظروف اهلدوء ملم ‪ /‬زئبق‬ ‫ضغط جوي‬ ‫ملم زئبق‬

‫‪010‬‬ ‫‪040‬‬ ‫‪021‬‬ ‫‪661‬‬ ‫صفر‬

‫‪04‬‬ ‫‪042‬‬ ‫‪120‬‬ ‫‪651‬‬ ‫‪0111‬‬

‫‪65‬‬ ‫‪020‬‬ ‫‪125‬‬ ‫‪611‬‬ ‫‪2111‬‬

‫‪62‬‬ ‫‪000‬‬ ‫‪126‬‬ ‫‪031‬‬ ‫‪3011‬‬

‫‪00‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪126‬‬ ‫‪401‬‬ ‫‪4311‬‬

‫‪42‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪120‬‬ ‫‪351‬‬ ‫‪0611‬‬

‫‪30‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪124‬‬ ‫‪310‬‬ ‫‪6111‬‬

‫‪00‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪123‬‬ ‫‪231‬‬ ‫‪0111‬‬

‫التأثريات الفلسجية احلادة يف الضغط اجلوي املنخفض‬


‫تظهر عدد من التغريات الفلسجية يف اجلسم حال مكوثه يف احلجرة البارومرتية‬
‫وتسبب هذه التغريات تكوين ظروف مواتية هلبط كمية األكسجني‪.‬‬
‫وظائف التنفس‪:‬‬
‫تبقى حاجة اجلسم إىل األكسجني يف ظروف اهلدوء أو عند تنفيذ محوالت دون‬
‫القصوى يف املرتفعات كام هي عليه يف املناطق املستوية‪ ،‬لذا فإن التأمني التكيفي للجسم‬
‫باألكسجني يتطلب أن يكون انخفاض عدد جزيئات األوكجسني يف وحدة احلجوم يف‬
‫اهلواء ذي الضغط املنخفض يف املرتفعات ً‬
‫قابال للتعويض من خالل زيادة حجم التنفس‬
‫الرئوي‪ ،‬ومع االرتفاع عن مستوى سطح البحر تنخفض قيمة الرطوبة النسبية للهواء‪،‬‬
‫‪111‬‬
‫وملا كان اهلواء يف اجلبال أكثر جفا ًفا لذا فإن فقدان املاء الذي يصاحب هواء الزفري سيكون‬
‫أكرب يف هذه الظروف مما هو عليه يف مستوى سطح البحر وإذا ما نفذنا ً‬
‫عمال لفرتة طويلة‬
‫يف املرتفعات فإن الفقدان الكبري للامء يمكن أن يؤدي إىل نزع املاء‪.‬‬
‫إن األشعة الشمسية واألشعة فوق البنفسجية تكون يف اجلبال أكثر كثافة مما هي عليه‬
‫يف املناطق املنبسطة مما يمكن أن يسبب صعوبات إضافية‪ ،‬وملا كانت قوة اجلاذبية تتناقص‬
‫أساسا جيدً ا لبلوغ نتائج‬
‫ً‬ ‫كلام زاد االرتفاع لذا فإن الظروف يف املرتفعات يمكن أن هتيئ‬
‫رياضية عالية يف تلك األنواع من الرياضة كالقفز والوثب‪ ،‬وينفذ التدريب والسباق يف‬
‫مجيع األنواع الرياضية باستثناء تسلق اجلبال يف مرتفعات يصل علوها إىل ‪– 2011‬‬
‫‪ 3111‬مرت لذا فإن هذا أكثر ميكانيكية وظائفية أساسية لتكيف اجلسم الرسيع لظروف‬
‫هبوط األكسجني يف املرتفعات وعند االرتفعات التي تصل إىل ‪ 3011 -3111‬مرت‪ ،‬ويف‬
‫ظروف اهلدوء يكون تعزز التنفس الرئوي يف بداية األمر غري ذي شأن يذكر لذا رسعان ما‬
‫يالحظ انخفاض كبري يف الضغط اجلزيئي لألوكجسني يف هواء احلويصالت‪ ،‬أما عند‬
‫تنفيذ العمليات العضلية يف املرتفعات فإن حجم التنفس الرئوي يكون منذ البداية أكرب‬
‫كثريا مما عليه يف املناطق املنبسطة‪ ،‬ويالحظ عند الفرد نفسه أن حجم التنفس الرئوي الذي‬
‫ً‬
‫حيتاجه وهو ينفذ محولة مطلقة واحدة (تساوي كمية األكسجني املستهلك) يزداد شدة‬
‫كلام زاد االرتفاع‪.‬‬
‫إن هبوط كثافة اهلواء يف املرتفعات العالية ختفف عملية التنفس اخلارجي من جانب‪،‬‬
‫إال أن الضغط البارومرتي الواطئ يقلل كفاءة العضالت التنفسية يف مضاعفة الضغط‬
‫الصدري الداخيل من جانب آخر‪ ،‬ولكن عىل العموم تكون اإلمكانية القصوى للجهاز‬
‫التنفيس يف املرتفعات أكرب مما هي عليه عند مستوى سطح البحر‪ ،‬ويمكن للتنفس الرئوي‬
‫عند تنفيذ محولة قصوى عىل ارتفاع عال إىل أن يصل إىل قيمة مقدارها ‪ 211‬ل‪ /‬دقيقة‪.‬‬
‫يؤدي انخفاض الضغط البارومرتي إىل هبوط الضغط اجلزيئي لألكسجني يف مجيع‬
‫حلقات منظومة تقلل األكسجني يف الدم بالرغم من أن تعزيز التنفس الرئوي وغريها من‬
‫اآلليات الفسلجية تعيق هبوط األكسجني يف الدم ويف أنسجة اجلسم األخرى‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫ونتيجة لذلك يمكن لضغط األكسجني أن يساوي بالقرب من احلبيبات ‪ 01‬ملم‬
‫زئبق عند مستوى سطح البحر وحوايل ‪ 0‬ملم زئبق عىل ارتفاع ‪ 0111‬مرت‪ ،‬إن مثل هذا‬
‫كبريا بحيث يؤمن الظروف الدنيا جلريان عمليات األكسدة األنزيمية يف‬
‫الضغط ال يزال ً‬
‫خاليا اجلسم‪.‬‬
‫يتحدد ضغط األكسجني يف هواء احلويصالت بواسطة ضغط الغاز يف هواء الشهيق‬
‫وكمية التنفس الرئوي‪ ،‬وكلام كانت الكمية األخرية أكرب‪ ،‬أي كلام كان تبادل اهلواء يف‬
‫الرئتني أكرب كان تركيب هواء احلويصالت قري ًبا من اهلواء اجلوي‪ ،‬ولكن يف مجيع احلاالت‬
‫فإن الضغط اجلزيئي لألكسجني يف هواء احلويصالت يستطيع فقط أن يتقرب من هواء‬
‫الشهيق (يف اهلواء اجلوي) وال أن يساويه أما جتاوزه فذلك مستحيل وعليه فكلام زاد‬
‫االرتفاع (انخفاض الضغط البارومرتي)‪.‬‬
‫هبوط الضغط اجلزيئي لألكسجني يف اهلواء اجلوي وهبط الضغط املذكور معه يف‬
‫هواء احلويصالت (انظر جدول ‪ ،)3‬وينخفض طرد ًيا مع هبوط الضغط اجلزيئي‬
‫لألكسجني يف اهلواء اجلوي وهواء احلويصالت التوتر اجلزيئي لألكسجني يف الدم‬
‫الرشياين (هبوط األكسجني) وهذا هو أحد املنبهات األساسية يف تعزيز التنفس الرئوي يف‬
‫ظروف اهلدوء وبسبب هبوط التنفس تعزيز حترر ثاين أكسيد الكربون يف الدم مع هواء‬
‫الزفري ونتيجة لذلك فإن توتر ثاين أكسيد الكربون يف الدم الرشياين ينخفض مع الصعود‬
‫إىل املرتفعات أي تقوي عملية هبوط ثاين أكسيد الكربون يف الدم والتي يمكن بدورها أن‬
‫تعزز النسيج العضيل وانقباض األوعية بصورة كبرية وتعترب نتائج عملية تضيق أوعية‬
‫الدماغ مزعجة جدً ا للجسم‪.‬‬
‫عند تعزيز عملية طرد ثاين أكسيد الكربون من الدم مع هواء الزفري فإن تركيز ثاين‬
‫أكسيد الكربون املذاب يف الدم سينخفض بصورة أكرب من انخفاض البيكربونات‪ ،‬لذلك‬
‫فإن املؤثر اآلخر‪.‬‬
‫هلبط التنفس العايل هو إزاحة استجابة الدم باالجتاه القلوي أي مضاعفة ‪ ،PH‬أن‬
‫تأثريا‬
‫هبوط التوتر اجلزيئي لثاين أكسيد الكربون ومضاعفة ‪ PH‬يف الدم الرشياين يسبب ً‬
‫إلعاقة املركز التنفيس‪ ،‬وينبغي أن ينظر إىل مستوى التنفس يف املرتفعات كفسلجة موفقة‬

‫‪114‬‬
‫بني التكيف املطلوب يف تزويد اجلسم باألكسجني يف ظروف هبوط األكسجني ورضورة‬
‫املحافظة عىل التوازن احلاميض – القلوي – يف قيمته الطبيعية‪.‬‬
‫يؤدي هبوط التوتر اجلزيئي لألكسجني يف الدم الرشياين يف ظروف هبوط األكسجني‬
‫العايل إىل انخفاض التشبع النسبي للهيموجلوبني باألكسجني وبالتايل إىل انخفاض تركيز‬
‫األكسجني يف الدم‪ ،‬فعىل ارتفاعات ترتاوح بني ‪ 3111 – 2111‬مرت يساوي الضغط‬
‫اجلزيئي لألكسجني من هواء احلويصالت ‪ 51-61‬ملم زئبق تقري ًبا‪ ،‬أي إنه يكون ضمن‬
‫حدود السطح العلوي لقسم منحنى تفكك اهليموجلوبني املؤكسد (الشكل ‪ )0‬ويضمن‬
‫ارتفاعا نسب ًيا لتشبع الدم باألكسجني يف الشعريات الرئوية‪ ،‬يزيد عن ‪ %01‬من‬
‫ً‬ ‫ذلك‬
‫اهليموجلوبني يف هيئة هيموجلوبني مؤكسد‪ ،‬ويف املرتفعات العالية ينخفض ضغط‬
‫األكسجني يف احلويصالت يف القسم الوسطي ملنحنى تفكك اهليموجلوبني املؤكسد لذلك‬
‫فإن كفاءة ارتباط األكسجني يف الدم ونقله يف املرتفعات العالية ستنخفض بصورة حادة‬
‫أن هبوط تشبع الدم الرشياين باألكسجني لغاية ‪ %51‬من القيمة الطبيعية يولد مجلة من‬
‫أعراض هبوط األكسجني الثقيلة والتي تعرف (باملرض اجلبيل) كوجع الرأس والشعور‬
‫بالتعب واضطراب النوم واضطراب اجلهاز اهلضمي وغري ذلك‪.‬‬
‫وأثناء العمل العضيل ويف ظروف هبوط األكسجني العايل ينخفض الضغط اجلزيئي‬
‫لألكسجني يف الدم الوريدي‪ ،‬فيكون كام هو عليه يف الظروف االعتيادية‪ .‬لذا فإن تباين‬
‫منظومة الرشيان الوريدي فيام يتعلق بكمية األكسجني يف الظروف اجلبلية تكون أقل مما‬
‫هي عليه يف املناطق املستوية عند تنفيذ العمل نفسه وكلام كان االرتفاع (حيث درجة‬
‫هبوط األكسجني أكرب) واحلمولة أكثر شدة انخفض توتر األكسجني وتشبع الدم‬
‫الرشياين به بصورة اكثر وضوحا‪.‬‬
‫عند تنفيذ عمل عضيل يف املرتفعات فإن مضاعفة تركيز احلامض اللبني يف العضالت‬
‫والدم حيدث عند تنفيذ محوالت أوطأ مما ينبغي تنفيذها يف مستوى سطح البحر‬
‫"انخفاض العتبة الالأكسجينية " فرتكيز احلامض اللبني يف العضالت والدم للحمولة‬
‫الواحدة عند أداء العمل يف املرتفعات يكون أكرب مما هو عليه يف مستوى سطح البحر‪،‬‬
‫لذلك فان القدرة الالأكسجينية القصوى وعىل األقل ذلك اجلزء منها والذي حتدده‬

‫‪115‬‬
‫منظومة وجود حامض اللبنيك يف الدم ال تنخفض يف املرتفعات‪ .‬وتشهد عىل ذلك تلك‬
‫احلقيقة التي تشري إىل أن الدين األكسجيني األعظم يكون يف األيام األوىل يف املرتفعات‬
‫كام هو عليه عند مستوى سطح البحر‪.‬‬
‫وظيفة الدورة الدموية‪:‬‬
‫يعوض عن هبوط تشبع الدم باألكسجني عند أداء عمل أوكسجيني دون قيمته‬
‫القصوى يف املرتفعات من خالل زيادة الطرح القلبي أما احلجم االنقبايض يف هذه احلالة‬
‫سيكون كام هو أو أقل قليال مما هي عليه يف الظروف الطبيعية‪ .‬وال ختتلف مؤرشات‬
‫ضغط الدم الرشياين بصورة ملحوظة عام عليه يف املناطق املستوية عىل الرغم من مالحظة‬
‫بعض االنخفاض للضغط االنبساطي يف املرتفعات ويرتبط ذلك بانخفاض مقاومة‬
‫املحلية لألوعية‪ .‬وتكون القيمة العظمي للطرح القلبي واحلجم االنقبايض واحدة يف‬
‫املرتفعات وعند مستوى سطح البحر‪ .‬عند تنفيذ محوالت أكسجينية قصوى‪ .‬أما القيمة‬
‫القصوى للطرح القلبي األعظم فيتم احلصول عليها يف ظروف هبوط األكسجني عند‬
‫تنفيذ محولة بشدة أوطأ مما هي عليه عند مستوى سطح البحر ومع الصعود إىل املرتفعات‬
‫ينخفض تيار الدم التاجي وتأمني األكسجني واحتياج العضلة القلبية له يف ظروف‬
‫اهلدوء‪.‬‬
‫ومن أجل تغطية استهالك العضلة القلبية من األكسجني يف أثناء عمل عضيل متوتر‬
‫فالبد ان يكون تيار الدم التاجي يف املرتفعات أكرب مما هو عليه يف مستوى البحر (وتقدر‬
‫هذه الزيادة بـ‪ %01‬يف ارتفاع ‪ 2011‬مرت و‪ %31‬يف ارتفاع ‪ 4111‬مرت)‪.‬‬
‫ومن اآلليات املهمة لزيادة الطرح القلبي يف أثناء العمل يف املرتفعات يمكن اعتبار‬
‫زيادة احلجم املركزي للدم والذي يؤدي إىل زيادة العودة الوريدية وحيدث ذلك استجابة‬
‫النخفاض توتر ثاين أكسيد الكربون يف الدم الرشياين (هبوط ثاين أكسيد الكربون يف‬
‫الدم)‪.‬‬
‫ومع مضاعفة الطرح القلبي فإن إمكانيات اجلسم يف األكسجني يف أثناء تنفيذ عمل‬
‫عضيل يف ظروف اهلبوط البارومرتي لنقص األكسجني يتضاعف نتيجة تعزيز تركيز الدم‬
‫القائم مما يؤدي إىل مضاعفة وجود األكسجني يف الدم الرشياين‪ ،‬لذا فإن االنخفاض‬

‫‪116‬‬
‫ضغط (وجود) األكسجني يف هواء الشهيق يف أثناء تأدية العمل يف املرتفعات يولد تقوية‬
‫إضافية للتنفس الرئوي ويضاعف الطرح القلبي ودرجة تركيز الدم مقارنة بالظروف‬
‫القائمة يف مستوى سطح البحر‪.‬‬
‫ان هذه اآلليات اإلضافية تزيد نقل األكسجني إىل العضالت العاملة وأنسجة اجلسم‬
‫األخرى‪ .‬ولكن حتى يف ظروف املرتفعات املتوسطة فإن هذه االستجابات التكيفية ال‬
‫يمكن أن تعوض بالكامل هبوط الضغط اجلزيئي وتركيز األكسجني يف هواء احلويصالت‬
‫والدم الرشياين‪ .‬لذلك تنخفض القدرة الغازية القصوى يف ظروف اهلبوط البارومرتي‬
‫لنقص األكسجني وتزداد قيمة توليد الطاقة األكسجينية من أجل تأمني العمل العضيل‬
‫الشديد‪.‬‬
‫تزداد رسعة استهالك األكسجني يف بداية العمل بصورة أبطأ مما هي عليه يف الظروف‬
‫االعتيادية‪ .‬ويرتبط هذا حلد كبري مع تباطؤ إعداد منظومات الدورة الدموية‪ ،‬ولذلك فان‬
‫العمل يف الظروف اجلبلية يتسم بزيادة نقص األكسجني‪.‬‬
‫إن العمل الشديد للجهاز التنفيس والقلب وكذلك خرق احلركة التنفسية يؤدي إىل‬
‫أن تكون القيمة الطاقية يف مثل هذه الظروف أعيل مما عليه يف ظروف مستوى سطح البحر‬
‫فمثال يتجاوز عند تنفيذ العمل نفسه يف املناطق املستوية بمقدار ‪ %0‬أما تقوية نشاط‬
‫منظومات التنفس والدورة الدموية يف تأمني العمل العضيل يف املرتفعات يشكل منطلقات‬
‫لتطوير اإلرهاق بصورة أرسع مما هي عليه عند مستوى سطح البحر ويف أثناء املكوث يف‬
‫مرتفعات عالية حتدث تغريات يف احلالة الوظيفية للمنظومة العصبية والتي خيرق بنتيجتها‬
‫التنظيم لوظيفة اجلسم‪.‬‬
‫التأمل اجلبيل (تكيف االرتفاع)‪:‬‬
‫يعني مصطلح التأمل اجلبيل"جمموعة الوسائل الفسلجية التكيفية املتخصصة التي تربز‬
‫يف أثناء عملية املكوث الطويلة أو غري الطويلة يف املرتفعات"‪.‬‬
‫وينخفض هذا التكيف تأثري هبوط ضغط األكسجني يف هواء الشهيق(هبوط‬
‫األكسجني)عىل حجم اإلنسان‪ .‬ويضاعف كفاءة أدائه يف هذه الظروف املتخصصة‪ .‬ومن‬
‫املمكن تقسيم ميكانيكية التكيف الطبيعي يف ظروف املرتفعات اجلوية إىل قسمني ويؤمن‬
‫‪117‬‬
‫القسم االول تقوية نقل األكسجني إىل أنسجة اجلسم‪ .‬يف حني يؤثر القسم الثاين عىل‬
‫املستوى النسيجي ويوجه لتقوية فاعلية استخدام األكسجني من قبل اخلاليا لتوليد الطاقة‬
‫األكسجينية‪ .‬وكلام كانت فرتت املكوث يف املرتفعات أطول زاد اكتامل التكيف نحوها‬
‫وبالتايل تصاعدت كفاءة األداء يف ذلك املرتفع‪ .‬إن اقرص فرتة الزمة للتكيف إزاء‬
‫املرتفعات تعتمد قبل كل شئ عىل االرتفاع نفسه‪ .‬إذ تساوي هذه الفرتة ‪ 01-6‬أيام إذا‬
‫كان االرتفاع ينحرص بني ‪ 2011-2111‬مرت وتزداد ايل‪ 20-00‬يو ًما‪ .‬عند زيادة علو‬
‫وأخريا فإن هذه الفرتة تساوي ‪ 20-20‬يوم إذا كان علو املرتفع‬ ‫ً‬ ‫املرتفع إىل ‪3611‬م‬
‫‪ 4011‬وما هذه سوي فرتات تقريبية ألن اجلزء األسايس يف هذا املجال يعتمد عىل املزايا‬
‫الذاتية للشخص إضافة لذلك فإن أي تواجد يف هذا اجلبال ال يمكن أن يقود إىل مستوى‬
‫كفاءة األداء التي يتمتع هبا الفرد عند مستوى سطح البحر مهام كان تواجد ذلك الشخص‬
‫يف املرتفعات طويال‪ .‬وال يمكن أن يكون عند سكان املناطق املنبسطة الذين يتواجدون يف‬
‫املرتفعات ذلك املستوى من االقتصاد يف نقل األكسجني وطرحه الذي يتم به سكان‬
‫املناطق اجلبلية‪ .‬فبعض الناس ال يمكنهم إطال ًقا التكيف يف املرتفعات ويعانون من شدة‬
‫املرض اجلبيل ويالحظ ذلك أحيا ًنا عند األشخاص الذين يولدون يف اجلبال‪ .‬ويمكن‬
‫تقسيم املكوث يف اجلبال بالنسبة للطول إىل أربعة درجات من التأمل هي‪:‬‬
‫‪-0‬حادة لغاية ‪ 31‬دقيقة‪.‬‬
‫‪-2‬قصرية بضعة أسابيع‪.‬‬
‫‪-3‬طويلة يضعه أشهر‪.‬‬
‫‪-4‬ثابتة العيش الدائم يف املرتفعات‪.‬‬
‫تضم امليكانيكية األساسية يف التكيف إزاء ظروف اهلبوط البارومرتي هلبوط‬
‫األكسجني اآليت‪:‬‬
‫‪-0‬مضاعفة التنفس الرئوي وما يصاحبه من تغريات يف توازن احلامض القلوي يف الدم‬
‫وأنسجه أخرى‪.‬‬
‫‪-2‬تقوية انتشار كفاءة الرئتني‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫‪-3‬مضاعفة تركيز الكريات احلمراء واهليموجلوبني‪.‬‬
‫‪-4‬التغري يف املستوى النسيجي‪.‬‬
‫تعزيز التنفس الرئوي‪:‬‬
‫يرى هبوط التنفس التكيفي يف الساعات األوىل من الوصول إىل املرتفعات وحيدث‬
‫عىل مدار عدد من األيام مضاعفة مستمرة للتنفس الرئوي عند تنفيذ احلمولة نفسها‪.‬‬
‫وبعد ميض أسبوع من املكوث يف املرتفع املعني يستقر املستوى املرتفع يف التنفس الرئوي‬
‫(الشكل‪ )2‬ويقلل التأمل الطويل إزاء ظروف اهلبوط البارومرتي هلبوط األكسجني‬
‫حساسية ميكانيكية املستقبل الكيمياوي لتنظيم التنفس اذ تضعف تأثري االنعكاسات عىل‬
‫املركز التنفيس واستجابته إزاء مؤثرات هبوط األكسجني وهبوط ثاين أكسيد الكربون‪.‬‬
‫وتشري الدراسات بأنه عىل مدى ‪ 22‬يوم من املكوث يف مرتفعات تعلو ‪4311‬م‬
‫ويساوي استهالك األكسجني يف أثناء تأدية العمل كمية تراوحت بني ‪226 – 226‬‬
‫لرت‪/‬دقيقة‪.‬‬
‫وتعاقبت التجارب بعد ميض يوم من التنفس باهلواء اجلوي واألكسجني التنفيس‬
‫وعند العودة إىل ظروف املناطق املنبسطة ينبغي مرور بضعة أسابيع كي يمكن للتنفس‬
‫الرئوي ان يبل مستواه الطبيعي‪.‬‬
‫مضاعفة الكفاءة التنافذية للرئتني‪:‬‬
‫تتغري الكفاءة التنافذية للرئتني يف أثناء التأمل اجلبيل ببطء شديد وهكذا فبعد ميض ستة‬
‫أشهر من اإلقامة يف مرتفع يبل علوه‪0511‬م ال تالحظ تغريات ملحوظة يف الكفاءة‬
‫التنافذية للرئتني‪ .‬وباإلضافة لذلك فان الكفاءة التنافذية عند السكان الثابتني والذين‬
‫يعيشون يف املرتفعات العالية يف فرتة طويلة تكون أكثر وضوحا من سكان املناطق‬
‫املنبسطة‪ .‬ويمكن للسطح العام للرئتني من أجل تنافذ الغازات عند األشخاص الذين‬
‫يعشون فرتة طويلة يف املرتفعات أن يتضاعف بعض اليشء من خالل مضاعفة مساحة‬
‫احلويصالت وحجم (سطح) احلويصالت الرئوية يفضل متددها الدائم أي التوسع‪.‬‬
‫ويؤدي هذا إىل جعل غشاء احلويصالت الشعرية أكثر رقة وهذا األمر الذي يسهل تنافذ‬

‫‪119‬‬
‫جزيئات األكسجني من خالله كام أن تباطؤ جريان الدم خالل األوعية الرئوية املوسعة‬
‫حيسن الظروف النتشار األكسجني‪.‬‬
‫يتسم السكان الدائمون يف مناطق املرتفعات العالية بان مجيع السعات الرئوية (العامة‬
‫واحليوية واملتبقية الوظائفية) وكذلك احلجم املتبقي للرئتني مضاعفة مقارنة بسكان‬
‫املناطق املنبسطة‪.‬‬
‫التغري يف منظومة الدورة الدموية‪:‬‬
‫توجه التغريات التكيفية األساسية يف منظومة الدم نحو مضاعفة إمكانياهتا لنقل‬
‫األكسجني‪ .‬ويعترب التأمل إزاء املرتفعات كتكيف إزاء التوتر اجلزئي املنخفض لألكسجني‬
‫وثاين أكسيد الكربون يف الدم ويف األنسجة األخرى ويعيق هبوط التنفس الكبري هبوط‬
‫الضغط اجلزئي لألكسجني يف هواء احلويصالت وبالتايل يف الدم الرشياين‪ .‬ولكن درجة‬
‫انخفاض التوتر اجلزئي لألكسجني يف الدم الرشياين يالحظ مبارشة عند الوصول إىل‬
‫املرتفعات‪ .‬وتبقي ثابتة ملدة أسابيع عديدة من التأمل‪ .‬أما عند املكوث القصري يف املرتفعات‬
‫فيستمر هبوط التوتر اجلزئي لثاين أكسيد الكربون يف الدم إضافة ملضاعفة التنفس‬
‫الرئوي‪ .‬ولكن نتيجة التأمل الطويل املستمر فإنه يتضاعف ‪،‬وهو ما يظهر سواء كان ذلك‬
‫يف ظروف اهلدوء أو يف زمن األداء العضيل‪.‬‬
‫جتري استعادة التوازن احلاميض ‪ -‬القلوي يف الدم وغريه يف سوائل اجلسم خالل‬
‫بضعة أيام من وصول الفرد إىل املرتفعات بصورة تدرجيية يفضل تعزيز إبراز القلويات‬
‫(البيكربونات) من الدم من خالل الكليتني مع البول وتنتهي عملية تنشيط إبراز‬
‫البيكربونات من الدم ‪،‬عندما يستعيد املؤرش‪ pH‬قيمته الطبيعية (‪ .)6241‬ويؤدي‬
‫انخفاض القالء إىل مواصلة تنشيط التنفس الرئوي‪.‬‬
‫إن انخفاض تركيز القاعدة املوازن (االحتياطي القلوي) يف دم األشخاص الذين‬
‫مؤرشا سلب ًيا‪ .‬إذ تنخفض الكفاءة ملقاومة األمحاض‬
‫ً‬ ‫تأقلموا يف املرتفعات الكبرية يتخذ‬
‫التي تظهر يف أثناء العمل العضيل نتيجة تكوين (حامض اللبنيك) يف الدم وخروجها منه‪.‬‬
‫ويمكن أن يكون ذلك أحد األسس يف هبوط كفاءة األداء‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫وينخفض تركيز األسيد يف الدم الرشياين عند تنفيذ محولة غازية دون القصوى مع‬
‫زيادة التأقلم إزاء االرتفاع‪ .‬كام أن تركيز األسيد األقىص يف الدم للشخص املعني هو‬
‫اآلخر ينخفض بعض اليشء يف عملية التأقلم يف املرتفعات لفرتة طويلة‪.‬‬
‫ويكون حجم البالزما يف الدم يف األيام األول للوصول يف املرتفعات قد انخفض‬
‫مقارنة باحلجم يف املناطق املنبسطة لذا يزداد مؤرش هبوط الكريات احلمراء ويتضاعف‬
‫كلام كان االرتفاع أعىل كان فقدان البالزما أشد عىل سبيل املثال بعد أسبوع من املكوث يف‬
‫مرتفع يبل علوه ‪2311‬م سينخفض حجم البالزما بمقدار يبل معدل ‪ %5‬يف حني‬
‫سيزداد هذا االنخفاض إىل ‪%06‬عند زيادة االرتفاع إىل ‪4311‬م ويزداد هبوط الكريات‬
‫احلمراء يف احلالة األوىل بنسبة مقدارها ‪ %4‬وتركيز اهليموجلوبني هي ‪ %21 ،%6‬عىل‬
‫التتايل‪.‬‬
‫تعترب بداية انخفاض حجم البالزما شاهدا عىل نزع املاء نتيجة هبوط التنفس وتنشيط‬
‫إفرازات العرق‪ .‬إن عدم رشب املاء بكميات كافية يف األيام األول للمعيشة يف اجلبال‬
‫يمكن أن ينشط نزع املاء خالل هذه املرحلة ال يوجد إحساس للعطش الشديد‪.‬‬
‫وينبغي تناول السوائل حتى يف حالة انعدام احلاجة الذاتية للسوائل ‪ .‬وجتري يف أثناء‬
‫الوجود املستمر يف املرتفعات عملية استعادة حجم البالزما املدورة إىل القيمة األولية (يف‬
‫وجود املناطق املنبسطة)‪ .‬ويتطلب ذلك يف ظروف اجلبال متوسطة االرتفاع بضعة أشهر‪.‬‬
‫ويتضاعف تركيز الكريات احلمراء واهليموجلوبني يف الدم األيام األوىل للمكوث يف‬
‫املرتفعات نتيجة الرتكيز الدموي الذي يسببه فقدان جزء من البالزما املجارية يف أوعية‬
‫خاصة‪ .‬ويؤمن الرتكيز الدموي احلفاظ عىل الرتكيز الطبيعي لألكسجني يف الدم الرشياين‬
‫دورا أساس ًيا يف تكيف اجلسم الرسيع لظروف هبوط األكسجني‪ .‬ويف‬
‫لذلك فهو يلعب ً‬
‫األيام األول من الوصول إىل اجلبال تنشط عملية تكون الكريات احلمراء التي تقود إىل‬
‫زيادة حقيقية يف إعداد الكريات احلمراء يف الدم‪ .‬ويصبح هذا العدد ملحو ًظا بعد ميض‬
‫‪ 4-3‬أيام من املكوث يف املرتفعات يزيد علوها عن ‪3111‬م ويزداد عدد الكريات‬
‫احلمراء الشبكيات والكريات احلمراء ذات األبعاد الكبرية التي تدور يف الدم‪ .‬إن درجة‬
‫مضاعفة العدد اإلمجايل وبالتايل تركيز الكريات احلمراء يف ارتفاع ال يتجاوز ‪ 4511‬مرت‬

‫‪111‬‬
‫ترتبط بعالقة خطية مع االرتفاع وطول فرتة املكوث يف اجلبال‪ .‬وعند زيادة االرتفاع إىل‬
‫‪6111‬م تنخفض عملية تكوين الكريات احلمراء عند مستلقي اجلبال بعد ميض بضعة‬
‫أيام عىل مكوثهم يف مرتفعات يزيد علوها عن ‪6111‬م يصل إىل ‪ 520‬مليون ملم‪ .3‬أما‬
‫علوا‪.‬‬
‫عند السكان الدائمني يف اجلبال فان هذا العدد يكون أكرب كلام كانت منطقة العيش ً‬
‫االرتفاع (م) صفر ‪6011 0011 4011 3011 2011 0011 0111‬‬
‫تركيز الكزيات احلمراء (مليون ‪/‬ملم‪522 623 626 622 025 020 023 )3‬‬
‫وتضاعف حجم الدم املدور نتيجة زيادة العدد اإلمجايل‪.‬‬
‫إن الرتكيز الدموي الذي حيدث يف بداية التأقلم يف املرتفعات والزيادة احلقيقية لعدد‬
‫مؤخرا وتؤدي إىل مضاعفة (هبوط الكريات‬ ‫ً‬ ‫الكريات احلمراء يف الدم والتي حتل‬
‫احلمراء) ولزوجة الدم والذي يؤدي بدوره إىل مضاعفة مقاومة األوعية املحلية ويؤثر يف‬
‫الوقت نفسه عىل ديناميكية الدم‪ .‬إن التغري الطفيف يف عدد الكريات احلمراء ال يعطى‬
‫تأثريا ملحو ًظا يف لزوجة الدم‪ .‬إن الزيادة الكبرية فقط قي عدد الكريات احلمراء التي‬
‫يمكن مالحظتها عىل سبيل املثال عند سكان املناطق اجلبلية املرتفعة جدً ا يمكن ان تظهر‬
‫تأثريا سلب ًيا حمد ًدا يف دور املدور‪.‬‬
‫إن تكوين كمية إضافية من اهليموجلوبني يف البداية يتأخر بعض اليشء مقارنة‬
‫بمضاعفة عدد الكريات احلمراء ولكن يف أثناء عملية التأقلم يترشد ويزداد تركيز‬
‫اهليموجلوبني يف الدم وعليه تتضاعف السعة األكسجينية يف الدم وعليه تتضاعف السعة‬
‫األوكسحينية يف الدم (اجلدول ‪.)20‬‬

‫‪111‬‬
‫اجلدول (‪ )11‬مؤرشات الدم يف حالة اهلدوء عن األفراد املتأقلمني يف ارتفاعات خمتلفة‬

‫تركيز‬ ‫السعة‬ ‫تركيز‬ ‫‪OUR‬‬


‫‪ %‬تشبع الدم‬ ‫ملم‪ /‬كغم‬
‫األكسجني يف‬ ‫األكسجينية‬ ‫اهليموكلوبني‬ ‫االرتفاع مرت‬
‫باألكسجني‬
‫الدم الرشياين ‪%‬‬ ‫للدم‪%‬‬ ‫غ‪%‬‬ ‫وزن اجلسم‬

‫‪2121‬‬ ‫‪06‬‬ ‫‪2121‬‬ ‫‪0023‬‬ ‫‪6026‬‬ ‫صفر‬


‫مستوى‬
‫سطح البحر‬

‫‪2120‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪2220‬‬ ‫‪0625‬‬ ‫‪5321‬‬ ‫‪3011‬‬

‫‪2020‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪2022‬‬ ‫‪0525‬‬ ‫‪0621‬‬ ‫‪3611‬‬

‫‪2224‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪2625‬‬ ‫‪2126‬‬ ‫‪01421‬‬ ‫‪4611‬‬

‫‪2026‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪3323‬‬ ‫‪2425‬‬ ‫ـ‬ ‫‪6011‬‬

‫أما معدل تركيز اهليموجلوبني وعدد الكريات احلمراء ال يتغري يف هذه احلالة كام‬
‫تساعد مضاعفة تركيز اهليموجلوبني يف االحتفاظ بالرتكيز الطبيعي وربام كان أكثر بعض‬
‫اليشء بالنسبة لألكسجني ‪.‬‬
‫حتدث زيادة عدد الكريات احلمراء وتركيز اهليموجلوبني يف ظروف اجلبال ذات‬
‫االرتفاع املتوسط بصورة بطيئة جدا ويكون هذا العدد أكرب كلام كان االرتفاع أعىل وفرتة‬
‫املكوث منه أطول أما تركيز اهليموجلوبني يف املرتفعات الشاهقة يف الدم فتزداد برسعة‬
‫وبصورة ملحوظة‪ .‬وتشكل عند السكان الدائمني كمية تتجاوز ‪21‬غ‪ ./‬ولكل ‪311‬م‬
‫زيادة يف االرتفاع يتضاعف مقابلها تركيز اهليموجلوبني يف الدم بمعدل ‪ %221‬عند‬
‫الرجال و‪ %025‬عند النساء‪.‬‬
‫ينحرف منحني أكسدة اهليموجلوبني املتفكك يف أثناء عملية التأقلم اجلبيل نحو‬
‫اليمني مما يفسح املجال لتأمني متوين األنسجة باألكسجني وتتجيل أمهية ذلك خصوصا يف‬
‫العضالت العاملة ‪ .‬ولعل إحدى ميكانيكية هذا االنحراف يمكن أن تكون مضاعفة‬
‫الرتكيز يف كريات الدم احلمراء وهو ما يالحظ عند األفراد الذين يعيشون بصورة دائمية‬

‫‪111‬‬
‫يف املناطق اجلبلية ولكن حتى بعد التأقلم التام يف املرتفعات تبقي عملية متوين األنسجة‬
‫باألكسجني يف الدم الرشياين (اجلدول ‪.)22‬‬
‫اجلدول (‪ )11‬مؤرشات الدم يف حالة اهلدوء يف ارتفاعات خمتلفة‬
‫تركيز‬ ‫التشبع‪ %‬للدم‬ ‫الضغط اجلزئي‬ ‫تركيز‬ ‫الظروف‬ ‫االرتفاع (م)‬
‫األكسجني يف‬ ‫الرشياين‬ ‫لألكسجني‬ ‫اهليموكلوبني‬ ‫‪%‬‬ ‫والضغط‬
‫الدم الرشياين‬ ‫باألكسجني‬ ‫الرشياين ملم‬ ‫لألكسجني‬ ‫البارومرتي‬
‫‪%‬‬ ‫زئبق‬ ‫الرشياين‬ ‫ملم زئبق‬
‫‪0026‬‬ ‫‪06‬‬ ‫‪010‬‬ ‫‪0020‬‬ ‫اهلدوء‬ ‫صفر (‪)661‬‬
‫القصوى‬
‫‪0024‬‬ ‫‪06‬‬ ‫‪05‬‬
‫القائمة‬
‫اهلدوء‬
‫‪2126‬‬ ‫‪03‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪0626‬‬ ‫‪)051( 231‬‬
‫القصوى‬
‫اهلدوء‬
‫‪2126‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪0622‬‬ ‫القصوى‬ ‫‪)021( 301‬‬
‫القائمة‬
‫اهلدوء‬
‫‪620‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪0522‬‬ ‫القصوى‬ ‫‪)421( 431‬‬
‫القائمة‬

‫يكون الطرح القلبي عند أداء عمل غازي قريب من حدوده العظمي يف األيام األول‬
‫من الوصول إىل اجلبال أكرب مما عليه عند مستوى سطح البحر‪ .‬ومن ثم يبدأ باالنخفاض‬
‫التدرجيي خالل بضعة أسابيع إىل أن يبل تلك القيمة التي تتسم هبا ظروف املناطق‬
‫املنبسطة‪ .‬وحيدث انخفاض الطرح القلبي متزامنا مع مضاعفة السعة األكسجينية للدم‬
‫(تركيز اهليموجلوبني) ويكون خالل احلموالت الصغرية نسبيا مرتفعة بعض اليشء يف‬
‫الفرتة األوىل من اإلقامة يف اجلبال ولكن يف املراحل املتأخرة للتأقلم تصبح كام هي عليه يف‬
‫ً‬
‫أعامال ذات قدرة كبرية جدا فإن هذه القيمة‬ ‫ظروف مستوى سطح البحر‪ .‬أما عند تنفيذ‬
‫يمكن ان تكون عند األشخاص املتأقلمني اقل مما هي عليه يف املناطق املنبسطة‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫وال يتغري الطرح القلبي األعظم يف ظروف املرتفعات املتوسطة يف البداية ولكن مع‬
‫ميض الوقت قي اجلبال يأخذ يف االنخفاض لبعض اليشء وهذا األمر الذي يعد كنتيجة‬
‫النخفاض احلجم االنقبايض الن القصوى تبقي عادة بال تغيري ويف الوقت نفسه فان‬
‫الطرح القلبي األعظم يف املرتفعات العالية ينخفض بصورة ملحوظة‪.‬‬
‫وتكون املقاومة املحلية لألوعية عند سكان املناطق املنبسطة الذين تأقلموا للعيش يف‬
‫املرتفعات منخفضة بعض اليشء ويعترب هبوط األكسجني مؤثرا لتوسيع األوعية التاجية‬
‫يف الدماغ وغربها من األوعية األخرى‪ .‬وإذا مل يكن هناك توسع تعوييض لزيادة حجم‬
‫الدم فان مضاعفة لزوجيته وانخفاض تشبعه باألكسجني سيشكالن محولة كبرية جدً ا يف‬
‫عمل القلب ويكون الضغط الرشياين عند سكان اجلبال املرتفعة الدائمني أوطأ بعض‬
‫اليشء مما هو عليه عند سكان املناطق املنبسطة فعند األشخاص الذين يعيشون يف مناطق‬
‫يتجاوز ارتفاعها ‪3111‬م حيدث ارتفاع يف ضغط الدورة الدموية الصغرى بمقاومة كبرية‬
‫يف أوعيتها وتوسع يف البطني األيمن‪ .‬إن هذا يؤمن عالقة أكثر انتظاما بني التنفس ونفاذ‬
‫السوائل يف الرئتني مما يقلل التباين يف ضغط األكسجني بني هواء احلويصالت والدم‬
‫الرشياين أن التغريات املشار إليها ختتفي تدرجي ًيا حال العودة إىل املناطق املنبسطة‪.‬‬
‫التكييف النسيجي‪:‬‬
‫توجه التغريات األساسية يف األنسجة التي حتدث يف ظروف هبوط التوتر اجلزئي‬
‫لألكسجني نحو مضاعفة فاعلية احلصول عىل األكسجني واستنفاذه لتكوين الطاقة‬
‫الغازية وتتخلص هذه التغريات باآليت‪:‬‬
‫تعزيز الشعريات النسجية (مضاعفة عدد كثافة الشعريات) مضاعفة تركيز‬
‫اهليموجلوبني يف العضالت اهليكلية‪.‬‬
‫بمضاعفة تركيز احلبيبات الفتيلية (‪ )mitochondrium‬مضاعفة تركيز ونشاط‬
‫اإلنزيامت املؤكسدة‪.‬‬
‫ً‬
‫طويال‬ ‫وتتطلب هذه التغريات عىل عكس امليكانيكية تكيفية الفسلجية املنوه عنها وق ًتا‬
‫لذلك فهي يعثر عليها فقط عند السكان الذين يمكثون طويال يف مرتفعات شاهقة‪.‬‬
‫إن الزمن األمثل للتأقلم منسوبا إىل املعيشة الطويلة يف اجلبال ‪ -‬هي مرحلة نمو‬
‫وتطور الطفل‪.‬‬
‫‪115‬‬
‫تغري (االستهالك األعظم لألكسجني)‪:‬‬
‫مع مرور الزمن يف األقلمة عادة ما يتصف (س ع ك) بحيث انه عندما متيض بضعة‬
‫أسابيع عىل البقاء يف املرتفعات حتى يصبح أكرب مما كان عليه يف األيام الدول وتبدو هذه‬
‫وضوحا يف املرتفعات املتوسطة مما هي عليه يف املرتفعات الشاهقة‪ .‬فبعد ميض‬
‫ً‬ ‫الزيادة أكثر‬
‫فرتة ‪ 0-3‬أسابيع من املكوث يف املرتفعات املتوسطة يشكل انخفاض (س ع ك) نسبة ال‬
‫تتجاوز ‪ %06-6‬مقارنة بقيمته يف املناطق املنبسطة ان انخفاض قيمة (س ع ك) لدرجة‬
‫واحدة من هبوط األكسجني يكون عند سكان اجلبال أقل مما هو عليه عند األشخاص‬
‫الذين يسكنون يف اجلبال وهم سكان املناطق املنبسطة‪ .‬كام أن التدريب يف املرتفعات‬
‫وعملية التأقلم يف اجلبال تزيد من (س ع ك) عند األفراد املتدربني يف اجلبال أكرب من‬
‫األفراد غري املتدربني ولكن حتي يف حالة التأقلم النشط املتواصل تبقي قيمة (س ع ك) يف‬
‫اجلبال أوطأ مقارنة بالقيمة األولية هلذه املؤرش يف املناطق املنبسطة عند مستوى سطح‬
‫البحر‪ .‬وجتدر اإلشارة إىل أن الرياضيني من ذوي املهارات العالية انخفضت قيمة (س ع‬
‫ك) بنسبة ‪ %04‬عند وصوهلم مدينة املكسيك (عىل ارتفاع ‪2311‬مرت) وبعد ميض ‪00‬‬
‫يوما يكون شكل االنخفاض يف القيمة ‪ %6‬مقارنة بالقيمة األولية (س ع ك) وبل معدل‬
‫انخفاض (س ع ك) عند ثامنية رياضيني حيملون لق ًبا دول ًيا ‪(%06‬تراوح االنخفاض‬
‫الشخيص بني ‪ )%06,6‬وحتى األشخاص الذين يقطنون اجلبال بصورة دائمة من‬
‫الرياضيني املتدربني الذين حيتفظون بقيمة منخفضة (س ع ك) يف ذلك االرتفاع مقارنة‬
‫عند مستوى سطح البحر فعىل سبيل املثال لقد كانت قيمة (س ع ك) عند الرياضيني من‬
‫سكان املرتفعات ذات علو ‪ 3011‬م بصورة دائمية أقل بنسبة ‪%26‬من قيمته عند مستوى‬
‫سطح البحر‪.‬‬
‫ويساعد يف ارتفاع قيمته (استعادة ) (س ع ك) يف املرتفعات آليات متنوعة لتكييف‬
‫تعوييض يف ظروف هبوط األكسجني‪ :‬تنشيط التنفس الرئوي مضاعفة الكفاءة التنافذية‬
‫للرئتني زيادة السعة األكسجينية يف الدم واحلجم اإلمجايل للدم املدور والطرح القلبي‬
‫وتقوية اخلاصية الشعرية للعضالت اهليكلية واحلبيبات يف اخلاليا العضلية وزيادة نشاط‬
‫اإلنزيامت املؤكسدة‪ .‬وعندما يعود اإلنسان إىل املناطق املنبسطة فهو يفقد عىل مدى بعض‬
‫األسابيع تدرجي ًيا ذلك التكيف يف ظروف اهلبوط البارومرتي لنقص األكسجني‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫كفاءة األداء الرياضية‪:‬‬
‫يف املرتفعات املتوسطة وبعد العودة إىل مستوى سطح البحر ينخفض األداء البدين‬
‫لإلنسان عند صعود لإلنسان عند صعود املرتفعات ويشمل هذا بصورة أساسية كفاءة ا‬
‫الغازية (املطاولة) اذ يؤرش انخفاضها بدء ًا من علو ‪0211‬م‪ .‬وال يوجد يف هذا املجال‬
‫فرق بني األشخاص املتدربني وغري املتدربني حيث تنخفض كفاءة األداء عند هؤالء‬
‫حلظة وصوهلم اجلبال بكمية متساوية تقريبا مقارنة بمستوي املناطق املنبسطة كام يالحظ‬
‫تأثري املرض اجلبيل بدرجة أكثر وضوحا عند الرياضيني‪.‬‬
‫كفاءة األداء الرياضية عند تنفيذ متارين القوة املميزة بالرسعة (الالأوكسجينية)‪:‬‬
‫إن القوة العضلية وكذلك احلركة التنسيقية خالل اجلهود القصوي ال تتغري عمل ًيا عند‬
‫الصعود إىل املرتفعات أو عند استنشاق مزيج من الغاز حيتوي تركيز واطئ من‬
‫األكسجني‪ .‬لذا ففي التامرين الرياضية غري الطويلة ال تتجاوز الواحدة (القوة املميزة‬
‫انخفاضا واضح يف النتائج مقارنة باملناسبات املنبسطة وباإلضافة‬
‫ً‬ ‫بالرسعة) ال حيالحظ‬
‫لذلك ففي املرتفعات وبسبب هبوط كثافة اهلواء فيمكن أن يكون التناقص للمسافات‬
‫القصرية (وخاصة يف ركوب الدراجات) أعىل مما عليه يف مستوى سطح البحر ولكن‬
‫ينبغي األخذ بعني االعتبار أن عملية االستعادة يف اجلسم جتري املرتفعات بصورة بطيئة‬
‫لذلك فإن إعادة تنفيذ التامرين حتى وإن كانت قصرية يف هذه الظروف تسبب حصول‬
‫إرهاق رسيع وهبوط يف كفاءة األداء مما عليه يف السباق التي تنفذ يف املرتفعات يف هذا‬
‫االرتفاع حاجة لتأقلم أوىل منخفض يقوم به الريايض يف هذا االرتفاع وإذا مل يعالج‬
‫الريايض من املرض اجلبيل فعندئذ يمكن انتخاب زمن مكوثه من أجل املنافسات‬
‫اختيار ًيا‪.‬‬
‫كفاءة األداء الرياضية عند تنفيذ التامرين من أجل املطاولة‪:‬‬
‫إن كفاءة األداء البدنية للرياضيني املتخصصني يف املطاولة التي تزيد عن دقيقة كاملة‬
‫بأهنا يف املرتفعات أوطأ مما هي عليه يف مستوى سطح البحر‪ .‬ويستثني من ذلك التامرين‬
‫القصرية نسبيا حيث يؤثر عىل نتائجها التأثري الكبري لقيمة مقاومة (كثافة اهلبوط إن هبوط‬

‫‪117‬‬
‫اإلمكانيات الفلسجية للرياضيني يف هذه التامرين يعوض عنه من خالل حتسني ميكانيكية‬
‫ظروف تنفيذها‪.‬‬
‫ويف بعض احلدود يكون انخفاض النتائج أكثر شدة وكلام كانت مسافة السباق أطول‬
‫كان االرتفاع عاليا وكلام كان هبوط كفاءة األداء البدنية الغازية التي جتري بصورة موازية‬
‫مع انخفاض أشد ويعترب انخفاض النتائج الغازية السبب األسايس يف انخفاض املطاولة‬
‫يف املرتفعات واستنا ًدا هلبوط كفاءة األداء فإن حتمل احلموالت التدريبية املكثفة تنخفض‬
‫يف املرتفعات‪ .‬ومع تطور آليات تكيف جسم اإلنسان إزاء هبوط األكسجني يف املرتفعات‬
‫تتحسن كفاءة األداء البدنية بصورة طفيفة لذلك املرتفع‪ .‬وهنا يتطلب التكيف لتنفيذ‬
‫تأقلام أطول ومن أجل بلوغ نتيجة جيدة يف ارتفاع‬
‫متارين استمرارية أطول يف املرتفعات ً‬
‫‪2111‬م وأكثر يف متارين ذات قدرة قصوى وقريبة من القصوى جيب أن تكون فرتة‬
‫التأقلم أقرص ما يمكن (‪ 3-2‬أسابيع) أما املكوث الالحق يف ظروف املرتفعات املتوسطة‬
‫فإنه سيحسن ً‬
‫قليال جدً ا كفاءة األداء الغازية لذا فهو غري جمد إن األشخاص املتدربني‬
‫بصورة جيدة ال يتأقلمون إزاء املرتفعات العالية بصورة أرسع وأشد كفاءة من‬
‫األشخاص الذين مل يتدربوا ويؤثر االرتفاع عىل كفاءة أداء سكان اجلبال الدائمني كام يؤثر‬
‫عىل كفاءة أداء سكان املناطق املنبسطة إن النتائج الرياضية التي يظهرها السكان الدائمني‬
‫يف املناطق اجلبلية شأهنا النتائج الرياضية التي يظهرها السكان الدائمون يف املناطق اجلبلية‬
‫شأهنا شأن النتائج الرياضية عند سكان املناطق املنبسطة فهي تنخفض يف املرتفعات كلام‬
‫زادت مسافة السباق (زمن األداء) مقارنة بالنتائج يف املناطق املنبسطة‪.‬‬
‫تأثري التدريب يف ظروف املرتفعات املتوسطة عىل كفاءة األداء يف ظروف املرتفعات‬
‫عند مستوى سطح البحر‪:‬‬
‫تغريا فسلج ًيا‬
‫يتضح مما تقدم ان التكيف إزاء هبوط األكسجني يف املرتفعات يسبب ً‬
‫ينسجم يف الكثري من العالقات مع ما حيدث يف أثناء عملية التدريبات من أجل املطاولة‬
‫عند مستوى سطح البحر ويف مجيع احلاالت تتضاعف اإلمكانية الغازية للجسم التي‬
‫ترتبط بإمكانية يف نقل األكسجني وكفاءة النسيج (يف العضالت العاملة) يف إنفاق‬
‫األكسجني لنواتج الطاقة الغازية وهنا يتبع التساؤل اآليت‪ :‬هل يمكن للتدريب يف‬

‫‪118‬‬
‫املرتفعات أن يسبب تغريات فسلجية إضافة من شأهنا أن تعزز النتاجية الغازية وكفاءة‬
‫األداء الغازية البدنية (املطاولة) عند الرياضيني يف املناطق املنبسطة؟ وبضعة أخرى هل‬
‫تتضاعف كفاءة األداء يف مستوى سطح البحر بعد الوصول إىل املرتفعات وهل يكون‬
‫التدريب يف املرتفعات أكثر كفاءة من التدريب نفسه عند مستوى سطح البحر؟‬
‫فالبيانات العملية املتعلقة بتأثري العيش والتدريب يف املرتفعات هتدف إىل مضاعفة‬
‫كثريا‪ .‬وليس هناك أدنى شك بأن السكان‬
‫املطاولة يف ظروف املناطق املنبسطة متناقضة ً‬
‫الدائمني يف الظروف اجلبلية يمتلكون ميزة يف سباق املطاولة إذا هو جرى يف تلك‬
‫الظروف نفسها مقارنة بالرياضيني الذين يسكنون بصورة دائمة يف مستوى سطح البحر‪.‬‬
‫يف أثناء تنفيذ العمل الغازي األعظم يف مرتفعات متوسطة فان سكان اجلبال الدائميني‬
‫يتصفون بسعة أكسجينية كبرية جدً ا يف الدم وبطرح قلبي أكرب مما عليه عند السكان يف‬
‫املناطق املنبسطة الذين هم بمستوى التدريب نفسه ومن جهة أخرى فإن السكن الدائم أو‬
‫لفرتة طويلة يف املرتفعات العالية ال يعطي مزية بالنسبة للمطاولة الغازية التي تظهر يف‬
‫املناطق املنبسطة فالسكن والتدريب املكثف للرياضيني املتدربني وبصورة جيدة يف‬
‫املرتفعات املتوسطة خالل بضعة أسابيع ال يعطي دائام تأثريا إضاف ًيا وحتى إن البقاء‬
‫واملستمر يف املرتفعات الشاهقة ال يظهر تأثريا مضمو ًنا يف مستوى كفاءة األداء الغازية‬
‫ملناطق املستوية‪.‬‬
‫عند حتليل تأثري االستعداد يف املناطق متوسطة االرتفاع يف نتائج املشاركة يف ظروف‬
‫املناطق متوسطة االرتفاع يف نتائج املشاركة يف ظروف املناطق املنبسطة البد من األخذ‬
‫بعني االعتبار املتغريات الذاتية اجلوهرية ويؤدي هذا اإلعداد عند الفريق األول من‬
‫الرياضيني إىل مضاعفة النتائج وعند آخرين إىل هبوط النتائج وعند الفريق ثالث ال يؤدي‬
‫إىل تأثري ملحوظة إضافة لذلك فمن املهم األخذ باحلسبان أن احلالة الوظائفية وكفاءة‬
‫واضحا مضاعفة كفاءة األداء‬
‫ً‬ ‫األداء الرياضية يف مرحلة إعادة التأقلم حتمل طابعا طور ًيا‬
‫الرياضية تتناوب مع هبوطها املؤقت وفيام يبدو أن التنظيم املتخصص للعملية التدريبية يف‬
‫الظروف اجلبلية وكذلك فرتة إعادة التأقلم تلعب دورا هاما يف مضاعفة كفاءة أداء املناطق‬
‫املنبسطة تظهر يف اجلسم خالل عملية املكوث الطويل يف الظروف اجلبلية تغريات تكيفية‬
‫تساعد يف مضاعفة كفاءة األداء يف هذه الظروف البدنية املتخصصة وإضافة لذلك فان‬

‫‪119‬‬
‫هذه التغريات ال تعطي أفضلية ملحوظة عند أداء هذه اإلعامل يف الظروف البدنية‬
‫املتخصصة األخرى ويف األخص عند مستوى سطح البحر‪.‬‬
‫املرتفعات اجلبلية العليا واملتوسطة ونقص األكسجة االصطناعية يف نظام إعداد‬
‫الرياضيني‪:‬‬
‫تكون العملية التدريبية ذات فعالية فقط يف حال ارتباطها عضويا بمختلف أشكال‬
‫العوامل التي تضاف إليها عن طريق مؤثرات مرافقة تسمح يف إحداث تغري اجيايب وعيل‬
‫حتفيز وجريان االستجابات التكيفية ونظام العمل والراحة والوقاية من مظاهر التعب‬
‫املفرط والتوتر الزائد لألنظمة الوظيفية‪ .‬ولذلك فإن تقسيم املرحلة التدريبية إىل مراحل‬
‫وبناء وحمتوي خمتلف املكونات جيب أن ينظر إليه كعامل موحد جيمعه ما يسمى بالعوامل‬
‫غري التنافسية ‪ -‬كظروف املرتفعات املتوسطة والعالية ونقص األكسجة االصطناعية‬
‫واألسفار الطويلة إىل أماكن اإلعداد واملنافسات وما يرافق ذلك تغري يف املزاج‪" :‬تعب‬
‫الطريق" وفقدان توازن "الساعة البيولوجية" ووسائل حتفيز القدرة عىل العمل‬
‫والعمليات اإلستشفائية يف أثناء تنفيذ برامج التدريبية والدورات القصرية والتغذية‬
‫واإلضافات الغذائية بمختلف أنواعها الدوائية‪.‬‬
‫املرتفعات اجلبلية العالية واملتوسطة ونقص األكسجة االصطناعي يف نظام اإلعداد‪:‬‬
‫مسألة إعداد الرياضيني واملسابقات يف ظروف اجلبال لفت انتباه جمموعة واسعة من‬
‫اخلرباء يف جمال الرياضة أعوام الستينات بعد األلعاب األوملبية يف مدينة مكسيكو‪ ،‬املدينة‬
‫التي تقع عىل ارتفاع ‪2241‬م فوق سطح البحر‪ .‬يف البداية انحرصت األبحاث يف مسألة‬
‫األقلمة مع ظروف االرتفاعات اجلبلية املتوسطة ألن االنخفاض الكبري للضغط اجلزئي‬
‫األكسجني يف اهلواء املستنشق يؤثر عىل قدرة الرياضيني عىل العمل وحتملهم لألمحال‬
‫ونشاط أهم أنظمة اجلسم الوظيفية‪.‬‬
‫رسعان ما أظهرت هذه النتائج التجريبية التي تم التوصل إليها يف أثناء الدراسة تأثري‬
‫التدريبات يف اجلبال عىل جسم الريايض ويف أثناء إجياد نقص أكسجة اصطناعية يف املخابر‬
‫أيض ًا‪ ،‬أظهرت رضورة كهذه إعدا ًدا ليس لرفع فعالية النشاط التنافيس فقط ظروف‬
‫االرتفاعات اجلبلية املتوسطة باإلضافة إىل فائدهتا لرفع قدرات جسم الريايض الوظيفية‬

