Professional Documents
Culture Documents
ريسان خريبط
ريسان خريبط
اجلزء الثاني
تأليف
ريسان خريبط
الطبعة األوىل
1418هـ1017 -م
1
1
الفهـرس
الصفحة املوضوع
الفصل األول
حمل التدريب
محل التدريب
متطلبات احلمل واجملهود املبذول ونتائج القيام باجملهود املطلوب
عوامل احلمل:حجم وشدة اجملهود
عوامل احلمل –أنواع التمارين البدنية
احلمل التدرييب والتكيف وتطور مستوى اإلجناز
مبادئ خاصة لتحديد متطلبات احلمل
مبدأ زيادة متطلبات احلمل
مبدأ استمرارية التدريب
مبدأ تنظيم احلمل التدرييب بشكل دوري
األمحال التدريبية للمنافسات
ردود أفعال (استجابة) جسم الرياضي حلموالت املسابقات
طرق تقويم احلمل البدني يف املنافسات
احلموالت التدريبية والتنافسية وتأثريها على تكوين ردود أفعال التكيف
ردود األفعال اخلاصة لتكيف جسم الرياضي مع احلموالت
تأثري احلموالت على جسم رياضيني ذوي خمتلف اإلعداد واملؤهالت املختلفة
الفصل الثاني
1
الصفحة املوضوع
-تشكل األنظمة الوظيفية واستجابات التكيف
-التكيف السريع
-التكيف الطويل
-ظاهرة فقدان تكيف وإعادة تكيف وفرط تكيف عند الرياضيني
-تكيف األنسجة العضلية والعظمية والضامة
-اخلصائص البنيوية الوظيفية لوحدات العضالت احلركية
-التخصص الرياضي وبنية النسيج العضلي
-التغريات يف األلياف العضلية حتت تأثري أمحال بتوجهات خمتلفة
الفصل الثالث
توافق نشاط الوحدات احلركية
تكيف األنسجة العضمية والضامة
آلية تكيف األمحال التدريبية والتنافسية
تشكل التكيف حسب ختصص الرياضي وجنسه
الفصل الرابع
تأثري التدريب يف املرتفعات على األداء الرياضي.
التأثريات الفلسجية احلادة يف الضغط اجلوي املنخفض.
وظائف التنفس.
وظائف الدورة الدموية.
التأقلم اجلبلي (تكيف االرتفاع).
تعزيز التنفس الرئوي.
مضاعفة الكفاءة التنافذية للرئتني.
4
الصفحة املوضوع
التغري يف منظومة دورة الدم.
التكيف النسيجي.
تغري االستهالك األعظم لألكسجني.
كفاءة األداء الرياضية.
كفاءة األداء الرياضية عند تنفيذ متارين القوة املميزة بالسرعة (الالأكسجينية).
كفاءة األداء الرياضية عند تنفيذ متارين يف أجل املقاومة.
تأثري التدريب يف ظروف املرتفعات املتوسطة على كفاءة األداء يف ظروف
املرتفعات عند مستوى سطح البحر.
املرتفعات اجلبلية العالية واملتوسطة ونقص األكسجني االصطناعي يف نظام
إعداد الرياضيني.
املرتفعات اجلبلية العالية واملتوسطة ونقس األكسجني االصطناعي يف نظام
اإلعداد.
املناخ اجلبلي وخصائصه.
تكيف اإلنسان مع نقص األكسجة يف املرتفعات.
أشكال تدريبات نقس األكسجة.
االرتفاع األمثل لإلعداد اجلبلي.
اإلقامة يف ظروف األكسجة االصطناعية والتدريب على مستوى البحر.
تأقلم الرياضيني السريع مع املناخ اجلبلي.
إعادة األقلمة واألثر املرتاكم وإعادة التكيف بعد العودة من اجلبال.
املدة املثالية يف التدريب على املرتفعات وبرجمتها للحفاظ على األثر التدرييب.
التدريب يف اجلبال ضمن نظام اإلعداد السنوي.
التدريب على اجلبال يف نظام اإلعداد املباشر للمسابقات.
5
الصفحة املوضوع
الفصل الخامس
تأثري درجة حرارة ورطوبة اهلواء على مفاءة األداء الرياضية
اآلليات الفسلجية لتقوية االنتقال احلراري يف ظروف ارتفاع درجة حرارة اهلواء
ورطوباة.
تيار الدم اجللدي ودرجة حرارة اجللد
تكوين العرق وتصبب العرق
توازن ماء – أمالح
مجباز الدورة الدموية
التكيف احلراري (التأقلمة)
التغريات الفسلجية وميكانيكتها عند التكيف احلراري
التكيف احلراري عند الرياضيني
نظام الشرب
فقدان املاء واستعادتة أثناء فرتة املسابقات
فقدان املاء واألمالح يف عملية التدريب يف ظروف مناخية حارة
ردود أفعال اجلسم يف ظروف احلرارة العالية
تكيف الرياضي مع ظروف احلرارة العالية
التدريب يف ظروف املناخ البارد
النشاط الرياضي يف ظروف اخنفاض درجة حرارة اهلواء (الربودة)
امليكانيكية الفسلجية للتكيف إزاء الربودة
التأقلم يف الربد
ردود أفعال جسم الرياضي يف ظروف احلرارة املنخفضة
تكيف الرياضي مع ظروف الربودة
6
الصفحة املوضوع
اإلعداد واملسابقات يف ظروف احلرارة العالية واملنخفضة
التدريب واملسابقات يف خمتلف الظروف املناخية
احلموالت التدريبية والتنافسية العالية اليت يتحملها الرياضي يف ظروف
درجات احلرارة املرتفعة واملنخفضة
الفصل السادس
التغريات اليومية حلالة جسم رياضي
التدريب واملسابقات يف خمتلف أوقات اليوم
فقدان تزامن اإليقاع احليوي جلسم الرياضي بعد رحلة طويلة
اإليقاع احليوي للرياضيني بعد الرحالت الطويلة
الفصل السابع
األثر التدريبي التراكمي
7
8
الفصل األول lk
محل التدريب
-محل التدريب
-متطلبات احلمل واجملهود املبذول ونتائج القيام باجملهود املطلوب
-عوامل احلمل:حجم وشدة اجملهود
-عوامل احلمل
–أنواع التمارين البدنية
-احلمل التدرييب والتكيف وتطور مستوى اإلجناز
-مبادئ خاصة لتحديد متطلبات احلمل
-مبدأ زيادة متطلبات احلمل
-مبدأ استمرارية التدريب
-مبدأ تنظيم احلمل التدريب بشكل دوري
-األمحال التدريبية للمنافسات
-ردود أفعال (استجابة) جسم الرياضي حلموالت املسابقات
-طرق تقويم احلمل البدني يف املنافسات
-احلموالت التدريبية والتنافسية وتأثريها على تكوين ردود أفعال التكيف
-ردود األفعال اخلاصة لتكيف جسم الرياضي مع احلموالت
-تأثري احلموالت على جسم رياضيني ذوي خمتلف املؤهالت واإلعداد
9
محل التدريب
حتدد شدة وقيمة واجتاه العمليات التكيفية يف جسم الريايض بواسطة صفة وقيمة
واجتاه احلمولة ،ويكون تقسيم احلموالت من حيث الصفة إىل محوالت تدريبية وتنافسية
وختصصية وغري ختصصية ،ومن حيث القيمة فتقسم إىل محوالت صغري ،متوسطة،
وكبرية (القريبة من احلد األقىص) وكربى (القصوى) ومن حيث االجتاه فتقسم احلمولة
إىل :تلك التي تساعد عىل تطوير الصفات احلركية الفردية (الرسعة والقوة والرشاقة
والتحمل واملرونة) أو التي حتدد عواملها( :اإلمكانات الال أسيدية واإلمكانات األسيدية
الالغازية واإلمكانات الغازية والتي تساعد عىل اكتامل تركيب احلركات املتناسقة
وعنارص االستعداد النفيس أو املهاري التكتيكي ،وتقسم احلمولة حسب الصعوبة
التنسيقية إىل :تلك احلموالت التي تنفذ يف ضوء التسجيالت الصوتية وال تتطلب جتنيدا
كبريا للكفاءات واحلموالت التنسيقية ،املرتبطة بحركات ذات صعوبة تنسيقية عالية،
ً
وتقسم احلموالت من حيث الشدة النفسية ،وهي احلموالت التي تقدم مستلزمات
متباينة إلمكانيات الريايض النفسية.
وتباين احلموالت من حيث انتامئها إىل التكوين الرتكيبي للعملية التدريبية هذا أو
ذاك فعىل سبيل املثال :ختتلف محوالت التامرين الفردية التدريبية والتنافسية أو جمامعيها
وكذلك محوالت الدروس التدريبية واأليام واحلموالت الكلية للدورات الصغرية
والدورات املتوسطة.
ومن املمكن وصف قيمة احلموالت التدريبية والتنافسية من الناحيتني اخلارجية
والداخلية.
-ونستعرض يف الناحية اخلارجية للحموالت بصورة عامة مؤرشات احلجم اإلمجايل
للعمل ،ويدخل من ضمنها احلجم العام للعمل بالساعات ،وحجم العمل الدوري
(الركض ،والسباحة والتجديف) بالكليومرتات ،وكمية الدروس التدريبية واالنطالقات
يف املسابقات.
-ولكن الوصف للحمولة من الناحية الداخلية يعترب أكثر شمولية :أي من حيث رد
فعل اجلسم جتاه العمل املنجز ـ وباإلضافة إىل املؤرشات احلاصلة :معلومات حول التأثري
10
الرسيع للحمولة الذي يظهر نتيجة للتغريات احلاصلة يف حالة األنظمة الوظيفية بصورة
غري مبارشة خالل فرتات العمل وبعد انتهاءه مبارشة ـــ يمكن استخدام البيانات حول
صفة واستمرارية فرتة االستعادة وعندئذ يمكن احلكم عىل قيمة احلمولة حسب
املؤرشات املتنوعة التي تصف درجة نشاط األنظمة الوظيفية التي تتضمن أداء العمل
بشكل أفضل وينتمي إىل هذه املؤرشات اآليت:
زمن رد الفعل احلركي ،وزمن أداء احلركة الفردية وقيمة وصفة اجلهود املتنامية
ومعلومات حول النشاط الكهربائي احليوي للعضالت وتردد التقلصات ومعلومات
حول النشاط الكهربائي احليوي للعضالت وتردد التقلصات القلبية وتردد التنفس
ومؤرشات التهوية الرئوية وحجم الدورة الدموية بالدقائق والرضبات ومستلزمات
األكسجني وكمية األسيد املتجهة يف الدم ،وبجانب املؤرشات املذكورة توصف قيمة
احلمولة باستعادة كفاءة األداء وخزين اجلليكوجني ونشاط اإلنزيامت املؤكسدة وحترك
العمليات العصبية.
ً
متبادال وطيدً ا فتعود الزيادة ترتبط املواصفات الداخلية واخلارجية للحمولة ارتبا ًطا
يف حجم وشدة العمل التدريبي إىل تقوية اإلزاحات يف احلالة الوظيفية ملختلف األنظمة
واألجهزة وإىل ظهور وحتقيق عمليات التعب ولكن ظهور هذه الصلة املتبادلة يتجىل يف
حدود معينة ،فعىل سبيل املثال تؤثر تأثريا متباينًا عىل حجم الريايض عند احلجم الكيل
للعمل نفسه وعند شدة محولة واحدة ً
فمثال :إن أداء برنامج تدريبي من نوع 01×01م يف
السباحة وبرسعة %00-01من احلد األعظم يمكن أن يبدي مبدئ ًيا تأثريا متباينًا عىل
جسم الريايض وذلك حسب طول فاصلة االسرتاحة:
-ففاصلة االسرتاحة التي تستمر 00-01ثانية ستؤدي إىل تراكم اإلزاحات الوظيفية
وانخفاض كفاءة األداء.
-أما فاصلة االسرتاحة التي تستمر 00-01ثانية ستؤدي إىل تراكم اإلزاحات الوظيفية
وانخفاض كفاءة األداء.
-أما فاصلة االسرتاحة التي تستغرق 3-2دقائق فتعطي إمكانية استعادة كفاءة األداء
واستبعاد اإلزاحات التي حتدث بسبب التكرار السابق وبتأثري من املواصفات
11
اخلارجية نفسها ،تتغري قيمة احلمولة الداخلية التي حتدث حتت تأثري أسباب متباينة
وهلذا فإن أداء نفس النوع من العمل يف حاالت وظيفية متباينة يقود إىل ردود أفعال
متباينة من جهة أنظمة اجلسم الوظيفية.
ويبدو أن التغريات يف ظروف أداء العمل (التدريب يف ظروف متوسطة االرتفاع
واستخدام الوسائل التقنية املكملة كالتنفس عرب الفضاء امليت) أو الطرق املنهجية (أداء
متارين مع حبس التنفس) لعوامل احلمولة اخلارجية ذاهتا يمكن أن تؤدي إىل توظيف رد
فعل جسم الريايض عىل العمل أيض ًا.
يعتمد تناسب العوامل الداخلية واخلارجية للحمولة عىل العمر والتخصص
واالستعداد واحلالة الوظيفية للريايض وخواصه الشخصية وصفة تفاعل الوظائف
احلركية ،فعىل سبيل املثال العمل املتساوي من حيث احلجم والشدة ردود فعل متباينة عند
الرياضيني.
وفيام عدا ذلك فإن احلمولة القصوى التي تفرتض أحجا ًما وشدة عمل متباينة تؤدي
إىل رد فعل داخيل متباين ويتجىل ذلك كاملعتاد يف حدوث عمليات االستعادة برسعة عند
الرياضيني أكثر مهارة.
ويمكن أن تكون احلموالت ذات صفات اختيارية (بشكل أفضل) ومجاعية وذلك
من حيث اجتاه تأثري احلمولة ،فرتتبط األوىل مع تأثري أكرب يف النظام الوظيفي الواحد الذي
يمون مستوى ظهور هذه الصفة أو تلك ،أو الكفاءة ،والثانية تتحسب لتزويد العمل
بنظامني وظيفتني أو عدة أنظمة.
ويمكن التحدث عن اجتاه احلمولة املنتخب واجلامعي لوحدات تركيبية متباينة
للعملية التدريبية والتامرين الفردية والدورات الصغرية وبالطبع فإننا نجد استخدا ًما
واس ًعا للحموالت يف تدريب الرياضيني األكثر مهارة ويف تلك احلالة عندما يتم التخطيط
لتامرين فردية وجماميعها وبرامج متكاملة يف الدروس يتم استخدام الدورات الصغرية
ذات االجتاه االنتخايب فقط ،عند إعداد رياضيني فتيان ماهرين ورياضيني كبار من أكرب
صنف ،وعندما يدور احلديث حول محوالت املتوسطة ،واملراحل وفرتات التدريب،
عندئذ سيكون من األفضل بالنسبة لألطفال واألحداث التحدث عن االجتاهات
11
اجلامعية ،أما بالنسبة للرياضيني الفتيان املاهرين فمن األفضل التحدث عن االجتاه
األفضل للحمولة.
وهنا يطرح هذا السؤال :كيف جيب التمييز بني احلمولتني التخصصية وغري
التخصصية؟
يتحدد ختصص احلمولة بتوافقها مع املؤرشات األساسية لرتكيب احلركات التنسيقية
وخواص توصيف أجهزة اجلسم األساسية ومواصفات النشاط التنافيس ولقد أصبحت
احلمولة التخصصية كحاصل استخدام التامرين املعدة بشكل خاص ،حينئذ تقيم
وكاملعتاد خصوصية التامرين وف ًقا لتناسب العالقات اخلارجية للتامرين التنافسية
والتدريبية :ولكن ال جيب االعتامد عىل الشكل اخلارجي للحركة فقط ،وإنام عىل صفة
الرتكيب املتناسق وخواص توصيف العضالت وردود األفعال أيض ًا.
وجتدر اإلشارة إىل اعتامد مهارة الريايض ،فتلك احلمولة 0املبتدأ ،يمكن أال تعد
كذلك بالنسبة للريايض املاهر الفتى ،ويساعد تقسيم احلموالت إىل تدريبية وتنافسية عىل
تنظيمها بشكل أدق ،ومن الرضوري جدً ا أن حتسب كمية املسابقات واالنطالقات يف
احلموالت وعدد األيام التنافسية وذلك عند احلموالت التنافسية.
وتكمن اخلاصية األساسية للحموالت التنافسية يف أهنا متنح الريايض فرصة جتنيد
اإلمكانات الوظيفية بدرجة أكرب ،مما هي عليه يف أثناء العمل التدريبي الشديد حيث إن
قادرا
التجنيد النفيس للقوي فقط من أجل املشاركة يف املنافسات الرياضية جيعل اإلنسان ً
عىل أداء ذلك العمل ،الذي ال يمكن أداؤه إطال ًقا حتى يف الظروف االعتيادية للدروس
التدريبية.
إن تلك احلقيقة :وهي أن أغلب األرقام القياسية العاملية تتم يف أكرب املنافسات
العاملية ،مثل األلعاب األوليمبية وبطوالت العامل حيث يظهر الرياضيون أرقامهم
بارزا للتجنيد اخلاص
القياسية الذاتية النهائية ألعظم املنافسات الرياضية أصبحت تأكيدا ً
للقوة يف ظروف السباق ،ومن مواصفات احلموالت التدريبية املوجهة ملعاجلة مسائل
التدريب الريايض يمكن ذكر اآليت:
أ-صفة التامرين
11
ب-شدة العمل خالل أدائها
ج-استمرارية العمل (طول الفواصل التدريبية أو املسافات)
د-استمرارية وصفة الفواصل االسرتاحة بني التامرين الفردية وكمية تكرارها لطول
العمل .إن تناسق هذه العنارص يف احلموالت التدريبية حيدد قيمة واجتاه تأثريها يف
جسم الريايض.
احلمل التدرييب
متطلبات احلمل واملجهود املبذول ونتائج القيام باملجهود املطلوب
جدول رقم 1
احلمل التدريبي عبارة عن متطلبات بدنية ونفسية وذهنية يبذل الريايض جهوده لتنفيذها
يؤدي بذل اجلهود لتنفيذ يبذل الريايض جهدً ا ،لتنفيذ عوامل احلمل
متطلبات احلمل إىل تكيف متطلبات احلمل ـ البدنية ـ -نوع التمرين
الريايض مع هذه املتطلبات من النفسية ـ الذهنية -نوعية األداء احلركي
النواحي ـ البنيوية ـ الوظيفية ـ جيب عىل الريايض: -حجم املجهود
النفسية ـ بحيث يتالشى -إدراك وفهم املتطلبات -شدة املجهود
التناقض بني املستوي احلايل -قبوهلا وتبنيها الطرق اخلاصة لتنظيم احلمل
-الطرق التدريبية
للقدرات البدنية والنفسية وبني -تنفيذها
-األشكال التنظيمية
متطلبات احلمل.
مقومات تركيبية للحمل مثل:
-جماالت شدة املجهود
-تناسب مهام اإلعداد العام واالعداد
اخلاص وتناسب مهام التدريب (اللياقة
البدنية والتكنيك والتكتيك)
14
جدول رقم1
الطرق اخلاصة ملعرفة فعالية احلمل
استجواب الريايض بصورة -أخذ رأي الريايض حول قدر -حالة الريايض أثناء التقريب
15
عوامل احلمل :حجم وشدة اجملهود
جدول رقم 1
شدة املجهود املجهود املطلوب حجم املجهود
-متثيل جانب الكيف ملتطلبات احلمل -يمثل جانب الكم ملتطلبات احلمل
-حتديد بالنسبة إىل كل من القدرة اإلنجازية -خيدم تنمية للقيام بمجهودات كبرية
للريايض والزمني -يعترب العامل احلاسم لتثبيت مستوى اإلنجاز
-حتدد رسعة ونوع وثبات التكيف
-التناســـب الزمنـــي -الرسعة -عــــدد مــــرات التكــــرار -مدة دوام التنبيه املنفرد
لفرتات العمل مـع بشكل عام
-مــدة دوام جمموعــة مــن -االرتفاع أو املسافة
فرتات الراحة
التنبيهـــات يف تـــدريب -مقدار املقاومة -عــدد مــرات التكــرار يف
-عدد مرات التكـرار القوة كل دور
-وترية اللعب
أو عــدد احلركــات -مــدة دوام فــرتة العمــل -عدد األدوار
املنفــــذة يف زمــــن -وترية الرصاع/النزال
املتواصـــل يف حركـــات -عدد احلصص التدريبية
معني -صعوبة املهمة احلركية دورية (مرت،كم)
-جممـــــــوع املقاومـــــــات
-زمن العمـل الفعـيل املتغلـــب عليهـــا (كـــ - ،مدة دوام احلصة النسـبة
بالنســــبة إىل مــــدة التدريبية طن)
دوام احلصــــــــــــة
-مـــــدة دوام التـــــدريب
التدريبية
السنوي (ساعات)
مثال:السباحة
00-21-20-31
ثانية
16
عوامل احلمل – أنواع التمارين البدنية
أساسا من خالل تأدية
ً يتحقق تطور مستوى اإلنجاز من الناحيتني البدنية والنفسية
التامرين البدنية املختلفة األنواع" ،اللعبة أو املسابقة التخصصية ذاهتا كتمرين والتامرين
اخلاصة والتامرين العامة" وال يمكن خالل عملية خالل عملية بناء القدرة اإلنجازية
االستغناء عن نوع من أنواع التامرين البدنية هذه :إال أن نصبها ختتلف من رياضة ألخرى
وتتغري حسب أهداف املرحلة التدريبية وأهداف التدريب السنوي والعمري والعمر
البيولوجي و "العمر التدريبي" وختتلف التامرين اخلاصة والتامرين العامة عن احلركات
التي يؤدهيا الريايض يف لعبته أو مسابقته التخصصية من حيث البنية احلركية وهيكل
مقومات احلمل ،وبني اجلدول رقم 4أنواع التامرين البدنية ومميزاهتا ووظائفها:
جدول رقم 4
اللعبة أو املسابقة نوع
التامرين العامة التامرين اخلاصة
التخصصية كتمرين التمرين
يطابق هذا النوع من يشابه هذا النوع من التامرين ال يشابه هذا النوع من التامرين املميزات
احلركات التي يؤدهيا الريايض يف احلركات التي يؤدهيا الريايض التامرين احلركات التي
يؤدهيا الريايض يف لعبته أو لعبته أو مسابقته التخصصية من يف لعبته أو مسابقته من حيث
مسابقته التخصصية من حيث مراحل أو عنارص حركية البنية احلركية أو هيكل مقومات
حيث البنية احلركة
معينة أو حاالت معينة من اللعبة احلمل
وهيكل مقومات احلمل
أو النزال
ختدم التامرين العامة األغراض ختدم التامرين اخلاصة تنمية مقومات ختدم اللعبة أو املسابقة الوظائف
التالية: القدرة اإلنجازية املنفردة بصورة التخصصية كتمرين تنمية
-تنمية القدرات البدنية والتوافقية هادفة مع الرتكيز يف جوانب تكنيكية مجيع مقومات القدرة
واملرونة. أو قدرات بدنية معينة اإلنجازية بصورة متكاملة
-رفع القابلية للقيام بمجهودات بصورة بام يناسب رشوط
كبرية املنافسة
-توسيع اخلربة احلركية
-اكتشاف املوهوبني
-حتقيق الراحة اإلجيابية
-منع حدوث الرتابة
-التعويض عن متاعب التدريسات
اخلاصة
17
احلمل التدرييب والتكيف وتطور مستوى اإلجناز:
يتكيف الريايض خالل التدريب مع متطلبات احلمل عرب مراحل ،التعب ـ الشفا.
-التعويض الزائد ،وصو ًال إىل مستوى أعىل من القدرة اإلنجازية.
-التعب عبارة عن انخفاض مؤقت للقدرة اإلنجازية نتيجة القيام باملجهود املطلوب.
-التعب عبارة عن العودة من حالة التعب إىل احلالة الوظيفية والنفسية الطبيعية.
-التعويض الزائد عبارة عن زيادة القدرة اإلنجازية عن مستواها السابق كرد فعل جسم
الريايض عىل املجهود املتعب.
التكيف عبارة عن ارتفاع املستوى الوظيفي ،بام يف ذلك التغريات البنيوية والنفيس
فيام يتعلق بتطور صفات نفسية معينة ـ للجسم نتيجة تنفيذ متطلبات احلمل وتتحدد
االستفادة من اإلمكانيات البدنية بمستوى تطور الصفات النفسية.
وتتحدد العالقة بني احلمل التدريبي والتكيف وتطور القدرة اإلنجازية بقوانني جيب
أن يراعيها املدرب عند تنظيم عملية التدريب.
تشرتط عملية التكيف أن تكون متطلبات احلمل كافية إلجبار الريايض عىل بذل
جمهود واضح من أجل تنفيذها.
جيب أال يتضمن احلمل التدريبي متطلبات بدنية فقط وإنام متطلبات نفسية كذلك
لتطور القدرة اإلنجازية بصورة كاملة ،عىل أن تكون هذه املتطلبات النفسية كذلك جمربة
عىل التكيف معها ،ولكي تتطور القدرة اإلنجابية بوترية عالية وثابتة جيب أن تكون
عوامل احلمل "حجم وشدة املجهود" مناسبة لقدرة الريايض اإلنجازية احلالية أي ليست
كثريا
بدال من أن ترتفع ،وال منخفضة ً عالية جدً ا ـــ بحيث قد تنخفض القدرة اإلنجازية ً
بحيث ال يوجد تقدم يذكر.
أن خيترب مستوى كل من القدرة اإلنجازية والقابلية للقيام بمجهودات كبرية بني حني
وآخر:
-أن حيدد متطلبات احلمل بام يناسب خصائص الريايض وإمكانياته احلالية.
18
تؤدي عملية التكيف إىل مستوى أعىل من القدرة اإلنجازية والقابلية للقيام
بمجهودات كبرية ،كلام ارتفع مستوى القدرة اإلنجازية يصبح تنفيذ متطلبات احلمل
البدنية والنفسية أسهل فأسهل وأقل تع ًبا بل ينعدم التعب ،نتيجة تكيف الريايض مع هذه
املتطلبات ،األمر الذي يقلل تدرجي ًيا من فعالية التدريب ولكي ال حيدث ذلك جيب رفع
متطلبات احلمل بصورة منتظمة.
هذا ويتعلق حتسني كل من املستوى الوظيفي جلسم الريايض وقدرته اإلنجازية
بالتعويض الزائد كرد فعل للجسم عىل املجهود املبذول املتعب عىل شكل تعبئة خمازن
الطاقة يف اجلسم أكثر مما كان عليه قبل القيام باملجهود املتعب استعداد املتطلبات أعىل أما
إذا مل تتغري متطلبات احلمل فال يمكن أن يتحسن املستوى الوظيفي والقدوة اإلنجازية.
ويعني ذلك بالنسبة إىل املدرب أن جيدد التناقض بني املستوى احلايل للقدرة اإلنجازية
البدنية والنفسية ومتطلبات احلمل بصورة منتظمة.
وتشرتط عملية التكيف برجمة وتنظيم فرتات العمل وفرتات الراحة بالتتايل الصحيح.
أساسا يف خالل فرتات الراحة كرد فعل اجلسم
ً ويتحقق التكيف مع متطلبات احلمل
عىل نفاذ مصادر الطاقة وغريها من الرشوط الوظيفية يف أثناء فرتة العمل ،وليست حالة
التعب إال عبارة عن نفاذ هذه القدرات واإلمكانات ويعني ذلك أن وصول الريايض إىل
حالة التعب يشء البد منه لتحقيق التكيف املنشود ،إال أن فرتات العمل املتعب جيب أن
تتمم بفرتات كافية للراحة يف الوقت املناسب لكي ال يؤدي التدريب ـ خاصة التدريب
اليومي -إىل حالة اإلرهاق السلبية التي تسبب انخفاضا كثري ًا ملستوى اإلنجاز.
وعند تدريب األبطال يمكن إعطاء فرتات عمل متتالية يرتاكم خالهلا التعب إىل حد
ما ثم يسمح للريايض بفرتة للراحة.
إن عملية ارتداد التكيف شاملة جلميع مقومات القدرة اإلنجازية:
-القدرات البدينة
-املهارات التكنيكية والقدرات التكنيكية
-الصفات النفسية
19
هذا وجيب أن تنظم فرتات الراحة بصورة إجيابية أي أن يؤدي الريايض حركات
"تعويضية" معينة ختتلف عن احلركات التي يؤدهيا خالل فرتات العمل األساسية من
حيث بنيتها وانخفاض شدة املجهود املبذول.
ويعني ذلك بالنسبة إىل املدرب أن يراعي مقتضيات الراحة اإلجيابية بأشكاهلا املختلفة
عند برجمة التدريب.
-ال يمكن احلفاظ عىل ظواهر التكيف دون مواصلة التدريب.
-تتالشى ظواهر التكيف مع متطلبات التدريب يف احلاالت التالية:
-قلة احلصص التدريبية.
كثريا.
-ختفيض متطلبات احلمل ً
-التوقف عن التدريب ملدة معينة.
إال أن وترية هذه العملية خمتلفة من مقوم آلخر وبالتايل جيب عىل املدرب أن يعمل
عىل ما ييل:
-استمرارية التدريب لعدة سنوات متتالية.
-إبقاء مدة املرحلة االنتقالية يف التدريب السنوي قصرية.
-إدخال التدريب اليومي حتى مع الناشئني من أجل االستفادة من التكيف الناتج من كل
حصة تدريبية لبناء مستوى اإلنجاز.
ويتعلق نوع ورسعة التكيف بكل من طبيعة متطلبات احلمل ومستوى اإلنجاز احلايل
للريايض.
وعىل سبيل املثال إذا كانت متطلبات احلمل مميزة بحجم كبري وشدة متوسطة أو
منخفضة وتكون ردود فعل جسم الريايض الوظيفية والنفسية مناسبة لتنمية قدرة
منخفضا لكني املراد أن تكون
ً التحمل خال ًفا ملا هو احلال إذا كان حجم املجهود املبذول
شدته عالية كام هو احلال يف تدريبات الرسعة.
10
هكذا تبدو األمور مع املتقدمني يف التدريب أما املبتدئون فال تفيد املجهودات
املنخفضة واملتوسطة الشدة للريايض لتنمية قابليته للقيام بمجهودات كبرية فقط وإنام إىل
حد ما لتنمية القوة العضلية وكذلك الرسعة.
يتكيف املبتدئون بالتدريب مع متطلبات احلمل برسعة بينام حيتاج املتقدمون يف
التدريب إىل زمن طويل نسبيًا ـ مع استخدام وسائل تدريبية ذات شدة عالية لفرتات
قصرية ـ حتى يتحقق التكيف املنشود بتقدم ملحوظ يف مستوى اإلنجاز وهذا األمر الذي
يصعب للمدرب معرفة فعالية متطلبات التدريب باستمرار.
وبشكل عام جيب عىل املدرب:
-أن حيدد متطلبات احلمل بام يناسب أهداف التدريب وقدرة الريايض اإلنجازية احلالية .
-أن يتأكد من فعالية التدريب بواسطة اختبارات مالئمة.
-عند تدريب جمموعة من الرياضيني (أ-د ،كام يف اجلدول رقم 0عىل سبيل املثال) يمكن
أن خيتلف تأثري متطلبات احلمل من ريايض ألخر بشكل واضح
جدول رقم ()0
تقيم متطلبات
فعالية التدريب التعب الريايض
احلمل
11
مبادئ خاصة لتحديد متطلبات احلمل:
مبدأ زيادة متطلبات احلمل:
ونوعا إىل حد جيرب الريايض
ً كام
يشرتط تطور مستوى اإلنجاز الريايض زيادة احلمل ً
عىل التكيف معها من الناحيتني البدنية والنفسية للتغلب عىل التناقض بني متطلبات
احلمل والقدرة اإلنجازية احلالية.
وجيب عىل املدرب هبذا اخلصوص أن يراعي القواعد العامة التالية:
-جيب أن تكون متطلبات احلمل قريبة ـ وليست أبعد ـ من حدود القدرة اإلنجازية احلالية
كي ال يتعرض الريايض ألرضار عند حماولة تنفيذ متطلبات عالية جدً ا.
-جيب االستفادة من مجيع مقومات احلمل أي "عوامل احلمل" و"الطرق اخلاصة لتنظيم
احلمل" و "املقومات الرتكيبية للحمل" لتحقيق الزيادة الرضورية ملتطلبات احلمل،
علام بأن نوعية ورسعة تطور القدرة اإلنجازية ومقوماهتا يتحدد بمقومات احلمل
ً
املختارة لغرض تطوير القدرة اإلنجازية.
-ال يغري إال مقوم واحد من هذه املقومات يف آن واحد وذلك بام يناسب اهلدف وهيكل
مقومات اإلنجاز والقدرة اإلنجازية احلالية والعمر احلقيقي والعمر التدريبي.
-ال ترفع متطلبات احلمل جلميع مهام التدريب يف آن واحد وإنام جيب الرتكيز يف مهام
معينة يف وقت معني ،وتتضمن هذه القاعدة رضورة تغيري طبيعة متطلبات احلمل من
فرتة تدريبية ألخرى.
-جيب رفع متطلبات احلمل بصورة مربجمة بد ًءا بزيادة حجم املجهود لوضع األسس
الوظيفية لرفع شدة املجهود ولتحسني القابلية للقيام باملجهودات الكبرية.
-جيب التأكد من فعالية اإلجراءات املتخذة لزيادة متطلبات احلمل من خالل :
تسجيل متطلبات احلمل
مراقبة الريايض يف أثناء التدريب
11
إجراء اختبارات منتظمة ملعرفة تطور مستوى اإلنجاز بشكل عام وتطور مقومات
معينة للقدرة اإلنجازية بشكل خاص
كبريا نسب ًيا إذا كان اهلدف تنمية القدرات ورشوطها ،بينام
-جيب أن يكون حجم املجهود ً
جيب أن يكون شدة املجهود عالية نسب ًيا إذا كان اهلدف صقل هذه القدرات.
-جيب عىل املدرب أن يسعى باستمرار لتحسني أسلوب التدريب ملا خيدم متكني الريايض
ونوعا.
ً كام
من تنفيذ متطلبات احلمل املتزايدة ً
جدول رقم 6
أمثلة لزيادة متطلبات احلمل مقومات احلمل
-زيادة املسافة املقطوعة (كم) أو األوزان املرفوعة (طن) حجم املجهود
-مد زمن التدريب
-زيادة عدد مرات التكرار
-زيادة الرسعة شدة املجهود
-زيادة وترية اللعب أو النزال
-تقصري فرتات الراحة
-زيادة صعوبة مهام التدريب من حيث التوافق احلركي والتكنيك
والتكتيك
-تغيري نصب التامرين العامة والتامرين اخلاصة واللعبة املسابقة ذاهتا كتمرين أنواع التامرين البدنية
11
مبدأ استمرارية التدريب:
يتفاعل اإلنسان مع البنية بأستمرار تكيف أجهزة اجلسم مع املقتضيات الوظيفية
والنفسية هلذا التفاعل ويف الرياضة تتفاعل أجهزة جسم الريايض مع متطلبات التدريب
وإذا أمهلت مهمة من مهام التدريب فإن ذلك ينعكس سلب ًيا عىل تطور اإلنجاز ذي
العالقة وإذا توقف الريايض عن القيام باملجهودات الكبرية املعتادة من يوم آلخر وال
يعود إىل التدريب عىل اإلطالق يتالشى التكيف الناتج عن التدريب بل يتعرض الريايض
ألرضار صحية ولكي ال حيدث ذلك جيب عىل املدرب أن يراعي القواعد العامة التالية:
-جيب منع حدوث انقطاع للتدريب قدر املستطاع.
-جيب أال تتضمن برجمة التدريب مهام التدريب الرئيسية يف فرتة التدريبية ـ كذلك
للحفاظ عىل ظواهر التكيف املكتسب ساب ًقا.
-جيب ضامن فرتات كافية للراحة لكي ال يرهق الريايض فيجرب عىل التوقف عن التدريب
ألسباب صحية.
-جيب مراعاة العمر التدريبي عند تقدير رسعة انخفاض مستوى القدرة اإلنجازية بشكل
عام ومستوى مقوم من مقوماهتا بشكل خاص ،علام بأن ثبات مستوى اإلنجاز يزداد
مع سنوات التدريب.
-جيب مراعاة التفاوت يف رسعة انخفاض مستوى القدرات البدنية والتوافقية واملهارات
التكنيكية املختلفة.
مبدأ تنظيم احلمل التدرييب بشكل دوري:
هناك عدة أشباب لرضورة تنظيم التدريب بشكل دوري أمهها:
-ال يمكن للريايض أن حيافظ عىل قدرة انجازيه عالية جدً ا باستمرار
-ال يمكن تنمية مستوى اإلنجاز الفردي باطراد
-يمر الريايض يف أثناء عملية التدريب الطويلة األمد بمراحل النمو املختلفة عن بعضها
البعض من حيث القابلية لتنمية مقومات اإلنجاز.
14
-ال يمكن تنفيذ مجيع مهام التدريب يف أن واحد
-توجد متطلبات معينة جيب أن يكرر الريايض تنفيذها مرات متتالية كثرية أو بصورة
منتظمة إىل أن يتحقق التكيف املنشود
هذا ويميز يف بناء مستوى انجاز مرحيل معني بني املراحل التالية:
-0تنمية أسس القدرة اإلنجازية.
-2صقل وتثبيت مستوى اإلنجاز.
-3ختفيض مستوى اإلنجاز مؤقتا.
تتكرر هذه املراحل خالل عملية التدريب الطويلة األمد مرات كثرية ويصل الريايض
كل مرة إىل مستوى مرحيل أعىل مما كان عليه يف احللقة التدريبية السابقة.
إن عملية بناء مستوى اإلنجاز املرحيل املوصوفة ساب ًقا عبارة عن مرحلة تدريبية
كربى تنقسم إىل مراحل تدريبية متوسطة وتنقسم املراحل التدريبية املتوسطة إىل فرتات
تدريبية قصرية.
وتتميز كل هذه املراحل والفرتات التدريبية بأهنا حمددة من حيث الزمن واملهام
واملحتويات التدريبية وتنظيم معني للتدريب بام يناسب حتقيق هذه املهام واملحتويات
وتعتمد برجمة التدريب عىل ترتيب املراحل والفرتات التدريبية بصورة متكاملة وهادفة مع
مراعاة القواعد التالية:
أيضا وفرتات الراحة رضورية
-ليست األمهية لفرتات العمل فقط ولكن لفرتات الراحة ً
الستعادة أجهزة اجلسم قدرهتا الوظيفية ولتحقيق ظواهر التكيف املنشودة.
-جيب برجمة عملية بناء القدرة اإلنجازية عىل مراحل كربى ومراحل متوسطة وفرتات
قصرية مع توزيع متطلبات احلمل عىل هذه املراحل والفرتات التدريبية بشكل دوري.
-جيب تغيري كل من مقدار احلمل والعالقة بني حجم املجهود وشدته ومهام التدريب
الرئيسية املرحلية.
15
-يتحدد عدد مرات وصول الريايض إىل مستوى انجاز مرحيل عال خالل السنة التدريبية
بعدة عوامل .أمهها:
موعد املنافسة الرئيسية أو مواعيد املنافسات الرئيسية.
هيكل مقومات اإلنجاز يف الرياضة التخصصية.
األمحال التدريبية للمنافسات
إن مفهوم األمحال التدريبية للمنافسات تعني مقدار أو كمية املؤرشات البدنية
والفسيولوجية الناجتة عن تلك األمحال ،والتي جيب أن يتم اختيارها وتوزيعها بدقة عالية
وهذا يتطلب فهم ومعرفة يف استخدام الطرق التدريبية وأساليب تنفيذها ومقدار
مؤرشاهتا البدنية والوظيفية عىل أجهزة وأعضاء اجلسم املختلفة للريايض كام جيب أن
خيطط هلذه األمحال بحيث تتناسب تأثرياهتا مع املتغريات الفسيولوجية والكيميائية
والبدنية التي تنسجم مع تسجيل رقم قيايس جديد ،إن حتديد وتقويم املتغريات البدنية
والفسلجية يف الفعاليات الرياضية الدورية ليس صع ًبا .ففي عدو املسافات القصرية
ملسافة 211م وتتجاوز الرسعة وتستخدم يف بعض الفعاليات العالقة بني قيمة احلمل
الفسلجي واحلمل البدين كمؤرش لتقويم تدريبات املنافسة فعىل سبيل املثال يف فعالية
الرماية بالقوس يسجل زمن تنفيذ التمرين وقيمة معدل رضبات القلب (منذ فرتة سحب
القوس لغاية اطالقة) وحتسب هذه العالقات والتي ينظر إليها كمؤرش لشدة احلمل البدين
للسباق وتعتمد ديناميكية هذا املؤرش يف أثناء تنفيذ مترين السباق عىل اجلهد العصبي أكثر
من اجلهد البدين وعليه فإن التدريبات اخلاصة ملثل تلك الظروف حتسن حتمل اجلهاز
العضيل العصبي وتزيد من دقة األداء والرتكيز.
ويف بعض الفعاليات تكون هناك صعوبة يف قياس بعض املتغريات الفسيولوجية أثناء
األداء يف املنافسات يف فعاليات التجديف أجريت جتربة عىل ( )301ريايض من الواليات
املتحدة األمريكية شاركوا يف البطوالت الدولية واألوملبية وكان %31من هؤالء
الرياضيني حيملون أوسمة دولية أوملبية وكان معدل أعامرهم 23سنة ومتوسطة طوهلم
002سم وزهنم 55كغم حيث نفذت التجربة عىل جهاز مشابه للمجداف وبعد 01
دقائق من اإلمحاء استطاع الرياضيون خالل 6دقائق األوىل من اجلهد أن جيذفوا بشدة
16
السباق وكان تردد التجذيف يف ( )40-42مرة بالدقيقة وقد اتضح من هذه التجربة أن
أفضل ثامنية جذافني وصلت قيم املتغريات إىل حدوده القصوى كام يف استهالك
األكسجني وتركيز احلامض أما التنفس الرئوي وتردد التنفس تبني بأن كمية اهلواء التي
تستهلك خالل دورة تنفسية واحدة تساوي ( )0-4لرت.
ويف جتربة أخرى عىل 45ريايض من ريايض التجذيف من منتخب أملانيا االحتادية
يشكل الفتيان معظم أفرادها اتضح من التجربة أن استهالك األكسجني وصل لدهيم يف
اختبار متارين املنافسات إىل 6222مليلرت /دقيقة أو 66مليلرت/دقيقة/كغم أما التهوية
الرئوية فقد بلغت 006لرت معدل رضبات القلب ()054ض/د.
ويف فعاليات الدراجات نفذت جتربة عىل 05ريايض من املستويات العليا أجريت هلم
ثالثة أمحال تدريبية عىل جهاز للدراجة ويف خالل املنافسات وتوضح العالقات بني
واضحا يف مؤرش احلاجة
ً األمحال الفسلجية والبدنية حيث لوحظ أن هناك تباينًا
لألكسجني من 05201-01206لرت.
إن املؤرشات الفسيولوجية لتامرين املنافسات آنفه الذكر ينبغي أن ينظر إليها كنامذج
جوا فسيولوج ًيا
من الرضوري االهتداء هبا عند التخطيط لألمحال البدنية حيث إهنا حتقق ً
ونفس ًيا باملستوي األقىص من االستجابات الوظيفية التي حتقق أفضل مستوى.
ردود أفعال (استجابة) جسم الرياضي حلموالت املسابقات:
النشاط التنافيس املعارص للرياضيني ذوي املستوى العايل شديد بشكل استثنائي ،فعىل
سبيل املثال :العداء ملسافات متوسطة يشارك خالل العام من 61-01مرة،
السباحون 041-021:دراجي الرتيك أكثر من ،061ودراجي الطرق يربمج هلم يف
خالل العام إىل حد 001-011وأكثر أيام سباقيه إلخ ...وال يرتبط هذا احلجم الكبري
للنشاط التنافيس برضورة املنافسة بنجاح يف خمتلف املسابقات فقط ولكن استخدامهم
كطريقة حتفيز قوية جدً ا لالستجابة التكيفية واإلعداد املتكامل الذي يسمح بتوحيد كل
املهارات التكنيكية والتكتيكية والوظائف البدنية واخللفيات النفسية يف نظام واحد موجه
لبلوغ النتائج املخطط هلا ،وحتى يف أثناء برجمة محوالت التدريب بشكل مثايل والتي
حتاكي املباريات وغياب احلافز لدى الريايض لتنفيذها بشكل فعال ،فإن مستوى النشاط
17
الوظيفي لألعضاء املنظمة واملنفذة تكون أقل مما هي يف املسابقات فقط يف أثناء عملية
املباريات باإلمكان الوصول إىل مستوى إظهار وتنفيذ مثل اجلهد الذي يتضح يف أثناء
حصص التدريب مضن ًيا.
طرق تقويم احلمل البدني يف املنافسات:
يفهم من احلمل البدين للمنافسات يف عدد املنافسات أو املباريات التي يشارك فيها
الريايض يف مرحلة معينة وأن تقويمها أصبح ذا أمهية خاصة ملا هلا من دور وتأثري كبري يف
تطوير مستوى اإلنجاز حيث تعد املنافسات من أهم عنارص تطوير األداء لذا فقد اجتهت
اآلراء يف الوقت احلارض إىل زيادة عدد املنافسات خالل السنة ،فعىل سبيل املثال كان عدد
املنافسات التي خيوضها عداءوا 011م من املستويات العليا حوايل 30منافسة يف خالل
الثامنينات أما يف الوقت احلارض فيشارك العداءون بأكثر من 61منافسة يف خالل السنة
ويف البعض يشارك العداء يف أكثر من فعالية فعىل سبيل املثال (211 ،011م011×4،م)
تتابع وبذلك تصبح عدد السباقات التي خيوضها خالل املوسم كثرية وتقسم هذه
املنافسات إىل املنافسات التدريبية وهي االختبارات التي يضعها املدرب يف الربنامج
التدريبي يف خالل مرحلة :
-0اإلعداد العام واخلاص للتعرف عىل مستوى احلالة التدريبية للريايض ولتالىف النقص
احلاصل فيها.
-2املنافسات الثانوية وهي السباقات التي خيوضها الريايض ولكن نتائجها ليست ذات
أمهية كبرية للريايض ولكنها تقع ضمن التخطيط للعملية التدريبية لغرض حتسني
مستوى كفاءة األداء البدنية والنفسية وتشكل قاعدة أساسية للمنافسات األخرى.
-3املنافسات الرئيسية وهي السباقات التي خيوضها الريايض يف البطوالت املهمة
كالدورات األوملبية والقارية والبطوالت العاملية وتعترب هذه السباقات هي اهلدف
الرئييس والذي جيب أن حيقق فيه الريايض اإلنجازات الرائعة وإن مجيع السباقات التي
خاضها الريايض يف ذلك املوسم تعترب أهدا ًفا ثانوية ختدم وحتقق اهلدف الرئييس.
ويف املصارعة جيب األخذ بنظر االعتبار عدد املنافسات التي خيوضها املصارع
فيخالل السنة وكم النزاالت التي خاضها يف هذه املنافسات حيث تعتمد عدد النزاالت
18
يف كل منافسة عىل مستوى قدرة املصارعة فعىل سبيل املثال اثنان من الرياضيني (أ-ب)
شاركا يف21منافسة يف خالل املوسم وكان الريايض (أ) غال ًبا ما خيرج من املنافسة يف
األدوار التمهيدية يف وكان الريايض (ب) يصل إىل األدوار النهائية لذا فإن مؤرش تقويم
محل املنافسات لدى كل منهام يكون خمتل ًفا فالريايض (أ) شارك خالل املوسم ب 36نزاالً
وريايض (ب) شارك يف ( )03نزاالً.
وعند تقويم محل املنافسات من الرضوري األخذ بنظر االعتبار عدد املنافسات
الرئيسية والثانوية فعىل سبيل املثال تعترب املنافسات يف الدورات األوملبية والبطوالت
العاملية وبطوالت القارات منافسات رئيسية.
إن املنافسات الرئيسية التي خيوضها يف الرياضيون خالل البطوالت تفرض عىل
الريايض رصف الطاقة عالية اجلهد النفيس الكبري ومن أجل ذلك نالحظ أن الرياضيني
يستعدون بصورة خاصة ملثل تلك املنافسات وال خيططون لألمحال التدريبية بام يتناسب
مع تلك املنافسات من حيث كمية الطاقة املرصوفة واجلهد البدين والنفيس فقط بل
خيططون للعملية التدريبية لظروف أصعب من ظروف املنافسات .وكام قال الباحث
كوتس إذا كان األمر صع ًبا يف التدريب سيكون ً
سهال يف املنافسة فاملنافسات تتطلب قدرة
بدنية ونفسية عالية جيب اإلعداد هلا مسب ًقا قبل اخلوض فيها حيث يكون يف بعض
كثريا ففي كرة القدم والطائرة وغريمها من
األلعاب الرياضية عدد املنافسات الرئيسية ً
األلعاب الرياضية الرئيسية تتجاوز %61من جممل املباريات يف خالل العام حيث تعترب
مجيع مباريات الدوري منافسات رئيسية ألهنا تؤثر بشكل مبارش عىل نتيجة وترتيب
الدوري ،أما يف الفعاليات الدورية كألعاب القوى والسباحة وغريها -فإن عدد
املنافسات الرئيسية ال تتجاوز %31من جممل املنافسات يف خالل العام وعليه فإن عدد
املنافسات الرئيسية جيب أن تكون حصتها من جممل العملية التدريبية وجيب أن خيطط هلا
بشكل علمي ومدروس وبام يتناسب مع ما تتطلبه املنافسة الرئيسية من حيث تأثرياهتا
البدنية والفسيولوجية والنفسية وأن يؤخذ بعني االعتبار عمليات استعادة الشفاء يف
خالل هذه األمحال واملنافسات ليشارك الريايض يف تلك املنافسات بكفاءة وقدرة عالية
متكنه من حتقيق اإلنجاز املخطط له يف العملية التدريبية القصوي لعدائي املستويات العاليا
0220م/ث ويرتاكم حامض الالكتيك يف الدم بحوايل 211ملغم ويف عدو 411م تكون
19
الرسعة القصوي0م/ث وتراكم الالكتيك 226ملغم و0011م تكون معدل الرسعة
6م/ث وتراكم الالكتيك 063ملغم.
إن حتديد عنارص األمحال البنية يف األلعاب الرياضية غري الدورية يكون أكثر صعوبة
وحيتاج ذلك إىل تدوين وتوثيق كل ما يفعله الريايض يف خالل املنافسة وعليه فإن عملية
التقويم تكون فيها بعض الصعوبة وصعوبة احلصول عىل تقويم موحد فمثال ذلك أن
عدد املرات التي يستلم فيها العب كرة القدم وكذلك املسافة التي يقطعها بالكرة ال
تعتمد عىل مهارته وقدراته البدنية فقط لكي نقوم أداءه بل تعتمد عىل مستوى قدرة مهارة
أيضا والفريق ككل ومستوي هذا الفريق وموقعه يف الدوري وموقع الالعب عند
اخلصم ً
استالمه الكرة وموقع زمالئه وحتركاهتم.
إن املتغريات البدنية لالعبي الكرة الطائرة -حيث تشري حتليل البيانات إىل أن طول
فرتة العمل النشطة لالعبي الكرة الطائرة يف خالل فرتة املباريات -تكون طويلة فهي عىل
سبيل املثال يف أحد األشواط تتجاوز 01دقائق ويف ثالثة أشواط 25دقيقة ويف مخسة
أشواط 45دقيقة ،إن مثل هذه األمحال البدنية اخلاصة تعمل عىل تنشيط وحتسني وتطوير
عمل أجهزة وأعضاء اجلسم املختلفة.
ويف املالكمة فإن املتغريات البدنية الفسيولوجية التي يتعرض هلا املالكم تصل إىل
قيمتها القصوي يف النزالت.
ويف نوع آخر من أنواع النزالت وهي املبارزة حيث ختتلف قيمة وطبيعة األمحال
البدنية بصورة كبرية عن املتغريات املناظرة يف املالكمة.
يظهر أن معدل رضبات القلب يف مثل هذه النزالت غري كبري ولكنه يشري إىل أن
نزاالت املبارزة تؤمن مجيع آليات نواتج الطاقة ،إن األمحال البدنية اخلاصة باملنافسات
تستوجب اختبار التامرين والوسائل واألساليب التدريبية ذات اجتاهات خمتلفة لتطوير
آلية إنتاج الطاقة.
10
احلموالت التدريبية والتنافسية وتأثريها على تكوين ردود أفعال التكيف:
حيدد مقدار وتوجه احلموالت بمميزات استخدام وترتيب تناوب املكونات :مدة
وأسلوب متارين حمددة ،وشدة اجلهد يف أثناء تنفيذها ،مدة ومميزات الفواصل التي تتخلل
تكرار بعضها وكمية التامرين يف التشكيالت البنيوية لعملية التدريب (حصص معينة
وأقسامها دوراهتا القصرية وغريها )...لو تم يف بعض األحيان تنويع أي واحد من
املكونات املذكورة وقد يؤدي ذلك إىل تغيري جذري يف اجتاه عملية التدريب ،عىل سبيل
املثال:تنفيذ نسق متارين كالنموذج01×01مرت يف السياحة برسعة %00قصوى مدة
فواصل الراحة ،قد تؤثر تأثريا مبدئ ًيا متباينا عىل جسم الريايض وستؤدي الفواصل -01
00ثانية إىل تراكم التغيريات الوظيفية والفواصل 3-2دقائق تسمح للريايض باستعادة
الشفاء والتخلص من التغيريات التي حدثت بسبب التمرين السابق ،يف احلالة األوىل
يساعد التمرين عىل تنمية التحمل اخلاص وتطوير الثبات (رسوخ) النفيس للتغلب عىل
التعب ،وثبات التقنيات أمام تغيريات هامة يف البيئة الداخلية للجسم ،يف احلالة الثانية
يسمح بتنمية التقنيات يف حالة اجلسم املستقرة وتنمية قدرات الرسعة لدي الريايض وقوة
أنظمة تأمني الطاقة الال هوائية.
مغايرا عىل جسم
ً إن التامرين املنفذة بمدد خمتلفة ونظام اسرتاحة ححتدث طاب ًعا
الريايض حتى يف حاالت تناسب مدد العمل مع فواصل الراحة 0إىل 2نفذ املمتحنون
حجم جهد موحد بقوة محولة دائمة إال أن ديناميكية تركيز الكتات الدم كانت خمتلفة متا ًما
يف احلاالت الثالث مجيعها وهذه احلاالت ال عالقة هلا باحلالتني ،هذه احلاالت الثالثة
مبنية يف الرسم 020وهذا يعود إىل التناسب غري املتساوي جلذب (مشاركة) أنظمة
الاللكتات والالكتات املؤمنة للطاقة يف أثناء تنفيذ متارين خمتلفة باملدة.
11
انتعاش األكسجني يف نسيج العضالت وبسبب ذلك تؤدي مثل هذه التامرين إىل ظهور
تغيريات مميزة يف العضالت مرتبطة بازدياد كمية وكثافة الشعريات الدموية الفاعلة
وبازدياد كمية وكثافة امليتوكندريون (املتقدرات) قدرهتا عىل استخدام األكسجني أيض ًا
الذي يورده الدم من أجل حمركب األدينوزين ثالثي الفوسفات وتزداد فعالية التامرين
ذات الطالع املوضوعي باألخص إذا استخدمت أساليب منظمة أو وسائل تقنية تزيد
احلموالت عىل جماميع العضالت.
إن استخدام متارين ذات طابع خاص الذي يرشك يف اجلهد %-6-41من كثافة
تأثريا أوسع عىل جسم الريايض بد ًءا من رفع قدرات أنظمة التزويد
العضالت ،يؤمن ً
بالطاقة وإنتها ًءا ببلوغ توازن أمثل للوظائف احلركية والالإرادية يف ظروف تطبيق
محوالت تدريبية وتنافسية.
أما التامرين ذات الطابع الشمويل التي ترشك يف اجلهد أكثر من %61-61من الكتلة
تأثريا أكرب عىل جسم الريايض ،ومع ذلك ينبغي بعني باالعتبار بأن
العضلية ،فتحدث ً
إعادة بناء التكيف املركزي عىل سبيل املثال وازدياد حجم عضلة القلب وإثارة القلب
والسعة احليوية للرئتني والتهوية الرئوية القصوى وغريها ،تتعلق فقط بحجم العضالت
العاملة وغري متعلقة بموضعها املعني.
ويعترب تناسب التامرين املتبعة مع متطلبات النشاط التنافيس الناجح ،العامل املهم
لتأمني التكيف الفعال ،إن عدم تناسب طابع التامرين مع االجتاه املحدد لتكيف النسيج
العضيل يؤدي إىل تغيريات ال تتالئم ختصص ًيا مع أيضا (متثيلها الغذائي) ،هذا ما أكدته
معطيات الفحوصات املجهرية اإللكرتونية واملناعية الكيميائية ،وعىل األخص لدى
أولئك الذين يتصفون ببنية نسيج عضيل يتميز هبا عداءوا واملسافات القصرية ولكن
أولئك الذين يتدربون وخيوضون املباريات كعدائي مسافات طويلة يالحظ يف أليافهم
العضلية توسع مساحات الليفيات نتيجة تورم وهتتك بعض األنسجة العضلية وتشققها
الطويل ونفاذ خمزون اجلليكوجني وتلف امليتوكندريون ،وإن نخر (تلف) األلياف العضلية
يكون نتيجة هلذه التدريبات ،األشخاص الذين لدهيم بنية عضالت عدائي املسافات
الطويلة ولكن يتدربون ويتسابقون كعدائي مسافات قصرية ،يالحظ يف نسيجهم العضيل
11
تضخم زائد يف بعض األلياف وبقع تالفة تغطي 3-0ساركومري (القسيم العضيل) من
األلياف العضلية وبعض األلياف تكون يف حالة انكامش واضحة وغريها.
تتعلق مميزات ردود األفعال التكيفية الرسيعة أيض ًا بدرجة إتقان التامرين املتبعة ،وأن
تكيف جسم الريايض مع احلموالت التقليدية (النموذجية) متعلق بحل مهام حركية
معروفة ومصحوبة بتغيريات أقل يف نشاط أنظمة التأمني باملقارنة مع تلك التي حتمل
مهامها احلركية طاب ًعا احتامل ًيا ،إن ردود األفعال تكون أكثر حدة جتاه مثل هذه احلموالت
بسبب زيادة املثريات احلسية وتناسق "ضمن عضيل وعضيل داخيل" أقل فاعلية تناسق
أيضا.
الوظائف احلركية والذاتية ً
وحني تعالج شدة اجلهد كدرجة ضغط لنشاط األنظمة الوظيفية للجسم ،والتي
تؤمن فعالية تنفيذ مترين معني ،جتب اإلشارة إىل تأثريها االستثنائي الكبري عىل طابع تأمني
الطاقة وحشد خمتلف الوحدات احلركية للجهد وتشكيل البني التنسيقية للحركة املالئمة
ملتطلبات النشاط التنافيس الفعال ،عىل سبيل املثال :ففي السباحة ،رفع رسعة التحرك من
61إىل %60ال يغري من طابع تأمني الطاقة للجهد وإنام يزيد ً
قليال من احلمل عىل أنظمة
النقل األوكسيجيني التي تسمح بالسباحة لنقطة أو مسافة سباقية ،وتبدو هناك صورة
خمتلفة متا ًما حني تتزايد رسعة السباحة من 01إىل ( %00القصوى) ،تأمني الطاقة للجهد
يتم إىل حد كبري بواسطة األنظمة الالهوائية والالكتائية وتنشط الوحدات احلركية التي
حتتوي عىل األلياف رسيعة االنقباض بنوعيها.
يالحظ الطابع اهلام للعالقة بني رسعة احلركة وترصيف الطاقة يف ألعاب رياضية
أخرى ،نرى من خالل نتائج الدراسات التي أجريت بمشاركة دراجي الطرقات ذوي
التأهيل العايل( ،رسم ،)024أن ازياد رسعة التحرك من 01إىل 21كم ،سيؤدي إىل
زيادة (ف .أو 2درجة حتمل احلمل) ملسافة 5م لرت /ك دقيقة ،كام أن زيادة الرسعة من
31إىل 41كم /سا ،أي كذلك ملسافة 01كم ،يزداد (ف .أو )2 .بمقدار 06م لرت /كم
دقيقة ،هذا أمر عادي ليس للجهد ذي الطابع الديناميكي فحسب بل لطابع السكون
أيض ًا ،وتم االقرار بأن قوة اجلهد ذي الطابع السكوين حتى درجة توتر معينة يتم تأمينه
من مصادر طاقة هوائية ،وتظهر أقىص كمية من الالكتات والبريوفات يف أثناء اجلهد إىل
11
درجة اإلعياء يف حال إذا كانت مقادير التوتر ترتاوح بني %61-31من القوة السكونية
القصوى.
مل حيدث ازدياد كمية الالكتات والبريوفات ،عند استخدام التوتر الذي يبل أقل من
%00من القوة السكونية القصوى ،أي أن اجلهد نفذ بالكامل عىل حساب املصادر اهلوائية
للطاقة.
يتعلق ازدياد احلجم واإلمكانات االنقباضية لعضالت القلب إىل حد كبري باالختيار
املنطقي لشدة جهد التدريب الذي يؤمن احلجم االنقبايض األقىص أو قريب من األقىص.
(رسم ،)020تبني الدراسات بأن مثل هذه املقادير من احلجوم االنقباضية تتميز هبا
رسعة نبضات القلب التي ترتاوح يف نطاق %01-61وتعد هذه رسعة قصوى لريايض
حمدد.
رد فعل السياح عىل احلمل يتعلق بمدة التامرين وكميتها العامة يف برامج بعض
اجلرعات أو سلسلة منها وفواصل الراحة بني التامرين ،ويشهد عىل رضورة التخطيط
الصارم ومراقبة معطيات مكونات احلموالت للتوصل إىل فعالية التكيف املرجو منها ،ما
ييل:
لرفع اإلمكانات الالهوائية الالكتائية املرتبطة بازدياد خمزون مركبات اجلزيئات
البيولوجية الفوسفورية (التي جتمع وتعطي الطاقة) فإن أكثرها مالئمة هي احلموالت
القصرية ( 01-0ثانية) بشدة قصوى ،وتسمح الفواصل الكبرية (إىل حد 3-2دقيقة)
باستعادة جزئيات الفوسفات الكيميائية وجتنب اشتداد التحلل السكري يف أثناء اجلرعة
الالحقة من اجلهد ،لكن هنا جيب األخذ بعني االعتبار بأن مثل هذه احلموالت ،حينام
تقوم بتأمني النشيط األقىص ملصادر الطاقة الالهوائية غري قادرة عىل استفادة أكثر من
%01من خمزون الطاقة الالالكتاين للعضالت ،القيام بجهد بأقىص شدة خالل 01-61
ثانية يؤدي عمليا ،لنفاذ املصادر الالكتاتية والالهوائية بشكل كامل يف أثناء احلموالت
وبالتايل لزيادة خمزون اجلزئيات البيولوجية الفوسفورية أي أن مثل هذا اجلهد يعترب ذا
فعالية عالية من أجل تطوير عملية التحليل السكري.
14
باعتبار أن احلد األقىص لتشكل الالكتاب حيدث يف خالل 01-41ثانية ويستمر
اجلهد عادة خالل 01-61دقيقة أغلبة عىل حساب التحلل السكري ،فإن اجلهد يف مدة
كهذه املدة حيستخدم يف أثناء رفع قدرات التحلل السكري فواصل الراحة وجيب ال تكون
طويلة لكي ال تنخفض بشكل كبري مقادير الالكتات ،وهذا سيساهم يف رفع قوة عملية
التحلل وزيادة سعته.
كمية الالكتات يف الدم يف أثناء تنفيذ جهد بكثافة قصوى متعلق بشكل كبري بمدة
اجلهد ،تظهر املقادير الكربى لالكتات حينام ترتاوح مدة اجلهد بني 0,1-0,0دقائق،
وأن زيادة مدة اجلهد الالحقة متعلقة باالنخفاض الكبري لكثافة الالكتات جيب أن يؤخذ
هذا األمر بعني االعتبار عند اختيار مدة اجلهد املوجه لزيادة الالكتايت الالهوائي.
تتميز احلموالت القصرية واملكثفة إىل حد ما باستهالك رسيع جللوكوجني العضالت
وإستهالك قليل جللوكوجني الكبد ولذلك تزداد يف أثناء مثل هذه احلموالت املنتظمة
كمية اجللوكوجني يف العضالت وال تتغري تقريبا بنفس الوقت كمية اجللوكوجني يف
الكبد ،وزيادة خمزون اجللوكوجني يف الكبد يرتبط باستخدام محوالت طويلة بشدة معتدلة
أو تنفيذ عدد كبري من التامرين الرسيعة يف برامج بعض حصص التدريب.
من املمكن حتسني خمتلف مكونات األداء اهلوائي فقط عن متارين ملرة واحدة طويلة
أو عدد كبري من التامرين القصرية ،وخاصة أن التحمل اهلوائي املوضعي قد يتم زيادته
متاما يف أثناء تنفيذ محوالت طويلة تفوق بمدهتا احلد املتاح بنسبة %61حتدث يف
العضالت نتيجة هذا التدريب تغريات أيضية وتغريات يف الدورة الدموية املعقدة،تغريات
الدورة الدموية املعقدة تبني غالبا يف حتسني التشعري الدموي وإعادة توزيع الدم داخل
العضالت التغريات األيضية:
يف ازدياد اجللوكوجني داخل العضالت واهليموجلوبني وازدياد كمية وحجم
امليتوكندريون (حبيبات خيطية) وازدياد فعالية اإلنزيامت املؤكسدة والوزن النسبي
ألكسدة الدهون مقارنة مع الكربوهيدرات.
اجلهد الطويل لتوجه حمدد يف برام بعض احلصص يؤدي إىل انخفاض فعالية أثرها
التدريبي أو تغري كبري يف اجتاه التأثري املفضل اجلهد الطويل ذي الطابع اهلوائي يتعلق
15
باالنخفاض التدرجيي للحد األقىص املمكن ملؤرشات إستهالك األكسجني احلمل اهلوائي
خالل %51-61من حتمل احلمل يؤدي إىل انخفاض استهالك األكسجني بنسبة %5
وسطيا ،وانخفاض احلمل خالل 011دقيقة ـ يؤدي إىل %04انخفاض استهالك
األكسجني يرافقه انخفاض احلجم اإلنقبايض للدم بنسبة %00-01وازدياد رسعة
نبضات القلب بنسبة %21-00وانخفاض ضغط الرشياين املتوسط بنسبة %01-0
وإرتفاع احلجم الدقائقي للتنفس بنسبة .%00-01
لكن جيب األخذ يف احلسبان بأنه حسب ما تنفذ جهود طويلة بمختلف الشدات
حتدث تغريات نوعية يف نشاط األعضاء وأنظمة اجلسم ليست بالكثرية ،عىل سبيل املثال:
عند تنفيذ جهد طويل مستمر أو فيه فواصل ،يتدنى خمزون اجللوكوجني يف ألياف م.س
وفقط يف هنايتها يف أثناء ازدياد التعب تتدنى يف ألياف ب.س لدى الرياضيني املؤهلني
اجلهد ذوي الطابع اهلوائي خالل ساعتني يؤدي إىل تدين اجللوكوجني يف ألياف م.س عند
زيادة مدة اجلهد املنفذ يتدنى بالتدريج خمزون اجللوكوجني يف ألياف ب.س أيض ًا زيادة
شدة تأثريات التدريب احلاد (مثل ،تكرار مترين مدته 31-00ثانية مرات عديدة بشدة
عالية وفواصل قصرية) مرتبط بالتدين األوىل ملخزون اجللوكوجني يف ألياف ب.س وفقط
بعد عدد كبري من التكرار بتدين خمزون اجللوكوجني يف ألياف م.س.
ردود األفعال اخلاصة لتكيف جسم الرياضي مع احلموالت:
طبقا ملختلف احلموالت البدنية املستخدمة يف التدريب املعارص ،تظهر ردود أفعال
تكيفيه خاصة متعلقة بخصائص التنظيم العصبي اهلرموين ودرجة نشاط خمتلف األعضاء
واآلليات الوظيفية.
عند التكيف الفعال مع احلموالت املعطاة التي هلا ميزات حمددة فإن املراكز العصبية
وبعض األعضاء واآلليات الوظيفية املنتمية ملختلف بني اجلسم الترشحيية تتحد يف مركب
هو األساس الذي تتشكل منه ردود أفعال التكيف الرسيعة وطويلة األمد.
خاصية التكيف الرسيع وطويل األمد يظهر حتى يف احلموالت التي تتصف باجتاهها
املفضل ذاته ،ومدته وشدته ختتلف فقط يف طابع التامرين يف أثناء احلموالت اخلاصة يف
حالة متكنهم من إظهار قدرات وظائفية أعىل باملقارنة مع احلموالت غري اخلاصة مثال
16
ذلك :يثبت هذه احلقيقة هو أن يف الرسم رقم 026توضح املقادير الفردية ل(ف أو
القصوي) للدراجني ذوي املؤهالت العالية يف أثناء االختبارات عىل أجهزة "بايسكل
الكرتوين ثابت" وجهاز الركض الثابت".
رفع قدرات النظام العصبي الالإرادي يف أثناء تنفيذ احلموالت اخلاصة ححتفز إىل حد
كبري بتشكيل احلاالت النفسية املناسبة ردا عىل وسائل تدريب حمددة .واملعروف أن احلالة
النفسية مثلها مثل التأثر الديناميكي للعمليات النفسية تعترب نظاما متقلبا يتشكل حسب
متطلبات يمليها نشاط حمدد ،يف ظروف النشاط البدين املتوتر تظهر غالبا متطلبات ختص
العمليات النفسية ،ر ًدا عىل ظهور مثريات شديدة حمددة تتشكل املقاومة النفسية ضد
اإلجهاد الذي يربز يف إعادة توزيع القدرات الوظيفية ،رفع القدرات النفسية األكثرها
أمهية لبلوغ األهدف املرجوة مع خفض القدرات أقلها أمهية .وهنا حتدث متالزمة ما فوق
الظهور النفيس باجتاه العمليات البحثية املعلوماتية واملحرضات والتحكم الكيفي
بالترصفات.
أيضا إىل جانب التطورات يف املقادير العالية أكثر والقصوى يف نشاط
ويشريون ً
األنظمة الوظيفية ،التي جتلب احلموالت الرئيسية يف أثناء احلموالت اخلاصة باملقارنة مع
احلموالت غري اخلاصة ،يشريون إىل االنتشار الرضوري لدرجة النشاط الوظيفي ،أي
شدة التفعيل يف أثناء استخدام محوالت عادية (وعىل سبيل املثال :التكيف الرسيع لقلب
الريايض العايل املستوى املتخصص بالتزحلق عىل الثلج مع احلموالت التنافسية) وفعالية
نشاط القلب االستثنائية العالية قبل السباق ويف أثناء عملية قطع املسافة.
يشريون إىل قيم نبضات القلب قبل السباق والبلوغ الرسيع للقيم القصوى ومستواها
األكرب باملقارنة مع جهد بشدة قصوى عىل األجهزة (بايسكل) اإللكرتونية.
تأثري احلموالت باإلمكان عرضها بشكل مقنع من نتائج التجربة التي نفذ فيها
املمتحنون خالل 6أسابيع جهد هوائي طويل عىل اجلهاز اإللكرتوين مستخدمني رجل
واحدة ،بعد انتهاء التمرين بمساعدة قسطرة وريدية ورشيانية وخزانات عضلية.
تم دراسة أيض الطاقة يف أثناء تنفيذ محوالت عىل الدراجة األلكرتونية بشدة %61هو
اختيار درجة حتمل اإلنسان للحمل التدريب) يف الرجل املدربة ،باملقارنة مع غري املدربة
17
ولوحظت إفرازات قليلة إىل حد ما من الالكتات وأيض ًا نسبة إنتاج الطاقة أكثر بكثري عىل
حساب حرق الدهون.
هذه املعطيات جيب أخذها يف احلسبان عند السعي الستخدام مفعول التكيف املتبادل
يف أثناء إعداد الرياضيني ذوي املؤهالت العالية.
يف املراجع املختصة ألقي الضوء بشكل واسع عىل اجلوانب العملية لظاهرة التكيف
املتبادلة املرتبطة بنقل ردود األفعال املكتسبة نتيجة فعل أحد املثريات إىل فعل املثريات
األخرى ،التكيف مع النشاط العضيل قدر يرافقه تطوير التكيف مع املثريات األخرى
أيض ًا كاملرونة واإلنعاش والسخونة.
يف جوهر التكيف املتبادل تكمن وحدة متطلباهتا املطلوبة من اجلسم من خمتلف
املؤثرات عىل األخص التكيف مع املرونة ـ هذا قبل كل يشء "الرصاع عىل األكسجني"
واستهالكه بفعالية أكثر ،والتكيف مع النشاط العايل للعضالت يؤدي أيض ًا إىل زيادة
إمكانية نقل األكسجني واآلليات املؤكسدة ،وهذا ال ينطبق فقط عىل إعادة التخليق
التنفيس والالهوائي ألدينوزين ثالثي الفوسفات عند التكيف مع الربد يف أثناء اجلهد
العضيل تزداد القدرات املمكنة لألكسدة اهلوائية والتحليلية للكربوهيدرات وأيض ًا
استقالب الدهون وأكسدة احلموض الدهنية عند التكيف مع السخونة فإن ما تم التوصل
إليه يف أثناء النشاط العضيل املنتظم له أمهية كربى يف ازدياد قدرات امليتوكوندريا أمام
درجات كبرية لتشتت التنفس والفسفرة وأمام درجات أكرب من ترصيفها..
ظواهر التكيف التباديل التي تلعب دورا مهام لألشخاص الذين يتدربون هبدف تقوية
صحبتهم وحتسني إعدادهم البدين ال يمكن عرضها كعامل حدي يؤمن نمو التدرب لدى
الرياضيني ذوي املؤهالت العالية ،وكذلك لدى األشخاص غري املدربني يمكن نمو
اإلمكانات البدينة وعىل سبيل املثال القوة كنتيجة للتكيف التبادل غري كبري جدً ا باملقارنة
مع مستوى إعادة البناء التباديل بفضل التدريب العادي.
حول القدرات املحدودة لظاهرة التكيف التباديل وصالحيتها لرياضة اإلنجازات
العالية تشهد عىل ذلك معطيات جتريبية أخرى.
18
الدراسات التي أجريت فيها التدريبات برجل واحدة كشفت أن التكيف املوضعي
ظهر فقط عىل مستويل الرجل اخلاضعة للتمرين ،هناك جمموعتان من املمتحنني تم تدريبها
عىل الدراجات اإللكرتونية خالل 4أسابيع من 0-4جرعات منفذين اجلهد برجل
موجها لتطوير التحمل ذي الطابع اهلوائي ،وبنتيجة
ً واحدة ،كان تدريب املمتحنني
التدريب لدى املمتحنني للمجموعتني ازداد (ف ،أو 2اختبار درجة حتمل اإلنسان
للحمل التدريب) وانخفضت نبضات القلب ولوحظت درجة الالكتات أكثر انخفاضا
يف أثناء احلموالت التقليدية األقل بالقصوى ،وهذه التغريات كانت واضحة أكثر لدي
األشخاص املتدربني عىل التحمل ويف نفس الوقت لدى األشخاص يف املجموعة الثانية
ازدادت بدرجة أكرب باملقارنة مع املمتحنني يف املجموعة األوىل نشاط السسينات النازعة
واقتصاد يف رصف اجللوكوجني وكل هذه التغريات اإلجيابية مست غالبا الرجل املدربة
وخاصة طرح الالكتات يف أثناء شدة اجلهد العايل الفرعي لوحظ فقط يف الرجل غري
املدربة ،االختالفات فرسها أصحاب الدراسة قبل كل يشء بارتفاع نشاط اإلنزيامت
اهلوائية وحتسن تشعري العضالت التدريبية.
خاصة التكيف مع محوالت بدنية حمددة مشرتطة إىل كبري بخصائص نشاط العضالت
التقلصية وباألخص تغيريات البيئة اهلرمونية وهذا واضح ألن التكيف امليتوكندروين
ينحرص يف عضالت األطراف السفيل ،إذا تدرب طرف واحد فالتكيف حمصور (حمدود)
خارجه وأيض ًا بأن تغريات التكيف ملحتوى امليتوكندري قد يكون سببه التامرين رغم
غياب هرمونات الغدد النخامية والدرقية.
التكيف اخلاص يظهر يف العالقة مع خمتلف املهارات البدنية وتشهد عىل ذلك
املعطيات التي تؤكد بأن الرشاقة تزداد بشكل أسايس بالنسبة إىل مؤرشات تلك اليد التي
خضعت للتدريب ومن امللفت أن التأثر األقىص يالحظ فقط يف أثناء جهد حمدود ويف
حال رفعه سيؤثر سل ًبا عىل سري ردود أفعال التكيف ،نتائج متشاهبة توصل إليها ف .أي
لياخ الذي درس البنية والعالقة املتبادلة بني خمتلف أشكال القدرات التكيفية لإلنسان
والذي أظهر استقالليتها النسبية بعضها البعض.
19
تأثري احلموالت على جسم رياضيني ذوي خمتلف املؤهالت واإلعداد:
يتغري تكيف الرياضيني العاجل والطويل إىل حد كبري حتت تأثري درجة مؤهالهتم
وإعدادهم واحلالة الوظيفية ،أثناء ذلك اجلهد باحلجم والشدة ذاهتا خيلق ردود أفعال
خمتلفة ،إذا كانت ردود األفعال يف أثناء جهد عادي لدي ذوي املهارات ليست بكبرية
التعب أو نمو يف نشاط األنظمة الوظيفية التي تؤدي احلمل األسايس واستعادة الشفاء متر
برسعة فإن لدي الرياضيني األقل كفاءة ينشئ مثل هذا اجلهد ردود أفعال شديدة بقدر ما
تكون مؤهالت الريايض منخفضة بقدر ما يتوضح بدرجة أكرب التعب وتطور يف حالة
األنظمة الوظيفية التي تشارك بفعالية يف تأمني اجلهد ومرحلة االستشفاء أطول..
عند احلموالت القصوى للرياضيني املؤهلني تالحظ ردود أفعال أكثر وباألخص
رفع مؤهالت السباحني متعلق بانخفاض الطاقة املهدورة يف أثناء تنفيذ محوالت نموذجية
ورفعها يف نفس الوقت يف أثناء احلموالت القصوى.
يف أثناء احلموالت القصوى استهالك األكسجني لدي الشخص املتدرب قد تفوق
6لرت ـ دقيقة ومتوسط الطرح 46-44لرت ـ دقيقة وحجم الدم اإلنقبايض221-211
مليمرت ،أي بمعني أعىل ب 2-020من ما هو لدي األشخاص غري املتدربني لدى
األشخاص املتدربني باملقارنة مع غري املتدربني تظهر ردود األفعال األنظمة السمبتاوية
وضوحا ،وكل هذا يؤمن لإلنسان املتكيف مع احلموالت البدنية قدرة نشاط أكثر
ً أكثر
تظهر يف زيادة شدة وطول اجلهد.
لدى الرياضيني املتدربني بجهد متوتر ذي طابع هوائي يالحظ زيادة أكرب لتكون
األوعية للعضالت عىل حساب زيادة كمية الشعريات يف نسيج العضالت وانفتاح
األوعية الرادفة الكامنة مما يؤدي إىل زيادة تدفق الدم يف أثناء جهد قيس يف نفس الوقت،
يف أثناء احلموالت النموذجية لدي األشخاص املتدربني باملقارنة مع غري املتدربني يالحظ
انخفاض أقل لتدفق الدم إىل العضالت التي ال تعمل والكبد وغريها من األعضاء
الداخلية وهذا مرتبط بتحسن اآلليات املركزية التنظيم التاميزي لتدفق الدم وازدياد تكون
األوعية يف ألياف العضالت وازدياد قدرات النسيج العضيل عىل استعادة األكسجني من
وضوحا اجتاه
ً الدم ...لدى الريايض ذي املستوى العايل حني تكون ردود األفعال أكثر
40
احلموالت القصوى حتدث عمليات استعادة الشفاء برسعة أكرب ،إذا كانت لدى
السباحني ذي املؤهالت غري العالية إستشفاء القدرات بعد احلصص التدريبية بحموالت
كبرية وذات طابع هوائي وال هوائي خمتلط قد يستمر 4-3أيام فإن استعادة الشفاء لدى
ذوي املهارات الرياضية أقرص بمرتني وهذا برشط أن يكون احلجم الرتاكمي للسباحة يف
حصص تدريبية لدهيم أكرب 320-220مرة باملقارنة الرياضيني ذوي الكفاءات غري
العالية ومهم أيض ًا أن لدى الرياضيني ذوي الكفاءات العالية تطور أكرب نشا ًطا من اجلهاز
العصبي الالإرادي يف أثناء احلموالت القصوى يرافقه جهد أكثر فعالية التي تظهر يف
تقنيتها وفعالية التناسق ضمن العضل وداخله هذا باملفعول يالحظ حتى يف تلك احلاالت
حني تكون الفوارق يف تصنيف الرياضيني ليست بكبرية.
تنشء احلموالت النموذجية والقصوى ردود أفعال غري متشابه بحجمها وطابعها
عىل خمتلف مراحل الدورات التدريبية الطويلة وأيض ًا إذا تم ختطيطه يف أثناء عدم استشفاء
مستوى القدرات الوظائفية للجسم بعد احلموالت السابقة ففي بداية املرحلة األوىل من
اإلعداد ،رد فعل جسم الريايض عىل احلموالت النموذجية اخلاصة تتوضح بشكل كبري
باملقارنة مع املؤرشات التي تم تسجيلها يف املرحلة الثانية من فرتة التحضري واملسابقات
إذن نمو التدريب اخلاص يؤدي تقنني ملموس للوظائف يف أثناء تنفيذ جهد نموذجي
احلموالت القصوى بالعكس متعلقة بردود أفعال أوضح عىل قدر نمو تدرب الريايض
لدى السباح عايل التأهيل يف أثناء قطع املسافة السباقية (011م حرة) برسعة قصوى يف
وضوحا باملقارنة
ً اجلزء الثاين من فرتة اإلعداد وفرتة املسابقات تالحظ ردود أفعال أكثر
مع املؤرشات التي سجلت يف املرحلة األوىل من مراحل اإلعداد يف نفس الوقت سباحة
وضوحا.
