You are on page 1of 139

‫سوسيولوجيا الحركات االجتماعية‬

‫زكرياء أكضيض‬
‫أستاذ علم االجتماع‬
‫جامعة القاضي عياض بمراكش‬
‫تتضمن دعامة مادة سوسيولوجيا الحركات االجتماعية مجرد رؤوس أقالم يحتاج استيعابها‬
‫إلى قراءات موازية‪ ،‬واستثمار أمثل لما تم تقديمه في الحصص المنجزة‪.‬‬
‫السداسية الثانية ‪S2‬‬ ‫وحدة‪ :‬اللغات والثقافة‬
‫الحركات االجتماعية و الدراسات‬
‫القانونية‬
‫الحركات االجتماعية و الدراسات القانونية‬

‫‪ -‬نعود إلى فلسفة القانون لكي ندرك العالقة الكامنة بين القانون و الحركات االجتماعية؛‬

‫‪ -‬نستدعي الجدل الفلسفي الكالسيكي بين االتجاه الطبيعي في القانون و االتجاه الوضعي في القانون‬

‫‪ -‬االتجاه الطبيعي في القانون مع فالسفة العقد االجتماعي؛ من بينهم الفيلسوف جون جاك روسو في كتابه أصل التفاوت بين‬
‫الناس‪:‬‬
‫‪ -‬يعتبر جون جاك روسو حالة الطبيعة حالة خيرة عاش فيها اإلنسان في انسجام مع الطبيعة‪ ،‬فإن االنتقال إلى الحالة المدنية‬
‫بواسطة التعاقد االجتماعي ال يعني التجاوز الكلي للحقوق الطبيعية؛‬
‫‪ -‬وجود حقوق في حالة الطبيعة االولى مثل الحياة و الحرية و المساواة سابقة على االجتماع المدني لإلنسان؛‬
‫‪ -‬الحالة المدنية هي استجابة و تنظيم لحقوق اإلنسان الطبيعية التي ينبغي أن تتخذ مرجعية للقانون في الحالة المدنية؛‬
‫‪-‬‬
‫الحركات االجتماعية و الدراسات القانونية‬

‫‪ -‬تعد الحقوق الطبيعية أساس وقاعدة الحقوق المدنية‪ ،‬فال يمكن تفعيل الحقوق المدنية‪ ،‬كالحق في التصويت والحق في التعليم‬
‫وغيرها من الحقوق المدنية بإلغاء الحقوق الطبيعية‪ ،‬كالحق في الحياة والحق في الحرية؛‬

‫‪ -‬إذا كانت الطبيعة تمنح للحق مصدره ومشروعيته‪ ،‬فإن التعاقد هو الذي يضمن استمراريته؛‬
‫مادامت الطبيعة سابقة على كل ثقافة‪ ،‬فهي بالتالي مرجعية كلية مطلقة ينبغي أن تتأسس عليها كل الحقوق‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يحتكم القانون في االتجاه الطبيعي إلى المرجعية الطبيعية التي تتسم بالخصائص التالية ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫االطالقية‬ ‫‪-‬‬
‫الكونية‬ ‫‪-‬‬
‫الطبيعية‬ ‫‪-‬‬
‫الحركات االجتماعية و الدراسات القانونية‬

‫االتجاه الوضعي في القانون مع هانز كيلسن ‪ Hans Kelsen‬في كتابه نظرية خالصة للحق ‪:‬‬

‫‪ -‬ليست مرجعية الطبيعة سوى مفهوم افتراضي يفتقد إلى للحجج العلمية؛‬
‫‪ -‬إذ عرف البشر على الدوام أشكاال من التنظيم َم ْهما كانت بدائية بسيطة؛‬
‫‪ -‬ما يفقد تصور حالة الطبيعة مصداقيتها كفرضية الستنباط الحقوق الطبيعية؛‬

‫‪ -‬ال ترى الوضعية القانونية في أطروحة القانون بمرجعيته الطبيعية سوى إنشاءات ميتافيزيقية ال تحقق شروط العلمية كما‬
‫تفهمها اإلبستمولوجيا الوضعية ‪.‬‬

‫‪ -‬ال وجود لقانون غير القوانين الوضعية‪ ،‬ما من شأنه أن يجعل الحق معطى نسبي لتكيفه الدائم مع كل مجتمع و خصوصياته‪.‬‬
‫الحركات االجتماعية و الدراسات القانونية‬

‫‪ -‬إذا كان القانون هو نتاج ما تواضع عليه المجتمع‪ ،‬فإنه في اآلن ذاته وليد القوى السياسية المتصارعة على أرض الواقع‬
‫بمرجعياتها االجتماعية والثقافية واأليديولوجية المختلفة‪ ،‬و هذا ما يضفي على الحق طابع النسبية المشروط بموازين القوى‬
‫داخل المجتمع‪.‬‬

‫‪ -‬يحتكم القانون في االتجاه الوضعي إلى المرجعية الوضعية التي تتسم بالخصائص التالية ‪:‬‬
‫الثقافية‬ ‫‪-‬‬
‫النسبية‬ ‫‪-‬‬
‫المواضعة‬ ‫‪-‬‬
‫الصراعية‬ ‫‪-‬‬
‫الحركات االجتماعية و الدراسات القانونية‬

‫‪ -‬ما يمكن استنتاجه من تصور الفيلسوف هانز كيلسن بأن القوانين الوضعية هي نتاج التناقضات االجتماعية التي يمكن أن‬
‫تحملها الحركات االجتماعية؛‬
‫‪ -‬ال يمكن فهم مدونة األسرة المغربية بشكل منفصل عن تناقضات الشروط التي أنتجتها الحركة النسائية بالمغرب و التيارات‬
‫المعارضة لها؛‬
‫‪ -‬ال يمكن فهم مقتضيات دستور سنة ‪ 2011‬وفلسفته دون استدعاء حركة عشرين فبراير وتداعياتها على الحقل السياسي في‬
‫شموليته؛‬
‫‪ -‬ال يمكن فهم قانون تمليك أراضي الجموع ومنح المرأة حقها في تمليك األرض الساللية دون استحضار الجدل السياسي‬
‫والحقوقي والثقافي التي أحدثته حركة النساء السالليات بالمغرب‪.‬‬
‫مفهوم السوسيولوجيا‬
‫مفهوم السوسيولوجيا‬

‫‪ ‬تميز بداية القرن التاسع عشر بالثورة الصناعية التي أرخت بظاللها على أوروبا‪ ،‬وأدت إلى‬
‫تسريع عملية التمدين والنزوح المكثف إلى المدن لالشتغال في المصانع الحضرية عوض‬
‫الفالحة في األرياف؛‬
‫العضوي بلغة‬ ‫‪ ‬تحوالت في البنيات االجتماعية من التضامن التقليدي إلى التضامن‬
‫السوسيولوجي دوركايم؛‬
‫‪ ‬ظهور الطبقة العاملة (البوليتاريا) كعنصر محوري في البناء الطبقي للمجتمعات األوروبية؛‬
‫مفهوم السوسيولوجيا‬

‫‪ ‬شكلت التحوالت االجتماعية األوروبية أرضية خصبة لتشكل الوعي بأهمية التأسيس لعلم قادر على‬
‫دراسة الظواهر االجتماعية التي ظهرت في المجتمعات الصناعية؛‬

‫‪ ‬نظرا للحاجة الملحة لفهم تحوالت المجتمعات الصناعية‪ ،‬توجهت العلوم اإلنسانية لالستقاللية عن‬
‫التفكير الفلسفي‪ ،‬بما فيها علم االجتماع الذي سعى لالستقاللية بنفسه على مستويات الموضوع‬
‫والمنهج والمفاهيم؛‬
‫مفهوم السوسيولوجيا‬

‫يقود سؤال ‪ :‬ما السوسيولوجيا ؟ إلى التعريفات المقدمة في حقل علم االجتماع التي تعكس‬
‫البراديغمات العلمية التي تقع خلف كل تعريف على حدة‪:‬‬

‫‪ ‬البراديغم الوضعي‬

‫‪ ‬البراديغم التأويلي‬
‫مفهوم السوسيولوجيا‬

‫‪ ‬البراديغم الوضعي‪ :‬أوجست كونت ‪ :Auguste Conte‬عرفه في البداية باسم الفيزياء‬


‫االجتماعية‪ ،‬وبعد ذلك استبدله بالسوسيولوجيا التي تتشكل من شقين سوسيو باليونانية‬
‫تعني المجتمع‪ ،‬ولوجي (العلم)‪ ،‬وهي الترجمة الحرفية للسوسيولوجيا باعتبارها «علم‬
‫الظواهر االجتماعية التي تخضع لمجموعة من القوانين الطبيعية الحتمية التي يتم‬
‫اكتشافها بواسطة البحث العلمي»‪.‬‬

‫‪ ‬البراديغم التأويلي‪ :‬ماكس فيبر ‪« :Max Weber‬علم االجتماع هو العلم الذي يسعى إلى‬
‫فهم الفعل االجتماعي بواسطة التأويل»‪.‬‬
‫مفهوم السوسيولوجيا‬

‫‪ -‬يتبين أن السوسيولوجيا علم من العلوم االنسانية الذي ظهر في القرن التاسع عشر نتيجة‬
‫تحوالت اجتماعية قادت االنسان إلى التفكير في اهمية تأسيس علم قادرة على تفسير و‬
‫فهم المتغيرات الجديدة؛‬
‫‪ -‬استقلت السوسيولوجيا عن التفكير الفلسفي وسعت إلى التأسيس لعلميتها عن طريق تحديد‬
‫موضوعها ومناهجها ومفاهيمها الخاصة؛‬
‫تدرس السوسيولوجيا الظاهرة االجتماعية في أبعادها الجماعية و الفردية سواء عن‬ ‫‪-‬‬
‫طريق تفسيرها الوضعي أو التوجه نحو فهمها بواسطة التأويل‪.‬‬
‫مفهوم الحركة االجتماعية‬
‫مفهوم الحركة االجتماعية‬

‫‪ ‬استخدم هذا المفهوم ألول مع الباحث في السوسيولوجيا األلماني لورانز فون شتاين‬
‫‪ L.V.Stein‬سنة ‪ 1850‬في كتابه تاريخ الحركات االجتماعية في فرنسا الذي وظف‬
‫المفهوم بغرض تعريف الجهود المبذولة في الثورة الفرنسية من أجل التغيير وبناء المجتمع‬
‫الفرنسي‪.‬‬
‫مفهوم الحركة االجتماعية‬

‫‪ ‬يعرف الباحث هربرت بلومر ‪ Herbert Blumer‬الحركة االجتماعية بأنها ‪ ":‬ذلك الجهد الجماعي‬
‫الرامي إلى تغيير طابع العالقات االجتماعية المستقرة في مجتمع معين‪ ،‬فهي مشروعات جماعية تستهدف‬
‫إقامة نظام جديد للحياة وتستند على إحساس بعد الرضا عن النمط السائد والرغبة في إقامة نسق جديد»‪.‬‬
‫‪Herbert Blumer, "Social Movements," in: A New outline of the Principles of Sociology, Alfred McCung‬‬
‫‪Lee (ed.) (New York: Barnes & Noble, 1946).P 199.‬‬

‫‪ ‬يعرف الباحث تشارلز تيلي ‪ Charles Tilly‬الحركة االجتماعية بأنها « سلسلة مستدامة من‬
‫التفاعالت يبن أصحاب السلطة وأشخاص يطلعون بالتحدث نيابة عن قاعدة شعبية تفتقد إلى التمثيل‬
‫الشعبي‪ ،‬وذلك في مجرى إذاعة هؤالء األشخاص لمطالب واضحة إلجراء تغيير في توزيع وممارسة‬
‫السلطة وتدعيم هذه المطالب بمظاهرات عامة من التأييد" ‪.‬‬
‫تشارلز تلي‪ ،‬الحركات االجتماعية ‪ ،2004 – 1768‬ترجمة ربيع وهبه‪ ،‬المجلس االعلى للثقافة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬سنة ‪.2005‬‬
‫ص ‪.15‬‬
‫مفهوم الحركة االجتماعية‬

‫االنتفاضة ‪Émeute‬‬
‫عبارة عن ردة فعل جماعية تميل إلى كثافة استخدام العنف‪ ،‬وتتضمن تجمعا تلقائيا لمجموعة من األفراد لديهم نفس‬
‫الخصائص المشتركة في دورة حياة قصيرة‪.‬‬
‫محددات االنتفاضة ‪:‬‬
‫‪ ‬ردة الفعل‪.‬‬
‫‪ ‬الجماعية ‪.‬‬
‫‪ ‬التلقائية ‪.‬‬
‫‪ ‬تكثيف العنف‪.‬‬
‫‪ ‬دورة حياة قصيرة‪.‬‬
‫مفهوم الحركة االجتماعية‬

‫احتالل المواقع ‪Occupations de locaux‬‬


‫ميز احتالل‬
‫يتم فعل االحتالل من قِ َبل أشخاص عديدين‪ ،‬لمبنى أو ِملك خاص أو عام‪ ،‬كتعبير مباشر أو غير مباشر عن آراء سياسية‪ .‬وما يُ ِ‬
‫المواقع هو استخدام مكان مغلق أو ِملك كشكل من أشكال االحتجاج‪.‬‬