‫‪140‬‬
‫ورفع نتائج مشاركتهم يف املسابقات التي تقام يف السهول‪ .‬كل هذا حفز علامء الرياضة‬
‫باإلضافة إىل اخلرباء العاملني يف الرياضة البحث عن طرق اإلعداد يف املرتفعات املتوسطة‬
‫والعليا لرفع فعالية عملية إعداد الرياضيني املختصني يف ألعاب تتطلب إظهار التحمل‪.‬‬
‫ولكن جيب أن نشري إىل أسس دراسة هذه املسألة من كل جوانبها ظهرت قبل ذلك بوقت‬
‫بعيد‪( .‬ما تفييف‪ 0002 ،‬ياكوفليف ‪.)0000‬‬
‫ناجحا لإلعداد للمسابقات املقامة يف األماكن اجلبلية‬
‫ً‬ ‫أصبح التدريب يف اجلبال ً‬
‫عامال‬
‫أيضا لالحتياطيات الوظيفية ونقل تكيف جسم رياضيني‬ ‫وأيض ًا وسيلة حشد فعالة ً‬
‫مؤهلني عاليا إىل مستوى جديد وأعىل للمشاركة يف املسابقات يف ظروف السهل وهذه‬
‫األبحاث أصبحت جترى يف بلدان عديدة منها "االحتاد السوفيتي وأملانيا الديمقراطية"‪.‬‬
‫والدافع لدراسة مسألة اإلنسان مع ظروف اجلبال‪ ،‬نظرا للمهام العملية لرياضة‬
‫األرقام القياسية‪ ،‬أصبح نجاح مشاركات العدائيني األفارقة للمسابقات الطويلة الذين‬
‫يعيشون بشكل دائم ويتدربون يف الظروف اجلبلية املتوسطة والعليا‪ .‬إن املفاجأة األوىل من‬
‫هذا النوع كانت عام ‪ 0061‬يف األلعاب االوملبية حينام فاز العداء األثيويب "أبيي بيكيال"‬
‫فوزا‬
‫بفارق كبري ورقم قيايس عاملي جديد يف سباق املاراثون‪ .‬واعترب ذلك يف البداية ً‬
‫رقام عامل ًيا جديدً ا متفو ًقا عىل‬
‫بالصدفة لكن "بيكيال" يف اوملبياد عام ‪ 0064‬حقق أيض ًا ً‬
‫صاحب املركز الثاين بأربعة دقائق‪ .‬ومن ثم تالها فوز عدد كبري من العدائني األفارقة‬
‫الذين يعيشون ويتدربون يف املرتفعات اجلبلية‪.‬‬
‫يف النصف الثاين من الستينات وبداية السبعينات صدر عدد كبري من األعامل أثبت‬
‫فيها بشكل مقنع فعالية التدريب يف اجلبال لرفع القدرات اهلوائية والتحمل لدي‬
‫الرياضيني بعد العودة من اجلبل‪ .‬العديد من الرياضيني املختصني بالركض ملسافات‬
‫متوسطة طويلة أصبحوا يصعدون إىل املرتفعات اجلبلية املتوسطة والعالية إىل معسكرات‬
‫التدريب ومتكنهم بعد ذلك من إظهار نتائج تثبت فعالية مثل هذا اإلعداد‪ .‬أدخل يف بداية‬
‫السبعينات التدريب يف الظروف اجلبلية املتوسطة إىل اإلسرتاتيجية العامة إلعداد‬
‫رياضيني من مستويات عليا يف أملانيا الديمقراطية من أهم العوامل املسببة للنتائج العليا‬
‫للرياضيني يف األلعاب الرياضية املرتبطة بإظهار التحمل‪ .‬منذ ذلك الوقت رياضيو هذه‬

‫‪141‬‬
‫الدولة من خمتلف األلعاب الرياضية وبشكل منتظم يتوجهون ملدة ثالثة أو أربعة أسابيع‬
‫إىل معسكرات املرتفعات اجلبلية املتوسطة يف (‪2111‬م) فوق سطح البحر خمصصة‬
‫إلعداد ريايض أملانيا الديمقراطية وبلغاريا ومن ثم إىل معسكرات مرتفعة عن سطح‬
‫البحر يف دول أخرى‪ .‬كان العمل عىل إعداد الرياضيني قي ظروف املرتفعات املتوسطة‬
‫يرافقه أبحاث واسعة وعلمية يف هذا املجال‪.‬‬
‫إن إخفاق الرياضيني السوفيت يف أوملبياد ‪0065‬يف املكسيك سببه عىل األغلب‬
‫اإلعداد املبارش غري الفعال للمنافسات وإمهال رضورة التكيف مع ظروف املرتفعات‬
‫املتوسطة‪ ،‬مما دفع االحتاد الريايض السوفيتي إىل إجياد ظروف لدراسة فعالية التدريب يف‬
‫اجلبال والبحث عن طرق استخدامها كواحدة من أهم العوامل لرفع فعالية العملية‬
‫التدريبية‪ .‬تم تدشني قاعدة حديثة يف املرتفعات اجلبلية يف أرمينيا اسمها "تساخكادزور"‬
‫(‪0061‬م عن سطح البحر) وافتتحت خمتربات علمية وتم دعوة تابعة ألكاديمية العلوم‬
‫ووضعت الربامج املناسبة لألبحاث وطرق تطبيق نتائجها عمليا‪ .‬وتم إرساء عالقات‬
‫التعاون يف هذا املجال مع خرباء أملانيا الديمقراطية أيض ًا‪.‬‬
‫وبالنتيجة يف مدة قصرية جدً ا تم وضع نظام معريف وعلمي ومتكامل خال من‬
‫التناقضات يف هذا املجال‪ .‬تطبيق هذا النظام جلب نجاح ًا‪ ،‬وقام بالتأثري عىل نجاح‬
‫ريايض بأملانيا الديمقراطية واالحتاد السوفيتي يف مسابقات ضخمة ابتدا ًءا من منتصف‬
‫السبعينات‪ .‬ومع األسف ألسباب كثرية‪ ،‬هذه املعارف واخلربات مل يتمكن خرباء الدول‬
‫الغربية التعرف عليها بالقدر الالزم‪ .‬ولذلك حينام نتعرف عىل ما يكتب اليوم استنا ًدا إىل‬
‫نتائج أبحاث األعوام األخرية نضطر إىل اإلقرار بأهنا تكرر نفس املعلومات التي كانت‬
‫موجودة منذ‪ 21‬و‪ 31‬سنة املاضية ويطرحون بعض املسائل التي أصبحت من زمن بعيد‬
‫حملولة‪ ،‬عىل إهنا غري حملولة وقابلة للنقاش‪.‬‬
‫الغالبية العظمي من املدربني املرموقني يعريون انتباها شديدً ا للتامرين يف اجلبال كجزء‬
‫ال يتجزأ من إعداد الرياضيني من املستوى العايل يف خمتلف األلعاب الرياضية التي تتطلب‬
‫التحمل‪ .‬عىل سبيل املثال‪ ،‬املدرب الشهري الكندي "سيسيل كولفني" صاحب عدة كتب‬
‫يف جمال مناهج إعداد السباحني من املستوى العايل يشري إىل أن العدد األكرب من الرياضيني‬

‫‪141‬‬
‫الذين يستخدمون هذا اإلعداد يرفعون من نتائجهم يف املسابقات التي تقام عىل مستوى‬
‫سطح البحر يف املسافات كافة ابتداء من ‪011‬م‪ .‬من الناحية العملية املدربون األمريكان‬
‫وكافة الذين يدربون سباحي املسافات املتوسطة والطويلة يقيمون بشكل منتظم‬
‫معسكرات تدريبيه يف اجلبال‪ .‬عىل سبيل املثال‪" ،‬جون اوربانتشيك"مرتني يف العام (كل‬
‫مرة ملدة ثالثة أسابيع) يدرب تالميذه يف االرتفاعات املتوسطة (اوربانتشيك ‪.)0005‬‬
‫وأيض ًا‪" ،‬مارك شوبرت"‪ ،‬يقيم من ‪ 3-2‬معسكرات تدريبية يف اجلبال كل عام والذي‬
‫يعتقد برضورة العيش عىل ارتفاع ‪0611‬م مما يساعد حسب قوله السباحني عىل حتمل‬
‫احلموالت التدريبية بسهولة ويساعد عىل تكيف فعال أكرب‪" .‬جون سكيز" املدرب الذي‬
‫ترتبط باسمه نجاح عدد كبري من السباحني األمريكان يف العرشين سنة األخرية يعترب من‬
‫أنصار تدريب السباحني يف ظروف املرتفعات اجلبلية املتوسطة خالل جزء كبري من العام‪.‬‬
‫(ويلرب‪.)2114‬‬
‫ويقيم –أيض ًا‪ -‬عداءو املسافات املتوسطة والطويلة والبياتون والتزحلق عىل الثلج‬
‫واجلليد باإلضافة إىل ألعاب رياضية أخرى تدريباهتم يف ظروف املرتفعات اجلبلية‪ .‬خالل‬
‫األعوام التي تلت األوملبياد يف املكسيك افتتحت يف خمتلف البلدان العرشات من القواعد‬
‫التدريبية احلديثة يف املرتفعات اجلبلية العالية واملتوسطة وتستخدم بفعالية من قبل‬
‫رياضيني من مستويات عالية‪.‬‬
‫املناخ اجلبلي وخصائصه‪:‬‬
‫ختتلف الظروف املناخية يف اجلبال كثري ًا منها يف السهول بتقلباهتا احلادة يف الرطوبة‬
‫واحلرارة وانخفاض الضغط اجلوي والضغط اجلزئي لألكسجني يف اهلواء وارتفاع تأيني‬
‫اهلواء (أوزون)‪.‬‬
‫تصادفنا يف األبيات الرياضية تسميات عديدة ملستوى االرتفاعات اجلبلية املناخية ‪-‬‬
‫منها "مرتفعات جبلية عالية‪ ،‬متوسطة‪ ،‬منخفضة" ارتفاعات كربى وصغرى ومعتدلة"‪،‬‬
‫و"جبلية ونصف جبلية وجبلية عالية وغريها‪ ،‬مما يؤدى هذا التنوع ىف املصطلحات إىل‬
‫تناقضات كبرية يف فهمها‪ .‬البعض من الكتاب يعترب املناخ اجلبيل املتوسط هو عىل علو‬
‫‪0211 – 0111‬م وآخرون إىل ‪2011-2111‬م أعىل‪ ،‬لكن يف كل احلاالت حني نصف‬

‫‪141‬‬
‫الظروف اجلبلية نستند إىل املؤرش الذي يؤثر جذريا عىل جسم اإلنسان أي نقص‬
‫األكسجني دون أن ينكر أحد تأثري عوامل طبيعية أخرى بالطبع‪.‬‬
‫لقد أجريت أبحاث كثرية ملسـألة تكيف اإلنسان مع ظروف اجلبال يف السنوات‬
‫األخرية وخاصة ىف جمال رياضة األرقام القياسية ساعدت يف التقليل من التناقضات يف‬
‫حتديد املستويات اجلبلية أغلب اخلرباء يستندون إىل حتليل اجلبلية املنخفضة ‪0111-511‬‬
‫عن سطح البحر‪ .‬عىل هذا االرتفاع يف ظروف الراحة ويف أثناء محوالت معتدلة ال يظهر‬
‫بعد تأثري كبري لقلة األكسجني عىل الوظائف الفيزيولوجية‪ .‬وتالحظ تغريات وظيفية يف‬
‫أثناء محوالت قصوى فقط‪.‬‬
‫اجلبلية املتوسطة ‪0001-0111‬م عن سطح البحر‪ .‬يميز هذه املنطقة ظهور تغريات‬
‫وظيفية يف أثناء محوالت معتدلة عىل الرغم من أن اإلنسان يف حالة السكون عاده ال يشعر‬
‫بتأثري سلبي لقلة األكسجني‪.‬‬
‫اجلبلية العالية‪ ،‬أعىل من ‪2011‬م عن سطح البحر‪ ،‬يف هذه املنطقة تالحظ يف حالة‬
‫السكون تغريات وظيفية يف اجلسم تدل عىل نقص األكسجة‪.‬‬
‫الضغط اجلوي‪ .‬عىل مستوى البحر‪ ،‬خط عرض ‪ 40‬درجة يف أثناء حرارة اجلو صفر‬
‫وضغط الكتلة اهلوائية يساوي (‪ 03‬باسكال عىل كل ‪ 0‬سم كربع) من السطح‪ ،‬أنه يوازن‬
‫العمود الزئبقي بارتفاع ‪661‬مم‪ ،‬عىل ارتفاع ‪0111‬م ينخفض الضغط إىل ‪ ،02‬ويف‬
‫ارتفاع ‪2111‬م إىل ‪ 22‬ويف ارتفاع ‪ 3111‬إىل ‪ 30‬وارتفاع ‪0111‬م إىل ‪ ،%01‬جيري‬
‫انخفاض الضغط عىل ارتفعات خمتلفة بشكل غري منتظم‪ ،‬عىل سبيل املثال‪ ،‬يف أثناء تغري‬
‫االرتفاع من صفر إىل ‪0‬م عن سطح البحر ينخفض الضغط إىل ‪ 44‬مم من العمود‬
‫الزئبقي وأثناء تغري االرتفاع من ‪4011‬م إىل ‪0111‬م إىل ‪26‬مم‪.‬‬
‫مكونات اهلواء‪ .‬الغاز املوجود يف اهلواء (أزوت‪ ،‬أوكسجني‪ ،‬أرجون وثاين أكسيد‬
‫الكربون وغريه) يؤثر بحسب كميته حصته من الضغط اجلزئي يف أثناء التناسب الدائم‬
‫ملختلف الغازات عىل ارتفاعات متنوعة‪ .‬هبذه الصورة‪ ،‬إذا أخذنا يف احلسبان أن حصة‬
‫األكسجني يف اهلواء تساوي ‪000( %21203‬مم من العمود الزئبقي)‪ ،‬حني يكون‬
‫الضغط البارومرتي ‪661‬مم من العمود الزئبقي)‪ ،‬من السهل حتديد الضغط اجلزئي‬

‫‪144‬‬
‫األكسجيني عىل أي ارتفاع كان‪ .‬عىل سبيل املثال‪ ،‬عىل ارتفاع ‪2111‬م يف أثناء حني يكون‬
‫الضغط اجلوي ‪006‬مم من العمود الزئبقي‪ ،‬فإن الضغط اجلزئي لألكسجني يساوي‬
‫‪020 = 122103 ،00621‬مم عمود زئبقي‪.‬‬
‫إن التعلق املبارش للضغط اجلزئي مع الضغط اجلزئي لألكسجني يسمح بتقييم‬
‫مستوى "االرتفاع" عن طريق هذه املؤرشات كافة‪.‬‬
‫نظرا ألن اجلو ال يعترب بيئة شفافة‬
‫إن اإلشعاع الشميس وحالة الكهرباء يف اجلو‪ً .‬‬
‫مطلقة‪ ،‬قسم من اإلشعاع الشميس (أمواج قصرية‪ ،‬وما فوق بنفسجية) يتعرض‬
‫كبريا باألخص يف الطبقات الدنيا من‬
‫لالمتصاص‪ .‬امتصاص الطاقة اإلشعاعية يكون ً‬
‫اجلو التي تكون مشبعة بالبخار املائي إىل حد أكرب‪.‬‬
‫تقل كثافة اجلو بحسب زيادة االرتفاع وتنخفض بشكل حاد كثافة البخار املائي‪.‬‬
‫ويؤدي هذا إىل ارتفاع اإلشعاع الشميس الذي يزداد بنسبة ‪ %01‬لكل ‪0111‬م‪ .‬يالحظ‬
‫أكرب قدر ممكن من التغريات من جانب اإلشعاع ما فوق البنفسجي والذي تزداد شدته‬
‫بنسبة ‪ %4-3‬لكل ‪011‬م‪ .‬مع ارتفاع العلو تتغري حالة الكهرباء يف اجلو‪ .‬اليونات السلبية‬
‫السائدة عىل االرتفاعات الصغرى تنخفض يف وسط االرتفاعات اجلبلية العالية‪ .‬تتسيد‬
‫اليونات اإلجيابية التي تؤثر سل ًبا عىل تكيف اجلسم مع املناخ اجلبيل‪.‬‬
‫رطوبة اجلو‪ .‬الطبقات السفىل من اجلو حتتوي عىل كمية حمددة من األبخرة املائية‪.‬‬
‫وارتفاع احلرارة يساعد عىل زيادة الرطوبة وبالعكس يف اجلبال ينخفض حمتوى األبخرة‬
‫املائية عىل ارتفاع ‪2111‬م أيض ًا وهي أقل بمرتني من عىل مستوى البحر‪ .‬وجتب اإلشارة‬
‫إىل أن املناخ اجلبيل يتميز بتقلبات حادة للرطوبة‪.‬‬
‫تكيف اإلنسان مع نقص األكسجة يف املرتفعات‪:‬‬
‫إن تكيف اإلنسان مع نقص األكسجة يف املرتفعات يعترب استجابة متكاملة معقدة‬
‫ظهورا التغريات من جانب أنظمة‬‫ً‬ ‫والتي تشارك فيها خمتلف أنظمة اجلسم‪ .‬وأكثرها‬
‫القلب واألوعية الدموية وجهاز دوران الدم والتنفس اخلارجي وتبادل الغاز مما يزيد من‬
‫اهتامم خرباء الرياضة بنقص األكسجة‪ .‬ال شك أن ضبط الوظائف املتكامل عىل مستوى‬
‫حتت خلوي وخلوي واألعضاء واألنظمة واملستوى العضوي يمكن فقط يفضل إعادة‬

‫‪145‬‬
‫واضحا‬
‫ً‬ ‫ضبط وظائف األنظمة التي تنظم الردود الفيزيولوجية املوحدة‪ .‬من هنا‪ ،‬يصبح‬
‫أن التكيف ال حيدث دون إعادة ضبط وظائف األنظمة العصبية والغدد الصامء املؤمنة‬
‫لتنظيم دقيق للتسمامت الفيزيولوجية ملختلف األنظمة (مريسون ‪.)0005‬‬
‫االستجابات التكيفية األساسية التي سببتها اإلقامة يف الظروف اجلبلية هي‪:‬‬
‫‪ ‬ازدياد التهوية الرئوية‪.‬‬
‫‪ ‬ازدياد القذف القلبي‪.‬‬
‫‪ ‬ازدياد مستوى اهليموجلوبني‪.‬‬
‫‪ ‬ازدياد كمية الكريات احلمراء‪.‬‬
‫‪ ‬ارتفاع ثنائي وثالثي محض الفوفسوجليسريين (املسؤول عن الطاقة) يف الكريات‬
‫احلمراء مما يساعد عىل إخراج األكسجني من اهليموجلوبني‪.‬‬
‫‪ ‬ازياد كمية امليوجلوبني الذي خيفف من استهالك األكسجني‪.‬‬
‫‪ ‬ازدياد مقاسات وكمية امليتوكوندريات (احلبيبات اخليطية)‪.‬‬
‫‪ ‬ازدياد كمية اإلنزيامت املؤكسدة (كولب ‪ ،2113‬شميت‪ ،‬بروبري ‪.)2115‬‬
‫من بني العوامل املؤثرة عىل جسم اإلنسان يف الظروف اجلبلية‪ ،‬أمهها انخفاض‬
‫الضغط اجلوي وكثافة اهلواء اجلوي وانخفاض الضغط اجلزئي لألكسجني‪ .‬العوامل‬
‫األخرى (انخفاض رطوبة اجلو)‪ ،‬وقوى اجلاذبية وازدياد اإلشعاع الشميس وانخفاض‬
‫دورا ثانو ًيا‪،‬‬
‫احلرارة وغريها)‪ ،‬املؤثرة عىل االستجابات الوظيفية جلسم اإلنسان‪ ،‬تلعب ً‬
‫لكن جيب األخذ يف احلسبان أن حرارة اجلو تنقص درجتني كل ‪311‬م من االرتفاع‬
‫ويزداد اإلشعاع الشميس ما فوق البنفسجي املبارش بنسبة ‪ %30‬عىل ارتفاع ‪0111‬م‬
‫(ساتون‪ ،‬هيت‪ ،‬ويليامز ‪.)0053‬‬
‫انخفاض الضغط اجلزئي لألكسجني مع ازدياد االرتفاع وما يتعلق بذلك من تصاعد‬
‫ظاهرة نقص األكسجة يؤدي إىل انخفاض كمية األكسجني يف اهلواء الرئوي وبالطبع إىل‬
‫سوء تغذية األنسجة باألكسجني‪.‬‬

‫‪146‬‬
‫وحسب درجة نقص األكسجة ينخفض الضغط اجلزئي لألكسجني يف الدم وتكثف‬
‫اهليموجلوبني باألكسجني‪ .‬وهلذا ينخفض انحدار ضغط األكسجني بني أوعية الدم‬
‫الشعرية واألنسجة ويسوء انتقال األكسجني إىل األنسجة‪ .‬عىل ارتفاع ‪2011-2111‬م‬
‫فوق سطح البحر ينخفض احلد األقىص الستهالك األكسجني بنسبة ‪ %00-02‬وشبه‬
‫قبل كل شئ انخفاض الضغط اجلزئي لألكسجني يف اهلواء املستنشق‪ .‬شدة تنقل‬
‫األكسجني من رشيان الدم إىل األنسجة متعلق بالفروق أو حتدرات ضغط األكسجني يف‬
‫الدم واألنسجة‪ .‬يف الظروف العادية للضغط اجلزئي لألكسجني يبل رشيان الدم ‪04‬مم‬
‫زئبقي والضغط اجلزئي األكسجيني لألنسجة ‪21‬مم زئبقي والفرق ‪64‬مم زئبقي عىل‬
‫ارتفاع ‪2411‬م عن سطح البحر الضغط اجلزئي األكسجيني لألنسجة يبقى كام هو ‪21‬مم‬
‫زئبقي أما الضغط اجلزئي األوكسيجيني لرشيان الدم فينخفض إىل ‪61‬مم زئبقي‪ .‬هذا‬
‫يؤدي إىل انخفاض حتدرات الضغط تقري ًبا بمرتني (فليمور ‪.)2110‬‬
‫يف ظروف املرتفعات املتوسطة وخاصة اجلبلية العالية تنخفض جدً ا مقادير رضبات‬
‫القلب القصوى واحلجم االنقبايض األقىص والقذف القلبي ورسعة تنقل األكسجني‬
‫رشيان الدم واحلد األقىص الستهالك األكسجني (ديمبيس ‪ ،0055‬شيندوين ‪،)2111‬‬
‫من مجلة العوامل التي تؤدي إىل هذه االستجابات باإلضافة إىل انخفاض الضغط اجلزئي‬
‫األكسجيني املؤدي إىل انخفاض قدرات انقباض عضلة القلب‪ ،‬ومن الرضوري اإلشارة‬
‫إىل تغري التوازن السائيل الذي يؤدي إىل لزوجة الدم (فريميتي وغريه ‪ ،0001‬ويليرب‬
‫‪.)2114‬‬
‫فورا حتتشد يف جسم اإلنسان يف ظروف نقص األكسجة‬
‫بعد االنتقال إىل اجلبال ً‬
‫اآلليات التعويضية للحامية من نقص األكسجني‪ .‬تغريات واضحة يف نشاط خمتلف اجلسم‬
‫تالحظ منذ االرتفاعات ‪0211-0111‬م فوق سطح البحر‪ .‬فعىل ارتفاع ‪0111‬م‬
‫استهالك األقىص لألكسجني يبل ‪ %05-06‬من املستوى األقىص املسجل يف بيئة السهل‪.‬‬
‫مع ازدياد االرتفاع ينخفض االستهالك األقىص لألكسجني بانتظام بنسبة ‪%021-126‬‬
‫خالل كل ‪011‬م‪( .‬روبرجس وروبرت ‪.)2112‬‬

‫‪147‬‬
‫وهذا عىل ارتفاع ‪2011‬م القوة اهلوائية تنخفض بنسبة ‪ %02-01‬وعىل علو ‪3011‬م‬
‫– بنسبة ‪ %21-05‬وأما عىل قمة "أفرييست" فإن مستوى احلد األقىص الستهالك‬
‫األكسجني فيبل ‪ %01-6‬فقط‪.‬‬
‫وتقر تقريبا عن نفس العالقة بني علو ومستوى استهالك األكسجني تتحدث مصادر‬
‫أخرى‪ .‬كام نرى‪ ،‬ابتدا ًءا من علو ‪0011‬م‪ ،‬الصعود إىل كل ألف مرت يؤدي إىل انخفاض‬
‫استهالك األكسجني بنسبة ‪.%022‬‬
‫إن األشخاص غري املكيفني مع الظروف اجلبلية قد ترتفع لدهيم نبضات القلب يف‬
‫حالة السكون وباألخص يف أثناء تنفيذ محوالت تقليدية عىل علو ‪0111‬م تقري ًبا فوق‬
‫سطح البحر‪ ،‬وتظهر بشكل خاص االستجابات التعويضية عىل نحو أوضح يف أثناء تنفيذ‬
‫محوالت تقليدية‪ ،‬باإلمكان التأكد من ذلك بسهولة بالنظر إىل آلية زيادة تكثف الالكتات‬
‫يف الدم يف أثناء تنفيذ محوالت تقليدية عىل ارتفاعات خمتلفة‪ ،‬إذا أدى تنفيذ مثل هذه‬
‫احلموالت عىل علو ‪0011‬م إىل زيادة تكثف الالكتات بنسبة ‪ %31‬فقط باملقارنة مع‬
‫معطيات سجلت يف السهول فإنه عىل علو ‪3011-3111‬م قد تبل ‪.%241-061‬‬
‫إن االنخفاض احلاد يف تدفق األكسجني إىل جسم الريايض يف أثناء عملية التنفيذ‬
‫الذي سببه انخفاض الضغط اجلزئي األكسجيني يف اهلواء يؤدي إىل النتائج يف النشاط‬
‫التدريبي وأيض ًا التنافيس الذي ترتفع احتياجاته من األنظمة اهلوائية املزودة بالطاقة‪.‬‬
‫انخفاض القدرة عىل العمل سببه عالقتها الوثيقة بمستوى االستهالك األقىص‬
‫لألكسجني والذي يظهر بوضوح عىل ارتفاع ‪.2111-0011‬‬
‫لنرشح طابع االستجابات التكيفية لنقص األكسجة يف املرتفعات عىل خمتلف مراحل‬
‫عملية التكيف‪ .‬سنتوقف عىل االستجابات التكيفية الرسيعة منها واملطولة لالنظمة‬
‫الوظيفية التي هلا امهية كربى يف رياضة السباحة‪.‬‬
‫املرحلة األوىل (التكيف احلاد) يف هذه املرحلة تؤدي ظروف نقص األكسجة إىل‬
‫ظهور عوز اوكسجيني مما خيل بشدة توازن اجلسم مستدعيا عدة عمليات متعلقة بعضها‬
‫ببعض‪ .‬أوال‪ ،‬تنشط وظائف األنشطة املسئولة عن نقل األكسجني من البيئة املحيطة إىل‬
‫اجلسم وتوزيعة داخل اجلسم‪ :‬فرط هتوية الرئتني‪ ،‬ارتفاع القذف القلبي‪ ،‬اتساع أوعية‬

‫‪148‬‬
‫الدماغ والقلب وتضيق أوعية البطن والعضالت وغريها‪( .‬سالتني ‪ ،0055‬ساوتون‬
‫وغريه ‪.)0002‬‬
‫إحدى أوىل استجابات الدورة الدموية يف أثناء الصعود إىل املرتفعات هي ازدياد‬
‫رضبات القلب وارتفاع الضغط الرئوي الرشياين نتيجة تشنج الرشيان الرئوي مما يؤمن‬
‫إعادة توزيع موضعي للدم وانخفاض نقص األكسجة الرشياين (مليك‪،‬كيد ‪.)0063‬‬
‫إىل جانب ارتفاع الضغط الرئوي الرشياين يالحظ ازدياد كبري لرضبات القلب وقذف‬
‫القلب يف حالة السكون وبشكل خاص يف األيام األوىل من التواجد يف اجلبال‪ .‬عىل‬
‫ارتفاع ‪2011-2111‬م‪ ،‬رضبات القلب ترتفع إىل ‪ 6-4‬رضبات يف الدقيقه وقذف قلب‬
‫‪ 125 – 123‬ل ‪ /‬د (بريليك وغرية ‪.)0054‬‬
‫خالل عدة أيام مقدار قذف القلب يعود إىل مستوى السهل مما يعترب نتيجة الرتفاع‬
‫قدرات العضالت عىل استشفاء األكسجني من الدم والتي تظهر يف زيادة الفروق‬
‫الرشيانية بالنسبة لألكسجني (ويلمور‪ ،‬كوستيل ‪ )2110‬ويزداد حجم الدورة الدموية‪:‬‬
‫يف األيام األوىل للتواجد يف اجلبال – نتيجة الطرد الالرادي من املصدر واعادة توزع الدم‬
‫(مريسون ‪ ،)0056‬ونتيجة تشكل الدم الح ًقا (تاربيكوف ‪ ،0061‬شميت‪ ،‬برومري‬
‫‪.)2115‬‬
‫بالتزامن مع استجابات الدورة الدموية لدى اإلنسان املتواجد يف ظروف نقص‬
‫األكسجة حتدث تغريات واضحة للتنفس اخلارجي وتبادل الغازات‪ .‬ازدياد التهوية‬
‫الرئوية تالحظ عىل ارتفاع ‪0111‬م تقريبا‪ ،‬بشكل أسايس عىل حساب زيادة عمق‬
‫التنفس‪ .‬احلموالت البدنية جتعل هذه االستجابات أكثر وضوحا‪ :‬زيادة مؤكدة‪ ،‬وباملقارنة‬
‫مع ظروف السهل‪ ،‬للتهوية الرئوية عىل حساب عمق التنفس من جهة ومن جهة أخرى‬
‫عدد مرات التنفس‪ .‬زيادة التهوية الرئوية تؤدي إىل ارتفاع الضغط اجلزئي األكسجيني مما‬
‫يساعد عىل زيادة تكثف الدم الرشياين باألكسجني‪.‬‬
‫مع زيادة االرتفاع تكتسب االستجابات طابعا واضحا حتى لدى الرجال املتدربني‬
‫واملتكيفني مع الظروف اجلبلية‪.‬‬

‫‪149‬‬
‫(اجلدول ‪ )11‬مؤرشات أنظمة نقل األكسجني للرياضيني املؤهلني يف ألعاب رياضية‬
‫حتتاج النظمة التزويد بالطاقة اهلوائية يف أثناء جهد هوائي أقىص عىل مستوى البحر وبعد‬
‫أسبوعني من اإلقامة عىل املرتفعات‪.‬‬
‫االرتفاع ‪ /‬م‬ ‫سطح البحر حتى‬
‫مؤرشات‬
‫‪4000‬‬ ‫‪1100‬‬ ‫‪ 500‬م‬

‫الضغط اجلزئي لألكسجني‬


‫‪65‬‬ ‫‪002‬‬ ‫‪044‬‬ ‫يف اهلواء املستنشق‬
‫‪62‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪021‬‬ ‫يف اهلواء الساخن‬
‫‪00‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪016‬‬ ‫يف رشيان الدم‬
‫‪06‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪03‬‬ ‫االختالف بني هواء السنخ‬
‫واهلواء الرشياين‬
‫التنفس اخلارجي‬
‫‪211‬‬ ‫‪060‬‬ ‫‪060‬‬ ‫هتوية رئوية‬
‫‪06‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪33‬‬ ‫معدل التهوية‬
‫الدم‪:‬‬
‫‪0266‬‬ ‫‪6200‬‬ ‫‪6242‬‬ ‫حجم الدم يف الدورة‬
‫‪0320‬‬ ‫‪0625‬‬ ‫‪0020‬‬ ‫حجم مستوى األكسجني‬
‫يف الدم الرشياين‬
‫‪025‬‬ ‫‪025‬‬ ‫‪025‬‬ ‫حجم حمتوى األكسجني‬
‫يف الدم املمزوج بالوريد‬
‫‪2620‬‬ ‫‪3020‬‬ ‫‪3422‬‬ ‫الدورة الدموية‬
‫‪061‬‬ ‫‪051‬‬ ‫‪001‬‬ ‫القذف القلبي‪ ،‬نبضة ‪ /‬دقيقة‬
‫‪062‬‬ ‫‪062‬‬ ‫‪051‬‬ ‫احلجم االنقبايض‬
‫‪05‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪26‬‬ ‫النبض األكسجيني‪ ،‬مل أكسجني ‪ /‬رضبة‬

‫‪150‬‬
‫القوة اهلوائية القصوى بعد اإلقامة يف ظروف املرتفعات اجلبلية املتوسطة والعالية‬
‫تنخفض كثريا وتبقي متدنية رغم الزيادة الرسيعة الكبرية للهيموجلوين‪ .‬غياب زيادة يف‬
‫أقىص استهالك لألكسجني سببة عاملني اثنني‪ -0 :‬ازدياد كثافة اهليموجلوبني (الدم)‬
‫يرافقة انخفاض احلجم العام للدورة الدموية يعود إىل انخفاض نبضات القلب يف‬
‫الظروف اجلبلية ال يسمح بزيادة مستوى االستهالك األقىص لألكسجني رغم امكانية‬
‫تسوية حجم بالزما الدم خالل ‪ 4-3‬أسابيع من اإلقامة يف اجلبال (سالتني ‪ )0006‬حيدد‬
‫أيض ًا مستوى احلدود القصوى الستهالك األكسجني إىل حد كبري بتظور نقص أكسجة‬
‫عضلة القلب التي تعترب السبب األسايس النخفاض القذف القلبي وزيادة احلموالت‬
‫عىل العضالت التنفسية مما يتطلب أوكسجني إضايف (ريفيس وغرية ‪)0002‬‬
‫إحدى أكرب االستجابات حدة والتي جترى يف جسم اإلنسان خالل الساعات األوىل‬
‫من اإلقامة يف اجلبال هي " (زيادة الكريات احلمراء واهليموجلوبني) شدة هذه‬
‫االستجابة حتدد بارتفاع ورسعة الصعود إىل اجلبل‪.‬‬
‫واخلصائص الفردية لإلنسان (ديمييس ‪ )0055‬فخالل عدة ساعات بعد الصعود إىل‬
‫اجلبال ينخفض حجم بالزما الدم نتيجة زيادة فقدان السوائل التي سببها جفاف اجلو‪.‬‬
‫هذا يؤدي إىل زيادة كثافة الكريات احلمراء وقدرات الدم يف نقل األكسجني‪.‬‬
‫تبدا بتكوين اخلاليا الشبكية (خاليا دم محراء غري مكتملة النمو‪ -‬املؤلف) يف اليوم‬
‫التايل من الصعود إىل اجلبل وهذا يعكس النشاط املتزايد للنخاع العظمي‪ .‬يف اليوم التايل‬
‫من اإلقامة جيري انحالل الكريات احلمراء التي خرجت من خمزن الدم إىل الدورة‬
‫الدموية مع تشكل مكونات الكريات احلمراء – وهو اهلرمون الذي حيفز تشكل‬
‫اهليموجلوبني وإنتاج مكونات الكريات احلمراء‪ .‬لكن‪ ،‬عدم كفاية األكسجني بذاته حيفز‬
‫فرز مكونة الكريات احلمراء والذي يظهر خالل ‪ 3‬ساعات بعد اإلقامة يف املرتفعات‬
‫(ويلمور وكوستيل ‪ )2110‬اإلفراز األقىص ملكونة الكريات احلمراء حيدث خالل ‪-24‬‬
‫‪ 25‬ساعة (اوليفيل وغريه ‪ )0000‬مع الوقت يف أثناء التكيف مع الظروف اجلبلية وحني‬
‫تزداد بشكل حاد كمية الكريات احلمراء وتستقر عىل مستوى جديد يتوقف تكون اخلاليا‬

‫‪151‬‬
‫الشبكية (فان لري‪ ،‬ستيكي ‪ )0063‬يف املرتفعات العالية جدا‪ ،‬االزدياد الكبري يف كتلة‬
‫الكريات احلمراء قد ترتفع من لزوجة الدم إىل درجة جتعلها تقيد الدم (بريك ‪)0052‬‬
‫ثانيا‪ :‬يتطور تفعيل األنظمة االدرينالية النخامية‪ .‬هذا املكون غري اخلصويص للتكيف‬
‫يلعب دورا يف حشد جهاز الدورة الدموية والتنفس اخلارجي ولكن ومع ذلك يظهر عىل‬
‫شكل تقوييض (خمرب) حاد‪ ،‬أي رصيد ازورين سلبي وفقدان كتلة اجلسم وضمور‬
‫األنسجة الدهنية‪( .‬هوتادو وغريه ‪ ،0040‬وهوتادو وكالرك ‪ ،0061‬سالتني ‪)0006‬‬
‫ثالثا‪ :‬نقص األكسجة احلاد حني يقيد إعادة ختليق ثالثي ادينوزين الفوسفات يف‬
‫امليتوكوندريا‪ ،‬فإنه حيدث خلل يف وظائف بعض أجهزة اجلسم وأوهلا األقسام العليا مع‬
‫الدماغ ويظهر ذلك اختالل النشاط العقيل واحلركي (فان ليز‪ ،‬ستيكدي ‪)0063‬‬
‫يف األيام األوىل من اإلقامة يف املرتفعات اجلبلية املتوسطة ويف أثناء تنفيذ محوالت‬
‫بدنية عادية تالحظ التحلل اهلوائي وارتفاع مستوى الالكتات يف الدم‪ .‬بعد ‪ 3-2‬أسابيع‬
‫من اإلقامة يف اجلبال شدة التحلل وتكون الالكتات يف أثناء مثل هذه احلموالت ذاهتا‬
‫تنخفض وتصبح قريبة مما هي عليه يف ظروف السهل‪ .‬ويف نفس الوقت يالحظ زيادة‬
‫حمتوى االمحاض الدهبية احلرة يف األنسجة العضلية (جرين ‪ )0002‬ويتحسن تنظيم‬
‫التمثيل الغذائي لعمليات التزويد بالطاقة (روبرجس وروبرتس ‪)2112‬‬
‫هذا التامزج يف حشد األنظمة يشكل ظاهرة متيز املرحلة من التكيف الرسيع وغري‬
‫املستقر دائام مع نقص األكسجة (مريسون ‪ )0056‬املرحلة الثانية (تكيف انتقايل) هذه‬
‫املرحلة متعلقة بتشكل التغريات الواضحة واهليكليات املستقرة والوظيفية جلسم اإلنسان‬
‫وباألخص يتطور ازدياد الكريات احلمراء واهليموجلوبني التكيفي وحيدث ارتفاع السعة‬
‫االكسجية للدم‪ ،‬وتالحظ زيادة واضحة يف السطح التنفيس للرئتني وترتفع قوة التنظيم‬
‫االدرينايل للقلب وترتفع كثافة اهليموجلوبني (خصاب الفضل – املؤلف) وترتفع القدرة‬
‫عىل دفع الدم يف الرشيان التاجي وغريها‪.....‬‬
‫املرحلة الثالثة (تكيف مستقر) يتكون يف هذه املرحلة تكيف مستقر بظاهرة جمددة‬
‫وهي زيادة قوة‪ ،‬يف نفس الوقت تقنني ألجهزة التنفس اخلارجي العاملة والدورة الدموية‬

‫‪151‬‬
‫ونمو السطح التنفيس للرئتني وقوة العضالت التنفسية ومعدل رصف األكسجني من‬
‫اهلواء املستنشق‪.‬‬
‫وحيدث أيض ًا زيادة كتلة القلب وسعة الرشيان التاجي وازدياد كثافة اهليموجلوبني‬
‫وكمية امليتوكوندريا يف عضلة القلب وزيادة قوة أجهزة التزويد بالطاقة عموما‪.‬‬
‫ان الدراسات سمحت بتحديد االستجابات األساسية التي متيز التكييف املستقر‬
‫لالنسجة العضلية‪ .‬ففي األسابيع ‪ 0-4‬تؤدي اإلقامة يف املرتفعات العالية إىل تغريات‬
‫واضحة يف العضالت‪ :‬تقل مساحة العضالت ومساحة األلياف الرسيعة والبطيئة‬
‫االنقباض ويزداد عدد األوعية الشعرية حلد ‪ 0‬ميليمرت مربع لألنسجة العضلية وغريها‬
‫(ويلمور ‪ )2110‬مما يساهم يف إخراج األكسجني من الدم بالعضالت العاملة‪ .‬هذه‬
‫االستجابة التكييفية تظهر أيض ًا خالل فرتة زمنية طويلة كافية بعد العودة من اجلبل مسهلة‬
‫بذلك نقل األكسجني إىل األنسجة العضلية‪ .‬الرياضييون املختصون يف ألعاب رياضية‬
‫ذات طابع رسعة وقوة عليهم معرفة ان يف ظروف اجلبال هناك درجة معينة من املخاطره‬
‫النخفاض الكتلة العضلية التي من املمكن طبعا إىل حد كاف منعها عن طريق إعداد قوة‬
‫عقالين (سالتني ‪.)0006‬‬
‫يعترب التقنيني الكبري الوظائف يف اجلسم هو الظهور األهم للتكييف املستقر‪ .‬هنا‬
‫نشاهد توجهني مستقلني‪:‬‬
‫األول‪ :‬يتعلق بالتقنني املرتبط بزيادة االحتياطي الوظيفي للقلب وزيادة السعه‬
‫األكسجينية للدم وقدرة األنسجة لرصف األكسجني‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬متعلق بمحتوي التبادل األسايس واستخدام األنسجة لألكسجني باإلضافة إىل‬
‫انخفاض استهالك القلب لألكسجني والذي يظهر واضحا جدا لدى سكان اجلبال‪،‬‬
‫لكن موجودة لدى سكان السهول أيض ًا املتكيفني مع نقص االوكسجة اجلبلية‪.‬‬
‫يف املرحلة الثانية االنتقالية والسادسة املستقرة من التكييف استجابات يف جهاز‬
‫الدورة الدموية مع نقص األكسجة حسب نمو اآلليات التكيفيه األخرى‪ :‬تزداد الكريات‬
‫احلمراء وانزياج تعرجات تفكك اهليموجلوبني إىل اليمن وارتفاع مركب ثالث ادينوزين‬
‫الفوسفات وازدياد فعالية اإلنزيامت التنفسية يف األنسجة وزيادة االوعيه الدموية وازدياد‬
‫‪151‬‬
‫نفاذية الشعريات الدموية املحيطية وازدياد كثافة الشعريات امليتوكوندراليا يف العضالت‬
‫اهليكليه‪.‬‬
‫جتدر اإلشارة إىل أن إقامة سكان السهل يف ظروف املرتفعات املتوسطة والعالية يؤدي‬
‫برسعة إىل زيادة كمية الكريات احلمراء وتكثف اهليموجلوبني وهذا هو األساس يف‬
‫حتسني متويل األنسجة باألكسجني‪ .‬والسعة األكسيجينية للدم تتوسع يف أثناء ازدياد‬
‫االرتفاع يتحرر األكسجني من األوكيس هيموجلوبني بشكل أسهل رغم تدين تعرج يف‬
‫األكسجني بني الدم الرشياين واألنسجة ويرتفع حمتوى االوكسيجني يف األنسجة‪(.‬فرييني‬
‫وغريه ‪ )0001‬اإلقامة عده أسابيع عىل علو ‪4011-4111‬م قادرة عىل إحداث زيادة يف‬
‫هذة املؤرشات إىل مستوى يميز السكان األصليني املقيمني عىل علو ‪ 3111 – 2011‬مرت‬
‫فوق سطح البحر (بيرينشتني ‪)0066‬‬
‫من العوامل املؤمنه لزيادة القدرة عىل العمل واالستهالك األقىص لألكسجني نتيجة‬
‫اإلقامة والتدريب يف اجلبل‪ ،‬عامل تكون األوعية الدموية وما يتعلق هبا من زيادة تدفق‬
‫الشعريات الدموية يف العضالت وهو من أهم العوامل‪.‬‬
‫مثل هذه التغريات حتدث أيض ًا يف الدماغ الذي يتميز بحساسيته الكبرية جتاه نقص‬
‫األكسجني‪ .‬اإلقامة الطويلة يف اجلبال تؤدي لزيادة كبرية يف عدد وطول شعريات الدماغ‬
‫الدمويه التي تساعد عىل زيادة تغذيتة بالدم‪.‬‬
‫االستجابات التكيفية من طرف وظائف التنفس وتبادل الغازات يف املراحل الثانية‬
‫والثالثة تؤدي إىل ما ييل‪:‬‬
‫تكرارا وأكثر عم ًقا باملقارنة مع االستجابات امللحوظة يف املرحلة األوىل من‬
‫ً‬ ‫‪-‬التنفس أقل‬
‫التكيف‪ .‬خيفض إىل حد ما حجم التنفس يف الدقيقة أيض ًا ولكن ال يزيد عن معدالت‬
‫السهل‪ ،‬ويتعادل القالء التنفيس (القالء التنفيس ينتج عن فرط التهوية وهو مرض‬
‫القاعدية التنفسية – املؤلف) وحيدث زيادة انحرافات القفص الصدري وتبدأ زيادة‬
‫ثابتة للحجومات والسعات الرئوية كافة باإلضافة إىل حصة التهوية السنخية يف حجم‬
‫التنفس بالدقيقة (روبريجس وروبريتس ‪)2112‬‬

‫‪154‬‬
‫التكيف املستقر مع نقص األكسجة متعلق أيض ًا بالتغريات الكبرية إلمكانات اجلهاز‬
‫العصبي املركزي واملحيطي عىل مستوى األقسام العليا للجهاز العصبي ويظهر ذلك يف‬
‫زيادة استقرار الدماغ أمام املثريات املفرطه ومواقف النزاعات وزياد ثبات ردود األفعال‬
‫الرشطية وتسارع انتقال الذاكرة الوقتية إىل ذاكرة طويلة‪ .‬عىل مستوى التنظيم الالرادي‬
‫يظهر التكيف بزيادة قوة التنظيم اإلدرينايل لعمل القلب والذي يتبني يف تضخم اخلاليا‬
‫العصبية احلاسة يف عضلة القلب باإلضافة إىل شدة وانخفاض نشاط استجابات تقلصية‬
‫القلب لنورايبنجرين‪.‬‬
‫مثل هذه التغريات للتنظيم اإلدرينايل القلبي واألوعية الزم يؤمن وضعا يزداد خالله‬
‫القذف القلبي يف أثناء االستجابات السلوكية‪:‬‬
‫اوال‪ :‬تتحقق برسعة وتنتهي‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ترافقها زيادة أقل يف الضغط الرشياين‪.‬‬
‫أي تعترب أكثر تقنينًا للتدريب يف الظروف اجلبلية يساعد عىل زيادة تقنني اجلهد‪ .‬ففي‬
‫الساعات ‪ 5-0‬من اجلهد الفعال خالل الثالثة األيام األوىل من اإلقامة عىل ارتفاع‬
‫‪2011‬م يؤدي إىل زيادة السعه األكسيجينية للدم باإلضافة إىل انتشار األكسجني يف‬
‫األنسجة العضلية (هاكلري وغريه ‪ ،0054‬كولب ‪ )2113‬متاريت من ‪ 02‬اسبوعيا‬
‫لعدائي املاراثون يف ظروف اجلبال تؤدي إىل ختفيض أكيد للتكلفة األكسيجينية للركض‬
‫برسعة عادية‪.‬‬
‫ساعد حتليل نتائج دراسات عديدة أجريت ملسالة تكيف اإلنسان مع نقص األكسجة‬
‫يف املرتفعات‪ ،‬ساعد " مريسون " عىل متيز عده آليات الستجابات متازرة فيام بينهام‪:‬‬
‫‪-0‬آليات قد يؤمن حشدها تدفق كاف لألكسجني إىل اجلسم رغم شحته يف البيئة‪ :‬فرط‬
‫هتوية‪ ،‬فرط وظيفي للقلب الذي يؤمن حركة الكمية املرتفعة للدم من الرئتني إىل‬
‫األنسجة‪.‬‬
‫‪-2‬بوليتسيميا وزيادة مشاهبه للسعه األكسجينية للدم‪.‬‬

‫‪155‬‬
‫‪-3‬اآلليات التي جتعل من املمكن لألكسجني إىل الدماغ والقلب وبقية األعضاء احليوية‬
‫املهمة رغم نقص األكسجة وبالذات توسيع الرشايني وشعريات الدماغ والقلب‬
‫وغريها‪.‬‬
‫‪-4‬ختفيض املسافات املنرشة لالكسجني بني اجلدار الشعريي وميتوكوندريا اخلاليا عىل‬
‫حساب تشكل شعريات جديده وتغري خصائص األغشية اخللوية‪.‬‬
‫‪-0‬زيادة قدرة اخلاليا عىل رصف األكسجني من الدم وتكوين ثالثي ادينوزين الفوسفات‬
‫رغم شح االكسجني‪.‬‬
‫‪-6‬زيادة إعادة ختليق ثالثي ادينوزين الفوسفات عىل حساب تفعيل التحلل الذي يقيمة‬
‫أغلبية الباحثني كآلية كربى للتكيف‪.‬‬
‫بناء التدريب بشكل غري صحيح يف ظروف املرتفعات املتوسطة والعالية (محوالت‬
‫كبرية جدا‪ ،‬تتايل غري عقالين للجهد والراحة وما إىل ذلك قد يؤدي إىل إجهاد زائد تكون‬
‫فيه خالصة تأثري نقص األكسجة ونقص األكسجة للحموالت قادرة عىل ان تؤدي إىل‬
‫استجابات يتصف هبا مرض اجلبال املزمن وتزداد باألخص خماطر املرض اجلبيل يف أثناء‬
‫محوالت بدنية زائدة يف ظروف املرتفعات اجلبلية العالية ‪ 3111- 2011‬م وأكثر‬
‫(كلرييك ‪ ،0055‬مونغومري وغريه ‪)2112‬‬
‫ال جيوز الظن أن املستوى العايل للتكيف للرياضيني مع الظروف اجلبلية وتواجدهم‬
‫كثريا يف اجلبال عىل أنه وسيلة وقاية قوية جدا ضد حدوث املرض اجلبيل‪ .‬قد يظهر املرض‬
‫لدى الرياضيني املؤهلني عاليا أيض ًا مع خربة كبرية يف اإلعداد يف ظروف املرتفعات‬
‫املتوسطة والعالية ألهنم عادة يبدءاون اإلعداد الشديد دون تكييف متهيدي ألزم‪.‬‬
‫(شيفارد ‪ ،0002‬كولب ‪ )2113‬الوقاية من حدوث املرض اجلبيل ممكنة عن طريق‬
‫تدريبات نقص أكسجة اصطناعية والتواجد السلبي يف حجرة الضغط واالنتقال التدرجيي‬
‫إىل املرتفعات‪.‬‬
‫إلزلة عوارض مرض اجلبل ممكن استخدام عقارات خصوصية (باستشارة الطبيب)‬
‫أو االنتقال إىل مرتفعات أقل‪.‬‬

‫‪156‬‬
‫جتب اإلشارة إىل أن الزمن الالزم لبلوغ التكييف املستقر حيدد بعوامل عديدة‪ .‬يف كافة‬
‫الظروف املشاهبه حيدث التكيف أرسع لدى أولئك الذين يتواجدون بانتظام يف ظروف‬
‫نقص األكسجة االصطناعية والطبيعية‪.‬‬
‫الرياضيون املكيفون مع محوالت التحمل يتأقلمون مع ظروف املرتفعات املتوسطة‬
‫والعالية أرسع من األشخاص الذين ال يامرسون الرياضة أو الرياضيني املتخصصني يف‬
‫ألعاب الرسعة والقوة‪.‬‬
‫زيادة االرتفاع (إىل حدود معينة) حتفز االستجابات التكيفية وتعجل عملية التكيف‬
‫التي جترى أرسع بكثري لدى األشخاص الذين يستخدمون بشكل واسع محوالت بدنية‬
‫شديدة باملقارنة مع اشخاص يتبعون حياة طبيعية‪ .‬لبلوغ مقادير قصوى من حجم الدورة‬
‫الدموية وكتل دوران الكريات احلمراء عىل ارتفاع ‪ 3111 – 2011‬مرت يف ظروف نظام‬
‫حياة عادية يلزم ‪ 41 – 31‬يوم (سريوتني ‪ ،0040‬مرياخيموف ‪ )0060‬لدى الرياضيني‬
‫يف حال بناء عقالين لإلعداد هذه املرحلة قد ختترص بمرة ونصف إىل مرتني‪.‬‬
‫الرياضييون املكيفون جيدا مع ظروف نقص األكسجة قادرون يف حالة نظام حمدد‬
‫للتامريت واتباع جرعات نقص أكسجة اصطناعية‪ ،‬للحفاظ عىل مسنوي االستجابات‬
‫املتحققه يف جبال خالل ‪ 41-31‬يوم وأكثر بعد العوده من اجلبال إىل السهل‪ .‬يف أثناء‬
‫برجمة ملرة واحدة لإلعداد يف اجلبال ‪ ،‬كمية الكريات احلمراء عىل سبيل املثال تعود إىل‬
‫مستواها األصيل بعد ‪ 02-0‬يوم وعندما جترى متارين نقص أكسجة بانتظام فإن فعاليتها‬
‫تالحظ خالل ‪ 41‬يوما أيض ًا بعد التوقف عن هذه التامرين‪ .‬وهذا خيص مؤرشات‬
‫أيضا واستهالك األكسجني عىل مستوى العتبة اهلوائية‬
‫االستهالك األقىص لألكسجني ً‬
‫وغريها (وولف وغريه ‪)0056‬‬
‫أشكال تدريبات نقص األكسجة‬
‫هناك جمموعتان ألشكال إعداد الرياضيني باستخدام عوامل نقص أوكسجة إضافية‪:‬‬
‫تدريبات نقص أكسجة طبيعية (التدريب يف ظروف اجلبال) وتدريبات نقص أكسجة‬
‫اصطناعية (تدريبات عىل مستوى البحر باستخدام منشآت خاصة وأجهزة أو خطط‬
‫منهجية تؤمن وجود عامل نقص أكسجة إضايف‪.‬‬

‫‪157‬‬
‫الدراسات اخلاصة باإلضافة إىل خربة إعداد الرياضيني املرموقني يف خمتلف بلدان‬
‫العامل كشفت بحق أن املكان األسايس يف نظام تدريبات نقص األكسجة جيب أن حتتلة‬
‫التامرين الطبيعية يف اجلبال التي تستدعي استجابة أكثر وضوحا وجريان فعال للتكيف‬
‫باملقارنة مع متارين نقص األكسجة يف ظروف أعدت اصطناعيا (مريسون ‪،0056‬‬
‫بالتونوف ‪ )0000‬مع ذلك تدريبات نقص األكسجة االصطناعية يف أثناء برجمتها‬
‫بعقالنية تسمح يف جعلها إضافة ناجحة تدريبات اجلبال وللقضاء عىل عيوب األخرية‬
‫التنظيمية واملنهجية (فوس وريب ‪ ، 0001‬ويلري ‪.)2114‬‬
‫يف الوقت احلارض يف خمتلف العامل تعمل مراكز رياضية تدريبية موجودة عىل‬
‫االرتفاعات املتوسطة أكربها وأكثرها غني باألجهزة موجودة عىل ارتفاعات ‪-0611‬‬
‫‪0611‬م إىل ‪ 2611 – 2311‬م ومنها‪ " :‬سترييا " ايطاليا ‪2130‬م "‪ ،‬و"بيلميكن بلغاريا‬
‫‪2111‬م "‪ ،‬و " تسخكادزور ارمينيا ‪ 0061‬م"‪ ،‬و" كون مينج الصني ‪0000‬م" ‪،‬‬
‫و"كلورادو سربينج امريكا ‪0165‬م " ‪ ،‬و" مكسيكو املكسيك ‪2241‬م "‪ ،‬و " فون ريمو‬
‫فرنسا ‪ 0501‬م"‪ ،‬و"سريا – نيفادا اسبانيا ‪2331‬م"‪ ،‬و " بوجوتا كولومبيا ‪ 2611‬م‬
‫وغريها‪.‬‬
‫تسمح ظروف الكثري من املراكز باستخدام التدريبات واإلقامة عىل نطاق واسع من‬
‫االرتفاعات‪:‬‬
‫يمكن للرياضيني العيش يف أماكن عليا ارتفاع ‪ 2011 – 0511‬م والتدريب يف‬
‫أماكن عليا ارتفاع ‪ 3011 – 2611‬م أو العكس‪ ،‬العيش عىل ارتفاع ‪ 3111 – 2211‬م‬
‫والتدريب عىل ارتفاع ‪ 0211 – 0111‬م وغريه‪ .‬عىل سبيل املثال ‪ ،‬املركز املحبب إىل‬
‫قلوب الرياضيني من املستويات العالية ‪ ،‬مركز " سريا – نيفادا " االسباين عىل‬
‫االرتفاعات املتوسطة يسمح بالعيس عىل ارتفاع ‪ 2321‬م والتدريب يف غرناطه عىل‬
‫ارتفاع ‪ 601‬م ‪ ،‬عىل بعد ‪ 41‬دقيقه بالسيارة من سريا – نيفادا‪.‬‬
‫الرياضييون املتدربون عىل ارتفاعات متوسطة يف مركز كوالرادو أمريكا لدهيم‬
‫اإلمكانية للتدريب عىل علو ‪ 0561‬م والعيش يف املرتفعات العالية ‪ 2601‬م‪.‬‬

‫‪158‬‬
‫يف السنوات األخرية حأعري اهتامم كبري ملسالة إدخال تدريبات يف ظروف نقص‬
‫األكسجني االصطناعية إىل عملية تدريب الرياضيني‪ .‬مثل هذه التدريبات تتطلب‬
‫منشات ومعدات خاصة‪ ،‬وتستخدم هلذا اهلدف احلجرات البارومرتية (حجرات‬
‫الضغط) التي تتغري فيها الضغط العام للهواء وبطبيعة احلال يتغري الضغط األكسجيني‬
‫اجلزئي‪ ،‬واحلجرات املناخية والتي حتضخ فيها مزيج من نقص األكسجة ‪ ،‬عىل سبيل‬
‫املثال‪ ،‬يف القاعده االوملبية يف " كولورادو سريين " تعمل حجرة ضغط بداخلها قناة‬
‫ضغط لتدريب السباحني يف خمتلف املراكز هناك منشآت مشاهبه‪ .‬لتدريب العدائني‬
‫والدراجني والتزحلق واجلدافني ومن ألعاب رياضية أخرى‪.‬‬
‫جيا من نقص االوكسجة عرب أقنعة‪.‬‬
‫تستخدم أنظمة ثابتة خمتلفة تعطى الرياضيني مز ً‬
‫وهذه األقنعة تسمح باستنشاق مزيج تصف أكسجة يف الظروف الواقعية للتدريب‪ .‬أقعنه‬
‫أيضا تؤمن ظروف نقص أكسجة عىل حساب تواجد ما يسمي ب "‬
‫وأنابيب بسيطة جدا ً‬
‫الفضاء امليت "‬
‫تستخدم طريقة التنفس املسرتجع باستعامل أنابيب بفضاء ميت كبري من أكثر الوسائل‬
‫بساطة‪.‬‬
‫زفريا‬
‫يف هذه احلالة ختفيض الضغط اجلزئي األكسيجينى مع اهلواء املستنشق يؤمن ً‬
‫متكررا للهواء املستنشق الذي يمتزج مع اهلواء النقي‪.‬‬
‫ً‬
‫إجيابيات هذه الطريقة هى البساطة وتوافرها بشكل واسع وعيوهبا الضغط اجلزئي‬
‫لغاز أكسيد الكربون العايل وزيادة الرطوبة وحرارة اهلواء املستنشق‪( .‬دورزو ‪)0056‬‬
‫كل شكل من تدريبات نقص األكسجة االصطناعية املستخدمة عمليا (اإلقامة‬
‫والتدريب يف احلجرات املناخية واستخدام األقنعة الخ) هلا جوانب قوية وضعيفه وبالطبع‬
‫ال يمكن أن تكون بديال للتدريبات يف الظروف اجلبلية الطبيعية ‪ ،‬لكن التدريب يف‬
‫ظروف نقص األكسجة االصطناعية يعترب إضافة فعالة إىل اإلعداد اجلبيل الطبيعي يسمح‬
‫بتامني جريان فعال يف عملية أقلمة الرياضيني يف الظروف اجلبلية باإلضافة إىل احلفاظ‬
‫عىل املستوى املتحقق يف اجلبال للتكيف خالل مرحلة األعوام القادمة يف ظروف السهل‪.‬‬