ً مسافة 011م بنتيجة نموذجية بقدر نمو التدرب بخلق ردود أفعال أقل
تنفيذ نفس اجلهد يف خمتلف احلاالت الوظيفية يؤدي إىل ردود األفعال خمتلفة من
جانب األنظمة الوظيفية للجسم ،واملثال عىل ذلك نتائج دراسة تم التوصل إليها يف أثناء
حماكاة ظروف سباق املطاردة (عىل الرتيك) للدراجات :تنفيذ جهد متشابه بالقوة والدة
يف ظروف التعب تؤدي إىل ازدياد حاد يف تطورات نشاط األنظمة الوظيفية.
41
جدول رقم 7فعل أنظمة وظائف اجلسم لدي الدراجتني يف بداية وهناية السباق
مؤرشات
الريايض
هتوية الرئتني
دورة/دقيقة رضبة /دقيقة ملرت/دقيقة
جيب بشكل خاص مراقبة احلالة الوظيفية برصامة يف أثناء تنظيم اجلهود املوجهة لرفع
قدرات الرسعة والتنسيق اجلهد املوجه لرفع هذه املهارات (القدرات) جيب القيام هبا فقط
عند االستشفاء الكامل للقدرات الوظيفية للجسم التي حتدد درجة ظهور هذه املهارات،
يف حال إذا كانت محوالت الرسعة أو احلموالت املوجهة لرفع القدرات التناسقية حتنفذ يف
أثناء قدرات وظيفية منخفضة بالنسبة إىل الظهور األقىص هلذه القدرات فإن التكيف
الفعال ال حيدث باإلضافة إىل ذلك قد تتشكل نامذج حركية قاسية تقيد نمو قدرات
الرسعة والتنسيق.
تؤدي احلموالت التي تتصف هبا الرياضة املعارصة إىل نتائج رياضية استثنائية عالية
متر برسعة وتصل إىل حجوم يف التكيف طويل األمد من الصعب التنبؤ هبا ،مع األسف
هذه احلموالت غالبا تعترب سببًا إلجهاد القدرات التكيفية وتوقف تطور النتائج وتقليص
مشاركات الريايض عىل مستويات رياضة اإلنجازات وظهور تغريات ما قبل الباثالوجية
وباثالوجية يف اجلسم تكيف جسم الرياضيني الفعال مع احلموالت يالحظ باجلزء الثاين
واألول يف املنطقة الثالثة لتفاعل حافز واستجابة اجلسم عىل حدود املنطقة الثالثة والرابعة
يباطيء تطور وظائف مع تشغيل اآلليات الدفاعية التعويضية ..االنتقال إىل املنطقة
الرابعة انتظام انخفاض القدرات الوظيفية للرياضيني وحدوث متالزمة التدرب املفرط.
41
يف بداية التدريب املمنهج جتري عملية التكيف بفعالية الح ًقا ،وحسب زيادة مستوى
تطور املهارات احلركية وقدرات خمتلف األعضاء واألنظمة وترية تشكل استجابات
التكيف طويل األمد تتباطئ بشكل جوهري هذه االنتظام يظهر يف بعض مراحل اإلعداد
يف نطاق دورات تدريبية طويلة وخالل اإلعداد لسنوات طويلة.
توسع مناطق االحتياطي الوظيفي لألعضاء وأنظمة اجلسم لدى الرياضيني املؤهلني
واملتدربني متعلق بتقلص املناطق التي ححتفز التكيف الالحق ،كلام كان مؤهل الريايض
عاليا ،تقلص نطاق النشاط الوظيفي القادر عىل حتفيز اجلريان الالحق لعمليات التكيف.
يف املراحل املبكرة لسنوات طويلة من اإلعداد وبداية اإلعداد واإلعداد األوىل
األسايس ينبغي عىل نطاق أوسع استخدام للوسائل الواقعة يف النصف األسفل للمنطقة
والتي ححتفز التكيف الطويل وهذا يعترب ضامنه لتوسيع هذه املنطقة يف املراحل املقبلة
االستخدام الواسع يف املراحل املبكرة لإلعداد طويل األمد الوسائل املوجودة يف النصف
العلوي من املنطقة قد يقلصها بشكل حاد يف املراحل القادمة وهبذا الشكل سيوصل إىل
احلد األدنى خمزون الطرق والوسائل القادرة عىل حتفيز التكيف طويل األمد يف املراحل
النهائية واملراحل األكثر أمهية لدورات اإلعداد لسنوات طويلة.
كمثال عىل ذلك نورد معطيات تم احلصول عليها لدي رياضيني ذوي املستوى العايل
يف أثناء تنفيذ محوالت ملرة واحدة يساعد هتيئة جو املسابقات يف أثناء تنفيذ جمموعة
جرعات متارين وبرامج حصص عىل تطوير قدرات العمل عند الرياضيني وحشد عميق
لالحتياطات الوظيفية ألجسامهم ويشهد عىل ذلك مستوى قدرات الرياضيني ذوي
املؤهل العايل يف أثناء سباحة املسافات السباقية يف ظروف التدريب واملسابقات بمختلف
مستوياهتا.
ويساعد أيض ًا ع ىل هتيئة جو املسابقات تنفيذ متارين قوة موجهة لتطوير حتمل القوة
بتنفيذ جهود قوة عدد 01مرات عىل جهاز تدريب عضالت طوق الكتف خالل دقيقة
مع إثقال %61من احلد األقىص املسموح به وفواصل 21ثانية.
41
جدول رقم 8
قدرات الرياضيني واستجابة األنظمة الوظيفية للجسم
املؤرش
دراسة أخرى تثبت أن جو املسابقات يساعد عىل استخدام كامل إلحتياطي وظائف
اجلسم باملقارنة مع جو التدريب فعىل سبيل املثال :الركض التجريبي ملسافة 311و 611
مرت يؤدي إىل تراكم الالكتات األقل بكثري باملقارنة مع التغريات التي لوحظت يف أثناء
الركض لنفس املسافات يف جو املباريات كام تري يف (الرسم )0222مقادير الالكتات
القصوى يف جو املباراة يتأرجح بني 24-21مول ومقدار بس إتش (مؤرش
هيدروجيني) هيبط إىل أقل من 620وحدة يف جو االختبار التجريبي املقدار األقىص
لالكتات ال يفوق 05مول ويب أتش ال هيبط إىل أقل من 621وحدة .
احلمل التنافيس يف سياق املاراثون ورياضة الدراجات (طرقات) قادر عىل إحداث
اضطرابات باثولوجية (مرضية) يف العضالت التي يقع عىل عاتقها احلمل األسايس وهذا
ال نالحظه أثناء التامرين.
44
الفصل الثاني
45
نظرية التكيف وتأثريها على رياضة األرقام القياسية
إن نظرية التكيف ححتدث تأثري ًا كبري ًا عىل تطوير نظرية ومناهج رياضة األرقام
القياسية وطرق إعداد الرياضيني حتدثه التكيف التي تتطور برسعة هائلة ـ والنظرية هي
مجلة معارف موثوقة حول تكيف جسم اإلنسان مع ظروف البيئة املحيطة وخاصة ذلك
القسم املتعلق بام يميس احلاالت القاسية (الصعبة) تأثري التكيف عىل الرياضة املعارصة
كبري وذلك ألن الرياضة هي جمال نشاط اإلنسان الذي تنشط فيه خمتلف األنظمة الوظيفية
يف حاالت كثرة االستجابات القصوى مما خيلق ظرو ًفا جيدة لدراسة ظاهرة التكيف
للحاالت الصعبة يف جمال الرياضة بالذات تراكم كم واسع من املعلومات تعكس خمتلف
قواعد نظرية التكيف.
التكيف باملعني العام هو قدرة كل األحياء عىل التأقلم مع البيئة املحيطة ،هناك نوعان
من التكيف نمطي جيني ونمطي ظاهري.
تكيف جيني :وهو من جوهر االصطفاء الطبيعي وهو عملية تكيف مع ظروف
الوسط البيئي التكاثري (مجلة مواصفات من نوع واحد) عن طريق تغريات وراثية
التكيف اجليني هو من جوهر تعاليم االصطفاء ـ وهو مجلة تصورت عن آليات وقوانني
التغريات التارخيية يف الطبيعة احلية.
تكيف ظاهري :وهو عملية تكيف تتطور يف الكائن احلي يف خالل احلياة ر ًدا عىل
تأثري خمتلف عوامل البيئة اخلارجية هذا النوع من التكيف بالذات خيضع لدراسات عديدة
يف األعوام األخرية يف خمتلف جماالت النشاط العميل والعلمي لإلنسان.
مفهوم "التكيف" تم تناوله يف البداية عىل أنه بيولوجي وطبي لكن التقدم العلمي
العاصف وتبدل وتعقد عالقة اإلنسان بالبيئة اخلارجية لفت انتباه خرباء من خمتلف
االختصاصات إىل مسألة التكيف :منهم علامء االجتامع والنفس واملهندسون والرتبويون
حتول مفهوم "التكيف" إىل مفهوم علمي عام يستخدم من ممثيل خمتلف العلوم ويساهم يف
تركيب وتوحيد املعرفة املتعلقة بمختلف املواضيع.
46
انترش هذا املفهوم بشكل واسع يف جمال اإلعداد الريايض والنشاط التنافيس ويستخدم
من جانب نظرية ومناهج الرياضة والفسلجة واملورفولوجيا والبيوكيمياء والبيوميكانيك
وعلم النفس.
عند تعريف التكيف جيب أن نأخذ باالعتبار بأنه قد يفهم منه عىل أنه عملية ونتيجة
أيض ًا:
-يستخدم التكيف لإلشارة إىل العملية التي يتكيف فيها اجلسم مع عوامل البيئة اخلارجية
والداخلية.
-يستخدم التكيف لإلشارة إىل التوازن النسبي الذي يثبت بني اجلسم والبيئة.
-يفهم من التكيف عىل أنه نتيجة عملية تكيفيه.
التكيف وإعداد الرياضيني:
هناك أبحاث خاصة أجريت يف خمتلف خمتربات العامل كشفت أنه ال يوجد شكل من
أشكال النشاط املهني يمكن مقارنته من جهة فعاليته التدريبية مع احلموالت التدريبية
للرياضة املعارصة ،العمل البدين الشاق املعمق بالظروف املناخية القاسية غري قادر عىل أن
ححيدث يف جسم اإلنسان تبدالت تكيفيه مثلام نالحظه لدى الرياضيني املؤهلني عاليا وهذا
ينطبق عىل العامل الزراعيني عىل ارتفاع 4111-3111م عن سطح البحر ،مثل شعب
الشرييا يف اهليامالي والريكش يف أسيا الوسطي ال أحد من األشخاص ممن يامرسون
النشاطات املهنية هلا خصائص تبدالت تكيفيه للقلب واألوعية والتنفس يمكن مقارنته
مع عدائي املسافات الطويلة والدراجتني وغريهم من األلعاب الرياضية التي تتطلب
التحمل.
والسبب بسيط ،وهو أن شدة العمل البدين اليومي القايس ولو تعمق بظروف بيئية
قاسية (حرارة عالية ،ارتفاعات عالية) سيظل ً
قليال باملقارنة مع اجلهد التدريبي الشديد
وأما الظروف القاسية للنشاط التنافيس فليس هلا شبيه يف النشاط املهني وغريها من
النشاطات عدا بعض احلاالت املتعلقة برصاع من أجل احلياة.
47
إظهار التكيف يف الرياضة متنوع جدا يف التدريبات نضطر إىل االحتكاك بالتكيف مع
محوالت بدنية متنوعة التوجهات وصعوبات تأزرية شدة وطول استخدام خمزون واسع
جدا من التامرين موجهة لتنمية املهارات البدنية وحتسني املهارات الفنية التكنيكية
والوظائف النفسية.
تتصف املسابقات –خاصة -الرئيسية بطولة العامل واألوملبياد والبطوالت القارية
الكربى بحموالت بدنية متنوعة وأيض ًا يتوفر ظروف قاسية (منافسة قوية ،خصوصيات
التحكيم ،ترصف اجلمهور) التي حتدد تشكل االستجابات التكيفية ،اخلصائص املميزة
للتكيف يف ألعاب رياضية كثرية متعلقة أيض ًا بأن يضطر اإلنسان إىل التعاون مع الزمالء
واخلصوم يف أثناء التدريب واملسابقات باستخدام أدوات رياضية خاصة (كرة ،سيف،
مرضب ،قفازات وغريها) مما ينشء مشاكل إضافية لتكيف اجلسم مع الظروف املحيطة.
خصوصية التكيف يف الرياضة -بخالف نشاطات اإلنسان الكثرية األخرى التي
تتميز برضورة األقلمة مع الظروف القاسية -تعترب تكي ًفا متعدد املراحل مع ظروف البيئة
التي تنعقد أكثر فأكثر يف احلقيقة كل مرحلة قادمة من التطور الريايض طويل األمد وكل
عام تدريبي أو دورة كربى حمدودة وكل مسابقة كبرية عالية املستوى متىل عىل الريايض
أحداث طفرة تكيفيه أخرى ونفي جديل للمستوى املتحقق من االستجابات التكيفية
وهذا بفرض احتياجات خاصة عىل جسم اإلنسان.
يالحظ يف خالل املسرية الرياضية عدد كبري من هذه املراحل ،يكفي القول أن يف بنية
اإلعداد طويل األمد هناك مخس مراحل تغطي فرتة بحسب اللعبة الرياضية من 5-6إىل
20-21سنة وأكثر وكل عام حيتوي من واحد إىل 4-3أو أكثر من الدورات الكربى
خاصا خلوضها وبطبيعة
ً املستقلة وتنتهي كل واحدة منها بمسابقات مهمة تتطلب إعدا ًدا
احلال مستوى أعىل من التكيف (بالنسبة للمسابقات املاضية).
يف نشاطات اإلنسان األخرى املتعلقة باألقلمة مع الظروف القاسية (تكيف مع
انعدام الوزن يف رحالت قضائية طويلة والعيش يف مناطق قاسية) فإن إهناء االستجابات
التكيفية األساسية متعلق بتثبيت نظام جديد لعمل أنظمة اجلسم األساسية وانتهاء تشكل
التوازن الذي يبقي وقتا طويال بغياب حمفزات قوية ،وهنا ينتهي التكيف ،إما أن يتحول
48
إىل فقدان تكيف (نظرا للعودة إىل األرض بعد رحلة فضائية طويلة أو االنتقال إىل منطقة
جغرافية مناسبة والخ.)....
احلفاظ الطويل عىل املستوى العايل لالستجابات التكيفية يف الرياضة احلديثة هو من
مميزات املرحلة لإلعداد طويل األمد وذلك للحفاظ عىل اإلنجازات يف أقيص املستويات
وله خاصية معقدة املستوى العايل جدً ا ألقلمة وظائف اجلسم ر ًدا عىل املحفزات الشديدة
الطويلة واملتنوعة ومن املمكن احلفاظ عليه فقط بتوفر محوالت شديدة مساعدة وهنا
تظهر مشكلة البحث عن نظام محوالت قادر عىل تأمني احلفاظ عىل مستوى تكيف
متحقق يف نفس الوقت مل حيدث إهناك واستهالك لبني اجلسم املسئولة عن التكيف.
اخلصائص اجلينية لبعض األفراد ال تسمح دائام بحل هذه املهمة فقط عن طريق
احلفاظ عىل مستوى التكيف املتحقق وتظهر مشكلة صعبة جدً ا يف البحث عن حلول
منهجية تسمح باحلفاظ عىل نتائج هنائية عالية يف أثناء ذبول بعض مكونات التكيف عىل
حساب االحتياطات املحتفظ هبا لتطوير غريها.
تطوير استجابات أقلمة مقبولة يف ظروف نشاط تنافيس متغري جدً ا وخاصة يف
الرياضات اجلامعية والفردية هي مشكلة تكيف خاصة يف الرياضة فهنا ختدم االستجابات
التكيفية الطويلة املتشكلة فقط كقاعدة يتشكل عليها التكيف الرسيع العاجل جلسم
الريايض يف مباراة معينة أو منافسة أو لقاء ،وهذا حيدد الشكل الطويل الذي يوفر إىل
جانب استقرار االستجابات التكيفية األساسية التي تؤمن نشاط األنظمة الوظيفية،
خيارات واسعة من استجابات التكيف العاجل الرسيع يف أثناء بلوغ النتيجة املطلوبة،
هذه املشكلة وإنام يف سياق آخر موجودة يف ألعاب رياضية بمواصفات حركية مستقرة
وعىل سبيل املثال السباحة والركض ملسافات متوسطة وطويلة والتزحلق والدراجات
وغريها ...رضورة احلفاظ عىل نتائج النشاط (احلفاظ عىل الرسعة املقررة يف مسافة
السباق) أثناء تطور متصاعد للتعب ،الذي يصل غالبا إىل أشكال عميقة خطرية يف أثناء
اختالالت كبرية يف توازن جسم الريايض متعلق تتشكل استجابات تكيفيه حركية فقط
وخاصة التي تظهر يف التأرجحات واضحة ألبعاد هيكلية احلركة األساسية واملظاهر
النفسية التي تؤمن يف هناية املطاف حل فعال للمهام احلركية.
49
واحدة من توجهات الرياضة املعارصة لألرقام القياسية هي تعاظم دور اخلصائص
الفردية البارزة املوهوبة كعامل حمدد ألهلية الريايض وقدرات بلوغ نتائج مرموقة حقيقية.
اخلصائص اجلينية ألغلب الرياضيني تعترب مثاال غري عادي وفعال إىل درجة عالية
جدً ا لتكيف الفرد مع النشاط التنافيس والتدريبي األكثر شدة وإثارة وتعقيدً ا وهذا ال
خيص فقط األلعاب الرياضية ذات التآزرية املعقدة (اجلمباز ،التزحلق وغريها )...أو
األلعاب الفردية حيث خاصية اللعب تتطلب نامذج تكيف عأجل وطويل يؤمن نشاط
تنافيس وتدريبي فعال .حتى يف رياضات ذات هيكلية نمطية للحركة ونشاط تنافيس
حمتواه عىل وترية واحدة فقط (كام يف سباق الفرق بالدراجات ملسافة 011كم (طرق) أو
4كم تريك) حني ينفذ الرياضيون جهدً ا موحدً ا بنتيجة هنائية مطابقة حتالحظ فرو ًقا كبرية
يف االستجابات التكيفية الطويلة والعاجلة لألنظمة الوظيفية التي حتمل احلموالت
األساسية.
حتدرس يف خمتلف خمتربات العامل مسائل تكيف اجلسم مع األمحال البدنية وجتري
أبحاث عديدة ليس عىل البرش فقط ،بل عىل احليوانات أيض ًا وهنا اجلزء األكرب لألبحاث
املورفولوجية والبيوكيميائية يف هذه املشكلة أجريت عىل احليوانات وخاصة اجلرذان لكن
يف أثناء حتديد النتائج النظرية مل يتخل من العلامء عن حماولة تعميمها عىل هذا األساس
عىل اإلنسان ،وحتى إىل تقديم اقرتاحات عملية للرياضة املعارصة وعدم صحة مثل هذا
الطرح أكدته أبحاث عديدة قورنت فيها نتائج أبحاث مماثلة أجريت عىل اإلنسان وعىل
احليوان ،حسب رأي"هولوزي ،وسويل )0054فإن املعلومات التي تم التوصل إليها
عن احليوانات ال جيوز نقلها إىل البرش ،برغم أن تكيف بعض أعضاء اجلسم وأنظمة
القوارض واإلنسان جيري عىل مبدأ موحد وهلا آثار مشاهبة ،وعىل سبيل املثال لدى
اجلرذان القدرة عىل أكسدة األمحاض الدهنية والبريوفيك ومستوى أغلب أنزيامت
امليتوكوندريون (أو املتقدرات أو املصورات احليوية أو احلبيبات اخليطية هي عضيات
داخل اخلاليا احليوانية والنباتية طوهلا بضع ميكروميرتات وعرضها نصف ميكرومرت إىل
0ميكرو ،حييط هبا غشاءان مرتاكبان مسؤولة عن توليد الطاقة داخل اخللية عدا املشاركة
منها يف التمثيل الغذائي (االستقالب ،االيض) الكيتوين (الكيتون هو مركب عضوي
حيتوى جمموعة وظيفية كربونيلية ترتبط بدورها مع ذريت كربون أو مركبات عضوية حتوي
50
وزا وظيفية أخرى واملؤلفة أعىل بكثري يف األلياف العضلية الرسيعة القابضة باملقارنة مع
رم ً
البطيئة وبالعكس لدي اإلنسان العضالت احلمراء البطيئة (نموذج )0هلا أعىل مستوى
من حمتوي امليتوكوندريون ومستوي انزيامهتا بمرتني تقريبا أعىل مما يف األلياف الرسيعة
(نموذج )2واألكثر من ذلك الفروق بني احلمراء الرسيعة والبيضاء الرسيعة أقل بكثري
لدي اإلنسان باملقارنة مع اجلرذان.
وهناك اختالف آخر يف أن لدى اجلرذان ،خمتلف نامذج األلياف تقع يف خمتلف
العضالت أو يف خمتلف أجزاء العضالت ذاهتا ،يف حني أن أغلبية عضالت اإلنسان تعترب
خمتلطة وحتتوى عىل مجيع نامذج األلياف (هينركسون )0002لدي اجلرذان الركض عىل
جهاز امليش ال يؤدي إىل حتول األلياف البيضاء الرسيعة إىل محراء رسيعة ألن نشاط
أنزيامت امليتوكوندريون يف األلياف يف حالة التدرب ختتلف بأربعة إىل ثامنية مرات (ويندر
)0064وبالعكس لدي الناس املكيفني مع جهود طويلة وشديدة عادة من الصعب
حتديد األلياف الرسيعة واجلهد الطويل لتطوير التحمل يؤدي إىل إعادة حتول كاملة هلذه
األلياف إىل رسيعة (جينسون ،كايزر ،0066ويلمور كوستيل )0004مثل هذه النتائج
التي تدل عىل عدم صالحية استخدام نتائج األبحاث عىل احليوانات يف رياضة األرقام
القياسية التي تم التوصل إليها أيض ًا يف أثناء دراسة أعضاء وأنظمة جسم اإلنسان األخرى
واحليوانات يف ظروف األمحال البدنية.
العالقة املتبادلة للمبادئ األساسية لنظرية التكيف ونظرية ومنهج الرياضة تظهر يف
التايل :من جهة فإن النظرية واملنهج املعارص للرياضة يف أثناء تشكل أكثر الوسائل
والطرق فعالية واملبادئ األساسية واملنهجية لتكون خمتلف جوانب التدرب واهليكلية
املثالية للنشاط التنافيس ،تعتمد بشدة عىل القوانني التي وضعت يف إطار نظرية التكيف
من جهة ثانية األبحاث العديدة لظاهرة التكيف املنفذة عىل أساس الرياضة املعارصة
توسع وتعمق باستمرار األساس التجريبي لنظرية التكيف وتؤدي إىل اكتشاف قوانني
جديدية وتشكل األفكار والفرضيات الواعدة.
استجابات التكيف أثناء النشاط العضلي!
مفهوم "التكيف" له عالقة وثيقة بمفهوم "الكرب" (الكرب ،تفاعل ال نوعي
للجسم جتاه تأثريات جسمية أو نفسية ختل بحالة االستتباب وهي حالة نفسية شائعة جدً ا
51
يف عرصنا حيث تكثر املؤثرات والضغوط بجميع أشكاهلا االقتصادية واالجتامعية والبيئية
والغذائية أنه جمهود يتكيف به اجلسم املؤلف وتعني حالة توتر اجلسم العام احلاصلة أثناء
تأثري مؤثر قوي جدً ا مصطلح "الكرب" استعمله ألول مرة العامل الكندري "سيليه"
عام 0036الذي كشف بأنه يف أثناء املؤثر ال "كريب" عىل اجلسم حيدث تنشيط الغدد
النخامية الذي حيزيد إفراز اهلرمون املوجه لقرش الكظر (أو املوجهة القرشية ـ هذا اهلرمون
هو املنظم األسايس للغدة الكظرية وإفرازاهتا) والذي ححيفز قبل كل يشء نشاط قرشة
الكظر هرمونات قرشة الكظر ححتفز اآلليات التكيفية التي بفضلها يتكيف اجلسم مع
تأثريات املحفزات آليات مثل هذا التكيف الرسيع العاجل هي عامة ملختلف مؤثرات
الكرب البدنية منها والكيميائية والنفسية ،وهذا سمح بتكوين مفهوم حول متالزمة
التكيف العامة كحلقة أساسية آللية التكيف (سيلية.)0052،
التربيد أو ارتفاع درجة احلرارة الزائدة واحلموالت بدنية مفرطة واملرض تؤدي لدى
اإلنسان إىل تطور استجابة غري خاصة مركبة (متالزمة كرب) مع ضمور واضح للغدة
الزعرتية ـ تيموس املشاركة يف تكوين الدم وتشكل املناعة مع ازدياد نشاط الغدد الصامء
وغلبة عمليات االضمحالل يف عملية التمثيل الغذائي (األيض) االستجابات املمكنة
عىل نوعني )0إذا كان املؤثر قو ًيا جدً ا أو مفعولة طويلة حتل املرحلة اخلتامية ملتالزمة
الكرب )2،إذا مل يتفوق املؤثر عىل االحتياطات التكيفية للجسم ،جيرب تعبئة وإعادة
توزيع موارد الطاقة واملوارد البنيوية للجسم وتنشيط عمليات التكيف اخلاص إلخ.
تطور استجابات النوع األول حيالحظ بالتدريبات الرياضية والنشاط التنافيس يف أثناء
برجمة محوالت مفرطة ال تتالئم مع قدرات الريايض واملشاركة يف مسابقات شديدة تتميز
بطوهلا الكبري (مدهتا) ومنافساهتا احلادة جدً ا حتالحظ مثل هذه االستجابات غالبا لدي
املشاركني يف سباقات الدراجات التي تستمر أيام عديدة واملشاركني يف نزاالت املالكمة
املتصاعدة وعدائي املاراثون ومستلقي اجلبال وغريهم..
استجابات النوع الثاين تعترب األساسية واملحفزة لتشكل التكيف يظهر دورها يف
حشد موارد الطاقة واملوارد البنيوية للجسم وزيادة تركيز اجللوكوز يف الدم واألمحاض
الدهنية واألمحاض األمنية والنوورية وازدياد نشاط القلب واألوعية والنظام التنفيس التي
51
تؤمن وصول املغذيات واألكسجني إىل األعضاء واألنسجة التي حتمل أعىل احلموالت
نقل املوارد املحشودة من األنظمة غري الفعالة إىل النظام الوظيفي الذي حيدث استجابات
تكيفيه يتم تأمينه بتضييق أوعية املراكز العصبية غري الفعالة واملجموعات العضلية
واألعضاء واألنسجة التي حتمل أعىل احلموالت .نقل املوارد املحشودة من األنظمة غري
الفعالة إىل النظام واألعضاء الوظيفي الذي ححيدث استجابات تكيفيه يتم تأمينه بتضييق
أوعية املراكز العصبية غري الفعالة واملجموعات العضلية واألعضاء الداخلية ويف نفس
الوقت بتوسيع أوعية تلك األعضاء التي تدخل ضمن النظام الوظيفي املسئول عن
التكيف فعىل سبيل املثال إذا استهلكت العضالت يف وضعية السكون %31من
األكسجني والدماغ %21والكليتني %6فإنه يف أثناء احلموالت القصوى تستهلك
العضالت %56من األكسجني والدماغ %2والكليتني ( %0وايد بيتوب 0062دي
فريس هاوش.)0004
استجابات تكيف جسم اإلنسان (استجابات تكيف)يمكن تقسيمها إىل عاجلة
(رسيعة) وطويلة وخلقية مكتسبة ،اشتداد التنفس أو إعادة توزع الدم ردا عىل األمحال
البدنية وارتفاع عتبة اإلدراك السمعي يف أثناء الضجيج وارتفاع عدد نبضات القلب يف
أثناء اإلثارة النفسية وإىل غري ذلك ـ هذه كلها استجابات خلقية رسيعة بمساعدة التدريب
يمكن فقط تغريها يف الوقت الذي يعود فيه وجود االستجابات الرسيعة املكتسبة (وعىل
سبيل املثال املهارات الفنية املعقدة) إىل التعليم والتدريب يتشكل التكيف الطويل
بالتدريج نتيجة تأثري طويل ومتكرر عىل اجلسم من قبل مؤثرات معينة عمليا يتطور
التكيف الطويل عىل قاعدة حتقيق متكرر للتكيف العاجل ويتميز بأنه بنتيجة تراكم
تدرجيي كمي لتبدالت معينة يكتسب اجلسم صفة جديدة ـ أي يتحول من غري متكيف إىل
متكيف.
حني ندرس العالقة املتبادلة للتكيف العاجل والطويل جيب أن نشري إىل أن االنتقال
من مرحلة التكيف العاجل غري املنتهية كليا إىل مرحلة طويلة هو اللحظة األساسية لعملية
التكيف ألهنا تعترب شاهدً ا عىل التكيف الفعال مع العوامل املناسبة للبيئة اخلارجية ،من
أجل انتقال التكيف العاجل إىل طويل مضمون داخل النظام الوظيفي الناشئ جيب أن
51
جتري عملية مهمة متعلقة بمجموعة تغريات هيكلية ووظيفية يف اجلسم تؤمن تطوير
وترسيخ وزيادة قوة األنظمة وفق االحتياجات املطلوبة منها.
تشكل األنظمة الوظيفية واستجابات التكيف!
تتشابك قوانني تطور التكيف بشكل وثيق مع قوانني تشكل األنظمة الوظيفية حسب
الرؤيا التي تلمسها يف أعامل "ب.ك.أنوخني".
أعامل "أنوخني" حول نظرية األنظمة الوظيفية تعتمد عىل نتائج أبحاث "أ"
أوختومسكي ( )0042-0566املوضحة يف تعاليمه حول الفكرة األساسية (املسيطرة)
اخلارجية الواضحة هي جهد معني أو الوضعية العلمية للجسم املعززة يف هذه اللحظة
بمختلف املؤثرات التي تلغي يف هذه اللحظة اجلهود الوضعيات االخري.
نظام الفكرة األساسية (املسيطرة) وفق تصورات "أوختومسكي" ختتلف كليا عن
التصورات النمطية حول األنظمة الترشحيية الفيزيولوجية التي تنتمي إليها أنظمة الدورة
الدموية والتنفس واهلضم الخ ...و حيفهم منها كل املكونات العصبية اهلرمونية والتنفيذية
املنتمية إىل خمتلف األنظمة الرشحيية الفيزيولوجية واملوحدة يف نظام شبكة كاملة تعمل
كآلية بتأثري حمدد.
أشار "لوجني" مطورا هذا املفهوم إىل أن:يفهم بالنظام الوظيفي بأنه آلية تنظيم بني
وعمليات اجلسم التي ترشك هذه املكونات بغض النظر إىل صفتها الفيزيولوجية
والنسيجية والترشحيية.املقياس الوحيد الرشاك هذه املكونات أو تلك يف النظام هي
قدرهتا يف املسامهة يف احلصول عىل النتيجة التكيفية اخلتامية التي يتميز به النظام
الفيزيولوجي هذا .حدد (انوخني )0060وطور اآلليات الرئيسية لألنظمة التالية التي
يقوم عملها املنسق بتشكيلها وجيعلها فعالة:
مركب انطباعات الذاكرة
اختاذ القرار
54
تشكل نموذج عصب وارد (وهو اخلاليا العصبية احلسية أو مستقبالت -حتمل
النبضات العصبية من مستقبالت احلواس أو نحو اجلهاز العصبي املركزي) للنتائج
اآلتيه لتأثري النظام (قبول التأثري).
تشكل مثريات عصب وارد مستقبالت متكاملة احلصول عىل نتائج مفيدة من
النظام.
تشكل عصب وارد عكيس والذي شفرت فيه أبعاد النتائج احلاصلة.
مقارنة أبعاد نامذج املستقبالت للنتائج املتوقعة(قبول املؤثرات) مع أبعاد النتائج
احلقيقية احلاصلة التي أوصلتها املستقبالت العكسية.
تصورات انوخني حول النظام الوظيفي برأي عدد من العلامء شفريكوف 0065
أزالت العوائق األساسية من طريق تركيبة املعارف الفيزيولوجية والنفسية التي تلخصت
يف أن الباحث كان حيتك عادة يف التجارب الفيزيولوجية التحليلية بعمليات خصوصية
حمددة يف الوقت الذي يكون السلوك والعمليات النفسية املرتبطة بعمل املخ وباجلسم
ككل.
اخلاصية املبدئية للنظام الوظيفي هي أن نتيجة مفعولة تؤثر عضويا عىل مسار تشكله
وأيض ًا عىل كل حاالت إعادة تنظيمه .تركيز النظام عىل حتقيق نتيجة معينة ختامية جيعل
غري كاف مفهوم تفاعل املكونات الذي يتخذ طابعا تفاعلهم املوجه لتحقيق نتيجة معينة.
يتم التوصل إىل تفاعل مكونات النظام بأنه كل مكون حتت تأثري مستقبالت أو
مستقبالت عكسية يتخلص من درجة احلرية املفرطة ويتحد مع املكونات األخرى فقط
عىل قاعدة درجات احلرية تلك التي تساهم معا باحلصول عىل النتيجة النهائية (أنوخني
.)0060
أبحاث مريسون 0056سامهت يف ربط التصورات عن الفكرة املسيطرة والنظام
الوظيفي مع قوانني تطور التكيف الطويل وحدد منهج العالقة املتبادلة للوظائف واجلهاز
اجليني خلاليا اجلسم املتباينة التي تتمكن وفقها وظيفة النظام املسيطر بأحداث تنشيط
ملركبات األمحاض النووية والربوتينات يف اخلاليا .يف نفس الوقت تتطور الوظائف املانعة
لألنظمة األخرى مما يؤدي إىل انخفاض مركبات األمحاض النووية والربوتينات يف
55
خالياها .أي يظهر تأمني بنيوي غالب لألنظمة املسيطرة عىل حساب أنظمة اجلسم
األخرى التي مل تتعرض لتأثري فعال لعوامل البيئة اخلارجية .العالقة املتبادلة بني الوظائف
والنظام الوراثي للخاليا هي احللقة األساسية لتكون مجيع االستجابات التكيفية الطويلة.
كل التغريات اهليكلية يف األعضاء واألنسجة والتي تعترب حصيلة التكيف الطويل مع
احلموالت البدنية من تضخم اخلاليا العصبية احلركية وحتى تضخم عضلة القلب
والعضالت جترى عىل نفس املبدأ
حيدث هذا عن طريق تنشيط تركيب األمحاض النووية والربوتينات يف خاليا النظام
املسئول عن التكيف .حصيلة التكيف هي استعداد اجلسم للحموالت البدنية املناسبة
وهبذا الشكل أيض ًا يتشكل التكيف مع عوامل البيئة اخلارجية األخرى ،فعىل سبيل املثال
مع احلرارة العالية والربد ونقص األكسجة.
النظام الوظيفي املتشكل ردا عىل أي محل بدين كان يشمل 3حلقات :حلقة
مستقبالت (وارد عصبي) ،وحلقة مركزية منظمة ،وحلقة مستجيبة (أنوخني ،0060
مريسون ،0056بشيننيكوفا.)0056
حلقة املستقبالت (احلسية الواردة التي حتول الوارد العصبي إىل دافع عصبي) للنظام
الوظيفي جتمع املستجيبات واخلاليا العصبية وخاليا عصبية مستقبلة يف اجلهاز املركزي
العصبي .كل هذه التشكيالت تدرك املثريات من البيئة اخلارجية واستجابات اجلسم نفسه
وتعالج املعلومات أي ما معناه تقدم ما يسمى باملستقبالت والتي تعترب حافزا وعنرصا
مشغال للتكيف.
وفق الطبيعة واملقادير والتوجه والصعوبات التآزرية فإن املستقبالت املستندة إىل
التفاعل املعقد املتبادل للحوافز والذاكرة واملعلومات التشغيلية والوضعية جترى ببساطة
إىل حد كاف مما يسهل تشكل النظام الوظيفي أو يكون صعبا إىل حد ما مما يصعب تشكل
مثل هذا النظام ،إن النشاط البدين الرتيب نسبيا والتقليدي أو املتوقع بسهولة والذي يميز
األلعاب الرياضية الدورية وتعتمد عىل الرسعة املصحوبة بالقوة ال تنشء صعوبات ما
حللقة املستقبالت يف النظام الوظيفي وإجراء املستقبالت واختاذ القرار .إن النشاط البدين
56
الذي يتطلب تآزر معقد وخاصة يف أثناء توفر مواقف متبابنة ،بالعكس ،تصعب أكثر هذه
العملية.
حيدث الوارد العصبي (مستقبالت حسية عصبية) قبل بدء النشاط احلركي وأثناء
تنفيذ احلركة ذاهتا ،يف هذا الوارد ،يف أثناء عملية احلركة ،تلعب التصحيحات احلسية دورا
هاما والتي تتم بفضل املعلومات اآلتية من العضالت واألعضاء الداخلية .الدوافع
الواردة من حواس األنظمة الالإرادية
واحليوية تعترب الرشط األسايس لتشكل النظام الوظيفي التكيفي الرشط الثاين لتشكل
مثل هذا النظام هو التأثري اللميس احليس اخلارجي الذي نبئ عن وضعية أقسام اجلسم
والتغريات يف الوسط اخلارجي .هبذه الصورة حلقة املستقبالت للنظام الوظيفي هو رشط
رضوري للتكيف مع احلموالت البدنية.
احللقة املركزية التنظيمية للنظام الوظيفي وهى عىل كل شكل عمليات عصبية مرضية
سائلة يف توجيه االستجابات التكيفية جوابا عىل اإلشارات االستقبالية ،القسم العصبي
للحلقة يرشك االستجابة احلركية وحيشد األنظمة الالإرادية عىل قاعدة املبدأ االنعكايس
لتنظيم الوظائف .الدوافع احلسية حتدث يف قرشة املخ عمليات إجيابية (مثرية) وسلبية
(كابحة) والتي تشكل النظام الوظيفي التكيفي .يف اجلسم املكيف ،يستجيب القسم
العصبي من احللقة برسعة ودقة للدوافع املستقبلية التي تالئم النشاط احلركي وحشد
الوظائف الالإرادية وال يوجد مثل هذا يف األجسام غري املكيفة ،فاحلركة العضلية ستنفذ
تقريبيا وأما التأمني الالإرادي فيكون غري كاف.
يف أثناء وصول اإلشارة حول احلمل البدين يف نفس وقت التغريات التي حتدثنا عنها
آنفا ،حيدث تفعيل عصبي للقسم السائيل (اخللطي) للحلقة املركزية التنظيمية املسئولة عن
قيادة (توجيه) عمليات التكيف األمهية الوظيفية لالستجابات السائلة (أي اشتداد حترر
اهلرمونات واإلنزيامت واالدرينالني) حتدد عن طريق التأثري عىل التمثيل الغذائي
لألعضاء .واألنسجة تؤمن حشدً ا أكثر تكامال لألنظمة الوظيفية وقدرهتا عىل العمل
الطويل عىل مستوى عايل ،والنتيجة املحددة لتأثري السائل هي تفعيل نشاط األنظمة
العضلية والالإرادية وحشد الكربوهيدرات والدهون من املخزون وأكسدهتا الفعالة
57
وإعادة توزيع موارد الطاقة يف أعضاء اجلسم واألنسجة وزيادة تكوين األمحاض النووية
والربوتينات....الخ.
احللقة املستجيبة نظام التكيف الوظيفي يشمل العضالت اهليكلية وأعضاء التنفس
والدورة الدموية وغريها ...وتأثري األمحال البدنية عىل مستوى العضالت اهليكلية يتميز
بكمية الوحدات احلركية الفعالة ،ومستوى وطابع العضالت البيوكيميائية يف خاليا
العضالت ،وخصائص تغذية العضالت بالدم والتي تؤمن تدفق األكسجني والعنارص
الغذائية وإزالة األيض (متثل غذائي) هبذا الشكل ،فإن زيادة قوة ورسعة ودقة احلركة
والقدرة عىل العمل أثناء تكرار تنفيذها كثريا يف عملية التكيف الطويل :تشكل يف اجلهاز
العصبي املركزي آلية توجيه احلركات والتغريات املورفووظيفية يف العضالت وضمور
العضالت وزيادة قوة االنظمة اهلوائية والالهوائية املزودة بالطاقة وزيادة كمية
امليوغلوبني وتدين تكون وتراكم غاز االمونيا (النشادر) وإعادة توزيع الدم والخ....
حتشكل النظام الوظيفي مع إرشاك خمتلف البني املورفووظيفية للجسم يف هذه العملية
تعترب القاعدة املبدئية للتكيف الطويل مع األمحال البدنية وتتحقق بزيادة فعالية نشاط
خمتلف األعضاء واألنظمة اجلسم بشكل عام أيض ًا ...ونحن نعرف قوانني تشكل األنظمة
الوظيفية ،باملكان عن طريق وسائلها خمتلفة التأثري بفعالية عىل حلقات معينة فيها وذلك
لتعجيل األقلمة مع احلموالت التدريبية وزيادة "التدريب" أي توجيه العمليات
التكيفية.
كان املفعول األول ألي مثري يتطلب رفع أكثر لقدرات اإلنسان الوظيفية ويتلخص
يف إثارة املراكز االستقبالية واحلركية وحشد اجلهاز احلركي والقلب واألوعية والنظام
التنفيس وآليات التزويد بالطاقة الخ ،والتي تشكل بمجموعها نظام وظيفي موحد
مسئول بشكل خاص لتنفيذ شكل اجلهد املطلوب لكن فعالية هذا النظام غري كبرية :إنه ال
يمتلك القوة املناسبة وال التقنني وأن بعض حلقاهتا تستنفذ قدراهتا حتى يف أثناء جهد غري
شديد نسبيا وغري طويل .استخدام متكرر للمثريات املؤدية إىل حشد األنظمة ،تؤدي
بالتدرج إىل تطور التكيف الطويل ،وهنا فإن العامل الذي يكونه ويشكله هو نتيجة تأثري
النظام ،املعلومات الدائمة حول املفعول التكيفي املتحقق عىل قاعدة ردود األفعال تصل
58
إىل املراكز العصبية التي بدورها تؤمن تنظيم نشاط األعضاء التنفيذية باجتاه حتقيق تكيف
فعال وطويل( .بشيننيكوفا.)0056
وعموما ،فإن آلية استجابات اإلنسان يف أثناء تنفيذ احلمل البدين قد تكون عىل
الشكل اآليت :نتيجة تأثريات اإلشارات التي تدركها حاسة االستقبال فان الدوافع
املستقبلة تدخل يف قرشة املخ حيث حتدث عمليات اإلثارة والكبح والتي تكون النظام
الوظيفي املناسب والذي يوحد بني معينة للدماغ ،هذا النظام املوجه حيشد انتقائ ًيا جمموعة
العضالت الالزمة أثناء اشرتاك هيكليات كافة مستويات الدماغ احلركية :املستوى
احلركي القرشي (القرشة احلركية) حتت املستوى احلركي القرشي (نظام العقل القديم)
واملستوى احلركي اجلذعي الذي يشمل املراكز احلركية للمخيخ والبصلة والسيسائية
وأيض ًا املستوى احلركي القطعي الذي يوحد املراكز احلركية يف النخاع الشوكي واحللقة
النهائية أال وهي :العصبونات احلركية ،ويف الوقت نفسه ،مع حشد العضالت احللقة
العصبونية للتوجيه ،توثر عىل مراكز الدورة الدموية والتنفس وبقية الوظائف الالإرادية
وبالنتيجة ينشط التنفس والدورة الدموية و حتكبح وظائف اهلضم والكليتني الخ.
(يشيننكوفا.)0056
لكن يف اجلسم غري املكيف ،يعمل النظام "املوجه"املركزي يعمل من دون فعالية:
ويعترب تآزر احلركة غري تام وشدة وطول اجلهد غري كاف ،وهذا يتعلق كل يشء بعدم
كامل الروابط املركزية وعدم كفاية كميتها ،يف هذه احلالة حيالحظ نبض غري فعال لتحفيز
العضالت التي عليها يقع عبء املشاركة يف اجلهد والعضالت املقاومة األخرى و حيالحظ
يف ذات الوقت فقدان تآزر يف نشاط التنفس والدورة الدموية والعضالت (مارشاك
،0063كوسيلوف.)0053
إن التدريب املنتظم يؤدي إىل توسع الروابط املركزية يف كل مستويات الدماغ احلركية
وتشكل سلوك ديناميكي كنظام متوازن ومتامسك للعمليات العصبية التي تتشكل حسب
آلية ردود أفعال مكيفة ،وهنا يمتد تكون السلوك إىل الوظائف الالإرادية ،أي يتشكل
نظام فاعل لتنظيم متكامل من أجل تنفيذ اجلهد العضيل املناسب (فينوغرادوف.)0053
59
ويظهر تكيف النظام املوجه املركزي يف إمتامه احلركات وعندئذ حتنفذ املهارات املثبتة
جيدا دون مراقبة املراكز العصبية مما يعنى ظهور التقنني تراكم خمزون ردود األفعال
التكيفية يف أثناء عملية التدريب يساهم يف توسيع قدرات اإلنسان عىل االستقراء يف أثناء
عملية تنفيذ جهود حركية معقدة أي إىل توسع قدرات النظام العصبي املركزي إلنشاء
حسابات األفعال احلركية الرضورية حلل فعال للمهام احلركية املفاجئة (زيمكني،0054
بشينيكوفا .)0056
مفهوم "التكيف" يف عالقة وثيقة بتصورات ختص االحتياطات الوظيفية أي قدرت
جسم اإلنسان املخفية التي قد حتستخدم يف الظروف الصعبة.
وقد حتقسم احتياطات التكيف البيولوجية إىل خلوية ونسيجية وعضوية وتنظيمية
واحتياطات اجلسم بالكامل ،وعىل مستوى اخلاليا ترتبط احتياطات التكيف باختالف
إعداد البني الوظيفية العاملة بنشاط املجموع العام املوجود وزيادة عدد بني املستوى
املناسب املطلوب من عضو اإلجهاد الوظيفي .يف املستويات األكثر ارتفاعا تظهر
االحتياطات الوظيفية تدين رصف الطاقة عىل كل وحدة جهد وزيادة شدة وفعالية عمل
خمتلف األعضاء وأنظمة اجلسم وعىل مستوى اجلسم بشكل عام تظهر االحتياطات يف
القدرات عىل إحداث استجابات متكاملة تؤمن توسع املهام احلركية متنوعة الصعوبة
والتكيف مع الظروف الصعبة للبيئة املحيطة(موزوجوخني ،دافيدنكو.)0054
للداللة الكمية لالحتياطات الوظيفية حيددون الفرق بني املستوى األقىص املمكن
لنشاط بعض األعضاء واألنظمة التي تتميز هبا حاالت السكون النسبي ،ويف اجلدول رقم
( )0سنورد بيانات حول االحتياطات الوظيفية ملختلف األعضاء وأنظمة اإلنسان
ألشخاص مل يامرسوا الرياضة ورياضيني ذوي املؤهالت العليا خمتصني برياضات متعلقة
بإظهار التحمل هذه البيانات تدل عىل قدرات اإلنسان التكيفية (العاجلة والطويلة)
العالية جدً ا..
60
اجلدول ( )9االحتياطي الوظيفي ألشخاص رجال غري ممارسني للرياضة ورياضيني
مؤهلني عاليا (بالتونوف)1991
سعة الرئتني
ــــ ــــ 6011 ــــ ــــ 4111 احليوية ( BTPSعداد
الضغط التفاعيل)
حجم القلب،
ــــ ــــ 0001 ــــ ـــ 611
سم/مكعب
استهالك األكسجني
31 66 325 01 4021 420
مل/ك /دقيقة
الدين األكسجيني
ـــ 22111 ــــ ـــ 0611 ـــ
األقىص مل
التكيف السريع:
حول التكيف العاجل عىل سبيل املثال باإلمكان أن نورد استجابات أجسام أشخاص
متدربني وغري متدربني يف تنفيذ أمحال تدريبية ملرة واحدة ،كالركض بأقىص رسعة ملسافة
411م بعد بدء اجلهد فورا حتالحظ تبدالت حادة يف نشاط األنظمة الوظيفية واآلليات
التي تبل يف هناية اجلهد مقادير عالية جدول رقم 01هذه التبدالت لدى األشخاص غري
61
املتدربني تكون يف أثناء تنفيذ جهد مشابه أقل بكثري مما لدي الرياضيني املؤهلني ولكن قد
أيضا ،ومثال عىل التكيف العاجل يمكن أن ختدمنا بيانات حول إعادة
تبل مقادير كبرية ً
توزيع الدم يف أثناء األمحال التدريبية رقم .01
اجلدول ( )10رد فعل جسم إنسان رجال يف عمر 10-18سنة عىل عدو بأقىص
رسعة ملسافة 400م أموسوف بينديت1989
اجلدول 11توزع تدفق الدم يف السكون ويف أثناء أمحال تدريبية خمتلفة الشدة (أموسوف،
بينديت)1989
0 311 3 611 02 0011 24 0411 أعضاء البطن
4 0011 4 601 4 301 4 201 األوعية التاجية
6 0401 00 3101 26 0601 32 0501 األعضاء األخرى
61
تتعلق االستجابات التكيفية العاجلة بمقادير املثريات وتدرب الريايض واستعداده
لتنفيذ جهد حمدد وقدرة األنظمة الوظيفية جلسم الريايض لالستشفاء الفعال وغريها..
وعموما متيض برسعة كافية وعىل سبيل املثال استقرار املؤرشات بعد متارين قصرية قد
حتدث خالل جزء العرش من الثانية وقد تبل (عىل سبيل املثال ،بعد ركض املاراثون)-0
02يو ًما.
جيب األخذ يف االعتبار أن تشكيل التكيف الرسيع بالنسبة ألفعال حركية معينة
واملتبني يف العالقة املتبادلة املفيدة بمقاديرها وخصائصها بني خمتلف خيارات األنظمة
الوظيفية ،ال يعني أبدً ا توفر تكيف ثابت فعال .إن التأثري األوىل لكل محل شديد يتلخص
يف إثارة مراكز االستقبال واملراكز احلركية املناسبة وحشد نشاط العضالت وأعضاء
الدورة الدموية والتنفس التي بمجاميعها تكون النظام الوظيفي املسئول عن تنفيذ جهد
عضيل معني ،لكن فعالية هذا النظام تتطابق متاما مع املوارد الوظيفية املوجودة يف تلك
اللحظة والتي حتفيد حجم وشدة اجلهد املنفذ وزيادة هذه املوارد يتطلب ظهور متكرر
لقدرات األنظمة الوظيفية القصوى أو قريبة من القصوى وبنتيجة ذلك يتشكل التكيف
الطويل.
قد حتقسم االستجابات العاجلة التكيفية إىل ثالث مراحل ،وتظهر هذه املراحل بشكل
واضح يف أثناء جهد طويل واملرحلة األوىل ،مرتبطة بتفعيل نشاط خمتلف مكونات النظام
الوظيفي الذي يؤمن تنفيذ اجلهد املطلوب ،يتبني ذلك يف زيادة حادة لنبضات القلب
ومستويات هتوية الرئتني واستهالك األكسجني وتراكم الالكتات يف الدم الخ...
املرحلة الثانية ،وتأيت حني جيري نشاط النظام الوظيفي يف أثناء صفات ثابتة
للخيارات األساسية لتأمينها فيام يسمى باحلالة املستقرة.
السباحون املرموقون ،بخالف غري املؤهلني جيدا ،ليس لدهيم مؤهالت أعىل للرسعة
القصوى فقط بل يبدون القدرة عىل احلفاظ عليها يف هناية السباق ويتم التوصل إىل ذلك
بتنويع فعال لصفات احلركة الديناميكية واحلركية املجردة وفقا لتبدل القدرات الوظيفية
يف خمتلف مراحل السباق.
61
إن طابع استجابات التكيف الرسيع قد يكون مبينا أيض ًا عىل قاعدة خيارات احلركة
الديناميكية للتقنية الرياضية يف خمتلف ظروف النشاط التدريبي والتنافيس حتى يف
األلعاب الرياضية الدورية ذات اهليكلية احلركية الرتيبة واملحددة جدا ،حتالحظ
تأرجحات كبرية ملختلف اخليارات املرتبطة بتبدل كبري ملختلف اخليارات املرتبطة بتبدل
شدة اجلهد واحلالة الوظيفية جلسم الريايض يف حلظة معينة من قطع املسافة وعىل سبيل
املثال آلية مؤرشات معلومات التقنيات الرياضية تتعرض إىل تأرجحات وفق ظروف
قطع مسافة السباق 011م.
املرحلة الثالثة ،وتتميز باختالل التوازن املثبت بني الطلب وبني تلبيته بسبب تعب
املراكز العصبية التي تؤمن تنظيم احلركة ونفاذ موارد كربوهيدرات اجلسم ،فرض
احتياجات مستمرة زائدة عىل جسم الريايض متعلقة باالنتقال املرحلة الثالثة من التكيف
الرسيع قد يؤثر سلبا عىل تأثر تشكل التكيف الطويل وأيض ًا يؤدي إىل تبدالت سلبية يف
حالة خمتلف األعضاء.
كل واحدة من املراحل املذكورة للتكيف العاجل مرتبطة بإرشاك االحتياطات
الوظيفية للنسق املناسب األول منها حتتشد يف أثناء االنتقال من حالة السكون النسبي إىل
النشاط العضيل ويؤمن اجلهد حتى ظهور التعب التعوييض والثاين يف أثناء استمرار اجلهد
يف ظروف التعب املتصاعد استخدام احتياطي النسق الثاين مرتبط بالتخيل الإلرادي عن
اجلهد املطلوب نظرا الستنفاذ املوارد النفسية والبدنية املناسبة يف ظروف احلموالت
البدنية التي يتميز هبا النشاط التدريبي والتنافيس فإن كل االحتياطات ال حتستخدم مما يوفر
قاعدة لتمييز النسق الثالث لالحتياطات التي حتتشد من قبل اجلسم فقط يف الظروف
القاسية جدا( .موزوجوخني ،0052دافيدنكو.)0054
من الرضوري اإلشارة إىل أنه يف الظروف التي متيز املسابقات الرئيسية (األلعاب
األوملبية وبطوالت العامل وأوروبا وغريها) التي تتصف بمنافسات شديدة جدً ا وتتغري
أحيانا بسبب الظروف املناخية واحلمل النفيس الشديد يتمكن رياضيون املستويات العالية
غال ًبا من حشد االحتياطات الوظيفية املتواجدة بعيدً ا خلف حدود التصورات عن
قدرات النسق الثاين التي ظهرت يف ظروف التدريب واملشاركة يف املسابقات الثانوية.
64
جتب اإلشارة بشكل خاص إىل أن خصائص األنظمة الوظيفية املكيفة جيدا هي
مرونتها االستثنائية وطواعيتها يف بلوغ النتيجة ذاهتا يف أثناء خمتلف حاالت ظروف البيئة
اخلارجية والداخلية ،باإلمكان توضيح ذلك عىل مستوى الصفات العامة للظهور الفني
التكنيكي املعطيات املقدمة تدل عىل تعدد خيارات إيقاع احلركة وخطوة التجديف يف
أثناء السباحة ملسافة 211م يف خمتلف مراحلها عموما حققت الرياضة نفسها النتيجة عىل
حساب تآزر متنوع هليكلية احلركة مما يشري إىل احلركية االستثنائية للنظام الوظيفي املعقد
املوجه لبلوغ نتيجة هنائية عالية.
وعند ذلك ،تالحظ فرو ًقا كبرية ليست فقط يف أثناء مقارنة معطيات قطع سباحة
011م األخرية من سباق 411م تتابع بل أثناء مقارنة معطيات املسجلة يف بداية وهناية
هذه املرحلة.
التكيف الطويل:
يمر تشكيل االستجابات التكيفية بأربعة مراحل:
املرحلة األوىل مرتبطة باحلشد املنتظم للموارد الوظيفية جلسم الريايض يف أثناء عملية
تنفيذ برامج تدريبية بتوجه معني هبدف حتفيز آليات التكيف الطويل عىل قاعدة مجع
مؤثرات التكيف الرسيع املتكرر مرات عديدة.
يف املرحلة الثانية وعىل خلفية احلموالت املتصاعدة واملتكررة بانتظام حيدث جريان
شديد للتحوالت البنيوية والوظيفية يف أعضاء وأنسجة النظام الوظيفي املناسب يف هناية
هذه املرحلة حيالحظ تضخم الزم لألعضاء وتناسق نشاط خمتلف احللقات واآلليات التي
تؤمن نشاط فعال للنظام يف الظروف اجلديدة.
املرحلة الثالثة تتميز بتكثيف طويل مستقر وذلك بتوفر االحتياطي الالزم لتأمني
مستوى جديد للنظام الوظيفي واستقرار البني الوظيفية العالقة الوثيقة املتبادلة لألعضاء
املنظمة والتنفيذية.
املرحلة الرابعة وتأيت يف أثناء بناء غري عقالين وعادة بتوتر زائد للتدريب والتغذية غري
الكاملة واالستشفاء غري التام وتتميز بإهناك زائد لبعض مكونات النظام الوظيفي.
يفرتض البناء العقالين للعملية التدريبية للمراحل الثالث األوىل للتكيف .عند
65
ذلك،جيب اإلشارة إىل أن جريان االستجابات التكيفية يف إطار املراحل املذكورة قد
ينتمي إىل خمتلف مكونات بنية التدريب الريايض والنشاط التنافيس بشكل عام .وجيري
باألخص عىل هذه الطريقة تكيف بعض األعضاء( القلب عىل سبيل املثال) واألنظمة
الوظيفية( أنظمة تأمني مستوى اإلنتاج اهلوائي عىل سبيل املثال) يتشكل تدريب بشكل
عام أيض ًا والذي يظهر يف قدرته عىل حتقيق نتائج رياضية برجمت هلذه املرحلة من التطوير
الريايض .مسألة آلية التكيف الفردي (املظهري) تتلخص يف كيفية حتول قدرات اجلسم
اجلينية املجردة املمكنة إىل قدرات حقيقية ر ًدا عىل متطلبات البيئة .متطلبات البيئة املتزايدة
تؤدي برسعة نسب ًيا إىل تشكل األنظمة التي تؤمن إىل حد ما استجابة تكيفيه مناسبة
للجسم للمثريات اجلديدة .لكن من أجل تشكل تكيف كامل فإن ظهور مثل هذا النظام
الوظيفي بحد ذاته يبدو غري كاف .ومن الرضوري أن حتدث تغريات بنونية يف اخلاليا
واألنسجة واألعضاء التي تكون مثل هذا النظام،لرتفع من قوهتا والتأثري املتبادل بني
خمتلف املكونات .التنمية الفعالة للتكيف الطويل متعلقة باستخدام محوالت منتظمة
تتطلب احتياجات عالية من النظام املتكيف .شدة تنمية االستجابات التكيفية الطويلة
حتدد بمقادير احلموالت ملرة واحدة وتواتر استخدامها ومدة التدريب العامة .بتطور
التكيف الطويل األكثر فعالية يف أثناء استخدام متكرر حلموالت قصوى وكبرية تتطلب
احتياجات عالية من أنظمة اجلسم الوظيفية .إن التبدالت البينونية والوظيفية يف عضلة
القلب( تضخمها،ازدياد كمية األلياف عىل كل وحدة كتلة وازدياد قوة مضخة األلياف
الكالسيومية الغنية باهليولة العضلية والتي تنتمي إىل النظام املصاحب للقلب (يشار إليها
أحيانآ كعضلة خاصة به) ،وارتفاع تركيز اهليموجلوبني ونشاط اإلنزيامت املسئولة عن
نقل مغذيات الطاقة إىل امليتوكوندريون وزيادة كمية الشغريات الدموية التاجية وكتلة
امليتوكوندريون وغريها) ،تعترب أساسية لزيادة قدرات القلب واحلشد العاجل وزيادة
رسعة وعمق االنبساط ومقاومة التعب ( اسرتاند ،رودهال،0056هارتيل .)0002مثل
هذا الطابع للتكيف الطويل ال خيتص فقط بالقلب وإنام يظهر حتمآ عىل مستوى أنسجة
العضالت وأعضاء املنظامت العصبية والغدد الصامء وغريها ...عىل سبيل املثال ،عىل
املستوى التنظيم العصبي يرتبط تكيف النظام الوظيفي بتضخيم العصبونات احلركية
وزيادة نشاط إنزيامت التنفس فيها؛ عىل مستوى األنسجة العضلية يزداد اتساع شبكة
66
الشعريات الدموية وتزداد كمية امليتوكوندريون يف العضالت.زيادة كمية امليتوكوندريون
يف األنسجة العضلية بالتوازي مع نمو القوة اهلوائية يساهم يف تصاعد قدرة العضالت
عىل استهالك البريوفيك مما يقيد تراكم الالكتات ويؤمن حشدً ا ويؤمن استخدام
األمحاض الدهنية وبالنتيجة ،يساهم يف تنفيذ أكثر شدة وأطول للجهد (مريسون ،0050
.)0056
عملية تشكل تكيف طويل وفعال للنظام العصبي يف اجلسم مرتبطة بارتفاع مؤرشات
القوة والتقنني .ازدياد القوة متعلق بالدرجة األوىل بتضخم نخاع الغدة الكظرية وزيادة
احتياطي الكاتيكوالمني فيها ( الكاتيكوالمني هي هرمونات اهلروب والقتال يتم إفرازها
بواسطة الغدد الكظرية كرد فعل للتوتر والضغوط وهي جزء من اجلهاز العصبي الودي)
وتضخم قرشة الكظر من ضمنها القسم الكلوي الذي يضع جليكوسرتويد ( هرمونات
من مركبات عضوية ) مما يرافقها تغريات البنى الفوقية جلليكوسرتويدات التي تؤدي إىل
ارتفاع القدرة عىل توليفها (ضبطها) .يؤدي ازدياد احتياطي الكاتيكوالمني إىل حشدها
بشكل أكرب يف أثناء محوالت متقطعة ذات طابع انفجاري وحيذر من استنفاذها يف أثناء
احلموالت الطويلة .إن ارتفاع قدرة قرشة الكظر عىل توليف "الكورتيكوسرتيدات"
(منها الكورتيزول والكاتيكوالمني وغريها) يؤمن مستواها العايل يف الدم يف أثناء
محوالت مطولة ويرفع هبذا الشكل قدرة الرياضيني عىل العمل( غوروجوف ،0061فريو
وغريه .)0003ويظهر ازدياد تقنني النظام العصبي اهلرموين يف حترر الكاتيكوالمني
بشكل أقل جوابآ عىل محوالت نموذجية .عىل سبيل املثال ،تدريب الناس ملدة 3أسابيع
عىل التحمل يؤدي إىل انخفاض مؤكد لتكثف الكاتكوالمني يف الدم يف أثناء تنفيذ
محوالت نموذجية (عادية) باملقارنة مع البيانات األولية وبعد متارين ملدة 5أسابيع ال
تالحظ زيادة يف الكاتيكوالمني أبدا( .ويندر وغريه .)0063ارتفاع القدرات الوظيفية
للكظر حيدد إىل حد كبري فعالية تزويد اجلهد العضيل بالطاقة .ينشط الكاتيكوالمني
اإلنزيامت الرئيسية لتحلل اجلليكوجني والسكر وتزيد نتيجة لذلك هذه العمليات ذاهتا
يف العضالت اهليكلية والقلب والكبد من تدفق اجللوكوز من الكبد إىل الدم ونقله إىل
خاليا عضلة القلب والعضالت (فريو ،0054بشينيكوف .)0056ويساعد تنشيط
التنظيم عىل تبدل شديد يف األمحاض النووية والربوتينات .الوظيفة العليا ألعضاء
67
وأنسجة النظام الوظيفي املحفزة بالنشاط اهلرموين وتسبب إىل حد كبري يف تكون القاعدة
اهليكلية للتكيف الطويل مع احلمل البدين،نمو تقنني نشاط النظام العصبي يف أثناء
التدريب يربطونه بزيادة نشاط األنسجة األدرينالني ( أسيكو وغريه .)0060وحتسني آلية
التنظيم الذايت لألعضاء والنظام الوظيفي املسئولة عن التكيف (بشينيكوف ،)0056
التقنني يف اجلسم املكيف باملقارنة مع اجلسم غري املكيف يظهر عىل الشكل التايل:
يف حالة السكون يف انخفاض نبض القلب -من 60-60إىل 01 -31يف الدقيقة
وتردد النفس من 21-06لغاية 01-6دورة /د .انخفاض حجم التنفس بنسبة -01
%02وانخفاض استهالك األكسجني بنسبة .%21يف أثناء احلموالت العادية -يف
انخفاض استهالك األكسجني يف عضلة القلب بمرة ونصف إىل مرتني (عيب
وغريه ،)0060وزيادة أقل يف نبضات القلب وتردد التنفس وبمرتني ونصف يف زيادة
أقل ملستوى الالكتئاب يف الدم واستجابة أقل وضوحآ للنظام السمبثاوي العصبي
(القلب ،الرئتني ،األوعية ،املثانة) ويقابله زيادة أقل يف مستوى الكاتيكوالمني
(بشينيكوف .)0056العنرص املهم يف التكيف الطويل هو تشكل أنظمة تقنينية ومستقرة
متبادلة التفاعل التزامني واملرحيل يف قرشة املخ والتي تعترب جز ًءا من األنظمة الوظيفية
وتوجيه احلركات ولدهيا مقاومة تشويش عالية .لدى األشخاص املكيفني جيدا مع مثل
هذه احلموالت ،باملقارنة مع غري املتكيفني ،هذه األنظمة ال تنهدم أمام تأثري خمتلف
العوامل املعوقة (توتر نفيس شديد ،تشويش خارجي ،وتطور التعب) .اهنيار األنظمة
القرشية للنظام املتبادل يرافقه خلل داخل وبني األنظمة الوظيفية وسوء الصحة وعدم
القدرة عىل املحافظة عىل اإليقاع املطلوب وتدهور اهليكلية اخلارجية للمهارات احلركية
ورفض رسيع لبذل اجلهود .التكيف الطويل مع محوالت قصوى ممكنة ليس مرتب ًطا فقط
أيضا بزيادة القدرة عىل حشد بتوسيع القدرات الوظيفية لقرشة املخ ،بل ويرتبط ً
االحتياطات الوظيفية يف ظروف التغلب عىل التعب،لفهم اآلليات املركزية ملثل هذا
احلشد من املهم جدً ا البيانات حول تقوية العالقة املتبادلة ملخزون القرشة املخية (هي
القرشة املخية التي تغطي القسم األمامي من الفص اجلبهي وهلا صلة مع شخصية اإلنسان
الفرد ،هلا دور يف عملية التخطيط والتعبري عن الشخصية واختاذ القرار والسلوك
االجتامعي -النشاط األسايس هلذه املنطقة من الدماغ هو التنسيق والتناغم بني األفكار
68
واألفعال فيام يتوافق مع األهداف الداخلية املبطنة -االمؤلف) مع املناطق احلركية لدى
املكيفني يف مرحلة التعب التعوييض واحلفاظ عىل هذا النظام أيض ًا ( إىل حد مرحلة الكف
عن اجلهد ) برغم اهنيار التزامن املكاين لكل مناطق القرشة يف مرحلة التعب الالتعوييض)
سولوغوب .)0054 ،يتميز التكيف الطويل بزيادة االحتياطات الوظيفية التي تعترب
نتيجة إعادة هيكلة جدية لألعضاء واألنسجة وتقنني كبري يف الوظائف وزيادة احلركة
والثبات يف نشاط األنظمة الوظيفية بتوثيق العالقات املتبادلة العقالنية واملرنة للوظائف
احلركية والالإرادية .واألكثر من ذلك،ظهور إعادة تكيف غري مرتبط بتضخم واضح
لألعضاء يعترب األكثر عقالنية ألنه أكثر ثباتا أما عمليات فقدان التكيف فتتطلب جهو ًدا
أقل للحفاظ عىل املستوى املتحقق واألهم من كل هذا أهنا غري مرتبطة هبذا االستغالل
العميق للقدرات التكيفية املحددة جينيا باملقارنة مع التكيف املنجز بشكل أسايس عىل
حساب تغريات األعضاء اهليكلية وخاصة ازدياد كتلتها .لكن تقنني النظام املتكيف يظهر
حتديدا عىل مستوى اخلاليا واألعضاء حيث إهنا مرتبطة بتناسب البنى اخللوية ؛ عىل
مستوى النظام بشكل عام ،حيث إهنا حتدد بتناسب األعضاء؛ وأخريا عىل مستوى التنظيم
العصبي،حيث يكون التقنني نتيجة الرتفاع استجابات األعضاء املكيفة للهرمونات
والنواقل العصبية( مريسون 0060وغريه) ،وهذا مرتبط بتغريات تناسب البنى اخلليوية
التي تؤمن زيادة فعالية وإعادة تشكل الطاقة عىل مستوى اخلاليا .عىل مستوى التنظيم
العصبي املسؤول عن تكيف األنظمة فإن التقنني الوظيفي يتبني من خالل زيادة ( ارتفاع)
استجابات األعضاء التي تشكل هذا النظام مع اإلشارات املوجهة -وهي اهلرمونات
والنواقل العصبية .هذا التبدل يوفر ظرفا يمكن خالله حشد النظام يف أثناء تأثري عوامل
الوسط اخلارجي عىل األعضاء بأقل إفرازات األيض وأقل مثريات من اآلليات املنظمة
(مريسون .)0056انخفاض انحالل بنى اجلسم يف أثناء محوالت كبرية يعترب أيض ًا أحد
مؤرشات تقنني وظيفي لنظام التكيف .ومعروف أن تدين ثالثي ادينوزين الفوسفات يف
األنسجة يعترب عامل ترضر وتفكك البنى،ارتفاع قوة نظام مركبات الروابط الفوسفورية
الغنية بالكاقة يقي من قلة ثالث ادينوزين الفوسفات .بالنتيجة،يتمكن اجلسم من تفادي
تعاقب عمليات انحالل وجتديد أعضائه وأنظمته وذلك عن طريق رصف مقنن ملوارد
اجلسم البينونية .عىل سبيل املثال ،ثبت أنه نتيجة محوالت بدنية طويلة يزداد بشكل كبري
69
احتياطي القلب البنيوي عىل حساب تضخم األلياف العضلية ويالحظ يف الوقت ذاته
تبدالت معاكسة يف الكليتني والكظر والكبد .كشفت األبحاث عىل احليوانات (بلور
وغريه )0056أن كمية الوحدات الوظيفية للكليتني (الوحدة االنبوبية الكلوية أو
الكليون وهي وحظة فاعلة أساسية قي الكلية وهي مصفاة الكلية) ودورها تنظيم كمية
املاء وتركيز املواد الذائبة والصوديوم باجلسم -املؤلف) ،قد تنخفض بنسبة %20وكمية
اخلاليا يف الكزر بنسبة %21والكبد نسبة%31مما يؤدي إىل تدين واضح لالحتياطي
الوظيفي هلذه األعضاء املهمة جدا ...التشمل الفعال للتكيف الطويل األمد ال يمكن
تأمينه دون حساب املواصفات اجلينية املخفية يف جوهر تقسيم الناس إىل نامذج تكوينية
ألجسامهم .ليس فقط يف الرياضة ،حيث إن رضورة مثل هذا التقسيم واضحة،بل يف
املجاالت األخرى للنشاط اإلنساين املتعلق بمشاكل التكيف .جيب متيز األشخاص
بمختلف مؤرشات تكوين أجسادهم .عىل سبيل املثال ،املسائل املتعلقة بتكيف جمموعة
كبرية من الناس مع ظروف احلياة والعمل يف بيئة قاسية كالقطب الشاميل واجلنويب
والصحراء تطلبت متيز األجساد داخل املجتمع الذي يعيش فيه يف تلك األماكن.
النموذج األول (سريينرت-متعلق بمسافات قصرية) قادر عىل إظهار استجابات
فيزيولوجية قوية بدرجة عالية من األمان ردا عىل التأرجحات الكبرية ولكن القصرية من
العوامل اخلارجية.لكن مستوى اآلمان العايل قد يتم اخلفاظ عليه ملدة قصرية نسبيا.
اخلصائص اجلينية ل"السريينرت" تأقلمهم متدنب لتحمل محوالت طويلة بشدة عالية.
النموذج الثاين (ستاير-متعلق باملسافات الطويلة) جينيا أقل تأقلام لتحمل محوالت قوية
قادرا عىل حتمل محوالت متوازنة
وقصرية لكن بعد مرحلة قصرية نسبيا من التكيف ً
خالل مدة طويلة يف ظروف غري عادية .كل واحد من هذه النامذج يتميز بفروق جسدية
وعضوية .هناك كمية معينة من الفروق البيئية بني هذين النوذجيني للتكوين اجلسدي
تسمى مهجنة( أو خملطة) .وتساعد املعارف الطبية البيولوجية حول قدرات "السريينرت"
و"الستاير" واملهجن عىل تنظيم تأمني احلياة للناس يف الظروف القاسية يف بعض األماكن
اجلغرافية( كازانتشييف .)0045واالستجابات الطويلة التكيفية ملختلف العوامل املؤثرة
جدا للوسط اخلارجي من ضمنها محوالت بدنية ،ترتكز عىل قاعدة بنيوية قوية .وتشارك
يف النشاط ،بحسب طابع احلموالت ،خمتلف أنظمة اجلسم وتقوي األنسجة والعنارص
70
اخلليوية عملها وتتولد املواد الفعالة بيولوجيا .ولكن يف خالل تنوع طرق تكيف األنظمة
الوظيفية املتشكلة استجابة ملؤثرات خمتلفة وتوسع مواردها التكيفية ،تكمن يف جوهرها
عمليات غري خصوصية موحدة :تبدل عدد البنى الفاعلة النشطة من احتياطاهتا املوجودة
واالشرتاك يف العمل وتلك التي تتناسب حتام مع املتطلبات التي يفرضها مستوى
احلموالت ؛ وزيادة قوة البنى الفاعلة،يف حال املوارد املوجودة غري كافية؛ األثر التكيفي
املرتاكم واملتغاير بالنسبة ملختلفيى املفعول التكيفي استجابة للحموالت املحققة؛ توسيع
حركية بنى النظام املكيف فيام خيص إعادة تأقلم فعال لالستجابات التعويضية وتنفيذ
وظائف مشاهبة .واملميز أيض ًا هو أن عملية من عمليات التأمني البنيوي للتكيف الطويل
ال تعترب صفة إلحدى مستويات التنظيبم،فكلها شاملة -أى بشكل متساو وبدقة يمكن
متابعتها عىل املستويات اجلزئية والنسيجية واخلليوية والتنظيمية (ساركيسوف ،فتورينا،
.)0060
ظاهرة فقدان تكيف وإعادة تكيف وفرط تكيف عند الرياضيني
يؤدي البناء العقالين للتدريب إىل نمو حاد للقدرات الوظيفية ألعضاء وأنظمة
اجلسم عىل حساب حتسني كل اآلليات املسئولة عن التكيف.استخدام محوالت زائدة
تفوق قدرات اإلنسان التكيفية الفردية وتتطلب تعبئة كبرية جدا ملوارد أعضاء اجلسم
وأنظمته البنيوية والوظيفية تؤدي يف هناية املطاف إىل فرط تكيف يالحظ يف إهناك وإرهاق
األنظمة الوظيفية التي حتمل احلمل األسايس للتوقف عن التدريبات أو اتباع محوالت
متدنية غري قادرة عىل تأمني املحافظة عىل املستوى املتحقق لتغريات األقلمة وتؤدي إىل
فقدان تكيف -إىل العملية العكسية للتكيف .أي أن العمليات التكيفية يف جسم اإلنسان
تتطور بتطابق كامل مع طابع ومقادير تأثري العوامل البيئية اخلارجية ،أرشت آنفا إىل أنه
فيام خيص تكيف القلب ،محوالت مربجمة عقالنيا وتؤدي إىل تضخم مقبول لعضلة القلب
وزيادة قوة العصب .ادرينالني (متوين األعضاء واألنسجة باألعصاب لتأمني ربطها
باجلهاز العصبي املركزي -املؤلف) وتتناسب الشعريات الدموية التاجية واأللياف
العضلية وزيادة تكثف ميوغلوبني ونشاط اإلنزيامت املسئولة عن نقل املغذيات إىل
امليتوكوندريوس (املتقدرات) وإىل ما غري ذلك ...يف أثناء احلمالت املفرطة عىل القلب
والتي تتطلب فوق وظيفية تعويضية طويلة زائدة،حيدث تكيف غري متوازن تزداد يف أثنائه
71
كتلة القلب إىل حد أكرب من قدرات البنى الوظيفية املسئولة عن التنظيم العصبي وتأمني
الطاقة .انخفاض قدرات القلب عضلة القلب الذي حيدث يف أثناء ذلك باإلمكان
تعويضه لفرتة معينة بزيادة كتلته ولكن ثمة ،عادة ،تصبح سببا يف فشل القلب وجيب أن
تعتربه فرط تكيف ،إذا كان جريان تكيف القلب مناسبا ولكن من ثم توقفت التدريبات
أو ثم خفض احلموالت جدا أقل من املستوى القادر عىل تأمني اخلفاظ عىل املؤرشات
املنخفضة للقدرات الوظيفية،فإنه حيدث بالتدريج عملية فقدان تكيف :يقل تكوين
الربوتني وكتلة بطني القلب ويضعف التنظيم العصبي وينخفض التزويد بالطاقة وإىل غري
ذلك .بالنتيجة خيتل النظام األمثل للتكوين البيولوجي وعمل البنى الرئيسية للقلب التي
تؤمن ترصيف ثالثي اديوسني الفوسفات يف األلياف العضلية وإعادة تكوينها يف
املتقدرات (امليتوكودريون) ..األلياف املذكورة للتكيف وفرط تكيف وفقدان تتصف بأهنا
األعضاء واألنظمة األخرى (مريسون .)0050،احلموالت املفرطة بتوجه حمدد ختفي
خطرين:
)0إمكانية استنفاذ وظيفي للنظام املسيكر يف االستجابات التكيفية.
)2انخفاض العمل البنيوي واالحتياطي الوظيفي املالئم لألنظمة األخرى التي ال
تشارك مبارشة يف االستجابات التكيفية( مريسون .)0056التنبيه إىل هذه الظواهر
السلبية ممكن بالربجمة العقالنية للحموالت يف الدورات الصغرية واملتوسطة وأيض ًا
يف التشكيالت البنيوية الكربى للعملية التدريبية .االجتاه نحو تطوير جمموعة صفات
وقدرات حتدد بنجاح يف لعبة رياضية معينة يف أثناء التناسب العقالين والتعاقب
للحموالت بمختلف أفضليات التوجه يؤمن أكثر املؤرشات فعالية خليار التكيف
لبلوغ نتائج رياضية عالية ويسمح بتجنب اآلثار ،السلبية للحموالت العالية عىل
بعض األعضاء واألنظمة.
ويعترب فقدان التكيف ً
دليال عىل قدرات اجلسم اجليدة عىل إزالة البنى غري املستخدمة
وبفضلها ممكن استخدام املوارد املحفزة البنيوية يف أنظمة اجلسم األخرى وهبذا الشكل ال
تزال حتت تأثري البيئة اخلارجية من تكيف إىل آخر (ويرسون .)0056الكف عن
التدريبات يستدعي جريان شديد لعمليات فقدان تكيف ،عىل سبيل املثال ،لدى طالب
71
اجلامعات املتدريبني جيدا تؤدي االسرتاحة املطلقة يف السكن ملدة تسعة أيام إىل انخفاض
احلد األقىص الستهالك األكسجني بنسبة%20وانخفاض حجم القلب بنسبة %01وزيادة
كبرية يف نبضات القلب ،واحلجم التنفيس الدقائقي ومستوى االكتئاب يف أثناء محوالت
عادية ،وتنظم العرشة أيام الالحقة من احلياة الطبيعية إىل حد معني حالة اجلسم ولكنها
تبقى متدنية حتام باملقارنة مع احلالة األصلية .ويف أثناء االسرتاحة املطلقة ملدة 6-4
أسابيع حيدث ضمور العضالت الرسيعة والبطيئة االنقباض يف أثناء التخفيض املتزامن
للمبوغلوبني وانخفاض اإلنزيامت املؤكسدة واجلليكوجينية وحمتوى اجلليكوجني
وانخفاض كمية ومقادير املتقدرات (هوملان ،هيجنز .)0050لكن هذه البيانات تعكس
جريان فقدان التكيف يف ظروف نادرة ما تصدف عمليا وعادة يف أثناء اإلصابات اجلدية
أو األمراض التي تتطلب معاجلة طويلة يف حاالت الراحة املطلقة .لنرى ماذا حيدث إذا
جرت عملية التكيف بشكل حسن ومن ثم توقف التدريب أو أصبحت تستخدم
محوالت بسمتوى أقل مما هو قادر عىل تأمني احلفاظ عىل تبدالت األقلمة املنخفضة.يف
هذه احلاالت يكون توجه عملية فقدان التكيف مشابه لكن كلام كانت وترية استبعاد
التبدالت املنخفضة أعىل كان متدنيا مستوى النشاط احلركي .عملية فقدان التكيف جتري
بشدة يف أثناء توقف كامل عن التدريبات .يف الوقت ذاته استمرار التدريب حتى يف أثناء
حجم منخفض بشكل حاد ( )%31-20قادر عىل احلفاظ عىل األثر التدريبي املتحقق
سابقا خالل فرتة طويلة -ليس أقل من 3-2أشهر (ويلمور ،كوستيل .)0004،جتري
عملية فقدان تكيف بتوازن بالنسبة إلعادة الضبط التكيفي ملختلف األنظمة الوظيفية عىل
استقرارا يف قرشة املخ باملقارنة مع آثار
ً سبيل املثال ،تظهر التغريات التكيفية األكثر
االستجابات األكثر بساطة ،تظهر يف البدن يف أثناء عملية فقدان التكيف بعد التوقف
الكامل عن محوالت بدنية ختمد برسعة قدرات اجلسم اهلوائية ومتثل جهود طويلة ترتبط
هبا .املهارات احلركية اخلاصة تبقى فرتة طويلة ومن املمكن إظهارها بنجاح يف شخص
فقد تدريبه.املقادير املرتفعة من استهالك األكسجني نتيجة التدريبات تنخفض ببطء أكثر
باملقارنة مع نشاط اإلنزيامت املؤكسدة التي قد تنخفض خالل2-0أسابيع بعد التوقف
عن التدريبات إما خالل عدة أسابيع فتعود إىل وضعها األصيل (ناثر وغريه)0053
بدورها هذه اإلنزيامت قادرة عىل االستشفاء الرسيع يف أثناء معاودة التدريبات (بيتى
71
)0045وهذا يعود إىل أن اإلنزيامت كغريها من الربوتينات تتميز بمدة بقاء حمددة .إهنا
تتشكل وتتوسع يف دورة مستمرة حيث تكون مرحلة نصف انحالل البيولوجي ملعظم
اإلنزيامت املتقدرة (امليتوكوندريان) تقارب األسبوع وأما اجلليكوجينية فمن يوم إىل عدة
أيام .ولذلك املحتوى اخلليوي ألنزيم معني يعترب نتيجة النشاط املتبادل لعمليات إعادة
التحقيق واالنحالل (هنريكسون .)0002،رفع وختفيض التشعري (من الشعريات
الدموية) يف عملية كالتكيف أو فقدان تكيف؛ يتطلب وقتا أكثر بكثري باملقارنة مع التكيف
األييض (التمثيل الغذائي) .كام كشفت األبحاث اخلاصة أن التغريات الواضحة جدا يف
شبكة الشعريات التي جاءت نتيحة التدريب تالحظ يف خالل عدة أشهر بعد التوقف
عنها (هنريكسون ،)0002يف الوقت ذاته التحمل املوضعي للعضالت اهليكلية التي
تعتمد قدراهتا املتقدرة قظ تفقظ خالل 3-2أسابيع بعد التوقف عن التدريب املتواصل
(سفيدهناج .)0052عملية فقدان تكيف بعد توقف التدريبات أو يف أثناء ختفيض حاد
للحموالت جتري برسعة إىل حد كبري وتشري األبحاث بأن مستوى التكيف املكتسب
نتيحه تدريبات ملدة مخس سنوات عىل التحمل قد يتم فقدانه خالل5-6أسابيع من
مرحلة غري تدرييية (كوستل وغريه ،0050ويلمور وكوستيل .)0004ففي األسابيع
األوىل بعد التوقف عن التدريبات يالحظ ظهور واضح لفقدان تكيف النظام الوظيفي
الذي حيددة مستوى التحمل :خالل24-6أأليام األوىل تنخفض بنسبة%20-04كمية
الشعريات العاملة املتواجدة حول األلياف العضلية (سالتني ،روايل ،)0056كالوسني
،)0050بعد راحة سلبية من02يوما ،تنخفض بنسبة %00مؤرشات القذف القلبي
القصوى و%6من االستهالك األقىص لألكسجني (كويل وغريه .)0053واملهم أيض ًا
جريان فقدان التكيف بشكل غري متوازن :يف األسابيع األوىل بعد التوقف عن
التدريبات،يالحظ انخفاض كبري لالحتياطي الوظيفي للنظام ومن ثم تتباطأ الحقا
عملية فقدان التكيف ،وتظل االستجابات التكيفية فرتة طويلة باملقارنة مع الوقت املنفق
لتشكيل التكيف األوىل (بشينيكوف .)0056عىل سبيل املثال ،هيتفي سوء تغذية
لألنسجة العضلية احلاصل نتيجة تدريبات القوة بشكل أبطأ بمرتني أو ثالث مرات من
نشوئه (غولدسيك ،0064دي فريس ،هاوش.)0004،من املهم األخذ يف احلسبان بأنه
كلام كان تشكل التكيف رسيعا ،كان احلفاظ عىل املستوى أصعب وكلام كان فقدانه أرسع
74
بعد التوقف عن التدريبات .عىل سبيل املثال ،مرحلة مخود القوة بعد تدريبها متعلقة
مبارشة بطول تشكل التكيف كلام كان التدريب املوجه لتطوير القوة أشد وأقرص ،كانت
مرحلة مخودها أقرص يف أثناء التوقف عن الوحدات التدريبية املنتظمة.
