You are on page 1of 155

‫التربية الموسيقية ومناهجها‬

‫في األردن‬

‫تأليؼ‬

‫د‪ .‬أنس ممكاوي‬

‫تصميـ الغبلؼ‬
‫الفنان أنور حدادين‬

‫‪7107‬م‬
‫مطبعة حالوة – إربد (األردن)‬

‫‪7102‬ـ‬

‫‌ة‬
‫اإلهداء‬

‫إىلذؿنذغمرـيذبرعاقتهذوعطػهذبصمتٍذوتػانٍذ ذ‬
‫ذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذأبيذاحلبيب ذ‬
‫إىلذاحلنونذاحلاـية‪،‬ذرؿزذاؾبذلذواؾعطاء ذ‬
‫ذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذأؿيذاحلبيبة‬
‫إىلذاملؤـدةذاؾغاؾيةذاؾيتذتؼطرذوػاءًذوحمبة‬
‫زوجيتذاؾعزقزة‬
‫إىلذؿنذؽاـواذوؿاذزاؾواذسنداًذؾيذيفذفذهذاحلياة ذ‬
‫ذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذأخواـيذوأخواتيذاألعزاء‬
‫إىلذؽلذؿنذدعموـيذباؾتشجيعذواؾنصيحةذواؾرأي‬
‫أصدؼائيذاملخلصني‬

‫المؤلف‬
‫د‪ .‬أنس ملكاوي‬

‫‌ج‬
‫المحتويات‬
‫انصفحت‬ ‫انًىضىع ‌‬
‫‪1‬‬ ‫مقدمة‪..................................................................‬‬
‫‪6‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬التربية الموسيقية ومناىجيا عامة‪........................‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪ -‬تمييد‪................................................................‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪ -‬لمحة تاريخية عف التربية الموسيقية عبر العصور المختمفة‪.............‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪ -‬ماىية التربية الموسيقية‪...............................................‬‬
‫‪16‬‬ ‫‪ -‬أىداؼ التربية الموسيقية بشكؿ عاـ‪....................................‬‬
‫‪16‬‬ ‫‪ -‬الشروط الواجب توفرىا لتحقيؽ أىداؼ التربية الموسيقية‪................‬‬
‫‪16‬‬ ‫‪ -‬وظائؼ التربية الموسيقية‪..............................................‬‬
‫‪18‬‬ ‫‪ -‬أىـ المدارس العالمية التي ركزت عمى التربية الموسيقية‪................‬‬
‫‪40‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬التربية الموسيقية في األردن ومراحل تطورىا‪..............‬‬
‫‪40‬‬ ‫‪ -‬تمييد‪................................................................‬‬
‫‪41‬‬ ‫‪ -‬واقع التربية الموسيقية في الوطف العربي‪...............................‬‬
‫‪48‬‬ ‫‪ -‬رؤية مستقبمية لتحسيف واقع التربية الموسيقية في الوطف العربي‪.........‬‬
‫‪51‬‬ ‫‪ -‬لمحة عف تاريخ الموسيقى في األردف ومراحؿ تطورىا‪..................‬‬
‫‪54‬‬ ‫‪ -‬واقع التربية الموسيقية في مدارس و ازرة التربية والتعميـ األردنية‪..........‬‬
‫‪61‬‬ ‫‪ -‬مراحؿ تطور مناىج التربية الموسيقية في األردف‪.......................‬‬
‫‪72‬‬ ‫‪ -‬المعمموف القائموف عمى تدريس الموسيقى في األردف وطرائؽ إعدادىـ‪......‬‬
‫‪74‬‬ ‫‪ -‬خصائص المعمميف القائميف عمى تدريس الموسيقى في األردف‪..........‬‬
‫‪79‬‬ ‫‪ -‬الصعوبات التي تواجو المعمميف القائميف عمى تدريس الموسيقى في األردف‪....‬‬
‫‪83‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬منياج الموسيقى واألناشيد في األردن‪....................‬‬
‫‪83‬‬ ‫‪ -‬تمييد‪................................................................‬‬
‫‪84‬‬ ‫‪ -‬منياج الموسيقى واألناشيد في األردف وخطوطو العريضة‪...............‬‬

‫‌د‬
‫‪98‬‬ ‫‪ -‬أىمية العزؼ والغناء في منياج الموسيقى واألناشيد في األردف‪.........‬‬
‫‪101‬‬ ‫‪ -‬طرؽ اختيار نماذج العزؼ والغناء لطمبة المرحمة المدرسية‪..............‬‬
‫‪ -‬أساليب تدريس نماذج العزؼ والغناء لطمبة المرحمة المدرسية بصورة‬
‫‪106‬‬ ‫عامة والنماذج الواردة في منياج الموسيقى في األردف بصورة خاصة‪......‬‬
‫‪ -‬الوسائؿ التعميمية الواجب توافرىا لتدريس منياج الموسيقى واألناشيد في‬
‫‪110‬‬ ‫األردف‪..................................................................‬‬
‫‪ -‬التجييزات المدرسية الواجب توافرىا لتدريس منياج الموسيقى واألناشيد‬
‫‪112‬‬ ‫في األردف‪..............................................................‬‬
‫‪113‬‬ ‫‪ -‬مبلحظات عامة عمى منياج الموسيقى واألناشيد في األردف بصورة عامة‪..‬‬
‫‪117‬‬ ‫‪ -‬منياج الموسيقى واألناشيد في األردف وتأقممو مع معطيات العصر‪......‬‬
‫‪ -‬نموذج مقترح ومحوسب مف أحد الدروس في منياج الموسيقى واألناشيد‬
‫‪120‬‬ ‫في األردف‪..............................................................‬‬
‫‪ -‬آلية مقترحة لتفعيؿ تطبيؽ منياج الموسيقى واألناشيد في مجمؿ مدارس‬
‫‪138‬‬ ‫األردف‪..................................................................‬‬
‫‪142‬‬ ‫المرجوة مف تطبيؽ منياج الموسيقى واألناشيد في األردف‪...........‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬النتائج‬
‫‪143‬‬ ‫‪ -‬الخاتمة‪..............................................................‬‬
‫‪146‬‬ ‫قائمة المراجع‪...........................................................‬‬
‫‪146‬‬ ‫أوالً‪ :‬المراجع العربية‪.....................................................‬‬
‫‪149‬‬ ‫ثانياً‪ :‬المراجع األجنبية‪...................................................‬‬
‫‪149‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬المواقع اإللكترونية‪.................................................‬‬
‫‪149‬‬ ‫رابعاً‪ :‬المقاببلت الشخصية‪...............................................‬‬

‫‌ٖ‬
‫مقدمة‬
‫لقد بدأت التربية بظيور اإلنساف عمى األرض‪ ،‬وشعوره بكيانو باعتباره فرداً‬
‫في مجتمع كاألسرة أو القبيمة‪ ،‬وقد أخذت التربية صو اًر مختمفة منذ ظيور اإلنساف‬
‫عمى وجو األرض‪ ،‬مف حيث أغراضيا وعوامميا‪ ،‬أو وسائميا المقصودة منيا وغير‬
‫المقصودة؛ وقد ُعرفت التربية منذ أقدـ األزماف حتى اليوـ تعريفات كثيرة مختمفة‪،‬‬
‫ونجد أف ىذه التعريفات تتفؽ في بعض الجوانب كما تختمؼ في جوانب أخرى‪ ،‬ألف‬
‫التربية عممية خاصة باإلنساف‪ ،‬وىو عضوية معقدة يمكف النظر إلييا مف جيات‬
‫مختمفة‪ ،‬كما أف ىذه العضوية في األصؿ تحمؿ عناصر أساسية واحدة ال يمكف إال‬
‫أف تؤخذ بعيف االعتبار‪.1‬‬
‫ويؤكد عطية‪" 2‬أف معظـ التعريفات الخاصة بالتربية دارت حوؿ عممية‬
‫التكيؼ أو التفاعؿ بيف المتعمـ (الفرد) وبيئتو التي يعيش فييا‪ ،‬ومنيا ما دارت حوؿ‬
‫المؤثرات التي توجو حياة الفرد وتسيطر عمييا‪ ،‬وبعضيا دارت حوؿ عممية األفعاؿ‬
‫والتأثيرات التي تستيدؼ نمو الفرد مف كؿ جياتو نمواً يسير بو نحو كماؿ وظائفو‬
‫التكيؼ مع ما يحيط بو مف حيث ما تحتاجو ىذه الوظائؼ مف أنماط‬
‫مف حيث ّ‬
‫سموؾ وقدرات"‪.‬‬
‫أما الفنوف بأقساميا المختمفة‪ :‬الموسيقية والتشكيمية والمسرحية‪ ،‬فإف ليا‬
‫أثرىا الواضح في مجاؿ التربية والتعميـ‪ ،‬وبخاصة في المرحمة االبتدائية‪ ،‬لما تتركو‬
‫مف بصمات واضحة في تشكيؿ شخصية الطفؿ وصقميا حاض اًر ومستقببلً؛ وىذه‬
‫الفنوف كونيا مناىج دراسية ونشاطات فيي ال تقؿ أىمية عف مواد المناىج‬

‫‪ٔ‌ -1‬ظٍشاد‪ ‌ ،‬أسس تربىَت يقترحت نهتربُت انًىسُقُت نطهبت انًرحهت األساسُت فٍ األردٌ‪‌ ،‬أطش‪ٚ‬حخ ‌دوز‪ٛ‬ساٖ ‌غٍش ‌ِٕش‪ٛ‬سح‪‌ ،‬وٍٍخ ‌اٌزشثٍخ‪‌،‬‬
‫اٌدبِعخ‌األسدٍٔخ‪‌،2010‌،‬ص‪‌ . 20-19‬‬
‫‌‬
‫‪‌-2‬عطٍخ‪‌،‬خًٍٍ‪‌،‬أسس انتربُت‪‌،‬ط‪‌،1‬داس‌اٌجذاٌخ‌ٌٍٕشش‌‪ٚ‬اٌز‪ٛ‬صٌع‪‌،‬عّبْ‪‌،‬األسدْ‪‌،َ2010‌،‬ص‪‌ .13‬‬

‫‪1‬‬
‫المدرسية األخرى‪ ،‬وفي بعض األحياف تكوف أكثر قوة وتأثي اًر‪ ،‬ألنيا تعبر عف‬
‫أحاسيس األطفاؿ ومواىبيـ بشكؿ رائع‪ ،‬عبلوة عمى أنيا تزيد مف نشاطيـ وحيويتيـ‬
‫التي استنفذتيا المواد الد ارسية األخرى‪.‬‬
‫وفيما يتعمؽ بفف الموسيقى‪ ،‬فجميعنا نعمـ بأف الموسيقى قد نشأت في‬
‫مجرى حياة اإلنساف االجتماعية البدائية عمى ىيئة أصوات منتقاة مف الطبيعة‬
‫تداوليا اإلنساف بالتدريج في مجرى نشاطو االجتماعي‪ ،‬فاتسمت حياتو بالتبدؿ‬
‫المستمر نتيجة تفاعبلتو وعبلقاتو في الطبيعة والمجتمع‪ ،‬فأخذت الموسيقى أطوا اًر‬
‫ومراحؿ متباينة‪.‬‬
‫وال بد أف نشير ىنا إلى أف أىمية الموسيقى ال تقتصر عمى ما تقدـ‪ ،‬بؿ‬
‫ليا العديد مف الفوائد‪ ،‬سواء كتربية أو كنشاط‪ ،‬واف كاف ال يمكف فصؿ الجانبيف‬
‫عف بعضيما البعض‪ ،‬فيناؾ ارتباط بيف النشاط الموسيقي والتربية الموسيقية ال‬
‫يمكف فصمو‪ ،‬فإذا لـ يتضمف النشاط الموسيقى جانباً تربوياً فسيكوف بالضرورة خمؿ‬
‫في الفيـ والتنفيذ‪ ،‬ألنو ال يمكف بأي حاؿ مف األحواؿ االستغناء عف الجانب‬
‫التربوي واالستعاضة عنو بنشاط فقط‪.‬‬
‫مف خبلؿ مراجعتنا لمعديد مف المراجع واألبحاث‪ ،‬نجد أف التربية الموسيقية‬
‫عبر التاريخ كانت وما زالت نظاماً تربوياً وتعميمياً يحقؽ التوازف النفسي وينمي‬
‫ىمتو وتن ّشط فعمو‪ ،‬باإلضافة‬
‫الجانب الوجداني لدى الفرد‪ ،‬فيي تحفّز عقمو وتشحذ ّ‬
‫إلى ما تضفي عميو مف السعادة والطمأنينة في حياتو‪ ،‬واالنطبلؽ إلى عالـ مف‬
‫الخياؿ‪ ،‬فيفصح عف مكنونات نفسو ويتخمص مف ىمومو وأتعابو‪.‬‬
‫حي اًز ميماً في خطط‬
‫وقد احتمت التربية الموسيقية في الدوؿ المتحضرة ّ‬
‫وبرامج التنمية بصفتيا مف الفنوف الراقية‪ ،‬ومجاالً مف مجاالت التربية الجمالية‬

‫‪2‬‬
‫والفنية‪ ،‬وىي وسيمة مف وسائؿ التعبير عف انفعاالت اإلنساف وعواطفو وخبراتو‪.‬‬
‫والتربية الموسيقية في حياة التبلميذ ليست مجاؿ ليو ومرح وانطبلؽ‪ ،‬وانما ىي‬
‫مجاؿ لتجديد الطاقة وشحذ اليمة واكتشاؼ النفس‪.‬‬
‫ويعتبر األردف مف البمداف الحديثة نسبياً فيما يتعمؽ بموضوع إدخاؿ‬
‫الموسيقى في التربية إذا ما قورف ببعض البمداف المجاورة مثؿ‪ :‬مصر‪ ،‬لبناف‪،‬‬
‫جمياً مف خبلؿ المراحؿ التي تـ إنجازىا في مجاؿ‬
‫العراؽ‪ ،‬وغيرىا‪ ،‬ويظير ذلؾ ّ‬
‫تأليؼ منياج الموسيقى واألناشيد في األردف‪ ،‬والتي قطعت شوطاً ال بأس بو‪ ،‬حيث‬
‫تـ إنجاز الكتب التي تخص الصفوؼ (‪ )10-1‬بعناصرىا الثبلثة كتاب الطالب‬
‫ودليؿ المعمـ والمادة السمعية‪.‬‬
‫تعرؼ آراء‬
‫وقد أجريت في األردف بعض الدراسات التي ىدفت إلى ّ‬
‫التربوييف مف مدرسيف‪ ،‬مدراء مدارس‪ ،‬أساتذة جامعات‪ ،‬ومشرفيف نحو إدخاؿ‬
‫الموسيقى ضمف المواد التي يتـ تدريسيا في المدارس الحكومية والخاصة في‬
‫األردف‪ ،‬وجاءت نتائج الدراسات جميعيا إيجابية وتوصي بضرورة إدخاؿ الموسيقى‬
‫في المنياج المدرسي‪ .‬وفي المقابؿ أجريت دراسات تتعمؽ بأسباب ضعؼ اإلقباؿ‬
‫عمى دراسة الموسيقى‪ ،‬حيث تمت اإلشارة مف خبلؿ نتائج تمؾ الدراسات إلى وجود‬
‫عوائؽ اجتماعية واقتصادية وعقائدية تحد مف اإلقباؿ عمى دراسة الموسيقى بالرغـ‬
‫مف الطمب المتزايد عمى ذلؾ التخصص‪.‬‬
‫وبالرغـ مف نتائج الدراسات اإليجابية التي تمت اإلشارة إلييا مسبقاً‪ ،‬إالّ أف‬
‫التربية الموسيقية في األردف ال تزاؿ تواجو بعض الرفض أو التحفظ لدى العديد مف‬
‫األفراد‪ ،‬خصوصاً في المناطؽ الريفية والمدف التي تفتقر إلى االنفتاح عمى الثقافة‬
‫الموسيقية‪ ،‬مما يعرقؿ عممية التعمـ والتعميـ الموسيقي في تمؾ المناطؽ‪ ،‬باإلضافة‬

‫‪3‬‬
‫مدرس الموسيقى في المدرسة أو الجامعة‪ ،‬ليست‬
‫إلى أف صورة الموسيقى‪ .‬وحتى ّ‬
‫مرضية في تمؾ المجتمعات ويسودىا التشويو‪.‬‬
‫ويؤكد الزعبي‪ 3‬أف ىناؾ عدـ وضوح بيف النشاط الموسيقي وبيف التربية‬
‫الموسيقية‪ ،‬وال نقصد ىنا المتخصصيف بالضرورة بقدر ما نعني األشخاص غير‬
‫المتخصصيف الذيف يتخذوف القرار اإلداري المتعمؽ بالموسيقى‪ ،‬ونرى أيضاً في‬
‫حقيقة الواقع أف التربية الموسيقية في األردف ما زالت دوف الطموح‪ ،‬بالرغـ مف‬
‫التطور الذي حصؿ في مناحي الحياة‪ ،‬ورغـ التوسع األفقي الذي حصؿ في الحركة‬
‫الموسيقية؛ ويعود ذلؾ إلى افتقار األجياؿ الماضية إلى األساس المتمثؿ بالدراسات‬
‫التربوية‪ ،‬باإلضافة إلى البلمنيجية التي ظيرت في ممارسات الحركة الموسيقية‬
‫وتأثيرىا في الطفؿ مف جميع النواحي‪.‬‬

‫لقد جاء ىذا الكتاب في مقدمة وثبلثة فصوؿ وخاتمة‪ ،‬كاف أوليا فصبلً‬
‫يتحدث عف التربية الموسيقية ومناىجيا عامة‪ ،‬حيث تتبع المؤلؼ تاريخ التربية‬
‫الموسيقية عبر العصور‪ ،‬باإلضافة إلى ماىية التربية الموسيقية‪ ،‬وأىدافيا‪،‬‬
‫وشروطيا‪ ،‬ووظائفيا‪ ،‬إلى جانب استعراض أىـ المدارس الموسيقية العالمية التي‬
‫اىتمت بالتربية الموسيقية‪ .‬أما الفصؿ الثاني فقد تناوؿ فيو المؤلؼ التربية الموسيقية‬
‫في األردف ومراحؿ تطورىا‪ ،‬مستعرضاً بدايةً واقع التربية الموسيقية في الوطف‬
‫العربي‪ ،‬ومف ثـ تقديمو رؤية مستقبمية لتحسيف ذلؾ الوقع‪ ،‬وقد قاـ المؤلؼ بعد ذلؾ‬
‫بتقديـ لمحة عف تاريخ الموسيقى في األردف ومراحؿ تطورىا‪ ،‬والبحث في واقع‬
‫التربية الموسيقية في مدارس و ازرة التربية األردنية‪ ،‬ومف ثـ استعراض مراحؿ تطور‬

‫‪‌-‌ 3‬اٌضعجً‪ِ‌،‬حّذ‪ ‌،‬انتربُت انًىسُقُت وانُشاط انًىسُقٍ (دراست تحهُهُت نىاقغ انًىسُقً فٍ األردٌ)‪‌،‬ثحش‌ِٕش‪ٛ‬س‪‌،‬اٌّدٍخ‌األسدٍٔخ‌ٌٍفٕ‪‌،ْٛ‬‬
‫اٌّدٍذ‌‪‌،6‬اٌعذد‌‪‌،4‬وٍٍخ‌اٌفٕ‪‌ْٛ‬اٌدٍٍّخ‪‌،‬خبِعخ‌اٌٍشِ‪ٛ‬ن‪‌،‬إسثذ‪‌،‬األسدْ‪‌،َ2013‌،‬ص‪‌ .482‬‬

‫‪4‬‬
‫مناىج التربية الموسيقية في األردف‪ .‬وقد أفرد المؤلؼ في ىذا الفصؿ كذلؾ جانباً‬
‫لمحديث عف معممي الموسيقى في األردف وطرائؽ إعدادىـ‪ ،‬وكذلؾ أبرز خصائص‬
‫ىؤالء المعمميف والصعوبات التي تواجييـ‪.‬‬
‫أما الفصؿ الثالث مف ىذا الكتاب‪ ،‬فقد تناوؿ منياج الموسيقى واألناشيد‬
‫في األردف وخطوطو العريضة‪ ،‬والعناصر التي يتشكؿ منيا ىذا المنياج‪ ،‬وكذلؾ‬
‫قدـ المؤلؼ في ىذا‬
‫أىمية العزؼ والغناء في الدروس التي يتشكؿ منيا‪ .‬كما ّ‬
‫الفصؿ شرحاً عف طرؽ اختيار نماذج العزؼ والغناء لطمبة المرحمة المدرسية‪،‬‬
‫وكذلؾ أساليب تدريس تمؾ النماذج بصورة عامة والنماذج الموجودة في منياج‬
‫الموسيقى واألناشيد في األردف بصورة خاصة‪ .‬كما تناوؿ المؤلؼ في ىذا الفصؿ‬
‫الوسائؿ التعميمية والتجييزات المدرسية الواجب توافرىا لتدريس منياج الموسيقى‬
‫واألناشيد في األردف‪ ،‬وحرص بعد ذلؾ عمى إبداء مبلحظاتو العامة عمى منياج‬
‫الموسيقى واألناشيد في األردف‪ ،‬والتي َّ‬
‫قدـ بناء عمييا خطة عمى ذلؾ المنياج كي‬
‫يتناسب مع معطيات العصر‪ ،‬ومف ثـ اقتراح نموذج محوسب منبثؽ مف تمؾ الخطة‬
‫تـ تطبيقو عمى أحد دروس المنياج‪ .‬وقد اختتـ الباحث ىذا الفصؿ باقتراح آلية‬

‫لتفعيؿ تطبيؽ منياج الموسيقى واألناشيد في مجمؿ مدارس األردف‪ ،‬مستعرضاً‬


‫النتائج المرجوة مف ذلؾ‪.‬‬
‫وبعد‪ ،‬فإنني أسأؿ اهلل عز وجؿ أف أكوف قد أصبت قدر اإلمكاف في تسميط‬
‫الضوء عمى التربية الموسيقية ومناىجيا في األردف‪ ،‬وانني ال ّأدعي الكماؿ لما‬
‫قدمت‪ ،‬لكنني أرجو أف يكوف في ىذا الجيد المتواضع الخير ليذا الوطف وأىمو‪.‬‬
‫ّ‬

‫‪5‬‬
‫الفصــل األول‬
‫التربية الموسيقية ومناىجيا عامة‬
‫تمييد‬

‫يمكف القوؿ بأف اليدؼ األسمى لمتربية ىو أف تحقؽ لئلنساف نمواً متكامبلً‬
‫في مختمؼ نواحيو الجسمية والعقمية واالنفعالية واالجتماعية والمينية‪ ،‬وأف تحقؽ لو‬
‫أكبر درجة مف التوافؽ والتكيؼ مع ما يحيط بو مف ظروؼ وأحواؿ‪ .‬وقد تختمؼ‬
‫الفمسفات التربوية في تعبيرىا عف ىذا اليدؼ‪ ،‬فمنيا ما يؤكد أف غاية التربية ىي‬
‫تحقيؽ الذات أو تحقيؽ الكفاءة في العبلقات اإلنسانية‪ ،‬أو اكتساب العبارات‬
‫االقتصادية واالنتاجية‪ ،‬أو التدريب عمى المواطنة؛ وبالرغـ مف الخبلؼ الظاىر بيف‬
‫ىذه العبارات فإنيا في نياية األمر تتصؿ بالتبلميذ أنفسيـ أفراداً‪ ،‬وبعبلقاتيـ‬
‫االجتماعية باآلخريف‪.‬‬
‫وبالطبع ال تتحقؽ ىذه األىداؼ لمجرد كتابتيا عمى الورؽ أو الحديث عنيا‬
‫بالمساف‪ ،‬وانما تتطمب جيداً منظماً مف العمـ والمدرسة والسمطات التربوية‪ ،‬كما أنيا‬
‫يجب أف تصبح جزءاً مف مكونات العممية التربوية منيجاً وكتاباً مدرسياً وطريقة‬
‫تدريس ونشاطاً ح اًر خارج المنيج؛ فعمى سبيؿ المثاؿ ال يتحقؽ ىدؼ التربية عمى‬
‫بل‬
‫الديمقراطية ‪ -‬وىي جزء مف اعداد التبلميذ لممواطنة ‪ -‬إال إذا مارسيا التبلميذ فع ً‬
‫داخؿ الفصؿ‪ ،‬واال إذا شارؾ في تخطيط نشاط الجماعات المدرسية‪ ،‬أو عند‬
‫مواجية المشكبلت المدرسية األخرى مثؿ المادة الدراسية أو النظاـ المدرسي‪.‬‬
‫واذا كانت المواد الدراسية المختمفة تسيـ كؿ حسب طبيعتيا في تحقيؽ ىذه‬
‫األىداؼ‪ ،‬فإف التربية الموسيقية ال تقؿ عف ذلؾ شأناً‪ ،‬بؿ إف تزد عنيا‪ ،‬فالموسيقى‬
‫مادة تسيـ في ذاتيا في تنمية التمميذ بما تزود بو مف معمومات وحقائؽ عف‬

‫‪6‬‬
‫الموسيقى وميارات موسيقية وميوؿ جمالية واتجاىات فنية‪ ،‬باإلضافة إلى أف‬
‫النشاط الموسيقي يمكف أف يييئ الوسائؿ التي يتحقؽ بيا تعمـ التبلميذ المفاىيـ مف‬
‫خبلؿ المواد األخرى والنشاط المدرسي العاـ حينما تييئ ليذا كمو جو المتعة‬
‫والسرور إذا اقترنت بو‪.‬‬
‫‪ -...‬لمحة تاريخية عن التربية الموسيقية عبر العصور المختمفة‬
‫قد يظف البعض أف التربية الموسيقية حديثة العيد في نظـ التعميـ‪ ،‬وقد‬
‫يكوف ىذا صحيحاً إذا نظرنا إلى تاريخ تدريس ىذه المادة في مدارسنا الحديثة‪ ،‬إال‬
‫أنو غير صحيح إذا نظرنا إلى تاريخ العبلقة بيف الموسيقى والتربية‪ ،‬حيث أف‬
‫االىتماـ في الموسيقى قد بدأ منذ العصور القديمة‪ ،‬حيث يجد المرء عند فبلسفة‬
‫تمؾ العصور اىتماماً شديداً بالقيمة الجمالية والشكمية لمتدريس الموسيقي المنظـ في‬
‫عممية تربية التبلميذ وتعميميـ‪.‬‬
‫واختمؼ الرأي في تمؾ العصور حوؿ وظيفة الموسيقى في التربية‪ ،‬وتعددت‬
‫األدوار المنوطة بالموسيقى‪ ،‬فمنيا الدور القومي والدور الوجداني والدور التيذيبي‪.‬‬
‫واختمؼ الرأي كذلؾ حوؿ ما إذا كانت الموسيقى ىي نوع مف الترفيو الذي يمكف أف‬
‫يحقؽ تخفيفاً مف عناء العمؿ والتفكير‪ ،‬ومف الجدير بالذكر أف الموسيقى أُعتبرت‬

‫في الكثير مف األحياف ذات قيمة وفائدة في إقامة الشعائر الدينية‪ ،‬وفي أحياناً‬
‫أخرى أكد البعض أىميتيا باعتبارىا فناً قائماً بذاتو‪.‬‬
‫مف خبلؿ اطبلعنا عمى العديد مف الدراسات واألبحاث‪ ،‬نجد أف التربية‬
‫الموسيقية قد سارت عبر تطورىا في مختمؼ المراحؿ والعصور ضمف سمسمة‬
‫زمنية‪ ،‬لذا كاف مف الضروري أف يشار إلييا ىنا كمقدمة تاريخية في ىذا الفصؿ‪،‬‬

‫‪7‬‬
‫ومدخؿ عممي ننطمؽ مف خبللو لفيـ العبلقة بينيا وبيف التربية كعمـ مف العموـ‬
‫التطبيقية‪.‬‬
‫"في الحضارة المصرية ذات الجذور الفرعونية‪ ،‬كاف االىتماـ بالتربية‬
‫الموسيقية كبي اًر جداً‪ ،‬إذ نظر المصريوف إلى الموسيقى نظرة ثقافية تعميمية تعمُّ ِمية‬
‫دينية‪ ،‬مازجيف الموسيقى بالعموـ الدينية الواجب تعمميا في المعابد‪ ،‬لذا اتخذوا‬
‫أسموب التمقيف أسموباً تعميمياً لمموسيقى‪ ،‬إذ يتعمـ التمميذ الموسيقى بالتمقيف مف‬
‫معممو‪ ،‬وبالممارسة‪ ،‬وعبر أداء الصموات والطقوس واألناشيد ذات الوظائؼ الدينية‬
‫المحددة‪ ،‬وقد درجت شعوب العراؽ وسوريا منذ القدـ عمى المبادئ التربوية‬
‫الموسيقية نفسيا وخاصة في معابدىـ"‪.4‬‬
‫وعنيت الحضارة اإلغريقية بالتربية الموسيقية عناية فائقة‪ ،‬جاعمةً نظاميا‬
‫التربوي بأسره يستند عمييا‪ ،‬وذلؾ مف خبلؿ اعتبارىا جزءاً ميماً مف العموـ األربعة‪:‬‬
‫اليندسة‪ ،‬الفمؾ‪ ،‬الطب‪ ،‬الحساب‪ .‬ليذا فإف العمماء البارزيف في ىذه العموـ األربعة‬
‫قد ألّفوا في الموسيقى كفيثاغورس الرياضي‪ ،‬وبطميموس الفمكي‪ ،‬واقميدس اليندسي‪،‬‬
‫وجالينوس الطبيب‪.‬‬
‫وقد اعتبرت الحضارة اليونانية الموسيقى مادة دراسية ميمة‪ ،‬فرضت نفسيا‬
‫كعامؿ بناء لشخصية الطفؿ في كافة المراحؿ‪ ،‬فقد كاف الطفؿ اليوناني في حوالي‬
‫الثالثة عشر مف عمره يبدأ بتعمـ الموسيقى‪ ،‬حيث يشمؿ ىذا التعمـ العزؼ عمى‬
‫القيثارة والغناء ودراسة األشعار‪.‬‬
‫وأصبحت التربية الموسيقية كذلؾ في مجتمعات عصر النيضة ضمف ما‬
‫يسمى التربية اإلنسانية‪ ،‬وأصبحت تعد إحدى مبادئ التربية بشكؿ عاـ‪ ،‬باإلضافة‬

‫‪ٔ‌‌–‌4‬ظٍشاد‪‌،‬أسس تربىَت يقترحت نهتربُت انًىسُقُت نطهبت انًرحهت األساسُت فٍ األردٌ‪ِ‌،‬شخع‌عبثك‪‌،َ2010‌،‬ص‪‌ .13‬‬

‫‪8‬‬
‫إلى أنيا اىتمت في تنمية مواىب الطفؿ واستعداداتو الطبيعية‪ ،‬وسارت في الطريؽ‬
‫العممي الذي يقوـ عمى أسس عقمية وعممية‪.5‬‬
‫وتجد اإلشارة ىنا‪ ،‬بأنو لو استعرضنا تاريخ التربية الموسيقية الحديثة لوجدنا‬
‫أنيا في نصؼ القرف الماضي قد تراكمت معارؼ كثيرة في اختصاصات عديدة‬
‫ىدفيا كميا مجتمعة رفع مستوى وعي الطفؿ موسيقياً‪ ،‬وليذا نجد اليوـ مف يفضؿ‬
‫االستعاضة عف مصطمح التربية الموسيقية بالتفتح الموسيقي وقد ظير ىذا‬
‫المصطمح بقوة في سبعينيات القرف الماضي وتشكمت لو أدوات النظرية البحثية في‬
‫ثمانينيات القرف‪.‬‬
‫"ويعد عاـ ‪ 1923‬تاريخاً ميماً لمتربية الموسيقية خبلؿ العصر الحديث‪،‬‬
‫حيث اتخذت مقولة كارؿ غيييركنس (‪" ،)Karl Geherkens‬الموسيقى لكؿ طفؿ‬
‫وكؿ طفؿ لمموسيقى" ( ‪Music For Every Child and Every Child For‬‬
‫‪ )Music‬شعا اًر لممؤتمر الوطني المدرسي الموسيقي ( ‪Music Education‬‬
‫‪ ،)National Conference‬والذي كاف لو انعكاساً واسعاً عمى التربية الموسيقية‬
‫في أمريكا والعالـ"‪.6‬‬
‫وفيما يتعمؽ بالتربية الموسيقية في الوطف العربي‪ ،‬تذكر الفاروقي‪ 7‬بأف‬
‫التربية الموسيقية في الوطف العربي قديمة كمثميا في أوروبا‪ ،‬ولكننا ال يمكف أف‬
‫نتتبع بصورة واضحة التربية الموسيقية في فترة ما قبؿ اإلسبلـ‪ ،‬ال سيما الفنوف‬
‫الصوتية المتمثمة في الكينة والشعراء‪ ،‬نظ اًر لقمة المعمومات المتاحة عنيا؛ ولكف‬

‫‪ٔ‌‌- 5‬بطش‪‌،‬إثشاٍُ٘‪‌،‬أسس انتربُت‪‌،‬ط‪‌،5‬داس‌عّبْ‌ٌٍٕشش‌‪ٚ‬اٌز‪ٛ‬صٌع‪‌،‬عّبْ‪‌،‬األسدْ‪‌،َ1999‌،‬ص‪‌ .53‬‬


‫‌‬
‫‪6 -Encyclopedia ،‬‬ ‫‪. (1985) . The International of Education '' Research and Studies '' . v 6 ، M- O .‬‬

‫‪‌ -‌ 7‬اٌفبس‪ٚ‬لً‪ٌٌٛ‌،‬ظ‪‌،‬يشاكم انتؼهُى انًىسُقٍ فٍ انىطٍ انؼربٍ "انحهىل انقذًَت وانحذَثت"‪‌،‬ثحش‌ِٕش‪ٛ‬س‪ِ‌،‬دٍخ‌اٌحٍبح‌اٌّ‪ٛ‬عٍمٍخ‪‌،‬اٌعذد‌‪‌،9‬‬


‫اٌ‪ٍٙ‬ئخ‌اٌعبِخ‌اٌغ‪ٛ‬سٌخ‌ٌٍىزبة‪ٚ‌،‬صاسح‌اٌثمبفخ‪‌،‬دِشك‪‌،‬ع‪ٛ‬سٌب‪.َ1995‌،‬‬

‫‪9‬‬
‫بداية مف القرف السابع أصبح التعميـ الصوتي مرتبطاً باألخبلقيات والدراسات‬
‫االجتماعية لؤلطفاؿ البالغيف‪ ،‬وىذه الدراسات الصوتية أو التعميـ الصوتي ارتبطت‬
‫بالقرآف الكريـ عبر حفظو وتبلوتو وكذلؾ الترانيـ الكنسية‪ ،‬ىذا بالرغـ مف أف‬
‫الدراسيف والباحثيف في العصور التالية لـ يعامموا اإلنشاد الديني أو تبلوة القرآف‬
‫الكريـ أو أداء الترانيـ الكنسية كجزء مف التقاليد الصوتية الموجودة في المجتمع‪.‬‬
‫وفي المنطقة العربية أيضاً‪ُ ،‬يعد عاـ ‪1932‬ـ عاماً ميماً في الموسيقى‪،‬‬
‫حيث انعقد مؤتمر الموسيقى العربية األوؿ في القاىرة والذي كاف لو األثر األكبر‬
‫في دفع الموسيقى العربية عمى سمـ التطور والتقدـ واالزدىار‪ ،‬إذ سعى المؤتمر إلى‬
‫تنظيـ الموسيقى العربية عمى أساس متيف مف العمـ والفف تتفؽ عميو األقطار‬
‫العربية‪ .‬حيث تمخض عف ىذا المؤتمر جممة مف الق اررات كاعتبار الموسيقى مادة‬
‫مقررة في جدوؿ الدروس المدرسية ابتداء مف مرحمة رياض األطفاؿ وحتى نياية‬
‫المرحمة الثانوية‪ ،‬وايفاد البعثات العممية ألوروبا لدراسة التربية الموسيقية‪ ،‬وتأسيس‬
‫معيد موسيقي متخصص لتخريج المعمميف والمعممات‪.8‬‬
‫‪ -1..‬ماىية التربية الموسيقية‬
‫"إف عبلقة الموسيقى بالتربية عبلقة وثيقة‪ ،‬فكؿ منيما تعتمد عمى األخرى‪،‬‬
‫فالتربية تعتمد عمى الموسيقى في بناء شخصية الطالب الذي سينمو ليصبح شاباً لو‬
‫قيمتو في المجتمع"‪9‬؛ والموسيقى تحتاج إلى أساليب التربية ومفاىيميا في التعميـ‬
‫لنشر التذوؽ الموسيقي الجيد‪ ،‬والوصوؿ إلى إمكانية تحقيؽ اإلبداع الفني لذوي‬
‫المواىب في ىذا المجاؿ‪ .‬ونرى اليوناف القديمة قد اىتمت بالموسيقى عمى اعتبار‬

‫‪‌‌- 8‬تىصُاث يؤتًر انًىسُقً انؼربُت األول‪‌،‬اٌّطجعخ‌األِشٌىٍخ‪‌،‬اٌمب٘شح‪ِ‌،‬ظش‪.َ1932‌،‬‬


‫‌‬
‫‪ِ‌- 9‬طش‪‌،‬إوشاَ؛‌ف‪‌،ًّٙ‬أٍِّٗ‪ ،‬تذرَس انًىسُقً‪‌،‬داس‌اٌعٍُ‌‪ٚ‬اٌثمبفخ‪‌،‬اٌمب٘شح‪ِ‌،‬ظش‪‌،َ1986‌،‬ص‪‌ .11‬‬
‫‌‬

‫‪10‬‬
‫أنيا أداة مف أدوات التربية قبؿ أف تكوف فناً جميبلً يبتغى لذاتو‪ ،‬فقد جعؿ أفبلطوف‬
‫لمدولة حؽ اإلشراؼ عمى الموسيقى لما ليا مف تأثير في تكويف الشخصية المتزنة‬
‫المتناسقة‪.‬‬
‫وفي مجاؿ الربط بيف الموسيقى والتربية‪ ،‬نرى أف العديد مف المفكريف‬
‫والمربيف في القرف الثامف والتاسع عشر الميبلدي قد اىتموا بربط الموسيقى بالتربية‪،‬‬
‫لدفع الحياة اإلنسانية إلى آفاؽ أسمى وأفضؿ‪ ،‬وبناء مجتمعات سوية‪ ،‬وكانت ليـ‬
‫مدارسيـ التي أكدت ىذا األسموب التربوي الذي أنتشر في أوروبا وغيرىا مف دوؿ‬
‫العالـ المتحضرة‪.‬‬
‫وال بد مف اإلشارة ىنا إلى أف التربية الموسيقية أصبحت جزءاً ونمطاً مف‬
‫التربية بشكميا العاـ‪ ،‬عمى اعتبار أف التربية ىي العممية الواعية المقصودة وغير‬
‫المقصودة لمنمو الشامؿ لمفرد‪ ،‬فيي عممية تؤثر في شخصية الفرد مف أجؿ نموىا‬
‫نمواً شامبلً لمتكيؼ مع العصر‪ ،‬والوصوؿ بيا إلى كماؿ وظائفيا‪ ،‬وما يتطمبو ذلؾ‬
‫ٍ‬
‫أساس مف خبرات الماضي وخصائص‬ ‫مف أنماط سموؾ وقدرات مستمرة‪ ،‬عمى‬
‫الحاضر‪ ،‬واحتماالت المستقبؿ وبتكامؿ مع المنياج الدراسي‪ ،‬ليذا فإف العممية‬
‫التعميمية تعمؿ عمى تنمية كؿ الجوانب في شخصية الفرد‪ ،‬وتشكيمو اجتماعياً في‬
‫زمف معيف ومكاف معيف‪ ،‬إليجاد التفاعؿ المستمر بيف مكوناتو الشخصية ومكوناتو‬
‫البيئية التي تعيش فييا عمى نحو ُيم ّكنو مف مواصمة حياة الجماعة وتطويرىا‪.‬‬
‫وقد أصبحت الببلد المتقدمة تنظر إلى مادة التربية الموسيقية في المدارس‬
‫بتقدير يتناسب مع تأثيرىا الكبير‪ ،‬وبنفس نظرتيا ألىمية مناىج التعميـ األخرى‬

‫‪11‬‬
‫‪10‬‬
‫أف الوظيفة التربوية‬
‫ّ‬ ‫كالعموـ‪ ،‬والرياضيات‪ ،‬والمغة؛ وفي ىذا الصدد يؤكد الشرماف‬
‫لمموسيقى تيدؼ إلى االىتماـ بتكامؿ الطفؿ جسمياً‪ ،‬ونفسياً‪ ،‬وعقمياً‪ ،‬وعاطفياً‪،‬‬
‫نمي الوعي االجتماعي‬
‫واجتماعياً‪ ،‬حتى يكوف مواطناً صالحاً في مجتمعو‪ ،‬وتُ ّ‬
‫والقومي والديني في نفوس الطمبة‪ ،‬باإلضافة إلى بثيا روح الجماعة‪ ،‬والشعور‬
‫بأىمية الفرد في الجماعة‪ ،‬والجماعة لمفرد‪ ،‬إلى جانب عمميا عمى تييئة الفرصة‬
‫لمطمبة بالتعبير عف أنفسيـ بحرية‪ ،‬وممئ أوقات فراغيـ بالشيء المفيد مف خبلؿ‬
‫السمع‪ ،‬أو العزؼ‪ ،‬أو الغناء‪ ،‬فكؿ إنساف بحاجة إلى تربية موسيقية‪ ،‬ألنو ال أحد‬
‫يستطيع أف يفيـ أو يتذوؽ أو يحب أو يعيش الموسيقى أو يعبر مف خبلليا‪ ،‬دوف‬
‫أف يكوف قد حصؿ مسبقاً عمى تحضير وتوعية وتنشئة موسيقية‪.‬‬
‫وألف العممية التعميمية التعمّمية بشكؿ عاـ تحتاج إلى اإلعداد الكافي‬
‫والظروؼ واإلمكانات البلزمة والخاصة بيا‪ ،‬حتى يكوف بالمستطاع تحقيؽ اليدؼ‬
‫المرجو مف التربية‪ ،‬مف حيث إعداد جيؿ مثقؼ مزود بالعمـ والمعرفة‪ ،‬مؤىؿ لحمؿ‬
‫ولما كانت أيضا مادة التربية الموسيقية تعتبر عممية تعميمية‬
‫مسؤوليات المستقبؿ‪ّ ،‬‬
‫تعمّمية‪ ،‬فإنيا تحتاج إلى ظروؼ وامكانات خاصة ومقومات مادية أكثر مف‬
‫التخصصات األخرى‪ ،‬حيث أف ميمة تدريس التربية الموسيقية ليست سيمة وتحتاج‬
‫إلى معمـ فذ وتمميذ نبيو‪ ،‬والى وسائؿ متنوعة كالكتاب واآلالت الموسيقية واألشرطة‬
‫واألفبلـ وغيرىا‪.‬‬
‫ونحف في صدد الحديث عف أىمية التربية الموسيقية‪ ،‬نرى أف االىتماـ ال‬
‫يعني بالضرورة عدـ االلتفات إلى الجانب التطبيقي البحت (العزؼ والغناء)‪ ،‬بؿ‬

‫‪‌ –10‬اٌششِبْ‪‌ ،‬عًٍ‪‌ ،‬حتًُت تكايم انتؼهُى انًىسُقٍ يٍ أخم يخرخاث َىػُت‪‌ ،‬ثحش ‌ِٕش‪ٛ‬س‪ِ‌ ،‬دٍخ ‌دساعبد ‌اٌعٍ‪‌ َٛ‬اإلٔغبٍٔخ ‌‪ٚ‬االخزّبعٍخ‪‌،‬‬
‫‌‬
‫اٌّدٍذ‌‪‌،34‬اٌعذد‌‪‌،3‬عّبدح‌اٌجحش‌اٌعًٍّ‪‌،‬اٌدبِعخ‌األسدٍٔخ‪‌،‬عّبْ‪‌،‬األسدْ‪‌،َ2007‌،‬ص‪‌ .455‬‬