‫سيسيل بيشو‪ ،‬أوليفيه فيليول‪ ،‬ليليان ماتيو‪ ،‬قاموس الحركات االجتماعية‪ ،‬ترجمة عمر الشافعي‪ ،‬الجيزة ‪ :‬دار صفصافة‬
‫للنشر و التوزيع والدراسات‪ ،‬سنة ‪ .2017‬ص ‪.33‬‬
‫اإلضراب ‪Grève‬‬
‫يعتبر من أشكال االحتجاج المستخدمة في الممارسة النقابية‪ ،‬ويتجلى في التوقف عن الشغل بصورة مقصودة وجماعية بهدف الضغط على‬
‫المشغل لتحقيق مطالب محددة‪.‬‬
‫مفهوم الحركة االجتماعية‬
‫االعتصام ‪Sit-in‬‬
‫‪ -‬نمط للفعل يشارك فيه شخص أو أكثر في االحتالل غير العنيف – جلو ً‬
‫سا أو رقودًا أو وقوفًا– لحيز مكاني في احتجاج يرمي إلى تحقيق‬
‫تغيير‪ ،‬سياسي غال ًبا‪ ،‬ولكن ربما أيضًا اقتصادي واجتماعي؛‬

‫‪ -‬يندرج االعتصام ضمن أشكال التدخل المباشر‪ ،‬بغرض تعطيل نشاط الجهة المستهدفة – إدارة عامة أو شركة اقتصادية– عبر منعها‬
‫من العمل؛‬

‫‪ -‬يُمثِل قطع الطريق أو السكك الحديدية اثنين من تنويعات االعتصام‪ .‬وتتأتى فعالية الفعل من خالل ذلك المزيج من الضغط وكسب تعاطف‬
‫الجمهور عبر الرد السلمي على عنف السلطات‪.‬‬

‫سيسيل بيشو‪ ،‬أوليفيه فيليول‪ ،‬ليليان ماتيو‪ ،‬قاموس الحركات االجتماعية‪ ،‬ترجمة عمر الشافعي‪ ،‬الجيزة ‪ :‬دار صفصافة‬
‫للنشر و التوزيع والدراسات‪ ،‬سنة ‪ .2017‬ص ‪.45‬‬
‫مفهوم الحركة االجتماعية‬

‫الثورة ‪Révolution‬‬

‫تحيل إلى التغييرات الجذرية في البنى المؤسسية للمجتمع‪ ،‬والتي تعمل على تغيير المجتمع من نمط سائد إلى نمط‬
‫جديد يتوافق مع مبادئ وقيم وأيديولوجية وأهداف الثورة‪ ،‬وهي تتخذ أشكاال سلمية أو عنيفة‪ ،‬وتكون فجائية أو بطيئة؛‬
‫تشير الثورة إلى تغيير جذري في المجتمع‪ ،‬يتخذ أبعادا سياسية (الثورة الفرنسية‪ ،)1799 -1789 :‬علمية (الثورة‬
‫الكوبرنيكية)‪ ،‬صناعية (الثورة صناعية إنجليزية)‪ .‬وهكذا فالثورة تعد تعبئة اجتماعية تنتشر في عدة قطاعات ومجاالت من‬
‫المجتمع بغض النظر عن نتائجها‪.‬‬
‫‪Yve alpe et d’autres, lexique de sociologie, Editions DALLOZ, Paris, 2013. P318.‬‬
‫مفهوم الحركة االجتماعية‬

‫يحتاج فهم مفهوم الحركة االجتماعية تمييزه عن الفعل االحتجاجي الذي يقدم نفسه في كثيرا من االحيان منفصال عن‬
‫الحركات االجتماعية؛‬
‫إذا كانت كل حركة اجتماعية تميل لالحتجاج‪ ،‬فإن االحتجاجات ال تعبر بالضرورة عن الحركات االجتماعية‪ .‬ويمكن أن نميز‬
‫االحتجاج عن الحركة االجتماعية من خالل الجدول التالي ‪:‬‬
‫االحتجاج‬ ‫الحركة االجتماعية‬
‫اآلنية‬ ‫الديمومة‬
‫التلقائية‬ ‫فعل منظم‬
‫ردة فعل جماعية‬ ‫دورة حياة ممتدة‬
‫دورة حياة قصيرة‬ ‫رموز معروفة‬
‫غياب الرموز‬ ‫الحركات النسائية‬
‫االضراب‬ ‫حركات مناهضة العولمة الليبرالية‬
‫االعتصام‬ ‫حركة عشرين فبراير‬
‫احتالل المواقع‬ ‫حركة النساء السالليات‬
‫سوسيولوجيا الحركات االجتماعية‬
‫سوسيولوجيا الحركات اإلجتماعية‬

‫تعتبر فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية (‪ )1945‬زمن الميالد الفعلي لمبحث سوسيولوجيا‬
‫الحركات االجتماعية التي توجه إلى تفسير وفهم الفعل االحتجاجي للحركات االجتماعية وشروط انتاجه‪:‬‬
‫الفترة الحديثة وتصوراتها الفكرية ( الحق اإللهي‪ -‬الحق الوضعي ‪ -‬التعاقد‪ -‬فصل السلط‪ -‬الدولة)‬
‫‪ -‬الثورة اإلنجليزية سنة ‪1669‬؛‬
‫‪ -‬الثورة األمريكية سنة ‪1776‬؛‬
‫‪ -‬الثورة الفرنسيـة سنة ‪1789‬؛‬
‫‪ -‬الثورة البولشيفية سنة ‪1917‬؛‬
‫شكلت هذه الثورات أرضية خصبة لميالد الحركات االجتماعية وتجدير الفعل االحتجاجي وتطوير أشكاله‬
‫وممارساته في المجتمعات الحديثة والمعاصرة‪.‬‬
‫سوسيولوجيا الحركات اإلجتماعية‬

‫هنالك تحوالت هائلة في أواخر الستينات من القرن العشرين غيرت مالمح العالم‪ ،‬من أهم تجلياتها ‪:‬‬
‫‪‬الحركات األمريكية المدافعة عن الحقوق المدنية (السود‪ -‬مارتن لوثر)؛‬
‫‪‬انتفاضة الشباب لسنة ‪1968‬؛‬
‫‪‬حركات التحرر الوطني ‪.1970‬‬
‫سوسيولوجيا الحركات االجتماعية‬

‫‪ ‬الحركات النسائية والحقوقية‬

‫‪ ‬الحركات البيئية والمناهضة للعولمة و النيوليبرالية؛‬

‫كل هذه الظواهر المتمثلة في الحركات االجتماعية وغيرها‪ ،‬يمكن النظر إليها باعتبارها الشرارة االولى لتغيرات عميقة‬
‫في طور التشكل‪ ،‬تابعتها السوسيولوجيا كموضوع أسس لمبحث مستقل يعنى بسوسيولوجيا الحركات االجتماعية‪ ،‬وهو‬
‫المبحث الذي انتج نظريات سعت إلى فهم الحركات االجتماعية‪.‬‬
‫سوسيولوجيا الحركات االجتماعية‬

‫‪ ‬تشكل سوسيولوجيا الحركات االجتماعية مبحثا في العلوم االجتماعية تتقاطع فيه العلوم‬
‫السياسية والعلوم االجتماعية والتاريخ؛‬
‫‪ ‬تبلور مبحث سوسيولوجيا الحركات االجتماعية في فرنسا‪ ،‬وتعود بدايته في الواليات‬
‫المتحدة األمريكية إلى أوائل سبعينات القرن العشرين‪.‬‬
‫‪ ‬هذا التاريخ القصير لمبحث سوسيولوجيا الحركات االجتماعية لم يحل دون إنتاج‬
‫نظريات ومفاهيم حول الحركات االجتماعية‪.‬‬
‫األسئلة المحورية‬

‫ما مفهوم الحركات االجتماعية ؟ وما الذي يميز هذا المفهوم عن التعبيرات االحتجاجية األخرى ؟‬
‫وما الشروط التي تسهم في ميالد الحركات االجتماعية ؟ وما التحوالت التي طرأت على طبيعة الحركات‬
‫االجتماعية ؟ وكيف واكبت سوسيولوجيا الحركات االجتماعية مجمل التحوالت التي مست الفعل الجماعي‬
‫للحركات االجتماعية ؟ ماهي أبرز النظريات التي قاربت موضوع الحركات االجتماعية في حقل‬
‫السوسيولوجيا ؟‬
‫برنامج الحصص‬

‫‪ -‬نظرية السلوك الجماعي (غوستاف لوبون)‬


‫‪ -‬نظرية الحرمان النسبي ( تد روبرت جر )‬
‫‪ -‬نظرية تــعبئة المــــوارد ( مانكور أولسن )‬
‫‪ -‬نظرية الحركات االجتماعية الجديدة ( آالن تورين)‬
‫البيبليوغرافيا المقترحة‬

‫‪ -‬غوستاف لوبون‪ ،‬سيكولوجيا الجماهير‪ ،‬ترجمة هشام صالح‪ ،‬بيروت ‪ :‬دار الساقي‪ ،‬سنة ‪.1991‬‬
‫‪ -‬تيد روبرت غير‪ ،‬لماذا يتمرد البشر ؟ ترجمة مركز الخليج للنشر‪ ،‬دبي ‪ :‬مركز الخليج للنشر‪ ،‬سنة ‪ .2004‬ص ‪.68‬‬
‫‪- Neveu Eric, la sociologie des mouvements sociaux, Paris: la découverte, 2002.‬‬
‫‪ -‬أحجيج‪ ،‬حسن‪ ،‬مدخل إلى علم االجتماع‪ :‬نظريات‪ -‬مناهجه‪ -‬قضاياه المعاصر‪ ،‬مؤسسة مؤمنون بال حدود‪ :‬بيروت‪ ،‬سنة‬
‫‪.2020‬‬
‫‪ -‬تورين‪ ،‬آالن‪ ،‬براديغما جديدة لفهم عالم اليوم‪ ،‬ترجمة سليمان جورج‪ ،‬بيروت‪ :‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬سنة‬
‫‪ .2011‬ص ‪.161‬‬
‫‪ -‬تشارلز تلي‪ ،‬الحركات االجتماعية ‪ ،2004 – 1768‬ترجمة ربيع وهبه‪ ،‬المجلس االعلى للثقافة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬سنة‬
‫‪.2005‬‬
comportement collectif
‫نظرية السلوك الجمعي‬

‫‪ -‬مفهوم السلوك الجمعي ‪:‬‬

‫« ذلك المجال البحثي الذي يشمل مجاالت شديدة التنوع من الدراسة التي تتناول طرق ظهور أنواع‬
‫السلوك الجمعي كاستجابة للظروف و المواقف االشكالية‪ .‬فمن ناحية تمثل الحركات االجتماعية (‪)...‬‬
‫موضوعا للدراسة في ميدان السلوك الجمعي»‪.‬‬

‫جوردون‪ ،‬مارشال‪ ،‬موسوعة علم االجتماع‪ ،‬المجلد الثاني‪ ،‬ترجمة مجموعة من المؤلفين‪ ،‬المجلس األعلى للثقافة‪-‬‬
‫المشروع القومي للترجمة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬سنة ‪ .2000‬ص ‪.817‬‬
‫نظرية السلوك الجمعي‬

‫‪ -‬أول من استخدم مفهوم السلوك الجمعي هو الباحث األمريكي جون برودوس واطسون ‪John‬‬
‫‪1878( Broadus Watson‬ــ‪ )1958‬في أبحاثه في مجال علم النفس السلوكي؛‬

‫‪ -‬رفض الباحث واطسون التصور التقليدي في التحليل النفسي المقتصر على التأمل الباطني؛‬
‫‪ -‬ال يقود التأمل الباطني إلى اكتشاف القواعد الوضعية التي تحكم السلوك الفردي أو الجمعي‪.‬‬
‫نظرية السلوك الجمعي‬

‫‪ -‬تتأتى دراسة الثقافة النفسية في سياق تحليل الظواهر الخارجية التي تعبر عن نفسها في نطاق المعرفة الحسية؛‬

‫‪ -‬تعتبر المعرفة الحسية المعرفة القابلة للتحليل الكمي كما يحدث في نطاق العلوم الطبيعية؛‬

‫‪ -‬تحصر المدرسة السلوكية الثقافة النفسية في سياق الظواهر الخارجية؛‬

‫‪ -‬يمكن استخدام نتائج الدراسات التي تجرى على الحيوانات لتفسير السلوك االنساني‪.‬‬
‫نظرية السلوك الجمعي‬

‫سلوكيّة األمريكيّة كتيّار يدعوا إلى نقد علم النّفس االستبطان ّ‬


‫ي‪ ،‬فإن انجازات السلوكية الروسية عززت‬ ‫عندما ظهرت ال ّ‬
‫من المشروعية العلمية للمدرسة األمريكية‪ ،‬وعلى وجه الخصوص ما قدمه إيفان بافلوف ‪)1936 -1849( Ivan Pavlov‬‬
‫في دراسته لسلوك الحيوانات ‪:‬‬

‫‪ -‬التجربة ‪ :‬أتى الباحث بافلوف بكلب وقام بإجراء فتحة صغيرة أسفل فكه لكي يستطيع بهذا الشكل أن يخرج الغدة اللعابية؛‬
‫‪ -‬وضع أسفل تلك الغدة وعاء بسمح بجمع اللعاب ووصله بجهاز يسمح بدوره بقياس كمية اللعاب؛‬
‫‪ -‬تناول الكلب الطعام يرتبط بإفراز كمية من اللعاب وظيفتها المساعدة في عملية هضم الطعام‪.‬‬
‫نظرية السلوك الجمعي‬

‫‪ -‬عندما يقدم الطعام إلى الكلب يرفق ذلك بجرس يصدر أصوات متكررة؛‬
‫‪ -‬عقب تكرار هذه العملية عدة مرات المتمثلة في تقديم الطعام وتناوله في ارتباط دائم بقرع الجرس؛‬
‫‪ -‬ينتقل الباحث بافلوف إلى مرحلة ثانية التي يقرع فيها الجرس دون تقديم الطعام‪،‬‬
‫‪ -‬الحظ الباحث بافلوف أن الغدة اللعابية تزاول وظيفتها حتى دون تقديم أو تناول للطعام‪.‬‬
‫نظرية السلوك الجمعي‬