يظهر هذا القانون أثناء دراسة فعالية منهج تطوير خمتلف الصفات البدنية وقدرات
أنظمة اجلسم الوظيفية باإلضافة إىل تدريب الريايض عموما وقد تكون متعلقة بمختلف
عنارص هيكلية العملية التدريبية :بمراحل اإلعداد طويل األمد والدورات الكربى
كثريا من
وغريها...احلقائق التي تثبت هذا القانون بالنسبة لإلعداد طويل األمد هييء ً
احلاالت حني تنمو احلموالت لطفرات ( مرتني أو ثالث خالل العام) حيققه رياضيون
املستوى العايل ساعدهم يف فرتة قصرية حتقيق إعادة تكيف عايل جدا وحتقيق نتائج عالية
يف مسابقات ضخمة ويف نفس الوقت مل تسمح باحلفاظ عىل املستوى املتحقق من التكيف
لفرتة طويلة وتقلص بشكل حاد مشاركاهتم عىل مستوى األرقام القياسية ،يف الوقت
ذاته ،لوحظ لدى الرياضيني الذين رفعوا بانتظام خالل سنوات طويلة احلموالت تصاعد
منتظم للقدرات الوظيفية .يتطلب لتحقيق مستوى تكيف رضوري لنشاط تنافيس واضح
يف مسابقات ضخمة وقت أطول بكثري لكن هؤالء الرياضيني بالذات أصبحوا قادرين
عىل املشاركة عىل مستوى األرقام القياسية فرتة طويلة .التعاقب املتكرر لعمليات التكيف
وفقدان التكيف يؤدي إىل استغالل كبري للقدرات املحددة جينيا لتكوين تبدالت أقلمة
فعالة يف اجلسم ،جيب أن نتذكر أن احلفاظ عىل األسس اهليكلية للتكيف عن طريق
محوالت بدنية معتدلة ،مناسب بشكل ال حمدود أكثر من تكرار دورات "فقدان تكيف-
إعادة تكيف" مرات عديدة .تفعيل الرتكيب البيولوجي مرات عديدة الالزم الستشفاء
متكرر ملستوى التكيف (ميذسون .)0056جيب االعرتاف بأن وجهة النظر هذه تستند إىل
قاعدة صحيحة بالرغم من توفر خريات جتريبية كثرية تشهد عىل االستشفاء الرسيع
بشكل كاف للمستوى املفقود من التكيف بعد معاودة التدريب الفعال لكن نصادف
غالبا وجهة نظر أخرى متناقضة متاما وهي :متابعة متارين طويلة وشديدة يف أثناء بلوغ
الريايض حدود فردية قصوى مطلوبة من التكيف مع مؤثرات تدريبية من نوع معني.
ويظهر ذلك خاصة يف الربجمة السنوية إلحجام جهود قصوى ذات توجه هوائي
وهوائي -والهوائي يف تدريبات الرياضيني الذين بلغوا املؤرشات القصوى املمكنة
والقريبة منها من القدرات اهلوائية .وعندئذ حتتل فيها عمليات الرتكيب البيولوجي
75
املنظمة جينيا وحيدث ضمور البنى األساسية املقيدة لوظائف خاليا عضلة القلب.
وبذلك ،تكمن أسباب الرفض يف حالة اجلهاز العصبي املركزي وغريه ...غالب ًا
احلموالت البدنية املفركة قد ترتك أثرا سلبيا عىل اجلسم ويظهر ذلك أوال:يف إهناك مبارش
للنظام الوظيفي وخاصة حلقاته التي حتمل احلمل األسايس؛ ثانيا :يف ظواهر التكيف
املتقطع السلبي أى يف اختالل األنظمة الوظيفية لالستجابات التكيفية غري املرتبكة
باحلمل البدين (مريسون ،بشينيكوف ،)0055شيغولكوف وغريه .)0003من املعروف
أنه يف أثناء تأثري نفيس ملرة واحدة وحمدث بالزمن بعد املرحلة التفويضية تطبق معاكسة
شامال لتخليق الربوتينات .هذا التنشيط يقويً أخرى -املرحلة البنائية التي تظهر تنشي ًطا
تشكل تكيف فعال طويل األمد يف أثناء حدوث استجابات انفعالية متكررة متعلقة
باستخدام محوالت تفوق قدرات اإلنسان التكيفية الفردية ،قد ال يتم تشكل تكيف
طويل.تعبئة زائدة ملوارد اجلسم البنيوية والطاقة أثناء غياب مستوى مناسب للنظام
الوظيفي حيث هذه املوارد قد تستخدم ويؤدي إىل فقدان هذه املوارد واإلهناك الذي
يتصف به التوتر لفرتات طويلة .احلموالت البدنية املربجمة غري العقالنية واملفرطة قظ
أيضا ولوحظ يف أثناءتصبح سببا يف ظهور نخز يف ألياف العضالت يف عضلة القلب ً
محوالت مفرطة سامكة وتصلب األلياف العضلية وميلها إىل حدوث تشققات يف األماكن
املتغرية وحدوث استسقاء داخل وبني اخلاليا داخل الخ ،...احلموالت املفرطة قد تؤدي
إىل تضخم عضلة القلب املريض وتطور التغريات التصلبية والضمورية فيها واختالل
األيض والتطعيم العصبي( بودتشيكو.)0064التوتر البديت املفرط واحلاد قد يؤدي أيض ًا
إىل نزيف يف عضالت القلب وخاصة يؤدي إىل احتشاء عضلة القلب احلاد مع تطور فشل
حاد يف القلب وضمور خاد يف عضلته (ديمبو .)0050وهناك بيانات عديدة تشهد عىل
ان الريايض من املستوى العايل املطبق مع محوالت التحمل يتعرضن خلطر املوت املفاجئ
لتوقف القلب يف أثناء وفورا بعد محوالت بظتية قصوى ممكنة إىل حد كبري بخالف
األشخاص الذين ال يامرسون الرياضة( كريين ،شوينفيلد.)0050 ،
النظام الوظيفي الذي يتعرض فرتة طويلة حلموالت حتفز تشكل استحابات تكيفية
قد يتعرض لإلهناك نتيحة استنفاذ القدرات املحددة لتغريات األقلمة واهلرم املوضعي
للخلقات املتعبة للنظام.سبب إهناك النزان هو اختالل قوانني تشمل التكيف الطويل جتب
اإلشارة هنا اىل ان احلموالت املفرطة واملتكررة ذات التوجه الواحد وغال ًبا والتي تدل
76
عىل ثقل نفيش مؤثر دائم ؛تعاقب متكرر لظاهرة التكيف وفقدات التكيف املرتبك
بتعاقب غري العقالين ملرحلة احلموالت ومرحلة غياهبا استخدام مفرط للحموالت
املؤدية إىل تكيف النظام الوظيفي وأغلبه عىل حساب تضخم األعضاء وليس عىل حساب
فعالية عملها يف أثناء التضخم املعتدل .ومن بني أسباب إفراط التكيف جيب اإلشارة إىل
أنه يف أثناء عملية وحدات تدريبية معينة أو أيام تطورات قصرية خيتل التناسب الالزم بني
حجم وطبيعة املؤثرات التدريبية -من جهة بني خمزون طاقة اجلسم أيض ًا ومن حهة اخرى
قدرات البنى البيولوجية املناسبة .حيدث يف هذه احلاالت افراط تكيف األعضاء واآلليات
الوظيفية التي تتحمل احلمل األكرب (ويلمور ،كزمنتيل .)0054التظريب الطويل بتوجه
واحد والذي يفرض بانتظام احتياجات عالية عىل نظام وظيفي معني ،مرتبط غالبا
بانخفاض القدرات الشكلية الوظيفية لألنظمة األخرى .عىل سبيل املثال ،لدى
األشخاص يوجد مستوى تظريب عايل أمام جهود ذات توجه رسعة مصحوبة بالقوى،
غالبا التحنل متدين أمام جهد هوائي طويل وتنخفض لدهيم كثافة الشعريات ونشاط
اإلنزيامت اهلوائية يف العضالت وغريها (..مال ديوغال وفريع .)0054إمداد العضالت
بالدم التفضييل عىل حساب األعضاء األخرى قد يؤدي اىل آثار سلبية جدية جيب التذكري
أنه يف أثناء تدريب الرياضيني املعارصين املختصني بالعاب رياضية مرتبطة باجلهاز حتمل
قد يبل حجم اجلهد بتوجه هوائي يف اليوم 6-4ساعات اجلهد يف مثل هذا النظام كام هو
معروف قد يستمر خالل اسابيع عديدة .وهبذا الشكل ،وسطيا ،حوايل%21من الوقت
اليوين ،الكثري من أعضاء جسم الريايض تتعرض لفقر إمداد بالدم .مثل هذا التمرين
املؤدي إىل نمو حاد ىف القدرات اهلوائية للتزويد بالطاقة تؤدي غالبا يف نفس الوقت اىل
تقليص كتلة وكمية اخلاليا يف الكبد والكليتني والكظر وتؤثر سلبا عىل مظاهر النشاط
النفيس العايل -إىل اختالل عمليات تنمية تنمية وتثبيت قاعدة إنشاء الروابط الزمنية.
ويالحظ أيض ًا حالة اختالل وظيفة اجلهاز اهلضمي عىل شكل تشنج املرئ واملعدة
واألمعاء وإصابات قرحة والخ( ....بشينيكوف .)0056ويصبح هذا مفهوما جدً ا إذا
درسنا إعادة توزيع القذف القلبي يف حالة السكون ويف أثناء محوالت بقوى خمتلفة
(اجلدول رقم )02وعند ذلك يف حالة السكون بل القذف القلبي لدى الذين تم
فحصهم حوايل 6ل .دقيقة محوالت خفيفة – 02ويف أثناء محوالت كبرية 24وعند
احلموالت القصوى 31ل دقيقة.
77
اجلدول رقم 11توزع القدف القلبي إىل خمتلف حقوق األوعية الدموية للجسم يف حالة
السكون ويف أثناء أمحال متصاعدة إىل مستوى القوة اهلوائية القصوى (فاندير وغريه
.)1985
مقدار القذف القلبي ،مل /دقيقة حقل األوعية
الدموية
محل أقىص محل كبري ()%75 محل خفيف حالة السكون
()%100 ()%10
)%2( 621 )%3( 621 )%6( 621 )%02(621 املخ
)%4( 0211 )%4( 061 )%4( 451 )%4( 241 عضلة القلب
)%55(26411 )%62( 06251 )%45( 0661 )%20( 0261 العضالت
)%0( 311 )%3( 621 )%01(0211 )%22( 0321 الكليتني
)%0( 311 )%4( 061 )%02( 0441 )%26( 0061 الكبد
)%3( 011 )%00( 2641 )%06( 0021 )%0( 041 اجللد
)%0( 051 )%3( 621 )%4( 451 )%6( 361 بقية األعضاء
مبدأ هيمنة ليس التأمني الوظيفي فقط ،بل البنيوي لألنظمة الغالية يف عملية تكيف
معينة حيالحظ أيض ًا يف أثناء جهد القوة ،تدريب قوة شديد وخاصة يف ألعاب القوة
"الرماة ،كامل اجلسام ،ورفع األثقال يؤدي إىل تراكم شديد للربوتينات املخفضة دون
ختليق مناسب لربوتينات املتقدرات ونمو تشكيل توعي (من األوعية الدموية) يف
األنسجة العضلية نتيجة الكتلة العضلية ونمو القوة يرافقها انخفاض التكيف اخلاص
للمتقدرات يف األنسجة العضلية وانخفاض ترويتها باألكسجني وزيادة إنتاج الالكتات
وبالنتيجة انخفاض التحمل (كارلسون.)0054
التكيف األعىل جلسم الريايض مع محوالت بدنية قد ختفض املقاومة مع عوامل البيئة
األخرى ،عىل سبيل املثال التدريب يف ألعاب رياضية كثرية يؤدي إىل تقليل كمية النسيج
الدهني وانخفاض تأثري طاقة النواربينغرين (وهو هرمون تفرزه الكظرية يؤدي إىل
استثارة اخلاليا العصبية وخاصة املرتبطة بعمل العضالت الرخوة وتؤدي إىل انقباض
ظرا
األوعية الدموية املؤلف) وتنخفض هبذه الطريقة قدرة إنتاج احلرارة يف أثناء الربد ون ً
لذلك مفهوم جدً ا تعرض رياضيون مدربون جيدً ا لنزالت الربد وخاصة املختصني يف
78
ألعاب تظهر فيها مشكلة التخلص من الوزن الزائد ـ كاملالكمة واملصارعة ورفع األثقال
يف أغلب األحيان يرتبط االستنفاز الذهني الذي جاء نتيجة محوالت مفرطة باختالل
إنتاج اهلرمونات اجلنسية وباألخص تطور نقص هرمون اإلندروجني (هو أسم عام
ملجموعة سترييويدات طبيعية واصطناعية تساعد يف نمو وظيفة األعضاء التناسلية
الثانوية عند الذكر املؤلف وهرمون اسرتوين (هرمون النساء) املرتبط بذلك قد يؤدي إىل
اختالل النضوج اجلنيس الدورة الشهرية لدى الرياضيات املختصات بألعاب تتطلب
انخفاض الدهون يف اجلسم (بلتنبورغ ،0054دي فري ،هوش.)0004
تعرض الرياضيني الذين يتحملون محوالت بدنية قصوى ممكنة لألمراض يمكن
تفسري باختالل املناعة اخلليوية اهليولية أيض ًا واخللل اهلرموين ً
أيضا إذا كانت احلموالت
املثالية ترفع من مناعة اجلسم فإن احلموالت املفرطة تؤدي إىل ختفيض املناعة (مريسون،
بشينيكوف.)0055
املؤثرات السلبية للتكيف بطبيعة احلال ال تعترب حتمية وإنام تعترب نتيجة البناء غري
العقالين لعملية اإلعداد باستخدام محوالت مفرطة ال تتالئم وقدرات الريايض؛ وبرجمة
توجه العملية التدريبية دون األخذ يف االعتبار مرحلة التطور العمري للريايض.
79
لرتاكم اجلليكوجني .لأللياف البطيئة شبكة وشعرياات أقل تطورا وأقل كمية من
املتقدرات وقدرات حتلليلة عالية ونشاط عايل لألنزيام املؤكسدة ورسعة انقباضية أكرب
(غولنيك ،هودجسون ،0056نوث.)0002 ،
يف العضلة ذاهتا توجد ألياف بطيئة ورسيعة .الرسيعة وحتوي انزيامت ثالثي ادينوزين
الفوسفات فعالة تفتت بقوة ثالثي ادينوزين الفوسفات مع تكوين كميات طاقة كبرية مما
يؤمن انقباض ألياف رسيعة ،يف االلياف البطيئة نشاط ثالثي ادينوزين الفوسفات ضعيف
وهلذا يكون تشكل الطاقة فيها بطيئا ويعترب التفتت اإلنزيمي لثالثي ادينوزين الفوسفات
أحد أهم العوامل املحددة لرسعة انقباض العضالت ،اإلنزيامت التي تفتت السكر
والدهون نشطة يف األلياف البطيئة مما يسمح بتفسري الفروق الواضحة جدا بني خمتلف
أنواع األلياف (ايفارتس ،0054ويلمور ،كوستيل .)0004
هناك جمموعتان لأللياف الرسيعة :رسيعة االنقباض –أ-ورسيعة االنقباض –ب-
األلياف الرسيعة –أ-هي تلك األلياف املتحللة واملؤكسدة رسيعة االنقباض .وتتميز
بقدرات انقباضية عالية ويف نفس الوقت لدهيا القدرة عىل مقاومة التعب .هذه األلياف
بالذات ختضع جيدا للتدريب عىل التحمل .الرسيعة –ب-وهي األلياف رسيعة
االنقباض من النموذج التقليدي ويرتبط عملها باستخدام مصادر طاقة ال هوائية .كل
نوع من األلياف املذكورة باإلمكان رؤيتها حتت املجهر بعد تلون مناسب ألقسامها.
لقد تم اثبات أن مكونات عضالت األلياف والوحدات احلركية مزروعة جينيا.
واجلينات املوروثة منذ الطفولة املبكرة حتدد كمية وبنية العصبونات احلركية (العصبون
احلركي هو خاليا عصبية يف اجلهاز العصبي املركزي -املؤلف) ،التي تكون الوحدات
احلركية وتعصب (التعصيب هو إمداد األعضاء واألنسجة باألعصاب لتأمني عالقتها
باجلهاز العصبي املركزي) األلياف العضلية .بعد حدوث التعصيب ،تتوضح أنواع
األلياف العضلية.
يتغري يف أثناء التقدم بالعمر تناسب األلياف العضلية :تقل كمية األلياف رسيعة
االنقباض مما يؤدي إىل زيادة نسبة البطيئة (ويلمور ،كوستيل.)0004 ،
80
تتحد األلياف العضلية بوحداتت حركية (جمموعة ألياف عضلية معصبة بعصبون
حركي واحد) ،تتألف كل واحدة منها من ألياف عضلية من نوع واحد ،بنية ووظائف
العصبونات احلركية تتطابق مع بنية ووظائف األلياف العضلية التي وحدهتا ..جيمع
العصبون احلركي للوحدة احلركية املنقبضة ببطء جمموعة من 051-01ليف بطيء وهلا
جسم خليوي غري كبري ..يعصب العصبون احلركي للوحدة احلركية املنقبضة برسعة من
311إىل 511ليف رسيع االنقباض ويتميز بحجم خليوي كبري وكمية كبرية من
العمليات العصبية.
يف السنوات العرش األخرية ونظرا للتقدم يف البوكيمياء وعلم األحياء ،برزت إمانية
دراسة معمقة أكثر لبيئة ووظائف األلياف العضلية ووحدات العضالت احلركية ويف أثناء
التصورات حول خصائص تكيفها مع احلموالت التدريبية والتنافسية .التصور األكثر
شمولية حول البنية والقدرات الوظيفية ألنواع األلياف العضلية يمكننا احلصول عليه يف
اجلدول . 03
اجلدول :11املواصفات البنيوية والوظيفية ملختلف نامذج األلياف (ويلمور ،كوستيل،
)1994
نوع األلياف
املواصفات
رسيعة –ب- رسيعة –أ- بطيئة
511-311 511-311 051-01 كمية األلياف عىل العصبون احلركي
كبري كبري غري كبرية مقياس العصبون احلركي
كبرية كبرية غري كبرية رسعة قابلية النقل العصبي
عالية عالية منخفضة رسعة االنقباض
رسيع رسيع بطيء نموذج امليوزين -مرحلة ثالثي ادينوزين
الفوسفات
عايل عايل منخفض تطور الشبكة الساركوبالزمية
كبرية جدا كبرية غري كبرية قوة الوحدات احلركية
منخفضة جدا متوسطة عالية مقاومة التعب
منخفضة متوسطة عالية القدرات اهلوائية
عالية جدا عالية منخفضة القدرات الالهوائية
81
الزمن الالزم لتوتر أقىص للعضالت رسيعة االنقباض عادة ال يزيد عن 120 -123
ثانية ،يف الوقت الذي تتمكن فيه العضالت البطيئة من تطوير التوتر األقىص خالل 125
– 020ثانية فقط .نشاط اإلنزيامت الالهوائية لأللياف الرسيعة قد تفوق بمرتني أو أكثر
هذه اإلنزيامت يف األلياف البطيئة يف الوقت ذاته نشاط اإلنزيامت اهلوائية يف األلياف
البطيئة تفوق تقريبا ما يشاهبها من املؤرشات يف األلياف الرسيعة( .إيسني وغريه ،0060
غولينك ،ماتوفا .)0054
عند احلديث عن تناسب خمتلف األلياف العضلية لدى اإلنسان ،جتب اإلشارة إىل أن
لدى الرجال والسيدات البطيئة أيض ًا أكثر ً
قليال (حسب بيانات خمتلف الباحثني :من 02
إاى ،)%00ويتوضح هذا إىل حد كاف يف نتائج األبحاث التي اشرتكت فيها 40فتاة و
61فتى يف سن 06سنة .بني األلياف الرسيعة االنقباض تتفوق األلياف نوع –أ-31( -
.)%30األلياف الرسيعة نوع –ب-أقل بكثري %00-02-وهنا جتب اإلشارة إىل أنه
تالحظ نادرا يف عضالت النساء هيمنة أحد أنواع األلياف التي نالحظها يف عضالت
الرجال (غولنيك وغريه ،0062تورتينسون .)0066
حني ندرس تكيف عضالت اإلنسان يف أثناء عملية التدريب جيب األخذ يف احلسبان
خصوصية توزيع األلياف العضلية من خمتلف األنواع يف عضلة واحدة ويف عضالت
خمتلفة أيض ًا .كشفت األبحاث اخلاصة بأن التغريات يف حمتوى خمتلف أنواع األلياف غري
موجودة يف عضلة واحدة أو قد تكون طفيفة ،فروق صغرية (إىل حد ما )%01-0يمكن
مالحظتها أثناء مقارنة نتائج جتارب ختص األقسام املركزية واملحيطة للعضالت :القسم
املركزي للعضالت قد حيوي أليا ًفا بطيئة أكثر( .زيمكني ،0060دي فرريس ،هاوش
.)0004
يالحظ لدى شخص معني تناسق نسبي لبنية خمتلف العضالت ،لكن إىل جانب
التشابه البنيوي لبعض عضالت شخص معني فلقد لوحظ أيض ًا فروق واضحة سببها
الوظيفة التي تنفذها عادة العضلة واملتطلبات التي متيلها هذه الوظيفة عىل ألياف عضلية
من نوع معني ،عىل سبيل املثال ،العضلة ذات الرؤوس األربعة وعضلة الساق لألطراف
السفلية عضالت الكتف ذات الرأسني والعضالت الدالية (عىل شكل دلتا -املؤلف) هلا
81
تقريبا هذا التناسب نفسه من األلياف الرسيعة والبطيئة ،يف الوقت ذاته حتوي العضلة
النعلية (هي عضلة قوية من عضالت األطراف السفلية -املؤلف) عىل %41-20من
األلياف البطيئة باملقارنة مع بقية وعضالت القدم ،أما عضالت الكتف ذات الرؤوس
الثالثية أكثر بـ %31-01من األلياف البطيئة باملقارنة مع بقية عضالت األطراف العليا
(هانسون )0064يؤدي التمرين اخلاص إىل سمك كل أنواع األلياف وخاصة الرسيعة –
ب-والتي تكون قليلة النشاط يف احلياة العادية وصعبة جدً ا يف اشرتاكها بالنشاط
(ويلمور ،كوستيل.)0004 ،
التخصصي الرياضي وبنية النسيج العضلي
تالحظ لدى رياضيي املستوى العايل تناسب خمتلفة لأللياف العضلية يف العضالت
التي حتمل األمحال األساسية يف اللعبة الرياضة .لدى عدائي السربينرت (مسافات قصرية)
تالحظ نسبة عالية من األلياف الرسيعة؛ لدى رياضيي التزحلق وعدائي املسافات
الطويلة األلياف البطيئة هي الغالية؛ لدى عدائي املسافات املتوسطة والرماة يالحظ
توزيع متساو نسبيا لأللياف الرسيعة والبطيئة ،ويالحظ ارتباط صارم بني كمية األلياف
الرسيعة والبطيئة يف األنسجة العضلية واملنجزات الرياضية عىل املسافات القصرية
والطويلة ،ال تالحظ لدى الرياضيني املرموقني هيمنة األلياف الرسيعة والبطيئة فقط بل
تالحظ غالبية عظمى لأللياف املناسبة .عىل سبيل املثال ،عثر لدى سباح مسافات طويلة
مرموق يف العضلة الدالية عىل %0ألياف رسيعة و %00ألياف بطيئة (كاونسلامن
،)0051ولوحظت لدى ريايض ألعاب القوى حالة بلغت فيها كمية األلياف الرسيعة يف
عضلة الساق لعداء السربينرت %02ولدى عداء املسافات الطويلة تكونت هذه العضلة
من %00-03من األلياف الرسيعة (ويلمور ،كوستيل .)0004
لوحظ لدى الرياضيني الذين حققوا نتائج عالية يف ألعاب تتطلب حتمل جهود
طويلة ،نسبة عالية كافية من األلياف الرسيعة –أ-ونسبة قليلة لأللياف الرسيعة –ب-يف
العضالت التي حتمل األمحال األساسية يف النشاط التدريبي والتنافيس .يف الوقت ذاته
تالحظ يف العضالت التي حتمل أمحال هذه اللعبة الرياضية ،حمتوى مقبول من األلياف
الرسيعة –ب-عىل سبيل املثال ،عثر يف عضلة الساق لدى عداء مسافات طويلة عىل
81
%6620من األلياف البطيئة ،و % 2521من الرسيعة –أ-وفقط %020من األلياف
الرسيعة-ب-وعثر يف العضالت الدالية (الدلتا) هلؤالء الرياضيني أنفسهم وسطيا عىل
%6523بطيئة و %0423رسيعة –أ -و %0423رسيعة –أ-و %0624رسيعة –ب-
(جينسون كايزر .)0066ويعد هذا سبب وجيه لالعتقاد بأن اختفاء األلياف الرسيعة –
ب-هي جزء من استجابات اجلسم التكيفية يف أثناء تدريات التحمل.
هناك عالقة وثيقة بني مستوى الرسعة للرياضيني وكمية األلياف الرسيعة يف
العضالت الفاعلة (التي حتمل األمحال) عىل سبيل املثال ،هناك عالقة متبادلة وثيقة بني
رسعة الركض يف املسافة وكمية األلياف الرسيعة ،زيادة طول املسافة متعلق بانخفاض
هذه العالقة .عند زيادة املسافة إىل 2111م ،حيث زمن قطعها جتاوز لدى الذين شاركوا
يف االختبار 0دقائق ،تكتسب العالقة طاب ًعا سلب ًيا ،وذلك ألن وجود كمية من األلياف
الرسيعة يف العضالت املثقلة تؤثر سلبا عىل النتائج .هبذه الصورة ،نجد أن كمية األلياف
العضلية من نوع معني حتدد إىل حد كبري انجازات الرياضيني يف ألعاب رياضية خمتلفة،
لأللياف رسيعة االنقباض دور هام يف جهود الرسعة والرسعة املصحوبة بالقوة (ركض
011م والتزلج عىل اجلليد 011م والسباحة 01م وقفزات ألعاب القوى إلخ )..يف
الركض مسافة 411و 511م وسباحة 011و211م وغريها لأللياف الرسيعة دور هام
جدا والتي تلبي صفاهتا الوظيفية متطلبات فعالية النشاط التافيس يف هذه األلعاب.
النجاح يف األلعاب الرياضية للمسافات الطويلة حتدد إىل درجة كبرية بكمية األلياف
البطيئة.
بنية األنسجة العضلية تتعلق بشكل كبري بمؤهالت الريايض عىل سبيل املثال ،لدى
الرباعني بمختلف مؤهالهتم تالحظ نس ًبا خمتلفة من األلياف الرسيعة .ولدى رياضيني
من مستوى التأهيل املتدين عادة مثل هذه األلياف ال تتعدى نسبة %00-40والرياضيون
العامليون لدهيم نسبة أكرب من األلياف ( %61-61فوكارت وغريه .)0054
84
التغريات يف األلياف العضلية حتت تأثري أمحال بتوجهات خمتلفة
لدى النوعني كليهام من األلياف العضلية صفات قد تتبدل يف أثناء عملية التدريب.
تزداد مقاييس وأحجام األلياف الرسيعة حتت تأثري تدريبات من النوع "االنفجاري" ويف
الوقت ذاته ترتفع من قدراهتا التحللية ،يف أثناء تدريبات التحمل قد يزداد خمزون
املؤكسدات يف األلياف البطيئة 4-2مرات.
الكمية الوسطية للشعريات حول األلياف البطيئة والرسيعة –أ-تقدر بـ 4أما حول
األلياف الرسيعة .3-لدى رياضيني من املستوى العايل واملشاركني يف مسابقات طويلة،
وجد "ى .نيغارد ( ")0066يف العضالت الدالية للسباحني وعضلة الساق للعدائني
ألياف بطيئة كات تغذي كل منها 6-0شعريات ،أثر التدريبات الشديدة بطابع هوائي أو
خمتلط –هوائي -ال هوائي يتبني يف زيادة كمية الشعريات عىل األلياف العضلية أو عىل
ملميرت مربع من األنسجة العضلية .وهنا تظهر آليتان :زيادة كمية الشعريات؛ وإذا كانت
قدرات هذه اآللية مستنفذة أو غري كبرية فسيحدث انخفاض يف مقاسات األلياف
العضلية (هوبيلري .)0001
فيام خيص موضوع أن التدريب الطويل والشديد بتوجه هوائي يؤدي إىل تغري تناسب
األلياف بمختلف أنواعها فإن ما يشهد عىل ذلك غري مبارش هي نتائج أبحاث كثرية
لرتكيبة األنسجة العضلية التي حتمل األمحال األساسية يف النشاط التدريبي والتنافيس
باملقارنة مع نسيج مل يتعرض للتمرين الفعال ،عثر لدى اجلدافني وسباحي املسافات
لطويلة واملتوسطة يف عضالهتم الدالية عىل %61-61من األلياف البطيئة وأما يف عضلة
الفخذ العريضة فإن مثل هذه األلياف ال تزيد عن %61-40عند الدراجني (الطرق)
واملتزحلقني وعدائي املسافات الطويلة واملتوسطة فالصورة معاكسة حعثرت يف عضالت
الساق إىل حد %51-61وأكثر من االلياف البطيئة وأما يف العضالت الدالية وذات
الرؤوس الثالثة للكتف فإن كمية األلياف البطيئة لدى هؤالء ال تتعدى .%61-01
األلياف البطيئة قابلة لتدرب الرسعة بشكل يسء جدا ،هكذا ،فإن الرياضيني الذين
حتوي عضالهتم كمية قليلة من األلياف الرسيعة يتأقلمون بشكل يسء مع جهود الرسعة
بعد تدريبات شديدة بطابع رسعة ،عىل سبيل املثال ،ارتفاع القفز إىل األعىل لدى
85
السباحني ال يزيد عن 01 -40سم يف الوقت الذي يكون نادرا ما تقل عن %61لدى
الرياضيني ممن لدهيم األلياف الرسيعة –أ-و –ب -كبرية (كونسيلامن .)0051
أبحاث مثرية لالهتامم تعكس البنية والقدرات الوظيفية وخصائص تكيف األلياف
العضلية بمختلف أنواعها ،اجراها "شون وغريه ."0065حتليل بنية وتوزيع املتقدرات
وجسيامت الدهون املحايدة بمساعدة ميكروسكوب الكرتوين كشف بأنه تالحظ يف
االألياف الرسيعة –ب-أقل كمية من املتقدرات باملقارنة مع الرسيعة –أ-وخاصة
باملقارنة مع األلياف البطيئة .جسيامت الدهون يف األلياف الرسيعة –ب-تغيب متاما ويف
الرسيعة –أ-قليلة واما يف البطيئة فموجودة بكميات كبرية جدا .مل تالحظ لدى عدائي
مسافات طويلة مدربني جيدا باملقارنة مع طالب معهد ريايض ،مل تالحظ يف أليافهم
الرسيعة –ب-فرو ًقا ملحوظة للمكونات املذكورة آنفا .يف األلياف الرسيعة –أ-لدى
العدائني حمتوى املتقدرات وجسيامت الدهون يكون أكرب ،يف األلياف البطيئة للعدائني
حصة املتقدرات املركزية كانت أعىل بمرتني وحصة املتقدرات املحيطة أعىل بثالث مرات
مما لدى طالب املعاهد الرياضية .وعثر لدى العدائني زيادة يف كمية وحجم املتقدرات
وأيض ًا حمتوى أكرب جلسيامت الدهون املحايدة بثالث مرات .وثبت لدهيم أيض ًا ترابط
إجيايب لكتلة املتقدرات مع مقادير االستهالك األقىص لألكسجني وترابط سلبي مع مقدار
الالكتات يف أثناء محوالت أعىل من القصوى ،كل هذا يربهن حقيقة تأثري طابع النشاط
التنافيس والتدريبي الكبري عىل صفات األلياف العضلية املؤثرة جدا عىل قدراهتا الوظيفية.
جتب اإلشارة ونحن ندرس تضخم األلياف العضلية كواحد من أهم طرق تكيف
العضالت ،أن تضخم األلياف البطيئة املرتبط قبل كل يشء بازدياد مقاسات الليفيات
العضلية وارتفاع كمية وكثافة املتقدرات يؤدي إىل زيادة الثقل النوعي يف الكتلة العضلية
لأللياف البطيئة وبدوره يؤدي إىل زيادة التحمل وانخفاض قدرات العضالت الرسيعة.
من جهة أخرى تضخم األلياف الرسيعة يؤدي زيادة ثقلها النوعي يف العضالت باملقارنة
مع األلياف البطيئة وتساهم بزيادة خمزوهنا الرسيع (دي فريس ،هاوش،)0004 ،
وعندئذ ،طابع احلموالت حيدد أية ألياف عضلية ستتعرض إىل تغريات كبرية .طول
محوالت بشدة غري عالية نسبيا يؤدي غالبا إىل زيادة تكثف متقدرات األلياف البطيئة
86
واأللياف الرسيعة –أ .-اجلهد الشديد املتقطع يساعد بشكل أسايس عىل ظهور التغريات
يف األلياف الرسيعة –ب( -دوويل وغريه ،0052فريو وغريه .)0003
يرتبط تضخم العضالت بتغريات عديدة جتب اإلشارة منها إىل زيادة احتياطي
اخليوط النشيطة وخاصة خيوط امليوسني (أو امليوزين أو اخليوط السمكية :وهي عبارة
عن عائلة كبرية من الربوتينات املحركة املوجودة يف أنسجة حقيقيات النوى وهلا دور كبري
يف حركة العضالت) ،وازدياد كمية اخلاليا العضلية والشعريات الدموية يف األلياف.
تم االعتقاد فرتة طويلة بأن كمية األلياف العضلية يف كل عضلة مغروسة جينيا وال
تتغري خالل كل مراحل احلياة ،لكن يف بعض الدراسات (غودز )0066 -0060تم
رشح إ مكانية فرط تنسج يف العضالت (فرط تنسج :هو زيادة عدد اخلاليا يف عضو أو
نسيج يؤدي إىل زيادة حجمه بسبب زيادة يف محل العمل الوظيفي عىل العضو أو النسيج،
وحتفيز هرموين أو نقص كثافة النسيج ذاته) ردا عىل محوالت بدنية كبرية .لكن وجود مثل
هذه الظاهرة تم جتاهلها عىل أساس جتارب أجريت عىل احليوانات (غولنيك وغريه
،0050يمسون وغريه )0050مع هذا ،ظهرت يف األعوام األخرية براهني كثرية حول
حقيقة أن تدريبات القوة الشديدة الطويلة ال تؤدي فقط إىل تضخم األلياف العضلية بل
تؤدي إىل زيادة كميتها (ويلمور ،كوستيل .)0004تدريبات القوة بأثقال كبرية وعدد
قليل من التكرار خالل عامني مل تؤد فقط إىل زيادة القوة العضلية وتضخم العضالت
وبل إىل زيادة مؤكدة (بنسبة )%0من الكمية العامة لأللياف العضلية (غونيا وغريه
،)0056امكانية عملية فرط تنسج لدى األشخاص كانت مقنعة إىل حد كاف يف أبحاث
بمشاركة رياضيي كامل األجسام (الرسون ،تيتش ،0056تيترش .)0002
إمكانية حتول نمط العضالت الظاهري واستحالة آلياف أحد األنواع إىل نوع آخر
تعترب مسألة مهمة للرياضة العملية.
البنية والقدرات الوظيفية لأللياف العضلية من خمتلف األنواع مرتبطة بخصائص
النبضات (الدفعات) العصبية التي حتدد فيام إذا كانت هذه األلياف لدهيا صفة انقباضية
رسيعة أو بطيئة ،إذا حفزت األلياف الرسيعة عىل مبدأ النبض العصبي لأللياف البطيئة
87
فإنه سريتفع فيها نشاط الربوتينات املؤكسدة .وبالعكس حتفيز األلياف البطيئة عىل مبدأ
األلياف الرسيعة يؤدي إىل زيادة فعالية اإلنزيام التحللية السكرية (نواث .)0000
كشفت األبحاث عىل احليوانات أن تعصيب األلياف الرسيعة عن طريق نقل نبضات
كهربائية بمواصفات ترددية مناسبة لتعصيب األلياف البطيئة إىل األعصاب (بمساعدة
أقطاب كهربائية) يؤدي إىل تغري الصفات البنيوية والوظيفية لأللياف (براون وغريه
.)0053تزداد كثافة الشعريات يف األلياف (هيدليكا ،)0051ويرتفع حمتوى امليوغلوبني
(بيث )0054مما يؤدي إىل تغري لون األلياف الشاحبة التي تصبح ذات لون أمحر ناصع.
قدرات األلياف التأكسدي ترتفع عىل حساب زيادة نشاط اإلنزيامت التي تؤكسد
املغذيات ،بنفس الوقت ،تنهك قدرات األلياف الالهوائية نظرا لتدين نشاط اإلنزيامت
املشاركة يف عملية حتليل للسكر (بوتشجيكر وغريه .)0054
تالحظ أيضا ،نتيجة تدريبات شديدة وطويلة موجهة لتطوير ،تغريات كبرية بنيوية
ووظيفية لأللياف الرسيعة .تذكرنا تغريات نشاط الطرق اهلوائية والالهوائية للتبادل
بالتحوالت االيضية (التمثل الغذائي) التي لوحظت نتيجة حتفيز اصطناعي للعضالت.
وتالحظ تغريات كبرية يف املتقدرات وتكثف شبكة الشعريات يف مكونات امليوسني
(غلرين وغريه ،)0053لكن إعادة الضبط التكيفي ملحوظ بشكل أقل مما هو يف تلك
ونظرا لذلك هناك رأي
ً احلاالت حني يتم تأمني حتفيز دائم (هوالد ،0052بيثي .)0054
(هنريكسون )0002بأن قدرات األكسدة للعضالت املمرنة لرياضيني من املستوى
العايل خمتصني بالعاب تتطب مستوى عال من القدرات اهلوائية تقدر بـ %61-01فقط
من نسبة ما حتقق من املستوى نظريا.
من املعروف أن األلياف الرسيعة تستخدم يف وحدة زمنية طاقة أكرب بكثري مما
تستخدمه البطيئة ،تأثري التدريبات اخلاصة التي نشاهدها يف حتول األلياف الرسيعة إىل
بطيئة هي نوع حمدد من التقنني الوظيفي ألنه ينشء الظروف لتنفيذ جهد طوويل برصف
طاقة أقل (سريتري وغريه .)0052لكن هذا التقنني مرتبط بتقليل كبري لرسعة االنقباض.
هبذه الصورة فإن تدريبات التحمل قادرة عىل زيادة كبرية يف قدرات الطريقة
املؤكسدة لتأمني الطاقة ليس لأللياف الرسيعة-أ-بل فقط لأللياف الرسيعة –ب.-
88
واألكثر من هذا ،األلياف الرسيعة املتدربة عىل التحمل بقدراهتا املؤكسدة قد تفوق
مؤرشات األلياف البطيئة التي متيز اإلنسان غري املتدرب (ايسني وغريه ،0060يانسون،
كايزر .)0066أحجام جهد كبرية عىل التحمل قد تؤدي إىل حتول يف املقاطع العرضية
للعضالت ،ومن الطبيعي أن هذه التغريات تؤدي إىل انخفاض شديد لقدرات العضالت
الرسيعة ويعتقد اخلرباء أن استشفاء العضالت الرسيعة ممكن عمل ًيا لكن صعب ويف
الوقت احلارض من غري املعروف أية وسائل تعترب أكثر فعالية (نوث .)0002إحدى
املشاكل األساسية إلعادة حتويل أنسجة العضالت رسيعة االنقباض إىل بطيئة هي أن
األلياف الرسيعة ،بسبب السقف العايل لإلثارة ،تشارك نادرا جدا وبصعوبة يف النشاط
العضيل اليومي والتدريبي اخلاص والتافيس (دوم وغريه .)0050
ومع ذلك ،ال يمن ألي تدريب خاص متعلق بتطوير التحمل أن حيدث يف األلياف
تغريات تتميز هبا ألياف بطيئة مدربة جيدا وأن الريايض الذي لديه كميات كبرية من
البطيئة يف ظروف مشاهبة سيتفوق يف املسافات الطويلة عىل الرياضيني الذين تقل لدهيم
كمية البطيئة.
89
90
الفصل الثالث
91
تكيف العضالت مع األمحال البدنية
توافق نشاط الوحدات احلركية
اجلهد الفعال املوجه لتطوير القدرات الوظيفية للعضالت الذي متليه متطلبات
النشاط التدريبي والتنافيس يف خمتلف األلعاب الرياضية من املمكن حتقيقه عىل قاعدة
الفهم الدقيق آلليات التنظيم العصبي ونشاطه ...تقوية فعالية جهد العضالت مرتبط
بتجنيد احلجم الالزم للوحدات احلركية وتقوية حتفيز االلياف العضلية التي كانت تعمل.
يف الوقت احلارض من املمكن اعتبار نظرية التجنيد املتتايل للوحدات احلركية الذي
يتوخى إرشاك رضوري يف جهد العصبونات احلركية الصغرية ،وحدات حركية مناسبة،
نظرية مسلم هبا (معرتف هبا) فمع ازدياد شدة اجلهد يت تأمينها بإرشاك وحدات حركية
أكرب حجام.
هناك فروق كبرية بني الوحدات الصغرية والكبرية عىل سبيل املثال أكرب وحدة حركية
يف عضلة ساق اإلنسان قادرة عىل تصعيد اجلهد ب 211مرة أكرب من أصغر الوحدات،
ولتقوية جهد العضالت بشكل عام تنشيط الوحدات احلركية األكرب مما يؤمن تصاعد يف
القوة أي حسب زيادة القوة العامة يتم تأمينها بكمية أقل من الوحدات بالطبع يف أثناء
جهود قاسية أو قريبة منها ،حترشك وحدات حركية ال التسلسل وإنام حتنشط يف نفس الوقت
عمليا( .ايفارتس )0054
حتفيد نتائج األبحاث بأن العامل املحدد للكمية واألنواع الالزمة الستخدام األلياف
هي مقادير املقاومة الرضورية حينظم الدماغ نشاط العضالت عىل مبدأ :ما هي القوة التي
عىل العضلة تطويرها دون النظر إىل رسعة انقباضها ،يمكن تفسري ذلك بأن األلياف
البطيئة قادرة عىل حتريك احللقات البيولوجية برسعة كبرية جدً ا (أكثر من 0111درجة يف
الثانية) ويكون فقط برشط وجود ظواهر قوة غري كبرية (كوستيل وغريه ،0051هاوش
.)0004
هبذه الصورة يتم إرشاك الوحدات احلركية بطيئة الرسعة أوال يف اجلهد ـ أي أصغر
أنواع الوحدات احلركية إذا كانت غري قادرة عىل تطوير القوة الالزمة يقوم الدماغ بتجنيد
الوحدات احلركية رسيعة االنقباض عىل سبيل املثال ،يف أثناء السباحة البطيئة ،القسم
91
األكرب من القوة املتحركة تكوهنا األلياف البطيئة الرسعة ،مع نمو الرسعة واملستوى
الالزم البداء القوة ،يتم إرشاك األلياف ـ ب ـ إىل جانب النوعني األولني حتريك القدمني
عىل دراجة كهربائية برسعة عالية ولكن دون أثقال يتم غالبا عىل حساب األلياف البطيئة،
والتحريك مع أثقال كبرية حترشك يف اجلهد كافة أنواع (الثالثة) من األلياف يف أثناء رسعة
عالية.
اختالفات مقادير سقف إثارة األلياف العضلية بمختلف أنواعها ححتدد تسلسل
إرشاكها يف النشاط العضيل الفعال ،قد تؤمن مظاهر غري كبرية للقوة بوحدات حركية
لدهيا سقف متدين اإلثارة .من أجل رفع إظهار القوة أو احلفاظ عىل القوة العضلية
املطلوبة طويال يتطلب إرشاك وحدات حركية بسقوف (عتبات) إثارة أعىل (توماس
وغريه ،0056كرينيل .)0001تشهد عىل تعلق جتنيد خمتلف أنواع األلياف العضلية
بشدة اجلهد ،البيانات اخلاصة برصف اجلليكوجني العضيل يف األلياف العضلية .يف أثناء
قيادة الدراجة بشدة غري عالية نسبيا ( )%61-41من أقىص استهالك لألكسجني كانت
األلياف البطيئة أكثرها نشاطا يف أثناء جهد بشدة عالية ( )%01فإن احلمل األسايس حتمله
األلياف البطيئة .جرت العادة عىل اعتبار أن البطيئة والرسيعة –أ-ترشك بأعىل درجة يف
اجلهد حني تبل شدته %50-%51من االستهالك األقىص لألكسجني (ساتني ،غولنيك
.)0053يتطلب لتنشيط وأقىص لأللياف الرسيعة –ب-جهد ذو شدة أكرب (هنريكسون
،0002دى فريس ،هاوش .)0004
لكن هناك استئناءات يف املبادئ العامة .يف أثناء نشاط عضيل إرادي أو أنعكايس
شديد ورسيع جدا قد يالحظ ترتيب عكيس :الوحدات احلركية بسقف إثارة عايل قد
تنشط دون تفعيل الوحدات الصغرية بسقف أثرة متدين (سميث وغريه .)0050
باإلضافة إىل ذلك قد يالحظ إمخاد طرح وحدات حركية بسقف متدين (ميال وغريه
.)0001
قد تعصب من خلية عصبية حركية واحدة بضعة مئات من األلياف العضلية ويف
الوقت ذاته .لأللياف العضلية عادة هنايات عصبية خلوية خاصة هبا وخمتلطة أيض ًا ،لذلك
النبض (الدافع) الذي يصل إىل األلياف ويشكل هذه الوحدة احلركية ويغطي أيض ًا
91
الوحدات احلركية القريبة منها والتي قد تبل أعدادها يف العضالت الكبرية عدة آالف
(إيفارس .)0054قدرة اإلنسان عىل متيز شدة انقباض العضالت عن طريق إرشاك أقل
عدد رضوري من الوحدات احلركية تعترب أهم استجابات تكيف العضالت وإىل حد كبري
حتدد التآزر الفعال داخل العضالت.
اجلهد العضيل الطويل يف حال التكيف الفعال مرتبط بارشاك متناوب ملختلف
الوحدات احلركية ،يف أثناء تعب بعضها تنفذ األخرى وظائفها إذا سمح طابع اجلهد
بمثل هذا التعويض ،وأما عند انخفاض قدرات كافة الوحدات احلركية املشاركة يف تنفيذ
جهد معني فإن احلفاظ عىل قدرة العمل مرتبطة بتقوية النبضات العصبية (زيمكني
)0054تطور التعب ونفاذ احتياطي اجلليكوجني يف األلياف البطيئة يف أثناء عملية
اجلهد الطويل بشدة متدنية تتطلب من أجل االستمرار يف التامرين إرشاك فعال لأللياف
السيعة –أ-ويف قسمه اخلتامي األلياف الرسيعة –ب-أيض ًا (ويلمور ،كوستيل .)0004
واملهم أيض ًا ،للنشاط التدريبي التنافيس يف خمتلف األلعاب الرياضية ،استجابة
التكيف املرتبطة برفع قدرات اجلهاز العصبي املركزي عىل تعبئة الوحدات احلركية يف
العضالت.
يف أثناء تنفيذ بأثقال عالية قياسية أو قريبة منها يتسنى إرشاك كمية قياسية من
الوحدات احلركية يف اجلهد ،ويعود ذلك قبل كل يشء إىل أنه يف أثناء االنقباض األرادي،
فإن ظهور القدرة يتعلق بمكونات األلياف العضلية املشاركة يف اجلهد وتكرار تنشيط
الوحدات احلركية .كلام كانت أكثر كمية األلياف العضلية بمختلف أنواعها مشاركة يف
اجلهد كان أعىل تكرار شحنها وكلام ستكون مؤرشات القوة املتصاعدة أعىل (الوي وغريه
،0001موريناي .)0000
مفعول التكيف الطويل عىل أمحال بدنية بطابع قوة يظهر يف زيادة حادة لكمية
الوحدات احلركية املشاركة يف اجلهد .فلدى األشخاص غري املتدربني كمية الوحدات
التدريبية التي يمكن تعبئتها يف أثناء متارين قوى قصوى عادة ال تتجاوز %31-20أما
لدى املتدربني جيدا عىل محوالت القوة فإن نسبة الوحدات احلركية املشاركة يف اجلهد قد
تزيد عىل 01-51ويعتمد هذا عىل قاعدة تكيف اجلهاز العصبي املركزي املؤدي إىل زيادة
94
قدرات املراكز احلركية وتعبئة عدد أكرب من العصبونات احلركية وحتسني التآزر بني
العضالت (زيمكني .)0054
حتسني التآزر بني العضالت هو التوجه اآلخر لتكيف العضالت املرتبط بتحسني
نشاط العضالت املتعارضة التي تؤمن تنفيذ حركة العضالت التآزرية املساعدة عىل تنفيذ
حركة العضالت املناهضة أيض ًا التي تعيق احلركة ،التآزر العقالين لنشاط هذه املجموعة
من العضالت ال يؤمن فقط قوة عالية ورسعة انقباض ودقة تنفيذ احلركة بل وساهم يف
تقنني اجلهد.
تقنني اجلهد يف ذلك القسم املتعلق بنشاط العضالت املتعارضة مرتبط بمرونة
العضالت واحلركة يف املفاصل املطلوبةن عىل سبيل املثال ،مرونة قليلة للعضالت
املناهضة تكبح كثريا حركات التلويح (بسيط اليدين عىل سبيل املثال) يف هناية احلركة مما
حخيفض مداها والتقنني (غامبيتا .)0056تؤدي التدريبات املنتظمة إىل إزالة التوتر الزائد
للعضالت املناهضة يف أثناء تنفيذ خمتلف التامرين ويف نفس الوقت تأمني تآزر فعال
لنشاط العضالت التأزرية واملتعارضة لبلوغ األثر واملفعول النهائي املطلوب.
عالقة فاعلية التآزر ـ بني العضالت وداخلها مع التقنني اجلهد ومستوى املهارة ممكن
مالحظته يف الؤرشات نشاط عضالت رياضيني من خمتلف املؤهالت يف أثناء تنفيذ أمحال
عادية :لدى رياضيني مؤهليني عالية لوحظ نشاط عضالت كهربائي أقل بكثري باملقارنة
مع رياضيني أقل تأهيال .يف الوقت ذاته ،يف أثناء تنفيذ أمحال قياسية تظهر لدى الرياضيني
من املستوى العايل نشا ًطا أعىل للعضالت املتعارضة والعضالت التآزرية باملقارنة مع
أشخاص مل يامرسوا الرياضة أو رياضيني من مؤهالت متدنية ،فيام خيض العضالت
املناهضة تظهر عالقة عكسية كلام كان تأهيل الريايض أعىل كلام كان نشاط العضالت
أقل.
نتيجة إعادة بناء شاملة لآلليات التكوينية اجلسدية والبيوكيامئية والفيزيولوجية
املسامهة بفعالية يف تأقلم جسم اإلنسان مع جهد قوة ،قد تزيد من قوة العضالت ب4-2
مرات (زيمكني )0054تكيف اجلس مع تدريبات القوة مشرتط بالتغريات يف العضالت
واجلهاز العصبي واألنسجة العظمية .ازدياد القوة مرتبط بتضخم العضالت بزيادة كثافة
95
أيضا داخل اخللية وبتغريات تناسب االكتني وامليوزين (من عائلة
العنارص االنقباضية ً
الربوتينات ـ املؤلف) (بينامن )0061التبدالت الورفولوجية والوظيفية يف النظام
العصبي تتلخص بالدرجة األوىل بتغصن العصبونات الشبكية (العصبونات الشبكية يف
عني اإلنسان تستقبل إشارات الرؤية اآلتية من مستقبالت الضوء املؤلف) تغري النظام
العظمي مرتبط بزيادة تكثف العظام ومرونتها وتضخم النتؤات العظيمة يف أماكن تثبت
األوتار العضلية هذه التغريات تظهر بشكل خاص ووضوح لدى مماريس األلعاب
الرياضية املنصفة بالرسعة املصحوبة بالقوة رفع األثقال ،الرماة ،عدائي السربيرت ،يف
الوقت ذاته لدى السباحني تالحظ تغريات كبرية للعظام باملقارنة مع غري املامرسني
للرياضة (ويستلني.)0061
تزداد القوة نتيجة تدريبات خاصة ب 220-020مرات وأكثر من كتلة العضلة
(هوملان ،هيتنجر )0051هناك آليتان مستقلتان نسبيا لزيادة القوة ،اآللية األوىل مرتبطة
بالتغريات املورفورظيفية يف األنسجة العضلية ـ هي التضخم وربام فرط تنسج األلياف
العضلية ،والثانية مرتبطة بتطوير قدرات النظام العصبي عىل تعبئة كمية أكرب من
الوحدات احلركية مما يؤدي إىل زيادة القوة دون زيادة حجم العضالت حيدث التضخم
بتتال مستمر يف تدريبات القوة وبعمليات تفتيت الربوتينات وختليق الربوتينات مع تفوق
التخليق تظهر تغريات التنظيم العصبي يف حتسن تزامن الوحدات احلركية (ميلز براون
وغريه )0060وتبدل تعاقب تعبئتها وارتفاع املستوى االقىص للتكامل
االلكرتوميوغرايف (االلكرتوميوغرايف هي براون وغريه )0060وتبدل تعاقب تعبئتها
وارتفاع املستوى االقيص للتكامل االلكرتوموغرايف ( االلكرتوموغرايف هي طريقة
تستخدم لتسجيل التيارات الناجتة عن العضالت اجلهود التي تظهر عىل مستوى
العضالت يمكن الكشف عنها بواسطة االقطاب السطحية أو داخل العضالت املؤلف)
هذه االستجابات العصبية للتكيف بالذات تؤمن زيادة ملموسة للقوة القصوى يف أثناء
زيادة غري كبرية يف الكتلة العضلية (سايل.)0002
جيب األخذ يف احلسبان أن خمتلف أنواع األلياف العضلية هلا سقوف خمتلفة لإلثارة
سقف األثارة األدين هو 00-01جيجاهرتز ـ موجود يف اللياف البطيئة ويؤمن جهد عىل
مستوى %20-21من القوة الساكنة القصوى زيادة %61من القوة الساكنة القصوى
96
حترشك يف اجلهد االلياف الرسيعة ومرتبطة بالرتدد 40-21جيجا هرتز ،أما ظواهر القوة
القياسية بحاجة إىل إرشاك يف اجلهد الكتلة العضلية كلها وتتطلب تردد61-40
جيجاهرتز -يتعلق سقف اإلثارة بحجم الوحدات احلركية أيض ًا :كلام قلت الوحدات
احلركية كان سقف إثارهتا أدنى (غرين وغريه ،)0053ولذلك بالذات فإن التامرين مع
األثقال والتي تشكل %31-21من مستوى القوة القصوى ال تساعد فقط عىل تطوير
هذه الصفة ،بل ال تسمح للرياضيني من مستويات مهارات القوة العالية يف احلفاظ عىل
املستوى الذي حققوه ساب ًقا .السقف املحرج لإلثارة الذي يؤمن رفع القوة القصوى
لألشخاص غري املتدربني ترتاوح يف نطاق %61-01من القدرات املمكنة يف متارين مماثلة
من الطبيعي جدا أن يرتفع بشكل ملموس السقف املحرج لدى الرياضيني من مستويات
عالية.
مقدار وشكل القوة املطورة متعلق بتناسب وحجم األلياف الرسيعة والبطيئة يف
العضالت .األلياف الرسيعة تؤمن مستوى قوة رسيعة ،البطيئة تؤمن قوة سكونية .إذا
كانت التناسب بني كمية األلياف الرسيعة والبطيئة مغروس والبطيئة مغروس جينيا
وتتعرض لتأثري ضعيف للتدريبات فإن تبدل حجم هذه أو تلك من األلياف ممكن تأمينه
بسهوله بتدريبات ذات توجه مناسب (كوستيل وغريه .)0066
التضخم االنقائي لأللياف العضلية من خمتلف األنواع يؤدي إىل نمو وأشكال القوة
املناسبة :تضخم البطيئة يؤدي قبل كل يشء إىل نمو القوة السكونية واأللياف البطيئة إىل
نمو القوة االنفجارية أو الرسعة (كوستيل وغريه ،0051كاونسيلامن .)0051
حيدد تضخم خمتلف أشكال األلياف العضلية بمنهج التدريب ،األلياف العضلية
الرسيعة تتضخم قبل كل يشء حتت تأثري متارين تتطلب إظهار القوة الرسيعة .يف أثناء
اجلهد السكوين فإن تضخمها حيدث فقط يف حالة توجهات قصوى ممكنة بشدهتا وطوهلا،
خضعت لفحوصات جمهرية عضالت رياضيي كامل األجسام الذين استخدموا يف
ً
أثقاال صغرية مع الكثري من التكرار ورسعة حركة غري كبرية .اكتشف أن التدريبات
األلياف البطيئة تضخمت يف الوقت الذي مل يتغري حجم الرسيعة ،وبالعكس ،استخدام
أثقال كبرية مع تكرار قليل ورسعة عالية للحركات يؤدي إىل تضخم انتقائي لأللياف
97
الرسيعة وأما حجم البطيئة فيبقى دون تغريات ملموسة (كاوسيلامن ،0051تيش
.)0002
تكيف العضالت الطويل يف أثناء محوالت قوة قياسية أو قريب من قياسية ،املؤدية إىل
نمو القوة مرتبط بتضخم كبري للعضالت وخاصة األلياف الرسيعة مما يؤدي إىل زيادة
واضحة يف مساحتها يف املقطع العريض لألنسجة العضلية (تيش ،كارلسون ،)0054يف
أثناء هذه األمحال ،ال تالحظ تغريات ملموسة للتوعية الدموية يف العضالت وال تتغري
قوة أنظمة املتقدرات يف العضالت .وحيدث يف الوقت ذاته إعادة بناء أيض الطاقة (متثيل
غذائي هلا) لأللياف العضلية باجتاه زيادة قوة نظام إعادة ختليق حتلل السكر (هوملن
وهيتنجر .)0051
تساعد خمتلف التامرين عىل تضخم األلياف الرسيعة :استخدام أثقال إضافية أو منفذة
باستخدام أجهزة خاصة وتأثريات هادفة يف أثناء املصارعة والرضبات (مرضب)،
واالستخدام مرة أخرى للقدم والرميات يف كرة اليد واملاء ورمي املطرقة والكلة والعدو
الرسيع وبداية انطالقة السباحة.
من املهم األخذ يف احلسبان أن القوة املتسبة بمساعدة متارين برسعات حركية عالية
( 0111درجة) له حتول إىل رسعة أقل (كاونسيلامن )0051يف الوقت الذي ال متلك فيه
القوة املتطورة باستخدام متارين برسعة منخفضة حتول إىل نشاط حركي منفذ برسعة عالية
(بيس ،ويلمور ،0066بالنونوف ،بوالتوفا .)0000يف الوقت ذاته ،يف أثناء تدريبات
بحركات رسيعة عالية يالحظ انخفاض كبري باألنسجة الدهنية باملقارنة مع متدريبات
برسعات متدنية (فالك .)0051
واكتشف يف أبحاث خاصة أن نمو صفات القوة خالل األيام األوىل من التدريب
مرتبط بتحسني التآزر – بني العضالت وداخلها -مما يستدعى إرشاك كمية كبرية من
الوحدات احلركية يف اجلهد وأمثلة جهد العضالت التآزرية وإزالة تعصيب العضالت
املناهضة ،وهنا ومن بني العضالت التآزرية التي حتمل احلمل األسايس هي تلك
العضالت القادرة عىل تأمني تنفيذ احلركة املطلوبة بفعالية أكرب مع األخذ يف احلسبان
توجه احلركة (كوزنيتسوف .)0061
98
تكيف األنسجة العظمية والضامة
حتدث أمحال الرياضة املعارصة ،إعادة بناء تكيفي كبري لألنسجة الضامة الليفية
والظمية ،األبحاث املعمقة إلعادة البناء التكيفي للنسيج الضام حتت تأثري عوامل خمتلفة
بدأت جتري يف األعوام العرشة األخرية لالعتقاد بأن األنسجة العظمية وخاصة الضامة
الليفية غري قابلة للتكيف ،لكن يف الوقت احلارض أثبت بأن العظام واألوتار واألربطة
حساسة جدا أمام محوالت آلية (ميكانيكية) وتستجيب هلا بتغريات وظيفية بنيوية مناسبة.
متيز يف بنية النسيج العضيل مكونات سائلية وعضوية ومعدنية .املعدنية (بلورات،
كالسيوم اهليدرواباتيت (اهليدرواباتيت هو فوسفات كالسيوم طبيعي يستخدم كمصدر
للفوسفور ومحض الفووسفوريك) وتبل حوايل %01من حجم العظم العام ويؤمن
صلبته ،العضوية وتبل %41من حجم العظم (أغلبها كوالجني حوايل ( )%01كوالجني
أي صم باالغريقية هو الربوتني الرئييس يف األنسجة الضامة يف العضالت واجللد
واألربطة والغضاريف والعظام واألنسجة -املؤلف) وتؤمن مرونتها .الباقي %01تكون
من القنوات الوعائية واحليز اخلليوي.
املحتوى املعدين يميز العظم عن األنسجة الضامة اآلخر وخاصة األربطة واألوتار
التي تعترب أنسجة ليفية مكثفة مؤلفة بشكل أسايس من الكوالجني :الوتر –هو رشيط
كوالجيني أبيض يربط العضالت بالعظام وتقل خالله قوة االنقباض العضيل إىل النظام
العضيل .ومهم قدرة الروابط عىل تأمني إظهار قوة إضافية عىل حساب صفاهتا املرونية
التي تظهر يف حاالت الشد العضيل التمهيدي القيايس أو القريب منه (ستاون
)0000جيري ربط الوتر مع العظم عن طريق االنتقال التدرجيي من الوتر إىل الغرضوف
املليف ومن ثم إىل الغرضوف املعدن والعظم االلياف الكوالجينية للوتر قد حختتلط أيض ًا
بشكل مبارش مع األلياف الكوالجينية لغشاء العظم .يتم دمج الوتر إىل العضالت عن
طريق التشبيك وهو مكب معقد ذو عدة طبقات تشكل من خيوط االكتني للساركومري
(القسم العضيل) (ويوجد يف الليفة العضلية للعضالت اهليكلية املخططة والعضالت
القلبية) واأللياف الكوالجينية للوتر (أوفالية )0056ومثري لالهتامم أن االلياف البطيئة
هلا سطح تشابكي كبري جدا باملقارنة مع األلياف الرسيعة (تيديال ،وانييل.)0056
99
الروابط التي هي حزمة الياف كوالجينية وتربط العظام القريبة وقد تكون خارجية
وداخلية بالنسبة إىل الكبسولة املفصلية.
يف الوقت احلارض ال يمكن احلديث بثقة عن اآلليات املحددة لقدرات النظام
واألنسجة املليفة الضامة إلعادة البناء حتت تأثري العوامل اخلارجية والداخلية .لكن توفر
مثل هذه اآلليات ونتائجها عىل شكل تغريات ملموسة يف هيكلية ووظائف العظام
والروابط واألوتار ال شك فيها.
تكيف األنسجة الضامة العظمية والليمفاوية قد ححيددها خمتلف العوامل :غذائية
وهرمونية ووظيفية عىل سبيل املثال املعادن والفتيامينات تساعد عىل ترسيب املعادن يف
العظام وترفع من كثافتها (ستاون )0000التأثري الكبري عىل مكونات األنسجة الضامة
ححتدثها املنشطات (وود وغريه )0055لكن التأثري الرئييس عىل تكيف األنسجة العظمية
والليمفاوية حتدثها احلموالت البدنية ذات طابع وتوجه معني.
تعترب األمحال البدنية العامل األسايس املحدد لزيادة الكتلة العظمية لدى الناس.
درجة تكيف النسيج العظمي تتواجد بشكل طبيعي يف نطاقات حمددة جينيا ومتعلقة
مبارشة بمقادير احلموالت (النيون )0056من مكونات األمحال املساعدة عىل زيادة
كثافة املعادن يف العظام هي بشكل أسايس مقادير األثقال .عىل سبيل املثال ،أثبت عن
طريق التجارب (كونري ،وغريه )0006بأن تكيف الكتلة العظمية للرباعني الناشئني
بنسبة ( %30-31حسب املقطع الترشحيي وخصائص الريايض الفردية) مرتبط بالقوة
املطورة يف أثناء تنفيذ التامرين ،احلصة الباقية يمكن تفسريها بعوامل عديدة ابتدا ًءا من
اخلصائص اجلينية وانتها ًءا بعدم قدرة متارين القوة املتبعة بالتأثري الفعال عىل أقسام معينة
من العظام.
حعثر عىل فروق يف املكون املعدين وكثافة وكتلة عظام األطراف املهيمنة باملقارنة مع
غري املهيمنة (مونتيه وغريه )0051ويظهر ذلك يف أن عظام األطراف املهيمنة هلا كتلة
كبرية وكثيفة املعادن (ويلياميس وغريه.)0054
عموما ،جتب اإلشارة إىل أن ارتفاع مستوى كثافة األعضاء يالحظ يف تلك املقاطع
من اهليكل العظمي التي تتعرض لتأثري ميكانيكي أكرب شدة.
100
إن كثافة العظام ححتدد إىل حد كبري بمؤهل الرياضيني وخاصة النشاط التدريبي
والتنافيس يف خمتلف األلعاب الرياضية ويالحظ لدى الرياضيني ذوي املستوى العايل
ارتفاع تكثيف العظام باملقارنة مع متوسطي التأهيل وخاصة األشخاص الذين مل يامرسوا
الرياضة ،رياضيو القوة املصحوبة بالرسعة ،املصارعة احلرة والرومانية هلم مؤرشات أعىل
مؤكدة لكثافة العظام باملقارنة مع رياضيني خمتصني برياضات دورية وألعاب مجاعية
وتآزرية معقدة.
يؤدي حجم جهد كبري عىل التحمل إىل انخفاض تكثيف العظام (ميشيل وغريع
)0050ويالحظ تكثيف متدن خاصة لدى السباحني ملسافات طويلة وليس ذلك فقط
حجم جهد كبري ذي طابع هوائي وخاصية انتقاء السباحني القادرين عىل حتقيق نتائج
عالية عىل مسافات طويلة ،بل خلاصية الوسط املائي الذي حخيفض بحدة احلموالت عىل
اجلهاز احلركي.
ليس كل محل يؤدي إىل بناء تكيفي لألنسجة العظمية والليمفاوية الضامة أمحال زائدة
كبريا جدا ،قد يؤدي إىل إصابات حتدث نتيجةبمقدارها ومدهتا قد ححتدث تشو ًيا وظيف ًيا ً
إرهاق ملرة واحدة أو بسبب تعب متطور (كارتر ،كالريي )0050يف أثناء محوالت غري
كبرية فإن التشويه الوظيفي غري كاف لتطور استجابات العظام التكيفية واألوتار
واألربطة ،ومن املهم أيض ًا أن األنسجة العظمية والليمفاوية الضامة تبدي ال حساسية
حلموالت ساكنة التي تعترب ال فائدة منها لرفع قدراهتا الوظيفية (روبني ،النيون،
زبرينيك ،لويتس )0000ومع ذلك جيب األخذ يف احلسبان أن مقدار األثقال يف أثناء
تنفيذ خمتلف التامرين وشدة جهد العضالت تعترب من العوامل التي تؤمن توفر حافز كاف
لتكيف العظام والروابط واألوتار ،عند وجود مثريات قوة فعالة فإن تبدالت األقلمة
للكتلة العظمية ال تزال تتطور ببطئ أكثر مما هو عليه يف العضالت اهليكلية ،مع هذا فإن
تدريبات قوة شديدة لعدة سنوات ،التي متيز عىل سبيل املثال ،إعداد الرباعني قادرة عىل
إحداث تغريات كبرية يف األنسجة العظمية (ستاون.)0002
101
حثبت أن لدى الناشئني املؤهلني يف رفع األثقال (أعامرهم وسطيا 06سنة) تكثف
معادن العظام تفوق بكثري ليس فقط مؤرشات املختربين من نفس السن وعظام غري
ناضجة ،بل ومؤرشات رجال كبار السن بكتلة عظام ناضجة جدول04
(اجلدول 14مؤرشات كثافة املعادن يف العمود الفقري القطني وعظام الورك (الفخذ).
(كونروي وغريه.)1996
نسبة باملائة باملقارنة نسبة باملائة باملقارنة مع كثافة معادن العظم ،جرام/سم1
مع مؤرشات مؤرشات شخص املقطع الترشحيي
خمتربون رياضيون
املختربين متوسط العمر
واكتشف أيض ًا العالقة املتبادلة الوثيقة بني قدرات قوة عضالت الورك والظهر
واألطراف السفلية التي تنشء قوة وكثافة املعادن يف اجلزء املركزي لعظام الورك والعمود
الفقري القطني ،وما يثري االهتامم أن كتلة اجلسم الصافية للرباعني الناشئني حتظهر عالقة
وثيقة بكثافة معادن العظام (اجلدول.)00
101
(اجلدول 15درجة العالقة املتبادلة بني كثافة معادن العظم يف خمتلف املقاطع واملتغريات
لدي الرباعني الناشئني (كونروي وغريه)1996
ارتكاز الكتلة الصافية كتلة
املجموع نرت خطف املتغريات
قرفصة للجسم اجلسم
ويعترب هذا إثبا ًتا غري مبارش للتعلق الشديد إلعادة البناء التكيفي للعظام بكتلة وقوة
العضالت ألن هذه الصفات هي التي حتدد الكتلة العضلية عىل العظام عن طريق القوة
التي حتدثها العضالت املنقبضة.
كبريا عىل كثافة العظام واكتشف أن أمحال القوة يف سن الطفولة واملراهقة ححتدث ً
تأثريا ً
يف سن النضوج (ماك كواله وغريه )0001العظام الشابة حساسة أيض ًا جتاه محوالت
خارجية وتستجيب هلا بزيادة شديدة لكثافة املعادن (النيون )0056مما يدفع إىل اقرتاح
استخدام متارين قوة هبدف تكيف الكتلة العظمية يف سن املراهقة (كونري وغريه.)0006
كبريا جلهد قوة شديد قادر عىل إيقاف نمو عظام طويلة
حجام ً
ً لكن جيب أن نتذكر أن
وتؤثر سلبا عىل آفاق الرياضيني الناشئني املستقبلية يف أغلب األلعاب الرياضية (ماتسودا
وغريه )0056وتؤثر سلبا عىل الصفات الديناميكية للعظام وأيض ًا األوتار والروابط
(كارتر.)0054
101
تكيف األوتار والروابط مع محوالت بدنية يشمل كمية كبرية ملختلف التغريات ذات
الطابع التكويني اجلسدي والبيوكيميائي .جهد طويل عىل التحمل يساعد عىل تكثيف
إعادة إنشاء الكوالجني يف األوتار (ستاون.)0002
إن تدريبات القوة مع أثقال كبرية تساعد عىل زيادة حمتوى الكوالجني يف الروابط
وحمتواه العام يف غشاء األنسجة الضامة للعضالت التي ححتدد كثريا قوة التقلص العضيل
كوهنا هيكل لنقل القوة العضلية إىل األوتار والروابط (فليك ،فالكيل.)0056
والنتيجة اهلامة الستخدام متارين قوة هي أيض ًا زيادة قوة التوتر يف األوتار ويف
العنارص االنتقالية "عظام ـ أوتار"" ،عظام ـ روابط" عضالت ـ أوتار" (ستاون)0002
متارين القوة املنفذة بمدى أقىص ومساعد عىل تطوير متزامن لصفات القوة واملرونة تعترب
فعالة لزيادة طول ومتدد األوتار وتراكم وزيادة القوة عىل حساب استخدام الصفات املرنة
لألوتار والنسيج الضام لغشاء العضالت.
آلية تكيف األمحال التدريبية والتنافسية:
اجلريات الفعال لعمليات األقلمة يف جسم الريايض وفق متطلبات لعبة رياضية
معينة ممكن يف حال إذا سمح تنظيم عملية التدريب ،بتعقيد واضح لربامج التدريب يف
كل مرحلة الحقة لإلعداد طويل األمد ويف كل عام قادم أو دورة تدريبية كربى ،فهناك
توجهات أساسية لتصعيب عملية اإلعداد:
-0زيادة جمموع حجم اجلهد التدريب والتنافيس املنفذ خالل العام أو الدورة الكربى.
-2زيادة شدة العملية التدريبية.
-3تبديل توجه عملية التدريب وزيادة حصة وسائل املؤثرات اخلصوصية يف احلجم العام
للجهد التدريبي.
-4استخدام عوامل خارج التدريب وخارج املنافسات تزيد من املتطلبات عىل جسم
الريايض.
104
تطبق إمكانيات التوجه األول املشار إليه عن طريق زيادة الصفات الكمية العديدة
لعملية التدريب :حجم اجلهد املنفذ (بالساعات والكليومرتات) أيام الوحدات التدريبية
واملسابقات والكمية العامة للوحدات التدريبية وعدد املشاركات التنافسية وغريها.
التوجه الثاين يدعو إىل نمو حصة اجلهد الشديد بحجمه العام وتغري تناسب
احلموالت التدريبية والتنافسية باجتاه زيادة حصة األخرية وزيادة عدد الوحدات التدريبية
الرسيعة (بأحجام محوالت كبرية) ودورات قصرية ومتوسطة وزيادة التوتر النفيس يف
العملية التدريبية وإنشاء جو تنافيس واملنافسة القاسية يف كل وحدة وغريها.
التوجه الثالث مرتبط بتغريات توجه العملية التدريبية وفق قابلية جسم الريايض عىل
تطوير صفات بدنية معينة وحتسني قدرات خمتلف األعضاء واألنظمة يف سن معينة وأيض ًا
نظرا الستنفاذ القدرات التكيفية املغروسة جينيا فيام خيص تطوير بعض الصفات
ً
واملهارات.
توجد يف إطار هذا التوجه أيض ًا زيادة يف حصة وسائل التأثري اخلصوصية من مرحلة
إىل أخرى لإلعداد طويل األمد ،من احلجم العام للجهد التدريبي عن طريق زيادة حجم
التدريبات التحضريية والتنافسية وازدياد حجم جهد موجه لتحسني جمموعة صفات
تؤمن مستوى املنجزات الرياضية.
األساس املوضوعي لتطبيق هذا التوجه هو القانون الذي نقل وفقه (مع نمو املهارات
الرياضية) العالقة بني مستوى اإلنجاز الريايض وقدرات جسم الريايض الوظيفية غري
اخلصوصية للنشاط التنافيس يف لعبة رياضية معينة يف الوقت ذاته هذه العالقة تزداد
بالنسبة للقدرات اخلاصة.
إمكانيات التوجه الرابع تطبق عن طريق خلق ظروف لتعبئة تامة لالحتياطيات
للجسم يف أثناء عملية التدريب كعامل حتفيز للعمليات التكيفية ،وتستخدم هلذا الغرض
خمتلف األجهزة مع نظام إجباري لتعبئة قدرات أنظمة اجلسم العضلية وغريها والتدريب
يف ظروف املرتفعات املتوسطة والعالية وغريها..
105
وترية نمو مهارات الريايض واملستوى األقىص إلنجازاهتم وطول مشاركاهتم عىل
مستوى عال متعلق إىل حد أقىص بكيفية استخدام إمكانيات التوجهات املذكورة عىل
خمتلف مراحل إعداد طويل األمد.
تنعقد إىل حد كبري برجمة احلموالت التدريبية والتنافسية يف أثناء عملية التدريب
طويل بسبب رضورة األخذ باحلسبان قابلية الريايض القطرية لتشكيل خمتلف جوانب
املهارات الرياضية ،لكن يف غريها من احلاالت ،فإن استخدام أقىص لطرق تصعيب
العملية التدريبية يف العمل مع رياضيني ناشئني مل يبلغوا بعد املنطقة العمرية املثالية
لتحقيق أعىل النتائج يؤدي إىل فقدان كبري جدا للمواهب الرياضية.
ترسيع العمليات التكيفية للناشئني باتباع أبعاد قصوى للحموالت التدريبية
وا لتنافسية كام هو لدى رياضيني كبار السن نتائجهم مرموقة ،يقطع الطريق أمام نمو
املهارات الرياضية وتفتح كامل للقدرات الفردية ،نجد هنا أسبا ًبا عديدة :قبل كل يشء
ازدياد شديد من خطر فرط التكيف وفرط توتر أنظمة اجلسم الوظيفية األساسية املؤدية
إىل تغريات ما قبل مرضية أو مرضية يف خمتلف األعضاء واألنسجة (ديمبو ،0064
دوشانني ،0065اسرتاند ،0002كوستيل وويلمور )0004وما ال يقل أمهية هو أن
املوارد التكيفية جلسم الريايض مغروسة جينيا وحتى أكثر الرياضيني موهبة قادرون عىل
حتمل محوالت تدريبية وتنافسية متناهية واالستجابة هلذه احلموالت عن طريق إعادة بناء
هيكلية ووظيفية مناسبة يف األعضاء واألنسجة ،ملدة ال تزيد عن أكثر من 4-2سنوات
استخدام أكثر احلوافز التدريبية قوة يف تدريبات الناشئني يؤدي إىل تكيف رسيع ومعها
استنفاذ قدرات اجلسم النامي التكيفية ،من بني األسباب التي تؤثر بشدة عىل مستقل
الرياضيني الناشئني الذين حتملوا محوالت عالية يف سن املراهقة ،ارتفاع عدد اإلصابات
يف اجلهاز احلركي الذي مل ينم بشكل كاف وإخفاقات نفسية عصبية تعرضوا هلا يف مرحلة
البلوغ اجلنيس حتى من دون محوالت ضخمة (كولتشينسكايا ،0063ساخنوفسكي
.)0056
لتشكل تكيف طويل فعال عن طريق برجمة عقالنية لتوجهات احلموالت التدريبية يف
مراحل اإلعداد طويل األمد كافة لتلبية املتطلبات اخلصوصية للنشاط التنافيس الفعال
106
أمهية كربى .إذا كان توجه عملية التدريب يف املراحل األساسية لإلعداد طويل األمد
(املرحلة القاعدية التمهيدية واألساسية اخلاصة) حيبني دون األخذ يف احلسبان املتطلبات
التي بفرضها النشاط التنافيس الفعال عىل خمتلف اجلسم الوظيفية ،فإن هذا يصبح عائ ًقا
أمام حتقيق مهارات رياضية عالية.
والدليل عىل ذلك ،تلك األفكار املعروفة الداعية إىل رضورة تنفيذ أحجام جهد كبرية
بتوجه هوائي ححيفز تكيف أنظمة نقل األكسجني وأنظمة استهالك األكسجني يف السنوات
األوىل من اإلعداد طويل األمد.