‫‪12‬‬
‫عمى العكس مف ذلؾ‪ ،‬حيث أف االىتماـ بتنفيذ حصص التربية الموسيقية سيكوف‬
‫الخطوة األولى في اكتشاؼ مواىب العزؼ والغناء لدى الطمبة‪ ،‬ولكف ىناؾ اختبلؼ‬
‫بيف الموسيقى كنشاط والموسيقى كمبحث تربوي دراسي يتضمف أساسيات العموـ‬
‫الموسيقية كغيرىا مف المباحث الدراسية‪ ،‬فميست ميمة التربية الموسيقية وال رسالتيا‬
‫خمؽ فناف موسيقي‪ ،‬بؿ رسالتيا أكبر وأعمؽ مف ذلؾ فيي رسالة مجتمعية عامة‬
‫وليست فردية‪ ،‬ولكنيا تدخؿ لممجتمع مف خبلؿ الطمبة الذيف سينقموف ىذه الثقافة‬
‫مف خبلؿ السموؾ داخؿ وخارج المدرسة‪.‬‬
‫ولضماف تفعيؿ التربية الموسيقية كما ينبغي ليا أف تكوف‪ ،‬فبل بد مف‬
‫وجود مقومات أساسية وتكاتؼ تمؾ المقومات مع بعضيا‪ ،‬والعمؿ بتكامؿ وليست‬
‫بانفصالية فردية‪ ،‬وىذه المقومات برأينا ىي‪:‬‬
‫‪ -1‬وجود مناىج دراسية لمتربية الموسيقية بيف يدي الطمبة منذ المراحؿ األساسية‬
‫عدد ٍ‬
‫كاؼ مف تماريف العزؼ‪ ،‬بحيث‬ ‫األولى‪ ،‬عمى أف تحتوي ىذه المناىج عمى ٍ‬
‫ٍ‬
‫كاؼ مف‬ ‫تتناسب والمراحؿ العمرية لمطمبة المتمقّيف‪ ،‬باإلضافة إلى وجود ٍ‬
‫عدد‬
‫تماريف الغناء بحيث تكوف متنوعة وىادفة ومناسبة في ٍ‬
‫آف واحد‪.‬‬
‫‪ -2‬التأكيد عمى تثبيت حصة التربية الموسيقية عمى برنامج الدروس األسبوعي‬
‫واالىتماـ بتنفيذىا‪.‬‬
‫‪ -3‬وجود قاعة مجيزة لمتربية الموسيقية في كؿ مدرسة‪ ،‬يمارس فييا الطمبة العزؼ‬
‫والغناء عمى اآلالت الموسيقية المختمفة‪.‬‬
‫‪-4‬أف تكوف عبلمة التربية الموسيقية كغيرىا مف المباحث الدراسية األخرى أساسية‬
‫في المعدؿ العاـ لمطالب‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ -5‬توفر معمـ لمتربية الموسيقية (وىو العنصر األىـ) القادر عمى الغناء والعزؼ‬
‫عمى اآلالت الموسيقية‪.‬‬
‫ومف غير ىذه العناصر والمقومات نعتقد بأنو ال يمكف تفعيؿ التربية‬
‫الموسيقية‪ ،‬وال يمكف تعديؿ النظرة المجتمعية ليا‪ ،‬وال يمكف تحقيؽ اليدؼ الرئيسي‬
‫مف وراء اعتماد الموسيقى كمبحث دراسي‪.‬‬
‫وىنا ال بد أف نؤكد عمى ما ذكره فاخوري‪ ،11‬بأف "اعتماد استراتيجية التعميـ‬
‫الموسيقي في خدمة سوؽ العمؿ يتطمب العمؿ بموجب خطة تتبناىا أجيزة الدولة‬
‫المعنية ترمي إلى‪:‬‬
‫تشجيع النشر الموسيقي عمى أنواعو المقروء والمرئي والمسموع‪.‬‬
‫‪ -‬حماية حقوؽ التأليؼ والنشر مف القرصنة والسرقة‪.‬‬
‫‪ -‬إيجاد مراكز األبحاث الموسيقية‪ ،‬وربطيا بمؤسسات التعميـ العالي‪.‬‬
‫‪ -‬التشجيع عمى النقد الموسيقي "القبمي" الذي يسبؽ الحدث ويقدمو‪،‬‬
‫و"البعدي" الذي ينقد الحدث في أعقاب حصولو ويخضعو لمتحميؿ‬
‫الموضوعي والتقويـ ال التقريظ والتبخير‪.‬‬
‫‪ -‬استخداـ أساليب التعميـ التي تيدؼ ومنذ الصغر إلى تنمية التفكير الخبلؽ‬
‫وتبتعد عف التمقيف األجوؼ‪ ،‬وىذه األساليب ال تقتصر عمى تعميـ‬
‫الموسيقى فحسب بؿ تتعداه إلى التعميـ بشكؿ عاـ‪.‬‬

‫‪‌ - 11‬فبخ‪ٛ‬سي‪‌،‬وفبذ‪‌،‬انتربُت انًىسُقُت وانتحذَاث انتٍ تىاخه انًىسُقً انؼربُت‪‌،‬ثحش‌ِٕش‪ٛ‬س‪ِ‌،‬دٍخ‌اٌجحش‌اٌّ‪ٛ‬عٍمً‪‌،‬اٌّدٍذ‌‪‌،6‬اٌعذد‌‪‌،1‬‬


‫‌‌‬
‫عّبْ‪‌،‬األسدْ‪‌،َ2007‌،‬ص‪‌ .105‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ -‬توفير التعميـ الموسيقي لمجميع‪ ،‬واعتبا اًر مف سف مبكرة (سف الخامسة)‪،‬‬
‫واإلفساح ألصحاب الكفاءة والموىبة بالتدرج في ىذا التعميـ حتى المراحؿ‬
‫العميا المتخصصة‪.‬‬
‫‪ -‬وضع شروط مسبقة يجب توافرىا في المرشح الذي ينوى دراسة الموسيقى‬
‫في مرحمة التعميـ العالي‪ ،‬ومنيا شرط المعرفة الموسيقية المسبقة‪ ،‬وشرط‬
‫الحصوؿ عمى معدؿ عبلمات ال يقؿ عف المستوى المتوسط في نياية‬
‫مرحمة التعميـ الثانوي التي تسبؽ مرحمة التعميـ العالي؛ وتسمح ىذه‬
‫الخطوة بجذب الطالب الذي يرغب في دراسة الموسيقي لتطمعو إلى ذلؾ‪،‬‬
‫وابعاد الطالب الذي فشؿ في دخوؿ االختصاصات األخرى فمـ يجد أمامو‬
‫سوى الموسيقى سبيبلً‪.‬‬
‫‪ -‬برمجة التعميـ الموسيقي ضمف إستراتيجيتيف تكمؿ إحداىما األخرى‪ ،‬األولى‬
‫جعمت ىذا التعميـ تطبيقياً وتعميمياً‪ ،‬وحتى عند تناوؿ الجوانب النظرية‬
‫منو‪ ،‬وىذا ينسجـ تماماً مع المبدأ التربوي الذي ينادي بتعميـ الموسيقى‬
‫بممارستيا ال بالتحدث عنيا؛ أما اإلستراتيجية الثانية فتقضي بأف تتوافر‬
‫في المؤسسة التعميمية الواحدة ِ‬
‫الف َرؽ والمجموعات الموسيقية ذات‬
‫المستويات الثبلثة االبتدائية والمتوسطة والمتقدمة‪ ،‬وتكوف ىذه التجمعات‬
‫مختبرات تطبيقية يدخميا الطالب منذ بدء دراسة الموسيقى ويتدرج فييا‪.‬‬
‫‪ -‬اجتذاب العازؼ الماىر لتعميـ آلة اختصاصية لمطمبة وبيذا ضماف ألف‬
‫يكوف الطالب بالقرب مف نموذج مثالي في األداء"‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫وبعد تعرفنا عمى ماىية التربية الموسيقية‪ ،‬فبل بد لنا مف التطرؽ عمى‬
‫األىداؼ العامة ليا وشروط تحقيقيا ووظائفيا‪ ،‬وذلؾ عمى النحو اآلتي‪:12‬‬
‫‪ -1.2.1‬أىداؼ التربية الموسيقية‬
‫‪ .1‬اإلسياـ في تحقيؽ النمو المتكامؿ لممتعمـ في مختمؼ مراحمو العمرية‪.‬‬
‫‪ .2‬مساعدة المواد الدراسية األخرى والنشاط المدرسي في تحقيؽ أىدافو‪.‬‬
‫‪ -2.2.1‬الشروط الواجب توفرىا لتحقيؽ أىداؼ التربية الموسيقية‬
‫‪ .1‬توفير الخدمات واألدوات واآلالت والبيئة التعميمية الجيدة‪.‬‬
‫‪ .2‬توفير الوقت والتحضير الجيد‪.‬‬
‫‪ .3‬خمؽ جو تنافسي‪.‬‬
‫‪ .4‬إعداد المعمـ القادر عمى فيـ وتحقيؽ أىداؼ التربية الموسيقية‪.‬‬
‫‪ .5‬االعتماد عمى نظرية التعمـ مف خبلؿ المعب والتطبيؽ العممي أكثر مف اعتماد‬
‫التمقيف‪.‬‬
‫‪ -3.2.1‬وظائؼ التربية الموسيقية‬
‫تتمثؿ وظائؼ التربية الموسيقية في وظيفتيف ىامتيف ىما‪:‬‬
‫‪ -1.3.2.1‬الوظيفة التربوية‪ ،‬وتيدؼ إلى ما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬االىتماـ بتكامؿ نمو الطفؿ جسمياً ونفسياً وعاطفياً وعقمياً واجتماعياً حتى تعده‬
‫لمحياة في مجتمعو وبيئتو كمواطف صالح‪ ،‬فيتذوؽ ويقدر الموسيقى الجيدة‪ ،‬ويشعر‬
‫بالناحية الجمالية فييا ويتأثر بيا؛ وفي مراحؿ الطفولة األولى باالستطاعة تحقيؽ‬

‫‪‌‌-12‬يُهاج انًىسُقً واألَاشُذ وخطىطه انؼرَضت فٍ يرحهت انتؼهُى األساسٍ‪‌،‬اٌّذٌشٌخ‌اٌعبِخ‌ٌٍّٕب٘ح‌‪ٚ‬رمٍٕبد‌اٌزعٍٍُ‪ٚ‌،‬صاسح‌اٌزشثٍخ‌‪ٚ‬اٌزعٍٍُ‪‌،‬‬


‫عّبْ‪‌،‬األسدْ‪.َ1991‌،‬‬

‫‪16‬‬
‫ىذا اليدؼ عف طريؽ القصص الحركية واأللعاب الموسيقية اليادفة تربوياً‪ ،‬وكذلؾ‬
‫مف مضموف أغاني الطفولة واألناشيد المناسبة لكؿ صؼ‪.‬‬
‫‪ -‬خدمة باقي المواد الدراسية بما يزيدىا ثراء‪.‬‬
‫‪ -‬أف تكوف الموسيقى مصد اًر مف المصادر التي تحبب الطفؿ بالمدرسة وتجذبو‬
‫إلييا‪.‬‬
‫‪ -‬تنمية الوعي االجتماعي والقومي والديني في نفس الطفؿ‪.‬‬
‫‪ -‬بث روح التعاوف بيف األطفاؿ‪ ،‬والشعور بقيمة العمؿ الجماعي‪ ،‬وبأىمية دور‬
‫الفرد في الجماعة وأىمية الجماعة بالنسبة لمفرد‪.‬‬
‫‪ -‬تعريؼ أطفالنا بأىمية قوميتنا العربية كأمة واحدة‪ ،‬عف طريؽ تقديـ التراث‬
‫الشعبي لكؿ دولة مف الدوؿ العربية ضمف مناىج التربية الموسيقية‪.‬‬
‫‪ -‬تعريؼ أطفالنا بالعالـ الخارجي‪ ،‬عف طريؽ مقتطفات مف الموسيقى العالمية بما‬
‫يناسب مداركيـ‪.‬‬
‫‪ -‬تييئة األطفاؿ لمتعبير عف النفس تعبي اًر ح اًر‪ُ ،‬ينفّس عف مكبوتاتيـ ويصرؼ‬
‫طاقاتيـ الحيوية الكبيرة عف طريؽ األلعاب الموسيقية الحرة والقصص الحركية‬
‫واألناشيد واألغاني المدرسية‪.‬‬
‫‪ -‬استغبلؿ الموسيقى كيواية مفضمة‪ ،‬تُعيف الطفؿ عمى ممارستيا في أوقات فراغو‪.‬‬
‫‪ -2.3.2.1‬الوظيفة الفنية‪ ،‬وتيدؼ إلى ما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬تنمية اإلدراؾ الحسي‪ ،‬وخاصة االنتباه والحركة عند الطفؿ‪ ،‬منذ نشأتو األولى‬
‫في حياتو المدرسية عف طريؽ اإليقاع والنغـ‪.‬‬
‫‪ -‬تربية الحاسة السمعية إلدراؾ العناصر الموسيقية‪ ،‬وتنمية الذوؽ الموسيقي‬
‫السميـ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ -‬خمؽ الجو المناسب لتربية اإلدراؾ السمعي لدى تبلميذ ىذه المرحمة‪ ،‬والتدرج بيـ‬
‫إلى مستوى التذوؽ الموسيقي المبني عمى الفيـ واإلدراؾ‪.‬‬
‫‪ -‬تعريؼ الطفؿ بعناصر المغة الموسيقية قراءة وكتابة بصورة بسيطة‪.‬‬
‫‪ -‬غرس عادات سموكية سميمة لبلستماع عند الطفؿ‪.‬‬
‫‪ -‬العمؿ عمى االرتقاء بمستوى الوعي الفني الموسيقي لدى أبناء الشعب‪ ،‬ممثبل في‬
‫تبلميذ المرحمة االبتدائية‪ ،‬وذلؾ مف خبلؿ إكسابيـ الصفات التي تنمي فييـ القدرة‬
‫عمى االستماع الواعي ‪.‬‬
‫‪ -‬الكشؼ عف ذوى االستعداد والمواىب الموسيقية في سف مبكرة‪ ،‬والعناية بيـ‬
‫وتوجيييـ وجية موسيقية‪.‬‬
‫وال بد مف اإلشارة ىنا إلى وسيمة ىامة يجب توافرىا إلنجاح عممية التربية‬
‫الموسيقية وفؽ طريقة عممية صحيحة‪ ،‬وىذه الوسيمة تتمثؿ بالمنياج الموسيقي‬
‫المناسب‪ ،‬لما لو مف دور ميـ في تشكيؿ شخصية الطالب وتعميؽ ثقتو بنفسو‪،‬‬
‫ومساعدتو عمى احتراـ اآلخريف‪ ،‬واد ارؾ قيمة الوقت‪ ،‬والمشاركة في العمؿ‬
‫الجماعي‪ ،‬إلكسابو ميارات عديدة منيا‪ :‬ميارة األداء‪ ،‬واالستماع والتذوؽ والنطؽ‬
‫والقراءة والتحميؿ‪ ،‬مما يساعد عمى اإلبداع والحصوؿ عمى معرفة موسيقية وميارات‬
‫وقدرات تؤىمو لبلرتقاء بمستواه الفني والعممي‪ ،‬والمساىمة في رفع مستوى الذوؽ‬
‫الموسيقي لممجتمع‪ ،‬والوعي بأف الموسيقى تسيـ في تحسيف المستوى االقتصادي‬
‫لمفرد‪ ،‬باإلضافة إلى دورىا الترويحي‪.‬‬
‫‪ -3..‬أىم المدارس العالمية التي ركزت عمى التربية الموسيقية‬
‫مف الجدير بالذكر أنو ظير حديثاً في العالـ مدارس موسيقية تربوية‬
‫جديدة‪ ،‬جعمت تدريس الموسيقى في المدارس مف ميماتيا األساسية‪ ،‬وليس مف‬

‫‪18‬‬
‫اىتماميا دراسة االحتراؼ الموسيقي‪ ،‬وفيما يمي شرح عف أىـ ىذه المدارس‬
‫ومناىجيا التعميمية الموسيقية التربوية‪:‬‬
‫‪13‬‬
‫‪ -1.3.1‬مدرسة كارؿ أورؼ (‪)Carl Orff‬‬
‫عمؿ الموسيقي األلماني كارؿ أورؼ (‪ )Carl Orff‬عمى استنباط مجموعة‬
‫مف اآلالت اإليقاعية المتنوعة تسمى (‪" )Instrumentarium Orff‬عائمة أورؼ‬
‫يوسع مدارؾ الطفؿ اإليقاعية السمعية‬
‫اإليقاعية"‪ ،‬واعتبرىا أورؼ حقؿ تجارب غني ّ‬
‫والتجريبية ٍ‬
‫بآف معاً‪.‬‬
‫سعى أورؼ مف خبلؿ عائمتو اإليقاعية إلى تمكيف الطفؿ مف مقاربة‬
‫واكتشاؼ أصوات اآلالت اإليقاعية المتنوعة قبؿ الشروع بتعمـ العزؼ عمييا أو‬
‫الموجو‪ ،‬باإلضافة إلى سعيو إلى إطبلؽ‬
‫حتى اكتشاؼ إمكاناتيا بالتجريب الحسي و ّ‬
‫عناف خياؿ الطفؿ وتحفيز الفضوؿ لديو لمتعرؼ عمى عائمتو اإليقاعية واستصدار‬
‫أصوات منيا يكتشفيا بالمصادفة‪ ،‬ليحاوؿ إعادة إنتاجيا وتركيبيا بالتجريب‪ ،‬إلى‬
‫جانب تطوير حسو اإليقاعي وتعميؽ معرفتو بقيمة اإليقاع مصاحباً لمحف والغناء‪.‬‬
‫وفي ىذا الصدد نذكر بأف التشكيمة اإليقاعية عند كارؿ أورؼ تشبع فضوؿ‬
‫موجو متدرج في‬ ‫الطفؿ بالعزؼ عمى آلة‪ ،‬وبمصاحبة أقر ٍ‬
‫اف لو في عزؼ جماعي ّ‬
‫صعوبتو التقنية واإليقاعية والمحنية المصاحبة‪ ،‬ىذا ويزود منياج أورؼ التربوي‬

‫‪ٌ ‌- 13‬مذ‌حظٍٕب‌عٍى‌ِعظُ‌اٌّعٍ‪ِٛ‬بد‌اٌزً‌أ‪ٚ‬سدٔب٘ب‌عٓ‌ِذسعخ‌وبسي‌أ‪ٚ‬سف‌‪‌ِٓ‌،‬خالي‌‌عذد‌ِٓ‌اٌذساعبد‌ٌعذد‌ِٓ‌اٌجبحثٍٓ‌فً‌ِدبي‌اٌزشثٍخ‌‬
‫‌‬
‫اٌّ‪ٛ‬عٍمٍخ‪‌،‬أٔظش‪‌ ‌:‬‬
‫‪‌ -‬اٌٍ‪ٔ‌،ٛ‬جًٍ‪‌،‬أهى يُاهح انتربُت انًىسُقُت فٍ انؼانى‪‌ ،‬ثحش‌ِٕش‪ٛ‬س‪ِ‌،‬دٍخ‌اٌحٍبح‌اٌّ‪ٛ‬عٍمٍخ‪‌،‬اٌعذد‌‪ٚ‌،48‬صاسح‌اٌثمبفخ‪‌،‬دِشك‪‌،‬ع‪ٛ‬سٌب‪‌،َ2008‌،‬‬
‫ص‪‌ .9‬‬
‫‪‌ -‬ثٍعب‪ٚ‬ي‪ ‌،‬آيال‪ ،‬فاػهُت برَايح يقترذ نتًُُت انًهاراث اإلَقاػُت انًىسُقُت بُظاو كارل أورف نذي طهبت انًرحهت األساسُت انذَُا فٍ األردٌ‪‌،‬‬
‫سعبٌخ‌ِبخغزٍش‌غٍش‌ِٕش‪ٛ‬سح‪‌،‬وٍٍخ‌اٌفٕ‪‌ْٛ‬اٌدٍٍّخ‪‌،‬خبِعخ‌اٌٍشِ‪ٛ‬ن‪‌،‬إسثذ‪‌،‬األسدْ‪‌،َ2013‌،‬ص‪‌ .37-22‬‬
‫‪‌-‬أث‪‌ٛ‬إٌظش‪‌،‬خ‪ٌٍٕٛ‬ذا‪‌،‬هُا َغٍُ‪ ..‬أغاٍَ‪ ،‬ارشاداث‪ ،‬طرَقت أورف‪ ،‬استؼًال اِالث اإلَقاػُت‪‌،‬ط‪.َ1987‌،1‬‬

‫‪19‬‬
‫الموسيقي الطفؿ بأدوات معرفية موسيقية أساسية لتطوير ممكاتو في التعبير الفني‪،‬‬
‫باإلضافة إلى إكسابو تعميماً موجياً متدرجاً وتعميماً عصامياً استكشافياً ٍ‬
‫بآف معاً‪.‬‬
‫وقد وضع أورؼ نظاماً شامبلً لتعميـ الموسيقى لمطمبة‪ ،‬يقوـ عمى التكامؿ‬
‫بيف الحركة والغناء والعزؼ عمى اآلالت اإليقاعية التي تـ تصميميا خصيصاً ليذا‬
‫الغرض‪ ،‬ونتيجة لنشاطو التجريبي في تعميـ الموسيقى تـ وضع دليؿ التربية‬
‫الموسيقية الذي حمؿ اسـ (‪ )Sholvarg‬شولفيرج؛ فالتعريؼ بالموسيقى طبقا‬
‫ألورؼ ينبغي أف يستند إلى العمؿ اإلبداعي النشيط الذي يجمب الفرح واالرتياح؛‬
‫ويولي أورؼ الكثير مف االىتماـ بالشؽ اإليقاعي لمتربية الموسيقية‪ ،‬والتي يمكف ليا‬
‫أف تتحقؽ مف خبلؿ العزؼ عمى اآلالت الموسيقية االبتدائية‪ ،‬وفي غناء الطالب‬
‫لمكممة دالالتيا الخاصة باعتبارىا عنص اًر مف الكبلـ والشعر‪ ،‬وىيكميما اإليقاعي‬
‫(الوزف) وتصويتيما المحني‪ ،‬فيذه ليست مجرد كممة‪ ،‬بؿ ىناؾ الكثير مما يمكف‬
‫مبلحظتو مف الخصوصيات في أغاني الطمبة وألعابيـ‪.‬‬
‫ولما كانت الطريقة الحديثة في تعميـ مادة التربية الموسيقية تعتمد عمى‬
‫اآلالت اإليقاعية البسيطة‪ ،‬ألنيا تعمـ الطفؿ االنضباط أثناء العزؼ الجماعي عندما‬
‫تشارؾ المجموعة وتتعاوف في إخراج المقطوعة الموسيقية في شكميا الصحيح‬
‫المتناغـ‪ ،‬فقد استمد كارؿ أورؼ ىذه الطريقة مف األطفاؿ أنفسيـ‪ ،‬فعاش معيـ‬
‫سنوات طويمة وتعمـ منيـ ثـ كتب وسجؿ ما يفعمو ىؤالء األطفاؿ مف خبلؿ مراقبتو‬
‫الدقيقة وقدـ ليـ ما استنتجو عمى نحو بسيط؛ ويرى أورؼ أف الموسيقى مف أقرب‬
‫أنواع الفنوف إلى الطفؿ وأحبيا إلى نفسو وأكثرىا تأثي اًر عميو‪ ،‬فيي الوسيمة التي‬
‫تساعده عمى التعبير بيا عف نفسو وأحاسيسو ووجدانو بحرية وطبلقة‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫لذا يعتمد أورؼ في تربيتو لؤلطفاؿ موسيقياً عمى مبدأ التعمـ عف طريؽ‬
‫المعب الذي يحوؿ لعب األطفاؿ وغناءىـ غير المنظـ إلى لعب وغناء منظـ ىدفو‬
‫إثارة خياؿ الطفؿ وتنمية الجوانب الخبلقة فينفسو مع استغبلؿ الطاقة الحركية‬
‫الطبيعية في سف مبكر‪ ،‬وقد القت ىذه الطريقة اىتماماً بالغاً في أوساط التربية‬
‫الموسيقية في أوروبا‪.‬‬
‫أما منيجية كارؿ أورؼ في التربية الموسيقية‪ ،‬فقد اعتمدت ثبلث طرؽ ىي‪:‬‬
‫‪ -‬الطريقة البسيطة‪ :‬وفييا تقوـ كؿ آلة بعزؼ جممة واحدة‬
‫‪ -‬طريقة الجمع بيف آلتيف‪ :‬وفييا تقوـ آلتيف أو أكثر بأداء جممة موسيقية‬
‫واحدة‪ ،‬وفي ىذه الحالة يستحسف التمويف في توزيع اآلالت‪.‬‬
‫‪ -‬طريقة أورؼ في استخداـ آالت الباند‪.‬‬
‫وقد تطورت الفرقة اإليقاعية التقميدية لؤلطفاؿ منذ جيؿ مضى خاصة بعد‬
‫ظيور العمؿ التجريبي لكارؿ أورؼ‪ ،‬وقد انتشر ىذا العمؿ في العالـ عمى نطاؽ‬
‫واسع‪ ،‬إضافة إلى آلتي اإلكسيموفوف الخشبي والمعدني عبلوة عمى القضباف الرنانة؛‬
‫وفي نفس الوقت اتسعت‪ ،‬بؿ اتسع نطاؽ اآلالت اإليقاعية التي ال تصدر نغمات‬
‫مثؿ المراكش‪ ،‬وطبوؿ البونجو وعدة آالت يمكف صناعة الكثير منيا منزليا والتي‬
‫تبلقي إعجابا فطريا مف األطفاؿ‪.‬‬
‫وحالياً عند صناعة اآلالت اإليقاعية ذات النغمات السابؽ ذكرىا مف أجؿ‬
‫أغراض تعميمية‪ ،‬فإنيا تصمـ بشكؿ خاص‪ ،‬إذ تتكوف مف نوتات منفصمة أو مفككة‬
‫وأصبح مف الشائع ىذه األياـ إدماج استعماؿ اآلالت اإليقاعية مع غناء األطفاؿ‬
‫أنفسيـ أو مع عزؼ آلة الريكوردر بدال مف االعتماد عمى عزؼ المعمـ عمى البيانو‬

‫‪21‬‬
‫وىذا يعطي األطفاؿ ببل شؾ ميزة االعتماد عمى أنفسيـ بدوف الحاجة إلى مساعدة‬
‫موسيقية‪.‬‬
‫واألداء الجماعي عند أورؼ ىو مبدأ أساسو تجميع نواحي األنشطة والفروع‬
‫الموسيقية حتى يتعود الطفؿ منذ الصغر عمى المشاركة الجماعية؛ ونقطة البداية‬
‫عند (أورؼ) ىي اإليقاع‪ ،‬باعتباره العنصر المسيطر واألساسي أكثر مف باقي‬
‫العناصر‪ ،‬واإليقاع ينمو عنده بشكؿ طبيعي مف خبلؿ األنماط الكبلمي؛ ومع أوؿ‬
‫أغنية يشدو بيا الطفؿ يصاحبيا اإليقاع ‪.‬وىذه المصاحبة تؤدى بأشكاؿ شتى‬
‫كالتصفيؽ مثبل‪ ،‬وحتى التصفيؽ عند (أورؼ) نوعاف‪ ،‬تصفيؽ مسطح باليد وىي‬
‫مبسوطة ويعطي صوتيا منيجا‪ ،‬وتصفيؽ مجوؼ باليد وىي مبسوطة ويعطي‬
‫صوتا قاتماً‪ ،‬وىذا أحد أنواع التمويف في األداء‪.‬‬
‫وكذلؾ توجد مصاحبة بالخبط بالقدـ والربت عمى الركبتيف‪ ،‬وفرقعة‬
‫األصابع‪ .‬ويمكف استغبلؿ ىذه األلواف المختمفة مف اإليقاع في عمؿ مصاحبة‬
‫متنوعة تبدأ مف مجرد مصاحبة لموحدة الزمنية وتتطور إلى إيقاعات بسيطة ثـ إلى‬
‫إي قاعات متعددة‪ .‬فأثناء غناء الطفؿ يؤدي مصاحبة إيقاعية متعددة لجميع األلواف‬
‫اإليقاعية السابقة‪.‬‬
‫وبعد أف يتمكف الطفؿ مف استخداـ جسمو في المصاحبة اإليقاعية ينقؿ‬
‫ىذا األداء لآلالت اإليقاعية التقميدية واآلالت ذات النغمات السابؽ ذكرىا‪ .‬والنوع‬
‫األخير ييتـ بو (أورؼ) اىتماما شديدا ألنو عف طريقو يدرب الطفؿ عمى أنواع مف‬
‫المصاحبة التي مف نوع ( باص) األرضية‪ ،‬ويتدرج بو إلى أصعب األنواع منيا‬
‫جاعبل إياه يرتجؿ ويبتكر ىذه المصاحبة أثناء غنائو أو لمصاحبة مقطوعة‬

‫‪22‬‬
‫موسيقية آلية‪ ،‬كما يضاؼ لآلالت السابقة آلة "األكورديوف" الديكوردر وليا دور‬
‫كبير ويمكف لطفؿ في المرحمة االبتدائية العزؼ عمييا‪.‬‬
‫تكمف أىمية نظاـ أورؼ في أف أي شخص بغض النظر عف عمره يمكف أف‬
‫يخمؽ موسيقية مثؿ ىذه الموسيقى‪ ،‬لتكوف مناسبة لمسمع وأساس المادة الموسيقية‬
‫لمحصص أو الدرس‪ ،‬والذي ممكف أف يتكوف مف‪:‬‬
‫‪ .1‬موسيقى الشعوب والفمكمورية‪.‬‬
‫‪ .2‬األغاني الدينية‪.‬‬
‫‪ .3‬الرقصات‪.‬‬
‫‪ .4‬تماريف إيقاعية لحنية‪.‬‬
‫‪ .5‬أناشيد‪.‬‬
‫‪ .6‬مقطوعات آلية‪.‬‬

‫وتعتمد مدرسة أورؼ عمى منيجية موسيقية تقدمية تعتمد عمى المعرفة‬
‫لطبيعة استيعاب الطفؿ والطريقة التي يعمؿ بيا المعمـ عمى تشكيؿ الموسيقى لدى‬
‫األطفاؿ لموسيقى خاصة بيـ‪ ،‬كي يستطيعوا أداءىا في المراحؿ األولى‪ ،‬وينبغي‬
‫ليذه الموسيقى أف تكوف متجاوبة مع المراحؿ العمرية لدى الطفؿ وبغض النظر‬
‫عف عبلقتيا بالكبلـ والحركة‪ ،‬أي تعتمد عمى الغناء‪ ،‬وفي نفس الوقت الصراخ‪،‬‬
‫والرقص‪ .‬وقد أطمؽ عمييا تسمية "مبادئ الموسيقى" التي يعبر عنيا الطفؿ بنفسو‪.‬‬
‫والقى ىذا النظاـ انتشا اًر واسعاً في أكثر مف أربعيف دولة‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫‪14‬‬
‫‪ -2.3.1‬مدرسة زولتاف كوداي (‪)Zoltan Kodaly‬‬

‫ابتكر كوداي طريقة لتدريس الموسيقى لؤلطفاؿ باستخداـ ألحاف شعبية‬


‫محفوظة وتدريبيـ عمى التدويف في صوتيف وأداء التماريف نفسيا في كؿ‬
‫حصة موسيقية بتنويعات مختمفة‪ ،‬حيث كاف كوداي ييدؼ مف طريقتو في التربية‬
‫الموسيقية إلى تعميـ أوسع مجموعة مف الشعب في بمد ما؛ والمجر (ىنغاريا) كانت‬
‫بمده التي قاـ أسموبو عمييا‪ ،‬ففي السنوات األولى مف القرف العشريف‪ ،‬اتجو اىتماـ‬
‫كوداي شيئاً فشيئاً إلى أغاني الشعب المجري وطبقة الفبلحيف المجرييف وأشكاؿ‬
‫الموسيقى القديمة‪ ،‬حيث استخدـ الموسيقى والغناء الشعبي – الذي يعرفو الشعب–‬
‫وسيمة في تعميـ الغناء والقراءة الموسيقية وعموـ الموسيقى األخرى‪ .‬ولقد وضع‬
‫كوداي خطة تعميمية مف مرحمة الحضانة والروضة إلى الموسيقي المحترؼ‪.‬‬

‫ولقد تقاسـ كوداي مع أورؼ (‪ )Orff‬االعتقاد أف الغناء والحركة عند‬


‫صغار األطفاؿ متبلزماف‪ ،‬وعميو فقد وضع كوداي تماريف لممرحمة الدنيا يبلزميا‬
‫المشي أو الركض أو القفز‪ ،‬وفي المرحمة التالية وضع "مارشات" وكمّؼ المعمـ أف‬
‫يبتكر ليا حركات مناسبة‪ ،‬مؤكداً ضرورة سعي المعمـ إلى صقؿ الحس الجمالي‬
‫لمتبلميذ الذي يجب أف يبدأ – حسب طريقة كوداي ‪ -‬في مرحمة مبكرة‪ ،‬ولذلؾ‬
‫استخدـ التراث الغنائي الشعبي لمثؿ ىذا الغرض‪.‬‬

‫‪ٌ ‌-14‬مذ‌حظٍٕب‌عٍى‌ِعظُ‌اٌّعٍ‪ِٛ‬بد‌اٌزً‌أ‪ٚ‬سدٔب٘ب‌عٓ‌ِذسعخ‌ص‪ٌٚ‬زبْ‌و‪ٛ‬داي ‌ِٓ‌خالي‌‌عذد‌ِٓ‌اٌذساعبد‌ٌعذد‌ِٓ‌اٌجبحثٍٓ‌فً‌ِدبي‌اٌزشثٍخ‌‬


‫اٌّ‪ٛ‬عٍمٍخ‪‌،‬أٔظش‪‌ ‌:‬‬
‫‪‌‌-‬اٌٍ‪ٔ‌،ٛ‬جًٍ‪‌،‬أهى يُاهح انتربُت انًىسُقُت فٍ انؼانى‪ِ‌،‬شخع‌عبثك‪‌،َ2008‌،‬ص‪‌ .29‬‬
‫‪‌‌-‬حّبَ‪‌،‬عجذ‌اٌحٍّذ‪‌،‬انًىسُقً واألَاشُذ وطرائق تذرَسها‪‌،‬ط‪ِٕ‌،2‬ش‪ٛ‬ساد‌خبِعخ‌اٌمذط‌اٌّفز‪ٛ‬حخ‪‌،َ1998‌،‬ص‪‌ .248-245‬‬
‫‪ٚ‌ -‬صٌضح‪‌ ،‬عجذ ‌اٌىشٌُ‪‌ ،‬طرَقت زونتاٌ كىداٌ فٍ تذرَس انتربُت انًىسُقُت‪ِ‌ ،‬مبي ‌ِٕش‪ٛ‬س ‌عٍى ‌شجىخ ‌اإلٔزشٔذ‪‌2009/5/14‌ ،‬‬
‫(‪ٚ‌)http://www.doroob.com/archives/?p=36480‬لذ‌أطٍعٕب‌عٍى‌٘زا‌اٌّمبي‌عٍى‌شجىخ‌اإلٔزشٔذ‌ثزبسٌخ‌‪.2016/11/15‬‬

‫‪24‬‬
‫ومن أىم مميزات طريقة كوداي في التربية الموسيقية‪:‬‬
‫‪ -‬اىتـ كوداي بالغناء قبؿ العزؼ‪ ،‬وأف يكوف الغناء بدوف مساعدة اآللة‬
‫الموسيقية‪ ،‬إذ يرى أف أحؽ آلة لمصاحبة الصوت اإلنساني ىو صوت‬
‫إنساف آخر‪ ،‬مما يدلنا عمى اىتمامو باألداء المتعدد التصويت‪ ،‬كما أنو‬
‫استطاع أف يؤكد أف الطفؿ الذي يصؿ إلى غناء تمريف بسط بصوتيف‪،‬‬
‫مع طفؿ آخر يكوف قد اكتسب أو حصؿ مف الموسيقى بقدر أكبر مف أف‬
‫يعزؼ عمى البيانو أو أي آلة أخرى‪ ،‬ومف ذلؾ يتضح لنا أف كوداي‬
‫اعتبر أف الغناء لو صور كثيرة يمكف استخداميا في التعميـ الموسيقي‪،‬‬
‫وىو أصؿ الخبرات جميعاً ومنو تشتؽ جميع عناصر الموسيقى‪.‬‬
‫‪ -‬اىتـ كوداي بالغناء في صوتيف وقاـ بتأليؼ كنب تيتـ بالغناء في صوتيف‬
‫وفي ثبلثة أصوات في شكؿ بوليفوني (متعدد التصويت)‪.‬‬
‫‪ -‬اىتـ بالتحميؿ والتصوير مف خبلؿ االستماع‪.‬‬
‫‪ -‬قاـ بتعميـ األطفاؿ الدرجة الصوتية )‪ )Pich‬المطمقة مف خبلؿ استمرار‬
‫االستماع إلى لحف معيف في نفس السمـ في كؿ حصة‪.‬‬
‫ومن الناحية اليارمونية‪:‬‬
‫‪ -‬يميد كوداي لميارموني مف خبلؿ األلعاب الغنائية ويدوف أي مصاحبة‬
‫آلية ومف خبلؿ ألعاب صدى الصوت ) ‪ ( ECHO‬وألعاب السؤاؿ‬
‫والجواب‪.‬‬
‫‪ -‬غناء الصوت الثاني باستعماؿ درجات البداؿ نوت )‪ (Pedal‬عمى الدرجة‬

‫األولى وأحياناً عمى الدرجة الخامسة في مجموعتيف‪ ،‬األولى تغني لحناً‬


‫متحركاً‪ ،‬والثانية تغني نغمة ثانية بشكؿ ‪.pedal note‬‬

‫‪25‬‬
‫مراحل تعدد التصويت عند كوداي‪:‬‬
‫استخدام الصدى ‪:‬‬
‫يبدأ توجيو الطفؿ إلى الغناء المتعدد التصويت مف الصؼ األوؿ االبتدائي‬
‫(‪ 6‬سنوات) عف طريؽ الغناء بطريقة الصدى ‪ Echo singing‬مف خبلؿ‬
‫التمرينات المولودية (صوت واحد) ولكف ينقسـ الصؼ إلى مجموعتيف تغني إحداىا‬
‫المحف بصوت قوي ”‪ “f‬وتردده المجموعة الثانية بعد المحف بصوت ّليف "‪."p‬‬
‫والغناء بطريقة الصدى يجذب االنتباه مبك اًر إلى ظبلؿ التعبير ‪Nuance‬‬
‫‪Dynamy‬‬
‫الغناء التبادلي‪:‬‬
‫‪ -‬ويستخدـ في أواع مف األلعاب الغنائية ” ‪ ” Singing Games‬إما بيف‬
‫مجموعتيف أو بيف طفميف أو في صورة سؤاؿ وجواب ‪.‬‬
‫‪ -‬تمرينات صولفائية تعتمد عمى الغناء التبادلي باالعتماد عمى نموذج السؤاؿ‬
‫والجواب‪ ،‬ومف ىنا يبدأ األطفاؿ وفؽ طريقة كوداي االعتماد عمى الغناء‬
‫المتعدد التصويت عف طريؽ اإلحساس بأف في الصوت األوؿ سكوت‬
‫إلى أف يبدأ الصوت الثاني‪.‬‬
‫‪ -‬تنمية اإلحساس السمعي ىارمونياً بواسطة غناء التآلفات عف طريؽ‬
‫المجاميع بتوزيع مفردات التآلؼ عمى ثبلثة مجموعات عمى الدارسيف‬
‫تغنيو معاً‪ ،‬أو بالغناء الميمودي ألصوات التآلؼ في تتابع لحني عف‬
‫‪Broken‬‬ ‫طريؽ غناء مفرداتيا بما يسمى التآلفات األربيجية‬
‫‪ Chorde‬مع إعطائيا إيقاعات مناسبة‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫‪ -‬يرى كوداي أف الكوراؿ يجب أف يغني بدوف مصاحبة مف اآلالت‬
‫الموسيقية بأسموب أكابيبل ”‪ “Acappella‬وىو يحذر مف أف يكوف اإلدراؾ‬
‫الفعمي مرتبطاً باآللة‪ ،‬فالتصور السمعي ال بد أف يعيش مستقبلً عف أي‬
‫ربط مادي‪ ،‬وأف يكوف نابعاً مف اإلدراؾ الداخمي لمنفس‪ ،‬وليس رد فعؿ‬
‫لمقر خارجي‪.‬‬
‫أف مف يعتمد عمى اآللة الموسيقية في الغناء كمف يسير‬
‫‪ -‬كذلؾ يرى كوداي ّ‬
‫متكئاً عمى العصا‪ ،‬فإنو حتماً سيعرج بدونيا‪ ،‬وليس ىكذا يكوف التدريب‬
‫لبلعتماد عمى النفس‪.‬‬
‫‪ -‬يبدأ دائماً كوداي اختيار أغانيو مف األغاني الشعبية حتى يسيؿ عمى‬
‫الدارس التعرؼ عمى الفف األبسط‪ ،‬ثـ يأتي التدرج لموصوؿ لمفف األكثر‪.‬‬
‫والغناء الشعبي أو الموسيقى الشعبية تمثؿ غالبية المادة العممية‬
‫المستخدمة في طريقة كوداي‪ ،‬وخاصة لمرحمة الحضانة ورياض األطفاؿ‪،‬‬
‫وكذلؾ في المراحؿ التالية يظؿ الغناء الشعبي جزءا ثابتاً مف درس الغناء‬
‫ودروس تدريب السمع‪.‬‬
‫أما في تعميـ القراءة الموسيقية‪ ،‬فقد ابتكر كوداي طريقة حركية غنائية يعتمد‬
‫عمى إعطاء كؿ رمز نغمي عمى المدرج الموسيقي حركة مناسبة مف اليد‪ ،‬فعندما‬
‫يق أر التمميذ النغمتيف (صوؿ – مي) مثبلً‪ ،‬فإنو يراىا عمى المدرج ويعرؼ موقعيا‬
‫عميو‪ ،‬وىو بالوقت نفسو يحرؾ بيده‪ ،‬حسب الموقع المحدد ليا مف الجسـ‪ ،‬وحسب‬
‫وضعيا الذي حدده كوداي ليا‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫ويعتمد منياج كوداي في تعميـ القراءة الموسيقية عمى السمـ الخماسي الذي‬
‫ال تستخدـ فيو نغمتا الرابعة والسابعة (فا‪ -‬سي) في سمـ دو الكبير‪ ،‬كما يعتقد‬
‫كوداي أف أسيؿ المسافات والتي يجدر البدء بتمقينيا وتعميميا لممراحؿ األولى ىي‪:‬‬
‫مسافة الثالثة الصغيرة اليابطة (صوؿ – مي) في سمـ دو الكبير‪ .‬أما تعميـ اإليقاع‬
‫ورموزه لممراحؿ األولى‪ ،‬فإف كوداي اقترح إعطاء السوداء خطاً عمودياً دوف رأس‪،‬‬
‫ألف الرأس يدؿ عمى موقع النغـ عمى المدرج‪ ،‬بينما وصؿ الخطيف العمودييف‬

‫طور نماذج إيقاعية مختمفة يمكف أف يصب بيا ألحاناً‬ ‫لمداللة عمى ذات السف‪ .‬كما ّ‬
‫مختمفة‪ .‬كأف يتدرج بتعميـ القراءة الموسيقية بتماريف تبدأ بنغمتيف‪ ،‬ثـ يزيدىا نغمة‬
‫أخرى وىكذا‪..‬‬

