Professional Documents
Culture Documents
السداسي األول للسنة الدراسية. 2022/2021 :
المستوى :الثالث -تخصص علم االجتماع العام.
-عنوان المحاضرة- :وليام توماس و فلوريان تزانييكي-الفالح البولندي-
-المحاضرة الثانية
في عام 1908حصل وليام توماس االستاذ بجامعة شيكاكو على منحة ضخمة من
مؤسسة خاصة لدراسة المشكالت المرتبطة بالهجرة االوربية الى واليات المتحدة ،و قرر ان
يركز على الفالحين البولنديين الذين يشكلون نسبة كبيرة من السكان االجانب في شيكاكو و
يمثلون مشكلة بارزة ،و احدى رحالته الى بولندا تعرف توماس على تزانيكي الشاعر و
الفيلسوف و نظم اجراءات سفره الى الواليات المتحدة ليعمل معه في هذا المشروع البحثي و
قد نشر تقريرهما المشترك حول الفالح البولندي بعد الحرب العالمية االولى مباشرة.
و استخدم تقنية دراسة الحالة –المنهج البيوغرافي-و تقنية تحليل المضمون و المعطيات
المجمعة بهذه الطريقة كانت عبارة عن وثائق و رسائل شخصية متبادلة.
كتاب الفالح بولندي يتكون من 5مجلدات و ظهر مجلده االول عام . 1918
-نتائج الدراسة:
تعد االتجاهات و القيم بمثابة المصطلحات االساسية في هذه الدراسة ،و القيم االجتماعية
عند توماس و تزانييكي عبارة عن شيء يشبه الظواهر االجتماعية عن د دوركايم ،فالقيمة
االجتماعية هي اي شيء مادي او غير مادي يعد مفيدا ألعضاء الجماعية االجتماعية و له
معنى بالنسبة لهم ينفعون عليه دون تفكير.
يرى توماس ان االفعال االجتماعية ثنائية بطبيعتها بمعنى انها ناجمة عن القوى
االجتماعية خارج الفرد الفاعل و عن الدوافع الخاصة داخله و ال يعترف توماس بأي تفسير
في علم االجتماع يتجاهل الظواهر االجتماعية او الدوافع الفردية.
و يتحقق المزج بين االتجاهات الفردية و القيم االجتماعية لدى كل فرد بواسطة عدد ضخم
من الرغبات التي يمكن اشباعها في المحيط االجتماعي فقط،و يمكن حصر االنماط العامة
للرغبات في اربعة:
-2الرغبة في كسب االعتراف و هذه تشمل االستجابة الجنسية والتقدير االجتماعي العام.
و كتاب الفالح البولندي في اوربا و امريكا يحلل وضع الفالحين البولنديين في هاتين
القارتين و تعد الجماعة االسرية في القرية البولندية التقليدية هي الفاعل االجتماعي االساسي
و يخضع االفراد لها الى ابعد حد ممكن و قد اوضح توماس و تزانييكي كيفية تحطيم هذا
النمط-النمط األسري -بفعل التغيرات االقتصادية و المؤثرات االخرى الخارجية التي
اضعفت تضامن االسرة و القرية مما ساعد االفراد على تكوين االتجاهات جديدة تتعارض
مع القيم االسرية كما ادى الى ظهور تباين في االراء و المعتقدات و التوجهات االقتصادية
في القرية و يعرفان التفكك االجتماعي بأنه تقلص تأثير المعايير الجماعية على اعضاء
الجماعة و يوضحان ان هذا التفكك اصبح يميز كل جانب من جوانب المجتمع القروي في
بولندا بعد عام . 1900مما ادى الى عملية اعادة التنظيم.
و قد ظهرت صور اكثر تطرفا للتفكك عندما هاجر الفالحون البولنديين الى الواليات المتحدة
تاركين ورائهم قراهم البولندية و يرى توماس ان التفكك تبعه اعادة تنظيم و ظهور اتجاهات
و قيم جديدة فقد ظهرت جمعيات المهاجرين و الجمعيات الخيرية و النظام التعليمي التابع
للكنيسة و الروابط البولندية االمريكية لتحل جزئيا محل الدعائم الجماعية التي افقدها
المهاجرين.
و تتمثل الصور المميزة للتفكك الفردي بين الفالحين البولنديين في الواليات المتحدة في
العالة االقتصادية و القتل و االنحراف االحداث ،و يمكن االستشهاد على الطريقة التي فسر
بها توماس و تزانيكي المشكالت السلوكية بالكشف عن االتجاهات و القيم الكامنة ورائها .
-تحدث عن مفهوم النمط االجتماعي و هو مفهوم قريب من مفهوم اسلوب الحياة و يعرف
توماس و تزانيكي النمط االجتماعي بدءا من موقف و قيم توجه تنظيم حياته ،و هكذا
يستخلص الباحثان 3انماط اجتماعية مهيمنة و هي:
-1البليد:
محافظ و سلوكه راسخ في التقاليد و الضوابط المتبعة و سواء اكان برجوازيا او فالحا
فان موقفه تجاه الحياة موسوم باالمتثال للعرف.
-2البوهيمي:
منفتح على التغيير لكن التغيرات ال تأتي منه و هو ال يفعل سوى ان يتأقلم مع محيطه تاركا
نفسه تحت تأثير االخرين.
-3المبدع:
يعرف في هذا القاموس كمجرد فهو يتمكن من حياته ألنه يمتلك قيمه و مشاريعه الخاصة.
و استنتج توماس ايضا:
-تتضافر البنى االجتماعية و الميول الشخصية و ستؤدي الى تشعب قضية باتجاه االندماج
االجتماعي احيانا و باتجاه التشرد احيانا اخرى.
-يؤكد توماس و تزانييكي على تفاعل العوامل ،في هذا التفاعل المتواصل بين الفرد و
محيطه ،و ال يمكننا القول ان الفرد نتاج بيئته و ال انه يقوم بإنتاج بيئته يمكن باألحرى ان
نقول االمرين معا الفرد هو نتاج مصيره و هو منتجه.