كشفت خربة السنوات األخرية أنه إذا كانت القدرات اهلوائية حتد من مستوى
اإلنجازات الرياضية يف اللعبة الرياضية املطلوبة فإن هذا التوجه للحموالت يف املراحل
املبكرة للتطوير طويل األمد يمكن تربيره ،ألنه ينشء القاعدة الالزمة لإلعداد اخلاص
الالحق ..وإذا مل حيد من ذلك (عىل سبيل املثال يف رياضات الرسعة املصحوبة بالقوة
واملسافات القصرية يف األلعاب الدورية) فإن اجلهد الكبري بتوجه هوائي ،قادرة عىل
تكيف غري طبيعي للجسم أوله اجلهاز العصبي العضيل حيضيق إىل حد كبري من قدرات
نمو املهارات الرياضية (فايتسوخوفسكي.)0050
محوالت ريايض املستويات العالية وهم يف مرحلة التحقيق األقىص للقدرات الفردية
الذين يستعدون لبلوغ النتائج العالية ،تكون فقط عالية (اجلدول) حني تأخذ هبذه
املعطيات كتوجه عام ،جيب اإلشارة إىل أن الكثري من الرياضيني املعارصين املرموقني
حققوا انتصارات يف بطولة العامل واألوملبياد بحموالت أقل بكثري ،وسبب ذلك ،عادة يف
استخدام عقالين للقدرات الفردية وتقليص كبري حلجم اجلهد يف االجتاه الذي مل يعد
يؤدي إىل نمو ملحوظ للقدرات الوظيفية ولكن قد تكون سببا يف فرط تكيف أنظمة
اجلسم الوظيفية .إن الكثري من الرياضيني املرموقني الذين يتميزون بمستوي عال من
اإلنتاجية اهلوائية توصلوا بفضل بنية األنسجة العضلية إىل مقادير قصوى ممكنة
الستهالك أقىص لألكسجني وأصبحوا ينفذون منذ السنوات األوىل لإلعداد لإلنجازات
العالية أحجام جهد أقل ب 2-020مرات مما ورد يف اجلدول رقم 06فهم يركزون
107
بشكل أسايس يف التمرينات عىل مكونات املهارات اآلخرة ـ كإعداد الرسعة املصحوبة
بالقوة وحتسني التكنيك والتكتيك وغريها..
(اجلدول 16ـ املقادير القصوى جلهد تدريبي لريايض من مستوى عايل (رجال) يف فرتة
التحقيق األقىص للقدرات الفردية).
أمحال تدريبية
خالل دورة قصرية اخليارات اللعبة الرياضية
خالل عام واحد
من أسبوع
0011-0211 20-31 زمن اجلهد/ساعة عدو (مسافات متوسطة)
6011-6011 311-341 حجم اجلهد/كم
321-341 6-6 عدد أيام التدريب
011-001 02-00 عدد الوحدات التدريبية
0211-0311 31-30 زمن اجلهد/ساعة عدو (مسافات طويلة)
5011-0011 361-421 حجم اجلهد/كم
321-341 6-6 عدد أيام التدريب
001-611 02-05 عدد الوحدات التدريبية
108
أمحال تدريبية
خالل دورة قصرية اخليارات اللعبة الرياضية
خالل عام واحد
من أسبوع
مع ذلك ،يعترب استخدام مقادير محوالت تدريبية محوالت تدريبية وتنافسية قصوى
ممكنة بشكل فردي ،تتسم به الرياضية املعارصة ،يف أثناء عملية اإلعداد طويل األمد ،أخذ
109
أهم مبادئ التدريب الريايض ،إذا يؤمن تشكل فعال لتكيف طويل فهناك يف الوقت
احلارض ،منهجان هلذه املسألة يكمالن بعضهام البعض عضويا والذين يستخدمان عمليا
وفق تأهيل وتدرب الرياضيني يف فرتة اإلعداد طويل األمد ومرحلة الدورة التدريبية
الكربى.
املنهج األول ويتلخص يف زيادة منتظمة يف حجم وشدة املؤثرات مما يؤدي إىل زيادة
تدرجيية للتأثري عىل اجلسم ريايض وتشكل منتظم لتكيف طويل مع عوامل التأثري.
املنهج الثاين ويرتبط بزيادة حادة يف مرحلة التحقيق األقىص للقدرات الفردية وزيادة
شدة احلموالت وتكلفها العايل خالل الزمن املطلوب ،هذا املنهج مرتبط بتعبئة عميقة
الحتياطات جسم الريايض الوظيفية ،لكنه ينشء ظرفا لتشكل عمليات التكيف عىل
طفرات يف اجلسم و حيستخدم هذا املنهج يف اإلعداد طويل األمد بشكل واسع من قبل
رياضيني يف ألعاب رياضية مرتبطة بإظهار التحمل ،عندئذ تزداد خالل سنوات عدة
احلموالت بانتظام ،إما يف أثناء بلوغ الريايض املنطقة العمرية إلظهار أعىل النتائج وتوفر
املستوى الرضوري من التدرب األسايس ،فتحربمج زيادة عىل طفرات ( 220-2مرات)
للحموالت التدريبية والتنافسية (فايتسخوفسكي.)0003
أصبحت تستخدم مثل هذه اآللية ألول مرة يف النصف الثاين من السبعينات يف أثناء
إعداد بعض السباحني (أغلبهم سيدات) يف منتخبات االحتاد السوفيتي وأملانيا
الديمقراطية ،أودت التجارب األوىل لتحقيق هذا املنهج إىل نتائج مرموقة لعدد من
الرياضيني باإلمكان رشح ذلك يف أمثلة استخدمت بشكل فعال آلية احلموالت عىل
ظفرات يف أثناء بلوغ املنطقة العمرية املثىل الرياضية.
لوحظت يف السنوات الالحقة مثل هذه اآللية والنتائج لدى العديد من السباحني
املرموقني من دول عديدة عىل سبيل املثال ،السباح الربازييل "برادو" رفع يف سن ،06من
حجم السباحة خالل عام من 2001ولغاية 3262كم مع حتسني موازي للنتائج يف
سباق 411م تتابع ،من 4دقائق 3025ثانية إىل 4د 2226ث واستخدمت هذه اآللية من
أيضا وبنجاح من قبل السباح األمريكي الشهري
احلموالت عىل ظفرات يف تدريباهتم ً
"نال" "واالوسرتايل "بريكينز".
110
(اجلدول 17آلية احلموالت يف إعداد طويل األمد لصاحب األرقام القياسية ملسافة 100م
صدر "أ" نال " أمريكا)
األعوام
املؤرشات
1991 1991 1990 1989
(اجلدول 18آلية احلموالت يف إعداد طويل األمد لصاحب األرقام القياسية ملسافة 400
و 800و 1500م سباحة حرة بريكينز " أسرتاليا)
األعوام
املؤرشات
1991 1991 1990 1989 1988
انترشت آلية احلموالت عىل طفرات يف اإلعداد طويل األمد يف ألعاب رياضية أخرى
أيض ًا ،عىل سبيل املثال الدراجون السوفيت الذين اشرتكوا يف منافسات الفرق
واملجموعات (طرق) يف األوملبياد ال 22خالل العام التدريبي الذي سبق األوملبياد،
زادوا عمليا بمرتني حجم احلموالت التدريبية وبالنتيجة مل يكتفوا فقط بالفوز بمكان هلم
111
ضمن تشكيلة املنتخب حيث كان األمر صعبا يف ذلك الوقت بل فازوا بامليدالية الذهبية
يف سباق الفرق (011كم).
جتب اإلشارة إىل أنه منذ عام ،0062حيث مل تكن منترشة بعد آلية احلموالت عىل
طفرات عمليا ،ذكر "ياكوفليف" ( )0062أنه يف أثناء تدرب عايل إىل حد كاف فان زيادة
احلموالت التدريبية تكون أكثر فعالية إذا كانت عىل طفرات وليس بالتدريج ،إذا كانت
عىل طفرات وليس بالتدريج .إذا أهنا حتدث تغريات يف االستتباب (االستتباب هي
خاصية النظام املفتوح أو املغلق للكائن احلي ،حينظم فيها بيئته الداخلية وذلك للحفاظ
عىل استقرارها وثباهتا ويعترب احلفاظ عىل مكونات الدم بنسبة طبيعية واحلفاظ عىل
خصائصه الديناميكية من أهم العوامل املؤثرة للحفاظ عىل االستتباب املؤلف ححمفزة
التطوير الالحق للتغريات البوكيميائية التكيفية ،والدليل عىل كل ما قيل هي احلقائق التي
نعلم من خالهلا أنه خالل الشهر األول من التدريب ،فإن تراكم اجلليكوجني يف
العضالت والفوسفوكراياتني وزيادة حمتوى بروتينات املتقدرات ،جيري أكثر شدة مما
سيكون عليه يف الشهرين الالحقني هبذه الصورة فإن تطور األسس البيوكيميائية للتدرب
ال حتمل طابعا طوليا وإنام حيشبه التعرج.
يف الوقت ذاته ،فإن الكثري من الرياضيني ممن رفعوا بانتظام حجم اجلهد خالل
اإلعداد طويل املد ،حيققون تكيف فعال مع متطلبات النشاط التنافيس ،كمثال عىل مثل
هذه اآللية للحموالت هناك معطيات عن بطل الدورات األوملبية لثالث مرات فالديمري
سالنيكوف والبطل األوملبي للدراجات "سوخروتشينكوف" اللذين توصال بنفس
الطريقة إىل أعىل النتائج وأصبحا من أبطال العامل مرتني ،وأيض ًا الدراجون "بيكوس
ورومانوف وكامينكيس وباكيموف" أما السباح األملاين الشهري للمسافات القصرية
"غروس" فقد أثبت فعالية مثل هذه اآللية للحموالت وأصبح بطال للعامل مرات عديدة
واألوملبياد وحطم أرقا ًما قياسية.
حتطبق يف أثناء عملية التدريب طويل األمد بنفس الوقت قدرات التوجهات املذكورة
عىل تكثيف العملية التدريبية ،بعض السنوات أو الدورات الكربى تتميز بأفضلية
استخدام واحد أو اثنني منها عند استقرار اخلصائص يف التوجهات األخرى ،رياضيو
املستوى العايل املكيفني جيدا مع خمتلف عوامل املؤثرات التدريبية ،غالبا ما يربطون
111
التطور الالحق للتكيف الطويل مع ختفيض دور أحد احلوافز عند زيادة حادة حلافز آخر،
ويظهر ذلك بشكل خاص يف التقليل الكبري ملجموع حجم اجلهد (من 0411-0311إىل
511-611ساعة) وختفيض املشاركة التنافسية واحلموالت يف بعض الوحدات التدريبية
والدورات القصرية يصاحبها زيادة حادة يف نفس الوقت للصفات النوعية للعملية
التدريبية ،وهذا عادة يؤدي إىل احلفاظ أو إىل نمو الحق لإلنجازات عىل حساب حتسني
التكنيك وزيادة فعالية استخدام املخزون الوظيفي يف النشاط التنافيس وتطوير املهارات
التكنيكية.
واالهتامم األسايس جيب أال يلفت إىل حماولة زيادة الحقة ملؤرشات قوة خمتلف
األنظمة الوظيفية التي تؤثر تأثريا حاسام لبلوغ نتائج عالية يف لعبة رياضية معينة ،وإنام إىل
رفع فعالية استخدام املخزون الوظيفي املتحقق مسبقا يف ظروف التدريبات اخلاصة
خاصا نفس ًيا.
متنوعا تكنيك ًيا وتكتيك ًيا وحتسينًا ً
ً لنشاط التنافيس ،وهذا يتطلب جهدً ا
فيام خيص اإلعداد الوظيفي املرتبط برفع قوة األنظمة الوظيفية فإنه ينفذ هنا حجم
جهد كاف لتأمني احلفاظ عىل املؤرشات املتحققة سابقا ،اجتاز مثل هذا الطريق الذي
يؤمن املحافظة لفرتة طويلة عىل نتائج رياضية عالية حيدد يف الرياضيني ملختلف األلعاب
الرياضية الذين متيزوا بإنجازات ال مثيل هلا وحافظوا عليها لسنوات طويلة.
طول مدة مشاركة الرياضيني عىل مستوى عال متعلق بشكل حاسم بغياب عنارص
تعجيل اإلعداد يف املراحل املبكرة من التطوير ألمد وباإلضافة إىل تعلقه بالربجمة العقالنية
للحموالت التدريبية والتنافسية يف املرحلة ذاهتا من مرحلة احلفاظ عىل اإلنجازات.
إضافة لذلك خربة إعداد عدد كبري من الرياضيني من مستوى عايل يف السنوات 00-01
األخرية يف ألعاب رياضية تتميز خاصة بحموالت تدريبية وتنافسية كبرية ،لن حتقدم
معلومات كثرية لفرضيات بناءة كافية حول العوامل املهمة األخرى املحددة ملدة احلفاظ
عىل املستوى العايل لتكيف الطويل .ويؤثر باألخص عىل مدة املشاركات عىل مستوى
عال ،خيار نمو احلموالت يف بداية التحقيق األقىص للقدرات الفردية.النمو املنتظم
للحموالت مرتبط بالبلوغ األبطأ ملستوى التكيف الالزم ،لكن هذا التكيف الحق يف
معظم احلاالت يكون مستقرا ويؤمن مشاركة طويلة عىل مستوى عال ،وقد استخدم عدد
كبري جدا من الرياضيني املشاركني طويال عىل مستوى عال أو ممن مستواهم عال ،هذا
اخليار من آلية احلموالت يف التدريبات طويلة األمد.
111
نمو احلموالت عىل طفرات يف أثناء مشاركة الرياضيني يف املنطقة العمرية املثالية
يؤدي إىل تشكل استثنائي رسيع للتكيف الالزم لبلوغ نتائج عالة ،فخالل موسم واحد
متكن الكثري من الرياضيني ذوي النتائج املتواضعة من االنتقال إىل الصفوف األوىل يف
العامل وحتطيم األرقام القياسية والفوز ببطولة أوروبا والعامل واألوملبياد ،غال أن التكيف
الطويل الذي تم بلوغه هبذه الطريقة غالبا جدا يكون غري مستقر وال يسنح للرياضيني
باحلفاظ عىل مستوى النتائج املتحققة حتى يف أثناء تدريبات عنيفة جدً ا.
التكيف الطويل الذي جاء نتيجة نمو منتظم للحموالت التدريبية والتنافسية له عدة
أفضليات ال شك فيها باملقارنة مع تكيف تم عن طريق نمو احلموالت عىل طفرات مثل
هذا التكيف يرافقه فقدان أقل من موارد اجلسم ويف نفس الوقت يتميز بمقاومته الكبرية
لعوامل فقدان التكيف والضغط النفيس.
واجلدير باملالحظة وامللفت لالنتباه ارتباط طول املشاركة عىل مستوى عال بقدرات
التكيف الفردية لشخص معني وفعالية وتقنني االستجابات التكيفية للحموالت املتبعة،
والدليل الواضح عىل ذلك هو احلقائق الكثرية التي تثبت أن العديد من الرياضيني ،من
هلم نفس املعطيات اجلسامنية واخلاضعني ملنهج مناسب من اإلعداد طويل األمد خيتلفون
كثريا بطول مشاركاهتم عىل مستوى عال :التقلبات ترتاوح بني 2-0ولغاية 01-5
سنوات وأكثر.
تشكل التكيف حسب ختصص الرياضي وجنسه:
بناء اإلعداد طويل األمد العقالين الذي يؤمن بلوغ أعىل النتائج الرياضية يف املنطقة
العمرية املثالية متعلق بشكل حاسم بمبادئ تشكل املهارات الرياضية ،وهيكلية النشاط
التنافيس يف لعبة رياضية معينة والعوامل املحددة لفعاليتها مبادئ تكيف األنظمة الوظيفية
واآلليات التي تتحمل احلمل األسايس يف أثناء عملية التدريب واملسابقات ،حتدد وترية
نمو اإلنجازات الرياضية ـ لترشح ذاك من خالل معلومات عن السياحة.
حتليل مسرية 211من أقوى سباحي العامل يف العرش السنوات األخرية كشفت عن
فروق كبري ة يف عملية تكون مهاراهتم الرياضية وسمح بجمع عدد كبري من اخليارات
الفردية لصعود املهارات إىل القمة وتلخيصها بأربعة خيارات أساسية.
114
اخليار األول ويفرتض بلوغ أعىل النتائج يف املنطقة العمرية املثيل املحددة نتيجة
فخفض جمموعة كبرية من الرياضيني املرموقني.
اخليار الثاين ويتميز ببلوغ أقىص النتائج خالل 3-0سنوات أبكر من احلدود الدنيا
للمنطقة العمرية املثيل هذا اخليار حطبق باألخص يف إعداد أقوى سباحي العامل.
اخليار الثالث ويتميز ببلوغ أعىل النتائج يف سن يفوق احلدود العليا للمنطقة املثالية
وهو خاص بالسباحني بشكل أسايس يف املسافات القصرية واملتوسطة النموذج األمثل
ملثل هذا اخليار هو "ماركوفسكي" الذي نال لقب بطل أوروبا يف سن 24و"غودهيو"
الفائز يف أوملبياد ال 22يف سن 23عا ًما و"لينري" الذي تصدر قائمة أفضل عرشة رياضيني
يف العامل ملسافة 011م فراشة.
اخليار الرابع وهو يميز الرجال مماريس املسافات القصرية والذين بدءوا بشكل متأخر
(من سن )06-04التدريب يف السباحة وهلم يف كثري من األحيان خربة اإلعداد
التمهيدي يف ألعاب أخرى والذين بلغوا قمة املهارات يف السباحة يف سن مثايل ملسابقات
القصرية خالل 6-0سنوات من التدريب ،هذا اخليار طبق عىل سبيل املثال يف إعداد
حمطمي األرقام القياسية يف مسافة 011م حرة.
تطبيق هذا اخليار أو ذاك من هيكلية اإلعداد طويل األمد مرتبط بعدة أسباب ،لكن
بالدرجة األوىل مرتبط بجنس الريايض وختصصه والعمر الذي بدأ فيه بمامرسة السباحة
وطبيعة اإلعداد يف املراحل األوىل من التطوير طويل األمد ،وعىل األغلب فإن هناك أمهية
كربى هنا للفروق يف وترية النضوج البيولوجي أيض ًا الذي ححيدد حسب أقوال العديد من
اخلرباء باالمتداد الكبري (النطاق) (إىل 4-3سنوات) للتطور البيولوجي لألطفال من
نفس العمر (موتيلوفسكايا ،0064يوردانسكايا.)0054
عىل هذا فإن اهليكلية التقليدية لإلعداد طويل األمد والتي يتحقق من خالهلا بلوغ
النتائج العالية خالل 01-6سنوات من التدريب (السيدات يف سن 21-06والرجال يف
سن )22-05ويمكن اعتبارها هيكلية قاعدية فحسب وأما آفاق النمو الالحق
لالنجازات فمتعلق بشكل كبري بتحقيق إحدى االختيارات التقليدية باملشار إليها هليكلية
التدريبات طويلة األمد ،املالئمة إىل درجة كبرية خلصوصيات سباح معني.
115
املعطيات التي تم ذكرها حول خصائص تشكل املهارات الرياضية عن طريق خمتلف
خيارات هيكليات التدريبات طويلة األمد جيب أن تصبح واحدة من العالمات الرئيسية
لتميز وتفريد (شخصية) العملية طويلة األمد ملامرسة السباحة وهي تسمح بتقييم مستقبل
ريايض معني وموضوعي أيض ًا عن طريق مقارنة عن طريق مقارنة طريقة الشخيص
لتشكل مهاراته مع قوانني الصعود إىل القمة الرياضية.
املعطيات التي توصل إليها "ساخنوفسكي" ( )0056هبذا اخلصوص تلفت االنتباه
فيام يتعلق بوترية تكون املهارات الرياضية العالية يف مرحلة التحقيق األقىص لقدرات
الرياضيني الفردية وأشري إىل أنه لدى السيدات املختصات بالسباحة ملسافات قصرية
211-011م فإن العمر املناسب لبدء اإلعداد الشديد للنتائج العالية هو 06-00ويف
السباقات املتنوع والسباحة احلرة ملسافة 511-411م هو سن 00-04الرجال
املختصون يف سباحة املسافات القصرية من املفيد البدء باإلعداد اهلادف الشديد قبل بلوغ
سن 05-06أما املتخصصون يف سباحة املتنوع واملسافات الطويلة فهو قبل 06سنة.
وترية تشكل التكيف طويل األمد التي تظهر كاملة يف آلية نمو النتائج الرياضية
ختتلف جدً ا لدى الرجال والسيدات وأيض ًا لدى رياضيني خمتصني يف سباقات خمتلفة
املسافات (اجلدول )00
(اجلدول 19تغري نتائج أقوى سباحي العامل قبل سنتني من بلوغ أعىل النتائج بالنسبة
ملسافة 100م)
نمو النتائج ،ثانية
املسافة ،مرت
سيدات رجال
0201 1202 011
2204 0266 211
3221 2202 411
4212 ــ 511
ــ 2206 0011
أن الطريق األطول يف مرحلة اإلعداد ألعىل اإلنجازات جيتازه الرجال املختصون
بمسافة 011م صدر وفراشة وأقرص طريق جتتازه السيدات يف سباحة الظهر ملسافة 411
116
و 511م حرة ،هذه احلقائق جيب بال شك أخذها يف احلسبان يف أثناء برجمة إعداد طويل
األمد لسباحني من اجلنسني ومن خمتلف التخصصات.
ومن املهم أيض ًا األخذ يف احلسبان وترية تشكل املهارات لدى رياضيني حسب
جنسهم وختصصهم وأثناء انتقاء املرشحني لإلعداد الشديد يف املراحل اخلتامية
للمسابقات العاملية الضخمة كبطولة العامل واألوملبياد ،كشف التحليل أنه خالل العام
الذي يسبق مثل هذه املنافسات للسيدات املختصات يف سباحة211م ظهر أو 411م
حرة ،نتيجة التدريب الشديد ،قادرات عىل حتسني حاد للنتائج الرياضية واالنتقال من
املراكز 011-01يف الئحة أقوى سباحي العامل إىل مراكز الصدرة وبلوغ مستوى األرقام
القياسية أو جتاوزها السباحون الرجال املختصون بمسافة 011م ليست لدهيم قابلية نحو
نمو النتائج عىل شكل ظفرات وقبل عام من املسابقات الضخمة يكون مجيع أصحاب
املراكز األوىل معروفني للعامل كله و حيتلون مراكز الصدارة عملي ًا (عادة ليس أقل من
مركز )5-6يف قائمة أقوى ريايض العامل.
إن القوانني التي تعكس تشكل التكيف طويل األمد للسباحني بحسب ختصصهم
وجنسهم وخصائص بناء إعدادهم تتبني بقدر أكرب أو أقل يف األلعاب الرياضية األخرى
أيض ًا عىل سبيل املثال يف منافسات العدو بألعاب القوى للسيدات نجد رياضيات حققن
نتائج باهرة يف سن21-05و 30-26ويصبح رياضيون بأعامر 21-05و32-26
أبطاال للعامل واألوملبياد النطاق العمري يف السباقات الضخمة يف الرمي يكون متعدد وبالعرشات.
وترتبط هبذه األرقام قوانني حقيقة موجودة للتكيف الطويل عامة جلسم الريايض مع
أعىل النتائج يف خمتلف األلعاب لن يتم تطبيقها عمليا وهذه مهمة صعبة جدً ا ويمكن
القيام بذلك فقط يف أثناء األخذ يف احلسبان بشكل أكيد عدد كبري من العوامل ابتدا ًءا من
خصوصية اللعبة الرياضية ونوع املنافسة وانتها ًءا بالقابلية اجلينية لريايض معني مع
التكيف وحتمله احلموالت وإظهار أعىل القدرات يف سن معينه الخ...
ففي حال متكن ريايض موهوب ،يف أثناء نظام التطوير طويل األمد ،من تطبيق
برنامج تدريبي يعتمد عىل قوانني عامة لتكيف اجلسم وأيض ًا األخذ يف احلسبان خصوصية
اللعبة الرياضية وخصائص الريايض الفردية مع استخدام كل خمزون الوسائل وطرق
اإلعداد ،فهناك احتامل كبري جدً ا وهو أن حيقق الريايض نتائج عىل مستوى العامل وحيافظ
عليها سنوات طويلة.
117
118
الفصل الرابع
املرتفعــــات
110
املرتفعات
تأثري التدريب يف املرتفعات على األداء الرياضي
يمتلك هلواء اجلوي وز ًنا ملحو ًظا حيدد بموجبه الضغط اجلوي وينضغط هذا اهلواء
حتت تأثري وزنه لذا فإن ضغطه وكثافته عند سطح األرض (عىل مستوى سطح البحر)
يتخذان أكرب قيمة هلام من أي مكان آخر أو تنخفض تلك القيمة من ارتفاع عمود اهلواء
(اجلدول) ويشكل هبوط الضغط اجلوي مع االرتفاع ظرو ًفا هلبوط الضغط فكلام زاد
االرتفاع عن مستوى سطح البحر انخفض الضغط اجلوي وينخفض معه الضغط
اجلزيئي للغازات التي تشكل اهلواء اجلوي ويتخذ هبوط الضغط اجلزيئي لألكسجني
وبالتايل انخفاض عدد جزيئاته يف حجم اهلواء املستنشق ،أي ظروف هبوط األكسجني
أمهية كربى بالنسبة لإلنسان ،وخيضع اإلنسان يف املرتفعات لظروف مضاعفة هبوط كمية
األكسجني ويمكن أن تربز مثل هذه الظروف يف احلجر الباومرتية شديدة اإلحكام من
خالل انخفاض الضغط فيها ويمكن أحيا ًنا بطريقة تنفس مزيج من الغازات التي تكون
كمية األكسجني فيها منخفضة بحيث يكون الضغط البارومرتي للغازات اعتياد ًيا وبزيادة
االرتفاع بؤدي النقص يف كمية األكسجني يف اهلواء اجلوس إىل هبوط يف الضغط اجلزيئي
لألكسجني يف هواء احلويصالت وانخفاض كميته يف الدم الرشياين وستسوء نتيجة لذلك
عملية تأمني األنسجة باألكسجني ،وعليه فإن عملية املكوث يف اجلبال تتطلب وسائل
فسلجية متخصصة للمحافظة عىل تكيف عملية تزويد اجلسم باألكسجني ،أما العامل
الثاين يف انخفاض كثافة اهلواء اجلوي يف املرتفعات فيكمن يف انخفاض املقاومة اخلارجية
للهواء إزاء اجلسم املتحرك ،لذلك فعند التحرك برسعة واحدة سيكون الشغل اخلارجي
يف املرتفعات أقل مما هو عليه يف السهول ويظهر هذا بصورة خاصة يف التامرين الرياضية
ذات رسعة انتقال كبرية ففي ركض املسافات القصرية وكذلك يف التزلج الرسيع عىل
اجلليد ويف سباق الدراجات ملسافات قصرية يف املرتفعات يمكن بلوغ نتائج رياضية أعىل
مما هي عليه يف السهول ،وكلام كانت درجة احلرارة منخفضة كان االرتفاع عال ًيا فإذا كان
معدل درجة احلرارة عند مستوى سطح البحر يساوي 00درجة سيلزيوسية فإنه يمكن
أن ينخفض هذا املعدل بمقدار 620درجة سيلزيوسية لكل 0111مرت ويستمر هذا
االنخفاض حتى بلوغ علو بمقدار 00111مرت.
111
"ما هيم التطبيق الريايض هو معرفة كيفية التأثري الفسلجي عىل ذلك اجلزء يف
املرتفعات الذي يبدأ بـ 0011مرت وينتهي عند 3111مرت".
اجلدول ( )10الضغط اجلوي والضغط اجلزيئي لألكسجني يف اجلو ويف هواء احلويصالت
يف ارتفاعات خمتلفة
111
ونتيجة لذلك يمكن لضغط األكسجني أن يساوي بالقرب من احلبيبات 01ملم
زئبق عند مستوى سطح البحر وحوايل 0ملم زئبق عىل ارتفاع 0111مرت ،إن مثل هذا
كبريا بحيث يؤمن الظروف الدنيا جلريان عمليات األكسدة األنزيمية يف
الضغط ال يزال ً
خاليا اجلسم.
يتحدد ضغط األكسجني يف هواء احلويصالت بواسطة ضغط الغاز يف هواء الشهيق
وكمية التنفس الرئوي ،وكلام كانت الكمية األخرية أكرب ،أي كلام كان تبادل اهلواء يف
الرئتني أكرب كان تركيب هواء احلويصالت قري ًبا من اهلواء اجلوي ،ولكن يف مجيع احلاالت
فإن الضغط اجلزيئي لألكسجني يف هواء احلويصالت يستطيع فقط أن يتقرب من هواء
الشهيق (يف اهلواء اجلوي) وال أن يساويه أما جتاوزه فذلك مستحيل وعليه فكلام زاد
االرتفاع (انخفاض الضغط البارومرتي).
هبوط الضغط اجلزيئي لألكسجني يف اهلواء اجلوي وهبط الضغط املذكور معه يف
هواء احلويصالت (انظر جدول ،)3وينخفض طرد ًيا مع هبوط الضغط اجلزيئي
لألكسجني يف اهلواء اجلوي وهواء احلويصالت التوتر اجلزيئي لألكسجني يف الدم
الرشياين (هبوط األكسجني) وهذا هو أحد املنبهات األساسية يف تعزيز التنفس الرئوي يف
ظروف اهلدوء وبسبب هبوط التنفس تعزيز حترر ثاين أكسيد الكربون يف الدم مع هواء
الزفري ونتيجة لذلك فإن توتر ثاين أكسيد الكربون يف الدم الرشياين ينخفض مع الصعود
إىل املرتفعات أي تقوي عملية هبوط ثاين أكسيد الكربون يف الدم والتي يمكن بدورها أن
تعزز النسيج العضيل وانقباض األوعية بصورة كبرية وتعترب نتائج عملية تضيق أوعية
الدماغ مزعجة جدً ا للجسم.
عند تعزيز عملية طرد ثاين أكسيد الكربون من الدم مع هواء الزفري فإن تركيز ثاين
أكسيد الكربون املذاب يف الدم سينخفض بصورة أكرب من انخفاض البيكربونات ،لذلك
فإن املؤثر اآلخر.
هلبط التنفس العايل هو إزاحة استجابة الدم باالجتاه القلوي أي مضاعفة ،PHأن
تأثريا
هبوط التوتر اجلزيئي لثاين أكسيد الكربون ومضاعفة PHيف الدم الرشياين يسبب ً
إلعاقة املركز التنفيس ،وينبغي أن ينظر إىل مستوى التنفس يف املرتفعات كفسلجة موفقة
114
بني التكيف املطلوب يف تزويد اجلسم باألكسجني يف ظروف هبوط األكسجني ورضورة
املحافظة عىل التوازن احلاميض – القلوي – يف قيمته الطبيعية.
يؤدي هبوط التوتر اجلزيئي لألكسجني يف الدم الرشياين يف ظروف هبوط األكسجني
العايل إىل انخفاض التشبع النسبي للهيموجلوبني باألكسجني وبالتايل إىل انخفاض تركيز
األكسجني يف الدم ،فعىل ارتفاعات ترتاوح بني 3111 – 2111مرت يساوي الضغط
اجلزيئي لألكسجني من هواء احلويصالت 51-61ملم زئبق تقري ًبا ،أي إنه يكون ضمن
حدود السطح العلوي لقسم منحنى تفكك اهليموجلوبني املؤكسد (الشكل )0ويضمن
ارتفاعا نسب ًيا لتشبع الدم باألكسجني يف الشعريات الرئوية ،يزيد عن %01من
ً ذلك
اهليموجلوبني يف هيئة هيموجلوبني مؤكسد ،ويف املرتفعات العالية ينخفض ضغط
األكسجني يف احلويصالت يف القسم الوسطي ملنحنى تفكك اهليموجلوبني املؤكسد لذلك
فإن كفاءة ارتباط األكسجني يف الدم ونقله يف املرتفعات العالية ستنخفض بصورة حادة
أن هبوط تشبع الدم الرشياين باألكسجني لغاية %51من القيمة الطبيعية يولد مجلة من
أعراض هبوط األكسجني الثقيلة والتي تعرف (باملرض اجلبيل) كوجع الرأس والشعور
بالتعب واضطراب النوم واضطراب اجلهاز اهلضمي وغري ذلك.
وأثناء العمل العضيل ويف ظروف هبوط األكسجني العايل ينخفض الضغط اجلزيئي
لألكسجني يف الدم الوريدي ،فيكون كام هو عليه يف الظروف االعتيادية .لذا فإن تباين
منظومة الرشيان الوريدي فيام يتعلق بكمية األكسجني يف الظروف اجلبلية تكون أقل مما
هي عليه يف املناطق املستوية عند تنفيذ العمل نفسه وكلام كان االرتفاع (حيث درجة
هبوط األكسجني أكرب) واحلمولة أكثر شدة انخفض توتر األكسجني وتشبع الدم
الرشياين به بصورة اكثر وضوحا.
عند تنفيذ عمل عضيل يف املرتفعات فإن مضاعفة تركيز احلامض اللبني يف العضالت
والدم حيدث عند تنفيذ محوالت أوطأ مما ينبغي تنفيذها يف مستوى سطح البحر
"انخفاض العتبة الالأكسجينية " فرتكيز احلامض اللبني يف العضالت والدم للحمولة
الواحدة عند أداء العمل يف املرتفعات يكون أكرب مما هو عليه يف مستوى سطح البحر،
لذلك فان القدرة الالأكسجينية القصوى وعىل األقل ذلك اجلزء منها والذي حتدده
115
منظومة وجود حامض اللبنيك يف الدم ال تنخفض يف املرتفعات .وتشهد عىل ذلك تلك
احلقيقة التي تشري إىل أن الدين األكسجيني األعظم يكون يف األيام األوىل يف املرتفعات
كام هو عليه عند مستوى سطح البحر.
وظيفة الدورة الدموية:
يعوض عن هبوط تشبع الدم باألكسجني عند أداء عمل أوكسجيني دون قيمته
القصوى يف املرتفعات من خالل زيادة الطرح القلبي أما احلجم االنقبايض يف هذه احلالة
سيكون كام هو أو أقل قليال مما هي عليه يف الظروف الطبيعية .وال ختتلف مؤرشات
ضغط الدم الرشياين بصورة ملحوظة عام عليه يف املناطق املستوية عىل الرغم من مالحظة
بعض االنخفاض للضغط االنبساطي يف املرتفعات ويرتبط ذلك بانخفاض مقاومة
املحلية لألوعية .وتكون القيمة العظمي للطرح القلبي واحلجم االنقبايض واحدة يف
املرتفعات وعند مستوى سطح البحر .عند تنفيذ محوالت أكسجينية قصوى .أما القيمة
القصوى للطرح القلبي األعظم فيتم احلصول عليها يف ظروف هبوط األكسجني عند
تنفيذ محولة بشدة أوطأ مما هي عليه عند مستوى سطح البحر ومع الصعود إىل املرتفعات
ينخفض تيار الدم التاجي وتأمني األكسجني واحتياج العضلة القلبية له يف ظروف
اهلدوء.
ومن أجل تغطية استهالك العضلة القلبية من األكسجني يف أثناء عمل عضيل متوتر
فالبد ان يكون تيار الدم التاجي يف املرتفعات أكرب مما هو عليه يف مستوى البحر (وتقدر
هذه الزيادة بـ %01يف ارتفاع 2011مرت و %31يف ارتفاع 4111مرت).
ومن اآلليات املهمة لزيادة الطرح القلبي يف أثناء العمل يف املرتفعات يمكن اعتبار
زيادة احلجم املركزي للدم والذي يؤدي إىل زيادة العودة الوريدية وحيدث ذلك استجابة
النخفاض توتر ثاين أكسيد الكربون يف الدم الرشياين (هبوط ثاين أكسيد الكربون يف
الدم).
ومع مضاعفة الطرح القلبي فإن إمكانيات اجلسم يف األكسجني يف أثناء تنفيذ عمل
عضيل يف ظروف اهلبوط البارومرتي لنقص األكسجني يتضاعف نتيجة تعزيز تركيز الدم
القائم مما يؤدي إىل مضاعفة وجود األكسجني يف الدم الرشياين ،لذا فإن االنخفاض
116
ضغط (وجود) األكسجني يف هواء الشهيق يف أثناء تأدية العمل يف املرتفعات يولد تقوية
إضافية للتنفس الرئوي ويضاعف الطرح القلبي ودرجة تركيز الدم مقارنة بالظروف
القائمة يف مستوى سطح البحر.
ان هذه اآلليات اإلضافية تزيد نقل األكسجني إىل العضالت العاملة وأنسجة اجلسم
األخرى .ولكن حتى يف ظروف املرتفعات املتوسطة فإن هذه االستجابات التكيفية ال
يمكن أن تعوض بالكامل هبوط الضغط اجلزيئي وتركيز األكسجني يف هواء احلويصالت
والدم الرشياين .لذلك تنخفض القدرة الغازية القصوى يف ظروف اهلبوط البارومرتي
لنقص األكسجني وتزداد قيمة توليد الطاقة األكسجينية من أجل تأمني العمل العضيل
الشديد.
تزداد رسعة استهالك األكسجني يف بداية العمل بصورة أبطأ مما هي عليه يف الظروف
االعتيادية .ويرتبط هذا حلد كبري مع تباطؤ إعداد منظومات الدورة الدموية ،ولذلك فان
العمل يف الظروف اجلبلية يتسم بزيادة نقص األكسجني.
إن العمل الشديد للجهاز التنفيس والقلب وكذلك خرق احلركة التنفسية يؤدي إىل
أن تكون القيمة الطاقية يف مثل هذه الظروف أعيل مما عليه يف ظروف مستوى سطح البحر
فمثال يتجاوز عند تنفيذ العمل نفسه يف املناطق املستوية بمقدار %0أما تقوية نشاط
منظومات التنفس والدورة الدموية يف تأمني العمل العضيل يف املرتفعات يشكل منطلقات
لتطوير اإلرهاق بصورة أرسع مما هي عليه عند مستوى سطح البحر ويف أثناء املكوث يف
مرتفعات عالية حتدث تغريات يف احلالة الوظيفية للمنظومة العصبية والتي خيرق بنتيجتها
التنظيم لوظيفة اجلسم.
التأمل اجلبيل (تكيف االرتفاع):
يعني مصطلح التأمل اجلبيل"جمموعة الوسائل الفسلجية التكيفية املتخصصة التي تربز
يف أثناء عملية املكوث الطويلة أو غري الطويلة يف املرتفعات".
وينخفض هذا التكيف تأثري هبوط ضغط األكسجني يف هواء الشهيق(هبوط
األكسجني)عىل حجم اإلنسان .ويضاعف كفاءة أدائه يف هذه الظروف املتخصصة .ومن
املمكن تقسيم ميكانيكية التكيف الطبيعي يف ظروف املرتفعات اجلوية إىل قسمني ويؤمن
117
القسم االول تقوية نقل األكسجني إىل أنسجة اجلسم .يف حني يؤثر القسم الثاين عىل
املستوى النسيجي ويوجه لتقوية فاعلية استخدام األكسجني من قبل اخلاليا لتوليد الطاقة
األكسجينية .وكلام كانت فرتت املكوث يف املرتفعات أطول زاد اكتامل التكيف نحوها
وبالتايل تصاعدت كفاءة األداء يف ذلك املرتفع .إن اقرص فرتة الزمة للتكيف إزاء
املرتفعات تعتمد قبل كل شئ عىل االرتفاع نفسه .إذ تساوي هذه الفرتة 01-6أيام إذا
كان االرتفاع ينحرص بني 2011-2111مرت وتزداد ايل 20-00يو ًما .عند زيادة علو
وأخريا فإن هذه الفرتة تساوي 20-20يوم إذا كان علو املرتفع ً املرتفع إىل 3611م
4011وما هذه سوي فرتات تقريبية ألن اجلزء األسايس يف هذا املجال يعتمد عىل املزايا
الذاتية للشخص إضافة لذلك فإن أي تواجد يف هذا اجلبال ال يمكن أن يقود إىل مستوى
كفاءة األداء التي يتمتع هبا الفرد عند مستوى سطح البحر مهام كان تواجد ذلك الشخص
يف املرتفعات طويال .وال يمكن أن يكون عند سكان املناطق املنبسطة الذين يتواجدون يف
املرتفعات ذلك املستوى من االقتصاد يف نقل األكسجني وطرحه الذي يتم به سكان
املناطق اجلبلية .فبعض الناس ال يمكنهم إطال ًقا التكيف يف املرتفعات ويعانون من شدة
املرض اجلبيل ويالحظ ذلك أحيا ًنا عند األشخاص الذين يولدون يف اجلبال .ويمكن
تقسيم املكوث يف اجلبال بالنسبة للطول إىل أربعة درجات من التأمل هي:
-0حادة لغاية 31دقيقة.
-2قصرية بضعة أسابيع.
-3طويلة يضعه أشهر.
-4ثابتة العيش الدائم يف املرتفعات.
تضم امليكانيكية األساسية يف التكيف إزاء ظروف اهلبوط البارومرتي هلبوط
األكسجني اآليت:
-0مضاعفة التنفس الرئوي وما يصاحبه من تغريات يف توازن احلامض القلوي يف الدم
وأنسجه أخرى.
-2تقوية انتشار كفاءة الرئتني.
118
-3مضاعفة تركيز الكريات احلمراء واهليموجلوبني.
-4التغري يف املستوى النسيجي.
تعزيز التنفس الرئوي:
يرى هبوط التنفس التكيفي يف الساعات األوىل من الوصول إىل املرتفعات وحيدث
عىل مدار عدد من األيام مضاعفة مستمرة للتنفس الرئوي عند تنفيذ احلمولة نفسها.
وبعد ميض أسبوع من املكوث يف املرتفع املعني يستقر املستوى املرتفع يف التنفس الرئوي
(الشكل )2ويقلل التأمل الطويل إزاء ظروف اهلبوط البارومرتي هلبوط األكسجني
حساسية ميكانيكية املستقبل الكيمياوي لتنظيم التنفس اذ تضعف تأثري االنعكاسات عىل
املركز التنفيس واستجابته إزاء مؤثرات هبوط األكسجني وهبوط ثاين أكسيد الكربون.
وتشري الدراسات بأنه عىل مدى 22يوم من املكوث يف مرتفعات تعلو 4311م
ويساوي استهالك األكسجني يف أثناء تأدية العمل كمية تراوحت بني 226 – 226
لرت/دقيقة.
وتعاقبت التجارب بعد ميض يوم من التنفس باهلواء اجلوي واألكسجني التنفيس
وعند العودة إىل ظروف املناطق املنبسطة ينبغي مرور بضعة أسابيع كي يمكن للتنفس
الرئوي ان يبل مستواه الطبيعي.
مضاعفة الكفاءة التنافذية للرئتني:
تتغري الكفاءة التنافذية للرئتني يف أثناء التأمل اجلبيل ببطء شديد وهكذا فبعد ميض ستة
أشهر من اإلقامة يف مرتفع يبل علوه0511م ال تالحظ تغريات ملحوظة يف الكفاءة
التنافذية للرئتني .وباإلضافة لذلك فان الكفاءة التنافذية عند السكان الثابتني والذين
يعيشون يف املرتفعات العالية يف فرتة طويلة تكون أكثر وضوحا من سكان املناطق
املنبسطة .ويمكن للسطح العام للرئتني من أجل تنافذ الغازات عند األشخاص الذين
يعشون فرتة طويلة يف املرتفعات أن يتضاعف بعض اليشء من خالل مضاعفة مساحة
احلويصالت وحجم (سطح) احلويصالت الرئوية يفضل متددها الدائم أي التوسع.
ويؤدي هذا إىل جعل غشاء احلويصالت الشعرية أكثر رقة وهذا األمر الذي يسهل تنافذ
119
جزيئات األكسجني من خالله كام أن تباطؤ جريان الدم خالل األوعية الرئوية املوسعة
حيسن الظروف النتشار األكسجني.
يتسم السكان الدائمون يف مناطق املرتفعات العالية بان مجيع السعات الرئوية (العامة
واحليوية واملتبقية الوظائفية) وكذلك احلجم املتبقي للرئتني مضاعفة مقارنة بسكان
املناطق املنبسطة.
التغري يف منظومة الدورة الدموية:
توجه التغريات التكيفية األساسية يف منظومة الدم نحو مضاعفة إمكانياهتا لنقل
األكسجني .ويعترب التأمل إزاء املرتفعات كتكيف إزاء التوتر اجلزئي املنخفض لألكسجني
وثاين أكسيد الكربون يف الدم ويف األنسجة األخرى ويعيق هبوط التنفس الكبري هبوط
الضغط اجلزئي لألكسجني يف هواء احلويصالت وبالتايل يف الدم الرشياين .ولكن درجة
انخفاض التوتر اجلزئي لألكسجني يف الدم الرشياين يالحظ مبارشة عند الوصول إىل
املرتفعات .وتبقي ثابتة ملدة أسابيع عديدة من التأمل .أما عند املكوث القصري يف املرتفعات
فيستمر هبوط التوتر اجلزئي لثاين أكسيد الكربون يف الدم إضافة ملضاعفة التنفس
الرئوي .ولكن نتيجة التأمل الطويل املستمر فإنه يتضاعف ،وهو ما يظهر سواء كان ذلك
يف ظروف اهلدوء أو يف زمن األداء العضيل.
جتري استعادة التوازن احلاميض -القلوي يف الدم وغريه يف سوائل اجلسم خالل
بضعة أيام من وصول الفرد إىل املرتفعات بصورة تدرجيية يفضل تعزيز إبراز القلويات
(البيكربونات) من الدم من خالل الكليتني مع البول وتنتهي عملية تنشيط إبراز
البيكربونات من الدم ،عندما يستعيد املؤرش pHقيمته الطبيعية ( .)6241ويؤدي
انخفاض القالء إىل مواصلة تنشيط التنفس الرئوي.
إن انخفاض تركيز القاعدة املوازن (االحتياطي القلوي) يف دم األشخاص الذين
مؤرشا سلب ًيا .إذ تنخفض الكفاءة ملقاومة األمحاض
ً تأقلموا يف املرتفعات الكبرية يتخذ
التي تظهر يف أثناء العمل العضيل نتيجة تكوين (حامض اللبنيك) يف الدم وخروجها منه.
ويمكن أن يكون ذلك أحد األسس يف هبوط كفاءة األداء.
110
وينخفض تركيز األسيد يف الدم الرشياين عند تنفيذ محولة غازية دون القصوى مع
زيادة التأقلم إزاء االرتفاع .كام أن تركيز األسيد األقىص يف الدم للشخص املعني هو
اآلخر ينخفض بعض اليشء يف عملية التأقلم يف املرتفعات لفرتة طويلة.
ويكون حجم البالزما يف الدم يف األيام األول للوصول يف املرتفعات قد انخفض
مقارنة باحلجم يف املناطق املنبسطة لذا يزداد مؤرش هبوط الكريات احلمراء ويتضاعف
كلام كان االرتفاع أعىل كان فقدان البالزما أشد عىل سبيل املثال بعد أسبوع من املكوث يف
مرتفع يبل علوه 2311م سينخفض حجم البالزما بمقدار يبل معدل %5يف حني
سيزداد هذا االنخفاض إىل %06عند زيادة االرتفاع إىل 4311م ويزداد هبوط الكريات
احلمراء يف احلالة األوىل بنسبة مقدارها %4وتركيز اهليموجلوبني هي %21 ،%6عىل
التتايل.
تعترب بداية انخفاض حجم البالزما شاهدا عىل نزع املاء نتيجة هبوط التنفس وتنشيط
إفرازات العرق .إن عدم رشب املاء بكميات كافية يف األيام األول للمعيشة يف اجلبال
يمكن أن ينشط نزع املاء خالل هذه املرحلة ال يوجد إحساس للعطش الشديد.
وينبغي تناول السوائل حتى يف حالة انعدام احلاجة الذاتية للسوائل .وجتري يف أثناء
الوجود املستمر يف املرتفعات عملية استعادة حجم البالزما املدورة إىل القيمة األولية (يف
وجود املناطق املنبسطة) .ويتطلب ذلك يف ظروف اجلبال متوسطة االرتفاع بضعة أشهر.
ويتضاعف تركيز الكريات احلمراء واهليموجلوبني يف الدم األيام األوىل للمكوث يف
املرتفعات نتيجة الرتكيز الدموي الذي يسببه فقدان جزء من البالزما املجارية يف أوعية
خاصة .ويؤمن الرتكيز الدموي احلفاظ عىل الرتكيز الطبيعي لألكسجني يف الدم الرشياين
دورا أساس ًيا يف تكيف اجلسم الرسيع لظروف هبوط األكسجني .ويف
لذلك فهو يلعب ً
األيام األول من الوصول إىل اجلبال تنشط عملية تكون الكريات احلمراء التي تقود إىل
زيادة حقيقية يف إعداد الكريات احلمراء يف الدم .ويصبح هذا العدد ملحو ًظا بعد ميض
4-3أيام من املكوث يف املرتفعات يزيد علوها عن 3111م ويزداد عدد الكريات
احلمراء الشبكيات والكريات احلمراء ذات األبعاد الكبرية التي تدور يف الدم .إن درجة
مضاعفة العدد اإلمجايل وبالتايل تركيز الكريات احلمراء يف ارتفاع ال يتجاوز 4511مرت
111
ترتبط بعالقة خطية مع االرتفاع وطول فرتة املكوث يف اجلبال .وعند زيادة االرتفاع إىل
6111م تنخفض عملية تكوين الكريات احلمراء عند مستلقي اجلبال بعد ميض بضعة
أيام عىل مكوثهم يف مرتفعات يزيد علوها عن 6111م يصل إىل 520مليون ملم .3أما
علوا.
عند السكان الدائمني يف اجلبال فان هذا العدد يكون أكرب كلام كانت منطقة العيش ً
االرتفاع (م) صفر 6011 0011 4011 3011 2011 0011 0111
تركيز الكزيات احلمراء (مليون /ملم522 623 626 622 025 020 023 )3
وتضاعف حجم الدم املدور نتيجة زيادة العدد اإلمجايل.
إن الرتكيز الدموي الذي حيدث يف بداية التأقلم يف املرتفعات والزيادة احلقيقية لعدد
مؤخرا وتؤدي إىل مضاعفة (هبوط الكريات ً الكريات احلمراء يف الدم والتي حتل
احلمراء) ولزوجة الدم والذي يؤدي بدوره إىل مضاعفة مقاومة األوعية املحلية ويؤثر يف
الوقت نفسه عىل ديناميكية الدم .إن التغري الطفيف يف عدد الكريات احلمراء ال يعطى
تأثريا ملحو ًظا يف لزوجة الدم .إن الزيادة الكبرية فقط قي عدد الكريات احلمراء التي
يمكن مالحظتها عىل سبيل املثال عند سكان املناطق اجلبلية املرتفعة جدً ا يمكن ان تظهر
تأثريا سلب ًيا حمد ًدا يف دور املدور.
إن تكوين كمية إضافية من اهليموجلوبني يف البداية يتأخر بعض اليشء مقارنة
بمضاعفة عدد الكريات احلمراء ولكن يف أثناء عملية التأقلم يترشد ويزداد تركيز
اهليموجلوبني يف الدم وعليه تتضاعف السعة األكسجينية يف الدم وعليه تتضاعف السعة
األوكسحينية يف الدم (اجلدول .)20
111
اجلدول ( )11مؤرشات الدم يف حالة اهلدوء عن األفراد املتأقلمني يف ارتفاعات خمتلفة
أما معدل تركيز اهليموجلوبني وعدد الكريات احلمراء ال يتغري يف هذه احلالة كام
تساعد مضاعفة تركيز اهليموجلوبني يف االحتفاظ بالرتكيز الطبيعي وربام كان أكثر بعض
اليشء بالنسبة لألكسجني .
حتدث زيادة عدد الكريات احلمراء وتركيز اهليموجلوبني يف ظروف اجلبال ذات
االرتفاع املتوسط بصورة بطيئة جدا ويكون هذا العدد أكرب كلام كان االرتفاع أعىل وفرتة
املكوث منه أطول أما تركيز اهليموجلوبني يف املرتفعات الشاهقة يف الدم فتزداد برسعة
وبصورة ملحوظة .وتشكل عند السكان الدائمني كمية تتجاوز 21غ ./ولكل 311م
زيادة يف االرتفاع يتضاعف مقابلها تركيز اهليموجلوبني يف الدم بمعدل %221عند
الرجال و %025عند النساء.
ينحرف منحني أكسدة اهليموجلوبني املتفكك يف أثناء عملية التأقلم اجلبيل نحو
اليمني مما يفسح املجال لتأمني متوين األنسجة باألكسجني وتتجيل أمهية ذلك خصوصا يف
العضالت العاملة .ولعل إحدى ميكانيكية هذا االنحراف يمكن أن تكون مضاعفة
الرتكيز يف كريات الدم احلمراء وهو ما يالحظ عند األفراد الذين يعيشون بصورة دائمية
111
يف املناطق اجلبلية ولكن حتى بعد التأقلم التام يف املرتفعات تبقي عملية متوين األنسجة
باألكسجني يف الدم الرشياين (اجلدول .)22
اجلدول ( )11مؤرشات الدم يف حالة اهلدوء يف ارتفاعات خمتلفة
تركيز التشبع %للدم الضغط اجلزئي تركيز الظروف االرتفاع (م)
األكسجني يف الرشياين لألكسجني اهليموكلوبني % والضغط
الدم الرشياين باألكسجني الرشياين ملم لألكسجني البارومرتي
% زئبق الرشياين ملم زئبق
0026 06 010 0020 اهلدوء صفر ()661
القصوى
0024 06 05
القائمة
اهلدوء
2126 03 60 0626 )051( 231
القصوى
اهلدوء
2126 51 66 0622 القصوى )021( 301
القائمة
اهلدوء
620 61 46 0522 القصوى )421( 431
القائمة
يكون الطرح القلبي عند أداء عمل غازي قريب من حدوده العظمي يف األيام األول
من الوصول إىل اجلبال أكرب مما عليه عند مستوى سطح البحر .ومن ثم يبدأ باالنخفاض
التدرجيي خالل بضعة أسابيع إىل أن يبل تلك القيمة التي تتسم هبا ظروف املناطق
املنبسطة .وحيدث انخفاض الطرح القلبي متزامنا مع مضاعفة السعة األكسجينية للدم
(تركيز اهليموجلوبني) ويكون خالل احلموالت الصغرية نسبيا مرتفعة بعض اليشء يف
الفرتة األوىل من اإلقامة يف اجلبال ولكن يف املراحل املتأخرة للتأقلم تصبح كام هي عليه يف
ً
أعامال ذات قدرة كبرية جدا فإن هذه القيمة ظروف مستوى سطح البحر .أما عند تنفيذ
يمكن ان تكون عند األشخاص املتأقلمني اقل مما هي عليه يف املناطق املنبسطة.
114
وال يتغري الطرح القلبي األعظم يف ظروف املرتفعات املتوسطة يف البداية ولكن مع
ميض الوقت قي اجلبال يأخذ يف االنخفاض لبعض اليشء وهذا األمر الذي يعد كنتيجة
النخفاض احلجم االنقبايض الن القصوى تبقي عادة بال تغيري ويف الوقت نفسه فان
الطرح القلبي األعظم يف املرتفعات العالية ينخفض بصورة ملحوظة.
وتكون املقاومة املحلية لألوعية عند سكان املناطق املنبسطة الذين تأقلموا للعيش يف
املرتفعات منخفضة بعض اليشء ويعترب هبوط األكسجني مؤثرا لتوسيع األوعية التاجية
يف الدماغ وغربها من األوعية األخرى .وإذا مل يكن هناك توسع تعوييض لزيادة حجم
الدم فان مضاعفة لزوجيته وانخفاض تشبعه باألكسجني سيشكالن محولة كبرية جدً ا يف
عمل القلب ويكون الضغط الرشياين عند سكان اجلبال املرتفعة الدائمني أوطأ بعض
اليشء مما هو عليه عند سكان املناطق املنبسطة فعند األشخاص الذين يعيشون يف مناطق
يتجاوز ارتفاعها 3111م حيدث ارتفاع يف ضغط الدورة الدموية الصغرى بمقاومة كبرية
يف أوعيتها وتوسع يف البطني األيمن .إن هذا يؤمن عالقة أكثر انتظاما بني التنفس ونفاذ
السوائل يف الرئتني مما يقلل التباين يف ضغط األكسجني بني هواء احلويصالت والدم
الرشياين أن التغريات املشار إليها ختتفي تدرجي ًيا حال العودة إىل املناطق املنبسطة.
التكييف النسيجي:
توجه التغريات األساسية يف األنسجة التي حتدث يف ظروف هبوط التوتر اجلزئي
لألكسجني نحو مضاعفة فاعلية احلصول عىل األكسجني واستنفاذه لتكوين الطاقة
الغازية وتتخلص هذه التغريات باآليت:
تعزيز الشعريات النسجية (مضاعفة عدد كثافة الشعريات) مضاعفة تركيز
اهليموجلوبني يف العضالت اهليكلية.
بمضاعفة تركيز احلبيبات الفتيلية ( )mitochondriumمضاعفة تركيز ونشاط
اإلنزيامت املؤكسدة.
ً
طويال وتتطلب هذه التغريات عىل عكس امليكانيكية تكيفية الفسلجية املنوه عنها وق ًتا
لذلك فهي يعثر عليها فقط عند السكان الذين يمكثون طويال يف مرتفعات شاهقة.
إن الزمن األمثل للتأقلم منسوبا إىل املعيشة الطويلة يف اجلبال -هي مرحلة نمو
وتطور الطفل.
115
تغري (االستهالك األعظم لألكسجني):
مع مرور الزمن يف األقلمة عادة ما يتصف (س ع ك) بحيث انه عندما متيض بضعة
أسابيع عىل البقاء يف املرتفعات حتى يصبح أكرب مما كان عليه يف األيام الدول وتبدو هذه
وضوحا يف املرتفعات املتوسطة مما هي عليه يف املرتفعات الشاهقة .فبعد ميض
ً الزيادة أكثر
فرتة 0-3أسابيع من املكوث يف املرتفعات املتوسطة يشكل انخفاض (س ع ك) نسبة ال
تتجاوز %06-6مقارنة بقيمته يف املناطق املنبسطة ان انخفاض قيمة (س ع ك) لدرجة
واحدة من هبوط األكسجني يكون عند سكان اجلبال أقل مما هو عليه عند األشخاص
الذين يسكنون يف اجلبال وهم سكان املناطق املنبسطة .كام أن التدريب يف املرتفعات
وعملية التأقلم يف اجلبال تزيد من (س ع ك) عند األفراد املتدربني يف اجلبال أكرب من
األفراد غري املتدربني ولكن حتي يف حالة التأقلم النشط املتواصل تبقي قيمة (س ع ك) يف
اجلبال أوطأ مقارنة بالقيمة األولية هلذه املؤرش يف املناطق املنبسطة عند مستوى سطح
البحر .وجتدر اإلشارة إىل أن الرياضيني من ذوي املهارات العالية انخفضت قيمة (س ع
ك) بنسبة %04عند وصوهلم مدينة املكسيك (عىل ارتفاع 2311مرت) وبعد ميض 00
يوما يكون شكل االنخفاض يف القيمة %6مقارنة بالقيمة األولية (س ع ك) وبل معدل
انخفاض (س ع ك) عند ثامنية رياضيني حيملون لق ًبا دول ًيا (%06تراوح االنخفاض
الشخيص بني )%06,6وحتى األشخاص الذين يقطنون اجلبال بصورة دائمة من
الرياضيني املتدربني الذين حيتفظون بقيمة منخفضة (س ع ك) يف ذلك االرتفاع مقارنة
عند مستوى سطح البحر فعىل سبيل املثال لقد كانت قيمة (س ع ك) عند الرياضيني من
سكان املرتفعات ذات علو 3011م بصورة دائمية أقل بنسبة %26من قيمته عند مستوى
سطح البحر.
ويساعد يف ارتفاع قيمته (استعادة ) (س ع ك) يف املرتفعات آليات متنوعة لتكييف
تعوييض يف ظروف هبوط األكسجني :تنشيط التنفس الرئوي مضاعفة الكفاءة التنافذية
للرئتني زيادة السعة األكسجينية يف الدم واحلجم اإلمجايل للدم املدور والطرح القلبي
وتقوية اخلاصية الشعرية للعضالت اهليكلية واحلبيبات يف اخلاليا العضلية وزيادة نشاط
اإلنزيامت املؤكسدة .وعندما يعود اإلنسان إىل املناطق املنبسطة فهو يفقد عىل مدى بعض
األسابيع تدرجي ًيا ذلك التكيف يف ظروف اهلبوط البارومرتي لنقص األكسجني.
116
كفاءة األداء الرياضية:
يف املرتفعات املتوسطة وبعد العودة إىل مستوى سطح البحر ينخفض األداء البدين
لإلنسان عند صعود لإلنسان عند صعود املرتفعات ويشمل هذا بصورة أساسية كفاءة ا
الغازية (املطاولة) اذ يؤرش انخفاضها بدء ًا من علو 0211م .وال يوجد يف هذا املجال
فرق بني األشخاص املتدربني وغري املتدربني حيث تنخفض كفاءة األداء عند هؤالء
حلظة وصوهلم اجلبال بكمية متساوية تقريبا مقارنة بمستوي املناطق املنبسطة كام يالحظ
تأثري املرض اجلبيل بدرجة أكثر وضوحا عند الرياضيني.
كفاءة األداء الرياضية عند تنفيذ متارين القوة املميزة بالرسعة (الالأوكسجينية):
إن القوة العضلية وكذلك احلركة التنسيقية خالل اجلهود القصوي ال تتغري عمل ًيا عند
الصعود إىل املرتفعات أو عند استنشاق مزيج من الغاز حيتوي تركيز واطئ من
األكسجني .لذا ففي التامرين الرياضية غري الطويلة ال تتجاوز الواحدة (القوة املميزة
انخفاضا واضح يف النتائج مقارنة باملناسبات املنبسطة وباإلضافة
ً بالرسعة) ال حيالحظ
لذلك ففي املرتفعات وبسبب هبوط كثافة اهلواء فيمكن أن يكون التناقص للمسافات
القصرية (وخاصة يف ركوب الدراجات) أعىل مما عليه يف مستوى سطح البحر ولكن
ينبغي األخذ بعني االعتبار أن عملية االستعادة يف اجلسم جتري املرتفعات بصورة بطيئة
لذلك فإن إعادة تنفيذ التامرين حتى وإن كانت قصرية يف هذه الظروف تسبب حصول
إرهاق رسيع وهبوط يف كفاءة األداء مما عليه يف السباق التي تنفذ يف املرتفعات يف هذا
االرتفاع حاجة لتأقلم أوىل منخفض يقوم به الريايض يف هذا االرتفاع وإذا مل يعالج
الريايض من املرض اجلبيل فعندئذ يمكن انتخاب زمن مكوثه من أجل املنافسات
اختيار ًيا.
كفاءة األداء الرياضية عند تنفيذ التامرين من أجل املطاولة:
إن كفاءة األداء البدنية للرياضيني املتخصصني يف املطاولة التي تزيد عن دقيقة كاملة
بأهنا يف املرتفعات أوطأ مما هي عليه يف مستوى سطح البحر .ويستثني من ذلك التامرين
القصرية نسبيا حيث يؤثر عىل نتائجها التأثري الكبري لقيمة مقاومة (كثافة اهلبوط إن هبوط
117
اإلمكانيات الفلسجية للرياضيني يف هذه التامرين يعوض عنه من خالل حتسني ميكانيكية
ظروف تنفيذها.
ويف بعض احلدود يكون انخفاض النتائج أكثر شدة وكلام كانت مسافة السباق أطول
كان االرتفاع عاليا وكلام كان هبوط كفاءة األداء البدنية الغازية التي جتري بصورة موازية
مع انخفاض أشد ويعترب انخفاض النتائج الغازية السبب األسايس يف انخفاض املطاولة
يف املرتفعات واستنا ًدا هلبوط كفاءة األداء فإن حتمل احلموالت التدريبية املكثفة تنخفض
يف املرتفعات .ومع تطور آليات تكيف جسم اإلنسان إزاء هبوط األكسجني يف املرتفعات
تتحسن كفاءة األداء البدنية بصورة طفيفة لذلك املرتفع .وهنا يتطلب التكيف لتنفيذ
تأقلام أطول ومن أجل بلوغ نتيجة جيدة يف ارتفاع
متارين استمرارية أطول يف املرتفعات ً
2111م وأكثر يف متارين ذات قدرة قصوى وقريبة من القصوى جيب أن تكون فرتة
التأقلم أقرص ما يمكن ( 3-2أسابيع) أما املكوث الالحق يف ظروف املرتفعات املتوسطة
فإنه سيحسن ً
قليال جدً ا كفاءة األداء الغازية لذا فهو غري جمد إن األشخاص املتدربني
بصورة جيدة ال يتأقلمون إزاء املرتفعات العالية بصورة أرسع وأشد كفاءة من
األشخاص الذين مل يتدربوا ويؤثر االرتفاع عىل كفاءة أداء سكان اجلبال الدائمني كام يؤثر
عىل كفاءة أداء سكان املناطق املنبسطة إن النتائج الرياضية التي يظهرها السكان الدائمني
يف املناطق اجلبلية شأهنا النتائج الرياضية التي يظهرها السكان الدائمون يف املناطق اجلبلية
شأهنا شأن النتائج الرياضية عند سكان املناطق املنبسطة فهي تنخفض يف املرتفعات كلام
زادت مسافة السباق (زمن األداء) مقارنة بالنتائج يف املناطق املنبسطة.
تأثري التدريب يف ظروف املرتفعات املتوسطة عىل كفاءة األداء يف ظروف املرتفعات
عند مستوى سطح البحر:
تغريا فسلج ًيا
يتضح مما تقدم ان التكيف إزاء هبوط األكسجني يف املرتفعات يسبب ً
ينسجم يف الكثري من العالقات مع ما حيدث يف أثناء عملية التدريبات من أجل املطاولة
عند مستوى سطح البحر ويف مجيع احلاالت تتضاعف اإلمكانية الغازية للجسم التي
ترتبط بإمكانية يف نقل األكسجني وكفاءة النسيج (يف العضالت العاملة) يف إنفاق
األكسجني لنواتج الطاقة الغازية وهنا يتبع التساؤل اآليت :هل يمكن للتدريب يف
118
املرتفعات أن يسبب تغريات فسلجية إضافة من شأهنا أن تعزز النتاجية الغازية وكفاءة
األداء الغازية البدنية (املطاولة) عند الرياضيني يف املناطق املنبسطة؟ وبضعة أخرى هل
تتضاعف كفاءة األداء يف مستوى سطح البحر بعد الوصول إىل املرتفعات وهل يكون
التدريب يف املرتفعات أكثر كفاءة من التدريب نفسه عند مستوى سطح البحر؟
فالبيانات العملية املتعلقة بتأثري العيش والتدريب يف املرتفعات هتدف إىل مضاعفة
كثريا .وليس هناك أدنى شك بأن السكان
املطاولة يف ظروف املناطق املنبسطة متناقضة ً
الدائمني يف الظروف اجلبلية يمتلكون ميزة يف سباق املطاولة إذا هو جرى يف تلك
الظروف نفسها مقارنة بالرياضيني الذين يسكنون بصورة دائمة يف مستوى سطح البحر.
يف أثناء تنفيذ العمل الغازي األعظم يف مرتفعات متوسطة فان سكان اجلبال الدائميني
يتصفون بسعة أكسجينية كبرية جدً ا يف الدم وبطرح قلبي أكرب مما عليه عند السكان يف
املناطق املنبسطة الذين هم بمستوى التدريب نفسه ومن جهة أخرى فإن السكن الدائم أو
لفرتة طويلة يف املرتفعات العالية ال يعطي مزية بالنسبة للمطاولة الغازية التي تظهر يف
املناطق املنبسطة فالسكن والتدريب املكثف للرياضيني املتدربني وبصورة جيدة يف
املرتفعات املتوسطة خالل بضعة أسابيع ال يعطي دائام تأثريا إضاف ًيا وحتى إن البقاء
واملستمر يف املرتفعات الشاهقة ال يظهر تأثريا مضمو ًنا يف مستوى كفاءة األداء الغازية
ملناطق املستوية.
عند حتليل تأثري االستعداد يف املناطق متوسطة االرتفاع يف نتائج املشاركة يف ظروف
املناطق متوسطة االرتفاع يف نتائج املشاركة يف ظروف املناطق املنبسطة البد من األخذ
بعني االعتبار املتغريات الذاتية اجلوهرية ويؤدي هذا اإلعداد عند الفريق األول من
الرياضيني إىل مضاعفة النتائج وعند آخرين إىل هبوط النتائج وعند الفريق ثالث ال يؤدي
إىل تأثري ملحوظة إضافة لذلك فمن املهم األخذ باحلسبان أن احلالة الوظائفية وكفاءة
واضحا مضاعفة كفاءة األداء
ً األداء الرياضية يف مرحلة إعادة التأقلم حتمل طابعا طور ًيا
الرياضية تتناوب مع هبوطها املؤقت وفيام يبدو أن التنظيم املتخصص للعملية التدريبية يف
الظروف اجلبلية وكذلك فرتة إعادة التأقلم تلعب دورا هاما يف مضاعفة كفاءة أداء املناطق
املنبسطة تظهر يف اجلسم خالل عملية املكوث الطويل يف الظروف اجلبلية تغريات تكيفية
تساعد يف مضاعفة كفاءة األداء يف هذه الظروف البدنية املتخصصة وإضافة لذلك فان
119
هذه التغريات ال تعطي أفضلية ملحوظة عند أداء هذه اإلعامل يف الظروف البدنية
املتخصصة األخرى ويف األخص عند مستوى سطح البحر.
املرتفعات اجلبلية العليا واملتوسطة ونقص األكسجة االصطناعية يف نظام إعداد
الرياضيني:
تكون العملية التدريبية ذات فعالية فقط يف حال ارتباطها عضويا بمختلف أشكال
العوامل التي تضاف إليها عن طريق مؤثرات مرافقة تسمح يف إحداث تغري اجيايب وعيل
حتفيز وجريان االستجابات التكيفية ونظام العمل والراحة والوقاية من مظاهر التعب
املفرط والتوتر الزائد لألنظمة الوظيفية .ولذلك فإن تقسيم املرحلة التدريبية إىل مراحل
وبناء وحمتوي خمتلف املكونات جيب أن ينظر إليه كعامل موحد جيمعه ما يسمى بالعوامل
غري التنافسية -كظروف املرتفعات املتوسطة والعالية ونقص األكسجة االصطناعية
واألسفار الطويلة إىل أماكن اإلعداد واملنافسات وما يرافق ذلك تغري يف املزاج" :تعب
الطريق" وفقدان توازن "الساعة البيولوجية" ووسائل حتفيز القدرة عىل العمل
والعمليات اإلستشفائية يف أثناء تنفيذ برامج التدريبية والدورات القصرية والتغذية
واإلضافات الغذائية بمختلف أنواعها الدوائية.
املرتفعات اجلبلية العالية واملتوسطة ونقص األكسجة االصطناعي يف نظام اإلعداد:
مسألة إعداد الرياضيني واملسابقات يف ظروف اجلبال لفت انتباه جمموعة واسعة من
اخلرباء يف جمال الرياضة أعوام الستينات بعد األلعاب األوملبية يف مدينة مكسيكو ،املدينة
التي تقع عىل ارتفاع 2241م فوق سطح البحر .يف البداية انحرصت األبحاث يف مسألة
األقلمة مع ظروف االرتفاعات اجلبلية املتوسطة ألن االنخفاض الكبري للضغط اجلزئي
األكسجني يف اهلواء املستنشق يؤثر عىل قدرة الرياضيني عىل العمل وحتملهم لألمحال
ونشاط أهم أنظمة اجلسم الوظيفية.
رسعان ما أظهرت هذه النتائج التجريبية التي تم التوصل إليها يف أثناء الدراسة تأثري
التدريبات يف اجلبال عىل جسم الريايض ويف أثناء إجياد نقص أكسجة اصطناعية يف املخابر
أيض ًا ،أظهرت رضورة كهذه إعدا ًدا ليس لرفع فعالية النشاط التنافيس فقط ظروف
االرتفاعات اجلبلية املتوسطة باإلضافة إىل فائدهتا لرفع قدرات جسم الريايض الوظيفية
140
ورفع نتائج مشاركتهم يف املسابقات التي تقام يف السهول .كل هذا حفز علامء الرياضة
باإلضافة إىل اخلرباء العاملني يف الرياضة البحث عن طرق اإلعداد يف املرتفعات املتوسطة
والعليا لرفع فعالية عملية إعداد الرياضيني املختصني يف ألعاب تتطلب إظهار التحمل.
ولكن جيب أن نشري إىل أسس دراسة هذه املسألة من كل جوانبها ظهرت قبل ذلك بوقت
بعيد( .ما تفييف 0002 ،ياكوفليف .)0000
ناجحا لإلعداد للمسابقات املقامة يف األماكن اجلبلية
ً أصبح التدريب يف اجلبال ً
عامال
أيضا لالحتياطيات الوظيفية ونقل تكيف جسم رياضيني وأيض ًا وسيلة حشد فعالة ً
مؤهلني عاليا إىل مستوى جديد وأعىل للمشاركة يف املسابقات يف ظروف السهل وهذه
األبحاث أصبحت جترى يف بلدان عديدة منها "االحتاد السوفيتي وأملانيا الديمقراطية".
والدافع لدراسة مسألة اإلنسان مع ظروف اجلبال ،نظرا للمهام العملية لرياضة
األرقام القياسية ،أصبح نجاح مشاركات العدائيني األفارقة للمسابقات الطويلة الذين
يعيشون بشكل دائم ويتدربون يف الظروف اجلبلية املتوسطة والعليا .إن املفاجأة األوىل من
هذا النوع كانت عام 0061يف األلعاب االوملبية حينام فاز العداء األثيويب "أبيي بيكيال"
فوزا
بفارق كبري ورقم قيايس عاملي جديد يف سباق املاراثون .واعترب ذلك يف البداية ً
رقام عامل ًيا جديدً ا متفو ًقا عىل
بالصدفة لكن "بيكيال" يف اوملبياد عام 0064حقق أيض ًا ً
صاحب املركز الثاين بأربعة دقائق .ومن ثم تالها فوز عدد كبري من العدائني األفارقة
الذين يعيشون ويتدربون يف املرتفعات اجلبلية.
يف النصف الثاين من الستينات وبداية السبعينات صدر عدد كبري من األعامل أثبت
فيها بشكل مقنع فعالية التدريب يف اجلبال لرفع القدرات اهلوائية والتحمل لدي
الرياضيني بعد العودة من اجلبل .العديد من الرياضيني املختصني بالركض ملسافات
متوسطة طويلة أصبحوا يصعدون إىل املرتفعات اجلبلية املتوسطة والعالية إىل معسكرات
التدريب ومتكنهم بعد ذلك من إظهار نتائج تثبت فعالية مثل هذا اإلعداد .أدخل يف بداية
السبعينات التدريب يف الظروف اجلبلية املتوسطة إىل اإلسرتاتيجية العامة إلعداد
رياضيني من مستويات عليا يف أملانيا الديمقراطية من أهم العوامل املسببة للنتائج العليا
للرياضيني يف األلعاب الرياضية املرتبطة بإظهار التحمل .منذ ذلك الوقت رياضيو هذه
141
الدولة من خمتلف األلعاب الرياضية وبشكل منتظم يتوجهون ملدة ثالثة أو أربعة أسابيع
إىل معسكرات املرتفعات اجلبلية املتوسطة يف (2111م) فوق سطح البحر خمصصة
إلعداد ريايض أملانيا الديمقراطية وبلغاريا ومن ثم إىل معسكرات مرتفعة عن سطح
البحر يف دول أخرى .كان العمل عىل إعداد الرياضيني قي ظروف املرتفعات املتوسطة
يرافقه أبحاث واسعة وعلمية يف هذا املجال.
إن إخفاق الرياضيني السوفيت يف أوملبياد 0065يف املكسيك سببه عىل األغلب
اإلعداد املبارش غري الفعال للمنافسات وإمهال رضورة التكيف مع ظروف املرتفعات
املتوسطة ،مما دفع االحتاد الريايض السوفيتي إىل إجياد ظروف لدراسة فعالية التدريب يف
اجلبال والبحث عن طرق استخدامها كواحدة من أهم العوامل لرفع فعالية العملية
التدريبية .تم تدشني قاعدة حديثة يف املرتفعات اجلبلية يف أرمينيا اسمها "تساخكادزور"
(0061م عن سطح البحر) وافتتحت خمتربات علمية وتم دعوة تابعة ألكاديمية العلوم
ووضعت الربامج املناسبة لألبحاث وطرق تطبيق نتائجها عمليا .وتم إرساء عالقات
التعاون يف هذا املجال مع خرباء أملانيا الديمقراطية أيض ًا.
وبالنتيجة يف مدة قصرية جدً ا تم وضع نظام معريف وعلمي ومتكامل خال من
التناقضات يف هذا املجال .تطبيق هذا النظام جلب نجاح ًا ،وقام بالتأثري عىل نجاح
ريايض بأملانيا الديمقراطية واالحتاد السوفيتي يف مسابقات ضخمة ابتدا ًءا من منتصف
السبعينات .ومع األسف ألسباب كثرية ،هذه املعارف واخلربات مل يتمكن خرباء الدول
الغربية التعرف عليها بالقدر الالزم .ولذلك حينام نتعرف عىل ما يكتب اليوم استنا ًدا إىل
نتائج أبحاث األعوام األخرية نضطر إىل اإلقرار بأهنا تكرر نفس املعلومات التي كانت
موجودة منذ 21و 31سنة املاضية ويطرحون بعض املسائل التي أصبحت من زمن بعيد
حملولة ،عىل إهنا غري حملولة وقابلة للنقاش.
الغالبية العظمي من املدربني املرموقني يعريون انتباها شديدً ا للتامرين يف اجلبال كجزء
ال يتجزأ من إعداد الرياضيني من املستوى العايل يف خمتلف األلعاب الرياضية التي تتطلب
التحمل .عىل سبيل املثال ،املدرب الشهري الكندي "سيسيل كولفني" صاحب عدة كتب
يف جمال مناهج إعداد السباحني من املستوى العايل يشري إىل أن العدد األكرب من الرياضيني
141
الذين يستخدمون هذا اإلعداد يرفعون من نتائجهم يف املسابقات التي تقام عىل مستوى
سطح البحر يف املسافات كافة ابتداء من 011م .من الناحية العملية املدربون األمريكان
وكافة الذين يدربون سباحي املسافات املتوسطة والطويلة يقيمون بشكل منتظم
معسكرات تدريبيه يف اجلبال .عىل سبيل املثال" ،جون اوربانتشيك"مرتني يف العام (كل
مرة ملدة ثالثة أسابيع) يدرب تالميذه يف االرتفاعات املتوسطة (اوربانتشيك .)0005
وأيض ًا" ،مارك شوبرت" ،يقيم من 3-2معسكرات تدريبية يف اجلبال كل عام والذي
يعتقد برضورة العيش عىل ارتفاع 0611م مما يساعد حسب قوله السباحني عىل حتمل
احلموالت التدريبية بسهولة ويساعد عىل تكيف فعال أكرب" .جون سكيز" املدرب الذي
ترتبط باسمه نجاح عدد كبري من السباحني األمريكان يف العرشين سنة األخرية يعترب من
أنصار تدريب السباحني يف ظروف املرتفعات اجلبلية املتوسطة خالل جزء كبري من العام.
(ويلرب.)2114
ويقيم –أيض ًا -عداءو املسافات املتوسطة والطويلة والبياتون والتزحلق عىل الثلج
واجلليد باإلضافة إىل ألعاب رياضية أخرى تدريباهتم يف ظروف املرتفعات اجلبلية .خالل
األعوام التي تلت األوملبياد يف املكسيك افتتحت يف خمتلف البلدان العرشات من القواعد
التدريبية احلديثة يف املرتفعات اجلبلية العالية واملتوسطة وتستخدم بفعالية من قبل
رياضيني من مستويات عالية.
املناخ اجلبلي وخصائصه:
ختتلف الظروف املناخية يف اجلبال كثري ًا منها يف السهول بتقلباهتا احلادة يف الرطوبة
واحلرارة وانخفاض الضغط اجلوي والضغط اجلزئي لألكسجني يف اهلواء وارتفاع تأيني
اهلواء (أوزون).
تصادفنا يف األبيات الرياضية تسميات عديدة ملستوى االرتفاعات اجلبلية املناخية -
منها "مرتفعات جبلية عالية ،متوسطة ،منخفضة" ارتفاعات كربى وصغرى ومعتدلة"،
و"جبلية ونصف جبلية وجبلية عالية وغريها ،مما يؤدى هذا التنوع ىف املصطلحات إىل
تناقضات كبرية يف فهمها .البعض من الكتاب يعترب املناخ اجلبيل املتوسط هو عىل علو
0211 – 0111م وآخرون إىل 2011-2111م أعىل ،لكن يف كل احلاالت حني نصف
141
الظروف اجلبلية نستند إىل املؤرش الذي يؤثر جذريا عىل جسم اإلنسان أي نقص
األكسجني دون أن ينكر أحد تأثري عوامل طبيعية أخرى بالطبع.
لقد أجريت أبحاث كثرية ملسـألة تكيف اإلنسان مع ظروف اجلبال يف السنوات
األخرية وخاصة ىف جمال رياضة األرقام القياسية ساعدت يف التقليل من التناقضات يف
حتديد املستويات اجلبلية أغلب اخلرباء يستندون إىل حتليل اجلبلية املنخفضة 0111-511
عن سطح البحر .عىل هذا االرتفاع يف ظروف الراحة ويف أثناء محوالت معتدلة ال يظهر
بعد تأثري كبري لقلة األكسجني عىل الوظائف الفيزيولوجية .وتالحظ تغريات وظيفية يف
أثناء محوالت قصوى فقط.
اجلبلية املتوسطة 0001-0111م عن سطح البحر .يميز هذه املنطقة ظهور تغريات
وظيفية يف أثناء محوالت معتدلة عىل الرغم من أن اإلنسان يف حالة السكون عاده ال يشعر
بتأثري سلبي لقلة األكسجني.
اجلبلية العالية ،أعىل من 2011م عن سطح البحر ،يف هذه املنطقة تالحظ يف حالة
السكون تغريات وظيفية يف اجلسم تدل عىل نقص األكسجة.