‫‪28‬‬
‫أما فيما يتعمؽ باالستماع‪ ،‬فقد اعتبره كوداي ضروري لمدرستو‪ ،‬ويجب أف‬
‫يكوف لبلستماع ىدؼ تعميمي عنده‪ ،‬كالتعرؼ عمى المسافات الموسيقية‪ ،‬أو عبلقة‬
‫السمـ ببعضيا‪ ،‬أو الغناء الصامت الذي يستخدـ في الغناء المتعدد حتى يعرؼ‬
‫التمميذ وقت ِ‬
‫بدئو الغناء وبأي نغمة‪ .‬ويعتقد كوداي أف أفضؿ اآلالت التي يجب‬
‫عمى األطفاؿ البدء بتعمميا ىي اإلكسيميفوف المتحرؾ القطع المصوتة‪ .‬وأف يتعمـ‬
‫العزؼ عمى البيانو مبتدأ باألصابع السوداء التي تعطي السمـ الخماسي‪.‬‬
‫أما بالنسبة لمتذوؽ الموسيقي‪ ،‬فإف كوداي يعتقد بوجوب استماع التبلميذ‬
‫منذ المراحؿ األولى إلى مؤلفات موسيقية رفيعة المستوى؛ وىذا الموقؼ مف كوداي‬
‫يجعمنا نتمسؾ بقيـ جمالية عالية ونرفع التبلميذ إلييا‪ ،‬باإلضافة إلى أنو يحث‬
‫المؤلفيف الجاديف لمكتابة في موسيقى مناسبة لؤلطفاؿ؛ حيث يجدر أف يتحمى‬
‫المؤلؼ ‪ -‬الذي يكتب لؤلطفاؿ‪ -‬بروح الطفولة‪ ،‬أما المؤلفات المنخفضة المستوى‬
‫الفني‪ ،‬فيجب تحاشييا لئبل تؤدي إلى إعاقة التطور الذوقي عند األطفاؿ‪.‬‬
‫ومف جميع ما سبؽ ذكره عف منيج كوداي فإننا نستنتج أف ىذا المؤلؼ أكد‬
‫ونعنى بمضمونيا وبفكرتيا‬
‫عمى مسألة ىامة جداً عمينا نحف العرب أف نستفيد منيا ُ‬
‫القائمة عمى أف الطفؿ يتعمـ لغتو األـ ولغتو الموسيقية ٍ‬
‫بآف معاً‪ ،‬فأكد ضرورة تعميـ‬
‫أطفاؿ ببلده فمكمور ىنغاريا الغنائي وىـ يتعمموف لغة قوميـ‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫‪15‬‬
‫‪ -3.3.1‬مدرسة إميؿ‪-‬جاؾ دالكروز (‪)Emile-Jaques Dalcroze‬‬
‫لقد ابتكر دالكروز طريقة جديدة في تعميـ الموسيقى تقوـ عمى التنسيؽ بيف‬
‫الموسيقى (نغـ وايقاع) وحركات جسـ اإلنساف‪ ،‬وىو ما عرؼ باسـ ‪Eurythmics‬‬
‫أي اإليقاع الحركي‪ ،‬وقد قاـ بنشر وتدريس ىذا العمـ في كونسرفتوار درسدف بألمانيا‬
‫في الفترة ما بيف (‪1910‬ـ – ‪1914‬ـ)‪ ،‬وفي جنيؼ عاـ ‪1915‬ـ تـ تأسيس معيد‬
‫جاؾ دالكروز لتعميـ منيجو وتطويره‪ ،‬ثـ انتشر تدريس منيجو فيما بعد في معاىد‬
‫العالـ كمو وجامعاتو‪ ،‬وكاف لمنيجو أثر كبير عمى العديد مف راقصي المدرسة‬
‫الحديثة وراقصاتيا‪.‬‬
‫وقد صاغ دالكروز أسموباً كامبلً لتعميـ الموسيقى مبنياً عمى وحدة المعارؼ‬
‫الموسيقية النظرية وتطبيقيا عممياً عف طريؽ الميارات الموسيقية‪ ،‬وفيو تمتزج‬
‫الخبرات الحسية والذىنية معاً‪ .‬وفي طريقتو ال يوجد فصؿ بيف العناصر الموسيقية‬
‫المختمفة‪ ،‬بؿ تؤدى جميعيا في ممارسات متداخمة عديدة ومتتابعة‪ ،‬والتي تؤدي إلى‬
‫إدراؾ موسيقي حقيقي وميارة حقيقية‪.‬‬
‫اعتمد دالكروز في منياجو عمى اإليقاع‪ ،‬حيث يقوـ عمى الصمة القائمة‬
‫بيف حركات الجسد الطبيعية وايقاعات الموسيقى المختمفة المتمثمة بالجمؿ المحنية‬
‫وحدة وغمظة العبلمات الموسيقية‬
‫وشدة وخفوت ّ‬
‫ّ‬ ‫المتنوعة وايقاعاتيا المتنوعة‪،‬‬
‫ردة الفعؿ‪ .‬واشتؽ كارؿ أورؼ الحركة مف‬
‫وسرعتيا‪ ،‬وبيف قدرة الطفؿ عمى التخيؿ و ّ‬
‫طريقة دالكروز اإليقاعية‪ ،‬لكنو يختمؼ معو في أف اإليقاع ليس ىو البؤرة المركزية‬

‫‪ٌ‌-‌15‬مذ‌حظٍٕب‌عٍى‌ِعظُ‌اٌّعٍ‪ِٛ‬بد‌اٌزً‌أ‪ٚ‬سدٔب٘ب‌ع ٓ‌ِذسعخ‌خبن‌داٌىش‪ٚ‬ص‌‪‌ِٓ‌،‬خالي‌‌عذد‌ِٓ‌اٌذساعبد‌ٌعذد‌ِٓ‌اٌجبحثٍٓ‌فً‌ِدبي‌اٌزشثٍخ‌‬
‫اٌّ‪ٛ‬عٍمٍخ‪‌،‬أٔظش‪‌ ‌:‬‬
‫‪‌‌-‬اٌٍ‪ٔ‌،ٛ‬جًٍ‪ ،‬أهى يُاهح انتربُت انًىسُقُت فٍ انؼانى‪‌،‬ثحش‌ِٕش‪ٛ‬س‪ِ‌،‬شخع‌عبثك‪‌،َ2008‌،‬ص‪‌ .27-21‬‬
‫‪‌‌-‬حّبَ‪‌،‬عجذ‌اٌحٍّذ‪‌،‬انًىسُقً واألَاشُذ وطرائق تذرَسها‪ِ‌،‬شخع‌عبثك‪‌،َ1998‌،‬ص‪‌ .245-243‬‬
‫‪ٔ‌‌-‬ظٍشاد‪ٔ‌،‬ضبي‪‌،‬أسس تربىَت يقترحت نهتربُت انًىسُقُت نطهبت انًرحهت األساسُت فٍ األردٌ‪ِ‌،‬شخع‌عبثك‪‌،2010‌،‬ص‪.3‬‬

‫‪30‬‬
‫التي مف خبلليا يكتسب الطفؿ كؿ أو معظـ الدراسات الموسيقية‪ ،‬فيو يرى أف‬
‫ممارسة الطفؿ لئليقاع الحركي يعطى مرونة لكافة أعضاء جسمو في استعماؿ‬
‫اليديف والقدميف بصورة تمقائية منظمة تصدر في إطار إيقاعي جميؿ‪.‬‬
‫إف فمسفة دالكروز تبدأ بتنمية اإلحساس باإليقاع الموسيقي عف طريؽ‬
‫إيقاظ القوة الطبيعية الكامنة بداخؿ اإلنساف‪ ،‬وترجمة اإلحساس الداخمي باإليقاع‬
‫إلى أداء فعمي لو‪ ،‬وتدريب الجسـ تدريباً مفصبلً‪ ،‬والوصوؿ إلى اليدؼ التعميمي‬
‫عف طريؽ الممارسة الفعمية لئليقاع‪ ،‬والتي تقوـ عمى تكرار عدد مف األفعاؿ‬
‫النفسية والعضمية المتناىية في البساطة‪.‬‬
‫وطريقة دالكروز ال تيتـ فقط بعنصر اإليقاع في الموسيقى‪ ،‬بؿ تيتـ لجميع‬
‫النواحي لمجياز العضمي والعصبي مجتمعة معاً‪ ،‬وتساعد عمى معرفة قدرات الطفؿ‬
‫الحسية والتعبيرية‪ ،‬والقدرات العقمية ترتبط بالقوة الحسية واإلحساس‪ ،‬وتنمية النفس‬
‫تأتي مف ىذا المفيوـ‪.‬‬
‫والتمرينات المتنوعة التي اعتمدىا منياج دالكروز تمكف الطفؿ مف اكتشاؼ‬
‫عوالـ الموسيقى والتمكف مف أدواتيا‪ ،‬وىو منياج يعتمد عمى تربية الحس عند‬
‫الطفؿ وردة فعمو السريعة في ترجمة ما يسمع بإيقاع جسده؛ فالتربية اإليقاعية التي‬
‫ينتيجيا تتصؿ عمى التوالي بقدرة الطفؿ عمى االستماع والفيـ ثـ ترجمة ما يسمع‬
‫حركةً‪ ،‬وكمما زادت التدريبات زادت مفردات الجسد واغتنت وتنوعت مع تنوع النغـ‬
‫وتنوع مفرداتو‪.‬‬
‫كاف دالكروز يدرؾ تماماً أف تعمـ الموسيقى ال يتأتى دوف ممارسة‪ ،.‬وترتبط‬
‫الممارسة عنده مع تطور التمميذ وازدياد حصيمتو وتجربتو الموسيقية؛ والتي يعتقد‬
‫أنيا يجب أف تسبؽ تعممو آلة موسيقية ما‪ ،‬مثؿ البيانو الذي يعتمده دالكروز في‬

‫‪31‬‬
‫خططو التعميمية‪ .‬والعتقاده بأف اإليقاع الموسيقي يوازي إيقاع الحياة؛ فاإليقاع‬
‫الموسيقي يعني بالنسبة لو حركة جسمية‪ .‬وىكذا أوجد دالكروز لكؿ النبضات‬
‫الموسيقية ما يناسبيا مف حركات إيقاعية‪ ،‬وحتى القراءة الموسيقية واالرتجاؿ عمى‬
‫البيانو ربطيا بحركات إيقاعية‪ ،‬حيث تمثؿ ىذه الحركات االنسياب والتكويف‬
‫المحني‪ ،‬والتغيرات اليارمونية‪ ،‬والتحركات الكونترابنطية‪ ،‬وتغير الجمؿ الموسيقية‬
‫التي يشبييا بالتنفس‪ ،‬وكذلؾ السرعة والشدة‪.‬‬
‫وعمى المعمـ بطريقة دالكروز أف يعطي األطفاؿ حرية التعبير عف أنفسيـ‬
‫حركياً حسب ما جبموا عميو بالطبيعة‪ .‬فكؿ طفؿ يستجيب ليا حركياً بطريقتو‬
‫الخاصة‪ .‬وبينما يعزؼ المعمـ عمى البيانو اإليقاعات القريبة لما ىو طبيعي مثؿ‪:‬‬
‫المشي‪ ،‬والقفز‪ ،‬والركض‪ ،‬والتمايؿ‪ ،‬يسأؿ المعمـ تمميذاً أو أكثر ليتحركوا معيا‬
‫بحركات مناسبة‪ ،‬ويمكف تطوير ىذه الحركات باتجاه التعقيد والتعدد‪ ،‬كأف يمثؿ‬
‫حركة اؿ ‪ ،Canon‬وقد يمثؿ تمميذ واحد إيقاعيف معاً‪ ،‬واحد‪ .‬باليديف وآخر بالجدع‬
‫والقدميف مثبلً‪.‬‬
‫ويعتبر التعبير الحركي جزء ىاـ ومكمؿ لطريقة اإليقاع الحركي لجاؾ‬
‫دالكروز‪ ،‬حيث أف التدريب عمى التعبير الحركي يضفي عمى مجاؿ التعبير‬
‫باإليقاع الحركي مزيداً مف التجانس والتجميؿ‪ ،‬كما يسمو باألوضاع والخطوات‬
‫المختمفة عف طريؽ الحذؼ الناجح لكؿ ما يشوب ىذه الحركات واألوضاع‪ .‬ولقد‬
‫توصؿ دالكروز إلى طرؽ خاصة بواسطتيا يتمكف الفرد مف التعبير الحركي السميـ‬
‫وىي‪ :‬التكنيؾ البدني والتكنيؾ التعبيري‪.‬‬
‫وال بد مف اإلشارة ىنا إلى أف دالكروز قد وضع الخطوط العريضة التي‬
‫يقوـ عمييا التعبير الحركي فنجده‪:‬‬

‫‪32‬‬
‫‪ -‬ييتـ بالخطوات اليندسية في التشكيبلت الحركية‪.‬‬
‫‪ -‬يوظؼ التكنيؾ المكتوب مف تمرينات اإليقاع الحركي لخدمة التعبير الحركي‪.‬‬
‫‪ -‬يظير التفاصيؿ الموسيقية والصيغ عف طريؽ الحركات الفردية لمنفذي‬
‫التشكيبلت وكذا عف طريؽ تكوينات التشكيؿ‪.‬‬
‫‪ -‬يعبر بأعضاء الجسـ (حركة الرقبة‪ ،‬حركة األيدي واألقداـ‪ ،‬اتجاه الجسـ) عف‬
‫مضموف العمؿ الفني‪ ،‬كما ييتـ بتغييرات الوجو‪.‬‬
‫وبناء عمى ما سبؽ‪ ،‬فإننا نرى أف تدريبات دالكروز تيدؼ إلى تنمية قوة‬
‫الطفؿ وسرعتو ودقتو في استخداـ أعضاء جسمو‪ ،‬وفي تنظيـ حركاتو المختمفة‬
‫والوصوؿ بيا إلى التحكـ في انقباض وانبساط العضبلت وتوافقيا‪ ،‬والوصوؿ إلى‬
‫تكامؿ الحس الحركي‪ ،‬وىي تقوـ بدور الوسيط ليذا التكامؿ‪ ،‬فيي تبنى عمى‬
‫اإلحساس واإلدراؾ واألداء‪ ،‬وفييا تستقبؿ المثيرات واألدلة مف البيئة عف طريؽ‬
‫قنوات حسية مثؿ‪ :‬السمع والبصر والممس والحس الحركي والتحكـ واالتزاف‪.‬‬
‫وفيما يتعمؽ بالقراءة الموسيقية عند دالكروز‪ ،‬فإننا نجده استخدـ نغمة "دو"‬
‫الثابتة ليذه الغاية‪ ،‬وبيذه الطريقة ُي ّثبت دالكروز نغمة "دو" في ذىف المتعمـ في‬
‫مراحمو التعميمية األولى‪ .‬ومنيا خطط لباقي المراحؿ الدراسية‪ ،‬ابتداء مف سمـ دو‬
‫الكبير في تعمـ الغناء ودقة االستماع‪ ،‬إلى السبللـ األخرى‪ .‬وذلؾ اعتماداً عمى‬
‫األذف أوالً‪ ،‬واإلشارة اليدوية ثانياً‪.‬‬
‫ويعتقد دالكروز أف القراءة الموسيقية تنبو اإلحساس بالطبقة الموسيقية وارتفاع‬
‫النغمة‪ ،‬والقدرة عمى تمييز الطوابع الموسيقية المختمفة‪ .‬وىو يربط بيف المعمومات‬
‫الموسيقية النظرية التي تُ َّ‬
‫قدـ لمتبلميذ مع الحركة العممية؛ فيقرف النظر لمكتابة‬
‫الموسيقية – لؤللحاف‪ ،‬واإليقاعات‪ ،‬والجمؿ الموسيقية‪ ،‬وتغيرات الشدة – باالستجابة‬

‫‪33‬‬
‫الحركية‪ .‬وىكذا قد يغني التبلميذ مسافة موسيقية أو أغنية أو يرتجموف لحناً‪ ،‬وقد‬
‫يغنوف بعض الحقوؿ بشدة قوية ثـ يغنوف أخرى بخفوت‪ ،‬وقد ينيوف أغنية بتأكيد‬
‫ومد ِه طويبلً قبؿ تحديد قرار األغنية التي تمييا بمدة طويمة أيضاً‪.‬‬
‫ق ار ارىا ّ‬
‫‪16‬‬
‫‪ -4.3.1‬مدرسة إدغار ويممز (‪)Edgar Willems‬‬
‫أدرؾ إدغار ويممز منذ عاـ ‪1925‬ـ أىمية الموسيقى وعبلقتيا مع الكوف‬
‫وفضميا عمى سائر الفنوف‪ ،‬وعكؼ عمى مشكمة التربية الموسيقية‬
‫ّ‬ ‫واإلنساف‪،‬‬
‫يستكشؼ أبجدياتيا‪ ،‬حيث بدأ منذ عمـ ‪1927‬ـ يتابع أبحاث دالكروز ودروسو‪ ،‬إلى‬
‫أف استحدث منيج تربية موسيقية استفاد مف تطبيقيا عمى طمبة المعيد العالي‬
‫لمموسيقى في جنيؼ قبؿ أف ينشرىا في بمجيكا وايطاليا واسبانيا واالتحاد السوفيتي‪.‬‬
‫وقد استند إدغار ويممز في منيجو التربوي الموسيقي إلى مفاىيـ فمسفية‬
‫وانسانية استمدىا مف تجربتو الشخصية التربوية‪ ،‬فأخرج منيجاً يعتمد مبادئ تربوية‬
‫وتطبيقات عممية‪ ،‬وقد قادتو مبلحظاتو ومشاىداتو إلى عقد صمة بيف حياة اإلنساف‬
‫والموسيقى‪ ،‬وحياة اإلنساف العاطفية االنفعالية والموسيقى‪ ،‬ويمكننا تبسيط مفيوـ‬
‫ويممز التربوي الموسيقي الذي يبدأ مف الحس البدائي وينتيي بالحس المتحضر؛‬
‫وكاف ويممز قد أرسى منيجو عمى ثبلثة عناصر ىي‪ :‬اإليقاع والمحف واليارموني‪،‬‬
‫وقسـ كؿ فرع منيا متدرجاً مف الحسي البدائي إلى العقمي المتحضر‪ ،‬ووجد أف‬ ‫ّ‬
‫التربية الموسيقية بمعناىا الواسع يجب أف تمحظ الحسي واالنفعالي والعقمي ٍ‬
‫بآف معاً‬
‫في عناصرىا كافة‪.‬‬

‫‪ٌ ‌- 16‬مذ‌حظٍٕب‌عٍى‌ِعظُ‌اٌّعٍ‪ِٛ‬بد‌اٌزً‌أ‪ٚ‬سدٔب٘ب‌عٓ‌ِذسعخ‌إدغبس‌‪ٌٍّٚ‬ض‪‌ِٓ‌،‬خالي‌‌عذد‌ِٓ‌اٌذساعبد‌ٌعذد‌ِٓ‌اٌجبحثٍٓ‌فً‌ِدبي‌اٌزشثٍخ‌‬
‫‌‬
‫اٌّ‪ٛ‬عٍمٍخ‪‌،‬أٔظش‪‌ ‌:‬‬
‫‪‌-‬اٌٍ‪ٔ‌،ٛ‬جًٍ‪ ،‬أهى يُاهح انتربُت انًىسُقُت فٍ انؼانى‪ِ‌،‬شخع‌عبثك‪‌،َ2008‌،‬ص‪‌ .21-10‬‬
‫‪‌-‬ثٍعب‪ٚ‬ي‪‌،‬آِبي‪ ،‬فاػهُت برَايح يقترذ نتًُُت انًهاراث اإلَقاػُت انًىسُقُت بُظاو كارل أورف نذي طهبت انًرحهت األساسُت انذَُا فٍ األردٌ‪‌،‬‬
‫ِشخع‌عبثك‪‌،َ2013‌،‬ص‪.37-22‬‬

‫‪34‬‬
‫كما كاف ويممز يجد أف الموسيقى صورة نظاـ الكوف وانعكاس الظواىر‬

‫الطبيعية‪ ،‬فكاف يرى عمى سبيؿ المثاؿ أف الرنيف الطبيعي يتضمف تسمسبلً ىرمياً‬
‫صوتياً‪ ،‬وأف نبضات القمب تتضمف اإليقاعات األساسية‪ ،‬وعميو كاف وليمز يناىض‬
‫كؿ موسيقى ال تأخذ بالتسمسؿ النغمي‪ ،‬فرفض الموسيقى البل نغمية البل ُسمّمية‪.‬‬
‫وقد ىدؼ منيج ويممز إلى ربط اإلنساف بالتأىيؿ الموسيقي عف طريؽ‬
‫تربية موسيقية فاعمة كاممة يتعمميا الطفؿ بمرٍح وعفوية‪ ،‬جميورىا األطفاؿ كافة‬
‫سواء الموىوبيف وغير الموىوبيف‪ ،‬ابتداء مف سف الثالثة أو الرابعة مف عمرىـ‪ ،‬حيث‬
‫يبدأ المنيج بتدريب أذف الطفؿ عمى حس االستماع والتمييز لمنغـ واإليقاع ومف ثـ‬
‫يعممو الصولفيج (قراءة النوتة) بالصوت ثـ بالعزؼ عمى اآللة الموسيقية‪.‬‬
‫وبالعودة إلى العناصر األساسية الثبلثة في منيج وليمز‪ ،‬فنجد أف اإليقاع‬
‫ىو أوؿ عناصر الموسيقى األساسية التي ركز عمييا وليمز في منيجو‪ ،‬حيث‬
‫اعتبره التعبير المباشر األولي عند الطفؿ‪ ،‬ويجب أف يتعممو الطفؿ بجسده‪ ،‬ألف‬
‫اإليقاع ىو أوؿ ما يدركو الطفؿ بحركة جسده الحقيقية أو المتخيمة‪ .‬والثقافة‬
‫الموسيقية كما يراىا ويممز في منيجو تستند إلى الحدس اإليقاعي‪ ،‬والعناصر‬
‫الثبلثة التي عمى الطفؿ تعمميا استناداً إلى الحدس اإليقاعي ىي‪:‬‬
‫‪ -‬سرعة العمؿ ‪.Tempo‬‬
‫‪ -‬الحقؿ الزمني في المدونة ‪...4/2 ،4/3 ،4/4‬‬
‫‪ -‬تقسيـ الزمف‪.‬‬
‫واذا ما تدرب الطفؿ تدريباً موجياً جيداً فسيتمكف مف إدراؾ األشكاؿ‬
‫اإليقاعية كميا وكذلؾ مف قراءتيا ومف كتابتيا‪ .‬ويمكف أف يتعمـ األطفاؿ ىذه‬

‫‪35‬‬
‫العناصر اإليقاعية الثبلثة استناداً إلى إيقاعات األغاني التي ينفذونيا بالتصفيؽ أو‬
‫بالعصي يضربوف بيا آلة إيقاعية أو سطحاً صمباً‪.‬‬
‫أما المحف‪ ،‬وىو ثاني العناصر التي ارتكز عمييا ويممز في منيجو‪ ،‬الذي‬
‫يرى أف الموسيقى ال تُصنع باألصوات‪ ،‬وانما بعبلقات صوتية بيا يعبر اإلنساف‬
‫عف أحاسيسو وانفعاالتو‪ ،‬ويرى ويممز كذلؾ أف مصدر المحف الحقيقي نفسي نجده‬
‫في انفعاالتنا وأحاسيسنا الداخمية؛ وعمى المعمـ أف يوجو تمميذه إلى عقد صمة‬
‫مباشرة بيف الحياة الموسيقية الخارجية وروحو‪ .‬وأفضؿ طريقة لتمكيف التمميذ مف‬
‫العنصر المحني ىي دراسة المسافات النغمية بيف العبلمات الموسيقية‪ .‬ويرى ويممز‬
‫تطوير ىذا عند الطفؿ عف طريؽ‪:‬‬
‫‪ -‬تطوير ممكة السمع عند الطفؿ‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير ممكة الحس االنفعالي عند الطفؿ‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير ممكة الذكاء السمعي النظري والعممي (صولفيج‪ ،‬ىارموني‪ ،‬تعدد‬
‫أصوات)‪.‬‬
‫أما اليارموني‪ ،‬والذي يعد العنصر الثالث مف العناصر التي ارتكز عمييا‬
‫ويممز في منيجو‪ ،‬فإننا نجد أف ويممز جعؿ دراسة مبدأ المسافات بيف العبلمات‬
‫الموسيقية مف الناحية النظرية والعممية المبسطة مدخبلً إلى تعميـ اليارمونية (عمـ‬
‫انسجاـ األصوات وتوافقيا) عند األطفاؿ‪ ،‬وذلؾ باعتماده التدرج في التدريب عمى‬
‫غناء األكوردات مف حيث اشتقاقيا وتنوعيا وصعوبتيا‪ ،‬حيث أف ىذا التدرج يسمح‬
‫لمطفؿ بالتفريؽ بيف مستوييف اثنيف‪ :‬المستوى المحني والمستوى اليارموني‪.‬‬
‫ويعتمد ويممز في منيجو عمى مراحؿ ثبلث أساسية ىي‪ :‬مدخؿ إلى‬
‫الموسيقى‪ ،‬والصولفيج‪ ،‬والعزؼ عمى آلة موسيقية‪ .‬أما المدخؿ إلى الموسيقى فيو‬

‫‪36‬‬
‫يعتمد قبؿ كؿ شيء عمى الحس اإليقاعي عند األطفاؿ وعمى تطور قدراتيـ‬
‫السمعية التمييزية‪ ،‬وىي مرحمة تتضمف عناصر عمؿ مختمفة أىميا‪:‬‬
‫‪ -‬األدوات السمعية المتنوعة التي تصدر أصواتاً مختمفة متنوعة مف شأنيا أف‬
‫تمكف الطفؿ مف تمييز األصوات مف حيث شدتيا وحدتيا وغمظتيا وتدرجيا‬
‫وخامتيا وطبيعتيا ونوعيا‪ ،‬وذلؾ باالستماع إلى األصوات البشرية وىي تغني‪،‬‬
‫والى آلة الفموت والبيانو واإلكسيمفوف وأجراس‪...‬كما تعنى ىذه الطريقة بإسماع‬
‫األطفاؿ عبلمات موسيقية أخفض مف نصؼ الصوت (ثبلثة أرباع الصوت‬
‫الموجودة في الموسيقى العربية والمعروفة عموماً بربع الصوت‪ ،‬كالتي نجدىا‬
‫في مقامات مثؿ البياتي والراست والسيكا والصبا‪....‬‬
‫‪ -‬يتعمـ التبلميذ التصفيؽ الموجو لتطوير ممكة اإليقاع لدييـ‪.‬‬
‫‪ -‬االستماع ألغنيات مختارة لتطوير الحس الموسيقي واالستماعي لدييـ‪،‬‬
‫ولتطوير ميارة الصولفيج لدييـ‪ ،‬ويصر وليمز في منيجو عمى جعؿ الغناء‬
‫تدريباً يومياً‪.‬‬
‫‪ -‬تعميـ األطفاؿ التبلميذ االصطبلحات الموسيقية منذ البداية مع تعريفيا‬
‫ودالالتيا الواضحة‪ ،‬دوف الخوض في النظريات‪ .‬أي تعميميـ إياىا‬
‫كاصطبلحات عناويف‪ :‬صوت‪ ،‬مسافة صوتية‪ ،‬عبلمة موسيقية‪ ،‬أكورد‪ ،‬لحف‪،‬‬
‫أغنية‪ ،‬إيقاع‪ ،‬زمف‪ ،‬سكتة‪ ،‬مفتاح‪ ،‬سمـ‪...‬‬

‫‪ -‬تعميـ األطفاؿ غناء السمـ الموسيقي السباعي مف نغمات مختمفة صعوداً‬


‫وىبوطاً‪.‬‬
‫‪ -‬تعميـ األطفاؿ ضرب إيقاع الحقؿ الموسيقي (الميزور) تصفيقاً‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫‪ -‬تعميـ األطفاؿ المشي بحركات طبيعية تحاكي اإليقاع المسموع لتعويدىـ‬
‫عمى اإلحساس باإليقاع جسدياً‪ ،‬ولتمكينيـ مف اإليقاع‪.‬‬
‫أما المرحمة الثانية التي اعتمد عمييا ويممز في منيجو فتمثمت بالصولفيج‪،‬‬
‫حيث تيدؼ ىذه المرحمة إلى تمكيف الطفؿ مف قراءة المدونة الموسيقية وكتابتيا‪،‬‬
‫وىي المرحمة التي يمتمؾ فييا الطفؿ ميارة جعؿ المحسوس المسموع مجرداً‪ ،‬أي‬
‫يدوف عمى أسطر المدونة الموسيقية‬
‫تحويؿ العبلمة الموسيقية المسموعة إلى رمز ّ‬
‫الخمسة‪ .‬وباالنتقاؿ إلى المرحمة الثالثة التي اعتمد عمييا ويممز في منيجو وىي‬
‫تعمـ العزؼ عمى آلة موسيقية‪ ،‬فنجد أف ويممز اعتمد في ىذه المرحمة عمى آلة‬
‫البيانو كآلة عزؼ وتعمّـ‪ ،‬لكف المنيج يمكف أف ينسحب عمى اآلالت الموسيقية‬
‫جميعيا‪ .‬وتنقسـ ىذه المرحمة عند ويممز إلى أربعة‪ :‬مرحمة العزؼ السماعي‪ ،‬ومف‬
‫ثـ مرحمة العزؼ عف طريؽ قراءة المدونة‪ ،‬لتأتي بعدىا مرحمة العزؼ الذي يعتمد‬
‫عمى فيـ العازؼ لممدونة فيماً عميقاً واعياً يمنو فيما بعد مف عزؼ المقطوعة دوف‬
‫ق ارءة مدونتيا‪ ،‬وصوالً إلى مرحمة العزؼ ارتجاالً‪.‬‬
‫وبعد أف استعرضنا المناىج العالمية األربعة السالفة الذكر‪ ،‬نجد أف كؿ‬
‫واحد منيا يتضمف عناصر أساسية مف عناصر الموسيقى كعمـ‪ ،‬فمسفتيا األساسية‬
‫تعتمد عمى عناصر تعميـ وتعمـ ذات طابع تقني متباينة حسب رؤية ىذه المناىج‬
‫واستراتيجية تصميميا‪ .‬وىي تشترؾ فيما بينيا في أنيا تنطمؽ جميعيا مف الموسيقى‬
‫المعيشة المحسوسة المطبقة في الواقع ولو في أشكاليا البسيطة البدائية‪.‬‬
‫كما تعتمد المناىج األربعة كذلؾ عمى تطوير الحس اإليقاعي عند المتعمـ‪،‬‬
‫وتستخدـ الغناء كعنصر أساسي‪ ،‬وتحديداً الغناء الفمكموري المستمد مف بيئة الطفؿ‬
‫الثقافية الموسيقية‪ .‬كما أنيا‪ ،‬أي المناىج‪ ،‬تيتـ بالتشاركية في األداء الجماعي‪ ،‬وفي‬

‫‪38‬‬
‫ىذا فائدة كبيرة في تطوير حس الجماعة والفريؽ عند األطفاؿ وبيجة المشاركة‬
‫ومتعتيا في األداء الجماعي‪ ،‬واحتراـ لآلخر ولقدرتو وموىبتو‪ ،‬والتعرؼ عمى ممكاتو‬
‫خصوصاً عندما يتصؿ األمر باالرتجاؿ الذي تؤكده ىذه المناىج تحفي اًز لئلبداع‬
‫الفردي عند األطفاؿ‪.‬‬
‫كما تشترؾ ىذه المناىج فيما بينيا في أنيا تتوجو إلى جميور عريض مف‬
‫األطفاؿ‪ ،‬بغض النظر عف موىبتيـ الموسيقية سواء أكانوا يمتمكونيا أـ ال يمتمكونيا‪،‬‬
‫فيي تقترح تربية موسيقية بمستوى الطفؿ‪ ،‬وتمكف كؿ طفؿ مف المشاركة في متعة‬
‫الفعؿ الموسيقي‪ .‬وتختمؼ المناىج فيما بينيا في مبادئيا وفي تصاعدية تمريناتيا‬
‫التطبيقية وطريقة تصميميا‪ ،‬واذ تشاركت المناىج في نقاط إال أنيا تختمؼ فيما بينيا‬
‫في تصورىا العاـ والمبدئي‪ ،‬وفي طريقة تصميـ تمريناتيا التطبيقية المتدرجة في‬
‫صعوبتيا وفؽ رؤية مؤلفيا وأىدافو‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫الفصــل الثاني‬
‫التربية الموسيقية وتطورىا في األردن‬
‫تمييد‬
‫تتميز المممكة األردنية الياشمية مف الناحية الجغرافية بموقعيا المتوسط‬
‫الياـ بيف األقطار العربية في قارتي آسيا وافريقيا‪ ،‬وتضـ عدداً مف األنماط اإلقميمية‬
‫المتميزة بخصائصيا الطبيعية‪ ،‬منيا الصحراوية والغورية والسيمية والجبمية‬
‫والواحات‪ ،‬ولكؿ منيا ميزاتيا الخاصة‪ ،‬لكنيا تشكؿ بمجمميا وحدة جغرافية قائمة‬
‫بذاتيا‪ .‬وقد اجتمعت في األردف تيارات موسيقية محمية وعربية مختمفة‪ ،‬فالغناء‬
‫البدوي األردني يشبو إلى حد كبير غناء البوادي العربية المختمفة‪ ،‬وخاصة بوادي‬
‫الجزيرة العربية وببلد الشاـ والعراؽ‪ ،‬أما المنطقة الشمالية مف األردف (إربد والرمثا)‬
‫فتشترؾ بنفس الحوض الموسيقي مع جنوب سوريا (درعا)‪ .‬وتمؾ المناطؽ التي‬
‫يطمؽ عمييا اسـ "سيؿ حوراف" نجدىا تتمتع بنفس الميزات والسمات الموسيقية‪ ،‬مف‬
‫حيث ألواف الغناء وأساليبو‪ ،‬وأنواع اآلالت الموسيقية وطرؽ العزؼ عمييا‪ ،‬وال ننسى‬
‫فمسطيف المحاذية لؤلردف‪ ،‬والتي يكاد تراثيا يشبو إلى حد كبير تراث األردف‪ ،‬نظ اًر‬
‫لمعبلقة التاريخية الوثيقة التي تربط بيف الشعبيف‪.17‬‬
‫وأدى تنوع التضاريس واألقاليـ في األردف إلى تنوع في ألوانو الغنائية‬
‫الموسيقية الشعبية وتباينيا‪ ،‬فالصحراء التي تشكؿ ثبلثة أرباع المساحة الكمية‬
‫لؤلردف‪ ،‬والجباؿ العالية اآلىمة بالسكاف‪ ،‬باإلضافة إلى غور األردف‪ .‬ىذه‬
‫التضاريس المتناقضة المختمفة انعكست عمى فئات المجتمع األردني‪ ،‬فاختمفت‬

‫‪‌-‌17‬غ‪ٛ‬أّٗ‪ِ‌،‬حّذ‪‌،‬األهسوخت األردَُت‪‌،‬ط‪ِٕ‌،2‬ش‪ٛ‬ساد‌‪ٚ‬صاسح‌اٌثمبفخ‪ِ‌،‬طجعخ‌اٌغفٍش‪‌،‬عّبْ‪‌،‬األسدْ‪‌،َ2009‌،‬ص‪.16‬‬

‫‪40‬‬
‫معيا أنماط معيشتيـ‪ ،‬حيث انعكس ذلؾ عمى أساليبيـ الفنية‪.18‬‬
‫كما إف اتساع المدف األردنية في النصؼ الثاني مف القرف العشريف‪،‬‬
‫صب فييا‬
‫ّ‬ ‫وبسبب اليجرة مف الريؼ والبادية إلى ىذه المدف وخاصة عماف‪ ،‬حيث‬
‫عادات وتقاليد ذات أصوؿ ريفية وبدوية انصيرت في بوتقة المدينة‪ ،‬لتعزز منيا‬
‫عادات وتقاليد تختمؼ عما كانت عميو‪ ،‬مما أثرى أنواع الغناء والموسيقى فييا‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫أف اآلثار التاريخية العظيمة والمتناثرة في جميع أرجاء‬
‫ويذكر غوانمو " ّ‬
‫األردف‪ ،‬جاءت دالة عمى عراقة ىذه المنطقة‪ ،‬فيي متحؼ كبير تدؿ آثاره المتنوعة‬
‫عمى حضارات متباينة استوطنت فييا أو مرت بيا‪ ،‬وتركت بصمات ال تمحوىا‬
‫السنوف‪ ،‬ونذكر عمى سبيؿ المثاؿ ال الحصر‪ :‬العمورييف واليكسوس‪ ،‬والبابمييف‪،‬‬
‫والكنعانييف‪ ،‬واألنباط‪ ،‬والروماف‪ ،‬وغيرىـ كثير"‪ .‬وال بد أنو كاف لكؿ منيـ طابع‬
‫موسيقي خاص اندثر بعضو‪.‬‬
‫‪ -..1‬واقع التربية الموسيقية في الوطن العربي‬
‫في بداية األمر‪ ،‬ال بد أف نشير إلى أنو ال مجاؿ إلنكار أىمية التربية‬
‫الموسيقية في حياة طمبتنا في مدارس الدوؿ العربية‪ ،‬لذا يجب أف ال تقؿ عف غيرىا‬
‫مف المواد التعميمية األخرى‪ ،‬سواء أكانت أدبية أـ عممية‪ ،‬وىي حؽ لكافة شرائح‬
‫المجتمع دونما تحييد أي فئة‪ ،‬وبالتالي ال يمكف اعتبار الموسيقى عامؿ يساىـ في‬
‫يدعي البعض‪ ،‬فالموسيقى ميمة ألنيا‬
‫تأخر العممية التربوية في المدارس كما ّ‬
‫تعكس واقع الشعوب وعاداتيا وتقاليدىا وقيميا‪ ،‬كما أنيا تساىـ في تنمية مشاعرىا‬
‫واحساسيا‪.‬‬

‫‪‌–‌18‬اٌششلب‪ٚ‬ي‪‌،‬طجحً‪ ،‬فؼانُت تىظُف األنحاٌ فٍ استُؼاب انًادة انؼهًُت نهصفىف اإلنسايُت األونً فٍ األردٌ‪‌،‬سعبٌخ‌دوز‪ٛ‬ساٖ‌غٍش‌ِٕش‪ٛ‬سح‪‌،‬‬
‫خبِعخ‌حٍ‪ٛ‬اْ‪‌،‬اٌمب٘شح‪ِ‌،‬ظش‪‌،َ2003‌،‬ص‪.14‬‬
‫‪‌- 19‬غ‪ٛ‬أّٗ‪ِ‌،‬حّذ‪‌،‬األهسوخت األردَُت‪ِ‌،‬شخع‌عبثك‪‌،َ2009‌،‬ص‪.16‬‬
‫‌‬

‫‪41‬‬
‫لقد تأثر واقع التربية الموسيقية في الدوؿ العربية‪ ،‬وما يزاؿ‪ ،‬بواقع‬
‫الم جتمعات في تمؾ الدوؿ‪ ،‬واختبلؼ ثقافاتيا وتقاليدىا الدينية واالجتماعية‪ ،‬وىنا‬
‫يبرز دور األىؿ والمجتمع في تشجيع المواىب الموسيقية لدى أبنائيـ أو إخمادىا؛‬
‫لكف لؤلسؼ ال تزاؿ نظرة األىؿ والمجتمع إلى الموسيقى بشكؿ عاـ وتدريسيا‬
‫كمنيج تعميمي بشكؿ خاص في العديد مف الدوؿ العربية‪ ،‬محصورة بعدـ اإليماف‬
‫بأىمية التربية الموسيقية ومفاعيميا عمى أبنائيـ‪ ،‬فيي مف وجية نظر بعضيـ عمى‬
‫أنيا ترفاً وتسمية‪ ،‬بينما اعتبرتو أخرى عمى أنيا تربية وتثقيفاً‪ ،‬وال ننكر أف إلزامية‬
‫التربية الموسيقية في الوطف العربي ال تكتسب صفة االحتراـ مف الناحيتيف النظرية‬
‫والعممية ال مف قبؿ و ازرات التربية والتعميـ في الدوؿ العربية وال مف قبؿ المدارس‬
‫التابعة لتمؾ الو ازرات‪ ،‬بالرغـ مف أف بعض الدوؿ كانت قد وضعت برامج مدرسية‬
‫لمتربية الموسيقية اإللزامية‪ ،‬إال أف تطبيقيا يبقى اختيارياً‪ ،‬وحتى إف طبقت فتطبيقيا‬
‫عشوائياً في كثير مف األحياف؛ وال بد مف اإلشارة ىنا أف بعض المدارس في الدوؿ‬
‫العربية تعتبر أف التربية الموسيقية ىي نشاط واستعداد إلحياء االحتفاالت‬
‫والنشاطات المدرسية‪ ،‬مما نتج عنو االستعاضة عف حصة التربية الموسيقية لصالح‬
‫األنشطة وباقي المواد التعميمية‪.20‬‬
‫ونرى أف مشكمة التربية الموسيقية في العديد مف الدوؿ العربية تنتابيا‬
‫خطوط متشابكة فيما بينيا‪ ،‬ال بؿ أنيا شائكة في بعض تفاصيميا‪ ،‬إذ أف معمـ‬
‫التربية الموسيقية ال ُينظر إليو في وسطو التعميمي نظرة كتمؾ التي ينظر فييا إلى‬
‫مدرس العموـ أو الرياضيات أو الفيزياء‪ ،‬والسبب في ذلؾ أف قيمة منياج التربية‬

‫‪‌ - 20‬طٕ‪ٛ‬ط‪ٌٛ‌،‬عف‪‌،‬انتربُت انًىسُقُت ضرورة أو ترف‪‌،‬افززبحٍخ‌أثحبس‌ِؤرّش‌اٌزشثٍخ‌اٌّ‪ٛ‬عٍمٍخ‌فً‌اٌّذاسط‌فً‌اٌذ‪ٚ‬ي‌اٌعشثٍخ‪ِٕ‌،‬ش‪ٛ‬ساد‌‬


‫‌‬
‫وٍٍخ‌اٌّ‪ٛ‬عٍمى‪‌،‬خبِعخ‌اٌش‪ٚ‬ذ‌اٌمذط‌(اٌىغٍٍه)‪ٌ‌،‬جٕبْ‪‌،َ2011‌،‬ص‪.10‬‬

‫‪42‬‬
‫الموسيقية مدرجة مف أسفؿ سمـ تحصيؿ العبلمات في أعيف اإلدارة والمعمميف‬
‫مرور بالتبلميذ أنفسيـ‪ .‬وقد اعتاد المجتمع العربي عمى النظر‬
‫اً‬ ‫واألىؿ والمجتمع‬
‫إلى حصة التربية الموسيقية عمى أنيا حصة ترفييية وتسمية يستعد التبلميذ مف‬
‫خبلؿ تدريباتيا إلى لمحفبلت التي تقاـ عمى مدار العاـ في المناسبات المختمفة‪.‬‬
‫مما سبؽ نستنتج أف التربية الموسيقية في الوطف العربي ال تزاؿ في‬
‫بداياتيا‪ ،‬ولـ تتطور ولـ تتوسع‪ ،‬باإلضافة إلى أف مجتمعنا العربي ال يزاؿ يعتبرىا‬
‫حاجةً غير ممحة في اكتشاؼ مواىب الطفؿ وصقميا‪ ،‬وال ننكر بأنو قد وصؿ الحد‬
‫ٍ‬
‫ألسباب‬ ‫ببعض المجتمعات العربية اعتبار الموسيقى ممنوعة ومحرمة‪ ،‬ويعود ذلؾ‬
‫عديدة منيا الدينية واالجتماعية واالقتصادية‪،‬وىذه النظرة ال شؾ بأنيا ىي مف‬
‫منعت إدخاؿ الموسيقى كعنصر أساسي في تربية الطفؿ وصقؿ مواىبو‪ ،‬ولعمنا في‬
‫بعض األحياف ال بد أف نراعي تمؾ النظرة السمبية لمموسيقى مف قبؿ األىؿ‬
‫والمجتمع‪ ،‬ألنيا لربما ىي ناتجة عما كاف يرافؽ الموسيقى مف أجواء وتصرفات لـ‬
‫تكف تتوافؽ أحياناً مع عادات المجتمعات العربية ودياناتيا وقيميا‪ ،‬كما ىو الحاؿ‬
‫ٍ‬
‫أغاف ىابطة ترافقيا‬ ‫فيما ُيعرض عمى بعض اإلذاعات والفضائيات العربية مف‬
‫كميبات منافية لعاداتنا وتقاليدنا وقيمنا العربية‪.‬‬
‫وقد ُعقد العديد مف المؤتمرات والندوات العممية لبحث المشكبلت التي‬
‫تعانييا التربية الموسيقية في الدوؿ العربية‪ ،‬حيث خرجت ىذه المنابر بتوصيات‬
‫تضمنت حموالً عديدة ليذه المشكبلت‪ ،‬والتي قد تساىـ في نيوض التربية الموسيقية‬
‫في تمؾ الدوؿ‪ ،‬لكف ىذه التوصيات بقيت في معظميا مجرد حموؿ نظرية ينقصيا‬
‫التطبيؽ عمى أرض الواقع‪ ،‬نظ اًر لظروؼ عديدة أىميا عدـ تعاوف المسؤوليف في‬