‫‪159‬‬
‫أيضا الستنشاق الغازات املختلفة عىل فواصل‬
‫فعالة إىل حد كاف وهناك طرق بسيطة ً‬
‫بمحتوي متدين لألكسجني‪ 0:‬د‪ – .‬استنشاق خليط غاز فيه نسبة ‪ % 02-01‬من‬
‫األكسجني‪0 ،‬د‪ -.‬تنفس هبواء عادي الخ‪.....‬‬
‫استخدام هذه الطريقة خالل ‪ 61-31‬د‪ .‬يعد كافيا وفعاال للتكيف التمهيدي مع‬
‫الظروف نقص األكسجة يف اجلبال وأيض ًا للحفاظ عىل املستوى املتحقق للتكيف‪.‬تشري‬
‫األبحاث (كوتشينسكايا ‪ ،)0003‬إىل أن التأثري املناسب هلذه الطريقة يتحدد بآليات‬
‫شاملة يوجه نشاطها لتأمني إيصال األكسجني إىل األنسجة وتقوية التنفس النسيجي‪.‬‬
‫التنفس بفواصل خلليط الغازات له أفضليات باملقارنة مع تأثري نقس األكسجة املتواصل‬
‫بفضل احلد ملرات عديدة لآلليات املركزية واملحيطية لتأمني األكسجني لألنسجة‪ .‬تدريب‬
‫نقص األكسجة االصطناعي يعترب وسيلة ترسيع عملية األقلمة وخاصة يف حاالت وذلك‬
‫حني ال يمكن للتدريب يف اجلبال ان يستمر وقتا طويال‪ .‬اتباع برامج تدريبية شديدة خالل‬
‫عدة أيام قبل االنتقال إىل اجلبال يف ظروف نقص األكسجة االصطناعية يسمح بترسيع‬
‫أفضل لعملية تكيف الرياضيني مع األجواء اجلبلية ويف اليوم ‪ 3‬و ‪ 4‬من اإلقامة تربمج هلم‬
‫برامج تدريبية شديدة‪.‬‬
‫أظهرت العديد من متابعات إعداد رياضيني من املستوى العايل يف خمتلف بلدان العامل‬
‫أن التدريبات التمهيدية يف ظروف نقص األكسجة االصطناعية تسمح بترسيع عملية‬
‫أقلمة الرياضيني بمرتني ومرتني ونصف وسطيا‪.‬‬
‫الرياضييون الذين يتبعون خالل ‪ 01-0‬أيام‪ .‬دون مثل هذا اإلعداد التمهيدي عليهم‬
‫أن يعملوا فإن التدريب يف اجلبال بحموالت كبرية قد تبدأ فقط خالل ‪ 6-0‬أيام بعد‬
‫االنتقال إىل اجلبل (ويلري ‪.)2114‬‬
‫إن حجم تدريبات نقص األكسجة االصطناعية األدنى للكتيف اجلبيل الفعال الالحق‬
‫يتعلق بعوامل كثرية (ختصص الريايض ‪ ،‬خربة اإلعداد يف اجلبال‪ ،‬طبيعة التدريب السابقة‬
‫والالحقة وغريها‪)...‬‬
‫يالحظ التأثري يف حال استخدام تدريب نقص األكسجة االصطناعي خالل ‪ 01‬أيام‬
‫حني يكون حجم اجلهد العام يف ظروف نقص األكسجة ‪ 00-02‬ساعة‪.‬‬

‫‪160‬‬
‫اتباع تدريبات نقص األكسجة اصطناعية لتكيف متهيدي فعال مع ظروف اجلبال‬
‫يعترب فعاال أكثر يف حالة برجمة إقامة املعسكرات يف اجلبال عىل ارتفاع يتعدي ‪ 2111‬م‪.‬‬
‫جيب برجمة علو مكان التدريبات يف ظروف نقص األكسجة‪.‬‬
‫وفق ارتفاع اإلعداد اجلبيل الالحق‪ .‬الفرتة الفاصلة بني الوحدات الالحقة يف ظروف‬
‫نقص األكسجة االصطناعي والوحدات األوىل يف اجلبال جيب أال تتعدي ‪ 3‬أيام (فوين‬
‫وريب ‪)0001‬‬
‫عند رضورة املشاركة يف سلسلة طويلة من املسابقات فان احلفاظ عىل مستوى‬
‫التدرب يسهم يف إدخال وحدات إىل برامج الدورات القصرية املقامة يف ظروف نقص‬
‫األكسجة االصطناعية وتساهم يف احلفاظ عىل املستوى املتحقق من القدرات‬
‫اجلليكوجينية اهلوائية والالهوائية‪ .‬تتايل مثل هذه الوحدات مع وحدات رسعة مصحوبة‬
‫بالقوة بتوجهات تآزرية وفنية نكنيكية مقامة يف الظروف العادية تسمح يف احلفاظ عىل‬
‫ً‬
‫طويال‪.‬‬ ‫مستوى تدريب الرياضيني للمسابقات زمنًا‬
‫يف مرحلة بني انتهاء إعداد اجلبال واملنافسات يف املسابقات الرئيسية قد تدخل دورات‬
‫قصرية جدا من ‪ 6-3‬أيام مع حجم عال لتدريبات نقص األكسجة يف ظروف اصطناعية‬
‫بام يسمح باحلفاظ عىل مستوى التكيف املتحقق بالتدريب يف اجلبال‪.‬‬
‫النقطه املهمة يف أثناء إدخال وحدات مع ظروف نقص األكسجة اصطناعية هى‬
‫إمكانية تتايل اجلهد لتطوير القدرات اجلليكوجينية اهلوائية والالهوائية يف ظروف نقص‬
‫األكسجة مع تدريبات يف ظروف طبيعية تساعد عىل حتسني جوانب التدرب األخرى‬
‫مرضا‪.‬‬
‫والتي يكون العمل عليها يف ظروف نقص األكسجة ً‬
‫االرتفاع األمثل لإلعداد اجلبلي‬
‫ال تعترب مسألة االرتفاع األمثل للتدريب الالزم مسالة ال لبس فيها‪ .‬إن األغلبية‬
‫الساحقة لألبحاث واملقرتحات العملية باإلضافة إىل خربة إعداد الرياضيني يف خمتلف‬
‫األلعاب متعلقة بارتفاع ‪2211 – 0611‬م ويتطلب اإلعداد يف املرتفعات العالية ‪2011‬‬
‫– ‪3111‬م اهتامما ال شك فيه‪ .‬عدا ذلك ‪ ،‬االحتياطات الكبرية لرفع فعالية اإلعداد التي‬
‫تكمن يف استخدام واسع لتدريبات عىل املرتفعات املتدنية ‪ 0011 – 0111‬م‪.‬معظم‬

‫‪161‬‬
‫اخلرباء يؤكدون عىل أن االرتفاع األمثل يكون يف نطاق ‪ 2011 – 2111‬م (فريدمان –‬
‫بيتي ‪)2115‬‬
‫عىل ارتفاعات ‪ 311‬م وأكثر حتى لدى رياضيني مكيفني لظروف املرتفعات اجلبلية‬
‫حيدث خلل يف بنية احلركة اآللية والزمنية الفراغية واجلهد يف هذه الظروف قادر عىل أن‬
‫يؤدي إىل خلل عميق يف الفنيات الرياضية وخرق هيكلية احلركة التازرية ااملفيدة‬
‫وتغريات العالقة املتبادلة العقالنية للوظائف احلركية والالارادية‪ .‬لذلك ‪ ،‬ال جيوز إمهال‬
‫مقرتحات االحتاد الدويل للطب الريايض الذي وقف مع منع إقامة مسابقات يف ألعاب‬
‫رياضية تتطلب إظهار التحمل عىل ارتفاع يزيد عن ‪ 3111‬م بسبب خطرها عىل صحة‬
‫الرياضيني‪.‬‬
‫احلفاظ عىل مستوى قدرات الرسعة مصحوبة بالقوة واحلفاظ عىل تقنيات الرسعة يف‬
‫ظروف تدريبات اجلبال يتطلب برجمة دورية لربامج وحدات بجهود عالية الشدة‪ .‬يساهم‬
‫يف ذلك إىل حد كبري تبديل االرتفاع يف ظروف التدريبات اجلبلية حني تتم زيادة قدرات‬
‫قوة وسعة األنظمة اهلوائية والالهوائية املزودة بالطاقة عىل ارتفاع ‪ 2011 – 0511‬م وأما‬
‫التطوير أو احلفاظ عىل مستوى الصفات األخرى املتحقق يف االرتفاعات األكثر‬
‫انخفاضا‪.‬‬
‫هناك أراء راسخة إىل حد كبري بأن ظروف االرتفاعات املنخفضة (‪ 0011 – 0111‬م‬
‫فوق سطح البحر) الفعالة لالستشفاء والراحة النشطة ال تعترب حافزا يف الوقت ذاتة كافيا‬
‫لنقل جسم اإلنسان إىل مستوى جديد أعىل من التكيف‪.‬‬
‫هذا صحيح ح ًقا إذا استندنا إىل معطيات االختبارات حول اإلقامة السلبية لإلنسان‬
‫يف ظروف االرتفعات اجلبلية املنخفضة‪ .‬إذا حللنا ردود األفعال التي تظهر يف أثناء‬
‫التأثريات املشرتكة لعوامل نقص األكسجة التي تعترب نتيجة التواجد يف اجلبال واستخدام‬
‫برامج تدريبية خاصة ذات طابع نقص أكسجة (محوالت نقص األكسجة) فإن فعالية‬
‫اإلعداد يف املرتفعات املنخفضة قد تكون عالية كفاية وخاصة للرياضيني الشباب الذين‬
‫ليست لدهيم خربة اإلعداد يف ظروف مرتفعات املتوسطة والعالية‪ .‬عىل سبيل املثال‪،‬‬
‫الرياضييون املؤهلون الشباب وهم يف مرحلة اإلعداد لإلنجازات العالية والذين تم‬

‫‪161‬‬
‫إعدادهم بشكل منتظم يف الظروف اجلبلية املنخفضة ‪ 4-3‬أسابيع من املعسكرات عىل‬
‫ارتفاع ‪ 0211‬م خالل العام بحموالت بتوجهات هوائية وهوائية – ال هوائية) استطاعوا‬
‫حتقيق ارتفاع يف القدرات الوظيفية والنتائج الرياضية والتي رأي اخلرباء أهنم لن يتمكنوا‬
‫من حتقيقها يف ظروف إعداد السهل‪ .‬وفيام يتعلق برياضيني مؤهلني عاليا وهم يف املراحل‬
‫الالحقة للتطوير طويل األمد فإن األمثل بالنسبة هلم التدريب عىل ارتفاع ‪ 2111‬م تقريبا‬
‫(جور وغريه ‪ ،0006‬ويلري ‪.)2114‬‬
‫حني نتحدث عن االرتفاع املفيد الذي جيب أن جيري اإلعداد فيه للرياضيني من‬
‫الرضوري أن نتذكر التناقضات بني ظروف املرتفعات املتوسطة والعالية بالنسبة لتأثري‬
‫التدريبات عىل أنظمة التنفس والدورة والدم وبشكل عام عىل قدرات اجلسم لتزويد‬
‫جهود ذات طابع هوائي وال هوائي بالطافه‪ .‬وبني ظروف التطوير الفعال ملكونات‬
‫التدرب األخرى‪.‬‬
‫تستخدم عمليا خمتلف الطرق الختيار االرتفاعات املثالية لالقامة والتدريب‪.‬‬
‫الطريقة األوىل‪ :‬أي اإلقامة والتدريب يف ظروف املرتفعات املتوسطة (عادة عىل ارتفاع‬
‫‪2311 -0511‬م) ‪ ،‬أكثرهم انتشارا تأكدت مرات عديدة فعاليتها بدراسات علمية‬
‫واألهم من ذلك اخلربة اإلجيابية ألجيال عدة من الرياضيني املرموقني استخدموها‬
‫خالل ‪ 41‬عاما‪.‬‬
‫الطريقة الثانية‪ :‬التي اكتسبت شهرة واسعة يف السنوات االخرية تقرتح اإلقامة عىل ارتفاع‬
‫‪ 2111 – 2011‬م عن مستوى البحر والتدريب يف ظروف املرتفعات املتوسطة‪ .‬من‬
‫الصعب تقيم تفوقها عىل الطريقة األوىل‪ .‬تعترب اإلقامة يف املرتفعات اجلبلية من جهة‬
‫حافزا حمددا لتكيف األنظمة األكسيجيينة ومن جهة ثانية قد تصعب جريان‬
‫العمليات االستشفائية بعد برامج وحدات بحموالت قصوى أجريت يف املرتفعات‬
‫املتوسطة‪.‬‬
‫الطريقة الثالثة‪ :‬التي تروج هلا بنشاط جد كبري يف السنوات األخرية األدبيات الرياضية‬
‫كطريقة فعالة هي اإلقامة يف ظروف املرتفعات املتوسطة ‪ 2011 – 2111‬م‬
‫والتدريب عىل ارتفاع ‪ 0201 – 0111‬م‪.‬‬

‫‪161‬‬
‫تالحظ افضليتها يف إزالة املشاكل التي تقيد حجم اجلهد التدريبي ونوعيتة بسبب‬
‫تطور التعب يف أثناء التدريب يف ظروف االرتفاعات املتوسطة وهذا من جهة أمر صحيح‬
‫ومن جهة أخرى يدعو إىل قلق شديد بالنسبة إىل تكيف فعال لألنظمة اهلوائية واالهوائية‬
‫الالكتاتية للتزويد بالطاقة التي جترى من أجلها بشكل أسايس التدريبات يف اجلبال‪ .‬ال‬
‫شك يف ان اإلقامة فقط يف ظروف املرتفعات املتوسطة غري املدعومه بمزج نقص‬
‫األكسجة اجلبلية ونقص أكسجة احلموالت التدريبية بالنسبة لرياضيني مؤهلني عاليا قد‬
‫تكون غري فعالة إىل حد كاف‪ .‬حتليل نتائج األبحاث املوجهه لكشف فعالية هذه الطريقة‬
‫جعل " برنيتي وهوبكينز " يستنتجون أن مثل هذا الشكل من اإلعداد قد يكون فعاال‬
‫لرفع قوة وسعه األنظمة اهلوائية والالهوائية الالكتاتية املزودة بالطاقة لدى الرياضيني‬
‫املؤهلني عاليا ‪ ،‬لكنه غري كاف لتحفيز العمليات التكيفية لدى ريايض النخبة يف األلعاب‬
‫الرياضية التي تتطلب إظهار التحمل بالنسبة للجهد اهلوائي – الالهوائي‪.‬‬
‫ويلفت هذا األمر انتباه أنصار الطريقة الرابعة الذين يعتقدون أنه من األصلح دمج‬
‫اإلقامة يف املرتفعات املتوسطة مع التدريبات يف املرتفعات العالية استخدمها بنجاح‬
‫عداءوا مسافات متوسطة وطويلة من خمتلف البلدان عاشوا يف مكسيكو وتدربوا بمركز "‬
‫تولوكا" (‪ 2611‬م) البعيد عنها ‪ 61‬كم‪ .‬ومثل هذا الربنامج من اإلعداد اجلبيل استخدمة‬
‫بشكل واسع العديد من ريايض أملانيا الديمقراطية واستندت إىل تفسريات علمية‪.‬‬
‫(فوتش‪ ،‬ريب ‪ )0001‬واكتشف أيض ًا بأنه لرفع قوة وسعه األنظمة الالهوائية‬
‫والالكتالتية يعترب اإلعداد األكثر فعالية هو حني يقيم الرياضييون عىل ارتفاع ‪– 0611‬‬
‫‪ 2111‬م ويتدربون عىل ارتفاع ‪3111 – 2611‬م‪ .‬رياضييون من مستوى عايل الذين‬
‫يتدربون يف مركز "تساخكادزور" (ارمينيا) يعيشون وجيرون وحداهتم التدريبية‬
‫األساسية يف املرتفعات املتوسطة ‪ 0061‬م ‪ ،‬ووحدات بتوجهات ركض عىل املرتفعات‬
‫العالية‪ .‬يعترب التمرين عىل املرتفعات العالية حافزا اضافيا لتنمية االستجابات التكيفية اما‬
‫العيش يف ظروف املرتفعات املتوسطة فيسهل‪ ،‬باملقارنة مع املرتفعات العالية‪ ،‬جريان‬
‫عمليات االستشفاء‪.‬‬
‫قد تستخدم هبذا الشكل يف إعداد الرياضيني خمتلف اخليارات اختيار أحد اخليارات‬
‫وجيب أن يكون مرتبطا بمحتوي مرحلة معينة من الدورة الكربى وتوجه العملية‬
‫‪164‬‬
‫التدريبية يف وحدة تدريبية معينة وباليوم التدريبي أو الدورة القصرية‪ .‬الكثري يف هذه‬
‫املسالة يتعلق بالقدرات الفردية للريايض وعمره ومؤهالته وخربة اإلعداد يف اجلبل‬
‫ومستوى التكيف مع نقص األكسجة والقدرة عىل االستشفاء الفعال‪ .‬حماولة متيز واحد‬
‫فقط من اخليارات املمكنة عىل أهنا األكثر إنتاجية كام يعتقد بعض اخلرباء ويقيد استخدام‬
‫املناخ اجلبيل كواحد من أقوى عوامل زيادة قدرات الريايض الوظيفية‪.‬‬
‫اإلقامة يف ظروف نقص األكسجة االصطناعية‪ ،‬والتدريب عىل مستوى البحر‪.‬‬
‫يروج يف األدبيات الرياضية بشكل كبري يف السنوات األخرية شكل من أشكال إعداد‬
‫نقص األكسجة والتي يقيض فيها الريايض القسم االكرب من اليوم (‪ 05-02‬ساعة) يف‬
‫ظروف نقص األكسجة االصطناعية (بيوت نقص أكسجة‪ ،‬شقق منقوصة األكسجة‬
‫وخيم‪ )...‬تعادل ارتفاع ‪ 3111- 2111‬م والتدريب يف الظروف العادية‪.‬‬
‫يعتقد أن التواجد يف منشاة يتطابق فيها الضغط اجلزئي لألكسجني مع ظروف‬
‫املرتفعات املتوسطة والعاليةة ترافقة تدريبات عىل السهل تؤمن تطوير ريايض متعدد‬
‫اجلوانب وفعال وحيفز وظائف إنتاج الدم ورفع قدرات األنظمة اهلوائية بشكل عام عىل‬
‫حساب عامل نقص األكسجة (ليفني‪ ،‬سرتاي ‪ ،0006‬رودرجيس وغريه ‪)2114‬‬
‫يعترب اخلرباء األمريكان والدول االسكندنافية عن خطأ من رواد تطوير هذا االجتاه‬
‫يف إعداد نقص األكسجة‪ .‬اذ أهنم يف التسعينات اصبحوا يستخدمون التواجد يف ظروف‬
‫تقص األكسجة االصطناعية كعامل حتفيز استجابات التكيفية ألنظمة نقل األكسجني‬
‫(ميليت وغريه ‪ .)2101‬يف احلقيقه‪ ،‬هذا الشكل لإلعداد مدعوم بحجم كبري من‬
‫األبحاث العلمية‪ .‬أجريت بشكل رسي وأصبحت تستخدم عمليا يف إعداد أقوى ريايض‬
‫من أملانيا الديمقراطية يف ألعاب رياضية تتطلب إظهار التحمل منذ هناية أعوام‬
‫السبعينات‪ .‬من أجل هذا‪ ،‬بنيت منشاه رسيه ضخمه خصيصا لذلك قرب برلني يف "‬
‫كينباوم" – حجرة ضغط يتمكن فيها يف نفس الوقت العيش والتدريب إىل حد ‪41‬‬
‫شخصا‪.‬كانت يف حجرة الضغط غرف راحة وغرف تدليك وخمتلف التدابري العالجية‬
‫وغرف التغذية وغريها‪ ...‬إال أن اخلاصية األساسية هلذه املنشاة كانت وجود قنوات‬
‫جتديف لكل أشكال ألعاب التجديف وأجهزة متعدده للعدائني والسباحني والتزحلق‬

‫‪165‬‬
‫والدراجني ومعدات إلعداد القوة يف منشأتني مساحتهام العامه ‪ 011‬م تقريبا‪ .‬ارتفاع‬
‫الصعود يف حجرات الضغط كان من املمكن أن يصل إىل ‪ 4111‬م‪.‬‬
‫أكثر من عرش سنوات استخدم رياضيون أملانيا الديمقراطية هذه احلجره الضغطية‬
‫أيضا يف "‬
‫ممزوجه مع التدريب يف السهل والتدريب يف املرتفعات املتوسطة والعالية ً‬
‫بيلميكني" وغريها من القواعد األجنبية‪ .‬كانت توضع ملختلف األلعاب الرياضية‬
‫وخمتلف الرياضيني برامج فرديه مناسبة‪ .‬كام أثبتت اخلربة العملية ومعطيات األبحاث‬
‫العلمية فإن إجراء وحدتني تدريبيتني يوميا واحدة منها جترى يف حجرة الضغط واألخرى‬
‫يف الظروف الطبيعية ساعدت عىل زيادة قدرات أنظمة نقل األكسجني دون أن ختل‬
‫بعملية حتسني جوانب التدرب األخرى‪.‬واخترب اخلرباء األملان فعالية التواجد الطويل‬
‫أيض ًا يف احلجر الضغطية مع التدريب يف الظروف العادية وفعالية اإلقامة الدائمة‬
‫(أسبوعني) والتدريب يف حجر الضغط‪ .‬إال أن اخليار األول من هذه اخليارات خيتلف‬
‫بفعاليتة عن بقية الربامج والثاين تبني أنه غري جمد لتأثرية السلبي عىل نفسية السباحني‬
‫وحمدودة إمكانيات استخدام دائرة واسعة من الوسائل التدريبية (سوسلوف ‪)0000‬‬
‫ومن يف األدبيات الرياضية يف األعوام األخرية أن تعج بمعطيات حول الفاعلية‬
‫االستشفائية ألشكال اإلعداد التي يتواجد فيها الرياضيون خالل قسم كبري من اليوم إىل‬
‫‪ 05‬ساعة يف ظروف نقص األكسجة املصطنعه والتدريب يف الظروف العادية‪ .‬وتورد‬
‫معلومات تشهد عىل تغريات كبرية ملكونات الدم‪ ،‬نمو القدرات اهلوائية والالهوائية‬
‫للرياضيني ترافقها معلومات ال تصدق حول نمو النتائج الرياضية‪ .‬فعال‪ ،‬فكيف نثق‬
‫بنتائج أبحاث اخلرباء الفنلنديني التي يؤكد فيها أن إقامة دراجني من مستوى عال ملدة ‪00‬‬
‫يوما يف ظروف نقص األكسجة االصطناعية ‪3111 – 2011‬م كل يوم خالل ‪05-06‬‬
‫ساعة ترافقها وحدات تدريبية ملرتني‪ .‬أدت بعد انتهاء التدريبات االختبارية إىل زيادة‬
‫الرسعة يف سباق ‪ 41‬كم بنسبة ‪( %4‬روسكو ‪ )0000,0000‬إذا عممنا هذه املعطيات‬
‫عىل سباق دراجات الطرق الفردية (اطالق منفرد) يف أوملبياد لندن (مسافة ‪ 44‬كم) فإن‬
‫املشارك الذي اتبع هذه التدابري‪ ،‬جيب علية ان يسبق منافسيه بمسافه كيلو مرت واحد و‬
‫‪ 661‬م أي بأكثر من ‪ 2‬دقيقه‪ ،‬املعطيات الواردة يف هذه األبحاث نقلها إىل األلعاب‬
‫الرياضية األخرى القريبه منها من حيث جهود التزويد بالطاقة‪ .‬عىل سبيل املثال‪ ،‬إذا‬

‫‪166‬‬
‫اخذنا السباحة مسافة ‪0011‬م فإن من املعقول جدا إذا أخذنا يف احلسبان الطابع اهلوائي‬
‫تزويد اجلهود بالطاقه يف كلتا احلالتني فإننا سنحصل عىل النتائج التالية‪:‬‬
‫إذا اقرتحنا عىل جمموعة من السباحني هلم نتيجة نقدرها وسطيا (‪ )06:11‬ومثل هذه‬
‫التدريبات فإهنم يف خالل أقل من أسبوع أو أسبوعني سيحسنون النتائج الرياضية بنسبة‬
‫‪ 41‬ثانية وسطيا‪ .‬وبالطبع فإن هذا غري معقول‪ .‬مع األسف مثل هذه املعطيات ليست‬
‫الوحيدة إذ إهنا متيز أدبيات كثرية صدرت يف األعوام األخرية (ويلري ‪ ،2114‬ميايت‬
‫‪.)2101‬‬
‫من الصعب جدا تفسري مثل هذه املقرتحات إال إذا اعتربنا ان هناك عالقة مبارشة بني‬
‫صناعة معدات نقص الكسجة حلجرات وغرف وبيوت خمتلف حجرات نقص األكسجة‬
‫والسعي إىل طرحه يف األسواق وبني نتائج مثل هذه األبحاث العلمية التي ترشح فيها‬
‫فعالية هذا الشكل من إعداد نقص األكسجة البعيدة جدا عن الواقع‪ .‬تستدعي الثقه‬
‫معطيات أوردها خمتصون متعلقة فعال بالدعم العلمي إلعداد رياضيني من املستوى‬
‫العايل‪ .‬عىل سبيل املثال‪ ،‬األبحاث التي أجراها معهد الرياضة االسرتايل املعروف‬
‫بمسوؤليتة عن الدعم العلمي واملنهجي إلعداد ريايض املنتخبات‪ ،‬مل تتمكن من إجياد‬
‫فعالية جدية هلذه التدريبات‪ .‬اإلقامة يوميا ‪ 01‬ساعات يف ظروف نقص األكسجة‬
‫(‪3111‬م) ترافقها تدريبات يف السهل مل تؤد إىل تغريات حقيقية‪ .‬لوحظت زيادة بسيطة‬
‫للكريات احلمراء فقط بعد ‪ 46‬ليله إقامة يف ظروف نقص األكسجة (ميليت وغريه‬
‫‪)2101‬‬
‫من هذه الناحية جيب االستشهاد بخربة االستخدام الطويل (سنوات طويلة) من قبل‬
‫خرباء املانيا الديمقراطية حلجرات الضغط يف " كينباوم" التي جري إعداد ‪ 3‬االف‬
‫ريايض مؤهلني عاليا خالهلا (سوسلوف ‪)0000‬‬
‫من بني الربامج الفعالة الستخدام تدريبات نقص أكسجة مل جيد له مكانا وهذا اخليار‬
‫الذي بموجبة تكون اإلقامة السلبية يف حجرات الضغط وقد مزجت مع تدريبات يف‬
‫ظروف عادية‪ .‬كل اخليارات املستخدمة يف املانيا الديمقراطية كانت تعترب التدريبات يف‬
‫ظروف نقص األكسجة من العوامل األساسية للخيار‪ .‬اخلرباء الذين يروجون بنشاط‬

‫‪167‬‬
‫لتدريبات تقتيض أن يعيش الريايض يف غرف بنقص أكسجني مصطنع ويتدربون يف‬
‫الظروف العادية يعتربون الربامج التالية أكثر فعالية‪:‬‬
‫‪ ‬جيب أن تكون مدة تدريبات نقص األكسجة من ‪ 00-02‬إىل ‪ 25‬يوما‪.‬‬
‫‪ ‬الضغط اجلزئي لألكسجني يف اهلواء املستنشق جيب ان يتطابق مع ارتفاع ‪2011‬م –‬
‫‪3111‬م‪.‬‬
‫‪ ‬التواجد اليومى يف ظروف نقص األكسجة ‪ 05-04‬ساعة‪.‬‬
‫‪ ‬الكمية املثالية للوحدات التدريبية اليومية املقامه يف الظروف العادية‪ 2-0 :‬يف أثناء‬
‫مدة ‪ 4-2‬ساعات (روسكو ‪ ،0000‬ويلري‪ ،‬ميليت ‪.)2101‬مع األسف الشديد يف‬
‫أثناء تقيم فعالية هذا الشكل من اإلعداد وتقيم فعاليتها ‪ ،‬تركز عمليا انتباه كل اخلرباء‬
‫الذين تناولوا هذه املساله عىل دراسة استجابة أنظمة الدم والدورة الدموية والتنفسية‪،‬‬
‫وبقي دون اهتامم تأثري مثل هذا النظام من التدريب عىل نفسية الرياضيني‪ .‬لكن دون‬
‫حتليل جدي هلذا اجلانب من املسالة ‪ ،‬واضح جدا بأن مثل هذا الشكل من التدريب‬
‫يمكن تطبيقة عىل أسس طوهية يف اختبارات اصطناعية من منطلق علمي بحت ولكن‬
‫دون استخدام واسع يف رياضة األرقام القياسية خلطر استثنائي عىل نفسية الرياضيني‪.‬‬
‫ما يثري الدهشة أن أنصار النشطاء لالستخدام الواسع جدا للغرف واحلجرات واخليم‬
‫الضغطية ال يرون املناهج املقرتحه املثرية للريبة لرفع قدرات أنظمة‪.‬‬
‫الطاقة كام وال يرون أيض ًا خطرها عىل الصحة النفسية للرياضيني ذلك اخلطر الذي‬
‫أشار إليه خرباء أملانيا الديمقراطية قبل سنوات عديدة‪.‬‬
‫استخدام اإلقامة االصطناعية يف ظروف األكسجة (غرف‪،‬حجرات‪ ،‬خيام الخ‪)...‬‬
‫ممكن باحجام قليله (للنوم بشكل أسايس) ولوقت قصري (عدة أيام) إلعداد الرياضيني‬
‫التمهيدي للدتريبات يف الظروف اجلبلية ولكن ليس بأي حال من االحوال كواحد من‬
‫الوسائل األساسية للرفع من ثبات الرياضيني أمام ظروف نقص األكسجة ورفع قدرات‬
‫أنظمة التزويد بالطاقة والنتائج الرياضيه‪.‬‬

‫‪168‬‬
‫تأقلم الرياضيني الرسيع مع املناخ اجلبيل‪.‬‬
‫يؤثر انتقال الرياضيني إىل اجلبال بشكل حاد عىل القدرة عىل العمل ويؤدي إىل‬
‫استجابات أكثر وضوحا ألهم املؤرشات عىل احلموالت العادية‪ .‬عىل سبيل املثال‪،‬‬
‫االستجابات ذاهتا لنبضات القلب وكثافة الالكتات يف الدم لدى رياضيني مؤهلني عاليا‬
‫تالحظ يف أثناء ختفيض قوة اجلهد عىل أجهزة الدراجات – وسطيا بنسبة ‪ %25‬تالحظ‬
‫ذات االستجابات أيض ًا يف أثناء اجلهد عىل جهاز الركض مع زاوية متغرية خلط السري يف‬
‫أثناء تنفيذ برامج االختبارات اخلاصة‪.‬‬
‫مدة وفعالية أقلمة الرياضيني مع ظروف اجلبال متعلقة بعوامل عديدة وموجوده يف‬
‫نطاقات واسعة كام نرى‪ ،‬مرحلة األقلمة يف اجلبال قد ترتاوح يف نطاقات واسعة – من ‪-3‬‬
‫‪ 0‬أيام و ‪ 02-01‬ساعة من احلموالت الفعالة إىل ‪ 02-01‬يوم و‪ 40-30‬ساعة من‬
‫احلموالت‪.‬‬
‫حتدد مدد األقلمة إىل حد كبري حسب عمر ومؤهالت الريايض‪ .‬الرياضيون‬
‫الناشئون‪ ،‬وخاصة من انتقل ألول مرة إىل اجلبال‪ ،‬يتأقلمون مع الظروف اجلديدة أبطا من‬
‫الكبار‪ .‬رياضيون مؤهلون عاليا جيتازون مرحلة األقلمة بشكل أسهل بكثري باملقارنة مع‬
‫الذين يتخلفون بمهارهتم وخربهتم التدريبية والتنافسية (اجلدول) لدى الرياضيني الذين‬
‫ينتقلون بانتظام إىل اجلبال‪ ،‬مرحلة األقلمة جترى أرسع بكثري (أحيانا مرتني او ثالث)‬
‫باملقارنة مع من كان يف ظروف املرتفعات املتوسطة والعالية الول مرة (سويلوف‪ ،‬شيبيا ‪)0000‬‬
‫اجلدول‪ :‬رد فعل جسم الريايض عىل محل عادي يف مرحلة األقلمة‪.‬‬

‫حمتوى الالكتات بعد احلموالت ‪ ،‬مول ‪ /‬ل‬


‫جمموعة رياضيني‬
‫ارتفاع متوسط‬ ‫سهل‬

‫‪1230+-6206‬‬ ‫‪1230+-026‬‬ ‫رياضيون كبار يف السن مكيفني مع ظروف اجلبل‬

‫‪1236+-6203‬‬ ‫‪1243+-0230‬‬ ‫رياضيون كبار يف السن غري مكيفني مع ظروف اجلبل‬

‫‪1243+-5201‬‬ ‫ناشئون (‪ 06-06‬سنه) غري مكيفني مع ظروف ‪1236+-0224‬‬


‫اجلبل‬

‫‪169‬‬
‫إن عمليات االستشفاء لدى الرياضيني غري املكيفني مع إعداد اجلبال جترى بشكل‬
‫أبطأ بكثري باملقارنة مع الرياضيني الكبار بالسن املؤهلني عاليا‪ ،‬ينتقلون بانتظام إىل اجلبال‬
‫للتدريب‪ .‬بعد محوالت عادية مدة االستجابات االستشفائية حسب معطيات نبضات‬
‫القلب‪ ،‬استهالك األكسجني‪ ،‬وتعويض الدين االكسجيني لدى الرياضيني الكبار مكيفني‬
‫مع اجلبال يكون اقرص بنسبة ‪ %30-20‬باملقارنة مع الرياضيني الناشئني‪.‬‬
‫مثل هذة الفروق الكبرية سببها إىل حد كبري االستجابة غري املوحدة للرياضيني من‬
‫املجوعات املذكورة للحموالت التقليدية املقرتحة يف اجلدول‪ .‬لكن حتى يف حالة إذا‬
‫اقرتح عىل الرياضيني محوالت متشاهبه متاما باستجاباهتا يف الوسط الداخيل للجسم (رفع‬
‫كثافة الالكتات يف الدم إىل ‪ 620‬مول ل‪ .‬يف كافة املجموعات) يستشفي الرياضيون‬
‫الكبار يف السن املكيفني لقدراهتم بنسبة ‪ 21-00‬و ‪ %30-20‬أرسع من الرياضيني الكبار‬
‫غري املكيفني والرياضيني الناشئني (بوالتوفا ‪.)0000‬‬
‫تأثري مؤهالت وتدريب الرياضيني عىل التكيف مع تدريبات اجلبال تتبني بوضوح يف‬
‫نتائج األبحاث النفسية أيض ًا‪.‬‬
‫الرياضيون املدربون جيدا واملؤهلني عاليا الذين يتبعون متارين يف اجلبال بانتظام يف‬
‫أغلب األحيان يف األيام ‪ 3‬و ‪.4‬‬
‫يبلغون مستوى عاليا من القدرة عىل العمل يف أثناء حالة نفسية مثالية‪ – .‬نشاط عايل‬
‫لتنفيذ برامج تدريبية معقدة ومستوى‬
‫العايل من املراقبة والتوجيه لصفات احلركة الزمكانية واآللية‪ .‬لدى الرياضيني األقل‬
‫كفاءه وتدريبا للتدريبات اجلبلية جترى األقلمة أبطأ بكثري (من ‪ 5-6‬إىل ‪ )02-01‬يوم‬
‫ويرافقها انخفاض النشاط وعدم الرغبة يف تنفيذ برامج تدريبية معقدة وانخفاض القدرة‬
‫عىل السيطرة عىل الصفات احلركية األساسية الخ ‪( ...‬ماتيوس ‪)0004‬‬
‫من أجل أقلمة فعالة للراحة الكاملة التمهيدية أمهية قصوى‪ :‬جيب أن تبدا التامرين يف‬
‫اجلبال يف حاىل االستشفاء التام للقدرات البدنية والنفسية للريايض بعد احلموالت‬
‫التنافسية الرتيبية السابقة‪ .‬يف حال إذا بدأ اإلعداد يف اجلبال يف ظروف عدم االستشفاء‬

‫‪170‬‬
‫التام للجسم يف عملية التكيف مع نقص األكسجة تصبح بطيئة متاما‪ .‬لذلك ‪ ،‬عادة‪ ،‬قبل‬
‫االنتقال إىل اجلبال‪ ،‬تربمج دورات قصرية استشفائية من ‪ 0-3‬أيام‪.‬‬
‫وتتباطأ عملية األقلمة أيض ًا يف حال إذا اختلف إعداد اجلبال بطابع التامرين وتوجه‬
‫كثريا عن السابقة يف السهل‪ .‬لذلك‪ ،‬جيب أن تكون برامج‬ ‫املؤثرات والية احلموالت ً‬
‫مرا اعتياد ًيا للرياضيني وخاصة يف األيام األوىل من‬
‫الوحدات التدريبية ونظام تتاليها أ ً‬
‫اإلعداد اجلبيل‪ .‬تعجيل عملية األقلمة تساهم فيه متارين خمتلفة هوائية من ضمنها غري‬
‫تقليدية‪ :‬كالركض وامليش املجهد وغريها‪.‬‬
‫عملية األقلمة مع ظروف اجلبال متيض أسهل وارسع إذا اختذت اجراءات باألقلمة‬
‫التمهيدية قبل ‪ 6-0‬أيام من االنتقال إىل اجلبل‪ .‬وهلذا اهلدف جيب استخدام النوم يف‬
‫اخليام أو غرف نقص األكسجة بمحتوى أكسجني مطابق الرتفاع ‪3111-2011‬م‬
‫وتنفس خليط غازات بمحتوي متدن لألكسجني يف أثناء عملية تنفيذ محوالت بدنية‬
‫(سافوري ‪ ،0005‬جايزر ‪ )2110‬وتدريبات نقص أكسجة مع فواصل‪.‬‬
‫تساهم يف تسهيل وترسيع عملية األقلمة املربجمة العقالنية للحموالت التدريبية‪.‬‬
‫احلموالت املفرطة يف األيام األوىل من اإلقامة يف اجلبال قادرة عىل تصعيب عملية‬
‫األقلمة (روكسو ‪ )2114‬واحلموالت غري الكافية لن تساعد بالشكل املطلوب عىل حل‬
‫مهام اإلعداد‪ .‬يتفق أغلب اخلرباء عىل أن احلموالت ستكون مثالية يف األيام ‪ 0-3‬األوىل‬
‫من اإلعداد اجلبيل التي تبل ‪ %61-60‬من نسبة ما تم اتباعة يف السهل (كولني ‪)0002‬‬
‫يف األيام األوىل من اإلقامة يف اجلبال جيب أن تتغري جذريا بناء برامج الوحدات‬
‫التدريبية‪ .‬حصة التامرين املنفذة بشدة عالية جيب أن تنخفض كث ًريا (نسبة ‪ )%41-21‬اما‬
‫حجم التامرين ذات الطابع االستشفائي فيزداد‪ .‬الفواصل بني التامرين املنفذة بشدة عالية‪،‬‬
‫جيب ان تزداد ‪ 020-023‬مرات‪.‬‬
‫تساعد يف تسهيل عملية األقلمة التغذية العقالنية أيض ًا والتي جيب أن تؤخذ فيها يف‬
‫احلسبان زيادة كمية الكربوهيدرات وذلك بسبب زيادة رصفها يف املرحلة األوىل من‬
‫أيضا بسبب زيادة جفاف اجلسم يف‬
‫األقلمة (بدلري ‪ ،)2110‬وزيادة استهالك السوائل ً‬
‫أثناء اإلقامة يف اجلبال‪.‬‬

‫‪171‬‬
‫إعادة األقلمة واالثر املرتاكم واعاده التكيف بعد العودة من اجلبال‪.‬‬
‫التأثري االجيايب لتدريبات اجلبل عىل القدرات الوظيفية والنتائج الرياضية يظهر يف‬
‫احلاالت العادية فورا بعد العودة من اجلبال ويتطلب مرحلة معينة إلعادة األقلمة واعادة‬
‫ضبط وظيفي وبنيوي‪ .‬احلقيقة ان ‪ %61-01‬من الرياضيني قادرون يف بضعة أيام أوىل من‬
‫(‪ 4-3‬أيام ال أكثر) عىل إظهار نتائج عالية وقدرة عالية عىل العمل يف التجارب اخلاصة‪.‬‬
‫لكن بعد ذلك‪ ،‬تليها مرحلة طويلة إىل حد كاف ‪ 6-3‬أيام) من انخفاض يف القدرات‬
‫الوظيفية للجسم‪ .‬لدى بقية الرياضيني (‪.)%01-41‬‬
‫فورا بعد اهلبوط من اجلبل وقد متتد إىل ‪ 5 – 6‬أيام وأكثر‬
‫هذه املرحلة تايت ً‬
‫(سوسلوف‪ ،‬شيبل ‪.)0000‬‬
‫وخالل هذا الوقت ال ينصح باملشاركة يف املسابقات املهمة وبرجمة وحدات‬
‫بحموالت قصوى ممكنة ومتارين ذات طابع حتضريي تفرض عىل اجلسم احتياجات‬
‫كبرية‪.‬‬
‫بعد انتهاء مرحلة انخفاض القدرات الوظيفية يظهر األثر املرتاكم من اإلعداد اجلبيل‬
‫الذى قد يتطور الهم مكونات التدرب الوظيفية خالل ‪ 02-5‬بعد العودة من اجلبل‪.‬‬
‫معطيات تعكس الطابع املالئم جلريان االستجابات التكيفية بعد عودة سباحني‬
‫مؤهلني عاليا إىل ظروف السهل‪ .‬يف األيام األوىل من التواجد يف هذة الظروف بعد ‪21‬‬
‫يوما من التدريبات الشديدة يف اجلبال (‪0061‬م فوق سطح البحر)‪.‬‬
‫يالحظ زيادة يف قيم الالكتات يف أثناء التخفيض يف نفس رسعة السباحة‪ .‬ومن ثم‬
‫يالحظ حتسن منتظم لالستجابات التكيفية‪:‬‬
‫‪-‬تزداد الرسعة قليال يف أثناء انخفاض الالكتات يف نفس الوقت‪.‬‬
‫وتالحظ افضل االستجابات بعد ‪ 21‬يوما تقريبا من العودة من اجلبال‪.‬‬
‫معطيات تعكس الية قدرات األنظمة اهلوائية املزودة بالطاقة بعد انتهاء اإلعداد‬
‫الشديد من ثالث أسابيع يف ظروف املرتفعات املتوسطة‪ .‬يف األيام ‪ 4-2‬األوىل بعد العودة‬
‫من اجلبال يف ظروف التدريبات ذات الطابع االستشفائي يالحظ ارتفاع يف القدرات‬
‫‪171‬‬
‫الوظيفية ألنظمة التزويد بالطاقة اهلوائية يف هذا الوقت يبدو الرياضيون قادرون عىل‬
‫إظهار قدرة عالية عىل العمل وحتقيق نتائج عالية يف أثناء االشرتاك يف املسابقات‪.‬‬
‫ومن ثم يتبعه تدن واضح يف قدرات أنظمة التزويد بالطاقة اهلوائية سببها صعوبات‬
‫يف عملية إعادة األقلمة‪ .‬خالل ‪ 04-02‬يوم بعد العودة من اجلبال يظهر األثر التدريبي‬
‫املرتاكم بالنسبة لقدرات األنظمة اهلوائية املزودة بالطاقة التي تتطور بانتظام خالل‬
‫االسبوعني الالحقني وتبل اقصاها تقريبا خالل ‪ 26-24‬يوم‪.‬‬
‫خالل عده أيام يالحظ أقىص مستوى لقدرات أنظمة التزويد بالطاقة اهلوائية ومن ثم‬
‫تبدً ا بعدها بالتطور عملية إعادة التكيف‪.‬‬
‫جتدر اإلشارة إىل أن اآللية املذكورة لتغري القدرات الوظيفية للرياضيني خالل‬
‫كثريا حتت تأثري عوامل كثرية‪ :‬ختصص‬
‫اإلعداد يف اجلبال واإلعداد الالحق قد تتغري ً‬
‫الرياضيني‪ ،‬مرحلة اإلعداد طويل األمد‪ ،‬وخربة اإلعداد يف اجلبال وحمتوي العملية‬
‫التدريبية واخلصائص الفردية للرياضيني‪.‬‬
‫عىل سبيل املثال‪ :‬لدى العدائني من املسابقات الطويلة واملاراثون املتكيفني جيدا مع‬
‫ظروف املرتفعات املتوسطة والعالية اجلبلية قدج تنتهي عملية إعادة األقلمة خالل ‪0-3‬‬
‫أيام اما األثر التدريبي املرتاكم األقىص فيظهر خالل ‪ 00-02‬يوم‪.‬‬
‫وبالعكس لدى الرياضيني من املسافات ‪511-411‬م قد يمتد تشكل األثر ملدة ‪-21‬‬
‫‪ 20‬يوم وأكثر‪.‬‬
‫خالل ‪ 30-31‬يوم بعد العودة من اجلبل تالحظ عادة أوىل عالمات إعادة التكيف‬
‫التي متس بالدرجة األوىل وظائف الدورة الدموية والتنفس والدم ونظام رصف‬
‫األكسجني باألنسجة وغريها‪ .‬كلام كان تأثري اإلعداد اجلبيل أكثر وضوحا‪ ،‬ظهرت أوضح‬
‫وأبكر عالمات إعادة التكيف (شميت‪ ،‬برومري‪.)2115‬‬
‫اتباع كمية كبرية من التامرين التدريبية بعد العودة من اجلبال ذات طابع نقص أكسجة‬
‫قادرة بشكل كبري تأخري عملية إعادة أقلمة جسم الريايض‪ .‬وتؤدي إىل نفس التأثري أيض ًا‬
‫إدراج وسائل نقص أكسجة تدريبية إىل العملية التدريبية‪.‬‬

‫‪171‬‬
‫املدة املثالية يف التدريب عىل املرتفعات وبرجمتها للحفاظ عىل األثر التدريبي‪.‬‬
‫مدة التدريبات يف اجلبال عادة تقدر ب ‪ 4-3‬أسابيع‪ .‬وتشهد خربة السنوات الطويلة‬
‫من إعداد رياضيني من مستوى عال لدول عديدة ومعطيات األبحاث العلمية عىل ان‬
‫هذه املدة بالذات من اإلعداد اجلبيل تسمح إىل حد كاف باستخدام أفضليتها بالنسبة لرفع‬
‫إمكانيات األنظمة اهلوائية والالهوائية الالكتاتية املزودة بالطاقة‪ ،‬وتطوير التحمل اخلاص‬
‫وبنفس الوقت دون أن تتناقض مع قوانني تشكل جوانب التدرب األخرى وتقويم‬
‫املسابقات‪.‬‬
‫كثريا إعداد جبيل من‬
‫لكن‪ ،‬جتب اإلشارة إىل أنه من الناحية العملية يستخدم ً‬
‫أسبوعني ومن ‪ 6-0‬أسابيع أيض ًا‪.‬‬
‫بغض النظر عن مدة اإلعداد اجلبيل علية ان يكون عىل شكل دورة متوسطة مستقلة‬
‫بطول ‪ 6-2‬أسابيع‪.‬‬
‫راي اخلرباء موحد بأن يف هيكلية الدورة املتوسطة ‪ ،‬دورة قصرية إعدادية (تأقلمية)‪،‬‬
‫دورة أو دورتني قصريتني رسيعتني ودورة قصريه واحدة استشفائية قصرية جدا‪.‬‬
‫طول الدورة القصرية اإلعدادية يتعلق بتدرب الريايض وخربتة يف اإلعداد اجلبيل‬
‫والقدرات التكيفية الفردية وطول الدورة املتوسطة قد يبل ‪ 01-6‬أيام (ميليت ‪)2101‬‬
‫الرياضيون املؤهلون عاليا ولدهيم خربه اإلعداد يف اجلبال بامكاهنم االكتفاء بدورة قصرية‬
‫من ‪ 4-3‬أيام‪ .‬بعد الدورة القصرية اإلعدادية تايت تدريبات شديدة عىل شكل واحدة أو‬
‫عدة دورات قصرية‪ .‬وتنتهي الدورة املتوسطة يف اإلعداد اجلبيل بدورة قصرية غري طويلة‬
‫عاده (‪ )3-2‬أيام استشفائية‪.‬‬
‫وتكون هبذة الصورة ‪ ،‬هيكلية الدورة املتوسطة من ‪ 1‬أسابيع عىل الشكل اآليت أثناء‬
‫إعداد رياضيني مؤهلني عاليا يتدربون بانتظام يف اجلبال‪:‬‬
‫‪ ‬دورة قصريه إعدادية (‪ )4-3‬أيام احلجم اليومي للجهد إىل ‪ % 61 – 61‬مما يميز‬
‫املرحلة السابقة من اإلعداد الشديد واجلهد معظمه استشفائي (منطقة الشدة ‪)0‬‬
‫وطابع هوائي (منطقة الشدة ‪.)2‬‬

‫‪174‬‬
‫‪ ‬دورة قصرية رسيعة (‪ )6-6‬أيام احلجم اليومي للجهد إىل ‪ % 01 – 51‬مما يميز‬
‫املرحلة السابقة من اإلعداد الشديد وجهد أغلبة هوائي‪ ،‬ممزوج هوائي – ال هوائي‬
‫(منطقة الشدة ‪.)4-3-2‬‬
‫‪ ‬دورة قصريه إعدادية (‪ )5-6‬أيام احلجم اليومي للجهد إىل ‪ %011– 01‬مما يميز‬
‫املرحلة السابقة من اإلعداد الشديد واجلهد اغلبة هوائي‪( ،‬منطقة الشدة ‪)3-2‬‬
‫وممزوج (منطقة الشدة ‪)0-4‬والهوائي ذوطابع جليكوجيني (منطقة الشدة ‪.)4‬‬
‫‪ ‬دورة قصريه إعدادية (‪ )3-2‬أيام احلجم اليومي للجهد إىل ‪ % 01‬مما يميز الدورات‬
‫القصرية الرسيعة‪ .‬وجهد اغلبة استشفائي (منطقة الشدة ‪ )0‬وطابع هوائي (منطقة‬
‫الشدة ‪.)2‬‬
‫الدورات القصرية ‪ 4‬أسابيع تبني عىل نفس الطريقة بفرق هو أنه تربمج ليس ‪ 2‬وإنام‬
‫‪ 3‬دورات قصرية رسيعة‪.‬‬
‫حجم اجلهد وجمموع احلموالت يف الدورات القصرية الرسيعة يزداد باستمرار‪ :‬يف‬
‫األوىل ‪ %51- 60‬ويف الثانية ‪ %01 – 50‬ويف الثالثة ‪ % 011 – 00‬مما يميز األكثر‬
‫بالنسبة ملراحل اإلعداد شدة يف ظروف السهل‪.‬‬
‫يف بعض احلاالت من املمكن استخدام دورات متوسطة من ‪ 00-02‬يوم لإلعداد يف‬
‫الظروف اجلبلية‪ .‬مثل هذه الدورات املتوسطة من األصلح برجمتها للحفاظ عىل التأثري‬
‫التدريبي املتحقق الذي كانت نتيجة لدورة متوسطة من اإلعداد اجلبيل أكثر طوال‪ .‬عادة‬
‫دورة متوسطة من ‪ 00-02‬يو ًما تدخل خالل ‪ 5-6‬أسابيع بعد التي سبقتها‪.‬‬
‫يف هيكليتها متيز ‪ 3‬دورات قصرية – إعدادية (‪ 3 – 2‬أيام) رسيعة (‪ 01 – 6‬أيام)‬
‫واستشفائية (‪ 3 – 2‬أيام)‪.‬‬
‫خالل األسبوع الذي يسبق هذه الدورة املتوسطة جيب إدخال وسائل إعداد نقص‬
‫أكسجة اصطناعية إىل برنامج اإلعداد‪.‬‬
‫يف أثناء برجمة دورات متوسطة طويلة اإلعداد اجلبيل يمكن االسرتشاد بمقرتحات "‬
‫كبريا من العدائني‬
‫جو فيجيال ‪ "0000‬أحد أنجح مدريب أمريكا الذي أعد عد ًدا ً‬

‫‪175‬‬
‫املعروفني ملسافات ‪ ، 01111 – 0111‬و ‪ 42000‬م باإلضافة إىل مساعدتة يف تنظيم‬
‫إعداد يف املرتفعات املتوسطة عدد كبري من الرياضيني األجانب املرموقني بينهم " اليس‬
‫فرين (فنلندا)" الفائز يف االوملبياد عام ‪0060 – 0062‬م ملسافة ‪ 01111 – 0111‬م‪،‬‬
‫وجيليندو بورديني (ايطاليا) بطل أوملبياد ‪ 0055‬يف املاراثون‪.‬‬
‫وجتب اإلشارة إىل ان " فيجيال " يفضل يف أثناء إعداد عدائي املسافات الطويلة‬
‫واملاراثون دورات متوسطة من ‪ 6‬أسابيع لإلعداد يف املرتفعات املتوسطة (‪– 2311‬‬
‫‪ 2411‬م)‪ .‬اهليكلية العامة للدورة املتوسطة ‪ 6‬أسابيع وحمتواها األسايس الدورة القصرية‬
‫االسبوعية األوىل جيب أن تؤمن أقلمة مع ظروف اجلبل‪ .‬حجم اجلهد يزداد بالتدريج‬
‫والشدة غري كبرية وتستخدم بشكل واسع متارين ذات طابع قاعدي موجهه لتطوير القوة‬
‫واملرونة‪ ،‬من ثم تليها ‪ 4‬دورات قصرية اسبوعية بحموالت عالية وتوجهات تتغري‬
‫بالتدريج‪ .‬من أفضلية هوائية إىل ممزوجة هوائية – ال هوائية ورسعة‪.‬‬
‫تنتهي الدورة املتوسطة بدورة قصرية أسبوعية استشفائية‪ .‬يعري " فيجيال " انتباها‬
‫خاصا لرضورة برجمة عقالنية للدورة املتوسطة اإلعدادية التي جيب أال يتم فيها تعجيل‬
‫زيادة احلموالت وحجم اجلهد – من غري كبري إىل مقبول‪ ،‬الوسائل – متنوعة جدا‬
‫(ركض‪ ،‬سباحة دراجات متارين تساعد عىل تطوير القوة واملرونة والخ‪)....‬‬
‫عىل الرياضيني االهتامم بشكل خاص بنظام الرشب وعدم السامح للجفاف ان يصيب‬
‫اجلسم بسبب اإلقامة عىل املرتفعات‪.‬‬
‫أحد أهم اخلرباء يف جمال تقسيم اإلعداد الريايض إىل مراحل وبرجمة تدريبات نقص‬
‫األكسجة " اورخان ميدسني" ذو اخلربة الطويلة يف رياضة التزحلق عىل الثلج والذي‬
‫ساهم كثريا يف نجاح ريايض الرتويج يف األلعاب الشتوية يف السنوات االخرية‪،‬‬
‫يلفت االنتباه إىل رضورة األخذ يف احلسبان عدد كبري من العوامل املؤثرة عىل عملية‬
‫اإلعداد يف اجلبال‪ ،‬بينها مدة اإلعداد يف اجلبال (ليس أقل من أسبوعني) واالرتفاع (ليس‬
‫أقل منت ‪ 0511‬م) ومستوى تدرب الرياضيني وخربتة السابقة يف اإلعداد باجلبال‬
‫واخلصائص الفردية للرياضيني وعمره واالحتياطي للتكيف الالحق ومرحلة الدورة‬
‫الكربى التدريبية (ميدسني ‪.)0000‬‬

‫‪176‬‬
‫كل هذه العوامل تؤخذ يف احلسبان يف أثناء برجمة دورة متوسطة تقليدية من ‪ 20‬يو ًما‬
‫من اإلعداد اجلبيل الدفع تقيد بة رياضيو الرتويج‪:‬‬
‫‪ 2 ‬يومان – تكيف مع ظروف اجلبل‪.‬‬
‫‪ 6 ‬أيام – دورة قصرية بتوجه أسايس (رفع القدرات اهلوائية وإعداد القوى وتطوير‬
‫املرونة وغريها)‪.‬‬
‫‪ 01 ‬أيام – دورة قصرية رسيعة بتوجه خاص (زيادة القدرات اهلوائية والالهوائية‬
‫وإعداد رسعة وتطوير التحمل اخلاص وإعداد متكامل‪.‬‬
‫‪ 2 ‬يومان – استشفاء‪.‬‬
‫دورة متوسطة هبذا املحتوي يقرتح برجمتها قبل مسابقات العام الرئيسية مع ترك ‪00‬‬
‫– ‪ 20‬يو ًما بعد انتهاءها للتدريبات اإلعدادية‪.‬‬
‫من السهل االقتناع بان مقرتحات " ميدسني " طبقت بنجاح كبري من قبل الرياضيني‬
‫النروجييني يف االوملبياد الشتوية لالعوام األخرية‪ .‬هذه املقرتحات تتكرر بشك كامل خربة‬
‫اإلعداد يف املرتفعات املتوسطة للرياضيني السوفييت واملانيا الديمقراطية يف فرتة‬
‫السبعينات والثامنيات من القرن املايض‪.‬‬
‫إقامة التدريبات يف اجلبال ترتك اثرها الواضح عىل حمتواها‪ .‬احلجم اليومي للجهد يف‬
‫الدورات املتوسطة لإلعداد اجلبيل قد ترتاوح يف نطاق من ‪ 3 – 2‬ساعات‪ :‬يف أثناء عملية‬
‫األقلمة إىل حد ‪ 0 – 4‬يف الدورات القصرية الرسيعة‪ .‬خالل إعداد اجلبال من ‪ 3‬أسابيع و‬
‫احلجم العام للجهد يبل ‪ 51-61‬ساعة‪ :‬يف الدورة القصرية األوىل ‪ 05-00‬ساعة ‪ ،‬يف‬
‫الثانية من ‪ ،32-25‬يف الثالثة ‪.31-26‬‬
‫حتفز ظروف اإلعداد اجلبيل قبل كل شئ االستجابات التكيفية‪ ،‬نفس النموذج الذي‬
‫يف التدريبات بنظام هوائي وممزوج هوائي – الهوائي‪ .‬لكن حيدث هذا فقط إذا غطت‬
‫ظروف نقص األكسجة يف اجلبال عىل مؤرشات نقص األكسجة للحموالت‪ .‬من أجل‬
‫هذا من الرضوري تامني نظام جهد يف برامج الوحدات التدريبية ودورات قصرية رسيعة‬
‫يتطابق ما تم اتباعه قبل ذلك يف ظروف السهل‪ .‬إذا تم حتقيق هذا يف النصف الثاين من‬