الضغط اجلوي .عىل مستوى البحر ،خط عرض 40درجة يف أثناء حرارة اجلو صفر
وضغط الكتلة اهلوائية يساوي ( 03باسكال عىل كل 0سم كربع) من السطح ،أنه يوازن
العمود الزئبقي بارتفاع 661مم ،عىل ارتفاع 0111م ينخفض الضغط إىل ،02ويف
ارتفاع 2111م إىل 22ويف ارتفاع 3111إىل 30وارتفاع 0111م إىل ،%01جيري
انخفاض الضغط عىل ارتفعات خمتلفة بشكل غري منتظم ،عىل سبيل املثال ،يف أثناء تغري
االرتفاع من صفر إىل 0م عن سطح البحر ينخفض الضغط إىل 44مم من العمود
الزئبقي وأثناء تغري االرتفاع من 4011م إىل 0111م إىل 26مم.
مكونات اهلواء .الغاز املوجود يف اهلواء (أزوت ،أوكسجني ،أرجون وثاين أكسيد
الكربون وغريه) يؤثر بحسب كميته حصته من الضغط اجلزئي يف أثناء التناسب الدائم
ملختلف الغازات عىل ارتفاعات متنوعة .هبذه الصورة ،إذا أخذنا يف احلسبان أن حصة
األكسجني يف اهلواء تساوي 000( %21203مم من العمود الزئبقي) ،حني يكون
الضغط البارومرتي 661مم من العمود الزئبقي) ،من السهل حتديد الضغط اجلزئي
144
األكسجيني عىل أي ارتفاع كان .عىل سبيل املثال ،عىل ارتفاع 2111م يف أثناء حني يكون
الضغط اجلوي 006مم من العمود الزئبقي ،فإن الضغط اجلزئي لألكسجني يساوي
020 = 122103 ،00621مم عمود زئبقي.
إن التعلق املبارش للضغط اجلزئي مع الضغط اجلزئي لألكسجني يسمح بتقييم
مستوى "االرتفاع" عن طريق هذه املؤرشات كافة.
نظرا ألن اجلو ال يعترب بيئة شفافة
إن اإلشعاع الشميس وحالة الكهرباء يف اجلوً .
مطلقة ،قسم من اإلشعاع الشميس (أمواج قصرية ،وما فوق بنفسجية) يتعرض
كبريا باألخص يف الطبقات الدنيا من
لالمتصاص .امتصاص الطاقة اإلشعاعية يكون ً
اجلو التي تكون مشبعة بالبخار املائي إىل حد أكرب.
تقل كثافة اجلو بحسب زيادة االرتفاع وتنخفض بشكل حاد كثافة البخار املائي.
ويؤدي هذا إىل ارتفاع اإلشعاع الشميس الذي يزداد بنسبة %01لكل 0111م .يالحظ
أكرب قدر ممكن من التغريات من جانب اإلشعاع ما فوق البنفسجي والذي تزداد شدته
بنسبة %4-3لكل 011م .مع ارتفاع العلو تتغري حالة الكهرباء يف اجلو .اليونات السلبية
السائدة عىل االرتفاعات الصغرى تنخفض يف وسط االرتفاعات اجلبلية العالية .تتسيد
اليونات اإلجيابية التي تؤثر سل ًبا عىل تكيف اجلسم مع املناخ اجلبيل.
رطوبة اجلو .الطبقات السفىل من اجلو حتتوي عىل كمية حمددة من األبخرة املائية.
وارتفاع احلرارة يساعد عىل زيادة الرطوبة وبالعكس يف اجلبال ينخفض حمتوى األبخرة
املائية عىل ارتفاع 2111م أيض ًا وهي أقل بمرتني من عىل مستوى البحر .وجتب اإلشارة
إىل أن املناخ اجلبيل يتميز بتقلبات حادة للرطوبة.
تكيف اإلنسان مع نقص األكسجة يف املرتفعات:
إن تكيف اإلنسان مع نقص األكسجة يف املرتفعات يعترب استجابة متكاملة معقدة
ظهورا التغريات من جانب أنظمةً والتي تشارك فيها خمتلف أنظمة اجلسم .وأكثرها
القلب واألوعية الدموية وجهاز دوران الدم والتنفس اخلارجي وتبادل الغاز مما يزيد من
اهتامم خرباء الرياضة بنقص األكسجة .ال شك أن ضبط الوظائف املتكامل عىل مستوى
حتت خلوي وخلوي واألعضاء واألنظمة واملستوى العضوي يمكن فقط يفضل إعادة
145
واضحا
ً ضبط وظائف األنظمة التي تنظم الردود الفيزيولوجية املوحدة .من هنا ،يصبح
أن التكيف ال حيدث دون إعادة ضبط وظائف األنظمة العصبية والغدد الصامء املؤمنة
لتنظيم دقيق للتسمامت الفيزيولوجية ملختلف األنظمة (مريسون .)0005
االستجابات التكيفية األساسية التي سببتها اإلقامة يف الظروف اجلبلية هي:
ازدياد التهوية الرئوية.
ازدياد القذف القلبي.
ازدياد مستوى اهليموجلوبني.
ازدياد كمية الكريات احلمراء.
ارتفاع ثنائي وثالثي محض الفوفسوجليسريين (املسؤول عن الطاقة) يف الكريات
احلمراء مما يساعد عىل إخراج األكسجني من اهليموجلوبني.
ازياد كمية امليوجلوبني الذي خيفف من استهالك األكسجني.
ازدياد مقاسات وكمية امليتوكوندريات (احلبيبات اخليطية).
ازدياد كمية اإلنزيامت املؤكسدة (كولب ،2113شميت ،بروبري .)2115
من بني العوامل املؤثرة عىل جسم اإلنسان يف الظروف اجلبلية ،أمهها انخفاض
الضغط اجلوي وكثافة اهلواء اجلوي وانخفاض الضغط اجلزئي لألكسجني .العوامل
األخرى (انخفاض رطوبة اجلو) ،وقوى اجلاذبية وازدياد اإلشعاع الشميس وانخفاض
دورا ثانو ًيا،
احلرارة وغريها) ،املؤثرة عىل االستجابات الوظيفية جلسم اإلنسان ،تلعب ً
لكن جيب األخذ يف احلسبان أن حرارة اجلو تنقص درجتني كل 311م من االرتفاع
ويزداد اإلشعاع الشميس ما فوق البنفسجي املبارش بنسبة %30عىل ارتفاع 0111م
(ساتون ،هيت ،ويليامز .)0053
انخفاض الضغط اجلزئي لألكسجني مع ازدياد االرتفاع وما يتعلق بذلك من تصاعد
ظاهرة نقص األكسجة يؤدي إىل انخفاض كمية األكسجني يف اهلواء الرئوي وبالطبع إىل
سوء تغذية األنسجة باألكسجني.
146
وحسب درجة نقص األكسجة ينخفض الضغط اجلزئي لألكسجني يف الدم وتكثف
اهليموجلوبني باألكسجني .وهلذا ينخفض انحدار ضغط األكسجني بني أوعية الدم
الشعرية واألنسجة ويسوء انتقال األكسجني إىل األنسجة .عىل ارتفاع 2011-2111م
فوق سطح البحر ينخفض احلد األقىص الستهالك األكسجني بنسبة %00-02وشبه
قبل كل شئ انخفاض الضغط اجلزئي لألكسجني يف اهلواء املستنشق .شدة تنقل
األكسجني من رشيان الدم إىل األنسجة متعلق بالفروق أو حتدرات ضغط األكسجني يف
الدم واألنسجة .يف الظروف العادية للضغط اجلزئي لألكسجني يبل رشيان الدم 04مم
زئبقي والضغط اجلزئي األكسجيني لألنسجة 21مم زئبقي والفرق 64مم زئبقي عىل
ارتفاع 2411م عن سطح البحر الضغط اجلزئي األكسجيني لألنسجة يبقى كام هو 21مم
زئبقي أما الضغط اجلزئي األوكسيجيني لرشيان الدم فينخفض إىل 61مم زئبقي .هذا
يؤدي إىل انخفاض حتدرات الضغط تقري ًبا بمرتني (فليمور .)2110
يف ظروف املرتفعات املتوسطة وخاصة اجلبلية العالية تنخفض جدً ا مقادير رضبات
القلب القصوى واحلجم االنقبايض األقىص والقذف القلبي ورسعة تنقل األكسجني
رشيان الدم واحلد األقىص الستهالك األكسجني (ديمبيس ،0055شيندوين ،)2111
من مجلة العوامل التي تؤدي إىل هذه االستجابات باإلضافة إىل انخفاض الضغط اجلزئي
األكسجيني املؤدي إىل انخفاض قدرات انقباض عضلة القلب ،ومن الرضوري اإلشارة
إىل تغري التوازن السائيل الذي يؤدي إىل لزوجة الدم (فريميتي وغريه ،0001ويليرب
.)2114
فورا حتتشد يف جسم اإلنسان يف ظروف نقص األكسجة
بعد االنتقال إىل اجلبال ً
اآلليات التعويضية للحامية من نقص األكسجني .تغريات واضحة يف نشاط خمتلف اجلسم
تالحظ منذ االرتفاعات 0211-0111م فوق سطح البحر .فعىل ارتفاع 0111م
استهالك األقىص لألكسجني يبل %05-06من املستوى األقىص املسجل يف بيئة السهل.
مع ازدياد االرتفاع ينخفض االستهالك األقىص لألكسجني بانتظام بنسبة %021-126
خالل كل 011م( .روبرجس وروبرت .)2112
147
وهذا عىل ارتفاع 2011م القوة اهلوائية تنخفض بنسبة %02-01وعىل علو 3011م
– بنسبة %21-05وأما عىل قمة "أفرييست" فإن مستوى احلد األقىص الستهالك
األكسجني فيبل %01-6فقط.
وتقر تقريبا عن نفس العالقة بني علو ومستوى استهالك األكسجني تتحدث مصادر
أخرى .كام نرى ،ابتدا ًءا من علو 0011م ،الصعود إىل كل ألف مرت يؤدي إىل انخفاض
استهالك األكسجني بنسبة .%022
إن األشخاص غري املكيفني مع الظروف اجلبلية قد ترتفع لدهيم نبضات القلب يف
حالة السكون وباألخص يف أثناء تنفيذ محوالت تقليدية عىل علو 0111م تقري ًبا فوق
سطح البحر ،وتظهر بشكل خاص االستجابات التعويضية عىل نحو أوضح يف أثناء تنفيذ
محوالت تقليدية ،باإلمكان التأكد من ذلك بسهولة بالنظر إىل آلية زيادة تكثف الالكتات
يف الدم يف أثناء تنفيذ محوالت تقليدية عىل ارتفاعات خمتلفة ،إذا أدى تنفيذ مثل هذه
احلموالت عىل علو 0011م إىل زيادة تكثف الالكتات بنسبة %31فقط باملقارنة مع
معطيات سجلت يف السهول فإنه عىل علو 3011-3111م قد تبل .%241-061
إن االنخفاض احلاد يف تدفق األكسجني إىل جسم الريايض يف أثناء عملية التنفيذ
الذي سببه انخفاض الضغط اجلزئي األكسجيني يف اهلواء يؤدي إىل النتائج يف النشاط
التدريبي وأيض ًا التنافيس الذي ترتفع احتياجاته من األنظمة اهلوائية املزودة بالطاقة.
انخفاض القدرة عىل العمل سببه عالقتها الوثيقة بمستوى االستهالك األقىص
لألكسجني والذي يظهر بوضوح عىل ارتفاع .2111-0011
لنرشح طابع االستجابات التكيفية لنقص األكسجة يف املرتفعات عىل خمتلف مراحل
عملية التكيف .سنتوقف عىل االستجابات التكيفية الرسيعة منها واملطولة لالنظمة
الوظيفية التي هلا امهية كربى يف رياضة السباحة.
املرحلة األوىل (التكيف احلاد) يف هذه املرحلة تؤدي ظروف نقص األكسجة إىل
ظهور عوز اوكسجيني مما خيل بشدة توازن اجلسم مستدعيا عدة عمليات متعلقة بعضها
ببعض .أوال ،تنشط وظائف األنشطة املسئولة عن نقل األكسجني من البيئة املحيطة إىل
اجلسم وتوزيعة داخل اجلسم :فرط هتوية الرئتني ،ارتفاع القذف القلبي ،اتساع أوعية
148
الدماغ والقلب وتضيق أوعية البطن والعضالت وغريها( .سالتني ،0055ساوتون
وغريه .)0002
إحدى أوىل استجابات الدورة الدموية يف أثناء الصعود إىل املرتفعات هي ازدياد
رضبات القلب وارتفاع الضغط الرئوي الرشياين نتيجة تشنج الرشيان الرئوي مما يؤمن
إعادة توزيع موضعي للدم وانخفاض نقص األكسجة الرشياين (مليك،كيد .)0063
إىل جانب ارتفاع الضغط الرئوي الرشياين يالحظ ازدياد كبري لرضبات القلب وقذف
القلب يف حالة السكون وبشكل خاص يف األيام األوىل من التواجد يف اجلبال .عىل
ارتفاع 2011-2111م ،رضبات القلب ترتفع إىل 6-4رضبات يف الدقيقه وقذف قلب
125 – 123ل /د (بريليك وغرية .)0054
خالل عدة أيام مقدار قذف القلب يعود إىل مستوى السهل مما يعترب نتيجة الرتفاع
قدرات العضالت عىل استشفاء األكسجني من الدم والتي تظهر يف زيادة الفروق
الرشيانية بالنسبة لألكسجني (ويلمور ،كوستيل )2110ويزداد حجم الدورة الدموية:
يف األيام األوىل للتواجد يف اجلبال – نتيجة الطرد الالرادي من املصدر واعادة توزع الدم
(مريسون ،)0056ونتيجة تشكل الدم الح ًقا (تاربيكوف ،0061شميت ،برومري
.)2115
بالتزامن مع استجابات الدورة الدموية لدى اإلنسان املتواجد يف ظروف نقص
األكسجة حتدث تغريات واضحة للتنفس اخلارجي وتبادل الغازات .ازدياد التهوية
الرئوية تالحظ عىل ارتفاع 0111م تقريبا ،بشكل أسايس عىل حساب زيادة عمق
التنفس .احلموالت البدنية جتعل هذه االستجابات أكثر وضوحا :زيادة مؤكدة ،وباملقارنة
مع ظروف السهل ،للتهوية الرئوية عىل حساب عمق التنفس من جهة ومن جهة أخرى
عدد مرات التنفس .زيادة التهوية الرئوية تؤدي إىل ارتفاع الضغط اجلزئي األكسجيني مما
يساعد عىل زيادة تكثف الدم الرشياين باألكسجني.
مع زيادة االرتفاع تكتسب االستجابات طابعا واضحا حتى لدى الرجال املتدربني
واملتكيفني مع الظروف اجلبلية.
149
(اجلدول )11مؤرشات أنظمة نقل األكسجني للرياضيني املؤهلني يف ألعاب رياضية
حتتاج النظمة التزويد بالطاقة اهلوائية يف أثناء جهد هوائي أقىص عىل مستوى البحر وبعد
أسبوعني من اإلقامة عىل املرتفعات.
االرتفاع /م سطح البحر حتى
مؤرشات
4000 1100 500م
150
القوة اهلوائية القصوى بعد اإلقامة يف ظروف املرتفعات اجلبلية املتوسطة والعالية
تنخفض كثريا وتبقي متدنية رغم الزيادة الرسيعة الكبرية للهيموجلوين .غياب زيادة يف
أقىص استهالك لألكسجني سببة عاملني اثنني -0 :ازدياد كثافة اهليموجلوبني (الدم)
يرافقة انخفاض احلجم العام للدورة الدموية يعود إىل انخفاض نبضات القلب يف
الظروف اجلبلية ال يسمح بزيادة مستوى االستهالك األقىص لألكسجني رغم امكانية
تسوية حجم بالزما الدم خالل 4-3أسابيع من اإلقامة يف اجلبال (سالتني )0006حيدد
أيض ًا مستوى احلدود القصوى الستهالك األكسجني إىل حد كبري بتظور نقص أكسجة
عضلة القلب التي تعترب السبب األسايس النخفاض القذف القلبي وزيادة احلموالت
عىل العضالت التنفسية مما يتطلب أوكسجني إضايف (ريفيس وغرية )0002
إحدى أكرب االستجابات حدة والتي جترى يف جسم اإلنسان خالل الساعات األوىل
من اإلقامة يف اجلبال هي " (زيادة الكريات احلمراء واهليموجلوبني) شدة هذه
االستجابة حتدد بارتفاع ورسعة الصعود إىل اجلبل.
واخلصائص الفردية لإلنسان (ديمييس )0055فخالل عدة ساعات بعد الصعود إىل
اجلبال ينخفض حجم بالزما الدم نتيجة زيادة فقدان السوائل التي سببها جفاف اجلو.
هذا يؤدي إىل زيادة كثافة الكريات احلمراء وقدرات الدم يف نقل األكسجني.
تبدا بتكوين اخلاليا الشبكية (خاليا دم محراء غري مكتملة النمو -املؤلف) يف اليوم
التايل من الصعود إىل اجلبل وهذا يعكس النشاط املتزايد للنخاع العظمي .يف اليوم التايل
من اإلقامة جيري انحالل الكريات احلمراء التي خرجت من خمزن الدم إىل الدورة
الدموية مع تشكل مكونات الكريات احلمراء – وهو اهلرمون الذي حيفز تشكل
اهليموجلوبني وإنتاج مكونات الكريات احلمراء .لكن ،عدم كفاية األكسجني بذاته حيفز
فرز مكونة الكريات احلمراء والذي يظهر خالل 3ساعات بعد اإلقامة يف املرتفعات
(ويلمور وكوستيل )2110اإلفراز األقىص ملكونة الكريات احلمراء حيدث خالل -24
25ساعة (اوليفيل وغريه )0000مع الوقت يف أثناء التكيف مع الظروف اجلبلية وحني
تزداد بشكل حاد كمية الكريات احلمراء وتستقر عىل مستوى جديد يتوقف تكون اخلاليا
151
الشبكية (فان لري ،ستيكي )0063يف املرتفعات العالية جدا ،االزدياد الكبري يف كتلة
الكريات احلمراء قد ترتفع من لزوجة الدم إىل درجة جتعلها تقيد الدم (بريك )0052
ثانيا :يتطور تفعيل األنظمة االدرينالية النخامية .هذا املكون غري اخلصويص للتكيف
يلعب دورا يف حشد جهاز الدورة الدموية والتنفس اخلارجي ولكن ومع ذلك يظهر عىل
شكل تقوييض (خمرب) حاد ،أي رصيد ازورين سلبي وفقدان كتلة اجلسم وضمور
األنسجة الدهنية( .هوتادو وغريه ،0040وهوتادو وكالرك ،0061سالتني )0006
ثالثا :نقص األكسجة احلاد حني يقيد إعادة ختليق ثالثي ادينوزين الفوسفات يف
امليتوكوندريا ،فإنه حيدث خلل يف وظائف بعض أجهزة اجلسم وأوهلا األقسام العليا مع
الدماغ ويظهر ذلك اختالل النشاط العقيل واحلركي (فان ليز ،ستيكدي )0063
يف األيام األوىل من اإلقامة يف املرتفعات اجلبلية املتوسطة ويف أثناء تنفيذ محوالت
بدنية عادية تالحظ التحلل اهلوائي وارتفاع مستوى الالكتات يف الدم .بعد 3-2أسابيع
من اإلقامة يف اجلبال شدة التحلل وتكون الالكتات يف أثناء مثل هذه احلموالت ذاهتا
تنخفض وتصبح قريبة مما هي عليه يف ظروف السهل .ويف نفس الوقت يالحظ زيادة
حمتوى االمحاض الدهبية احلرة يف األنسجة العضلية (جرين )0002ويتحسن تنظيم
التمثيل الغذائي لعمليات التزويد بالطاقة (روبرجس وروبرتس )2112
هذا التامزج يف حشد األنظمة يشكل ظاهرة متيز املرحلة من التكيف الرسيع وغري
املستقر دائام مع نقص األكسجة (مريسون )0056املرحلة الثانية (تكيف انتقايل) هذه
املرحلة متعلقة بتشكل التغريات الواضحة واهليكليات املستقرة والوظيفية جلسم اإلنسان
وباألخص يتطور ازدياد الكريات احلمراء واهليموجلوبني التكيفي وحيدث ارتفاع السعة
االكسجية للدم ،وتالحظ زيادة واضحة يف السطح التنفيس للرئتني وترتفع قوة التنظيم
االدرينايل للقلب وترتفع كثافة اهليموجلوبني (خصاب الفضل – املؤلف) وترتفع القدرة
عىل دفع الدم يف الرشيان التاجي وغريها.....
املرحلة الثالثة (تكيف مستقر) يتكون يف هذه املرحلة تكيف مستقر بظاهرة جمددة
وهي زيادة قوة ،يف نفس الوقت تقنني ألجهزة التنفس اخلارجي العاملة والدورة الدموية
151
ونمو السطح التنفيس للرئتني وقوة العضالت التنفسية ومعدل رصف األكسجني من
اهلواء املستنشق.
وحيدث أيض ًا زيادة كتلة القلب وسعة الرشيان التاجي وازدياد كثافة اهليموجلوبني
وكمية امليتوكوندريا يف عضلة القلب وزيادة قوة أجهزة التزويد بالطاقة عموما.
ان الدراسات سمحت بتحديد االستجابات األساسية التي متيز التكييف املستقر
لالنسجة العضلية .ففي األسابيع 0-4تؤدي اإلقامة يف املرتفعات العالية إىل تغريات
واضحة يف العضالت :تقل مساحة العضالت ومساحة األلياف الرسيعة والبطيئة
االنقباض ويزداد عدد األوعية الشعرية حلد 0ميليمرت مربع لألنسجة العضلية وغريها
(ويلمور )2110مما يساهم يف إخراج األكسجني من الدم بالعضالت العاملة .هذه
االستجابة التكييفية تظهر أيض ًا خالل فرتة زمنية طويلة كافية بعد العودة من اجلبل مسهلة
بذلك نقل األكسجني إىل األنسجة العضلية .الرياضييون املختصون يف ألعاب رياضية
ذات طابع رسعة وقوة عليهم معرفة ان يف ظروف اجلبال هناك درجة معينة من املخاطره
النخفاض الكتلة العضلية التي من املمكن طبعا إىل حد كاف منعها عن طريق إعداد قوة
عقالين (سالتني .)0006
يعترب التقنيني الكبري الوظائف يف اجلسم هو الظهور األهم للتكييف املستقر .هنا
نشاهد توجهني مستقلني:
األول :يتعلق بالتقنني املرتبط بزيادة االحتياطي الوظيفي للقلب وزيادة السعه
األكسجينية للدم وقدرة األنسجة لرصف األكسجني.
الثاين :متعلق بمحتوي التبادل األسايس واستخدام األنسجة لألكسجني باإلضافة إىل
انخفاض استهالك القلب لألكسجني والذي يظهر واضحا جدا لدى سكان اجلبال،
لكن موجودة لدى سكان السهول أيض ًا املتكيفني مع نقص االوكسجة اجلبلية.
يف املرحلة الثانية االنتقالية والسادسة املستقرة من التكييف استجابات يف جهاز
الدورة الدموية مع نقص األكسجة حسب نمو اآلليات التكيفيه األخرى :تزداد الكريات
احلمراء وانزياج تعرجات تفكك اهليموجلوبني إىل اليمن وارتفاع مركب ثالث ادينوزين
الفوسفات وازدياد فعالية اإلنزيامت التنفسية يف األنسجة وزيادة االوعيه الدموية وازدياد
151
نفاذية الشعريات الدموية املحيطية وازدياد كثافة الشعريات امليتوكوندراليا يف العضالت
اهليكليه.
جتدر اإلشارة إىل أن إقامة سكان السهل يف ظروف املرتفعات املتوسطة والعالية يؤدي
برسعة إىل زيادة كمية الكريات احلمراء وتكثف اهليموجلوبني وهذا هو األساس يف
حتسني متويل األنسجة باألكسجني .والسعة األكسيجينية للدم تتوسع يف أثناء ازدياد
االرتفاع يتحرر األكسجني من األوكيس هيموجلوبني بشكل أسهل رغم تدين تعرج يف
األكسجني بني الدم الرشياين واألنسجة ويرتفع حمتوى االوكسيجني يف األنسجة(.فرييني
وغريه )0001اإلقامة عده أسابيع عىل علو 4011-4111م قادرة عىل إحداث زيادة يف
هذة املؤرشات إىل مستوى يميز السكان األصليني املقيمني عىل علو 3111 – 2011مرت
فوق سطح البحر (بيرينشتني )0066
من العوامل املؤمنه لزيادة القدرة عىل العمل واالستهالك األقىص لألكسجني نتيجة
اإلقامة والتدريب يف اجلبل ،عامل تكون األوعية الدموية وما يتعلق هبا من زيادة تدفق
الشعريات الدموية يف العضالت وهو من أهم العوامل.
مثل هذه التغريات حتدث أيض ًا يف الدماغ الذي يتميز بحساسيته الكبرية جتاه نقص
األكسجني .اإلقامة الطويلة يف اجلبال تؤدي لزيادة كبرية يف عدد وطول شعريات الدماغ
الدمويه التي تساعد عىل زيادة تغذيتة بالدم.
االستجابات التكيفية من طرف وظائف التنفس وتبادل الغازات يف املراحل الثانية
والثالثة تؤدي إىل ما ييل:
تكرارا وأكثر عم ًقا باملقارنة مع االستجابات امللحوظة يف املرحلة األوىل من
ً -التنفس أقل
التكيف .خيفض إىل حد ما حجم التنفس يف الدقيقة أيض ًا ولكن ال يزيد عن معدالت
السهل ،ويتعادل القالء التنفيس (القالء التنفيس ينتج عن فرط التهوية وهو مرض
القاعدية التنفسية – املؤلف) وحيدث زيادة انحرافات القفص الصدري وتبدأ زيادة
ثابتة للحجومات والسعات الرئوية كافة باإلضافة إىل حصة التهوية السنخية يف حجم
التنفس بالدقيقة (روبريجس وروبريتس )2112
154
التكيف املستقر مع نقص األكسجة متعلق أيض ًا بالتغريات الكبرية إلمكانات اجلهاز
العصبي املركزي واملحيطي عىل مستوى األقسام العليا للجهاز العصبي ويظهر ذلك يف
زيادة استقرار الدماغ أمام املثريات املفرطه ومواقف النزاعات وزياد ثبات ردود األفعال
الرشطية وتسارع انتقال الذاكرة الوقتية إىل ذاكرة طويلة .عىل مستوى التنظيم الالرادي
يظهر التكيف بزيادة قوة التنظيم اإلدرينايل لعمل القلب والذي يتبني يف تضخم اخلاليا
العصبية احلاسة يف عضلة القلب باإلضافة إىل شدة وانخفاض نشاط استجابات تقلصية
القلب لنورايبنجرين.
مثل هذه التغريات للتنظيم اإلدرينايل القلبي واألوعية الزم يؤمن وضعا يزداد خالله
القذف القلبي يف أثناء االستجابات السلوكية:
اوال :تتحقق برسعة وتنتهي.
ثانيا :ترافقها زيادة أقل يف الضغط الرشياين.
أي تعترب أكثر تقنينًا للتدريب يف الظروف اجلبلية يساعد عىل زيادة تقنني اجلهد .ففي
الساعات 5-0من اجلهد الفعال خالل الثالثة األيام األوىل من اإلقامة عىل ارتفاع
2011م يؤدي إىل زيادة السعه األكسيجينية للدم باإلضافة إىل انتشار األكسجني يف
األنسجة العضلية (هاكلري وغريه ،0054كولب )2113متاريت من 02اسبوعيا
لعدائي املاراثون يف ظروف اجلبال تؤدي إىل ختفيض أكيد للتكلفة األكسيجينية للركض
برسعة عادية.
ساعد حتليل نتائج دراسات عديدة أجريت ملسالة تكيف اإلنسان مع نقص األكسجة
يف املرتفعات ،ساعد " مريسون " عىل متيز عده آليات الستجابات متازرة فيام بينهام:
-0آليات قد يؤمن حشدها تدفق كاف لألكسجني إىل اجلسم رغم شحته يف البيئة :فرط
هتوية ،فرط وظيفي للقلب الذي يؤمن حركة الكمية املرتفعة للدم من الرئتني إىل
األنسجة.
-2بوليتسيميا وزيادة مشاهبه للسعه األكسجينية للدم.
155
-3اآلليات التي جتعل من املمكن لألكسجني إىل الدماغ والقلب وبقية األعضاء احليوية
املهمة رغم نقص األكسجة وبالذات توسيع الرشايني وشعريات الدماغ والقلب
وغريها.
-4ختفيض املسافات املنرشة لالكسجني بني اجلدار الشعريي وميتوكوندريا اخلاليا عىل
حساب تشكل شعريات جديده وتغري خصائص األغشية اخللوية.
-0زيادة قدرة اخلاليا عىل رصف األكسجني من الدم وتكوين ثالثي ادينوزين الفوسفات
رغم شح االكسجني.
-6زيادة إعادة ختليق ثالثي ادينوزين الفوسفات عىل حساب تفعيل التحلل الذي يقيمة
أغلبية الباحثني كآلية كربى للتكيف.
بناء التدريب بشكل غري صحيح يف ظروف املرتفعات املتوسطة والعالية (محوالت
كبرية جدا ،تتايل غري عقالين للجهد والراحة وما إىل ذلك قد يؤدي إىل إجهاد زائد تكون
فيه خالصة تأثري نقص األكسجة ونقص األكسجة للحموالت قادرة عىل ان تؤدي إىل
استجابات يتصف هبا مرض اجلبال املزمن وتزداد باألخص خماطر املرض اجلبيل يف أثناء
محوالت بدنية زائدة يف ظروف املرتفعات اجلبلية العالية 3111- 2011م وأكثر
(كلرييك ،0055مونغومري وغريه )2112
ال جيوز الظن أن املستوى العايل للتكيف للرياضيني مع الظروف اجلبلية وتواجدهم
كثريا يف اجلبال عىل أنه وسيلة وقاية قوية جدا ضد حدوث املرض اجلبيل .قد يظهر املرض
لدى الرياضيني املؤهلني عاليا أيض ًا مع خربة كبرية يف اإلعداد يف ظروف املرتفعات
املتوسطة والعالية ألهنم عادة يبدءاون اإلعداد الشديد دون تكييف متهيدي ألزم.
(شيفارد ،0002كولب )2113الوقاية من حدوث املرض اجلبيل ممكنة عن طريق
تدريبات نقص أكسجة اصطناعية والتواجد السلبي يف حجرة الضغط واالنتقال التدرجيي
إىل املرتفعات.
إلزلة عوارض مرض اجلبل ممكن استخدام عقارات خصوصية (باستشارة الطبيب)
أو االنتقال إىل مرتفعات أقل.
156
جتب اإلشارة إىل أن الزمن الالزم لبلوغ التكييف املستقر حيدد بعوامل عديدة .يف كافة
الظروف املشاهبه حيدث التكيف أرسع لدى أولئك الذين يتواجدون بانتظام يف ظروف
نقص األكسجة االصطناعية والطبيعية.
الرياضيون املكيفون مع محوالت التحمل يتأقلمون مع ظروف املرتفعات املتوسطة
والعالية أرسع من األشخاص الذين ال يامرسون الرياضة أو الرياضيني املتخصصني يف
ألعاب الرسعة والقوة.
زيادة االرتفاع (إىل حدود معينة) حتفز االستجابات التكيفية وتعجل عملية التكيف
التي جترى أرسع بكثري لدى األشخاص الذين يستخدمون بشكل واسع محوالت بدنية
شديدة باملقارنة مع اشخاص يتبعون حياة طبيعية .لبلوغ مقادير قصوى من حجم الدورة
الدموية وكتل دوران الكريات احلمراء عىل ارتفاع 3111 – 2011مرت يف ظروف نظام
حياة عادية يلزم 41 – 31يوم (سريوتني ،0040مرياخيموف )0060لدى الرياضيني
يف حال بناء عقالين لإلعداد هذه املرحلة قد ختترص بمرة ونصف إىل مرتني.
الرياضييون املكيفون جيدا مع ظروف نقص األكسجة قادرون يف حالة نظام حمدد
للتامريت واتباع جرعات نقص أكسجة اصطناعية ،للحفاظ عىل مسنوي االستجابات
املتحققه يف جبال خالل 41-31يوم وأكثر بعد العوده من اجلبال إىل السهل .يف أثناء
برجمة ملرة واحدة لإلعداد يف اجلبال ،كمية الكريات احلمراء عىل سبيل املثال تعود إىل
مستواها األصيل بعد 02-0يوم وعندما جترى متارين نقص أكسجة بانتظام فإن فعاليتها
تالحظ خالل 41يوما أيض ًا بعد التوقف عن هذه التامرين .وهذا خيص مؤرشات
أيضا واستهالك األكسجني عىل مستوى العتبة اهلوائية
االستهالك األقىص لألكسجني ً
وغريها (وولف وغريه )0056
أشكال تدريبات نقص األكسجة
هناك جمموعتان ألشكال إعداد الرياضيني باستخدام عوامل نقص أوكسجة إضافية:
تدريبات نقص أكسجة طبيعية (التدريب يف ظروف اجلبال) وتدريبات نقص أكسجة
اصطناعية (تدريبات عىل مستوى البحر باستخدام منشآت خاصة وأجهزة أو خطط
منهجية تؤمن وجود عامل نقص أكسجة إضايف.
157
الدراسات اخلاصة باإلضافة إىل خربة إعداد الرياضيني املرموقني يف خمتلف بلدان
العامل كشفت بحق أن املكان األسايس يف نظام تدريبات نقص األكسجة جيب أن حتتلة
التامرين الطبيعية يف اجلبال التي تستدعي استجابة أكثر وضوحا وجريان فعال للتكيف
باملقارنة مع متارين نقص األكسجة يف ظروف أعدت اصطناعيا (مريسون ،0056
بالتونوف )0000مع ذلك تدريبات نقص األكسجة االصطناعية يف أثناء برجمتها
بعقالنية تسمح يف جعلها إضافة ناجحة تدريبات اجلبال وللقضاء عىل عيوب األخرية
التنظيمية واملنهجية (فوس وريب ، 0001ويلري .)2114
يف الوقت احلارض يف خمتلف العامل تعمل مراكز رياضية تدريبية موجودة عىل
االرتفاعات املتوسطة أكربها وأكثرها غني باألجهزة موجودة عىل ارتفاعات -0611
0611م إىل 2611 – 2311م ومنها " :سترييا " ايطاليا 2130م " ،و"بيلميكن بلغاريا
2111م " ،و " تسخكادزور ارمينيا 0061م" ،و" كون مينج الصني 0000م" ،
و"كلورادو سربينج امريكا 0165م " ،و" مكسيكو املكسيك 2241م " ،و " فون ريمو
فرنسا 0501م" ،و"سريا – نيفادا اسبانيا 2331م" ،و " بوجوتا كولومبيا 2611م
وغريها.
تسمح ظروف الكثري من املراكز باستخدام التدريبات واإلقامة عىل نطاق واسع من
االرتفاعات:
يمكن للرياضيني العيش يف أماكن عليا ارتفاع 2011 – 0511م والتدريب يف
أماكن عليا ارتفاع 3011 – 2611م أو العكس ،العيش عىل ارتفاع 3111 – 2211م
والتدريب عىل ارتفاع 0211 – 0111م وغريه .عىل سبيل املثال ،املركز املحبب إىل
قلوب الرياضيني من املستويات العالية ،مركز " سريا – نيفادا " االسباين عىل
االرتفاعات املتوسطة يسمح بالعيس عىل ارتفاع 2321م والتدريب يف غرناطه عىل
ارتفاع 601م ،عىل بعد 41دقيقه بالسيارة من سريا – نيفادا.
الرياضييون املتدربون عىل ارتفاعات متوسطة يف مركز كوالرادو أمريكا لدهيم
اإلمكانية للتدريب عىل علو 0561م والعيش يف املرتفعات العالية 2601م.
158
يف السنوات األخرية حأعري اهتامم كبري ملسالة إدخال تدريبات يف ظروف نقص
األكسجني االصطناعية إىل عملية تدريب الرياضيني .مثل هذه التدريبات تتطلب
منشات ومعدات خاصة ،وتستخدم هلذا اهلدف احلجرات البارومرتية (حجرات
الضغط) التي تتغري فيها الضغط العام للهواء وبطبيعة احلال يتغري الضغط األكسجيني
اجلزئي ،واحلجرات املناخية والتي حتضخ فيها مزيج من نقص األكسجة ،عىل سبيل
املثال ،يف القاعده االوملبية يف " كولورادو سريين " تعمل حجرة ضغط بداخلها قناة
ضغط لتدريب السباحني يف خمتلف املراكز هناك منشآت مشاهبه .لتدريب العدائني
والدراجني والتزحلق واجلدافني ومن ألعاب رياضية أخرى.
جيا من نقص االوكسجة عرب أقنعة.
تستخدم أنظمة ثابتة خمتلفة تعطى الرياضيني مز ً
وهذه األقنعة تسمح باستنشاق مزيج تصف أكسجة يف الظروف الواقعية للتدريب .أقعنه
أيضا تؤمن ظروف نقص أكسجة عىل حساب تواجد ما يسمي ب "
وأنابيب بسيطة جدا ً
الفضاء امليت "
تستخدم طريقة التنفس املسرتجع باستعامل أنابيب بفضاء ميت كبري من أكثر الوسائل
بساطة.
زفريا
يف هذه احلالة ختفيض الضغط اجلزئي األكسيجينى مع اهلواء املستنشق يؤمن ً
متكررا للهواء املستنشق الذي يمتزج مع اهلواء النقي.
ً
إجيابيات هذه الطريقة هى البساطة وتوافرها بشكل واسع وعيوهبا الضغط اجلزئي
لغاز أكسيد الكربون العايل وزيادة الرطوبة وحرارة اهلواء املستنشق( .دورزو )0056
كل شكل من تدريبات نقص األكسجة االصطناعية املستخدمة عمليا (اإلقامة
والتدريب يف احلجرات املناخية واستخدام األقنعة الخ) هلا جوانب قوية وضعيفه وبالطبع
ال يمكن أن تكون بديال للتدريبات يف الظروف اجلبلية الطبيعية ،لكن التدريب يف
ظروف نقص األكسجة االصطناعية يعترب إضافة فعالة إىل اإلعداد اجلبيل الطبيعي يسمح
بتامني جريان فعال يف عملية أقلمة الرياضيني يف الظروف اجلبلية باإلضافة إىل احلفاظ
عىل املستوى املتحقق يف اجلبال للتكيف خالل مرحلة األعوام القادمة يف ظروف السهل.
159
أيضا الستنشاق الغازات املختلفة عىل فواصل
فعالة إىل حد كاف وهناك طرق بسيطة ً
بمحتوي متدين لألكسجني 0:د – .استنشاق خليط غاز فيه نسبة % 02-01من
األكسجني0 ،د -.تنفس هبواء عادي الخ.....
استخدام هذه الطريقة خالل 61-31د .يعد كافيا وفعاال للتكيف التمهيدي مع
الظروف نقص األكسجة يف اجلبال وأيض ًا للحفاظ عىل املستوى املتحقق للتكيف.تشري
األبحاث (كوتشينسكايا ،)0003إىل أن التأثري املناسب هلذه الطريقة يتحدد بآليات
شاملة يوجه نشاطها لتأمني إيصال األكسجني إىل األنسجة وتقوية التنفس النسيجي.
التنفس بفواصل خلليط الغازات له أفضليات باملقارنة مع تأثري نقس األكسجة املتواصل
بفضل احلد ملرات عديدة لآلليات املركزية واملحيطية لتأمني األكسجني لألنسجة .تدريب
نقص األكسجة االصطناعي يعترب وسيلة ترسيع عملية األقلمة وخاصة يف حاالت وذلك
حني ال يمكن للتدريب يف اجلبال ان يستمر وقتا طويال .اتباع برامج تدريبية شديدة خالل
عدة أيام قبل االنتقال إىل اجلبال يف ظروف نقص األكسجة االصطناعية يسمح بترسيع
أفضل لعملية تكيف الرياضيني مع األجواء اجلبلية ويف اليوم 3و 4من اإلقامة تربمج هلم
برامج تدريبية شديدة.
أظهرت العديد من متابعات إعداد رياضيني من املستوى العايل يف خمتلف بلدان العامل
أن التدريبات التمهيدية يف ظروف نقص األكسجة االصطناعية تسمح بترسيع عملية
أقلمة الرياضيني بمرتني ومرتني ونصف وسطيا.
الرياضييون الذين يتبعون خالل 01-0أيام .دون مثل هذا اإلعداد التمهيدي عليهم
أن يعملوا فإن التدريب يف اجلبال بحموالت كبرية قد تبدأ فقط خالل 6-0أيام بعد
االنتقال إىل اجلبل (ويلري .)2114
إن حجم تدريبات نقص األكسجة االصطناعية األدنى للكتيف اجلبيل الفعال الالحق
يتعلق بعوامل كثرية (ختصص الريايض ،خربة اإلعداد يف اجلبال ،طبيعة التدريب السابقة
والالحقة وغريها)...
يالحظ التأثري يف حال استخدام تدريب نقص األكسجة االصطناعي خالل 01أيام
حني يكون حجم اجلهد العام يف ظروف نقص األكسجة 00-02ساعة.
160
اتباع تدريبات نقص األكسجة اصطناعية لتكيف متهيدي فعال مع ظروف اجلبال
يعترب فعاال أكثر يف حالة برجمة إقامة املعسكرات يف اجلبال عىل ارتفاع يتعدي 2111م.
جيب برجمة علو مكان التدريبات يف ظروف نقص األكسجة.
وفق ارتفاع اإلعداد اجلبيل الالحق .الفرتة الفاصلة بني الوحدات الالحقة يف ظروف
نقص األكسجة االصطناعي والوحدات األوىل يف اجلبال جيب أال تتعدي 3أيام (فوين
وريب )0001
عند رضورة املشاركة يف سلسلة طويلة من املسابقات فان احلفاظ عىل مستوى
التدرب يسهم يف إدخال وحدات إىل برامج الدورات القصرية املقامة يف ظروف نقص
األكسجة االصطناعية وتساهم يف احلفاظ عىل املستوى املتحقق من القدرات
اجلليكوجينية اهلوائية والالهوائية .تتايل مثل هذه الوحدات مع وحدات رسعة مصحوبة
بالقوة بتوجهات تآزرية وفنية نكنيكية مقامة يف الظروف العادية تسمح يف احلفاظ عىل
ً
طويال. مستوى تدريب الرياضيني للمسابقات زمنًا
يف مرحلة بني انتهاء إعداد اجلبال واملنافسات يف املسابقات الرئيسية قد تدخل دورات
قصرية جدا من 6-3أيام مع حجم عال لتدريبات نقص األكسجة يف ظروف اصطناعية
بام يسمح باحلفاظ عىل مستوى التكيف املتحقق بالتدريب يف اجلبال.
النقطه املهمة يف أثناء إدخال وحدات مع ظروف نقص األكسجة اصطناعية هى
إمكانية تتايل اجلهد لتطوير القدرات اجلليكوجينية اهلوائية والالهوائية يف ظروف نقص
األكسجة مع تدريبات يف ظروف طبيعية تساعد عىل حتسني جوانب التدرب األخرى
مرضا.
والتي يكون العمل عليها يف ظروف نقص األكسجة ً
االرتفاع األمثل لإلعداد اجلبلي
ال تعترب مسألة االرتفاع األمثل للتدريب الالزم مسالة ال لبس فيها .إن األغلبية
الساحقة لألبحاث واملقرتحات العملية باإلضافة إىل خربة إعداد الرياضيني يف خمتلف
األلعاب متعلقة بارتفاع 2211 – 0611م ويتطلب اإلعداد يف املرتفعات العالية 2011
– 3111م اهتامما ال شك فيه .عدا ذلك ،االحتياطات الكبرية لرفع فعالية اإلعداد التي
تكمن يف استخدام واسع لتدريبات عىل املرتفعات املتدنية 0011 – 0111م.معظم
161
اخلرباء يؤكدون عىل أن االرتفاع األمثل يكون يف نطاق 2011 – 2111م (فريدمان –
بيتي )2115
عىل ارتفاعات 311م وأكثر حتى لدى رياضيني مكيفني لظروف املرتفعات اجلبلية
حيدث خلل يف بنية احلركة اآللية والزمنية الفراغية واجلهد يف هذه الظروف قادر عىل أن
يؤدي إىل خلل عميق يف الفنيات الرياضية وخرق هيكلية احلركة التازرية ااملفيدة
وتغريات العالقة املتبادلة العقالنية للوظائف احلركية والالارادية .لذلك ،ال جيوز إمهال
مقرتحات االحتاد الدويل للطب الريايض الذي وقف مع منع إقامة مسابقات يف ألعاب
رياضية تتطلب إظهار التحمل عىل ارتفاع يزيد عن 3111م بسبب خطرها عىل صحة
الرياضيني.
احلفاظ عىل مستوى قدرات الرسعة مصحوبة بالقوة واحلفاظ عىل تقنيات الرسعة يف
ظروف تدريبات اجلبال يتطلب برجمة دورية لربامج وحدات بجهود عالية الشدة .يساهم
يف ذلك إىل حد كبري تبديل االرتفاع يف ظروف التدريبات اجلبلية حني تتم زيادة قدرات
قوة وسعة األنظمة اهلوائية والالهوائية املزودة بالطاقة عىل ارتفاع 2011 – 0511م وأما
التطوير أو احلفاظ عىل مستوى الصفات األخرى املتحقق يف االرتفاعات األكثر
انخفاضا.
هناك أراء راسخة إىل حد كبري بأن ظروف االرتفاعات املنخفضة ( 0011 – 0111م
فوق سطح البحر) الفعالة لالستشفاء والراحة النشطة ال تعترب حافزا يف الوقت ذاتة كافيا
لنقل جسم اإلنسان إىل مستوى جديد أعىل من التكيف.
هذا صحيح ح ًقا إذا استندنا إىل معطيات االختبارات حول اإلقامة السلبية لإلنسان
يف ظروف االرتفعات اجلبلية املنخفضة .إذا حللنا ردود األفعال التي تظهر يف أثناء
التأثريات املشرتكة لعوامل نقص األكسجة التي تعترب نتيجة التواجد يف اجلبال واستخدام
برامج تدريبية خاصة ذات طابع نقص أكسجة (محوالت نقص األكسجة) فإن فعالية
اإلعداد يف املرتفعات املنخفضة قد تكون عالية كفاية وخاصة للرياضيني الشباب الذين
ليست لدهيم خربة اإلعداد يف ظروف مرتفعات املتوسطة والعالية .عىل سبيل املثال،
الرياضييون املؤهلون الشباب وهم يف مرحلة اإلعداد لإلنجازات العالية والذين تم
161
إعدادهم بشكل منتظم يف الظروف اجلبلية املنخفضة 4-3أسابيع من املعسكرات عىل
ارتفاع 0211م خالل العام بحموالت بتوجهات هوائية وهوائية – ال هوائية) استطاعوا
حتقيق ارتفاع يف القدرات الوظيفية والنتائج الرياضية والتي رأي اخلرباء أهنم لن يتمكنوا
من حتقيقها يف ظروف إعداد السهل .وفيام يتعلق برياضيني مؤهلني عاليا وهم يف املراحل
الالحقة للتطوير طويل األمد فإن األمثل بالنسبة هلم التدريب عىل ارتفاع 2111م تقريبا
(جور وغريه ،0006ويلري .)2114
حني نتحدث عن االرتفاع املفيد الذي جيب أن جيري اإلعداد فيه للرياضيني من
الرضوري أن نتذكر التناقضات بني ظروف املرتفعات املتوسطة والعالية بالنسبة لتأثري
التدريبات عىل أنظمة التنفس والدورة والدم وبشكل عام عىل قدرات اجلسم لتزويد
جهود ذات طابع هوائي وال هوائي بالطافه .وبني ظروف التطوير الفعال ملكونات
التدرب األخرى.
تستخدم عمليا خمتلف الطرق الختيار االرتفاعات املثالية لالقامة والتدريب.
الطريقة األوىل :أي اإلقامة والتدريب يف ظروف املرتفعات املتوسطة (عادة عىل ارتفاع
2311 -0511م) ،أكثرهم انتشارا تأكدت مرات عديدة فعاليتها بدراسات علمية
واألهم من ذلك اخلربة اإلجيابية ألجيال عدة من الرياضيني املرموقني استخدموها
خالل 41عاما.
الطريقة الثانية :التي اكتسبت شهرة واسعة يف السنوات االخرية تقرتح اإلقامة عىل ارتفاع
2111 – 2011م عن مستوى البحر والتدريب يف ظروف املرتفعات املتوسطة .من
الصعب تقيم تفوقها عىل الطريقة األوىل .تعترب اإلقامة يف املرتفعات اجلبلية من جهة
حافزا حمددا لتكيف األنظمة األكسيجيينة ومن جهة ثانية قد تصعب جريان
العمليات االستشفائية بعد برامج وحدات بحموالت قصوى أجريت يف املرتفعات
املتوسطة.
الطريقة الثالثة :التي تروج هلا بنشاط جد كبري يف السنوات األخرية األدبيات الرياضية
كطريقة فعالة هي اإلقامة يف ظروف املرتفعات املتوسطة 2011 – 2111م
والتدريب عىل ارتفاع 0201 – 0111م.
161
تالحظ افضليتها يف إزالة املشاكل التي تقيد حجم اجلهد التدريبي ونوعيتة بسبب
تطور التعب يف أثناء التدريب يف ظروف االرتفاعات املتوسطة وهذا من جهة أمر صحيح
ومن جهة أخرى يدعو إىل قلق شديد بالنسبة إىل تكيف فعال لألنظمة اهلوائية واالهوائية
الالكتاتية للتزويد بالطاقة التي جترى من أجلها بشكل أسايس التدريبات يف اجلبال .ال
شك يف ان اإلقامة فقط يف ظروف املرتفعات املتوسطة غري املدعومه بمزج نقص
األكسجة اجلبلية ونقص أكسجة احلموالت التدريبية بالنسبة لرياضيني مؤهلني عاليا قد
تكون غري فعالة إىل حد كاف .حتليل نتائج األبحاث املوجهه لكشف فعالية هذه الطريقة
جعل " برنيتي وهوبكينز " يستنتجون أن مثل هذا الشكل من اإلعداد قد يكون فعاال
لرفع قوة وسعه األنظمة اهلوائية والالهوائية الالكتاتية املزودة بالطاقة لدى الرياضيني
املؤهلني عاليا ،لكنه غري كاف لتحفيز العمليات التكيفية لدى ريايض النخبة يف األلعاب
الرياضية التي تتطلب إظهار التحمل بالنسبة للجهد اهلوائي – الالهوائي.
ويلفت هذا األمر انتباه أنصار الطريقة الرابعة الذين يعتقدون أنه من األصلح دمج
اإلقامة يف املرتفعات املتوسطة مع التدريبات يف املرتفعات العالية استخدمها بنجاح
عداءوا مسافات متوسطة وطويلة من خمتلف البلدان عاشوا يف مكسيكو وتدربوا بمركز "
تولوكا" ( 2611م) البعيد عنها 61كم .ومثل هذا الربنامج من اإلعداد اجلبيل استخدمة
بشكل واسع العديد من ريايض أملانيا الديمقراطية واستندت إىل تفسريات علمية.
(فوتش ،ريب )0001واكتشف أيض ًا بأنه لرفع قوة وسعه األنظمة الالهوائية
والالكتالتية يعترب اإلعداد األكثر فعالية هو حني يقيم الرياضييون عىل ارتفاع – 0611
2111م ويتدربون عىل ارتفاع 3111 – 2611م .رياضييون من مستوى عايل الذين
يتدربون يف مركز "تساخكادزور" (ارمينيا) يعيشون وجيرون وحداهتم التدريبية
األساسية يف املرتفعات املتوسطة 0061م ،ووحدات بتوجهات ركض عىل املرتفعات
العالية .يعترب التمرين عىل املرتفعات العالية حافزا اضافيا لتنمية االستجابات التكيفية اما
العيش يف ظروف املرتفعات املتوسطة فيسهل ،باملقارنة مع املرتفعات العالية ،جريان
عمليات االستشفاء.
قد تستخدم هبذا الشكل يف إعداد الرياضيني خمتلف اخليارات اختيار أحد اخليارات
وجيب أن يكون مرتبطا بمحتوي مرحلة معينة من الدورة الكربى وتوجه العملية
164
التدريبية يف وحدة تدريبية معينة وباليوم التدريبي أو الدورة القصرية .الكثري يف هذه
املسالة يتعلق بالقدرات الفردية للريايض وعمره ومؤهالته وخربة اإلعداد يف اجلبل
ومستوى التكيف مع نقص األكسجة والقدرة عىل االستشفاء الفعال .حماولة متيز واحد
فقط من اخليارات املمكنة عىل أهنا األكثر إنتاجية كام يعتقد بعض اخلرباء ويقيد استخدام
املناخ اجلبيل كواحد من أقوى عوامل زيادة قدرات الريايض الوظيفية.
اإلقامة يف ظروف نقص األكسجة االصطناعية ،والتدريب عىل مستوى البحر.
يروج يف األدبيات الرياضية بشكل كبري يف السنوات األخرية شكل من أشكال إعداد
نقص األكسجة والتي يقيض فيها الريايض القسم االكرب من اليوم ( 05-02ساعة) يف
ظروف نقص األكسجة االصطناعية (بيوت نقص أكسجة ،شقق منقوصة األكسجة
وخيم )...تعادل ارتفاع 3111- 2111م والتدريب يف الظروف العادية.
يعتقد أن التواجد يف منشاة يتطابق فيها الضغط اجلزئي لألكسجني مع ظروف
املرتفعات املتوسطة والعاليةة ترافقة تدريبات عىل السهل تؤمن تطوير ريايض متعدد
اجلوانب وفعال وحيفز وظائف إنتاج الدم ورفع قدرات األنظمة اهلوائية بشكل عام عىل
حساب عامل نقص األكسجة (ليفني ،سرتاي ،0006رودرجيس وغريه )2114
يعترب اخلرباء األمريكان والدول االسكندنافية عن خطأ من رواد تطوير هذا االجتاه
يف إعداد نقص األكسجة .اذ أهنم يف التسعينات اصبحوا يستخدمون التواجد يف ظروف
تقص األكسجة االصطناعية كعامل حتفيز استجابات التكيفية ألنظمة نقل األكسجني
(ميليت وغريه .)2101يف احلقيقه ،هذا الشكل لإلعداد مدعوم بحجم كبري من
األبحاث العلمية .أجريت بشكل رسي وأصبحت تستخدم عمليا يف إعداد أقوى ريايض
من أملانيا الديمقراطية يف ألعاب رياضية تتطلب إظهار التحمل منذ هناية أعوام
السبعينات .من أجل هذا ،بنيت منشاه رسيه ضخمه خصيصا لذلك قرب برلني يف "
كينباوم" – حجرة ضغط يتمكن فيها يف نفس الوقت العيش والتدريب إىل حد 41
شخصا.كانت يف حجرة الضغط غرف راحة وغرف تدليك وخمتلف التدابري العالجية
وغرف التغذية وغريها ...إال أن اخلاصية األساسية هلذه املنشاة كانت وجود قنوات
جتديف لكل أشكال ألعاب التجديف وأجهزة متعدده للعدائني والسباحني والتزحلق
165
والدراجني ومعدات إلعداد القوة يف منشأتني مساحتهام العامه 011م تقريبا .ارتفاع
الصعود يف حجرات الضغط كان من املمكن أن يصل إىل 4111م.
أكثر من عرش سنوات استخدم رياضيون أملانيا الديمقراطية هذه احلجره الضغطية
أيضا يف "
ممزوجه مع التدريب يف السهل والتدريب يف املرتفعات املتوسطة والعالية ً
بيلميكني" وغريها من القواعد األجنبية .كانت توضع ملختلف األلعاب الرياضية
وخمتلف الرياضيني برامج فرديه مناسبة .كام أثبتت اخلربة العملية ومعطيات األبحاث
العلمية فإن إجراء وحدتني تدريبيتني يوميا واحدة منها جترى يف حجرة الضغط واألخرى
يف الظروف الطبيعية ساعدت عىل زيادة قدرات أنظمة نقل األكسجني دون أن ختل
بعملية حتسني جوانب التدرب األخرى.واخترب اخلرباء األملان فعالية التواجد الطويل
أيض ًا يف احلجر الضغطية مع التدريب يف الظروف العادية وفعالية اإلقامة الدائمة
(أسبوعني) والتدريب يف حجر الضغط .إال أن اخليار األول من هذه اخليارات خيتلف
بفعاليتة عن بقية الربامج والثاين تبني أنه غري جمد لتأثرية السلبي عىل نفسية السباحني
وحمدودة إمكانيات استخدام دائرة واسعة من الوسائل التدريبية (سوسلوف )0000
ومن يف األدبيات الرياضية يف األعوام األخرية أن تعج بمعطيات حول الفاعلية
االستشفائية ألشكال اإلعداد التي يتواجد فيها الرياضيون خالل قسم كبري من اليوم إىل
05ساعة يف ظروف نقص األكسجة املصطنعه والتدريب يف الظروف العادية .وتورد
معلومات تشهد عىل تغريات كبرية ملكونات الدم ،نمو القدرات اهلوائية والالهوائية
للرياضيني ترافقها معلومات ال تصدق حول نمو النتائج الرياضية .فعال ،فكيف نثق
بنتائج أبحاث اخلرباء الفنلنديني التي يؤكد فيها أن إقامة دراجني من مستوى عال ملدة 00
يوما يف ظروف نقص األكسجة االصطناعية 3111 – 2011م كل يوم خالل 05-06
ساعة ترافقها وحدات تدريبية ملرتني .أدت بعد انتهاء التدريبات االختبارية إىل زيادة
الرسعة يف سباق 41كم بنسبة ( %4روسكو )0000,0000إذا عممنا هذه املعطيات
عىل سباق دراجات الطرق الفردية (اطالق منفرد) يف أوملبياد لندن (مسافة 44كم) فإن
املشارك الذي اتبع هذه التدابري ،جيب علية ان يسبق منافسيه بمسافه كيلو مرت واحد و
661م أي بأكثر من 2دقيقه ،املعطيات الواردة يف هذه األبحاث نقلها إىل األلعاب
الرياضية األخرى القريبه منها من حيث جهود التزويد بالطاقة .عىل سبيل املثال ،إذا
166
اخذنا السباحة مسافة 0011م فإن من املعقول جدا إذا أخذنا يف احلسبان الطابع اهلوائي
تزويد اجلهود بالطاقه يف كلتا احلالتني فإننا سنحصل عىل النتائج التالية:
إذا اقرتحنا عىل جمموعة من السباحني هلم نتيجة نقدرها وسطيا ( )06:11ومثل هذه
التدريبات فإهنم يف خالل أقل من أسبوع أو أسبوعني سيحسنون النتائج الرياضية بنسبة
41ثانية وسطيا .وبالطبع فإن هذا غري معقول .مع األسف مثل هذه املعطيات ليست
الوحيدة إذ إهنا متيز أدبيات كثرية صدرت يف األعوام األخرية (ويلري ،2114ميايت
.)2101
من الصعب جدا تفسري مثل هذه املقرتحات إال إذا اعتربنا ان هناك عالقة مبارشة بني
صناعة معدات نقص الكسجة حلجرات وغرف وبيوت خمتلف حجرات نقص األكسجة
والسعي إىل طرحه يف األسواق وبني نتائج مثل هذه األبحاث العلمية التي ترشح فيها
فعالية هذا الشكل من إعداد نقص األكسجة البعيدة جدا عن الواقع .تستدعي الثقه
معطيات أوردها خمتصون متعلقة فعال بالدعم العلمي إلعداد رياضيني من املستوى
العايل .عىل سبيل املثال ،األبحاث التي أجراها معهد الرياضة االسرتايل املعروف
بمسوؤليتة عن الدعم العلمي واملنهجي إلعداد ريايض املنتخبات ،مل تتمكن من إجياد
فعالية جدية هلذه التدريبات .اإلقامة يوميا 01ساعات يف ظروف نقص األكسجة
(3111م) ترافقها تدريبات يف السهل مل تؤد إىل تغريات حقيقية .لوحظت زيادة بسيطة
للكريات احلمراء فقط بعد 46ليله إقامة يف ظروف نقص األكسجة (ميليت وغريه
)2101
من هذه الناحية جيب االستشهاد بخربة االستخدام الطويل (سنوات طويلة) من قبل
خرباء املانيا الديمقراطية حلجرات الضغط يف " كينباوم" التي جري إعداد 3االف
ريايض مؤهلني عاليا خالهلا (سوسلوف )0000
من بني الربامج الفعالة الستخدام تدريبات نقص أكسجة مل جيد له مكانا وهذا اخليار
الذي بموجبة تكون اإلقامة السلبية يف حجرات الضغط وقد مزجت مع تدريبات يف
ظروف عادية .كل اخليارات املستخدمة يف املانيا الديمقراطية كانت تعترب التدريبات يف
ظروف نقص األكسجة من العوامل األساسية للخيار .اخلرباء الذين يروجون بنشاط
167
لتدريبات تقتيض أن يعيش الريايض يف غرف بنقص أكسجني مصطنع ويتدربون يف
الظروف العادية يعتربون الربامج التالية أكثر فعالية:
جيب أن تكون مدة تدريبات نقص األكسجة من 00-02إىل 25يوما.
الضغط اجلزئي لألكسجني يف اهلواء املستنشق جيب ان يتطابق مع ارتفاع 2011م –
3111م.
التواجد اليومى يف ظروف نقص األكسجة 05-04ساعة.
الكمية املثالية للوحدات التدريبية اليومية املقامه يف الظروف العادية 2-0 :يف أثناء
مدة 4-2ساعات (روسكو ،0000ويلري ،ميليت .)2101مع األسف الشديد يف
أثناء تقيم فعالية هذا الشكل من اإلعداد وتقيم فعاليتها ،تركز عمليا انتباه كل اخلرباء
الذين تناولوا هذه املساله عىل دراسة استجابة أنظمة الدم والدورة الدموية والتنفسية،
وبقي دون اهتامم تأثري مثل هذا النظام من التدريب عىل نفسية الرياضيني .لكن دون
حتليل جدي هلذا اجلانب من املسالة ،واضح جدا بأن مثل هذا الشكل من التدريب
يمكن تطبيقة عىل أسس طوهية يف اختبارات اصطناعية من منطلق علمي بحت ولكن
دون استخدام واسع يف رياضة األرقام القياسية خلطر استثنائي عىل نفسية الرياضيني.
ما يثري الدهشة أن أنصار النشطاء لالستخدام الواسع جدا للغرف واحلجرات واخليم
الضغطية ال يرون املناهج املقرتحه املثرية للريبة لرفع قدرات أنظمة.
الطاقة كام وال يرون أيض ًا خطرها عىل الصحة النفسية للرياضيني ذلك اخلطر الذي
أشار إليه خرباء أملانيا الديمقراطية قبل سنوات عديدة.
استخدام اإلقامة االصطناعية يف ظروف األكسجة (غرف،حجرات ،خيام الخ)...
ممكن باحجام قليله (للنوم بشكل أسايس) ولوقت قصري (عدة أيام) إلعداد الرياضيني
التمهيدي للدتريبات يف الظروف اجلبلية ولكن ليس بأي حال من االحوال كواحد من
الوسائل األساسية للرفع من ثبات الرياضيني أمام ظروف نقص األكسجة ورفع قدرات
أنظمة التزويد بالطاقة والنتائج الرياضيه.
168
تأقلم الرياضيني الرسيع مع املناخ اجلبيل.
يؤثر انتقال الرياضيني إىل اجلبال بشكل حاد عىل القدرة عىل العمل ويؤدي إىل
استجابات أكثر وضوحا ألهم املؤرشات عىل احلموالت العادية .عىل سبيل املثال،
االستجابات ذاهتا لنبضات القلب وكثافة الالكتات يف الدم لدى رياضيني مؤهلني عاليا
تالحظ يف أثناء ختفيض قوة اجلهد عىل أجهزة الدراجات – وسطيا بنسبة %25تالحظ
ذات االستجابات أيض ًا يف أثناء اجلهد عىل جهاز الركض مع زاوية متغرية خلط السري يف
أثناء تنفيذ برامج االختبارات اخلاصة.
مدة وفعالية أقلمة الرياضيني مع ظروف اجلبال متعلقة بعوامل عديدة وموجوده يف
نطاقات واسعة كام نرى ،مرحلة األقلمة يف اجلبال قد ترتاوح يف نطاقات واسعة – من -3
0أيام و 02-01ساعة من احلموالت الفعالة إىل 02-01يوم و 40-30ساعة من
احلموالت.
حتدد مدد األقلمة إىل حد كبري حسب عمر ومؤهالت الريايض .الرياضيون
الناشئون ،وخاصة من انتقل ألول مرة إىل اجلبال ،يتأقلمون مع الظروف اجلديدة أبطا من
الكبار .رياضيون مؤهلون عاليا جيتازون مرحلة األقلمة بشكل أسهل بكثري باملقارنة مع
الذين يتخلفون بمهارهتم وخربهتم التدريبية والتنافسية (اجلدول) لدى الرياضيني الذين
ينتقلون بانتظام إىل اجلبال ،مرحلة األقلمة جترى أرسع بكثري (أحيانا مرتني او ثالث)
باملقارنة مع من كان يف ظروف املرتفعات املتوسطة والعالية الول مرة (سويلوف ،شيبيا )0000
اجلدول :رد فعل جسم الريايض عىل محل عادي يف مرحلة األقلمة.
169
إن عمليات االستشفاء لدى الرياضيني غري املكيفني مع إعداد اجلبال جترى بشكل
أبطأ بكثري باملقارنة مع الرياضيني الكبار بالسن املؤهلني عاليا ،ينتقلون بانتظام إىل اجلبال
للتدريب .بعد محوالت عادية مدة االستجابات االستشفائية حسب معطيات نبضات
القلب ،استهالك األكسجني ،وتعويض الدين االكسجيني لدى الرياضيني الكبار مكيفني
مع اجلبال يكون اقرص بنسبة %30-20باملقارنة مع الرياضيني الناشئني.
مثل هذة الفروق الكبرية سببها إىل حد كبري االستجابة غري املوحدة للرياضيني من
املجوعات املذكورة للحموالت التقليدية املقرتحة يف اجلدول .لكن حتى يف حالة إذا
اقرتح عىل الرياضيني محوالت متشاهبه متاما باستجاباهتا يف الوسط الداخيل للجسم (رفع
كثافة الالكتات يف الدم إىل 620مول ل .يف كافة املجموعات) يستشفي الرياضيون
الكبار يف السن املكيفني لقدراهتم بنسبة 21-00و %30-20أرسع من الرياضيني الكبار
غري املكيفني والرياضيني الناشئني (بوالتوفا .)0000
تأثري مؤهالت وتدريب الرياضيني عىل التكيف مع تدريبات اجلبال تتبني بوضوح يف
نتائج األبحاث النفسية أيض ًا.
الرياضيون املدربون جيدا واملؤهلني عاليا الذين يتبعون متارين يف اجلبال بانتظام يف
أغلب األحيان يف األيام 3و .4
يبلغون مستوى عاليا من القدرة عىل العمل يف أثناء حالة نفسية مثالية – .نشاط عايل
لتنفيذ برامج تدريبية معقدة ومستوى
العايل من املراقبة والتوجيه لصفات احلركة الزمكانية واآللية .لدى الرياضيني األقل
كفاءه وتدريبا للتدريبات اجلبلية جترى األقلمة أبطأ بكثري (من 5-6إىل )02-01يوم
ويرافقها انخفاض النشاط وعدم الرغبة يف تنفيذ برامج تدريبية معقدة وانخفاض القدرة
عىل السيطرة عىل الصفات احلركية األساسية الخ ( ...ماتيوس )0004
من أجل أقلمة فعالة للراحة الكاملة التمهيدية أمهية قصوى :جيب أن تبدا التامرين يف
اجلبال يف حاىل االستشفاء التام للقدرات البدنية والنفسية للريايض بعد احلموالت
التنافسية الرتيبية السابقة .يف حال إذا بدأ اإلعداد يف اجلبال يف ظروف عدم االستشفاء
170
التام للجسم يف عملية التكيف مع نقص األكسجة تصبح بطيئة متاما .لذلك ،عادة ،قبل
االنتقال إىل اجلبال ،تربمج دورات قصرية استشفائية من 0-3أيام.
وتتباطأ عملية األقلمة أيض ًا يف حال إذا اختلف إعداد اجلبال بطابع التامرين وتوجه
كثريا عن السابقة يف السهل .لذلك ،جيب أن تكون برامج املؤثرات والية احلموالت ً
مرا اعتياد ًيا للرياضيني وخاصة يف األيام األوىل من
الوحدات التدريبية ونظام تتاليها أ ً
اإلعداد اجلبيل .تعجيل عملية األقلمة تساهم فيه متارين خمتلفة هوائية من ضمنها غري
تقليدية :كالركض وامليش املجهد وغريها.
عملية األقلمة مع ظروف اجلبال متيض أسهل وارسع إذا اختذت اجراءات باألقلمة
التمهيدية قبل 6-0أيام من االنتقال إىل اجلبل .وهلذا اهلدف جيب استخدام النوم يف
اخليام أو غرف نقص األكسجة بمحتوى أكسجني مطابق الرتفاع 3111-2011م
وتنفس خليط غازات بمحتوي متدن لألكسجني يف أثناء عملية تنفيذ محوالت بدنية
(سافوري ،0005جايزر )2110وتدريبات نقص أكسجة مع فواصل.
تساهم يف تسهيل وترسيع عملية األقلمة املربجمة العقالنية للحموالت التدريبية.
احلموالت املفرطة يف األيام األوىل من اإلقامة يف اجلبال قادرة عىل تصعيب عملية
األقلمة (روكسو )2114واحلموالت غري الكافية لن تساعد بالشكل املطلوب عىل حل
مهام اإلعداد .يتفق أغلب اخلرباء عىل أن احلموالت ستكون مثالية يف األيام 0-3األوىل
من اإلعداد اجلبيل التي تبل %61-60من نسبة ما تم اتباعة يف السهل (كولني )0002
يف األيام األوىل من اإلقامة يف اجلبال جيب أن تتغري جذريا بناء برامج الوحدات
التدريبية .حصة التامرين املنفذة بشدة عالية جيب أن تنخفض كث ًريا (نسبة )%41-21اما
حجم التامرين ذات الطابع االستشفائي فيزداد .الفواصل بني التامرين املنفذة بشدة عالية،
جيب ان تزداد 020-023مرات.
تساعد يف تسهيل عملية األقلمة التغذية العقالنية أيض ًا والتي جيب أن تؤخذ فيها يف
احلسبان زيادة كمية الكربوهيدرات وذلك بسبب زيادة رصفها يف املرحلة األوىل من
أيضا بسبب زيادة جفاف اجلسم يف
األقلمة (بدلري ،)2110وزيادة استهالك السوائل ً
أثناء اإلقامة يف اجلبال.
171
إعادة األقلمة واالثر املرتاكم واعاده التكيف بعد العودة من اجلبال.
التأثري االجيايب لتدريبات اجلبل عىل القدرات الوظيفية والنتائج الرياضية يظهر يف
احلاالت العادية فورا بعد العودة من اجلبال ويتطلب مرحلة معينة إلعادة األقلمة واعادة
ضبط وظيفي وبنيوي .احلقيقة ان %61-01من الرياضيني قادرون يف بضعة أيام أوىل من
( 4-3أيام ال أكثر) عىل إظهار نتائج عالية وقدرة عالية عىل العمل يف التجارب اخلاصة.
لكن بعد ذلك ،تليها مرحلة طويلة إىل حد كاف 6-3أيام) من انخفاض يف القدرات
الوظيفية للجسم .لدى بقية الرياضيني (.)%01-41
فورا بعد اهلبوط من اجلبل وقد متتد إىل 5 – 6أيام وأكثر
هذه املرحلة تايت ً
(سوسلوف ،شيبل .)0000
وخالل هذا الوقت ال ينصح باملشاركة يف املسابقات املهمة وبرجمة وحدات
بحموالت قصوى ممكنة ومتارين ذات طابع حتضريي تفرض عىل اجلسم احتياجات
كبرية.
بعد انتهاء مرحلة انخفاض القدرات الوظيفية يظهر األثر املرتاكم من اإلعداد اجلبيل
الذى قد يتطور الهم مكونات التدرب الوظيفية خالل 02-5بعد العودة من اجلبل.
معطيات تعكس الطابع املالئم جلريان االستجابات التكيفية بعد عودة سباحني
مؤهلني عاليا إىل ظروف السهل .يف األيام األوىل من التواجد يف هذة الظروف بعد 21
يوما من التدريبات الشديدة يف اجلبال (0061م فوق سطح البحر).
يالحظ زيادة يف قيم الالكتات يف أثناء التخفيض يف نفس رسعة السباحة .ومن ثم
يالحظ حتسن منتظم لالستجابات التكيفية:
-تزداد الرسعة قليال يف أثناء انخفاض الالكتات يف نفس الوقت.
وتالحظ افضل االستجابات بعد 21يوما تقريبا من العودة من اجلبال.
معطيات تعكس الية قدرات األنظمة اهلوائية املزودة بالطاقة بعد انتهاء اإلعداد
الشديد من ثالث أسابيع يف ظروف املرتفعات املتوسطة .يف األيام 4-2األوىل بعد العودة
من اجلبال يف ظروف التدريبات ذات الطابع االستشفائي يالحظ ارتفاع يف القدرات
171
الوظيفية ألنظمة التزويد بالطاقة اهلوائية يف هذا الوقت يبدو الرياضيون قادرون عىل
إظهار قدرة عالية عىل العمل وحتقيق نتائج عالية يف أثناء االشرتاك يف املسابقات.
ومن ثم يتبعه تدن واضح يف قدرات أنظمة التزويد بالطاقة اهلوائية سببها صعوبات
يف عملية إعادة األقلمة .خالل 04-02يوم بعد العودة من اجلبال يظهر األثر التدريبي
املرتاكم بالنسبة لقدرات األنظمة اهلوائية املزودة بالطاقة التي تتطور بانتظام خالل
االسبوعني الالحقني وتبل اقصاها تقريبا خالل 26-24يوم.
خالل عده أيام يالحظ أقىص مستوى لقدرات أنظمة التزويد بالطاقة اهلوائية ومن ثم
تبدً ا بعدها بالتطور عملية إعادة التكيف.
جتدر اإلشارة إىل أن اآللية املذكورة لتغري القدرات الوظيفية للرياضيني خالل
كثريا حتت تأثري عوامل كثرية :ختصص
اإلعداد يف اجلبال واإلعداد الالحق قد تتغري ً
الرياضيني ،مرحلة اإلعداد طويل األمد ،وخربة اإلعداد يف اجلبال وحمتوي العملية
التدريبية واخلصائص الفردية للرياضيني.
عىل سبيل املثال :لدى العدائني من املسابقات الطويلة واملاراثون املتكيفني جيدا مع
ظروف املرتفعات املتوسطة والعالية اجلبلية قدج تنتهي عملية إعادة األقلمة خالل 0-3
أيام اما األثر التدريبي املرتاكم األقىص فيظهر خالل 00-02يوم.
وبالعكس لدى الرياضيني من املسافات 511-411م قد يمتد تشكل األثر ملدة -21
20يوم وأكثر.
خالل 30-31يوم بعد العودة من اجلبل تالحظ عادة أوىل عالمات إعادة التكيف
التي متس بالدرجة األوىل وظائف الدورة الدموية والتنفس والدم ونظام رصف
األكسجني باألنسجة وغريها .كلام كان تأثري اإلعداد اجلبيل أكثر وضوحا ،ظهرت أوضح
وأبكر عالمات إعادة التكيف (شميت ،برومري.)2115
اتباع كمية كبرية من التامرين التدريبية بعد العودة من اجلبال ذات طابع نقص أكسجة
قادرة بشكل كبري تأخري عملية إعادة أقلمة جسم الريايض .وتؤدي إىل نفس التأثري أيض ًا
إدراج وسائل نقص أكسجة تدريبية إىل العملية التدريبية.
171
املدة املثالية يف التدريب عىل املرتفعات وبرجمتها للحفاظ عىل األثر التدريبي.
مدة التدريبات يف اجلبال عادة تقدر ب 4-3أسابيع .وتشهد خربة السنوات الطويلة
من إعداد رياضيني من مستوى عال لدول عديدة ومعطيات األبحاث العلمية عىل ان
هذه املدة بالذات من اإلعداد اجلبيل تسمح إىل حد كاف باستخدام أفضليتها بالنسبة لرفع
إمكانيات األنظمة اهلوائية والالهوائية الالكتاتية املزودة بالطاقة ،وتطوير التحمل اخلاص
وبنفس الوقت دون أن تتناقض مع قوانني تشكل جوانب التدرب األخرى وتقويم
املسابقات.
كثريا إعداد جبيل من
لكن ،جتب اإلشارة إىل أنه من الناحية العملية يستخدم ً
أسبوعني ومن 6-0أسابيع أيض ًا.
بغض النظر عن مدة اإلعداد اجلبيل علية ان يكون عىل شكل دورة متوسطة مستقلة
بطول 6-2أسابيع.
راي اخلرباء موحد بأن يف هيكلية الدورة املتوسطة ،دورة قصرية إعدادية (تأقلمية)،
دورة أو دورتني قصريتني رسيعتني ودورة قصريه واحدة استشفائية قصرية جدا.
طول الدورة القصرية اإلعدادية يتعلق بتدرب الريايض وخربتة يف اإلعداد اجلبيل
والقدرات التكيفية الفردية وطول الدورة املتوسطة قد يبل 01-6أيام (ميليت )2101
الرياضيون املؤهلون عاليا ولدهيم خربه اإلعداد يف اجلبال بامكاهنم االكتفاء بدورة قصرية
من 4-3أيام .بعد الدورة القصرية اإلعدادية تايت تدريبات شديدة عىل شكل واحدة أو
عدة دورات قصرية .وتنتهي الدورة املتوسطة يف اإلعداد اجلبيل بدورة قصرية غري طويلة
عاده ( )3-2أيام استشفائية.
وتكون هبذة الصورة ،هيكلية الدورة املتوسطة من 1أسابيع عىل الشكل اآليت أثناء
إعداد رياضيني مؤهلني عاليا يتدربون بانتظام يف اجلبال:
دورة قصريه إعدادية ( )4-3أيام احلجم اليومي للجهد إىل % 61 – 61مما يميز
املرحلة السابقة من اإلعداد الشديد واجلهد معظمه استشفائي (منطقة الشدة )0
وطابع هوائي (منطقة الشدة .)2
174
دورة قصرية رسيعة ( )6-6أيام احلجم اليومي للجهد إىل % 01 – 51مما يميز
املرحلة السابقة من اإلعداد الشديد وجهد أغلبة هوائي ،ممزوج هوائي – ال هوائي
(منطقة الشدة .)4-3-2
دورة قصريه إعدادية ( )5-6أيام احلجم اليومي للجهد إىل %011– 01مما يميز
املرحلة السابقة من اإلعداد الشديد واجلهد اغلبة هوائي( ،منطقة الشدة )3-2
وممزوج (منطقة الشدة )0-4والهوائي ذوطابع جليكوجيني (منطقة الشدة .)4
دورة قصريه إعدادية ( )3-2أيام احلجم اليومي للجهد إىل % 01مما يميز الدورات
القصرية الرسيعة .وجهد اغلبة استشفائي (منطقة الشدة )0وطابع هوائي (منطقة
الشدة .)2
الدورات القصرية 4أسابيع تبني عىل نفس الطريقة بفرق هو أنه تربمج ليس 2وإنام
3دورات قصرية رسيعة.
حجم اجلهد وجمموع احلموالت يف الدورات القصرية الرسيعة يزداد باستمرار :يف
األوىل %51- 60ويف الثانية %01 – 50ويف الثالثة % 011 – 00مما يميز األكثر
بالنسبة ملراحل اإلعداد شدة يف ظروف السهل.
يف بعض احلاالت من املمكن استخدام دورات متوسطة من 00-02يوم لإلعداد يف
الظروف اجلبلية .مثل هذه الدورات املتوسطة من األصلح برجمتها للحفاظ عىل التأثري
التدريبي املتحقق الذي كانت نتيجة لدورة متوسطة من اإلعداد اجلبيل أكثر طوال .عادة
دورة متوسطة من 00-02يو ًما تدخل خالل 5-6أسابيع بعد التي سبقتها.
يف هيكليتها متيز 3دورات قصرية – إعدادية ( 3 – 2أيام) رسيعة ( 01 – 6أيام)
واستشفائية ( 3 – 2أيام).
خالل األسبوع الذي يسبق هذه الدورة املتوسطة جيب إدخال وسائل إعداد نقص
أكسجة اصطناعية إىل برنامج اإلعداد.
يف أثناء برجمة دورات متوسطة طويلة اإلعداد اجلبيل يمكن االسرتشاد بمقرتحات "
كبريا من العدائني
جو فيجيال "0000أحد أنجح مدريب أمريكا الذي أعد عد ًدا ً
175
املعروفني ملسافات ، 01111 – 0111و 42000م باإلضافة إىل مساعدتة يف تنظيم
إعداد يف املرتفعات املتوسطة عدد كبري من الرياضيني األجانب املرموقني بينهم " اليس
فرين (فنلندا)" الفائز يف االوملبياد عام 0060 – 0062م ملسافة 01111 – 0111م،
وجيليندو بورديني (ايطاليا) بطل أوملبياد 0055يف املاراثون.
وجتب اإلشارة إىل ان " فيجيال " يفضل يف أثناء إعداد عدائي املسافات الطويلة
واملاراثون دورات متوسطة من 6أسابيع لإلعداد يف املرتفعات املتوسطة (– 2311
2411م) .اهليكلية العامة للدورة املتوسطة 6أسابيع وحمتواها األسايس الدورة القصرية
االسبوعية األوىل جيب أن تؤمن أقلمة مع ظروف اجلبل .حجم اجلهد يزداد بالتدريج
والشدة غري كبرية وتستخدم بشكل واسع متارين ذات طابع قاعدي موجهه لتطوير القوة
واملرونة ،من ثم تليها 4دورات قصرية اسبوعية بحموالت عالية وتوجهات تتغري
بالتدريج .من أفضلية هوائية إىل ممزوجة هوائية – ال هوائية ورسعة.
تنتهي الدورة املتوسطة بدورة قصرية أسبوعية استشفائية .يعري " فيجيال " انتباها
خاصا لرضورة برجمة عقالنية للدورة املتوسطة اإلعدادية التي جيب أال يتم فيها تعجيل
زيادة احلموالت وحجم اجلهد – من غري كبري إىل مقبول ،الوسائل – متنوعة جدا
(ركض ،سباحة دراجات متارين تساعد عىل تطوير القوة واملرونة والخ)....