‫تجربة واطسون على الطفل ألبرت ‪:‬‬

‫فأرا أبيض ولم يظهر عليه أية عالمة الخوف؛‬


‫‪ -‬قدم الباحث واطسون للطفل ألبرت ً‬
‫ي عال‪ ،‬ما جعله يبكي؛‬
‫‪ -‬قدم الباحث الفأر للطفل مرفق بصوت له دو ً‬
‫‪ -‬كرر هذا الباحث تقديم الفأر األبيض مع ضوضاء الصوت؛‬
‫‪ -‬تشكلت استجابة الطفل ألبرت لتجربة الخوف من رؤية الفئران بفعل مثير الصوت المزعج‪.‬‬
‫نظرية السلوك الجمعي‬

‫‪ -‬تندرج نظرية السلوك الجمعي ضمن البراديغم الوضعي الذي يتوجه إلى تفسير الحركات االجتماعية‬
‫عن طريق المماثلة بين الظاهرة االجتماعية و الظاهرة الطبيعية؛‬
‫‪ -‬تقوم نظرية السلوك الجمعي على األسس النظرية ‪:‬‬
‫‪ -‬علم النفس؛‬
‫‪ -‬علم االجتماع؛‬
‫‪ -‬العلوم الطبيعية‪.‬‬
‫نظرية السلوك الجمعي‬

‫‪ -‬السلوك كموضوع ‪ :‬يقدم االنسان نفسه كسلوك قابل للمالحظة العلمية‪ ،‬وهو سلوك مكتسب وقابل للتعديل؛‬

‫‪ -‬المثير و االستجابة ‪ :‬تظهر سلوكات االنسان باعتبارها استجابة لمثير خارجي؛ كتجربة بافلوف على الكلب وواطسون‬
‫على الطفل ألبرت؛‬

‫‪ -‬تعزيز السلوك ‪ :‬يتعزز السلوك بفعل تكرار االستجابة لمثير خارجي‪ ،‬ما يجعل السلوك يكتسي طابع الديمومة‪.‬‬
‫نظرية السلوك الجمعي‬

‫في كتابه نظرية السلوك الجمعي‪ ،‬أبرز الباحث الوظيفي نيل سلمسر ‪ Neil Smelser‬أن الحركة‬
‫االجتماعية يمكن النظر إليها كسلوك جمعي لكونها تتسم بالمحددات التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬التحفيز الهيكلي ‪ :‬الظروف المنتجة للسلوك الجمعي؛‬


‫‪ -‬الضغط الهيكلي ‪ :‬احساس االفراد باإلقصاء االجتماعي؛ كالالعدالة و الالمساواة و الفوارق الطبقية؛‬
‫‪ -‬االعتقادية المشتركة‪ :‬إدراك المشاركين في الحركة االجتماعية لخصومهم؛‬
‫نظرية السلوك الجمعي‬

‫‪ -‬الحدث المحفز ‪ :‬هو الحدث الذي يشحن العواطف و األحاسيس و االرادة إلى الفعل؛‬
‫‪ -‬التعبئة نحو الفعل ‪ :‬تجنيد المشاركة في الحركة االجتماعية من طرف القادة؛‬
‫‪ -‬الرقابة االجتماعية ‪ :‬عدم قدرة المؤسسات على حفظ النظام العام و التحكم في سلوك األفراد؛ كالمبالغة في استخدام العنف‪.‬‬

‫جوردون‪ ،‬مارشال‪ ،‬موسوعة علم االجتماع‪ ،‬المجلد الثاني‪ ،‬ترجمة مجموعة من المؤلفين‪ ،‬المجلس األعلى للثقافة‪-‬‬
‫المشروع القومي للترجمة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬سنة ‪ .2000‬ص ‪.819-818‬‬
‫‪Neil Smlessr,Theory of collective behavior, New York: The Free Press, 1962‬‬
‫نظرية السلوك الجمعي‬

‫غوستاف لوبون(‪ : )1931-1841‬علم النفس االجتماعي‬

‫يشكل كتاب سيكولوجيا الجماهير (‪1895‬م) للباحث غوستاف لوبون من المساهمات النوعية التي حاولت تفسير الحركات‬ ‫‪-‬‬
‫االجتماعية انطالقا مما قدمته المدرسة السلوكية؛‬

‫‪ -‬باحث فرنسي درس علم الطب والفيزياء النظرية واالنثروبولوجيا‪ ،‬وانتهى به األمر في تخصص علم النفس االجتماعي‪.‬‬
‫ويمكن في هذا السياق ذكر بعض عناوين كتاباته التي تبرز تشعب اهتماماته العلمية‪:‬‬

‫‪ -‬حضارة العرب‪.)1884( ،‬‬


‫‪ -‬القوانين النفسية لتطور الشعوب‪.)1894 ( ،‬‬
‫‪ -‬اآلراء و العقائد‪.)1911 ( ،‬‬
‫‪ -‬سيكولوجيا الجماهير‪.)1895 ( ،‬‬
‫نظرية السلوك الجماعي‬

‫من هو الجمهور النفسي ؟‬

‫‪ -‬يعرف الجمهور النفسي باعتباره « كائن مؤقت مؤلف من عناصر متنافرة ولكنهم‬
‫متراصوا الصفوف للحظة من الزمن ‪ .‬إنهم يشبهون بالضبط خاليا الجسد الحي التي‬
‫تشكل عن طريق تجمعها وتوحدها كائنا جديدا يتحلى بخصائص جديدة مختلفة جدا عن‬
‫الخصائص التي تمتلكها كل خلية»‪.‬‬
‫غوستاف لوبون‪ ،‬سيكولوجيا الجماهير‪ ،‬ترجمة هشام صالح‪ ،‬بيروت ‪ :‬دار الساقي‪ ،‬سنة‬
‫‪ .1991‬ص ‪.56‬‬
‫نظرية السلوك الجماعي‬

‫محددات الجمهور النفسي ‪:‬‬

‫‪ -‬كائن مؤقت‬
‫‪ -‬العناصر المتنافرة‬
‫‪ -‬الخصائص الجديدة‬
‫نظرية السلوك الجماعي‬

‫نص غوستاف لوبون ‪:‬‬

‫غوستاف لوبون‪ ،‬سيكولوجيا الجماهير‪ ،‬ترجمة هشام صالح‪ ،‬دار الساقي‪ ،‬بيروت‪ ،‬سنة ‪ .1991‬ص ‪.57‬‬
‫نظرية السلوك الجماعي‬

‫‪ -‬مفهوم العرق التاريخي لدى غوستاف يجمع ما بين البيولوجيا و الثقافة؛‬


‫‪ -‬استخدم مفهوم العرق لكي يميز بين الجماهير الالتينية ( فرنسا‪ -‬إيطاليا – اسبانيا) التي وجدها اكثر عاطفية من الجماهير‬
‫االنجلوسكسونية ( إنجلترى)؛‬
‫‪ -‬الالوعي الجمعي ‪ :‬هي الرغبات الجماعية المكبوتة الممتدة في تاريخ العرق التي تجعل األفراد متشابهين من حيث عناصر‬
‫الالوعي ومختلفين على مستوى العناصر الواعية ‪.‬‬
‫‪ -‬يتشكل الالوعي الجمعي من الطبيعة و الثقافة معا؛ فالطبيعة تجسد ما ينتقل في العرق التاريخي عبر الوراثة‪ ،‬والثقافة تمثلها‬
‫ما يتلقاه الفرد من محيطه‪.‬‬
‫نظرية السلوك الجماعي‬

‫الخصائص العامة للجهور النفسي‪ ،‬وهي ‪:‬‬


‫أ‪ -‬الشعور الفردي العارم بالقوة‬
‫ب‪ -‬العدوى الذهنية‬
‫ت‪ -‬الالشخـصيــــة‬
‫نظرية السلوك الجماعي‬

‫أ‪ -‬الشعور الفردي العارم بالقوة‪:‬‬

‫‪ -‬يكتسب الفرد المنضوي في الجمهور شعورا عارما بالقوة نظرا لتواجده الجمعي؛‬
‫‪ -‬الشعور العارم بالقوة يقود الفرد إلى االنصياع للغرائز الطبيعية؛‬
‫‪ -‬إذا كان الحس بالمسؤولية هو الذي يردع األفراد‪ ،‬فإنه يختفي لدى الجمهور النفسي‪.‬‬
‫نظرية السلوك الجماعي‬

‫ب‪ -‬العدوى الذهنية ‪:‬‬

‫‪ -‬عملية نفسية تستند على تأثير األفراد على بعضهم البعض أثناء تواجدهم في حشد‬
‫جماهيري؛‬
‫‪ -‬ترفع العدوى من سرعة االستجابة الجماعية وحدة االنفعاالت الجماعية؛‬
‫‪ -‬إفراغ االنفعاالت في السلوك الجمعي؛‬
‫‪ -‬كل عاطفة وفعل معديان بطبيعتهما؛‬
‫‪ -‬الفرد يضحي بمصلحته الشخصية من أجل المصلحة العامة‪.‬‬
‫نظرية السلوك الجماعي‬

‫ث‪ -‬الالشخصنة ‪:‬‬

‫فقدان الفرد لشخصيته الواعية في صفوف الجمهور؛‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -‬نزوع الجمهور إلى القيام بافعال تتناقض مع المعايير الخاصة لألفراد وعاداتهم؛‬
‫‪ -‬نتيجة الختفاء هوية الفرد الشخصية داخل الجماعة؛‬
‫‪ -‬كلما حال الموقف الجماعي دون ظهور الهوية الفردية زادت أعمال الجماعة تطرفا‪.‬‬
‫نظرية السلوك الجماعي‬

‫‪ -‬عندما يشعر الفرد أن اآلخرين ال يعرفونه وال ينظرون إليه كشخص مستقل‪ ،‬و عندما ال‬
‫يُعير هو بدوره االنتباه لآلخرين كأشخاص مستقلين‪ ،‬فإن ذلك يؤدي إلى رفع القيود التي‬
‫يضعها الفرد على نفسه عادة‪ ،‬ما يجعله يمارس من السلوك ما يمنع نفسه من ممارسته‬
‫في العادة؛‬

‫‪ -‬حالة االنجذاب التي يعيشها الفرد وسط الجموع تجعله في وضع تنويم لذاته‪ ،‬وانتصار‬
‫بالمقابل لمحركات الالوعي الجمعي‪.‬‬
‫نظرية السلوك الجماعي‬

‫نص غوستاف لوبون ‪:‬‬

‫غوستاف لوبون‪ ،‬سيكولوجيا الجماهير‪ ،‬ترجمة هشام صالح‪ ،‬بيروت ‪ :‬دار الساقي‪ ،‬سنة ‪ .1991‬ص ‪.60‬‬
‫نظرية السلوك الجماعي‬

‫مثال ‪:‬‬

‫الحظ غوستاف لوبون أن أعضاء الجمعية التأسيسية بعد الثورة الفرنسية كانوا‬
‫ذوي عادات مسالمة‪ ،‬ولكنهم ما إن اندمجوا بالجمهور حتى أصبحوا هائجين‬
‫متحمسين‪ ،‬ولم يترددوا في ارسال األبرياء إلى المقصلة‪ ،‬وبالتالي تصرفوا‬
‫عكس معاييرهم الخاصة‪.‬‬
‫نظرية السلوك الجماعي‬

‫يقع الجمهور في أدنى مرتبة مقارنة باإلنسان المنفرد‬


‫‪.‬‬ ‫من الناحية العقلية والفكرية‬
‫نظرية السلوك الجماعي‬

‫السلوك الجماهيري ‪:‬‬

‫‪ -‬انفعــالـية الجماهير‬
‫‪ -‬سذاجـة الجماهــير‬
‫‪ -‬عاطفية الجــماهير‬
‫‪ -‬استبدادية الجماهير‬
‫نظرية السلوك الجماعي‬

‫‪ -‬انفعالية الجماهير ‪:‬‬

‫‪ -‬يمتلك الفرد المعزول األهلية و الكفاءة للسيطرة على ردود األفعال في حين أن الجمهور‬
‫ال يمتلكها ألنه محكوم باالنفعاالت التحريضية؛‬
‫‪ -‬انفعالية الجماهير تعود بها إلى الحالة الطبيعية لإلنسان الهمجي؛‬
‫‪ -‬ينتصر الهيجان على الحالة الطبيعية للجماهير‪.‬‬
‫نظرية السلوك الجماعي‬

‫‪ -‬سذاجة الجماهير ‪:‬‬


‫‪ -‬سواء كان الفعل حرق قصر أو القيام بفعل خيري فإن الجمهور ينخرط من أجله مباشرة‬
‫وبسهولة؛‬
‫‪ -‬إنتاج األساطير ونشرها على أوسع نطاق(تشويه وتضخيم األحداث) في مخيلة األفراد؛‬
‫‪ -‬إحالل الهلوسات الجماعية محل الوقائع الحقيقية؛‬
‫‪ -‬مثال القديس جورج‪ ،‬قبل أن يظهر على جدران القدس لدى الصليبيين‪ ،‬فإنه ظهر ألحد‬
‫الحاضرين أوال‪ .‬وعن طريق التحريض و العدوى‪ ،‬انتقل هذا التصور األسطوري الذي‬
‫اعتقد فيه الشخص إلى تصور يقيني لدى الجميع‪ ،‬وهي آلية تحرك الهلوسات الجماعية‪.‬‬
‫نظرية السلوك الجماعي‬