‫‪43‬‬
‫الو ازرات والمؤسسات المعنية بموضوع التربية الموسيقية في المساعدة بتنفيذ تمؾ‬
‫التوصيات‪.‬‬
‫أما فيما يتعمؽ باألسباب التي أدت إلى ما ىو عميو واقع التربية الموسيقية‬
‫في الوطف العربي‪ ،‬فإننا نجد ىنالؾ العديد منيا ما ساىـ في إىماؿ التربية‬
‫الموسيقية‪ ،‬أو إف جاز التعبير عدـ سيرىا بالصورة المرجوة‪ ،‬ونرى أف ىذه األسباب‬
‫تكمف في اآلتي‪:‬‬
‫‪ ..‬األىل والمجتمع‪ :‬كما ذكرنا في بداية ىذا البحث بأف العادات والتقاليد‬
‫الخاصة باألىؿ والمجتمع‪،‬وكذلؾ البعد الديني لدى شريحة واسعة منيـ‪ ،‬حتمت‬
‫عمييـ عدـ تشجيع أبنائيـ عمى تعمـ الموسيقى‪ ،‬وال ننكر أف عدـ وجود عبلمة لمادة‬
‫التربية الموسيقية تدخؿ في حساب المعدؿ يقمؿ مف اىتماـ األىؿ بمتابعة سير‬
‫دراسة أبنائيـ ليذا المادة‪ ،‬األمر الذي يعمؽ فكرة األىؿ واألبناء في ٍ‬
‫آف معاً المتمثمة‬
‫بعدـ تقبؿ أف تعامؿ مادة التربية الموسيقية كغيرىا مف المواد الدراسية األخرى‪ ،‬وفي‬
‫المقابؿ لو كاف األىؿ يؤمنوف بأف لمموسيقى أثر إيجابي عمى أبنائيـ مف حيث‬
‫صقؿ شخصيتيـ‪ ،‬وغير ذلؾ مف النواحي اإليجابية‪ ،‬لظيرت ليـ مشكبلت‬
‫كاإلمكانات المادية التي تحوؿ دوف قدرتيـ عمى شراء اآلالت الموسيقية ألبنائيـ‪،‬‬
‫أو تسجيميـ في دورات موسيقية في المعاىد والمراكز الخاصة مف أجؿ تعزيز‬
‫نشاطيـ الموسيقي وفيميـ لمادة التربية الموسيقية‪.‬‬
‫أف معظـ مناىج التربية الموسيقية‬
‫‪ .1‬مناىج التربية الموسيقية‪ :‬نرى ّ‬
‫المتّبعة في بعض الدوؿ العربية ىي شبو غائبة عف أرض الواقع‪ ،‬بمعنى أنيا واف‬
‫تطبؽ‬
‫جدي وفعمي‪ ،‬ولنفترض أف ىذه المناىج ّ‬
‫توفرت ىذه المناىج فيي دوف تطبيؽ ّ‬
‫عمى أرض الواقع‪ ،‬فيي برأي العديد مف الباحثيف والمتخصصيف عمى مستوى‬

‫‪44‬‬
‫الوطف العربي ينقصيا الكثير مف المقومات أىميا‪ :‬محتوى تمؾ المناىج‪ ،‬وكذلؾ‬
‫معمـ التربية الموسيقية الذي يقوـ عمى تدريسيا‪ ،‬ناىيؾ عمى أف معظـ مناىج‬
‫التربية الموسيقية في الوطف العربي– وفؽ رأي باحثيف – تفتقر لمقومات الموسيقى‬
‫العربية‪ ،‬إذ أف أغمبيا منسوخ عف المناىج الغربية‪.‬‬
‫أف عدـ الجدية في تطبيؽ مناىج‬
‫وىنا ال بد مف التأكيد مرة أخرى‪ ،‬عمى ّ‬
‫التربية الموسيقية لربما يعود ألسباب عديدة أبرزىا‪ :‬عدـ اقتناع األىؿ والمجتمع‬
‫وكذلؾ و ازرات التربية والتعميـ واإلدارات المدرسية بأىمية الموسيقى كمنياج تربوي‬
‫يوازي المناىج التعميمية األخرى‪ ،‬كما أف نقص معممي الموسيقى‪ ،‬وكذلؾ عدـ توفر‬
‫التجييزات والوسائؿ التعميمية واإلمكانيات المادية البلزمة لتطبيؽ ىذا المنياج‪ ،‬كميا‬
‫أسباب أدت إلى تراجع التربية الموسيقية وعدـ الجدية في تطبيؽ مناىجيا‪.‬‬
‫‪ .3‬معممو التربية الموسيقية‪ :‬جميعنا نعمـ أف معمـ التربية الموسيقية ىو‬
‫مف أكثر المعنييف بنجاح عممية التربية الموسيقية‪ ،‬لكف ىنالؾ العديد مف المشكبلت‬
‫التي تعيؽ عممو‪ ،‬والتي لربما تعود إلى عدة أسباب‪ :‬فمنيا ما ىو متعمؽ بعدـ‬
‫احتساب عبلمة مادة التربية الموسيقية أسوة بغيرىا مف المواد الدراسية‪ ،‬ومنيا ما‬
‫ىو متعمؽ بعدـ تشجيع أولياء األمور ألبنائيـ عمى ممارسة األنشطة الموسيقية مما‬
‫يقمؿ أىميتيا لدى الطمبة‪ ،‬ومنيا ما ىو ناتج عف عدـ إلماـ إدارة المدرسة بأىمية‬
‫دور الموسيقى في تربية الطالب تربية متكاممة‪ ،‬وضرورة توفيرىا الميزانية البلزمة‬
‫لشراء األدوات والتجييزات والوسائؿ التعميمية البلزمة لتنفيذ حصة التربية الموسيقية‪،‬‬
‫أو نشاط موسيقي معيف‪.‬‬
‫وىنالؾ أسباب أخرى تعيؽ عمؿ معمـ التربية الموسيقية‪ ،‬معظميا ناتج عف‬
‫عدـ تمتّع المعمـ بالصفات التي تؤىمو لمقياـ بعممو بالصورة المرجوة‪ ،‬كأف يكوف‬

‫‪45‬‬
‫ٍ‬
‫متمكف مف عزؼ وغناء‬ ‫غير متخص ٍ‬
‫ص في مجالي الغناء والعزؼ‪ ،‬أو غير‬
‫األلحاف واألغاني المتصمة بمراحؿ الطفولة والحياة المدرسية‪ ،‬وكذلؾ التماريف‬
‫المطروحة في مناىج التربية الموسيقية‪ ،‬أو أف يكوف غير ٍ‬
‫قادر عمى العزؼ عمى‬
‫أكثر مف آلة موسيقية‪ ،‬وخصوصاً فيما يتعمؽ باآلالت الموسيقية المدرسية التي‬
‫تتطمبيا عممية تطبيؽ نماذج العزؼ والغناء في المناىج‪ ،‬أو لربما غير ممـ بالتراث‬
‫العربي حتى يكوف ناقبلً لمتراث حافظاً لمحضارة العربية وتقاليد المجتمع‪ ،‬أو غير‬
‫ممـ باأللحاف العالمية المشيورة‪ ،‬وقصص وحياة المؤلفيف العالميف القومييف‪ ،‬أو‬
‫ليست لديو القدرة عمى تشكيؿ الفرؽ المدرسية وقيادتيا مف خبلؿ استخداـ آالت‬
‫موسيقية مختمفة ومتنوعة يستطيع مف خبلليا إشراؾ أكبر عدد ممكف مف الطمبة في‬
‫تنفيذ النماذج العممية التي تتخمميا المناىج‪.‬‬
‫كما أف مف الصعوبات التي تواجو معمـ التربية الموسيقية في تنفيذ ميامو‪،‬‬
‫ما ىو ناتج عف قمة الدورات والندوات والمحاضرات التخصصية التي يحضرىا‬
‫المعمـ‪ ،‬مما يعيؽ التطور الميني لو‪ ،‬وبالتالي تؤثر عمى كفاياتو التدريسية‪ ،‬كما أف‬
‫تكميفو بمياـ إضافية بعيدة عف الموسيقى‪ ،‬تجعمو غير قادر عمى تطبيؽ المنياج‬
‫وافادة الطمبة بشكؿ جيد‪.‬‬
‫‪ .4‬المؤسسات األكاديمية العربية الحكومية والخاصة التي تعنى بتدريس‬
‫الموسيقى‪ :‬في ىذا الصدد يجب أف ال ننسى دور المؤسسات األكاديمية العربية‬
‫الحكومية والخاصة التي تُعنى بتدريس الموسيقى‪ ،‬والتي لربما ىي مف األسباب‬
‫التي خمقت المعيقات أماـ تطوير واقع التربية الموسيقية في الوطف العربي‪ ،‬حيث‬
‫نبلحظ أف تكمفة دراسة الموسيقى كتخصص أكاديمي في بعض البمداف العربي ىي‬
‫باىظة‪ ،‬مقارنة مع التخصصات األكاديمية األخرى سواء األدبية أو العممية‪ ،‬مما‬

‫‪46‬‬
‫يجعؿ األىؿ يتوجيوف بأبنائيـ نحو دراسة تخصصات أكاديمية أخرى‪ ،‬األمر الذي‬
‫يؤدي إلى نقص في أعداد معممي التربية الموسيقية‪ ،‬وبالتالي فقداف توازف عممية‬
‫برمتيا‪.‬‬
‫التربية الموسيقية ّ‬
‫كما أف بعض المؤسسات األكاديمية العربية التي تعنى بتدريس الموسيقى‬
‫في الوطف العربي‪ ،‬قد يتخمميا بعض األخطاء في خططيا الدراسية فيما يتعمؽ‬
‫بتخصص الموسيقى‪،‬فعمى سبيؿ المثاؿ قد يكوف عدد المساقات الدراسية الخاصة‬
‫ٍ‬
‫كاؼ لتمكيف معمـ التربية الموسيقية مف القياـ بواجباتو‬ ‫بالتربية الموسيقية غير‬
‫بكفاءة واقتدار ودوف مواجية أية صعوبات‪ ،‬كما أنو لربما لـ تتخمؿ الخطط الدراسية‬
‫مساقات تحتوي عمى أساليب تدريس خاصة بالتربية الموسيقية‪ ،‬أو لربما محتوى‬
‫المواد التي يدرسيا طمبة الموسيقى في مرحمة ما بعد الثانوية العامة ال تكسبيـ‬
‫المعرفة الموسيقية الكافية بتدريس مناىج التربية الموسيقية‪ ،‬مما يجعميـ يصطدموف‬
‫التخرج‪.‬‬
‫ّ‬ ‫بالواقع العممي بعد‬
‫‪ .5‬وسائل اإلعالم العربي (المرئي والمسموع)‪ :‬حيث تعد ىذه الوسائؿ مف‬
‫أىـ األسباب التي تحدد واقع التربية الموسيقية في الوطف العربي‪ ،‬وذلؾ مف خبلؿ‬
‫األغاني اليابطة التي تُبث عمى بعض اإلذاعات العربية‪ ،‬والتي ترافقيا بعض‬
‫الكميبات التي تُعرض عمى الفضائيات العربية والتي يتنافى محتواىا مع قيمنا‬
‫وعاداتنا وتقاليدنا العربية؛ كؿ ذلؾ قد يتسبب في ابتعاد األىؿ والمجتمع عف تعميـ‬
‫أبنائيـ الموسيقى سواء كانت كمنياج تربوي أو نشاط مدرسي‪ ،‬نظ اًر لمفكرة التي‬
‫تشكمت لدييـ نتيجة ذلؾ‪ ،‬والمتمثمة باعتبار الموسيقى عنص اًر ال أخبلقياً يشجع‬
‫األبناء عمى اكتساب العادات السيئة‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫‪ -1.1‬رؤية مستقبمية لتحسين واقع التربية الموسيقية في الوطن العربي‪:‬‬
‫بناء عمى ما تقدـ‪ ،‬ومف خبلؿ عرضنا بشكؿ موجز لواقع التربية الموسيقية‬
‫في ال وطف العربي‪ ،‬فإننا نرى أنو ال بد مف االطبلع إلى دور مؤسستيف ىامتيف‬
‫عمى صعيد التربية الموسيقية في الوطف العربي‪ ،‬وىما المجمع العربي لمموسيقى‬
‫مف خبلؿ لجنة التربية الموسيقية في المجمع‪ ،‬باإلضافة إلى اتحاد جامعة الدوؿ‬
‫العربية مف خبلؿ جمعية كميات الموسيقى ومعاىدىا العميا التابعة ليذا االتحاد‪،‬‬
‫دور بارز يمكف أف يعطينا األمؿ في أف نممس‬
‫أف كمتا المؤسستيف ليما ٌ‬
‫حيث ّ‬
‫تحسناً في واقع التربية الموسيقية في الوطف العربي‪ ،‬لما ليما مف ثقؿ عمى الصعيد‬
‫العربي‪ ،‬وعميو‪ ،‬فإننا نطرح ليما بعض المقترحات في ىذا الشأف‪ ،‬آمميف بأف يتـ‬
‫دراستيا‪ ،‬والمبادرة بتنفيذ ما أمكف منيا‪:‬‬
‫‪ -‬انتزاع صفة رقابية عمى كافة الفضائيات العربية التي تعمؿ عمى إظيار‬
‫الموسيقى عمى أنيا لمتسمية فقط‪ ،‬أو أنيا ليست ذات فائدة‪ ،‬أو أنيا فقط لمتغزؿ‬
‫بالفتاة‪ ،‬أو اإلغراء مف خبلؿ الكميبات المرافقة لبعض األغاني التي يتـ عرضيا‪،‬‬
‫دوف احتراـ القيـ والعادات والتقاليد العربية؛ وتكوف ىذه الصفة الرقابية مف خبلؿ‬
‫تشكيؿ لجنة مشتركة مف المجمع العربي الموسيقى مف خبلؿ لجنة التربية الموسيقية‬
‫في المجمع‪ ،‬واتحاد الجامعات العربية مف خبلؿ جمعية كميات الموسيقى ومعاىدىا‬
‫العميا التابعة ليذا االتحاد‪ ،‬ومف ثـ وضع أسس مف قبؿ ىاتيف المجنتيف إلجازة بث‬
‫األغاني والكميبات اليادفة ليصار إلى عرضيا عمى كافة اإلذاعات والفضائيات‬
‫العربية‪ ،‬واقصاء كؿ ما ىو م ٍ‬
‫ناؼ لدياناتنا وعادتنا وتقاليدنا العربية‪.‬‬ ‫ُ‬
‫‪ -‬تبني المجمع العربي لمموسيقى مف خبلؿ لجنة التربية الموسيقية في‬
‫المجمع‪ ،‬واتحاد الجامعات العربية مف خبلؿ جمعية كميات الموسيقى ومعاىدىا‬

‫‪48‬‬
‫العميا التابعة ليذا االتحاد‪ ،‬إنشاء فضائية مشتركة يكوف اليدؼ منيا بث ٍ‬
‫أغاف ذات‬
‫قيـ تربوية‪ ،‬وعرض الحفبلت الموسيقية المدرسية التي يحيييا طمبة المدارس في‬
‫مختمؼ الدوؿ العربية‪ ،‬باإلضافة إلى عرض الندوات والمحاضرات الموسيقية‬
‫المتخصصة في مجاالت الموسيقى‪ ،‬األمر الذي يعمؿ عمى زيادة توعية أولياء‬
‫األمور والمجتمع بأىمية الموسيقى والتربية الموسيقية‪ ،‬وتحفيز أبنائيـ عمى االىتماـ‬
‫بدراسة الموسيقى كمنياج تعميمي‪،‬مما يرفع بالتالي مف مستوى الوعي الثقافي‬
‫تحوؿ في وجية نظره عف‬ ‫الموسيقي لدى المجتمع العربي‪ ،‬األمر الذي سيؤدي إلى ّ‬
‫الموسيقى مف السمبية إلى االيجابية‪ ،‬وبالتالي التسييؿ عمى معمـ التربية الموسيقية‬
‫أداء ميامو في التدريس‪.‬‬
‫‪ -‬مخاطبة المجمع العربي لمموسيقى مف خبلؿ لجنة التربية الموسيقية في‬
‫المجمع‪ ،‬واتحاد الجامعات العربية مف خبلؿ جمعية كميات الموسيقى ومعاىدىا‬
‫العميا التابعة ليذا االتحاد‪ ،‬و ازرات التعميـ العالي في كافة الدوؿ العربية‪ ،‬مف أجؿ‬
‫ضرورة حث جامعاتيا ومعادىا التي تُعنى بتدريس الموسيقى عمى تخفيض ثمف‬
‫دراسة تخصص الموسيقى في تمؾ المعاىد والجامعات‪ ،‬حتى تتاح الفرصة لدى‬
‫أكبر عدد ممكف مف الطمبة لدراسة الموسيقى‪ ،‬وحتى ال يكوف العائؽ المادي ىو‬
‫السبب في عزوفيـ عف دراسة ذلؾ التخصص‪ ،‬األمر الذي يؤدي إلى معالجة‬
‫النقص في عدد معممي التربية الموسيقية في مدارس الدوؿ العربية‪.‬‬
‫‪ -‬تبني المجمع العربي لمموسيقى مف خبلؿ لجنة التربية الموسيقية في‬
‫المجمع‪ ،‬واتحاد الجامعات العربية مف خبلؿ جمعية كميات الموسيقى ومعاىدىا‬
‫موحدة تتضمف مساقات خاصة‬
‫العميا التابعة ليذا االتحاد‪ ،‬خطة دراسية جامعية ّ‬
‫بالتربية الموسيقية‪ ،‬تكوف مف ضمنيا مساقات تُعنى بأساليب تدريس التربية‬

‫‪49‬‬
‫الموسيقية في المدارس‪ ،‬وكذلؾ مساقات تعريفية باآلالت الموسيقية المدرسية وكيفية‬
‫استخداميا‪ ،‬وغير ذلؾ بما يخدـ عممية تدريس التربية الموسيقية‪.‬‬
‫‪ -‬تبني المجمع العربي لمموسيقى مف خبلؿ لجنة التربية الموسيقية في‬
‫المجمع‪ ،‬واتحاد الجامعات العربية مف خبلؿ جمعية كميات الموسيقى ومعاىدىا‬
‫العميا التابعة ليذا االتحاد‪ ،‬وبالتعاوف مع و ازرات التربية والتعميـ في الدوؿ العربية‪،‬‬
‫خطة مرسومة تعمؿ عمى توحيد مناىج التربية الموسيقية في الوطف العربي‪ ،‬ال‬
‫سيما النظريات الموسيقية والشخصيات الموسيقية التاريخية العربية والعالمية‪،‬‬
‫ٍ‬
‫أغاف ونماذج موسيقية مف كافة البمداف العربية في ىذه‬ ‫باإلضافة إلى تضميف‬
‫المناىج‪ ،‬ومف ثـ تشكيؿ لجنة عربية لئلشراؼ عمى تأليؼ وتنفيذ ىذه المناىج‪ ،‬مما‬
‫يؤدي بالتالي إلى تعريؼ الطمبة في كافة الوطف العربي بثقافات متعددة‪ ،‬وتعميؽ‬
‫حسيـ القومي تجاه أمتيـ العربية‪،‬وكذلؾ توحيد مستواىـ مف الناحية الموسيقية‪،‬‬
‫األمر الذي سيعمؿ عمى تسييؿ تقييـ سير عممية التربية الموسيقية في الوطف‬
‫العربي‪.‬‬
‫‪ .6‬قياـ المجمع العربي لمموسيقى مف خبلؿ لجنة التربية الموسيقية في المجمع‪،‬‬
‫واتحاد الجامعات العربية مف خبلؿ جمعية كميات الموسيقى ومعاىدىا العميا التابعة‬
‫ليذا االتحاد‪ ،‬بتشكيؿ لجنة متخصصة تعمؿ عمى إدخاؿ التكنولوجيا في مناىج‬
‫التربية الموسيقية في الوطف العربي‪ ،‬وذلؾ مف خبلؿ إعداد خطة مقترحة تشتمؿ‬
‫حوسبة ىذه المناىج‪ ،‬باعتبار التربية الموسيقية ميمة في المجاؿ التعميمي والتعمُّمي‬
‫كغيرىا مف المواد الدراسية األخرى‪ ،‬األمر الذي يدعو إلى ضرورة تطويرىا بما‬
‫يتناسب مع معطيات العصر‪ ،‬ألف غياب التكنولوجيا عف عممية تدريس التربية‬
‫دور تقميدياً‪ ،‬والطالب وفؽ ىذه‬
‫الموسيقية سيجعؿ دور المعمـ والطالب في المناىج اً‬

‫‪50‬‬
‫النظرة فقط ىو متم ٍ‬
‫ؽ لممعمومة وال يشارؾ في البحث عنيا‪ ،‬بينما األصؿ أف يكوف‬
‫ويمحصيا ويستفسر عنيا وفؽ أسس تربوية حديثة‪ ،‬وأف‬
‫ّ‬ ‫صغير يبحث عنيا‬
‫اً‬ ‫باحثاً‬
‫يكوف ىو محور العممية التعميمية التعممية‪ ،‬يشارؾ ويختار ويتفاعؿ معيا‪ ،‬وىذا‬
‫يتحقؽ مف خبلؿ تعاممو مع تكنولوجيا الحاسوب‪ ،‬ال سيما شبكة اإلنترنت‪.‬‬
‫‪ -3.1‬لمحة عن تاريخ الموسيقى في األردن ومراحل تطورىا‬
‫المؤسس عبد اهلل بف الحسيف (‪-1921‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -1.3.2‬الفترة األولى‪ :‬عيد الممؾ‬
‫‪)1951‬‬
‫تأثر األردف كغيره مف الدوؿ العربية في ىذه الفترة بالمعاناة مف ظمـ‬
‫االحتبلؿ‪ ،‬حيث ناضؿ شعبو ضد المستعمر البريطاني لعشرات السنيف‪ ،‬وبعد‬
‫االحتبلؿ اإلنجميزي بدأ التأثير األوروبي بمد جذوره في األردف وفمسطيف‪ .‬وبنفس‬
‫مييئيف بذلؾ ألنفسيـ تأسيس‬
‫الفترة بدأ الييود بالتوافد إلى فمسطيف بأعداد كبيرة‪ّ ،‬‬
‫ضد القوى األجنبية واتّضح بأغاني تمؾ الفترة‬
‫دولة إسرائيؿ؛ ولقد استباف الصراع ّ‬
‫الشعبية الطابع (خميط بيف األغاني التراثية األردنية والفمسطينية)‪ .‬ىذا الصراع الذي‬
‫ضد االستعمار ما بيف عامي ‪1936‬ـ و ‪1939‬ـ‪.‬‬
‫وصؿ إلى درجة الثورة ّ‬
‫‪21‬‬
‫"بأنو وفي ىذه المرحمة تعمّـ بعض‬ ‫ويؤكد لنا عبد الحميد حماـ‬
‫ٍ‬
‫آالت موسيقية أوروبية‪ .‬ولقد ش ّكؿ بعض‬ ‫العزؼ عمى‬
‫َ‬ ‫الموسيقييف الفمسطينييف‬
‫الموسيقييف العرب والييود أوؿ فرقة إلذاعة القدس التي تأسست في القدس عاـ‬
‫‪1936‬ـ‪ ،‬ومف ثـ تـ نقميا إلى راـ اهلل عاـ ‪1948‬ـ‪ .‬وكاف لمحطة الشرؽ األدنى‬
‫أيضاً والتي تأسست في مدينة يافا عاـ ‪1939‬ـ دو اًر بار اًز في استقطاب الفنانيف‬
‫مف مختمؼ أنحاء المنطقة العربية أمثاؿ‪ :‬محمد عبد الوىاب‪ ،‬رياض السنباطي‪،‬‬

‫‪ ‌- 21‬حّبَ‪‌،‬عجذاٌحٍّذ‪‌،‬أعزبر‌فً‌اٌزأٌٍف‌اٌّ‪ٛ‬عٍمً‌‪ٚ‬اٌعٍ‪‌َٛ‬اٌّ‪ٛ‬عٍمٍخ‪ِ‌،‬مبثٍخ‌شخظٍخ‪‌،‬عّبْ‪‌،‬األسدْ‪.َ2016/10/7‌،‬‬
‫‌‬

‫‪51‬‬
‫أسمياف‪ ،‬فتحية أحمد‪ ،‬وديع الصافي‪ ،‬حميـ الرومي‪ ،‬وغيرىـ‪ .‬وقد دأبت ىذه‬
‫اإلذاعة عمى متابعة البرامج الموسيقية‪ ،‬باإلضافة إلى بث األغاني الطويمة لفنانيف‬
‫كبار أمثاؿ أـ كمثوـ وعبد الوىاب"‪.‬‬
‫وعندما قدـ األمير عبد اهلل بف الحسيف مف الحجاز إلى األردف استقبمو‬
‫الشعب األردني بالترحاب واألىازيج الوطنية الحماسية‪ .‬وكاف لمممؾ عبد اهلل الفضؿ‬
‫في إرساء قواعد النيضة الحديثة لؤلردف‪ ،‬ففي عيده تأسست الفرؽ الموسيقية‬
‫لمجيش العربي األردني‪ ،‬ودار اإلذاعة في راـ اهلل‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫أنو‬ ‫وفيما يتعمؽ بالتعميـ الموسيقي المدرسي في ىذه المرحمة‪ ،‬يؤكد حماـ‬
‫كاف يقتصر عمى بعض مدارس التعميـ الخاص‪ ،‬وكاف المعمـ في تمؾ الفترة يبتكر‬
‫المنياج وفؽ اجتياده الخاص‪.‬‬
‫‪ -2.3.2‬الفترة الثانية‪ :‬الممؾ الحسيف بف طبلؿ ( ‪) 1999 - 1951‬‬
‫لقد أحرزت الحياة الثقافية والتعميمية تقدماً ممحوظاً بالرغـ مف األزمات‬
‫تحمميا األردف في ىذه الفترة‪ .‬ففي عيد الممؾ الحسيف أنشأت‬
‫الصعبة التي ّ‬
‫الحكومة مؤسسات موسيقية مثؿ الفرقة الموسيقية لدار اإلذاعة والتمفزيوف في‬
‫عماف‪ ،‬ومعيد الموسيقى‪ ،‬وفرقة الرقص الشعبي‪ ،‬كما تـ إصدار مجمتي أفكار‬
‫والفنوف الشعبية‪ .‬وأصبحت و ازرةُ التربية والتعميـ تعتبر الموسيقى مساوية في‬
‫األىمية لغيرىا مف الموضوعات الثقافية والتعميمية‪ ،‬ولذلؾ أسست قسماً لتأىيؿ‬
‫معمميف ليا في معيد تدريب المعمميف في عماف‪ .‬وفي ىذه الحقبة أُنشئت جمعيات‬

‫‪‌-‌22‬اٌّشخع‌اٌغبثك‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫ومراكز فنية وثقافية‪ ،‬ومف َمياميا تنظيـ النشاطات الموسيقية والمسرحية‬
‫والميرجانات وحفبلت الرقص والمعارض الفنية‪.23‬‬
‫‪24‬‬
‫"بأف نظرة المجتمع األردني لمموسيقى والغناء قد تطورت‬ ‫ويذكر ممكاوي‬
‫شجيع عمى احتراؼ‬
‫عما كانت عميو قديماً‪ ،‬فأصبحت نظرة تقدير واحتراـ‪ ،‬وتَ ٍ‬
‫الموسيقى والغناء‪ ،‬ويؤكد ذلؾ انتشار العديد مف الكميات والمعاىد العممية‬
‫المتخصصة بتدريس الموسيقى ومنيا‪ :‬كمية الفنوف الجميمة بجامعة اليرموؾ‪/‬إربد‪،‬‬
‫األردنية‪/‬عماف‪ ،‬واألكاديمية األردنية‬
‫ّ‬ ‫وكمية الفنوف والتصميـ في الجامعة‬
‫لمموسيقى‪/‬عماف‪ ،‬والعديد مف المعاىد والمراكز‬
‫ّ‬ ‫لمموسيقى‪/‬عماف‪ ،‬والمعيد الوطني‬
‫ّ‬
‫الموسيقية الخاصة في مختمؼ أرجاء المممكة"‪ ،‬ونبلحظ مف خبلؿ المشاىدة الواقعية‬
‫أف المجتمع األردني مجتمع ذواؽ لمموسيقى وبخاصة الشعبية منيا‪.‬‬
‫وفي عيد الممؾ الحسيف بف طبلؿ أيضاً‪ ،‬ازدادت خطوات الموسيقى‬

‫والفنوف بشكؿ خاص‪ ،‬واألدب والثقافة بشكؿ عاـ‪ ،‬سرعة ورسوخاً‪ ،‬واكتسبت عزماً‬
‫وثباتاً‪ ،‬حيث أُوفدت البعثات العممية في مجاؿ الموسيقى إلى أعرؽ وأىـ الجامعات‬
‫العالمية‪ .‬واستُقطبت كذلؾ أفضؿ الكفاءات الموسيقية إلى األردف‪ ،‬فازدىر المجاؿ‬

‫الموسيقي في األردف‪ ،‬واىتمت بو مختمؼ أجيزة اإلعبلـ الرسمية والخاصة محمياً‬


‫وعالمياً‪ ،‬وشكمت الفرؽ الموسيقية المتخصصة بمختمؼ ألواف الفنوف الموسيقية‬
‫الشعبية والتقميدية والمعاصرة‪.‬‬
‫وفي عيد الممؾ الحسيف كذلؾ بدأت عممية تأليؼ منياج الموسيقى‬
‫واألناشيد وتحديداً في أوائؿ التسعينات مف القرف الماضي‪ ،‬وقد قاـ عمى تأليفو عدد‬

‫‪‌-‌23‬أث‪‌ٛ‬اٌشة‪‌،‬ر‪ٛ‬فٍك‪‌،‬دراساث فٍ انفهكهىر األردٍَ‪ٚ‌،‬صاسح‌اٌثمبفخ‌‪ٚ‬اٌشجبة‪‌،‬عّبْ‪‌،‬األسدْ‪‌‌،َ1980‌،‬ص‪.14‬‬


‫‪ٍِ -‌24‬ىب‪ٚ‬ي‪‌،‬أٔظ‪‌،‬آنت انؼىد فٍ األردٌ‪ ..‬تارَخها ويراحم تطىرها‪ِٕ‌،‬ش‪ٛ‬ساد‌‪ٚ‬صاسح‌اٌثمبفخ‪‌،‬عّبْ‪‌،‬األسدْ‪‌،2009‌،‬ص‪.29‬‬
‫‌‬

‫‪53‬‬
‫مف الخبراء المختصيف في مجاؿ الموسيقى‪ ،‬باإلضافة إلى أساتذة الموسيقى في‬
‫الجامعات‪ ،‬وعدد مف معممي الموسيقى في المدارس التابعة لو ازرة التربية والتعميـ في‬
‫األردف‪.‬‬
‫‪ -3.3.2‬الفترة الثالثة‪ :‬عيد الممؾ عبد اهلل الثاني ابف الحسيف (‪ 1999‬وحتى اآلف)‬
‫توفي الممؾ حسيف بف طبلؿ في السابع مف شباط عاـ ‪1999‬ـ‪ ،‬وىو اليوـ‬
‫الذي تولى فيو الممؾ عبد اهلل الثاني بف الحسيف الحكـ في األردف‪ .‬ولـ يتواف الممؾ‬
‫الجديد عف إظيار دعمو وتشجيعو لمحركة الفنية والموسيقى وذلؾ عمى خطا والده‪،‬‬
‫ويظير ذلؾ مف خبلؿ العديد مف اإلنجازات‪ ،‬أبرزىا‪ :‬إنشاء ميرجاف األغنية‬
‫األردنية عاـ ‪2001‬ـ لبلرتقاء بمستوى األغنية األردنية نصاً‪ ،‬لحناً‪ ،‬وأداء‪،‬‬
‫باإلضافة إلى إقامة مديريات لمثقافة والفنوف مرتبطة بو ازرة الثقافة‪ ،‬واستحداث‬
‫مشروع التفرغ اإلبداعي ضمف الخطة التنموية الثقافية‪ ،‬واستحداث ميرجاف األردف‬
‫الدولي عاـ ‪2008‬ـ الذي تـ إطبلقو برعاية ممكية‪ ،‬إلى جانب استحداث جائزتي‬
‫الدوؿ التشجيعية والتقديرية المّتاف تُمنحاف لممفكريف والفنانيف والمثقفيف والعمماء‬
‫األردنييف المتميزيف‪ .‬وفي عيد الممؾ عبد اهلل الثاني ابف الحسيف‪ ،‬استمرت كذلؾ‬
‫عممية تأليؼ منياج الموسيقى واألناشيد لمصؼ تمو اآلخر وصوالً إلى الصؼ‬
‫العاشر األساسي‪.‬‬
‫‪ -4.1‬واقع التربية الموسيقية في مدارس وزارة التربية والتعميم األردنية‬
‫في بداية األمر‪ ،‬ال بد أف نشير إلى أىمية التعميـ الموسيقي لمجالي العزؼ‬
‫والغناء في المدارس األردنية‪ ،‬إذ ال ينبغي أف تقؿ عف غيرىا مف المواد التعميمية‬
‫األخرى‪ ،‬سواء أكانت أدبية أـ عممية‪ ،‬ويجب أال تقتصر عمى فئة أو شريحة معينة‬
‫مف المجتمع‪ ،‬بؿ ىي حؽ لكؿ فرد‪ ،‬وبالتالي ال يمكف اعتبار الموسيقى عامؿ‬

‫‪54‬‬
‫يدعي البعض‪ ،‬فالموسيقى ميمة‬
‫يساىـ في تأخر العممية التربوية في المدارس كما ّ‬
‫ألنيا تعكس واقع الشعوب وعاداتيا وتقاليدىا وقيميا‪ ،‬كما أنيا تساىـ في تنمية‬
‫مشاعرىا واحساسيا‪.‬‬
‫وقد شيدت المممكة األردنية الياشمية العديد مف عمميات التطوير في نظاـ‬
‫التعميـ الموسيقي‪ ،‬جنباً إلى جنب مع المجاالت التعميمية األخرى‪ ،‬وذلؾ في إطار‬
‫المؤسسات التعميمية المنيجية التي أصبحت تبحث وعمى نطاؽ واسع عف ذلؾ‬
‫الدور المتزايد ألىمية التعميـ‪ ،‬ومف المحتمؿ أف تنمو ىذه العممية‪ ،‬فشروط الحياة‬
‫الجديدة واألولويات االجتماعية الجديدة ستؤدي حتماً إلى تغييرات في االحتياجات‬
‫الموسيقية لدى مجموعة متنوعة مف السكاف في مختمؼ أنحاء المممكة‪ ،‬وىذا بدوره‬
‫يتطمب تشكيبلً جديداً إلعداد المعمميف والموسيقييف بما يمبي االحتياجات المتنوعة‬
‫لممجتمع‪.‬‬
‫وال تزاؿ و ازرة التربية والتعميـ تبحث عف منحى جديد في تعميـ الموسيقى‬
‫لطمبة المدارس‪ ،‬وذلؾ مف خبلؿ السعي إلى التوفيؽ بيف المدارس التربوية العالمية‬
‫والمعايير التعميمية المحمية‪ ،‬وتأتي ىذه العممية عمى خمفية أىمية التغييرات في‬
‫النظاـ المدرسي؛ فاالكتشافات الجديدة في عمـ النفس والتربية أظيرت الدور الياـ‬
‫لدروس الموسيقى ليست فقط مف الناحية الجمالية‪ ،‬بؿ وفي التنمية الفكرية لمطمبة‪،‬‬
‫ونتيجة ليذه التغيرات تبدو ضرورة مضاعفة االىتماـ باألشكاؿ األكثر نشاطاً مف‬
‫دروس الموسيقى لمطمبة‪.‬‬
‫ونرى أف مشكمة تعميـ الموسيقى في مدارسنا تنتابيا خطوط متشابكة فيما‬
‫بينيا‪ ،‬ال بؿ أنيا شائكة في بعض تفاصيميا‪ ،‬إذ أف معمـ الموسيقى ال ُينظر إليو‬
‫في وسطو التعميمي نظرة كتمؾ التي ينظر فييا إلى مدرس العموـ أو الرياضيات أو‬

‫‪55‬‬
‫الفيزياء‪ ،‬والسبب في ذلؾ أف قيمة منياج الموسيقى واألناشيد مدرجة مف أسفؿ سمـ‬
‫تحصيؿ العبلمات في أعيف اإلدارة والمعمميف واألىؿ والمجتمع مرو اًر بالتبلميذ‬
‫أنفسيـ‪ .‬وقد اعتاد المجتمع األردني ‪ -‬وأحيانا كثيرة معمـ الموسيقى نفسو‪ -‬عمى‬
‫النظر إلى حصة الموسيقى واألناشيد عمى أنيا حصة ترفييية وتسمية يستعد‬
‫التبلميذ مف خبلؿ تدريباتيا إلى التحضير لحفؿ نياية العاـ‪ ،‬أو االحتفاالت التي‬
‫تقاـ في المناسبات المختمفة‪.‬‬
‫ونضيؼ إلى ذلؾ بأف مينة التعميـ الموسيقي تكاد تكوف في مجتمعنا‬
‫المينة النظامية الوحيدة التي يجدىا طالب الموسيقى متاحة أمامو عند التخرج؛‬
‫وىي نظامية ألف العرض والطمب بشأنيا واضح وممموس‪ .‬ولكف إذا حاوؿ ِخرّيج‬
‫الموسيقى ُولوج ميف موسيقية مف الميف األخرى‪ ،‬فيكوف مف الضروري لو أف‬
‫يمارس دور الرائد في رسـ مواصفاتيا‪ ،‬ومحاولة إقناع أربابيا بأنو صاحب‬
‫االختصاص األجدر ليا واألحؽ بيا‪ ،‬ال بؿ إف عميو في معظـ األحياف أف يتنافس‬
‫في شغميا مع أشخاص غير أكاديمييف موسيقياً‪ .‬وكـ تعيد ىذه الصورة إلى األذىاف‬
‫مينة الطب قبؿ القرف العشريف حيث كاف عمى الطبيب المتعمـ أف يمارس مينتو‬
‫والى جانبو منافسوف لو في المينة ىـ الحبلؽ والعطار والعراؼ وكـ كانت‬
‫مصداقيتيـ ىي المتفوقة في أحياف كثيرة‪.‬‬
‫وفي مجاؿ حديثنا عف واقع العزؼ والغناء في التعميـ الموسيقي المدرسي‬
‫‪25‬‬
‫"بأنو ومنذ أف تقرر تدريس مبحث الموسيقى واألناشيد‬ ‫في األردف‪ ،‬يذكر خوري‬
‫في مدارس األردف في بداية السبعينات‪ ،‬تقرر التحاؽ عدد مف المعمميف والمعممات‬

‫‪‌ -‌ 25‬خ‪ٛ‬سي‪‌ ،‬عبًِ‪‌ ،‬انًىسُقً وانتربُت انًىسُقُت‪‌ ،‬اٌّ‪ٛ‬عٍمى ‌‪ٚ‬اٌزشثٍخ ‌اٌّ‪ٛ‬عٍمٍخ‪ِ‌ ،‬مبي ‌ِٕش‪ٛ‬س‪ِ‌ ،‬دٍخ ‌سعبٌخ ‌اٌّعٍُ‪‌ ،‬اٌّدٍذ ‌‪‌ ،17‬اٌعذد ‌‪‌،4‬‬
‫‪ٚ‬صاسح‌اٌزشثٍخ‌‪ٚ‬اٌزعٍٍُ‪‌،‬عّبْ‪‌،‬األسدْ‪‌،َ1974‌،‬ص‪.59‬‬

‫‪56‬‬
‫بدورات موسيقية صيفية ال تتجاوز مدتيا أربعة أسابيع‪ ،‬وتـ توزيعيـ عمى المدارس‬
‫المختمفة‪ ،‬لكف لـ يبلحظ وجود أي تقدـ موسيقي في مدارسنا" وىناؾ األسباب‬
‫الخاصة لذلؾ والتي برأينا تكمف بما يمي‪:‬‬
‫‪ -1‬إف تأىيؿ معمميف لتدريس الموسيقى يحتاج إلى دراسة واختصاص وتفرغ‬
‫والدورات الصيفية ميما تكف موفقة وناجحة فيي غير كافية عمى اإلطبلؽ لتمكينو‬
‫مف ممارسة تماريف العزؼ والغناء بالشكؿ المطموب أماـ الطمبة‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلمكانيات المادية واآللية غير متوافرة في المدارس‪ ،‬وىذا بالتالي ال يساعد‬
‫عمى تنفيذ المنياج بما يتضمنو مف تماريف عزؼ وغناء‪.‬‬
‫‪ -3‬فكرة الناس عف العزؼ والغناء عمى أنيما لمتسمية ومضيعة لموقت يبعث في‬
‫المدرس والطالب عدـ الثقة في ىذيف الجانبيف واالىتماـ بيما‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ -4‬عدـ االىتماـ بتوزيع حصص الموسيقى في المدارس بشكؿ منظـ‪ ،‬فحصة‬
‫حوؿ لحصة تربية فنية في أحياف كثيرة‪ ،‬مع العمـ بأف لكؿ مادة‬
‫الموسيقى تُ َّ‬
‫شخصيتيا المستقمة وأىدافيا الخاصة‪.‬‬
‫‪ -5‬عدد كبير مف معممي ومعممات الموسيقى ممف أخذوا دورات موسيقية انصرفوا‬
‫عف تدريس المنياج لؤلسباب سالفة الذكر‪ ،‬وأضيؼ عمييا أف الحصيمة الموسيقية‬
‫ضعيفة أصبلً‪ ،‬وقد أدى عدـ وجود متابعة واشراؼ موسيقي مف قبؿ المختصيف إلى‬
‫تبخر المعمومات الموسيقية عند الكثير مف المدرسيف‪.‬‬
‫درس الموسيقى‬
‫‪ -6‬عدـ اختصاص المعمـ بتدريس الموسيقى والتفرغ ليا‪ ،‬إذ نجده ُي ّ‬
‫بجانب مواد أخرى وىذا يؤدي إلى التشتيت وعدـ التركيز في مادة واحدة ألف مادة‬
‫الموسيقى بحاجة إلى تخصص وتفرغ‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫وال بد لنا ونحف نتحدث عف واقع التعميـ الموسيقي المدرسي في األردف‪ ،‬أف نتطرؽ‬
‫إل ػػى ظيػػػور نػػػوعيف م ػػف الب ػ ػرامج التعميمي ػػة الموس ػػيقية ف ػػي األردف يمارسػػػيا معممػػػو‬
‫الموسيقى في مدارسيـ في األردف‪ ،‬يتمثػؿ النػوع األوؿ بالنشػاط الموسػيقي المنيجػي‪،‬‬
‫وىو ما يعطى لمطمبة مف مادة موسيقية في الحصة الصفية األسبوعية عمى مسػتوى‬
‫الشعبة‪ ،‬وىو عبارة عػف مواضػيع موسػيقية تخصصػية التػي تحمػؿ الطػابعيف النظػري‬
‫والعممػػي مثػػؿ‪ :‬الق ػراءة الموسػػيقية اإليقاعي ػػة والغنائيػػة‪ ،‬والتػػاريخ والتػػذوؽ الموس ػػيقي‪،‬‬
‫ومبادئ النظريات الموسيقية‪ ،‬إضافة إلى العزؼ والغناء واأللعاب الموسيقية‪.‬‬
‫وىذه المواضيع تشكؿ أساساً لوضع منياج متكامؿ لمموسػيقى فػي المدرسػة‪،‬‬
‫ولكف ىناؾ عشػوائية فػي توزيػع المواضػيع عمػى مػدى الخطػة الد ارسػية لممعمػـ‪ ،‬حيػث‬
‫يظير التغميب إلحدى المواضيع عمى األخرى‪ ،‬وليذه العشوائية أسػبابيا التػي يمكننػا‬
‫تمخيصيا بما يمي‪:‬‬
‫‪ .1‬غيػػاب الخطػػة الد ارسػػية أو عػػدـ تػػوفر المنيػػاج‪ ،‬ممػػا يجعػػؿ المعمػػـ يخضػػع‬
‫لرغبتو الذاتية في اختيار الموضوع‪ ،‬واالرتجاؿ داخؿ الصؼ دوف التحضير‬
‫لو‪.‬‬
‫‪ .2‬الجػػو المػػادي المفػػروض عمػػى المعمػػـ والطالػػب والػػذي يفػػرض عمػػى المعمػػـ‬
‫اختيار المادة‪ ،‬مثؿ القاعات الصفية التي ال تتناسب مػع المنيػاج مػف حيػث‬
‫الموقع الذي يشكؿ إزعاجاً لبقية القاعات‪ ،‬أو مف حيث التجييػزات والوسػائؿ‬
‫التعميمية المتوفرة‪ ،‬والتنظيـ الداخمي لممقاعد‪.‬‬
‫‪ .3‬خبرة المعمـ وكفاءتو‪ ،‬حيث يوجد ضػعؼ عنػد بعػض المعممػيف فػي مجػاالت‬
‫العزؼ والغناء والصولفيج‪ ،‬إضافة إلى ضعؼ المعرفة في أسػاليب التػدريس‬
‫الموسيقية‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫أمػػا فيمػػا يتعمػػؽ بػػالنوع الثػػاني مػػف الب ػرامج التعميميػػة الموسػػيقية التػػي يمارسػػيا‬
‫معمم ػػو الموسػػػيقى ف ػػي مدارسػ ػػيـ فػػػي األردف‪ ،‬في ػػو يتمثػ ػػؿ بالنش ػػاط الموسػػػيقي الػػػبل‬
‫منياجي‪ ،‬وىو برنامج النشاط الموسيقي العاـ الذي يقاـ عمى مستوى المدرسة طيمػة‬
‫العػػاـ الد ارسػػي‪ ،‬وىػػذا النشػػاط ىػػو المسػػيطر عمػػى واقػػع التعمػػيـ الموسػػيقي فػػي معظػػـ‬
‫مػػدارس المممكػػة‪ ،‬حيػػث يتضػػح ذلػػؾ مػػف خػػبلؿ الفعاليػػات الموسػػيقية المدرسػػية فػػي‬
‫المناس ػػبات والميرجان ػػات والمس ػػابقات الت ػػي تق ػػاـ عم ػػى مس ػػتوى المدرس ػػة والمديري ػػة‪،‬‬
‫والمحافظة‪ ،‬والو ازرة في األردف‪.‬‬
‫وتعد النشاطات الموسيقية البل منيجية مف المياديف التربوية اليامة وعنص اًر‬
‫مػػف عناصػػر إعػػداد الطالػػب الصػػالح الػػذي يسػػتطيع أف يعتمػػد عمػػى نفسػػو فػػي تفيػػـ‬
‫ومسػػايرة تطػػور العصػػر‪ ،‬وىػػذه النشػػاطات تػػدخؿ ضػػمف إطػػار المناسػػبات واألعيػػاد‬
‫الدينيػػة والوطنيػػة والقوميػػة‪ ،‬والمتمثمػػة فػػي مناسػػبات التخ ػريج المدرسػػي والميرجانػػات‬
‫الثقافية والفنية والرياضية والتربوية‪ ،‬باإلضافة إلى المسابقات الموسيقية‪.‬‬
‫ولػػو دققن ػػا فيمػػا س ػػبؽ فإننػػا نبلح ػػظ ب ػأف ىنال ػػؾ ترابط ػاً وثيقػ ػاً بػػيف األنش ػػطة‬
‫الموسيقية المنيجية والبل منيجية‪ ،‬فكبلىما يشتمؿ عمى تفاعؿ بيف المعمػـ والطالػب‪،‬‬
‫عمى الرغـ أف المعمػـ يعتمػد فػي األنشػطة الػبل منيجيػة عمػى مبػدأ االرتجػاؿ فػي بنػاء‬
‫الخطة الدراسية أو في تحديد مواضيع األنشطة‪.‬‬
‫ومػػف الميػػـ أف يخمػػؽ المعمػػـ توازن ػاً بػػيف النشػػاطيف المنيجػػي والػػبل منيجػػي‬
‫لتحقيؽ األىداؼ المرجوة مف خبلؿ التنظيـ والتخطيط‪ ،‬فمثبلً يستطيع المعمـ اختيػار‬
‫فريػػؽ األنشػػطة مػػف الطمبػػة مػػف خػػبلؿ الحصػػة الصػػفية عػػف طريػػؽ اسػػتقطاب ذوي‬
‫يفع ػػؿ فيي ػػا النش ػػاط‬
‫الق ػػدرات المميػ ػزة‪ .‬ويمك ػػف توض ػػيح النش ػػاطات والمناس ػػبات الت ػػي ّ‬
‫الموسيقي البلمنيجي في المدارس بالجدوؿ رقـ (‪:)1‬‬