عىل الرياضيني االهتامم بشكل خاص بنظام الرشب وعدم السامح للجفاف ان يصيب
اجلسم بسبب اإلقامة عىل املرتفعات.
أحد أهم اخلرباء يف جمال تقسيم اإلعداد الريايض إىل مراحل وبرجمة تدريبات نقص
األكسجة " اورخان ميدسني" ذو اخلربة الطويلة يف رياضة التزحلق عىل الثلج والذي
ساهم كثريا يف نجاح ريايض الرتويج يف األلعاب الشتوية يف السنوات االخرية،
يلفت االنتباه إىل رضورة األخذ يف احلسبان عدد كبري من العوامل املؤثرة عىل عملية
اإلعداد يف اجلبال ،بينها مدة اإلعداد يف اجلبال (ليس أقل من أسبوعني) واالرتفاع (ليس
أقل منت 0511م) ومستوى تدرب الرياضيني وخربتة السابقة يف اإلعداد باجلبال
واخلصائص الفردية للرياضيني وعمره واالحتياطي للتكيف الالحق ومرحلة الدورة
الكربى التدريبية (ميدسني .)0000
176
كل هذه العوامل تؤخذ يف احلسبان يف أثناء برجمة دورة متوسطة تقليدية من 20يو ًما
من اإلعداد اجلبيل الدفع تقيد بة رياضيو الرتويج:
2 يومان – تكيف مع ظروف اجلبل.
6 أيام – دورة قصرية بتوجه أسايس (رفع القدرات اهلوائية وإعداد القوى وتطوير
املرونة وغريها).
01 أيام – دورة قصرية رسيعة بتوجه خاص (زيادة القدرات اهلوائية والالهوائية
وإعداد رسعة وتطوير التحمل اخلاص وإعداد متكامل.
2 يومان – استشفاء.
دورة متوسطة هبذا املحتوي يقرتح برجمتها قبل مسابقات العام الرئيسية مع ترك 00
– 20يو ًما بعد انتهاءها للتدريبات اإلعدادية.
من السهل االقتناع بان مقرتحات " ميدسني " طبقت بنجاح كبري من قبل الرياضيني
النروجييني يف االوملبياد الشتوية لالعوام األخرية .هذه املقرتحات تتكرر بشك كامل خربة
اإلعداد يف املرتفعات املتوسطة للرياضيني السوفييت واملانيا الديمقراطية يف فرتة
السبعينات والثامنيات من القرن املايض.
إقامة التدريبات يف اجلبال ترتك اثرها الواضح عىل حمتواها .احلجم اليومي للجهد يف
الدورات املتوسطة لإلعداد اجلبيل قد ترتاوح يف نطاق من 3 – 2ساعات :يف أثناء عملية
األقلمة إىل حد 0 – 4يف الدورات القصرية الرسيعة .خالل إعداد اجلبال من 3أسابيع و
احلجم العام للجهد يبل 51-61ساعة :يف الدورة القصرية األوىل 05-00ساعة ،يف
الثانية من ،32-25يف الثالثة .31-26
حتفز ظروف اإلعداد اجلبيل قبل كل شئ االستجابات التكيفية ،نفس النموذج الذي
يف التدريبات بنظام هوائي وممزوج هوائي – الهوائي .لكن حيدث هذا فقط إذا غطت
ظروف نقص األكسجة يف اجلبال عىل مؤرشات نقص األكسجة للحموالت .من أجل
هذا من الرضوري تامني نظام جهد يف برامج الوحدات التدريبية ودورات قصرية رسيعة
يتطابق ما تم اتباعه قبل ذلك يف ظروف السهل .إذا تم حتقيق هذا يف النصف الثاين من
177
مرحلة اإلعداد يف االرتفاعات املتوسطة يف أثناء تنفيذ برامج الوحدات األساسية
أيضا فإنه من املمكن ان نتوقع
بحموالت قصوى يف أثناء تنفيذ برامج اختبارات خالصة ً
نمو عىل شكل طفرات القدرات الوظيفية لالنظمة الوظيفية األساسية جلسم الريايض
وقدرة عمل عالية ونتائج رياضية يف تلك املسابقات التي تؤثر فيها القدرات اهلوائية
والالهوائية اجلليكوجينية تأثريا حاسام عىل مستوى املهارات .إذا مل يتمكن الريايض يف
أثناء اإلعداد اجلبيل الوصول إىل مستوى احلموالت التدريبية التي ميزت املرحلة السابقة
من إعداد السهل فان تأثري إعداد اجلبال يظهر بأقل درجة او قد يفوق تأثري إعداد السهل.
وتفسري ذلك هو أن احلوافز اإلضافية إلعادة الضبط التكيفي يف جسم الرياضيني
يعود إىل الظروف اجلبلية اخلاصة التي يمكن حتييدها بتخفيض االحتياجات من اجلسم
بسبب ختفيض حجم وشدة التدريبي (بالنونوف )2114
تتطلب ظروف اجلبال اهتامما استثنائيا بربجمة شدة التامرين املنفذة واحلجم الكيل
للجهد التدريبي.
والنقطة املهمة يف إعداد االرتفاعات املتوسطة تناسب صحيح بني حجم وشدة اجلهد
التدريبي املوجه لرفع االحتيباطي اهلوائي .الشدة العالية جدا قادرة برسعة عىل إزاحة
اجلهد إىل منطقة التبادل الالهوائي وان تؤدي إىل تعب زائد وانخفاض حجم التأثريات
التدريبية.
الشدة املتدنية ال تؤمن حوافز كافية لرفع مستوى التكييف وعدا ذلك .قد تؤثر سلبا
عىل ظهور قدرات رسعة والتقنيات وغريها من مكونات التدرب اهلامة.
من أجل اختيار الشدة العقالنية للجهد يف ظروف اإلعداد اجلبيل من األصلح
االهتداء بمؤرشات حمتوى الالكتات يف الدم بعد تنفيذ متارين قصرية نسبيا إىل 3-2دقائق
يف ظروف التدريبات الفرتية قد يزداد حمتوى الالكتات إىل حد 6 – 0مول /ل ،وأما يف
أثناء اجلهد ملسافات طويلة 4-3مول /ل ،أي جيب أال يتعدى العتبة اهلوائية.
الشدة العقالنية للجهد قد تعدل عن طريق نبضات القلب أيض ًا .والشدة الزائدة
للحموالت تؤدي إىل خروج معدل تقلصات القلب من املنطقة املثالية ورفض مبكر
للجهود.
178
حجم اجلهد الكيل املنفذ يف الزمن نفسة حيدد إىل حد كبري باالرتفاع الذي ستجرى فيه
التدريبات .رضورة احلفاظ عىل الصفات النوعية للتامرين ال تتطلب فقط زيادة طول
الفواصل بني التامرين .
بل تقليص معني لكمية التامرين باملقارنة مع املعطيات التي متيز اإلعداد يف السهل.
فعيل ارتفاع 0011 – 0211م ينخفض احلجم الكيل للجهد حتام مما يظهر بشكل واضح
يف أثناء تنفيذ متارين الهوائية وممزوجه هوائية – الهوائية.
ووف ًقا لذلك ينخفض حجم اجلهد الالزم لتنفيذ برامج وحدات بحموالت قصوى.
وأن اختذت االجراءات لتنفيذ حجومات متساوية للجهد يف ظروف السهل واجلبال فإنة
تتباطأ العمليات االستشفائية بعد تنفيذ احلموالت.
هذا يتعلق بحموالت وحدات تدريبية معينه واحلموالت الكليه لأليام التدريبية
أيضا.
والدورات القصرية وتتعلق باحلموالت التنافسية ً
لكن يف الثلث األخري من مرحلة اإلعداد اجلبيل قد يسمح زيادة القدرات الوظيفية
للسباحني بالوصول إىل تلك املؤرشات للحموالت اهلوائية التي تتميز هبا املراحل األكثر
شدة تسبق إعداد السهل.
إذا تطلب للتخلص من نفس املستوى من الالكتات يف الظروف العادية من 02إىل
00دقيقة فانه عىل ارتفاع 3111م تباطأت االستجابات االستشفائية إىل 22دقيقه ،
وعيل ارتفاع 4111م إىل 36دقيقة مما تطلب زيادة متوازنة للفواصل بني بعض التامرين.
إذا نفذت اجلهود عىل اجلبال يف ظروف هوائية خالصة فإن الفواصل قد تزداد او قد
ممزوجا هوائ ًيا – ال هوائي .فإنه عىل ارتفاع 2011 – 2111مرت
ً ال تزداد إذا محلت طاب ًعا
جيب أن تزداد الفواصل بنسبة %21وعىل ارتفاع 3111مرت بنسبة %41يف أثناء تنفيذ
متارين بأغلبية الهوائية فإن تأمني الطاقة للجهد وطول الفواصل جيب أن تزداد كل منها
31و ( %61فوتش،ريب )0001جيب التذكر بأنه حتى يف حالة عدم بناء مناسب
للتدريبات يف الظروف اجلبلية المفر من ختفيض حجم جهود مصحوبة بالقوة والتازرية
املعقدة وختفيض قليل للرسعة يف أثناء تنفيذ اجلهد الالهوائي – هوائي والالهوائي
اجلليكوجيني جيب األخذ يف احلسبان يف اإلعداد الالحق عىل السهل والتي جيب أن يتم
179
االهتامم هبا اهتامما إضافيا لتطوير تلك الصفات وجوانب التدرب التي مل يتم االهتامم هبا
بشكل كاف يف ظروف اإلعداد اجلبيل.
ولذلك توجة العملية التدريبية وتناسب الوسائل وطرق تطوير خمتلف الصفات
والقدرات يف املراحل املتعاقبة لإلعداد اجلبيل والسهل جيب أن تعرض عىل شكل عملية
موحدة يكتمل فيها اإلعداد يف اجلبال والسهل بعضهام البعض ،هذا يسمح باستخدام
اجلوانب القوية يف كل واحدة من اإلعداد ويف نفس الوقت تزيل النواقص.
أيضا يكون
يف أثناء عملية التدريب يف اجلبل وتدريبات نقص األكسجة االصطناعية ً
من املهم جدا برجمة برامج وحدات تدريبية والدورات القصرية بشكل يؤمن حل مهام
عدة تناقض بعضهام إىل حد ما:
تأمني حجم كيل أقىص للجهد.
استخدام واسع لوسائل بمختلف أفضليات التوجة.
التطور التدرجيي لالستجابات التكيفية وتعاقب عقالين لعمليات التعب واالستشفاء
والوقاية من ظاهرة التعب املفرط والتوتر الزائد لألنظمة الوظيفية.
التدريب يف اجلبال ضمن نظام اإلعداد السنوي.
يعترب التدريب يف جبال واحدً ا فقط من العوامل االضافية املساعدة عىل زيادة فعالية
التدريبية وال يمكن أن تكون اجلزء األسايس الذي يتكون حولة نظام إعداد الريايض .وال
بأي حال من األحوال لذلك ،جيب أن يربمج بتطابق صارم مع قوانني التطوير طويل
االمد للرياضيني ومستوى تأهيلهم ونظام تقسيم اإلعداد السنوي إىل مراحل ومكونات
الوسائل والطرق املتبعه واخلصائص الفردية وغريها .يف هذه احلالة فقط ،الظروف
املختلفة اصطناعيا وطبيعيا لنقص األكسجة تكمل عضويا عملية اإلعداد وجتعلة فعاال
أكثر يف نفس الوقت ال خيل بقوانني تشكل املهارات الفنية والتكتيكية وتطور خمتلف
الصفات احلركية وزيادة قدرات أنظمة اجلسم الوظيفية املهمة جدا.
جيب برجمة إعداد شديد يف اجلبال فقط يف املراحل اخلتاميه للتطوير طويل األمد،
ابتدا ًءا من مرحلة اإلعداد لإلنجازات العالية حينام تكون قدرات الوسائل التدريبية
180
األخرى القادرة عىل حتفيز تطور الحق لالستجابات التكيفية قد استنفذت .وهنا فعالية
التدريب متعلقة بتأثري عاملني مرتابطني :نقص األكسجة املرتبطة بتخفيض الضغط
اجلزئي لألكسجني يف ااهلواء املستنشق ،ونقص األكسجة املتشكل بتنفيذ جهد بشدة
عالية .من املهم اإلشارة إىل أن التأثري األكرب لنقص أكسجة احلموالت يالحظ يف حال
القيام بتامرين بطابع شمويل حيشد يف اجلهد أحجام عضلية كبرية وتفعيل أقىص لكافة
األنظمة اهلوائية والالهوائية الالكتات للتزويد بالطاقة إىل استنفاد أقىص ممكن الحتياطي
جليكوجني العضالت(.بالتونوغ ،06سوسلوف .)00
حمتوى كل دورة متوسطة من اإلعداد يف اجلبال جيب أن يبني طبقا للهيكلية العامة
لإلعداد السنوي للرياضيني وحمتوي توجة العملية التدريبية ملرحلة معينة من الدورة
الكربى واألكثر من ذلك ،اإلنزياج احلتمي للرتكيز يف العملية التدريبية 1سببه ظروف
اجلبال وتعديل بسيط يف خيارات اجلهد التدريبي (ختفيض شدتة ،التقليل من متارين
الرسعة املصحوبة بالقوة والتآزرية املعقدة وغريها) جيب أن تعوض بإجراءات مشاهبه يف
عملية اإلعداد يف اجلبال ذاهتا ويف أثناء التدريبات التي سبقتها أو تلتها يف السهل .جيب
باألخص إدخال متارين ذات طابع رسعة وقوة وتآزرية معقدة ومتارين تنافسية ومتارين
تطوير التحمل اخلاص وغريها إىل وسائل وطرق اإلعداد اجلبيل .هذه التامرين ال تعترب
بطبيعة احلال أساسية يف نظام اإلعداد اجلبيل لكن قد حتتل فيها مكانا كافيا (نسبة -21
%31من الوقت املخصص للجهد)
للحفاظ عىل مستوى تلك اجلوانب من التدرب التي يتناقض تطويرها مع املهمة
األساسية لإلعداد اجلبيل أال وهي تطوير القدرات اهلوائية وإىل حد معني القدرات
الالهوائية اجلليكوجينية.
رضورة مثل هذا الربط ملحتوى اإلعداد اجلبيل مع هيكلية اإلعداد السنوي حتدد
التأرجحات املوضحة ملحتوى خمتلف الدورات املتوسطة لإلعداد يف اجلبال .عىل سبيل
املثال ،إذا اشرتط النصف الثاين من املرحلة التحضريية لكل دورة كربى يف ظروف برجمة
إعداد سنوي من 3دورات.
181
اشرتط إعداد جبيل ،فإن حمتوى كل واحدة من الدورات الثالث املتوسطة لإلعداد
السنوى سيختلف لكي يناسب التوجه العام للتدريب يف دورة كربى حمدده وباألخص
كبريا من اجلهد
حجام ً
ً إذا كان عىل اإلعداد اجلبيل للدورة الكربى األوىل أن يتضمن
طابعه حتضريي عام وكمية كبرية من التامرين الطويلة املنفذة بنظام هوائي حني يكون
حمتوى الالكتات ال يتجاوز 4-3مول /ل فإنه يف الدورة الكربى الثالثة ينزاج ،احلجم
األسايس للوسائل باجتاه تقريبها إىل التامرين اخلصوصية .قد تستخدم وسائل حتضريية
عامه بأحجام صغريه فقط هبدف تعجيل األقلمة واالستشفاء (التنزه جري بطئ) شدة
الوسائل املؤثرة تزداد وتتواجد مقادير الالكتات يف أثناء تنفيذ أغلبية التامرين يف نطاق 4
– 6مول /ل .ويف بعض احلاالت تبل 01 – 6مول /ل .وأكثر .كل دورة متوسطه
الحقة من اإلعداد اجلبيل جيب أن تبدا بمستوي مرتفع – بالنسبة ملا سبقة – من قدرات
جسم الريايض الوظيفية الظاهرة يف صفات أنظمة التنفس األساسية والدورة الدموية
والدم باإلضافة إىل ظهورها ىف مؤرشات القدرة عىل العمل واالستجابات للحموالت
العادية واالستجابات االستشفائية.
من الرضوري االبتعاد عن تعاقب واضح جدا ملراحل التكييف اجلبليه وفقدان
التكييف الالحق ،وذلك ألنه يف هذه احلالة تتباطأ عمليات زيادة تدرب الريايض وان
االستغالل غري العقالين أيض ًا الحتياطات اجلسم التكيفية وراثيا واستغالهلا الزائد قد
تؤدي إىل استنفاذها مبكرا.
احلفاظ عىل ما حتقق من مستوى التكيف نتيجة اإلعداد اجلبيل ينظم:
بمدة عقالنية وتعاقب اإلعداد اجلبيل وإعداد السهل.
بنغري توجه العملية التدريبية يف أثناء ظهور عالمات فقدان تكيف جسم الريايض.
يف إدخال دورات نقص أكسجة صناعية إىل التدريب.
يف حال إجراء دورات متوسطة من 4-3وأحيانا 6-0أسابيع لإلعداد اجلبيل بانتظام
يالحظ تطور وبقاء االستجابات التكيفية عاده خالل 41-31يوم بعد العودة إىل ظروف
السهل .قد يتم اإلعداد بتطابق صارم مع مهام مرحلة معينه دون اخلوف من فقدان تكيف
181
واضح ألجسامهم .بعد ذلك من الرضوري اختاذ إجراءات إضافية للحفاظ عىل املستوى
املتحقق من قبل بالنسبة لقدرات أنظمة التزويد بالطاقة.
هذه اإلجراءات تنحرص يف تغري ملحوظ يف توجه العملية التدريبية باجتاه زيادة حجم
اجلهد اهلوائي واملختلط اهلوائي – الالهوائي والالهوائي وإدخال مراحل غري طويلة من
نقص أكسجة االصطناعية إىل التدريب .كل واحد من اإلجراءات او اتباعها كمجموعه
تصبح فعالة بشكل كاف الستقرار مستوى التكيف املتحقق نتيجة اإلعداد اجلبيل ومن ثم
احلفاظ علية عده أسابيع (عادة 3-2أسابيع).
نتائج عدة أدبيات جتربييه وخربه عملية ضخمة مرتاكمة يف السبعينات والثامنينات يف
االحتاد السوفيتي وأملانيا الديمقراطية وبلغاريا واألعوام التي تلتها يف امريكا والصني
وإيطاليا واسبانيا واسرتاليا وغريها من الدول كشف بحق بأن التدريب يف ظروف نقص
األكسجة تظهر بشكل كامل إذا أقيمت التدريبات بنقص أكسجة طبيعية واصطناعية.
بانتظام ممزوجة بتدريبات يف ظروف عادية بنظام صارم .وهنا ،كل معسكر قادم مقام
يف ظروف اجلبال او كل دورة قادمة من تدريبات نقص األكسجة االصطناعية جيب ان
تتوخي زيادة حجم وشدة التامرين التدريبية والتنافسية.
تكثيف تدريبات نقص أكسجة ممكن أيض ًا ان يسري عن طريق زيادة مدة وارتفاع
الصعود وتقليل الفواصل الزمنية بني دورات إعداد نقص األكسجة فقط يف هذه احلالة
حيدث تطور تدرجيي لالستجابات التكيفية .اخلربه العلمية وأيض ًا نتائج جمموعة من
األبحاث العلمية درست خمتلف األلعاب الرياضيه تشهد بأن الرياضيني الذين أدخلوا يف
نظام إعدادهم تدريبات يف اجلبال عليهم القيام بذلك الحقا وبانتظام ألن الوسائل املتبعه
يف ظروف السهل تبدو غري كافية للحفاظ وتطوير الحق ملستوى التكيف.
هذه املعطيات تعترب أيض ًا اثبات غري مبارش للمقرتحات التي تفيد بأن التدريبات يف
أيضا
املرتفعات املتوسطة والعالية والعوامل القوية األخرى لتكثيف العملية التدريبية ً
جيب أن تربمج يف إعداد رياضيني من مستوى عال لدهيم خربه كبرية يف التدريب والذين
ضعفت ردود أفعاله جتاه املثريات األكثر بساطة .اتباع إعداد جبيل يف تدريبات رياضيني
ناشئني قد يكون فعاال لنمو نتائجهم .لكن اإلعداد اجلبيل يؤدي إىل استنفاذ سابق ألوانه
181
ملوارد اجسامهم التكيفية والحقا تصبح هذه املوارد غري كافية لرياضة األرقام القياسية
(بالتونوف .)0006
جيب أن تبل املده العامه لإلعداد يف اجلبال خالل العام من 01-0إىل 04-03
أسبوع .يكفي إدخال ثالثة دورات متوسطة لإلعداد يف اجلبال إىل الربنامج العام حني
يكون لتقسيم اإلعداد السنوي إىل مراحل مؤلف من 2او 3دورات .وحني يكون 4او 0
دورات للتقسيم السنوي فمن األفضل إدخال دورة متوسط رابعه .مده كل دورة
متوسطة تتعلق بفرتة اإلعداد طويل األمد والتي يمر هبا الريايض .الرياضييون الشباب
وهم يف مرحلة اإلعداد لإلنجازات العالية بإمكاهنم االكتفاء بثرث دورات متوسطة من
3أسابيع يف أثناء إعداد رياضيني وهم التحقيق األقىص لقدراهتم الفردية ممن استنفذوا
الكثري من مواردهم النكييفة قد تكون مدة بعض الدورات املتوسطة مطولة إىل حد 6-4
أسابيع .مثل هذه املده من اإلعداد يف اجلبال يف أثناء بناء عقالين لإلعداد خالل العام
ودمج مثايل للوسائل يف عملية اإلعداد يف السهل واجلبل يؤمن تكيف فعال ألنظمة
التزويد بالطاقة وحفاظ مستقر كاف عىل مستوى استعداد الرياضيني للنشاط التنافيس
والتدريبي ذي الفعالية العالية .هبذا اخلصوص جيب االستدالل باملفهوم الذي أدخله
خرباء أملانيا الديمقراطية يف الثامنينات ما يسمى ب "سلسه نقص أكسجة " والتي تفرس
كنظام دورات طبيعية (التمرين يف طروف اجلبال) واصطناعية إلعداد نقص األكسجة
مندمج عضويا مع التامرين يف الظروف العادية.
خمالفة مبادئ برجمة اإلعداد اجلبيل عقالنيا قد تؤدي إىل غياب أثر تدريبي إجيايب أو
تؤدي حتى إىل انخفاض قدرات أنظمة جسم الريايض الوظيفية .وبالذات يف الربجمه غري
العقالنية لإلعداد اجلبيل وغياب العالقه املتبادلة الالزمه بني اإلعداد اجلبيل وإعداد
أيضا،
السهل والربجمة اخلاطئة للحموالت يف مرحلة تسبق اإلعداد اجلبيل بعد انتهائها ً
نعثر عىل فشل العديد من الباحثني ممن مل يتمكنوا من إظهار التأثري االجيايب لإلعداد اجلبيل
عىل القدرات الوظيفية ونتائج الالعبني املختصني يف ألعاب رياضية مرتبطة باظهار
التحمل .ال تقترص الرسوم التوضيحية املشار إليها عىل استخدام تدريبات املرتفعات
املتوسطة يف نظام إعداد السباحني السنوي ،عىل سبيل املثال "جونتي سكيلز" السباح
األمر يكي البارز يف النصف الثانى من السبعينيات ويف الوقت احلارض مدرب مشهور
184
ومدير الدعم العلمي املنهجي للمنتخبات األمريكية يف مركز التدريب والتعليم بمدينة
"كلورادو سربينج" وضع برنامج إعداد سنوي لسباحني من مستوى عايل والذي يشرتط
تدريبات مستمره يف املرتفعات املتوسطة (املركز التدريبي لسباحي امريكا يف كولورادو،
عىل ارتفاع 0561مرت) خالل ثامنية اشهر (ويلري .)2114وفق هذا الربنامج ،يقسم
اإلعداد السنوي إىل 3مراحل .طول وبناء اإلعداد يف كل مرحلة يكون عىل الشكل التايل:
املرحلة األوىل :اإلعداد يف املرتفعات املتوسطة ويبدأ بعد املرحلة االنتقاليه
والتدريبات اإلعداديه 4أسابيع يف ظروف السهل .توجه اجلهد – إعداد أسايس مع
الرتكيز عىل رفع قوة وسعه أنظمة التزويد بالطاقة اهلوائية ورفع صفات القوة .تدخل
باحجام صغريه ( %2من احلجم االسبوعي) متارين ذات طابع رسعة (مسافات قصرية).
املرحلة الثانية :إعداد يف مرتفعات متوسطة .املدة أربعة أشهر .توجه اجلهد رفع
القدرات اهلوائية والالهوائية الالكتاتية النظمة التزويد بالطاقه .تطوير التحمل اخلاص
والقدرات اخلاصة وقدرات الرسعة املصحوبة بالقوة ( %2من احلجم االسبوعي).
املرحلة الثالثة :إعداد يف السهل خالل االسبوع األول تدريبات بحموالت كلية غري
عالية موجهه لالستشفاء والتكيف مع ظروف السهل 3-2 .أسابيع الالحقة – تطوير
وحتسني قدرات الرسعة اتقان جزئيات تقنيات السباحة واالنطالق والدوران وتطوير
التحمل وحماكاة النشاط التنافيس .األسابيع 3-2اخلتاميه قبل مسابقات العام الرئيسية
هى لإلعداد املبارش للمنافسات مع تقليص كبري حلجم وشدة اجلهد .خصوصيه إعداد
املرتفعات املتوسطة املقرتح من قبل " سكينر" هي تنفيذ سلسلة متارين رسعة مصحوبة
بالقوة غري طويلة بالوحدات من ضمنها ما هو موجه لتحسني االنطالق والدوران.
خالل التدريب من إعداد املرتفعات املتوسطة يشرتك السباحون عدة مرات يف خمتلف
املسابقات املقامة عىل السهل دون إعداد خاص هلا.
يميز "سكينر " األفضليات األساسية التالية لإلعداد يف ظروف املرتفعات املتوسطة:
ازدياد كتلة الكريات احلمراء وكثافة اهليموجلوبني وارتفاع قوة األنظمة الالهوائية املزودة
بالطاقه واالستقرار أمام تراكم احلامض اللبني يف العضالت وحتسن االستقرار النفيس
فيام خيص حتمل اآلالم البدنية التي متيز التدريبات الشديدة والنشاط التنافيس .هذه
185
األفضليات تم إثباهتا بمشاركة السباحني الذين استعدو لاللعاب األوملبية وبطولة العامل
يف هذا الربنامج.
التدريب عىل اجلبال يف نظام اإلعداد املبارش للمسابقات الرئيسية.
الطريقة اهلامة التي تزيد من احتامل بلوغ الرياضيني املؤهلني أعىل النتائج يف مسابقات
العام الرئيسية هي إدخال دورات متوسطة من 4-3أسابيع مقامة يف ظروف اجلبال إىل
هيكلية اإلعداد السنوي يف مراحلها اخلتامية ،محوالت هذه الدورات عالية فقط وبعد
3-2أيام من األقلمة تزداد بالتدريج من % 51 – 60حتى %011بالنسبة للقيم العليا
التي متيز اإلعداد يف ظروف السهل .التوجه األسايس للجهد – هو رفع قوة وسعه وحركة
وتفنني أنظمة التزويد بالطاقة التي تؤمن حتمل الرياضيني يف شكل معني من أشكال
املسابقات يف وحده موحده مع حتسني خمتلف مكونات النشاط التنافيس واإلعداد ذي
الطابع املتكامل.
فعالية هذه الدورات املتوسطة متعلقة بشكل كبري بالفواصل الزمنية من انتهاء
التامرين يف اجلبال ومدة املسابقات الرئيسية.
تراكمت لدى خرباء خمتلف بلدان العامل خربة ضخمه بخصوص هذه العملية .وتم
إثبات أن الفرتة بني انتهاء اإلعداد اجلبيل وبداية املسابقات الرئيسية جيب أن تؤمن ليس
فقط إعادة أقلمة بل خلق الظروف لتطوير عملية إعادة ضبط البنيوية والوظيفية أيض ًا يف
جسم الريايض كاستجابه تكيف لتدريبات اجلبال .وإذا كان يكفي عادة إلعادة األقلمة
عدة أيام فإنه يلزم وقت كبري أكثر بكثري لتشكل مستوى تكييف جديد ألنظمة التزويد
بالطاقة ورابطه العضوي بالصفات احلركية األخرى ومع أهم املكونات الفنية
والتكتيكية .توقع النجاح يف املسابقات الرئيسية ممكن إذا شارك الرياضيون ليس أقل من
05-00او ليس أكثر من 41-31يوم .بل الفاصل بني هناية اإلعداد اجلبيل إدخال
دورات قصرية إىل تدريبات نقص أكسجة اصطناعية يسمح بزيادة الفاصل بني انتهاء
اإلعداد اجلبيل واملنافسات الرئيسية إىل حد 40-41يوم.
جيب األخذ يف احلسبان أن الزمن بني انتهاء اإلعداد اجلبيل واملنافسات الرئيسية يتعلق
بعوامل عديدة األساسية بينها مدة اإلعداد اجلبيل وختصص الريايض وخصائصه الفردية.
186
كلام كانت مرحلة اإلعداد يف اجلبال طويلة كان من الواجب أن تكون أطول يف ظروف
مشاهبه أخرى مرحلة إعادة األقلمة وتشكل مستوى جديد أكثر ارتفاعا لتدريب
الريايض.
الفاصل الزمني بني انتهاء التدريبات يف اجلبال واملشاركة يف املسابقات الطويلة
واملاراثون والركض والتزحلق والدراجات ،من 04-02إىل 05-06يوم.
للرياضيني املختصني باملسافات القصرية واملتوسطة ومدة نشاط تنافيس من 61-40
ثانية إىل عدة دقائق ،يتطلب وقت اطول 25 -21يو ًما .الرياضيون الذين يتدربون
بانتظام يف ظروف اجلبال واملكيفون جيدا لإلعداد اجلبيل بامكاهنم تقليص الزمن بني
انتهاء اإلعداد واملشاركة يف املسابقات مد 3-2أيام:
متسابق املسافات املتوسطة والطويلة إىل 02-01يو ًما .وعداءو املسافات القصرية
إىل 21-05يوم.
التدريب يف أثناء اإلعداد يف اجلبال واملسابقات الرئيسية ينظم عىل شكل دورة
متوسطة ما قبل تنافسية وتبني بتطابق صارم مع مهامها وحمتواها .مدة الدورة من – 22
32يو ًما (دورة متوسطة) هدفها هو التخلص من تأثري التدريب لإلعداد اجلبيل وتكون
عىل الشكل التايل:
01-6 أيام – دورة قصرية استشفائية (إعادة تأقلم).
6-0 أيام – دورة قصريه رسيعة .إعداد متعدد اجلوانب بالرتكيز عىل متارين تنفذ يف
نطاق الشدة 4-2ومحوالت 6-0-%51-61أيام – دورة قصريه رسيعة .إعداد
متعدد اجلوانب بالرتكيز عىل متارين تنفذ يف نطاق الشدة 6-0ومحوالت %51-61
6-0 أيام – دورة قصرية استشفائية محوالت %31-21
مثل هذا البناء للدورة املتوسطة اخلتامية يسمح بربط تشكل األثر التدريبي املرتاكم
لإلعداد اجلبيل مع املكونات الفنية والتكتيكية والوظيفية للنموذج املختار للنشاط
التنافيس القادم.
187
يعترب إعداد الرياضيني للمسابقات املقامة يف الظروف اجلبلية ،عىل سبيل املثال " ،
مكسيكو " ( 2241م فوق سطح البحر) او " بوجوتا (2611م) مساله مستقله تتعلق
باستخدام الرتيبات يف ظروف املرتفعات املتوسطة يف نظام اإلعداد املبارش للمنافسات
الرئيسية.
املشاركة الناجحه يف مثل هذه املسابقات تستوجب إعداد مبارش من 21-05يوم يف
أماكن اقامتها.
جيب برجمة محوالت عالية بتوجه خاص ليس خالل 2-0يوم وسط الدورة القصرية
وإنام خالل األيام 6-4أيام األوىل من هذه الدورة القصرية مما يؤمن تكيف كامل للنشاط
التنافيس القادم.
عند كتابة هذا الفصل استخدمت معارف ومعلومات كبرية ختص تكيف املرتفعات
وتعترب نتيجة لدراسات خمتربات مشهورة جدا ومدارس علمية وخرباء مرموقني.
واستخدمت معارف تربويه مستخلصة من جتارب رياضة األرقام القياسية احلديثة
ومتعلقة باإلعداد املبارش لألوملبياد وبطوالت العامل وغريها من املسابقات الكربى.
188
الفصل اخلامس
189
التدريب يف ظروف املناخ احلار
تأثري درجة احلرارة ورطوبة اهلواء على كفاءة األداء الرياضية
يف أثناء احلمولة الرياضية ذات الشدة املستمرة (كام يف ركض املاراثون عىل سبيل
املثال) تتجاوز النواتج احلرارية يف العضالت العاملة بحوايل 21-00مرة النواتج
اجلرايرة يف التبادل احلراري األسايس .من الوجهة العملية فإن مجيع احلرارة املتولدة يف
العضالت تعطي إىل الدم وتنتقل معه إىل نواة اجلسم مسببة ارتفاعا يف درجة جرارته إىل
41-30درجة سيليز يوسية فأكثر (درجة احلرارة العاملة) وتوجه حرارة اجلسم يف مثل
هذه احلاالت إىل تعزيز التبادل احلراري .تعطي احلرارة الزائدة لسطح اجلسم من خالل
تقوية الدورة الدموية يف أوعية اجللد ،حيث ترسل احلرارة إىل املحيط اخلارجي (بمساعده
تبخر العرق بالدرجة األساسية).
إن أرتفاع درجة حرارة ورطوبة اهلواء املحيط يسبب عملية االنتقال احلراري بصورة
كبرية ،مسببا بذلك خطورة من جراء تسخني اجلسم ،فكلام كانت درجة احلرارة املحيطة
عالية كان ارتفاع درجة حرارة اجلسم أعىل ففي اجلو احلار الرطب يمكن أن تبل درجة
حرارة جسم عداء املاراثون 40درجة سيليزيوسيه إن تقوية تبخر العرق يسبب خرقا
للتوازن يف اجلسم.
إن هبوط كفاءة األداء الرياضية عند ارتفاع درجة حرارة ورطوبة اهلواء حتددها
العوامل األساسية الثالثة اآلتية:
-0تسخني اجلسم
-2نزع املاء الرسيع
-3هبوط امكانيات نقل األكسجني يف منظومة القلب الوعائي.
اآلليات امليكانيكية لالنتقال احلراري يف ظروف ارتفاع درجة حرارة ورطوبة اهلواء ال
تعترب الطرق املختلفة إلعطاء احلرارة من اجلسم إىل الوسط اخلارجي يف ظروف اهلدوء
عند تنفيذ عمل عضيل واحدة وتتغري تبعا للعوامل الفيزياوية يف املحيط اخلارجي ففي
ظروف اهلدوء يتعزز دور التوصيل احلراري واحلمل يتجاوز درجة احلرارة الدرجة املرحية
( 05درجة سيليزيوسية تقريبا) أما تعزيز دور االنتقال احلراري من خالل تبخر العرق
190
فيبدأ فقط عندما جتاوز درجة حرارة اهلواء 31درجة سيليزيوسية ،بمعنى آخر عند
اقرتاهبا من درجة حرارة اجللد ،ويف األيام احلاره تكون عملية فقدان احلرارة من خالل
احلمل ضعيفه جدا بسبب التفاوت البسيط يف درجات احلرارة بني الوسط املحيط
واجللد.
وعندما تتجاوز درجة احلرارة اخلارجية درجة حرارة سطح اجلسم( .حوايل 31
درجة سيليزيوسية) يتغري اجتاه التبادل احلراري إىل االجتاه املعاكس فيستلم النسيج
السطجى للجسم احلرارة من املحيط اخلارجي .كام يكون االشعاع الشميس محولة حرارية
اضافيه للجسم.
تعترب الطريقة األساسية لتخلص اجلسم من احلرارة يف ظروف العمل هي تبخر العرق
من اجللد وكلام ارتفعت درجة احلرارة اخلارجية تضاعف دور هذه اآللية للتخلص من
احلرارة وتنمو رسعة تبخر العرق يف ضوء رسعة تكون العرق وعدد من املواصفات
الفيزياوية للمحيط اخلارجي ومن أمهها الرطوبة النسبية للهواء .وتعتمد رسعة تبخر
العرق عىل مقدار العرق بني رطوبة اجللد ( )p kورطوبة اهلواء ( )paوتسبب زيادة رسعة
تكون العرق زيادة pkوبذلك تزداد رسعة عملية تبخر العرق للظروف اخلارجية القائمة
وملا كانت درجة امليل للرطوبة بني اجللد واهلواء ( )pk – paلرطوبة اهلواء الشديدة لذا
تنخفض فإن عملية تبخر العرق تتباطأ وعندما يزيد ضغط األبخرة املائية يف اهلواء عن
41ملم زئبق سيصبح تبخر العرق من سطح اجللد مساويا صفرا .وعليه فحتى يف درجه
احلرارة املرتفع جدا للهواء فإن الريايض ال يعاين يف تلك الصعوبات التي يعانيها يف
درجات احلرارة الواطئة والرطوبة النسبية العالية إذا كانت رطوبة اهلواء النسبية منخفضة.
إن حوايل %0من نقل احلرارة يف حالة احلموالت الغازية حتت احلرجة حتدث بسبب
تبخر املياه يف األوعية املائية .وعند مضاعفة رطوبة اهلواء فان هذه االلية يف النقل احلراري
ستضعف.
وهكذا فإن مضاعفه درجة حرارة املحيط اخلارجي ختفض التاميز احلراري بني اهلواء
واجللد وكذلك بني اجللد ومركز اجلسم مكونا بذلك صعوبة يف انتقال احلرارة وتصبح
هذه الصعوبات أكثر تعقيدا كلام اقرتبت الدرجة اخلارجية من درجة حرارة اجللد .ان
191
زيادة رطوبة اهلواء املحيط يشكل بصورة مماثلة مما ذكر حاجزا يف وجه فقدان احلرارة عن
طريق التبخر .كام أن زيادة درجة حرارة اهلواء ورطوبته يف آن واحد يؤدي إىل مضاعفه
كبرية لدرجة حرارة اجلسم يف أثناء النشاط الريايض املشدد واملستمر.
اآلليات الفسلجية لتقوية االنتقال احلراري يف ظروف ارتفاع درجة حرارة
اهلواء ورطوبتة
إن تقوية االنتقال احلراري يف ظروف ارتفاع درجة حرارة ورطوبة اهلواء تتحقق من
خالل آليتني فسلجيتني رئيسيتني مها:
-0تقوية جريان الدم اجللدي األمر الذي يقود إىل نقل احلرارة من مركز اجلسم إىل سطحه
ليؤمن بذلك تغذية الغدد العرقية باملاء.
-2تقوية تكوين العرق
تيار الدم اجللدي ودرجة حرارة اجللد
يشكل تيار الدم اجللدي عند الشخص البال يف الظروف املالئمة يف حالة اهلدوء
حوايل 06ر .ل /م /2دق يف حني ترتفع هذه الكمية إىل 0ل/م/2دق يف أثناء العمل.
اما إذا كانت درجة احلرارة اخلارجية مرتفعه جدا.فان هذه الكمية يمكن تبل
6ر2ل/م/2دق .ويعنى ذلك أنه يف الظروف احلارة جدا فان %21من الطرح القلبي
يمكن ان يتوجه إىل شبكة األوعية اجللدية ليمنع تسخني اجلسم .أما يف الظروف املالئمة
فإن الطرح القلبي يف مثل هذا العمل لن يزيد عن %0فقط وال يؤثر قدرة احلمولة عىل
درجة حرارة اجللد.
وترتبط درجة حرارة اجللد خطيا مع قيمة تيار الدم اجللدي وتضاعف تقوية تيار الدم
يف اجللد درجة حرارته فإذا كانت درجة احلرارة اخلارجية أقل من درجة حرارة اجللد فإن
فقدان احلرارة سيتضاعف بواسطة احلمل واالشعاع ويسبب ارتفاع درجة حرارة اجللد
هبوط تأثري االشعاع اخلارجي عىل اجلسم أيض ًا.
تعزز حركة اهلواء ختلص اجلسم من احلرارة عن طريق احلمل والتبخر .وينخفض
نتيجة ذلك معدل درجة حرارة اجللد لذلك يتضاعف متايز درجات احلرارة (املركز –
191
اجللد) و (اجللد – الوسط اخلارجي) األمر الذي يؤدي إىل حتسني افضل لظروف الفقدان
احلراري عن طريق احلمل واالشعاع.
تكوين العرق وتصبب العرق
تعتمد رسعة تكوين العرق وإفرازه عىل عدد كبري من العوامل وأمهها رسعة النواتج
الطاقية والظروف الفيزياوية للوسط اخلارجي (درجة حرارة ورطوبة اهلواء) فلو أن
محولة واحدة كانت قد نفذت يف درجات حرارية خارجية متباينة (ال يؤخذ يف احلسبان
الدرجات الواطئة جدا واملرتفعه جدا فإن درجة حرارة اجلسم الداخلية ستبقي واحدة.
يف حني تتضاعف رسعة تكوين العرق كدالة خطية ملتوسط درجة حرارة اجللد
وبالعكس فعندما تكون درجة احلرارة اخلارجية ثابته فإن معدل درجة حرارة اجللد
ستكون رسعة افراز العرق متثل عالقة خطية مع درجة احلرارة الداخلية للجسم فكلام
كانت قدرة احلمل املنفذ عالية كانت رسعة إفراز العرق املعدل درجة حرارة اجللد نفسها
أعىل وهكذا فإن رسعة إفراز العرق تعتمد عىل درجة حرارة مركز اجلسم وسطحه
اخلارجي.
تفقد رطوبة اهلواء العالية ،حتى وان كانت درجة احلرارة منخفضة مسببا تبخر
العرق ،حيث تتعزز عملية تكوين العرق دون حدوث عملية تبخر فعالة للعرق ويف
ظروف اهلدوء وعندما تكون درجة حرارة اهلواء مساوية 43درجة سبيلزيوسيه يتضاعف
إفراز العرق بأكثر من ثالث مرات .إذا كانت رطوبة اهلواء تزداد من %31إىل %54يف
أثناء العمل ذي الشدة املنخفضة فان مضاعفة رطوبة اهلواء من 31إىل %06تضاعف
تقريبا رسعة تكوين العرق وأثناء النشاط الريايض املكثف ستكون رسعة إفراز العرق
كبرية جدا عىل سبيل املثال عند ركض املارثون يف ظروف تكون رطوبة اهلواء فيها غري
عالية نسبيا ستبل رسعة إفراز العرق لريايض متدرب 20-21مل /دقيقة (/0211
0011مل )v /اما يف ظروف أخرى متساوية فان مضاعفة عملية تبخر العرق وهتبط
رسعة تكوين الرياح فيه ساكنة تتباطا عملية تبخر العرق وهتبط رسعة تكوين العرق مما
يؤدي إىل زيادة اضافية يف درجة حرارة اجلسم وحيدث عند التواجد يف ظروف حارة
هبوط رسعة (ارهاق) تكوين العرق ويالحظ هذا حتى يف تلك احلاالت حيث يكون
191
فقدان املاء مع العرق قد تم تعويضة من خالل الرشب وتظهر رسعة انخفاض تكون
العرق بصورة أكثر جلية يف ظروف ارتفاع الرطوبه يف اهلواء مما عليه.
وجتدر اإلشارة هنا إىل ان افراز العرق عند النساء عند تنفيذ محوالت بدنية واحدة
حتت درجة حرارية خارجية واحدة أقل مما هو عليه عند الرجال.
توازن ماء -امالح
ان إحدى النتائج يف تقوية إفراز العرق خالل العمل العضيل الذي ينفذ يف ظروف
ارتفاع درجة حرارة ورطوبة اهلواء هو اخلرق الذي حيصل يف التوازن (ماء – امالح)
ويكمن هذا اخلرق يف الفقدان الرسيع للامء يف اجلسم أي نحو عملية نزع املاء وكذلك يف
تغري وجود عدد من املحاليل (األمالح) يف األجواء املائية للجسم.
ويمكن لعملية نزع املاء أن حتصل ألسباب خمتلفة:
التواجد يف وسط ذى حرارة مرتفعة (نزع املاء احلراري /العمل العضيل الكثيف
واملستمر) (نزع املاء العميل) إضافة إىل كليهام ،اى جراء عمل عضيل مكثف يف درجات
حرارية مرتفعة (نزع املاء احلراري العميل /وتسبب عملية نزع املاء املختلفة تغريات
متباينة يف وظائف بعض أنسجة ومنظومات اجلسم ففي عملية نزع املاء العميل يالحظ
هبوط الكفاءة واألداء البدنية بصورة ملحوظة وتتنامي هذه العملية فقط عند تنفيذ متارين
مكثفة بام فيه الكفاية (ذات قدرة غازية دون القصوى) وطويلة (تزيد عن 31دقيقة)
وخاصة إذا متت عملية التنفيذ يف ظروف ارتفاع درجة حرارة ورطوبة اهلواء أما عند تنفيذ
محولة ثقيلة فإن نزع املاء يف هذه العملية لن حيدث حتى يف ظروف ارتفاع درجة حرارة
ورطوبة اهلواء رشيطة أن تكون عملية التنفيذ قصرية.
إن املحافظة عىل درجة حرارة اجلسد ضمن احلدود املسموح هبا للجسم أهم بكثري
من املحافظة عىل املاء ويف أثناء العمل الثقيل املستمر الذي يصاحبة إفراز شديد للعرق
يمكن أن حيدث نقصان كبري يف مياه اجلسم فعىل سبيل املثال إن بمقدور عدائي املارثون
أن يفقدوا يف أثناء املنافسات يف ظروف حارة كمية من املاء تصل إىل 6النار مع العرق بل
حتى يف حالة التعويض عن بعض املاءاملفقود بتناول السوائل يف أثناء السباق فإن وزن
عداء املارثون ينخفض بنسبة يبل معدهلا %0ويمكن أن تصل نسبة هذا االنخفاض إىل
194
%5كحد أعىل وتكون نسبة املاء املفقود يف هذه احلالة %04-03من الكمية اإلمجالية للامء
ويمكن بسهولة تقويم الكمية اإلمجالية للامء املفقود نتيجة العمل العضيل من خالل
مقارنة وزن اجلسم قبل العمل وبعده (مع األخذ بعني االعتبار كمية املاء املتناولة خالل
تلك الفرتة.
إن اإلنسان الذى يفقد كمية كبرية من املاء يكون غري مستقر اجتاه احلر وتنخفض
كفاءة أدائية ،وحتى عند انخفاض وزن اجلسم بنسبة % 2-0نتيجة فقدان املاء فان كفاءة
األداء البدنية ستنخفض وخاصة إذا مل يكن ذلك الشخص متدربا ويف ظروف نزع املاء
تكون استجابة اجلسم لدرجات احلرارة سيئة لذا فان درجة حرارة اجلسم عند األشخاص
ممن يكون عندهم انخفاض يف كمية املاء (يرتاوح فقدان وزن اجلسم من 3و )4عند تنفيذ
احلمولة نفسها وحتت درجة حرارية واحدة ،تكون أعىل مما هي عليه عند األشخاص
الذين يتسمون بنزع املاء االعتيادي وكلام كانت درجة نزع املاء أعىل مصحوبة بفقدان
الوزن بنسبة مقدارها %3هبط نشاط الغدد الدرقية.
إن أهم النتائج السلبية لنزع املاء هو انخفاض بالزما الدم وينخفض حجم بالزما
الدم يف أثناء نزع املاء القائم املصحوب بفقدان الوزن بنسبة %4بنسبة مقدارها 05-06
وينخفض تبعا لذلك احلجم االنبساطي ،وللتعريض عن ذلك يتضاعف تردد التقلصات
القلبية.
أما النتيجة األخرى النخفاض حجم بالزما الدم فيمكن اعتبار تركيز الدم ذى
املؤرشات املضاعفة يف لزوجة الدم هو أنه يمكن أن يقود إىل مضاعفة احلمل عىل القلب
ويعمل عىل تقليص انتاجة.
إن أحد النتائج الثقلية لفقدان املاء من اجلسم يمكن اعتبار هبوط حجم السائل
املوجود ما بني اخلاليا (األنسجة) والسائل املوجود داخل اخلاليا أيض ًا.
وحيدث يف تلك اخلاليا التي تتسم هببوط كمية املاء فيها وتغري توازن حماليها خرق
للفعاليات احلياتية الطبيعية .وينتسب ذلك بصورة خاصة إىل تأثر العضالت اهليكلية
والقلبية التي يمكن ان تكون كفاءهتا االنقباضية يف ظروف نزع املاء واطئة بصورة كبرية.
195
بصورة مستمرة بسبب خروج النواتج واأليونات امليثابولية للبوتاسيوم ذات املولية
الواطئة إىل الدم من اخلاليا العضلية الفعالية .ونتيجة ذلك فإن جز ًءا من السائل املوجود
بني اخلاليا (األنسجة)يمتزج يف األوعية ليعوض عن فقدان البالزما ويمكن بفضل ذلك
استعاده حجم البالزما وحبسة يف مستوى ثابت تقريبا بعد مرحلة اهلبوط التي حتصل يف
بداية العمل ومع تنامي نزع املاء احلراري (لتميزه عن نزع املاء العامل) يتقلص حجم
البالزما تدرجييا.
وحيدث عند درجة احلرارة اخلارجية العالية نتيجة تعزيز تيار الدم اجللدي ترشيح
مكثف للسوائل من املسارات اجللدية يف الفسح خارج األوعية يف اجللد ،ويقود هذا إىل
غسل الزالل الذى يتواجد يف هذه الفسح بكثرة نسبيا يف التيار اللمفاوى ومنه يتجة نحو
منظومة نقل الدم .إن انتقال الزالل إىل الدم يضاعف يف الضغط االحشائي فيه مسببا
تعزيز املاء يف أوعية نقل الدم من الفسح املائية التي تتخلل اخلاليا (خارج األوعية ليساعد
بذلك يف االحتفاظ بحجم البالزما (الدم) املدورة إن غسل الزالل من الفسح النسيجية
اجللدية يف الدم يعوض بصورة آلية تعزيز فقدان املاء يف زالل الدم الناتج عن التبخر
النشيط للعرق.
عند تنفيذ هذا العمل العضيل ينخفض تيار الدم الكلوي بحيث إن هذا االنخفاض
يكون أكرب كلام كانت كثافة العمل أكرب ،كام انه يعتمد ضمن حدود معينة عىل درجة
حرارة ورطوبة اهلواء.
كام أن رسعة ترشيح املاء يف املجاميع الكلوية هتبط بصورة متوازية مع ما سبق ولو أن
هذا حيدث بدرجة أقل .إن تنخفض رسعة تكوين البول فإن انخفاض تيار الدم الكلوي
ورسعة تكوين البول عند العمل يف الظروف احلارة يعزز حبس املياه يف الكيل (ادرار
البول).
إن أحد آليات هذا احلبس هو مضاعفة إفراز اهلرمون املضاد إلدرار البول من الغدة
النخامية كاستجابة النخفاض حجم البالزما (نزع املاء ويضاعف تتاضحهام ويشكل املاء
مصدرا اضافيا هاما إلفراز العرق يف فرتة العمل العضيل.
196
ويرتبط هذا املصدر باملاء اجلليكوجيني الذي يتحرر عند انغالق اجلليكوجني ويرتبط
بالغرام الواحد من اجلليكوجني كمية من املاء مقدارها 226جرام.
مصدرا للطاقة فحسب بالنسبة للعضالت
ً وهكذا فإن التحليل اجلليكوجيني ال يعترب
املتقلصة إنام هو مصدرا إضافيا للامء للجسم العامل.
ويلعب تناول السوائل ورشب املاء او املحاليل املائية يف أثناء العمل وبعده دورا
رئيسيا يف التعويض عن فقدان املاء نتيجة تعزيز اإلفرازات العرقية خالل العمل العضيل
ذى الشدة وخاصة يف الظروف احلارة.
يفقد اجلسم عند فقدانه للامء مع العرق بعض املواد املعدنية (األمالح) ويعترب العرق
مقارنة مع السوائل األخرى حملوال مائيا خمففا جدا وتكون تراكيز أيونات الصوديوم
والكلور فيه 3/0الرتكيز يف البالزما و 0/0الرتكيز يف العضالت .وعليه فإن العرق
عباره عن حملول منخفض الرتكيز مقارنة مع بالزما الدم.
ويتغري الرتكيز األيوين للعرق بصورة شديدة عند األشخاص املختلفني ويعتمد كثريا
عىل رسعة إفراز العرق وحالة التأقلم احلرارية.
وبمضاعفة رسعة تكوين العرق يتضاعف تركيز أيونات الصوديوم والكلور يف
العرق وينخفض تركيز أيونات الكالسيوم اما أيونات البوتاسيوم واملنجنيز فال تتغري
لذلك ففي العمل ذى الشدة والذى يستمر طويال (عىل سبيل املثال يف أثناء الركض
املاراثوين) يفقد الريايض مع العرق بدرجة أساسية أيونات الصوديوم والكلور .إن تلك
األ يونات التي تتواجد بصورة خاصة يف سوائل الفسح خارج اخلاليا يف البالزما ويف
السوائل النسيجية.
وهذه هي املحاليل الكهربائية التى حتدد أكثر من غريها الضغط التناضحى للبالزما
وللسوائل النسيجية أي بمعنى آخر حجم السائل خارج اخلاليا يف اجلسم.
إن فقدان أيونات البوتاسيوم واملنغنيز الذي هيبط بالفسحة املائية الداخلية يف اخللية
يكون أقل كثريا ولكن البد من اإلشارة إىل أن كمية كبرية من املاء تترسب مع العرق أكثر
من ترسب املحاليل الكهربائية (األمالح) وعلية فاثناء االنخفاض الشامل يف وجود
197
املحاليل الكهربائية يتضاعف تركيزها يف السوائل .لذلك فأثناء إفراز العرق الشديد
املتواصل يكون احتياج اجلسم إىل ماء للتعويض أكثر مما عليه يف االستعادة غري البطيئة
للمحاليل الكهربائية.
إن فقدان املحاليل الكهربائية يف أثناء العمل العضيل ال يكون كبريا حيث تكوين
التبول خالل هذه املرحلة ينخفض يف حني إن االمتصاص الثاين للصوديوم يف الكلية
يكون قد عزز مما يؤمن حبس إبراز أيونات الصوديوم مع البول ويمكن لتزويد الكيل
بكمية غري كافية يف أثناء العمل يف ظروف حارة إن تقوي هذه اآلليات حلبس الصوديوم
يف اجلسم .ويساعد هذا احلبس يف احلفاظ عىل التوازن املائي يف اجلسم حيث إن حجم
البالزما وكذلك السائل املتبقي ما بني اخلاليا يتناسب طرديا مع وجود ايونات الصوديوم
فيها.
إن انقباض األوعية الكلوية ومضاعفة درجة حرارة اجلسم يف ظروف حارة تسبب
التقوية الكلوية ونتيجة لذلك يمكن للزالل أن يظهر يف البول (البول الربوتيني)
جهاز الدورة الدموية
يتعزر عند الفرد ،يف حالة اهلدوء ويف ظروف التسخني املبارش للجسم عندما تكون
درجة حرارة اهلواء مرتفعه (عىل سبيل املثال يف يوم حار وحتت الشمس) تيار الدم
اجللدي ويتضاعف الطرح القلبي بسبب زيادة ت .ت .ق تعنى تردد التقلصات القلبية.
وال يتغري يف هذه احلالة احلجم االنقباض بصورة تذكر أما املقاومة اإلمجالية لألوعية
املوضعية والضغط الرشياين (االنقبايض يف هذه فينخفض ،ويسبب وجود الشخص يف
احلامم الفلندي (الساونه) .حيث اهلواء اجلاف احلار ،مضاعفة الطرح القلبي بمقدار %61
و ت ت ق بمقدار يزيد عن .%61
فإن تيار الدم اجللدي يتضاعف بسبب إعادة التوزيع االضايف للطرح القلبي حيث
ينخفض تيار الدم خالل أعضاء التجويف وخالل العضالت (بدرجة أقل) وينخفض
تيار الدم اجلويف والكلوي بصورة طردية مع ارتفاع درجة احلرارة ويف أثناء تادية العمل
بمقدرة الستهالك األكسجني وعند تنفيذ عمل خفيف يف ظروف حارة .فإن استهالك
األكسجني يمكن أن يكون أعىل بعض الشئ مما عليه يف ظروف عادية.
198
ال تؤثر درجة حرارة اهلواء املرتفعه بصورة ملحوظه يف مؤرش نشاط منظومة القلب
الوعائي عند أداء أعامال قصرية (تقل عن 6-4دقائق) ويف أثناء تادية عمل غازى كبري.
ويف أثناء تنفيذ عمل متواصل يف ظروف حارة البد ملنظومة القلب الوعائي أن تؤمن
يف آن واحد تكيفا لتزويد العضالت الفعالة بالدم بغية ايصال كمية كافية من األكسجني
إليها (الطلب امليتابويل) ويزيد تيار الدم اجللدي ملضاعفة انتقال احلرارة (طلب التنظيم
احلراري).
ويكون ت ت ق والطرح القلبي يف الظروف احلارة أكرب مما عليه عند تنفيذ هذا
العمل ولكن يف وسط ظروف اعتيادية ويؤثر يف قيمة ت ت ق اضافة إىل درجة احلرارة
زيادة رطوبة اهلواء ونالحظ زيادة قيمتة ت ت ق يف الظروف احلارة منذ بداية العمل .أما
الطرح القلبي فيزداد تدرجييا يف أثناء تنفيذ العمل يف حني يتناقص احلجم االنبساطي
بنشاط ،إن زيادة الطرح القلبي تؤمن تيارا إضافيا من الدم يمر عرب األوعية اجللدية لتعزيز
االنتقال احلراري.
ومع مضاعفة العمل املنجز تنخفض الزيادة " احلرارية " للطرح القلبي كام أن الطرح
القلبي ،عند تنفيذ محوالت غازية ذات قدرات دون القيمة القصوى أو قريبة منها ،يكون
يف وسط ذي ظروف حارة كام هو يف احلجم االنبساطي الذي يعوض عنه بزيادة اضافية
يف قيمة ت ت ق .وملا كان الطرح القلبي ال يمكن أن يتضاعف أكثر لذا فان التعزيز
الالحق لتيار الدم اجللدي يتم تامينة من خالل إعادة التوزيع يف الطرح القلبي.
ويطرأ نتيجة هبوط تيار الدم املار عرب العضالت العاملة ،عجز يف تزويدها بكمية
األكسجني كام تزداد النسبة الالغازية للنواتج الطاقية يف العضالت لذا فعند تنفيذ محولة
غازية قيمتها تزيد عن القيمة العظمى أو تكون قريبة منها .فإن الرتكيز األسيدي يف
******* الظروف احلارة أعىل مما هو علية يف الظروف الطبيعية.
ويعترب ضعف عملية تزويد العضالت العاملة بالدم أحد األسباب األساسية يف
هبوط كفاءة األداء يف الظروف احلارة وبناء عىل ما تقدم فإن ضعف تيار الدم العضيل
يعترب نتيجة منطقية لسببني رئيسيني مها:
أ ً
وال :زيادة نسبة الطرح القلبي املوجه يف األوعية اجللدية لتعزيز عملية االنتقال احلراري.
199
ثان ًيا :انخفاض الطرح القلبي عند نحو النزع املائي نتيجة انخفاض احلجم االنقبايض
الذي يسبب هبوط العودة الوريدية من جراء انخفاض احلجوم العامة واملركزية للدم
املدور.
وتساوي الرسعة احلجمية القصوى املمكنة لتيار الدم اجللدية 5-6ل /د ق ومع
ذلك فإن تيار الدم اجللدي لن يتجاوز عىل األرجح 4-3ل /د ق يف أثناء العمل حتى
عندما تكون درجة حرارة اهلواء مرتفعه جدا لذلك فإن األوعية اجللدية ستتقلص بعض
الشئ حتى يف هذه الظروف ومع استمرار تنفيذ العمل تتوسع األوعية اجللدية تدرجييا من
جراء انخفاض اإليقاع الوعائي ونتيجة لذلك توجه كمية أكرب من الدم يف شبكة األوعية
اجللدية ويف حني يزداد العضالت العاملة بالدم سو ًءا.
وبتوسع األوعية اجللدية تنخفض املقاومة املحلية الوعائية الشاملة .وعند الطرح
القلبي الثابت يؤدي ذلك إىل هبوط الضغط الرشياين الذى ينخفض تدرجييا حتى يصل
اىل ذلك املستوى الذي يستدعي االهنيار الوعائي (اإلغامء).
التكيف احلراري (التأقلم)
إن الوجود املستمر او املتكرر يف ظروف ارتفاع درجات احلرارة والرطوبة يف اهلواء
يتطلب تكيف تدرجيي هلذة الظروف اخلاصة يف املحيط اخلارجي ،مما يؤدي إىل نحو ثبوتية
اجلسم ضد التوتر احلراري .فاإلنسان بمقدوره أن يتحمل احلرارة بطريقة أخف ،حيث
يضمن تنفيذ العمل أقل صعوبة ،سوا ًءا كان ذلك موضوعيا وتنخفض األواحات
الفسلجية إزاء التأثريات احلرارية أو ذاتيا وحتل حالة التكيف احلراري – أي التأقلم.
التغريات الفسلجية وميكانيكيتها عند التكيف احلراري
يستند التكيف احلراري بجملة تغريات فسلجية متخصصة (اجلدول )0وتعترب عملية
تعزيز إفراز العرق وهبوط درجة حرارة مركز اجلسم وسطحة اخلارجي وانخفاض ت ق
التغريات األساسية املشار إليها عند تنفيذ احلمولة يف وقت التواجد يف ظروف احلرارة
املرتفعة.
100
إن اآللية األساسية للتكيف احلراري توجه لتعزيز نقل احلرارة من اجلسم إىل الوسط
اخلارجي .ومع التكيف احلراري حتدث تقوية إلفرازات العرق منها مضاعفة عدد الغدد
العرقية العاملة وكذلك كمية اإلفرازات املستقيمة للعرق عند تنفيذ محولة بدنية واحدة.
كام ختفض العتبه احلرارية لنقل احلرارة حيث تبدأ هذه العتبة عند درجات حرارية
واطئة يف جلد اجلسم ومركزه .وتتضاعف برسعة مع ازدياد درجة حرارة اجلسم وينضح
العرق من جسم اإلنسان الذي يتكيف للحرارة بصورة طفيفة عىل شكل قطرات دون ان
تتبخر هذه القطرات.
حيث إن العرق يكون قد توزع بصورة أكثر انتظاما يف سطح اجلسم مقارنة بجسم
اإلنسان الذي مل يتكيف للحرارة.
جدول ( )1التغريات الفسلجية التكيفية يف ظروف درجات احلرارة املرتفعة يف املحيط
اخلارجي
(*(هبوط ت ت ق
101
التغريات التكيفية اآللية
انخفاض درجة حرارة مركز اجلسم وسطحة يف حالة اهلدوء ويف التنظيم احلراري
أثناء تنفيذ العمل العضيل
تتزايد نتيجة لذلك مساحة سطح اجلسم لتقوية انتقال احلرارة عن طريق تبخر العرق
وتؤدي عملية توية تبخر العرق إىل خفض درجة حرارة اجللد وبفضل هذا فإن الدم الذى
جيري يف املجاري اجللدية يربد بصورة أرسع وعليه سيزداد التاميز احلراري " مركز
اجلسم" وعندئذ ستعزز نقل احلرارة البدين من األجزاء العميقة يف اجلسم إىل سطحه كام
تنخفض احلاجة إىل التقوية االضافية لتعزيز جريان الدم اجللدي.
ولعل إبرز تأثري يف تقوية التكيف األوىل لنقل احلرارة يبدو يف انخفاض درجة حرارة
اجلسم وهنا ستنخفض حرارة اجلسم يف ظروف اهلدوء وكذلك يف زيادهتا يف أثناء تأدية
العمل العضيل.
ونتيجة التكيف احلراري حيدث انخفاض يف الرتكيز امللحي يف العرق اذ يضحى
العرق أكثر ختفيفا وتفقد كميات كبرية من املاء مع العرق أكثر مما تفقد من كمية األمالح.
لذا فإن تركيز املحاليل الكهربائية يف الدم تزداد .وعليه يتضاعف النضوج يف الدم
مسببا شعورا شديدا بالعطش والذي يمكن اعتباره إليه موجهة للتعويض عن فقدان
السوائل يف اجلسم دائام من الكفاية بحيث يؤمن طلب اجلسم إىل املاء .كام أن بمقدور
101
اإلنسان املكيف للحر أن حيفظ بالتوازن املائي بصورة افضل وختفض نفادية األوعية
اجللدية يف أثناء عملية التكيف احلراري مما يؤدي إىل تقليل خروج جزيئات الربوتني من
هذه األوعية.
ويمكن لرتكيز الربوتني يف السوائل النسيجية للجلد أن ختفض عند التأثريات
احلرارية ينتقل هذا الربوتني عرب الشبكة اللمفاوية للجلد يف الدم املدور.
يصاحب التكيف احلراري انخفاض محولة جهاز القلب الوعائي .كام هيبط تدرجييا
عىل مدى التكيف للحر تيار الدم اجللدي يف أثناء تنفيذ احلمولة عىل الرغم من أن تيار
الدم اجللدي عند اإلنسان الذي تكيف متاما أكرب عند أداء العمل يف مناخ حار من العمل
يف مناخ حمايد وباإلضافة لذلك تتزايد إمكانيات التعزيز الفعال لتيار الدم اجللدي من
جراء االنتقال الرسيع للدم يف منظومه األوعية اجللدية واقرتاب تيار الدم يف السطح
وأوزيعه الفعال هنالك.
وتنخفض درجة انقباض األوعية (تضيق املجاري) يف املجاالت اجلوفية والكلوية
عىل مدى عملية التكيف احلراري مما يؤدي إىل حتسني تأمني أعضاء التجويف البطيني
بالدم يف أثناء تادية العمل يف الظروف املناخية احلارة.
إن معظم التغريات التى ترتبط بالتأقلم احلراري حتصل برسعة وخصوصا طوال
األيام من 6-4األوىل من التواجد يف الظروف املناخية احلارة فعملية التأقلم احلراري
تنتهي من وجهه النظر العملية عند اليوم .04-02ولكن التكيف األعظم إزاء ارتفاع
درجة حرارة اهلواء ورطوبتة يالحظ فقط عند سكان مناطق تلك الظروف املناخية.
ال يتناقي التكيف احلراري فقط عند التعايش لفرتة أيام متعددة يف الظروف املناخية
أيضا.
احلارة وإنام التواجد املتكرر القصري لبضعة ساعات يف اليوم ً
وتبدو إمكانية حتمل اجلسم الرتفاع درجة احلرارة يتقدم عمر اإلنسان .إذ تبدأ عملية
إفرازات العرق عند األشخاص من الشيوخ واملسنني يف درجات احلرارة العالية بصورة
متأخرة مما هي عليه عند الشباب.
101
كثريا
وجتدر اإلشارة إىل أن تيار الدم اجللدي يتضاعف عند الشيوخ بصورة أكرب ً
كاستجابة للحمولة احلرارية ولكن اإلمكانية .القصوى هلذه املضاعفة عندهم هي أقل مما
علية عند الشباب وأثناء التواجد يف الظروف املناخية احلارة فإن درجة حرارة اجلسم عند
الشيوخ واملسنني تعود إىل حالتها الطبيعية بصورة بطيئة.
التكيف احلراري عند الرياضيني
تتطلب احلموالت التدريبية ومحوالت املنافسات يف تلك األنواع من األلعاب
الرياضية التي حتتاج إلظهار املطاولة ارتفاعا ملحوظا لدرجة حرارة مركز اجلسم .أي
لغاية 41درجة سيليلوزية حتى يف ظروف مناخية حمايده ويشكل هذا عامال مهام لنمو
تكيف االستجابة اجتاة محولة حرارية (داخلية).
إن مثل هذه االستجابة ستكون من جانب جهاز القلب الوعائي والغدد العرقية من
جانب جهاز القلب وغريمها من األعضاء واملنظومات املتشاهبه كثريا لالستجابات عند
األشخاص الذين يتأقلمون للحموالت احلرارية اخلارجية (درجة حرارة مرتفعه للهواء
ورطوبة عالية).
ويكتمل عند الرياضيني الذين يتدربون للمطاولة نتيجة التامرين الدورية التوجية
احلراري إذ تنخفض النواتج احلرارية ،وتتحسن القابلية إزاء الفقدان احلراري بمساعدة
مضاعفة تكون العرق فعىل سبيل املثال من مواصفات الرياضيني املتدربني ذوي
اإلحساس العايل يف استجابة إفراز العرق إزاء املؤثرات احلرارية والتوزيع املنتظم هلذه
االفرازات يف سطح اجلسم وتبعا فإن درجة احلرارة الداخلية ودرجة حرارة اجللد عند
الرياضيني تكون أوطأ يف أثناء تأدية العمل يف درجة حرارة اعتيادية او مرتفعة مما هي علية
عند االفراد من غري املتدربني من الذين يؤدون هذه احلمولة املطلقة نفسها.
وجتدر اإلشارة إىل أن تركيز األمالح يف العرق عند الرياضيني يكون أيض ًا أقل مما هو
علية عند إفرازاهتم من غري الرياضيني.
ويف عملية التدريب من أجل املطاولة يف ظروف حمايدة يتضاعف حجم الدم املدور
وتكتمل استجابة إعادة توزيع تيار الدم وانخفاضه خالل الشبكة اجللدية مسببا انخفاضة
يف درجة احلرارة اجللدية ويضاعف إيصال احلرارة من مركز اجلسم إىل سطحه اخلارجي.
104
وهكذا ستكتمل عند الرياضيني من الذين يامرسون متارين رياضية منتظمة من أجل
املطاولة حتى يف الظروف احلرارية املحايدة ،ميكانيكية فلسجية حمددة يمكن أن يتسم هبا
التكيف احلراري أيض ًا.
لذا فإن الرياضيني الذين مترنوا بصورة جيدة للمطاولة عادة ما يتكيفون للعمل يف
ظروف حرارية مرتفعه بصورة أفضل مما هو عليه عند األفراد من الذين مل يتمونوا ،كام
اهنم يتأقلمون بصورة أرسع عىل األقل يف تنفيذ أعامل بقدرات غري كبرية يف ظروف حارة
وباإلضافة لذلك فمن الواضح ضمنيا أنه حتى الرتيب الريايض العايل او أي تدريب اليه
طبيعة كانت يف ظروف مناخية حمايدة ال يستطيع ان يستبدل بصورة كاملة التكيف
احلراري املتخصص الذي حيتاجة الريايض إذا كان عليه أن يساهم يف مباريات حتت
ارتفاع درجة حرارة اجلو ورطوبته.
إن وسائل التكيف التي يسببها التدريب يف ظروف حمايدة (أو بارده) ال تكفي للتنفيذ
الفعال لعمل مكثف يف ظروف مناخية حارة وعند اإلعداد للمباريات التي ستقام يف
ظروف ارتفاع درجة احلرارة ورطوبة اهلواء.
فإن عىل الريايض أن يبدأ تدريباته يف مثل هذه الظروف لفرتة ال تقل عن 02-6يوما
قبل املباريات وإذا مل تكن هناك إمكانية للتدريب يف مثل هذه الظروف فالبد من استعامل
مالبس خاصة تستطيع أن متنع إيصال احلرارة واحلد من تبخر العرق.
ويسبب التدريب يف مثل هذه املالبس آثارا يف مضاعفة الثبوتية احلرارية ،وإن كان
ذلك أقل مما عليه يف حالة التدريب حتت الظروف املناخية احلارة يف الوسط اخلارجي.
105
نظام الشرب
إن الرسعة الكبرية إلفراز العرق كام ذكر يف أثناء تنفيذ عمل ذى شدة يف ظروف حارة
تؤدي إىل فقدان اجلسم امللحوظ للامء (نزع املاء) وكذلك فقدان األمالح ونتيجة لذلك
ستنخفض كفاءة األداء والثبوتية احلرارية (امكانية حتمل احلرارة).
فقدان املاء
استعادته يف أثناء فرتة املباريات
تدور يف أوساط املدربني والرياضيني فكرة حول تأثري املاء عن احلمولة (اإلضافية)
التي سيتعرض هلا القلب بسبب املاء " الفائض" ويعتقد أنه من الرضوري التخفيض من
كمية رشب املاء كي تتقلص الكمية املفقودة منها.
أضف لذلك فإن الدراسات الفسلجية تربهن أن فقدان املاء نتيجة العمل الطويل ذى
الشدة وخاصة إذا نفذت ظروف مناخية حارة جيب أن يعوض برسعة قدر اإلمكان.
ويفضل أن يكون باملقدار نفسه أيض ًا.
وإ ذا مل يرشب الرياضييون املاء خالل السباق الكمية الكافية من املاء لكي يمكن
التعويض عن املاء املفقودة فستنمو (هبذه الدرجة او تلك) عملية نزع املاء إذا تساوت
كمية املاء املستهلكة واملفقودة مع العرق التوازن املائي فإن درجة حرارة اجلسم ستكون
أوطأ مما هى علية يف فرتة تنفيذ هذا العمل باستهالك كمية أقل من املاء أو بدون رشب
املاء عىل اإلطالق وهكذا فإن تناول السوائل يف أثناء مباريات يف ظروف حارة يقلل من
خطر تسخني اجلسم.
إن الرشب اجلزئي للامء يف أثناء العمل عىل جهاز مشابة للدرجات حتت ظروف
مناخية حارة يؤخر فقدان بالزما الدم وبذلك يساند أن يكون حجم الدم املدور طبيعيا
ونتيجة لذلك يستبعد تقلص احلجم االنبساطي ومضاعفة ت ت ق إىل ذلك املستوى
الذي ال يكون فيه تعويض عن املاء املفقود يف أثناء تنفيذ العمل.
ويؤدي رشب السوائل يف أثناء العمل ملضاعفة استمراره األقىص (كفاءة األداء)
وتساعد السوائل التي تكون من حماليل الكاربوهيدرات ليس يف التعويض عن املاء فقط
106
املفقودة وإنام يف املحافظة عىل الرتكيز الطبيعي للكليكوز أيض ًا يف دم مما له أمهية كبرية جدا
يف االحتفاظ بكفاءة أداء عالية يف أثناء محولة ذات استمرارية طويلة.
يتحدد تركيب السوائل "البديلة" التي تستعمل للتعويض عن فقدان املاء يف أثناء
تأدية العمل العضيل يف ضوء عدد من املستلزمات.
وال جيرى امتصاص السائل املتناول من املعدة إىل الدم .كام أن املاء املمتص حيدث
تقريبا يف اإلمعاء فقط.
لذا فإن مما يعوض عن فقدان املاء بصورة اساسية هو رسعة إخالء حجم السائل يف
األمعاء ويؤثر عىل رسعة تفري املعدة وحجم درجة حرارة وتضوح السوائل املوجوده
فيها أما العمل العضيل بحد ذاته فتأثرية قليل عىل رسعة تفري املعدة.
وخيرج احلجم الكبري من السائل ( 611 -011ل) من املعدة بصورة أرسع من
خروج احلجم الصغري.
ولكن رشب كمية كبرية من السائل ملرة واحدة يف الطريق تسبب إحساسا غري مريح
تنفسا ً
ثقيال .لذا يفضل تناول السوائل بكميات كبرية نسبيا – 001 إىل املعدة وتسبب ً
201مل وبفواصل زمنية ترتاوح بني 00 – 01دقيقة .وتفرغ السوائل الباردة من املعدة
بصورة أرسع من السوائل الساخنة .فاملاء البارد ( 03 – 5درجة سيلزيوسية).
ويفرز نشاط العضالت امللساء يف جدران املعدة ليعجل رسعة انتقال السائل إىل
األمعاء .باإلضافة لذلك فان تسخني املاء البارد يف املعدة حتى وإن كان بدرجة صغريه،
فإنه سيتعود عىل تعزيز الفقدان احلراري للجسم لذا فإن رشب املاء البارد يف أثناء السباق
يف الظروف احلارة يكون أفضل من املاء الدافئ.
إن رسعة حركة املعدة وتفريغها تتمدد جزئيا يف ضوء خصوصية حمتوياهتا فاملاء يغادر
املعدة بسهوله .كام أن املحلول املتساوي الرتكيز من ملح الطعام الذى يشكل حملول
كلوريد الصوديوم فيه نسبة مقدارها %50أرسع من املاء .إن وجود الكلو كوز يف
املحلول حتى وإن كان بكميات صغريه (أقل من )%0تسبب تباطؤا ملحوظا يف تفري
املعدة .أما إضافة األمالح إىل سوائل الرشب (حملول كهربائي) فإنه سيسبب زيادة يف
107
نضوجها ولعل السائل ذا الرتكيز املنخفض ذو نضوج مقدارها 211مول نض /ل
تقريبا يعترب االمثل إن مثل هذه املحاليل التي تضم قليال من السكر أقل من %220تغادر
املعدة برسعة لذا فإن املمكن امتصاصها بسهولة من االمعاء إىل الدم ويؤمن بذلك
تعويض املاء املفقود وبرسعة كبرية عند حتديد الكمية اإلمجالية لتناول السوائل البد من
األخذ بعني االعتبار أن الرسعة القصوى المتصاص املاء ال تتجاوز بأي حال من
األحول 5ر .ل .v/
لذا البد من تناول حماليل ذات تراكيز منخفضة باردة حتتوي عىل السكر
(كاربوهيدرات) لغاية %220و 011مل ماء ال حيتوي عىل كاربوهيدرات) ينبغي رشبة
قبل نصف ساعة من االنطالق يف أثناء تنفيذ عمل ثقيل متواصل يف ظروف مناخية حارة
مصحوبة بإفرازات عرق كبرية لتكوين احتياطي مائي معتدل .وينبغي رشب كمية
مقدارها 211 – 001مل من حملول ذى تركيز منخفض بفرتات تفصل بينهام فرتة زمنية
طوهلا 00 – 01دقيقة.
وإذا جرت املنافسات يف ظروف حمايدة أو باردة او (مطاردة عىل اجلليد) حيث ال
توجد خطورة التسخني أو نزع فان نظام الرشب جيب أن يتقلص بصورة ملحوظه يف حني
جيب زيادة نسبة الكربوهيدرات فيه (لغاية )%20ويف هذه احلالة سيكون انتقال املحلول
هبام بطيئا من املعده إىل االمعاء قد أمن الكربوهيدرات للدم.
إن التعويض غري البطئ عن املحاليل الكهربائية املفقوده يف أثناء تأدية العمل الذي
يصاحبه إفراز شديد للعرق ال يلعب ذلك الدور كالتعويض عن املاء املفقود ألن اجلسم
يفقد إىل العرق كميات كبرية نسبيا من املاء مقارنة بفقدة األمالح باإلضافة إىل ذلك فإن
وجود األمالح يف العرق عند األفراد الرياضيني املتدربني او الذين تأقلموا يف اجلو احلار
تكون منخفضة مقارنة باالفراد ممن مل يتدربوا لذلك فإن فقدان األمالح يف أثناء املباريات
عند الرياضيني ال تكون كبرية نسبيا حتى يف الظروف املناخية احلارة باإلضافة إىل ذلك
فإن إفرازات العرق تسبب مضاعفة تركيز األمالح (ملح الطعام) قبل كل شئ يف الدم
ويف غريه من سوائل اجلسم واستنادا هلذا فإن تناول كمية إضافية كبرية من األمالح يف
أثناء العمل العضيل يمكن أن يكون ضارا للجسم.
108
وإن الرشب الكثري للسوائل واملصحوبة باالمالح برتكيز مهام كان طفيفا سيكون
كافيا للتعويض من الكميات املفقودة منه ولقد ظهر يف حالة تكرار احلمولة املصحوبة
بإفراز شديد للعرق (عىل مدى بضعة أيام متواصلة) واستعامل كمية إضافية من األمالح
ولكن ذلك مل يتم أثناء تأدية العمل العضيل.
فقدان املاء واالمالح يف عملية التدريب يف ظروف مناخية حارة
يف أثناء األيام التدريبية املتواصله ،وخاصة يف ظروف مناخية حارة ،يفقد الريايض مع
العرق كمية كبرية من املاء التي يصاحبها خروج كميات معينه من األمالح من اجلسم
فمثال يفقد راكض املاراثون خالل يوم تدريبي حافل ويف ظروف مناخية حارة كمية من
املاء يمكن أن تصل قيمتها 0ألتار .لذا فإن عدم التعويض عن هذه الكمية املفقودة من
املاء يمكن ان يؤدي إىل خرق جدي يف التوازن املائي بصورة عامة وامللحي بصورة
خاصة مع انخفاض يف كفاءة األداء.
لذلك ينبغي عىل الريايض ان يتناول كمية كبرية من السوائل يف أيام التدريب يف
الظروف املناخية أو بعدها للتعويض قبل كل شئ عن املاء املفقود اجلدول ( )2ويف
الظروف املناخية وخاصة عند اإلنسان الذى يتأقلم يكون اإلحساس الذايت بالعطش أقل
مما هو عليه.
فذلك فإن حجم ماء الرشب يف األيام األوىل من التدريب يكون أكرب مما حيددة
اإلحساس بالعطش.
ويمكن ان تكون حمدودة من املاء كوقاية اجلسم من خالل وزن الريايض قبل وحدات
التدريب وبعدها.
إن تناول السوائل بكميات قليلة زائدة ال تؤثر سلبيا عىل كفاءة أداء الريايض ألن
109
اجلدول ( )1حجم فقدان األمالح نتيجة إفراز العرق والتعويض عنها
عند الرياضيني املتأقلمني وغري املتأقلمني
امللـــــــــــــــــــــــح املـــــــــــــــاء
املاء الفائض يسهل خروجه من خالل الكليتني وأضف لذلك رضورة األخذ بعني
االعتبار ان تناول ماء زائد يمكن أن يقود إىل هبوط نضوجية الدم والسوائل األخرى يف
اجلسم .وهذا يؤدي بدورة إىل بعض األعراض غري املرغوب فيها يف ذلك التشنج .لذا
فإن رشب املاء يف فواصل ما بني التامرين جيب أن تكون بكميات غري كبرية ولكن بمرات
عديدة.