‫‪ -‬عاطفية الجماهير‪:‬‬
‫‪ - -‬تتميز عواطف الجماهير بالتضخيم و البساطة؛‬
‫‪ -‬تتقوى عواطف الجماهير عن طريق سرعة انتشارها بواسطة التحريض و العدوى؛‬
‫‪ -‬تحمي بساطة وتضخيم عواطف الجماهير من تسرب الشك و الاليقين لألفراد؛‬
‫‪ -‬يتحرر أفراد الجمهور من دونيتهم بفعل التجييش العاطفي الذي يمنحهم قوة عنيفة و عابرة؛‬
‫‪ -‬انخراط الفرد في الجمهور يعني تدني مستواه المعرفي وانقياده بالعواطف الجماهيرية‪.‬‬
‫‪ -‬استبدادية الجماهير ‪:‬‬
‫‪ -‬تعد غرائز التوحش الهدامة عبارة عن بقايا العصور القديمة النائمة في اعماق النفس البشرية‪.‬‬
‫نظرية السلوك الجمعي‬

‫نص غوستاف لوبون ‪:‬‬

‫غوستاف‪ ،‬لوبون‪ ،‬سيكولوجيا الجماهير‪ ،‬ترجمة هشام صالح‪ ،‬دار الساقي‪ ،‬بيروت‪ .1991 ،‬ص ‪.45‬‬
‫نظرية السلوك الجماعي‬

‫استنتاج‬
‫‪ -‬نستنتج مما سبق أن نظرية السلوك الجمعي تقدم الحركات االجتماعية كجمهور نفسي يتصرف وفق استجابات‬
‫ناتجة عن مثيرات خارجية‪ ،‬وهي استجابات مهددة للمجتمع ألنها تنتصر لالوعي الجمعي على حساب الوعي‬
‫الفردي‪.‬‬
‫‪ -‬تعتبر الحركات االجتماعية تعبير عن االختالل الوظيفي في المجتمع؛‬
‫‪ -‬اغفال فعالية األفراد و عقالنيتهم في الحركات االجتماعية؛‬
‫‪ -‬تعود الحركات االجتماعية إلى فعالية الالوعي الجمعي للجمهور النفسي وما ينتجه من تجييش لدى الجماهير؛‬
‫‪ -‬تم تفسير الحركات االجتماعية عن طريق االستناد إلى مفاهيم الهبات والالوعي الجمعي والهيستيريا الجماعية؛‬
‫‪ -‬تعد الحركات االجتماعية مجرد استجابات آلية لمثيرات خارجية‪ ،‬و ليست فعال مخطط له بشكل مسبق‪.‬‬
Théorie de la privation
relative
‫نظرية الحرمان النسبي‬

‫‪ -‬إذا كانت نظرية السلوك الجمعي تستدعي مفهوم الجمهور النفسي الذي يستنهض الغريزة الكامنة في‬
‫النفس البشرية عن طريق االستناد إلى مثيرات تنتج استجابات آلية‪ ،‬فإن نظرية الحرمان النسبي‬
‫توجهت للنظر للسلوك الجمعي ليس باعتباره معطى داخلي في الطبيعة البشرية‪ ،‬بل هو نتاج حوافز‬
‫خارجية قائمة على مفهوم الحرمان‪.‬‬
‫نظرية الحرمان النسبي‬

‫‪ -1‬داللة مفهوم الحرمان النسبي ‪:‬‬


‫استخدم مفهوم الحرمان النسبي أول مرة في األربعينيات من القرن العشرين من قبل الباحث في علم االجتماع سامويل‬
‫شتوفر ‪ )1960-1900( Samuel Stouffer‬الذي له دراسته بعنوان الجندي األمريكي‪ ،‬وهي جزء من أربعة مجلدات‬
‫تحمل عنوان دراسات في علم النفس االجتماعي إبان الحرب العالمية الثانية؛‬
‫توصل إلى ان جنود الحرب العالمية الثانية كانوا يقيسون نجاحهم الشخصي بواسطة معايير تقوم على التجربة في الوحدات‬
‫العسكرية التي كانوا مجندين فيها‪ ،‬وليست وفق المعايير السائدة لدى قوات الجيش بصفة عامة؛‬
‫يبرز تقييم النجاح الشخصي لدى الجندي األمريكي عن « (‪ )...‬مشاعر الفرد الذي يفتقر إلى مركز ما أو إلى ظروف يعتقد أنه‬
‫يجب أن تتوفر له‪ ،‬وبصورة عامة فإن معاييره المتعلقة بما يجب أن يكون لديه تتحدد بالنسبة لما يمتلكه شخص ما آخر‬
‫أو جماعة أخرى»‪.‬‬
‫تيد روبرت غير‪ ،‬لماذا يتمرد البشر ؟ ترجمة مركز الخليج للنشر‪ ،‬دبي ‪ :‬مركز الخليج للنشر‪ ،‬سنة ‪ .2004‬ص ‪.68‬‬
‫نظرية الحرمان النسبي‬

‫يحيل مفهوم الحرمان النسبي إلى «اإلحساس الذاتي التي تشكله الذات الفاعلة نتيجة لالختالل الكامن بين تطلعاتها وبين‬
‫يم"‪ .‬ومن ثم‬
‫يم‪ ،‬والقدرات البادية لبيئتهم على إنتاج تلك ال ِق َ‬
‫تلبية تلك التطلعات‪ ،‬وهي على شكل فجوة بين تطلعاتهم إزاء بعض ال ِق َ‬
‫فإن اإلحساس الذاتي‪ ،‬وليس الوضع الموضوعي هو أصل الحرمان النسبي‪ .‬فاألخير ينشأ عن التوتر بين تطلعات األفراد‪،‬‬
‫والتلبية الموضوعية لالحتياجات» ‪.‬‬

‫سيسيل بيشو‪ ،‬أوليفيه فيليول‪ ،‬ليليان ماتيو‪ ،‬قاموس الحركات االجتماعية‪ ،‬ترجمة عمر الشافعي‪ ،‬الجيزة ‪ :‬دار صفصافة‬
‫للنشر و التوزيع والدراسات‪ ،‬سنة ‪ .2017‬ص ‪.136‬‬
‫نظرية الحرمان النسبي‬

‫تطورت نظرية الحرمان النسبي من فهم سيكولوجية الجنود إلى نظرية قائمة بذاتها في حقل العلوم‬
‫االجتماعية؛‬
‫تقدم نظرية الحرمان النسبي تفسيرا لظهور الحركات االجتماعية؛‬
‫يمكن إرجاع والدة الحركة النسائية في ستينيات القرن الماضي إلى كون النساء كن محرومات من‬
‫حقوقهن ومن االمتيازات التي يحتكرها الرجال؛‬
‫تعود والدة حركة الحقوق المدنية في الواليات المتحدة االمريكية إلى شعور السكان السود بانهم‬
‫محرومون من الحقوق األساسية التي يتمتع بها مواطنيهم البيض‪.‬‬
‫نظرية الحرمان النسبي‬

‫تحيل نظرية الحرمان النسبي إلى أن مشاعر الحرمان التي يتم تقييمها الذاتي في صلة وثيقة بجماعة‬
‫مرجعية منشودة؛‬
‫تتولد مشاعر الحرمان عن تحول الرغبات إلى توقعات مشروعة يعترض عليها المجتمع؛‬
‫يشكل غياب الرضا االجتماعي األرضية التي تقوم عليها مشاعر الحرمان النسبي كمحرك لميالد‬
‫الحركات االجتماعية؛‬
‫تتوجه النظرية منهجيا إلى رصد مشاعر الحرمان المتولدة عن مقارنة الفرد لنفسه مع فرد مرجعي أو‬
‫جماعات مرجعية أخرى؛‬
‫نظرية الحرمان النسبي‬

‫‪ -‬يرمي مفهوم الحرمان النسبي إلى إجالء الطابع االحتمالي للفعل القيمي على ضوء االحساس الذاتي‬
‫بحالة التوتر الناتجة عن الالرضا المتجسد في التضارب الكامن بين ما ينبغي فعله وما ال ينبغي فعله؛‬
‫‪ -‬رصد االختالل بين التطلعات و تلبيتها؛‬
‫‪ -‬يتمثل االحساس الذاتي في وجود فجوة بين التطلعات إزاء القيم والقدرات الفردية والجماعية على‬
‫االمتثال لها؛‬
‫‪ -‬الحرمان هو حالة من التوتر بين تطلعات االفراد كمستوى ذاتي وتلبية االحتياجات كمستوى‬
‫موضوعي؛‬
‫نظرية الحرمان النسبي‬

‫يعرف الباحث تد روبرت جر ‪ )2017-1936( Ted Robert Gurr‬الحرمان النسبي‬


‫بأنه ‪:‬‬
‫« إدراك االفراد الفاعلين للتناقض بين توقعاتهم وقدراتهم المتعلقة بالقيم‪ .‬وتتمثل توقعات‬
‫القيم السلع وظروف الحياة التي يعتقد البشر أن لهم الحق فيها‪ .‬أما قدرات القيم فهي السلع‬
‫و الظروف التي يظنون أنهم قادرون على الحصول عليها واالحتفاظ بها»‪.‬‬

‫تيد روبرت غير‪ ،‬لماذا يتمرد البشر ؟ ترجمة مركز الخليج للنشر‪ ،‬دبي ‪ :‬مركز الخليج للنشر‪ ،‬سنة ‪ .2004‬ص ‪.68-67‬‬
‫نظرية الحرمان النسبي‬

‫مفاهيم ذات صلة بحالة الحرمان النسبي‬


‫‪ -‬توقعات القيم ‪ :‬هي المواضيع و الحاالت و األحداث المرغوب فيها سواء بشكل فردي‬
‫أو جماعي‪.‬‬
‫‪ -‬قدرات القيم ‪ :‬أوضاع القيم التي يرى األفراد أنهم قادرون على بلوغها و المحافظة عليها‪،‬‬
‫فهي ما يملك األفراد وما يعتقدون أنهم يمكنهم تحصيله‪.‬‬
‫‪ -‬الجماعة المرجعية ‪ :‬هي الجماعة التي يستند إليها األفراد الذين يشعرون بالحرمان‬
‫في ادراك وضعيتهم عن طريق مقارنة أنفسهم بالجماعة المرجعية‪ ،‬وهي العملية التي ستشكل‬
‫على ضوئها الوعي بحالة الحرمان النسبي‪.‬‬
‫نظرية الحرمان النسبي‬

‫أطروحة نظرية الحرمان النسبي‬


‫‪ -‬تقوم نظرية الحرمان النسبي على تصور مفاده أو والدة الحركات االجتماعية تعود إلى‬
‫شعور األفراد بالحرمان من السلع أو الخدمات أو االمتيازات المتاحة لألفراد؛‬

‫‪ -‬يعد األفراد الذين تنقصهم السلع أو الخدمات أو االمتيازات هم االكثر نزوعا نحو تنظيم‬
‫أنفسهم في حركات اجتماعية من أجل تحسين وضعيتهم أو الدفاع عن ظروفهم المعيشية‪.‬‬
‫نظرية الحرمان النسبي‬

‫يتجلى إحساس الحرمان النسبي لدى األفراد على الشكل التالي ‪:‬‬

‫‪ -‬إحساس فردي أو جماعي بأن هنالك حرمان من حالة أو موضوع غائب؛‬


‫‪ -‬االعتقاد الفردي أو الجماعي بأن اآلخر يمتلك ما هو مفقود سواء كان حقيقة أو وهم؛‬
‫‪ -‬في حالة القدرة الفردية و الجماعية على تملك موضوع أو وضعية مرغوب فيها‪.‬‬

‫‪Verlhiac, Jean-François, LES EFFETS DU STATUT ET DE LA PRIVATION RELATIVE SUR‬‬


‫‪L'OPTIMISME COMPARATIF DE SUJETS DE FAIBLES RESSOURCES SOCIOÉCONOMIQUES, Presses‬‬
‫‪universitaires de Liège, N 72, 2006/4. P 23.‬‬
‫نظرية الحرمان النسبي‬
‫‪ -2 ‬أنماط الحرمان النسبي ‪:‬‬

‫‪ ‬تيد روبرت غير‪ ،‬لماذا يتمرد البشر ؟ ترجمة مركز الخليج للنشر‪ ،‬دبي ‪ :‬مركز الخليج للنشر‪ ،‬سنة ‪ .2004‬ص ‪.100-99‬‬
‫نظرية الحرمان النسبي‬

‫‪ -‬الحرمان النسبي من زاوية الستاتيكا هو تناقض بين توقعات القيم و قدرات القيم؛‬
‫‪ -‬الحرمان النسبي من زاوية الديناميكا هو رصد أنماط التغير في توقعات القيم و قدرات القيم عبر الزمن؛‬
‫‪ -‬يمكن رصد شدة ونطاق الحرمان منهجيا في صفوف جماعة محددة عن طريق الدراسات الميدانية؛‬
‫‪ -‬مادام الحرمان النسبي وضع غير مريح سيكولوجيا‪ ،‬فإنه االنسان يتوجه إلى تكييف التوقعات القيمية مع‬
‫قدرات القيم لكي يسترجع توازنه التقريبي؛‬
‫‪ -‬التكيف بين التوقعات و القدرات هو الذي يمنح إمكانية لرصد انماط التغيير‪.‬‬
‫نظرية الحرمان النسبي‬

‫قدم تد روبرت جر ‪ Ted Robert Gur‬ثالثة أنماط للحرمان النسبي تسري في السلوك اإلنساني‬
‫وتنتج تمردات للبشر على وضعياتهم االجتماعية‪ ،‬وهي نماذج تتجسد على الشكل التالي ‪:‬‬

‫‪ -‬النمط األول ‪ :‬الحرمان الطموحي‬


‫‪ -‬النمط الثاني ‪ :‬الحرمان المتناقص‬
‫‪ -‬النمط الثالث ‪ :‬الحرمان المـتـدرج‬
‫نظرية الحرمان النسبي‬