‫‪177‬‬
‫مرحلة اإلعداد يف االرتفاعات املتوسطة يف أثناء تنفيذ برامج الوحدات األساسية‬
‫أيضا فإنه من املمكن ان نتوقع‬
‫بحموالت قصوى يف أثناء تنفيذ برامج اختبارات خالصة ً‬
‫نمو عىل شكل طفرات القدرات الوظيفية لالنظمة الوظيفية األساسية جلسم الريايض‬
‫وقدرة عمل عالية ونتائج رياضية يف تلك املسابقات التي تؤثر فيها القدرات اهلوائية‬
‫والالهوائية اجلليكوجينية تأثريا حاسام عىل مستوى املهارات‪ .‬إذا مل يتمكن الريايض يف‬
‫أثناء اإلعداد اجلبيل الوصول إىل مستوى احلموالت التدريبية التي ميزت املرحلة السابقة‬
‫من إعداد السهل فان تأثري إعداد اجلبال يظهر بأقل درجة او قد يفوق تأثري إعداد السهل‪.‬‬
‫وتفسري ذلك هو أن احلوافز اإلضافية إلعادة الضبط التكيفي يف جسم الرياضيني‬
‫يعود إىل الظروف اجلبلية اخلاصة التي يمكن حتييدها بتخفيض االحتياجات من اجلسم‬
‫بسبب ختفيض حجم وشدة التدريبي (بالنونوف ‪)2114‬‬
‫تتطلب ظروف اجلبال اهتامما استثنائيا بربجمة شدة التامرين املنفذة واحلجم الكيل‬
‫للجهد التدريبي‪.‬‬
‫والنقطة املهمة يف إعداد االرتفاعات املتوسطة تناسب صحيح بني حجم وشدة اجلهد‬
‫التدريبي املوجه لرفع االحتيباطي اهلوائي‪ .‬الشدة العالية جدا قادرة برسعة عىل إزاحة‬
‫اجلهد إىل منطقة التبادل الالهوائي وان تؤدي إىل تعب زائد وانخفاض حجم التأثريات‬
‫التدريبية‪.‬‬
‫الشدة املتدنية ال تؤمن حوافز كافية لرفع مستوى التكييف وعدا ذلك‪ .‬قد تؤثر سلبا‬
‫عىل ظهور قدرات رسعة والتقنيات وغريها من مكونات التدرب اهلامة‪.‬‬
‫من أجل اختيار الشدة العقالنية للجهد يف ظروف اإلعداد اجلبيل من األصلح‬
‫االهتداء بمؤرشات حمتوى الالكتات يف الدم بعد تنفيذ متارين قصرية نسبيا إىل ‪ 3-2‬دقائق‬
‫يف ظروف التدريبات الفرتية قد يزداد حمتوى الالكتات إىل حد ‪ 6 – 0‬مول ‪ /‬ل ‪ ،‬وأما يف‬
‫أثناء اجلهد ملسافات طويلة ‪ 4-3‬مول‪ /‬ل ‪ ،‬أي جيب أال يتعدى العتبة اهلوائية‪.‬‬
‫الشدة العقالنية للجهد قد تعدل عن طريق نبضات القلب أيض ًا‪ .‬والشدة الزائدة‬
‫للحموالت تؤدي إىل خروج معدل تقلصات القلب من املنطقة املثالية ورفض مبكر‬
‫للجهود‪.‬‬
‫‪178‬‬
‫حجم اجلهد الكيل املنفذ يف الزمن نفسة حيدد إىل حد كبري باالرتفاع الذي ستجرى فيه‬
‫التدريبات‪ .‬رضورة احلفاظ عىل الصفات النوعية للتامرين ال تتطلب فقط زيادة طول‬
‫الفواصل بني التامرين ‪.‬‬
‫بل تقليص معني لكمية التامرين باملقارنة مع املعطيات التي متيز اإلعداد يف السهل‪.‬‬
‫فعيل ارتفاع ‪ 0011 – 0211‬م ينخفض احلجم الكيل للجهد حتام مما يظهر بشكل واضح‬
‫يف أثناء تنفيذ متارين الهوائية وممزوجه هوائية – الهوائية‪.‬‬
‫ووف ًقا لذلك ينخفض حجم اجلهد الالزم لتنفيذ برامج وحدات بحموالت قصوى‪.‬‬
‫وأن اختذت االجراءات لتنفيذ حجومات متساوية للجهد يف ظروف السهل واجلبال فإنة‬
‫تتباطأ العمليات االستشفائية بعد تنفيذ احلموالت‪.‬‬
‫هذا يتعلق بحموالت وحدات تدريبية معينه واحلموالت الكليه لأليام التدريبية‬
‫أيضا‪.‬‬
‫والدورات القصرية وتتعلق باحلموالت التنافسية ً‬
‫لكن يف الثلث األخري من مرحلة اإلعداد اجلبيل قد يسمح زيادة القدرات الوظيفية‬
‫للسباحني بالوصول إىل تلك املؤرشات للحموالت اهلوائية التي تتميز هبا املراحل األكثر‬
‫شدة تسبق إعداد السهل‪.‬‬
‫إذا تطلب للتخلص من نفس املستوى من الالكتات يف الظروف العادية من ‪ 02‬إىل‬
‫‪ 00‬دقيقة فانه عىل ارتفاع ‪ 3111‬م تباطأت االستجابات االستشفائية إىل ‪ 22‬دقيقه ‪،‬‬
‫وعيل ارتفاع ‪ 4111‬م إىل ‪ 36‬دقيقة مما تطلب زيادة متوازنة للفواصل بني بعض التامرين‪.‬‬
‫إذا نفذت اجلهود عىل اجلبال يف ظروف هوائية خالصة فإن الفواصل قد تزداد او قد‬
‫ممزوجا هوائ ًيا – ال هوائي‪ .‬فإنه عىل ارتفاع ‪ 2011 – 2111‬مرت‬
‫ً‬ ‫ال تزداد إذا محلت طاب ًعا‬
‫جيب أن تزداد الفواصل بنسبة ‪ %21‬وعىل ارتفاع ‪ 3111‬مرت بنسبة ‪ %41‬يف أثناء تنفيذ‬
‫متارين بأغلبية الهوائية فإن تأمني الطاقة للجهد وطول الفواصل جيب أن تزداد كل منها‬
‫‪ 31‬و ‪( %61‬فوتش‪،‬ريب‪ )0001‬جيب التذكر بأنه حتى يف حالة عدم بناء مناسب‬
‫للتدريبات يف الظروف اجلبلية المفر من ختفيض حجم جهود مصحوبة بالقوة والتازرية‬
‫املعقدة وختفيض قليل للرسعة يف أثناء تنفيذ اجلهد الالهوائي – هوائي والالهوائي‬
‫اجلليكوجيني جيب األخذ يف احلسبان يف اإلعداد الالحق عىل السهل والتي جيب أن يتم‬
‫‪179‬‬
‫االهتامم هبا اهتامما إضافيا لتطوير تلك الصفات وجوانب التدرب التي مل يتم االهتامم هبا‬
‫بشكل كاف يف ظروف اإلعداد اجلبيل‪.‬‬
‫ولذلك توجة العملية التدريبية وتناسب الوسائل وطرق تطوير خمتلف الصفات‬
‫والقدرات يف املراحل املتعاقبة لإلعداد اجلبيل والسهل جيب أن تعرض عىل شكل عملية‬
‫موحدة يكتمل فيها اإلعداد يف اجلبال والسهل بعضهام البعض‪ ،‬هذا يسمح باستخدام‬
‫اجلوانب القوية يف كل واحدة من اإلعداد ويف نفس الوقت تزيل النواقص‪.‬‬
‫أيضا يكون‬
‫يف أثناء عملية التدريب يف اجلبل وتدريبات نقص األكسجة االصطناعية ً‬
‫من املهم جدا برجمة برامج وحدات تدريبية والدورات القصرية بشكل يؤمن حل مهام‬
‫عدة تناقض بعضهام إىل حد ما‪:‬‬
‫‪ ‬تأمني حجم كيل أقىص للجهد‪.‬‬
‫‪ ‬استخدام واسع لوسائل بمختلف أفضليات التوجة‪.‬‬
‫‪ ‬التطور التدرجيي لالستجابات التكيفية وتعاقب عقالين لعمليات التعب واالستشفاء‬
‫والوقاية من ظاهرة التعب املفرط والتوتر الزائد لألنظمة الوظيفية‪.‬‬
‫التدريب يف اجلبال ضمن نظام اإلعداد السنوي‪.‬‬
‫يعترب التدريب يف جبال واحدً ا فقط من العوامل االضافية املساعدة عىل زيادة فعالية‬
‫التدريبية وال يمكن أن تكون اجلزء األسايس الذي يتكون حولة نظام إعداد الريايض‪ .‬وال‬
‫بأي حال من األحوال لذلك‪ ،‬جيب أن يربمج بتطابق صارم مع قوانني التطوير طويل‬
‫االمد للرياضيني ومستوى تأهيلهم ونظام تقسيم اإلعداد السنوي إىل مراحل ومكونات‬
‫الوسائل والطرق املتبعه واخلصائص الفردية وغريها‪ .‬يف هذه احلالة فقط‪ ،‬الظروف‬
‫املختلفة اصطناعيا وطبيعيا لنقص األكسجة تكمل عضويا عملية اإلعداد وجتعلة فعاال‬
‫أكثر يف نفس الوقت ال خيل بقوانني تشكل املهارات الفنية والتكتيكية وتطور خمتلف‬
‫الصفات احلركية وزيادة قدرات أنظمة اجلسم الوظيفية املهمة جدا‪.‬‬
‫جيب برجمة إعداد شديد يف اجلبال فقط يف املراحل اخلتاميه للتطوير طويل األمد‪،‬‬
‫ابتدا ًءا من مرحلة اإلعداد لإلنجازات العالية حينام تكون قدرات الوسائل التدريبية‬

‫‪180‬‬
‫األخرى القادرة عىل حتفيز تطور الحق لالستجابات التكيفية قد استنفذت‪ .‬وهنا فعالية‬
‫التدريب متعلقة بتأثري عاملني مرتابطني‪ :‬نقص األكسجة املرتبطة بتخفيض الضغط‬
‫اجلزئي لألكسجني يف ااهلواء املستنشق‪ ،‬ونقص األكسجة املتشكل بتنفيذ جهد بشدة‬
‫عالية‪ .‬من املهم اإلشارة إىل أن التأثري األكرب لنقص أكسجة احلموالت يالحظ يف حال‬
‫القيام بتامرين بطابع شمويل حيشد يف اجلهد أحجام عضلية كبرية وتفعيل أقىص لكافة‬
‫األنظمة اهلوائية والالهوائية الالكتات للتزويد بالطاقة إىل استنفاد أقىص ممكن الحتياطي‬
‫جليكوجني العضالت‪(.‬بالتونوغ ‪ ،06‬سوسلوف ‪.)00‬‬
‫حمتوى كل دورة متوسطة من اإلعداد يف اجلبال جيب أن يبني طبقا للهيكلية العامة‬
‫لإلعداد السنوي للرياضيني وحمتوي توجة العملية التدريبية ملرحلة معينة من الدورة‬
‫الكربى واألكثر من ذلك‪ ،‬اإلنزياج احلتمي للرتكيز يف العملية التدريبية ‪1‬سببه ظروف‬
‫اجلبال وتعديل بسيط يف خيارات اجلهد التدريبي (ختفيض شدتة‪ ،‬التقليل من متارين‬
‫الرسعة املصحوبة بالقوة والتآزرية املعقدة وغريها) جيب أن تعوض بإجراءات مشاهبه يف‬
‫عملية اإلعداد يف اجلبال ذاهتا ويف أثناء التدريبات التي سبقتها أو تلتها يف السهل‪ .‬جيب‬
‫باألخص إدخال متارين ذات طابع رسعة وقوة وتآزرية معقدة ومتارين تنافسية ومتارين‬
‫تطوير التحمل اخلاص وغريها إىل وسائل وطرق اإلعداد اجلبيل‪ .‬هذه التامرين ال تعترب‬
‫بطبيعة احلال أساسية يف نظام اإلعداد اجلبيل لكن قد حتتل فيها مكانا كافيا (نسبة ‪-21‬‬
‫‪ %31‬من الوقت املخصص للجهد)‬
‫للحفاظ عىل مستوى تلك اجلوانب من التدرب التي يتناقض تطويرها مع املهمة‬
‫األساسية لإلعداد اجلبيل أال وهي تطوير القدرات اهلوائية وإىل حد معني القدرات‬
‫الالهوائية اجلليكوجينية‪.‬‬
‫رضورة مثل هذا الربط ملحتوى اإلعداد اجلبيل مع هيكلية اإلعداد السنوي حتدد‬
‫التأرجحات املوضحة ملحتوى خمتلف الدورات املتوسطة لإلعداد يف اجلبال‪ .‬عىل سبيل‬
‫املثال‪ ،‬إذا اشرتط النصف الثاين من املرحلة التحضريية لكل دورة كربى يف ظروف برجمة‬
‫إعداد سنوي من ‪ 3‬دورات‪.‬‬

‫‪181‬‬
‫اشرتط إعداد جبيل ‪ ،‬فإن حمتوى كل واحدة من الدورات الثالث املتوسطة لإلعداد‬
‫السنوى سيختلف لكي يناسب التوجه العام للتدريب يف دورة كربى حمدده وباألخص‬
‫كبريا من اجلهد‬
‫حجام ً‬
‫ً‬ ‫إذا كان عىل اإلعداد اجلبيل للدورة الكربى األوىل أن يتضمن‬
‫طابعه حتضريي عام وكمية كبرية من التامرين الطويلة املنفذة بنظام هوائي حني يكون‬
‫حمتوى الالكتات ال يتجاوز ‪ 4-3‬مول ‪/‬ل فإنه يف الدورة الكربى الثالثة ينزاج‪ ،‬احلجم‬
‫األسايس للوسائل باجتاه تقريبها إىل التامرين اخلصوصية‪ .‬قد تستخدم وسائل حتضريية‬
‫عامه بأحجام صغريه فقط هبدف تعجيل األقلمة واالستشفاء (التنزه جري بطئ) شدة‬
‫الوسائل املؤثرة تزداد وتتواجد مقادير الالكتات يف أثناء تنفيذ أغلبية التامرين يف نطاق ‪4‬‬
‫– ‪ 6‬مول ‪ /‬ل‪ .‬ويف بعض احلاالت تبل ‪ 01 – 6‬مول ‪ /‬ل‪ .‬وأكثر‪ .‬كل دورة متوسطه‬
‫الحقة من اإلعداد اجلبيل جيب أن تبدا بمستوي مرتفع – بالنسبة ملا سبقة – من قدرات‬
‫جسم الريايض الوظيفية الظاهرة يف صفات أنظمة التنفس األساسية والدورة الدموية‬
‫والدم باإلضافة إىل ظهورها ىف مؤرشات القدرة عىل العمل واالستجابات للحموالت‬
‫العادية واالستجابات االستشفائية‪.‬‬
‫من الرضوري االبتعاد عن تعاقب واضح جدا ملراحل التكييف اجلبليه وفقدان‬
‫التكييف الالحق‪ ،‬وذلك ألنه يف هذه احلالة تتباطأ عمليات زيادة تدرب الريايض وان‬
‫االستغالل غري العقالين أيض ًا الحتياطات اجلسم التكيفية وراثيا واستغالهلا الزائد قد‬
‫تؤدي إىل استنفاذها مبكرا‪.‬‬
‫احلفاظ عىل ما حتقق من مستوى التكيف نتيجة اإلعداد اجلبيل ينظم‪:‬‬
‫‪ ‬بمدة عقالنية وتعاقب اإلعداد اجلبيل وإعداد السهل‪.‬‬
‫‪ ‬بنغري توجه العملية التدريبية يف أثناء ظهور عالمات فقدان تكيف جسم الريايض‪.‬‬
‫‪ ‬يف إدخال دورات نقص أكسجة صناعية إىل التدريب‪.‬‬
‫يف حال إجراء دورات متوسطة من ‪ 4-3‬وأحيانا ‪ 6-0‬أسابيع لإلعداد اجلبيل بانتظام‬
‫يالحظ تطور وبقاء االستجابات التكيفية عاده خالل ‪41-31‬يوم بعد العودة إىل ظروف‬
‫السهل‪ .‬قد يتم اإلعداد بتطابق صارم مع مهام مرحلة معينه دون اخلوف من فقدان تكيف‬

‫‪181‬‬
‫واضح ألجسامهم‪ .‬بعد ذلك من الرضوري اختاذ إجراءات إضافية للحفاظ عىل املستوى‬
‫املتحقق من قبل بالنسبة لقدرات أنظمة التزويد بالطاقة‪.‬‬
‫هذه اإلجراءات تنحرص يف تغري ملحوظ يف توجه العملية التدريبية باجتاه زيادة حجم‬
‫اجلهد اهلوائي واملختلط اهلوائي – الالهوائي والالهوائي وإدخال مراحل غري طويلة من‬
‫نقص أكسجة االصطناعية إىل التدريب‪ .‬كل واحد من اإلجراءات او اتباعها كمجموعه‬
‫تصبح فعالة بشكل كاف الستقرار مستوى التكيف املتحقق نتيجة اإلعداد اجلبيل ومن ثم‬
‫احلفاظ علية عده أسابيع (عادة ‪ 3-2‬أسابيع)‪.‬‬
‫نتائج عدة أدبيات جتربييه وخربه عملية ضخمة مرتاكمة يف السبعينات والثامنينات يف‬
‫االحتاد السوفيتي وأملانيا الديمقراطية وبلغاريا واألعوام التي تلتها يف امريكا والصني‬
‫وإيطاليا واسبانيا واسرتاليا وغريها من الدول كشف بحق بأن التدريب يف ظروف نقص‬
‫األكسجة تظهر بشكل كامل إذا أقيمت التدريبات بنقص أكسجة طبيعية واصطناعية‪.‬‬
‫بانتظام ممزوجة بتدريبات يف ظروف عادية بنظام صارم‪ .‬وهنا‪ ،‬كل معسكر قادم مقام‬
‫يف ظروف اجلبال او كل دورة قادمة من تدريبات نقص األكسجة االصطناعية جيب ان‬
‫تتوخي زيادة حجم وشدة التامرين التدريبية والتنافسية‪.‬‬
‫تكثيف تدريبات نقص أكسجة ممكن أيض ًا ان يسري عن طريق زيادة مدة وارتفاع‬
‫الصعود وتقليل الفواصل الزمنية بني دورات إعداد نقص األكسجة فقط يف هذه احلالة‬
‫حيدث تطور تدرجيي لالستجابات التكيفية‪ .‬اخلربه العلمية وأيض ًا نتائج جمموعة من‬
‫األبحاث العلمية درست خمتلف األلعاب الرياضيه تشهد بأن الرياضيني الذين أدخلوا يف‬
‫نظام إعدادهم تدريبات يف اجلبال عليهم القيام بذلك الحقا وبانتظام ألن الوسائل املتبعه‬
‫يف ظروف السهل تبدو غري كافية للحفاظ وتطوير الحق ملستوى التكيف‪.‬‬
‫هذه املعطيات تعترب أيض ًا اثبات غري مبارش للمقرتحات التي تفيد بأن التدريبات يف‬
‫أيضا‬
‫املرتفعات املتوسطة والعالية والعوامل القوية األخرى لتكثيف العملية التدريبية ً‬
‫جيب أن تربمج يف إعداد رياضيني من مستوى عال لدهيم خربه كبرية يف التدريب والذين‬
‫ضعفت ردود أفعاله جتاه املثريات األكثر بساطة‪ .‬اتباع إعداد جبيل يف تدريبات رياضيني‬
‫ناشئني قد يكون فعاال لنمو نتائجهم‪ .‬لكن اإلعداد اجلبيل يؤدي إىل استنفاذ سابق ألوانه‬

‫‪181‬‬
‫ملوارد اجسامهم التكيفية والحقا تصبح هذه املوارد غري كافية لرياضة األرقام القياسية‬
‫(بالتونوف ‪.)0006‬‬
‫جيب أن تبل املده العامه لإلعداد يف اجلبال خالل العام من ‪ 01-0‬إىل ‪04-03‬‬
‫أسبوع‪ .‬يكفي إدخال ثالثة دورات متوسطة لإلعداد يف اجلبال إىل الربنامج العام حني‬
‫يكون لتقسيم اإلعداد السنوي إىل مراحل مؤلف من ‪ 2‬او ‪ 3‬دورات‪ .‬وحني يكون ‪ 4‬او ‪0‬‬
‫دورات للتقسيم السنوي فمن األفضل إدخال دورة متوسط رابعه‪ .‬مده كل دورة‬
‫متوسطة تتعلق بفرتة اإلعداد طويل األمد والتي يمر هبا الريايض‪ .‬الرياضييون الشباب‬
‫وهم يف مرحلة اإلعداد لإلنجازات العالية بإمكاهنم االكتفاء بثرث دورات متوسطة من‬
‫‪ 3‬أسابيع يف أثناء إعداد رياضيني وهم التحقيق األقىص لقدراهتم الفردية ممن استنفذوا‬
‫الكثري من مواردهم النكييفة قد تكون مدة بعض الدورات املتوسطة مطولة إىل حد ‪6-4‬‬
‫أسابيع‪ .‬مثل هذه املده من اإلعداد يف اجلبال يف أثناء بناء عقالين لإلعداد خالل العام‬
‫ودمج مثايل للوسائل يف عملية اإلعداد يف السهل واجلبل يؤمن تكيف فعال ألنظمة‬
‫التزويد بالطاقة وحفاظ مستقر كاف عىل مستوى استعداد الرياضيني للنشاط التنافيس‬
‫والتدريبي ذي الفعالية العالية‪ .‬هبذا اخلصوص جيب االستدالل باملفهوم الذي أدخله‬
‫خرباء أملانيا الديمقراطية يف الثامنينات ما يسمى ب "سلسه نقص أكسجة " والتي تفرس‬
‫كنظام دورات طبيعية (التمرين يف طروف اجلبال) واصطناعية إلعداد نقص األكسجة‬
‫مندمج عضويا مع التامرين يف الظروف العادية‪.‬‬
‫خمالفة مبادئ برجمة اإلعداد اجلبيل عقالنيا قد تؤدي إىل غياب أثر تدريبي إجيايب أو‬
‫تؤدي حتى إىل انخفاض قدرات أنظمة جسم الريايض الوظيفية‪ .‬وبالذات يف الربجمه غري‬
‫العقالنية لإلعداد اجلبيل وغياب العالقه املتبادلة الالزمه بني اإلعداد اجلبيل وإعداد‬
‫أيضا‪،‬‬
‫السهل والربجمة اخلاطئة للحموالت يف مرحلة تسبق اإلعداد اجلبيل بعد انتهائها ً‬
‫نعثر عىل فشل العديد من الباحثني ممن مل يتمكنوا من إظهار التأثري االجيايب لإلعداد اجلبيل‬
‫عىل القدرات الوظيفية ونتائج الالعبني املختصني يف ألعاب رياضية مرتبطة باظهار‬
‫التحمل‪ .‬ال تقترص الرسوم التوضيحية املشار إليها عىل استخدام تدريبات املرتفعات‬
‫املتوسطة يف نظام إعداد السباحني السنوي‪ ،‬عىل سبيل املثال "جونتي سكيلز" السباح‬
‫األمر يكي البارز يف النصف الثانى من السبعينيات ويف الوقت احلارض مدرب مشهور‬
‫‪184‬‬
‫ومدير الدعم العلمي املنهجي للمنتخبات األمريكية يف مركز التدريب والتعليم بمدينة‬
‫"كلورادو سربينج" وضع برنامج إعداد سنوي لسباحني من مستوى عايل والذي يشرتط‬
‫تدريبات مستمره يف املرتفعات املتوسطة (املركز التدريبي لسباحي امريكا يف كولورادو‪،‬‬
‫عىل ارتفاع ‪ 0561‬مرت) خالل ثامنية اشهر (ويلري ‪ .)2114‬وفق هذا الربنامج‪ ،‬يقسم‬
‫اإلعداد السنوي إىل ‪ 3‬مراحل‪ .‬طول وبناء اإلعداد يف كل مرحلة يكون عىل الشكل التايل‪:‬‬
‫املرحلة األوىل‪ :‬اإلعداد يف املرتفعات املتوسطة ويبدأ بعد املرحلة االنتقاليه‬
‫والتدريبات اإلعداديه ‪ 4‬أسابيع يف ظروف السهل‪ .‬توجه اجلهد – إعداد أسايس مع‬
‫الرتكيز عىل رفع قوة وسعه أنظمة التزويد بالطاقة اهلوائية ورفع صفات القوة‪ .‬تدخل‬
‫باحجام صغريه (‪ %2‬من احلجم االسبوعي) متارين ذات طابع رسعة (مسافات قصرية)‪.‬‬
‫املرحلة الثانية‪ :‬إعداد يف مرتفعات متوسطة‪ .‬املدة أربعة أشهر‪ .‬توجه اجلهد رفع‬
‫القدرات اهلوائية والالهوائية الالكتاتية النظمة التزويد بالطاقه‪ .‬تطوير التحمل اخلاص‬
‫والقدرات اخلاصة وقدرات الرسعة املصحوبة بالقوة (‪ %2‬من احلجم االسبوعي)‪.‬‬
‫املرحلة الثالثة‪ :‬إعداد يف السهل خالل االسبوع األول تدريبات بحموالت كلية غري‬
‫عالية موجهه لالستشفاء والتكيف مع ظروف السهل‪ 3-2 .‬أسابيع الالحقة – تطوير‬
‫وحتسني قدرات الرسعة اتقان جزئيات تقنيات السباحة واالنطالق والدوران وتطوير‬
‫التحمل وحماكاة النشاط التنافيس‪ .‬األسابيع ‪ 3-2‬اخلتاميه قبل مسابقات العام الرئيسية‬
‫هى لإلعداد املبارش للمنافسات مع تقليص كبري حلجم وشدة اجلهد‪ .‬خصوصيه إعداد‬
‫املرتفعات املتوسطة املقرتح من قبل " سكينر" هي تنفيذ سلسلة متارين رسعة مصحوبة‬
‫بالقوة غري طويلة بالوحدات من ضمنها ما هو موجه لتحسني االنطالق والدوران‪.‬‬
‫خالل التدريب من إعداد املرتفعات املتوسطة يشرتك السباحون عدة مرات يف خمتلف‬
‫املسابقات املقامة عىل السهل دون إعداد خاص هلا‪.‬‬
‫يميز "سكينر " األفضليات األساسية التالية لإلعداد يف ظروف املرتفعات املتوسطة‪:‬‬
‫ازدياد كتلة الكريات احلمراء وكثافة اهليموجلوبني وارتفاع قوة األنظمة الالهوائية املزودة‬
‫بالطاقه واالستقرار أمام تراكم احلامض اللبني يف العضالت وحتسن االستقرار النفيس‬
‫فيام خيص حتمل اآلالم البدنية التي متيز التدريبات الشديدة والنشاط التنافيس‪ .‬هذه‬

‫‪185‬‬
‫األفضليات تم إثباهتا بمشاركة السباحني الذين استعدو لاللعاب األوملبية وبطولة العامل‬
‫يف هذا الربنامج‪.‬‬
‫التدريب عىل اجلبال يف نظام اإلعداد املبارش للمسابقات الرئيسية‪.‬‬
‫الطريقة اهلامة التي تزيد من احتامل بلوغ الرياضيني املؤهلني أعىل النتائج يف مسابقات‬
‫العام الرئيسية هي إدخال دورات متوسطة من ‪ 4-3‬أسابيع مقامة يف ظروف اجلبال إىل‬
‫هيكلية اإلعداد السنوي يف مراحلها اخلتامية ‪ ،‬محوالت هذه الدورات عالية فقط وبعد‬
‫‪ 3-2‬أيام من األقلمة تزداد بالتدريج من ‪ % 51 – 60‬حتى ‪ %011‬بالنسبة للقيم العليا‬
‫التي متيز اإلعداد يف ظروف السهل‪ .‬التوجه األسايس للجهد – هو رفع قوة وسعه وحركة‬
‫وتفنني أنظمة التزويد بالطاقة التي تؤمن حتمل الرياضيني يف شكل معني من أشكال‬
‫املسابقات يف وحده موحده مع حتسني خمتلف مكونات النشاط التنافيس واإلعداد ذي‬
‫الطابع املتكامل‪.‬‬
‫فعالية هذه الدورات املتوسطة متعلقة بشكل كبري بالفواصل الزمنية من انتهاء‬
‫التامرين يف اجلبال ومدة املسابقات الرئيسية‪.‬‬
‫تراكمت لدى خرباء خمتلف بلدان العامل خربة ضخمه بخصوص هذه العملية‪ .‬وتم‬
‫إثبات أن الفرتة بني انتهاء اإلعداد اجلبيل وبداية املسابقات الرئيسية جيب أن تؤمن ليس‬
‫فقط إعادة أقلمة بل خلق الظروف لتطوير عملية إعادة ضبط البنيوية والوظيفية أيض ًا يف‬
‫جسم الريايض كاستجابه تكيف لتدريبات اجلبال‪ .‬وإذا كان يكفي عادة إلعادة األقلمة‬
‫عدة أيام فإنه يلزم وقت كبري أكثر بكثري لتشكل مستوى تكييف جديد ألنظمة التزويد‬
‫بالطاقة ورابطه العضوي بالصفات احلركية األخرى ومع أهم املكونات الفنية‬
‫والتكتيكية‪ .‬توقع النجاح يف املسابقات الرئيسية ممكن إذا شارك الرياضيون ليس أقل من‬
‫‪ 05-00‬او ليس أكثر من ‪ 41-31‬يوم‪ .‬بل الفاصل بني هناية اإلعداد اجلبيل إدخال‬
‫دورات قصرية إىل تدريبات نقص أكسجة اصطناعية يسمح بزيادة الفاصل بني انتهاء‬
‫اإلعداد اجلبيل واملنافسات الرئيسية إىل حد ‪ 40-41‬يوم‪.‬‬
‫جيب األخذ يف احلسبان أن الزمن بني انتهاء اإلعداد اجلبيل واملنافسات الرئيسية يتعلق‬
‫بعوامل عديدة األساسية بينها مدة اإلعداد اجلبيل وختصص الريايض وخصائصه الفردية‪.‬‬

‫‪186‬‬
‫كلام كانت مرحلة اإلعداد يف اجلبال طويلة كان من الواجب أن تكون أطول يف ظروف‬
‫مشاهبه أخرى مرحلة إعادة األقلمة وتشكل مستوى جديد أكثر ارتفاعا لتدريب‬
‫الريايض‪.‬‬
‫الفاصل الزمني بني انتهاء التدريبات يف اجلبال واملشاركة يف املسابقات الطويلة‬
‫واملاراثون والركض والتزحلق والدراجات‪ ،‬من ‪ 04-02‬إىل ‪ 05-06‬يوم‪.‬‬
‫للرياضيني املختصني باملسافات القصرية واملتوسطة ومدة نشاط تنافيس من ‪61-40‬‬
‫ثانية إىل عدة دقائق ‪ ،‬يتطلب وقت اطول ‪ 25 -21‬يو ًما‪ .‬الرياضيون الذين يتدربون‬
‫بانتظام يف ظروف اجلبال واملكيفون جيدا لإلعداد اجلبيل بامكاهنم تقليص الزمن بني‬
‫انتهاء اإلعداد واملشاركة يف املسابقات مد ‪ 3-2‬أيام‪:‬‬
‫متسابق املسافات املتوسطة والطويلة إىل ‪ 02-01‬يو ًما‪ .‬وعداءو املسافات القصرية‬
‫إىل ‪ 21-05‬يوم‪.‬‬
‫التدريب يف أثناء اإلعداد يف اجلبال واملسابقات الرئيسية ينظم عىل شكل دورة‬
‫متوسطة ما قبل تنافسية وتبني بتطابق صارم مع مهامها وحمتواها‪ .‬مدة الدورة من ‪– 22‬‬
‫‪ 32‬يو ًما (دورة متوسطة) هدفها هو التخلص من تأثري التدريب لإلعداد اجلبيل وتكون‬
‫عىل الشكل التايل‪:‬‬
‫‪ 01-6 ‬أيام – دورة قصرية استشفائية (إعادة تأقلم)‪.‬‬
‫‪ 6-0 ‬أيام – دورة قصريه رسيعة‪ .‬إعداد متعدد اجلوانب بالرتكيز عىل متارين تنفذ يف‬
‫نطاق الشدة ‪ 4-2‬ومحوالت ‪ 6-0-%51-61‬أيام – دورة قصريه رسيعة‪ .‬إعداد‬
‫متعدد اجلوانب بالرتكيز عىل متارين تنفذ يف نطاق الشدة ‪ 6-0‬ومحوالت ‪%51-61‬‬
‫‪ 6-0 ‬أيام – دورة قصرية استشفائية محوالت ‪%31-21‬‬
‫مثل هذا البناء للدورة املتوسطة اخلتامية يسمح بربط تشكل األثر التدريبي املرتاكم‬
‫لإلعداد اجلبيل مع املكونات الفنية والتكتيكية والوظيفية للنموذج املختار للنشاط‬
‫التنافيس القادم‪.‬‬

‫‪187‬‬
‫يعترب إعداد الرياضيني للمسابقات املقامة يف الظروف اجلبلية‪ ،‬عىل سبيل املثال ‪" ،‬‬
‫مكسيكو " (‪ 2241‬م فوق سطح البحر) او " بوجوتا (‪2611‬م) مساله مستقله تتعلق‬
‫باستخدام الرتيبات يف ظروف املرتفعات املتوسطة يف نظام اإلعداد املبارش للمنافسات‬
‫الرئيسية‪.‬‬
‫املشاركة الناجحه يف مثل هذه املسابقات تستوجب إعداد مبارش من ‪ 21-05‬يوم يف‬
‫أماكن اقامتها‪.‬‬
‫جيب برجمة محوالت عالية بتوجه خاص ليس خالل ‪ 2-0‬يوم وسط الدورة القصرية‬
‫وإنام خالل األيام ‪ 6-4‬أيام األوىل من هذه الدورة القصرية مما يؤمن تكيف كامل للنشاط‬
‫التنافيس القادم‪.‬‬
‫عند كتابة هذا الفصل استخدمت معارف ومعلومات كبرية ختص تكيف املرتفعات‬
‫وتعترب نتيجة لدراسات خمتربات مشهورة جدا ومدارس علمية وخرباء مرموقني‪.‬‬
‫واستخدمت معارف تربويه مستخلصة من جتارب رياضة األرقام القياسية احلديثة‬
‫ومتعلقة باإلعداد املبارش لألوملبياد وبطوالت العامل وغريها من املسابقات الكربى‪.‬‬

‫‪188‬‬
‫الفصل اخلامس‬

‫التدريب الرياضي يف ظروف املناخ احلار والبارد‬


‫‪-‬تأثري درجة حرارة ورطوبة اهلواء على مفاءة األداء الرياضية‬
‫‪-‬اآلليات الفسلجية لتقوية االنتقال احلراري يف ظروف ارتفاع درجة حرارة اهلواء والرطوبة‪.‬‬
‫‪-‬تيار الدم اجللدي ودرجة حرارة اجللد‬
‫‪-‬تكوين العرق وتصبب العرق‬
‫‪-‬توازن ماء – أمالح‬
‫‪-‬مجباز الدورة الدموية‬
‫‪-‬التكيف احلراري (التأقلم)‬
‫‪-‬التغريات الفسلجية وميكانيكتها عند التكيف احلراري‬
‫‪-‬التكيف احلراري عند الرياضيني‬
‫‪-‬نظام الشرب‬
‫‪-‬فقدان املاء واستعادتة يف أثناء فرتة املسابقات‬
‫‪-‬فقدان املاء واالمالح يف عملية التدريب يف ظروف مناخية حارة‬
‫‪-‬ردود أفعال اجلسم يف ظروف احلرارة العالية‬
‫‪-‬تكيف الرياضي مع ظروف احلرارة العالية‬
‫‪-‬التدريب يف ظروف املناخ البارد‬
‫‪-‬النشاط الرياضي يف ظروف اخنفاض درجة حرارة اهلواء (الربودة)‬
‫‪-‬امليكانيكية الفسلجية للتكيف ازاء الربودة‬
‫‪-‬التأقلم يف الربد‬
‫‪-‬ردود أفعال جسم الرياضي يف ظروف احلرارة املنخفضة‬
‫‪-‬تكيف الرياضي مع ظروف الربودة‬
‫‪-‬اإلعداد واملسابقات يف ظروف احلرارة العالية واملنخفضة‬
‫‪-‬التدريب واملسابقات يف خمتلف الظروف املناخية‬
‫‪-‬احلموالت التدريبية والتنافسية العالية اليت يتحملها الرياضي يف ظروف درجات‬
‫احلرارة املرتفعه واملنخفضة‬

‫‪189‬‬
‫التدريب يف ظروف املناخ احلار‬
‫تأثري درجة احلرارة ورطوبة اهلواء على كفاءة األداء الرياضية‬
‫يف أثناء احلمولة الرياضية ذات الشدة املستمرة (كام يف ركض املاراثون عىل سبيل‬
‫املثال) تتجاوز النواتج احلرارية يف العضالت العاملة بحوايل ‪ 21-00‬مرة النواتج‬
‫اجلرايرة يف التبادل احلراري األسايس‪ .‬من الوجهة العملية فإن مجيع احلرارة املتولدة يف‬
‫العضالت تعطي إىل الدم وتنتقل معه إىل نواة اجلسم مسببة ارتفاعا يف درجة جرارته إىل‬
‫‪ 41-30‬درجة سيليز يوسية فأكثر (درجة احلرارة العاملة) وتوجه حرارة اجلسم يف مثل‬
‫هذه احلاالت إىل تعزيز التبادل احلراري‪ .‬تعطي احلرارة الزائدة لسطح اجلسم من خالل‬
‫تقوية الدورة الدموية يف أوعية اجللد‪ ،‬حيث ترسل احلرارة إىل املحيط اخلارجي (بمساعده‬
‫تبخر العرق بالدرجة األساسية)‪.‬‬
‫إن أرتفاع درجة حرارة ورطوبة اهلواء املحيط يسبب عملية االنتقال احلراري بصورة‬
‫كبرية‪ ،‬مسببا بذلك خطورة من جراء تسخني اجلسم‪ ،‬فكلام كانت درجة احلرارة املحيطة‬
‫عالية كان ارتفاع درجة حرارة اجلسم أعىل ففي اجلو احلار الرطب يمكن أن تبل درجة‬
‫حرارة جسم عداء املاراثون ‪ 40‬درجة سيليزيوسيه إن تقوية تبخر العرق يسبب خرقا‬
‫للتوازن يف اجلسم‪.‬‬
‫إن هبوط كفاءة األداء الرياضية عند ارتفاع درجة حرارة ورطوبة اهلواء حتددها‬
‫العوامل األساسية الثالثة اآلتية‪:‬‬
‫‪-0‬تسخني اجلسم‬
‫‪-2‬نزع املاء الرسيع‬
‫‪-3‬هبوط امكانيات نقل األكسجني يف منظومة القلب الوعائي‪.‬‬
‫اآلليات امليكانيكية لالنتقال احلراري يف ظروف ارتفاع درجة حرارة ورطوبة اهلواء ال‬
‫تعترب الطرق املختلفة إلعطاء احلرارة من اجلسم إىل الوسط اخلارجي يف ظروف اهلدوء‬
‫عند تنفيذ عمل عضيل واحدة وتتغري تبعا للعوامل الفيزياوية يف املحيط اخلارجي ففي‬
‫ظروف اهلدوء يتعزز دور التوصيل احلراري واحلمل يتجاوز درجة احلرارة الدرجة املرحية‬
‫(‪ 05‬درجة سيليزيوسية تقريبا) أما تعزيز دور االنتقال احلراري من خالل تبخر العرق‬
‫‪190‬‬
‫فيبدأ فقط عندما جتاوز درجة حرارة اهلواء ‪ 31‬درجة سيليزيوسية ‪ ،‬بمعنى آخر عند‬
‫اقرتاهبا من درجة حرارة اجللد‪ ،‬ويف األيام احلاره تكون عملية فقدان احلرارة من خالل‬
‫احلمل ضعيفه جدا بسبب التفاوت البسيط يف درجات احلرارة بني الوسط املحيط‬
‫واجللد‪.‬‬
‫وعندما تتجاوز درجة احلرارة اخلارجية درجة حرارة سطح اجلسم‪( .‬حوايل ‪31‬‬
‫درجة سيليزيوسية) يتغري اجتاه التبادل احلراري إىل االجتاه املعاكس فيستلم النسيج‬
‫السطجى للجسم احلرارة من املحيط اخلارجي‪ .‬كام يكون االشعاع الشميس محولة حرارية‬
‫اضافيه للجسم‪.‬‬
‫تعترب الطريقة األساسية لتخلص اجلسم من احلرارة يف ظروف العمل هي تبخر العرق‬
‫من اجللد وكلام ارتفعت درجة احلرارة اخلارجية تضاعف دور هذه اآللية للتخلص من‬
‫احلرارة وتنمو رسعة تبخر العرق يف ضوء رسعة تكون العرق وعدد من املواصفات‬
‫الفيزياوية للمحيط اخلارجي ومن أمهها الرطوبة النسبية للهواء‪ .‬وتعتمد رسعة تبخر‬
‫العرق عىل مقدار العرق بني رطوبة اجللد (‪ )p k‬ورطوبة اهلواء (‪ )pa‬وتسبب زيادة رسعة‬
‫تكون العرق زيادة ‪ pk‬وبذلك تزداد رسعة عملية تبخر العرق للظروف اخلارجية القائمة‬
‫وملا كانت درجة امليل للرطوبة بني اجللد واهلواء (‪ )pk – pa‬لرطوبة اهلواء الشديدة لذا‬
‫تنخفض فإن عملية تبخر العرق تتباطأ وعندما يزيد ضغط األبخرة املائية يف اهلواء عن‬
‫‪ 41‬ملم زئبق سيصبح تبخر العرق من سطح اجللد مساويا صفرا‪ .‬وعليه فحتى يف درجه‬
‫احلرارة املرتفع جدا للهواء فإن الريايض ال يعاين يف تلك الصعوبات التي يعانيها يف‬
‫درجات احلرارة الواطئة والرطوبة النسبية العالية إذا كانت رطوبة اهلواء النسبية منخفضة‪.‬‬
‫إن حوايل ‪ %0‬من نقل احلرارة يف حالة احلموالت الغازية حتت احلرجة حتدث بسبب‬
‫تبخر املياه يف األوعية املائية‪ .‬وعند مضاعفة رطوبة اهلواء فان هذه االلية يف النقل احلراري‬
‫ستضعف‪.‬‬
‫وهكذا فإن مضاعفه درجة حرارة املحيط اخلارجي ختفض التاميز احلراري بني اهلواء‬
‫واجللد وكذلك بني اجللد ومركز اجلسم مكونا بذلك صعوبة يف انتقال احلرارة وتصبح‬
‫هذه الصعوبات أكثر تعقيدا كلام اقرتبت الدرجة اخلارجية من درجة حرارة اجللد‪ .‬ان‬

‫‪191‬‬
‫زيادة رطوبة اهلواء املحيط يشكل بصورة مماثلة مما ذكر حاجزا يف وجه فقدان احلرارة عن‬
‫طريق التبخر‪ .‬كام أن زيادة درجة حرارة اهلواء ورطوبته يف آن واحد يؤدي إىل مضاعفه‬
‫كبرية لدرجة حرارة اجلسم يف أثناء النشاط الريايض املشدد واملستمر‪.‬‬
‫اآلليات الفسلجية لتقوية االنتقال احلراري يف ظروف ارتفاع درجة حرارة‬
‫اهلواء ورطوبتة‬
‫إن تقوية االنتقال احلراري يف ظروف ارتفاع درجة حرارة ورطوبة اهلواء تتحقق من‬
‫خالل آليتني فسلجيتني رئيسيتني مها‪:‬‬
‫‪-0‬تقوية جريان الدم اجللدي األمر الذي يقود إىل نقل احلرارة من مركز اجلسم إىل سطحه‬
‫ليؤمن بذلك تغذية الغدد العرقية باملاء‪.‬‬
‫‪-2‬تقوية تكوين العرق‬
‫تيار الدم اجللدي ودرجة حرارة اجللد‬
‫يشكل تيار الدم اجللدي عند الشخص البال يف الظروف املالئمة يف حالة اهلدوء‬
‫حوايل ‪06‬ر‪ .‬ل ‪/‬م ‪/2‬دق يف حني ترتفع هذه الكمية إىل ‪0‬ل‪/‬م‪/2‬دق يف أثناء العمل‪.‬‬
‫اما إذا كانت درجة احلرارة اخلارجية مرتفعه جدا‪.‬فان هذه الكمية يمكن تبل‬
‫‪6‬ر‪2‬ل‪/‬م‪/2‬دق‪ .‬ويعنى ذلك أنه يف الظروف احلارة جدا فان ‪ %21‬من الطرح القلبي‬
‫يمكن ان يتوجه إىل شبكة األوعية اجللدية ليمنع تسخني اجلسم‪ .‬أما يف الظروف املالئمة‬
‫فإن الطرح القلبي يف مثل هذا العمل لن يزيد عن ‪ %0‬فقط وال يؤثر قدرة احلمولة عىل‬
‫درجة حرارة اجللد‪.‬‬
‫وترتبط درجة حرارة اجللد خطيا مع قيمة تيار الدم اجللدي وتضاعف تقوية تيار الدم‬
‫يف اجللد درجة حرارته فإذا كانت درجة احلرارة اخلارجية أقل من درجة حرارة اجللد فإن‬
‫فقدان احلرارة سيتضاعف بواسطة احلمل واالشعاع ويسبب ارتفاع درجة حرارة اجللد‬
‫هبوط تأثري االشعاع اخلارجي عىل اجلسم أيض ًا‪.‬‬
‫تعزز حركة اهلواء ختلص اجلسم من احلرارة عن طريق احلمل والتبخر‪ .‬وينخفض‬
‫نتيجة ذلك معدل درجة حرارة اجللد لذلك يتضاعف متايز درجات احلرارة (املركز –‬

‫‪191‬‬
‫اجللد) و (اجللد – الوسط اخلارجي) األمر الذي يؤدي إىل حتسني افضل لظروف الفقدان‬
‫احلراري عن طريق احلمل واالشعاع‪.‬‬
‫تكوين العرق وتصبب العرق‬
‫تعتمد رسعة تكوين العرق وإفرازه عىل عدد كبري من العوامل وأمهها رسعة النواتج‬
‫الطاقية والظروف الفيزياوية للوسط اخلارجي (درجة حرارة ورطوبة اهلواء) فلو أن‬
‫محولة واحدة كانت قد نفذت يف درجات حرارية خارجية متباينة (ال يؤخذ يف احلسبان‬
‫الدرجات الواطئة جدا واملرتفعه جدا فإن درجة حرارة اجلسم الداخلية ستبقي واحدة‪.‬‬
‫يف حني تتضاعف رسعة تكوين العرق كدالة خطية ملتوسط درجة حرارة اجللد‬
‫وبالعكس فعندما تكون درجة احلرارة اخلارجية ثابته فإن معدل درجة حرارة اجللد‬
‫ستكون رسعة افراز العرق متثل عالقة خطية مع درجة احلرارة الداخلية للجسم فكلام‬
‫كانت قدرة احلمل املنفذ عالية كانت رسعة إفراز العرق املعدل درجة حرارة اجللد نفسها‬
‫أعىل وهكذا فإن رسعة إفراز العرق تعتمد عىل درجة حرارة مركز اجلسم وسطحه‬
‫اخلارجي‪.‬‬
‫تفقد رطوبة اهلواء العالية‪ ،‬حتى وان كانت درجة احلرارة منخفضة مسببا تبخر‬
‫العرق‪ ،‬حيث تتعزز عملية تكوين العرق دون حدوث عملية تبخر فعالة للعرق ويف‬
‫ظروف اهلدوء وعندما تكون درجة حرارة اهلواء مساوية ‪ 43‬درجة سبيلزيوسيه يتضاعف‬
‫إفراز العرق بأكثر من ثالث مرات‪ .‬إذا كانت رطوبة اهلواء تزداد من ‪ %31‬إىل ‪ %54‬يف‬
‫أثناء العمل ذي الشدة املنخفضة فان مضاعفة رطوبة اهلواء من ‪ 31‬إىل ‪ %06‬تضاعف‬
‫تقريبا رسعة تكوين العرق وأثناء النشاط الريايض املكثف ستكون رسعة إفراز العرق‬
‫كبرية جدا عىل سبيل املثال عند ركض املارثون يف ظروف تكون رطوبة اهلواء فيها غري‬
‫عالية نسبيا ستبل رسعة إفراز العرق لريايض متدرب ‪ 20-21‬مل‪ /‬دقيقة (‪/0211‬‬
‫‪0011‬مل ‪ )v /‬اما يف ظروف أخرى متساوية فان مضاعفة عملية تبخر العرق وهتبط‬
‫رسعة تكوين الرياح فيه ساكنة تتباطا عملية تبخر العرق وهتبط رسعة تكوين العرق مما‬
‫يؤدي إىل زيادة اضافية يف درجة حرارة اجلسم وحيدث عند التواجد يف ظروف حارة‬
‫هبوط رسعة (ارهاق) تكوين العرق ويالحظ هذا حتى يف تلك احلاالت حيث يكون‬

‫‪191‬‬
‫فقدان املاء مع العرق قد تم تعويضة من خالل الرشب وتظهر رسعة انخفاض تكون‬
‫العرق بصورة أكثر جلية يف ظروف ارتفاع الرطوبه يف اهلواء مما عليه‪.‬‬
‫وجتدر اإلشارة هنا إىل ان افراز العرق عند النساء عند تنفيذ محوالت بدنية واحدة‬
‫حتت درجة حرارية خارجية واحدة أقل مما هو عليه عند الرجال‪.‬‬
‫توازن ماء ‪ -‬امالح‬
‫ان إحدى النتائج يف تقوية إفراز العرق خالل العمل العضيل الذي ينفذ يف ظروف‬
‫ارتفاع درجة حرارة ورطوبة اهلواء هو اخلرق الذي حيصل يف التوازن (ماء – امالح)‬
‫ويكمن هذا اخلرق يف الفقدان الرسيع للامء يف اجلسم أي نحو عملية نزع املاء وكذلك يف‬
‫تغري وجود عدد من املحاليل (األمالح) يف األجواء املائية للجسم‪.‬‬
‫ويمكن لعملية نزع املاء أن حتصل ألسباب خمتلفة‪:‬‬
‫التواجد يف وسط ذى حرارة مرتفعة (نزع املاء احلراري‪ /‬العمل العضيل الكثيف‬
‫واملستمر) (نزع املاء العميل) إضافة إىل كليهام‪ ،‬اى جراء عمل عضيل مكثف يف درجات‬
‫حرارية مرتفعة (نزع املاء احلراري العميل ‪ /‬وتسبب عملية نزع املاء املختلفة تغريات‬
‫متباينة يف وظائف بعض أنسجة ومنظومات اجلسم ففي عملية نزع املاء العميل يالحظ‬
‫هبوط الكفاءة واألداء البدنية بصورة ملحوظة وتتنامي هذه العملية فقط عند تنفيذ متارين‬
‫مكثفة بام فيه الكفاية (ذات قدرة غازية دون القصوى) وطويلة (تزيد عن ‪ 31‬دقيقة)‬
‫وخاصة إذا متت عملية التنفيذ يف ظروف ارتفاع درجة حرارة ورطوبة اهلواء أما عند تنفيذ‬
‫محولة ثقيلة فإن نزع املاء يف هذه العملية لن حيدث حتى يف ظروف ارتفاع درجة حرارة‬
‫ورطوبة اهلواء رشيطة أن تكون عملية التنفيذ قصرية‪.‬‬
‫إن املحافظة عىل درجة حرارة اجلسد ضمن احلدود املسموح هبا للجسم أهم بكثري‬
‫من املحافظة عىل املاء ويف أثناء العمل الثقيل املستمر الذي يصاحبة إفراز شديد للعرق‬
‫يمكن أن حيدث نقصان كبري يف مياه اجلسم فعىل سبيل املثال إن بمقدور عدائي املارثون‬
‫أن يفقدوا يف أثناء املنافسات يف ظروف حارة كمية من املاء تصل إىل ‪ 6‬النار مع العرق بل‬
‫حتى يف حالة التعويض عن بعض املاءاملفقود بتناول السوائل يف أثناء السباق فإن وزن‬
‫عداء املارثون ينخفض بنسبة يبل معدهلا ‪ %0‬ويمكن أن تصل نسبة هذا االنخفاض إىل‬
‫‪194‬‬
‫‪ %5‬كحد أعىل وتكون نسبة املاء املفقود يف هذه احلالة ‪ %04-03‬من الكمية اإلمجالية للامء‬
‫ويمكن بسهولة تقويم الكمية اإلمجالية للامء املفقود نتيجة العمل العضيل من خالل‬
‫مقارنة وزن اجلسم قبل العمل وبعده (مع األخذ بعني االعتبار كمية املاء املتناولة خالل‬
‫تلك الفرتة‪.‬‬
‫إن اإلنسان الذى يفقد كمية كبرية من املاء يكون غري مستقر اجتاه احلر وتنخفض‬
‫كفاءة أدائية ‪ ،‬وحتى عند انخفاض وزن اجلسم بنسبة ‪ % 2-0‬نتيجة فقدان املاء فان كفاءة‬
‫األداء البدنية ستنخفض وخاصة إذا مل يكن ذلك الشخص متدربا ويف ظروف نزع املاء‬
‫تكون استجابة اجلسم لدرجات احلرارة سيئة لذا فان درجة حرارة اجلسم عند األشخاص‬
‫ممن يكون عندهم انخفاض يف كمية املاء (يرتاوح فقدان وزن اجلسم من ‪ 3‬و ‪ )4‬عند تنفيذ‬
‫احلمولة نفسها وحتت درجة حرارية واحدة‪ ،‬تكون أعىل مما هي عليه عند األشخاص‬
‫الذين يتسمون بنزع املاء االعتيادي وكلام كانت درجة نزع املاء أعىل مصحوبة بفقدان‬
‫الوزن بنسبة مقدارها ‪ %3‬هبط نشاط الغدد الدرقية‪.‬‬
‫إن أهم النتائج السلبية لنزع املاء هو انخفاض بالزما الدم وينخفض حجم بالزما‬
‫الدم يف أثناء نزع املاء القائم املصحوب بفقدان الوزن بنسبة ‪ %4‬بنسبة مقدارها ‪05-06‬‬
‫وينخفض تبعا لذلك احلجم االنبساطي‪ ،‬وللتعريض عن ذلك يتضاعف تردد التقلصات‬
‫القلبية‪.‬‬
‫أما النتيجة األخرى النخفاض حجم بالزما الدم فيمكن اعتبار تركيز الدم ذى‬
‫املؤرشات املضاعفة يف لزوجة الدم هو أنه يمكن أن يقود إىل مضاعفة احلمل عىل القلب‬
‫ويعمل عىل تقليص انتاجة‪.‬‬
‫إن أحد النتائج الثقلية لفقدان املاء من اجلسم يمكن اعتبار هبوط حجم السائل‬
‫املوجود ما بني اخلاليا (األنسجة) والسائل املوجود داخل اخلاليا أيض ًا‪.‬‬
‫وحيدث يف تلك اخلاليا التي تتسم هببوط كمية املاء فيها وتغري توازن حماليها خرق‬
‫للفعاليات احلياتية الطبيعية‪ .‬وينتسب ذلك بصورة خاصة إىل تأثر العضالت اهليكلية‬
‫والقلبية التي يمكن ان تكون كفاءهتا االنقباضية يف ظروف نزع املاء واطئة بصورة كبرية‪.‬‬

‫‪195‬‬
‫بصورة مستمرة بسبب خروج النواتج واأليونات امليثابولية للبوتاسيوم ذات املولية‬
‫الواطئة إىل الدم من اخلاليا العضلية الفعالية‪ .‬ونتيجة ذلك فإن جز ًءا من السائل املوجود‬
‫بني اخلاليا (األنسجة)يمتزج يف األوعية ليعوض عن فقدان البالزما ويمكن بفضل ذلك‬
‫استعاده حجم البالزما وحبسة يف مستوى ثابت تقريبا بعد مرحلة اهلبوط التي حتصل يف‬
‫بداية العمل ومع تنامي نزع املاء احلراري (لتميزه عن نزع املاء العامل) يتقلص حجم‬
‫البالزما تدرجييا‪.‬‬
‫وحيدث عند درجة احلرارة اخلارجية العالية نتيجة تعزيز تيار الدم اجللدي ترشيح‬
‫مكثف للسوائل من املسارات اجللدية يف الفسح خارج األوعية يف اجللد‪ ،‬ويقود هذا إىل‬
‫غسل الزالل الذى يتواجد يف هذه الفسح بكثرة نسبيا يف التيار اللمفاوى ومنه يتجة نحو‬
‫منظومة نقل الدم‪ .‬إن انتقال الزالل إىل الدم يضاعف يف الضغط االحشائي فيه مسببا‬
‫تعزيز املاء يف أوعية نقل الدم من الفسح املائية التي تتخلل اخلاليا (خارج األوعية ليساعد‬
‫بذلك يف االحتفاظ بحجم البالزما (الدم) املدورة إن غسل الزالل من الفسح النسيجية‬
‫اجللدية يف الدم يعوض بصورة آلية تعزيز فقدان املاء يف زالل الدم الناتج عن التبخر‬
‫النشيط للعرق‪.‬‬
‫عند تنفيذ هذا العمل العضيل ينخفض تيار الدم الكلوي بحيث إن هذا االنخفاض‬
‫يكون أكرب كلام كانت كثافة العمل أكرب‪ ،‬كام انه يعتمد ضمن حدود معينة عىل درجة‬
‫حرارة ورطوبة اهلواء‪.‬‬
‫كام أن رسعة ترشيح املاء يف املجاميع الكلوية هتبط بصورة متوازية مع ما سبق ولو أن‬
‫هذا حيدث بدرجة أقل‪ .‬إن تنخفض رسعة تكوين البول فإن انخفاض تيار الدم الكلوي‬
‫ورسعة تكوين البول عند العمل يف الظروف احلارة يعزز حبس املياه يف الكيل (ادرار‬
‫البول)‪.‬‬
‫إن أحد آليات هذا احلبس هو مضاعفة إفراز اهلرمون املضاد إلدرار البول من الغدة‬
‫النخامية كاستجابة النخفاض حجم البالزما (نزع املاء ويضاعف تتاضحهام ويشكل املاء‬
‫مصدرا اضافيا هاما إلفراز العرق يف فرتة العمل العضيل‪.‬‬