ومع أن هنالك بعض اآلليات التي تبدا باألشغال يف عملية تنفيذ الواجب ،والتي
توجه فهو حبس املحاليل الكهربائية (الصوديوم والكلور والبوتاسيوم ،يف اجلسم فإنه
ونتيجة التدريب اليومي املستمر يف الظروف املناخية احلارة يمكن أن يكون هنالك فقدان
كبري يف األمالح واذا كان معدل كمية العرق التي يفقدها اجلسم خالل يوم واحد يساوي
3لرت فإن تعويض األمالح بالكامل يمكن أن يتم تناول وجبه طعام عادية (انظر جدول
.)2
110
وهنا فإن الريايض سيتناول بعض الكميات اإلضافية يف األمالح مع السوائل
التعويضيه) كاملياه املعدنية عىل سبيل املثال والتي يمكن أن تضم كمية قليله من األمالح
الطبيعية األساسية (حوايل 211ملغم من الصوديوم ومثلها يف البوتاسيوم يف اللرت
الواحد من املحلول او ال حتتوي عليها إطالقا ويمكن أن تربز يف حاالت فقدان العرق
اليومي حاجة لنظام خاص بتناول األمالح عىل أساس أن كل 4ألتار من العرق
تستوجب كمية من األمالح ترتاوح قيمتها بني 4-3جرام يف اليوم.
وإذا كانت كمية العرق تساوي مخسة ألتار ستصبح كمية األمالح 01جرامات وعند
زيادة كمية العرق إىل ستة ألتار فستصبح كمية األمالح 00جراما ويف هذه احلالة البد
من تناول احلبوب امللحية بصورة إلزامية مع كمية مكيفة للسائل التعوييض " انظر
اجلدول "2ومن املمكن بعد تدريب مكثف لبضعة أيام يف ظروف مناخية حارة مالحظة
نقص يف أيونات البوتاسيوم يف اجلسد إن النتيجة املحتملة هلذا النقص ستمثل يف انخفاض
كفاءة أداء اهليكل العضيل والقلب وتقلص نواتج العرق وزيادة فقدان املاء والصوديوم
مع البول .وكذلك حرق إعادة ختليق الكيكوجني يف العضالت بعد تنفيذ العمل العضيل.
لذلك ينبغي ان تشمل الوجبة الغذائية يف أثناء التدريب املكثف يف ظروف مناخية
حارة كميات كافية من البوتاسيوم.
إضافة لذلك فان عملية تناول املواد التي تضم البوتاسيوم .الذي يذوب بسهولة
ويمتص يف املعده برسعة حمفوفه باملخاطر ،ألهنا يمكن ان تعزز طرح بوتاسيوم الدم.
ردود أفعال اجلسم يف ظروف احلرارة العالية
إن احلمل احلراري أثناء تنفيذ جهد يف ظروف احلرارة العالية ،تسببه شدة اجلهد
وحرارة البيئة املحيطة وخمزون التبخر ،ويؤثر تأثريا واضحا عىل مقادير احلمل احلراري
رسعة احلركة واالشعاع احلراري أيض ًا .إن مقادير احلمل احلراري قد تتسم برفع احلرارة
الداخلية واحلرارة املتوسطة للجلد وردود أفعال اجهزة نقل األكسجني وغريها.
وهناك أيض ًا مفهوم اإلجهاد احلراري وتتصف درجتة بعمق التعب الناجم عن جهد
يف أثناء احلر .واإلجهاد احلراري قد يكون سببه سخونة اجلسم املفرطه واجلفاف أو كال
السببني معا.
111
ويمكن احلديث عن أن مقاومة ظروف احلر مرتبطة إىل حد كبري بظروف البيئة
املحيطة وطريقة حياة الفرد طوال سنوات العمر .عىل سبيل املثال ثبت أن كمية الغدد
العرقية النشطة تتشكل يف سن مبكرة من الطفولة:
كام تعرض اإلنسان يف هذه السنني إىل تأثريات احلرارة أكثر كانت لدية الغدد العرقية
النشطة (كارلييف .)0056والتواجد املتكرر والتدريب يف ظروف احلرارة العالية
واستخدام محامات اهلواء اجلافة والرطبة وبنفس القدر حجم جهد كبري يستدعي التعرق،
تعد من العوامل اهلامه لرفع االستقرار احلراري جلسم اإلنسان.
إن جهدً ا شديدً ا يف ظروف احلرارة العالية مرتبط برتاكم احلرارة يف اجلسم عىل
حساب التكثف االييض وعىل حساب مؤثرات احلرارة البيئية املحيطة العالية أيض ًا
وغريها من العوامل .وبالتايل ،مستوى احلرارة إىل حد كبري حيدد بشدة اجلهد العضيل.يف
حالة بلوغ حرارة البيئة املحيطة حد احلرارة اجلسم ،وقد حيدث عندئذ فقدان احلرارة عن
طريق التحميل احلراري واإلشعاع .وارتفاع حرارة البيئة املحيطة الالحق يغري توجه
التحميل احلراري واإلشعاع إىل جانب عكيس مما يساعد عىل حصول اجلسم حلرارة
إضافية.
عند تأثري احلرارة العالية عىل اجلسم حيدث توزيع تدفق الدم – أي ازدياد تدفق الدم
إىل اجللد وانخفاضة يف األعضاء الداخلية .إن ازدياد تدفق الدم اجللدي يرفع من
التوصيل احلراري للجلد .وإن حجم تدفق الدم اجللدي حتت تأثري احلرارة اخلارجية قد
يرتفع 6-6مرات ويبل 220 – 221ل .مكعب /دقيقة عندما تكون احلرارة 01-41
درجة .مثل هذه الزيادة احلادة لتدفق الدم اجللدي يتطلب زيادة كبرية يف حجم جريان
الدم من أجل احلفاظ عىل مستوى طبيعي للضغط الرشياين .وزيادة تدفق الدم يف حالة
السكون وخاصة خالل محل بدين يؤدي إىل انخفاض كبري لتدفق الدم إىل األعضاء
الداخلية .عىل سبيل املثال تنفيذ جهد بدين خالل حرارة تفوق 41درجة قد يؤدي إىل
انخفاض تدفق الدم يف الكليتني بنسبة % 01 – 41ويف الكبد بنسبة ( %41رويل
واخرون ، 0060كارلييف .)0056
111
إن إعادة توزيع تدفق الدم يعني إعادة توزيع وتوصيل األكسجني :تزداد بحده كمية
األكسجني الواردة إىل اجللد ،والتي تتصف بمستوي متدن لعمليات التبادل وتنخفض
كمية األكسجني يف األعضاء الداخلية – أي ذات املستوى العايل لعمليات التبادل.
إن رسعة عمليات التبادل أعىل يف الكبد ب 4مرات ويف الكليتني ب 01مرات مما يف
اجللد .وإن نصيب الكبد وحده يف التبادل األسايس يفوق نصيب اجللد ب 024مرات.
ان انخفاض رسعة استهالك األكسجني يف أثناء تأثري احلرارة العالية حيفز يف الكبد
عىل تنشيط التحلل السكري وتفرق عمليات األكسدة والفسفرة مما خيفض بحدة رسعة
عملية التنفس يف متقدرات العضالت اهليكلية وان ازدياد استهالك األكسجني يقوي
حتلل وحدات الطاقة .وهبذه الصورة حيدث انزياح التزويد بالطاقة باجتاه العمليات غري
املقننه وذلك بسبب ازدياد كبري لتوليد احلرارة (كارلييف )0056وتتطور هبذه الصورة
ردود األفعال االنفعالية التي تساعد عىل توليد إضايف للحرارة.
إن ارتفاع احلرارة ورطوبة اجلو بمستوي مريح نسبيا (اجلدول )24مرتبط بانخفاض
املستوى املطلق الستهالك األكسجني الذي تبقي خاللة حرارة جسم اإلنسان مستقره.
انخفاضا حا ًدا يف
ً واجلهد يف ظروف حرارة عالية جدا دون ارتفاع حرارة اجلسم يتطلب
شدتة ويظهر ذلك يف انخفاض مستوى استهالك األكسجني باملقارنة مع الظروف املرحية.
(اجلدول )14السامت األساسية للظروف احلرارية االعتيادية والعالية واحلر الشديد
(زايتسيفا واخرون )1986
احلرارة /درجة
حالة احلرارة
فعالة رطوبة جافة
111
ويتم يف أثناء جهد يف ظروف احلرارة العالية تأمني فقدان احلرارة عن طريق تبخر
كبريا لتدفق الدم يف اجللد واألنسجة حتت اجللدية يساعد عىل نقل
العرق .إن ازديا ًدا ً
توصيل احلرارة إىل سطح التبخر .ومن الطبيعي جدا أن ذلك يؤدي إىل تقليل تورم
االوردة وانخفاض حجم القلب االنقبايض .لذلك فإن من الرضوري من أجل احلفاظ
عىل احلرارة الداخلية املثالية رفع معدل نبضات القلب من أجل احلفاظ عىل مقادير
القذف القلبي .هبذه الصورة حتى يف ظروف اهلواء اجلاف تكون احلرارة العالية للوسط
املحيط مرتبطة بازدياد احلموالت عىل نظام القلب واألوعية.
إن تنفيذ جهد يف ظروف احلرارة العالية يؤدي إىل انخفاض حاد يف تقنني
اجلهد.واحلمل يف ظروف احلرارة متعلق بارتفاع رصف جليكوجني العضالت وتراكم
الالكتات .وطبيعي أن يؤدي إىل تطور أكثر بكرا للتعب وانخفاض شدة وطول اجلهد.
إن بنية اجلسم وتناسب األنسجة العضلية والدهنية حتدد إىل حد كبري قدرة اجلسم عىل
حتمل حرارة عالية ومتدنية.
واألشخاص النحيفون بأطراف طويلة ورفيقة وقليل من الدهون ينرشون احلرارة
بشكل أفضل وحتملهم للحرارة أسهل.
وهم يف الوقت ذاته حساسون جتاه الربد .وبالعكس فإن األشخاص الذين تتميز
أجسادهم بوجود كبرية من األنسجة الدهنية لدهيم القدرة عىل حتمل الربد بشكل أفضل
ولكن يتاثرون جدا باحلرارة العالية.
إن القدرة عىل حتمل احلرارة مرتبطة بعمر وجنس الريايض أيض ًا .ويتحمل األطفال
واملراهقون بشكل خاص احلرارة بصعوبة.
ويعود ذلك بالدرجة األوىل إىل عدم استقرار نظام القلب واألوعية غري املتشكل بعد.
وقد ثبت أن السيدات يتحملن بشكل أفضل احلرارة العالية والرطوبة ،والرجال
يتحملون – احلرارة اجلافة .وسبب ذلك أن لدى السيدات تناسب سطح اجلسد مع الوزن
أعىل مما يعطيهم أفضلية يف ظروف الرطوبة العالية ويعترب صفة ضعيفة يف املناخ اجلاف.
114
كام أن توليد احلرارة متعلق بشكل أسايس بوزن اجلسم ،ونرشها متعلق بمساحة
سطح اجللد .ففي ظروف املناخ احلار اجلاف ،يعترب تناسب سطح اجلسم مع الوزن غري
كاف ألنه ال يسمح بتلقي حرارة أكثر عن طريق التوصيل واالشعاع.
إن ارتفاع توليد احلرارة يف ظروف احلرارة يؤدي إىل زيادة رسعة التعرق وتطور
اجلفاف يف اجلسم .ويف املناخ الدافئ واحلار قد تبل شدة التعرق 220 – 020ل /سا.
أما الشدة القصوى اليومية قد تفوق 01ل .ومن الطبيعي ان يؤدي هذا إىل انخفاض
احلجم العام جلريان الدم وارتفاع لزوجتة وانخفاض القذف القلبي.
إن انخفاض حجم الدم فقط بنسبة %3يؤدي إىل انخفاض القدرة عىل العمل وسوء
احلالة الصحية للريايض وظهور أعراض كأمل الراس واخلمول وتعرق مفرط او عدم
تعرق .ومن جانبة تطور اجلفاف يؤدي إىل ارتفاع متصاعد حلرارة اجلسم .وزيادة
احلموالت عىل أنظمة اجلسم الوظيفية ويظهر ذلك بوضوح عىل سبيل املثال يف ردود
معدل رضبات القلب واحلرارة الرشجية عىل اجلفاف.
إن أحد أهم االثار السلبية للجفاف هو انخفاض حجم بالزما الدم (بالزما :مادة
شفافة سائله من مكونات الدم صفراء اللون وهى داخل األوعية للسائل خارج اخللوي
– املؤلف) .وبالتوازي مع ازدياد معدل رضبات القلب ،يقل القذف القلبي وحجم
القلب االنقبايض وطول اجلهد قبل حدوث التعب الواضح.
يف أثناء اجلفاف املعتاد مع فقدان %4من وزن اجلسم ،ينخفض حجم البالزما بنسبة
.%05 – 06ومعها ينخفض حجم جريان الدم واحلجم االنقبايض ،ويالحظ تكثف الدم
مع ارتفاع مؤرشات حجم الكريات احلمراء املكدسة ولزوجة الدم مما يزيد من احلمل
عىل القلب وقد خيفض من انتاجيته .وتسوء التغذية بالدم يف العضالت العاملة بسبب
ازدياد نصيب القذف القلبي املوجه إىل أوعية اجللد لرفع االشعاع احلراري .ومن اثار
اجلفاف أيض ًا انخفاض حجم السوائل خارج وداخل اخلاليا .وخيتل عمل اخلاليا
الطبيعي مع انخفاض حمتوى املاء وتغري توازن الشوارد .إذا مل يتم ختفيض احلمل او عدم
سد احتياطي السوائل يف اجلسم قد يؤدي مواصلة اجلهد إىل فقدان الوعي.
115
إن فقدان الكثري من سوائل اجلسم يؤدي إىل اختالفات وظيفية خطرية .وإن اإلنسان
قادر عىل اجلوع دون خطر املوت فاقدا %01من الدهون وأكثر من %01من بروتينات
اخلاليا .ويف الوقت الذي يؤدي فقدان %01من املاء إىل تغريات خطريه يف اجلسم من
ضمنها خطر املوت .وجيب لفت االنتباه إىل حقيقة أن املستوى العايل جلفاف اجلسم حني
يفقد املياه بنسبة % 01 – 5ال حيدث توقف كبري يف التأثري عىل إفرازات العرق .هبذه
الصورة فإن فقدان السوائل يستمر بشدة رغم املستوى اخلطر ملستويات جفاف اجلسم.
واملخرج الوحيد احلقيق من هذه احلالة هو استهالك املاء بحجم يناسب الفقدان احلقيقي
للسوائل.
ويتشكل الوضع املحرج جلسم الريايض بشكل خاص يف حال جريان جفاف اجلسم
يف نفس الوقت مع توليد مفرط للحراره وفقدان الشوارد واألنزيامت ونقص السكر يف
الدم .ويف أثناء محوالت طويلة إىل حد ( 4 – 3ساعات) قد ينخفض تكثف النرتات
(صوديوم) إىل مستوى 002مول /ل( .يف حني الطبيعي )041مما يعترب نتيجة لفقدان
النرتات مع العرق .كل هذه العوامل وخاصة فقدان النرتات وانخفاض السكر يف الدم
خيل بوظائف اجلهاز العصبي املركزي.
وحتدث أيض ًا ردود أفعال أخرى للدورة الدموية التي تؤدي بمجموعها إىل سوء
الدورة الدموية للعضالت العاملة وتراكم االكتات والذي بدوره يؤدي إىل انخفاض
القدرة عىل العمل .ويتعمق تأثري احلرارة العالية السلبي بتدهور تدفق الدم للكلية وعدم
التغذية بالدم لألعضاء الداخلية وقبل كل شئ الكليتني والكبد .وإن ازدياد نبض معدل
القلب ،كرد فعل تعويض تأثري جفاف اجلسم ،يصبح غري كاف يف ظروف احلر الشديد
والرطوبة ختتل عملية التبخر نتيجة ارتفاع تكثف الرطوبة يف اجلو .وبالتايل يصعب انتشار
حرارة األيض وترتفع حرارة اجلسم وتزداد احلموالت عىل أنظمة التنفس وجريان الدم
وتتباطأ العمليات االستشفائية .ولذلك حرارة اجللد العالية جدا يف حال رطوبة غري عالية
نسبيا يتحملها الريايض افضل من احلرارة املنخفضة مع رطوبة اجلو العالية.
116
تكيف الرياضي مع ظروف احلرارة العالية
يف أثناء عملية التدريب يف ظروف احلرارة يتشكل نظام وظيفي مسئول عن تكيف
جسم الريايض مع احلرارة العالية .النظام الذي يوجه كل نشاطه للحفاظ عىل االتزان
احلراري يشمل:
-0احللقات العصبية الواردة (مستقبالت اجللد احلرارية والتنفسية العليا ،واملستقبالت
الواردة.
-2واحللقة املركزية – هيبوتالمس مركز تنظيم احلرارة.
-3وحلقة األلياف الواردة – أعضاء الدورة وجهاز التربيد التبخريي .ان تكيف هذا
النظام يف األيام األوىل من اإلقامة يف ظروف احلر مرتبط إىل أي مدى اآلليات
واألعضاء املرشكة وظيفيا يف النظام التي تم تشغيلها يف املرحلة السابقة.
فاألعضاء واآلليات املتدربة مسبقا تكون حساسيتها أقل أمام ظروف احلرارة العالية.
واملدربة بشكل سئ ستكون تلك احللقة املحدودة التي ستقيد قدرات كل النظام.
وسيستمر هذا إىل ان يتم الوصول إىل إعادة الضبط التكيفي املناسب للمستوي
اجلديد للحموالت الوظيفية.
تبدالت األقلمة يف ظروف احلرارة العالية يتم حتقيقها يف أربعة اجتاهات:
تطوير آليات االشعاع احلراري.
تقنني تشكل احلرارة.
زيادة مقاومة ارتفاع احلرارة.
تكيف سلوكي.
إن التطوير املتوازن لتشكل احلرارة واإلشعاع احلراري يلعب دورا يف التكيف مع
احلرارة العالية .وكلام كان النشاط احلركي أكثر شدة ،كان مستوى التوليد اهلوائي
املسموح أعىل.
117
ويتم تأمني اإلشعاع احلراري التبخري بنشاط متبادل لغدد التعرف وأعضاء جريان
الدم .وارتفاع تدفق الدم اجللدي يؤمن نقل احلرارة وهبذا الشكل حيدد نشاط غدد
التعرف .وبشكل مواز يرتفع معدل النبض وحجم جريان الدم ويقل تدفق الدم يف
األعضاء الداخلية .وبقدر تطور التكيف يف حالة السكون ويف حالة جرع محوالت مربجمه
أيضا ،ينخفض كثريا معدل رضبات القلب وتدفق الدم اجلليدي .ويف الوقت ذاته حيسن
ً
جريان الدم لألعضاء الداخلية.
ويعود ذلك إىل ارتفاع فاعلية االشعاع احلراري بالتبخر ،ونتيجة لذلك يتم تامني
طرح الكمية الالزمة من احلرارة بحجم أقل من تدفق الدم.
إن التدريب اخلاص يؤدي إىل زيادة كبرية يف كمية التعرف املفرز الذي قد يرتفع 020
– 2مرات خالل 4-3أسابيع لدى اشخاص غري املكيفني مع تدريبات يف ظروف
احلرارة العالية .وزيادة فرز العرق يعترب نتيجة تنامي نشاط غدد التعرف النشطة دون
زيادة يف عددها .وبالتوازي مع ازدياد التعرق يالحظ انخفاض مستمر يف تكثف الشوارد
يف العرق .وحيدث التكيف يف ظروف احلرارة برسعة كافية .وبحسب ظروف احلرارة
مستوى تدريب الالعبني وخاصية اللعبة الرياضية وغريها من العوامل فإن املرحلة
الكافية للتكيف احلراري الفعال قد حتتاج إىل 00- 01وأحيانا 6 – 0أيام.
ولكي تؤكد هذه املده باملكان ايراد نتائج خمتلف األبحاث :لدى غري املكيفني مع
احلرارة العالية الذين تم اختبارهم ،اقامتهم يف مكان حرارة 40درجة خالل 4ساعات
يؤدي إىل تقليل كبري يف اجلليكوجني يف خاليا غدد التعرق .واإلقامة اليومية للمامرسني يف
هذه الظروف يؤدي إىل استتباب رصف اجلليكوجني ،ويف اليوم العارش من التكيف
احلراري ال خيتلف حمتواه عن مستوى األوىل األصيل.
وخالل تأثريات حرارية منتظمة حتدث يف غدد التعرق عملية حتلل اجلليكوجني.
وبنفس الوقت تتحسن وظائف الغدد التي تؤخر النرتات.
إن مسالة التكيف مع ظروف احلرارة حتدث أيض ًا بالنسبة إلعداد اخليول يف أثناء
حتضريها ملسابقات الفروسية.
118
األبحاث التي أجريت عىل اخليول املتنافسة يف ظروف احلر والرطوبة ونتائج
األبحاث امليدانية التي أجرهتا املنظمة الدولية للفروسية يف (اتالنتا) عام 0004أيض ًا،
بمناسبة األوملبياد ،كشفت حدة مسالته إعداد اخليول للمسابقات يف ظروف احلرارة
العالية والرطوبة .وثبت أن اخليول قادرة عىل التنافس يف ظروف الرطوبة ()%01 – 61
يف حال إذا كانت احلرارة يف الوسط املحيط واالشعاع الشميس ال يتعدي 31درجة .لكن
من أجل هذا حتتاج اخليول عىل األقل لدورة أقلمة من أسبوع وإعداد خاص من أسبوعني
يف ظروف مناخية قاسية .عدا ذلك جيب تأمني نظام خاص للتغذية السوائل والشوارد
والتربد الفعال.
لدى اإلنسان الذي وجد نفسة ألول مره يف ظروف احلرارة العاليةتنخفض لدية كثريا
القدرة عىل العمل ،ويف أثناء تنفيذ جهد بدين عادي يرتفع لدية النبض واحلراره الرشجية.
ويف األيام 0 – 6يتطور التكيف الفردي مع احلرارة العالية:
استشفاء القدرة عىل العمل ويقرتب النبض واحلرارة من املقادير املسجلة يف الظروف
العادية .ويف نفس الوقت يرتفع كثريا اإلشعاع احلراري التبخري .وان انخفاض نبض
القلب يرافقة زيادة احلجم االنقبايض واستقرار القذف القلبي واستهالك األكسجني
وتقليل حرارة اجللد.
وينخفض مع درجة التأقلم تركيز " نورايبنفرين " (وتفرزه الغدة الكظرية الستشارة
اخلاليا العصبية وخاصة املرتبطة بالعضالت الرخوة كام يؤدي إىل انقباض األوعية
الدموية – املؤلف) يف البول مما يدل عىل انخفاض نشاط اجلزء الودى للجهاز العصبي
املستقل (االرادي) الذي يرافقة انخفاض حرارة اجلسم.
وبعد التأقلم وبفضل اشتداد التعرق ترتفع الفروق بني حرارة اجللد والرشج وذلك
النخفاض تروية اجللد بالدم.
كام أن ارتفاع مستوى تكيف الريايض مع النشاط التدريبي والتنافيس يف ظروف
احلرارة العالية .يؤدي إىل انخفاض واضح لرتكيز النرتات يف إفرازات العرق .ولذلك فإن
الرياضيني املكيفني جيدا ،يمكنهم االكتفاء غالبا بحمية حمتواها من كلور النرتات عادي
دون زيارهتا.
119
ويتميز التكيف الطويل واملستمر مع احلرارة العالية ،بارتفاع عتبة املستقبالت
احلرارية احلساسة وتقليص مرحلة تشغيل اإلشعاع احلراري التبخري وتوسيع ملحوظ
لقدرات التعرق.
وجيري التكيف مع احلرارة ،أسهل بكثري ،لدى األشخاص ذوي األعني السوداء
والعسلية .واألشخاص ذوي عيون ملونة يف بداية مرحلة التكيف ،حتدث لدهيم إثارة
مفرطة ويالحظ لدهيم غالبا األرق وزيادة احلساسية وارتفاع حاد يف الضغط الرشياين
وتتعمق صعوبة تأقلم ذوي االعني امللونة إىل حد كبري بسبب حتملهم السئ لالضواء
املشعه نتيجة ارتفاع حاد لنشاط الدماغ الذي ترافقة العصبية واحلساسية االنفعالية.
واالشخاص ذوي األعني الكاحلة يتحملون احلرارة وأشعة الشمس بشكل أسهل لكن يف
ظروف الغيوم واألمطار يصبحون كساىل يغلبهم النعاس وتظهر لدهيم أحاسيس
اخلمول .كل هذا يؤثر عىل النتائج الرياضية إال إهنا نادرا ما تؤخذ بعني االعتبار يف أثناء
بناء اإلعداد ونشاط الرياضيني التنافيس.
وجتب اإلشارة إىل ان أكثر الطرق فعالية لتشكل التكيف مع ظروف احلرارة هي تأثري
شامل للحراره العالية ومحوالت بدنية طويلة تتطلب تعبئة كاملة وطويلة ألنظمة التوليد
احلراري واإلشعاع.
إن محوالت حرارية عالية وطويلة مع مزجها بنظام عقالين لتعويض السوائل تعترب
وسيلة فعالة لتحفيز االستجابات التكيفية الطويلة مع احلرارة العالية.
وجيب األخذ بعني االعتبار أن تأثري التكيف احلراري ذو ظروف خصوصية مميزة .إن
تأقلم جسم الريايض مع ظروف احلرارة اجلافة ال يضمن تكيف فعال كاف مع احلرارة
والرطوبة .واألكثر من هذا ،التكيف مع جهد بشدة غري عالية ( )%20من االستهالك
األقىص لألكسجني) يف ظروف احلرارة العالية ،اليضمن تكي ًفا مع جهد أعىل شدة (– 01
% 61من استهالك أقىص لألكسجني وأكثر) يف نفس هذه الظروف .يف الوقت ذاته
إعادة الضبط التكيفي الذي يعترب نتيجة اإلقامة والتدريب يف ظروف ثاب ًتا إىل حد كاف
ويستمر خالل 4 – 3أسابيع .إىل جانب ارتفاع كبري يف االشعاع التبخري تعترب رسعة
نقل احلرارة عىل حساب زيادة رسعة الدم عنرصا تكيفيا مهام.
110
وباملناسبة ،ان أحد عنارص النظام األمثل لتعويض السوائل هو تناوهلا مسبقا ويف
أغلب األحيان بكميات كبرية كافية (إىل حد 2 – 0ل) وهذا يؤدي إىل تعرق أكثر شدة
يف أثناء اجلهد وتقنني أكرب الستجابات أنظمة تروية الدم لتأثري احلرارة العالية.
وحتدث خاصية اللعبة الرياضية تأثريا حاسام عىل درجة تكيف الريايض مع ظروف
احلرارة العالية .فرياضيو املاراثون واملسافات الطويلة والدراجات – طرق يف أثناء تنفيذ
محوالت عادية يف ظروف احلرارة العالية ،حتدث لدهيم استجابات قريبه مما يالحظ لدى
رياضيني مكيفني مع احلرارة العالية .يف الوقت ذاته فإن السباحني املتدربني جيدا من
املستوى العايل يستجيبون لإلقامة وتنفيذ محوالت يف ظروف احلرارة العالية عىل مستوى
أشخاص غري مكيفني مع ظروف احلرارة العالية.
هبذه الصورة تكون فعالية اإلشعاع احلراري مرتبطة بظروف التدريب التي تساعد أو
تعيق فرز وتبخر العرق.
كام أن فقدان احلرارة يف أثناء التدريب يف العدو او الدراجات مرتبط باالشعاع
التبخري ويف أثناء تدريبات السباحة باالشعاع احلراري دون تنشيط الغدد العرقية.
إن قدرة أنظمة ضبط احلرارة عىل مقاومة ارتفاع احلرارة تكون أعىل بكثري لدى
رياضيني مؤهلني عاليا باملقارنة مع أشخاص ال يامرسون الرياضة أو املؤهلني قليال.
وهذه الفروق سببها قدرة املؤهلني عىل تنظيم احلموالت يف أثناء خطر فرط احلرارة
واستقرار أنظمة ضبط احلرارة لكن هذا ال يعني أبدا أن إصابات ارتفاع احلرارة تكون أقل
لدى املؤهلني باملقارنة مع غري املؤهلني .بالعكس ،احلموالت املطلقة التدريبية والتنافسية
املربجمة يف الغالب يف ظروف مناخية قاسية وأيض ًا القدرة عىل تنفيذ جهد شديد يف ظروف
التعب الشديد وانزياحات عميقة يف الوسط الداخيل للجسم ،تؤدي إىل حدوث حاالت
اهنيار نتيجة اصابات احلرارة لدى رياضيني من املستوى العايل بالذات يف أثناء املسابقات
اهلامه وأحيا ًنا يف أثناء اإلعداد.
وهذا عادة حيدث يف هناية السباق أو بعده يف العدو ملسابقات طويلة وسباقات
الدراجات عىل الطرق .وأسباب اإلهنيار قد تكون متعدده:
111
منها فقدان أحجام كبرية من السوائل ،ونفاذ جليكوجني العضالت وجليكوجني
الكبد ،وانخفاض ورود األكسجني إىل الدماغ نتيجة توسع األوعية الدموية الطرفية بعد
خط النهاية وانخفاض تدفق الدم الوريدي إىل القلب وانخفاض النرتات يف البالزما إىل
أدنى حدود ممكنة.
التدريب يف ظروف املناخ البارد
النشاط الرياضي يف ظروف اخنفاض درجة حرارة اهلواء (الربودة)
عند هبوط درجة حرارة الوسط اخلارجي يزداد العرق بينها وبني درجة حرارة سطح
اجلسم .ويؤدي ذلك إىل تعزيز فقدان اجلسم للحراره (عىل حساب االنتقال احلراري
بالتوضيل واحلمل واالشعاع) ان أهم آليه لوقاية اجلسم من فقدان احلرارة يف الظروف
الباردة تكمن يف تضيق األوعية (اجللدية) وتعزيز نواتج احلرارة يف اجلسد.
امليكانيكية الفسلجية للتكيف ازاء الربودة
ينخفض نتيجة تضيق األوعية اجللدية (انقباض األوعية) عمل نقل احلرارة (مع
الدم) من مركز اجلسم إىل حميطة.
وملا كان اجللد وخاصة تلك الطبقة السفيل منه بحد ذاهتا رديئة التوصيل للحراره فإن
انقباض األوعية من شأنه أن يعزز كفاءة العزل احلراري " الغالف " للجسد بحوايل ستة
أضعاف وبتعبري آخر فإن سمك العازل احلراي لدرجة حرارة اجلسم " الغالف " يزداد يف
الظروف البارده لذلك تتقلص أبعاد املركز احلراري للجسد.
ويمنع انخفاض نقل احلرارة من مركز اجلسد إىل سطحه هبوط درجة حرارة مركز
للجسد ولكن يف الوقت نفسة يؤدي إىل انخفاض تدرجيي لدرجة حرارة اجللد ويؤدي
ذلك بدوره إىل تقليص الفرق يف درجات احلرارة بني سطح اجلسد واملحيط اخلارجي
وينخفض بذلك فقدان احلرارة من اجلسم.
إن أكثر انقباض وعائي جلدي حيدث عادة يف األطراف وخاصة يف أصابع اليد
والرجل .عىل سبيل املثال لتيار الدم خالل األصابع أن ينخفض بامئة مرة وأكثر (من 021
إىل.ر 2مل /دق 011 /جرام من النسيج) لذلك فإن درجة حرارة نسيج األجزاء
القصوى من األطراف يمكن ان تنخفض حتى تصيبح مساوية لدرجة حرارة الوسط
111
املحيط وهذا هو ما يفرس تلك احلقيقة التي تشري إىل أن أصابع اليد واألرجل وكذلك
صوان األذن تعترب هي األجزاء األكثر عرضة للجرح أما األوعية الراسية لنقل الدم فاهنا
األقل عرضة للتضيق يف الربد.
لذا فإن جزءا كبريا من احلرارة (لغاية %20من نواتج احلرارة للهدوء) خترج إىل
املحيط من الرأس املكشوف وإىل جانب انقباض األوعية اجللدية تلعب تلك احلالة التي
تشري إىل ان الدم جيري يف الظروف الباردة بالدرجة األساسية يف األوردة العميقة وليس
السطحية دورا كبريا يف تقليص التوصيل احلراري الداخيل للجسم وبالتايل يف احلفاظ عىل
احلرارة.
وملا كانت األوردة العميقة موجودة إىل جوار الرشايني لذا سيدث بينها تبادل حراري
اذ يتسخن الدم الوريدي العائد إىل املركز عىل حساب الدم الرشيايب.
وكذلك يوجد عائقا يمنع تربيد مركز اجلسم وبالعكس إذ يربد الدم الرشياين القادم
من القلب والذي جيري يف رشايني األطراف تدرجييا حتى يصل النهايات اجللدية
القصوى فتصبح درجة حرارتة أكثر انخفاضا عىل سبيل املثال عندما تكون درجة احلرارة
اخلارجية 0درجات سيلزيوسية فإن درجة حرارة الدم يف األوعية تنخفض إىل 20درجة
سيلزيوسية ،وبالتايل ينخفض االنتقال احلراري إىل املحيط.
وهناك ميكانيكية أخرى مهمة يف التكيف للظروف الباردة وهي تعزيز النواتج
احلرارية جراء ظهور رعشان الربد أي تقلصات عضلية ال اختيارية.
ويف ظروف اهلدوء ال حيدث عند الشخص العريان عند انخفاض درجة احلرارة
اخلارجية من املستوى ( 20درجة سيلزيوسية إىل 22درجة سيلزيوسية).
أما حرارة اجلسم فتقاوم أي تغري من جراء تعزيز انقباض األوعية اجللدية.
عند ظهور الرعشة الربدية تستقطب جماميع عضلية جديدة أكثر فأكثر ،بد ًءا بعضالت
الرقبة فالبطن ،فالصدر وانتها ًءا بعضالت األطراف إن طبيعة ودرجة الرعشة الربدية غري
متساوية عند األفراد املختلفني.
111
وحتمل رعشة الربد طابعا خمتلفا فهي تارة تظهر وتارة ختتفي بغض النظر عن ارتباطها
بتغري درجة باطن اجلسم وسطحة وعندما تكون درجة احلرارة منخفضة جدا فإن الرعشة
تستمر عند اإلنسان تستمرطويال وكلام كانت رعشة الربد شديدة كانت نتائج احلرارة
العضلية أكرب وبانخفاض درجة احلرارة اخلارجية وكذلك رسعة حركة اهلواء (الريح)
تزداد حصيلة الرعشة الربدية يف وقاية اجلسد من فقدان احلرارة.
ويكون التعبري عن رعشة الربد عند األفراد املسنني والكهول أكثر وضوحا مما عليه
عند الشبان .وتتضاعف النواتج احلرارية يف الظروف الباردة قليال كام تنخفض درجة
حرارة اجلسم بصورة أكرب وعيل العموم فإن الرجال املسنني يتحسسون قليال او ال
يتحسسون للمؤثرات املوضعية الباردة.
ويمكن أن تتضاعف النواتج احلرارية أيض ًا بسبب تقوية العمليات التي ال ترتبط
بالرعشة الباردة.
إن استهالك كميات األكسجني يف الظروف الباردة يتضاعف يف حالة اهلدوء وتعتمد
قيمتة هذه املضاعفة الشحمية أسفل اجللد) وطبيعةاملالبس وكذلك عىل فرتة املكوث يف
الربد وتتضاعف رسعة استهالك األكسجني طرديا مع زيادة الطرح القلبي .فعىل سبيل
املثال رسعة استهالك األكسجني والطرح القلبي عند اإلنسان العادي يف درجة حرارة
مقدارها مخس درجات سيلزيوسية تتضاعف بمرتني.
وكذلك عند التعرض للربد يبقي ت ت ق بدون تغري لذا يتضاعف الطرح القلبي
نتيجة مضاعفة احلجم االنبساطي فقط.
ويف هذا املجال تكون استجابة القلب اجتاه هذا الربد متميزه مما هو علية يف ظروف
النشاط العضيل ويتضاعف يف احلالة األخرية الطرح القلبي بسبب مضاعفة ت ت ق
درجة اساسية.
كفاءة األداء البدنية يف الظروف املناخية الباردة.
ينخفض يف أثناء العمل العضيل الذي جيري يف ظروف حرارية باردة العازل احلراري
للجسم بصورة ملحوظة ويتعزز حبس فقدان احلراري (بالتوصيل واحلمل) ويعنى هذا
أنه من أجل حبس التوازن احلراري البد من توليد كبري للحراره مما علية يف ظروف اهلدوء
114
ومع هبوط درجة احلرارة اخلارجية إن زيادة التاميز احلراري بني اجلسم واملحيط اخلارجي
فإن عىل النواتج احلرارية ينبغي يف أثناء النشاط العضيل أن يتضاعف فإذا كان النشاط
العضيل بشدة غري كافية لكي يؤمن تكوين حرارة إضافية فإن درجة حرارة اجلسد
ستنخفض إىل أوطأ من القيمة الطبيعية (هبوط احلرارة).
ويف أثناء احلموالت ذات القدرة املتواضعه (باستهالك كمية من األكسجني تصل إىل
024 – 022ل /د ق) فإن رسعة استهالك األكسجني يف ظروف انخفاض درجة حرارة
اهلواء أكرب مما عليه يف درجات حرارة مرحية .ويف أثناء تنفيذ احلموالت الكبرية (تزيد كمية
استهالك األكسجني 024ل/دق) فإن رسعة استهالك األكسجني ال تعتمد عىل درجة
احلرارة اخلارجية .وإذا كانت رسعة استهالك األكسجني واحدة فإن العمل يف ظروف
باردة يتطلب هبوط بعض الشئ ل ت ت ق وزيادة احلجم االنقبايض مقارنة مع العمل
املامثل يف ظروف حرارية حمايدة.
إن مضاعفة رصفيات الطاقة (رصعة أكرب يف استهالك األكسجني) يف أثناء العمل
بقدرة غري كبرية نسبيا يف ظروف مناخية باردة ترتبط بالرعشة الباردة ،التي ختتفي
بمضاعفة احلمولة إىل كميات كبرية.
وتنخفض درجة احلرارة املستقيمة عند تنفيذ محوالت خفيفة يف حني تبقي بنفس
مستواها عند تنفيذ محوالت ثقيلة ،الذي كانت علية يف الظروف املناخية املرحية وهكذا
وبدا من مستوى قدرة معينة للحمولة البدنية (تساوي رسعة استهالك األكسجني 2ل/
دق تقريبا) .حيث تبدأ عنده املستوى احلرج لنواتج الطاقة الذي يالئم فقدان احلرارة،
ختتفي الرعشة الربدية ويستقر انتظام درجة حرارة اجلسم.
وعندما تكون درجة حرارة اجلسم طبيعية أو مرتفعة نتيجة النشاط العضيل فإن القيمة
العظمى ل ت ت ق تبقي يف الظروف املناخية الباردةدون تغري يذكر ولكن التنفس
الرئوي يقوي بعض الشئ ،أما الزمن األقىص للركض فيقل ويؤدي هبوط احلرارة إىل
انخفاض :إذ يبل مقدار االنخفاض عندما تكون درجة حرارة باطن اجلسم 3620درجة
سيلزيوسية فأقل ،حوايل % 6 – 0لكل درجة سيلزيوسية واحدة تنخفض عن درجة
اجلسم املشار إليه ويكمن يف أساس هذا االنخفاض.
115
هبوط الطرح القلبي بسبب تقلص قيمته ت ت ق وجتدر اإلشارة إىل أن مطاولة
اإلنسان تنخفض يف ظروف اهلبوط احلراري .إذ يتقلص الزمن األقىص لتنفيذ العمل ذى
القدرة الغازية الثابتة عىل الرغم من أن التقويم الذايت للحمولة ال يعتمد عىل درجة حرارة
اجلسد.
إن القوى الديناميكية العظمى تتناسب طرديا ضمن حدود معينة مع درجة احلرارة
العضلية.
لذا ففي تلك التامرين التي تتطلب إظهار قيمة ديناميكية عظمى (األلعاب القصرية.
الوثب) تنخفض النتائج يف الظروف املناخية الباردة وتسبب انخفاضا يف درجة احلرارة
العضلية وكثريا ما جترى التامرين التدريبية وكذلك متارين املباريات يف عدد من األنواع
الرياضية (رياضة اجلليد وغريها) يف ظروف مناخية باردة ولكن هذه الظروف املناخية
الباردة باستثناء الربد القارص والريح الباردة الشديدة ال تشكل معضلة جدية يف تنظيم
درجة حرارة اجلسم وكفاءة اداء الريايض ولعل ذلك يعود بالدرجة األساسية إىل النشاط
العضيل املكثف.
ويمكن هلذه احلرارة أن تسبب تسخينا ملحوظا للجسد للمحافظة عىل درجة حرارتة
حتى يف الظروف املناخية الباردة .وإذا كان بمقدار رعشة الربد االختيارية ان تضاعف
التبادل األسايس بمقدار 0-2اضعاف فإن النشاط العضيل املكثف سيضاعف ذلك
بمقدار 31 – 21مرة كام حيدث انتقال احلرارة إىل اخلارج يف الظروف املناخيةالباردة
بسهولة عن طريق التوصيل واحلمل واإلشعاع أما يف حاالت إفراز العرق فإن انتقال
احلرارة حيدث يف طريق تبخر العرق وباإلضافة ملا تقدم فإن الظروف املخففة إليصال
احلرارةتشكل يف حاالت انخفاض (ولكن ليس حلد االنجامد) درجات احلرارة منطلقات
لكفاءة أداء كبرية يف متارين املطاولة أفضل مما هي علية عند العمل يف الظروف احلارة،
فعىل سبيل املثال تكون درجة احلرارة عند الريايض يف ركض املارثون عند درجة حرارية
ال تتجاوز 02درجة سيلزيوسية أقل مما كانت علية الركض ( 36بعد الركض و 36/3
قبل الركض).
116
وتظهر معضالت معينة يف بداية التواجد يف األماكن الباردة أوحينام تنفذ يف هذه
الظروف اعامال مكررة تتعاقب معها أنشطة عضلية كبرية واسرتاحات ويف هذه احلالة
يكون للمالبس الرياضية امهية معينة .حيث متنع تربيد اجلسد بسبب الفقدان الرسيع
للحراره ويف ظروف باردة جدا يمكن للحرارة التي يفقدها اجلسد ان تتجاوز
npogyapyemoeعند الفعالية العضلية التي جترى نحو حالة هبوط احلرارة.
التأقلم يف الربد
إن الوجود املتواصل لفرتة طويلة يف ظروف باردة يضاعف لدرجة ما كفاءة الشخص
يف حتمل الربودة ،أي املحافظه عىل درجة احلرارة املطلوبة لباطن اجلسم عند انخفاض
درجة حرارة الوسط (التأقلم البارد) وتكمن يف أساس التأقلم البارد انخفاض فقدان
احلرارة.
وينخفض عند األفراد املتكيفني يف الربد وانقباض األوعية بحيث تكون درجة حرارة
األطراف عندهم أعىل مما علية عند االفراد الذين مل يتأقلموا ،وتلعب هذه اآلليه دورا
دفاعيا أي متنع األرضار النامجة عن الربد (لسعة اجللد) يف االجزاء الطرفية من اجلسم
ومتكن من حتقيق حركات تنسيقية يف األطراف يف ظروف درجات احلرارة املنخفضة ،
أما األشخاص الذين يضعون أرجلهم يف املاء البارد بصورة دورية (التأقلم املحيل
البارد) فاهنم ال يتعرضون يف أثناء ذلك إىل انخفاض كبري يف الدورة الدموية املوضعية
وينبغي بحث هذه الظاهرة أيض ًا كإجراءات دفاعية ،وهكذا ستتعرض األطراف عند
األشخاص املتأقلمني إىل تربيد أقل.
وتزداد يف أثناء عملية التأقلم البارد نواتج حرارة اجلسد فيزداد التبادل األسايس
ويتضاعف اإليقاع العضيل وتتعزز رجفة الربد أي حيدث إعادة تركيب ميتابويل باطني
وداخيل وباإلضافه لذلك فان العديد من الباحثني مل يعثرو عىل تأقلم يف الربد ،وخاصة
بالنسبة للنشاط العضيل يف الظروف الباردة.
إال أن األشخاص املعدين بدنيا (املتمرنني) حيتملون الظروف الباردة أفضل من
األشخاص من غري املتدربني .ويسبب التدريب البدين عوامل متشاهبة يف بعض معانيها
117
مع التأقلم البارد إذ يستجيب االفراد املتدربون عىل التعرض البارد بقوة كبرية للنواتج
احلرارية وبدرجة أقل يف هبوط درجة حرارة اجللد من األشخاص من غري املتدربني.
ردود أفعال جسم الرياضي يف ظروف احلرارة املنخفضة (الباردة)
إن كل استجابات اجلسم لتأثري احلرارة املتدنية موجهه لزيادة توليد وتقليل اإلشعاع
احلراري .وردود أفعال األعضاء نفسها واآلليات بإمكاهنا توليد احلرارة احلفاظ عليها
أيضا .ويعترب األساس هنا هو أن زيادة قدرات اجللد العازلة .عىل حساب تشنج األوعية
ً
اجللدية (ضيق األوعية اجللدية) يؤدي إىل انخفاض حرارة اجللد وبالتايل فروق احلرارة
بني سطح اجلسم والبيئة املحيطة.
ويالحظ أكثر ضيق باألوعية يف األطراف وخاصة يف أصابع اليد والقدمني .وقد يقل
تدفق الدم خالل أصابع اليد بأكثر من 011مرة وحرارة انسجة األطراف القاصية
(البعيدة ابعد من جذر الطرف – املؤلف) قد تنخفض إىل حرارة البيئة املحيطة .ونتيجة
لذلك القدرة العازلة للجهد قد ترتفع إىل 6 – 0مرات.
إن نقصان جريان الدم اجللدي ترافقة زيادة يف جريانه يف األعضاء الداخلية
والعضالت اهليكلية وذلك لرضورة زيادة التوليد احلراري وتدفئة األعضاء احليوية
املهمة.
دورا ها ًما للحفاظ عىل دفء اجلسم وهي أن الدم ال ينترش يف
وتلك احلقيقة تلعب ً
ظروف احلرارة املتدنية عىل األوردة السطحية العليا وإنام ينترش يف األوعية العميقة.
ويساعد متوضع األوردة العميقة بجانب األوعية الرشيانية عىل تدفئة الدم الوريدي عىل
حساب الرشيانية.
وإن الدم الرشياين اجلاري يف نفس الوقت من القلب يتربد بالتدرج ويصل إىل اطراف
اجلسم القاصية وله حرارة منخفضة أكثر مما يقلل من فقدان الدفء.
وتعترب زيادة توليد احلرارة آلية مهمة للوقاية من فرط التربد .ويزيد اإلنسان من توليد
احلرارة بفضل توليد احلرارة االنقبايض (توتر العضلة ،الرجفان) وغري االنقبايض أو
ضبط حراري كيميائي حقيقي .وتظهر األخرية يف حتلل ثالثي أدينوزين الفوسفات وحترر
الطاقة احلرارية التي تتطلب تنشي ًطا ً
كبريا للعمليات اإلنزيمية ورصف العنارص املغذية.
118
إن االستجابات األيضية عىل الربد تؤدي إىل زيادة األيض يف العضالت اهليكلية
واألعضاء الداخلية واألنسجة الدهنية البنية .وعند ذلك تشارك الدهون
والكربوهيدرات الرضورية الستجابات األيض إلطالق احلرارة .ويف أثناء تأثري حاد
للربد يرتفع يف بالزما الدم تكثف األمحاض الدهنية احلرة (إىل ، )%311مما يعترب نتيجة
لتكثف أيض الدهون .إىل جانب ذلك يالحظ مشاركة الكربوهيدرات.
وجتب اإلشارة إىل ان انخفاض احلرارة الداخلية وحرارة العضالت إىل أقل من
املستوى املثايل يؤدي إىل انخفاض كبري يف استهالك أقىص لألكسجني والقذف القلبي
ونبض القلب وتقنني اجلهد وبالتايل القدرة عىل العمل .عىل سبيل املثال لدى الرجال
املتدربني جيدا يف أثناء انخفاض احلرارة الداخلية لدرجة واحد ،ينخفض استهالك
األقىص لألكسجني بنسبة %6-0ونبض القلب إىل 5يف الدقيقة والقدرة عىل العمل يف
أثناء تنفيذ طويل بطابع هوائي بنسبة .%21
إن االنخفاض الكبري حلرارة العضالت باملقارنة مع املستوى االمثل القريب من
حرارة اجلسم الداخلية يؤدي إىل اختالل التوافق وبني العضالت وداخلها وانخفاض
رسعة االنقباض العضيل ومستوى قوة العضلة وتقنني اجلهد والقدرة عىل توجيه فعال
للحركات.
وجتب اإلشارة أيض ًا إىل أن تنفيذ جهد طويل يف ظروف احلرارة املتدنية يقيد استعامل
االمحاض الدهنية .وهذا يكون نتيجة تضيق األوعية الدموية لالنسجة حتت اجللدية (وهو
املكان األسايس لالحتفظ بالدهون) ويصعب تروية األنسجة بالدم الذي تؤخد منه
األمحاض الدهنية احلرة.
إن التأثري املركب للريح واحلراره املتدنية يرفع كثريا من خطر فرط التربد .عىل سبيل
املثال يف أثناء حرارة من 0إىل 21هناك خطر لسعه الصقيع عىل أقسام اجلسم غري
املحمية.
إن كل االستجابات التكيفية الرسيعة املذكروه للربد يتميز هبا الرياضييون املتواجدون
يف ظرف ساكن او الذين ينفذون جهد بشدة غري عالية عىل مستوى استهالك األكسجني
119
ال يتعدي 00 – 03مل .ك /دقيقة .وزيادة شدة اجلهد ( 21-05مل.ك /د .وأكثر)
يؤدي إىل إزالة الفروق يف استجابات اجلسم املتواجد يف ظروف احلرارة املرحية والباردة.
إن تأثري احلمل البدين عىل تأمني التناسب بني فقدان احلرارة والتوليد احلراري
واستقرا احلرارة الرشجية املثالية يصبح مفهوما إذا اخذنا يف االعتبار بأنه عىل حساب
نشاط عضيل شديد باإلمكان زيادة احلجم األسايس 01 – 5مرات وأكثر مما هو عىل
حساب رجفه الربد.
إن اجلهد الشديد يعترب وسيلة فعالة لتخفيض تأثري احلرارة املتدنية من ضمنها تأثري
مركب للريح والربد .عىل سبيل املثال زيادة شدة االيض 01مرات باملقارنة مع مستوى
السكون يسمح باحلفاظ عىل االتزان احلراري يف ظروف حرارة 21وقوة الريح 01م/
ثانية.
ومع هذا جيب األخذ يف االعتبار أنه يف ظروف الربد تنخفض كثريا القدرة الفاعلة
للجهد وذلك بسبب عاملني:
أوال :يف ظروف احلرارة املتدنية ،يرافق االنقباض العضيل االرادي رصف كبري واضح
للطاقة وذلك بشكل أسايس بسبب انخفاض مصاحبة التنفس للفسفرة املؤكسدة.
ثانيا :يف أثناء انقباض إرادي للعضالت خيمد النشاط العضيل املنظم للحراره الذي يسببه
تأثري احلرارة املتدنية (توتر العضلة والرجفان)
أما التعويض فيحدث عىل حساب زيادة توليد احلرارة عن طريق اجلهد العضيل.
إن التكيف غري الكايف للجسم مع ظروف الربد وامهال وسائل وقاية اجلسم من
فقدان احلرارة وبرجمة غري عقالنية للنشاط التدريبي والتنافيس يف جو بارد ورطب قد
يؤدي إىل إصابات حرارية (انخفاض احلرارة).
وحيدث انخفاض احلرارة الداخلية إىل أقل من 30درجة .وحيدث ذلك بشكل
خاص يف أثناء السباحة ملسافات طويلة جدا ،حني يضطر أغلب الرياضيني إىل ترك
السباق بسبب انخفاض حرارة اجلسم .مثل هذه احلوادث يتميز هبا متسابقو الثرياتلون
بالرغم من أن مسافة السباحة ال تتجاوز 4كم .وحراره املاء يف احلاالت ال تعلو عن 05
110
– 21درجة .وجيب التذكر بأن فقدان احلرارة يكون يف أثناء التواجد يف املاء 4مرات أكثر
تقريبا من التواجد خارجه عىل اليابسة بنفس احلرارة وذلك بسبب قابلية املاء العالية لنقل
احلرارة ،لذلك احتامل لسعه الربد يف أثناء تواجد طويل يف املاء يرتفع بشكل كبري .وهنا
من املهم اإلشارة إىل ان انخفاض حرارة اجلسم إىل أقل من 3420درجة يفقد
اهليبوثاالمس (حلقة الوصل بني اجلهاز العصبي الذايت واالجهاز االفرازي من خالل
الغدة النخامية) بالتدرج قدرات تنظم احلرارة التي تنتهي هنائيا يف أثناء انخفاض احلرارة
إىل 31درجة .وهذا جيب أخذه باالعتبار يف أثناء اإلعداد ويف أثناء سباقات السباحني
وعدائي املاراثون والرتياتلون.
ويالحظ لدى الكثري من الرياضيني يف العدو ملسافات طويلة والدراجات – طرق
والتزحلق ،يف النصف الثاين من السباق -نفاذ احتياطي اجلليكوجني وانخفاض حجم
الدم بسبب اجلفاف .هذه العوامل وغريها جترب الرياضيني عىل ختفيض كبري لشدة اجلهد.
وإذا حدث هذا يف ظروف حرارة باردة ورطبة ،يالحظ انخفاض كبري لتوليد احلرارة
مع طرحه املستمر ،مما يؤدي إىل انخفاض حرارة اجلسم إىل أقل من احلدود املطلوبة
املمكنة.
تكيف الرياضي مع ظروف الربودة
أثناء التكيف مع الربودة توليد احلرارة وينخفض االشعاع احلراري مما يساعد عىل
ترسيع الدورة الدموية يف األنسجة الطرفية وانخفاض احتامل ترضر أقسام سطح اجلسم.
وترتفع قدرات الريايض عىل إظهار قدرات توافقية يف ظروف الربد وإظهار صفات
القوة املميزه بالرسعة وحيوية املفاصل.
إن استقرار التكيف مع الربودة مرتبط بتنشيط مستقر لعمليات توليد احلرارة يف
األعضاء الداخلية واألنسجة الدهنية البنية ومتقدرات العضالت وحتسني نقل األكسجني
واستهالك عنارص االكسدة املغذية .وهذا يؤمن احلفاظ عىل االتزان احلراري ويقلص
بحدة من دور االتزان احلراري االنقبايض وحيد من اإلشعاع احلراري.
إن تكثف التأثري الكاتيكوالميني (هرمونات اهلروب والقتال نفرز بواسطه الغدد
الكظرية كرد فعل عىل التوتر والضغط وهي جزء من اجلهاز العصبي الودي – املؤلف)
111
يف ظروف الربودة قد يؤدي إىل انفصال التنفس والفسفرة .ويف املرحلة احلرجة للتكيف
يؤدي هذا إىل نقصان ثالثي أدينوزين الفوسفات وبالتايل حيفز تكون التكيف مع الربد.
وحيدث هبذه الصورة رد فعل تكيف قريبة من تلك التي يتصف هبا التكيف مع
احلموالت البدنية ،حني ييل مرحلة النقصان النسبي لثالئي أدينوزين الفوسفات ،ارتفاع
يف القوة العامه للمتقدرات.
إن العامل املهم املحفز للتكيف مع الربد هو ارتفاع إفراز هرمونات الغدة الدرقية
أيضا ،وحتت تأثري الربد يقوي اجلهاز العصبي املركزي من وظيفة الغدة الدرقية .وإن
ً
ازدياد استهالك األنسجة هلرمون هذه الغدة -أي تلك األنسجة املكيفة مع تأثري الربد-
يساعد عىل زيادة قوة أكسدة املتقدرات الذي يعوض الفسفرة املختله .وهبذه الصورة ،فإن
النقصان النسبي لوحدات الطاقة التي حتد من قوة ردود أفعال األكسدة يف املتقدرات،
يعوض بتأثري حتفيزي هلرمونات الغدة الدرقية .ال يؤثر عىل نمو وتقسيم املتقدرات فقط
بل ويؤثر عىل تشكل متقدرات جديدة .ونتيجة تكيف طويل مع الربد الذي يؤدي إىل
زيادة قدرة اجلسم عىل االحتفاظ وتوليد احلرارة ،تعد ممكنة بفضل زيادة كمية املتقدرات
لكل وحدة من وحدات وزن اجلسم.
إن ارتفاع املخزون الوظيفي لألعضاء واآلليات التي تؤمن التكيف مع الربد (تضخم
يف النظام االدرينايل الودي والغدة الدرقية ونظام املتقدرات يف العضالت واألنسجة
الدهنية البنية وحلقات نقل األكسجني) ،قد يرافقة انخفاض وظائف تنقية الكبد من
السموم وانخفاض املخزون الوظائفي لبقية األنظمة غري املرتبطة بالتكيف مع الربد.
إن عملية التكيف مع الربد تتطور بفعالية باألخص يف أثناء مزج الربد مع جهد بدين
شديد .وإن التدريب يزيد من عامل القدرات الفاعلة لنشاط منظامت الطاقة والنشاط
اإلرادي للعضالت .ويف نفس الوقت ترتفع أمهية تنظيم احلرارة للجهد العضيل ذاته
أيض ًا – إذ يرتفع جدا مستوى استعاضة أيض تنظيم الطاقة بجهد مولد للحرارة ويعود
ذلك بالدرجة األوىل للتوافق العقالين لنشاط العضالت احلركية .لكن بالنسبة لفاعلية
طاقة توليد احلرارة العضيل ،التكيف مع الربد والتدريب فإهنام أمران متناقضان .فحني يتم
التكيف مع الربد والتدريب العضيل بشكل منفصل فإن التكيف
111
املنفصل مع الربد واحلموالت العضلية يزداد معمقا هلذا التناقض .كام أن التكيف
الطويل مع الربد غري املرتبط بالنشاط العضيل الشديد ،ينخفض عامل الفعالية للجهد
العضيل .إن التكيف الفعال الذي ييل االحتياجات احلقيقية ،جيري حني يتم تأثري الربد
أيض ًا ويف نفس الوقت مع تأثري اجلهد العضيل .يف هذه احلالة يكون اجلسم حمتاجا إىل
حتديد اخليار األكثر فعالية للتكيف والذي يلعب فيه الدور األسايس التاميز (تفريق)
الوظيفي للعضالت وإمكانية وجود عالقة تعويضية متبادلة بني أشكال توليد احلرارة
عضليا (باجينيف .)0050
اإلعداد واملسابقات يف ظروف احلرارة العالية واملنخفضة (الباردة)
إن معرفه الرياضيني واملدربني حلاالت اجلسم األساسية التي قد حتدث يف حاالت
انخفاض وارتفاع حرارة اجلسم ووسائل الوقاية من هذة الظاهر واالهتامم الدائم
باستقرار تنظيم احلرارة املثالية جلسم الريايض يف أثناء اإلعداد واملسابقات ال ختفض فقط
من خطر إصابات ارتفاع وانخفاض حرارة اجلسم ،بل تساعد عىل رفع واضح لفعالية
عملية اإلعداد والنشاط التنافيس.
إن اإلجراءات اخلاصة التي تؤمن إعداد فعال جلسم الريايض لتنفيذ جهد بدين شديد
يف ظروف احلرارة العالية جيب أن تشمل:
جرعة عقالنية لشدة وطول اجلهد حسب مقادير وطابع احلموالت احلراريه.
مراقبة احلرارة الداخلية وحراره اجللد وردود أفعال القلب واألوعية.
هتيئة تدرجيية للريايض للحموالت يف ظروف احلرارة العالية (إىل حد 02 – 5يوم).
مراقبة جفاف اجلسم واستهالك السوائل.
تعويض احتياطي الشوارد (وهي الكهرله – توازن كهريل بني الوسطني داخل وخارج
اخللية ،أي توازن بني الشحنات السالبة واملوجبة.
ارتداء ثبات مرحيه لالشعاع احلراري.
111
حيت يضطر الريايض للسفر إىل املسابقات من بلدان بمناخ بارد أو معتدل إىل دول
حاره ،جيب األخذ يف االعتبار موضوع التأقلم املسبق واذا مل تتوفر إمكانية التدريب يف
ظروف احلرارة العالية فإنه جيب استخدام أطقم متنع طرح احلرارة وحتد من تبخر العرق.
إن الرياضيني الناشئني باملقارنة مع الكبار يتحملون بشكل أسؤأ حرارة اجلو العالية
ويتأقلمون ببطء معها .ولقد تم وضع مقرتحات خاصة لألطفال واملراهقني من قبل
األكاديمية األمريكيه لطب األطفال ومجعية الطب الريايض األمريكي ووردت فيها
القواعد األساسية التالية:
-0شدة اجلهد املستمر 31دقيقة وأكثر ،من الرضوري ختفيضة إذا كانت نسبة الرطوبة
وحراره اجلو أعىل من املستوى احلرج.
-2بعد الوصول إىل املنطقة األكثر حرارة ،تقلص شدة وطول التامرين يف البداية ومن
ثم ترفع بالتدريج (يف املرحلة من 01ال 04يوما).
-3لتنفيذ جهد بدين طويل جيب اشباع جسم الطفل باملياه وجيب رشب املاء يف أثناء
اجلهد (يف حال وزن اجلسم 41ك – تقريبا 001مل .ماء لكل 31دقيقة).
-4ثياب الطفل جيب ان تكون خفيفة بطبقة واحدة من القامش لتأمني تبخر املاء وابراز
أكثر لسطح اجللد
هذه املقرتحات مع تعديالت مناسبة باإلمكان استخدامها بنجاح من قبل رياضيني
من املستوى العايل الذين يتحملون بشكل أسهل احلرارة العالية.
إن العامل املهم للوقاية من ارتفاع حرارة اجلسم عند الرياضيني وخاصة املتخصصني
يف دراجات الطرق واملاراثون هو تناول عقالين للسوائل يف أثناء التدريب واملسابقات
ومهم هذا باألخص يف جو احلرارة العالية حني يساهم يف تعميق جفاف اجلسم تأثري
التوليد الشديد للحراره واحلراره العالية للبيئة املحيطة.
يف هذه الظروف احلرارة الداخلية قد تفوق 40 – 41درجة مما قد يؤدي إىل تدهور
الصحة.
114
وحتى يف أثناء تعويض جزئي للسوائل يف حال إذا كان فقداهنا يفوق 023 – 020
ل .يف أثناء جهد شديد بدين يف ظروف احلرارة العالية ،قادرة عىل تأثري اجيايب عىل حالة
الريايض النفسية والبدنية وقدرتة عىل العمل.
وجيب اإلشارة إىل أنه يف اخلمسينات والستينات مل تكن هناك قاعده علمية عملية
جدية حول رضورة تعويض احتياطي لسوائل يف اجلسم املفقودة يف أثناء جهد طويل
بشدة معتدلة .فاملره األوىل التي ذكر فيها نظام الرشب يف أثناء العدو ملسافات طويلة.
كانت التعليامت الواردة يف املراس املخصص لسباق املارثوان عام 0000الذي أصدره
االحتاد الدويل أللعاب القوى يف هذا الكراس أشري إىل أن عىل منظمي السباق تأمني املياه
للعدائني بعد الكيلومرت 00ويف السنوات الالحقة ذكر االحتاد الدويل قواعد استهالك
السوائل وفق احلاجة احلقيقية جلسم العداء.
اجلدول :15تغيري قواعد االحتاد الدويل يف ألعاب القوى للهواء فيام يتعلق استهالك
السوائل يف أثناء إقامة مسابقات املاراثون (دينيس واخرون .)1995
إن احتالل التوازن املائي امللحي يف أثناء التدريبات واملسابقات يف ظروف املناخ احلار
يقيد يف الغالب قدرة العمل حتى لدى املتدربني واملكيفني جيدا مع احلرارة العالية من
الرياضيني.
أيضا) جيب
وإن فقدان الكهرله (بالدرجة األوىل النرتات و البوتاسيوم والكلور ً
تعويضة.
115
وإذا كان فقدان السوائل اليومي ال يفوق %3من وزن اجلسم فان نقصان الشوارد
باإلمكان تعويضها عىل حساب العنارص الغذائية املوجودة يف الطعام.وازدياد فقدان
السوائل نتيجة التعرق الذي قد يبل %5من وزن اجلسم وأكثر يف اليوم .يتطلب تناول
عقارات خاصة وعصري حيوي النرتات.
يف هذه احلالة من املهم تناول كلور الصوديوم (نرتات) ( 0جرام) كوسيلة فعالة كافية
للوقاية من اصابات ارتفاع احلرارة .لكن مساله تعويض الشوارد ال حتدث يف أثناء اجلهد
فقط ولكن حتدث بعد انتهائه أيض ًا.
فأثناء اجلهد يكون فقدان املاء أكرب بكثري من فقدان الشوارد .وبالتايل ،رغم أن
الشوارد تفقد مع العرق فإن تكثفها يرتفع يف املكونات السائلية للجسم.
يف أثناء جهد طويل يكتسب تعويض احتياطات اجلليكوجني أمهية كبرية جتنبا
حلدوث هيبوكليكيميا (نقص السك يف الدم) .ويعترب ً
فعاال هنا التشبع منها مسبقا
واستهالك مرشوبات كربوهيدراتية خاصة أيض ًا يف أثناء التدريبات واملنافسات.
ونصادف يف األدبيات الرياضيه مقرتحات كثريه حول نظام الرشب العقالين يف
ظروف احلرارة الشديده .عىل سبيل املثال.
يقرتح " كوستيل )0066مرشوبات باردة قبل 31دقيقة من املسابقات أو جهد
تدريبي شديد (إىل حد 611 – 011مل) مع قليل من السكر ( 210غ لكل 011مل)
ورشب يف أثناء املباريات 211 – 011مل .من هذا املرشوب مع فاصل من 00دقيقة.
بعد املباريات والتدريب يقرتح طعام مملح قليل وعصري البندورى والفواكه مما يسمح
بتعويض فقدان الشوارد .ويوسع من هذه املقرتحات إذ يقرتح ما ييل:
جيب أن حتوي املرشوبات كلور الصوديوم و % 5 – 6من اجللوكوز ،قبل 2ساعة من
التدريب أو املسابقة وجيب رشب 011 – 411من السوائل وأما قبل 00دقيقة – 211
– 201مل .وخالل كل 21 – 00دقيقة من جهد التدريبات واملسابقات جيب رشب
211مل .من السوائل .وال جيوز استهالك املرشوبات التي حتوي الكافني ألهنا ترفع من
إدرار البول وتزيد اجلفاف.
116
مثل هذه املقرتحات يقدمها خرباء آخرون أيض ًا .يقرتح " نيلسن )0002عىل سبيل
املثال يف أثناء اإلعداد للمسابقات يف ظروف احلر ،إشباع جسم الريايض بالسوائل عشية
املسابقات :قبل 020ساعة جيب رشب حوايل 0لرت من احلليب او العصري 411-211
مل .من املاء جيب رشهبا قبل اإلمحاء ويف أثناء اجلهد 311-211مل كل 00دقيقة .بعد
اجلهد بدال من املاء يقرتح حملول اجللوكوز ( )%524وهنا جيب ربط استهالك السوائل
مع رسعة التعرق املرتبطة بشدة اجلهد وحرارة اجلو املحيط ووزن جسم الريايض (جدول
)26
(اجلدول :)26التعرق املتوقع (يف الساعة) للعدائني حسب وزن اجلسم ورسعة
العدو وحرارة الوسط املحيط (نيلسون )0002
ويقرتح أيض ًا "نووكيس واخرون )0000هذه التوصيات يف أثناء تنفيذ جهد طويل
(إىل حد 6ساعات).
-0قبل تنفيذ جهد بدين مبارشه أو يف أثناء األمحاء عىل الريايض رشب إىل حد 311مل
من املياه الباردة ( 01درجات).
117
-2يف الدقائق 60 – 61األوىل من تنفيذ احلمل التدريبي يقرتح عىل الريايض رشب
001 – 011مل من حملول حيتوي عىل مكثور (مبلمر) اجللوكوز (.ر 0يف كل 011
مل ماء) خالل فواصل متساوية من الوقت ( 00 – 01د).
ال يقرتح استهالك يف هذه املرحلة أكثر من – 3جرام من الكربوهيدرات وذلك
ألن 21جرام فقط تتاكسد يف الساعة األوىل تنفيذ احلمل البدين بشدة متوسطة بغض
النظر عن شكل الكربوهيدرات املستهلكة ونظام الرشب.
-3خالل كل 01 – 60د .بعد بداية تنفيذ احلمل البدين جيب زيادة كثافة املحلول الذي
حيوي عىل مكثور اجللوكوز إىل حد 02 – 01جرام يف 011مل .ماء وإضافة حملول
نرتات الصوديوم 21م .إن التكثف األعىل لكلور الصوديوم عىل الرغم من أنه
بإمكانه تأمني امتصاص املعده للسوائل ،ال يعجب وغري حمبذ من أغلبية الرياضيني.
باإلمكان إضافة إىل املرشوبات قليل من كلور البوتاسيوم ( 4 – 2مل ) الذي
يساعد عىل عملية جتفيف السوائل داخل اخلاليا .يف مسافة السباق املتبقيه جيب عىل
الريايض رشب 001 – 011مل من هذه املحلول خالل فواصل متساوية (- 01
00دقيقة.من الزمن .مثل هذا النظام من الرشب يؤمن شدة مثالية لتوصيل السوائل
ومغذيات الطاقة وبذلك يقيد من تقليل حجم البالزما نتيجة جفاف اجلسم من املاء
واحلفاظ عىل شدة اكسدة الكربوهيدرات عىل مستوى 0غ /د .يف هناية تنفيذ
احلمل.
من املهم جدا خالل تنفيذ جهد شديد طويل أللعاب املاراثون والعدو مسافات
طويلة والدراجات والتجديف وكرة القدم والطائره والتنس وغريها .وان تعويض
السوائل يف اجلسم باستمرار بقدر فقداهنا عن طريق التبخر جتنب اجلفاف الكبري
وتعوض حجم السوائل املفقودة .
إن التعويض املتخر للمياه يؤدي إىل ازدياد كبري من حرارة اجلسم وانخفاض
قدرة الريايض عىل العمل وسوء احلالة الصحية وتباطؤ شديد لعمليات االستشفاء
بعد احلموالت التدريبية والتنافسية.
118
إال أنه جتب اإلشارة إىل أن رسعة استهالك السوائل حتى خالل نظام رشب
شديد االرتفاع ( 311 – 201مل .ماء كل 00د) ال يضمن عدم تطوير تدرجيي
جلفاف اجلسم .كام نري اجلفاف يف اجلسم يف ظروف اجلهد املتوتر ليس يف أثناء
احلرارة العالية فقط بل أثناء احلرارة العادية للوسط اخلارجي جيري أشد من استهالك
السوائل .وإن حماولة الريايض رشب كمية سوائل تفوق كثريا القدرة عىل استهالكها
تؤدي إىل أحاسيس غري حمبذه لفرط تراكمها يف املعده.
وجيب معرفه ثبات الرياىض قد تصعب إىل حد ما من االشعاع احلراري وذلك
النخفاض مستحة اجلسم التى جيري فيها التبخر وصعوبتة بسبب ضيق الثبات.
وأثبتت األبحاث بأن إصابات احلر حتدث يف االغلب لدى الرياضيني بثياب
سمكية باملقارنة مع أولئك الذين يرتدوهنا خفيفة (فوكس وآخرون ،0066دي
فريس ،هاوش )0004ويف أثناء جهد شديد جدا قد يرتفع اإليض 31 – 20مرة مما
يؤدي إىل تعرق شديد حتى يف جو احلرارة الباردة .لذلك جيب أن تكون الثياب
خفيفة ويمر منها العرق .وذلك ألن تراكمه يؤدي يف ظروف احلرارة العالية إىل فرط
السخونه ويف ظروف الربد الشديد إىل فرط تربيد اجلسم.
يف أثناء اختيار الثياب للتدريب واملنافسات جيب االهتامم أكثر باألقمشة التي
متنع التبخر .وهذا مهم جدا للدرراجني والتزحلق والتزلج الذين أصبحوا
يستخدمون أطقم ملتصقه باجلسم تنفذ منها احلرارة.
لإلعداد الفعال والنشاط التنافيس يف كثري من األلعاب الرياضية وخاصة ألعاب
كالدرجات واملاراثون والعدو مسافات طويلة ومتوسطة والتزحلق والتجديف وكرة
القدم وغريها تلعب دورا هاما شدة حركة السوائل من املعده إىل االمعاء.
أثبتت األبحاث بأن شدة تفري املعده حتدد بحجم السوائل وحرارهتا ومكوناهتا.
هناك إمكانية رفع استهالك السوائل بشكل أكرب إذا تم لفت االنتباه إىل عوامل
كعدد مرات وكمية السوائل املستهلكة واحلرارة وطعم املرشوب وتوفر الشوارد
أيض ًا وخاصة كلور الصوديوم فيها .إن املرشوب الذي يبل فيه احلجم 011 – 411
مل .خيرج من األمعاء أرسع من اجلرعات الصغرية .واملرشوب البارد أرسع من
119
الدافئ .واملرشوبات بكمية أكرب من اجللوكوز يصعب كثريا تفري املعدة يف أثناء
تنفيذ جهد شديد وطويل (عىل مستوى % 61من استهالك أقىص لألكسجني) قد
يمنع التفري .
لذلك جيب االهتامم جدا بمختلف أنواع املرشوبات الرياضية التي حتوي كثريا
من اجللوكوز:
ألهنا باملقارنة مع املاء ،تكون رسعة افرازها من اجلسم أقل .يف الوقت ذاته
استهالك مرشوبات حتوي كمية الزمة من الشوارد والغلوكوز والسكريات ،وال
تؤمن مصادر طاقة للعضالت العاملة فقط ،بل وحتفز امتصاص املعدة وجيب أيض ًا
التذكر بأن اجلهد الطويل بطابع هوائي ال يتطلب ليس فقط تعويض ًا شديد ًا يف
السوائل بل استشفا ًءا احتياط ًيا الطاقة الذى ينفذ إىل حد كبري خالل 020 – 0
تعويضا احتياط ًيا
ً ساعات من اجلهد الشديد .فاالستمرار باجلهد الالحق يتطلب
اجلسم من الكربوهيدرات بشدة ال تقل عن 61-41غ /ساعة.
لكن جيب هنا إجياد تناسب مثايل بني حجم السوائل وكثافة اجللوكوز فيها ألن
املحتوي من اجللوكوز يقلص رسعة تفري املعده وامتصاص السوائل.
(اجلدول :)17كمية املياه واجللوكوز املاره خالل املعدة إىل االمعاء خالل ساعة ،أثناء
استهالك 100جرام من حماليل بكثافة جلوكوز متنوعه يف كل 11دقيقة.
مل /ساعة
140
إن فرط كمية الكربوهيدرات يف املحلو ،خيفض امتصاص السوائل يف املعدة ،وإن
استهالك غري كاف للكربوهيدرات قد يؤثر سلبا عىل القدرة عىل العمل مقيدا أكسدة
الكربوهيدرات يف أثناء تنفيذ جهد طويل .لذلك اختيار مثايل لكثافة الكربوهيدرات يف
املحلول ونظام رشب عقالين أيض ًا .يعترب عامال ها ًما للوقاية من فرط السخونه وتأمني
فعال للطاقه الالزمة للجهد .وهنا من الرضوري األخذ يف احلسبان نقطه هامة :شدة
أكسدة الكربوهيدرات املمتصه قد تقترص عىل فرزها يف دائرة كبرية الدورة الدموية او
شدة امتصاص العضالت العاملة هلا .أن الكمية الزائده للكربوهيدرات يف املحلول ،ال
يقيد امتصاص املعده للسوائل فقط ،بل يعترب غري مفيد الستخدامها كعنرص مغذي
بالطاقة وذلك ألن شدة األكسدة القصوى للكربوهيدرات من جانب العضالت تبل 0
غ /دقيقه.
ونظرا النخفاض ترشيب (امتصاص) السوائل من املحاليل التي حتوى اجللوكوز
جيب اختيار لكل مرشوب نظام رشب مثايل .عىل سبيل املثال إذا برمج خالل ساعة رشب
أربع جرعات مياه كل منها 201مل .فإنه عند استهالك %0من حملول اجللوكوز ،جيب
أن خيفض حجم جرعه إىل 201مل وإىل %01فيكون خفضه إىل 060مل.
إن زيادة رسعة جتديد الطاقة قد تتم إذا استخدمت حماليل اجللوكوز بدال من حملول
مكثور (مبلمرات) اجللوكوز (مركب ذو وزن جزئي مرتفع مكون من وحدات جزئية
مكررة – املؤلف)( .أي سلسلة من 21 – 01وحده من اجللوكوز) ،إذ إهنا حتوي طاقة
أكثر .مثل هذه املحليل تعرب أرسع من املعده باملقارنة مع حماليل اجللوكوز ،وبعد تفككها
إىل جلوكوز متتصها املعده أرسع ،وعيل الرغم من انخفاض رسعة االمتصاص قليال يف
هذه احلالة .إال أنه حتى أثناء %525من حملول مبلمرات اجللوكوز فإن رسعة تفري
املعده متدنية قليال باملقارنة مع استهالك املياه النقيه .وتبل رسعة حتمل اجللوكوز لدى
الدراجني وعدائي املاراثون 60إىل 50غ /ساعة .إن إضافة كلور الصوديوم إىل املحلول
يؤدي إىل زيادة قليله يف استهالك السوائل و حيفز انخفاض التعرق أيض ًا يف املراحل
القادمة من اجلفاف.
141
يف الوقت ذاته هناك راي (دينيس واخرون )0000بان نوع الكربوهيدرات يؤثر
قليال عىل شدة تفري املعده بعد امتصاص املحاليل ذات قيم طاقة واحدة .وال توجد
أيض ًا فروق مهمة فيزيولوجيا يف شدة أكسدة الكربوهيدرات التي تدخل اجلسم عىل
شكل خمتلف السكاريد (االحادية السكرية والقليله السكرية أو من دوهنا) (وهي
مركبات اجللوكوز والفركتوز والغالكتوز وهي مهمة لأليض (االستقالب – التمثيل
الغذائي – املؤلف) .كافة الكربوهيدرات املمتصه بشدة تبل 0غ /د .تقريبا خالل – 61
01دقيقة بعد بدء اجلهد.
جيب معرفه أنه ،بغض النظر عن نظام استهالك املرشوبات وتكثف الكربوهيدرات
فيها خالل الساعة األوىل من اجلهد ،ال يمكن أن تتأكسد فيها أكثر من 21جرام من
الكربوهيدرات املستخدمة يف الوقت الذي ترتفع فيها بحده شدة أكسدهتا يف أثناء جهد
الحق وقد تصل إىل 61غ /ساعة.عدا ذلك رشب املرشوبات بكربوهيدرات مرتفعه
الكثافة خالل الدقائق 01 – 61األوىل ،تؤثر سلبا عىل أكسدة الدهون وترسع من رصف
الكربوهيدرات وختفض تقنني اجلهد وتؤدي إىل تعب مبكر (دينيس واخرون .)0000
إن استهالك مرشوب الكربوهيدرات بعد هذا الوقت يسمح بألفاظ عىل مستوى امثل
لتكثف اجللوكوز يف الدم واستخدامها كعنرص غذائي لألكسدة مما يسمح بإطالة اجلهد
البدين دون ختفيض تكثف اجلليكوجني يف العضالت.
وعموما جيب اإلشارة إىل انه يف األدبيات الرياضية رغم عدم تشابة معني يف اراء
اخلرباء .وردت تعليامت متعدده اجلوانب إىل حد كاف ومربرة حول أهم املسائل املتعلقة
بتجديد احتياطات السوائل والكربوهيدرات والشوارد يف أثناء التدريب واملسابقات يف
ظروف احلرارة العادية ويف ظروف احلر الشديد أيض ًا .وتساعد زيادة االستقرار أمام احلر
الشديد أيض ًا عىل تنظيم عقالين للتغذية.
إىل جانب استهالك مناسب للسوائل والشوارد يف الطعام .جيب ختفيض كمية
الربوتينات ألن حرقها مرتبط بتكون كمية من احلرارة باملقارنة مع حرق املواد األخرى،
ورفع تقبل احلرارة يساعد عىل استهالك إضايف حلمض االسكوربيك (فيتامني ج –
املؤلف) بكمية 011 – 201مل .
141
أثناء دراسة مسالة التكيف مع ظروف احلرارة العالية جتب اإلشارة إىل ان التامرين يف
ظروف طبيعية مع محوالت تؤدي إىل تشكل كمية كبرية من احلرارة االيضيه وإىل زيادة
التعرق ،تساعد عىل حتسني إليه التعرق وارتفاع حجم البالزما وتراكم أقل للحراره قبل
بدء اجلهد يف ظروف احلرارة العالية واحلفاظ عىل حرارة أدنى يف أثناء تأدية اجلهد.
إن النظام األكثر فعالية للتدريب يف ظروف طبيعية هو جهد هوائي طويل بنظام
مسافة ونظام الفواصل عىل مستوى العتبة الالهوائية.
وتساهم يف التكيف مع ظروف احلرارة العالية ،احلاممات اهلوائية اجلافه والبخارية .إن
كثريا احلاممات يتميزون بقدره عالية عىل التعرق
ً األشخاص الذين يستخدمون
واستجابات مقننه أكثر للحرارة العالية من جانب القلب واألوعية .وتشكل أقل
للحراره .وإن نظام رشب صحيح يف أثناء استخدام احلاممات يساعد عىل حتسني عملية
رصف السوائل املستهلكة.
وخالل استخدام احلاممات هبدف تأقلم مسبق مع ظروف احلرارة العالية ال جيب
لفت االنتباه فقط إىل حرارة اجلو ،بل إىل رطوبته أيض ًا .يف حالة ترقب االنتقال إىل منطقة
بمناخ حار وجاف ،جيب أن يتم التكيف التمهيدي عن طريق استخدان محامات هوائية
جافه .وإذا كانت التدريبات واملسابقات ستقام يف مناخ حار ورطب فيجب أن جيري
التكيف يف محامات بخارية .لكن استخدام عادي للحاممات يعترب فقط إضافة إىل
التدريب اخلاص وهو ال يساهم يف الوصول إىل مستوى تكيف الزم.
إذا كانت املسابقات مربجمه يف ظروف احلرارة العالية باإلمكان التخفيف من تأثريها
السلبي عىل جسم الريايض إىل حد كبري بالتدريب يف ظروف احلرارة العالية االصطناعيه.