‫النمط األول ‪ :‬الحرمان الطموحي‬

‫‪ -‬عندما تزداد طموحات توقعات القيم وتظل القدرات القيمية على االشباع الفعلي ثابتة؛‬
‫‪ -‬تحصل في الثورات المبنية على التوقعات القيمية المتصاعدة التي تتخذ مكانا لها في المجتمعات‬
‫النامية؛‬

‫‪ -‬هنالك توقعات قيمية تعجز األنساق االقتصادية والسياسية عن تحقيقها لكي تكون متاحة بالنسبة للقدرات‬
‫القيمية لدى األفراد‪.‬‬
‫نظرية الحرمان النسبي‬
‫نظرية الحرمان النسبي‬

‫نص وظيفي حول الحرمان الطموحي‬

‫تيد روبرت غير‪ ،‬لماذا يتمرد البشر ؟ ترجمة مركز الخليج للنشر‪ ،‬دبي ‪ :‬مركز الخليج للنشر‪ ،‬سنة ‪ .2004‬ص ‪.107‬‬
‫نظرية الحرمان النسبي‬

‫تزايد توقعات القيم حول المزيد من السلع المادية‪.‬‬

‫ارتفاع الطلب على قيم لم يسبق امتالكها‪ ،‬كالمشاركة السياسية لدى شعوب المستعمرات‪.‬‬

‫تنامي توقعات القيم لدى األمريكيين السود مقارنة مع التوقعات التي كانت مرفوعة في أربعينيات القرن‬
‫العشرين‪.‬‬
‫تجليات الحرمان الطموحي‬
‫ترفع تجربة العيش في نمط حياة أفضل من توقعات القيم لدى االفراد‪.‬‬

‫يحرض الطموح إلى المساواة أفراد المجتمع على العصيان‪ ،‬عندما يدركون أن لديهم حصة صغيرة من‬
‫الثروة‪.‬‬
‫نظرية الحرمان النسبي‬

‫النمط الثاني ‪ :‬الحرمان المتناقص‬

‫‪ ‬تظل توقعات القيم ثابتة نسبيا‪ ،‬بينما قدرات القيم في تناقص؛‬


‫‪ ‬أي أن االنحسار المطلق في موقف القيم أو كمون القيم يشكل صنف الحرمان المتناقص‬
‫الذي من شأنه توليد العنف السياسي؛‬
‫‪ ‬يمكن للحرمان المتناقص تحريض األفراد على القيام بعنف أكثر شدة مقارنة بباقي‬
‫أصناف الحرمان األخرى‪.‬‬
‫نظرية الحرمان النسبي‬
‫نظرية الحرمان النسبي‬

‫نص وظيفي حول الحرمان المتناقص ‪:‬‬

‫تيد روبرت غير‪ ،‬لماذا يتمرد البشر ؟ ترجمة مركز الخليج للنشر‪ ،‬دبي ‪ :‬مركز الخليج للنشر‪ ،‬سنة ‪ .2004‬ص ‪.100‬‬
‫نظرية الحرمان النسبي‬

‫انخفاض انتاج السلع المادية‪.‬‬

‫أثار الضرائب التصاعدية التي تفرض على األغنياء و الضرائب التراجعية على الفقراء‪.‬‬

‫انكماش فرص العمالة لدى العمال غير المهرة في المجتمعات الصناعية‪.‬‬

‫كبث حاجة الطعام لدى أكثرية من االفراد من جراء المجاعة‪ ،‬فإن ذلك يؤدي إلى العنف الجماعي‪.‬‬ ‫تجليات الحرمان المتناقص‬

‫كبث استجابات االفراد في المحافظة على الذات عبر عمليات اإلعدام أو الحرب الشاملة أو اإلرهاب‪،‬‬
‫فإن النتيجة تكون توسع دائرة العنف الجماعي‪.‬‬

‫تؤدي الكوارث الطبيعية في المجتمعات التقليدية إلى عنف جماعي؛ ككارثة الطاعون التي سبقت‬
‫الحرب الصليبية األولى ‪.‬‬
‫نظرية الحرمان النسبي‬

‫النمط الثالث ‪ :‬الحرمان المتدرج‬

‫‪ -‬يظهر هذا النمط لدى أفراد المجتمع عند استمرار ارتفاع توقعاتهم للقيم‪ ،‬مع انخفاض تدريجي في قدراتهم‬
‫القيم‪.‬‬
‫‪ -‬عندما يشعر االفراد بأن قدراتهم القيمية على المحافظة على المكاسب تنخفض بشكل تدريجي‪ ،‬وعلى‬
‫أساس خبرتهم السابقة تظل توقعاتهم القيمية مرتفعة‪ ،‬بمعنى أن توقعاتهم للمكاسب وزيادتها تنحو صوب‬
‫االرتفاع في تطلعاتهم القيمية‪.‬‬
‫‪ -‬حالة من الخوف المبهم تعتري وعي االفراد اتجاه النظام السياسي مفادها أن ما تم تحصيله منذ مدة طويلة‬
‫من الزمن يمكن أن يضيع بسرعة‪.‬‬
‫نظرية الحرمان النسبي‬
‫نظرية الحرمان النسبي‬

‫نص وظيفي حول الحرمان المتدرج‬

‫تيد روبرت غير‪ ،‬لماذا يتمرد البشر ؟ ترجمة مركز الخليج للنشر‪ ،‬دبي ‪ :‬مركز الخليج للنشر‪ ،‬سنة ‪ .2004‬ص ‪.110‬‬
‫نظرية الحرمان النسبي‬

‫يسود في المجتمعات التي تتعرض إلى تغير أيديولوجي و شامل في آن واحد‪.‬‬

‫يمكن لركود اقتصادي في اقتصاد آخذ في النمو أن يحدث هذا األثر‪.‬‬

‫تتجسد في الثورات ذات التغيير االجتماعي التي تفترض بشكل عام أن العنف السياسي ينجم عن القدرة‬
‫المتناقصة على االستجابة من البنى أو المعتقدات أو المعايير للتغيير الموضوعي‪.‬‬
‫تجليات الحرمان المتدرج‬
‫تمرد السود في ستينيات القرن العشرين يرجع إلى ازدياد سريع في دخلهم اتجاه المساواة ما بين‬
‫‪ 1940‬و‪ ،1950‬وبعد ذلك تراجع دخلهم لدرجة أنه في سنة ‪ 1960‬ضاعت نصف مكاسبهم التي‬
‫تحققت في الفترة السابقة‪.‬‬

‫اضطرابات عنف تنجم عن تشجيع المستعمر آمال وتوقعات األفارقة بنيل الحكم الذاتي‪ ،‬لكنهم يقومون‬
‫بعد ذلك بسياسيات متناقضة مع التوقعات القيمية التي انتظرها األفارقة‪.‬‬
‫نظرية الحرمان النسبي‬

‫تداخل أنماط الحرمان النسبي‬

‫تيد روبرت غير‪ ،‬لماذا يتمرد البشر ؟ ترجمة مركز الخليج للنشر‪ ،‬دبي ‪ :‬مركز الخليج للنشر‪ ،‬سنة ‪ .2004‬ص ‪.112‬‬
‫نظرية الحرمان النسبي‬

‫استنتاج‬
‫‪ -‬يظهر مما سبق أن نظرية الحرمان النسبي تعتبر أن الحركات االجتماعية وليدة حالة من‬
‫التوتر الناتجة عن التناقض الكامن بين التوقعات والقدرات التي تحملها جماعة مقارنة‬
‫بجماعة مرجعية أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬تعلي نظرية الحرمان النسبي من دور المشاعر واالنفعاالت الناتجة عن الحرمان في‬
‫توليد الحركات االجتماعية‪ ،‬غير أنها تتجاهل فعالية البنيات االجتماعية والسياقات‬
‫المحيطة بالفعل االحتجاجي؛‬
‫‪ -‬أضفت نظرية الحرمان النسبي قيمة ثانوية على الوعي واالدراك في تفسير الحركات‬
‫االجتماعية‪.‬‬
‫نظرية الحرمان النسبي‬

‫‪ -‬ليس الحرمان لوحده هو المحرك المحوري للحركات االجتماعية‪ ،‬فالكثير من الجماعات البشرية تعيش‬
‫حالة من الحرمان لكنها لم تنتقل لتصريفه في تعبيرات احتجاجية؛‬
‫‪ -‬يصعب النظر لألفراد المنضوين في الحركات االجتماعية كوحدة متجانسة قائمة على محرك الحرمان‪،‬‬
‫بل هناك محددات اخرى تحكم انخراط األفراد في التعبيرات االحتجاجية‪.‬‬
‫‪ -‬ال يقود الحرمان النسبي إلى ميالد حركات اجتماعية عنيفة‪ ،‬فهنالك العديد من التجارب التي تعكس‬
‫سلمية الحركات االجتماعية التي تستدعي مفهوم الحرمان‪.‬‬
Théorie de la mobilisation
des ressources
‫نظرية تعبئة الموارد‬

‫إذا كانت التفسيرات السابقة للحركات االجتماعية ترجعها إلى محفز سيكولوجي‬
‫متولد عن مثيرات خارجية ومشاعر للحرمان تحملها جماعة معينة مقارنة بجماعة‬
‫مرجعية‪ ،‬وهي حركات تخرج عن نطاق السيطرة كما قدمها كل من الباحثين غوستاف‬
‫لوبون وتد روبرت‪ ،‬فإن نظرية تعبئة الموارد تسعى لالجابة عن السؤال التالي ‪ :‬لماذا‬
‫يؤدي الحرمان في بعض الوضعيات إلى انبثاق حركات اجتماعية بينما ال يؤدي الحرمان‬
‫نفسه في وضعيات أخرى إلى تشكل حركات مماثلة ؟‬
‫نظرية تعبئة الموارد‬

‫‪ -‬تشكل في سنوات ‪ 1970‬بالواليات المتحدة األمريكية براديغم مغاير لتحليل الحركات االجتماعية‪ ،‬ولد‬
‫نظريات جديدة؛ من بينها نظرية تعبئة الموارد في سياق سياسي تتميز بالحركات الطالبية والمهنية‬
‫و السود والنسائية و اإليكولوجية؛‬
‫‪ -‬أبرز توماس كون ‪ Thomas Kuhn‬في دراسته لتاريخ العلوم أن سيرورة التجربة العلمية قائمة‬
‫على القطائع التي تعتري البراديغمات البحثية التي يستخدمها العلماء‪ ،‬وهي قطائع موسومة بمحددين‪:‬‬
‫‪ -‬المحدد األول يتمثل في الطابع الثوري للمعرفة العلمية‪ ،‬أي قدرة العلم على تعويض نظرية علمية‬
‫بأخرى أفضل منها؛‬
‫‪ -‬المحدد الثاني فهو الدور السوسيولوجي الذي تلعبه الجماعة العلمية في بناء النظريات العلمية كباعث‬
‫لتقدم النظرية العلمية‪.‬‬
‫نظرية تعبئة الموارد‬

‫‪ ‬اعتبر الباحث توماس كون ‪Thomas Samuel Kuhn‬صاحب كتاب بنية الثورات العلمية أن سيرورة‬
‫العلم تستند على أربعة مراحل‪:‬‬

‫‪ ‬األولى مرحلة ما قبل العلم التي تسود فيها معرفة قائمة على الخرافات واألساطير‪ ،‬فهي فوضى عامة‬
‫‪ Chaos‬من المفاهيم والرؤى المختلفة والمتنافسة حول الطبيعة والوجود واالنسان‪.‬‬
‫‪ ‬المرحلة الثانية فهي مرحلة العلم السوي التي تشترط في العلم السوي قيامه على براديغمات‪ ،‬فبدونها‬
‫يمكن أن يظل في مرحلة ما قبل العلم‪ .‬ويعتبر توماس كون أن العلوم متفاوتة في ايقاع بلوغ مرحلة‬
‫العلم السوي‪ ،‬معتبرا أن الرياضيات والفلك لهما األسبقية في النضج العلمي – العلم السوي‪ -‬مقارنة‬
‫بالعلوم االخرى ‪.‬‬
‫توماس كون ‪ :‬باحث في الفيزياء و فيلسوف امريكي (‪.)1996-1922‬‬
‫نظرية تعبئة الموارد‬

‫‪ ‬المرحلة الثالثة فهي األزمة التي يقصد بها اتساع مساحة الحاالت الخاصة التي تضع البراديغم امام‬
‫صعوبة في التفسير‪ ،‬حينئذ نكون أمام حالة من غياب الطمأنينة لدى الجماعة العلمية‪ ،‬حيث تصير‬
‫محاوالت حل المشكل راديكالية أكثر فأكثر‪ ،‬وتفقد القواعد التي يمليها البراديغم صرامتها على نحو‬
‫تدريجي‪.‬‬
‫‪ ‬المرحلة الرابعة فهي الثورة العلمية التي تحمل داللة الثورة على البراديغم السابق‪ ،‬وتبنى براديغم‬
‫مغاير من طرف الجماعة العلمية‪ ،‬وبمقدار تزايد عدد العلماء الدين يعتنقون البراديغم الجديد ألسباب‬
‫متنوعة بمقدار ما يحصل تغير متزايد في القناعات العلمية‪.‬‬
‫نظرية تعبئة الموارد‬

‫‪ -‬تنطلق نظرية تعبئة الموارد من براديغم مغاير قائم على تصور ليبيرالي يعتبر أن الظاهرة االجتماعية‬
‫هي نتاج القرارات الفردية؛‬
‫‪ -‬انتقدت نظرية تعبئة الموارد التصور الوظيفي الذي قامت عليه نظرتي السلوك الجماعي والحرمان‬
‫النسبي‪ ،‬واللتان اعتبرتا الحركات االجتماعية تجسيدا لحالة من االختالل الوظيفي في المجتمع؛‬
‫‪ -‬لم تعد الحركات االجتماعية حسب نظرية تعبئة الموارد مجرد استجابة العقالنية وغير مؤسساتية لمن‬
‫تعرضوا للتهميش االجتماعي أو استعدادا نفسيا لدى الجمهور لإلحساس بالسخط و الحرمان و الهامشية‪.‬‬
‫نظرية تعبئة الموارد‬

‫‪ -‬استبدلت نظرية تعبئة الموارد مصطلح الحشد الالعقالني بمصطلح الفاعل العقالني الحامل لتفكير‬
‫استراتيجي أداتي؛‬
‫‪ -‬توجهت نظرية تعبئة الموارد إلى تفسير تطور الحركات االجتماعية منذ خمسينات القرن الماضي من‬
‫حركات تقليدية؛ تتميز بزعامات محلية وقاعدة من المتطوعين إلى حركات تتميز بزعامات محترفة‬
‫و قاعدة من الماجورين‪.‬‬
‫نظرية تعبئة الموارد‬

Neuveu Eric, la sociologie des mouvements sociaux, Paris:

la découverte, 2002. P3.