‫‪59‬‬
‫جدول رقم (‪).‬‬
‫يفعل بيا النشاط الموسيقي الالمنيجي‬
‫المناسبات التي ّ‬
‫تاريخيا‬ ‫المناسبة‬

‫‪ -.‬األعياد الرسمية‬
‫‪ 31 ‬كانوف الثاني‬ ‫‪ ‬عيد ميبلد الممؾ عبد اهلل الثاني‬
‫‪ 25 ‬أيار‬ ‫‪ ‬يوـ االستقبلؿ‬
‫‪ 10 ‬حزيراف‬ ‫‪ ‬يوـ الجيش‬
‫‪ 9 ‬حزيراف‬ ‫‪ ‬ذكرى الثورة العربية الكبرى‬
‫‪ 21 ‬آذار‬ ‫‪ ‬عيد األـ‬
‫‪ 21 ‬آذار‬ ‫‪ ‬ذكرى معركة الكرامة‬
‫‪ 7 ‬شباط‬ ‫‪ ‬تتويج الممؾ عبد اهلل الثاني‬
‫‪ -2‬مناسبات أخرى‬
‫‪ ‬نياية العاـ الدراسي‬ ‫‪ ‬مناسبة التخريج المدرسي‬

‫‪ -3‬الميرجانات‬
‫‪ ‬الفصؿ الدراسي الثاني‬ ‫‪ .1‬ميرجاف األغنية الوطنية‬
‫‪ ‬الفصؿ الدراسي الثاني‬ ‫‪ .2‬ميرجاف أغنية الطفؿ‬

‫‪ -4‬المسابقات‬
‫‪ ‬الفصؿ الدراسي الثاني‬ ‫‪ ‬مسابقة الموسيقى واألناشيد‬

‫‪60‬‬
‫‪ -5.1‬مراحل تطور مناىج التربية الموسيقية في األردن‬
‫‪ -1.5.2‬المناىج الدراسية في عيد إمارة شرؽ األردف (مرحمة تأسيس األردف)‬
‫مف خبلؿ استعراضنا لممعمومات المتوفرة لدينا عف بدايات تأسيس المممكة‬
‫األردنية الياشمية‪ ،‬نجد أنيا بدأت بتأسيس إمارة شرؽ أردف عاـ ‪1921‬ـ‪ ،‬وذلؾ بعد‬
‫مدة وجيزة مف انتياء الحرب العالمية األولى‪ ،‬حيث كانت قبؿ الحرب العالمية‬
‫الثانية جزءاً ال يتج أز مف والية سوريا التي كانت تحت الحكـ العثماني‪ ،‬ومف ىنا‬
‫يضبط مف ِقَب ِؿ القوانيف واألنظمة الموروثة مف الحكـ‬
‫كاف ال يزاؿ التعميـ فييا ُ‬
‫العثماني‪ .‬وكانت في ذلؾ الوقت تحتوي عمى ‪ 25‬مدرسة ابتدائية؛ وفي العاـ‬
‫الدراسي ‪1923‬ـ ‪1924 -‬ـ كاف ىناؾ ثبلث مدارس ثانوية في كؿ مف السمط‬
‫واربد والكرؾ‪ ،‬وفي عاـ ‪1928‬ـ تـ افتتاح مدرسة ثانوية رابعة في عماف‪ .‬وقد بقيت‬
‫اإلمارة تعمؿ بتمؾ األنظمة والقوانيف حتى عاـ ‪1936‬ـ‪ ،‬حيث صدرت في ذلؾ‬
‫التاريخ تعميمات جديدة لضبط عممية التعميـ‪ ،‬تتضمف أف يكوف النظاـ التعميمي في‬
‫اإلمارة تحت إشراؼ السمطة المركزية‪ .‬وقد بقي ىذا التنظيـ حتى عاـ ‪1948‬ـ‪،‬‬
‫ح يث وضع تنظيـ جديد يضع مسؤولية التربية في المدارس تحت إشراؼ وزير‬
‫المعارؼ‪ .‬وفي العاـ الدراسي ‪1945‬ـ – ‪1946‬ـ ازداد عدد المدارس في المدف‬
‫والقرى‪ ،‬وأصبحت أكثر تنظيماً‪.26‬‬
‫وفي مجاؿ حديثنا عف التعميـ الموسيقي المدرسي ومناىجو في ىذه المرحمة‪،‬‬
‫يذكر حماـ‪"27‬أف بدايات التعميـ الموسيقي ظيرت في بعض مدارس التعميـ الخاص‪،‬‬
‫ومنيا‪ :‬المدرسة األىمية لمبنات‪ ،‬والمدرسة المعمدانية وكمية راىبات الوردية‪ ،‬و‬

‫‪‌‌-‌26‬ثطبذ‌‪ٚ‬آخش‪‌،ْٚ‬انتربُت وانتؼهُى‪ :‬واقغ ويؤشراث‪‌،‬اٌّشوض‌اٌ‪ٛ‬طًٕ‌ٌٍجحش‌‪ٚ‬اٌزط‪ٌٛ‬ش‌اٌزشث‪ٛ‬ي‪‌،‬عّبْ‪‌،‬األسدْ‪‌،َ1992‌،‬ص‪.62‬‬


‫‪‌‌-‌27‬حّبَ‪‌،‬عجذاٌحٍّذ‪ِ‌،‬مبثٍخ‌شخظٍخ‪ِ‌،‬شخع‌عبثك‪.َ2016/10/7‌،‬‬

‫‪61‬‬
‫مدرسة الفرير‪ ،‬ومدرسة المطراف‪ ،‬والمدرسة األرثوذكسية‪ ...‬وغيرىا‪ .‬ففي المدرسة‬
‫األىمية لمبنات‪ ،‬كاف الغناء منذ العاـ ‪1926‬ـ وما يزاؿ جزءاً مف حصص‬
‫الموسيقى‪ ،‬وكاف يؤدى بصوت واحد‪ ،‬مما يجعمنا نتوصؿ إلى نتيجة مفادىا أف‬

‫المعمـ في ىذه الفترة كاف يبتكر المنياج وفؽ اجتياده الخاص‪ ،‬وال يخفى أف منياجاً‬
‫كيذا لـ يكف يخضع لمعايير عممية وأسس أكاديمية"‪.‬‬
‫‪ -2.5.2‬المناىج الدراسية في الفترة ‪1950‬ـ‪1975-‬ـ‬
‫يذكر عبد الحميد حماـ في المقابمة السابقة أنو وبتاريخ ‪ 24‬نيساف ‪1950‬ـ‬
‫تمػػت الوحػػدة بػػيف الضػػفة الغربيػػة والضػػفة الش ػرقية لنيػػر األردف‪ ،‬فػػدخمت الػػببلد فػػي‬
‫مرحمػة جديػدة اقتضػت التطػػوير والتعػديؿ فػي أنظمػة الدولػػة وفعالياتيػا فػي المجػػاالت‬
‫كافػػة‪ .‬وكػػاف ليػػذه الظػػروؼ الجديػػدة انعكاسػػات مباش ػرة عمػػى النظػػاـ التربػػوي الػػذي‬
‫تطػ َّػور ليسػػتجيب لحاجػػات المجتمػػع األردنػػي المتجػػددة‪ ،‬فتوسػػعت الخػػدمات التربويػػة‪،‬‬
‫وازداد عػ ػػدد المػ ػػدارس وازداد عػ ػػدد الطػ ػػبلب المسػ ػػجميف فييػ ػػا‪ .‬وفػ ػػي العػ ػػاـ ‪1958‬ـ‬
‫تبم ػػورت ألوؿ مػ ػرة جوق ػػة موس ػػيقية ف ػػي الم ػػدارس األردني ػػة الت ػػي يتػ ػوافر فيي ػػا معمم ػػو‬
‫موسػػيقى‪ ،‬وأصػػبح الغنػػاء بصػػوتيف‪ ،‬ولكػػف ظمػػت حصػػة الموسػػيقى واألناشػػيد مرتبطػػة‬
‫بػػدرس الرياضػػة فػػي المرحمػػة االبتدائيػػة لمػػدارس البنػػيف والبنػػات‪ .‬وفػػي العػػاـ الد ارسػػي‬
‫‪1961‬ـ – ‪1962‬ـ طػ ػ أر تع ػػديؿ جدي ػػد عم ػػى الخط ػػط الد ارس ػػية‪ ،‬فأص ػػبحت حص ػػة‬
‫الموسيقى واألناشيد تحت بند اليوايات‪.‬‬
‫ومف خبلؿ اطبلعنا ودراستنا لموثائؽ المؤرشفة في و ازرة التربية والتعميـ‬
‫األردنية‪ ،‬توصمنا إلى أنو "في عاـ ‪1965‬ـ أصدرت مديرية المناىج والكتب‬

‫المدرسية في الو ازرة مناىج تعميمية لمفنوف الجميمة والموسيقى‪ ،‬كما أصدرت دليبلً‬
‫لممعمـ كتبو األستاذ جاؾ لحاـ في عاـ ‪1966‬ـ‪ ،‬ولكف ىذه المناىج بقيت قاصرة‬

‫‪62‬‬
‫عف تحقيؽ اليدؼ التي ُوضعت مف أجمو‪ ،‬وذلؾ إلىماليا جانب التربية الموسيقيّة‬
‫بمفيوميا العربي‪ ،‬واعتمادىا كمياً عمى تدريس الموسيقى بمفيوميا الغربي‪ .‬وقد وقع‬
‫كتاب دليؿ المعمـ في تدريس الموسيقى واألناشيد في الخطأ المنيجي ذاتو‪ ،‬فبالرغـ‬
‫مف أنو دليؿ لمعممي المدارس األردنية‪ ،‬إال أنو بعيد كؿ البعد عف الموسيقى العربية‬
‫واألردنية خصوصاً‪ ،‬وال غرابة في ذلؾ فالكادر المختص والمييأ لوضع مناىج‬
‫تحقؽ األىداؼ المتوخاة لـ يكف متوف اًر أصبلً‪.‬‬
‫وفي العاـ الدراسي ‪1966‬ـ – ‪1967‬ـ‪ ،‬اقتصر النشاط الموسيقي في‬
‫المدارس الحكومية ومدارس وكالة الغوث عمى األناشيد الوطنية والشعبية والدينية‬
‫التي كاف يتـ أداؤىا في طابور الصباح وخاصة "السبلـ الممكي"‪ ،‬و"نشيد العمـ"‪ ،‬أو‬
‫في بعض الحصص الصفية بديبلً عف حصة الفف أو الرياضة‪ ،‬وخاصة أياـ‬
‫الشتاء‪ ،‬إضافة لتعميـ تبلوة القرآف الكريـ‪ ،‬وقد كاف ذلؾ بدوف إشراؼ تخصصي‪ ،‬وال‬
‫وجود لمنياج في تمؾ الفترة لعدـ وجود المختصيف القادريف عمى وضع مناىج‬
‫مناسبة مف جية‪ ،‬وقمة الكادر التدريسي المتخصص مف جية أخرى‪.28‬‬
‫‪29‬‬
‫أنو ومع نياية الستينات وبداية السبعينات‪ ،‬بدأت‬ ‫ويذكر الطوباسي‬
‫مرحمة جديدة في التخطيط لبدء التعميـ الموسيقي في المدارس‪ ،‬مف خبلؿ توفير‬
‫عدد مف البعثات الدراسية لمطمبة األردنييف مف حممة شيادة الثانوية العامة لدراسة‬
‫الموسيقى في مصر‪ ،‬إضافة إلى إدراج منياج الموسيقى واألناشيد في معاىد‬
‫المعمميف كتخصص مستقؿ في منتصؼ السبعينات‪ ،‬حيث بدأت تمؾ التجربة بداية‬
‫متواضعة‪ .‬وفي تمؾ الفترة عقدت عدة دورات تعميمية لمعممي الموسيقى‪ ،‬حيث تبيف‬

‫‪‌-28‬حٍبطبد‌‪ٚ‬ع‪‌،ٌٍُٛ‬واقغ انًُاهح انذراسُت وتطىَرها فٍ األردٌ‪‌،‬إٌّظّخ‌اٌعشثٍخ‌ٌٍزشثٍخ‌‪ٚ‬اٌثمبفخ‌‌‪ٚ‬اٌعٍ‪‌،َٛ‬عّبْ‪‌،‬األسدْ‪‌،َ1999‌،‬ص‪.28‬‬


‫‪ -‌ 29‬اٌط‪ٛ‬ثبعً‪‌ ،‬عجذاٌشصاق‪‌ ،‬عض‪ٌ‌ ٛ‬دٕخ ‌رأٌٍف ‌ِٕ‪ٙ‬بج ‌اٌّ‪ٛ‬عٍمى ‌‪ٚ‬األٔبشٍذ ‌فً ‌األسدْ‪ِ‌ ،‬غؤ‪ٚ‬ي ‌رشث‪ٛ‬ي ‌فً ‌ِذٌشٌخ ‌إٌّب٘ح‪ٚ‌ ،‬صاسح ‌اٌزشثٍخ‌‬
‫‌‬
‫‪ٚ‬اٌزعٍٍُ‪ِ‌،‬مبثٍخ‌شخظٍخ‪‌،‬عّبْ‪‌،‬األسدْ‪.َ2016/6/20‌،‬‬

‫‪63‬‬
‫سجبلت مديرية التأىيؿ والتدريب عقد عدد مف الدورات الموسيقية آنذاؾ‪ ،‬ويشير‬
‫ذلؾ إلى االىتماـ الذي أولتو و ازرة التربية والتعميـ لمنياج الموسيقى واألناشيد في‬
‫تمؾ السنوات‪ .‬وقد تـ رفد بعض المدارس في مديريات التربية والتعميـ في عماف‬
‫وبعض المحافظات بتمؾ األعداد القميمة مف معممي الموسيقى‪ .‬وال بد لنا أف نشير‬
‫ىنا أنو وفي عاـ ‪1974‬ـ تطور عمؿ الجوقة الموسيقية في بعض مدارس األردف‪،‬‬
‫إذ أصبحت تؤدي الغناء بثبلثة أصوات‪.‬‬
‫‪ -3.5.2‬المناىج الدراسية في الفترة ‪1975‬ـ‪1987-‬ـ‬
‫في عاـ ‪1975‬ـ تسارعت خطوات التنسيؽ التربوي بيف األردف وسوريا‪،‬‬
‫حيث وضع تصور مشترؾ لممناىج والكتب المدرسية يرتكز إلى أساسيف ىما‪:‬‬
‫ضرورة تطوير العممية التربوية في البمديف إلى أفضؿ مستوى ممكف‪ ،‬وذلؾ‬
‫باالستفادة مف تجارب الدوؿ األخرى‪ ،‬وأما األساس الثاني فإنو ييدؼ إلى تحقيؽ‬
‫موحدة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الوحدة الثقافية والفكرية الشاممة بيف البمديف عف طريؽ مناىج دراسية‬
‫ولتحقيؽ ىذه الغاية قاـ فنيوف مف البمديف بتصميـ إطار خطة دراسية مشترؾ‬
‫لممرحمة اإللزامية‪ ،‬ثـ قامت لجاف فنية مشتركة بإعداد مناىج موحدة لمصفوؼ‬
‫االبتدائية‪ ،‬جرى بموجبيا تأليؼ الكتب المدرسية المشتركة لمختمؼ المباحث‪.30‬‬
‫وبحموؿ العاـ الدراسي ‪1978‬ـ – ‪1979‬ـ أضيؼ منياج الموسيقى واألناشيد‬
‫لممناىج في المدرسة المعمدانية‪ ،‬وأصبح فييا جناح يشتمؿ عمى قاعة مخصصة‬
‫لتدريب الكوراؿ والفرقة الموسيقية‪ ،‬وغرؼ أخرى لمتدريب الفردي مصممة وفؽ‬
‫أحدث التصاميـ المناسبة لمعروض الموسيقية المتطورة‪ .‬وقد كانت الراىبات ُى ّف‬
‫درسف الموسيقى في المدارس‪ ،‬كمدرسة راىبات الوردية ومدرسة راىبات‬
‫أوؿ مف َّ‬

‫‪‌-30‬حّبَ‪‌،‬عجذ‌اٌحٍّذ‪،‬انحُاة انًىسُقُت فٍ األردٌ ثًاٍَُ ػاياً (‪0970‬و‪7110 -‬و)‪ِٕ‌،‬ش‪ٛ‬ساد‌‪ٚ‬صاسح‌اٌثمبفخ‪‌،‬عّبْ‪‌،‬األسدْ‪‌،َ2008‌،‬ص‪.37‬‬

‫‪64‬‬
‫الكاثوليؾ‪ .‬وقد اعتمد برنامج التعميـ الموسيقي في تمؾ المدارس بشكؿ رئيسي عمى‬
‫غناء األناشيد الوطنية والتراتيؿ الدينية‪ ،‬إضافة إلى تقديـ بعض الدروس ذات‬
‫الطابع الخاص لفئة مف الطمبة في العزؼ عمى آلة البيانو (بشكؿ رئيسي) خارج‬
‫إطار الحصة الصفية‪ .‬ونظ اًر لخصوصية إدارة تمؾ المدارس ذات الطابع الديني فقد‬
‫أشرؼ عمى عممية التعميـ الموسيقي فييا الرىباف والراىبات مف أصحاب القدرات‬
‫الموسيقية التي تعمموىا داخؿ الكنيسة‪.31‬‬
‫وقد استمرت المجاف المشتركة بالتأليؼ حتى العاـ الدراسي ‪-1980‬‬
‫‪32‬‬
‫‪1981‬ـ‪ .‬وكاف ىنالؾ نصيب لمموسيقى في ىذه المناىج‪ ،‬حيث يذكر الشرقاوي‬
‫"بأف فريقاً مكوناً مف األستاذ حسني حريري مف سوريا‪ ،‬واألستاذ الدكتور عبد الحميد‬
‫حماـ مف األردف‪ ،‬قاـ بوضع مناىج موسيقية مشتركة لممرحمة االبتدائية ُليعمؿ بيا‬
‫في القطريف الشقيقيف‪ ،‬انسجاماً مع التنسيؽ التربوي المشترؾ بينيما‪ ،‬والذي بدأ في‬
‫عاـ ‪1976‬ـ‪ .‬وتكونت لجنة مشتركة لوضع مناىج موسيقية لممرحمة االبتدائية‪،‬‬
‫حيث وازنت المجنة بيف معطيات الموسيقى العربية واألوروبية‪ ،‬واىتمت بالتدويف‬
‫الموسيقي‪ ،‬ووازنت بيف المقامات العربية والسبللـ الغربية‪ .‬ولكف ىذه المناىج لـ‬
‫توضع موضع التنفيذ بسبب النقص الحاد في الييئة التدريسية‪ ،‬فعمدت و ازرة التربية‬
‫الموسيقية في معيد المعمميف‬
‫ّ‬ ‫في األردف إلى حؿ ىذه المشكمة بافتتاح قسـ لمتربية‬
‫في عماف‪ .‬ولكف ىذه المحاولة بقيت متعثرة ولـ تأت بنتيجة‪ ،‬لعدـ وجود كوادر مف‬
‫المعمميف المتخصصيف‪ ،‬رغـ أف المنياج احتوى عمى مساقات متنوعة مثؿ‪ :‬التاريخ‬
‫الموسيقي‪ ،‬والتذوؽ الموسيقي‪ ،‬والنظريات الموسيقية العربية واألوروبية‪ ،‬والصولفيج‬

‫‪‌- 31‬حّبَ‪‌،‬عجذاٌحٍّذ‪‌،‬انًىسُقً وانًدتًغ فٍ األردٌ‪ِ‌،‬مبي‌ِٕش‪ٛ‬س‪ِ‌،‬دٍخ‌أفىبس‪‌،‬اٌعذد‌‪ٚ‌،62‬صاسح‌اٌثمبفخ‪‌،‬عّبْ‪‌،‬األسدْ‪‌،1983‌،‬ص‪.12‬‬


‫‌‬
‫‪- 32‬اٌششلب‪ٚ‬ي‪ٔ‌،‬جًٍ‪‌،‬أحذ‌أ‪ٚ‬ائً‌خشٌدً‌شعجخ‌اٌّ‪ٛ‬عٍمى‌ِٓ‌ِع‪ٙ‬ذ‌اٌفٕ‪‌ْٛ‬اٌدٍٍّخ‌فً‌ع ّّبْ‪ِ‌،‬مبثٍخ‌شخظٍخ‪‌،‬عّبْ‪‌،‬األسدْ‪.َ2016/3/22‌،‬‬
‫‌‬

‫‪65‬‬
‫الموسيقي العربي واألوروبي‪ ،‬وضرورة التدريب عمى آلتيف موسيقيتيف إحداىما‬
‫تقميدية عربية‪ ،‬والثانية آلة البيانو أو األكورديوف‪ ،‬باإلضافة إلى الغناء العربي‬
‫والشعبي‪ ،‬وكانت مدة الدراسة في ىذا المعيد محددة بسنتيف فقط‪ ،‬وتخرجت الدفعة‬
‫األولى منو عاـ ‪1977‬ـ"‪.‬‬
‫ومف خبلؿ تتبعنا لتاريخ التعميـ الموسيقي المدرسي في األردف في ثمانينات‬
‫القرف الماضي‪ ،‬نجد أنو ومنذ منتصؼ الثمانينات مف القرف الماضي‪ ،‬بدأت جامعة‬
‫اليرموؾ برفد الكادر التعميمي لمدارس و ازرة التربية والتعميـ ومدارس التعميـ الخاص‬
‫بأعداد مف خريجي كمية الفنوف الجميمة (تخصص الموسيقى)‪ ،‬يشاركيا في ذلؾ منذ‬
‫عاـ ‪1994‬ـ األكاديمية األردنية لمموسيقى‪ ،‬تبلىما في ىذا النيج كؿ مف المعيد‬
‫الوطني لمموسيقى والجامعة األردنية‪ ،‬حيث يؤمؿ أف يكوف ليذه المؤسسات الدور‬
‫األىـ في دفع مسيرة التعميـ الموسيقي المدرسي في األردف‪.‬‬
‫‪ -4.5.2‬مرحمة التطوير التربوي األوؿ ‪1987‬ـ – ‪2006‬ـ‬
‫في عاـ ‪1987‬ـ ُشكمت لجنة و ازرية عميا لدراسة النظاـ التربوي‪ ،‬وخمصت‬
‫إلى ضرورة إجراء مراجعة شاممة واصبلح جذري لمفعاليات التربوية جميعيا‪ ،‬وفي‬
‫مقدمتيا المناىج الدراسية‪ .‬فعقد المؤتمر الوطني األوؿ لمتطوير التربوي‪ ،‬الذي دعا‬
‫إلى إعادة النظر في السمـ التعميمي‪ ،‬حيث أصبحت مدة التعميـ األساسي عشر‬
‫س نوات ومدة التعميـ الثانوي سنتاف‪ .‬كما دعا المؤتمر إلى ضرورة إعادة بناء‬
‫المناىج الدراسية‪ ،‬وتحديد أىدافيا بدقة بما يعكس حاجات الطمبة وقدراتيـ‪ ،‬ويربط‬
‫التعميـ بالمجتمع وحاجاتو التقنية ومتطمباتيا ومعطياتيا‪ ،‬وبالقيـ الروحية‬
‫حسف تعميـ الطمبة واالتصاؿ‬
‫واالجتماعية والوطنية والقومية واإلنسانية‪ ،‬وبالتالي ُي ّ‬
‫بيف أفراد المجتمع‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫‪33‬‬
‫بأف الخطوة التنفيذية األولى التي اتخذتيا و ازرة التربية‬ ‫ويذكر لنا خوري‬
‫والتعميـ‪ ،‬كانت تتمثؿ بتعديؿ قانوف التربية والتعميـ رقـ ‪ 16‬لعاـ ‪1964‬ـ‪ ،‬مف أجؿ‬
‫مواكبة التغيرات السريعة في مختمؼ المجاالت التي حدثت في المجتمع األردني‪،‬‬
‫فشكمت لجنة متخصصة لوضع قانوف جديد لمتربية والتعميـ تكممت أعماليا بصدور‬
‫قانوف التربية والتعميـ رقـ ‪ 27‬لعاـ ‪1988‬ـ‪ .‬وقد حدد القانوف الجديد مرتكزات‬
‫السياسة التربوية بأبعادىا الفكرية واالجتماعية والوطنية والقومية‪ ،‬كما حددت فيو‬
‫المبادئ الفمسفية لمتربية وأىدافيا في األردف؛ كما حدد القانوف األىداؼ الخاصة‬
‫والكفايات التي تجعؿ الطالب قاد اًر عمى أف يتذوؽ الجوانب الجمالية في الفنوف‬
‫ويعبر عف مواىبو وقدراتو وجوانب اإلبداع لديو‪.‬‬
‫ويعبر عف ميولو الفنية‪ّ ،‬‬
‫المختمفة ّ‬
‫‪34‬‬
‫في مقابمة شخصية أجريناىا معو‪ ،‬بأف‬ ‫وفي ذات السياؽ يذكر الطوباسي‬
‫" و ازرة التربية والتعميـ األردنية سعت إلى بمورة حؿ لمشكمة التعميـ الموسيقي‬
‫المدرسي في األردف‪ ،‬حيث جاءت الخطوة التنفيذية التي اتخذتيا الو ازرة مف خبلؿ‬
‫تشكيؿ فرؽ وطنية إلعداد الخطوط العريضة والمناىج لممباحث الدراسية في مرحمة‬
‫التعميـ األساسي‪ ،‬والتي وافؽ عمييا مجمس التربية والتعميـ بتاريخ ‪1988/3/9‬ـ‪.‬‬
‫فتشكؿ الفريؽ الوطني إلعداد الخطوط العريضة لمبحث الموسيقى واألناشيد‪ ،‬وقد‬
‫أقر مجمس التربية والتعميـ في جمستو ذات الرقـ ‪ 13‬بتاريخ ‪1990/10/3‬ـ منياج‬
‫الموسيقى واألناشيد لمرحمة التعميـ األساسي"‪.‬‬
‫ويذكر الطوباسي في ذات المقابمة أف المؤتمر األوؿ لمتطوير التربوي الذي‬
‫عقد عاـ ‪1987‬ـ قد صاغ العديد مف التوصيات التي تمخضت عف قياـ الفريؽ‬

‫‪‌–‌33‬خ‪ٛ‬سي‪‌،‬عبًِ‪‌،‬أحذ‌اٌجبحثٍٓ‌فً‌ِدبي‌اٌزشثٍخ‌اٌّ‪ٛ‬عٍمٍخ‌فً‌األسدْ‪ِ‌،‬مبثٍخ‌شخظٍخ‌أخشٌٕب٘ب‌ِعٗ‪‌،‬عّبْ‪‌،‬األسدْ‪.َ2016\6\21‌،‬‬
‫‪‌-‌34‬اٌط‪ٛ‬ثبعً‪ِ‌،‬مبثٍخ‌شخظٍخ‪ِ‌،‬شخع‌عبثك‪‌ .َ2016/6/20‌،‬‬

‫‪67‬‬
‫الوطني بإعداد منياج الموسيقى واألناشيد في مدارس المممكة في العاـ الدراسي‬
‫‪1997-1996‬ـ والمشار إليو في النشرات الصادرة باسـ منياج الموسيقى واألناشيد‬
‫(‪ ،)1996،1991‬وذلؾ بموجب القرار الصادر عف مجمس التربية والتعميـ في و ازرة‬
‫التربية والتعميـ األردنية‪ ،‬في ق ارره رقـ ‪ 90/26‬الذي اتخذه في جمستو رقـ ‪13‬‬
‫المنعقدة بتاريخ ‪1990/10/3‬ـ المشار إلييا آنفاً‪.‬‬
‫‪35‬‬
‫أنو وفي ىذه الفترة تبدو الحاجة ماسة‬ ‫وفي ذات السياؽ ذكر لنا غوانمو‬
‫إلى فحص المخرجات التربوية وتقويميا لموقوؼ عمى مستوى نوعيتيا‪ ،‬وفحص‬
‫العبلقات بينيا وبيف المدخبلت‪ ،‬مما يتيح تحديد أنواع التغيرات التي يجب إحداثيا‬
‫في المدخبلت والعمميات ألجؿ االرتقاء بالمخرجات التربوية‪ ،‬ويعني ذلؾ أف‬
‫التي‬ ‫التطوير التربوي يجب أف يخضع لمراقبة دورية مستمرة لآلثار والنتائج‬
‫يحدثيا‪ ،‬وأف يتـ إحداث التعديبلت البلزمة عمييا وعمى السياسات التربوية المرافقة‬
‫لو حتى تأتي آ ارؤه ونتائجو متوافقة مع األىداؼ الوطنية التي اجتمع عمييا النظاـ‬
‫التربوي‪.‬‬
‫وانطبلقاً مف مبدأ مراقبة آثار التطوير التربوي وتعديمو تبعاً لذلؾ‪ ،‬قاـ‬
‫المركز الوطني لتنمية الموارد البشرية‪ ،‬وبالتعاوف مع و ازرة التربية والتعميـ‪ ،‬بإجراء‬
‫سمسمة مف الدراسات في إطار مشروع بحثي متعدد المراحؿ ىو "مراقبة وتقويـ‬
‫األداء المدرسي"‪ ،‬حيث ُنفذت المرحمة األولى عاـ ‪1993‬ـ عمى الصفوؼ ‪ :‬الرابع‪،‬‬
‫والخامس‪ ،‬الثامف؛ والمرحمة الثانية عاـ ‪1995‬ـ عمى الصفيف الرابع والثامف؛ وأما‬
‫المرحمة الثالثة فقد كانت عاـ ‪1998‬ـ عمى الصؼ الرابع األساسي‪.‬‬

‫‪‌ - ‌ 35‬غ‪ٛ‬أّٗ‪ِ‌ ،‬حّذ‪‌ ،‬خجٍش ‌فً ‌ِٕ‪ٙ‬بج ‌اٌّ‪ٛ‬عٍمى ‌‪ٚ‬األٔبشٍذ ‌فً ‌األسدْ ‌‪ٚ‬سئٍظ ‌ٌدٕخ ‌اإلششاف ‌عٍى ‌رأٌٍفٗ‪ِ‌ ،‬مبثٍخ ‌شخظٍخ‪‌ ،‬ع ّّبْ‪‌ ،‬األسدْ‪‌،‬‬
‫‪.َ2016/3/25‬‬

‫‪68‬‬
‫وارتأت و ازرة التربية والتعميـ فيما بعد تأليؼ كتاب الطالب ودليؿ المعمـ‬
‫لمبحث الموسيقى واألناشيد لمصفوؼ الخمسة األولى‪ ،‬والتي أسندت ميمة تأليفيا‬
‫لممعيد الوطني لمموسيقى التابع لمؤسسة نور الحسيف‪ ،‬وكاف ذلؾ عاـ ‪1996‬ـ‪،‬‬
‫حيث كانت البداية مع إنجاز تأليؼ منياج الصؼ األوؿ األساسي الذي ُشرع‬
‫بتدريسو في جميع مدارس المممكة في العاـ الدراسي ‪1996‬ـ‪1997-‬ـ‪ ،‬وقد أعيدت‬
‫طباعتو في السنوات ‪1997‬ـ‪2000 ،‬ـ‪2006 ،‬ـ‪.‬‬
‫وفيما بعد‪ ،‬وتحديداً في عاـ ‪1997‬ـ أنجزت عممية تأليؼ منياج الصؼ‬
‫الثاني األساسي والذي بدأ تدريسو في العاـ الدراسي ‪1997‬ـ‪1998-‬ـ‪ ،‬وقد أعيدت‬
‫طباعتو في السنوات ‪1998‬ـ‪2000 ،‬ـ‪2006 ،‬ـ‪ ،‬وصوالً إلى منياج الصؼ‬
‫الثالث األساسي الذي أنجز تأليفو عاـ ‪1998‬ـ وقد بدأت عممية تدريسو في العاـ‬
‫الدراسي ‪1999‬ـ ‪2000 -‬ـ‪ ،‬وقد أعيدت طباعتو في عاـ ‪2006‬ـ‪ .‬ومع تطور‬
‫الوقت تـ تأليؼ مناىج خاصة لمصفوؼ مف الرابع ولغاية السادس حيث تـ تدريس‬
‫منياج الصؼ الرابع خبلؿ العاـ الدراسي ‪2002‬ـ ‪2003 -‬ـ‪ ،‬والصؼ الخامس‬
‫‪2003‬ـ ‪2004 -‬ـ‪ ،‬والصؼ السادس ‪2004‬ـ ‪2005 -‬ـ؛ ومف ثـ تباعاً حتى‬
‫الوصوؿ إلى الصؼ العاشر‪.‬‬
‫وال بد أف نشير ىنا أف ميمة تأليؼ منياج الموسيقى واألناشيد لمصفوؼ‬
‫مف السادس األساسي وحتى العاشر األساسي قد أسندت إلى األكاديمية األردنية‬
‫لمموسيقى‪ ،‬حيث تـ تأليؼ ىذا المنياج بداية عاـ ‪2006‬ـ وتـ البدء بتدريسو ابتداء‬
‫مف العاـ الدراسي ‪2006‬ـ‪2007-‬ـ‪ ،‬مع مبلحظة أف منياج الموسيقى واألناشيد‬
‫لمصفوؼ مف (‪ )10-1‬لـ ُيطبؽ فعمياً في مجمؿ مدارس األردف‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫وايماناً مف الو ازرة بأف المعمـ ىو أساس النجاح ألي مشروع تطوير تربوي‪،‬‬
‫فقد عقدت الو ازرة دورات تدريبية لمعممي ومعممات الموسيقى واألناشيد ىدفت مف‬
‫خبلليا تعميـ ىؤالء المعمميف طرؽ التدريس الحديثة‪ ،‬ومعرفة األصوات واإليقاعات‬
‫واألنغاـ والسمـ الموسيقي‪ .‬وقد استخدمت الو ازرة العديد مف الوسائؿ واألساليب‬
‫لتدريب ىؤالء المعمميف منيا كتاب الطالب‪ ،‬دليؿ المعمـ‪ ،‬األشرطة المقررة‪ ،‬وكافة‬
‫األجيزة المساعدة كالتمفاز والفيديو والمسجبلت وأجيزة العرض الفوتوغرافي‪،‬‬
‫باإلضافة إلى مختمؼ اآلالت الموسيقية التي ليا عبلقة بالتدريب‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫‪ -5.5.2‬تطوير المناىج وفؽ اقتصاد المعرفة‬
‫‪37‬‬
‫أنو في عاـ ‪2006‬ـ بدأت و ازرة التربية والتعميـ‬ ‫يذكر لنا غوانمو‬
‫األردنية مشروع تطوير المناىج وفؽ اقتصاد المعرفة‪ ،‬وقد شمؿ التطوير المباحث‬
‫الدراسية جميعيا‪ ،‬ومنيا مبحث الموسيقى واألناشيد‪ ،‬إذ تـ اختيار فريؽ مف‬
‫المعمميف لوضع اإلطار العاـ لمنياج الموسيقى واألناشيد‪ ،‬تبله وضع النتاجات‬
‫العامة والخاصة لمرحمتي التعميـ األساسي والثانوي لممبحث بإشراؼ نخبة مف‬
‫األساتذة الجامعييف الموسيقييف ذوي الخبرة في تأليؼ المناىج واإلشراؼ عمى‬
‫تأليفيا‪ .‬ومف ثـ تـ اختيار فريؽ مف معممي الموسيقى لتأليؼ منياج الموسيقى‬
‫واألناشيد المطور وفؽ اقتصاد المعرفة بإشراؼ خبير لممبحث‪ .‬فقد تـ تحديد‬
‫الموضوعات المقترحة لمصفوؼ األربعة األولى وفؽ مصفوفة مدى وتتابع واضحة‪،‬‬
‫وبوشر بتأليؼ الوحدات الدراسية في ضوء تمؾ المصفوفة‪ ،‬فبدأ واضحاً أف ىناؾ‬

‫‪‌–‌ 36‬الزظبد‌اٌّعشفخ‪‌ٛ٘‌:‬أُ٘‌ِحشوبد‌اٌزمذَ‌‪ٚ‬اٌزط‪ٛ‬س‌فً‌اٌّدزّعبد‌اإلٔغبٍٔخ‌حبٌٍبً‪ٌٚ‌،‬عشف‌عٍى‌أٔٗ‌االلزظبد‌اٌزي‌رحمك‌فٍٗ‌اٌّعشفخ ‌اٌدضء‌‬


‫األعظُ‌ِٓ‌اٌمٍُ‌اٌّضبفخ‪.‬‬
‫‪‌ –‌ 37‬غ‪ٛ‬أّخ‪ِ‌ ،‬حّذ‪‌ ،‬انتدربت األردَُت فٍ تأنُف يُاهح انتربُت انًىسُقُت‪‌ ،‬ثحش ‌ِٕش‪ٛ‬س‪ِ‌ ،‬ؤرّش ‌اٌزشثٍخ ‌اٌّ‪ٛ‬عٍمٍخ ‌فً ‌اٌّذاسط ‌فً ‌اٌذ‪ٚ‬ي‌‬
‫اٌعشثٍخ‪‌،‬وٍٍخ‌اٌّ‪ٛ‬عٍمى‪‌،‬خبِعخ‌اٌش‪ٚ‬ذ‌اٌمذط‪‌،‬اٌىغٍٍه‪ٌ‌،‬جٕبْ‪‌،َ2011‌،‬ص‪‌ .165-164‬‬

‫‪70‬‬
‫فروقاً كثيرة بيف المنياج القديـ والمنياج المطور وفؽ اقتصاد المعرفة تجمت في‬
‫جوانب متعددة‪ ،‬فإذا كاف الطالب وفؽ النظرة القديمة لممنياج متمقياً لممعمومة وال‬
‫يشارؾ في البحث عنيا‪ ،‬فإف المطموب أف يصبح ىذا الطالب وفؽ النظرة الحديثة‬
‫لممنياج باحثاً صغي اًر يبحث عف المعمومة ويمحصيا ويستفسر عنيا وفؽ أسس‬

‫تربوية حديثة‪ ،‬وأف يصبح دور المعمـ مفس اًر لممنياج ومسيبلً وميس اًر وموضحاً‬
‫وموجياً‪ ،‬ويضيؼ غوانمو أف ثمة فوارؽ أصبحت بيف النظريتيف‪ ،‬مف أىميا‪:‬‬
‫‪ .1‬تغيير دور كؿ مف المعمـ والطالب‪.‬‬
‫‪ .2‬إدخاؿ الجانب التكنولوجي في العممية التعميمية‪ ،‬حيث تتوافر معمومات كثيرة‬
‫حوؿ الموضوع الواحد‪ ،‬وأصبح باب العمـ واسعاً‪ ،‬كما أف تحصيؿ المعمومة أصبح‬
‫سيبلً وميس اًر‪.‬‬
‫‪.3‬الطالب وفؽ النظرة الجديدة لممنياج ىو محور العممية التعميمية والتعممية‪ ،‬وقد‬
‫كاف ىذا الطالب قديماً يتمقى المعمومات وليس لو دور في المشاركة وال في اختيار‬
‫المعمومة التي تناسب مستواه وميولو‪ ،‬بينما المطموب حديثاً أف يشارؾ الطالب‬
‫ويختار‪ ،‬وىو عنصر فعاؿ في العممية التعميمية‪.‬‬
‫‪ .4‬تعزيز دور المعمـ في جوانب مختمفة ليصبح قاد اًر عمى مواكبة التطور العممي‬
‫الواسع‪ ،‬وذلؾ لتطوير نفسو‪ ،‬وبخاصة عبر التدريب في أثناء الخدمة مف خبلؿ‬
‫دورات تدريبية في مجاؿ تطوير فكره عممياً وتربوياً ومينياً‪.‬‬
‫ومف الجدير بالذكر ىنا أف عممية تطوير منياج الموسيقى واألناشيد وفؽ‬
‫المعطيات الحديثة ليذا العصر لـ تستمر‪ ،‬إذ أنيا المجنة المكمفة بذلؾ قد توقفت‬
‫عف العمؿ لغاية اآلف‪ ،‬األمر الذي أدى إلى بقاء منياج الموسيقى واألناشيد عمى‬
‫حالو دوف أي تطوير ُيذكر‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫‪ -6.1‬المعممون القائمون عمى تدريس الموسيقى في األردن وطرائق إعدادىم‬
‫إف نجاح عممية تدريس منياج الموسيقى واألناشيد في األردف يتطمب توفير‬
‫مجموعػػة مػػف العناصػػر البلزمػػة لتنفيػػذه وتحقيػػؽ أىدافػػو لعػػؿ مػػف أىميػػا المعمػػـ الػػذي‬
‫يقوـ عمى تدريس ذلؾ المنياج‪ ،‬حيث يعتبر المعمـ ىو الشػخص القػادر عمػى تفسػير‬
‫المنيػػاج وتسػػييمو وتوضػػيحو لمطمبػػة‪ ،‬وىػػو القػػادر عمػػى الكشػػؼ عػػف مواىػػب الطمبػػة‬
‫الموسيقية وصقميا حتى يصؿ بيذه المواىب إلى طريؽ اإلبداع‪ ،‬وىػو المسػؤوؿ عػف‬
‫إظيار أنشطة المدرسة واخراجيا بأسموب جميؿ‪ ،‬كما أنو القادر عمى إدخاؿ السرور‬
‫إل ػ ػػى قم ػ ػػوب الطمب ػ ػػة وبخاص ػ ػػة م ػ ػػف خ ػ ػػبلؿ م ػ ػػدارس المممك ػ ػػة نش ػ ػػاطو ف ػ ػػي الط ػ ػػابور‬
‫الصباحي‪ ،‬والحفبلت المدرسية والمسابقات الموسيقية وغيرىا مف المناسبات‪.‬‬
‫إف معمػػـ الموسػػيقى الػػذي ينفػػذ المنيػػاج الموسػػيقي ىػػو الػػذي يختػػار الوسػػائؿ‬
‫التعميمية واألساليب المناسبة لمتدريس ليؤدي الغرض المرجػو مػف ذلػؾ المنيػاج‪ ،‬مػف‬
‫خبلؿ التأثير في التبلميذ مف ناحية موسػيقية"‪ ،‬وىػو يمثّػؿ أىػـ الركػائز فػي األنشػطة‬
‫المدرسية لما لو مف دور ميـ في حياة التبلميذ‪ ،‬فيو مف يحتؾ بيػـ مػف أجػؿ تفعيػؿ‬
‫مسػػارىـ الموسػػيقي‪ ،‬كمػػا أف الطمبػػة يعتبرونػػو المثػػؿ األعمػػى ليػػـ فػػي ىػػذا الجانػػب‪،‬‬
‫وعبلقتػو بيػـ تػؤثر فػي حيػػاتيـ وفػي بنػاء شخصػياتيـ‪ ،‬واألىػػـ مػف ذلػؾ أنػو المصػػدر‬
‫الذي يزودىـ بالمعمومات الفنية الموسيقية‪ ،‬وينمي ويصقؿ قدراتيـ الموسيقية‪.‬‬
‫ومف الضروري التوضيح ىنا بأف ىناؾ فئتيف مف المعمميف يقومػوف بتػدريس‬
‫منياج الموسيقى واألناشيد في مدارس األردف‪ ،‬حيث تقوـ الفئة األولػى بتػدريس ذلػؾ‬
‫المنيػػاج لمصػػفوؼ الثبلثػػة األولػػى فػػي األردف (األوؿ والثػػاني والثالػػث)‪ ،‬وى ػؤالء ىػػـ‬
‫"معمّمو الصؼ" الػذيف يحممػوف درجػة عمميػة فػي تخصػص معمػـ الصػؼ‪ ،‬فيمػا تعنػى‬
‫الفئ ػػة الثاني ػػة بت ػػدريس ذل ػػؾ المني ػػاج لمص ػػفوؼ م ػػف ال ارب ػػع األساس ػػي وحت ػػى العاش ػػر‬