‫‪196‬‬
‫ويرتبط هذا املصدر باملاء اجلليكوجيني الذي يتحرر عند انغالق اجلليكوجني ويرتبط‬
‫بالغرام الواحد من اجلليكوجني كمية من املاء مقدارها ‪ 226‬جرام‪.‬‬
‫مصدرا للطاقة فحسب بالنسبة للعضالت‬
‫ً‬ ‫وهكذا فإن التحليل اجلليكوجيني ال يعترب‬
‫املتقلصة إنام هو مصدرا إضافيا للامء للجسم العامل‪.‬‬
‫ويلعب تناول السوائل ورشب املاء او املحاليل املائية يف أثناء العمل وبعده دورا‬
‫رئيسيا يف التعويض عن فقدان املاء نتيجة تعزيز اإلفرازات العرقية خالل العمل العضيل‬
‫ذى الشدة وخاصة يف الظروف احلارة‪.‬‬
‫يفقد اجلسم عند فقدانه للامء مع العرق بعض املواد املعدنية (األمالح) ويعترب العرق‬
‫مقارنة مع السوائل األخرى حملوال مائيا خمففا جدا وتكون تراكيز أيونات الصوديوم‬
‫والكلور فيه ‪ 3/0‬الرتكيز يف البالزما و ‪ 0/0‬الرتكيز يف العضالت‪ .‬وعليه فإن العرق‬
‫عباره عن حملول منخفض الرتكيز مقارنة مع بالزما الدم‪.‬‬
‫ويتغري الرتكيز األيوين للعرق بصورة شديدة عند األشخاص املختلفني ويعتمد كثريا‬
‫عىل رسعة إفراز العرق وحالة التأقلم احلرارية‪.‬‬
‫وبمضاعفة رسعة تكوين العرق يتضاعف تركيز أيونات الصوديوم والكلور يف‬
‫العرق وينخفض تركيز أيونات الكالسيوم اما أيونات البوتاسيوم واملنجنيز فال تتغري‬
‫لذلك ففي العمل ذى الشدة والذى يستمر طويال (عىل سبيل املثال يف أثناء الركض‬
‫املاراثوين) يفقد الريايض مع العرق بدرجة أساسية أيونات الصوديوم والكلور‪ .‬إن تلك‬
‫األ يونات التي تتواجد بصورة خاصة يف سوائل الفسح خارج اخلاليا يف البالزما ويف‬
‫السوائل النسيجية‪.‬‬
‫وهذه هي املحاليل الكهربائية التى حتدد أكثر من غريها الضغط التناضحى للبالزما‬
‫وللسوائل النسيجية أي بمعنى آخر حجم السائل خارج اخلاليا يف اجلسم‪.‬‬
‫إن فقدان أيونات البوتاسيوم واملنغنيز الذي هيبط بالفسحة املائية الداخلية يف اخللية‬
‫يكون أقل كثريا ولكن البد من اإلشارة إىل أن كمية كبرية من املاء تترسب مع العرق أكثر‬
‫من ترسب املحاليل الكهربائية (األمالح) وعلية فاثناء االنخفاض الشامل يف وجود‬

‫‪197‬‬
‫املحاليل الكهربائية يتضاعف تركيزها يف السوائل‪ .‬لذلك فأثناء إفراز العرق الشديد‬
‫املتواصل يكون احتياج اجلسم إىل ماء للتعويض أكثر مما عليه يف االستعادة غري البطيئة‬
‫للمحاليل الكهربائية‪.‬‬
‫إن فقدان املحاليل الكهربائية يف أثناء العمل العضيل ال يكون كبريا حيث تكوين‬
‫التبول خالل هذه املرحلة ينخفض يف حني إن االمتصاص الثاين للصوديوم يف الكلية‬
‫يكون قد عزز مما يؤمن حبس إبراز أيونات الصوديوم مع البول ويمكن لتزويد الكيل‬
‫بكمية غري كافية يف أثناء العمل يف ظروف حارة إن تقوي هذه اآلليات حلبس الصوديوم‬
‫يف اجلسم‪ .‬ويساعد هذا احلبس يف احلفاظ عىل التوازن املائي يف اجلسم حيث إن حجم‬
‫البالزما وكذلك السائل املتبقي ما بني اخلاليا يتناسب طرديا مع وجود ايونات الصوديوم‬
‫فيها‪.‬‬
‫إن انقباض األوعية الكلوية ومضاعفة درجة حرارة اجلسم يف ظروف حارة تسبب‬
‫التقوية الكلوية ونتيجة لذلك يمكن للزالل أن يظهر يف البول (البول الربوتيني)‬
‫جهاز الدورة الدموية‬
‫يتعزر عند الفرد‪ ،‬يف حالة اهلدوء ويف ظروف التسخني املبارش للجسم عندما تكون‬
‫درجة حرارة اهلواء مرتفعه (عىل سبيل املثال يف يوم حار وحتت الشمس) تيار الدم‬
‫اجللدي ويتضاعف الطرح القلبي بسبب زيادة ت‪ .‬ت‪ .‬ق تعنى تردد التقلصات القلبية‪.‬‬
‫وال يتغري يف هذه احلالة احلجم االنقباض بصورة تذكر أما املقاومة اإلمجالية لألوعية‬
‫املوضعية والضغط الرشياين (االنقبايض يف هذه فينخفض‪ ،‬ويسبب وجود الشخص يف‬
‫احلامم الفلندي (الساونه)‪ .‬حيث اهلواء اجلاف احلار‪ ،‬مضاعفة الطرح القلبي بمقدار ‪%61‬‬
‫و ت ت ق بمقدار يزيد عن ‪.%61‬‬
‫فإن تيار الدم اجللدي يتضاعف بسبب إعادة التوزيع االضايف للطرح القلبي حيث‬
‫ينخفض تيار الدم خالل أعضاء التجويف وخالل العضالت (بدرجة أقل) وينخفض‬
‫تيار الدم اجلويف والكلوي بصورة طردية مع ارتفاع درجة احلرارة ويف أثناء تادية العمل‬
‫بمقدرة الستهالك األكسجني وعند تنفيذ عمل خفيف يف ظروف حارة‪ .‬فإن استهالك‬
‫األكسجني يمكن أن يكون أعىل بعض الشئ مما عليه يف ظروف عادية‪.‬‬

‫‪198‬‬
‫ال تؤثر درجة حرارة اهلواء املرتفعه بصورة ملحوظه يف مؤرش نشاط منظومة القلب‬
‫الوعائي عند أداء أعامال قصرية (تقل عن ‪ 6-4‬دقائق) ويف أثناء تادية عمل غازى كبري‪.‬‬
‫ويف أثناء تنفيذ عمل متواصل يف ظروف حارة البد ملنظومة القلب الوعائي أن تؤمن‬
‫يف آن واحد تكيفا لتزويد العضالت الفعالة بالدم بغية ايصال كمية كافية من األكسجني‬
‫إليها (الطلب امليتابويل) ويزيد تيار الدم اجللدي ملضاعفة انتقال احلرارة (طلب التنظيم‬
‫احلراري)‪.‬‬
‫ويكون ت ت ق والطرح القلبي يف الظروف احلارة أكرب مما عليه عند تنفيذ هذا‬
‫العمل ولكن يف وسط ظروف اعتيادية ويؤثر يف قيمة ت ت ق اضافة إىل درجة احلرارة‬
‫زيادة رطوبة اهلواء ونالحظ زيادة قيمتة ت ت ق يف الظروف احلارة منذ بداية العمل‪ .‬أما‬
‫الطرح القلبي فيزداد تدرجييا يف أثناء تنفيذ العمل يف حني يتناقص احلجم االنبساطي‬
‫بنشاط‪ ،‬إن زيادة الطرح القلبي تؤمن تيارا إضافيا من الدم يمر عرب األوعية اجللدية لتعزيز‬
‫االنتقال احلراري‪.‬‬
‫ومع مضاعفة العمل املنجز تنخفض الزيادة " احلرارية " للطرح القلبي كام أن الطرح‬
‫القلبي‪ ،‬عند تنفيذ محوالت غازية ذات قدرات دون القيمة القصوى أو قريبة منها‪ ،‬يكون‬
‫يف وسط ذي ظروف حارة كام هو يف احلجم االنبساطي الذي يعوض عنه بزيادة اضافية‬
‫يف قيمة ت ت ق‪ .‬وملا كان الطرح القلبي ال يمكن أن يتضاعف أكثر لذا فان التعزيز‬
‫الالحق لتيار الدم اجللدي يتم تامينة من خالل إعادة التوزيع يف الطرح القلبي‪.‬‬
‫ويطرأ نتيجة هبوط تيار الدم املار عرب العضالت العاملة‪ ،‬عجز يف تزويدها بكمية‬
‫األكسجني كام تزداد النسبة الالغازية للنواتج الطاقية يف العضالت لذا فعند تنفيذ محولة‬
‫غازية قيمتها تزيد عن القيمة العظمى أو تكون قريبة منها‪ .‬فإن الرتكيز األسيدي يف‬
‫******* الظروف احلارة أعىل مما هو علية يف الظروف الطبيعية‪.‬‬
‫ويعترب ضعف عملية تزويد العضالت العاملة بالدم أحد األسباب األساسية يف‬
‫هبوط كفاءة األداء يف الظروف احلارة وبناء عىل ما تقدم فإن ضعف تيار الدم العضيل‬
‫يعترب نتيجة منطقية لسببني رئيسيني مها‪:‬‬
‫أ ً‬
‫وال‪ :‬زيادة نسبة الطرح القلبي املوجه يف األوعية اجللدية لتعزيز عملية االنتقال احلراري‪.‬‬
‫‪199‬‬
‫ثان ًيا‪ :‬انخفاض الطرح القلبي عند نحو النزع املائي نتيجة انخفاض احلجم االنقبايض‬
‫الذي يسبب هبوط العودة الوريدية من جراء انخفاض احلجوم العامة واملركزية للدم‬
‫املدور‪.‬‬
‫وتساوي الرسعة احلجمية القصوى املمكنة لتيار الدم اجللدية ‪ 5-6‬ل ‪ /‬د ق ومع‬
‫ذلك فإن تيار الدم اجللدي لن يتجاوز عىل األرجح ‪ 4-3‬ل ‪ /‬د ق يف أثناء العمل حتى‬
‫عندما تكون درجة حرارة اهلواء مرتفعه جدا لذلك فإن األوعية اجللدية ستتقلص بعض‬
‫الشئ حتى يف هذه الظروف ومع استمرار تنفيذ العمل تتوسع األوعية اجللدية تدرجييا من‬
‫جراء انخفاض اإليقاع الوعائي ونتيجة لذلك توجه كمية أكرب من الدم يف شبكة األوعية‬
‫اجللدية ويف حني يزداد العضالت العاملة بالدم سو ًءا‪.‬‬
‫وبتوسع األوعية اجللدية تنخفض املقاومة املحلية الوعائية الشاملة‪ .‬وعند الطرح‬
‫القلبي الثابت يؤدي ذلك إىل هبوط الضغط الرشياين الذى ينخفض تدرجييا حتى يصل‬
‫اىل ذلك املستوى الذي يستدعي االهنيار الوعائي (اإلغامء)‪.‬‬
‫التكيف احلراري (التأقلم)‬
‫إن الوجود املستمر او املتكرر يف ظروف ارتفاع درجات احلرارة والرطوبة يف اهلواء‬
‫يتطلب تكيف تدرجيي هلذة الظروف اخلاصة يف املحيط اخلارجي‪ ،‬مما يؤدي إىل نحو ثبوتية‬
‫اجلسم ضد التوتر احلراري‪ .‬فاإلنسان بمقدوره أن يتحمل احلرارة بطريقة أخف‪ ،‬حيث‬
‫يضمن تنفيذ العمل أقل صعوبة‪ ،‬سوا ًءا كان ذلك موضوعيا وتنخفض األواحات‬
‫الفسلجية إزاء التأثريات احلرارية أو ذاتيا وحتل حالة التكيف احلراري – أي التأقلم‪.‬‬
‫التغريات الفسلجية وميكانيكيتها عند التكيف احلراري‬
‫يستند التكيف احلراري بجملة تغريات فسلجية متخصصة (اجلدول ‪ )0‬وتعترب عملية‬
‫تعزيز إفراز العرق وهبوط درجة حرارة مركز اجلسم وسطحة اخلارجي وانخفاض ت ق‬
‫التغريات األساسية املشار إليها عند تنفيذ احلمولة يف وقت التواجد يف ظروف احلرارة‬
‫املرتفعة‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫إن اآللية األساسية للتكيف احلراري توجه لتعزيز نقل احلرارة من اجلسم إىل الوسط‬
‫اخلارجي‪ .‬ومع التكيف احلراري حتدث تقوية إلفرازات العرق منها مضاعفة عدد الغدد‬
‫العرقية العاملة وكذلك كمية اإلفرازات املستقيمة للعرق عند تنفيذ محولة بدنية واحدة‪.‬‬
‫كام ختفض العتبه احلرارية لنقل احلرارة حيث تبدأ هذه العتبة عند درجات حرارية‬
‫واطئة يف جلد اجلسم ومركزه‪ .‬وتتضاعف برسعة مع ازدياد درجة حرارة اجلسم وينضح‬
‫العرق من جسم اإلنسان الذي يتكيف للحرارة بصورة طفيفة عىل شكل قطرات دون ان‬
‫تتبخر هذه القطرات‪.‬‬
‫حيث إن العرق يكون قد توزع بصورة أكثر انتظاما يف سطح اجلسم مقارنة بجسم‬
‫اإلنسان الذي مل يتكيف للحرارة‪.‬‬
‫جدول (‪ )1‬التغريات الفسلجية التكيفية يف ظروف درجات احلرارة املرتفعة يف املحيط‬
‫اخلارجي‬

‫التغريات التكيفية‬ ‫اآللية‬

‫بداية رسيعة يف إفراز العرق (أثناء العمل)‬ ‫افراز العرق‬

‫هبوط درجة حرارة عتبة اإلفراز‬

‫مضاعفة رسعة افراز العرق‬

‫توزيعا أكثر انتظاما للعرق يف سطح اجلسم‬ ‫الدم يف الدورة الدموية‬

‫انخفاض تركيز األمالح يف العرق‬

‫(*(هبوط ت ت ق‬

‫مضاعفة احلجم االنقبايض‬

‫تقوية تيار الدم اجللدي‬

‫مضاعفة حجم الدم املدور‬

‫هبوط درجة تركيز الدم القائم‬

‫(*) خمترص للحروف ت ت ق = تردد التقلصات القلبية‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫التغريات التكيفية‬ ‫اآللية‬

‫إعادة التوزيع الرسيع للدم(يف منظومة األوعية اجللدية‪ .‬اقرتاب‬


‫تيار الدم إىل سطح اجلسم وتوزيع األكثر فاعلية يف سطح اجلسم‪.‬‬

‫انخفاض هبوط تيارات الدم اجلوفية والكلوية (يف أثناء تنفيذ‬


‫العمل)‪.‬‬

‫انخفاض احلجم األسايس‬ ‫امليتابولية‬

‫انخفاض القيمة األكسجينية يف العمل‬

‫انخفاض درجة حرارة مركز اجلسم وسطحة يف حالة اهلدوء ويف‬ ‫التنظيم احلراري‬
‫أثناء تنفيذ العمل العضيل‬

‫زيادة ثبوتية اجلسم إزاء ارتفاع درجة حرارة اجلسم‪.‬‬

‫انخفاض صعوبة التنفس (تكرار التنفس والتنفس السطحى)‬ ‫التنفيس‬

‫تتزايد نتيجة لذلك مساحة سطح اجلسم لتقوية انتقال احلرارة عن طريق تبخر العرق‬
‫وتؤدي عملية توية تبخر العرق إىل خفض درجة حرارة اجللد وبفضل هذا فإن الدم الذى‬
‫جيري يف املجاري اجللدية يربد بصورة أرسع وعليه سيزداد التاميز احلراري " مركز‬
‫اجلسم" وعندئذ ستعزز نقل احلرارة البدين من األجزاء العميقة يف اجلسم إىل سطحه كام‬
‫تنخفض احلاجة إىل التقوية االضافية لتعزيز جريان الدم اجللدي‪.‬‬
‫ولعل إبرز تأثري يف تقوية التكيف األوىل لنقل احلرارة يبدو يف انخفاض درجة حرارة‬
‫اجلسم وهنا ستنخفض حرارة اجلسم يف ظروف اهلدوء وكذلك يف زيادهتا يف أثناء تأدية‬
‫العمل العضيل‪.‬‬
‫ونتيجة التكيف احلراري حيدث انخفاض يف الرتكيز امللحي يف العرق اذ يضحى‬
‫العرق أكثر ختفيفا وتفقد كميات كبرية من املاء مع العرق أكثر مما تفقد من كمية األمالح‪.‬‬
‫لذا فإن تركيز املحاليل الكهربائية يف الدم تزداد‪ .‬وعليه يتضاعف النضوج يف الدم‬
‫مسببا شعورا شديدا بالعطش والذي يمكن اعتباره إليه موجهة للتعويض عن فقدان‬
‫السوائل يف اجلسم دائام من الكفاية بحيث يؤمن طلب اجلسم إىل املاء‪ .‬كام أن بمقدور‬
‫‪101‬‬
‫اإلنسان املكيف للحر أن حيفظ بالتوازن املائي بصورة افضل وختفض نفادية األوعية‬
‫اجللدية يف أثناء عملية التكيف احلراري مما يؤدي إىل تقليل خروج جزيئات الربوتني من‬
‫هذه األوعية‪.‬‬
‫ويمكن لرتكيز الربوتني يف السوائل النسيجية للجلد أن ختفض عند التأثريات‬
‫احلرارية ينتقل هذا الربوتني عرب الشبكة اللمفاوية للجلد يف الدم املدور‪.‬‬
‫يصاحب التكيف احلراري انخفاض محولة جهاز القلب الوعائي‪ .‬كام هيبط تدرجييا‬
‫عىل مدى التكيف للحر تيار الدم اجللدي يف أثناء تنفيذ احلمولة عىل الرغم من أن تيار‬
‫الدم اجللدي عند اإلنسان الذي تكيف متاما أكرب عند أداء العمل يف مناخ حار من العمل‬
‫يف مناخ حمايد وباإلضافة لذلك تتزايد إمكانيات التعزيز الفعال لتيار الدم اجللدي من‬
‫جراء االنتقال الرسيع للدم يف منظومه األوعية اجللدية واقرتاب تيار الدم يف السطح‬
‫وأوزيعه الفعال هنالك‪.‬‬
‫وتنخفض درجة انقباض األوعية (تضيق املجاري) يف املجاالت اجلوفية والكلوية‬
‫عىل مدى عملية التكيف احلراري مما يؤدي إىل حتسني تأمني أعضاء التجويف البطيني‬
‫بالدم يف أثناء تادية العمل يف الظروف املناخية احلارة‪.‬‬
‫إن معظم التغريات التى ترتبط بالتأقلم احلراري حتصل برسعة وخصوصا طوال‬
‫األيام من ‪ 6-4‬األوىل من التواجد يف الظروف املناخية احلارة فعملية التأقلم احلراري‬
‫تنتهي من وجهه النظر العملية عند اليوم ‪ .04-02‬ولكن التكيف األعظم إزاء ارتفاع‬
‫درجة حرارة اهلواء ورطوبتة يالحظ فقط عند سكان مناطق تلك الظروف املناخية‪.‬‬
‫ال يتناقي التكيف احلراري فقط عند التعايش لفرتة أيام متعددة يف الظروف املناخية‬
‫أيضا‪.‬‬
‫احلارة وإنام التواجد املتكرر القصري لبضعة ساعات يف اليوم ً‬
‫وتبدو إمكانية حتمل اجلسم الرتفاع درجة احلرارة يتقدم عمر اإلنسان‪ .‬إذ تبدأ عملية‬
‫إفرازات العرق عند األشخاص من الشيوخ واملسنني يف درجات احلرارة العالية بصورة‬
‫متأخرة مما هي عليه عند الشباب‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫كثريا‬
‫وجتدر اإلشارة إىل أن تيار الدم اجللدي يتضاعف عند الشيوخ بصورة أكرب ً‬
‫كاستجابة للحمولة احلرارية ولكن اإلمكانية‪ .‬القصوى هلذه املضاعفة عندهم هي أقل مما‬
‫علية عند الشباب وأثناء التواجد يف الظروف املناخية احلارة فإن درجة حرارة اجلسم عند‬
‫الشيوخ واملسنني تعود إىل حالتها الطبيعية بصورة بطيئة‪.‬‬
‫التكيف احلراري عند الرياضيني‬
‫تتطلب احلموالت التدريبية ومحوالت املنافسات يف تلك األنواع من األلعاب‬
‫الرياضية التي حتتاج إلظهار املطاولة ارتفاعا ملحوظا لدرجة حرارة مركز اجلسم‪ .‬أي‬
‫لغاية ‪ 41‬درجة سيليلوزية حتى يف ظروف مناخية حمايده ويشكل هذا عامال مهام لنمو‬
‫تكيف االستجابة اجتاة محولة حرارية (داخلية)‪.‬‬
‫إن مثل هذه االستجابة ستكون من جانب جهاز القلب الوعائي والغدد العرقية من‬
‫جانب جهاز القلب وغريمها من األعضاء واملنظومات املتشاهبه كثريا لالستجابات عند‬
‫األشخاص الذين يتأقلمون للحموالت احلرارية اخلارجية (درجة حرارة مرتفعه للهواء‬
‫ورطوبة عالية)‪.‬‬
‫ويكتمل عند الرياضيني الذين يتدربون للمطاولة نتيجة التامرين الدورية التوجية‬
‫احلراري إذ تنخفض النواتج احلرارية‪ ،‬وتتحسن القابلية إزاء الفقدان احلراري بمساعدة‬
‫مضاعفة تكون العرق فعىل سبيل املثال من مواصفات الرياضيني املتدربني ذوي‬
‫اإلحساس العايل يف استجابة إفراز العرق إزاء املؤثرات احلرارية والتوزيع املنتظم هلذه‬
‫االفرازات يف سطح اجلسم وتبعا فإن درجة احلرارة الداخلية ودرجة حرارة اجللد عند‬
‫الرياضيني تكون أوطأ يف أثناء تأدية العمل يف درجة حرارة اعتيادية او مرتفعة مما هي علية‬
‫عند االفراد من غري املتدربني من الذين يؤدون هذه احلمولة املطلقة نفسها‪.‬‬
‫وجتدر اإلشارة إىل أن تركيز األمالح يف العرق عند الرياضيني يكون أيض ًا أقل مما هو‬
‫علية عند إفرازاهتم من غري الرياضيني‪.‬‬
‫ويف عملية التدريب من أجل املطاولة يف ظروف حمايدة يتضاعف حجم الدم املدور‬
‫وتكتمل استجابة إعادة توزيع تيار الدم وانخفاضه خالل الشبكة اجللدية مسببا انخفاضة‬
‫يف درجة احلرارة اجللدية ويضاعف إيصال احلرارة من مركز اجلسم إىل سطحه اخلارجي‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫وهكذا ستكتمل عند الرياضيني من الذين يامرسون متارين رياضية منتظمة من أجل‬
‫املطاولة حتى يف الظروف احلرارية املحايدة‪ ،‬ميكانيكية فلسجية حمددة يمكن أن يتسم هبا‬
‫التكيف احلراري أيض ًا‪.‬‬
‫لذا فإن الرياضيني الذين مترنوا بصورة جيدة للمطاولة عادة ما يتكيفون للعمل يف‬
‫ظروف حرارية مرتفعه بصورة أفضل مما هو عليه عند األفراد من الذين مل يتمونوا ‪ ،‬كام‬
‫اهنم يتأقلمون بصورة أرسع عىل األقل يف تنفيذ أعامل بقدرات غري كبرية يف ظروف حارة‬
‫وباإلضافة لذلك فمن الواضح ضمنيا أنه حتى الرتيب الريايض العايل او أي تدريب اليه‬
‫طبيعة كانت يف ظروف مناخية حمايدة ال يستطيع ان يستبدل بصورة كاملة التكيف‬
‫احلراري املتخصص الذي حيتاجة الريايض إذا كان عليه أن يساهم يف مباريات حتت‬
‫ارتفاع درجة حرارة اجلو ورطوبته‪.‬‬
‫إن وسائل التكيف التي يسببها التدريب يف ظروف حمايدة (أو بارده) ال تكفي للتنفيذ‬
‫الفعال لعمل مكثف يف ظروف مناخية حارة وعند اإلعداد للمباريات التي ستقام يف‬
‫ظروف ارتفاع درجة احلرارة ورطوبة اهلواء‪.‬‬
‫فإن عىل الريايض أن يبدأ تدريباته يف مثل هذه الظروف لفرتة ال تقل عن ‪ 02-6‬يوما‬
‫قبل املباريات وإذا مل تكن هناك إمكانية للتدريب يف مثل هذه الظروف فالبد من استعامل‬
‫مالبس خاصة تستطيع أن متنع إيصال احلرارة واحلد من تبخر العرق‪.‬‬
‫ويسبب التدريب يف مثل هذه املالبس آثارا يف مضاعفة الثبوتية احلرارية‪ ،‬وإن كان‬
‫ذلك أقل مما عليه يف حالة التدريب حتت الظروف املناخية احلارة يف الوسط اخلارجي‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫نظام الشرب‬
‫إن الرسعة الكبرية إلفراز العرق كام ذكر يف أثناء تنفيذ عمل ذى شدة يف ظروف حارة‬
‫تؤدي إىل فقدان اجلسم امللحوظ للامء (نزع املاء) وكذلك فقدان األمالح ونتيجة لذلك‬
‫ستنخفض كفاءة األداء والثبوتية احلرارية (امكانية حتمل احلرارة)‪.‬‬
‫فقدان املاء‬
‫استعادته يف أثناء فرتة املباريات‬
‫تدور يف أوساط املدربني والرياضيني فكرة حول تأثري املاء عن احلمولة (اإلضافية)‬
‫التي سيتعرض هلا القلب بسبب املاء " الفائض" ويعتقد أنه من الرضوري التخفيض من‬
‫كمية رشب املاء كي تتقلص الكمية املفقودة منها‪.‬‬
‫أضف لذلك فإن الدراسات الفسلجية تربهن أن فقدان املاء نتيجة العمل الطويل ذى‬
‫الشدة وخاصة إذا نفذت ظروف مناخية حارة جيب أن يعوض برسعة قدر اإلمكان‪.‬‬
‫ويفضل أن يكون باملقدار نفسه أيض ًا‪.‬‬
‫وإ ذا مل يرشب الرياضييون املاء خالل السباق الكمية الكافية من املاء لكي يمكن‬
‫التعويض عن املاء املفقودة فستنمو (هبذه الدرجة او تلك) عملية نزع املاء إذا تساوت‬
‫كمية املاء املستهلكة واملفقودة مع العرق التوازن املائي فإن درجة حرارة اجلسم ستكون‬
‫أوطأ مما هى علية يف فرتة تنفيذ هذا العمل باستهالك كمية أقل من املاء أو بدون رشب‬
‫املاء عىل اإلطالق وهكذا فإن تناول السوائل يف أثناء مباريات يف ظروف حارة يقلل من‬
‫خطر تسخني اجلسم‪.‬‬
‫إن الرشب اجلزئي للامء يف أثناء العمل عىل جهاز مشابة للدرجات حتت ظروف‬
‫مناخية حارة يؤخر فقدان بالزما الدم وبذلك يساند أن يكون حجم الدم املدور طبيعيا‬
‫ونتيجة لذلك يستبعد تقلص احلجم االنبساطي ومضاعفة ت ت ق إىل ذلك املستوى‬
‫الذي ال يكون فيه تعويض عن املاء املفقود يف أثناء تنفيذ العمل‪.‬‬
‫ويؤدي رشب السوائل يف أثناء العمل ملضاعفة استمراره األقىص (كفاءة األداء)‬
‫وتساعد السوائل التي تكون من حماليل الكاربوهيدرات ليس يف التعويض عن املاء فقط‬

‫‪106‬‬
‫املفقودة وإنام يف املحافظة عىل الرتكيز الطبيعي للكليكوز أيض ًا يف دم مما له أمهية كبرية جدا‬
‫يف االحتفاظ بكفاءة أداء عالية يف أثناء محولة ذات استمرارية طويلة‪.‬‬
‫يتحدد تركيب السوائل "البديلة" التي تستعمل للتعويض عن فقدان املاء يف أثناء‬
‫تأدية العمل العضيل يف ضوء عدد من املستلزمات‪.‬‬
‫وال جيرى امتصاص السائل املتناول من املعدة إىل الدم‪ .‬كام أن املاء املمتص حيدث‬
‫تقريبا يف اإلمعاء فقط‪.‬‬
‫لذا فإن مما يعوض عن فقدان املاء بصورة اساسية هو رسعة إخالء حجم السائل يف‬
‫األمعاء ويؤثر عىل رسعة تفري املعدة وحجم درجة حرارة وتضوح السوائل املوجوده‬
‫فيها أما العمل العضيل بحد ذاته فتأثرية قليل عىل رسعة تفري املعدة‪.‬‬
‫وخيرج احلجم الكبري من السائل (‪ 611 -011‬ل) من املعدة بصورة أرسع من‬
‫خروج احلجم الصغري‪.‬‬
‫ولكن رشب كمية كبرية من السائل ملرة واحدة يف الطريق تسبب إحساسا غري مريح‬
‫تنفسا ً‬
‫ثقيال‪ .‬لذا يفضل تناول السوائل بكميات كبرية نسبيا ‪– 001‬‬ ‫إىل املعدة وتسبب ً‬
‫‪ 201‬مل وبفواصل زمنية ترتاوح بني ‪ 00 – 01‬دقيقة‪ .‬وتفرغ السوائل الباردة من املعدة‬
‫بصورة أرسع من السوائل الساخنة‪ .‬فاملاء البارد (‪ 03 – 5‬درجة سيلزيوسية)‪.‬‬
‫ويفرز نشاط العضالت امللساء يف جدران املعدة ليعجل رسعة انتقال السائل إىل‬
‫األمعاء‪ .‬باإلضافة لذلك فان تسخني املاء البارد يف املعدة حتى وإن كان بدرجة صغريه‪،‬‬
‫فإنه سيتعود عىل تعزيز الفقدان احلراري للجسم لذا فإن رشب املاء البارد يف أثناء السباق‬
‫يف الظروف احلارة يكون أفضل من املاء الدافئ‪.‬‬
‫إن رسعة حركة املعدة وتفريغها تتمدد جزئيا يف ضوء خصوصية حمتوياهتا فاملاء يغادر‬
‫املعدة بسهوله‪ .‬كام أن املحلول املتساوي الرتكيز من ملح الطعام الذى يشكل حملول‬
‫كلوريد الصوديوم فيه نسبة مقدارها ‪ %50‬أرسع من املاء‪ .‬إن وجود الكلو كوز يف‬
‫املحلول حتى وإن كان بكميات صغريه (أقل من ‪ )%0‬تسبب تباطؤا ملحوظا يف تفري‬
‫املعدة‪ .‬أما إضافة األمالح إىل سوائل الرشب (حملول كهربائي) فإنه سيسبب زيادة يف‬

‫‪107‬‬
‫نضوجها ولعل السائل ذا الرتكيز املنخفض ذو نضوج مقدارها ‪ 211‬مول نض‪ /‬ل‬
‫تقريبا يعترب االمثل إن مثل هذه املحاليل التي تضم قليال من السكر أقل من ‪ %220‬تغادر‬
‫املعدة برسعة لذا فإن املمكن امتصاصها بسهولة من االمعاء إىل الدم ويؤمن بذلك‬
‫تعويض املاء املفقود وبرسعة كبرية عند حتديد الكمية اإلمجالية لتناول السوائل البد من‬
‫األخذ بعني االعتبار أن الرسعة القصوى المتصاص املاء ال تتجاوز بأي حال من‬
‫األحول ‪5‬ر‪ .‬ل ‪.v/‬‬
‫لذا البد من تناول حماليل ذات تراكيز منخفضة باردة حتتوي عىل السكر‬
‫(كاربوهيدرات) لغاية ‪ %220‬و ‪ 011‬مل ماء ال حيتوي عىل كاربوهيدرات) ينبغي رشبة‬
‫قبل نصف ساعة من االنطالق يف أثناء تنفيذ عمل ثقيل متواصل يف ظروف مناخية حارة‬
‫مصحوبة بإفرازات عرق كبرية لتكوين احتياطي مائي معتدل‪ .‬وينبغي رشب كمية‬
‫مقدارها ‪ 211 – 001‬مل من حملول ذى تركيز منخفض بفرتات تفصل بينهام فرتة زمنية‬
‫طوهلا ‪ 00 – 01‬دقيقة‪.‬‬
‫وإذا جرت املنافسات يف ظروف حمايدة أو باردة او (مطاردة عىل اجلليد) حيث ال‬
‫توجد خطورة التسخني أو نزع فان نظام الرشب جيب أن يتقلص بصورة ملحوظه يف حني‬
‫جيب زيادة نسبة الكربوهيدرات فيه (لغاية ‪ )%20‬ويف هذه احلالة سيكون انتقال املحلول‬
‫هبام بطيئا من املعده إىل االمعاء قد أمن الكربوهيدرات للدم‪.‬‬
‫إن التعويض غري البطئ عن املحاليل الكهربائية املفقوده يف أثناء تأدية العمل الذي‬
‫يصاحبه إفراز شديد للعرق ال يلعب ذلك الدور كالتعويض عن املاء املفقود ألن اجلسم‬
‫يفقد إىل العرق كميات كبرية نسبيا من املاء مقارنة بفقدة األمالح باإلضافة إىل ذلك فإن‬
‫وجود األمالح يف العرق عند األفراد الرياضيني املتدربني او الذين تأقلموا يف اجلو احلار‬
‫تكون منخفضة مقارنة باالفراد ممن مل يتدربوا لذلك فإن فقدان األمالح يف أثناء املباريات‬
‫عند الرياضيني ال تكون كبرية نسبيا حتى يف الظروف املناخية احلارة باإلضافة إىل ذلك‬
‫فإن إفرازات العرق تسبب مضاعفة تركيز األمالح (ملح الطعام) قبل كل شئ يف الدم‬
‫ويف غريه من سوائل اجلسم واستنادا هلذا فإن تناول كمية إضافية كبرية من األمالح يف‬
‫أثناء العمل العضيل يمكن أن يكون ضارا للجسم‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫وإن الرشب الكثري للسوائل واملصحوبة باالمالح برتكيز مهام كان طفيفا سيكون‬
‫كافيا للتعويض من الكميات املفقودة منه ولقد ظهر يف حالة تكرار احلمولة املصحوبة‬
‫بإفراز شديد للعرق (عىل مدى بضعة أيام متواصلة) واستعامل كمية إضافية من األمالح‬
‫ولكن ذلك مل يتم أثناء تأدية العمل العضيل‪.‬‬
‫فقدان املاء واالمالح يف عملية التدريب يف ظروف مناخية حارة‬
‫يف أثناء األيام التدريبية املتواصله‪ ،‬وخاصة يف ظروف مناخية حارة‪ ،‬يفقد الريايض مع‬
‫العرق كمية كبرية من املاء التي يصاحبها خروج كميات معينه من األمالح من اجلسم‬
‫فمثال يفقد راكض املاراثون خالل يوم تدريبي حافل ويف ظروف مناخية حارة كمية من‬
‫املاء يمكن أن تصل قيمتها ‪ 0‬ألتار‪ .‬لذا فإن عدم التعويض عن هذه الكمية املفقودة من‬
‫املاء يمكن ان يؤدي إىل خرق جدي يف التوازن املائي بصورة عامة وامللحي بصورة‬
‫خاصة مع انخفاض يف كفاءة األداء‪.‬‬
‫لذلك ينبغي عىل الريايض ان يتناول كمية كبرية من السوائل يف أيام التدريب يف‬
‫الظروف املناخية أو بعدها للتعويض قبل كل شئ عن املاء املفقود اجلدول (‪ )2‬ويف‬
‫الظروف املناخية وخاصة عند اإلنسان الذى يتأقلم يكون اإلحساس الذايت بالعطش أقل‬
‫مما هو عليه‪.‬‬
‫فذلك فإن حجم ماء الرشب يف األيام األوىل من التدريب يكون أكرب مما حيددة‬
‫اإلحساس بالعطش‪.‬‬
‫ويمكن ان تكون حمدودة من املاء كوقاية اجلسم من خالل وزن الريايض قبل وحدات‬
‫التدريب وبعدها‪.‬‬
‫إن تناول السوائل بكميات قليلة زائدة ال تؤثر سلبيا عىل كفاءة أداء الريايض ألن‬

‫‪109‬‬
‫اجلدول (‪ )1‬حجم فقدان األمالح نتيجة إفراز العرق والتعويض عنها‬
‫عند الرياضيني املتأقلمني وغري املتأقلمني‬

‫امللـــــــــــــــــــــــح‬ ‫املـــــــــــــــاء‬

‫االستعاضه غ ‪/‬ل من ماء‬


‫الفقدان غ‬ ‫التعويض‬ ‫الفقدان‬
‫الرشب‬

‫وجبة غذاء عادية‬ ‫‪020‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪321‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪420‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬

‫التأقلم‬ ‫غري متأقلم‬ ‫‪621‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪.‬ر‪0‬‬ ‫‪025‬‬ ‫‪620‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪223‬‬ ‫‪226‬‬ ‫‪021‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬

‫املاء الفائض يسهل خروجه من خالل الكليتني وأضف لذلك رضورة األخذ بعني‬
‫االعتبار ان تناول ماء زائد يمكن أن يقود إىل هبوط نضوجية الدم والسوائل األخرى يف‬
‫اجلسم‪ .‬وهذا يؤدي بدورة إىل بعض األعراض غري املرغوب فيها يف ذلك التشنج‪ .‬لذا‬
‫فإن رشب املاء يف فواصل ما بني التامرين جيب أن تكون بكميات غري كبرية ولكن بمرات‬
‫عديدة‪.‬‬
‫ومع أن هنالك بعض اآلليات التي تبدا باألشغال يف عملية تنفيذ الواجب‪ ،‬والتي‬
‫توجه فهو حبس املحاليل الكهربائية (الصوديوم والكلور والبوتاسيوم‪ ،‬يف اجلسم فإنه‬
‫ونتيجة التدريب اليومي املستمر يف الظروف املناخية احلارة يمكن أن يكون هنالك فقدان‬
‫كبري يف األمالح واذا كان معدل كمية العرق التي يفقدها اجلسم خالل يوم واحد يساوي‬
‫‪ 3‬لرت فإن تعويض األمالح بالكامل يمكن أن يتم تناول وجبه طعام عادية (انظر جدول‬
‫‪.)2‬‬

‫‪110‬‬
‫وهنا فإن الريايض سيتناول بعض الكميات اإلضافية يف األمالح مع السوائل‬
‫التعويضيه) كاملياه املعدنية عىل سبيل املثال والتي يمكن أن تضم كمية قليله من األمالح‬
‫الطبيعية األساسية (حوايل ‪ 211‬ملغم من الصوديوم ومثلها يف البوتاسيوم يف اللرت‬
‫الواحد من املحلول او ال حتتوي عليها إطالقا ويمكن أن تربز يف حاالت فقدان العرق‬
‫اليومي حاجة لنظام خاص بتناول األمالح عىل أساس أن كل ‪ 4‬ألتار من العرق‬
‫تستوجب كمية من األمالح ترتاوح قيمتها بني ‪ 4-3‬جرام يف اليوم‪.‬‬
‫وإذا كانت كمية العرق تساوي مخسة ألتار ستصبح كمية األمالح ‪ 01‬جرامات وعند‬
‫زيادة كمية العرق إىل ستة ألتار فستصبح كمية األمالح ‪ 00‬جراما ويف هذه احلالة البد‬
‫من تناول احلبوب امللحية بصورة إلزامية مع كمية مكيفة للسائل التعوييض " انظر‬
‫اجلدول ‪ "2‬ومن املمكن بعد تدريب مكثف لبضعة أيام يف ظروف مناخية حارة مالحظة‬
‫نقص يف أيونات البوتاسيوم يف اجلسد إن النتيجة املحتملة هلذا النقص ستمثل يف انخفاض‬
‫كفاءة أداء اهليكل العضيل والقلب وتقلص نواتج العرق وزيادة فقدان املاء والصوديوم‬
‫مع البول‪ .‬وكذلك حرق إعادة ختليق الكيكوجني يف العضالت بعد تنفيذ العمل العضيل‪.‬‬
‫لذلك ينبغي ان تشمل الوجبة الغذائية يف أثناء التدريب املكثف يف ظروف مناخية‬
‫حارة كميات كافية من البوتاسيوم‪.‬‬
‫إضافة لذلك فان عملية تناول املواد التي تضم البوتاسيوم‪ .‬الذي يذوب بسهولة‬
‫ويمتص يف املعده برسعة حمفوفه باملخاطر‪ ،‬ألهنا يمكن ان تعزز طرح بوتاسيوم الدم‪.‬‬
‫ردود أفعال اجلسم يف ظروف احلرارة العالية‬
‫إن احلمل احلراري أثناء تنفيذ جهد يف ظروف احلرارة العالية‪ ،‬تسببه شدة اجلهد‬
‫وحرارة البيئة املحيطة وخمزون التبخر‪ ،‬ويؤثر تأثريا واضحا عىل مقادير احلمل احلراري‬
‫رسعة احلركة واالشعاع احلراري أيض ًا‪ .‬إن مقادير احلمل احلراري قد تتسم برفع احلرارة‬
‫الداخلية واحلرارة املتوسطة للجلد وردود أفعال اجهزة نقل األكسجني وغريها‪.‬‬
‫وهناك أيض ًا مفهوم اإلجهاد احلراري وتتصف درجتة بعمق التعب الناجم عن جهد‬
‫يف أثناء احلر‪ .‬واإلجهاد احلراري قد يكون سببه سخونة اجلسم املفرطه واجلفاف أو كال‬
‫السببني معا‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫ويمكن احلديث عن أن مقاومة ظروف احلر مرتبطة إىل حد كبري بظروف البيئة‬
‫املحيطة وطريقة حياة الفرد طوال سنوات العمر‪ .‬عىل سبيل املثال ثبت أن كمية الغدد‬
‫العرقية النشطة تتشكل يف سن مبكرة من الطفولة‪:‬‬
‫كام تعرض اإلنسان يف هذه السنني إىل تأثريات احلرارة أكثر كانت لدية الغدد العرقية‬
‫النشطة (كارلييف ‪ .)0056‬والتواجد املتكرر والتدريب يف ظروف احلرارة العالية‬
‫واستخدام محامات اهلواء اجلافة والرطبة وبنفس القدر حجم جهد كبري يستدعي التعرق‪،‬‬
‫تعد من العوامل اهلامه لرفع االستقرار احلراري جلسم اإلنسان‪.‬‬
‫إن جهدً ا شديدً ا يف ظروف احلرارة العالية مرتبط برتاكم احلرارة يف اجلسم عىل‬
‫حساب التكثف االييض وعىل حساب مؤثرات احلرارة البيئية املحيطة العالية أيض ًا‬
‫وغريها من العوامل ‪ .‬وبالتايل‪ ،‬مستوى احلرارة إىل حد كبري حيدد بشدة اجلهد العضيل‪.‬يف‬
‫حالة بلوغ حرارة البيئة املحيطة حد احلرارة اجلسم‪ ،‬وقد حيدث عندئذ فقدان احلرارة عن‬
‫طريق التحميل احلراري واإلشعاع‪ .‬وارتفاع حرارة البيئة املحيطة الالحق يغري توجه‬
‫التحميل احلراري واإلشعاع إىل جانب عكيس مما يساعد عىل حصول اجلسم حلرارة‬
‫إضافية‪.‬‬
‫عند تأثري احلرارة العالية عىل اجلسم حيدث توزيع تدفق الدم – أي ازدياد تدفق الدم‬
‫إىل اجللد وانخفاضة يف األعضاء الداخلية‪ .‬إن ازدياد تدفق الدم اجللدي يرفع من‬
‫التوصيل احلراري للجلد‪ .‬وإن حجم تدفق الدم اجللدي حتت تأثري احلرارة اخلارجية قد‬
‫يرتفع ‪ 6-6‬مرات ويبل ‪ 220 – 221‬ل‪ .‬مكعب ‪ /‬دقيقة عندما تكون احلرارة ‪01-41‬‬
‫درجة‪ .‬مثل هذه الزيادة احلادة لتدفق الدم اجللدي يتطلب زيادة كبرية يف حجم جريان‬
‫الدم من أجل احلفاظ عىل مستوى طبيعي للضغط الرشياين‪ .‬وزيادة تدفق الدم يف حالة‬
‫السكون وخاصة خالل محل بدين يؤدي إىل انخفاض كبري لتدفق الدم إىل األعضاء‬
‫الداخلية‪ .‬عىل سبيل املثال تنفيذ جهد بدين خالل حرارة تفوق ‪ 41‬درجة قد يؤدي إىل‬
‫انخفاض تدفق الدم يف الكليتني بنسبة ‪ % 01 – 41‬ويف الكبد بنسبة ‪( %41‬رويل‬
‫واخرون ‪ ، 0060‬كارلييف ‪.)0056‬‬

‫‪111‬‬
‫إن إعادة توزيع تدفق الدم يعني إعادة توزيع وتوصيل األكسجني‪ :‬تزداد بحده كمية‬
‫األكسجني الواردة إىل اجللد‪ ،‬والتي تتصف بمستوي متدن لعمليات التبادل وتنخفض‬
‫كمية األكسجني يف األعضاء الداخلية – أي ذات املستوى العايل لعمليات التبادل‪.‬‬
‫إن رسعة عمليات التبادل أعىل يف الكبد ب ‪ 4‬مرات ويف الكليتني ب ‪ 01‬مرات مما يف‬
‫اجللد‪ .‬وإن نصيب الكبد وحده يف التبادل األسايس يفوق نصيب اجللد ب ‪ 024‬مرات‪.‬‬
‫ان انخفاض رسعة استهالك األكسجني يف أثناء تأثري احلرارة العالية حيفز يف الكبد‬
‫عىل تنشيط التحلل السكري وتفرق عمليات األكسدة والفسفرة مما خيفض بحدة رسعة‬
‫عملية التنفس يف متقدرات العضالت اهليكلية وان ازدياد استهالك األكسجني يقوي‬
‫حتلل وحدات الطاقة‪ .‬وهبذه الصورة حيدث انزياح التزويد بالطاقة باجتاه العمليات غري‬
‫املقننه وذلك بسبب ازدياد كبري لتوليد احلرارة (كارلييف ‪ )0056‬وتتطور هبذه الصورة‬
‫ردود األفعال االنفعالية التي تساعد عىل توليد إضايف للحرارة‪.‬‬
‫إن ارتفاع احلرارة ورطوبة اجلو بمستوي مريح نسبيا (اجلدول ‪ )24‬مرتبط بانخفاض‬
‫املستوى املطلق الستهالك األكسجني الذي تبقي خاللة حرارة جسم اإلنسان مستقره‪.‬‬
‫انخفاضا حا ًدا يف‬
‫ً‬ ‫واجلهد يف ظروف حرارة عالية جدا دون ارتفاع حرارة اجلسم يتطلب‬
‫شدتة ويظهر ذلك يف انخفاض مستوى استهالك األكسجني باملقارنة مع الظروف املرحية‪.‬‬
‫(اجلدول ‪ )14‬السامت األساسية للظروف احلرارية االعتيادية والعالية واحلر الشديد‬
‫(زايتسيفا واخرون ‪)1986‬‬

‫احلرارة ‪ /‬درجة‬
‫حالة احلرارة‬
‫فعالة‬ ‫رطوبة‬ ‫جافة‬

‫‪2424‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪26‬‬ ‫اعتيادية‬

‫‪3024‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪36‬‬ ‫عالية‬

‫‪3320‬‬ ‫‪3220‬‬ ‫‪41‬‬ ‫عالية جدا‬

‫‪111‬‬
‫ويتم يف أثناء جهد يف ظروف احلرارة العالية تأمني فقدان احلرارة عن طريق تبخر‬
‫كبريا لتدفق الدم يف اجللد واألنسجة حتت اجللدية يساعد عىل نقل‬
‫العرق‪ .‬إن ازديا ًدا ً‬
‫توصيل احلرارة إىل سطح التبخر‪ .‬ومن الطبيعي جدا أن ذلك يؤدي إىل تقليل تورم‬
‫االوردة وانخفاض حجم القلب االنقبايض‪ .‬لذلك فإن من الرضوري من أجل احلفاظ‬
‫عىل احلرارة الداخلية املثالية رفع معدل نبضات القلب من أجل احلفاظ عىل مقادير‬
‫القذف القلبي‪ .‬هبذه الصورة حتى يف ظروف اهلواء اجلاف تكون احلرارة العالية للوسط‬
‫املحيط مرتبطة بازدياد احلموالت عىل نظام القلب واألوعية‪.‬‬
‫إن تنفيذ جهد يف ظروف احلرارة العالية يؤدي إىل انخفاض حاد يف تقنني‬
‫اجلهد‪.‬واحلمل يف ظروف احلرارة متعلق بارتفاع رصف جليكوجني العضالت وتراكم‬
‫الالكتات‪ .‬وطبيعي أن يؤدي إىل تطور أكثر بكرا للتعب وانخفاض شدة وطول اجلهد‪.‬‬
‫إن بنية اجلسم وتناسب األنسجة العضلية والدهنية حتدد إىل حد كبري قدرة اجلسم عىل‬
‫حتمل حرارة عالية ومتدنية‪.‬‬
‫واألشخاص النحيفون بأطراف طويلة ورفيقة وقليل من الدهون ينرشون احلرارة‬
‫بشكل أفضل وحتملهم للحرارة أسهل‪.‬‬
‫وهم يف الوقت ذاته حساسون جتاه الربد‪ .‬وبالعكس فإن األشخاص الذين تتميز‬
‫أجسادهم بوجود كبرية من األنسجة الدهنية لدهيم القدرة عىل حتمل الربد بشكل أفضل‬
‫ولكن يتاثرون جدا باحلرارة العالية‪.‬‬
‫إن القدرة عىل حتمل احلرارة مرتبطة بعمر وجنس الريايض أيض ًا‪ .‬ويتحمل األطفال‬
‫واملراهقون بشكل خاص احلرارة بصعوبة‪.‬‬
‫ويعود ذلك بالدرجة األوىل إىل عدم استقرار نظام القلب واألوعية غري املتشكل بعد‪.‬‬
‫وقد ثبت أن السيدات يتحملن بشكل أفضل احلرارة العالية والرطوبة‪ ،‬والرجال‬
‫يتحملون – احلرارة اجلافة‪ .‬وسبب ذلك أن لدى السيدات تناسب سطح اجلسد مع الوزن‬
‫أعىل مما يعطيهم أفضلية يف ظروف الرطوبة العالية ويعترب صفة ضعيفة يف املناخ اجلاف‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫كام أن توليد احلرارة متعلق بشكل أسايس بوزن اجلسم‪ ،‬ونرشها متعلق بمساحة‬
‫سطح اجللد‪ .‬ففي ظروف املناخ احلار اجلاف‪ ،‬يعترب تناسب سطح اجلسم مع الوزن غري‬
‫كاف ألنه ال يسمح بتلقي حرارة أكثر عن طريق التوصيل واالشعاع‪.‬‬
‫إن ارتفاع توليد احلرارة يف ظروف احلرارة يؤدي إىل زيادة رسعة التعرق وتطور‬
‫اجلفاف يف اجلسم‪ .‬ويف املناخ الدافئ واحلار قد تبل شدة التعرق ‪ 220 – 020‬ل ‪ /‬سا‪.‬‬
‫أما الشدة القصوى اليومية قد تفوق ‪ 01‬ل‪ .‬ومن الطبيعي ان يؤدي هذا إىل انخفاض‬
‫احلجم العام جلريان الدم وارتفاع لزوجتة وانخفاض القذف القلبي‪.‬‬
‫إن انخفاض حجم الدم فقط بنسبة ‪ %3‬يؤدي إىل انخفاض القدرة عىل العمل وسوء‬
‫احلالة الصحية للريايض وظهور أعراض كأمل الراس واخلمول وتعرق مفرط او عدم‬
‫تعرق‪ .‬ومن جانبة تطور اجلفاف يؤدي إىل ارتفاع متصاعد حلرارة اجلسم‪ .‬وزيادة‬
‫احلموالت عىل أنظمة اجلسم الوظيفية ويظهر ذلك بوضوح عىل سبيل املثال يف ردود‬
‫معدل رضبات القلب واحلرارة الرشجية عىل اجلفاف‪.‬‬
‫إن أحد أهم االثار السلبية للجفاف هو انخفاض حجم بالزما الدم (بالزما‪ :‬مادة‬
‫شفافة سائله من مكونات الدم صفراء اللون وهى داخل األوعية للسائل خارج اخللوي‬
‫– املؤلف)‪ .‬وبالتوازي مع ازدياد معدل رضبات القلب‪ ،‬يقل القذف القلبي وحجم‬
‫القلب االنقبايض وطول اجلهد قبل حدوث التعب الواضح‪.‬‬
‫يف أثناء اجلفاف املعتاد مع فقدان ‪ %4‬من وزن اجلسم‪ ،‬ينخفض حجم البالزما بنسبة‬
‫‪ .%05 – 06‬ومعها ينخفض حجم جريان الدم واحلجم االنقبايض‪ ،‬ويالحظ تكثف الدم‬
‫مع ارتفاع مؤرشات حجم الكريات احلمراء املكدسة ولزوجة الدم مما يزيد من احلمل‬
‫عىل القلب وقد خيفض من انتاجيته‪ .‬وتسوء التغذية بالدم يف العضالت العاملة بسبب‬
‫ازدياد نصيب القذف القلبي املوجه إىل أوعية اجللد لرفع االشعاع احلراري‪ .‬ومن اثار‬
‫اجلفاف أيض ًا انخفاض حجم السوائل خارج وداخل اخلاليا‪ .‬وخيتل عمل اخلاليا‬
‫الطبيعي مع انخفاض حمتوى املاء وتغري توازن الشوارد‪ .‬إذا مل يتم ختفيض احلمل او عدم‬
‫سد احتياطي السوائل يف اجلسم قد يؤدي مواصلة اجلهد إىل فقدان الوعي‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫إن فقدان الكثري من سوائل اجلسم يؤدي إىل اختالفات وظيفية خطرية‪ .‬وإن اإلنسان‬
‫قادر عىل اجلوع دون خطر املوت فاقدا ‪ %01‬من الدهون وأكثر من ‪ %01‬من بروتينات‬
‫اخلاليا‪ .‬ويف الوقت الذي يؤدي فقدان ‪ %01‬من املاء إىل تغريات خطريه يف اجلسم من‬
‫ضمنها خطر املوت‪ .‬وجيب لفت االنتباه إىل حقيقة أن املستوى العايل جلفاف اجلسم حني‬
‫يفقد املياه بنسبة ‪ % 01 – 5‬ال حيدث توقف كبري يف التأثري عىل إفرازات العرق‪ .‬هبذه‬
‫الصورة فإن فقدان السوائل يستمر بشدة رغم املستوى اخلطر ملستويات جفاف اجلسم‪.‬‬
‫واملخرج الوحيد احلقيق من هذه احلالة هو استهالك املاء بحجم يناسب الفقدان احلقيقي‬
‫للسوائل‪.‬‬
‫ويتشكل الوضع املحرج جلسم الريايض بشكل خاص يف حال جريان جفاف اجلسم‬
‫يف نفس الوقت مع توليد مفرط للحراره وفقدان الشوارد واألنزيامت ونقص السكر يف‬
‫الدم‪ .‬ويف أثناء محوالت طويلة إىل حد (‪ 4 – 3‬ساعات) قد ينخفض تكثف النرتات‬
‫(صوديوم) إىل مستوى ‪ 002‬مول ‪ /‬ل‪( .‬يف حني الطبيعي ‪ )041‬مما يعترب نتيجة لفقدان‬
‫النرتات مع العرق‪ .‬كل هذه العوامل وخاصة فقدان النرتات وانخفاض السكر يف الدم‬
‫خيل بوظائف اجلهاز العصبي املركزي‪.‬‬
‫وحتدث أيض ًا ردود أفعال أخرى للدورة الدموية التي تؤدي بمجموعها إىل سوء‬
‫الدورة الدموية للعضالت العاملة وتراكم االكتات والذي بدوره يؤدي إىل انخفاض‬
‫القدرة عىل العمل‪ .‬ويتعمق تأثري احلرارة العالية السلبي بتدهور تدفق الدم للكلية وعدم‬
‫التغذية بالدم لألعضاء الداخلية وقبل كل شئ الكليتني والكبد‪ .‬وإن ازدياد نبض معدل‬
‫القلب‪ ،‬كرد فعل تعويض تأثري جفاف اجلسم‪ ،‬يصبح غري كاف يف ظروف احلر الشديد‬
‫والرطوبة ختتل عملية التبخر نتيجة ارتفاع تكثف الرطوبة يف اجلو‪ .‬وبالتايل يصعب انتشار‬
‫حرارة األيض وترتفع حرارة اجلسم وتزداد احلموالت عىل أنظمة التنفس وجريان الدم‬
‫وتتباطأ العمليات االستشفائية‪ .‬ولذلك حرارة اجللد العالية جدا يف حال رطوبة غري عالية‬
‫نسبيا يتحملها الريايض افضل من احلرارة املنخفضة مع رطوبة اجلو العالية‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫تكيف الرياضي مع ظروف احلرارة العالية‬
‫يف أثناء عملية التدريب يف ظروف احلرارة يتشكل نظام وظيفي مسئول عن تكيف‬
‫جسم الريايض مع احلرارة العالية‪ .‬النظام الذي يوجه كل نشاطه للحفاظ عىل االتزان‬
‫احلراري يشمل‪:‬‬
‫‪-0‬احللقات العصبية الواردة (مستقبالت اجللد احلرارية والتنفسية العليا ‪ ،‬واملستقبالت‬
‫الواردة‪.‬‬
‫‪-2‬واحللقة املركزية – هيبوتالمس مركز تنظيم احلرارة‪.‬‬
‫‪-3‬وحلقة األلياف الواردة – أعضاء الدورة وجهاز التربيد التبخريي‪ .‬ان تكيف هذا‬
‫النظام يف األيام األوىل من اإلقامة يف ظروف احلر مرتبط إىل أي مدى اآلليات‬
‫واألعضاء املرشكة وظيفيا يف النظام التي تم تشغيلها يف املرحلة السابقة‪.‬‬
‫فاألعضاء واآلليات املتدربة مسبقا تكون حساسيتها أقل أمام ظروف احلرارة العالية‪.‬‬
‫واملدربة بشكل سئ ستكون تلك احللقة املحدودة التي ستقيد قدرات كل النظام‪.‬‬
‫وسيستمر هذا إىل ان يتم الوصول إىل إعادة الضبط التكيفي املناسب للمستوي‬
‫اجلديد للحموالت الوظيفية‪.‬‬
‫تبدالت األقلمة يف ظروف احلرارة العالية يتم حتقيقها يف أربعة اجتاهات‪:‬‬
‫‪ ‬تطوير آليات االشعاع احلراري‪.‬‬
‫‪ ‬تقنني تشكل احلرارة‪.‬‬
‫‪ ‬زيادة مقاومة ارتفاع احلرارة‪.‬‬
‫‪ ‬تكيف سلوكي‪.‬‬
‫إن التطوير املتوازن لتشكل احلرارة واإلشعاع احلراري يلعب دورا يف التكيف مع‬
‫احلرارة العالية‪ .‬وكلام كان النشاط احلركي أكثر شدة‪ ،‬كان مستوى التوليد اهلوائي‬
‫املسموح أعىل‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫ويتم تأمني اإلشعاع احلراري التبخري بنشاط متبادل لغدد التعرف وأعضاء جريان‬
‫الدم‪ .‬وارتفاع تدفق الدم اجللدي يؤمن نقل احلرارة وهبذا الشكل حيدد نشاط غدد‬
‫التعرف‪ .‬وبشكل مواز يرتفع معدل النبض وحجم جريان الدم ويقل تدفق الدم يف‬
‫األعضاء الداخلية‪ .‬وبقدر تطور التكيف يف حالة السكون ويف حالة جرع محوالت مربجمه‬
‫أيضا‪ ،‬ينخفض كثريا معدل رضبات القلب وتدفق الدم اجلليدي‪ .‬ويف الوقت ذاته حيسن‬
‫ً‬
‫جريان الدم لألعضاء الداخلية‪.‬‬
‫ويعود ذلك إىل ارتفاع فاعلية االشعاع احلراري بالتبخر‪ ،‬ونتيجة لذلك يتم تامني‬
‫طرح الكمية الالزمة من احلرارة بحجم أقل من تدفق الدم‪.‬‬
‫إن التدريب اخلاص يؤدي إىل زيادة كبرية يف كمية التعرف املفرز الذي قد يرتفع ‪020‬‬
‫– ‪ 2‬مرات خالل ‪ 4-3‬أسابيع لدى اشخاص غري املكيفني مع تدريبات يف ظروف‬
‫احلرارة العالية‪ .‬وزيادة فرز العرق يعترب نتيجة تنامي نشاط غدد التعرف النشطة دون‬
‫زيادة يف عددها‪ .‬وبالتوازي مع ازدياد التعرق يالحظ انخفاض مستمر يف تكثف الشوارد‬
‫يف العرق‪ .‬وحيدث التكيف يف ظروف احلرارة برسعة كافية‪ .‬وبحسب ظروف احلرارة‬
‫مستوى تدريب الالعبني وخاصية اللعبة الرياضية وغريها من العوامل فإن املرحلة‬
‫الكافية للتكيف احلراري الفعال قد حتتاج إىل ‪ 00- 01‬وأحيانا ‪ 6 – 0‬أيام‪.‬‬
‫ولكي تؤكد هذه املده باملكان ايراد نتائج خمتلف األبحاث‪ :‬لدى غري املكيفني مع‬
‫احلرارة العالية الذين تم اختبارهم‪ ،‬اقامتهم يف مكان حرارة ‪ 40‬درجة خالل ‪ 4‬ساعات‬
‫يؤدي إىل تقليل كبري يف اجلليكوجني يف خاليا غدد التعرق‪ .‬واإلقامة اليومية للمامرسني يف‬
‫هذه الظروف يؤدي إىل استتباب رصف اجلليكوجني‪ ،‬ويف اليوم العارش من التكيف‬
‫احلراري ال خيتلف حمتواه عن مستوى األوىل األصيل‪.‬‬
‫وخالل تأثريات حرارية منتظمة حتدث يف غدد التعرق عملية حتلل اجلليكوجني‪.‬‬
‫وبنفس الوقت تتحسن وظائف الغدد التي تؤخر النرتات‪.‬‬
‫إن مسالة التكيف مع ظروف احلرارة حتدث أيض ًا بالنسبة إلعداد اخليول يف أثناء‬
‫حتضريها ملسابقات الفروسية‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫األبحاث التي أجريت عىل اخليول املتنافسة يف ظروف احلر والرطوبة ونتائج‬
‫األبحاث امليدانية التي أجرهتا املنظمة الدولية للفروسية يف (اتالنتا) عام ‪0004‬أيض ًا‪،‬‬
‫بمناسبة األوملبياد‪ ،‬كشفت حدة مسالته إعداد اخليول للمسابقات يف ظروف احلرارة‬
‫العالية والرطوبة‪ .‬وثبت أن اخليول قادرة عىل التنافس يف ظروف الرطوبة (‪)%01 – 61‬‬
‫يف حال إذا كانت احلرارة يف الوسط املحيط واالشعاع الشميس ال يتعدي ‪ 31‬درجة‪ .‬لكن‬
‫من أجل هذا حتتاج اخليول عىل األقل لدورة أقلمة من أسبوع وإعداد خاص من أسبوعني‬
‫يف ظروف مناخية قاسية‪ .‬عدا ذلك جيب تأمني نظام خاص للتغذية السوائل والشوارد‬
‫والتربد الفعال‪.‬‬
‫لدى اإلنسان الذي وجد نفسة ألول مره يف ظروف احلرارة العاليةتنخفض لدية كثريا‬
‫القدرة عىل العمل‪ ،‬ويف أثناء تنفيذ جهد بدين عادي يرتفع لدية النبض واحلراره الرشجية‪.‬‬
‫ويف األيام ‪ 0 – 6‬يتطور التكيف الفردي مع احلرارة العالية‪:‬‬
‫استشفاء القدرة عىل العمل ويقرتب النبض واحلرارة من املقادير املسجلة يف الظروف‬
‫العادية‪ .‬ويف نفس الوقت يرتفع كثريا اإلشعاع احلراري التبخري‪ .‬وان انخفاض نبض‬
‫القلب يرافقة زيادة احلجم االنقبايض واستقرار القذف القلبي واستهالك األكسجني‬
‫وتقليل حرارة اجللد‪.‬‬
‫وينخفض مع درجة التأقلم تركيز " نورايبنفرين " (وتفرزه الغدة الكظرية الستشارة‬
‫اخلاليا العصبية وخاصة املرتبطة بالعضالت الرخوة كام يؤدي إىل انقباض األوعية‬
‫الدموية – املؤلف) يف البول مما يدل عىل انخفاض نشاط اجلزء الودى للجهاز العصبي‬
‫املستقل (االرادي) الذي يرافقة انخفاض حرارة اجلسم‪.‬‬
‫وبعد التأقلم وبفضل اشتداد التعرق ترتفع الفروق بني حرارة اجللد والرشج وذلك‬
‫النخفاض تروية اجللد بالدم‪.‬‬
‫كام أن ارتفاع مستوى تكيف الريايض مع النشاط التدريبي والتنافيس يف ظروف‬
‫احلرارة العالية‪ .‬يؤدي إىل انخفاض واضح لرتكيز النرتات يف إفرازات العرق‪ .‬ولذلك فإن‬
‫الرياضيني املكيفني جيدا‪ ،‬يمكنهم االكتفاء غالبا بحمية حمتواها من كلور النرتات عادي‬
‫دون زيارهتا‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫ويتميز التكيف الطويل واملستمر مع احلرارة العالية‪ ،‬بارتفاع عتبة املستقبالت‬
‫احلرارية احلساسة وتقليص مرحلة تشغيل اإلشعاع احلراري التبخري وتوسيع ملحوظ‬
‫لقدرات التعرق‪.‬‬
‫وجيري التكيف مع احلرارة‪ ،‬أسهل بكثري‪ ،‬لدى األشخاص ذوي األعني السوداء‬
‫والعسلية‪ .‬واألشخاص ذوي عيون ملونة يف بداية مرحلة التكيف‪ ،‬حتدث لدهيم إثارة‬
‫مفرطة ويالحظ لدهيم غالبا األرق وزيادة احلساسية وارتفاع حاد يف الضغط الرشياين‬
‫وتتعمق صعوبة تأقلم ذوي االعني امللونة إىل حد كبري بسبب حتملهم السئ لالضواء‬
‫املشعه نتيجة ارتفاع حاد لنشاط الدماغ الذي ترافقة العصبية واحلساسية االنفعالية‪.‬‬
‫واالشخاص ذوي األعني الكاحلة يتحملون احلرارة وأشعة الشمس بشكل أسهل لكن يف‬
‫ظروف الغيوم واألمطار يصبحون كساىل يغلبهم النعاس وتظهر لدهيم أحاسيس‬
‫اخلمول‪ .‬كل هذا يؤثر عىل النتائج الرياضية إال إهنا نادرا ما تؤخذ بعني االعتبار يف أثناء‬
‫بناء اإلعداد ونشاط الرياضيني التنافيس‪.‬‬
‫وجتب اإلشارة إىل ان أكثر الطرق فعالية لتشكل التكيف مع ظروف احلرارة هي تأثري‬
‫شامل للحراره العالية ومحوالت بدنية طويلة تتطلب تعبئة كاملة وطويلة ألنظمة التوليد‬
‫احلراري واإلشعاع‪.‬‬
‫إن محوالت حرارية عالية وطويلة مع مزجها بنظام عقالين لتعويض السوائل تعترب‬
‫وسيلة فعالة لتحفيز االستجابات التكيفية الطويلة مع احلرارة العالية‪.‬‬
‫وجيب األخذ بعني االعتبار أن تأثري التكيف احلراري ذو ظروف خصوصية مميزة‪ .‬إن‬
‫تأقلم جسم الريايض مع ظروف احلرارة اجلافة ال يضمن تكيف فعال كاف مع احلرارة‬
‫والرطوبة‪ .‬واألكثر من هذا ‪ ،‬التكيف مع جهد بشدة غري عالية (‪ )%20‬من االستهالك‬
‫األقىص لألكسجني) يف ظروف احلرارة العالية‪ ،‬اليضمن تكي ًفا مع جهد أعىل شدة (‪– 01‬‬
‫‪ % 61‬من استهالك أقىص لألكسجني وأكثر) يف نفس هذه الظروف‪ .‬يف الوقت ذاته‬
‫إعادة الضبط التكيفي الذي يعترب نتيجة اإلقامة والتدريب يف ظروف ثاب ًتا إىل حد كاف‬
‫ويستمر خالل ‪ 4 – 3‬أسابيع‪ .‬إىل جانب ارتفاع كبري يف االشعاع التبخري تعترب رسعة‬
‫نقل احلرارة عىل حساب زيادة رسعة الدم عنرصا تكيفيا مهام‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫وباملناسبة‪ ،‬ان أحد عنارص النظام األمثل لتعويض السوائل هو تناوهلا مسبقا ويف‬
‫أغلب األحيان بكميات كبرية كافية (إىل حد ‪ 2 – 0‬ل) وهذا يؤدي إىل تعرق أكثر شدة‬
‫يف أثناء اجلهد وتقنني أكرب الستجابات أنظمة تروية الدم لتأثري احلرارة العالية‪.‬‬
‫وحتدث خاصية اللعبة الرياضية تأثريا حاسام عىل درجة تكيف الريايض مع ظروف‬
‫احلرارة العالية‪ .‬فرياضيو املاراثون واملسافات الطويلة والدراجات – طرق يف أثناء تنفيذ‬
‫محوالت عادية يف ظروف احلرارة العالية‪ ،‬حتدث لدهيم استجابات قريبه مما يالحظ لدى‬
‫رياضيني مكيفني مع احلرارة العالية‪ .‬يف الوقت ذاته فإن السباحني املتدربني جيدا من‬
‫املستوى العايل يستجيبون لإلقامة وتنفيذ محوالت يف ظروف احلرارة العالية عىل مستوى‬
‫أشخاص غري مكيفني مع ظروف احلرارة العالية‪.‬‬
‫هبذه الصورة تكون فعالية اإلشعاع احلراري مرتبطة بظروف التدريب التي تساعد أو‬
‫تعيق فرز وتبخر العرق‪.‬‬
‫كام أن فقدان احلرارة يف أثناء التدريب يف العدو او الدراجات مرتبط باالشعاع‬
‫التبخري ويف أثناء تدريبات السباحة باالشعاع احلراري دون تنشيط الغدد العرقية‪.‬‬
‫إن قدرة أنظمة ضبط احلرارة عىل مقاومة ارتفاع احلرارة تكون أعىل بكثري لدى‬
‫رياضيني مؤهلني عاليا باملقارنة مع أشخاص ال يامرسون الرياضة أو املؤهلني قليال‪.‬‬
‫وهذه الفروق سببها قدرة املؤهلني عىل تنظيم احلموالت يف أثناء خطر فرط احلرارة‬
‫واستقرار أنظمة ضبط احلرارة لكن هذا ال يعني أبدا أن إصابات ارتفاع احلرارة تكون أقل‬
‫لدى املؤهلني باملقارنة مع غري املؤهلني‪ .‬بالعكس‪ ،‬احلموالت املطلقة التدريبية والتنافسية‬
‫املربجمة يف الغالب يف ظروف مناخية قاسية وأيض ًا القدرة عىل تنفيذ جهد شديد يف ظروف‬
‫التعب الشديد وانزياحات عميقة يف الوسط الداخيل للجسم‪ ،‬تؤدي إىل حدوث حاالت‬
‫اهنيار نتيجة اصابات احلرارة لدى رياضيني من املستوى العايل بالذات يف أثناء املسابقات‬
‫اهلامه وأحيا ًنا يف أثناء اإلعداد‪.‬‬
‫وهذا عادة حيدث يف هناية السباق أو بعده يف العدو ملسابقات طويلة وسباقات‬
‫الدراجات عىل الطرق‪ .‬وأسباب اإلهنيار قد تكون متعدده‪:‬‬