Neveu Eric, la sociologie des mouvements sociaux, Paris: la découverte,


2002. P51.
‫نظرية تعبئة الموارد‬

‫‪ -1‬داللة تعبئة الموارد‬

‫‪ -‬يحيل مفهوم تعبئة الموارد على تيار في التحليل السوسيولوجي أسهم في تطور األعمال العلمية التي‬
‫تناولت الحركات االجتماعية في الواليات المتحدة االمريكية؛‬
‫‪ -‬استند مفهوم تعبئة الموارد على سلسلة من البحوث التي تقاسمت نفس التصور المشترك‪ ،‬وشكلت قطيعة‬
‫مع التحليل السوسيولوجي الذي يستند على مفهومي السلوك الجمعي و الحرمان النسبي؛‬
‫نظرية تعبئة الموارد‬

‫‪ -‬تشير التعبئة إلى مجموع العمليات التي بواسطتها تدير المجموعات الموارد للوصول إلى أهدافها؛‬
‫‪ -‬تعبئة الموارد عملية يقوم بها األفراد المتضررون في المجتمع الذين يكونون قادرين على تعبئة‬
‫مواردهم للتخفيف من الضرر الذي لحقهم؛‬
‫‪ -‬يقوم مفهوم تعبئة الموارد على التغيرات بعيدة المدى التي تمس تنظيم الجماعة والموارد المتوفرة‬
‫والفرص المتاحة‪ ،‬وليست التغيرات الفجائية السريعة التي تعكس اختالالت النسق كما يقدمه المنظور‬
‫الوظيفي؛‬
‫‪ -‬تستدعي نظرية تعبئة الموارد مفهوم الصراع الناتج عن تفاوتات مجتمعية‪.‬‬
‫نظرية تعبئة الموارد‬

‫‪ -‬يقصد بتعبئة الموارد استخدام الموارد المادية وغير المادية في تدبير الفعل الجماعي لحركة اجتماعية‬
‫معينة‪.‬‬
‫‪ -‬يعرف أنثوني أوبرشال ‪ Anthony Oberschall‬الباحث األمريكي في سوسيولوجيا الحركات‬
‫االجتماعية الموارد على الشكل التالي ‪:‬‬
‫‪‬الموارد المادية‪ :‬تتشكل من الوظائف واألموال و التنظيم والتكنولوحيا ودعم وسائل االعالم و النخب‬
‫والحق في االنتفاع من السلع والخدمات (‪.)...‬‬
‫‪‬الموارد غير المادية‪ :‬تتضمن السلطة وااللتزام والصداقة والتضامن والمهارات (‪.)...‬‬
‫نظرية تعبئة الموارد‬

‫‪ -2‬اصناف تعبئة الموارد‬


‫‪ -1- 2‬تعبئة الموارد كأساس تنظيمي‬
‫‪ -‬اعتبر الباحث أنثوني أوبرشال ‪ Anthony Oberschall‬تعبئة الموارد من زاوية التفكير في التنظيم‬
‫الداخلي للفئة القابلة للتعبئة‪ ،‬سواء كان هذا التنظيم في شكل جمعية أو جماعة؛‬
‫‪ -‬عندما تكون الجماعة مجزأة و مفصولة عن مراكز السلطة‪ ،‬وعاجزة عن نقل شكاويها إلى السلطات‬
‫القائمة‪ ،‬فإن ميل االفراد إلى التعبئة التنظيمية يكون قويا؛‬
‫‪ -‬يقيم الباحث أوبرشال صلة بين ما هو بنيوي لدى الجماعة المتضررة و تجنيد االفراد في التنظيم؛‬
‫‪ -‬تبرز الطبيعة الصراعية لفعل تعبئة الموارد ضد محتكري السلطة‪.‬‬
‫أنثوني أوبرشال ‪ :)1936(Anthony Oberschall‬أستاذ علم االجتماع بجامعة نوت كارولينا في الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬مهتم‬
‫بالحركات االجتماعية واالبادة الجماعية و العنف الجماعي والصراعات العرقية ‪ ،‬له آخر كتاب بعنوان الصراع وبناء السالم في المجتمعات‬
‫المنقسمة الصادر سنة ‪.2007‬‬
‫نظرية تعبئة الموارد‬

‫‪ -2-2‬تعبئة الموارد كأساس بشري‬

‫‪ -‬يميل كل من الباحثين األمريكيين في علم االجتماع جون ماكرثي ‪ John McCarthy‬وماير زالد‬
‫‪ Mayer Zald‬في كتابهما « دينامية الحركات االجتماعية» إلى أن التعبئة في تنظيم الحركات المهنية ال‬
‫تمس المستفيدين المحتملين‪ ،‬وإنما األنصار الواعين تحث زعامة قادة يشكلون مقاوليين سياسيين حقيقيين ؛‬
‫‪ -‬يميل هذا التصور إلى نزعة اقتصادية صرفة ألنه يتوجه نحو استخدام مفاهيم ذات صلة باالقتصاد‪،‬‬
‫كالقطاع و الصناعة وغيرها في حقل الحركات االجتماعية‪.‬‬
‫نظرية تعبئة الموارد‬

‫‪ -3-2‬تعبئة الموارد كأساس سياسي‬

‫سيسيل بيشو‪ ،‬أوليفيه فيليول‪ ،‬ليليان ماتيو‪ ،‬قاموس الحركات االجتماعية‪ ،‬ترجمة عمر الشافعي‪ ،‬الجيزة ‪ :‬دار صفصافة‬
‫للنشر و التوزيع والدراسات‪ ،‬سنة ‪ .2017‬ص ‪.105‬‬
‫نظرية تعبئة الموارد‬

‫‪ -‬في كتاب تشارلز تيلي ‪ (1929-2008) Charles Tilly‬من التعبئة إلى الثروة الصادر سنة ‪،1978‬‬
‫نالحظ أنه يضع مفهوم تعبئة الموارد في سياقه السياسي؛‬
‫‪ -‬يلفت الباحث تشارلز االنتباه إلى االئتالفات المحتمل قيامها بين أعضاء مختلفين من الهيئات السياسية‬
‫في محاولة للتعويض عن االختالالت في موازين القوى السياسية؛‬
‫‪ -‬تؤثر االئتالفات المحتملة على فرص تعبئة مجموعات بعينها‪ ،‬وكذا استراتيجيات السلطة التي يمكن‬
‫ان تتيح تطور محاوالت التعبئة أو وأدها في المهد‪.‬‬
‫نظرية تعبئة الموارد‬

‫‪ -‬يراهن هذا التحليل على وضع الفئة القابلة للتعبئة في سياقها السياسي‪.‬‬
‫‪ -‬يقدم هذا التحليل مفهوم الفرص السياسية كحالة وليدة ما يجري للنظام السياسي وتطوراته الظرفية‪،‬‬
‫وحالة لها تأثير مباشر على مصير الحركة االحتجاجية بغض النظر عن قدرتها التعبوية؛‬
‫‪ -‬يستند مفهوم بنية الفرص السياسية على مختلف األحداث و العمليات التي تسهم في تقويض الحسابات‬
‫و التوقعات التي تهيكل السلطة السياسية؛ كالحروب و األزمات االقتصادية وإعادة ترتيب اإلصطفافات‬
‫السياسية الدولية التي من شانها إعادة تشكيل موازين القوى بين المحتجين و النظام السياسي‪.‬‬
‫نظرية تعبئة الموارد‬

‫‪)1998-1932( Mancur Olson‬‬ ‫‪ -‬تأسست نظرية تعبئة الموارد على ما قدمه الباحث مانكور أولسن‬
‫في كتابه منطق الفعل الجماعي الذي نهلت اسسه من االقتصاد الكالسيكي الجديد الذي وضح ان النظر‬
‫العلمي للحركات االجتماعية ينبغي أن يستند على براديغم مغاير قائم على ‪:‬‬
‫‪ ‬النظر للحركات االجتماعية كاختيارات و تفضيالت لألفراد؛‬
‫‪ ‬األفراد يتصرفون بعقالنية لتعظيم مكاسبهم وتقليل التكاليف على أنفسهم؛‬
‫ناش‪ ،‬كانت‪ ،‬علم االجتماع السياسي المعاصر‪ ،‬ترجمة ذيب بن محمد الدوسري‪ ،‬الرياض‪ :‬دار جامعة‬
‫الملك سعود للنشر‪ ،‬سنة ‪ .2018‬ص ‪.160‬‬
‫‪ ‬نشطاء الحركات االجتماعية ذوات واعية يقوم فعلها النضالي على حسابات الربح و الخسارة؛‬
‫‪ ‬نشطاء الحركات يضعون استراتيجيات تستفيد من الموارد المتاحة‪.‬‬
‫نظرية تعبئة الموارد‬

‫‪ -3‬منطلقات نظرية تعبئة الموارد‬


‫يقدم الباحث األمريكي في علم االجتماع كريغ جينكينس ‪ Craig Jenkins‬منطلقات نظرية تعبئة‬
‫الحركات االجتماعية لمواردها في خمسة أنشطة اساسية ‪:‬‬

‫‪ -‬تعد افعال اعضاء الحركة االجتماعية و المشاركين فيها أفعال عقالنية؛‬


‫‪ -‬تتأثر أنشطة الحركة االجتماعية باختالالت السلطة وصراع المصالح‪.‬‬
‫نظرية تعبئة الموارد‬

‫‪ -‬تناقضات السلطة و المصالح قادرة على تعبئة الحركات االجتماعية للتغيير؛‬


‫‪ -‬تحقق الحركات االجتماعية الممركزة و المنظمة أهدافها عن طريقة تعبئة الموارد بشكل أفضل؛‬
‫‪ -‬تؤثر استراتيجية الجماعة واالجواء السياسية بشكل كبير على نجاح الحركات االجتماعية‪.‬‬
‫أحجيج‪ ،‬حسن‪ ،‬مدخل إلى علم االجتماع‪ :‬نظريات‪ -‬مناهجه‪ -‬قضاياه المعاصر‪ ،‬مؤسسة مؤمنون بال حدود‪ :‬بيروت‪ ،‬سنة ‪.2020‬‬
‫ص من ‪.482 - 481‬‬
‫نظرية تعبئة الموارد‬

‫‪ -3‬العضوية في الحركات االجتماعية‬


‫تطرق كل من الباحثين بولسن وغلوم ‪ Paulsen.R‬و ‪ Glumm.K‬في مقالهما بعنوان «تعبئة‬
‫الموارد وأهمية تجسير الهوة بين المنافع والوعي» إلى موضوع العضوية في الحركات االجتماعية من‬
‫وجهة نظر نظرية تعبئة الموارد؛‬
‫استنتج الباحثان أن الحركات االجتماعية التي تضم أعضاء يفتقدون إلى السلطة و الموارد‪ ،‬فإنهم في حاجة‬
‫إلى دعم وتمويل خارجيين؛‬
‫ميز الباحثان بين نوعين من االعضاء المنتمين لتنظيمات الحركات االجتماعية ‪:‬‬
‫‪ -‬مكونات الضمير ‪ :‬تتلقى الحركات الموارد من مكونات الضمير‪ ،‬وهم االفراد و الجماعات الذين‬
‫يوجدون خارج الحركة ويقيمون تحالفا مع قضية الحركة واهدافها ورسالتها‪ ،‬وهم أفراد يميلون إلى‬
‫تقديم مساهمات اكبر‪.‬‬
‫نظرية تعبئة الموارد‬

‫‪ -‬مكونات المستفيدين ‪ :‬هي المكونات المؤطرة على يد الحركة االجتماعية‪ ،‬وهو األفراد و الجماعات‬
‫الذين يوجدون داحل الحركة‪ ،‬وهم يفتقدون للسلطة و الموارد‪.‬‬
‫‪ -‬مكونات الركاب المجانيين ‪ :‬من االعتيادي أال يتم منع أي فرد في مجموعة محددة من االنتفاع مما‬
‫تحققه المطالب‪ ،‬فمن المنطقي أكثر اكتسابها بدون المشاركة الجماعية في الحركات االجتماعية‪ ،‬ما لم‬
‫يمكن للمجموعة بطريقة ما مكافأة أو معاقبة أفراد محددين من السلع العامة إذا انتفع بها باقي أفراد‬
‫المجموعة‪.‬‬
‫نظرية تعبئة الموارد‬