‫‪72‬‬
‫األساسي‪ ،‬وىذه الفئة ىي معممو الموسيقى الذيف يحمموف درجة عممية في تخصص‬
‫الموسػػيقى مػػف المعاىػػد والجامعػػات التػػي تمػػنح الػػدرجات العمميػػة فػػي الموسػػيقى فػػي‬
‫األردف‪.‬‬
‫فمعمـ الصؼ لو الدور الرئيسي واألساسي في عممية التعميـ‪ ،‬خاصة أنو‬
‫يعنى بتنشئة جيبلً مبتدأ في مرحمة ىامة‪ ،‬لذا عميو أف يييئ الوسائؿ المساعدة في‬
‫توجيو شخصية الطفؿ ونفسيتو‪ .‬و يقوـ معمـ الصؼ كذلؾ بتنمية وتيذيب ذوؽ‬
‫األطفاؿ واالرتقاء بمستوى ثقافتو ومساعدتيـ عمى التفوؽ الدراسي عف طريؽ ارتباط‬
‫منياج الموسيقى واألناشيد بالمناىج الدراسية األخرى والتحصيؿ الدراسي بيا‪.‬‬
‫ولما يتمتع بو معمـ الصؼ مف أىمية بالغة في مجاؿ تدريسو لمنياج‬
‫الموسيقى واألناشيد لطمبة الصفوؼ الثبلثة األولى‪ ،‬فقد بدأ تفعيؿ برنامج الدبموـ‬
‫الميني في التربية الموسيقية عاـ ‪2007‬ـ‪ ،‬وقد استمر لسنتيف ومف تـ تقرر إيقافو‬
‫ٍ‬
‫ألسباب إدارية‪ .‬وقد ُحصر تدريس ىذا البرنامج بقسـ الفنوف الموسيقية في كمية‬
‫الفنوف والتصميـ في الجامعة األردنية‪ ،‬وقد كاف يحتوي عمى عدد مف المساقات‬
‫النظرية والعممية التي تساىـ في مساعدة معمـ الصؼ عمى القياـ بتدريس منياج‬
‫الموسيقى واألناشيد لطمبة الصفوؼ الثبلثة األولى‪.‬‬
‫وال بد مف اإلشارة إلى أف رسالة المعمميف في مجاؿ تدريس الموسيقى‬
‫واألناشيد تختمؼ شكبلً ومضموناً لدى غيرىـ مف المعمميف‪ ،‬واف اتفقت معيـ في‬
‫المتطمبات األساسية لمينة التعميـ‪ ،‬حيث يرتبط منياج الموسيقى واألناشيد باليوية‬
‫الثقافية لممجتمع لما يتميز بو مف خصوصيات ذاتية‪ ،‬وكاف ذلؾ منطمقاً لبلىتماـ‬
‫بالمعمميف القائميف عمى تدريس ىذا المنياج‪ ،‬فأعدت ليـ البرامج‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫تدريبيـ قبؿ وبعد التخرج ليواكبوا مختمؼ التغيرات‪ ،‬لذا ال بد مف تحقيؽ شروط‬

‫‪73‬‬
‫تتوافر فييـ تشتمؿ عمى مجاالت المعرفة والفيـ والميارات العقمية والعممية مع‬
‫تطوير وتحديث لطرؽ وأساليب المعمـ لمواكبة التطورات العممية والتكنولوجية‬
‫المعاصرة‪.‬‬
‫ل ػػذا ك ػػاف م ػػف الض ػػروري أف الح ػػديث ف ػػي ى ػػذا الكت ػػاب ع ػػف ى ػػذه الفئ ػػة م ػػف‬
‫المعمم ػػيف‪ ،‬بي ػػدؼ الوق ػػوؼ عم ػػى احتياج ػػاتيـ وط ارئ ػػؽ إع ػػدادىـ‪ ،‬والص ػػعوبات الت ػػي‬
‫تػواجييـ بيػػدؼ الوصػػوؿ إلػى حمػػوؿ منطقيػػة تسػيـ فػػي إنجػػاح عمميػة تػػدريس منيػػاج‬
‫الموسيقى واألناشيد بكؿ كفاءة واقتػدار‪ ،‬باإلضػافة إلػى تحقيػؽ األىػداؼ المرجػوة مػف‬
‫تطبيؽ ىذا المنياج بالصورة األمثؿ‪.‬‬
‫‪38‬‬
‫‪ -..6.1‬خصائص المعممين القائمين عمى تدريس الموسيقى في األردن‬

‫عنصر ميماً‬
‫اً‬ ‫يعد المعمموف القائموف عمى تدريس منياج الموسيقى واألناشيد‬
‫في العممية التربوية فيـ الذيف يكشفوف ميوؿ الطمبة وحاجاتيـ ومعارفيـ ومياراتيـ‪،‬‬
‫لذا ال بد مف أف تتوافر لدى ىؤالء المعمميف خصائص وصفات وميارات عممية‬
‫وفنية يمكف أف نجمميا عمى النحو اآلتي‪:‬‬
‫‪ -1.1.6.2‬الخصائص الشخصية‬
‫‪ -‬قدوة لمطمبة‪:‬‬
‫لممعمميف القائميف عمى تدريس منياج الموسيقى واألناشيد دور ىاـ في‬
‫عممية التعميـ‪ ،‬حيث تقع عمى عاتقيـ مسؤولية تربية النشء‪ ،‬لذا عمييـ أف يتحمّوا‬
‫بالعديد مف الصفات الشخصية‪ .‬فالقدرات األدائية تختمؼ مف معمـ إلى آخر‪ ،‬وذلؾ‬
‫تبعاً الختبلؼ الخصائص الشخصية لكؿ منيـ‪ ،‬فيـ كغيرىـ مف المعمميف يجب أف‬

‫‪ٌٍّ‌‌–‌38‬ضٌذ‌ِٓ‌اٌّعٍ‪ِٛ‬بد‌ح‪ٛ‬ي‌خظبئض‌ِعًٍّ‌اٌّ‪ٛ‬عٍمى‌فً‌األ{دْ‪‌،‬أٔظش‪‌:‬عٍ‪ٛ‬اْ‪‌،‬سائذح‪‌،‬انصىباث انتٍ تىاخه يؼهى انًىسُقً فٍ األردٌ‪‌،‬‬


‫سعبٌخ‌ِبخغزٍش‌غٍش‌ِٕش‪ٛ‬سح‪‌،‬وٍٍخ‌اٌفٕ‪‌ْٛ‬اٌدٍٍّخ‪‌،‬خبِعخ‌اٌٍشِ‪ٛ‬ن‪‌،‬إسثذ‪‌،‬األسدْ‪‌،َ2007‌،‬ص‪.37-35‬‬

‫‪74‬‬
‫يمتمكوا صفات شخصية‪ ،‬كأف يحافظوا عمى نظافتيـ العامة‪ ،‬وأف يظيروا بمظير‬
‫مقبوؿ‪ ،‬ويحترموا المواعيد‪ ،‬ويتحمّوا بالصفات الحميدة‪( ،‬كالصدؽ واألمانة)‪ ،‬وأف‬
‫يكونوا سريعي البديية‪ ،‬ومتزنيف في تصرفاتيـ‪ ،‬وأف يضفوا جواً مريحاً عمى التبلميذ‪،‬‬
‫حبيـ لعمميـ‪ ،‬مما ينعكس عمى إقباؿ الطمبة عمى منياج الموسيقى‬
‫باإلضافة إلى ّ‬
‫واألناشيد بحب وشغؼ واىتماـ كبير‪ ،‬وكؿ ذلؾ يعتبر ضرورياً لتحقيؽ أىداؼ ذلؾ‬
‫المنياج‪.‬‬
‫‪ -‬قوة الشخصية‪:‬‬
‫إف قوة الشخصية صفة مف صفات المعمـ الناجح الذي يقوـ عمى تدريس‬
‫منياج الموسيقى واألناشيد‪ ،‬والتي تتمثؿ بأف يحسف التصرؼ‪ ،‬وأف يتصؼ سموكو‬
‫باليدوء واليقظة‪ ،‬وأف يحرص عمى أف يكوف محبوباً مف الطبلب والزمبلء‪ ،‬وأف‬
‫يجيد التخاطب والتعامؿ مع جميع األفراد داخؿ وخارج المدرسة‪.‬‬
‫‪ -‬الصوت المعبر‪:‬‬
‫التعبير الصوتي وجماؿ الصوت مف أىـ أركاف التدريس الناجح‪ ،‬وقيمتو‬
‫تزداد في تدريس الموسيقى‪ ،‬وليس المقصود بالتعبير الصوتي ىنا فقط بالغناء‪ ،‬بؿ‬
‫المقصود ىو القدرة عمى تغيير نبرات طبقة الصوت أثناء الشرح حتى ال يشعر‬
‫نظر العتماد المعمـ الذي‬
‫الطالب بالممؿ مف الصوت الصادر عمى وتيرة واحدة‪ .‬و اً‬
‫يقوـ عمى تدريس منياج الموسيقى واألناشيد عمى صوتو في الشرح وتوجيو‬
‫عب اًر في إلقائو‬
‫المبلحظة والقاء األسئمة واإلرشاد‪ ،‬فأف األمر يتطمب منو أف يكوف ُم ّ‬
‫بصورة طيبة غير ُم َنفرة لآلذاف‪ ،‬مما تجذب انتباه الطبلب لمشرح‪ ،‬وىذا التعبير‬
‫الصوتي يمكف اكتسابو بالترتيب المنظـ عمى فف اإللقاء‪ ،‬بحيث يكوف الصادر مف‬
‫جياز التعميؽ متدرجاً بيف القوة والمّيف حسب سياؽ التعبير المغوي‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫‪ -‬التعبير بمالمح الوجو‪:‬‬
‫القدرة عمى التعبير بمبلمح الوجو أثناء الحديث في الوسائؿ الضرورية في‬
‫مخاطبة األطفاؿ بصفة عامة وفي دروس الموسيقى بصفة خاصة‪ ،‬ويعتبر ىذا‬
‫كمبلً ألسموب التعبير الصوتي‪ .‬والمدرس الناجح يواجو التبلميذ بالود‬
‫التعبير ُم ّ‬
‫ٍ‬
‫وبوجو غير عابس‪ ،‬وليس معنى ذلؾ أنو يسرؼ في تدليؿ‬ ‫الصادؽ والعطؼ عمييـ‬
‫التبلميذ أو يتكمؼ في التعبير الصوتي أو بمبلمح الوجو بتقميد نبرة صوت األطفاؿ‬
‫فعميو أف يختمؼ طبقاتو الصوتية بمسافة أكتاؼ حتى يقترب بيف الطبقتيف‪.‬‬
‫‪ -‬القدرة عمى ضبط النفس‪:‬‬
‫المدرس الناجح لو القدرة عمى ضبط النفس وحسف التصرؼ والمياقة في‬
‫اتخاذ القرار المناسب دوف تردد‪ .‬وا ّف أسموب التعامؿ مع التبلميذ ال بد مف أف‬
‫يكوف قائما عمى االحتراـ المتبادؿ بيف طرفي العممية (المعمـ والتمميذ)‪ ،‬ولذلؾ مف‬
‫واجب المعمـ أف يحترـ شخصية التمميذ وعقمو مما ينعكس عمى إقباؿ التبلميذ عمى‬
‫المادة العممية بحب وشغؼ واىتماـ كبير‪.‬‬
‫والمعمـ الذي يقوـ عمى تدريس منياج الموسيقى واألناشيد في عيدنا الحاضر‬
‫مثقؼ وممـ بأصوؿ مادتو العممية وطرؽ تدريبيا‪ ،‬دارساً لعمـ النفس وتربية الطفولة‪،‬‬
‫األمر الذي يحتـ عميو أف يكوف ممماً بأحدث طرؽ التدريس في مادتو‪ ،‬وبأصوؿ‬
‫ومبتكر في مادتو‪ ،‬ولديو القدرة عمى‬
‫اً‬ ‫التربية العامة ومراحؿ النمو النفسي لمتبلميذ‪،‬‬
‫ومبتكر في تصميـ وسائؿ اإليضاح‪.‬‬
‫اً‬ ‫تنمية قدرات التبلميذ واستعداداتيـ الفنية‪،‬‬
‫‪ -‬التعاون مع الزمالء‪:‬‬
‫مف المطموب مف المعمـ الذي يقوـ عمى تدريس منياج الموسيقى واألناشيد‬
‫أف يكوف متعاوناً مع الزمبلء القائميف بالتدريس بالمدرسة حتى يتمكف مف معالجة‬

‫‪76‬‬
‫صعوبات التعميـ التي تتعرض العممية سواء األصحاء أو المعاقيف أو االنطوائييف‬
‫والتعاوف مع الزمبلء يتح الفرص لمتربية الموسيقية في تحقيؽ وحدة المناىج‬
‫وتكامميا‪ ،‬حيث تمعب التربية الموسيقية بما ليا مف إمكانيات وأنشطة دو اًر كبي اًر في‬
‫تقريب المفاىيـ العممية إلى أذىاف التبلميذ مما يحقؽ التكامؿ في المناىج الدراسية‪.‬‬
‫‪ -2.1.6.2‬الخصائص التربوية‬
‫المعمموف القائموف عمى تدريس منياج الموسيقى واألناشيد يقوموف بتيذيب‬
‫ذوؽ األطفاؿ واالرتقاء بمستوى ثقافتيـ ومساعدتيـ عمى التفوؽ الدراسي عف طريؽ‬
‫ارتباط مادة التربية الموسيقية بالمواد الدراسية األخرى والتحصيؿ الدراسي بيا‪.‬‬
‫ويجب أف يتوافر في ىؤالء المعمميف مجموعة مف الخصائص التربوية‪،‬‬
‫منيا أف يكونوا قادريف عمى توظيؼ المعمومة كأف يربطوىا بحياة التبلميذ وبيئتيـ‬
‫ومشكبلتيـ‪ ،‬وأف يربطوا بيف مادتو والمواد األخرى‪ ،‬وأف يراعوا كذلؾ الفروؽ الفردية‬

‫بيف التبلميذ‪ ،‬وعدـ الفصؿ بيف الجانب العممي والنظري في التدريس‪ ،‬وعمييـ أيضاً‬
‫أف يساعدوا التبلميذ عمى التفكير العممي مع التنويع في طرؽ التدريس حتى ال يم ّؿ‬
‫التبلميذ‪ ،‬وأف ييتموا باستخداـ الوسائؿ التعميمية‪ ،‬وكذلؾ استخداـ أكثر مف وسيمة‬
‫لمتقويـ‪.‬‬
‫‪ -3.1.6.2‬الخصائص االجتماعية‬
‫يجب أف يتوفر في المعمميف القائميف عمى تدريس منياج الموسيقى‬
‫واألناشيد مجموعة مف الخصائص االجتماعية‪ ،‬كأف يتعرفوا عمى المشكبلت التي‬
‫يعاني منيا الطمبة‪ ،‬وأف يساعدوىـ عمى حميا‪ ،‬وأف يحرصوا عمى وجود العبلقات‬
‫الطيبة بينيـ وبيف أسرة المدرسة‪ ،‬وأف يشاركوا التبلميذ في القياـ بالرحبلت خارج‬
‫المدرسة‪ ،‬وأف يساعدوىـ في نشاطيـ المدرسي‪ ،‬وأف يوفروا روح التعاوف بيف‬

‫‪77‬‬
‫التبلميذ مف الناحيتيف االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬وأف ييتموا بمجالس اآلباء مف‬
‫خبلؿ المواظبة عمى حضورىا‪ ،‬باإلضافة إلى حرصيـ عمى التعرؼ عمى أولياء‬
‫األمور‪.‬‬
‫‪ -4.1.6.2‬الخصائص الموسيقية‪:‬‬
‫المعمـ الذي يقوـ عمى تدريس منياج الموسيقى واألناشيد يجب أف يكوف في‬
‫متخصصاً في مجالي الغناء والعزؼ‪ ،‬ومتمكناً مف عزؼ وغناء‬
‫ّ‬ ‫بداية األمر معمماً‬
‫األلحاف واألغاني المتصمة بمراحؿ الطفولة والحياة المدرسية‪ ،‬ويجيد عزؼ وغناء‬
‫در عمى‬
‫كافة التماريف المطروحة في منياج الموسيقى واألناشيد‪ ،‬وأف يكوف قا اً‬
‫العزؼ أكثر مف آلة موسيقية‪ ،‬وخصوصاً فيما يتعمؽ باآلالت الموسيقية المدرسية‬
‫التي تتطمبيا عممية تطبيؽ مجالي العزؼ والغناء في المناىج‪.‬‬

‫وأف يكوف المعمـ ممماً بالتراث العربي حتى يكوف ناقبلً لمتراث حافظاً‬
‫لمحضارة العربية وتقاليد المجتمع‪ ،‬وممماً باأللحاف العالمية المشيورة‪ ،‬وقصص وحياة‬
‫المؤلفيف العالميف القومييف‪ ،‬باإلضافة إلى ضرورة أف تكوف لديو القدرة عمى تشكيؿ‬
‫الفرؽ المدرسية وقيادتيا مف خبلؿ استخداـ آالت موسيقية مختمفة ومتنوعة يستطيع‬
‫مف خبلليا إشراؾ أكبر عدد ممكف مف الطمبة‪ .‬وبالتأكيد تأتي قدرة المعمـ عمى قيادة‬
‫الفرؽ الموسيقية مف خبلؿ الموىبة وتنميتيا عف طريؽ الممارسة واإللماـ بوظائؼ‬
‫اآلالت الموسيقية‪ ،‬وكذلؾ معرفة األوزاف الموسيقية‪.‬‬
‫كما أف عمى المعمـ الذي يقوـ عمى تدريس منياج الموسيقى واألناشيد أف‬
‫قادر عمى االرتجاؿ الموسيقي لناحيتي الغناء والعزؼ‪ ،‬وتدويف وقراءة األشكاؿ‬
‫يكوف اً‬
‫الموسيقية في مدونات األلحاف واألغاني بتنوعيا‪ ،‬ويراعي القيـ الدينية والقومية‬
‫والوطنية في كافة األعماؿ الموسيقية التي يقدميا لمطمبة‪ ،‬ويسعى كذلؾ إلى توظيؼ‬

‫‪78‬‬
‫الموسيقى في خدمة المباحث الدراسية األخرى (تمحيف أناشيد وقصائد المغة العربية‬
‫والمغة اإلنجميزية والتماريف الرياضية‪.....‬إلخ)‪ ،‬وأف يعمؿ عمى تنمية حب العمؿ‬
‫بروح الفريؽ الواحد لدى الطمبة‪.‬‬
‫‪ -1.6.1‬الصـعوبات التـي تواجـو المعممـين القـائمين عمـى تـدريس الموسـيقى فـي‬
‫األردن‬
‫إف البيئػػة التربويػػة واالجتماعيػػة التػػي يتواجػػد فييػػا المعممػػوف القػػائموف عمػػى‬
‫بل‬
‫فعالة‪ -‬تمثّؿ عام ً‬
‫تدريس منياج الموسيقى واألناشيد ‪ -‬بما يتوافر فيو مف عناصر ّ‬
‫ميمػاً مػػف العوامػػؿ التػػي تسػػاعده عمػػى أداء وظائفػػو وتحقيػػؽ أدواره‪ ،‬وفػػي الوقػػت ذاتػػو‬
‫فػإف البيئػة التربويػة غيػر المبلئمػة والتػي تكثػر فييػا المعوقػات تحػد مػف مسػتوى أدائػػو‬
‫وتقمؿ مف فاعميتو ودوره في بناء المجتمع‪ ،‬مما يدعو إلى البحث عمػا يعتػرض سػير‬
‫معمـ الموسيقى مف صعوبات ومشكبلت‪ ،‬والعمؿ عمى حمّيا ليػتمكف مػف أداء الميػاـ‬
‫المطموبة بالصورة الصحيحة‪.‬‬
‫وقد الحظنا مف خبلؿ عممنا كمعمـ يقوـ بتدريس منيػاج الموسػيقى واألناشػيد‬
‫ف ػػي المدرس ػػة‪ ،‬وم ػػف خ ػػبلؿ اتص ػػالنا بع ػػدد كبي ػػر م ػػف زمبلئن ػػا المدرس ػػيف‪ ،‬أف ىن ػػاؾ‬
‫صعوبات تواجو المعمّـ أثناء العمؿ‪ ،‬سواء عمى صعيد الطمبة أو اإلدارة أو المعمميف‬
‫أو المجتم ػ ػػع أو م ػ ػػف خ ػ ػػبلؿ األوض ػ ػػاع المادي ػ ػػة واالجتماعي ػ ػػة الت ػ ػػي يعيش ػ ػػيا ىػ ػ ػؤالء‬
‫المعمميف‪.‬‬
‫ػدرس منيػػاج‬
‫ومػػف الجػػدير بالػػذكر أف الصػػعوبات التػػي تواجػػو المعمػػـ الػػذي يػ ّ‬
‫الموس ػػيقى واألناش ػػيد ق ػػد تتش ػػابو م ػػع بع ػػض الص ػػعوبات الت ػػي تواج ػػو معمم ػػي المػ ػواد‬
‫األخ ػػرى‪ ،‬م ػػع اخ ػػتبلؼ واض ػػح يتعم ػػؽ بخصوص ػػية الم ػػادة‪ .‬وم ػػف ىن ػػا وج ػػب العم ػػؿ‬
‫والبحث لموقوؼ عمى المشكبلت التي تعيؽ عممو وتؤثر عمى أدائو‪ ،‬ذلؾ ألف المعمـ‬

‫‪79‬‬
‫بحاجػػة ماسػػة لمػػف يػػتممس مشػػكبلتو ويعمػػؿ عمػػى مسػػاعدتو فػػي حميػػا‪ .‬لػػذا نػػرى أف‬
‫ىناؾ حاجػة ماسػة إلجػراء د ارسػة عمميػة تحميميػة لمتعػرؼ إلػى واقػع التعمػيـ الموسػيقي‬
‫المدرسػػي فػػي األردف‪ ،‬ومػػف ثػػـ الكشػػؼ عػػف الصػػعوبات التػػي تواجػػو معمػػـ الموسػػيقى‬
‫واقتراح الحموؿ المناسبة ليا‪ ،‬وتذليؿ كافة الصعوبات التي قد تحػد مػف أدائػو لرسػالتو‬
‫بصورة طبيعية ومتقنة‪.‬‬
‫ومف خبلؿ زيارتنا لمعديد مف المػدارس التػي تعنػى بػالتعميـ الموسػيقي (سػواء‬
‫بطريق ػػة منيجي ػػة أو غي ػػر منيجي ػػة)‪ ،‬وبع ػػد إجػ ػراء مق ػػاببلت شخص ػػية م ػػع ع ػػدد م ػػف‬
‫معممي ومعممات الموسيقى وكػذلؾ معممػي الصػؼ فػي تمػؾ المػدارس‪ ،‬وكػذلؾ مقابمػة‬
‫عػػدد مػػف مػػديري تمػػؾ المػػدارس‪ ،‬باإلضػػافة إلػػى العديػػد مػػف المش ػرفيف التربػػوييف فػػي‬
‫مديريات التربية والتعميـ الذيف يشرفوف عمى عممية تنظيـ سير عمميػة تطبيػؽ منيػاج‬
‫الموسػػيقى واألناشػػيد واألنشػػطة التعميميػػة‪ ،‬الحظنػػا وجػػود صػػعوبات ومشػػاكؿ حقيقيػػة‬
‫تواجو المعمميف القائميف أثناء تدريس ىذا المنياج وتطبيؽ األنشطة‪ ،‬والتي تعود إلى‬
‫عدة أسػباب‪ ،‬فمنيػا مػا ىػو متعمػؽ بعػدـ احتسػاب عبلمػة الموسػيقى أسػوة بغيرىػا مػف‬
‫المواد الدراسية‪ ،‬مما يقمؿ أىميتيا لدى الطمبة‪ .‬كما أف كثرة أعداد الطمبة في الصؼ‬
‫الواحػػد‪ ،‬وعػػدـ تشػػجيع أوليػػاء األمػػور ألبنػػائيـ لممارسػػة األنشػػطة الموسػػيقية‪ ،‬وعػػدـ‬
‫وجود حوافز تشجيعية لمطمبة مثؿ شيادات التقدير والمكافآت الرمزيػة‪ ،‬تجعػؿ الطمبػة‬
‫غير ميتميف بمنياج الموسيقى واألناشيد‪.‬‬
‫ومػػف ىػػذه الصػػعوبات مػػا ىػػو نػػاتج عػػف سػػوء التخطػػيط عنػػد وضػػع الب ػرامج‬
‫الزمنيػػة لؤلنشػػطة الموسػػيقية‪ ،‬حيػػث تتركػػز فػػي نيايػػة العػػاـ الد ارسػػي‪ ،‬ممػػا يربػػؾ معمػػـ‬
‫الموسيقى؛ كما أف األنشطة تتعارض مع المػواد الد ارسػية األخػرى لمطمبػة‪ ،‬ممػا يعيػؽ‬
‫عممية جمع الطمبة لتدريبيـ وتجييزىـ لبلحتفاالت المدرسية بالمناسبات المختمفة‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫وىنػاؾ أسػػباب إداريػػة كػذلؾ لمصػػعوبات التػػي تواجػو المعممػػيف القػػائميف عمػػى‬
‫تدريس منياج الموسيقى واألناشيد وتطبيؽ األنشطة الموسيقية‪ ،‬وىي ناتجة عف عدـ‬
‫إلمػاـ إدارة المدرسػة بأىميػػة دور ىػذه المنيػاج فػػي تربيػة الطالػب تربيػػة متكاممػة‪ ،‬كمػػا‬
‫أف إدارة المدرس ػ ػػة ال تق ػ ػػدـ الحػ ػ ػوافز والمكاف ػ ػػآت المادي ػ ػػة لممعمم ػ ػػيف المب ػ ػػدعيف فػػ ػػي‬
‫األنش ػ ػػطة‪ ،‬وال تعم ػ ػػؿ عم ػ ػػى ت ػ ػػوفير الميزاني ػ ػػة لش ػ ػراء األدوات والتجيي ػ ػزات والوس ػ ػػائؿ‬
‫التعميمية‪.‬‬
‫وىناؾ أسػباب أيضػاً تعػود لقمػة الػدورات والنػدوات والمحاضػرات التخصصػية‬
‫التي يحضرىا معمـ الموسيقى‪ ،‬مما يعيؽ التطور الميني لممعمـ‪ ،‬وبالتالي تؤثر عمى‬
‫كفاياتو التدريسية‪ ،‬كما أف تكميؼ المعمـ بمياـ إضػافية بعيػدة عػف الموسػيقى‪ ،‬تجعمػو‬
‫غير قادر عمى تطبيؽ المنياج وافادة الطمبة بشكؿ جيد‪.‬‬
‫أمػػا بالنسػػبة لئلش ػراؼ التربػػوي‪ ،‬فيػػو مػػا زاؿ قائم ػاً عمػػى مبػػدأ التفتػػيش دوف‬
‫التوجيػػو اليػػادؼ إلػػى رفػػع كفايػػات المعمػػـ التدريسػػية‪ ،‬كمػػا أف أسػػموب اإلش ػراؼ يقػػوـ‬
‫أحياناً عمى المحسوبية عند تقويـ المعمميف‪ ،‬إضافة إلى تركيز بعض المشرفيف عمى‬
‫الزيارات المفاجئة بدؿ أف يقوموا بتنفيذ حصة نموذجيػة أمػاـ المعممػيف خاصػة الجػدد‬
‫منيـ بغرض تدريبيـ‪ ،‬عبلوة عمػى أف بعػض مشػرفي المنيػاج غيػر متخصصػيف فػي‬
‫مجاؿ الموسيقى‪.‬‬
‫واذا نظرنا إلى معممي ومعممات الصؼ عمى وجػو الخصػوص‪ ،‬ومػف خػبلؿ‬
‫اسػتمزاج آرائيػػـ حػوؿ الصػػعوبات التػػي تػواجييـ فػػي عمميػػة تطبيػؽ منيػػاج الموسػػيقى‬
‫واألناشػػيد لطمبػػة الصػػفوؼ الثبلثػػة األولػػى فػػي مػػدارس األردف‪ ،‬فقػػد اجتمعػػت معظػػـ‬
‫آراء ىؤالء المعمميف عمى أنيـ غير جاىزيف بالقدر المطمػوب لتػدريس ذلػؾ المنيػاج‪،‬‬
‫وأني ػػـ يؤي ػػدوا بش ػ ٍ‬
‫ػكؿ كبي ػػر إع ػػادة تفعي ػػؿ برن ػػامج ال ػػدبموـ المين ػػي ف ػػي الموس ػػيقى لمػ ػا‬

‫‪81‬‬
‫يحتويػػو ىػػذا البرنػػامج م ػػف مسػػاقات نظريػػة وعممي ػػة تسػػيـ إلػػى ح ػػد كبيػػر فػػي زي ػػادة‬
‫كفػاءتيـ وقػػدرتيـ عمػى تػدريس منيػػاج الموسػيقى واألناشػػيد بالصػػورة المثمػى‪ .‬كمػػا ّأيػػد‬
‫معظ ػػـ معمم ػػي الص ػػؼ ال ػػذيف تم ػػت مق ػػابمتيـ ب ػػأف ي ػػتـ إخض ػػاعيـ ل ػػدورات موس ػػيقية‬
‫نظريػػة وعمميػػة أثنػػاء عممي ػػـ كمعمػػـ يقػػوـ بتػػدريس مني ػػاج الموسػػيقى واألناشػػيد مم ػػا‬
‫سيرفع مف قدرتيـ عمى تدريس المنياج بكفاءة واقتدار‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫الفصــل الثالث‬
‫منياج الموسيقى واألناشيد في األردن‬
‫تمييد‬
‫تتبوأ المناىج الدراسية مكانة متقدمة في العممية التعميمية باعتبارىا عنص اًر‬
‫ميماً مف عناصر بناء المنياج الدراسي‪ ،‬الذي يرمي إلى تحقيؽ األىداؼ المنشودة‬
‫مف التعميـ‪ .‬والمناىج ىي الوسيمة المثمى التي تغذي األجياؿ بالمعمومة النافعة‬
‫والمعرفة المفيدة‪ ،‬باعتبارىـ الغرسة التي يجب رعايتيا وتربيتيا والعناية بيا‪ ،‬حتى‬
‫تنمو وتترعرع وتؤتي أكميا عمى ٍ‬
‫وجو أفضؿ‪.‬‬
‫وقد أصبحت الببلد المتقدمة تنظر إلى مادة التربية الموسيقية في المدارس‬
‫بتقدير يتناسب مع تأثيرىا الكبير‪ ،‬وبنفس نظرتيا ألىمية مناىج التعميـ األخرى‬
‫‪39‬‬
‫أف الوظيفة التربوية‬
‫ّ‬ ‫كالعموـ‪ ،‬والرياضيات‪ ،‬والمغة؛ وفي ىذا الصدد يؤكد الشرماف‬
‫وعاطفيا‪،‬‬
‫ً‬ ‫قميا‪،‬‬
‫ونفسيا‪ ،‬وع ً‬
‫ً‬ ‫جسميا‪،‬‬
‫ً‬ ‫لمموسيقى تيدؼ إلى االىتماـ بتكامؿ الطفؿ‬
‫صالحا في مجتمعو‪ ،‬كما تيدؼ إلى تنمية الوعي‬
‫ً‬ ‫اطنا‬
‫واجتماعًيا‪ ،‬حتى يكوف مو ً‬
‫االجتماعي والقومي والديني في نفوس الطمبة‪ ،‬باإلضافة إلى بثيا روح الجماعة‪،‬‬
‫والشعور بأىمية الفرد في الجماعة‪ ،‬والجماعة لمفرد‪ ،‬إلى جانب عمميا عمى تييئة‬
‫الفرصة لمطمبة بالتعبير عف أنفسيـ بحرية‪ ،‬وممئ أوقات فراغيـ بالشيء المفيد مف‬
‫خبلؿ السمع‪ ،‬أو العزؼ‪ ،‬أو الغناء‪ ،‬فكؿ إنساف بحاجة إلى تربية موسيقية‪ ،‬ألنو في‬
‫الغالب ال أحد يستطيع أف يفيـ أو يتذوؽ أو يحب أو يعيش الموسيقى أو يعبر مف‬
‫خبلليا دوف أف يكوف قد حصؿ مسبقًا عمى تحضير وتوعية وتنشئة موسيقية‪.‬‬

‫‪‌- 39‬اٌششِبْ‪‌،‬عًٍ‪‌،‬حتًُت تكايم انتؼهُى انًىسُقٍ يٍ أخم يخرخاث َىػُت‪‌،‬ثحش‌ِٕش‪ٛ‬س‪ِ‌،‬دٍخ‌دساعبد‌اٌعٍ‪‌َٛ‬اإلٔغبٍٔخ‌‪ٚ‬االخزّبعٍخ‪‌،‬اٌّدٍذ‌‬


‫‌‬
‫‪‌،34‬اٌعذد‌‪‌،3‬عّبدح‌اٌجحش‌اٌعًٍّ‪‌،‬اٌدبِعخ‌األسدٍٔخ‪‌،‬عّبْ‪‌،‬األسدْ‪‌،َ2007‌،‬ص‪‌ ‌.455‬‬

‫‪83‬‬
‫ويعد منياج الموسيقى واألناشيد مبحثاً ميماً إلثراء ثقافة الطالب ونموه‬
‫المعرفي والمياري‪ ،‬ولو دور ميـ في المحافظة عمى ثقافة وتاريخ الحضارة العربية‪،‬‬
‫فاالىتماـ بالتراث الموسيقي األردني وتوظيفو في التربية واالطبلع عمى الثقافة‬
‫يعمؽ تواصؿ الطالب مع مجتمعو‪ ،‬ويسيـ في إرساء السبلـ‬
‫الموسيقية لمشعوب‪ّ ،‬‬
‫وفيـ الشعوب األخرى؛ وما سبؽ يدعو وزارة التربية والتعميـ األردنية‪ ،‬وكذلؾ‬
‫المتخصصيف في مجاؿ التربية والموسيقى إلى االىتماـ بضرورة وجود مناىج‬
‫خاصة بالموسيقى واألناشيد تحقؽ األىداؼ المرجوة مف ربط الموسيقى بالتربية‬
‫بصفة كؿ واحد منيما ِعْمماً قائـ بحد ذاتو‪.‬‬
‫‪ -..3‬منياج الموسيقى واألناشيد في األردن وخطوطو العريضة‬
‫وقد ضعت و ازرة التربية والتعميـ الخطوط العريضة لمنياج الموسيقى‬
‫واألناشيد لتمبي حاجات الطفؿ األساسية ولتنسجـ مع أىداؼ التربية والتعميـ‬
‫وفمسفتيا‪ ،‬ولتسير في خط مناسب لتوجيات الخطوط العريضة في مرحمة التعميـ‬
‫األساسي‪ ،‬وقد تـ وضع الخطوط العريضة لمنياج الموسيقى واألناشيد في ىذه‬
‫المرحمة حسب الترتيب التالي‪:‬‬
‫الخط األول‪ :‬أسس منياج الموسيقى واألناشيد‪.‬‬
‫الخط الثاني‪ :‬األىداؼ العامة والخاصة بتدريس الموسيقى واألناشيد‪.‬‬
‫الخط الثالث‪ :‬بناء منياج الموسيقى واألناشيد وتطبيقو‪.‬‬
‫الخط الرابع‪ :‬الخطة الدراسية لمموسيقى واألناشيد‪.‬‬
‫الخط الخامس‪ :‬المواصفات الخاصة بدليؿ المعمـ لمموسيقى واألناشيد‪ ،‬والكتاب‬
‫المدرسي‪ ،‬والكراسات‪ ،‬وأشرطة الكاسيت‪.‬‬
‫الخط السادس‪ :‬األساليب والوسائؿ واألنشطة الخاصة بتدريس الموسيقى واألناشيد‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫الخط السابع‪ :‬تقويـ منياج الموسيقى واألناشيد وتطوره‪.‬‬
‫الخط الثامن‪ :‬إعداد الكوادر التعميمية وتدريبيا‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى إمكانية معرفة أسس منياج الموسيقى واألناشيد مف‬
‫خبلؿ الخط العريض األوؿ‪ ،‬والذي وضع مف قبؿ الفريؽ الوطني لممنياج بناء عمى‬
‫توصيات المؤتمر األوؿ لمتطوير التربوي‪ .‬ونرى أف منياج الموسيقى واألناشيد قد‬
‫اعتمد عمى مجموعة األسس انبثقت مف عوامؿ نفسية واجتماعية‪ ،‬وأخذت بعيف‬
‫االعتبار خصائص نمو الطالب الجسمي والعقمي‪ ،‬ونبعت ىذه األسس مف طبيعة‬
‫مجالي الموسيقى واألناشيد‪ ،‬وخصائصيا العممية والنظرية‪ ،‬وىي تركز بعمؽ عمى‬
‫فمسفة التربية والتعميـ في األردف‪ ،‬وتتضمف ىذه األسس ما يمي‪:40‬‬
‫‪ -‬الدعوة الي االيماف وحب الوطف‪ ،‬وتمجيد أبطالو‪ ،‬والمحافظة عمى مزايا المجتمع‬
‫الطيبة‪.‬‬
‫‪ -‬استخداـ الموسيقي المحمية والعربية والشعبية والتقميدية‪ ،‬فيي عنصر أصيؿ مف‬
‫عناصر التراث القومي‪ ،‬وبذلؾ يتـ ربط ماضي األمة بحاضرىا‪ ،‬وكذلؾ تعريؼ‬
‫العالـ بحضارتيا‪.‬‬
‫‪ -‬االطبلع عمى موسيقى الشعوب األخرى التي أثبتت أصالتيا عبر العصور‪،‬‬
‫وذلؾ لفيـ الشعوب‪ ،‬واحتراـ انجازاتيا‪ ،‬واإلفادة مف خبراتيا‪.‬‬
‫‪ -‬التوجيو إلى جماليات الموسيقي‪ ،‬وقدراتيا التعبيرية بالقدر الذي ينمي الحس‬
‫الجمالي‪ ،‬ورفعة الذوؽ الموسيقي‪ ،‬وبما يؤدي إلى تيذيب سموؾ األفراد‪ ،‬وتقوية‬
‫الصفات الجيدة فييـ‪.‬‬

‫‪ِٕٙ‌-‌40‬بج‌اٌّ‪ٛ‬عٍمى‌‪ٚ‬األٔبشٍذ‌‪ٚ‬خط‪ٛ‬طٗ‌اٌعشٌضخ‌فً‌ِشحٍخ‌اٌزعٍٍُ‌األعبعً‪ِ‌،‬شخع‌عبثك‪.َ1991‌،‬‬

‫‪85‬‬
‫‪ -‬تشجيع ممارسة الموسيقى‪ ،‬فيي تعتبر مادة إيجابية في الترفيو والتثقيؼ‪ ،‬مما‬
‫يؤثر إيجابياً في عممية التعمّـ لدى الطمبة‪ ،‬وتنمية مياراتيـ الحركية‪.‬‬
‫‪ -‬ممارسة العمؿ الموسيقي الجماعي (الفرؽ الموسيقية والغنائية)‪ ،‬مما يرسخ‬
‫المعمومات الموسيقية والمدرسية في األذىاف‪ ،‬ويعمـ األفراد أصوؿ التعامؿ مع‬
‫اآلخريف واحتراـ عمميـ‪.‬‬
‫‪ -‬توجيو النشء إلى اإلنتاج الموسيقي الجيد‪ ،‬كونو وسيمو عيش محترمو‪ ،‬ولو أىمية‬
‫في رفع المستوى المعيشي لؤلفراد‪ ،‬وفي زيادة الدخؿ القومي‪ ،‬باإلضافة إلى أنو‬
‫يعود الفرد المثابرة عمى العمؿ‪ ،‬واتقانو واتمامو بدقة‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ -‬ممارسة أداء التراث العربي واإلسبلمي‪ ،‬والتعرؼ إلى نتاجو الموسيقي النظري‪،‬‬
‫واالطبلع عمى تاريخ الموسيقي العربية‪ ،‬مما يؤدي إلى التعريؼ بالعرب والمسمميف‪،‬‬
‫وابراز دور إنتاجيـ الموسيقي في الفف والحضارة‪.‬‬
‫‪ -‬التركيز عمى تعميـ القراءة والكتابة الموسيقية‪ ،‬وشرح مفاىيميا لذاتيا‪ ،‬ولزيادة‬
‫المعرفة واالطبلع عمى أعماؿ اآلخريف الموسيقية‪.‬‬
‫‪ -‬استخداـ التجارب المخبرية والتكنولوجية الحديثة قدر اإلمكاف في الموسيقى‪ ،‬ألف‬
‫ذلؾ يجعؿ النشء عمى عبلقة مباشرة مع العمـ الحديث‪ ،‬ويحث عمى االستفادة منو‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيع الكفاءات أو المواىب الموسيقية الفردية وتوجيييا‪.‬‬
‫‪ -‬وضع المنياج يتناسب وتطور النشء الجسدي‪ ،‬والعصبي والمتوازي مع األعمار‬
‫المختمفة‪.‬‬
‫‪ -‬المعمـ الجيد مرشد المعرفة الحقيقية‪ ،‬والطالب محورىا‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫‪ -....3‬األىداف العامة لمنياج الموسيقى واألناشيد‪:‬‬
‫يرمي منياج الموسيقى واألناشيد إلى تحقيؽ األىداؼ العامة التالية‪:41‬‬
‫التع ػػرؼ إل ػػى مقوم ػػات الموس ػػيقى العربي ػػة ومكانتي ػػا ودورى ػػا ف ػػي الحرك ػػة‬ ‫‪.1‬‬
‫الموسيقية العالمية‪.‬‬
‫ال ػػتمكف م ػػف قػ ػراءة الموس ػػيقى وت ػػدوينيا والت ػػزود بالمف ػػاىيـ والمص ػػطمحات‬ ‫‪.2‬‬
‫الموسػ ػ ػػيقية واكتسػ ػ ػػاب الميػ ػ ػػارات الموسػ ػ ػػيقية المختمفػ ػ ػػة واإللمػ ػ ػػاـ بتػ ػ ػػاريخ‬
‫الموسيقى العربية والعالمية‪.‬‬
‫توعي ػػة ال ػػنشء إل ػػى ك ػػوف الموس ػػيقى مين ػػة لي ػػا وظيف ػػة اجتماعي ػػة ىام ػػة‪،‬‬ ‫‪.3‬‬
‫ومصػػد اًر مػػف مصػػادر الػػدخؿ القػػومي والفػػردي‪ ،‬وأنيػػا صػػنعة تحفػػز عمػػى‬
‫اإلبػػداع فػػي مجاليػػا‪ ،‬وفػػي األعمػػاؿ ذات الصػػمة بالموسػػيقى مػػف ىندسػػة‬
‫الصوت‪ ،‬صناعة األدوات واآلالت السمعية والموسيقية‪.‬‬
‫التزود بحصيمة مف األغػاني واألناشػيد المفيػدة فػي العبلقػات االجتماعيػة‪،‬‬ ‫‪.4‬‬
‫وفي تدعيـ المباحث والمناىج الدراسية األخرى‪.‬‬
‫تػػذوؽ الموسػػيقى والتفاعػػؿ معيػػا‪ ،‬وتحسػػس مػػا تثي ػره مػػف أفكػػار ومثاليػػات‬ ‫‪.5‬‬
‫بالتعريؼ بوسائؿ التعبير الموسيقي في جميع أنواع الموسيقى مػف محميػة‬
‫وعربية وأجنبية‪.‬‬
‫تطػػوير العبلقػػة بالبيئػػة المحيطػػة مػػف خػػبلؿ التنبػػو إلػػى أصػواتيا المتنوعػػة‬ ‫‪.6‬‬
‫التي أودعيا اهلل فييا‪.‬‬
‫التنبو لمممكات والكفايات الموسيقية‪ ،‬والسعي إلى تنميتيا‪.‬‬ ‫‪.7‬‬