‫‪111‬‬
‫منها فقدان أحجام كبرية من السوائل‪ ،‬ونفاذ جليكوجني العضالت وجليكوجني‬
‫الكبد‪ ،‬وانخفاض ورود األكسجني إىل الدماغ نتيجة توسع األوعية الدموية الطرفية بعد‬
‫خط النهاية وانخفاض تدفق الدم الوريدي إىل القلب وانخفاض النرتات يف البالزما إىل‬
‫أدنى حدود ممكنة‪.‬‬
‫التدريب يف ظروف املناخ البارد‬
‫النشاط الرياضي يف ظروف اخنفاض درجة حرارة اهلواء (الربودة)‬
‫عند هبوط درجة حرارة الوسط اخلارجي يزداد العرق بينها وبني درجة حرارة سطح‬
‫اجلسم‪ .‬ويؤدي ذلك إىل تعزيز فقدان اجلسم للحراره (عىل حساب االنتقال احلراري‬
‫بالتوضيل واحلمل واالشعاع) ان أهم آليه لوقاية اجلسم من فقدان احلرارة يف الظروف‬
‫الباردة تكمن يف تضيق األوعية (اجللدية) وتعزيز نواتج احلرارة يف اجلسد‪.‬‬
‫امليكانيكية الفسلجية للتكيف ازاء الربودة‬
‫ينخفض نتيجة تضيق األوعية اجللدية (انقباض األوعية) عمل نقل احلرارة (مع‬
‫الدم) من مركز اجلسم إىل حميطة‪.‬‬
‫وملا كان اجللد وخاصة تلك الطبقة السفيل منه بحد ذاهتا رديئة التوصيل للحراره فإن‬
‫انقباض األوعية من شأنه أن يعزز كفاءة العزل احلراري " الغالف " للجسد بحوايل ستة‬
‫أضعاف وبتعبري آخر فإن سمك العازل احلراي لدرجة حرارة اجلسم " الغالف " يزداد يف‬
‫الظروف البارده لذلك تتقلص أبعاد املركز احلراري للجسد‪.‬‬
‫ويمنع انخفاض نقل احلرارة من مركز اجلسد إىل سطحه هبوط درجة حرارة مركز‬
‫للجسد ولكن يف الوقت نفسة يؤدي إىل انخفاض تدرجيي لدرجة حرارة اجللد ويؤدي‬
‫ذلك بدوره إىل تقليص الفرق يف درجات احلرارة بني سطح اجلسد واملحيط اخلارجي‬
‫وينخفض بذلك فقدان احلرارة من اجلسم‪.‬‬
‫إن أكثر انقباض وعائي جلدي حيدث عادة يف األطراف وخاصة يف أصابع اليد‬
‫والرجل‪ .‬عىل سبيل املثال لتيار الدم خالل األصابع أن ينخفض بامئة مرة وأكثر (من ‪021‬‬
‫إىل‪.‬ر‪ 2‬مل ‪ /‬دق ‪ 011 /‬جرام من النسيج) لذلك فإن درجة حرارة نسيج األجزاء‬
‫القصوى من األطراف يمكن ان تنخفض حتى تصيبح مساوية لدرجة حرارة الوسط‬

‫‪111‬‬
‫املحيط وهذا هو ما يفرس تلك احلقيقة التي تشري إىل أن أصابع اليد واألرجل وكذلك‬
‫صوان األذن تعترب هي األجزاء األكثر عرضة للجرح أما األوعية الراسية لنقل الدم فاهنا‬
‫األقل عرضة للتضيق يف الربد‪.‬‬
‫لذا فإن جزءا كبريا من احلرارة (لغاية ‪ %20‬من نواتج احلرارة للهدوء) خترج إىل‬
‫املحيط من الرأس املكشوف وإىل جانب انقباض األوعية اجللدية تلعب تلك احلالة التي‬
‫تشري إىل ان الدم جيري يف الظروف الباردة بالدرجة األساسية يف األوردة العميقة وليس‬
‫السطحية دورا كبريا يف تقليص التوصيل احلراري الداخيل للجسم وبالتايل يف احلفاظ عىل‬
‫احلرارة‪.‬‬
‫وملا كانت األوردة العميقة موجودة إىل جوار الرشايني لذا سيدث بينها تبادل حراري‬
‫اذ يتسخن الدم الوريدي العائد إىل املركز عىل حساب الدم الرشيايب‪.‬‬
‫وكذلك يوجد عائقا يمنع تربيد مركز اجلسم وبالعكس إذ يربد الدم الرشياين القادم‬
‫من القلب والذي جيري يف رشايني األطراف تدرجييا حتى يصل النهايات اجللدية‬
‫القصوى فتصبح درجة حرارتة أكثر انخفاضا عىل سبيل املثال عندما تكون درجة احلرارة‬
‫اخلارجية ‪ 0‬درجات سيلزيوسية فإن درجة حرارة الدم يف األوعية تنخفض إىل ‪ 20‬درجة‬
‫سيلزيوسية‪ ،‬وبالتايل ينخفض االنتقال احلراري إىل املحيط‪.‬‬
‫وهناك ميكانيكية أخرى مهمة يف التكيف للظروف الباردة وهي تعزيز النواتج‬
‫احلرارية جراء ظهور رعشان الربد أي تقلصات عضلية ال اختيارية‪.‬‬
‫ويف ظروف اهلدوء ال حيدث عند الشخص العريان عند انخفاض درجة احلرارة‬
‫اخلارجية من املستوى (‪ 20‬درجة سيلزيوسية إىل ‪ 22‬درجة سيلزيوسية)‪.‬‬
‫أما حرارة اجلسم فتقاوم أي تغري من جراء تعزيز انقباض األوعية اجللدية‪.‬‬
‫عند ظهور الرعشة الربدية تستقطب جماميع عضلية جديدة أكثر فأكثر ‪ ،‬بد ًءا بعضالت‬
‫الرقبة فالبطن‪ ،‬فالصدر وانتها ًءا بعضالت األطراف إن طبيعة ودرجة الرعشة الربدية غري‬
‫متساوية عند األفراد املختلفني‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫وحتمل رعشة الربد طابعا خمتلفا فهي تارة تظهر وتارة ختتفي بغض النظر عن ارتباطها‬
‫بتغري درجة باطن اجلسم وسطحة وعندما تكون درجة احلرارة منخفضة جدا فإن الرعشة‬
‫تستمر عند اإلنسان تستمرطويال وكلام كانت رعشة الربد شديدة كانت نتائج احلرارة‬
‫العضلية أكرب وبانخفاض درجة احلرارة اخلارجية وكذلك رسعة حركة اهلواء (الريح)‬
‫تزداد حصيلة الرعشة الربدية يف وقاية اجلسد من فقدان احلرارة‪.‬‬
‫ويكون التعبري عن رعشة الربد عند األفراد املسنني والكهول أكثر وضوحا مما عليه‬
‫عند الشبان‪ .‬وتتضاعف النواتج احلرارية يف الظروف الباردة قليال كام تنخفض درجة‬
‫حرارة اجلسم بصورة أكرب وعيل العموم فإن الرجال املسنني يتحسسون قليال او ال‬
‫يتحسسون للمؤثرات املوضعية الباردة‪.‬‬
‫ويمكن أن تتضاعف النواتج احلرارية أيض ًا بسبب تقوية العمليات التي ال ترتبط‬
‫بالرعشة الباردة‪.‬‬
‫إن استهالك كميات األكسجني يف الظروف الباردة يتضاعف يف حالة اهلدوء وتعتمد‬
‫قيمتة هذه املضاعفة الشحمية أسفل اجللد) وطبيعةاملالبس وكذلك عىل فرتة املكوث يف‬
‫الربد وتتضاعف رسعة استهالك األكسجني طرديا مع زيادة الطرح القلبي‪ .‬فعىل سبيل‬
‫املثال رسعة استهالك األكسجني والطرح القلبي عند اإلنسان العادي يف درجة حرارة‬
‫مقدارها مخس درجات سيلزيوسية تتضاعف بمرتني‪.‬‬
‫وكذلك عند التعرض للربد يبقي ت ت ق بدون تغري لذا يتضاعف الطرح القلبي‬
‫نتيجة مضاعفة احلجم االنبساطي فقط‪.‬‬
‫ويف هذا املجال تكون استجابة القلب اجتاه هذا الربد متميزه مما هو علية يف ظروف‬
‫النشاط العضيل ويتضاعف يف احلالة األخرية الطرح القلبي بسبب مضاعفة ت ت ق‬
‫درجة اساسية‪.‬‬
‫كفاءة األداء البدنية يف الظروف املناخية الباردة‪.‬‬
‫ينخفض يف أثناء العمل العضيل الذي جيري يف ظروف حرارية باردة العازل احلراري‬
‫للجسم بصورة ملحوظة ويتعزز حبس فقدان احلراري (بالتوصيل واحلمل) ويعنى هذا‬
‫أنه من أجل حبس التوازن احلراري البد من توليد كبري للحراره مما علية يف ظروف اهلدوء‬
‫‪114‬‬
‫ومع هبوط درجة احلرارة اخلارجية إن زيادة التاميز احلراري بني اجلسم واملحيط اخلارجي‬
‫فإن عىل النواتج احلرارية ينبغي يف أثناء النشاط العضيل أن يتضاعف فإذا كان النشاط‬
‫العضيل بشدة غري كافية لكي يؤمن تكوين حرارة إضافية فإن درجة حرارة اجلسد‬
‫ستنخفض إىل أوطأ من القيمة الطبيعية (هبوط احلرارة)‪.‬‬
‫ويف أثناء احلموالت ذات القدرة املتواضعه (باستهالك كمية من األكسجني تصل إىل‬
‫‪ 024 – 022‬ل ‪ /‬د ق) فإن رسعة استهالك األكسجني يف ظروف انخفاض درجة حرارة‬
‫اهلواء أكرب مما عليه يف درجات حرارة مرحية‪ .‬ويف أثناء تنفيذ احلموالت الكبرية (تزيد كمية‬
‫استهالك األكسجني ‪024‬ل‪/‬دق) فإن رسعة استهالك األكسجني ال تعتمد عىل درجة‬
‫احلرارة اخلارجية‪ .‬وإذا كانت رسعة استهالك األكسجني واحدة فإن العمل يف ظروف‬
‫باردة يتطلب هبوط بعض الشئ ل ت ت ق وزيادة احلجم االنقبايض مقارنة مع العمل‬
‫املامثل يف ظروف حرارية حمايدة‪.‬‬
‫إن مضاعفة رصفيات الطاقة (رصعة أكرب يف استهالك األكسجني) يف أثناء العمل‬
‫بقدرة غري كبرية نسبيا يف ظروف مناخية باردة ترتبط بالرعشة الباردة‪ ،‬التي ختتفي‬
‫بمضاعفة احلمولة إىل كميات كبرية‪.‬‬
‫وتنخفض درجة احلرارة املستقيمة عند تنفيذ محوالت خفيفة يف حني تبقي بنفس‬
‫مستواها عند تنفيذ محوالت ثقيلة ‪ ،‬الذي كانت علية يف الظروف املناخية املرحية وهكذا‬
‫وبدا من مستوى قدرة معينة للحمولة البدنية (تساوي رسعة استهالك األكسجني ‪ 2‬ل‪/‬‬
‫دق تقريبا)‪ .‬حيث تبدأ عنده املستوى احلرج لنواتج الطاقة الذي يالئم فقدان احلرارة‪،‬‬
‫ختتفي الرعشة الربدية ويستقر انتظام درجة حرارة اجلسم‪.‬‬
‫وعندما تكون درجة حرارة اجلسم طبيعية أو مرتفعة نتيجة النشاط العضيل فإن القيمة‬
‫العظمى ل ت ت ق تبقي يف الظروف املناخية الباردةدون تغري يذكر ولكن التنفس‬
‫الرئوي يقوي بعض الشئ ‪ ،‬أما الزمن األقىص للركض فيقل ويؤدي هبوط احلرارة إىل‬
‫انخفاض‪ :‬إذ يبل مقدار االنخفاض عندما تكون درجة حرارة باطن اجلسم ‪ 3620‬درجة‬
‫سيلزيوسية فأقل‪ ،‬حوايل ‪ % 6 – 0‬لكل درجة سيلزيوسية واحدة تنخفض عن درجة‬
‫اجلسم املشار إليه ويكمن يف أساس هذا االنخفاض‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫هبوط الطرح القلبي بسبب تقلص قيمته ت ت ق وجتدر اإلشارة إىل أن مطاولة‬
‫اإلنسان تنخفض يف ظروف اهلبوط احلراري‪ .‬إذ يتقلص الزمن األقىص لتنفيذ العمل ذى‬
‫القدرة الغازية الثابتة عىل الرغم من أن التقويم الذايت للحمولة ال يعتمد عىل درجة حرارة‬
‫اجلسد‪.‬‬
‫إن القوى الديناميكية العظمى تتناسب طرديا ضمن حدود معينة مع درجة احلرارة‬
‫العضلية‪.‬‬
‫لذا ففي تلك التامرين التي تتطلب إظهار قيمة ديناميكية عظمى (األلعاب القصرية‪.‬‬
‫الوثب) تنخفض النتائج يف الظروف املناخية الباردة وتسبب انخفاضا يف درجة احلرارة‬
‫العضلية وكثريا ما جترى التامرين التدريبية وكذلك متارين املباريات يف عدد من األنواع‬
‫الرياضية (رياضة اجلليد وغريها) يف ظروف مناخية باردة ولكن هذه الظروف املناخية‬
‫الباردة باستثناء الربد القارص والريح الباردة الشديدة ال تشكل معضلة جدية يف تنظيم‬
‫درجة حرارة اجلسم وكفاءة اداء الريايض ولعل ذلك يعود بالدرجة األساسية إىل النشاط‬
‫العضيل املكثف‪.‬‬
‫ويمكن هلذه احلرارة أن تسبب تسخينا ملحوظا للجسد للمحافظة عىل درجة حرارتة‬
‫حتى يف الظروف املناخية الباردة‪ .‬وإذا كان بمقدار رعشة الربد االختيارية ان تضاعف‬
‫التبادل األسايس بمقدار ‪ 0-2‬اضعاف فإن النشاط العضيل املكثف سيضاعف ذلك‬
‫بمقدار ‪ 31 – 21‬مرة كام حيدث انتقال احلرارة إىل اخلارج يف الظروف املناخيةالباردة‬
‫بسهولة عن طريق التوصيل واحلمل واإلشعاع أما يف حاالت إفراز العرق فإن انتقال‬
‫احلرارة حيدث يف طريق تبخر العرق وباإلضافة ملا تقدم فإن الظروف املخففة إليصال‬
‫احلرارةتشكل يف حاالت انخفاض (ولكن ليس حلد االنجامد) درجات احلرارة منطلقات‬
‫لكفاءة أداء كبرية يف متارين املطاولة أفضل مما هي علية عند العمل يف الظروف احلارة‪،‬‬
‫فعىل سبيل املثال تكون درجة احلرارة عند الريايض يف ركض املارثون عند درجة حرارية‬
‫ال تتجاوز ‪ 02‬درجة سيلزيوسية أقل مما كانت علية الركض (‪ 36‬بعد الركض و ‪36/3‬‬
‫قبل الركض)‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫وتظهر معضالت معينة يف بداية التواجد يف األماكن الباردة أوحينام تنفذ يف هذه‬
‫الظروف اعامال مكررة تتعاقب معها أنشطة عضلية كبرية واسرتاحات ويف هذه احلالة‬
‫يكون للمالبس الرياضية امهية معينة‪ .‬حيث متنع تربيد اجلسد بسبب الفقدان الرسيع‬
‫للحراره ويف ظروف باردة جدا يمكن للحرارة التي يفقدها اجلسد ان تتجاوز‬
‫‪ npogyapyemoe‬عند الفعالية العضلية التي جترى نحو حالة هبوط احلرارة‪.‬‬
‫التأقلم يف الربد‬
‫إن الوجود املتواصل لفرتة طويلة يف ظروف باردة يضاعف لدرجة ما كفاءة الشخص‬
‫يف حتمل الربودة‪ ،‬أي املحافظه عىل درجة احلرارة املطلوبة لباطن اجلسم عند انخفاض‬
‫درجة حرارة الوسط (التأقلم البارد) وتكمن يف أساس التأقلم البارد انخفاض فقدان‬
‫احلرارة‪.‬‬
‫وينخفض عند األفراد املتكيفني يف الربد وانقباض األوعية بحيث تكون درجة حرارة‬
‫األطراف عندهم أعىل مما علية عند االفراد الذين مل يتأقلموا‪ ،‬وتلعب هذه اآلليه دورا‬
‫دفاعيا أي متنع األرضار النامجة عن الربد (لسعة اجللد) يف االجزاء الطرفية من اجلسم‬
‫ومتكن من حتقيق حركات تنسيقية يف األطراف يف ظروف درجات احلرارة املنخفضة ‪،‬‬
‫أما األشخاص الذين يضعون أرجلهم يف املاء البارد بصورة دورية (التأقلم املحيل‬
‫البارد) فاهنم ال يتعرضون يف أثناء ذلك إىل انخفاض كبري يف الدورة الدموية املوضعية‬
‫وينبغي بحث هذه الظاهرة أيض ًا كإجراءات دفاعية ‪ ،‬وهكذا ستتعرض األطراف عند‬
‫األشخاص املتأقلمني إىل تربيد أقل‪.‬‬
‫وتزداد يف أثناء عملية التأقلم البارد نواتج حرارة اجلسد فيزداد التبادل األسايس‬
‫ويتضاعف اإليقاع العضيل وتتعزز رجفة الربد أي حيدث إعادة تركيب ميتابويل باطني‬
‫وداخيل وباإلضافه لذلك فان العديد من الباحثني مل يعثرو عىل تأقلم يف الربد ‪ ،‬وخاصة‬
‫بالنسبة للنشاط العضيل يف الظروف الباردة‪.‬‬
‫إال أن األشخاص املعدين بدنيا (املتمرنني) حيتملون الظروف الباردة أفضل من‬
‫األشخاص من غري املتدربني‪ .‬ويسبب التدريب البدين عوامل متشاهبة يف بعض معانيها‬

‫‪117‬‬
‫مع التأقلم البارد إذ يستجيب االفراد املتدربون عىل التعرض البارد بقوة كبرية للنواتج‬
‫احلرارية وبدرجة أقل يف هبوط درجة حرارة اجللد من األشخاص من غري املتدربني‪.‬‬
‫ردود أفعال جسم الرياضي يف ظروف احلرارة املنخفضة (الباردة)‬
‫إن كل استجابات اجلسم لتأثري احلرارة املتدنية موجهه لزيادة توليد وتقليل اإلشعاع‬
‫احلراري‪ .‬وردود أفعال األعضاء نفسها واآلليات بإمكاهنا توليد احلرارة احلفاظ عليها‬
‫أيضا‪ .‬ويعترب األساس هنا هو أن زيادة قدرات اجللد العازلة‪ .‬عىل حساب تشنج األوعية‬
‫ً‬
‫اجللدية (ضيق األوعية اجللدية) يؤدي إىل انخفاض حرارة اجللد وبالتايل فروق احلرارة‬
‫بني سطح اجلسم والبيئة املحيطة‪.‬‬
‫ويالحظ أكثر ضيق باألوعية يف األطراف وخاصة يف أصابع اليد والقدمني‪ .‬وقد يقل‬
‫تدفق الدم خالل أصابع اليد بأكثر من ‪ 011‬مرة وحرارة انسجة األطراف القاصية‬
‫(البعيدة ابعد من جذر الطرف – املؤلف) قد تنخفض إىل حرارة البيئة املحيطة‪ .‬ونتيجة‬
‫لذلك القدرة العازلة للجهد قد ترتفع إىل ‪ 6 – 0‬مرات‪.‬‬
‫إن نقصان جريان الدم اجللدي ترافقة زيادة يف جريانه يف األعضاء الداخلية‬
‫والعضالت اهليكلية وذلك لرضورة زيادة التوليد احلراري وتدفئة األعضاء احليوية‬
‫املهمة‪.‬‬
‫دورا ها ًما للحفاظ عىل دفء اجلسم وهي أن الدم ال ينترش يف‬
‫وتلك احلقيقة تلعب ً‬
‫ظروف احلرارة املتدنية عىل األوردة السطحية العليا وإنام ينترش يف األوعية العميقة‪.‬‬
‫ويساعد متوضع األوردة العميقة بجانب األوعية الرشيانية عىل تدفئة الدم الوريدي عىل‬
‫حساب الرشيانية‪.‬‬
‫وإن الدم الرشياين اجلاري يف نفس الوقت من القلب يتربد بالتدرج ويصل إىل اطراف‬
‫اجلسم القاصية وله حرارة منخفضة أكثر مما يقلل من فقدان الدفء‪.‬‬
‫وتعترب زيادة توليد احلرارة آلية مهمة للوقاية من فرط التربد‪ .‬ويزيد اإلنسان من توليد‬
‫احلرارة بفضل توليد احلرارة االنقبايض (توتر العضلة‪ ،‬الرجفان) وغري االنقبايض أو‬
‫ضبط حراري كيميائي حقيقي‪ .‬وتظهر األخرية يف حتلل ثالثي أدينوزين الفوسفات وحترر‬
‫الطاقة احلرارية التي تتطلب تنشي ًطا ً‬
‫كبريا للعمليات اإلنزيمية ورصف العنارص املغذية‪.‬‬
‫‪118‬‬
‫إن االستجابات األيضية عىل الربد تؤدي إىل زيادة األيض يف العضالت اهليكلية‬
‫واألعضاء الداخلية واألنسجة الدهنية البنية‪ .‬وعند ذلك تشارك الدهون‬
‫والكربوهيدرات الرضورية الستجابات األيض إلطالق احلرارة‪ .‬ويف أثناء تأثري حاد‬
‫للربد يرتفع يف بالزما الدم تكثف األمحاض الدهنية احلرة (إىل ‪ ، )%311‬مما يعترب نتيجة‬
‫لتكثف أيض الدهون‪ .‬إىل جانب ذلك يالحظ مشاركة الكربوهيدرات‪.‬‬
‫وجتب اإلشارة إىل ان انخفاض احلرارة الداخلية وحرارة العضالت إىل أقل من‬
‫املستوى املثايل يؤدي إىل انخفاض كبري يف استهالك أقىص لألكسجني والقذف القلبي‬
‫ونبض القلب وتقنني اجلهد وبالتايل القدرة عىل العمل‪ .‬عىل سبيل املثال لدى الرجال‬
‫املتدربني جيدا يف أثناء انخفاض احلرارة الداخلية لدرجة واحد‪ ،‬ينخفض استهالك‬
‫األقىص لألكسجني بنسبة ‪ %6-0‬ونبض القلب إىل ‪ 5‬يف الدقيقة والقدرة عىل العمل يف‬
‫أثناء تنفيذ طويل بطابع هوائي بنسبة ‪.%21‬‬
‫إن االنخفاض الكبري حلرارة العضالت باملقارنة مع املستوى االمثل القريب من‬
‫حرارة اجلسم الداخلية يؤدي إىل اختالل التوافق وبني العضالت وداخلها وانخفاض‬
‫رسعة االنقباض العضيل ومستوى قوة العضلة وتقنني اجلهد والقدرة عىل توجيه فعال‬
‫للحركات‪.‬‬
‫وجتب اإلشارة أيض ًا إىل أن تنفيذ جهد طويل يف ظروف احلرارة املتدنية يقيد استعامل‬
‫االمحاض الدهنية‪ .‬وهذا يكون نتيجة تضيق األوعية الدموية لالنسجة حتت اجللدية (وهو‬
‫املكان األسايس لالحتفظ بالدهون) ويصعب تروية األنسجة بالدم الذي تؤخد منه‬
‫األمحاض الدهنية احلرة‪.‬‬
‫إن التأثري املركب للريح واحلراره املتدنية يرفع كثريا من خطر فرط التربد‪ .‬عىل سبيل‬
‫املثال يف أثناء حرارة من ‪ 0‬إىل ‪ 21‬هناك خطر لسعه الصقيع عىل أقسام اجلسم غري‬
‫املحمية‪.‬‬
‫إن كل االستجابات التكيفية الرسيعة املذكروه للربد يتميز هبا الرياضييون املتواجدون‬
‫يف ظرف ساكن او الذين ينفذون جهد بشدة غري عالية عىل مستوى استهالك األكسجني‬

‫‪119‬‬
‫ال يتعدي ‪ 00 – 03‬مل‪ .‬ك ‪ /‬دقيقة‪ .‬وزيادة شدة اجلهد (‪ 21-05‬مل‪.‬ك ‪/‬د‪ .‬وأكثر)‬
‫يؤدي إىل إزالة الفروق يف استجابات اجلسم املتواجد يف ظروف احلرارة املرحية والباردة‪.‬‬
‫إن تأثري احلمل البدين عىل تأمني التناسب بني فقدان احلرارة والتوليد احلراري‬
‫واستقرا احلرارة الرشجية املثالية يصبح مفهوما إذا اخذنا يف االعتبار بأنه عىل حساب‬
‫نشاط عضيل شديد باإلمكان زيادة احلجم األسايس ‪ 01 – 5‬مرات وأكثر مما هو عىل‬
‫حساب رجفه الربد‪.‬‬
‫إن اجلهد الشديد يعترب وسيلة فعالة لتخفيض تأثري احلرارة املتدنية من ضمنها تأثري‬
‫مركب للريح والربد‪ .‬عىل سبيل املثال زيادة شدة االيض ‪ 01‬مرات باملقارنة مع مستوى‬
‫السكون يسمح باحلفاظ عىل االتزان احلراري يف ظروف حرارة ‪ 21‬وقوة الريح ‪ 01‬م‪/‬‬
‫ثانية‪.‬‬
‫ومع هذا جيب األخذ يف االعتبار أنه يف ظروف الربد تنخفض كثريا القدرة الفاعلة‬
‫للجهد وذلك بسبب عاملني‪:‬‬
‫أوال‪ :‬يف ظروف احلرارة املتدنية‪ ،‬يرافق االنقباض العضيل االرادي رصف كبري واضح‬
‫للطاقة وذلك بشكل أسايس بسبب انخفاض مصاحبة التنفس للفسفرة املؤكسدة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬يف أثناء انقباض إرادي للعضالت خيمد النشاط العضيل املنظم للحراره الذي يسببه‬
‫تأثري احلرارة املتدنية (توتر العضلة والرجفان)‬
‫أما التعويض فيحدث عىل حساب زيادة توليد احلرارة عن طريق اجلهد العضيل‪.‬‬
‫إن التكيف غري الكايف للجسم مع ظروف الربد وامهال وسائل وقاية اجلسم من‬
‫فقدان احلرارة وبرجمة غري عقالنية للنشاط التدريبي والتنافيس يف جو بارد ورطب قد‬
‫يؤدي إىل إصابات حرارية (انخفاض احلرارة)‪.‬‬
‫وحيدث انخفاض احلرارة الداخلية إىل أقل من ‪ 30‬درجة‪ .‬وحيدث ذلك بشكل‬
‫خاص يف أثناء السباحة ملسافات طويلة جدا‪ ،‬حني يضطر أغلب الرياضيني إىل ترك‬
‫السباق بسبب انخفاض حرارة اجلسم‪ .‬مثل هذه احلوادث يتميز هبا متسابقو الثرياتلون‬
‫بالرغم من أن مسافة السباحة ال تتجاوز ‪ 4‬كم‪ .‬وحراره املاء يف احلاالت ال تعلو عن ‪05‬‬

‫‪110‬‬
‫– ‪ 21‬درجة‪ .‬وجيب التذكر بأن فقدان احلرارة يكون يف أثناء التواجد يف املاء ‪ 4‬مرات أكثر‬
‫تقريبا من التواجد خارجه عىل اليابسة بنفس احلرارة وذلك بسبب قابلية املاء العالية لنقل‬
‫احلرارة‪ ،‬لذلك احتامل لسعه الربد يف أثناء تواجد طويل يف املاء يرتفع بشكل كبري‪ .‬وهنا‬
‫من املهم اإلشارة إىل ان انخفاض حرارة اجلسم إىل أقل من ‪ 3420‬درجة يفقد‬
‫اهليبوثاالمس (حلقة الوصل بني اجلهاز العصبي الذايت واالجهاز االفرازي من خالل‬
‫الغدة النخامية) بالتدرج قدرات تنظم احلرارة التي تنتهي هنائيا يف أثناء انخفاض احلرارة‬
‫إىل ‪ 31‬درجة‪ .‬وهذا جيب أخذه باالعتبار يف أثناء اإلعداد ويف أثناء سباقات السباحني‬
‫وعدائي املاراثون والرتياتلون‪.‬‬
‫ويالحظ لدى الكثري من الرياضيني يف العدو ملسافات طويلة والدراجات – طرق‬
‫والتزحلق‪ ،‬يف النصف الثاين من السباق‪ -‬نفاذ احتياطي اجلليكوجني وانخفاض حجم‬
‫الدم بسبب اجلفاف‪ .‬هذه العوامل وغريها جترب الرياضيني عىل ختفيض كبري لشدة اجلهد‪.‬‬
‫وإذا حدث هذا يف ظروف حرارة باردة ورطبة ‪ ،‬يالحظ انخفاض كبري لتوليد احلرارة‬
‫مع طرحه املستمر‪ ،‬مما يؤدي إىل انخفاض حرارة اجلسم إىل أقل من احلدود املطلوبة‬
‫املمكنة‪.‬‬
‫تكيف الرياضي مع ظروف الربودة‬
‫أثناء التكيف مع الربودة توليد احلرارة وينخفض االشعاع احلراري مما يساعد عىل‬
‫ترسيع الدورة الدموية يف األنسجة الطرفية وانخفاض احتامل ترضر أقسام سطح اجلسم‪.‬‬
‫وترتفع قدرات الريايض عىل إظهار قدرات توافقية يف ظروف الربد وإظهار صفات‬
‫القوة املميزه بالرسعة وحيوية املفاصل‪.‬‬
‫إن استقرار التكيف مع الربودة مرتبط بتنشيط مستقر لعمليات توليد احلرارة يف‬
‫األعضاء الداخلية واألنسجة الدهنية البنية ومتقدرات العضالت وحتسني نقل األكسجني‬
‫واستهالك عنارص االكسدة املغذية‪ .‬وهذا يؤمن احلفاظ عىل االتزان احلراري ويقلص‬
‫بحدة من دور االتزان احلراري االنقبايض وحيد من اإلشعاع احلراري‪.‬‬
‫إن تكثف التأثري الكاتيكوالميني (هرمونات اهلروب والقتال نفرز بواسطه الغدد‬
‫الكظرية كرد فعل عىل التوتر والضغط وهي جزء من اجلهاز العصبي الودي – املؤلف)‬

‫‪111‬‬
‫يف ظروف الربودة قد يؤدي إىل انفصال التنفس والفسفرة‪ .‬ويف املرحلة احلرجة للتكيف‬
‫يؤدي هذا إىل نقصان ثالثي أدينوزين الفوسفات وبالتايل حيفز تكون التكيف مع الربد‪.‬‬
‫وحيدث هبذه الصورة رد فعل تكيف قريبة من تلك التي يتصف هبا التكيف مع‬
‫احلموالت البدنية‪ ،‬حني ييل مرحلة النقصان النسبي لثالئي أدينوزين الفوسفات‪ ،‬ارتفاع‬
‫يف القوة العامه للمتقدرات‪.‬‬
‫إن العامل املهم املحفز للتكيف مع الربد هو ارتفاع إفراز هرمونات الغدة الدرقية‬
‫أيضا‪ ،‬وحتت تأثري الربد يقوي اجلهاز العصبي املركزي من وظيفة الغدة الدرقية‪ .‬وإن‬
‫ً‬
‫ازدياد استهالك األنسجة هلرمون هذه الغدة ‪ -‬أي تلك األنسجة املكيفة مع تأثري الربد‪-‬‬
‫يساعد عىل زيادة قوة أكسدة املتقدرات الذي يعوض الفسفرة املختله‪ .‬وهبذه الصورة‪ ،‬فإن‬
‫النقصان النسبي لوحدات الطاقة التي حتد من قوة ردود أفعال األكسدة يف املتقدرات‪،‬‬
‫يعوض بتأثري حتفيزي هلرمونات الغدة الدرقية‪ .‬ال يؤثر عىل نمو وتقسيم املتقدرات فقط‬
‫بل ويؤثر عىل تشكل متقدرات جديدة‪ .‬ونتيجة تكيف طويل مع الربد الذي يؤدي إىل‬
‫زيادة قدرة اجلسم عىل االحتفاظ وتوليد احلرارة‪ ،‬تعد ممكنة بفضل زيادة كمية املتقدرات‬
‫لكل وحدة من وحدات وزن اجلسم‪.‬‬
‫إن ارتفاع املخزون الوظيفي لألعضاء واآلليات التي تؤمن التكيف مع الربد (تضخم‬
‫يف النظام االدرينايل الودي والغدة الدرقية ونظام املتقدرات يف العضالت واألنسجة‬
‫الدهنية البنية وحلقات نقل األكسجني)‪ ،‬قد يرافقة انخفاض وظائف تنقية الكبد من‬
‫السموم وانخفاض املخزون الوظائفي لبقية األنظمة غري املرتبطة بالتكيف مع الربد‪.‬‬
‫إن عملية التكيف مع الربد تتطور بفعالية باألخص يف أثناء مزج الربد مع جهد بدين‬
‫شديد‪ .‬وإن التدريب يزيد من عامل القدرات الفاعلة لنشاط منظامت الطاقة والنشاط‬
‫اإلرادي للعضالت‪ .‬ويف نفس الوقت ترتفع أمهية تنظيم احلرارة للجهد العضيل ذاته‬
‫أيض ًا – إذ يرتفع جدا مستوى استعاضة أيض تنظيم الطاقة بجهد مولد للحرارة ويعود‬
‫ذلك بالدرجة األوىل للتوافق العقالين لنشاط العضالت احلركية‪ .‬لكن بالنسبة لفاعلية‬
‫طاقة توليد احلرارة العضيل‪ ،‬التكيف مع الربد والتدريب فإهنام أمران متناقضان‪ .‬فحني يتم‬
‫التكيف مع الربد والتدريب العضيل بشكل منفصل فإن التكيف‬

‫‪111‬‬
‫املنفصل مع الربد واحلموالت العضلية يزداد معمقا هلذا التناقض‪ .‬كام أن التكيف‬
‫الطويل مع الربد غري املرتبط بالنشاط العضيل الشديد‪ ،‬ينخفض عامل الفعالية للجهد‬
‫العضيل‪ .‬إن التكيف الفعال الذي ييل االحتياجات احلقيقية‪ ،‬جيري حني يتم تأثري الربد‬
‫أيض ًا ويف نفس الوقت مع تأثري اجلهد العضيل‪ .‬يف هذه احلالة يكون اجلسم حمتاجا إىل‬
‫حتديد اخليار األكثر فعالية للتكيف والذي يلعب فيه الدور األسايس التاميز (تفريق)‬
‫الوظيفي للعضالت وإمكانية وجود عالقة تعويضية متبادلة بني أشكال توليد احلرارة‬
‫عضليا (باجينيف ‪.)0050‬‬
‫اإلعداد واملسابقات يف ظروف احلرارة العالية واملنخفضة (الباردة)‬
‫إن معرفه الرياضيني واملدربني حلاالت اجلسم األساسية التي قد حتدث يف حاالت‬
‫انخفاض وارتفاع حرارة اجلسم ووسائل الوقاية من هذة الظاهر واالهتامم الدائم‬
‫باستقرار تنظيم احلرارة املثالية جلسم الريايض يف أثناء اإلعداد واملسابقات ال ختفض فقط‬
‫من خطر إصابات ارتفاع وانخفاض حرارة اجلسم‪ ،‬بل تساعد عىل رفع واضح لفعالية‬
‫عملية اإلعداد والنشاط التنافيس‪.‬‬
‫إن اإلجراءات اخلاصة التي تؤمن إعداد فعال جلسم الريايض لتنفيذ جهد بدين شديد‬
‫يف ظروف احلرارة العالية جيب أن تشمل‪:‬‬
‫‪ ‬جرعة عقالنية لشدة وطول اجلهد حسب مقادير وطابع احلموالت احلراريه‪.‬‬
‫‪ ‬مراقبة احلرارة الداخلية وحراره اجللد وردود أفعال القلب واألوعية‪.‬‬
‫‪ ‬هتيئة تدرجيية للريايض للحموالت يف ظروف احلرارة العالية (إىل حد ‪ 02 – 5‬يوم)‪.‬‬
‫‪ ‬مراقبة جفاف اجلسم واستهالك السوائل‪.‬‬
‫‪ ‬تعويض احتياطي الشوارد (وهي الكهرله – توازن كهريل بني الوسطني داخل وخارج‬
‫اخللية‪ ،‬أي توازن بني الشحنات السالبة واملوجبة‪.‬‬
‫‪ ‬ارتداء ثبات مرحيه لالشعاع احلراري‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫حيت يضطر الريايض للسفر إىل املسابقات من بلدان بمناخ بارد أو معتدل إىل دول‬
‫حاره‪ ،‬جيب األخذ يف االعتبار موضوع التأقلم املسبق واذا مل تتوفر إمكانية التدريب يف‬
‫ظروف احلرارة العالية فإنه جيب استخدام أطقم متنع طرح احلرارة وحتد من تبخر العرق‪.‬‬
‫إن الرياضيني الناشئني باملقارنة مع الكبار يتحملون بشكل أسؤأ حرارة اجلو العالية‬
‫ويتأقلمون ببطء معها‪ .‬ولقد تم وضع مقرتحات خاصة لألطفال واملراهقني من قبل‬
‫األكاديمية األمريكيه لطب األطفال ومجعية الطب الريايض األمريكي ووردت فيها‬
‫القواعد األساسية التالية‪:‬‬
‫‪ -0‬شدة اجلهد املستمر ‪ 31‬دقيقة وأكثر‪ ،‬من الرضوري ختفيضة إذا كانت نسبة الرطوبة‬
‫وحراره اجلو أعىل من املستوى احلرج‪.‬‬
‫‪ -2‬بعد الوصول إىل املنطقة األكثر حرارة‪ ،‬تقلص شدة وطول التامرين يف البداية ومن‬
‫ثم ترفع بالتدريج (يف املرحلة من ‪ 01‬ال ‪ 04‬يوما)‪.‬‬
‫‪ -3‬لتنفيذ جهد بدين طويل جيب اشباع جسم الطفل باملياه وجيب رشب املاء يف أثناء‬
‫اجلهد (يف حال وزن اجلسم ‪ 41‬ك – تقريبا ‪ 001‬مل‪ .‬ماء لكل ‪ 31‬دقيقة)‪.‬‬
‫‪ -4‬ثياب الطفل جيب ان تكون خفيفة بطبقة واحدة من القامش لتأمني تبخر املاء وابراز‬
‫أكثر لسطح اجللد‬
‫هذه املقرتحات مع تعديالت مناسبة باإلمكان استخدامها بنجاح من قبل رياضيني‬
‫من املستوى العايل الذين يتحملون بشكل أسهل احلرارة العالية‪.‬‬
‫إن العامل املهم للوقاية من ارتفاع حرارة اجلسم عند الرياضيني وخاصة املتخصصني‬
‫يف دراجات الطرق واملاراثون هو تناول عقالين للسوائل يف أثناء التدريب واملسابقات‬
‫ومهم هذا باألخص يف جو احلرارة العالية حني يساهم يف تعميق جفاف اجلسم تأثري‬
‫التوليد الشديد للحراره واحلراره العالية للبيئة املحيطة‪.‬‬
‫يف هذه الظروف احلرارة الداخلية قد تفوق ‪ 40 – 41‬درجة مما قد يؤدي إىل تدهور‬
‫الصحة‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫وحتى يف أثناء تعويض جزئي للسوائل يف حال إذا كان فقداهنا يفوق ‪023 – 020‬‬
‫ل‪ .‬يف أثناء جهد شديد بدين يف ظروف احلرارة العالية‪ ،‬قادرة عىل تأثري اجيايب عىل حالة‬
‫الريايض النفسية والبدنية وقدرتة عىل العمل‪.‬‬
‫وجيب اإلشارة إىل أنه يف اخلمسينات والستينات مل تكن هناك قاعده علمية عملية‬
‫جدية حول رضورة تعويض احتياطي لسوائل يف اجلسم املفقودة يف أثناء جهد طويل‬
‫بشدة معتدلة‪ .‬فاملره األوىل التي ذكر فيها نظام الرشب يف أثناء العدو ملسافات طويلة‪.‬‬
‫كانت التعليامت الواردة يف املراس املخصص لسباق املارثوان عام ‪ 0000‬الذي أصدره‬
‫االحتاد الدويل أللعاب القوى يف هذا الكراس أشري إىل أن عىل منظمي السباق تأمني املياه‬
‫للعدائني بعد الكيلومرت ‪ 00‬ويف السنوات الالحقة ذكر االحتاد الدويل قواعد استهالك‬
‫السوائل وفق احلاجة احلقيقية جلسم العداء‪.‬‬
‫اجلدول ‪ :15‬تغيري قواعد االحتاد الدويل يف ألعاب القوى للهواء فيام يتعلق استهالك‬
‫السوائل يف أثناء إقامة مسابقات املاراثون (دينيس واخرون ‪.)1995‬‬

‫الفاصل بني استهالك‬ ‫مرحلة استخدام‬


‫املرشوب‬ ‫السنه‬
‫املرشوب ‪/‬كم‬ ‫املرشوب ‪/‬كم‬

‫‪0‬‬ ‫‪00‬‬ ‫ماء‬ ‫‪0003‬‬

‫‪0‬‬ ‫‪00‬‬ ‫ماء‬ ‫‪0066‬‬

‫‪220‬‬ ‫‪0‬‬ ‫ماء‬ ‫‪0066‬‬

‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ماء‪+‬هيدروكربونات وشوارد‬ ‫‪0001‬‬

‫إن احتالل التوازن املائي امللحي يف أثناء التدريبات واملسابقات يف ظروف املناخ احلار‬
‫يقيد يف الغالب قدرة العمل حتى لدى املتدربني واملكيفني جيدا مع احلرارة العالية من‬
‫الرياضيني‪.‬‬
‫أيضا) جيب‬
‫وإن فقدان الكهرله (بالدرجة األوىل النرتات و البوتاسيوم والكلور ً‬
‫تعويضة‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫وإذا كان فقدان السوائل اليومي ال يفوق ‪ %3‬من وزن اجلسم فان نقصان الشوارد‬
‫باإلمكان تعويضها عىل حساب العنارص الغذائية املوجودة يف الطعام‪.‬وازدياد فقدان‬
‫السوائل نتيجة التعرق الذي قد يبل ‪ %5‬من وزن اجلسم وأكثر يف اليوم‪ .‬يتطلب تناول‬
‫عقارات خاصة وعصري حيوي النرتات‪.‬‬
‫يف هذه احلالة من املهم تناول كلور الصوديوم (نرتات) (‪ 0‬جرام) كوسيلة فعالة كافية‬
‫للوقاية من اصابات ارتفاع احلرارة‪ .‬لكن مساله تعويض الشوارد ال حتدث يف أثناء اجلهد‬
‫فقط ولكن حتدث بعد انتهائه أيض ًا‪.‬‬
‫فأثناء اجلهد يكون فقدان املاء أكرب بكثري من فقدان الشوارد‪ .‬وبالتايل‪ ،‬رغم أن‬
‫الشوارد تفقد مع العرق فإن تكثفها يرتفع يف املكونات السائلية للجسم‪.‬‬
‫يف أثناء جهد طويل يكتسب تعويض احتياطات اجلليكوجني أمهية كبرية جتنبا‬
‫حلدوث هيبوكليكيميا (نقص السك يف الدم)‪ .‬ويعترب ً‬
‫فعاال هنا التشبع منها مسبقا‬
‫واستهالك مرشوبات كربوهيدراتية خاصة أيض ًا يف أثناء التدريبات واملنافسات‪.‬‬
‫ونصادف يف األدبيات الرياضيه مقرتحات كثريه حول نظام الرشب العقالين يف‬
‫ظروف احلرارة الشديده‪ .‬عىل سبيل املثال‪.‬‬
‫يقرتح " كوستيل ‪ )0066‬مرشوبات باردة قبل ‪ 31‬دقيقة من املسابقات أو جهد‬
‫تدريبي شديد (إىل حد ‪ 611 – 011‬مل) مع قليل من السكر (‪ 210‬غ لكل ‪ 011‬مل)‬
‫ورشب يف أثناء املباريات ‪ 211 – 011‬مل‪ .‬من هذا املرشوب مع فاصل من ‪ 00‬دقيقة‪.‬‬
‫بعد املباريات والتدريب يقرتح طعام مملح قليل وعصري البندورى والفواكه مما يسمح‬
‫بتعويض فقدان الشوارد‪ .‬ويوسع من هذه املقرتحات إذ يقرتح ما ييل‪:‬‬
‫جيب أن حتوي املرشوبات كلور الصوديوم و ‪ % 5 – 6‬من اجللوكوز‪ ،‬قبل ‪ 2‬ساعة من‬
‫التدريب أو املسابقة وجيب رشب ‪ 011 – 411‬من السوائل وأما قبل ‪ 00‬دقيقة – ‪211‬‬
‫– ‪ 201‬مل‪ .‬وخالل كل ‪ 21 – 00‬دقيقة من جهد التدريبات واملسابقات جيب رشب‬
‫‪ 211‬مل‪ .‬من السوائل‪ .‬وال جيوز استهالك املرشوبات التي حتوي الكافني ألهنا ترفع من‬
‫إدرار البول وتزيد اجلفاف‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫مثل هذه املقرتحات يقدمها خرباء آخرون أيض ًا‪ .‬يقرتح " نيلسن ‪ )0002‬عىل سبيل‬
‫املثال يف أثناء اإلعداد للمسابقات يف ظروف احلر‪ ،‬إشباع جسم الريايض بالسوائل عشية‬
‫املسابقات‪ :‬قبل ‪ 020‬ساعة جيب رشب حوايل ‪ 0‬لرت من احلليب او العصري ‪411-211‬‬
‫مل‪ .‬من املاء جيب رشهبا قبل اإلمحاء ويف أثناء اجلهد ‪ 311-211‬مل كل ‪ 00‬دقيقة‪ .‬بعد‬
‫اجلهد بدال من املاء يقرتح حملول اجللوكوز (‪ )%524‬وهنا جيب ربط استهالك السوائل‬
‫مع رسعة التعرق املرتبطة بشدة اجلهد وحرارة اجلو املحيط ووزن جسم الريايض (جدول‬
‫‪)26‬‬
‫(اجلدول ‪ :)26‬التعرق املتوقع (يف الساعة) للعدائني حسب وزن اجلسم ورسعة‬
‫العدو وحرارة الوسط املحيط (نيلسون ‪)0002‬‬

‫التعرق خالل ساعة مل (ميليليرت)‬


‫وزن اجلسم‬ ‫الرسعة‬
‫‪30‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪/‬ك‬ ‫‪/‬كم‪-‬ساعة‬
‫درجة‬ ‫درجة‬ ‫درجة‬ ‫درجة‬ ‫درجة‬ ‫درجة‬

‫‪0300‬‬ ‫‪0261‬‬ ‫‪0100‬‬ ‫‪031‬‬ ‫‪661‬‬ ‫‪661‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪00‬‬

‫‪0420‬‬ ‫‪0360‬‬ ‫‪0001‬‬ ‫‪0100‬‬ ‫‪541‬‬ ‫‪541‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪00‬‬

‫‪0031‬‬ ‫‪0461‬‬ ‫‪0200‬‬ ‫‪0021‬‬ ‫‪040‬‬ ‫‪040‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪00‬‬

‫‪0610‬‬ ‫‪0040‬‬ ‫‪0361‬‬ ‫‪0000‬‬ ‫‪0121‬‬ ‫‪0121‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪05‬‬

‫‪0641‬‬ ‫‪0660‬‬ ‫‪0450‬‬ ‫‪0311‬‬ ‫‪0000‬‬ ‫‪0000‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪05‬‬

‫‪0551‬‬ ‫‪0500‬‬ ‫‪0620‬‬ ‫‪0441‬‬ ‫‪0201‬‬ ‫‪0201‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪05‬‬