غرف مناخية خاصة وصاالت رياضية منظمة مناخيا مزودة باجهزة رياضية حسب
االختصاصات تسمح بتامني تشكل تكيف الريايض التمهيدي مع ظروف احلرارة العالية
خالل األسبوعني اخلتاميني قبل االنتقال إىل منطقة احلرارة العالية قد تكون كافية
لتخفيض كبري لتأثري احلرارة العالية عىل جسم الريايض.
ورد يف برنامج الوحدات التدريبية الذى طوهلا ساعتني .يقتيض برنامج الوحدات
نظام تعاقب جهد عىل مستوى العتبة الالهوائية وإقامة سلبيه يف ظروف احلرارة العالية
141
واملتوسطة .وإن حجم اجلهد العام يف أثناء حرارة 41درجة ،يكون 01دقيقه ( 4جرعات
– 31دقيقه – وجرعه 21دقيقه) وإقامة يف حرارة 21درجة ملدة 31دقيقه.
ومهم جدا اختيار طابع التمرين بحيث يشارك يف اجلهد قسم كبري من اجلهاز
العضيل .وقد تكون فعالة باألخص محوالت عىل أجهزة تدرج دراجات وعدو عىل جهاز
امليش ومتارين قوة عىل أجهزة بأثقال متوسطة.
حتى وإن مل توجد ظروف خاصة لإلعداد يف ظروف احلرارة العالية جيب إقامة جزء
من الوحدات التدريبية األساسية يف األوقات احلاره من اليوم.
وللوقايه من إصابات احلرارة يف أثناء املسابقات وخالل إعداد الرياضيني ،أيض ًا قد
تستخدم مقرتحات املدرسه األمريكيه للطب الريايض للرياضيني واملدربني واالطباء
ومنظمي املسابقات يف العدو ملسافات طويلة:
-0جيب أن يرتأس فريق اخلدمه الطبيه ملثل هذه املسابقات طبيب ذو خربه ومعرفه يف
جمال تأثري محوالت التدريب عىل اجلسم والوقاية ومعاجلة إصابات احلر الشديد.
رئيس اخلدمة الطبية من واجبه تنفيذ نشاطة وخاصة الوقائي بتعاون وثيق مع منظمى
املسابقه واحلكام واملدربني.
ومن واجب رئيس اخلدمة الطبيه تأمني اتفاق مع أقرب مشفي لتقديم إسعاف عاجل
للمصابني بإصابات احلرارة .وعيل الطاقم الطبي الذي خيدم املسابقه أن يمتلك حق تقييم
واستبعاد الريايض من السباق يف حاالت اشتباه اإلهنيار أو يف حال كون الريايض غري
قادر نفسيا وبدنيا عىل توجيه أفعاله (ترصفاته)
وجيب أن يكون حتت ترصف الطاقم الطبي املهيئ بشكل خاص لتقديم العون يف
حاالت اإلصابات احلرارية وسائل رضورية :سياره إسعاف أجهزة إنعاش وأكياس ثلج
ومكيف تربيد الخ.....
-2ال جيوز إقامة السباق يف األيام احلارة جدا من الشهور أو من السنة .وتعترب خطوة أيام
الربيع احلاره من املوسم خطرية أيض ًا ألن املشاركني يف السباق مل يتأقلموا بعد مع
احلرارة العالية .ونظرا للتقلبات الكبرية يف الظروف اجلوية حسب املناطق ،يف أثناء
144
برجمة املسابقات جيب استخدام بيانات حول الظروف اجلوية املناخية لتجنب إقامة
املسابقات حني يكون هناك أرضار لتحمل مستوى عال من احلمل احلراري.
توقع مقادير احلمل احلراري يف يوم السباق يتم بشكل أدق عن طريق ميزان احلرارة
الرطب (الرطوبة النسبيه) إذا كانت احلرارة هبذا امليزان أعىل من 25درجة جيب تبديل
موعد السباق .وإذا كانت احلرارة قريبه من 25درجة ،جيب تنبيه املشاركني حول ازدياد
خطر اإلصابة احلرارية.
-3يف أثناء إقامة املسابقات يف أيام الصيف جيب برجمة السباق يف ساعات الصباح األوىل
(يفضل قبل الساعة )5او ليال (بعد الساعة )05لتخفيض تأثري االشعاع الشميس إىل
احلد األدنى .ويف أثناء إقامة املسابقات يف ظروف احلرارة العالية جيب تأمني كمية مياه
كافية للمشاركني وتعيني نقاط للمياه خاصه لكل - 2كم .يف كل نقطه يقرتح
استهالك 211 – 011مل من السوائل.
عىل احلكام معرفه عالمات ترقب اهنيار الريايض بشكل جيد وعليهم إيقاف الريايض
الذي يعاين من صعوبات جديه وتقديم اإلسعاف األوىل له.
-4ومهم أيض ًا للوقايه من إصابات احلرارة العالية تعليم املشاركني بالسباق إذ عليهم
معرفة أن اإلصابات احلرارية تتعرض هلا بالدرجة األوىل تلك املجموعة من
األشخاص :غري املتأقلمني بشكل كاف مع ظروف احلرارة العالية وأوزاهنم كبرية وقد
أصيب متدربون بشكل سئ سابقا بإصابات حرارية أو يشاركون وهم يف حاله
مرض .واألطفال معرضون بشكل أكرب من الكبار لإلصابات احلراريه.
يف أثناء اإلعداد املشاركه يف املسابقات املقامة يف ظروف احلرارة العالية من الرضوري
التقيد بام ييل:
اإلعداد العقالين واحلالة اجليده قبل السباقات تعترب عامل مهم للوقاية من االصابات
احلرارية.
التدريب التمهيدي يف املناخ احلار يؤمن تأقلم حراري مما خيفض من خطر االصابة
احلرارية.
145
استهالك السوائل قبل ويف أثناء السباق يرفع بحدة من احتامل خطر اإلصابة.
األعراض األوىل لإلصابات احلرارية هي :تعرق مفرط أو توقفه ،صداع الرأس
والدوخان واخلمول واإلقياء واختالل التوازن واختالل يف الوعي تدرجييا.
اختيار رسعة عقالنية الجتياز املسافه وخظة وتكتيك فعال يلعبان دورا كبري يف الوقايه
من اإلصابات احلرارية.
يفضل العدو بجانب زميل ليكون هناك جمال عند الرضوره تقديم املساعده املتبادلة.
من الطبيعي جدا أن هذه املقرتحات قد تكون إىل حد كبري معممة عىل رياضات
الدراجات وكره القدم والتنس وغريها من األلعاب الرياضيه التي حتتاج إىل تكيف مع
ظروف احلر الشديد والوقايه من االصابات احلرارية.
ومن املهم جدا معرفة أنواع وعالمات اإلصابات احلراريه األساسية واإلجراءات
األولية الواجب اتباعها مع املصابني أيض ًا .يف أثناء رجفان العضالت جيب نقل الريايض
إىل مكان أكثر بروده وتعويض خمزون السوائل يف جسمة .يف حاالت ارتفاع احلرارة
املفرط املرتبط بضعف حاد للنشاط القلبي جيب تأمني راحة للمصاب يف ظروف احلرارة
املتدنية ،ولتجنب الصدمة جيب أن ترفع قدم الريايض أعىل من مستوى الرأس،
ورضوري تناول حملول مملح .إذا فقد الريايض الوعي جيب أن يعطي املحلول بحقنه.
والتباطؤ يف هذه االجراءات قد يؤدي إىل حتول فرط االرتفاع احلراري إىل رضبه شمس.
ويف أثناء رضبة الشمس من الرضوري اختاذ اإلجراءات الرسيعة التالية:
تربيد املصاب برسعة بحامم بمياه بارده او لفه برششف مبلل ومناشف .وإذا مل يتم
اختاذ هذه ا الجراءات قد يتحول إىل رضبة شمس وتؤدي إىل غيبوبة وإىل املوت الرسيع.
إن إعداد الريايض لنشاط تدريبي وتنافيس فعال يف ظروف احلرارة املتدنيه (الربد
الشديد) يعترب مساله أقل صعوبة باملقارنة مع اإلعداد يف ظروف احلر الشديد.
لكن هذا ال يعني غياب مقرتحات خاصة تعترب األساسية منها املقرتحات التالية:
اتباع خيارات إمحاء فعالة.
146
استخدام ثياب متنع فقدان احلرارة ومعها ال تساهم يف تراكم الرطوبه.
برجمة عقالنيه جلهد خمتلف الشده واملده يمنع التثلج.
مراقبه احلرارة الداخليه وحراره اجللد واستجابات نظام القلب واالوعيه.
يف أثناء تناسب شدة ومدة اجلهد مع خصائص الثياب والظروف املناخية باإلمكان
بلوغ مستوى عال لقدرة الرياضيني عىل العمل يف أثناء التدريب والتنافس يف ظروف
احلرارة .وأثناء الصقيع والرياح الشديدة جيب استخدام ثياب متنع فقدان الدفء .ويف
ظروف احلرارة املتدنية (ولكن ليس الصقيع) ودون رياح فبالعكس جيب ارتداء ثياب
خفيفه وذلك ألن الظروف املسهله لإلشعاع تساهم يف إظهار التحمل.
ومن الرضوري أيض ًا التذكر بأن احتامل انخفاض حرارة اجلسم واإلصابات احلرارية
يرتفع يف أثناء التدريب والتنافس يف ظروف املرتفعات اجلبليه بسبب تدين احلرارة
وازدياد الرياح .ويف أثناء االرتفاع إىل علو 001م عن مستوى البحر
تنخفض احلرارة درجة واحدة .وهبذه الصورة تكون احلرارة عىل علو 2111م عن
سطح البحر 04 – 03درجة أقل مما هو يف السهل.
يف أثناء إقامة املسابقات أيام املطر والربد والرياح عىل الطاقم الطبري واخلدمي ان
يمتلك بطانيات ومرشوبات للوقاية وعالج انخفاض حرارة اجلسم.
التدريب واملسابقات يف خمتلق الظروف املناخية
تتعلق فعالية النشاط التدريبي والتنافيس للرياضيني إىل درجة معينه بتبدالت الطقس.
التقلصات احلادة للطقس قادرة عىل التأثري السلبي عىل قدرة الريايض لبذل اجلهد وحتمله
للتدريبات واالستجابات االستشفائية والتكيفية واملزاج واحلالة الصحية من بني العنارص
الكثرية املحددة للظروف املناخية وهناك عوامل تؤثر مبارشة عىل جسم الريايض .منها
بالدرجة األوىل حرارة ورطوبة اجلو والضغط اجلوي واألمواج الكهرطيسية والنشاط
الشميس .والتبدل احلاد غري الدوري هلذه العوامل خيل بااليقاع اليومي العادي للوظائف
احلركية والالارادية ويؤدي إىل ردود أفعال سلبية من جهة وظائف اجلهاز العصبي
املركزي والدورة الدموية والتنفس الخ....
147
ويف الوقت ذاته يعترب الطقس املستقر من كل جوانبه مرحيا لإلعداد الفعال والنشاط
التنافيس.
هناك خمتلف الوسائل التي قد ختفف من التأثري السلبي للظروف املناخيه .منها اختيار
مكان التدريب واملسابقات والفورما الرياضيه وحمتوى اإلمحاء وتوجه الوحدات التدريبية
واختيار التامرين ونظام اجلهد والراحه والتغذية ونظام الرشب واستخدام وسائل
االستشفاء وغريها الكثري.
وهبذه الصورة ،يمكن األخذ يف احلسبان معلومات عن حالة الطقس احلقيقية
وبيانات األرصاد اجلويه أيض ًا ،تسمح إىل حد كبري برفع جودة إعداد الرياضيني واقامة
املسابقات يف ألعاب رياضية كثريه ويساعد بشكل فعال يف حل املهام التدريبية والتنافسية.
إن برجمة عملية إعداد الرياضيني واملشاركة يف املسابقات مع األخذ بعني االعتبار
الظروف اجلوية ،يعترب عامال مهام لتأمني قدرة عالية عىل العمل لدى الرياضيني ونشاط
فعال ملختلف أنظمة اجلسم الوظيفية.
وهنا إىل جانب املعلومات حول أحوال الطقس احلقيقيه من املفيد استخدام بيانات
توقعات األرصاد اجلوية قصرية األمد التي تتحقق بنسبة %01 – 51ومتوسطة األمد
بنسبة %60-61وطويلة االمد بنسبه .%60-61
(اجلدول )17استخدام نوعية املعلومات عن ظروف الطقس أثناء عملية التدريب
واملسابقات (خاوستوف )1987
استخدام املعلومات نوعيه املعلومات
هبدف تبديل مدة وطابع االمحاء ،تصحيح مقادير معلومات عن حاله الطقس احلقيقية
وتوجهات احلموالت ،تدقيق تكنيك وتكتيك النزال
التنافيس ،ويف أثناء تقييم نتائج املسابقات وغريها
أيضا...
ً توقعات قصريه االمد (يف حدود يومني) توقعات
ومعلومات عن الظواهر الطارئة (امطار غريزة ،أثناء اختيار وإعداد االجهزة الرياضية ،إعداد مكان
املسابقه مراعاه اجراءات األمان يف أثناء التدريب رياح ،حرارة متدنيه وغريها)
توقعات متوسطة االمد ( 0-3أيام) وطويلة االمد واملسابقات.
يف أثناء اختيار مكان اإلعداد واملسابقات ،برجمة قرتات (شهر وأكثر)
ومراحل اإلعداد والدورات الطويلة.
148
ويف أثناء حاله الطقس احلار باإلمكان تقليص اإلمحاء وختفيض شدهتا قليال .ويف أثناء
كبريا للتكنيك والتكتيك للنشاط التدريبي والتنافيس يف
تصحيحا ً
ً رياح شديدة يتطلب
ألعاب رياضية متعلقة بالطقس كالقوارب الرشاعيه وتزحلق اجلبال والدراحات
والتجديف وكره القدم وغريها.
ويف أثناء احلرارة املتدنيه تتغري برامج الوحدات التدريبية وقد يتطلب تبديل برامج
املسابقات .ويف أثناء األمطار تتأجل سباقات الدراجات إذا كانت صاله الرتيك مفتوحه
ومباريات التنس أيض ًا.
إن فعالية جهد خمتلف األنظمة الوظيفية يف أثناء عملية النشاط التدريبي والتنافيس
أيضا .عىل سبيل املثال حتسني ظروف التزلج
متعلقة بدرجة كبرية باألحوال اجلوية ً
وانخفاض الريح يؤدي ليس فقط إىل رسعة احلركة بل وخيفض من رصف الطاقة.
وحتدد االحوال اجلوية إىل درجة كبرية من مقادير احلمل احلراري عىل جسم
الريايض .عىل سبيل املثال حتى الغيوم اجلزئية والرياح الضعيفه ختفف كثريا من احلمل
احلراري باملقارنة مع حاالت حينام تكون الوحدات التدريبية والتنافسية مقامة عىل نفس
درجة احلرارة ولكن بدون رياح أو غيوم.
احلموالت التدريبية والتنافسية العالية اليت يتحملها الرياضي يف ظروف
درجات احلرارة املرتفعه واملنخفضة
إن احلموالت التدريبية والتنافسية العالية التي يتحملها الريايض يف ظروف تقلبات
حرارة اجلو .جعلت مساله تكيف اجلسم يف أثناء جهد يف خمتلف درجات احلرارة من أهم
املسائل يف معظم األلعاب الرياضيه .وبالدرجة األوىل تلك األلعاب التي تتطلب جهدً ا
طويال من التحمل – عدو مسافات طويلة ودراجات وثرياتلون والتزحلق والسباحة ً
ملسافات طويلة وغريها ،مما تتطلب معلومات دقيقه عن تأثري احلرارة العالية والربد عىل
جسم الريايض وخاصة خالل ظروف احلموالت التدريبية والتنافسية باإلضافه إىل آليات
وطرق تأمني تكيف فردي مع احلرارة العالية واملنخفضة .ومن املعروف ان 61إىل % 51
من الطاقه التي يولدها جسم اإلنسان ترصف عىل شكل حرارة يف الوسط اخلارجي
وتتحول فقط % 41 – 21إىل جهد مفيد.
149
ويف أجواء الظروف الطبيعية ،ال يشكل احلفاظ عىل االستقرار احلراري مشكلة جلسم
اإلنسان:
فاحلرارة املفرطه املتشكلة عىل حساب األيض نتيجة التوصيل ومحل احلرارة(–21
)%31واالشعاع( )%61-01والتبخر (التعرق) ( )%20-21ويف أثناء توصيل تنتقل
عن طريق االتصال اجلزئي لالنسجة األكثر حرارة من األقل حرارة ،وأثناء احلمل
احلراري نتيجة اتصال اجللد باهلواء املحيط باجلسم أو املاء وعند االشعاع – عن طريق
نقل احلرارة الزائدة عىل شكل أشعة حتت احلمراء وأثناء التعرق (التبخر) تفرز احلرارة
أثناء تبخر العرق .ويف حال تنفيذ جهد شديد وخاصة يف ظروف املناخ الشميس احلار،
اآللية األساسية لفرز احلرارة تعترب التبخر .عىل سبيل املثال ،يف أثناء جهد طويل وشدة
عىل مستوى العتبه الالهوائية يبل فقدان احلرارة عىل حساب التبخر %51تقريبا ويف أثناء
التوصيل واحلمل احلراري .)%00
إن حرارة اجلو املثاليه حلياه اإلنسان املناسبه يف ظروف التبادل الغذائي ترتاوح بني
22 – 05درجة ،وإن النشاط البدين الشديد مرتبط بانخفاض احلرارة املثالية .وباألخص
يف أثناء معدل رضبات القلب 001 – 041دقيقة .ينفذ اجلهد بنجاح أكرب يف أثناء حرارة
اجلو 06-06درجة .وزيادة معدل نبضات القلب إىل حد 051-061بالدقيقة متعلقة
بانزياح (حتول) املنطقة املرحية إىل حدود 04-03درجة مئوية.
إن تغريات حرارة الوسط اخلارجي بالنسبة للمستوي املثايل ،تؤدي إىل إزالة الفروق
الفعالية فيزيواوجيا بني حرارة اجلسم الداخليه واخلارجية مما يتطلب من جسم الريايض
ردود أفعال مناسبة موجهه للحفاظ عىل االتزان احلراري.
كام أن املعلومات عن تغريات احلرارة اخلارجية تصل إىل اجلسم بصورة اساسية من
خالل مستقبالت اجللد .وإن مستقبالت الربوده متموضعه عىل عمق ..06ملم واحلراره
– عىل عمق ..31ملم.
إن عدد مرات التنبيهات (االشارات) للمستقبالت الفرديه يرتاوح يف نطاق 0-2
إشارات يف الثانية .وإن مركز التنظيم احلراري حيث ترد االشارات من املستقبالت،
يتواجد يف الوطاء (هيبوثاالمس – حتت املهاد – وهو حلقه الوصل بني اجلهاز العصبي
150
الذايت واجلهاز اإلفرازي من خالل الغدة النخامية ويؤدي وظائف حيوية تضبط عمليات
اإليض وبعض األفعال الالارادية وإنتاج وافراز اهلرمونات املحررة والخ – ....املؤلف)
كام إن إثارة القسم األمامي للهيبوثاالمس ينشط عملية فرز احلرارة والقسم اخللفي
عىل توليد احلرارة.
وعند تبدل ملحوظ للحراره اخلارجية توصل املستقبالت املعلومات إىل مركز الضبط
احلراري الذي يرشك يف الشغل آليات الضبط احلراري .وخالل ارتفاع احلرارة اخلارجيه
يتكيف توليد حرارة اجلسم .وتعترب اآلليات املذكورة فعالة إىل درجة عالية وتسمح بتامني
حرارة داخليه مستقره جدا (عادة التقلبات الوسطية اليومية تبل بضعه درجات جزئيه)
بالرغم من تبدل حرارة الوسط اخلارجي.
واذا كان التفاعل املتبادل للجسم مع الوسط اخلارجي جيري بشكل يصل إىل توازن
ضبط احلرارة ،يبدي الريايض قدرة عالية عىل العمل وحتمل جيد للحموالت .وأن
أيضا يؤدي فقط
اإلخالل هبذا التوازن باجتاه تراكم مفرط للحراره وباجتاه فقداهنا املفرط ً
إىل انخفاض القدرة عىل العمل ومستوى اظهار الصفات احلركية واختالل للبنيه العقرنيه
لألفعال احلركية وإىل غري ذلك بل يؤدي إىل خطر إصابات فرط احلرارة وانخفاض
احلرارة .إن إصابات فرط احلرارة عادة تصيب العدائني من املسافات الطويلة واملاراثون
ودراجات الطرق ،وانخفاض احلرارة – التزحلق وسباحي املاراثون ودراجات الطرق
الذين يشاركون يف ظروف املناخ الرطب والبارد .وإصابات فرط احلرارة قد تتميز بطابع
معني:
-0تشنج العضالت
-2حتميل مفرط للحراره
-3رضبه الشمس.
أقلها خطرا تشنج العضالت ويتميز بتشنج العضالت.
اهليكليه عادة والتي حتمل األكرب يف أثناء تنفيذ اجلهد ،ومرتبطة عىل االغلب بفقدان
العنارص الغذائية واجلفاف يف اجلسم.
151
ويف أثناء حتميل مفرط للحراره قد يالحظ تقيؤ ودوخان وصعوبة يف التنفس وارتفاع
حاد يف رضبات النبض وانخفاض الضغط نتيجة انخفاض شديد لفعالية القلب واألوعية
بسبب جفاف اجلسم وفقدان العنارص الغذائيه.
وتعترب رضبة احلرارة إصابة فرط احلرارة خطرة عىل حياة اإلنسان ،وتتميز بفقدان
جزئي أو كيل للوعي وارتفاع النبض وتنفس مكثف سطحي وارتفاع الضغط وارتفاع
احلرارة الداخلية للجسم إىل أعىل من 41درجة وسخونه وجفاف اجللد.
واذا مل يتم اإلسعاف الرسيع قد يؤدي إىل املوت .ورضبة احلرارة تعترب نتيجة الختالل
ضبط حرارة اجلسم.
وهنا جيب األخذ يف احلسبان أن الرياضيني املدربني والكيفني جيدا عىل التامرين
واملسابقات يف ظروف احلرارة قادرون عىل حتمل االرتفاع امللحوظ للحراره الداخلية
التي قد تبل .– 4120ر 40درجة ويف الوقت الذي تكون فيه احلدود املسموحه التي
ترتفع بعدها بحده احتامالت رضبة الشمس هي درجة احلرارة .41-30
ويف أثناء دراسة مساله ضبط احلرارة والتكيف مع تأثري احلرارة العالية واملتدنيه .عادة
تؤخذ حرارة اجلسم الطبيعيه كمقياس لكن احلرارة الفيزيولوجية ملختلف األنسجة
وأعضاء جسم اإلنسان تتقلب يف نطاقات واسعة.
عىل سبيل املثال أثناء حرارة الغرفه املثاليه ( 20درجة) تكون درجة حرارة سطح
اجلسم وسطيا 33درجة .وحراره سطح األطراف أقل بكثري من احلرارة الوسطيه لسطح
اجلسم.
وقد أشار إىل ذلك العامل " بافلوف " إذ كتب ":حيق لنا أن نقسم أعضاء احليوانات
ذات الدم احلار إىل جمموعتني :أعضاء بحراره عالية دائمة وأعضاء بحراره متغريه والتي
تنخفض احيانا إىل أقل من مستوى احلرارة الداخليه بكثري.
وال يمكن أن تكون هناك فروق فيزيولوجية بني أنسجة السطوح الداخليه بتقلبات
حراريه يومية بدرجة واحدة وأنسجة وأعضاء اجللد التي تتقلب حرارهتا دون رضر يف
151
نطاق 21 – 01درجة وأكثر .وبالتايل فاحليوانات ذات الدم احلار يمكن تصورها عىل أهنا
مؤلفه من نصفني:
نصف ذات دم حار بالطبع ونصف ذات دم بارد .ولذلك فعلينا التوقع بأن ظروف
عيش أخرى هلذين النصفني ستختلف أيض ًا عن بعضها البعض".
وتالحظ الفروق أيض ًا يف حرارة األنسجة العميقه والكبد والكليتني والقلب والدماغ
وبقيه األعضاء عىل سبيل املثال حرارة الكبد أعىل ب 2 – 0درجة تقريبا من احلرارة
الرشجيه .لكن هذه التقلبات غري كبرية نسبيا واحلراره هنا بصورة واحدة دائمة نسبيا.
وهذا يربر التقسيم التخطيطي جلسم اإلنسان إىل " نواة " ذات حرارة دائمه ومنتظمه
برصامه ،و " قرشة " األنسجة املحيطيه جلسم اإلنسان التي قد تتقلب حرارهتا يف نطاقات
واسعة حسب حرارة البيئه اخلارجية ودرجة الوقايه من التبادل احلراري وخصائص
النشاط.
وهبذة الصورة فإن مصطلح "حرارة اجلسم" ال يمكن أن يستخدم دون اإلشارة إىل
ذلك القسم من اجلسم الذي تم قياس حرارته.
151
154
الفصل السادس
155
اإليقاع احليوي للرياضيني
يعترب اإليقاع احليوي (اليومي) ميزة طبيعية للكائنات احلية من ضمنها اإلنسان.
وسبب هذا اإليقاع بالدرجة األوىل هو الدورات الضوئيه واحلراريه للوسط املحيط
ومتعلق بدوران االرض يوميا حول حمورها ويتبدي ذلك يف خمتلف عمليات النظام
احليوي.
أصبحت تدرس مسالة اإليقاع احليوي يف جمال رياضة األرقام القياسية بجدية فقط يف
السنوات العرش األخرية نظرا لرضورة النشاط التدريبي والتنافيس يف خمتلف أوقات اليوم
ابتدا ًءا من الساعة 6صباحا وانتهاء بساعات الليل املتاخرة.
ويعود ذلك إىل إجراء عدة وحدات تدريبية ( )4-2خالل اليوم التدريبي والتي قد
تربمج يف ساعات الصباح األوىل والساعات األخرية من الليل .إن برجمة املسابقات
الرئيسية يف دول ذات احلرارة العالية أجربت املنظمني عىل إقامتها يف الصباح الباكر
والليل املتأخر.
وتفاقمت مسألة اختالل اإليقاع احليوي جلسم الريايض بسبب توسع تقويم
املسابقات الدولية الكربى وإقامتها يف خمتلف مناطق العامل .واضطر أقوى الرياضيني يف
أغلب األحيان من أجل املشاركه يف املسابقات الضخمه االنتقال من قاره إىل أخرى او إىل
الرشق او إىل الغرب يف فروق كبرية للمناطق الزمنية مما أثر عىل قدراهتم الوظيفية
ومستوى نتائجهم.
التغريات اليومية حلالة جسم الرياضي
تبدي الوظائف األساسية للجسم إيقاع حيوي وهذا خيص حرارة اجلسم والنشاط
اهلرموين ونشاط القلب واألوعية والقدرة عىل العمل وإىل غري ذلك .ومع أن اإليقاع
العادي لنشاط خمتلف الوظائف يزيد عن 24ساعة .إال أن التزامن اخلارجي – تعاق
النهار والليل ونظام احلياة العام والنشاط احلركي والتغذية والخ ،يشكل إيقاع يومي
مستقر للوظائف احليوية.
إن حمتوى العنارص البيولوجية النشطة يف الوسط الداخيل جلسم اإلنسان يتصاعد
وينخفض حسب أوقات النهار والليل وتتغري بشكل ملحوظ قدرة الريايض عىل إظهار
156
خمتلف الصفات البدنية والنفسية .ويالحظ املستوى األعىل لقدرات اجلسم الوظيفية يف
املرحلة من الساعة 01حتى 03ومن ثم بعد انخفاض قليل من الساعة 06ولغاية .00
ويالحظ النشاط األدنى للوظائف احليوية ليال من الساعة 2ولغاية ( 4هوملان،
هيتنجر .)0051
حينئذ قد تكون التقلبات كبرية جدا .عىل سبيل املثال معدل نبض القلب يف حالة
السكون قد يبل %31 – 21واستهالك أقىص لألكسجني %6-4والقيمة االوكسجية
للجهد %01-0وتكثف أقىص لالكتات يف أثناء محل مطلق %20والقدرة عىل العمل إىل
حد .%21
وقد يكتسب اإليقاع لدى الرياضيني طابعا خاصا بسبب وقت إقامة التامرين .عىل
سبيل املثال ،لدى األشخاص غري املامرسني للرياضة قد تكون قدرات القوة والتحمل
أعىل يف أثناء تنفيذ جهد بطابع متنوع واملرونة والقدرات التوافقية ،يف الصباح الباكر -0
%01أو أدنى مما هو عليه يف الساعة 00حتى 03او من الساعة 06إىل 00لدى
الرياضيني الذين اعتادوا عىل التدريب يف الصباح الباكر ،وهذه الفروق تكون غري كبرية،
واألكثر من ذلك قد يؤدي مترين منتظم طويل يف الساعات املبكرة إىل أن تكون املؤرشات
املسجلة يف الساعة 5-6صباحا أعىل مما هي عليها يف الساعة 02-00او 05-06
التدريب واملسابقات يف خمتلف أوقات اليوم
إن تعلم عنارص تكنيكية تكتيكية جديدة جيري بنجاح أكرب يف النصف األول من
اليوم من الساعة 01ولغاية .02
ويف هذا الوقت بالذات يالحظ مستوى أقىص للقدرات التعليمية لدى الريايض.
وتالحظ قمة املزاج واحلالة الصحية والقدرات الذهنية.
ويربط اخلرباء ذروة املؤرشات النفسية بمستوي الكارتيزول والكاتيكوالمني األقىص
املالحظ يف النصف األول من اليوم (الكورتيزول هو هرمون تفرزه قرشة الغدة الكظرية
استجابة لالجهاد وظيفتة رفع مستوى اجللوكوز يف الدم من خالل ختليقه باإلضافة إىل
وظائف عالجيه أخرى)( .والكاتيكوالمني هي هرمونات اهلروب والقتال .اشهرها
157
االدرينالني ونورابينفرين والدوبانني .تفرزها الكظرية كرد فعل عىل التوتر والضغط وهو
جزء من اجلهاز العصبي الودي.
ناجحا
ً ويكون العمل عىل تطوير قدرات الرسعة املميزة بالقوة وحركية املفاصل
بشكل أكرب إذا تم ذلك يف الساعات بني .05-06ويالحظ يف هذا الوقت بالذات أعىل
مستوى هلذه الصفات احلركية.
أما العمل عىل التحمل فيفضل برجمته قريبا من املساء من الساعة 06ولغاية .00
ويالحظ يف هذا الوقت مقادير قصوى الستهالك األكسجني والتهوية الرئوية وحجم
الدم االنقبايض والقذف القلبي وغريها .يف هذا الوقت أيض ًا يتغلب الرياضيون ً
أيضا
بشكل أسهل عىل أحاسيس التعب وجترى لدهيم بشدة العمليات االستشفائية.
وتشهد األبحاث حول قدرة العمل الرياضية املنفذه يف ظروف طبيعيه ،عىل ان أعىل
املؤرشات تالحظ عادة يف ساعات املساء .وعند ذلك ،حتى يف ساعات املساء املتاخره
(الساعة )22يبدي أغلب الرياضيني قدرة عالية عىل العمل أكثر باملقارنة مع الصباح
الباكر .وجيب اإلشارة هنا إىل أن املؤرشات العالية للقدرة عىل العمل مرتبطة كثريا بتشكل
استجابات التكيف الطويل األمد ردا عىل ما جرت العادة عليه من إقامة الوحدات
التدريبية والتنافسية يف ساعات املساء.
ويعود األمر إىل ان قدرة عمل الريايض اخلاصه تكون يف أعىل درجاهتا يف األوقات
التي اعتادوا فيها عىل التدريب والتنافس.
فالرياصيون الذين تدربوا خالل وقت طويل يف الصباح الباكر كانت مؤرشات قدرة
عملهم يف قمتها يف الساعات الصباحية.
إىل جانب هذا املؤرشات قدرة العمل الصباحية املسجلة تفوقت بكافة مقاساهتا عن
املؤرشات اليومية واملسائية بالرغم من أنه من وجهه نظر اإليقاع اليومي لتقلبات
الوظائف الفيزيولوجية ال تعترب الساعات الصباحية فرتة مثالية.
158
أن الرياضيني الذين تدربوا بالعاده يف أوقات النهار يبدون قدرة أعىل عىل العمل يف
ساعات النهار وإىل حد ما أقل يف ساعات املساء ولوحظت لدهيم مقادير متدنية أكثر
للقدرة عىل العمل يف ساعات الصباح.
والرياضيون الذين تدربوا يف املساء يظهرون قدرات عالية عىل العمل يف هذا الوقت
أيض ًا وتكون قدراهتم يف ساعات الصباح والنهار أقل والرياضيون الذين يتدربون مرتني
باليوم ،صباحا ويف هناية اليوم ،يظهرون أعىل القدرات عىل العمل يف الوحدات املسائية،
واملؤرشات الصباحية بالرغم من تدنيها عن املسائية إال أهنا أعىل من النهار بكثري.
إن التقلبات اليومية الطبيعيه للوظائف الذاتيه ترتك اثرها عىل مقادير تقلبات
مؤرشات قدرات العمل اخلاصة .حني يتطابق وقت الوحدات التدريبية مع الذروة
الفيزيولوجية لنشاط اجلسم يصبح مستوى القدرة عىل العمل إىل حد ما أعىل باملقارنة مع
ما يالحظ يف أثناء إقامة الوحدات يف األوقات غري املحبذة من وجهه نظر النشاط
الفيزيولوجي.
إن زمن إقامة الوحدات خالل اليوم برجمته حسب ظروف الوحدات التدريبية
ودراسة وعمل الرياضيني .لكن جيب مراعاه ابقاء موعد التامرين قدر االمكان مستقرا
ألن إعادة ضبط نظام التدريب يرافقة فقدان القدرة عىل العمل لدى الرياضيني وإضعاف
العمليات االستشفائية .بعد احلموالت الذي تؤثر حتام عىل جودة العملية التدريبية.
ووقت الوحدات ،باإلمكان وجيب تغيريه ،فقط قبل املسابقات الرئيسية التي ستقام يف
ساعات ختتلف عن املوعد املعتاد للوحدات او يف منطقة زمنية خمتلفة.
ان تبديل وقت إقامة الوحدات يؤدي إىل تغري أكيد إليقاع القدرة عىل العمل .إن
أكثر الوحدات تؤدي إىل تغري أكيد اليقاع القدرة عىل العمل .وأكثر القدرات قابليه للتغري
هي الرسعة املميزة بالقوة :يف األيام 00 – 01يظهر الرياضيون أعىل قدرات العمل يف
املوعد املتغري للوحدات ،وحتدث إعادة ضبط اإليقاع اليومي لقدره العمل بمؤرشات
التحمل بشكل متأخر إىل حد ما أي يف هناية األسبوع الثالث.
ويساعد عىل إعادة ضبط وتزمني اإليقاع اليومي ،العالقات االجتامعية بني الناس
أيض ًا .النشاط التدريبي والتنافيس املشرتك بمختلف أشكال العالقات واملشاعر اإلجيابية
159
والسلبية تعترب وسيلة فعالة إلعادة ضبط وتزمني اإليقاع .وتزامن االيقاعات مهم
باألخص يف األلعاب اجلامعية إذا أخذنا يف االعتبار أن اإليقاع اليومي لدى اشخاص ممن
لدهيم الذروة.
الصباحية واملسائية للنشاط ختتلف كثريا إىل حد 01 – 61دقيقة بالنسبة ملختلف
املؤرشات ،كام التتطابق يف املستويات ،ذروة النشاط بني الشخص املنطوي واالجتامعي.
فقدان تزامن اإليقاع احليوي جلسم الرياضي بعد رحلة طويلة
خالل اجتياز عدة مناطق زمنية (اختالف بالساعات) حيدث إعادة تنسيق اإليقاع
اليومي للوظائف النفسية الفيزيولوجية والقدرة عىل العمل بساعه مناطقية جديدة.
واعادة التنسيق بالذات بعد الرحالت الطويلة من أماكن اإليقاع احليوي املعتاد مع
التزامن اخلارجي ،يعترب السبب األسايس للتوتر النفيس املؤقت .فبعد الرحلة فورا ،ال
تنسجم اإليقاعات املعتاده مع تبدالت الليل والنهار يف املكان اجلديد من اإلقامة أي
يالحظ فقدان تزامن خارجي ومن ثم الحقا ،بسبب األوقات املختلفة إلعادة الضبط
وظائف اجلسم ،حيدث إعادة تزمينها – أي تزمني داخيل وما حيدث نتيجة ذلك من ظاهرة
تتميز بعدم ارتياح عام (مشقه) واختالل النوم وتدين القدرة عىل العمل يف أثناء تنفيذ
محوالت بتوجهات خمتلفة وانخفاض النتائج الرياضية .وكشفت أبحاث ودراسات
عديدة أبحاث " كاسيل ( )53أنه يف أثناء االنتقال من مكان إىل أخر بفروق 6ساعات،
تالحظ فقط يف اليوم السادس استجابات تؤكد عىل تأقلم نسبي للجسم مع الظروف
املتغرية .وهنا تكون أكثرها حيوية مؤرشات النشاط النفيس والقدرة عىل العمل .فيام
يتعلق بإيقاعات العمليات الفيزولوجية والبدنية الكيميائية التي جترى يف األعضاء
واخلاليا ونواة بنياهنا التي حتدد مكونات الدم والسوائل النسيجية فإهنا تبقي طويال عىل
مستواها النموذجي املعتاد وتتغري خالل مرحلة زمنية أكثر طوال.
ولقد توصل إىل نتائج مشاهبه خرباء آخرون .إن اختالل اإليقاعات املعتاده نتيجة
االنتقال إىل مناطق زمنية ختتلف ب 6 – 6ساعات يؤدي إىل إعادة توافق اإليقاع احليوي
بالنسبة للقدرات احلركية واالستجابات الفيزيولوجية والنفسية .ويتطلب التكيف مع
الظروف اجلديه وق ًتا أكثر .وهنا ختتلف رسعة تطور استجابات األقلمة بالنسبة إىل خمتلف
160
املؤرشات وحتددها أيض ًا إىل حد كبري خصائص الريايض الفردية وترتاوح يف نطاق – 2
05يو ًما.
إن وقت النوم واالستيقاظ والنشاط النفيس احلركي والذهني عادة ينتظم خالل – 2
6أيام ،ومن أجل رسعة االستجابة ،تبل مده انتهاء التبدالت املرحليه يومني وللحراره
الداخلية 6 – 4أيام وملعدل نبض القلب 5-6أيام واستشفاء القدرة عىل العمل خالل 3
– 0أيام وتنتظم املؤرشات األخرى خالل 01 – 6أيام وأكثر.
عىل سبيل املثال :تنخفض حسب رأي " بانفيلوف ( ")56أثناء االنتقال إىل منطقة
فرق الساعة 5 – 6ساعات ،مؤرشات استهالك أقىص لألكسجني بحده طوال 3 -2أيام
بعد الوصول ومن ثم االستشفاء بالتدرج وتصل إىل املقادير األصلية أو أعىل منها يف
األيام 03 – 6مع انتظام كامل فقط بعد 21 – 05يوم.
ويتطلب وق ًتا خمتل ًفا أيض ًا هذا هذا التكيف مع متارين حركية بمختلف الصعوبة
والتوجهات .واستشفاء القدرة عىل تنفيذ متارين حركية صعبه ،جيري أبطأ باملقارنة مع
التامرين السهله (كالين واخرون .)62وتستشفي قدرات الرسعة املميزة بالقوة بصورة
أرسع من قدرات تنفيذ جهد طويل يتطلب إظهار التحمل.
لذلك فإن من الطبيعي أن يتأقلم بشكل خمتلف مع ظروف الوقت اجلديدة
الرياضيون املختصون يف ألعاب رياضية تتميز بصعوبة توافقية لألفعال احلركية
واحتياجات خمتلف أنظمة اجلسم الوظيفية ،يف إحدى األبحاث التي أجريت مؤخرا
(هيل وآخرون )03متت دراسة تأثري االنتقال إىل وجهات الرشق والغرب عىل القدرة
عىل العمل لدى الرياضيني يف أثناء تنفيذ جهد بطابع متنوع .وأثبت أن االنتقال إىل أماكن
بعيدة ال يؤثر عىل مستوى قوة كف اليد الثابتة لكن تؤدي إىل انخفاض كبري يف القوة
الرسيعة والبطيئة أيض ًا يف اليوم التايل من الوصول .يف األيام الالحقة يتم استشفاء القوة
إىل وضعها األصيل أو قد تزيد عن ذلك .فيام خيص جودة النوم ،فبالعكس يعترب عالية
حتى يف الليلة األوىل ويعود ذلك إىل التعب ويف الليلة الالحقة تسوء (السفرات الطويلة
تؤدي أيض ًا إىل انخفاض كبري يف القدرة عىل العمل أثناء جهد ال الكتايت الهوائي خالل
اليومني االوليني بعد الوصول.
161
وحيدث استشفاء القدرة عىل العمل يف األيام الثالثة والرابعة .وانخفاض القوة
والقدرة عىل العمل وجودة النوم يرافقة تغري القيم النفسية املهمة جدا لدى املامرسني -
أي سوء املزاج ويالحظ ازدياد االرهاق واالنفعال ويظهر ذلك باألخص بعد االنتقال إىل
جهة الرشق.
أما بالنسبة لقدرات القوة وقدرات العمل ،لفم تالحظ فروق يف حالة املامرسني بعد
االنتقال إىل الرشق أو الغرب.
وتالحظ فروق كبرية فردية يف إعادة تزمني اإليقاع اليومي والوقت الالزم للتكيف
مع الظروف اجلديدة .وال يشعر بصعوبات بسبب تبدل حاد يف الوقت حوايل % 20من
الناس تقريبا بعد االنتقال إىل منطقة ذات فروق تبل 5-0ساعات وآخرون يتاثرون هبا
كثريا حتى بفروق 3-2ساعات ،ويتكيف %20-21من األشخاص بصعوبة بالغة أو ال
يتمكنون من التكيف إطالقا .والرياضيون الذين يتدربون ويتنافسون يف خمتلف األوقات
ثريا إىل مناطق زمنية أخرى بعيده والذين اعتادوا عىل تبدل اإليقاع
والذين يسافرون ك ً
اليومى .يتكيفون مع تبدل الوقت بصورة أرسع باملقارنة مع األشخاص ذوي اإليقاع
احليوي املستقر.
وحيدث التكيف يف أثناء االنتقال إىل الغرب بنسبة %61-41أسهل وأرسع مما هو
عليه عند االنتقال إىل الرشق.
وسبب مثل عدم التناسق هذا هو مرحلة اإليقاع احليوي الطبيعي الذي تزيد عن 24
ساعة ملعظم الوظائف احليوية ،لذلك من األسهل بالنسبة لإلنسان " تطويل " يومه بعد
االنتقال إىل جهة الغرب بدال من أن " يقرصه" أثناء االنتقال إىل الرشق.
وهناك بيانات تؤكد بأن تزمني اإليقاع احليوي بعد االنتقال إىل الغرب حيدث برسعة
02دقيقة يف اليوم وبعد الوصول إىل الرشق حيدث برسعة 06دقيقة (سوسلوف )00
يف أثناء االنتقال إىل الرشق مستوى تغريات القدرة عىل العمل والعمليات
الفيزيولوجية املهمة جدا يكون أعىل وخالل األيام 0-0بعد الوصول إىل جهة الرشق،
يالحظ اختالل أوضح للنوم وقدرة العمل احلركية النفسية والذهنية باملقارنة مع
التغريات التي حتدث باالنتقال إىل الغرب .لذلك إذا كانت املسابقات تقام عىل فروق
161
02-01ساعات مناطقية فمن األصلح االنتقال باجتاه للغرب .وبعد اجتياز 5-0
ساعات مناطقية باجتاه الغرب ينام الرياضيون بشكل أسهل يف الليلة األوىل فيام إذا كانوا
أثناء السفر دون نوم وهبذه الصورة "تتأخر" مرحلة الراحه الليلية بوضوح .وهذا يسمح
للريايض بالراحة جيدا بعد الوصول .ويف الليايل 3-2التالية قد يستيقظ ليال ويصاب
باألرق .ويت استشفاء البنيه الطبيعيه للنوم خالل 4-2أيام.
ويرتبط االنتقال إىل جهة الرشق باختالل كبري يف جودة النوم .فخالل أيام كثريه 6-0
أيام ال تؤدي حماوالت النوم بشكل مبكر أدى إىل نتيجة .وجتب اإلشارة إىل أن االنتقال
إىل جهة الرشق غالبا يتم يف أوقات الليل والبقاء مستيقظ ًا يف الليل يف أثناء السفر وقد
يؤدي إىل سهولة نوم الريايض ونومه بشكل جيد يف الليلة األوىل.
وحني يلبي هبذه الصورة احتياجاته من النوم يف األيام الالحقة يواجه الريايض حتام
متكررا يف منتصف الليل ويصاب باألرق.
ً استيقا ًظا
وجيب التوقف أيض ًا عند مساله تأثري األسعار الطويلة وتبدل الساعات املناطقية عىل
حالة الريايض النفسية .من املعروف أن تأثري خمتلف االنفعاالت النفسية التي قد تكون
إجيابية أو سلبية عىل الريايض .ومصادر االنفعال النفيس قد تكون ذات طابع عام
كمستوي احلياة املعيشيه والتغذية والدراسه والعمل والعالقات االرسيه ومع االصدقاء
واملناخ ونظام النوم الخ....
وقد تكون بطابع خاص مرتبط بالنشاط التنافيس والتدريبي كالقدرة عىل العمل يف
التمرين .واملباريات والتعب واالستشفاء وحالة الريايض التكنيكية التكتيكية والرغبة يف
الراحة واهتاممه بالوحدات التدريبية ونشاطه وأحاسيس األمل يف العضالت واألعضاء
الداخلية وغريها.
ان إعادة تنسيق اإليقاع احليوي ملختلف الوظائف احليوية ،يؤثر عىل الضغوط النفسية
(الكرب) كافة واملذكورة أعاله وتغري هبذه الصورة كثريا يف احلالة النفسية للريايض.
واالنتقال إىل مناطق زمنية بفروق 5-0ساعات يؤدي إىل ازدياد حاد يف كمية األعراض
السلبية يف أثناء تقييم االستجابة ملختلف مصادر الضغوطات يف احلياة اليومية والنشاط
161
التنافيس والتدريبي وهذا يعد شاهدا دقيقا عىل سوء حالة الريايض العامه واستعداده
لتحمل األمحال التدريبية والتنافسية.
إن العودة إىل مكان اإلقامة األصيل تفرض متطلبات أقل قساوة عىل تكيف الريايض،
وحيدث استشفاء اإليقاع احليوي بشكل أرسع بكثري من تشكله يف أثناء رحالت طويلة إىل
أماكن غري معتاده.
واالنزياح (التبدل) املرحيل العكيس ينتهي برسعة خالل 3-0أيام بالنسبة ملختلف
الوظائف الفيزيولوجية.
وجيب إجياد تفسري ذلك عن طريق األسباب النفسية والفيزيولوجية .وباإلمكان
التأكد باألخص بأنه بالنسبة لبعض الوظائف الفيزيولوجية ،تكون اإلقامة ملدة 3-2
أسابيع يف ظروف جديدة بعد رحالت طويلة ،يعترب غري كاف إلهناء مرحلة التبدالت
لبعض الوظائف الفيزيولوجيه .وبعد العودة إىل مكان اإلقامة األصيل هذه الوظائف
تأثريا تزامن ًيا عىل غريها من الوظائف احليوية مؤدية بذلك إىل استشفاء
بالذات قد حتدث ً
ايقاعها املعتاد .نظرا لذلك ،فإن من امللفت اإلشارة إىل ان الرحالت الطويلة من الشامل
إىل اجلنوب وبالعكس ال حتدث أ ًثرا يف اإليقاع احليوي لكنها جتلب التعب وتسئ إىل
الوظائف النفسية والفيزيولوجية .ويف أثناء نظام عقالين للجهد والراحه حاله الريايض يف
أثناء الرحالت من الشامل إىل اجلنوب وبالعكس قد تنتظم خالل 2-0يوم.
هبذه الصورة يستتب إيقاع اجلسم بعد الرحالت الطويلة وقد يرتاوح يف نطاقات
واسعة من 1-1إىل 10-7أيام وأكثر ويعود ذلك إىل اسباب كثريه نشري من بينها قبل كل
شئ إىل األمور الرضورية التالية:
طول الرحلة (فروق الساعة املناطقية 4-3ساعات قد متر دون اثر تقريبا عىل اجلسم
ً
وطويال إىل حد ما). وأما الفروق 5-6ساعات فتتطلب تكي ًفا صع ًبا
اجتاه الرحلة (االنتقال إىل جهة الغرب يتم بسهولة أكثر من الرشق).
النظام خالل الوقت الذي سبق الرحلة (إعداد مسبق كاف قد يسهل جدا من عملية
استتباب اإليقاع.
164
التغذيه العقالنيه قبل السفر ويف أثنائه وبعده فورا.
استخدام وسائل وإجراءات خاصة (تناول عقاقري منومة ،استخدام اضوا ساطعه
وإجراءات استشفائيه ومهدئة ذات طابع بدين ونفيس وغريها.
خاصيه اللعبة الرياضيه والنزال التنافيس (إعادة تزمني اإليقاع يف ألعاب ببنيه حركية
ً
طويال، حتفيزا وظيف ًيا
ً بسيطة نسبيا وطابع متشابه للنشاط التدريبي الذى ال يتطلب
جيري بصورة أرسع).
صعوبة األفعال احلركية (إعادة تزمني اإليقاع بالنسبة لألفعال البسيطة والقوة الثابتة
وزمن االستجابة احلركية البسيطة وتكرار حركات نموذجية عادية وغريها ،حيدث
أرسع مما هو بالنسبة إىل احلركات الصعبة وخاصة يف حاالت تعدد اخليارات).
طابع النشاط التدريبي والتنافيس السابق (الرياضيون الذين يشاركون باستمرار يف
مسابقات بمختلف القارات وهم مضطرون إىل تغري وقت التدريب واملسابقات
ويتكيفون بصورة أرسع بعد الرحالت الطويلة).
اإليقاع احليوي للرياضيني بعد الرحالت الطويلة
جرت العادة تقسيم إعادة تزمني اإليقاع احليوي إىل ثالث مراحل بعد الرحالت
الطويلة:
املرحلة األوىل( :استجابات الكيف األولية) وتستمر حوايل يوم واحد وتتميز بوجود
ظاهرة الضغط النفيس مع إنحراف يف مفعول األقلمة النهائية عن املستوى الثابت
املرحلة الثانية( :األساسية) ويستمر التكيف ملدة 6-0أيام .وهنا حيدث إعادة ضبط
أوىل لوظائف اجلسم وأجهزته املنظمة مع إرشاك استجابات تعويضية تكيفية.
املرحلة الثالثة( :انتهاء استجابات التكيف) وتستمر 00-01يوما .وخالل هذا
الوقت يستشفى بالتدرج مستوى تشغيل أنظمة اجلسم األساسية وتنتهي بتشكل االتزان.
إن صورة ومدة املراحل املذكورة متعلقة بكمية الساعات املناطقية املقطوعه .يف أثناء
قطع مسافة مناطقيه من 3-2ساعات ،حتمل تغريات احلالة الوظيفية للجسم طابعا
165
معتدال وجيري التكيف الزمني برسعة كافية .ويف أثناء قطع مسافة مناطقيه من 5-0
ساعات ،خيتل اإليقاع اليومي لوظائف اجلسم بوضوح ،أما عملية التكيف فتكون أطول.
يساعد عىل التكيف مع الظروف اجلديه نشاط حركي ونظام احلميه واحلافز وتصحيح
نظام اجلهد والراحه وتغري طابع النشاط وغريها من الوسائل .ويف الوقت ذاته السلوم
غري العقالين للريايض يف األيام األخرية قبل الرحلة الطويلة ويف األيام األوىل من
الوصول إىل املكان اجلديد.
قد تصعب عملية ضبط التزامن يف النوم والنشاط وتؤثر عىل القدرة عىل العمل
وتباطؤ االستجابات واالستشفائية وتسوء احلالة النفسية إىل غري ذلك.
ان قوانني التكيف الزمني نظرا لتبدل الساعة املناطقية ،تؤثر جدا عىل اختيار مكان
وطابع التدريب يف املرحلة التي تسبق مباريات املوسم الرئيسية.
وهذه املشكله بشكل خاص ختص الرياضيني من املؤهل العايل الذين يستعدون
ملسابقات كربى كبطولة العامل واألوملبياد .وهبدف تكيف أكثر فعالية ،تتقل املنتخبات يف
أغلب األحيان إىل مكان املسابقات املرتقبة قبل 3-2أسابيع من بدئها .والكثري من
الرياضيني ،يغريون قبل 00-01يوما من املسابقات الرئيسية ومن إجراء التدريبات
والنوم واالستيقاظ من أجل إعادة ضبط مسبق للنظام اليومي وفق متطلبات مكان
املسابقات املرتقب.
وعند برجمة عملية إعداد يف أثناء تغري حاد يف املنطقه الزمنية ،جيب التذكر بأن قدرة
الريايض عىل العمل (وخاصة يف األلعاب التوافقية املعقدة والفردية واجلامعية ،أي
األلعاب التي تتميز بصعوبة حركية) واالستجابات النفسية املعقدة والتحمل والقوة
احلركية وانتظام رضبات القلب معرضة أكثر لالختالل من القوى الثابتة وزمن
استجابات حركية بسيطة ووظائف حركية نفسية بسيطة والقدرة عىل العمل يف ألعاب
رياضية دورية وألعاب قوة مميزة بالرسعة.
وقد تصعب أيض ًا عملية التكيف الزمني مع الظروف اجلديده ،التغريات الواضحه يف
الظروف املناخية وحاالت القل قبل املباريات وأماكن السكن غري املعتاد وأماكن
التدريب واملسابقات .إن األخذ يف احلسبان هذه العوامل وخاصة إذا رافقتها حوافز
166
أيضا مع
مناسبة ،بإمكاهنا تقليص كبري ملقادير التبدالت ويف ترسيع لعملية التكيف ً
الظروف الزمنية اجلديدة.
ويسمح اإلعداد املسبق للرحلة الطويلة ،عن طريق تبديل نظام املعيشة والنشاط
التدريبي ،بترسيع عملية تكيف الرياضيني .عىل سبيل املثال قبل 01-6أيام من الرحلة
إىل الغرب جيب حتويل كل النظام اليومي ملدة ساعة إىل األمام – أي االستيقاظ مبكرا
والتدريب مبكرا وأيض ًا النوم مبكرا قبل ساعة من املوعد املعتاد .قبل 0-4أيام زمن ثم
قبل 3-2أيام من الرحلة من املفيد حتويل النظام اليومي أيض ًا من جديد إىل ساعة واحدة
أبكر من املعتاد.
وتساعد عىل التخلص من عملية فقدان تزمني إيقاع القدرة عىل العمل وغريها من
القدرات الوظيفية املهمة جدا ،برجمة محوالت بدنية شديدة بحساب الظروف الزمنية
الوقتية.
ويكتسب هبذه الصورة أمهية كبرية يف عملية التكيف الزمني نظام ونشاط الرياضيني
يف يوم الرحلة وخالل األيام الالحقة بعد الوصول .كام أن موعد االستيقاظ والنوم يف
الطائرة وزمن إقامة الوحدات بعد الوصول يساعد إىل حد كبري يف التغلب عىل الضغوط
النفسية التي يسببها تغري الساعة املناطقية (اجلدول .)25
(اجلدول :)18مقرتحات حول النظام أثناء عملية التكيف الزمنى.
االستيقاظ يف يوم النشاط التدريبي النوم يف الطريان من
الوصول توجه الرحلة
السفر يف اليوم األول الطائرة البلد
أبكر ب 3-2
هنارا وصباحا رضوري صباحا يف املساء رشقا
ساعات من السفر
متأخر ب 2-0 صباحا –
مساءا غري حمبذ مساءا غربا
ساعات من السفر هنارا
وتستخدم أيض ًا لتسهيل التكيف مع فروق الساعة وسائل أخرى :وقد تكون فعالة
إىل حد كاف احلميه الغذائية اخلاصة .فاألطعمه التي حتوي بروتينات أكثر يف اإلفطار
والغداء ،تساعد عىل زيادة توليد الكاتيكوالمني خالل اليوم.
167
وطعام العشاء اخلفيف الغني بالكربوهيدرات يؤمن للجسم الرتبتوفان (محض أميني
ونأقل عصبي – املؤلف) الذي يساعد عىل حتلل السريوتونني (أحادي اميني ونأقل
عصبي أيض ًا) خالل الليل وهذا يعني أن الطعام مع حمتوى عال للكربوهيدرات وحمتوي
متدين للربوتينات قد يستدعي يف هناية املطاف النعاس نتيجة حتول املعقد وبالعكس فإن
الطعام الغني بالربوتينات حيدث آثاره.
ونجد عىل هذا الشكل ،إن من أجل تكيف عقالين جلسم الريايض يف ظروف الضغط
النفيس الزمني ،تكتسب أمهية كبرية ،احلميه الغذائيه العقالنيه قبل الرحالت الطويلة
وأثنائها وفورا بعد الوصول إىل املكان الالزم .عىل سبيل املثال قبل الرحلة إىل الغرب
يويص باألكل بحيث حيوي الطعام كمية عالية من الربوتينات ومتدنيه من
الكربوهيدرات .يف أثناء الرحلة ال جيوز األكل كثريا وجيب رشب املاء والعصري والصيام
عن الكافيني .وخالل 220-2ساعات من الوصول ،من الرضوري إجراء تدريبات
بحموالت خفيفه.
وجيب أن يكون العشاء قبل النوم بمده 020-0ساعة .والعشاء جيب أن يكون خفيفا
بمحتوي عال من الكربوهيدرات .وقبل النوم جيب اخذ محام دافئ مع أفضلية تدليك
مهدئ وإجراءات نفسية.
وقد تنفذ دور منسقات اإليقاع إىل جانب التغذيه وسائل أخرى أيض ًا .وباألخص يف
الليلتني األوليتني بعد الوصول إىل جهة الغرب وخالل 0-3أيام بعد الوصول إىل جهة
الرشق .باإلمكان استخدام عقارات منومة .هبذا اخلصوص أكثرها استخداما امليالتونني
وهو اهلرمون الذي تفرزة اجلسيامت الصنوبريه يف الوق املتاخر من الليل .إن تناول
امليالتونني قبل النوم ال يقلل فقد من اختالل النوم بل يساعد عىل ترسيع عملية إعادة
التزامن يف إيقاع اجلسم احليوي.
إن االستعداد لتغري فروق الساعة وتسهيل عملية تبدل اإليقاع احليوي ممكن
باستخدام أضواء ساطعة .إن تعريض الريايض إلنارة ساطعة من الضوء يف ساعات
املساء املتاخره قبل عده أيام من السفر ،يسهل بشكل ملحوظ من عملية تكيف الريايض
يف أثناء االنتقال إىل جهة الغرب .وإن التأثري احلاد للضوء ليال يقلل من حرارة اجلسم
168
الداخليه ويعيق من إفراز اجلسم الصنوبري للميالتونني والتي تتغري كميته حسب الضوء
والظالم ،ويبل يف الظروف العاديه احلد األقىص له حوايل الساعة الثانية ليال ،ويف الوقت
ذاته تناول امليالتونني عن طريق الفم ،يستبعد بشكل كامل ارتفاع احلرارة الداخليه يف
أوقات املساء حتت تأثري الضوء الساطع وهبذه الصورة تم التأكيد عىل امكانيه تناول
امليالتونني كمنظم للحراره الداخيله للجسم وكوسيلة مساعده لتسهيل تكيف اجلسم مع
تغري املناطق الزمنية .ويساعد عىل ذلك أيض ًا عدم النوم يف أثناء الرحلة والنشاط الفعال.
ولكن يف هذه احلالة يسهل الضوء يسهل كثريا من عدم النوم.
لقد أعار اخلرباء السوفييت اهتامما كبريا بمساله إعادة ضبط اإليقاع احليوي نظرا
للرحالت الطويلة إىل الرشق يف أثناء اإلعداد ملشاركة منتخبات االحتاد السوفييتي يف
أوملبياد سيول عام .0055وقد أحرز الرياضيون السوفييت 032ميداليه ( 00ذهبيه،
30فضيه ن 46برونزيه) متفوقني كثريا عىل اخلصوم األساسني أملانيا الديمقراطيه
وأمريكا ( 012،02ميداليه لالمريكان) .ونتائج املشاركات يف خمتلف األلعاب الرياضية
أيضا بسبب االستخدام الفعال لنظام التكيف مع تغريات املنطقه الزمنية –
كانت عالية ً
فروق الساعة – وساعد عىل هذا إىل حد كبري يف العامني اللذين سبقا األوملبياد األبحاث
والدراسات التي اكتشف حقلئق كثريه جديده هلا امهية عملية جدا.
لقد تم إثبات أن خصوصيه اللعبة الرياضية ومدة املامرسة وطابع النشاط التنافيس
الذي سبق األوملبياد وخصائص الريايض الفرديه تؤثر كبريا عىل زمن وشدة إعادة ضبط
اإليقاع احليوي.
واستنادا إىل هذه العوامل تشكل إعادة الضبط التكيفي الذي يؤكد عىل استعداد
الريايض للمسابقات يف بعض احلاالت يكفي 6-0أيام ،ويف حاالت أخرى يتطلب -01
00يوما.
والرياضيون املختصون برياضات رسعة مميزه بالقوة .يتكيفون أرسع باملقارنة مع
رياضيني من املسافات الطويلة ومع املختصني أيض ًا يف ألعاب حركية توافقيه معقدة
واأللعاب اجلاعيه والفردية.
169
إن الرياضيني ذوى اخلربة واملامرسة الطويلة والذين يشاركون باستمرار يف املسابقات
يف خمتلف القارات يتكيفون أرسع بكثري بنسبه ( )%41-31باملقارنة مع األكثر شبابا من
الرياضيني الذين مل يعتادوا عىل الرحالت الطويلة.
وإن اإلعداد التمهيدي خالل أسبوع يسبق الرحلة والذي هيدف إىل تبديل تدرجيي
لزمن الوحدات إىل أكثر تأخرا من ( 0إىل 3-2ساعات) واستخدام محوالت شديدة
وانفعالية يف ساعات متأخرة الساعة ( )24-22وحتليل التكنيك والتكتيك املطلوب
ملنافسات السباقات لأللعاب املرتفع يف ساعة متاخره من الليل واإلجراءات النفسية
وغريها ،كل هذا يسهل جدا ويقلص مرحلة التكيف بعد الرحلة الطويلة إىل الرشق،
ويساعد عىل ذلك أيض ًا التخيل يف األسبوع األخري عن التدريبات يف الصباح الباكر
الساعات ( )0-6واالستيقاظ املتأخر واإلفطار وختفيض احلموالت وشدة اجلهد يف
الوحدات الصباحيه .ويتطلب بناء العمليه التدريبية يف األيام األوىل بعد الوصول اهتامما
خاصا .إن اختالل اإليقاع احليوي للوظائف البدنيه املهمة جدا واحلالة النفسية ،قادرة
بنسبة %41-31من ختفيف جماميع القدرة عىل العمل يف الوحدات التدريبية إذا برجمت يف
اليومني األوليني بعد الوصول .ففي اليوم الثالث القدرة عىل العمل رغم أهنا ترتفع لكن
تبقي متدنيه التخفيض يبل ( )%21-00وان استشفاء القدرة عىل العمل حسب
األسباب التي قد ذكرت سابقا قد يالحظ ابتدا ًءا من اليوم بعد الوصول.
ونفس احلالة تالحظ أيض ًا يف االستجابة للحموالت العاديه .ففي األيام األوىل بعد
الوصول حتدث احلموالت العاديه تبدالت أكيدة أكثر وضوحا يف نشاط األنظمة
الوظيفية التي حتمل احلموالت األساسية.
عىل سبيل املثال :لدى الدراجني والسباحني يظهر ذلك يف املقادير األكثر ارتفاعا
ملعدل نبضات القلب والقذف القلبي وزيادة هتويه الرئتني وحمتوى الالكتات يف الدم.
ويرافق كل ذلك تباطؤ جريان العمليات االستشفائيه أيض ًا.
إن تكيف جسم الريايض بعد العودة إىل الوطن ،جيري بشكل أسهل بكثري عىل الرغم
من تعلقه بمده الغياب عنه .إن بعض التغريات لنظام احلياة اليومية قبل العودة
(االستعداد للنوم يف الوقت املناسب القريبه من أوقات النوم يف " البيت" تسهل أكثر من
عملية التكيف الذي قد ينتهي خالل 3-0أيام.
170
الفصل السابع
171
األثر التدرييب الرتاكمى
يف هناية اخلمسينيات والستينيات ارتفع بشكل حاد يف خمتلف األلعاب الرياضية
حجم وشدة اجلهد التدريبي .وأصبحوا يربجمون مترينني خالل اليوم .وانترش اسلوب
الفواصل الذي يقتيض تنفيذ سلسلة متارين بفواصل راحة غري طويلة .تنفيذ التامرين
الالحقة عىل خلفيه عدم االستشفاء بعد التامرين التي سبقتها اعترب وسيلة قوية لزيادة
التحمل إال أن ذلك رفع يف الوقت نفسه من احتياجات القدرات الوظيفية جلسم
الريايض.
كل هذا أدى إىل زيادة احلموالت عىل جسم الريايض نتيجة اهتامم اخلرباء الكبري
بمشاكل التعب واستشفاء وتطوير االستجابات التكيفية.
يف بداية الستينيات طرحت يف خمتلف خمابر العامل وتطورت بشكل كبري فكرة تؤكد،
أنه من أجل تشكل استجابات التكيف مع األثر الرتاكمي لتدريب طويل نسبيا بحمويت
كبرية ،جيب أن تكون هناك مرحلة حمددة للتدريب بحموالت غري كبرية تسمح بتأمني
جريان كاف لالستجابات االستشفائية والتكيفية يف جسم الريايض.
رشح هذه الظاهرة املطبقة عىل التدريب الريايض بالتفصيل ألول مرة ل .ب .ما
تفييف ( )0064وسامها ب " االستحالة املتأخرة" التي تعكس تأخر الطفرات التكيفية
عن املؤثرات التدريبية يف هذه املرحلة من اإلعداد أو تلك .زمن ظهور أثر " االستحالة
املتاخرة " من حلظة انتهاء مرحلة احلموالت التدريبية الشديده قد يكون خمتلفا ويتحدد
بمدى تأهيل الريايض وتدربه وبحجومات واجتاهات احلموالت واخلواص الفردية
للريايض وأسباب أخرى .ووافق عىل ذلك اخلبري األملاين الشهري د .هره يف كتابه " تعاليم
التدريب " ( )0060الذي اكتسب شهرة عاملية .أشار د .هاره – موافقا عىل ما طرحه ما
تفييف حول مفهوم " االستحالة املتاخرة" إىل أن األثر املرتاكم لدى الرياضيني املؤهلني
نتيجة سلسلة مؤثرات يتدريبية خالل فرتة زمنية معينة يؤدي غالبا إىل نمو التدرب عىل
شكل طفرات وحيقق نتائج رياضية.
هذه الظاهرة لفتت منذ زمن بعيد انتباه املدربني .عىل سبيل املثال :مدرب السباحة
األسرتايل الشهري فوربوس كاراليل (من بني تالميذه سباحون مشهورون وأبطال
171
األوملبياد :شيني جولد ،وجون ديفيس ،ويان اوبرايان وكثريون من السباحني املعروفني
يف اخلمسينيات ،توصل إىل نتيجة مفادها أن الزيادة احلادة من احلموالت التي يتصف هبا
إعداد السباحني األسرتالني يف تلك السنوات تتطلب إدخال تدريبات ذات طابع أوىل
بحموالت صغرية قبل املنافسات قصرية األمد كاراليل .0063وايده يف ذلك
الفيزيولوجي االسرتايل الشهري فرانك كوتون الذي أثبت أن مرحلة (التضييق " أو
االنقباض") بعد التدريب الطويل والشديد حيب أن تكون أطول مما جرت عليه العادة يف
ذلك الوقت.
كبريا من
ً مدرب السباحة األمريكي الشهري جى كاونسيلني الذي درب عد ًدا
السباحني العظامء أدخل مفاهيم جديده ك " فرتة التدريب الشديد " " وفرته التضييق "
يف فرتة من هذه الفرتات ينفذ حجم جهد يف أغلب األحيان عىل خلفية.
عدم االستشفاء الكامل .هلذه الفرتة برأي كاونسيلني يمكن أيض ًا استخدام
مصطلحات كالتعب واإلجهاد (وطاة) " أمل – أمل شديد – أمل شديد جدا " يف هذه الفرتة
يصبح اجلهد حافزا لـ" ما فوق التكيف " الذي يأيت عىل شكل طفرات يف هناية الفرتة
القادمه وهي – فرتة التضييق التي متتد 4-2أسابيع .فرتة التضييق تتطلب متارين بحجم
جهد غري كبري ومحوالت ذات اثر تراكمي منخفض وخلق ظروف لالستشفاء الفعال
وجريان االستجابات التكيفية .يف هناية هذه الفرتة ،الريايض قادر وهو يف حالة " مافوق
التكيف " بلوغ أفضل النتائج.
درست عىل وجه اخلصوص وبشكل مفصل ومتعدد اجلوانب مسألة األثر التدريبي
املدخر يف أملانيا الرشقية واالحتاد السوفييتي يف أواخر السبعينيات لتطوير مرحلة إعداد
الرياضيني وحتديدا قبل املسابقات الرئيسية .سمحت هذه الدراسات بوضع خطط بناء
اإلعداد تؤمن %60-60من حاالت بلوغ قمة األثر التدريبي املدخر يف أثناء مشاركة
الرياضيني يف املسابقات الرئيسية .وتم الرتكيز بشكل أسايس عىل مضمون اإلعداد خالل
األسابيع 5-6التي تسبق املباريات الرئيسية.
واكتشف أن أكثرهم صوا ًبا كان التخطيط لدورتني متوسطني:
171
الدورة األوىل بحموالت كبرية فقط أغلبها مثقلة بتأثريات البيئة املحيطة (مرتفعات
متوسطة وعالية).
الدورة الثانية هي خلق الظروف املثيل لتشكل استجابات طويلة األمد وظهور األثر
التدريبي املدخر يف أثناء املسابقات الرئيسية (بالتونوف ،فايتسوخوفسكي 0050وموللر
.)0050
فيام خيص إعداد السباحني من ناحية القوة فلقد قام فايتسوخوفسكي باثبات ليس
فقط " حقيقة االستحالة (حتوالت) املتأخرة " بالنسبة إىل تأثري تدريبات القوى الشديدة
ملدة 6-4أيام وإنام كشف أيض ًا عىل أي شكل جيب انشاء التدريبات القادمة ليتمكن
التأثري املدخر من الظهور عىل شكل طفرات خالل 4-3أيام بعد انتهائها .دراسات
مشاهبه تطرقت إىل مكونات التدرب األخرى وخاصه قدرات أنظمة التزويد بالطاقه
اهلوائية والالهوائية (بالتونوف )0055لقد أشري إىل ان مقادير التأثري التدريبي املدخر
ترتبط مبارشه بالقيم اإلمجاليه وتوجه احلموالت التدريبية يف الدورات املتوسطة واملدعوه
إىل نقل الريايض إىل مستوى أعىل من التكيف – أي زيادة القدرات الوظيفية النظمة
التزويد بالطاقه واالستعداد لبلوغ نتائج عالية جدا.
تؤدي احلموالت التدريبية الكبرية يف الدورات املتوسطة فقط ،والتي متيل عىل أنظمة
اجلسم الوظيفية متطلبات قصوى دون ختطي احلدود املرتبطه بتطور التكيف املفرط
(ظهور قصور قلبي ،إصابه يف العضالت ،اختالل التوازن اهلرموين وغريها )...تؤدي
غالبا إىل تنمية القدرات الوظيفية عند الرياضيني عىل طفرات وإىل نتائج جيده خالل زمن
معني عادة يكون 20-05يوما.
سباحو أملانيا الرشقيه الذين احتلوا املراكز األوىل يف املسابقات العامليه يف ثامنينات
القرن املايض متجاوزين فيها بثقه سباحي أمريكا يف بطولة العامل 0056وأولومبياد
.0055خضعوا حلموالت لطفرات التكيف وفرهتا تدريبات ملدة 4-3أسابيع.
فباالرتفاعات املتوسطة ويف الوقت ذاته ،كان عىل برنامج الدورة املتوسطة وشدة
اجلهد وجمموعه التامرين النموذجيه ،أن تتناسب مع أعىل املؤرشات التي تم تسجيلها قبل
ذلك ،أي يف أثناء اإلعداد يف املناطق السهليه .يف هذه احلالة ،الزيادة احلادة يف امجايل
174
مقادير محوالت الدورة املتوسطة بنسبه ( )%21-00تقريبا يتم تأمينها عن طريق نقص
التاكسج (نقص األكسجني) الطبيعي ،أما األثر التدريبي املدخر فتمت مالحظة بعد
ثالث أسابيع من التدريبات يف الظروف السهليه بحموالت عالية نسبيا.
حافزا كا ًفا للتشكل الفعال لألثر التدريبي املدخر وزيادة قدرات الريايض عىل
ً أنشأ
طفرات ،باإلمكان تأمينها أيض ًا يف تدريبات أجريت عىل السهول .وتشهد عىل ذلك عىل
مؤخرا خرباء من فرنسا واسبانيا بارشاك رياضيني
ً سبيل املثال الدراسات التي أجراها
ذوي التاهيل العايل .لقد ظهر األثر املدخر لتدريبات شديدة لدورة تدريبية متوسطه طوهلا
25يوما فقط يف احلاالت التي كان امجايل احلموالت قد فاق املؤرشات الوسطية بنسبه
%21تلك املؤرشات التي متيزت هبا الدورات الطويلة التي سبقتها .فور انتهاء الدورة
التدريبية املتوسطة بحموالت زائدة مؤرشات قدرات الريايض يف أثناء تنفيذ برامج
االختبارات وسلسله متارين نموذجية انخفضت فعال باملقارنة مع املؤرشات املسجله قبل
الدورة املتوسطة بعد ثالث أسابيع من انتهاء برمج االختبار يف مثل هذه الدورة املتوسطة،
لوحظ تطور واضح للقدرات الوظيفية التي رافقها بلوغ نتائج فرديه عالية جدا يف
املباريات.
فقط يف احلاالت عندما كانت احلموالت يف الدورة املتوسطة أقل وتطلب تكرار
برامج سابقة ومشاهبة وقد ظهر االستعداد للمباريات مبكرا قليال بعد أسبوعني ال أكثر
من انتهاء برامج الدورة املتوسطة .إال أنه يف هذه احلالة مل يالحظ نمو يف القدرات
الوظيفية بشكل واضح وانخض بشكل حاد ارجحية بلوغ نتائج فردية عالية جدً ا وأفضل
نتيجة يف الدورة املتوسطة.
لذلك جيب احلديث يف هذه احلالة ليس عن األثر التدريبي املدخر فقط إنام عن
االستشفاء التام بعد احلمل الكيل يف الدورة املتوسطة واملحافظه عىل مستوى التكيف
الذي تم بلوغه مسبقا.
يف هذه الدراسات ذاهتا متت دراسة موضوع اخر مهم جدا مل تعرب املؤلفات الرياضية
اهتامما رضوريا واملقادير املثيل للحموالت التدريبية يف الدورات املتوسطة التي تسبق
175
املباريات وقبل املسابقات الرئيسية للدورات الطويلة والتي تسمي غالبا ب " فرتة
التضييق " وتم إثبات أن إمجايل نسبة احلموالت من محل دورة متوسطة مدهتا 25يوما.
الصغرية منها %31والكبرية %51كانت أقل فعالية باملقارنة مع املتوسطة نسبتها
( )%61-01ومع هذا لوحظ أن يف هذه الدورة املتوسطة قبل املباريات الرئيسية باملقارنة
مع املراحل والدورات املتوسطة ،أن مقادير احلموالت التدريبية واجتاهاهتا جيب ان تكون
فردية لكل اختصاص بذاته واخلصائص الوظيفية والنفسية لكل ريايض وتفاعل
استجاباته التكيفية واالستشفائيه.
دراسة آلية تغري احلالة الوظيفية للريايض يف أثناء عملية التضييق بعد تدريب شديد
أظهر أن 3-2أسابيع من االستشفاء الفعال وتدريب بتقليل حاد يف امجايل احلموالت
تؤدي إىل تقدم واضح يف كل مكونات التدرب اهلامه.
عىل سبيل املثال :الدراسات التي أجريت باشرتاك سباحني ذوي التاهيل العايل
أظهرت أن هذه املرحلة كافية لزيادة كبرية يف قوة احلركات التجديفيه التي تظهر يف أثناء
السباحة حتت املاء واجلهد دون سباحة باستخدام خمتلف األجهزة املساعدة التي تسمح
بمحاكاه حركات السباحة.
اكتشف عىل وجه اخلصوص زيادة قوة اجلهد يف أثناء السباحة بنسبه %2426ويف
أثناء جهد عىل اليابسة بنسبه إىل حد %00ازدياد القوة هو نتيجة االرتفاع الشديد
للقدرات التقلصيه للعضالت وخاصة األلياف الرسيعة احلركة ويعترب ذلك بالتكيد
نتيجة للتبدالت التكيفيه يف األنسجه العضليه والتنظيم العصبي للنشاط العضيل.
فوق التعويض واألثر التدريبي املدخر يعتربان طاهرتني خمتلفتني متاما .فوق
التعويض هي استجابة تكيفيه عاجلة ورسيعة الزوال ذات طابع عصبي هرموين ووقائي
أما األثر التدريبي املدخر فهو استجابه ثابته للتكيف طويل االمد.
مع األسف الكثري فإن من اخلرباء ال يفرقون بني هاتني الظاهرتني مرتكبون خطا
منهجيا فادحا .عىل سبيل املثال اخلبري األمريكي الشهري كأجليسكو يورد يف كتابه الشهري
" السباحة أرسع " يورد رسام بيانيا خاطئا مأخو ًذا من كتاب تيودور كومبا.
176
يف هذا الرسم البياين شوه كومبا نتائج دراسات ياكوفلييف وربط بشكل خاطئ
املنحني البياين العاكس لالستجابات للحموالت املرهقة ملرة واحدة هبيكليه الدورة
املتوسطة املؤلفه من 4أسابيع.
نجد هناك عدة أخطاء جوهريه:
اوال :خالل الدورات القصرية الثانية والثالثه بحموالت قصوى جيب أال ينفذ اجلهد
التدريبي يف حاله التعب العميق فقط وإنام يف حاله االستعداد العايل لتنفيذ برامج
احلصص التدريبية ويساعد عىل ذلك تتابع عقالين للتامرين ذات االجتاهات املطلوبة
وبناء برامج بعض التدريبات بشكل مثايل واستخدام اجلهد قليل الشدة ذو طابع
استشفائي وخمتلف العالجات الطبيعيه واحلمه الغذائيه اخلاصه.
يف أثناء بناء برنامج تدريب عقالين ال جيري احلديث عن أي تعب كان ذو طابع
مزمن .خالل الدورات القصرية املهمة ويمكن إتباع تبديل موجه وملرات عديدة لعمليه
التعب واالستشفاء كاستجابه حلموالت احلصص التدريبية ..وعند ذلك يعترب التعب
واحدً ا من احلوافز لتنميه االستجابات التكيفيه،
ثانيا :كام هو معروف يف أعامل ياكوفلييف وغريه من اخلرباء ظاهرة فوق التعويض تظهر
فقط يف تركيز خمزون وحدات الطاقة الكبرية يف العضالت ،اجلليكوجني بشكل
أسايس وال تعمم عىل االستجابات الكثرية األخرى التي ال تقل أمهية ،وعيل
مكونات إعداد السباح واألكثر من ذلك ،حتى بالنسبة لفوق تعويض اجلليكوجني
كاستجابه وقائيه الستنفاد خمزوهنا نتيجة احلموالت املرهقة .ال جيوز احلديث عن
االستجابات املستقره منفصله عن مستور إعداد الريايض .فوق التعويض الواضح
جليلكوجني العضالت بعد احلموالت التي تؤدى إىل استنفاد خمزونه يتكيز به
اإلنسان غري املتدرب الذى مل يتحمل محوالت منتظمة كهذه.
فيام خيص الرياضيني ذوي التاهيل العايل املتكيفني بشكل جيد مع اجلهد املؤدي إىل
استفاذ خمزون جليكوجني العضالت فإن إخضاعهم حلموالت كبرية تتوافق مع اجتاهات
مناسبه سيؤدي إىل استفاذ خمزون اجلليكوجني إىل مستوى ما قبل اجلهد .وأما إىل زيادته
بشكل قليل.
177
ثالثا :إنشاء برامج متارين دورات متوسطه بعقالنيه وبفعالة حتفزية واستشفائيه ستؤدي
بشكل طبيعي إىل زيادة القدرات الوظيفية استعداد لبداية الدورة املتوسطة القادمة.
إال أن هذه الزيادة يف مستوى التدرب ال تعترب استجابة فوق التعويض للجليكوجني
الذي استشفي خمزون خالل 3-2أيام يف مرحلة الدورة القصرية االستشفائية وإنام نتيجة
مدخرا ويظهر يف
ً تأثريا تدريب ًيا
استجابة تكيفية مركبة أكثر أمهية وتعقيدا والتي تعني ً
أطياف واسعة من التغريات تعود إىل إعداد الريايض من الناحية الفنية والتكتيكية والبدنية
النفسية.
تعتربانعكاسا لظهور التكيف طويل األمد وليس هلا أي عالقه بفوق
ً هذه التغريات
التويض.
بالطبع يف أثناء برجمة محوالت تدريبية متوسطة باإلمكان تأمني تنمية ردود أفعال
جسم السباح وفقا للرسم البياين الذي اقرتحه بومبا بالكامل .ولكن لتحقيق ذلك من
الرضوري برجمة محوالت كبرية جدا يف الدورة القصرية تؤدي إىل تراكم التعب الشديد.
يف هذه احلالة فإن محوالت الدورة القصرية الثانية والثالثة ستنفذ يف أثناء انخفاض
مستوى القدرات الوظيفية وحالة نفسية قاسيه ونوعية سيئة لتنفيذ الربامج التدريبية مما
يؤدي يف هناية املطاف إىل التعب املفرط،
نتيجة مثل هذا التدريب لن يكون هناك ظاهرة فوق التعويض وإنام حالة إعادة تكيف
ولكي يتم جتاوزها قد ال يتطلب تبديل عملية التدريب باجتاه شديد للحموالت فقط وإنام
للتدخل الطبي أيض ًا.
178