‫‪ٌٍّ‌ -41‬ضٌ ذ‌ِٓ‌اٌّعٍ‪ِٛ‬بد‌ح‪ٛ‬ي‌األ٘ذاف‌اٌعبِخ‌ٌّٕ‪ٙ‬بج‌اٌّ‪ٛ‬عٍمى‌‪ٚ‬األٔبشٍذ‪‌،‬أٔظش‪ِٕٙ‌:‬بج‌اٌّ‪ٛ‬عٍمب‌‪ٚ‬األٔبشٍذ‌‪ٚ‬خط‪ٛ‬طٗ‌اٌعشٌضخ‌فً‌ِشحٍخ‌‬


‫‌‬
‫اٌزعٍٍُ‌األعبعً‪‌،1991‌،‬ص‪14-9‬‬

‫‪87‬‬
‫تنميػػة قػػدرات األعضػػاء الجسػػدية مػػف حنج ػرة‪ ،‬وأذف‪ ،‬وأط ػراؼ عػػف طريػػؽ‬ ‫‪.8‬‬
‫الغناء والعزؼ‪.‬‬
‫غ ػػرس الص ػػفات الحمي ػػدة ف ػػي نف ػػوس الط ػػبلب كالمث ػػابرة‪ ،‬والثق ػػة بػ ػالنفس‪،‬‬ ‫‪.9‬‬
‫واحتػ ػراـ عم ػػؿ اآلخػ ػريف‪ ،‬وحس ػػف التص ػػرؼ ف ػػي مع ػػاممتيـ‪ ،‬والتع ػػود عم ػػى‬
‫النظػ ػػاـ‪ ،‬وتفيػ ػػـ الشػ ػػعوب األخػ ػػرى‪ ،‬عػ ػػف طريػ ػػؽ الغنػ ػػاء والعػ ػػزؼ الفػ ػػردي‬
‫والجماعي‪ ،‬واالستماع لمموسػيقى وحضػور الحفػبلت الموسػيقية واالشػتراؾ‬
‫فييا‪.‬‬
‫‪ . 10‬تعزيػػز الجانػػب العػػاطفي والوجػػداني عنػػد الطالػػب بأناشػػيد مناسػػبة‪ ،‬لتقويػػة‬
‫الشعور باالنتماء لموطف واألمة لمحفاظ عمػى القػيـ والسػموكيات اإلسػبلمية‬
‫والعربية‪ ،‬وتدعيميا‪.‬‬
‫‪ . 11‬توجيػ ػػو الترفيػ ػػو عػ ػػف الػ ػػنفس‪ ،‬وتحسػ ػػيف الوضػ ػػع النفسػ ػػي بممارسػ ػػة ىوايػ ػػة‬
‫الموس ػػيقى مم ػػا يس ػػيـ ف ػػي اإلقب ػػاؿ عم ػػى المدرس ػػة ب ػػروح مبتيج ػػة وبم ػػؿء‬
‫الفراغ بيواية ممتعة ومفيدة‪.‬‬
‫‪ -1...3‬األىداف الخاصة لمنياج الموسيقى واألناشيد‪:‬‬
‫كمػ ػػا ييػ ػػدؼ منيػ ػػاج الموسػ ػػيقى واألناشػ ػػيد إلػ ػػى تحقيػ ػػؽ األىػ ػػداؼ الخاصػ ػػة‬
‫التالية‪:42‬‬
‫أوالً‪ :‬مجال االتصال‬
‫يتوقع مف الطالب في نياية مرحمة التعميـ األساسي أف‪:‬‬
‫‪ ‬يستطيع االستجابة لمعواطؼ واألحاسيس التي تنقميا الموسيقى‪.‬‬

‫‪ٌٍّ‌‌-42‬ضٌذ‌ِٓ‌اٌّعٍ‪ِٛ‬بد‌ح‪ٛ‬ي‌األ٘ذاف‌اٌخبطخ‌ٌّٕ‪ٙ‬بج‌اٌّ‪ٛ‬عٍمى‌‪ٚ‬األٔبشٍذ‪‌،‬أٔظش‪ِٕٙ‌:‬بج‌اٌّ‪ٛ‬عٍمب‌‪ٚ‬األٔبشٍذ‌‪ٚ‬خط‪ٛ‬طٗ‌اٌعشٌضخ‌فً‌ِشحٍخ‌‬
‫اٌزعٍٍُ‌األعبعً‪‌،1991‌،‬ص‪14-9‬‬

‫‪88‬‬
‫‪ ‬يتمكف مف التعبير عػف نفسػو موسػيقياً عػف طريػؽ االسػتماع والغنػاء والقػراءة‬
‫والعزؼ‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬مجال النمو‬
‫ويتضػػمف أىػػداؼ النمػػو العقمػػي والمعرفػػي‪ ،‬والعػػاطفي والجمػػالي‪ ،‬والجسػػمي‬
‫واالجتماعي‪.‬‬
‫(‪ )1‬أىداؼ النمو العقمي والمعرفي‪.‬‬
‫يتوقع مف الطالب في نياية مراحؿ التعميـ األساسي أف‪:‬‬
‫يتمكف مف قراءة الموسيقى وتدوينيا‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يتزود بحصيمة مناسبة مف األغاني واألناشيد مختمفة األغراض التربوية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يتمكف مف المشاركة في غناء متعدد األصوات والعزؼ الجماعي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يمـ بنبذة عف تاريخ الموسيقى العربية والعالمية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يميز األصوات واألبعاد الموسيقية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫األولية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫يتزود بالمفاىيـ والعموـ الموسيقية األساسية‬ ‫‪‬‬
‫يطمػع عمػػى اآلالت الموسػيقية ويعػػرؼ أشػكاليا‪ ،‬ويميػػز أصػواتيا‪ ،‬ويمػػـ بنبػػذة‬ ‫‪‬‬
‫عف تاريخيا وصنعيا‪.‬‬
‫يػػتعمـ آداب االسػػتماع‪ ،‬ويتعامػػؿ مػػع العػػزؼ الحػػي‪ ،‬وانفعػػاالت الموسػػيقييف‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫بحضوره الحفبلت الموسيقية العامة‪.‬‬
‫(‪ )2‬أىداؼ النمو العاطفي والجمالي‪.‬‬
‫يتوقع مف الطالب في نياية مرحمة التعميـ األساسي أف‪:‬‬
‫ينمي ثقتو بنفسو مف خبلؿ إجادتو األداء (الغناء والعزؼ والقراءة)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪‬‬
‫يتذوؽ الموسيقى الرفيعة ويحترميا‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪89‬‬
‫يطور عبلقتو بالطبيعة مف خبلؿ التنبو إلى أصواتيا المتنوعة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪‬‬
‫(‪ )3‬أىداؼ النمو الجسمي‪.‬‬
‫يتوقع مف الطالب في نياية مرحمة التعميـ األساسي أف‪:‬‬
‫ويطور إمكاناتو الغنائية بالتدريبات الصوتية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫يحسف استخداـ حنجرتو‬ ‫‪‬‬
‫يطور مقدرتو عمى تمييز األنغاـ واإليقاعات والتوافقات (تربية األذف)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪‬‬
‫(‪ )4‬أىداؼ النمو االجتماعي‪.‬‬
‫يتوقع مف الطالب في نياية مرحمة التعميـ األساسي أف‪:‬‬
‫ينمػ ػػي عبلقاتػ ػػو بزمبلئػ ػػو ويشػ ػػذب معاممتػ ػػو ليػ ػػـ بممارسػ ػػة الغنػ ػػاء والعػ ػػزؼ‬ ‫‪‬‬
‫الجماعييف‪.‬‬
‫يقوي عبلقتو بمجتمعو ويحترـ خصالو باألغاني واألناشيد المبتكرة والتراثية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪‬‬
‫يػػتعمـ المثػػابرة عػػف طريػػؽ اإلعػػادة والتك ػرار والتػػدريب التػػي تػػؤدي إلػػى إتقػػاف‬ ‫‪‬‬
‫العمؿ الموسيقي المطموب‪.‬‬
‫يتعػ ّػود النظػػاـ مػػف خػػبلؿ الحػػس اإليقػػاعي‪ ،‬والقيػػاـ بػػدوره فػػي الغنػػاء والعػػزؼ‬ ‫‪‬‬
‫في الوقت المحدد لذلؾ (في العزؼ والغناء الجماعييف)‪.‬‬
‫يػػتفيـ الشػػعوب األخػػرى ويفيػػد مػػف خبراتيػػا‪ ،‬وذلػػؾ بػػاعت اززه بت ارثػػو الموسػػيقي‬ ‫‪‬‬
‫المحمي (التقميدي) والعربي واحتراـ التراث العالمي الموسيقي وتفيمو‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬المجال الديني‬
‫يتوقع مف الطالب في نياية مرحمة التعميـ األساسي أف‪:‬‬
‫يتعمـ بعض المدائح واألدعية الممحنة‪ ،‬وكذلؾ بعض تعاليـ الديف اإلسبلمي‬ ‫‪‬‬
‫بشكؿ أناشيد‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫يستمع لمتجويد القرآني لمعرفة طبلقة النطؽ وحسف اإللقاء‪ ،‬وأصػوؿ مخػارج‬ ‫‪‬‬
‫الحروؼ‪.‬‬
‫يبيف موقؼ اإلسبلـ مف الموسيقى والغناء‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫رابعاً‪ :‬المجال الوطني والقومي‬
‫يتوقع مف الطالب في نياية مرحمة التعميـ األساسي أف‪:‬‬
‫يػتعمـ األناشػػيد الوطنيػة لتقويػػة رابطتػو بوطنػػو واالعتػزاز بػػو وبػالوطف العربػػي‬ ‫‪‬‬
‫واإلسبلمي‪.‬‬
‫يزيػػد ارتباطػػو بوطنػػو عػػف طريػػؽ الغنػػاء الشػػعبي والتقميػػدي‪ ،‬والتغنػػي بجمػػاؿ‬ ‫‪‬‬
‫طبيعتو ومزايا أىمو‪.‬‬
‫ينشد أغاني وأناشيد في تمجيد أبطاؿ الوطف‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ينشد أناشيد تزيد مف وعيػو الػوطني‪ ،‬وتبػرز ضػرورة الػدفاع عػف وطنػو وعػف‬ ‫‪‬‬
‫مقدساتو وحمايتو مف األعداء والطامعيف‪.‬‬
‫خامساً‪ :‬المجال االقتصادي‬
‫يتوقع مف الطالب في نياية مرحمة التعميـ األساسي أف‪:‬‬
‫يعي كوف الموسيقى مصدر رزؽ محترـ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يتنبو لكوف الموسيقى مصد اًر مف مصادر الدخؿ القومي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يتنبو لقيمة الموسيقى في اإلبداع الميني‪ ،‬واألعمػاؿ ذات الصػمة بالموسػيقى‬ ‫‪‬‬
‫كيندسػ ػ ػ ػ ػػة الصػ ػ ػ ػ ػػوت وصػ ػ ػ ػ ػػناعة األدوات‪ ،‬واآلالت السػ ػ ػ ػ ػػمعية والموسػ ػ ػ ػ ػػيقية‬
‫(أسػ ػ ػػطوانات‪ ،‬أدوات تسػػ ػػجيؿ) وك ػ ػػذلؾ ص ػ ػػناعة اآلالت الموسػػ ػػيقية نفسػ ػ ػػيا‬
‫(تقميدية‪ ،‬وحديثة تكنولوجية)‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫‪ -3...3‬محتوى منياج الموسيقى واألناشيد‪:‬‬

‫يتضمف منياج الموسيقى واألناشيد لمصفوؼ (‪ )10-1‬مجموعة مف‬


‫المواضيع والمجاالت الموسيقية ذات الطابع النظري والعممي مثؿ‪ :‬التذوؽ‬
‫الموسيقي‪ ،‬والنظريات الموسيقية والقراءة الموسيقية اإليقاعية والغنائية‪ ،‬والغناء‬
‫والعزؼ‪ ،‬والتاريخ الموسيقي‪ ،‬واآلالت الموسيقية‪ ،‬إضافة إلى التحميؿ الموسيقي‪،‬‬
‫واألنشطة الموسيقية‪ ،‬وىذه المواضيع يمكف أف تشكؿ في مجمميا أساساً لوضع‬
‫منياج متكامؿ لمموسيقى واألناشيد لمصفوؼ المذكورة إذا ما وضعت ضمف إطار‬
‫تربوي موسيقي مبرمج‪ ،‬يأخذ بعيف االعتبار الدور اإلبداعي الجديد لكؿ مف المعمـ‬
‫والتمميذ في ضوء التطور التكنولوجي بما يتناسب مع معطيات ىذا العصر‪.‬‬

‫ويمكف تحديد المجاالت األساسية وأىـ المفردات التي تضمنيا منياج‬


‫الموسيقى واألناشيد لمصفوؼ (‪ )10-1‬في األردف بما يمي‪:‬‬

‫‪ .0‬التذوق الموسيقي‪:‬‬

‫األصوات وصفاتيا‪ ،‬الشدة‪ ،‬السرعة‪ ،‬المدة‪ ،‬الدرجة‪ ،‬اتجاه الصوت‪ ،‬التدرج‬


‫النغمي‪ ،‬المزاج الموسيقي‪ ،‬النغمات المتقطعة والنغمات المتصمة‪ ،‬السرعات‬
‫الموسيقية‪ ،‬التعبير الموسيقي‪ ،‬التسارع والتباطؤ‪ ،‬وغيرىـ‪...‬‬

‫‪ .7‬النظريات الموسيقية‪:‬‬

‫‪ -‬العبلمات اإليقاعية الزمنية وعبلمات الصمت المساوية لكؿ منيا‪ :‬السوداء‪،‬‬


‫ذات السف‪ ،‬ذات السنيف‪ ،‬البيضاء‪ ،‬المستديرة‪ ،‬وغيرىـ‪...‬‬

‫‪ -‬المقاييس البسيطة‪.4/4 ،4/3 ،4/2 :‬‬

‫‪92‬‬
‫‪ -‬المدرج الموسيقي‪ :‬الخطوط والفراغات‪ ،‬مفتاح صوؿ‪ ،‬وغيرىـ‪...‬‬

‫‪ -‬الضروب اإليقاعية‪ :‬الضربة المنتظمة‪ ،‬النبر المتأخر‪ ،‬وغيرىما‪...‬‬

‫‪ -‬الكتابة الموسيقية‪ :‬الحاجز المزدوج‪ ،‬إشارات التكرار‪ ،‬تدويف النغمات‬

‫الموسيقية‪ ،‬التنقيؿ‪ ،‬األبعاد الموسيقية‪ ،‬وغيرىـ‪...‬‬

‫‪ -‬السبللـ الموسيقية‪ :‬دو الكبير‪ ،‬صوؿ الكبير‪ ،‬فا الكبير‪ ،‬الخماسي‪،‬‬


‫وغيرىـ‪...‬‬

‫‪ -‬المقامات الموسيقية العربية‪.‬‬

‫‪ -‬الكتابة الموسيقية‪ :‬الموحة اإليقاعية‪ ،‬اإلعادات‪ ،‬وغيرىـ‪...‬‬

‫‪ .3‬القراءة الموسيقية‪:‬‬

‫‪ -‬قراءة النغمات وكتابتيا وتمييزىا‪.‬‬

‫‪ -‬قيادة المقاييس‪.‬‬

‫‪ -‬تمييز األبعاد‪.‬‬

‫‪ .4‬األشكال الموسيقية‪:‬‬

‫المواؿ‪ ،‬النشيد‪ ،‬الموشح‪ ،‬القصيدة‪ ،‬الميجانا‪،‬‬


‫‪ -‬القوالب الغنائية العربية‪ّ :‬‬
‫العتابا‪.‬‬

‫‪ -‬القوالب الموسيقية العربية‪ :‬التقاسيـ‪ ،‬الدوالب‪ ،‬المونغا‪ ،‬السماعي‪.‬‬

‫‪ -‬األشكاؿ الغربية‪( :‬أ‪-‬ب)‪( ،‬أ‪-‬ب‪-‬أ)‪ ،‬الروندو‪ ،‬وغيرىـ‪...‬‬

‫‪93‬‬
‫‪ .5‬الغناء‪:‬‬

‫الغناء الفردي‪ ،‬الغناء الجماعي‪ ،‬المحاكاة‪ ،‬الغناء المتوافؽ‪ ،‬الغناء الدائري‪،‬‬


‫الغناء الديني‪ ،‬ألواف الغناء الشعبي األردني‪ ،‬الغناء األجنبي‪ ،‬األوبرا‪ ،‬النوبة‬

‫األندلسية‪ ،‬الزجؿ الشعبي‪ ،‬وغيرىـ‪...‬‬

‫‪ .6‬العزف‪:‬‬

‫عزؼ النغمات‪ :‬دو‪ ،‬ري‪ ،‬مي‪ ،‬فا‪ ،‬صوؿ‪ ،‬ال‪ ،‬سي‪ ،‬العزؼ اإليقاعي‪،‬‬

‫العزؼ المحني‪ ،‬وغيرىـ‪...‬‬

‫‪ .7‬تاريخ الموسيقى‪:‬‬

‫‪ -‬األحداث الموسيقية‪ :‬المغنية جميمة وحجيا المشيور‪ ،‬استقباؿ الرسوؿ‬

‫(ص) في المدينة المنورة‪.‬‬

‫‪ -‬موسيقا الشعوب‪ :‬تركيا‪ ،‬مصر‪ ،‬أفريقيا‪ ،‬اليند‪ ،‬الصيف‪ ،‬العراؽ‪ ،‬المغرب‪،‬‬


‫الموسيقى في الحضارات القديمة‪ ،‬الخميج العربي‪ ،‬اليوناف‪ ،‬موسيقى القرف‬
‫العشريف‪.‬‬

‫‪ -‬الشخصيات الموسيقية العربية واألجنبية‪ :‬سيد درويش‪ ،‬رياض السنباطي‪،‬‬


‫عبده موسى‪ ،‬الفارابي‪ ،‬أـ كمثوـ‪ ،‬جميؿ العاص‪ ،‬ناظـ الغزالي‪ ،‬سموى‪،‬‬

‫يوسؼ خاشو‪ ،‬محمد عبد الوىاب‪ ،‬اسحؽ الموصمي‪ ،‬سترافنسكي ‪ .‬بتيوفف‪،‬‬


‫موتسارت‪ ،‬يوىاف شتراوس‪ ،‬تشايكوفسكي‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫‪ .8‬اآلالت الموسيقية‪:‬‬

‫اآلالت القرعية (الموقعة والمنغمة)‪ ،‬الناي‪ ،‬القانوف‪ ،‬الفموت‪ ،‬الشبابة‪ ،‬العود‪،‬‬


‫القيثار‪ ،‬الرباب‪ ،‬الكماف‪ ،‬الجوزة‪ ،‬التشيممو‪ ،‬السنطور‪ ،‬البيانو‪ ،‬النقاره‪ ،‬التيمباني‪،‬‬

‫نترباص‪ ،‬الفيوال‪،‬‬
‫السمسمية‪ ،‬اليارب‪ ،‬المجوز‪ ،‬الكبلرينيت‪ ،‬المزمار‪ ،‬االبوا‪ ،‬الكو ا‬
‫الوتريات‪ ،‬الباصوف واآلالت الخشبية‪.‬‬

‫‪ .9‬التحميل الموسيقي‪:‬‬

‫الجممة الموسيقية‪ ،‬العبارة الموسيقية‪ ،‬األنماط اإليقاعية‪ ،‬المذىب‬


‫واألغصاف‪ ،‬القفبلت الموسيقية‪ ،‬وغيرىـ‪...‬‬

‫‪ .01‬الفرق الموسيقية‪:‬‬

‫‪ -‬التخت الموسيقي العربي‪.‬‬

‫‪ -‬األوركسترا‪.‬‬

‫‪ .00‬األنشطة والتطبيقات الموسيقية‪:‬‬

‫‪ -‬العزؼ‪ :‬عزؼ بعض التماريف والمقطوعات الموسيقية الواردة في الدروس‪.‬‬

‫‪ -‬الغناء‪ :‬غناء بعض النماذج الغنائية الواردة في الدروس‪.‬‬

‫‪ -‬االستماع‪ :‬االستماع لمنماذج الغنائية الواردة في الدروس وتذوقيا‪.‬‬

‫‪ -‬األلعاب‪ :‬تطبيؽ بعض األلعاب الموسيقية المناسبة لممادة الموسيقية الواردة‬


‫في الدروس‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫‪ -4...3‬عناصر منياج الموسيقى واألناشيد في األردن‪:‬‬
‫تضمف منياج الموسيقى واألناشيد الذي تـ بناؤه في ضوء الخطوط‬
‫العريضة لممنياج مف ثبلثة عناصر أساسية لكؿ صؼ‪ ،‬جاءت عمى النحو اآلتي‪:‬‬
‫‪ -1.4.1.3‬كتاب الطالب‪:‬‬
‫أشتمؿ كتاب الطالب لكؿ صؼ عمى ثبلثيف درساً في مختمؼ المجاالت‬
‫الموسيقية (النظرية والعممية) التي تضمنتيا الخطوط العريضة لممنياج‪ ،‬وقد تـ‬
‫صياغة مادتيا العممية بشكؿ يتناسب مع كؿ مرحمة عمرية وعممية لمطمبة‪.‬‬
‫‪ -2.4.1.3‬دليؿ المعمـ‪:‬‬
‫ىو دليؿ مكتوب يتضمف شرحاً وارشادات لممعمـ تساعده وترشده إلى كيفية‬
‫تنفيذ كؿ درس مف الدروس الثبلثيف الخاصة بكؿ صؼ والتي تضمنيا كتاب‬
‫الطالب‪.‬‬
‫‪ -3.4.1.3‬األشرطة التعميمية‪:‬‬
‫ىي مجموعة مف األشرطة المسجمة‪ ،‬تضمنت تسجيبلت لكافة المواد‬
‫الموسيقية العزفية والغنائية التي وردت في كتاب الطالب‪ ،‬باإلضافة إلى عدد مف‬
‫المواد السمعية التي تدعـ وتسيؿ وصوؿ المادة الموسيقية العممية لمطالب‪ ،‬وىي‬
‫مسجمة ومرقمة بشكؿ متسمسؿ ضمف مجموعة خاصة بكؿ صؼ‪.‬‬
‫المكونة لخطة الدرس في دليل المعمم لمموسيقى‬
‫ّ‬ ‫‪ -5...3‬العناصر األساسية‬
‫واألناشيد في األردن‪:‬‬
‫تتكوف خطة الدرس في دليؿ المعمـ لمموسيقى واألناشيد في األردف مف‬
‫العناصر األساسية التالية‪:‬‬

‫‪96‬‬
‫‪ -1.5.1.3‬األىداؼ‪:‬‬
‫تصاغ أىداؼ كؿ درس عمى شكؿ أىداؼ سموكية قابمة لممبلحظة‬
‫والقياس‪ ،‬تصؼ نوع السموؾ المرغوب فيو‪ ،‬وتشتمؿ عمى المفاىيـ والميارات‬
‫واالتجاىات المراد تحقيقيا‪.‬‬
‫‪ -2.5.1.3‬المحتوى‪:‬‬
‫يتضمف ممخصاً لممادة التعميمية المراد تقديميا لمطمبة بما يحقؽ األىداؼ‬
‫مف خبلؿ المحاور األساسية لممنياج‪.‬‬
‫‪ -3.5.1.3‬األدوات البلزمة‪:‬‬
‫ىي مجموعة األدوات والمواد والوسائؿ التعميمية التي يستخدميا المدرس‬
‫لتحقيؽ أىداؼ الدرس ومنيا‪:‬‬
‫‪ ‬كتاب الطالب الصفحات‪ ) ( :‬و ( ) و ( )‪.‬‬
‫‪ ‬آالت موسيقية حسب الحاجة‪.‬‬
‫‪ ‬صور وأشكاؿ وبطاقات تعميمية حسب الحاجة‪.‬‬
‫‪ ‬جياز التسجيؿ (المادة السمعية)‪:‬‬
‫المقطع ( ) النشاط (‪)1‬‬
‫المقطع ( ) النشاط (‪)2‬‬
‫‪ -4.5.1.3‬األساليب واألنشطة‪:‬‬
‫تشتمؿ األساليب واألنشطة الخاصة بكؿ درس عمى استخداـ المواد واآلالت‬
‫الموسيقية‪ ،‬والمشاىدات والتدريبات العممية‪ ،‬والمصادر التعميمية‪ ،‬بما يتبلءـ مع‬
‫الموقؼ التعميمي مف أجؿ تحقيؽ األىداؼ‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫‪ -5.5.1.3‬التقويـ‪:‬‬
‫يراعى في التقويـ قدرتو عمى قياس مدى اكتساب الطالب لممعمومات النظرية‬
‫والميارات األدائية المطموبة في الدرس وقياس مدى تحقؽ األىداؼ الخاصة بذلؾ‬
‫الدرس‪.‬‬
‫‪ -1.3‬أىمية العزف والغناء في منياج الموسيقى واألناشيد في األردن‬
‫يعتبر العزؼ والغناء مف أىـ المواد الموسيقية مف الناحية التربوية‪ ،‬والتي‬
‫تدر قيمة نفعية عالية لؤلطفاؿ مف حيث كسب المعرفة الموجية‪ ،‬والتي تتـ بحالة‬
‫ُ‬
‫يكوف فييا الطفؿ فرحاً ومسرو اًر؛ فمف ناحية التماريف الغنائية المستخدمة في‬
‫المناىج‪ ،‬ال بد أف تكوف ىذه التماريف ذات ىدؼ تربوي وجمالي‪ ،‬فيي تقوـ بتربية‬
‫اجتماعية ترسـ مبادئ و ُمثبلً ينشأ عمييا الطفؿ‪ ،‬باإلضافة إلى أنيا تربيو عمى تذوؽ‬
‫الجماؿ الموسيقي‪ ،‬مف خبلؿ جعمو يستمتع بمعاني ىذه األغاني التي تعكس‬
‫القاموس المغوي لمطفؿ‪ ،‬حيث أىمية المفردات المغوية المنتقاة مف عالمو البريء‬
‫تمبي أفكاره مف خبلؿ الصور الحسية والذىنية‪ ،‬محتوية عمى إشارات التعجب‬
‫واالستفياـ‪ ،‬مثيرة الحيوية والجاذبية في صياغتيا‪.‬‬
‫وال ننسى المفاجأة المتكررة التي يأتي بيا التقدـ التكنولوجي‪ ،‬والذي ال بد‬
‫مف استغبللو في صياغة األناشيد التي نعمميا لؤلطفاؿ‪ ،‬والذي يجعؿ الصياغة‬
‫المحنية عاكسة لمتطور في التحويبلت المقامية وفي الصياغة النغمية أللحاف‬
‫مفردات تمؾ األناشيد‪ ،‬مف حيث كثرة الزخارؼ المحنية‪ ،‬والتموينات اإليقاعية‪،‬‬
‫شريطة أف تكوف بمستوى صياغي لحني وكبلمي بحيث تتغمغؿ إلى حس الطفؿ‬
‫وادراكو مش ّكمة عامؿ جذب‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫وفي ىذا الصدد تقوؿ المربية الموسيقية الروسية درجينسكايا‪" ،‬أنو لتشكيؿ‬
‫قابمية موسيقية لدى الطفؿ‪ ،‬يعرض المدرس نماذج موسيقية مختمفة الطابع‪،‬‬
‫تستدعي في الطفؿ حاالت عاطفية مختمفة تتماشى مع النموذج الموسيقي المسموع‪،‬‬
‫وعميو فإف االنطباعات التي تنتج عف سماع ىذه النماذج تكوف متنوعة‪ ،‬كما أف‬
‫الطفؿ يستوعب أجزاء المقطوعة الموسيقية ك ّؿ عمى حده‪ ،‬ويدرؾ مزاج كؿ منيا‬
‫كالمقدمة مثبلً والخاتمة‪ .‬كما أف الطفؿ في سف الرابعة يستطيع أف يميز الطبقة‬
‫الصوتية‪ ،‬ونبرة الصوت‪ ،‬وعدد اآلالت مف آلتيف إلى ثبلث آالت مف آالت‬
‫االطفاؿ‪.43‬‬
‫وايماناً مف التربية بأف الطفؿ يحتاج إلى ممارسة العزؼ والغناء لمتعبير عف‬
‫نفسو واسعاده مثمما يحتاج لمغذاء‪ ،‬نجد أنو مف الضرورة عدـ خروج األسس التي‬
‫تخص العزؼ والغناء في المؤسسات التربوية عف فمسفة التربية والتعميـ التي‬
‫اع‪ ،‬صالح‪.‬‬ ‫وضعت مف أجؿ إنشاء ٍ‬
‫جيؿ مؤمف باهلل وبعروبتو‪ ،‬و ٍ‬
‫ونحف في صدد الحديث عف جانبي العزؼ والغناء في منياج الموسيقى‬
‫واألناشيد في األردف‪ ،‬نجد أف ليذيف الجانبيف موقع مرموؽ في ذلؾ المنياج‪ ،‬إذ‬
‫أنيما يعمبلف عمى تربية الحس الجمالي لدى الطفؿ‪ .‬وليذيف الجانبيف كذلؾ تأثير‬
‫ا نفعالي متعدد الجوانب وذو قوة تكوينية فريدة‪ ،‬فمو نظرنا إلى األغاني حيف يستمع‬
‫إلييا الطالب ويغنييا مع زمبلئو جماعياً‪ ،‬نجد أف إحساسو بمضموف تمؾ األغاني‬
‫يستثير في نفسو نوعاً مف المتعة تساعد عمى تعزيز أواصر الزمالة والصداقة بينو‬
‫لتعرؼ‬
‫وبيف زمبلئو ومعممو‪ ،‬وكذلؾ األمر فيما يتعمؽ بالعزؼ‪ ،‬حيث نجد أف ُّ‬
‫أثر كبير عمى تمقّييـ وايقاظ أحاسيسيـ‬
‫الطمبة العزؼ عمى اآلالت الموسيقية ٌ‬

‫‪‌–43‬اٌششِبْ‪‌،‬حتًُت تكايم انتؼهُى انًىسُقٍ يٍ أخم يخرخاث َىػُت‪ِ‌،‬شخع‌عبثك‪‌،َ2007‌،‬ص‪.454‬‬

‫‪99‬‬
‫وتعزيز مخيبلتيـ‪ ،‬إذ أف شكؿ اآلالت الموسيقية وتممسيا وسماع أصواتيا عف‬
‫أداء‪ ،‬ويجعؿ بعضيـ يصبو‬
‫كثب‪ ،‬يحفّز التبلميذ عمى استكشافيا شكبلً وصوتاً و ً‬
‫إلى تعمـ العزؼ عمى آلة بعينيا استيواىـ شكميا وصوتيا‪.‬‬
‫وحيف نرى أف الطمبة في غضوف سنو ٍ‬
‫ات متتالية يمضونيا في تطبيؽ‬
‫تكمؿ إحداىا األخرى ضمف دروس تحتوييا مناىج‬
‫تماريف عزفية وغنائية منتظمة ّ‬
‫خاصة بالموسيقى واألناشيد مراعيةً المرحمة العمرية لمطالب‪ ،‬نجد أف ىذه الدروس‬
‫قد تساىـ إلى حد كبير في تحقيؽ األىداؼ المرجو منيا‪ ،‬ال سيما تعميـ الطمبة‬
‫العزؼ والغناء مف خبلؿ مشاركات عممية جماعية فكرية نشطة؛ وال ننسى أف‬
‫الطمبة في المرحمة المدرسية يستجيبوف لمموسيقى وجدانياً وحسياً وعقمياً‪ ،‬فالموسيقى‬
‫يعبر عف‬
‫تممس روحيـ‪ ،‬وتغوص إلى أعماقيـ‪ ،‬فحيف يمارس الغناء نجد أنو ّ‬
‫مكنونات مشاعره وحبو لمغناء‪ ،‬وكذلؾ األمر حيف يمارس العزؼ نجد أف ىذه‬
‫الممارسة تشعره بالسعادة‪ ،‬ال سيما العزؼ الجماعي مع زمبلئو‪ ،‬والذي يعطيو ثقة‬
‫في النفس وشعو اًر بقيمة العمؿ الجماعي وبالتالي يبعده عف االنطواء‪.‬‬
‫واذا نظرنا إلى أىمية األغنية التربوية التي ننشد بأف تكوف دائماً ضمف‬
‫منياج الموسيقى واألناشيد بصورة عامة‪ ،‬نجدىا مف أىـ األنشطة في حصة تنفيذ‬
‫المنياج‪ ،‬وذلؾ الرتباطيا بالفرحة والبيجة‪ ،‬حيث تخمؽ جواً خاصاً بالموضوع المقدـ‬
‫ضمف الكممات؛ ويتفؽ الجميع عمى أف ىذا النشاط ىو فاكية الحصة‪ .‬وكذلؾ‬
‫األمر فيما يتعمؽ بالعزؼ عمى اآلالت الموسيقية الذي يساىـ في إبراز دور الفرد‬
‫في المجموعة كما ذكرنا آنفاً‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫‪ -3.3‬طرق اختيار نماذج العزف والغناء لطمبة المرحمة المدرسية‬
‫كثي اًر مف معممي الموسيقى في األردف يجتيدوف عند اختيػارىـ نمػاذج عػزؼ‬
‫أو غناء لمطمبة مػف أجػؿ أدائيػا فػي االحتفػاالت واألنشػطة الػبل منيجيػة أو مسػابقات‬
‫الع ػػزؼ والغن ػػاء عم ػػى مس ػػتوى المدرس ػػة أو مديري ػػة التربي ػػة والتعم ػػيـ أو و ازرة التربي ػػة‬
‫والتعم ػػيـ؛ وعمي ػػو‪ ،‬فإنن ػػا نط ػػرح ىن ػػا بع ػػض النق ػػاط الت ػػي ال ب ػػد م ػػف األخ ػػذ بي ػػا بع ػػيف‬
‫االعتبار مف قبؿ ىؤالء المعمميف‪ ،‬والتي لربما تساعدىـ في تحقيؽ أىدافيـ المنشودة‬
‫مف وراء أداء تمؾ النماذج‪.‬‬
‫‪ ..3.3‬مجال العزف‪:‬‬
‫مف المتعارؼ عميو أف وضع نماذج العزؼ لمطمبة في المرحمة المدرسية‬
‫يقتضي األخذ ببعض األمور منيا‪:‬‬
‫‪ .1‬أف ي ارعػػى عنػػد تػػأليؼ تمػػؾ النمػػاذج‪ ،‬تػػوفر اآلالت الموسػػيقية البلزمػػة لتنفيػػذىا‪،‬‬
‫كاألكورديوف والمولوديكا‪ ،‬إلى جانب آالت الباند القرعية والنغمية البسيطة كالصػنوج‬
‫وال ػػدفوؼ والطب ػػوؿ‪ ،‬والمثمث ػػات‪ ،‬والفقاش ػػات والخش ػػاخيش واإلكزيمف ػػوف وغيرى ػػا‪ ،‬إل ػػى‬
‫جانب بعض اآلالت الموسيقية اإللكترونية مثؿ األورغ‪.‬‬
‫‪ .2‬أف يكػػوف تصػػميـ نمػػاذج العػػزؼ مػػا أمكػػف بطريقػػة األداء الجمػػاعي‪ ،‬مػػف خػػبلؿ‬
‫توزيػػع بسػػيط ليػػذه النمػػاذج عمػػى أكثػػر مػػف آلػػة موسػػيقية (نغميػػة أو قرعيػػة)‪ ،‬حتػػى‬
‫يتمكف أكبر عدد مف الطمبة مف أدائيا‪ ،‬ال سيما أف التدريب الجماعي يساعد الطمبة‬
‫عمػػى األداء بصػػورة أس ػرع وأكثػػر دقػػة‪ ،‬لمػػا يتكػ ّػوف لديػػو مػػف شػػعور الثقػػة بػػالنفس مػػع‬
‫زمبلءه مف خبلؿ قدرتو عمى أداء تمؾ النماذج‪.‬‬
‫‪ .3‬أف تتسػـ نمػػاذج العػػزؼ بالوضػػوح وسػػيولة األداء‪ ،‬وذلػؾ مػػف خػػبلؿ االبتعػػاد عػػف‬
‫القف ػزات المحنيػػة الصػػعبة وتعػػدد التحػػويبلت المقاميػػة فػػي نفػػس النمػػوذج فيمػػا يتعمػػؽ‬

‫‪101‬‬
‫بنمػػاذج العػػزؼ المحنػػي‪ ،‬وأف تكػػوف بسػػيطة فػػي إيقاعاتي ػا وممفتػػو مػػف خػػبلؿ توزيػػع‬
‫تتبعو فيما يتعمؽ بنماذج العزؼ اإليقاعي‪.‬‬
‫بسيط يمكف لمطالب ّ‬
‫‪ .4‬أف تسػػاعد نمػػاذج العػػزؼ الطالػػب عمػػى فيػػـ النظريػػات الموسػػيقية‪ ،‬مثػػؿ النغمػػات‬
‫المنغمة‬
‫ّ‬ ‫الموسيقية (دو‪ ،‬ري‪ ،‬مي‪ ،‬فا‪ )...‬وأداء ىذه النغمات بواسطة اآلالت القرعية‬
‫المتػوفرة فػػي المػػدارس أو يسػػيؿ توفيرىػػا‪ ،‬وأف تسػػاعد ىػػذه النمػػاذج كػػذلؾ عمػػى توقيػػع‬
‫األزمنة وأداء الموحات اإليقاعية مف خبلؿ اآلالت القرعية الموقّعة أيضاً المتوفرة في‬
‫المػػدارس أو يسػػيؿ توفيرىػػا مثػػؿ الطبػػوؿ والصػػنوج والػػدفوؼ والجبلجػػؿ والكاسػػتنيت‬
‫وغيرىا‪...‬‬
‫‪ .5‬محاول ػة مػػا أمكػػف أف يشػػترؾ نم ػوذج العػػزؼ مػػع نم ػوذج األغنيػػة‪ ،‬وبػػأداء الطمبػػة‬
‫أنفسػػيـ لمنمػػوذجيف‪ ،‬والتركيػػز عمػػى المصػػاحبة اإليقاعيػػة باسػػتخداـ بعػػض الضػػروب‬
‫المبلئم ػػة لؤلغني ػػة‪ ،‬ويفض ػػؿ دائمػ ػاً البس ػػيط مني ػػا‪ ،‬وأف تك ػػوف ف ػػي الميػػزاف الثن ػػائي أو‬
‫الرباعي ثـ الثبلثي‪.‬‬
‫‪ -1.3.3‬مجال الغناء‪:‬‬
‫كما في مجاؿ العزؼ‪ ،‬فإنو عند اختيار نماذج الغناء ال بد مف مراعاة‬
‫أمور كثيرة نجمميا فيما يمي‪:‬‬
‫‪ -..1.3.3‬المنطقة الصوتية‪:‬‬
‫إف تحديػػد المنطقػػة الصػػوتية التػػي يسػػتطيع الطمبػػة األداء فييػػا‪ ،‬ىػػو مطمػػب‬
‫أساسي مف متطمبات الغناء الناجح‪ ،‬وعمى ذلؾ فمف الضروري تحديدىا‪ .‬ولقد أثبتت‬
‫العديػػد مػػف الد ارسػػات أف المنطقػػة الصػػوتية التػػي يسػػتطيع الطمبػػة الغنػػاء فييػػا بيسػػر‬
‫وسيولة ودقة جاءت عمى النحو اآلتي‪:‬‬