‫ويقرتح أيض ًا "نووكيس واخرون ‪ )0000‬هذه التوصيات يف أثناء تنفيذ جهد طويل‬
‫(إىل حد ‪ 6‬ساعات)‪.‬‬
‫‪ -0‬قبل تنفيذ جهد بدين مبارشه أو يف أثناء األمحاء عىل الريايض رشب إىل حد ‪ 311‬مل‬
‫من املياه الباردة (‪ 01‬درجات)‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫‪ -2‬يف الدقائق ‪ 60 – 61‬األوىل من تنفيذ احلمل التدريبي يقرتح عىل الريايض رشب‬
‫‪ 001 – 011‬مل من حملول حيتوي عىل مكثور (مبلمر) اجللوكوز (‪.‬ر‪ 0‬يف كل ‪011‬‬
‫مل ماء) خالل فواصل متساوية من الوقت (‪ 00 – 01‬د‪).‬‬
‫ال يقرتح استهالك يف هذه املرحلة أكثر من ‪ – 3‬جرام من الكربوهيدرات وذلك‬
‫ألن ‪ 21‬جرام فقط تتاكسد يف الساعة األوىل تنفيذ احلمل البدين بشدة متوسطة بغض‬
‫النظر عن شكل الكربوهيدرات املستهلكة ونظام الرشب‪.‬‬
‫‪-3‬خالل كل ‪ 01 – 60‬د‪ .‬بعد بداية تنفيذ احلمل البدين جيب زيادة كثافة املحلول الذي‬
‫حيوي عىل مكثور اجللوكوز إىل حد ‪ 02 – 01‬جرام يف ‪ 011‬مل‪ .‬ماء وإضافة حملول‬
‫نرتات الصوديوم ‪ 21‬م‪ .‬إن التكثف األعىل لكلور الصوديوم عىل الرغم من أنه‬
‫بإمكانه تأمني امتصاص املعده للسوائل ‪ ،‬ال يعجب وغري حمبذ من أغلبية الرياضيني‪.‬‬
‫باإلمكان إضافة إىل املرشوبات قليل من كلور البوتاسيوم (‪ 4 – 2‬مل ) الذي‬
‫يساعد عىل عملية جتفيف السوائل داخل اخلاليا‪ .‬يف مسافة السباق املتبقيه جيب عىل‬
‫الريايض رشب ‪ 001 – 011‬مل من هذه املحلول خالل فواصل متساوية (‪- 01‬‬
‫‪ 00‬دقيقة‪.‬من الزمن‪ .‬مثل هذا النظام من الرشب يؤمن شدة مثالية لتوصيل السوائل‬
‫ومغذيات الطاقة وبذلك يقيد من تقليل حجم البالزما نتيجة جفاف اجلسم من املاء‬
‫واحلفاظ عىل شدة اكسدة الكربوهيدرات عىل مستوى ‪ 0‬غ ‪ /‬د‪ .‬يف هناية تنفيذ‬
‫احلمل‪.‬‬
‫من املهم جدا خالل تنفيذ جهد شديد طويل أللعاب املاراثون والعدو مسافات‬
‫طويلة والدراجات والتجديف وكرة القدم والطائره والتنس وغريها‪ .‬وان تعويض‬
‫السوائل يف اجلسم باستمرار بقدر فقداهنا عن طريق التبخر جتنب اجلفاف الكبري‬
‫وتعوض حجم السوائل املفقودة ‪.‬‬
‫إن التعويض املتخر للمياه يؤدي إىل ازدياد كبري من حرارة اجلسم وانخفاض‬
‫قدرة الريايض عىل العمل وسوء احلالة الصحية وتباطؤ شديد لعمليات االستشفاء‬
‫بعد احلموالت التدريبية والتنافسية‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫إال أنه جتب اإلشارة إىل أن رسعة استهالك السوائل حتى خالل نظام رشب‬
‫شديد االرتفاع (‪ 311 – 201‬مل‪ .‬ماء كل ‪ 00‬د) ال يضمن عدم تطوير تدرجيي‬
‫جلفاف اجلسم‪ .‬كام نري اجلفاف يف اجلسم يف ظروف اجلهد املتوتر ليس يف أثناء‬
‫احلرارة العالية فقط بل أثناء احلرارة العادية للوسط اخلارجي جيري أشد من استهالك‬
‫السوائل‪ .‬وإن حماولة الريايض رشب كمية سوائل تفوق كثريا القدرة عىل استهالكها‬
‫تؤدي إىل أحاسيس غري حمبذه لفرط تراكمها يف املعده‪.‬‬
‫وجيب معرفه ثبات الرياىض قد تصعب إىل حد ما من االشعاع احلراري وذلك‬
‫النخفاض مستحة اجلسم التى جيري فيها التبخر وصعوبتة بسبب ضيق الثبات‪.‬‬
‫وأثبتت األبحاث بأن إصابات احلر حتدث يف االغلب لدى الرياضيني بثياب‬
‫سمكية باملقارنة مع أولئك الذين يرتدوهنا خفيفة (فوكس وآخرون ‪ ،0066‬دي‬
‫فريس‪ ،‬هاوش ‪ )0004‬ويف أثناء جهد شديد جدا قد يرتفع اإليض ‪ 31 – 20‬مرة مما‬
‫يؤدي إىل تعرق شديد حتى يف جو احلرارة الباردة‪ .‬لذلك جيب أن تكون الثياب‬
‫خفيفة ويمر منها العرق‪ .‬وذلك ألن تراكمه يؤدي يف ظروف احلرارة العالية إىل فرط‬
‫السخونه ويف ظروف الربد الشديد إىل فرط تربيد اجلسم‪.‬‬
‫يف أثناء اختيار الثياب للتدريب واملنافسات جيب االهتامم أكثر باألقمشة التي‬
‫متنع التبخر‪ .‬وهذا مهم جدا للدرراجني والتزحلق والتزلج الذين أصبحوا‬
‫يستخدمون أطقم ملتصقه باجلسم تنفذ منها احلرارة‪.‬‬
‫لإلعداد الفعال والنشاط التنافيس يف كثري من األلعاب الرياضية وخاصة ألعاب‬
‫كالدرجات واملاراثون والعدو مسافات طويلة ومتوسطة والتزحلق والتجديف وكرة‬
‫القدم وغريها تلعب دورا هاما شدة حركة السوائل من املعده إىل االمعاء‪.‬‬
‫أثبتت األبحاث بأن شدة تفري املعده حتدد بحجم السوائل وحرارهتا ومكوناهتا‪.‬‬
‫هناك إمكانية رفع استهالك السوائل بشكل أكرب إذا تم لفت االنتباه إىل عوامل‬
‫كعدد مرات وكمية السوائل املستهلكة واحلرارة وطعم املرشوب وتوفر الشوارد‬
‫أيض ًا وخاصة كلور الصوديوم فيها‪ .‬إن املرشوب الذي يبل فيه احلجم ‪011 – 411‬‬
‫مل‪ .‬خيرج من األمعاء أرسع من اجلرعات الصغرية‪ .‬واملرشوب البارد أرسع من‬
‫‪119‬‬
‫الدافئ‪ .‬واملرشوبات بكمية أكرب من اجللوكوز يصعب كثريا تفري املعدة يف أثناء‬
‫تنفيذ جهد شديد وطويل (عىل مستوى ‪ % 61‬من استهالك أقىص لألكسجني) قد‬
‫يمنع التفري ‪.‬‬
‫لذلك جيب االهتامم جدا بمختلف أنواع املرشوبات الرياضية التي حتوي كثريا‬
‫من اجللوكوز‪:‬‬
‫ألهنا باملقارنة مع املاء‪ ،‬تكون رسعة افرازها من اجلسم أقل‪ .‬يف الوقت ذاته‬
‫استهالك مرشوبات حتوي كمية الزمة من الشوارد والغلوكوز والسكريات‪ ،‬وال‬
‫تؤمن مصادر طاقة للعضالت العاملة فقط‪ ،‬بل وحتفز امتصاص املعدة وجيب أيض ًا‬
‫التذكر بأن اجلهد الطويل بطابع هوائي ال يتطلب ليس فقط تعويض ًا شديد ًا يف‬
‫السوائل بل استشفا ًءا احتياط ًيا الطاقة الذى ينفذ إىل حد كبري خالل ‪020 – 0‬‬
‫تعويضا احتياط ًيا‬
‫ً‬ ‫ساعات من اجلهد الشديد‪ .‬فاالستمرار باجلهد الالحق يتطلب‬
‫اجلسم من الكربوهيدرات بشدة ال تقل عن ‪ 61-41‬غ ‪ /‬ساعة‪.‬‬
‫لكن جيب هنا إجياد تناسب مثايل بني حجم السوائل وكثافة اجللوكوز فيها ألن‬
‫املحتوي من اجللوكوز يقلص رسعة تفري املعده وامتصاص السوائل‪.‬‬
‫(اجلدول ‪ :)17‬كمية املياه واجللوكوز املاره خالل املعدة إىل االمعاء خالل ساعة‪ ،‬أثناء‬
‫استهالك ‪ 100‬جرام من حماليل بكثافة جلوكوز متنوعه يف كل ‪ 11‬دقيقة‪.‬‬

‫كثافه اجللوكوز‪ ،‬باملائة‬


‫املؤارشات‬
‫‪40‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪1.5‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪0111‬‬ ‫‪0111‬‬ ‫‪0111‬‬ ‫‪0111‬‬ ‫‪0111‬‬ ‫‪0111‬‬ ‫االستهالك ‪/‬مل‬

‫‪211‬‬ ‫‪301‬‬ ‫‪611‬‬ ‫‪511‬‬ ‫‪0111‬‬ ‫‪0111‬‬ ‫رسعة التفري ‪،‬‬

‫مل ‪ /‬ساعة‬

‫‪51‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الكمية املارة‪/‬جرام‬

‫‪140‬‬
‫إن فرط كمية الكربوهيدرات يف املحلو‪ ،‬خيفض امتصاص السوائل يف املعدة ‪ ،‬وإن‬
‫استهالك غري كاف للكربوهيدرات قد يؤثر سلبا عىل القدرة عىل العمل مقيدا أكسدة‬
‫الكربوهيدرات يف أثناء تنفيذ جهد طويل‪ .‬لذلك اختيار مثايل لكثافة الكربوهيدرات يف‬
‫املحلول ونظام رشب عقالين أيض ًا‪ .‬يعترب عامال ها ًما للوقاية من فرط السخونه وتأمني‬
‫فعال للطاقه الالزمة للجهد‪ .‬وهنا من الرضوري األخذ يف احلسبان نقطه هامة‪ :‬شدة‬
‫أكسدة الكربوهيدرات املمتصه قد تقترص عىل فرزها يف دائرة كبرية الدورة الدموية او‬
‫شدة امتصاص العضالت العاملة هلا‪ .‬أن الكمية الزائده للكربوهيدرات يف املحلول‪ ،‬ال‬
‫يقيد امتصاص املعده للسوائل فقط‪ ،‬بل يعترب غري مفيد الستخدامها كعنرص مغذي‬
‫بالطاقة وذلك ألن شدة األكسدة القصوى للكربوهيدرات من جانب العضالت تبل ‪0‬‬
‫غ ‪ /‬دقيقه‪.‬‬
‫ونظرا النخفاض ترشيب (امتصاص) السوائل من املحاليل التي حتوى اجللوكوز‬
‫جيب اختيار لكل مرشوب نظام رشب مثايل‪ .‬عىل سبيل املثال إذا برمج خالل ساعة رشب‬
‫أربع جرعات مياه كل منها ‪ 201‬مل‪ .‬فإنه عند استهالك ‪ %0‬من حملول اجللوكوز‪ ،‬جيب‬
‫أن خيفض حجم جرعه إىل ‪ 201‬مل وإىل ‪ %01‬فيكون خفضه إىل ‪ 060‬مل‪.‬‬
‫إن زيادة رسعة جتديد الطاقة قد تتم إذا استخدمت حماليل اجللوكوز بدال من حملول‬
‫مكثور (مبلمرات) اجللوكوز (مركب ذو وزن جزئي مرتفع مكون من وحدات جزئية‬
‫مكررة – املؤلف)‪( .‬أي سلسلة من ‪ 21 – 01‬وحده من اجللوكوز)‪ ،‬إذ إهنا حتوي طاقة‬
‫أكثر‪ .‬مثل هذه املحليل تعرب أرسع من املعده باملقارنة مع حماليل اجللوكوز‪ ،‬وبعد تفككها‬
‫إىل جلوكوز متتصها املعده أرسع‪ ،‬وعيل الرغم من انخفاض رسعة االمتصاص قليال يف‬
‫هذه احلالة‪ .‬إال أنه حتى أثناء ‪ %525‬من حملول مبلمرات اجللوكوز فإن رسعة تفري‬
‫املعده متدنية قليال باملقارنة مع استهالك املياه النقيه‪ .‬وتبل رسعة حتمل اجللوكوز لدى‬
‫الدراجني وعدائي املاراثون ‪ 60‬إىل ‪ 50‬غ ‪ /‬ساعة‪ .‬إن إضافة كلور الصوديوم إىل املحلول‬
‫يؤدي إىل زيادة قليله يف استهالك السوائل و حيفز انخفاض التعرق أيض ًا يف املراحل‬
‫القادمة من اجلفاف‪.‬‬

‫‪141‬‬
‫يف الوقت ذاته هناك راي (دينيس واخرون ‪ )0000‬بان نوع الكربوهيدرات يؤثر‬
‫قليال عىل شدة تفري املعده بعد امتصاص املحاليل ذات قيم طاقة واحدة‪ .‬وال توجد‬
‫أيض ًا فروق مهمة فيزيولوجيا يف شدة أكسدة الكربوهيدرات التي تدخل اجلسم عىل‬
‫شكل خمتلف السكاريد (االحادية السكرية والقليله السكرية أو من دوهنا) (وهي‬
‫مركبات اجللوكوز والفركتوز والغالكتوز وهي مهمة لأليض (االستقالب – التمثيل‬
‫الغذائي – املؤلف)‪ .‬كافة الكربوهيدرات املمتصه بشدة تبل ‪ 0‬غ ‪ /‬د‪ .‬تقريبا خالل ‪– 61‬‬
‫‪ 01‬دقيقة بعد بدء اجلهد‪.‬‬
‫جيب معرفه أنه‪ ،‬بغض النظر عن نظام استهالك املرشوبات وتكثف الكربوهيدرات‬
‫فيها خالل الساعة األوىل من اجلهد‪ ،‬ال يمكن أن تتأكسد فيها أكثر من ‪ 21‬جرام من‬
‫الكربوهيدرات املستخدمة يف الوقت الذي ترتفع فيها بحده شدة أكسدهتا يف أثناء جهد‬
‫الحق وقد تصل إىل ‪ 61‬غ ‪ /‬ساعة‪.‬عدا ذلك رشب املرشوبات بكربوهيدرات مرتفعه‬
‫الكثافة خالل الدقائق ‪ 01 – 61‬األوىل‪ ،‬تؤثر سلبا عىل أكسدة الدهون وترسع من رصف‬
‫الكربوهيدرات وختفض تقنني اجلهد وتؤدي إىل تعب مبكر (دينيس واخرون ‪.)0000‬‬
‫إن استهالك مرشوب الكربوهيدرات بعد هذا الوقت يسمح بألفاظ عىل مستوى امثل‬
‫لتكثف اجللوكوز يف الدم واستخدامها كعنرص غذائي لألكسدة مما يسمح بإطالة اجلهد‬
‫البدين دون ختفيض تكثف اجلليكوجني يف العضالت‪.‬‬
‫وعموما جيب اإلشارة إىل انه يف األدبيات الرياضية رغم عدم تشابة معني يف اراء‬
‫اخلرباء‪ .‬وردت تعليامت متعدده اجلوانب إىل حد كاف ومربرة حول أهم املسائل املتعلقة‬
‫بتجديد احتياطات السوائل والكربوهيدرات والشوارد يف أثناء التدريب واملسابقات يف‬
‫ظروف احلرارة العادية ويف ظروف احلر الشديد أيض ًا‪ .‬وتساعد زيادة االستقرار أمام احلر‬
‫الشديد أيض ًا عىل تنظيم عقالين للتغذية‪.‬‬
‫إىل جانب استهالك مناسب للسوائل والشوارد يف الطعام‪ .‬جيب ختفيض كمية‬
‫الربوتينات ألن حرقها مرتبط بتكون كمية من احلرارة باملقارنة مع حرق املواد األخرى‪،‬‬
‫ورفع تقبل احلرارة يساعد عىل استهالك إضايف حلمض االسكوربيك (فيتامني ج –‬
‫املؤلف) بكمية ‪ 011 – 201‬مل ‪.‬‬

‫‪141‬‬
‫أثناء دراسة مسالة التكيف مع ظروف احلرارة العالية جتب اإلشارة إىل ان التامرين يف‬
‫ظروف طبيعية مع محوالت تؤدي إىل تشكل كمية كبرية من احلرارة االيضيه وإىل زيادة‬
‫التعرق‪ ،‬تساعد عىل حتسني إليه التعرق وارتفاع حجم البالزما وتراكم أقل للحراره قبل‬
‫بدء اجلهد يف ظروف احلرارة العالية واحلفاظ عىل حرارة أدنى يف أثناء تأدية اجلهد‪.‬‬
‫إن النظام األكثر فعالية للتدريب يف ظروف طبيعية هو جهد هوائي طويل بنظام‬
‫مسافة ونظام الفواصل عىل مستوى العتبة الالهوائية‪.‬‬
‫وتساهم يف التكيف مع ظروف احلرارة العالية‪ ،‬احلاممات اهلوائية اجلافه والبخارية‪ .‬إن‬
‫كثريا احلاممات يتميزون بقدره عالية عىل التعرق‬
‫ً‬ ‫األشخاص الذين يستخدمون‬
‫واستجابات مقننه أكثر للحرارة العالية من جانب القلب واألوعية‪ .‬وتشكل أقل‬
‫للحراره‪ .‬وإن نظام رشب صحيح يف أثناء استخدام احلاممات يساعد عىل حتسني عملية‬
‫رصف السوائل املستهلكة‪.‬‬
‫وخالل استخدام احلاممات هبدف تأقلم مسبق مع ظروف احلرارة العالية ال جيب‬
‫لفت االنتباه فقط إىل حرارة اجلو‪ ،‬بل إىل رطوبته أيض ًا‪ .‬يف حالة ترقب االنتقال إىل منطقة‬
‫بمناخ حار وجاف‪ ،‬جيب أن يتم التكيف التمهيدي عن طريق استخدان محامات هوائية‬
‫جافه‪ .‬وإذا كانت التدريبات واملسابقات ستقام يف مناخ حار ورطب فيجب أن جيري‬
‫التكيف يف محامات بخارية‪ .‬لكن استخدام عادي للحاممات يعترب فقط إضافة إىل‬
‫التدريب اخلاص وهو ال يساهم يف الوصول إىل مستوى تكيف الزم‪.‬‬
‫إذا كانت املسابقات مربجمه يف ظروف احلرارة العالية باإلمكان التخفيف من تأثريها‬
‫السلبي عىل جسم الريايض إىل حد كبري بالتدريب يف ظروف احلرارة العالية االصطناعيه‪.‬‬
‫غرف مناخية خاصة وصاالت رياضية منظمة مناخيا مزودة باجهزة رياضية حسب‬
‫االختصاصات تسمح بتامني تشكل تكيف الريايض التمهيدي مع ظروف احلرارة العالية‬
‫خالل األسبوعني اخلتاميني قبل االنتقال إىل منطقة احلرارة العالية قد تكون كافية‬
‫لتخفيض كبري لتأثري احلرارة العالية عىل جسم الريايض‪.‬‬
‫ورد يف برنامج الوحدات التدريبية الذى طوهلا ساعتني‪ .‬يقتيض برنامج الوحدات‬
‫نظام تعاقب جهد عىل مستوى العتبة الالهوائية وإقامة سلبيه يف ظروف احلرارة العالية‬

‫‪141‬‬
‫واملتوسطة‪ .‬وإن حجم اجلهد العام يف أثناء حرارة ‪ 41‬درجة‪ ،‬يكون ‪ 01‬دقيقه (‪ 4‬جرعات‬
‫– ‪ 31‬دقيقه – وجرعه ‪ 21‬دقيقه) وإقامة يف حرارة ‪ 21‬درجة ملدة ‪ 31‬دقيقه‪.‬‬
‫ومهم جدا اختيار طابع التمرين بحيث يشارك يف اجلهد قسم كبري من اجلهاز‬
‫العضيل‪ .‬وقد تكون فعالة باألخص محوالت عىل أجهزة تدرج دراجات وعدو عىل جهاز‬
‫امليش ومتارين قوة عىل أجهزة بأثقال متوسطة‪.‬‬
‫حتى وإن مل توجد ظروف خاصة لإلعداد يف ظروف احلرارة العالية جيب إقامة جزء‬
‫من الوحدات التدريبية األساسية يف األوقات احلاره من اليوم‪.‬‬
‫وللوقايه من إصابات احلرارة يف أثناء املسابقات وخالل إعداد الرياضيني‪ ،‬أيض ًا قد‬
‫تستخدم مقرتحات املدرسه األمريكيه للطب الريايض للرياضيني واملدربني واالطباء‬
‫ومنظمي املسابقات يف العدو ملسافات طويلة‪:‬‬
‫‪-0‬جيب أن يرتأس فريق اخلدمه الطبيه ملثل هذه املسابقات طبيب ذو خربه ومعرفه يف‬
‫جمال تأثري محوالت التدريب عىل اجلسم والوقاية ومعاجلة إصابات احلر الشديد‪.‬‬
‫رئيس اخلدمة الطبية من واجبه تنفيذ نشاطة وخاصة الوقائي بتعاون وثيق مع منظمى‬
‫املسابقه واحلكام واملدربني‪.‬‬
‫ومن واجب رئيس اخلدمة الطبيه تأمني اتفاق مع أقرب مشفي لتقديم إسعاف عاجل‬
‫للمصابني بإصابات احلرارة‪ .‬وعيل الطاقم الطبي الذي خيدم املسابقه أن يمتلك حق تقييم‬
‫واستبعاد الريايض من السباق يف حاالت اشتباه اإلهنيار أو يف حال كون الريايض غري‬
‫قادر نفسيا وبدنيا عىل توجيه أفعاله (ترصفاته)‬
‫وجيب أن يكون حتت ترصف الطاقم الطبي املهيئ بشكل خاص لتقديم العون يف‬
‫حاالت اإلصابات احلرارية وسائل رضورية‪ :‬سياره إسعاف أجهزة إنعاش وأكياس ثلج‬
‫ومكيف تربيد الخ‪.....‬‬
‫‪-2‬ال جيوز إقامة السباق يف األيام احلارة جدا من الشهور أو من السنة‪ .‬وتعترب خطوة أيام‬
‫الربيع احلاره من املوسم خطرية أيض ًا ألن املشاركني يف السباق مل يتأقلموا بعد مع‬
‫احلرارة العالية‪ .‬ونظرا للتقلبات الكبرية يف الظروف اجلوية حسب املناطق‪ ،‬يف أثناء‬

‫‪144‬‬
‫برجمة املسابقات جيب استخدام بيانات حول الظروف اجلوية املناخية لتجنب إقامة‬
‫املسابقات حني يكون هناك أرضار لتحمل مستوى عال من احلمل احلراري‪.‬‬
‫توقع مقادير احلمل احلراري يف يوم السباق يتم بشكل أدق عن طريق ميزان احلرارة‬
‫الرطب (الرطوبة النسبيه) إذا كانت احلرارة هبذا امليزان أعىل من ‪ 25‬درجة جيب تبديل‬
‫موعد السباق‪ .‬وإذا كانت احلرارة قريبه من ‪ 25‬درجة‪ ،‬جيب تنبيه املشاركني حول ازدياد‬
‫خطر اإلصابة احلرارية‪.‬‬
‫‪-3‬يف أثناء إقامة املسابقات يف أيام الصيف جيب برجمة السباق يف ساعات الصباح األوىل‬
‫(يفضل قبل الساعة ‪ )5‬او ليال (بعد الساعة ‪ )05‬لتخفيض تأثري االشعاع الشميس إىل‬
‫احلد األدنى‪ .‬ويف أثناء إقامة املسابقات يف ظروف احلرارة العالية جيب تأمني كمية مياه‬
‫كافية للمشاركني وتعيني نقاط للمياه خاصه لكل ‪ - 2‬كم‪ .‬يف كل نقطه يقرتح‬
‫استهالك ‪ 211 – 011‬مل من السوائل‪.‬‬
‫عىل احلكام معرفه عالمات ترقب اهنيار الريايض بشكل جيد وعليهم إيقاف الريايض‬
‫الذي يعاين من صعوبات جديه وتقديم اإلسعاف األوىل له‪.‬‬
‫‪-4‬ومهم أيض ًا للوقايه من إصابات احلرارة العالية تعليم املشاركني بالسباق إذ عليهم‬
‫معرفة أن اإلصابات احلرارية تتعرض هلا بالدرجة األوىل تلك املجموعة من‬
‫األشخاص‪ :‬غري املتأقلمني بشكل كاف مع ظروف احلرارة العالية وأوزاهنم كبرية وقد‬
‫أصيب متدربون بشكل سئ سابقا بإصابات حرارية أو يشاركون وهم يف حاله‬
‫مرض‪ .‬واألطفال معرضون بشكل أكرب من الكبار لإلصابات احلراريه‪.‬‬
‫يف أثناء اإلعداد املشاركه يف املسابقات املقامة يف ظروف احلرارة العالية من الرضوري‬
‫التقيد بام ييل‪:‬‬
‫‪ ‬اإلعداد العقالين واحلالة اجليده قبل السباقات تعترب عامل مهم للوقاية من االصابات‬
‫احلرارية‪.‬‬
‫‪ ‬التدريب التمهيدي يف املناخ احلار يؤمن تأقلم حراري مما خيفض من خطر االصابة‬
‫احلرارية‪.‬‬

‫‪145‬‬
‫‪ ‬استهالك السوائل قبل ويف أثناء السباق يرفع بحدة من احتامل خطر اإلصابة‪.‬‬
‫‪ ‬األعراض األوىل لإلصابات احلرارية هي‪ :‬تعرق مفرط أو توقفه‪ ،‬صداع الرأس‬
‫والدوخان واخلمول واإلقياء واختالل التوازن واختالل يف الوعي تدرجييا‪.‬‬
‫‪ ‬اختيار رسعة عقالنية الجتياز املسافه وخظة وتكتيك فعال يلعبان دورا كبري يف الوقايه‬
‫من اإلصابات احلرارية‪.‬‬
‫‪ ‬يفضل العدو بجانب زميل ليكون هناك جمال عند الرضوره تقديم املساعده املتبادلة‪.‬‬
‫من الطبيعي جدا أن هذه املقرتحات قد تكون إىل حد كبري معممة عىل رياضات‬
‫الدراجات وكره القدم والتنس وغريها من األلعاب الرياضيه التي حتتاج إىل تكيف مع‬
‫ظروف احلر الشديد والوقايه من االصابات احلرارية‪.‬‬
‫ومن املهم جدا معرفة أنواع وعالمات اإلصابات احلراريه األساسية واإلجراءات‬
‫األولية الواجب اتباعها مع املصابني أيض ًا‪ .‬يف أثناء رجفان العضالت جيب نقل الريايض‬
‫إىل مكان أكثر بروده وتعويض خمزون السوائل يف جسمة‪ .‬يف حاالت ارتفاع احلرارة‬
‫املفرط املرتبط بضعف حاد للنشاط القلبي جيب تأمني راحة للمصاب يف ظروف احلرارة‬
‫املتدنية‪ ،‬ولتجنب الصدمة جيب أن ترفع قدم الريايض أعىل من مستوى الرأس‪،‬‬
‫ورضوري تناول حملول مملح‪ .‬إذا فقد الريايض الوعي جيب أن يعطي املحلول بحقنه‪.‬‬
‫والتباطؤ يف هذه االجراءات قد يؤدي إىل حتول فرط االرتفاع احلراري إىل رضبه شمس‪.‬‬
‫ويف أثناء رضبة الشمس من الرضوري اختاذ اإلجراءات الرسيعة التالية‪:‬‬
‫تربيد املصاب برسعة بحامم بمياه بارده او لفه برششف مبلل ومناشف‪ .‬وإذا مل يتم‬
‫اختاذ هذه ا الجراءات قد يتحول إىل رضبة شمس وتؤدي إىل غيبوبة وإىل املوت الرسيع‪.‬‬
‫إن إعداد الريايض لنشاط تدريبي وتنافيس فعال يف ظروف احلرارة املتدنيه (الربد‬
‫الشديد) يعترب مساله أقل صعوبة باملقارنة مع اإلعداد يف ظروف احلر الشديد‪.‬‬
‫لكن هذا ال يعني غياب مقرتحات خاصة تعترب األساسية منها املقرتحات التالية‪:‬‬
‫‪ ‬اتباع خيارات إمحاء فعالة‪.‬‬

‫‪146‬‬
‫‪ ‬استخدام ثياب متنع فقدان احلرارة ومعها ال تساهم يف تراكم الرطوبه‪.‬‬
‫‪ ‬برجمة عقالنيه جلهد خمتلف الشده واملده يمنع التثلج‪.‬‬
‫‪ ‬مراقبه احلرارة الداخليه وحراره اجللد واستجابات نظام القلب واالوعيه‪.‬‬
‫يف أثناء تناسب شدة ومدة اجلهد مع خصائص الثياب والظروف املناخية باإلمكان‬
‫بلوغ مستوى عال لقدرة الرياضيني عىل العمل يف أثناء التدريب والتنافس يف ظروف‬
‫احلرارة‪ .‬وأثناء الصقيع والرياح الشديدة جيب استخدام ثياب متنع فقدان الدفء‪ .‬ويف‬
‫ظروف احلرارة املتدنية (ولكن ليس الصقيع) ودون رياح فبالعكس جيب ارتداء ثياب‬
‫خفيفه وذلك ألن الظروف املسهله لإلشعاع تساهم يف إظهار التحمل‪.‬‬
‫ومن الرضوري أيض ًا التذكر بأن احتامل انخفاض حرارة اجلسم واإلصابات احلرارية‬
‫يرتفع يف أثناء التدريب والتنافس يف ظروف املرتفعات اجلبليه بسبب تدين احلرارة‬
‫وازدياد الرياح‪ .‬ويف أثناء االرتفاع إىل علو ‪ 001‬م عن مستوى البحر‬
‫تنخفض احلرارة درجة واحدة‪ .‬وهبذه الصورة تكون احلرارة عىل علو ‪ 2111‬م عن‬
‫سطح البحر ‪ 04 – 03‬درجة أقل مما هو يف السهل‪.‬‬
‫يف أثناء إقامة املسابقات أيام املطر والربد والرياح عىل الطاقم الطبري واخلدمي ان‬
‫يمتلك بطانيات ومرشوبات للوقاية وعالج انخفاض حرارة اجلسم‪.‬‬
‫التدريب واملسابقات يف خمتلق الظروف املناخية‬
‫تتعلق فعالية النشاط التدريبي والتنافيس للرياضيني إىل درجة معينه بتبدالت الطقس‪.‬‬
‫التقلصات احلادة للطقس قادرة عىل التأثري السلبي عىل قدرة الريايض لبذل اجلهد وحتمله‬
‫للتدريبات واالستجابات االستشفائية والتكيفية واملزاج واحلالة الصحية من بني العنارص‬
‫الكثرية املحددة للظروف املناخية وهناك عوامل تؤثر مبارشة عىل جسم الريايض‪ .‬منها‬
‫بالدرجة األوىل حرارة ورطوبة اجلو والضغط اجلوي واألمواج الكهرطيسية والنشاط‬
‫الشميس‪ .‬والتبدل احلاد غري الدوري هلذه العوامل خيل بااليقاع اليومي العادي للوظائف‬
‫احلركية والالارادية ويؤدي إىل ردود أفعال سلبية من جهة وظائف اجلهاز العصبي‬
‫املركزي والدورة الدموية والتنفس الخ‪....‬‬

‫‪147‬‬
‫ويف الوقت ذاته يعترب الطقس املستقر من كل جوانبه مرحيا لإلعداد الفعال والنشاط‬
‫التنافيس‪.‬‬
‫هناك خمتلف الوسائل التي قد ختفف من التأثري السلبي للظروف املناخيه‪ .‬منها اختيار‬
‫مكان التدريب واملسابقات والفورما الرياضيه وحمتوى اإلمحاء وتوجه الوحدات التدريبية‬
‫واختيار التامرين ونظام اجلهد والراحه والتغذية ونظام الرشب واستخدام وسائل‬
‫االستشفاء وغريها الكثري‪.‬‬
‫وهبذه الصورة‪ ،‬يمكن األخذ يف احلسبان معلومات عن حالة الطقس احلقيقية‬
‫وبيانات األرصاد اجلويه أيض ًا‪ ،‬تسمح إىل حد كبري برفع جودة إعداد الرياضيني واقامة‬
‫املسابقات يف ألعاب رياضية كثريه ويساعد بشكل فعال يف حل املهام التدريبية والتنافسية‪.‬‬
‫إن برجمة عملية إعداد الرياضيني واملشاركة يف املسابقات مع األخذ بعني االعتبار‬
‫الظروف اجلوية‪ ،‬يعترب عامال مهام لتأمني قدرة عالية عىل العمل لدى الرياضيني ونشاط‬
‫فعال ملختلف أنظمة اجلسم الوظيفية‪.‬‬
‫وهنا إىل جانب املعلومات حول أحوال الطقس احلقيقيه من املفيد استخدام بيانات‬
‫توقعات األرصاد اجلوية قصرية األمد التي تتحقق بنسبة ‪ %01 – 51‬ومتوسطة األمد‬
‫بنسبة ‪ %60-61‬وطويلة االمد بنسبه ‪.%60-61‬‬
‫(اجلدول ‪ )17‬استخدام نوعية املعلومات عن ظروف الطقس أثناء عملية التدريب‬
‫واملسابقات (خاوستوف ‪)1987‬‬
‫استخدام املعلومات‬ ‫نوعيه املعلومات‬
‫هبدف تبديل مدة وطابع االمحاء‪ ،‬تصحيح مقادير‬ ‫معلومات عن حاله الطقس احلقيقية‬
‫وتوجهات احلموالت‪ ،‬تدقيق تكنيك وتكتيك النزال‬
‫التنافيس‪ ،‬ويف أثناء تقييم نتائج املسابقات وغريها‬
‫أيضا‪...‬‬
‫ً‬ ‫توقعات قصريه االمد (يف حدود يومني) توقعات‬
‫ومعلومات عن الظواهر الطارئة (امطار غريزة‪ ،‬أثناء اختيار وإعداد االجهزة الرياضية‪ ،‬إعداد مكان‬
‫املسابقه مراعاه اجراءات األمان يف أثناء التدريب‬ ‫رياح‪ ،‬حرارة متدنيه وغريها)‬
‫توقعات متوسطة االمد (‪ 0-3‬أيام) وطويلة االمد واملسابقات‪.‬‬
‫يف أثناء اختيار مكان اإلعداد واملسابقات‪ ،‬برجمة قرتات‬ ‫(شهر وأكثر)‬
‫ومراحل اإلعداد والدورات الطويلة‪.‬‬

‫‪148‬‬
‫ويف أثناء حاله الطقس احلار باإلمكان تقليص اإلمحاء وختفيض شدهتا قليال‪ .‬ويف أثناء‬
‫كبريا للتكنيك والتكتيك للنشاط التدريبي والتنافيس يف‬
‫تصحيحا ً‬
‫ً‬ ‫رياح شديدة يتطلب‬
‫ألعاب رياضية متعلقة بالطقس كالقوارب الرشاعيه وتزحلق اجلبال والدراحات‬
‫والتجديف وكره القدم وغريها‪.‬‬
‫ويف أثناء احلرارة املتدنيه تتغري برامج الوحدات التدريبية وقد يتطلب تبديل برامج‬
‫املسابقات‪ .‬ويف أثناء األمطار تتأجل سباقات الدراجات إذا كانت صاله الرتيك مفتوحه‬
‫ومباريات التنس أيض ًا‪.‬‬
‫إن فعالية جهد خمتلف األنظمة الوظيفية يف أثناء عملية النشاط التدريبي والتنافيس‬
‫أيضا‪ .‬عىل سبيل املثال حتسني ظروف التزلج‬
‫متعلقة بدرجة كبرية باألحوال اجلوية ً‬
‫وانخفاض الريح يؤدي ليس فقط إىل رسعة احلركة بل وخيفض من رصف الطاقة‪.‬‬
‫وحتدد االحوال اجلوية إىل درجة كبرية من مقادير احلمل احلراري عىل جسم‬
‫الريايض‪ .‬عىل سبيل املثال حتى الغيوم اجلزئية والرياح الضعيفه ختفف كثريا من احلمل‬
‫احلراري باملقارنة مع حاالت حينام تكون الوحدات التدريبية والتنافسية مقامة عىل نفس‬
‫درجة احلرارة ولكن بدون رياح أو غيوم‪.‬‬
‫احلموالت التدريبية والتنافسية العالية اليت يتحملها الرياضي يف ظروف‬
‫درجات احلرارة املرتفعه واملنخفضة‬
‫إن احلموالت التدريبية والتنافسية العالية التي يتحملها الريايض يف ظروف تقلبات‬
‫حرارة اجلو‪ .‬جعلت مساله تكيف اجلسم يف أثناء جهد يف خمتلف درجات احلرارة من أهم‬
‫املسائل يف معظم األلعاب الرياضيه‪ .‬وبالدرجة األوىل تلك األلعاب التي تتطلب جهدً ا‬
‫طويال من التحمل – عدو مسافات طويلة ودراجات وثرياتلون والتزحلق والسباحة‬ ‫ً‬
‫ملسافات طويلة وغريها‪ ،‬مما تتطلب معلومات دقيقه عن تأثري احلرارة العالية والربد عىل‬
‫جسم الريايض وخاصة خالل ظروف احلموالت التدريبية والتنافسية باإلضافه إىل آليات‬
‫وطرق تأمني تكيف فردي مع احلرارة العالية واملنخفضة‪ .‬ومن املعروف ان ‪ 61‬إىل ‪% 51‬‬
‫من الطاقه التي يولدها جسم اإلنسان ترصف عىل شكل حرارة يف الوسط اخلارجي‬
‫وتتحول فقط ‪ % 41 – 21‬إىل جهد مفيد‪.‬‬

‫‪149‬‬
‫ويف أجواء الظروف الطبيعية‪ ،‬ال يشكل احلفاظ عىل االستقرار احلراري مشكلة جلسم‬
‫اإلنسان‪:‬‬
‫فاحلرارة املفرطه املتشكلة عىل حساب األيض نتيجة التوصيل ومحل احلرارة(‪–21‬‬
‫‪ )%31‬واالشعاع(‪ )%61-01‬والتبخر (التعرق) (‪ )%20-21‬ويف أثناء توصيل تنتقل‬
‫عن طريق االتصال اجلزئي لالنسجة األكثر حرارة من األقل حرارة‪ ،‬وأثناء احلمل‬
‫احلراري نتيجة اتصال اجللد باهلواء املحيط باجلسم أو املاء وعند االشعاع – عن طريق‬
‫نقل احلرارة الزائدة عىل شكل أشعة حتت احلمراء وأثناء التعرق (التبخر) تفرز احلرارة‬
‫أثناء تبخر العرق‪ .‬ويف حال تنفيذ جهد شديد وخاصة يف ظروف املناخ الشميس احلار‪،‬‬
‫اآللية األساسية لفرز احلرارة تعترب التبخر‪ .‬عىل سبيل املثال‪ ،‬يف أثناء جهد طويل وشدة‬
‫عىل مستوى العتبه الالهوائية يبل فقدان احلرارة عىل حساب التبخر ‪ %51‬تقريبا ويف أثناء‬
‫التوصيل واحلمل احلراري ‪.)%00‬‬
‫إن حرارة اجلو املثاليه حلياه اإلنسان املناسبه يف ظروف التبادل الغذائي ترتاوح بني‬
‫‪ 22 – 05‬درجة‪ ،‬وإن النشاط البدين الشديد مرتبط بانخفاض احلرارة املثالية‪ .‬وباألخص‬
‫يف أثناء معدل رضبات القلب ‪ 001 – 041‬دقيقة‪ .‬ينفذ اجلهد بنجاح أكرب يف أثناء حرارة‬
‫اجلو ‪ 06-06‬درجة‪ .‬وزيادة معدل نبضات القلب إىل حد ‪ 051-061‬بالدقيقة متعلقة‬
‫بانزياح (حتول) املنطقة املرحية إىل حدود ‪ 04-03‬درجة مئوية‪.‬‬
‫إن تغريات حرارة الوسط اخلارجي بالنسبة للمستوي املثايل‪ ،‬تؤدي إىل إزالة الفروق‬
‫الفعالية فيزيواوجيا بني حرارة اجلسم الداخليه واخلارجية مما يتطلب من جسم الريايض‬
‫ردود أفعال مناسبة موجهه للحفاظ عىل االتزان احلراري‪.‬‬
‫كام أن املعلومات عن تغريات احلرارة اخلارجية تصل إىل اجلسم بصورة اساسية من‬
‫خالل مستقبالت اجللد‪ .‬وإن مستقبالت الربوده متموضعه عىل عمق ‪ ..06‬ملم واحلراره‬
‫– عىل عمق ‪ ..31‬ملم‪.‬‬
‫إن عدد مرات التنبيهات (االشارات) للمستقبالت الفرديه يرتاوح يف نطاق ‪0-2‬‬
‫إشارات يف الثانية‪ .‬وإن مركز التنظيم احلراري حيث ترد االشارات من املستقبالت‪،‬‬
‫يتواجد يف الوطاء (هيبوثاالمس – حتت املهاد – وهو حلقه الوصل بني اجلهاز العصبي‬

‫‪150‬‬
‫الذايت واجلهاز اإلفرازي من خالل الغدة النخامية ويؤدي وظائف حيوية تضبط عمليات‬
‫اإليض وبعض األفعال الالارادية وإنتاج وافراز اهلرمونات املحررة والخ‪ – ....‬املؤلف)‬
‫كام إن إثارة القسم األمامي للهيبوثاالمس ينشط عملية فرز احلرارة والقسم اخللفي‬
‫عىل توليد احلرارة‪.‬‬
‫وعند تبدل ملحوظ للحراره اخلارجية توصل املستقبالت املعلومات إىل مركز الضبط‬
‫احلراري الذي يرشك يف الشغل آليات الضبط احلراري‪ .‬وخالل ارتفاع احلرارة اخلارجيه‬
‫يتكيف توليد حرارة اجلسم‪ .‬وتعترب اآلليات املذكورة فعالة إىل درجة عالية وتسمح بتامني‬
‫حرارة داخليه مستقره جدا (عادة التقلبات الوسطية اليومية تبل بضعه درجات جزئيه)‬
‫بالرغم من تبدل حرارة الوسط اخلارجي‪.‬‬
‫واذا كان التفاعل املتبادل للجسم مع الوسط اخلارجي جيري بشكل يصل إىل توازن‬
‫ضبط احلرارة‪ ،‬يبدي الريايض قدرة عالية عىل العمل وحتمل جيد للحموالت‪ .‬وأن‬
‫أيضا يؤدي فقط‬
‫اإلخالل هبذا التوازن باجتاه تراكم مفرط للحراره وباجتاه فقداهنا املفرط ً‬
‫إىل انخفاض القدرة عىل العمل ومستوى اظهار الصفات احلركية واختالل للبنيه العقرنيه‬
‫لألفعال احلركية وإىل غري ذلك بل يؤدي إىل خطر إصابات فرط احلرارة وانخفاض‬
‫احلرارة‪ .‬إن إصابات فرط احلرارة عادة تصيب العدائني من املسافات الطويلة واملاراثون‬
‫ودراجات الطرق‪ ،‬وانخفاض احلرارة – التزحلق وسباحي املاراثون ودراجات الطرق‬
‫الذين يشاركون يف ظروف املناخ الرطب والبارد‪ .‬وإصابات فرط احلرارة قد تتميز بطابع‬
‫معني‪:‬‬
‫‪-0‬تشنج العضالت‬
‫‪-2‬حتميل مفرط للحراره‬
‫‪-3‬رضبه الشمس‪.‬‬
‫أقلها خطرا تشنج العضالت ويتميز بتشنج العضالت‪.‬‬
‫اهليكليه عادة والتي حتمل األكرب يف أثناء تنفيذ اجلهد‪ ،‬ومرتبطة عىل االغلب بفقدان‬
‫العنارص الغذائية واجلفاف يف اجلسم‪.‬‬

‫‪151‬‬
‫ويف أثناء حتميل مفرط للحراره قد يالحظ تقيؤ ودوخان وصعوبة يف التنفس وارتفاع‬
‫حاد يف رضبات النبض وانخفاض الضغط نتيجة انخفاض شديد لفعالية القلب واألوعية‬
‫بسبب جفاف اجلسم وفقدان العنارص الغذائيه‪.‬‬
‫وتعترب رضبة احلرارة إصابة فرط احلرارة خطرة عىل حياة اإلنسان‪ ،‬وتتميز بفقدان‬
‫جزئي أو كيل للوعي وارتفاع النبض وتنفس مكثف سطحي وارتفاع الضغط وارتفاع‬
‫احلرارة الداخلية للجسم إىل أعىل من ‪ 41‬درجة وسخونه وجفاف اجللد‪.‬‬
‫واذا مل يتم اإلسعاف الرسيع قد يؤدي إىل املوت‪ .‬ورضبة احلرارة تعترب نتيجة الختالل‬
‫ضبط حرارة اجلسم‪.‬‬
‫وهنا جيب األخذ يف احلسبان أن الرياضيني املدربني والكيفني جيدا عىل التامرين‬
‫واملسابقات يف ظروف احلرارة قادرون عىل حتمل االرتفاع امللحوظ للحراره الداخلية‬
‫التي قد تبل ‪.– 4120‬ر‪ 40‬درجة ويف الوقت الذي تكون فيه احلدود املسموحه التي‬
‫ترتفع بعدها بحده احتامالت رضبة الشمس هي درجة احلرارة ‪.41-30‬‬
‫ويف أثناء دراسة مساله ضبط احلرارة والتكيف مع تأثري احلرارة العالية واملتدنيه‪ .‬عادة‬
‫تؤخذ حرارة اجلسم الطبيعيه كمقياس لكن احلرارة الفيزيولوجية ملختلف األنسجة‬
‫وأعضاء جسم اإلنسان تتقلب يف نطاقات واسعة‪.‬‬
‫عىل سبيل املثال أثناء حرارة الغرفه املثاليه (‪ 20‬درجة) تكون درجة حرارة سطح‬
‫اجلسم وسطيا ‪ 33‬درجة‪ .‬وحراره سطح األطراف أقل بكثري من احلرارة الوسطيه لسطح‬
‫اجلسم‪.‬‬
‫وقد أشار إىل ذلك العامل " بافلوف " إذ كتب‪ ":‬حيق لنا أن نقسم أعضاء احليوانات‬
‫ذات الدم احلار إىل جمموعتني‪ :‬أعضاء بحراره عالية دائمة وأعضاء بحراره متغريه والتي‬
‫تنخفض احيانا إىل أقل من مستوى احلرارة الداخليه بكثري‪.‬‬
‫وال يمكن أن تكون هناك فروق فيزيولوجية بني أنسجة السطوح الداخليه بتقلبات‬
‫حراريه يومية بدرجة واحدة وأنسجة وأعضاء اجللد التي تتقلب حرارهتا دون رضر يف‬

‫‪151‬‬
‫نطاق ‪ 21 – 01‬درجة وأكثر‪ .‬وبالتايل فاحليوانات ذات الدم احلار يمكن تصورها عىل أهنا‬
‫مؤلفه من نصفني‪:‬‬
‫نصف ذات دم حار بالطبع ونصف ذات دم بارد‪ .‬ولذلك فعلينا التوقع بأن ظروف‬
‫عيش أخرى هلذين النصفني ستختلف أيض ًا عن بعضها البعض"‪.‬‬
‫وتالحظ الفروق أيض ًا يف حرارة األنسجة العميقه والكبد والكليتني والقلب والدماغ‬
‫وبقيه األعضاء عىل سبيل املثال حرارة الكبد أعىل ب ‪ 2 – 0‬درجة تقريبا من احلرارة‬
‫الرشجيه‪ .‬لكن هذه التقلبات غري كبرية نسبيا واحلراره هنا بصورة واحدة دائمة نسبيا‪.‬‬
‫وهذا يربر التقسيم التخطيطي جلسم اإلنسان إىل " نواة " ذات حرارة دائمه ومنتظمه‬
‫برصامه‪ ،‬و " قرشة " األنسجة املحيطيه جلسم اإلنسان التي قد تتقلب حرارهتا يف نطاقات‬
‫واسعة حسب حرارة البيئه اخلارجية ودرجة الوقايه من التبادل احلراري وخصائص‬
‫النشاط‪.‬‬
‫وهبذة الصورة فإن مصطلح "حرارة اجلسم" ال يمكن أن يستخدم دون اإلشارة إىل‬
‫ذلك القسم من اجلسم الذي تم قياس حرارته‪.‬‬

‫‪151‬‬
154
‫الفصل السادس‬

‫اإليقاع احليوي للرياضيني‬

‫‪ -‬التغريات اليومية حلالة جسم رياضي‬


‫‪ -‬التدريب واملسابقات يف خمتلف أوقات اليوم‬
‫‪ -‬فقدان تزامن اإليقاع احليوي جلسم الرياضي بعد رحلة طويلة‬
‫‪ -‬اإليقاع احليوي للرياضيني بعد الرحالت الطويلة‬

‫‪155‬‬
‫اإليقاع احليوي للرياضيني‬
‫يعترب اإليقاع احليوي (اليومي) ميزة طبيعية للكائنات احلية من ضمنها اإلنسان‪.‬‬
‫وسبب هذا اإليقاع بالدرجة األوىل هو الدورات الضوئيه واحلراريه للوسط املحيط‬
‫ومتعلق بدوران االرض يوميا حول حمورها ويتبدي ذلك يف خمتلف عمليات النظام‬
‫احليوي‪.‬‬
‫أصبحت تدرس مسالة اإليقاع احليوي يف جمال رياضة األرقام القياسية بجدية فقط يف‬
‫السنوات العرش األخرية نظرا لرضورة النشاط التدريبي والتنافيس يف خمتلف أوقات اليوم‬
‫ابتدا ًءا من الساعة ‪ 6‬صباحا وانتهاء بساعات الليل املتاخرة‪.‬‬
‫ويعود ذلك إىل إجراء عدة وحدات تدريبية (‪ )4-2‬خالل اليوم التدريبي والتي قد‬
‫تربمج يف ساعات الصباح األوىل والساعات األخرية من الليل‪ .‬إن برجمة املسابقات‬
‫الرئيسية يف دول ذات احلرارة العالية أجربت املنظمني عىل إقامتها يف الصباح الباكر‬
‫والليل املتأخر‪.‬‬
‫وتفاقمت مسألة اختالل اإليقاع احليوي جلسم الريايض بسبب توسع تقويم‬
‫املسابقات الدولية الكربى وإقامتها يف خمتلف مناطق العامل‪ .‬واضطر أقوى الرياضيني يف‬
‫أغلب األحيان من أجل املشاركه يف املسابقات الضخمه االنتقال من قاره إىل أخرى او إىل‬
‫الرشق او إىل الغرب يف فروق كبرية للمناطق الزمنية مما أثر عىل قدراهتم الوظيفية‬
‫ومستوى نتائجهم‪.‬‬
‫التغريات اليومية حلالة جسم الرياضي‬
‫تبدي الوظائف األساسية للجسم إيقاع حيوي وهذا خيص حرارة اجلسم والنشاط‬
‫اهلرموين ونشاط القلب واألوعية والقدرة عىل العمل وإىل غري ذلك‪ .‬ومع أن اإليقاع‬
‫العادي لنشاط خمتلف الوظائف يزيد عن ‪ 24‬ساعة‪ .‬إال أن التزامن اخلارجي – تعاق‬
‫النهار والليل ونظام احلياة العام والنشاط احلركي والتغذية والخ‪ ،‬يشكل إيقاع يومي‬
‫مستقر للوظائف احليوية‪.‬‬
‫إن حمتوى العنارص البيولوجية النشطة يف الوسط الداخيل جلسم اإلنسان يتصاعد‬
‫وينخفض حسب أوقات النهار والليل وتتغري بشكل ملحوظ قدرة الريايض عىل إظهار‬

‫‪156‬‬
‫خمتلف الصفات البدنية والنفسية‪ .‬ويالحظ املستوى األعىل لقدرات اجلسم الوظيفية يف‬
‫املرحلة من الساعة ‪ 01‬حتى ‪ 03‬ومن ثم بعد انخفاض قليل من الساعة ‪ 06‬ولغاية ‪.00‬‬
‫ويالحظ النشاط األدنى للوظائف احليوية ليال من الساعة ‪ 2‬ولغاية ‪( 4‬هوملان‪،‬‬
‫هيتنجر ‪.)0051‬‬
‫حينئذ قد تكون التقلبات كبرية جدا‪ .‬عىل سبيل املثال معدل نبض القلب يف حالة‬
‫السكون قد يبل ‪ %31 – 21‬واستهالك أقىص لألكسجني ‪ %6-4‬والقيمة االوكسجية‬
‫للجهد ‪ %01-0‬وتكثف أقىص لالكتات يف أثناء محل مطلق ‪ %20‬والقدرة عىل العمل إىل‬
‫حد ‪.%21‬‬
‫وقد يكتسب اإليقاع لدى الرياضيني طابعا خاصا بسبب وقت إقامة التامرين‪ .‬عىل‬
‫سبيل املثال‪ ،‬لدى األشخاص غري املامرسني للرياضة قد تكون قدرات القوة والتحمل‬
‫أعىل يف أثناء تنفيذ جهد بطابع متنوع واملرونة والقدرات التوافقية‪ ،‬يف الصباح الباكر ‪-0‬‬
‫‪ %01‬أو أدنى مما هو عليه يف الساعة ‪ 00‬حتى ‪ 03‬او من الساعة ‪ 06‬إىل ‪ 00‬لدى‬
‫الرياضيني الذين اعتادوا عىل التدريب يف الصباح الباكر‪ ،‬وهذه الفروق تكون غري كبرية‪،‬‬
‫واألكثر من ذلك قد يؤدي مترين منتظم طويل يف الساعات املبكرة إىل أن تكون املؤرشات‬
‫املسجلة يف الساعة ‪ 5-6‬صباحا أعىل مما هي عليها يف الساعة ‪ 02-00‬او ‪05-06‬‬
‫التدريب واملسابقات يف خمتلف أوقات اليوم‬
‫إن تعلم عنارص تكنيكية تكتيكية جديدة جيري بنجاح أكرب يف النصف األول من‬
‫اليوم من الساعة ‪ 01‬ولغاية ‪.02‬‬
‫ويف هذا الوقت بالذات يالحظ مستوى أقىص للقدرات التعليمية لدى الريايض‪.‬‬
‫وتالحظ قمة املزاج واحلالة الصحية والقدرات الذهنية‪.‬‬
‫ويربط اخلرباء ذروة املؤرشات النفسية بمستوي الكارتيزول والكاتيكوالمني األقىص‬
‫املالحظ يف النصف األول من اليوم (الكورتيزول هو هرمون تفرزه قرشة الغدة الكظرية‬
‫استجابة لالجهاد وظيفتة رفع مستوى اجللوكوز يف الدم من خالل ختليقه باإلضافة إىل‬
‫وظائف عالجيه أخرى)‪( .‬والكاتيكوالمني هي هرمونات اهلروب والقتال‪ .‬اشهرها‬

‫‪157‬‬
‫االدرينالني ونورابينفرين والدوبانني‪ .‬تفرزها الكظرية كرد فعل عىل التوتر والضغط وهو‬
‫جزء من اجلهاز العصبي الودي‪.‬‬
‫ناجحا‬
‫ً‬ ‫ويكون العمل عىل تطوير قدرات الرسعة املميزة بالقوة وحركية املفاصل‬
‫بشكل أكرب إذا تم ذلك يف الساعات بني ‪ .05-06‬ويالحظ يف هذا الوقت بالذات أعىل‬
‫مستوى هلذه الصفات احلركية‪.‬‬
‫أما العمل عىل التحمل فيفضل برجمته قريبا من املساء من الساعة ‪ 06‬ولغاية ‪.00‬‬
‫ويالحظ يف هذا الوقت مقادير قصوى الستهالك األكسجني والتهوية الرئوية وحجم‬
‫الدم االنقبايض والقذف القلبي وغريها‪ .‬يف هذا الوقت أيض ًا يتغلب الرياضيون ً‬
‫أيضا‬
‫بشكل أسهل عىل أحاسيس التعب وجترى لدهيم بشدة العمليات االستشفائية‪.‬‬
‫وتشهد األبحاث حول قدرة العمل الرياضية املنفذه يف ظروف طبيعيه‪ ،‬عىل ان أعىل‬
‫املؤرشات تالحظ عادة يف ساعات املساء‪ .‬وعند ذلك‪ ،‬حتى يف ساعات املساء املتاخره‬
‫(الساعة ‪ )22‬يبدي أغلب الرياضيني قدرة عالية عىل العمل أكثر باملقارنة مع الصباح‬
‫الباكر‪ .‬وجيب اإلشارة هنا إىل أن املؤرشات العالية للقدرة عىل العمل مرتبطة كثريا بتشكل‬
‫استجابات التكيف الطويل األمد ردا عىل ما جرت العادة عليه من إقامة الوحدات‬
‫التدريبية والتنافسية يف ساعات املساء‪.‬‬
‫ويعود األمر إىل ان قدرة عمل الريايض اخلاصه تكون يف أعىل درجاهتا يف األوقات‬
‫التي اعتادوا فيها عىل التدريب والتنافس‪.‬‬
‫فالرياصيون الذين تدربوا خالل وقت طويل يف الصباح الباكر كانت مؤرشات قدرة‬
‫عملهم يف قمتها يف الساعات الصباحية‪.‬‬
‫إىل جانب هذا املؤرشات قدرة العمل الصباحية املسجلة تفوقت بكافة مقاساهتا عن‬
‫املؤرشات اليومية واملسائية بالرغم من أنه من وجهه نظر اإليقاع اليومي لتقلبات‬
‫الوظائف الفيزيولوجية ال تعترب الساعات الصباحية فرتة مثالية‪.‬‬