‫استنتاج‬
‫نستنتج مما سبق أن نظرية تعبئة الموارد تعتبر الحركات االجتماعية استجابة عقالنية الختيارات االفراد الواعية‬
‫المحكومة بحسابات الربح و الخسارة‪ ،‬ما يجعل فعل الحركات االجتماعية عملية منظمة ومخطط لها بشكل مسبق عن طريق‬
‫تعبئتها للموارد المتاحة في صفوف االعضاء من أجل تحقيق مطالب المنضوين نتيجة اختالالت السلطة و تناقضات المصالح‬
‫االقتصادية في المجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬الربط الحتمي بين تطور الحركات االجتماعية وانفتاح البنية التي تتيح الفرص السياسية أو انغالقها‪ ،‬وكأن الحركات‬
‫االجتماعية حكر على األنظمة الديمقراطية‪ ،‬وهو ما يتناقض مع انظمة سلطوية في البحر األبيض المتوسط التي تتأقلم مع‬
‫الحركات االجتماعية؛ فتونس كانت مسرحا لتطور حركات اجتماعية قوية في الحوض المنجمي (قفصة) في ظل نظام‬
‫سلطوي؛‬
‫‪ -‬محدودية العقالنية األداتية في فهم حركتي عشرين فبراير والريف‪ ،‬وظهور تفسيرات جديدة تعلي من شأن العقالنية‬
‫األكسيولوجية القائمة على الحوافز الرمزية بدل الحوافز االنتقائية ( المادية)‪.‬‬
Théorie des nouveaux mouvements
sociaux
‫نظرية الحركات االجتماعية الجديدة‬

‫إذا كانت نظرية تعبئة الموارد استندت على عقالنية أذاتية في فهم الحركات االجتماعية من خالل النظر‬
‫للفرد كفاعل في الحركات االجتماعية يتصرف وفق حسابات الرح والخسارة‪ ،‬فإن نظرية الحركات‬
‫االجتماعية الجديدة استندت على عقالنية اكسيولوجية ال تنظر للفاعل باعتباره يتحرك وفق غايات‬
‫مادية‪ ،‬بل توجهه قيم يسعى إلى تجسيدها في الفعل الجماعي‪.‬‬
‫نظرية الحركات االجتماعية الجديدة‬

‫تراجعت منذ منتصف الستينيات من القرن العشرين الحركات التي تمحورت حول التناقضات االقتصادية‬
‫للمجتمعات الصناعية‪ ،‬ما ولد تطور حركات اجتماعية جديدة خارج نطاق تناقضات المجتمعات‬
‫الصناعية؛ كحركات البيئة والنسوية والمناهضة لألسلحة النووية وتيار العولمة البديلة و بدون االوراق‬
‫وغيرها‪.‬‬
‫نظرية الحركات االجتماعية الجديدة‬

‫‪ -1‬داللة الحركات الجديدة ‪:‬‬


‫تحيل داللة الحركات االجتماعية الجديدة على تصورين ‪:‬‬
‫‪ -‬تعيين يحدد أشكال من التعبئة برزت في الستينات و السبعينات من القرن الماضي‪ ،‬وهي أشكال‬
‫مختلفة عن الحركات االجتماعية التقليدية قبل الستينات؛‬
‫‪ -‬تعيين يحيل على نظرية تلخص مجموع االعمال التي توجهت إلى تجديد النموذج التحليلي للحركات‬
‫االجتماعية التي ظهرت في المجتمعات ما بعد الصناعية‪.‬‬
‫‪ -‬تحيل الحركات االجتماعية لدى أالن تورين إلى ذلك السلوك الجماعي الذي يسعى من خالله الفاعلون‬
‫إلى إعادة توزيع القدرة على التحكم في إنتاج المجتمع لذاته عن طريق خوض صراع مع الطبقة المهيمنة‬
‫التي تسيطر على اإلنتاج‪ ،‬وتستعمله لشرعنة هيمنها على المجتمع‪.‬‬
‫نظرية الحركات االجتماعية الجديدة‬

‫قدم الباحث آالن تورين الحركات االجتماعية الجديدة وفق ثالثة مبادئ ‪:‬‬

‫‪ ‬مبدأ الهوية‪ :‬إذ يتعين على الحركة االجتماعية أن تعلن عن هويتها التي يمكن أن تكون متعددة ومركبة (‬
‫مجموعة‪ ،‬طبقة‪ ،‬فئة اجتماعية ‪ ،)...‬ما يعني اتفاق فاعلي الحركة حول قيم ومواقف مشتركة يعرفون من خاللها‬
‫فعلهم الجماعي؛‬
‫‪ ‬مبدأ التعارض‪ :‬تحديد الخصم الذي يتعارض مع أهداف الحركة االجتماعية وتوضيحه بشكل موضوعي؛‬
‫‪ ‬مبدأ الكلية‪ :‬هو أهم مبدأ عند تورين‪ ،‬حيث يفترض من الحركة االجتماعية أن تكون مكونة من وعي جمعي‬
‫وشمولي؛ بمعنى آخر أال تكون أقلية أو فردية‪ ،‬ألن هذا المبدأ يسهم في التأثير على الرأي العام‪ ،‬وعلى إضفاء‬
‫طابع شمولي على المطالب‪.‬‬
‫‪Touraine, A. Sociologie de l'action. Les classiques des sciences sociales, Une édition‬‬
‫‪numérique réalisée par Diane Brunet, guide de musée, La Pulperie, Chicoutimi,‬‬
‫‪bénévole. B 2011. P 185.‬‬
‫نظرية الحركات االجتماعية الجديدة‬

‫‪ -2‬سوسيولوجيا الفعل ( آالن تورين ‪( Alain Touraine‬‬

‫‪ -‬تميزت سوسيولوجيا آالن تورين في بداية الثمانينيات من القرن العشرين بعودة الفاعل ‪Retour de‬‬
‫‪ L’acteur‬في دراسة الظاهرة االجتماعية؛‬
‫‪ -‬دعت سوسيولوجيا الفعل إلى االعالء من شان الفاعل بدل االستناد على النسق الذي له صلة وثيقة‬
‫باالتجاهات الوظيفية و البنيوية في علم االجتماع التي تعمل على المماثلة بين الظاهرة االجتماعية و الكائن‬
‫الحي؛‬
‫‪ -‬انتقد البراديغم الوضعي في السوسيولوجيا الذي مثله أوغست كونت‪ Auguste Comte‬وإميل‬
‫دوركايم ‪ ، Émile Durkheim‬والذي درس الظواهر االجتماعية باعتبارها أشياء خارجية لها وجودها‬
‫المستقل عن األفراد‪ ،‬وهي ظواهر تتحرك وفق سلطة قهرية خارجية ( الحتمية االجتماعية )‪.‬‬
‫نظرية الحركات االجتماعية الجديدة‬

‫‪ -‬انتقد الباحث آالن تورين السوسيولوجيا الكالسيكية ( الوظيفية – البنيوية) التي تصور المجتمع‬
‫باعتباره نسق منتظم تتكامل عناصر عضويا ووظيفيا‪ ،‬وذلك في تغييب منهجي لفعالية الفاعل‬
‫في المجتمع؛‬
‫‪ -‬سعت سوسيولوجيا الفعل لدى الباحث آالن تورين إلى بناء سوسيولوجيا الفعل التي تعلي من شأن‬
‫الفاعل في دراسة الظاهرة االجتماعية‪ ،‬وعلى وجه الخصوص في دراسة موضوع الحركات االجتماعية‬
‫الجديدة‪.‬‬
‫نظرية الحركات االجتماعية الجديدة‬

‫تورين‪ ،‬آالن‪ ،‬براديغما جديدة لفهم عالم اليوم‪ ،‬ترجمة سليمان جورج‪ ،‬بيروت‪ :‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬سنة‬
‫‪ .2011‬ص ‪.263‬‬
‫نظرية الحركات االجتماعية الجديدة‬

‫تعرف سوسيولوجيا الفعل الحركة االجتماعية باعتبارها «مكونا خاصا للنضال يتجسد في الفعل الجمعي‪،‬‬
‫وهي قادرة على خوض صراع مركزي حول مراقبة توجهات الحياة االجتماعية والتحكم فيها»؛‬
‫‪ -‬نتج عن ضعف االندماج االجتماعي فقدان الروابط االجتماعية لمكانتها في المجتمعات الصناعية‪،‬‬
‫وتشكل سلوكات بناء المعنى ‪ ،conduites de construction des sens‬وكذا ظهور الذاتية‬
‫كتعبير عن فاعلين جدد قادرين على التعبير عن استقالليتهم؛‬
‫‪ -‬يتمحور صراع الحركات االجتماعية الجديدة حول التحكم في التوجهات الثقافية للمجتمع بدل االستناد‬
‫على مفهوم الطبقة بمعناها االقتصادي‪.‬‬
‫نظرية الحركات االجتماعية الجديدة‬

‫‪ -‬تقع صراعات الحركات االجتماعية الجديدة على أرضية ثقافية وليست اقتصادية؛‬
‫‪industries culturelles‬‬ ‫‪ -‬يكمن نضال هذه الحركات في التحكم في الصناعات الثقافية‬
‫للمجتمعات ما بعد الصناعية ‪Société postindustrielle‬؛‬

‫‪ -‬رفض الرموز الثقافية المفروضة من طرف فاعلين في القيادة‪ ،‬وبالتالي فالفاعل وفق هذا المعنى‬
‫هو الذي يغير بيئته المادية واالجتماعية بتغيير تقسيم العمل وانماط القرار وعالقات الهيمنة‬
‫و التوجهات الثقافية‪.‬‬
‫نظرية الحركات االجتماعية الجديدة‬

‫تورين‪ ،‬آالن‪ ،‬براديغما جديدة لفهم عالم اليوم‪ ،‬ترجمة سليمان جورج‪ ،‬بيروت‪ :‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬سنة‬
‫‪ .2011‬ص ‪.161‬‬
‫نظرية الحركات االجتماعية الجديدة‬

‫‪ -‬ضعف السوسيوجيا يعود إلى استنادها على براديغم يراهن على استدعاء الحتميات في تفسير السلوك اإلنساني؛‬
‫‪ -‬استمرارية السوسيولوجيا في االعتماد على الحتميات االجتماعية سيقودها إلى الموت و الفناء العلمي؛‬
‫‪ -‬تستند السوسيولوجيا الكالسيكية في تفسير السلوك اإلنساني على مفهوم الحتميات االجتماعية؛‬
‫‪ -‬تتوجه سوسيولوجيا الفعل نحو دراسة الفاعلين و عالقاتهم ونزاعاتهم؛‬
‫‪ -‬كل تأخر للسوسيولوجيا عن اعتماد براديغم جديد من شانه أن يحولها إلى مجرد فصل مطوي في التاريخ‪.‬‬

‫‪-‬‬
‫نظرية الحركات االجتماعية الجديدة‬

‫تورين‪ ،‬آالن‪ ،‬براديعما جديدة لفهم عالم اليوم‪ ،‬ترجمة سليمان جورج‪ ،‬بيروت‪ :‬مركز دراسات الوحدة‬
‫العربية‪ ،‬سنة ‪ .2011‬ص ‪.186‬‬
‫نظرية الحركات االجتماعية الجديدة‬

‫‪ --‬تظهر قابلية الذات الفاعلة للمالحظة العلمية؛‬


‫‪ -‬وضع الذات الفاعلة منهجيا في ظرف اجتماعي يوافق اكبر عدد من مميزاتها ( النسق)؛‬
‫‪ -‬تظهر فكرة الذات الفاعلة عندما يحصل االنكفاء من العالم الخارجي إلى العالم الداخلي؛‬
‫‪ -‬هنالك وعي لألفراد بفردانيتهم الذاتية في االختيارات و التحكم في التوجهات؛‬
‫‪ -‬يبرز مثال المناضلة جيرمين تليون ألنها دافعت عن استقاللية المجتمعات المستعمرة رغم انها تنتمي إلى نسق‬
‫استعماري‪.‬‬
‫نظرية الحركات االجتماعية الجديدة‬

‫‪ -‬اعتبر الباحث آالن تورين أنه ال يمكن النظر للفرد كقطعة شطرنج يتم التالعب بها من طرف النظم‬
‫االجتماعية والسياسية واالقتصادية؛‬
‫‪ -‬تلتزم سوسيولوجيا الفعل أخالقيا بتحرير الفرد من االستعباد االجتماعي الذي يتم برمجته وفق نمط‬
‫اجتماعي وإيديولوجي يخدم أقلية متحكمة‪،‬‬
‫حر في توجهاته واختياراته وقادر على تغيير محيطه‪،‬‬
‫‪ -‬يمكن النظر المنهجي للفرد باعتباره فاعل ألنه ّ‬
‫وال يمكنه أن يكون ذات فاعلة إال حينما يؤمن بفرديته على الفعل‪،‬‬
‫‪ -‬تسعى الذات الفاعلة إلى تحرير نفسها من كل أشكال التحكم التي يمارسها المجتمع المبرمج‪.‬‬
‫نظرية الحركات االجتماعية الجديدة‬

‫سوسيولوجيا الفعل‬ ‫السوسيولوجيا الكالسيكية‬

‫آالن تورين‬ ‫أوجست كونت و إميل دوركايم‬


‫سوسيولوجيا الفعل‬ ‫الوظيفية و البنيوية‬
‫براديغم تأويلي‬ ‫البراديغم الوضعي‬
‫عودة الذات الفاعلة‬ ‫الحتميات االجتماعية‬
‫السيرورة‬ ‫الثبات‬
‫الفاعل‬ ‫النسق‬
‫الالتطابق بين الحياة االنسانية والحياة الطبيعية‬ ‫المماثلة بين الظاهرة االجتماعية والظاهرة الطبيعية‬
‫فعالية الذات في المجتمع‬ ‫التنشئة و الضبط االجتماعي‬
‫نظرية الحركات االجتماعية الجديدة‬

‫‪ -‬يستدعي التدخل السوسيولوجي لدى آالن تورين النظر للظاهرة االجتماعية باعتبارها‬
‫نتاج للفاعلين االجتماعيين‪ ،‬وذلك من خالل استخدام مفهوم التاريخانية؛‬
‫‪ -‬تشير التاريخانية في نظر آالن تورين إلى قدرة المجتمع على تحويل وإنتاج ذاته عن‬
‫طريق الصراعات الواعية حول التوجهات االجتماعية والثقافية؛‬
‫‪ -‬يعرف الحركة االجتماعية باعتبارها السلوك الجماعي المنظم لفاعل في صراعه ضد‬
‫خصمه من أجل التحكم االجتماعي في التاريخانية‪.‬‬
‫نظرية الحركات االجتماعية الجديدة‬

‫قارن الباحث آالن تورين بين المجتمعات التي تتميز بتاريخانية عالية‪ ،‬ومجتمعات التاريخانية ضعيفة‪:‬‬

‫‪ - 1‬في المجتمعات ضعيفة التاريخانية‪ :‬يدرك النموذج الثقافي بصفة مجردة على أنه نظام كلي‪ ،‬وهي‬
‫مجتمعات ال تؤمن بالتغيير ألنها تميل إلى إعادة إنتاج النسق ذاته بغرض المحافظة على المصالح؛‬
‫‪ -2‬في المجتمعات عالية التاريخانية‪ :‬يدرك النموذج الثقافي بصفته النسبية‪ ،‬وهي مجتمعات تؤمن‬
‫بالتغيير وتنتج خيارات أكثر للتغيير االجتماعي قادرة على إعادة ترتيب المصالح وفق موازين قوى‬
‫متغيرة‪ ،‬وهي المجتمعات ذاتها التي تميل إلى إنتاج الحركات االجتماعية كأفعال اجتماعية تجسد دينامية‬
‫المجتمع‪.‬‬
‫نظرية الحركات االجتماعية الجديدة‬

‫‪ -3‬خصائص الحركات االجتماعية الجديدة ‪:‬‬

‫‪ -‬حاول تورين في كتابه نقد الحداثة إعادة االعتبار للذات الفاعلة‪ ،‬ونفي مسألة تحكم البنيات في األفراد‪،‬‬
‫ألن الحركات االجتماعية تعمل كوسيط‪ ،‬من خاللها يصبح الفرد فاعال‪ ،‬ويكتسب هامشا من الحرية‪،‬‬
‫وبالتالي فالحركات االجتماعية بهذا المعنى تجسد الوساطة التي بموجبها يمكن للفرد أن يقوي حريته‬
‫الفردية‪.‬‬
‫‪ -‬انتقد التصورات التي قدمها كل من ماركيوز ولوي ألتوسير وميشيل فوكو و بيير بورديو حول المجتمع‬
‫المعاصر باعتباره يميل أكثر فأكثر إلى التسلط والمراقبة المحكمة‪ ،‬ما يعني أن الحياة االجتماعية لم تعد‬
‫إال تجليات لسيطرة مطلقة‪ ،‬وأن الحركات االجتماعية ليست إال ردات أفعال ال تأثير لها؛‬
‫نظرية الحركات االجتماعية الجديدة‬

‫‪ -‬تجسد الحركة االجتماعية الذات الفاعلة‪ ،‬وهي تعبير عن رفض الهيمنة والتسلط والسيطرة بمختلف‬
‫أبعادها‪،‬‬
‫‪ -‬يرى الباحث آالن تورين أن جوهر دينامية المجتمع يكمن أساسا في الحركات االجتماعية باعتبارها‬
‫ذوات فاعلة‪ ،‬حيث يعتبر بأن موضوع السوسيولوجيا هو "دراسة االفعال الجتماعية التي تنتج دينامية‬
‫في المجتمع؛‬
‫‪ -‬تعالج سوسيولوجيا آالن تورين األفعال التي ترتبط مباشرة بالتاريخانية؛ أي بعالقات وصراعات‬
‫الطبقات‪ ،‬والتصرفات التي ندعوها الحركات االجتماعية‪.‬‬
‫نظرية الحركات االجتماعية الجديدة‬

‫‪ -‬هنالك أربعة أبعاد تبرز التمايز الكامن بين الحركات التقليدية والحركات الجديدة ‪:‬‬

‫‪ -‬البعد االول يتجسد في أشكال التنظيم وذخيرة الفعل التي تحقق التفرد للحركات االجتماعية الجديدة في‬
‫قطيعة مع وظيفية البنيات التقليدية – النقابية والمؤسساتية ‪ ،-‬وهي تظهر كذلك عدم الثقة في التنظيم‬
‫المركزي و تقويض سلطة المركز لصالح الجموع العامة التي تهدف للسيطرة على القادة‪ ،‬ما يجعل‬
‫مكونات الحركات الجديدة تتميز باالستقاللية؛‬
‫‪ -‬البعد الثاني يتمثل في القيم و المطالب التي تحملها تعبئة الحركات الجديدة؛ فإذا كانت الحركات التقليدية‬
‫ركزت في مطالبها على إعادة توزيع الثروة وبلوغ مواقع القرار‪ ،‬فإن الحركات الجديدة توجهت إلى‬
‫مقاومة الرقابة االجتماعية و المطالبة باالستقاللية األكثر نوعية‪ ،‬ومطالب من نوع آخر‪ ،‬كإغالق محطة‬
‫الطاقة النووية أو إلغاء القوانين ضد المثليين‪ ،‬وهي مطالب تريد التأكيد على الدعوة لنمط من الحياة‬
‫و لهويات خاصة‪.‬‬
‫نظرية الحركات االجتماعية الجديدة‬

‫‪ -‬البعد الثالث يتمثل في العالقة بالسياسي‪ ،‬وهو ما يعني أن الحركات االجتماعية التقليدية تمحورت حول‬
‫فعالية النقابة والحزب‪ ،‬وطمحت إلى الوصول لسلطة الحكم‪ .‬فلم تعد الحركات الجديدة تسعى إلى‬
‫االستيالء على السلطة أو تحدي الدولة‪ ،‬بقدر ما تتوجه إلى تشكيل مساحات من االستقاللية الذاتية‬
‫ضدها؛‬
‫‪ -‬البعد الرابع يتمحور حول تشكل الحركات الجديدة في نطاق هوية يحملها الفاعلون‪ ،‬وهي ليست الهوية‬
‫الطبقية التي استخدمتها الحركات التقليدية في المجتمعات الصناعية‪ ،‬بل إنها هوية من نوع آخر تتجسد‬
‫لدى الحركات البيئية و الجنسية (‪.)...‬‬
‫‪Neveu Eric, la sociologie des mouvements sociaux, Paris: la découverte,‬‬
‫‪2002. P61-62.‬‬
‫نظرية الحركات االجتماعية الجديدة‬

‫الحركات الجديدة‬ ‫الحركات التقليدية‬

‫استقاللية الفاعلين‬ ‫القيود التنظيمية وصرامة التراتبية‬


‫الالمركزية التنظيمية و المشاركة المباشرة‬ ‫المركزية التنظيمية‬
‫مركزية الجموع العامة‬ ‫مركزية القادة‬
‫تسيييس القضايا المحظور تناولها في المجال العام‬ ‫االستحواذ على السلطة‬
‫الثقافة‬ ‫االقتصاد‬
‫البيروقراطية المفرطة‬ ‫الصراع الطبقي‬
‫القيم الكونية‬ ‫المصالح الطبقية‬
‫الطبقة المتوسطة‬ ‫الطبقة العاملة‬
‫المجتمعات ما بعد الصناعية ( المبرمجة)‬ ‫المجتمعات الصناعية‬
‫الهوية الجمعية‬ ‫األيديولوجيا‬
‫سيطرة التكنوقراط‬ ‫سيطرة الطبقة البورجوازية‬
‫نظرية الحركات االجتماعية الجديدة‬

‫‪ -‬االعالء من شأن استقاللية الفاعلين وتثمين التفرد الذي يسم الحركات االجتماعية الجديدة؛‬
‫‪ -‬تخلصت الحركات االجتماعية الجديدة من القيود التنظيمية والتراتبية الصارمة نحو ميول المشاركة‬
‫المباشرة و الالمركزية؛‬
‫‪ -‬ال تتوخى الحركات االجتماعية الجدية االستحواذ على السلطة بقدر ما تتوجه نحو تسييس القضايا المحظور‬
‫تناولها في المجال العام؛ كالعالقة بالجسد و الحق في االجهاض والحياة الجنسية؛‬
‫‪ -‬تتبنى الحركات االجتماعية الجديدة قيما توصف بأنها ما بعد المادية تطمح إلشباع حاجيات االنسان المتفرد‪.‬‬
‫نظرية الحركات االجتماعية الجديدة‬

‫‪ -‬تعد الحركات االجتماعية نتاجا للتناقضات الكامنة في المجتمعات الحديثة من جراء البيروقراطية المفرطة؛‬
‫‪ -‬تحولت الحركات االجتماعية من استثمار المصالح الطبقية إلى استدعاء المصالح الكونية؛‬
‫‪ -‬تتوجه الحركات االجتماعية الجديدة إلى االهتمام بالهويات الجماعية؛‬
‫‪ -‬تميل الحركات االجتماعية الجديدة إلى البروز في صفوف الطبقة المتوسطة بدل الطبقة العاملة‪.‬‬
‫نظرية الحركات االجتماعية الجديدة‬

‫‪ -‬تحول الحركات االجتماعية دون الركود االجتماعي‪ ،‬وهي تقاوم الثقافة المؤسسية القائمة والمعايير‬
‫المعرفية المرتبطة بها؛‬
‫‪ -‬تقوم الحركات االجتماعية الجديدة ضد المجموعات المهيمنة على عمليات إعادة االنتاج االجتماعي‬
‫و االقتصادي وتشكيل المعايير االجتماعية؛‬
‫‪ -‬تعكس هذه الحركات احالال تدريجيا يتم فيه استبدال الشكل القديم من الرأسمالية الصناعية بمجتمع‬
‫مرحلة ما بعد التصنيع القائم على البرمجة؛‬
‫‪ -‬في المجتمعات القائمة على البرمجة يشكل التكنوقراط الطبقة المهيمنة؛‬
‫‪ -‬يتحول الصراع من االقتصاد إلى الثقافة‪.‬‬
‫نظرية الحركات االجتماعية الجديدة‬

‫استنتاج‬

‫‪ -‬يظهر أن نظرية الحركات الجديدة قدمت الحركات االجتماعية باعتبارها استجابة عقالنية الختيارات‬
‫أفراد يميلون بوعي إلى استدعاء نماذج قيمية و ثقافية بغرض مقاومة التحكم في التوجهات الثقافية‬
‫في المجتمع؛‬
‫‪ -‬تقوم الحركات االجتماعية الجديدة على أرضية ثقافية وليست اقتصادية‪ ،‬ما يجعلها حركات ال تتوجه‬
‫إلى االستحواذ على السلطة‪ ،‬بقدر ما تسعى إلى تجسيد نموذج قيمي‪ ،‬يرغب في ربح مساحات‬
‫االستقاللية في المجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬اختزال الفعل الجماعي في ثنائية الحركات التقليدية والجديدة‪ ،‬والتنميط النظري للحركات االجتماعية‬
‫جعل نظرية الحركات الجديدة غير قادرة على استيعاب تنوع الحركات االجتماعية‪.‬‬
‫نظرية الحركات االجتماعية الجديدة‬

‫‪ -‬عانت نظرية الحركات الجديدة من سيطرت المنظور التطوري‪ ،‬والتصورات األيديولوجية في فهم‬
‫الظواهر االجتماعية؛‬
‫‪ -‬وجدت نظرية الحركات الجديدة صعوبة في فهم الحركات الدينية المعاصرة التي واجهت بعض‬
‫القصايا؛ كاإلجهاض والحريات الفردية وغيرها‪ ،‬وهي حركات وضعت النموذج التحليلي للنظرية في‬
‫مأزق ألنها حركات اجتماعية تقع خارج تصنيفها؛‬
‫‪ -‬نظرا الستناد نظرية الحركات االجتماعية على سوسيولوجيا الفعل التي تزاوج بين االلتزام األخالقي‬
‫و العمل العلمي‪ ،‬فإن هذه المزاوجة من شانها التأثير على موضوعية دراسة الحركات االجتماعية‪ ،‬ما‬
‫دام الباحث يقدم نفسه كفاعل أخالقي يتوخى الحد من توجه الهيمنة في المجتمع و كباحث علمي في‬
‫اآلن ذاته‪.‬‬
‫خالصة تركيبية‬

‫نظرية الحركات‬ ‫نظرية تعبئة الموارد‬ ‫نظرية الحرمان النسبي‬ ‫نظرية السلوك الجمعي‬
‫الجديدة‬

‫سوسيولوجيا الفعل‬ ‫علم االقتصاد‬ ‫علم النفس االجتماعي‬ ‫علم النفس االجتماعي‬

‫آالن تورين‬ ‫مانكور أولسن‬ ‫تد روبرت غر‬ ‫غوستاف لوبون‬

‫العقالنية األكسيولوجية‬ ‫العقالنية األداتية‬ ‫الحرمان النسبي‬ ‫الجمهور النفسي‬

‫عودة الفاعل‬ ‫فعل عقالني منظم‬ ‫استجابة لحرمان‬ ‫استجابة لمؤثر مشترك‬

‫فعل عقالني هادف‬ ‫الذات الفاعلة‬ ‫مشاعر الحرمان‬ ‫ردة فعل خارجة السيطرة‬

‫مقاومة التحكم الثقافي‬ ‫صراع السلطة والمصالح‬ ‫اختالالت وظيفية‬ ‫اختالالت وظيفية‬

You might also like