‫‪158‬‬
‫أن الرياضيني الذين تدربوا بالعاده يف أوقات النهار يبدون قدرة أعىل عىل العمل يف‬
‫ساعات النهار وإىل حد ما أقل يف ساعات املساء ولوحظت لدهيم مقادير متدنية أكثر‬
‫للقدرة عىل العمل يف ساعات الصباح‪.‬‬
‫والرياضيون الذين تدربوا يف املساء يظهرون قدرات عالية عىل العمل يف هذا الوقت‬
‫أيض ًا وتكون قدراهتم يف ساعات الصباح والنهار أقل والرياضيون الذين يتدربون مرتني‬
‫باليوم‪ ،‬صباحا ويف هناية اليوم‪ ،‬يظهرون أعىل القدرات عىل العمل يف الوحدات املسائية‪،‬‬
‫واملؤرشات الصباحية بالرغم من تدنيها عن املسائية إال أهنا أعىل من النهار بكثري‪.‬‬
‫إن التقلبات اليومية الطبيعيه للوظائف الذاتيه ترتك اثرها عىل مقادير تقلبات‬
‫مؤرشات قدرات العمل اخلاصة‪ .‬حني يتطابق وقت الوحدات التدريبية مع الذروة‬
‫الفيزيولوجية لنشاط اجلسم يصبح مستوى القدرة عىل العمل إىل حد ما أعىل باملقارنة مع‬
‫ما يالحظ يف أثناء إقامة الوحدات يف األوقات غري املحبذة من وجهه نظر النشاط‬
‫الفيزيولوجي‪.‬‬
‫إن زمن إقامة الوحدات خالل اليوم برجمته حسب ظروف الوحدات التدريبية‬
‫ودراسة وعمل الرياضيني‪ .‬لكن جيب مراعاه ابقاء موعد التامرين قدر االمكان مستقرا‬
‫ألن إعادة ضبط نظام التدريب يرافقة فقدان القدرة عىل العمل لدى الرياضيني وإضعاف‬
‫العمليات االستشفائية ‪ .‬بعد احلموالت الذي تؤثر حتام عىل جودة العملية التدريبية‪.‬‬
‫ووقت الوحدات‪ ،‬باإلمكان وجيب تغيريه‪ ،‬فقط قبل املسابقات الرئيسية التي ستقام يف‬
‫ساعات ختتلف عن املوعد املعتاد للوحدات او يف منطقة زمنية خمتلفة‪.‬‬
‫ان تبديل وقت إقامة الوحدات يؤدي إىل تغري أكيد إليقاع القدرة عىل العمل‪ .‬إن‬
‫أكثر الوحدات تؤدي إىل تغري أكيد اليقاع القدرة عىل العمل‪ .‬وأكثر القدرات قابليه للتغري‬
‫هي الرسعة املميزة بالقوة‪ :‬يف األيام ‪ 00 – 01‬يظهر الرياضيون أعىل قدرات العمل يف‬
‫املوعد املتغري للوحدات‪ ،‬وحتدث إعادة ضبط اإليقاع اليومي لقدره العمل بمؤرشات‬
‫التحمل بشكل متأخر إىل حد ما أي يف هناية األسبوع الثالث‪.‬‬
‫ويساعد عىل إعادة ضبط وتزمني اإليقاع اليومي‪ ،‬العالقات االجتامعية بني الناس‬
‫أيض ًا‪ .‬النشاط التدريبي والتنافيس املشرتك بمختلف أشكال العالقات واملشاعر اإلجيابية‬

‫‪159‬‬
‫والسلبية تعترب وسيلة فعالة إلعادة ضبط وتزمني اإليقاع‪ .‬وتزامن االيقاعات مهم‬
‫باألخص يف األلعاب اجلامعية إذا أخذنا يف االعتبار أن اإليقاع اليومي لدى اشخاص ممن‬
‫لدهيم الذروة‪.‬‬
‫الصباحية واملسائية للنشاط ختتلف كثريا إىل حد ‪ 01 – 61‬دقيقة بالنسبة ملختلف‬
‫املؤرشات‪ ،‬كام التتطابق يف املستويات‪ ،‬ذروة النشاط بني الشخص املنطوي واالجتامعي‪.‬‬
‫فقدان تزامن اإليقاع احليوي جلسم الرياضي بعد رحلة طويلة‬
‫خالل اجتياز عدة مناطق زمنية (اختالف بالساعات) حيدث إعادة تنسيق اإليقاع‬
‫اليومي للوظائف النفسية الفيزيولوجية والقدرة عىل العمل بساعه مناطقية جديدة‪.‬‬
‫واعادة التنسيق بالذات بعد الرحالت الطويلة من أماكن اإليقاع احليوي املعتاد مع‬
‫التزامن اخلارجي‪ ،‬يعترب السبب األسايس للتوتر النفيس املؤقت‪ .‬فبعد الرحلة فورا‪ ،‬ال‬
‫تنسجم اإليقاعات املعتاده مع تبدالت الليل والنهار يف املكان اجلديد من اإلقامة أي‬
‫يالحظ فقدان تزامن خارجي ومن ثم الحقا‪ ،‬بسبب األوقات املختلفة إلعادة الضبط‬
‫وظائف اجلسم‪ ،‬حيدث إعادة تزمينها – أي تزمني داخيل وما حيدث نتيجة ذلك من ظاهرة‬
‫تتميز بعدم ارتياح عام (مشقه) واختالل النوم وتدين القدرة عىل العمل يف أثناء تنفيذ‬
‫محوالت بتوجهات خمتلفة وانخفاض النتائج الرياضية‪ .‬وكشفت أبحاث ودراسات‬
‫عديدة أبحاث " كاسيل (‪ )53‬أنه يف أثناء االنتقال من مكان إىل أخر بفروق ‪ 6‬ساعات‪،‬‬
‫تالحظ فقط يف اليوم السادس استجابات تؤكد عىل تأقلم نسبي للجسم مع الظروف‬
‫املتغرية‪ .‬وهنا تكون أكثرها حيوية مؤرشات النشاط النفيس والقدرة عىل العمل‪ .‬فيام‬
‫يتعلق بإيقاعات العمليات الفيزولوجية والبدنية الكيميائية التي جترى يف األعضاء‬
‫واخلاليا ونواة بنياهنا التي حتدد مكونات الدم والسوائل النسيجية فإهنا تبقي طويال عىل‬
‫مستواها النموذجي املعتاد وتتغري خالل مرحلة زمنية أكثر طوال‪.‬‬
‫ولقد توصل إىل نتائج مشاهبه خرباء آخرون‪ .‬إن اختالل اإليقاعات املعتاده نتيجة‬
‫االنتقال إىل مناطق زمنية ختتلف ب ‪ 6 – 6‬ساعات يؤدي إىل إعادة توافق اإليقاع احليوي‬
‫بالنسبة للقدرات احلركية واالستجابات الفيزيولوجية والنفسية‪ .‬ويتطلب التكيف مع‬
‫الظروف اجلديه وق ًتا أكثر‪ .‬وهنا ختتلف رسعة تطور استجابات األقلمة بالنسبة إىل خمتلف‬

‫‪160‬‬
‫املؤرشات وحتددها أيض ًا إىل حد كبري خصائص الريايض الفردية وترتاوح يف نطاق ‪– 2‬‬
‫‪ 05‬يو ًما‪.‬‬
‫إن وقت النوم واالستيقاظ والنشاط النفيس احلركي والذهني عادة ينتظم خالل ‪– 2‬‬
‫‪ 6‬أيام‪ ،‬ومن أجل رسعة االستجابة‪ ،‬تبل مده انتهاء التبدالت املرحليه يومني وللحراره‬
‫الداخلية ‪ 6 – 4‬أيام وملعدل نبض القلب ‪ 5-6‬أيام واستشفاء القدرة عىل العمل خالل ‪3‬‬
‫– ‪ 0‬أيام وتنتظم املؤرشات األخرى خالل ‪ 01 – 6‬أيام وأكثر‪.‬‬
‫عىل سبيل املثال‪ :‬تنخفض حسب رأي " بانفيلوف (‪ ")56‬أثناء االنتقال إىل منطقة‬
‫فرق الساعة ‪ 5 – 6‬ساعات‪ ،‬مؤرشات استهالك أقىص لألكسجني بحده طوال ‪ 3 -2‬أيام‬
‫بعد الوصول ومن ثم االستشفاء بالتدرج وتصل إىل املقادير األصلية أو أعىل منها يف‬
‫األيام ‪ 03 – 6‬مع انتظام كامل فقط بعد ‪ 21 – 05‬يوم‪.‬‬
‫ويتطلب وق ًتا خمتل ًفا أيض ًا هذا هذا التكيف مع متارين حركية بمختلف الصعوبة‬
‫والتوجهات‪ .‬واستشفاء القدرة عىل تنفيذ متارين حركية صعبه‪ ،‬جيري أبطأ باملقارنة مع‬
‫التامرين السهله (كالين واخرون ‪ .)62‬وتستشفي قدرات الرسعة املميزة بالقوة بصورة‬
‫أرسع من قدرات تنفيذ جهد طويل يتطلب إظهار التحمل‪.‬‬
‫لذلك فإن من الطبيعي أن يتأقلم بشكل خمتلف مع ظروف الوقت اجلديدة‬
‫الرياضيون املختصون يف ألعاب رياضية تتميز بصعوبة توافقية لألفعال احلركية‬
‫واحتياجات خمتلف أنظمة اجلسم الوظيفية ‪ ،‬يف إحدى األبحاث التي أجريت مؤخرا‬
‫(هيل وآخرون ‪ )03‬متت دراسة تأثري االنتقال إىل وجهات الرشق والغرب عىل القدرة‬
‫عىل العمل لدى الرياضيني يف أثناء تنفيذ جهد بطابع متنوع‪ .‬وأثبت أن االنتقال إىل أماكن‬
‫بعيدة ال يؤثر عىل مستوى قوة كف اليد الثابتة لكن تؤدي إىل انخفاض كبري يف القوة‬
‫الرسيعة والبطيئة أيض ًا يف اليوم التايل من الوصول‪ .‬يف األيام الالحقة يتم استشفاء القوة‬
‫إىل وضعها األصيل أو قد تزيد عن ذلك‪ .‬فيام خيص جودة النوم‪ ،‬فبالعكس يعترب عالية‬
‫حتى يف الليلة األوىل ويعود ذلك إىل التعب ويف الليلة الالحقة تسوء (السفرات الطويلة‬
‫تؤدي أيض ًا إىل انخفاض كبري يف القدرة عىل العمل أثناء جهد ال الكتايت الهوائي خالل‬
‫اليومني االوليني بعد الوصول‪.‬‬

‫‪161‬‬
‫وحيدث استشفاء القدرة عىل العمل يف األيام الثالثة والرابعة‪ .‬وانخفاض القوة‬
‫والقدرة عىل العمل وجودة النوم يرافقة تغري القيم النفسية املهمة جدا لدى املامرسني ‪-‬‬
‫أي سوء املزاج ويالحظ ازدياد االرهاق واالنفعال ويظهر ذلك باألخص بعد االنتقال إىل‬
‫جهة الرشق‪.‬‬
‫أما بالنسبة لقدرات القوة وقدرات العمل‪ ،‬لفم تالحظ فروق يف حالة املامرسني بعد‬
‫االنتقال إىل الرشق أو الغرب‪.‬‬
‫وتالحظ فروق كبرية فردية يف إعادة تزمني اإليقاع اليومي والوقت الالزم للتكيف‬
‫مع الظروف اجلديدة‪ .‬وال يشعر بصعوبات بسبب تبدل حاد يف الوقت حوايل ‪ % 20‬من‬
‫الناس تقريبا بعد االنتقال إىل منطقة ذات فروق تبل ‪ 5-0‬ساعات وآخرون يتاثرون هبا‬
‫كثريا حتى بفروق ‪ 3-2‬ساعات‪ ،‬ويتكيف ‪ %20-21‬من األشخاص بصعوبة بالغة أو ال‬
‫يتمكنون من التكيف إطالقا‪ .‬والرياضيون الذين يتدربون ويتنافسون يف خمتلف األوقات‬
‫ثريا إىل مناطق زمنية أخرى بعيده والذين اعتادوا عىل تبدل اإليقاع‬
‫والذين يسافرون ك ً‬
‫اليومى‪ .‬يتكيفون مع تبدل الوقت بصورة أرسع باملقارنة مع األشخاص ذوي اإليقاع‬
‫احليوي املستقر‪.‬‬
‫وحيدث التكيف يف أثناء االنتقال إىل الغرب بنسبة ‪ %61-41‬أسهل وأرسع مما هو‬
‫عليه عند االنتقال إىل الرشق‪.‬‬
‫وسبب مثل عدم التناسق هذا هو مرحلة اإليقاع احليوي الطبيعي الذي تزيد عن ‪24‬‬
‫ساعة ملعظم الوظائف احليوية‪ ،‬لذلك من األسهل بالنسبة لإلنسان " تطويل " يومه بعد‬
‫االنتقال إىل جهة الغرب بدال من أن " يقرصه" أثناء االنتقال إىل الرشق‪.‬‬
‫وهناك بيانات تؤكد بأن تزمني اإليقاع احليوي بعد االنتقال إىل الغرب حيدث برسعة‬
‫‪ 02‬دقيقة يف اليوم وبعد الوصول إىل الرشق حيدث برسعة ‪ 06‬دقيقة (سوسلوف ‪)00‬‬
‫يف أثناء االنتقال إىل الرشق مستوى تغريات القدرة عىل العمل والعمليات‬
‫الفيزيولوجية املهمة جدا يكون أعىل وخالل األيام ‪ 0-0‬بعد الوصول إىل جهة الرشق‪،‬‬
‫يالحظ اختالل أوضح للنوم وقدرة العمل احلركية النفسية والذهنية باملقارنة مع‬
‫التغريات التي حتدث باالنتقال إىل الغرب‪ .‬لذلك إذا كانت املسابقات تقام عىل فروق‬
‫‪161‬‬
‫‪ 02-01‬ساعات مناطقية فمن األصلح االنتقال باجتاه للغرب‪ .‬وبعد اجتياز ‪5-0‬‬
‫ساعات مناطقية باجتاه الغرب ينام الرياضيون بشكل أسهل يف الليلة األوىل فيام إذا كانوا‬
‫أثناء السفر دون نوم وهبذه الصورة "تتأخر" مرحلة الراحه الليلية بوضوح‪ .‬وهذا يسمح‬
‫للريايض بالراحة جيدا بعد الوصول‪ .‬ويف الليايل ‪ 3-2‬التالية قد يستيقظ ليال ويصاب‬
‫باألرق‪ .‬ويت استشفاء البنيه الطبيعيه للنوم خالل ‪ 4-2‬أيام‪.‬‬
‫ويرتبط االنتقال إىل جهة الرشق باختالل كبري يف جودة النوم‪ .‬فخالل أيام كثريه ‪6-0‬‬
‫أيام ال تؤدي حماوالت النوم بشكل مبكر أدى إىل نتيجة‪ .‬وجتب اإلشارة إىل أن االنتقال‬
‫إىل جهة الرشق غالبا يتم يف أوقات الليل والبقاء مستيقظ ًا يف الليل يف أثناء السفر وقد‬
‫يؤدي إىل سهولة نوم الريايض ونومه بشكل جيد يف الليلة األوىل‪.‬‬
‫وحني يلبي هبذه الصورة احتياجاته من النوم يف األيام الالحقة يواجه الريايض حتام‬
‫متكررا يف منتصف الليل ويصاب باألرق‪.‬‬
‫ً‬ ‫استيقا ًظا‬
‫وجيب التوقف أيض ًا عند مساله تأثري األسعار الطويلة وتبدل الساعات املناطقية عىل‬
‫حالة الريايض النفسية‪ .‬من املعروف أن تأثري خمتلف االنفعاالت النفسية التي قد تكون‬
‫إجيابية أو سلبية عىل الريايض‪ .‬ومصادر االنفعال النفيس قد تكون ذات طابع عام‬
‫كمستوي احلياة املعيشيه والتغذية والدراسه والعمل والعالقات االرسيه ومع االصدقاء‬
‫واملناخ ونظام النوم الخ‪....‬‬
‫وقد تكون بطابع خاص مرتبط بالنشاط التنافيس والتدريبي كالقدرة عىل العمل يف‬
‫التمرين‪ .‬واملباريات والتعب واالستشفاء وحالة الريايض التكنيكية التكتيكية والرغبة يف‬
‫الراحة واهتاممه بالوحدات التدريبية ونشاطه وأحاسيس األمل يف العضالت واألعضاء‬
‫الداخلية وغريها‪.‬‬
‫ان إعادة تنسيق اإليقاع احليوي ملختلف الوظائف احليوية‪ ،‬يؤثر عىل الضغوط النفسية‬
‫(الكرب) كافة واملذكورة أعاله وتغري هبذه الصورة كثريا يف احلالة النفسية للريايض‪.‬‬
‫واالنتقال إىل مناطق زمنية بفروق ‪ 5-0‬ساعات يؤدي إىل ازدياد حاد يف كمية األعراض‬
‫السلبية يف أثناء تقييم االستجابة ملختلف مصادر الضغوطات يف احلياة اليومية والنشاط‬

‫‪161‬‬
‫التنافيس والتدريبي وهذا يعد شاهدا دقيقا عىل سوء حالة الريايض العامه واستعداده‬
‫لتحمل األمحال التدريبية والتنافسية‪.‬‬
‫إن العودة إىل مكان اإلقامة األصيل تفرض متطلبات أقل قساوة عىل تكيف الريايض‪،‬‬
‫وحيدث استشفاء اإليقاع احليوي بشكل أرسع بكثري من تشكله يف أثناء رحالت طويلة إىل‬
‫أماكن غري معتاده‪.‬‬
‫واالنزياح (التبدل) املرحيل العكيس ينتهي برسعة خالل ‪ 3-0‬أيام بالنسبة ملختلف‬
‫الوظائف الفيزيولوجية‪.‬‬
‫وجيب إجياد تفسري ذلك عن طريق األسباب النفسية والفيزيولوجية‪ .‬وباإلمكان‬
‫التأكد باألخص بأنه بالنسبة لبعض الوظائف الفيزيولوجية‪ ،‬تكون اإلقامة ملدة ‪3-2‬‬
‫أسابيع يف ظروف جديدة بعد رحالت طويلة‪ ،‬يعترب غري كاف إلهناء مرحلة التبدالت‬
‫لبعض الوظائف الفيزيولوجيه‪ .‬وبعد العودة إىل مكان اإلقامة األصيل هذه الوظائف‬
‫تأثريا تزامن ًيا عىل غريها من الوظائف احليوية مؤدية بذلك إىل استشفاء‬
‫بالذات قد حتدث ً‬
‫ايقاعها املعتاد‪ .‬نظرا لذلك‪ ،‬فإن من امللفت اإلشارة إىل ان الرحالت الطويلة من الشامل‬
‫إىل اجلنوب وبالعكس ال حتدث أ ًثرا يف اإليقاع احليوي لكنها جتلب التعب وتسئ إىل‬
‫الوظائف النفسية والفيزيولوجية‪ .‬ويف أثناء نظام عقالين للجهد والراحه حاله الريايض يف‬
‫أثناء الرحالت من الشامل إىل اجلنوب وبالعكس قد تنتظم خالل ‪ 2-0‬يوم‪.‬‬
‫هبذه الصورة يستتب إيقاع اجلسم بعد الرحالت الطويلة وقد يرتاوح يف نطاقات‬
‫واسعة من ‪ 1-1‬إىل ‪ 10-7‬أيام وأكثر ويعود ذلك إىل اسباب كثريه نشري من بينها قبل كل‬
‫شئ إىل األمور الرضورية التالية‪:‬‬
‫طول الرحلة (فروق الساعة املناطقية ‪ 4-3‬ساعات قد متر دون اثر تقريبا عىل اجلسم‬ ‫‪‬‬
‫ً‬
‫وطويال إىل حد ما)‪.‬‬ ‫وأما الفروق ‪ 5-6‬ساعات فتتطلب تكي ًفا صع ًبا‬
‫اجتاه الرحلة (االنتقال إىل جهة الغرب يتم بسهولة أكثر من الرشق)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫النظام خالل الوقت الذي سبق الرحلة (إعداد مسبق كاف قد يسهل جدا من عملية‬ ‫‪‬‬
‫استتباب اإليقاع‪.‬‬

‫‪164‬‬
‫التغذيه العقالنيه قبل السفر ويف أثنائه وبعده فورا‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫استخدام وسائل وإجراءات خاصة (تناول عقاقري منومة‪ ،‬استخدام اضوا ساطعه‬ ‫‪‬‬
‫وإجراءات استشفائيه ومهدئة ذات طابع بدين ونفيس وغريها‪.‬‬
‫خاصيه اللعبة الرياضيه والنزال التنافيس (إعادة تزمني اإليقاع يف ألعاب ببنيه حركية‬ ‫‪‬‬
‫ً‬
‫طويال‪،‬‬ ‫حتفيزا وظيف ًيا‬
‫ً‬ ‫بسيطة نسبيا وطابع متشابه للنشاط التدريبي الذى ال يتطلب‬
‫جيري بصورة أرسع)‪.‬‬
‫صعوبة األفعال احلركية (إعادة تزمني اإليقاع بالنسبة لألفعال البسيطة والقوة الثابتة‬ ‫‪‬‬
‫وزمن االستجابة احلركية البسيطة وتكرار حركات نموذجية عادية وغريها‪ ،‬حيدث‬
‫أرسع مما هو بالنسبة إىل احلركات الصعبة وخاصة يف حاالت تعدد اخليارات)‪.‬‬
‫طابع النشاط التدريبي والتنافيس السابق (الرياضيون الذين يشاركون باستمرار يف‬ ‫‪‬‬
‫مسابقات بمختلف القارات وهم مضطرون إىل تغري وقت التدريب واملسابقات‬
‫ويتكيفون بصورة أرسع بعد الرحالت الطويلة)‪.‬‬
‫اإليقاع احليوي للرياضيني بعد الرحالت الطويلة‬
‫جرت العادة تقسيم إعادة تزمني اإليقاع احليوي إىل ثالث مراحل بعد الرحالت‬
‫الطويلة‪:‬‬
‫املرحلة األوىل‪( :‬استجابات الكيف األولية) وتستمر حوايل يوم واحد وتتميز بوجود‬
‫ظاهرة الضغط النفيس مع إنحراف يف مفعول األقلمة النهائية عن املستوى الثابت‬
‫املرحلة الثانية‪( :‬األساسية) ويستمر التكيف ملدة ‪ 6-0‬أيام‪ .‬وهنا حيدث إعادة ضبط‬
‫أوىل لوظائف اجلسم وأجهزته املنظمة مع إرشاك استجابات تعويضية تكيفية‪.‬‬
‫املرحلة الثالثة‪( :‬انتهاء استجابات التكيف) وتستمر ‪ 00-01‬يوما‪ .‬وخالل هذا‬
‫الوقت يستشفى بالتدرج مستوى تشغيل أنظمة اجلسم األساسية وتنتهي بتشكل االتزان‪.‬‬
‫إن صورة ومدة املراحل املذكورة متعلقة بكمية الساعات املناطقية املقطوعه‪ .‬يف أثناء‬
‫قطع مسافة مناطقيه من ‪ 3-2‬ساعات‪ ،‬حتمل تغريات احلالة الوظيفية للجسم طابعا‬

‫‪165‬‬
‫معتدال وجيري التكيف الزمني برسعة كافية‪ .‬ويف أثناء قطع مسافة مناطقيه من ‪5-0‬‬
‫ساعات‪ ،‬خيتل اإليقاع اليومي لوظائف اجلسم بوضوح‪ ،‬أما عملية التكيف فتكون أطول‪.‬‬
‫يساعد عىل التكيف مع الظروف اجلديه نشاط حركي ونظام احلميه واحلافز وتصحيح‬
‫نظام اجلهد والراحه وتغري طابع النشاط وغريها من الوسائل‪ .‬ويف الوقت ذاته السلوم‬
‫غري العقالين للريايض يف األيام األخرية قبل الرحلة الطويلة ويف األيام األوىل من‬
‫الوصول إىل املكان اجلديد‪.‬‬
‫قد تصعب عملية ضبط التزامن يف النوم والنشاط وتؤثر عىل القدرة عىل العمل‬
‫وتباطؤ االستجابات واالستشفائية وتسوء احلالة النفسية إىل غري ذلك‪.‬‬
‫ان قوانني التكيف الزمني نظرا لتبدل الساعة املناطقية‪ ،‬تؤثر جدا عىل اختيار مكان‬
‫وطابع التدريب يف املرحلة التي تسبق مباريات املوسم الرئيسية‪.‬‬
‫وهذه املشكله بشكل خاص ختص الرياضيني من املؤهل العايل الذين يستعدون‬
‫ملسابقات كربى كبطولة العامل واألوملبياد‪ .‬وهبدف تكيف أكثر فعالية‪ ،‬تتقل املنتخبات يف‬
‫أغلب األحيان إىل مكان املسابقات املرتقبة قبل ‪ 3-2‬أسابيع من بدئها‪ .‬والكثري من‬
‫الرياضيني‪ ،‬يغريون قبل ‪ 00-01‬يوما من املسابقات الرئيسية ومن إجراء التدريبات‬
‫والنوم واالستيقاظ من أجل إعادة ضبط مسبق للنظام اليومي وفق متطلبات مكان‬
‫املسابقات املرتقب‪.‬‬
‫وعند برجمة عملية إعداد يف أثناء تغري حاد يف املنطقه الزمنية‪ ،‬جيب التذكر بأن قدرة‬
‫الريايض عىل العمل (وخاصة يف األلعاب التوافقية املعقدة والفردية واجلامعية‪ ،‬أي‬
‫األلعاب التي تتميز بصعوبة حركية) واالستجابات النفسية املعقدة والتحمل والقوة‬
‫احلركية وانتظام رضبات القلب معرضة أكثر لالختالل من القوى الثابتة وزمن‬
‫استجابات حركية بسيطة ووظائف حركية نفسية بسيطة والقدرة عىل العمل يف ألعاب‬
‫رياضية دورية وألعاب قوة مميزة بالرسعة‪.‬‬
‫وقد تصعب أيض ًا عملية التكيف الزمني مع الظروف اجلديده‪ ،‬التغريات الواضحه يف‬
‫الظروف املناخية وحاالت القل قبل املباريات وأماكن السكن غري املعتاد وأماكن‬
‫التدريب واملسابقات‪ .‬إن األخذ يف احلسبان هذه العوامل وخاصة إذا رافقتها حوافز‬
‫‪166‬‬
‫أيضا مع‬
‫مناسبة‪ ،‬بإمكاهنا تقليص كبري ملقادير التبدالت ويف ترسيع لعملية التكيف ً‬
‫الظروف الزمنية اجلديدة‪.‬‬
‫ويسمح اإلعداد املسبق للرحلة الطويلة‪ ،‬عن طريق تبديل نظام املعيشة والنشاط‬
‫التدريبي‪ ،‬بترسيع عملية تكيف الرياضيني‪ .‬عىل سبيل املثال قبل ‪ 01-6‬أيام من الرحلة‬
‫إىل الغرب جيب حتويل كل النظام اليومي ملدة ساعة إىل األمام – أي االستيقاظ مبكرا‬
‫والتدريب مبكرا وأيض ًا النوم مبكرا قبل ساعة من املوعد املعتاد‪ .‬قبل ‪ 0-4‬أيام زمن ثم‬
‫قبل ‪ 3-2‬أيام من الرحلة من املفيد حتويل النظام اليومي أيض ًا من جديد إىل ساعة واحدة‬
‫أبكر من املعتاد‪.‬‬
‫وتساعد عىل التخلص من عملية فقدان تزمني إيقاع القدرة عىل العمل وغريها من‬
‫القدرات الوظيفية املهمة جدا‪ ،‬برجمة محوالت بدنية شديدة بحساب الظروف الزمنية‬
‫الوقتية‪.‬‬
‫ويكتسب هبذه الصورة أمهية كبرية يف عملية التكيف الزمني نظام ونشاط الرياضيني‬
‫يف يوم الرحلة وخالل األيام الالحقة بعد الوصول‪ .‬كام أن موعد االستيقاظ والنوم يف‬
‫الطائرة وزمن إقامة الوحدات بعد الوصول يساعد إىل حد كبري يف التغلب عىل الضغوط‬
‫النفسية التي يسببها تغري الساعة املناطقية (اجلدول ‪.)25‬‬
‫(اجلدول ‪ :)18‬مقرتحات حول النظام أثناء عملية التكيف الزمنى‪.‬‬
‫االستيقاظ يف يوم‬ ‫النشاط التدريبي‬ ‫النوم يف‬ ‫الطريان من‬
‫الوصول‬ ‫توجه الرحلة‬
‫السفر‬ ‫يف اليوم األول‬ ‫الطائرة‬ ‫البلد‬
‫أبكر ب ‪3-2‬‬
‫هنارا وصباحا‬ ‫رضوري‬ ‫صباحا‬ ‫يف املساء‬ ‫رشقا‬
‫ساعات من السفر‬
‫متأخر ب ‪2-0‬‬ ‫صباحا –‬
‫مساءا‬ ‫غري حمبذ‬ ‫مساءا‬ ‫غربا‬
‫ساعات من السفر‬ ‫هنارا‬

‫وتستخدم أيض ًا لتسهيل التكيف مع فروق الساعة وسائل أخرى‪ :‬وقد تكون فعالة‬
‫إىل حد كاف احلميه الغذائية اخلاصة‪ .‬فاألطعمه التي حتوي بروتينات أكثر يف اإلفطار‬
‫والغداء‪ ،‬تساعد عىل زيادة توليد الكاتيكوالمني خالل اليوم‪.‬‬

‫‪167‬‬
‫وطعام العشاء اخلفيف الغني بالكربوهيدرات يؤمن للجسم الرتبتوفان (محض أميني‬
‫ونأقل عصبي – املؤلف) الذي يساعد عىل حتلل السريوتونني (أحادي اميني ونأقل‬
‫عصبي أيض ًا) خالل الليل وهذا يعني أن الطعام مع حمتوى عال للكربوهيدرات وحمتوي‬
‫متدين للربوتينات قد يستدعي يف هناية املطاف النعاس نتيجة حتول املعقد وبالعكس فإن‬
‫الطعام الغني بالربوتينات حيدث آثاره‪.‬‬
‫ونجد عىل هذا الشكل‪ ،‬إن من أجل تكيف عقالين جلسم الريايض يف ظروف الضغط‬
‫النفيس الزمني‪ ،‬تكتسب أمهية كبرية‪ ،‬احلميه الغذائيه العقالنيه قبل الرحالت الطويلة‬
‫وأثنائها وفورا بعد الوصول إىل املكان الالزم‪ .‬عىل سبيل املثال قبل الرحلة إىل الغرب‬
‫يويص باألكل بحيث حيوي الطعام كمية عالية من الربوتينات ومتدنيه من‬
‫الكربوهيدرات‪ .‬يف أثناء الرحلة ال جيوز األكل كثريا وجيب رشب املاء والعصري والصيام‬
‫عن الكافيني‪ .‬وخالل ‪ 220-2‬ساعات من الوصول‪ ،‬من الرضوري إجراء تدريبات‬
‫بحموالت خفيفه‪.‬‬
‫وجيب أن يكون العشاء قبل النوم بمده ‪ 020-0‬ساعة‪ .‬والعشاء جيب أن يكون خفيفا‬
‫بمحتوي عال من الكربوهيدرات‪ .‬وقبل النوم جيب اخذ محام دافئ مع أفضلية تدليك‬
‫مهدئ وإجراءات نفسية‪.‬‬
‫وقد تنفذ دور منسقات اإليقاع إىل جانب التغذيه وسائل أخرى أيض ًا‪ .‬وباألخص يف‬
‫الليلتني األوليتني بعد الوصول إىل جهة الغرب وخالل ‪ 0-3‬أيام بعد الوصول إىل جهة‬
‫الرشق‪ .‬باإلمكان استخدام عقارات منومة‪ .‬هبذا اخلصوص أكثرها استخداما امليالتونني‬
‫وهو اهلرمون الذي تفرزة اجلسيامت الصنوبريه يف الوق املتاخر من الليل‪ .‬إن تناول‬
‫امليالتونني قبل النوم ال يقلل فقد من اختالل النوم بل يساعد عىل ترسيع عملية إعادة‬
‫التزامن يف إيقاع اجلسم احليوي‪.‬‬
‫إن االستعداد لتغري فروق الساعة وتسهيل عملية تبدل اإليقاع احليوي ممكن‬
‫باستخدام أضواء ساطعة‪ .‬إن تعريض الريايض إلنارة ساطعة من الضوء يف ساعات‬
‫املساء املتاخره قبل عده أيام من السفر‪ ،‬يسهل بشكل ملحوظ من عملية تكيف الريايض‬
‫يف أثناء االنتقال إىل جهة الغرب‪ .‬وإن التأثري احلاد للضوء ليال يقلل من حرارة اجلسم‬

‫‪168‬‬
‫الداخليه ويعيق من إفراز اجلسم الصنوبري للميالتونني والتي تتغري كميته حسب الضوء‬
‫والظالم‪ ،‬ويبل يف الظروف العاديه احلد األقىص له حوايل الساعة الثانية ليال‪ ،‬ويف الوقت‬
‫ذاته تناول امليالتونني عن طريق الفم‪ ،‬يستبعد بشكل كامل ارتفاع احلرارة الداخليه يف‬
‫أوقات املساء حتت تأثري الضوء الساطع وهبذه الصورة تم التأكيد عىل امكانيه تناول‬
‫امليالتونني كمنظم للحراره الداخيله للجسم وكوسيلة مساعده لتسهيل تكيف اجلسم مع‬
‫تغري املناطق الزمنية‪ .‬ويساعد عىل ذلك أيض ًا عدم النوم يف أثناء الرحلة والنشاط الفعال‪.‬‬
‫ولكن يف هذه احلالة يسهل الضوء يسهل كثريا من عدم النوم‪.‬‬
‫لقد أعار اخلرباء السوفييت اهتامما كبريا بمساله إعادة ضبط اإليقاع احليوي نظرا‬
‫للرحالت الطويلة إىل الرشق يف أثناء اإلعداد ملشاركة منتخبات االحتاد السوفييتي يف‬
‫أوملبياد سيول عام ‪ .0055‬وقد أحرز الرياضيون السوفييت ‪ 032‬ميداليه (‪ 00‬ذهبيه‪،‬‬
‫‪ 30‬فضيه ن ‪ 46‬برونزيه) متفوقني كثريا عىل اخلصوم األساسني أملانيا الديمقراطيه‬
‫وأمريكا (‪ 012،02‬ميداليه لالمريكان)‪ .‬ونتائج املشاركات يف خمتلف األلعاب الرياضية‬
‫أيضا بسبب االستخدام الفعال لنظام التكيف مع تغريات املنطقه الزمنية –‬
‫كانت عالية ً‬
‫فروق الساعة – وساعد عىل هذا إىل حد كبري يف العامني اللذين سبقا األوملبياد األبحاث‬
‫والدراسات التي اكتشف حقلئق كثريه جديده هلا امهية عملية جدا‪.‬‬
‫لقد تم إثبات أن خصوصيه اللعبة الرياضية ومدة املامرسة وطابع النشاط التنافيس‬
‫الذي سبق األوملبياد وخصائص الريايض الفرديه تؤثر كبريا عىل زمن وشدة إعادة ضبط‬
‫اإليقاع احليوي‪.‬‬
‫واستنادا إىل هذه العوامل تشكل إعادة الضبط التكيفي الذي يؤكد عىل استعداد‬
‫الريايض للمسابقات يف بعض احلاالت يكفي ‪ 6-0‬أيام‪ ،‬ويف حاالت أخرى يتطلب ‪-01‬‬
‫‪ 00‬يوما‪.‬‬
‫والرياضيون املختصون برياضات رسعة مميزه بالقوة‪ .‬يتكيفون أرسع باملقارنة مع‬
‫رياضيني من املسافات الطويلة ومع املختصني أيض ًا يف ألعاب حركية توافقيه معقدة‬
‫واأللعاب اجلاعيه والفردية‪.‬‬

‫‪169‬‬
‫إن الرياضيني ذوى اخلربة واملامرسة الطويلة والذين يشاركون باستمرار يف املسابقات‬
‫يف خمتلف القارات يتكيفون أرسع بكثري بنسبه (‪ )%41-31‬باملقارنة مع األكثر شبابا من‬
‫الرياضيني الذين مل يعتادوا عىل الرحالت الطويلة‪.‬‬
‫وإن اإلعداد التمهيدي خالل أسبوع يسبق الرحلة والذي هيدف إىل تبديل تدرجيي‬
‫لزمن الوحدات إىل أكثر تأخرا من (‪ 0‬إىل ‪ 3-2‬ساعات) واستخدام محوالت شديدة‬
‫وانفعالية يف ساعات متأخرة الساعة (‪ )24-22‬وحتليل التكنيك والتكتيك املطلوب‬
‫ملنافسات السباقات لأللعاب املرتفع يف ساعة متاخره من الليل واإلجراءات النفسية‬
‫وغريها‪ ،‬كل هذا يسهل جدا ويقلص مرحلة التكيف بعد الرحلة الطويلة إىل الرشق‪،‬‬
‫ويساعد عىل ذلك أيض ًا التخيل يف األسبوع األخري عن التدريبات يف الصباح الباكر‬
‫الساعات (‪ )0-6‬واالستيقاظ املتأخر واإلفطار وختفيض احلموالت وشدة اجلهد يف‬
‫الوحدات الصباحيه‪ .‬ويتطلب بناء العمليه التدريبية يف األيام األوىل بعد الوصول اهتامما‬
‫خاصا‪ .‬إن اختالل اإليقاع احليوي للوظائف البدنيه املهمة جدا واحلالة النفسية‪ ،‬قادرة‬
‫بنسبة ‪ %41-31‬من ختفيف جماميع القدرة عىل العمل يف الوحدات التدريبية إذا برجمت يف‬
‫اليومني األوليني بعد الوصول‪ .‬ففي اليوم الثالث القدرة عىل العمل رغم أهنا ترتفع لكن‬
‫تبقي متدنيه التخفيض يبل (‪ )%21-00‬وان استشفاء القدرة عىل العمل حسب‬
‫األسباب التي قد ذكرت سابقا قد يالحظ ابتدا ًءا من اليوم بعد الوصول‪.‬‬
‫ونفس احلالة تالحظ أيض ًا يف االستجابة للحموالت العاديه‪ .‬ففي األيام األوىل بعد‬
‫الوصول حتدث احلموالت العاديه تبدالت أكيدة أكثر وضوحا يف نشاط األنظمة‬
‫الوظيفية التي حتمل احلموالت األساسية‪.‬‬
‫عىل سبيل املثال‪ :‬لدى الدراجني والسباحني يظهر ذلك يف املقادير األكثر ارتفاعا‬
‫ملعدل نبضات القلب والقذف القلبي وزيادة هتويه الرئتني وحمتوى الالكتات يف الدم‪.‬‬
‫ويرافق كل ذلك تباطؤ جريان العمليات االستشفائيه أيض ًا‪.‬‬
‫إن تكيف جسم الريايض بعد العودة إىل الوطن‪ ،‬جيري بشكل أسهل بكثري عىل الرغم‬
‫من تعلقه بمده الغياب عنه‪ .‬إن بعض التغريات لنظام احلياة اليومية قبل العودة‬
‫(االستعداد للنوم يف الوقت املناسب القريبه من أوقات النوم يف " البيت" تسهل أكثر من‬
‫عملية التكيف الذي قد ينتهي خالل ‪ 3-0‬أيام‪.‬‬

‫‪170‬‬
‫الفصل السابع‬

‫األثر التدريبـــي الرتاكمي‬

‫‪171‬‬
‫األثر التدرييب الرتاكمى‬
‫يف هناية اخلمسينيات والستينيات ارتفع بشكل حاد يف خمتلف األلعاب الرياضية‬
‫حجم وشدة اجلهد التدريبي‪ .‬وأصبحوا يربجمون مترينني خالل اليوم‪ .‬وانترش اسلوب‬
‫الفواصل الذي يقتيض تنفيذ سلسلة متارين بفواصل راحة غري طويلة‪ .‬تنفيذ التامرين‬
‫الالحقة عىل خلفيه عدم االستشفاء بعد التامرين التي سبقتها اعترب وسيلة قوية لزيادة‬
‫التحمل إال أن ذلك رفع يف الوقت نفسه من احتياجات القدرات الوظيفية جلسم‬
‫الريايض‪.‬‬
‫كل هذا أدى إىل زيادة احلموالت عىل جسم الريايض نتيجة اهتامم اخلرباء الكبري‬
‫بمشاكل التعب واستشفاء وتطوير االستجابات التكيفية‪.‬‬
‫يف بداية الستينيات طرحت يف خمتلف خمابر العامل وتطورت بشكل كبري فكرة تؤكد‪،‬‬
‫أنه من أجل تشكل استجابات التكيف مع األثر الرتاكمي لتدريب طويل نسبيا بحمويت‬
‫كبرية‪ ،‬جيب أن تكون هناك مرحلة حمددة للتدريب بحموالت غري كبرية تسمح بتأمني‬
‫جريان كاف لالستجابات االستشفائية والتكيفية يف جسم الريايض‪.‬‬
‫رشح هذه الظاهرة املطبقة عىل التدريب الريايض بالتفصيل ألول مرة ل‪ .‬ب‪ .‬ما‬
‫تفييف (‪ )0064‬وسامها ب " االستحالة املتأخرة" التي تعكس تأخر الطفرات التكيفية‬
‫عن املؤثرات التدريبية يف هذه املرحلة من اإلعداد أو تلك‪ .‬زمن ظهور أثر " االستحالة‬
‫املتاخرة " من حلظة انتهاء مرحلة احلموالت التدريبية الشديده قد يكون خمتلفا ويتحدد‬
‫بمدى تأهيل الريايض وتدربه وبحجومات واجتاهات احلموالت واخلواص الفردية‬
‫للريايض وأسباب أخرى‪ .‬ووافق عىل ذلك اخلبري األملاين الشهري د‪ .‬هره يف كتابه " تعاليم‬
‫التدريب " (‪ )0060‬الذي اكتسب شهرة عاملية‪ .‬أشار د‪ .‬هاره – موافقا عىل ما طرحه ما‬
‫تفييف حول مفهوم " االستحالة املتاخرة" إىل أن األثر املرتاكم لدى الرياضيني املؤهلني‬
‫نتيجة سلسلة مؤثرات يتدريبية خالل فرتة زمنية معينة يؤدي غالبا إىل نمو التدرب عىل‬
‫شكل طفرات وحيقق نتائج رياضية‪.‬‬
‫هذه الظاهرة لفتت منذ زمن بعيد انتباه املدربني‪ .‬عىل سبيل املثال‪ :‬مدرب السباحة‬
‫األسرتايل الشهري فوربوس كاراليل (من بني تالميذه سباحون مشهورون وأبطال‬

‫‪171‬‬
‫األوملبياد‪ :‬شيني جولد‪ ،‬وجون ديفيس‪ ،‬ويان اوبرايان وكثريون من السباحني املعروفني‬
‫يف اخلمسينيات‪ ،‬توصل إىل نتيجة مفادها أن الزيادة احلادة من احلموالت التي يتصف هبا‬
‫إعداد السباحني األسرتالني يف تلك السنوات تتطلب إدخال تدريبات ذات طابع أوىل‬
‫بحموالت صغرية قبل املنافسات قصرية األمد كاراليل ‪ .0063‬وايده يف ذلك‬
‫الفيزيولوجي االسرتايل الشهري فرانك كوتون الذي أثبت أن مرحلة (التضييق " أو‬
‫االنقباض") بعد التدريب الطويل والشديد حيب أن تكون أطول مما جرت عليه العادة يف‬
‫ذلك الوقت‪.‬‬
‫كبريا من‬
‫ً‬ ‫مدرب السباحة األمريكي الشهري جى كاونسيلني الذي درب عد ًدا‬
‫السباحني العظامء أدخل مفاهيم جديده ك " فرتة التدريب الشديد " " وفرته التضييق "‬
‫يف فرتة من هذه الفرتات ينفذ حجم جهد يف أغلب األحيان عىل خلفية‪.‬‬
‫عدم االستشفاء الكامل‪ .‬هلذه الفرتة برأي كاونسيلني يمكن أيض ًا استخدام‬
‫مصطلحات كالتعب واإلجهاد (وطاة) " أمل – أمل شديد – أمل شديد جدا " يف هذه الفرتة‬
‫يصبح اجلهد حافزا لـ" ما فوق التكيف " الذي يأيت عىل شكل طفرات يف هناية الفرتة‬
‫القادمه وهي – فرتة التضييق التي متتد ‪ 4-2‬أسابيع‪ .‬فرتة التضييق تتطلب متارين بحجم‬
‫جهد غري كبري ومحوالت ذات اثر تراكمي منخفض وخلق ظروف لالستشفاء الفعال‬
‫وجريان االستجابات التكيفية‪ .‬يف هناية هذه الفرتة‪ ،‬الريايض قادر وهو يف حالة " مافوق‬
‫التكيف " بلوغ أفضل النتائج‪.‬‬
‫درست عىل وجه اخلصوص وبشكل مفصل ومتعدد اجلوانب مسألة األثر التدريبي‬
‫املدخر يف أملانيا الرشقية واالحتاد السوفييتي يف أواخر السبعينيات لتطوير مرحلة إعداد‬
‫الرياضيني وحتديدا قبل املسابقات الرئيسية‪ .‬سمحت هذه الدراسات بوضع خطط بناء‬
‫اإلعداد تؤمن ‪ %60-60‬من حاالت بلوغ قمة األثر التدريبي املدخر يف أثناء مشاركة‬
‫الرياضيني يف املسابقات الرئيسية‪ .‬وتم الرتكيز بشكل أسايس عىل مضمون اإلعداد خالل‬
‫األسابيع ‪ 5-6‬التي تسبق املباريات الرئيسية‪.‬‬
‫واكتشف أن أكثرهم صوا ًبا كان التخطيط لدورتني متوسطني‪:‬‬

‫‪171‬‬
‫الدورة األوىل بحموالت كبرية فقط أغلبها مثقلة بتأثريات البيئة املحيطة (مرتفعات‬
‫متوسطة وعالية)‪.‬‬
‫الدورة الثانية هي خلق الظروف املثيل لتشكل استجابات طويلة األمد وظهور األثر‬
‫التدريبي املدخر يف أثناء املسابقات الرئيسية (بالتونوف‪ ،‬فايتسوخوفسكي ‪ 0050‬وموللر‬
‫‪.)0050‬‬
‫فيام خيص إعداد السباحني من ناحية القوة فلقد قام فايتسوخوفسكي باثبات ليس‬
‫فقط " حقيقة االستحالة (حتوالت) املتأخرة " بالنسبة إىل تأثري تدريبات القوى الشديدة‬
‫ملدة ‪ 6-4‬أيام وإنام كشف أيض ًا عىل أي شكل جيب انشاء التدريبات القادمة ليتمكن‬
‫التأثري املدخر من الظهور عىل شكل طفرات خالل ‪ 4-3‬أيام بعد انتهائها‪ .‬دراسات‬
‫مشاهبه تطرقت إىل مكونات التدرب األخرى وخاصه قدرات أنظمة التزويد بالطاقه‬
‫اهلوائية والالهوائية (بالتونوف ‪ )0055‬لقد أشري إىل ان مقادير التأثري التدريبي املدخر‬
‫ترتبط مبارشه بالقيم اإلمجاليه وتوجه احلموالت التدريبية يف الدورات املتوسطة واملدعوه‬
‫إىل نقل الريايض إىل مستوى أعىل من التكيف – أي زيادة القدرات الوظيفية النظمة‬
‫التزويد بالطاقه واالستعداد لبلوغ نتائج عالية جدا‪.‬‬
‫تؤدي احلموالت التدريبية الكبرية يف الدورات املتوسطة فقط‪ ،‬والتي متيل عىل أنظمة‬
‫اجلسم الوظيفية متطلبات قصوى دون ختطي احلدود املرتبطه بتطور التكيف املفرط‬
‫(ظهور قصور قلبي‪ ،‬إصابه يف العضالت‪ ،‬اختالل التوازن اهلرموين وغريها‪ )...‬تؤدي‬
‫غالبا إىل تنمية القدرات الوظيفية عند الرياضيني عىل طفرات وإىل نتائج جيده خالل زمن‬
‫معني عادة يكون ‪ 20-05‬يوما‪.‬‬
‫سباحو أملانيا الرشقيه الذين احتلوا املراكز األوىل يف املسابقات العامليه يف ثامنينات‬
‫القرن املايض متجاوزين فيها بثقه سباحي أمريكا يف بطولة العامل ‪ 0056‬وأولومبياد‬
‫‪ .0055‬خضعوا حلموالت لطفرات التكيف وفرهتا تدريبات ملدة ‪ 4-3‬أسابيع‪.‬‬
‫فباالرتفاعات املتوسطة ويف الوقت ذاته‪ ،‬كان عىل برنامج الدورة املتوسطة وشدة‬
‫اجلهد وجمموعه التامرين النموذجيه‪ ،‬أن تتناسب مع أعىل املؤرشات التي تم تسجيلها قبل‬
‫ذلك‪ ،‬أي يف أثناء اإلعداد يف املناطق السهليه‪ .‬يف هذه احلالة‪ ،‬الزيادة احلادة يف امجايل‬

‫‪174‬‬
‫مقادير محوالت الدورة املتوسطة بنسبه (‪ )%21-00‬تقريبا يتم تأمينها عن طريق نقص‬
‫التاكسج (نقص األكسجني) الطبيعي‪ ،‬أما األثر التدريبي املدخر فتمت مالحظة بعد‬
‫ثالث أسابيع من التدريبات يف الظروف السهليه بحموالت عالية نسبيا‪.‬‬
‫حافزا كا ًفا للتشكل الفعال لألثر التدريبي املدخر وزيادة قدرات الريايض عىل‬
‫ً‬ ‫أنشأ‬
‫طفرات‪ ،‬باإلمكان تأمينها أيض ًا يف تدريبات أجريت عىل السهول‪ .‬وتشهد عىل ذلك عىل‬
‫مؤخرا خرباء من فرنسا واسبانيا بارشاك رياضيني‬
‫ً‬ ‫سبيل املثال الدراسات التي أجراها‬
‫ذوي التاهيل العايل‪ .‬لقد ظهر األثر املدخر لتدريبات شديدة لدورة تدريبية متوسطه طوهلا‬
‫‪ 25‬يوما فقط يف احلاالت التي كان امجايل احلموالت قد فاق املؤرشات الوسطية بنسبه‬
‫‪ %21‬تلك املؤرشات التي متيزت هبا الدورات الطويلة التي سبقتها‪ .‬فور انتهاء الدورة‬
‫التدريبية املتوسطة بحموالت زائدة مؤرشات قدرات الريايض يف أثناء تنفيذ برامج‬
‫االختبارات وسلسله متارين نموذجية انخفضت فعال باملقارنة مع املؤرشات املسجله قبل‬
‫الدورة املتوسطة بعد ثالث أسابيع من انتهاء برمج االختبار يف مثل هذه الدورة املتوسطة‪،‬‬
‫لوحظ تطور واضح للقدرات الوظيفية التي رافقها بلوغ نتائج فرديه عالية جدا يف‬
‫املباريات‪.‬‬
‫فقط يف احلاالت عندما كانت احلموالت يف الدورة املتوسطة أقل وتطلب تكرار‬
‫برامج سابقة ومشاهبة وقد ظهر االستعداد للمباريات مبكرا قليال بعد أسبوعني ال أكثر‬
‫من انتهاء برامج الدورة املتوسطة‪ .‬إال أنه يف هذه احلالة مل يالحظ نمو يف القدرات‬
‫الوظيفية بشكل واضح وانخض بشكل حاد ارجحية بلوغ نتائج فردية عالية جدً ا وأفضل‬
‫نتيجة يف الدورة املتوسطة‪.‬‬
‫لذلك جيب احلديث يف هذه احلالة ليس عن األثر التدريبي املدخر فقط إنام عن‬
‫االستشفاء التام بعد احلمل الكيل يف الدورة املتوسطة واملحافظه عىل مستوى التكيف‬
‫الذي تم بلوغه مسبقا‪.‬‬
‫يف هذه الدراسات ذاهتا متت دراسة موضوع اخر مهم جدا مل تعرب املؤلفات الرياضية‬
‫اهتامما رضوريا واملقادير املثيل للحموالت التدريبية يف الدورات املتوسطة التي تسبق‬

‫‪175‬‬
‫املباريات وقبل املسابقات الرئيسية للدورات الطويلة والتي تسمي غالبا ب " فرتة‬
‫التضييق " وتم إثبات أن إمجايل نسبة احلموالت من محل دورة متوسطة مدهتا ‪ 25‬يوما‪.‬‬
‫الصغرية منها ‪ %31‬والكبرية ‪ %51‬كانت أقل فعالية باملقارنة مع املتوسطة نسبتها‬
‫(‪ )%61-01‬ومع هذا لوحظ أن يف هذه الدورة املتوسطة قبل املباريات الرئيسية باملقارنة‬
‫مع املراحل والدورات املتوسطة‪ ،‬أن مقادير احلموالت التدريبية واجتاهاهتا جيب ان تكون‬
‫فردية لكل اختصاص بذاته واخلصائص الوظيفية والنفسية لكل ريايض وتفاعل‬
‫استجاباته التكيفية واالستشفائيه‪.‬‬
‫دراسة آلية تغري احلالة الوظيفية للريايض يف أثناء عملية التضييق بعد تدريب شديد‬
‫أظهر أن ‪ 3-2‬أسابيع من االستشفاء الفعال وتدريب بتقليل حاد يف امجايل احلموالت‬
‫تؤدي إىل تقدم واضح يف كل مكونات التدرب اهلامه‪.‬‬
‫عىل سبيل املثال‪ :‬الدراسات التي أجريت باشرتاك سباحني ذوي التاهيل العايل‬
‫أظهرت أن هذه املرحلة كافية لزيادة كبرية يف قوة احلركات التجديفيه التي تظهر يف أثناء‬
‫السباحة حتت املاء واجلهد دون سباحة باستخدام خمتلف األجهزة املساعدة التي تسمح‬
‫بمحاكاه حركات السباحة‪.‬‬
‫اكتشف عىل وجه اخلصوص زيادة قوة اجلهد يف أثناء السباحة بنسبه ‪ %2426‬ويف‬
‫أثناء جهد عىل اليابسة بنسبه إىل حد ‪ %00‬ازدياد القوة هو نتيجة االرتفاع الشديد‬
‫للقدرات التقلصيه للعضالت وخاصة األلياف الرسيعة احلركة ويعترب ذلك بالتكيد‬
‫نتيجة للتبدالت التكيفيه يف األنسجه العضليه والتنظيم العصبي للنشاط العضيل‪.‬‬
‫فوق التعويض واألثر التدريبي املدخر يعتربان طاهرتني خمتلفتني متاما‪ .‬فوق‬
‫التعويض هي استجابة تكيفيه عاجلة ورسيعة الزوال ذات طابع عصبي هرموين ووقائي‬
‫أما األثر التدريبي املدخر فهو استجابه ثابته للتكيف طويل االمد‪.‬‬
‫مع األسف الكثري فإن من اخلرباء ال يفرقون بني هاتني الظاهرتني مرتكبون خطا‬
‫منهجيا فادحا‪ .‬عىل سبيل املثال اخلبري األمريكي الشهري كأجليسكو يورد يف كتابه الشهري‬
‫" السباحة أرسع " يورد رسام بيانيا خاطئا مأخو ًذا من كتاب تيودور كومبا‪.‬‬

‫‪176‬‬
‫يف هذا الرسم البياين شوه كومبا نتائج دراسات ياكوفلييف وربط بشكل خاطئ‬
‫املنحني البياين العاكس لالستجابات للحموالت املرهقة ملرة واحدة هبيكليه الدورة‬
‫املتوسطة املؤلفه من ‪ 4‬أسابيع‪.‬‬
‫نجد هناك عدة أخطاء جوهريه‪:‬‬
‫اوال‪ :‬خالل الدورات القصرية الثانية والثالثه بحموالت قصوى جيب أال ينفذ اجلهد‬
‫التدريبي يف حاله التعب العميق فقط وإنام يف حاله االستعداد العايل لتنفيذ برامج‬
‫احلصص التدريبية ويساعد عىل ذلك تتابع عقالين للتامرين ذات االجتاهات املطلوبة‬
‫وبناء برامج بعض التدريبات بشكل مثايل واستخدام اجلهد قليل الشدة ذو طابع‬
‫استشفائي وخمتلف العالجات الطبيعيه واحلمه الغذائيه اخلاصه‪.‬‬
‫يف أثناء بناء برنامج تدريب عقالين ال جيري احلديث عن أي تعب كان ذو طابع‬
‫مزمن‪ .‬خالل الدورات القصرية املهمة ويمكن إتباع تبديل موجه وملرات عديدة لعمليه‬
‫التعب واالستشفاء كاستجابه حلموالت احلصص التدريبية‪ ..‬وعند ذلك يعترب التعب‬
‫واحدً ا من احلوافز لتنميه االستجابات التكيفيه‪،‬‬
‫ثانيا‪ :‬كام هو معروف يف أعامل ياكوفلييف وغريه من اخلرباء ظاهرة فوق التعويض تظهر‬
‫فقط يف تركيز خمزون وحدات الطاقة الكبرية يف العضالت‪ ،‬اجلليكوجني بشكل‬
‫أسايس وال تعمم عىل االستجابات الكثرية األخرى التي ال تقل أمهية‪ ،‬وعيل‬
‫مكونات إعداد السباح واألكثر من ذلك‪ ،‬حتى بالنسبة لفوق تعويض اجلليكوجني‬
‫كاستجابه وقائيه الستنفاد خمزوهنا نتيجة احلموالت املرهقة‪ .‬ال جيوز احلديث عن‬
‫االستجابات املستقره منفصله عن مستور إعداد الريايض‪ .‬فوق التعويض الواضح‬
‫جليلكوجني العضالت بعد احلموالت التي تؤدى إىل استنفاد خمزونه يتكيز به‬
‫اإلنسان غري املتدرب الذى مل يتحمل محوالت منتظمة كهذه‪.‬‬
‫فيام خيص الرياضيني ذوي التاهيل العايل املتكيفني بشكل جيد مع اجلهد املؤدي إىل‬
‫استفاذ خمزون جليكوجني العضالت فإن إخضاعهم حلموالت كبرية تتوافق مع اجتاهات‬
‫مناسبه سيؤدي إىل استفاذ خمزون اجلليكوجني إىل مستوى ما قبل اجلهد‪ .‬وأما إىل زيادته‬
‫بشكل قليل‪.‬‬

‫‪177‬‬
‫ثالثا‪ :‬إنشاء برامج متارين دورات متوسطه بعقالنيه وبفعالة حتفزية واستشفائيه ستؤدي‬
‫بشكل طبيعي إىل زيادة القدرات الوظيفية استعداد لبداية الدورة املتوسطة القادمة‪.‬‬
‫إال أن هذه الزيادة يف مستوى التدرب ال تعترب استجابة فوق التعويض للجليكوجني‬
‫الذي استشفي خمزون خالل ‪ 3-2‬أيام يف مرحلة الدورة القصرية االستشفائية وإنام نتيجة‬
‫مدخرا ويظهر يف‬
‫ً‬ ‫تأثريا تدريب ًيا‬
‫استجابة تكيفية مركبة أكثر أمهية وتعقيدا والتي تعني ً‬
‫أطياف واسعة من التغريات تعود إىل إعداد الريايض من الناحية الفنية والتكتيكية والبدنية‬
‫النفسية‪.‬‬
‫تعتربانعكاسا لظهور التكيف طويل األمد وليس هلا أي عالقه بفوق‬
‫ً‬ ‫هذه التغريات‬
‫التويض‪.‬‬
‫بالطبع يف أثناء برجمة محوالت تدريبية متوسطة باإلمكان تأمني تنمية ردود أفعال‬
‫جسم السباح وفقا للرسم البياين الذي اقرتحه بومبا بالكامل‪ .‬ولكن لتحقيق ذلك من‬
‫الرضوري برجمة محوالت كبرية جدا يف الدورة القصرية تؤدي إىل تراكم التعب الشديد‪.‬‬
‫يف هذه احلالة فإن محوالت الدورة القصرية الثانية والثالثة ستنفذ يف أثناء انخفاض‬
‫مستوى القدرات الوظيفية وحالة نفسية قاسيه ونوعية سيئة لتنفيذ الربامج التدريبية مما‬
‫يؤدي يف هناية املطاف إىل التعب املفرط‪،‬‬
‫نتيجة مثل هذا التدريب لن يكون هناك ظاهرة فوق التعويض وإنام حالة إعادة تكيف‬
‫ولكي يتم جتاوزها قد ال يتطلب تبديل عملية التدريب باجتاه شديد للحموالت فقط وإنام‬
‫للتدخل الطبي أيض ًا‪.‬‬

‫‪178‬‬

You might also like