‫‪102‬‬
‫‪ .1‬فـــي ســـن السادســـة‪ :‬يسػػتطيع الطالػػب الغنػػاء فػػي المنطقػػة الصػػوتية مػػف ري –‬
‫دو‪1‬؛ وتشػػمؿ المرحمػػة العمريػػة فػػي سػػف السادسػػة طمبػػة الصػػؼ األوؿ األساسػػي فػػي‬
‫مدارس األردف‪.‬‬
‫‪ .2‬سـن السـابعة حتــى التاسـعة‪ :‬يسػتطيع الطالػب الغنػػاء فػي المنطقػة الصػوتية مػػف‬
‫ري – ري‪1‬؛ وتشمؿ المرحمة العمرية في سف السػابعة حتػى التاسػعة طمبػة الصػفوؼ‬
‫الثاني والثالث والرابع بمرحمة التعميـ في مدارس األردف‪.‬‬
‫لحدة حتى‬ ‫‪ .3‬بعد سن التاسعة‪ :‬تتسع المساحة الصوتية لمطفؿ تدريجياً في ِ‬
‫الغْمظ وا ّ‬
‫يصػػؿ سػػف البمػػوغ؛ وتشػػمؿ المرحمػػة العمريػػة بعػػد سػػف التاسػػعة طمبػػة الصػػؼ الخػػامس‬
‫األساسي وما بعد‪ ،‬بمرحمة التعميـ في مدارس األردف‪.‬‬
‫‪ -1.1.3.3‬كممات األغنية‪:‬‬
‫بطبيعة الحاؿ يجػب التأكيػد عمػى أف يكػوف اختيػار األغػاني المدرسػية مبنػي‬
‫عمػػى نػػص جيػػد ومبلئػػـ مػػف حيػػث بسػػاطة الكممػػة ووضػػوح المعنػػى‪ .‬ورداً عمػػى القػػوؿ‬
‫بأنو يجب عمى الطالػب غنػاء األناشػيد واألغػاني المدرسػية بالمغػة العربيػة الفصػحى‪،‬‬
‫فقػػد أكػػد عممػػاء التربيػػة والفبلسػػفة أنػػو ينبغػػي عمػػى الطالػػب أف يغنػػي بالميجػػة التػػي‬
‫يمكنػػو أف يػػتكمـ بيػػا ويفيميػػا‪ ،‬بمعنػػى أف يغنػػي مػػا يتكممػػو بالفعػػؿ‪ ،‬ومػػا يسػػتطيع أف‬
‫ينطقو‪ ،‬ولكف مف األفضؿ أف تكوف ىذه الكممة في نطاؽ المغػة العربيػة الميسػرة (أي‬
‫العامية المي ّذبة)‪ ،‬وىي تمؾ التي تقع بيف المغة العربية الفصحى والمغة العامية‪ ،‬أي‬
‫أننا نميؿ إلى تأكيد رأي الفيمسػوؼ أفبلطػوف فػي "أف المغػة التػي يػتكمـ بيػا الفػرد ىػي‬
‫نفسيا التي يغني بيا"‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫ويمكف تمخيص خصائص الكممة في األغنية المدرسية بما يمي‪:‬‬
‫‪ .1‬أف تكػػوف بسػػيطة سمسػػة‪ ،‬بحيػػث تقتػػرب قػػدر المسػػتطاع مػػف لغػػة الحػػديث التػػي‬
‫يمارسيا الطفؿ‪.‬‬
‫‪ .2‬أف تكوف عبارتيا واضحة معبرة عف الموضوع المراد طرحو‪.‬‬
‫‪ .3‬أف يكػػوف اختيػػار الكممػػات م ػرتبط بحيػػاة الطالػػب اليوميػػة‪ ،‬ومػػف بيئتػػو‪ ،‬وأف تيػػتـ‬
‫بالمعػػاني الحسػػية التػػي تمبػػي حاجاتػػو‪ ،‬وتعػػزز مػػف انتمػػاءه لدينػػو ووطنػػو‪ ،‬وأف ت ػرتبط‬
‫التصور‪.‬‬
‫ّ‬ ‫كذلؾ بخيالو وقدراتو عمى‬
‫‪ .4‬سيمة الحفظ والتذ ّكر‪ ،‬والحرص عمى أف ال يستغرؽ حفظيا وقتاً طويبلً‪.‬‬
‫‪ .5‬أف يكوف اإليقاع الشعري والوزف العروضي قصير‪.‬‬
‫‪ .6‬أف تكوف موضوعاتيا شيقة ذات قيمة أدبية تناسب مفاىيـ ومدارؾ الطالب‪.‬‬
‫‪ -3.1.3.3‬لحن األغنية‪:‬‬
‫يجػب أف يكػوف المحػف المسػتخدـ فػػي األغنيػة المدرسػية ذا مواصػفات مكممػػة‬
‫لكممػػات األغنيػػة (حسػػب المعػػايير سػػالفة الػػذكر)‪ ،‬حيػػث أف مػػف أىػػـ خصػػائص ىػػذا‬
‫المح ػػف أف يك ػػوف متزاوجػ ػاً م ػػع ال ػػنص‪ ،‬م ػػع التأكي ػػد عم ػػى بس ػػاطتو وسبلس ػػتو بحي ػػث‬
‫يتناسب مع بساطة الكممة واإليقاع‪.‬‬
‫ويمكف تمخيص الخصائص المحنية لؤلغنية المدرسية عمى النحو اآلتي‪:‬‬
‫‪ .1‬أف يكػػوف بسػػيطاً وسػػيبلً‪ ،‬ومتوازيػاً مػػع مػػؤىبلت الطمبػػة (السػمّـ‪ ،‬الػػنفس‪ ،‬المنطقػػة‬
‫الصوتية‪ ،)...‬ألنو إذا كانت الصعوبات أكبر مف إمكانيات الطالب‪ ،‬فإنو لػف يػتمكف‬
‫مف تنفيذ األغنية بشكؿ سميـ‪ ،‬وبالتالي فإف عدـ سماعو شيئاً جميبلً وضػمف قد ارتػو‪،‬‬
‫سيتسػبب فػي تقميػػؿ حماسػو ورغبتػو فػػي الغنػاء؛ لػذا ال بػػد أف تواكػب ىػذه الصػػعوبات‬
‫نمو صوت الطفؿ شيئاً فشيئاً وبدقّة‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫‪ .2‬أف تكوف الجمؿ الموسػيقية فػي المحػف ذات طػوؿ يأخػذ فػي عػيف االعتبػار فتػرات‬
‫االنتبػػاه القصػػيرة عنػػد الطالػػب‪ ،‬حتػػى ال يضػػطر إلػػى التػػنفس فػػي وسػػطيا فيػػؤثر ذلػػؾ‬
‫عمى صحة األداء‪.‬‬
‫‪ .3‬يفضؿ أف يكوف المحف خالياً مف القفزات النغميػة عنػدما تكػوف المنطقػة الصػوتية‬
‫لمطمبة محدودة (لطمبة الصفوؼ الخمسة األولى)‪ ،‬ونبدأ في استخداـ القفزات المحنية‬
‫عندما تبدأ المنطقة باالتساع (لطمبة الصؼ السادس األساسي وما بعد)‪.‬‬
‫‪ .4‬يفضؿ أف تكوف العبارات الموسيقية متكررة حتى يسيؿ حفظيا‪ ،‬وأف يتـ االبتعاد‬
‫عف التحويبلت إلى مقامات متعددة في أغنية واحدة‪.‬‬
‫معب اًر عف روح الكممات ومعناىا‪.‬‬
‫‪ .5‬أف يكوف المحف ج ّذاباً ّ‬
‫‪ .6‬أف يكػػوف المحػػف متناسػػباً مػػع اآلالت الموسػػيقية المسػػتخدمة‪ ،‬حتػػى يػػتمكف الطمبػػة‬
‫ذوي الموىبة مػف عزفػو ومصػاحبة مجموعػات الغنػاء‪ ،‬فيحػدث بػذلؾ تكػامبلً فنيػاً بػيف‬
‫طمبة الفصؿ الدراسي الواحد‪.‬‬
‫‪ .7‬يجب أف يكوف إيقاع األغنية بسيطاً وواضحاً وبعيداً عػف التعقيػد‪ ،‬وأف يكػوف فػي‬
‫ذات الوقت ‪.‬‬
‫‪ .8‬أف يكػػوف إيقػػاع األغنيػػة شػ ّػيؽ يتميػػز بالحيويػػة والنشػػاط بمػػا يتوافػػؽ مػػع المرحمػػة‬
‫العمرية لمطمبة‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫‪ -4.3‬أساليب تدريس نماذج العزف والغناء لطمبة المرحمة المدرسية بصورة‬
‫عامة والنماذج الواردة في منياج الموسيقى واألناشيد في األردن بصورة خاصة‬
‫إف تػػدريس أي نمػػوذج عزفػػي أو غنػػائي يحتػػاج إلػػى أسػػموب معػػيف يتضػػمف‬
‫خطوات متسمسمة ال بد مف إتباعيا حتى تتحقؽ األىداؼ المنشػودة مػف تػدريس ذلػؾ‬
‫النمػػوذج؛ لػػذا سػػأطرح ىنػػا أسػػموبيف أحػػدىما لتػػدريس نمػػاذج العػػزؼ واآلخػػر لنمػػاذج‬
‫الغنػػاء لمطمبػػة فػػي المرحمػػة المدرسػػية‪ ،‬لعميمػػا يكونػػاف عون ػاً لممعمػػـ فػػي تعمػػيـ الطمبػػة‬
‫كيفيػػة أداء تمػػؾ النمػػاذج‪ .‬ومػػف الجػػدير بالػػذكر ىنػػا أف مػػا سػػنورده ىنػػا مػػف أسػػاليب‬
‫ت ػػدريس‪ ،‬ى ػػي باإلمك ػػاف تطبيقي ػػا عم ػػى كاف ػػة نم ػػاذج الع ػػزؼ والغن ػػاء لطمب ػػة المرحم ػػة‬
‫المدرسية سواء أكانت تمؾ النماذج مف اجتياد المعمـ أو مف داخؿ منيػاج الموسػيقى‬
‫واألناشيد في األردف‪.‬‬
‫‪ -..4.3‬أسموب تدريس نماذج العزف‪:‬‬
‫إف أساليب تدريس العزؼ عمى اآلالت الموسػيقية المدرسػية ال تختمػؼ كثيػ اًر‬
‫ع ػػف أس ػػاليب تػ ػػدريس الع ػػزؼ عموم ػ ػاً‪ ،‬إالّ َّ‬
‫أف لت ػػدريس ىػ ػػذه اآلالت لطمب ػػة المرحمػػػة‬
‫المدرسػػية خطػوات ال بػػد مػػف إتباعيػػا حتػػى يأخػػذ كػػؿ طفػػؿ حقػػو بمعرفػػة تمػػؾ اآلالت‬
‫وكيفية ممارسة العزؼ عمييا‪ .‬ويمكف تمخيص ىذه الخطوات عمى النحو اآلتي‪:‬‬
‫‪ .1‬يق ػػوـ المعم ػػـ بتعريػ ػؼ الطمب ػػة باآلل ػػة الموس ػػيقية ف ػػي ص ػػورتيا العام ػػة‪ ،‬م ػػف حي ػػث‬
‫شكميا‪ ،‬وأجزائيا ووظيفة كؿ جزء فييا‪ ،‬باإلضافة إلى تبيانو كيفية العناية بيػذه اآللػة‬
‫والمحافظة عمييا‪.‬‬
‫‪ .2‬يقػػوـ المعمػػـ بإعطػػاء فكػرة لمطمبػػة عػػف صػػوت اآللػػة الموسػػيقية‪ ،‬مػػف خػػبلؿ قيامػػو‬
‫ب ػػالعزؼ عميي ػػا أم ػػاميـ‪ ،‬أو م ػػف خ ػػبلؿ إتاح ػػة الفرص ػػة لي ػػـ لبلس ػػتماع إل ػػى نم ػػاذج‬
‫موسيقية مسجمة تؤدييا تمؾ اآللة‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫‪ .3‬يوضػ ػػح المعمػ ػػـ لمطمبػ ػػة كيفيػ ػػة العػ ػػزؼ عمػ ػػى اآللػ ػػة الموسػ ػػيقية جموس ػ ػاً أـ وقوف ػ ػاً‪،‬‬
‫وكذلؾ الوضع المناسب لمسكيا والعزؼ والضرب عمييا‪.‬‬
‫‪ .4‬يت ػػدرج المعم ػػـ ف ػػي تعمػػػيـ ع ػػزؼ النم ػػوذج م ػػف التقني ػػة الس ػػيمة ف ػػي الع ػػزؼ إلػػػى‬
‫الصػػعوبة التػػي تظيػػر فػػي أج ػزاء النمػػوذج‪ ،‬ال سػػيما أف ىػػذه الصػػعوبة تتطمػػب تقنيػػة‬
‫جديػػدة يجػػب عمػػى المعمػػـ شػػرح كيفيػػة التغمػػب عمييػػا‪ ،‬مػػف خػػبلؿ التػػدريب الصػػحيح‪،‬‬
‫والتكرار الضروري‪ ،‬والصبر المرافؽ لمتمريف‪.‬‬
‫‪ .5‬إذا كػػاف نمػػوذج العػػزؼ بحاجػػة إلػػى أكثػػر مػػف آلػػة موسػػيقية حتػػى يػػتـ أداؤه‪ ،‬فػػإف‬
‫عمى المعمـ إتباع الخطػوات السػابقة‪ ،‬نضػيؼ عمييػا ضػرورة قيامػو بعػرض صػور أو‬
‫أشرطة فيديو أماـ الطمبة‪ ،‬تبيف شػكؿ ىػذه اآلالت الموسػيقية وطبيعػة العػزؼ عمييػا؛‬
‫ومف األفضؿ أف تحتوي أشرطة الفيديو عمى نماذج موسيقية تؤدييا تمؾ اآلالت مف‬
‫خبلؿ عازفيف منفرديف‪ ،‬أو فرؽ موسيقية مدرسية‪ ،‬أو فرؽ كبيرة محمية أو عالمية‪.‬‬
‫‪ .6‬يقوـ المعمـ بإعطاء الفرصة ألكبر عدد ممكف مف الطمبة بأداء نموذج العزؼ ‪-‬‬
‫بمػػا يتخممػػو مػػف توزيػػع ‪ -‬عمػػى اآلالت الموسػػيقية المت ػوافرة؛ وىنػػا يجػػب أف يحػػرص‬
‫المعم ػػـ عم ػػى إعط ػػاء ك ػػؿ مجموع ػػة م ػػف الطمب ػػة خ ػػط مع ػػيف م ػػف التوزي ػػع الموس ػػيقي‬
‫المصػػمـ لنمػػوذج العػػزؼ؛ وحػػيف يتأكػػد المعمػػـ أف كػػؿ طالػػب قػػد أتقػػف عػػزؼ الخػػط‬
‫المحبػذ ىنػا أف‬
‫ّ‬ ‫المناط بو‪ ،‬يطمب مف كافة الطمبة أداء النموذج بشكؿ جماعي؛ ومف‬
‫يتدرب كؿ طالب في الصؼ عمى كافػة خطػوط التوزيػع التػي تتخمػؿ نمػوذج العػزؼ‪،‬‬
‫حتػػى تػػتـ فيمػػا بعػػد عمميػػة تب ػادؿ األدوار بػػيف الطمبػػة جميع ػاً‪ ،‬لنتأكػػد حينيػػا أف كػػؿ‬
‫طالب قد أتقف أداء النموذج بصورتو الكاممة (الخػط األساسػي مػع التوزيػع الموسػيقي‬
‫المرافؽ لو)‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫‪ -1.4.3‬أسموب تدريس نماذج الغناء‪:‬‬
‫ىنالػػؾ طػ ػريقتيف لت ػػدريس األغنيػػة لطمب ػػة المرحم ػػة المدرسػػية‪ ،‬ىم ػػا‪ :‬الطريق ػػة‬
‫الجزئية والطريقة الكمية‪ ،‬ولكؿ منيما خطوات خاصة ال بد مف إتباعيا أثنػاء تػدريس‬
‫األغنية‪.‬‬
‫الطريقة الجزئية‪:‬‬
‫عػػادة مػػا تسػػتخدـ ىػػذه الطريقػػة فػػي تػػدريس األغ ػاني الصػػعبة أو الطويمػػة‪،‬‬
‫ونممس ذلؾ مف خبلؿ الخطوات التي تتبعيا‪ ،‬والتي نستعرضيا عمى النحو اآلتي‪:‬‬
‫‪ .1‬يقوـ المعمـ بقراءة كممات األغنية قراءة عروضية صحيحة أماـ الطمبة‪ ،‬مع شرح‬
‫معاني الكممات إف لػزـ األمػر‪ ،‬عمػى أف يػردد الطمبػة القػراءة كمػا ق أرىػا المعمػـ تمامػاً‪،‬‬
‫وىنػػا ُينصػػح بػػأف يقػػوـ المعمػػـ بتجزئػػة كممػػات األغنيػػة‪ ،‬بحيػػث يق ػ أر بيػػت كامػػؿ مػػف‬
‫الكممػػات ثػػـ يرددىػػا الطمبػػة أمامػػو‪ ،‬ومػػف ثػػـ ينتقػػؿ إلػػى البيػػت الثػػاني بػػنفس الطريقػػة‪،‬‬
‫وصوالً إلى قراءة كممات األغنية كاممة‪.‬‬
‫‪ .2‬ينصت المعمـ جيػداً لمطمبػة حػيف ترديػدىـ كممػات األغنيػة خمفػو‪ ،‬حتػى يتسػنى لػو‬
‫تصحيح ما يمفظوه بشكؿ خاطئ‪.‬‬
‫‪ .3‬بعد التأكد مف سبلمة القراءة عند الطمبة مف حيث المفظ ومخارج الحروؼ‪ ،‬يقػوـ‬
‫المعمـ بعزؼ لحف األغنية كامبلً مرة واحدة مع غناء الكممات بصوت واضح‪.‬‬
‫‪ .4‬يبػػدأ المعمػػـ بتقسػػيـ األغنيػػة إلػػى أجػزاء‪ ،‬مػػع م ارعػػاة أف تخضػػع ىػػذه التجزئػػة إلػػى‬
‫خبرة المعمـ وتفيمو لطبيعة المحف والكممات بما ال يشكؿ عقبة أماـ الطمبة‪.‬‬
‫‪ .5‬يبدأ المعمـ بغناء الجزء األوؿ عػدة مػرات بمصػاحبة آلػة موسػيقية‪ ،‬ثػـ يطمػب مػف‬
‫الطمبػػة ترديػػد ىػػذا الجػػزء‪ ،‬ثػػـ ينتقػػؿ إلػػى غنػػاء الجػػزء الثػػاني بػػنفس الطريقػػة‪ ،‬ويطمػػب‬
‫كذلؾ مف الطمبة ترديده‪ ،‬وىكذا إلى أف تنتيي كافة أجزاء األغنية‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫‪ .6‬يقوـ المعمـ بأداء الجػزء األوؿ والثػاني معػاً بػالتوالي بمصػاحبة آلػة موسػيقية‪ ،‬ثػـ‬
‫يطم ػػب م ػػف الطمب ػػة تردي ػػدىما‪ ،‬ويق ػػوـ بع ػػد ذلػ ػؾ ب ػػأداء الج ػػزء الثال ػػث وال ارب ػػع ب ػػنفس‬
‫الطريقة‪ ،‬ويطمب مف الطمبة ترديدىما‪ ،‬إلى أف تنتيي كافة أجزاء األغنية‪.‬‬
‫‪ .7‬بعػػدما يتأكػػد المعمػػـ بػػأف الطمبػػة قػػد أتقن ػوا غنػػاء كافػػة أج ػزاء األغنيػػة‪ ،‬يقػػوـ بػػأداء‬
‫األغنيػة كاممػة أمػاميـ بمصػاحبة آلػة موسػػيقية‪ ،‬ثػـ يطمػب إلػييـ ترديػدىا معػو كاممػػة‪،‬‬
‫وبعػػدىا يػػدعوىـ إلػػى إعػػادة ترديػػدىا وحػػدىـ مػػع مصػػاحبتو ليػػـ بآلػػة موسػػيقية أثنػػاء‬
‫الغناء‪.‬‬
‫الطريقة الكمية‪:‬‬
‫يفضػ ػػؿ اسػ ػػتخداـ ىػ ػػذه الطريقػ ػػة لؤلغنيػ ػػات واألناشػ ػػيد ذات األلحػ ػػاف السػ ػػيمة‬
‫والنصوص القصيرة‪ .‬وليذه الطريقة خطوات تدريس نستعرضيا عمى النحو اآلتي‪:‬‬
‫‪ .1‬يقػػوـ المعمػػـ ب ػػأداء األغني ػة أم ػػاـ الطمبػػة مػػف ب ػػدايتيا إلػػى نيايتي ػػا‪ ،‬ولعػػدة مػػرات‬
‫متتالية‪.‬‬
‫‪ .2‬عنػػدما يتأكػػد المعمػػـ أف الطمبػػة قػػد أمكػػنيـ التعػػرؼ عمػػى الكممػػات والمحػػف‪ ،‬يطمػػب‬
‫منيـ ترديد األغنية كاممة عدة مرات‪.‬‬
‫‪ .3‬يقػػوـ المعمػػـ بعػػد ذلػػؾ بتقسػػيـ الطمبػػة إلػػى مجمػػوعتيف تػػؤدي كػػؿ مجموعػػة منيمػػا‬
‫األغنية كاممة‪ ،‬واليدؼ مف ذلؾ ىو خمؽ جػو تنافسػي بػيف الطمبػة فػي المجمػوعتيف‪،‬‬
‫والتع ػػرؼ عم ػػى األخط ػػاء؛ إذ أن ػػو باس ػػتخداـ ى ػػذه الطريق ػػة‪ ،‬ق ػػد تق ػػع بع ػػض األخط ػػاء‬
‫المغوية أو المحنية أثناء الغناء‪ ،‬والذي يمكف تصػحيحيا أوالً بػأوؿ مػف خػبلؿ اإلعػادة‬
‫والتنػػافس بػػيف المجمػػوعتيف‪ ،‬وقػػد يحتػػاج المعمػػـ إلػػى إعطػػاء اىتمػػاـ خػػاص لػػبعض‬
‫األجزاء إف لزـ األمر‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫‪ -5.3‬الوسائل التعميمية الواجب توافرىا لتدريس منياج الموسيقى واألناشيد في‬
‫‪44‬‬
‫األردن‬
‫تشتمؿ الوسائؿ التعميمية الخاصة بكؿ درس مف دروس المنياج عمى‬
‫استخداـ المواد واآلالت الموسيقية البلزمة لمجوانب التطبيقية‪ ،‬واستخداـ المصادر‬
‫التعميمية بما يتبلءـ مع الموقؼ التعميمي‪ ،‬حيث أف الوسائؿ التعميمية مكممة‬
‫لمموقؼ التعميمي‪ ،‬فيي تعمؿ عمى ربط األلحاف والكممات والرموز ببعضيا‪ ،‬وتفسر‬
‫الحقائؽ العممية وتسيميا‪ ،‬كما أنيا تعمؿ عمى جذب انتباه التبلميذ واثارة خياليـ‬
‫دور ىاماً في‬
‫وتنمية القدرة عمى المبلحظة واالستنتاج؛ والوسائؿ التعميمية تمعب اً‬
‫مادة التربية الموسيقية‪ ،‬حيث أنيا تعمؿ عمى تقريب موادىا الموجودة إلى فكر‬
‫التبلميذ وربطيا باألشياء المحسوسة أماميـ‪ ،‬وبالتالي تسييؿ عممية التعميـ‪ ،‬وفيما‬
‫يمي عرضاً ألبرز أنواع الوسائؿ التعميمية التي تساعد المعمـ في تدريس منياج‬
‫الموسيقى واألناشيد في مرحمة التعميـ األساسي‪:‬‬
‫‪ -‬األقراص الممغنطة (‪:)CDs‬‬
‫حيث تساعد في مختمؼ األنشطة الموسيقية كالحفبلت المدرسية والفرؽ‬
‫الموسيقية واألغاني المدرسية بجانب االستفادة منيا في دروس التذوؽ الموسيقي‪.‬‬
‫‪ -‬الموحات التصويرية وأجيزة العرض الخاصة بيا (‪:)Data Show‬‬
‫وتستخدـ لعرض مختمؼ اآلالت الموسيقية العربية والغربية‪.‬‬
‫‪ -‬رسوم من الورق المقوى أو الخشب‪:‬‬
‫ويستخدـ في التعريؼ عمى اآلالت الموسيقية المختمفة والعبلمات اإليقاعية‬
‫والمفاتيح الموسيقية‪.‬‬

‫‪‌–‌44‬غ‪ٛ‬أّٗ‪ِ‌،‬حّذ‪‌،‬انتدربت األردَُت فٍ تأنُف يُاهح انتربُت انًىسُقُت‪ِ‌،‬شخع‌عبثك‪‌،َ2011‌،‬ص‪‌ .178 -177‬‬


‫‌‬

‫‪110‬‬
‫‪ -‬أفالم موسيقية‪:‬‬
‫وذلؾ لعرض مراحؿ حياة المؤلفيف الموسيقييف العرب وبعض أعماليـ مف خبلؿ‬
‫شاشات العرض أو جياز فيديو‪.‬‬
‫‪ -‬اإلنترنت‪:‬‬
‫وذلؾ مف أجؿ تمكيف الطمبة وحثيـ عمى القراءة الخارجية‪ ،‬واالطبلع عمى الثقافات‬
‫الموسيقية المختمفة مف خبلؿ ما تتبع ىذه الثقافات مف أغاف ومقطوعات موسيقية‬
‫وطرؽ عزفو‪ ،‬باإلضافة إلى التعرؼ عمى اآلالت الموسيقية المستخدمة في عزؼ‬
‫تمؾ المقطوعات‪.‬‬
‫‪ -‬اآلالت اإليقاعية‪:‬‬
‫ىذه اآلالت تساعد عمى تقوية الذىف وتنبيو وتنشيط الحواس العقمية‬
‫وبالتالي فيي تساعد الطفؿ في التعرؼ عمى األعماؿ الموسيقية التي يغنييا‬
‫ويعزفيا‪ ،‬وتنمية الذوؽ الموسيقي لمطفؿ‪ ،‬كما أنيا تساعد في بناء شخصية الطفؿ‬
‫عف طريؽ ضبط النفس أثناء العزؼ والطاعة ألوامر قائد الفرقة وانكار الذات داخؿ‬
‫العمؿ الجماعي‪.‬‬
‫‪ -‬اآلالت النغمية ثابتة الدوزان‪:‬‬
‫تستدعي العممية التعميمية في مجاؿ الموسيقى وجود آالت نغمية ثابتة‬
‫الدوزاف مثؿ الفموت الخشبي‪ ،‬مع ضرورة وجود آلة مصاحبة مثؿ البيانو‪ ،‬وكما تـ‬
‫ذكره سابقاً بأف ىذه اآلالت تعمؿ عمى تنمية الذوؽ الموسيقي لدى الطفؿ‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫‪ -6.3‬التجييزات المدرسية الواجب توافرىا لتدريس منياج الموسيقى واألناشيد في‬
‫األردن‬
‫إف ميمة تدريس منياج الموسيقى واألناشيد ليست ميمة سيمة‪ ،‬ولكنيا‬
‫تحتاج إلى الكثير مف األمور الواجب توافرىا في البيئة المدرسية‪ ،‬فيي تحتاج إلى‬
‫معمـ متمكف في مجالي العزؼ والغناء‪ ،‬كما تحتاج لوسائؿ متنوعة‪ ،‬منيا اآلالت‬
‫الموسيقية والصور واألشرطة والتمفزيوف واألفبلـ وغيرىا‪.‬‬
‫أما بالنسبة لموسائؿ التعميمية فيي كما ذكرنا آنفاً‪ ،‬وىي أشرطة التسجيؿ أو‬
‫المدمجة (‪ )c.d.‬والفيديو واألسطوانات‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫ّ‬ ‫الكاسيت واألسطوانات‬
‫لوحات تعميمية ورسومات وصور آلالت موسيقية أو لموسيقييف‪ .‬أما عف اآلالت‬
‫الموسيقية نفسيا فتعتبر مف أىـ الوسائؿ المستخدمة في الموسيقي المدرسية‪،‬‬
‫والواجب توافرىا عمى مختمؼ أنواعيا‪ .‬ولمحفبلت الموسيقية أىمية كوسيمة مف‬
‫وسائؿ التعميـ التي ليا دور بارز في ترسيخ وعمؽ لمتربية الموسيقية في نفوس‬
‫الطمبة‪ ،‬والبد مف توافر قاعات إلدارة الحصص الموسيقية أو التدريبات‪ ،‬ويجب أف‬
‫تكوف ىذه القاعات وفؽ مقومات وأسس وتدريس ىذه المادة التي تتطمب العزؼ‬

‫والغناء بمختمؼ التعابير‪ ،‬ويجب أف يكوف ىناؾ عزؿ صوتي لقاعة الموسيقى تجنباً‬
‫لبلرتدادات الصوتية‪ ،‬ألف ذلؾ لو تأثير عمى سير العممية المدرسية في المدرسة‬
‫عمى افتراض أف ىذه المادة سوؼ تدخؿ في الحصص ضمف الجدوؿ الدراسي‪،‬‬
‫وأيضا يجب عمى المدرسة أف توفّر مسرحاً مناسباً لممارسة مختمؼ أنواع النشاط بو‬
‫ال سيما النشاط الموسيقي‪ ،‬لذا البد مف توفير القاعة المناسبة لمتدريس والمسرح‬
‫المناسب إلقامة النشاطات‪ ،‬بحيث تتوافر فييا مواصفات الصالة الجيدة ىي‪:‬‬
‫‪ -‬وضوح الصوت وامكانية التمييز بيف األصوات المسموعة‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫‪ -‬التمويف الصوتي وامكانية السماح ألكبر عدد ممكف مف األصوات المباشرة‬
‫أف تصؿ إلى المستمع‪.‬‬
‫‪ -‬أف تتوافر نسبة جيدة لكتـ الصوت باستخداـ العازؿ إما مف الفميف أو مف‬
‫الخشب حتى تكوف الصالة أو المسرح معزوؿ عف األصوات الخارجية‪.‬‬
‫‪ -7.3‬مالحظات عامة عمى منياج الموسيقى واألناشيد في األردن بصورة عامة‬
‫مػ ػػف خػ ػػبلؿ البحػ ػػث فػ ػػي محتػ ػػوى منيػ ػػاج الموسػ ػػيقى واألناشػ ػػيد فػ ػػي األردف‬
‫لمصػػفوؼ مػػف (‪ )10-1‬وتحميػػؿ المػػادة الموجػػودة فػػي كتػػاب الطالػػب ودليػػؿ المعمػػـ‬
‫واألشرطة التعميمية‪ ،‬فإننا نضع أماـ القارئ عدد مف المبلحظات عمى النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -..7.3‬المالحظات اإليجابية عمى منياج الموسيقى واألناشيد في األردن‪:‬‬
‫‪ .1‬بعد التحميؿ والتمحيص‪ ،‬تبيف لنا أف منياج الموسيقى واألناشيد في األردف قد‬
‫حقؽ في معظمو األىداؼ التي ُبني مف أجميا‪ ،‬باإلضافة إلى أنو جاء متماشياً إلى‬
‫حد كبير مع معايير المدارس الموسيقية العالمية المتخصصة‪ ،‬مثؿ مدرسة كوداي‬
‫وكارؿ أورؼ ودالكروز‪ ،‬وغيرىـ‪ ،‬ال سيما أنو استند إلى جممة مف أسس ومكونات‬
‫ىذه المدارس‪ ،‬سواء أكاف ذلؾ في مجاالت العزؼ أو الغناء‪ ،‬أو توظيؼ التراث‬
‫الشعبي‪ ،‬أو التدرج العممي في بناء المنيج‪.‬‬
‫ومنس ػػقة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫‪ .2‬طباع ػػة كت ػػاب الطال ػػب ودلي ػػؿ المعم ػػـ ج ػػاءت ممون ػػة وجميم ػػة وواض ػػحة‬
‫بصورة تتماشى مع أنظمة الطباعة الحديثة‪.‬‬
‫‪ .3‬م ػػف الممف ػػت أف و ازرة التربي ػػة والتعم ػػيـ األردني ػػة ق ػػد قام ػػت بتش ػػكيؿ لجن ػػة ت ػػأليؼ‬
‫لممناىج ولجنة لئلشراؼ عمى تمؾ المجنة‪ ،‬وكاف يتصؼ كؿ مف الفريقيف بمواصفات‬
‫خاصة تشمؿ الخبرة الطويمة المتخصصة‪ ،‬والتنوع في مجػاؿ العمػؿ‪ ،‬حيػث ضػـ كػؿ‬

‫‪113‬‬
‫مػػف الفػ ػريقيف أس ػػاتذة جػػامعييف ومعمم ػػي موس ػػيقى متخصصػػيف‪ ،‬وخبػػراء موس ػػيقييف‪.‬‬
‫ونرى أف كؿ ىذا أعطى القوة والمصداقية لممناىج‪.‬‬
‫‪ .4‬تـ سموؾ منيجية واحدة في تحديد عدد دروس كؿ صؼ ب‪ 30‬درساً فػي جميػع‬
‫الصػػفوؼ بمعػػدؿ درس واحػػد أسػػبوعياً‪ ،‬وىػػي أقػػؿ مػػف األسػػابيع الد ارسػػية عمػػى مػػدار‬
‫العػػاـ الد ارسػػي المقػ ّػدرة ب‪ 40‬أسػػبوعاً‪ ،‬وىػػذا يعنػػي أف المنيػػاج قػػد ارعػػى عنػػد وضػػعو‬
‫االمتحانات المدرسية وأياـ العطؿ وافساح الوقػت لمراجعػة شػاممة مػع الطمبػة لػدروس‬
‫المنياج‪.‬‬
‫‪ .5‬لقد أحسف المؤلفوف لمناىج مرحمة التعميـ األساسي البدء بتعميـ المسافة الثالثة‬
‫الصغيرة اليابطة‪ ،‬باعتبارىا مف المسافات الشائعة في حوارات األطفاؿ وأغانييـ‬
‫وألعابيـ‪.‬‬
‫‪ .6‬جػػاءت نسػػبة عػػدد دروس مجػػالي العػػزؼ والغنػػاء ف ػي كتػػب الموسػػيقى واألناشػػيد‬
‫كبي ػرة‪ ،‬وبدرجػػة ممفتػػة‪ ،‬وىػػذا دليػػؿ قػػاطع عمػػى أف مجػػالي العػػزؼ والغنػػاء قػػد حظيػػا‬
‫باىتماـ بالغ لدى فريؽ التأليؼ‪ ،‬وفي ذلػؾ تأكيػد واضػح عمػى أىميػة ىػذيف المجػاليف‬
‫في منياج الموسيقى واألناشيد‪.‬‬
‫‪ .7‬فيما يتعمؽ بنماذج العزؼ الػواردة فػي كتػاب الطالػب‪ ،‬وتحديػداً فػي مرحمػة التعمػيـ‬
‫األساسػػي األولػػى‪ ،‬نجػػد أف فريػػؽ التػػأليؼ قػػد رّكػػز مػػف خبلليػػا بشػػكؿ واضػػح عمػػى‬
‫المجػ ػػاؿ اإليقػ ػػاعي‪ ،‬وىػ ػػذا ُيحسػ ػػب لمكتػ ػػاب‪ ،‬ألف اإليقػ ػػاع مناسػ ػػب لحركػ ػػة األطفػ ػػاؿ‬
‫وأعم ػػارىـ‪ ،‬وألف اس ػػتجابتيـ لؤلنش ػػطة ف ػػي ى ػػذا العم ػػر ى ػػي ف ػػي معظمي ػػا اسػػػتجابة‬
‫إيقاعية‪ ،‬وذلؾ ما يتناسب مف ناحيػة أو أخػرى مػع منيجيػة بعػض المػدارس العالميػة‬
‫الحديثة في التربية الموسيقية‪ ،‬مثؿ مدرسة كوداي‪ ،‬دالكروز‪ ،‬أورؼ‪ ،‬وغيرىـ‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫‪ .8‬معظـ نماذج العزؼ فػي كتػاب الطالػب تنػدرج ضػمف العػزؼ اإليقػاعي والنغمػي‪،‬‬
‫بمػا يتناسػػب مػػع المرحمػػة العمريػػة لمطمبػػة‪ ،‬وىػو مػػا يحتػػاج كػػذلؾ إلػػى أدوات موسػػيقية‬
‫منيا ما ىو متوافر ومنيا ما يكمف توفيره في المدرسة‪ ،‬كاآلالت اإليقاعيػة البسػيطة‪،‬‬
‫واآلالت النغميػػة ذات التكمفػػة البسػػيطة‪ ،‬وبػػذلؾ تكػػوف لجنػػة التػػأليؼ قػػد أخػػذت بعػػيف‬
‫االعتبار ىذا الجانػب اليػاـ المتعمػؽ بتصػميـ نمػاذج العػزؼ بمػا يتناسػب مػع امكانيػة‬
‫توفير اآلالت الموسيقية في المدارس‪.‬‬
‫‪ .9‬معظ ػػـ نم ػػاذج الغن ػػاء الػ ػواردة ف ػػي كت ػػاب الطال ػػب ودلي ػػؿ المعم ػػـ‪ ،‬ج ػػاءت مناس ػػبة‬
‫ألى ػػداؼ ال ػػدروس‪ ،‬ومنوع ػػة‪ ،‬وش ػػاممة لكاف ػػة المج ػػاالت‪ :‬الديني ػػة‪ ،‬الوطني ػػة‪ ،‬التراثيػ ػة‪،‬‬
‫التوعوية‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬وغيرىا‪.‬‬
‫‪ .10‬فريػػؽ التػػأليؼ كػػاف موفق ػاً فػػي تفريػػد حصػ ٍ‬
‫ػص لمحػػديث عػػف اآلالت الموسػػيقية‬
‫المدرسية‪ ،‬والتعريؼ بيا‪.‬‬
‫‪ .11‬فريػؽ التػػأليؼ كػػاف موفقػاً فػػي تفريػػد حصػ ٍ‬
‫ػص لمحػديث عػػف شخصػػيات موسػػيقية‬
‫أردنية وعربية وعالمية‪ ،‬والتعريؼ بيا‪.‬‬
‫‪ .12‬فيمػػا يتعم ػػؽ ب ػػدليؿ المعمػػـ‪ ،‬نج ػػد أف األى ػػداؼ الػ ػواردة فيػػو يحققي ػػا محت ػػوى ك ػػؿ‬
‫درس‪ ،‬كما نجد أف دليؿ المعمـ يزود المعمـ بأساليب ووسائؿ تعميمية متنوعػة ومػؤثرة‬
‫تجم ػػع التعم ػػيـ بالبص ػػر والس ػػمع والص ػػوت والحرك ػػة والتعبي ػػر التمثيم ػػي‪ ،‬وى ػػذه خط ػػوة‬
‫إيجابيػػة فػػي أسػػاليب تػػدريس الموسػػيقى‪ .‬كمػػا نجػػد أف األنشػػطة التعميميػػة ال ػواردة فػػي‬
‫دليؿ المعمـ تسيـ في تحقيؽ أىداؼ الدروس إلى درجة كبيرة‪.‬‬
‫‪ .13‬أسػػئمة التقػػويـ فػػي دليػػؿ المعمػػـ واضػػحة وت ارعػػي فػػي معظميػػا الفػػروؽ الفرديػػة‬
‫لمطمبػة‪ .‬كمػا أف دليػػؿ المعمػـ يحتػػوي عمػى أسػئمة تقػػويـ تُحفػز الطالػػب عمػى االرتجػػاؿ‬
‫الموسيقي في معظـ الدروس‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫‪ .14‬فيما يتعمؽ باألشػرطة التعميمػة‪ ،‬فقػد تبػيف لنػا بعػد االسػتماع إلييػا أنيػا تضػمنت‬
‫ما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬بع ػػض المقطوع ػػات الموس ػػيقية لمؤلفيي ػػا األص ػػمييف‪ ،‬وك ػػذلؾ نم ػػاذج غنائي ػػة‬
‫مسػػجمة بأص ػوات المط ػربيف األصػػمييف ليػػذه النمػػاذج؛ وىػػذا يعػػزز مصػػداقية‬
‫ىذه النماذج‪ ،‬ويساعد في تحقيؽ األىداؼ المرجوة منيا‪.‬‬
‫‪ -‬ألحػػاف ألناشػػيد ونمػػاذج غنائيػػة مصػػوغة خصيصػاً لتػػتبلءـ وأىػػداؼ الػػدروس‬
‫المحددة في دليؿ المعمـ‪ ،‬وىذا يساعد في تحقيؽ أىداؼ ىذه الدروس‪.‬‬
‫‪ -‬تماريف موسيقية مبنية بحسب واقع الدروس في كتاب الطالب ودليؿ المعمـ‪،‬‬
‫وتتناسػػب مػػع الم ارحػػؿ العمريػػة لمصػػفوؼ المعنيػػة‪ ،‬وىػػذا أيض ػاً يسػػاعد فػػي‬
‫تحقيؽ أىداؼ تمؾ الدروس‪.‬‬
‫‪ -‬التسػػجيبلت الصػػوتية ال ػواردة فػػي األشػػرطة التعميميػػة فػػي معظميػػا واضػػحة‬
‫التسجيؿ ومسجمة بجودة مناسػبة‪ ،‬وىػذا أيضػاً يعػزز مصػداقية ىػذه النمػاذج‪،‬‬
‫ويساعد في تحقيؽ األىداؼ المرجوة منيا‪ ،‬والتي تصب جميعيا فػي تحقيػؽ‬
‫أىداؼ الدروس الواردة في كتاب الطالب‪.‬‬
‫‪ -1.7.3‬المالحظات التي أظيرت أنيا بحاجة إلى إعادة نظر من أجل أن‬
‫تتناسب أكثر مع معطيات التربية الموسيقية في ىذا العصر‪:‬‬
‫‪ -‬عػ ػػدـ وضػ ػػع كممػ ػػات األغػ ػػاني مقطّعػ ػػة عروضػ ػػياً تحػ ػػت النغمػ ػػات الموسػ ػػيقية فػ ػػي‬
‫مدونات نماذج الغناء الواردة في كتاب الطالب ودليؿ المعمـ‪ ،‬مما قد يربػؾ المعممػيف‬
‫القائميف عمى تدريس تمؾ النماذج‪ ،‬ولف تُغني أشرطة التسجيؿ عف ذلؾ‪.‬‬
‫‪ -‬تصػػحيح الم ػدونات الموسػػيقية الخاطئػػة لػػبعض نمػػاذج العػػزؼ والغنػػاء ال ػواردة فػػي‬
‫دروس منياج الموسيقى واألناشيد‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫‪ -‬دور المعمػػـ ودور الطالػػب فػػي المني ػاج دور تقميػػدي‪ ،‬إذ أف ذلػػؾ المنيػػاج لػػـ يعػ ِ‬
‫ػط‬
‫دو اًر جديػػداً لممعمػػـ‪ ،‬ولػػـ يعمػػؿ عمػػى تطػػوير دور الطالػػب إلػػى دور المػػتعمـ والباحػػث‬
‫المشارؾ‪ ،‬حيث لـ تتضمف الخطط المرسومة الجانػب التكنولػوجي والحوسػبة البلزمػة‬
‫لممنياج‪ .‬ولربما ىذا طبيعي ألنو مضى عمى تأليفو ما يقارب خمسة عشر عاماً‪.‬‬
‫‪ -‬الطالػػب وفػػؽ ىػػذه النظػرة ليػػذا المنيػػاج ىػػو متمػ ٍ‬
‫ؽ لممعمومػػة وال يشػػارؾ فػػي البحػػث‬
‫ويمحصيا ويستفسر‬
‫ّ‬ ‫عنيا‪ ،‬بينما األصؿ أف يكوف باحثاً صغي اًر يبحث عف المعمومة‬
‫عنيػػا وفػػؽ أسػػس تربويػػة حديثػػة‪ ،‬وأف يكػػوف ىػػو محػػور العمميػػة التعميميػػة التعمميػػة‪،‬‬
‫يشارؾ ويختار ويتفاعؿ معيا‪.‬‬
‫‪ -‬فيما يتعمؽ باألشرطة التعميمة‪ ،‬فقد تبيف لنا بعد االستماع إلييا ما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬وج ػ ػػود بع ػ ػػض التس ػ ػػجيبلت القديم ػ ػػة لنم ػ ػػاذج غنائي ػ ػػة وبع ػ ػػض المقطوع ػ ػػات‬
‫الموسيقية شابيا تأثير الزمف‪ ،‬فجاءت غير واضحة مف حيػث نقػاء الصػوت‬
‫ونوعيتو‪.‬‬
‫‪ -‬النمػػاذج الصػػوتية فػػي ىػػذه األشػػرطة‪ ،‬جػػاءت موزعػػة عمػػى أشػػرطة كاسػػيت‪،‬‬
‫وىػذا يعيػػؽ عمميػػة البحػػث عػػف النمػاذج المطموبػػة داخػػؿ الشػريط‪ ،‬وربمػػا كػػاف‬
‫مػ ػػف األفضػ ػػؿ لػ ػػو تمػ ػػت إعػ ػػادة نسػ ػػخيا عمػ ػػى أق ػ ػراص مدمجػ ػػة (‪ ،)CDs‬أو‬
‫تحميميػ ػػا عمػ ػػى اإلنترنػ ػػت عمػ ػػى الموقػ ػػع اإللكترونػ ػػي لػ ػػو ازرة التربيػ ػػة والتعمػ ػػيـ‬
‫األردنيػػة‪ ،‬حتػػى تصػػبح فػػي متنػػاوؿ الطمبػػة‪ ،‬ممػػا يتػػيح ليػػـ التمػ ّػرف عمييػػا فػػي‬
‫المنزؿ‪.‬‬
‫‪ -8.3‬منياج الموسيقى واألناشيد في األردن وتأقممو مع معطيات العصر‪:‬‬
‫تواجو المناىج التعميمية في الوقت الحالي تحديات عديدة‪ ،‬منيا‪ :‬االنفجار‬
‫المعرفي اليائؿ في كافة المجاالت‪ ،‬والثورة التكنولوجية التي تعتمد عمى المعرفة‬

‫‪117‬‬
‫العممية المتقدمة‪ ،‬واالستخداـ األمثؿ لممعمومات‪ ،‬والقضايا والمشكبلت العالمية‬
‫المعاصرة مثؿ‪ :‬المشكبلت البيئية والسكانية والصحية وقضايا التنمية‪ .‬ومما ال شؾ‬
‫فيو أف تطوير المناىج لف يتوقؼ أثره عمى الطالب والمدرسة فحسب‪ ،‬بؿ يمتد إلى‬

‫المجتمع بأسره؛ ومف ىنا يكوف تطوير المناىج التعميمية بمختمؼ جوانبيا مفتاحاً‬
‫لمتطوير في بقية مجاالت الحياة‪.‬‬
‫وينبغي عمى خبراء ومصممي المناىج مراعاة ىذه التحديات والتصدي ليا‬
‫عند تطويرىـ لممناىج التعميمية‪ ،‬مف أجؿ إعداد الفرد القادر عمى مواكبة التطور‬
‫المتسارع‪ ،‬واستيعابو في مجاؿ تخصصو‪ ،‬مف خبلؿ تنمية قدراتو ومياراتو في‬
‫التفكير والتحميؿ المنطقي‪ ،‬وتوظيؼ مصادر المعرفة المتاحة في عمميتي التعميـ‬
‫تمده بالمعارؼ والميارات وأساليب‬
‫والتعمـ‪ ،‬باإلضافة إلى تربيتو تربية تكنولوجية ّ‬
‫ٍ‬
‫عصر سريع التغير‪.‬‬ ‫التفكير البلزمة لمحياة في‬
‫لذلؾ أصبح مف الضروري البحث عف أساليب ووسائؿ جديدة لمواجية ىذه‬
‫التحديات والتغيرات والتكيؼ السريع معيا‪ ،‬بؿ والتأثير فييا بشكؿ إيجابي‪ ،‬وىذا‬
‫يتطمب مف القائميف عمى تصميـ المناىج التعميمية وتطويرىا وضع تمؾ التحديات‬
‫والتغيرات في االعتبار‪ ،‬واستخداـ المداخؿ المناسبة لمعالجتيا في المراحؿ التعميمية‬
‫المختمفة سواء عمى مستوى تخطيط المناىج أو عمى مستوى تنفيذىا‪.‬‬
‫وبيذا فإنو بات مف األىمية بمكاف الدمج المتكامؿ لميارات الحياة في ىذا‬
‫العصر‪ ،‬مف خبلؿ التطوير الشامؿ لمعناصر التي يتضمنيا المنيج في إطار يشجع‬
‫عمى تفاعؿ نشط لمطبلب يدعـ نمو شخصيتيـ وميوليـ‪ ،‬ويعزز المسؤولية‬
‫الجماعية‪ ،‬ويؤىميـ أكاديمياً ومينياً بما يتوافؽ مع متطمبات سوؽ العمؿ‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫وبناء عمى ما سبؽ‪ ،‬وباعتبار منياج الموسيقى واألناشيد ميماً في المجاؿ‬
‫التعميمي والتعمُّمي كغيره مف المناىج الدراسية األخرى‪ ،‬ال بد أف تقوـ و ازرة التربية‬
‫والتعميـ بتطويرىا بما يتناسب مع معطيات العصر‪ ،‬وذلؾ مف خبلؿ إعداد خطة‬
‫مقترحة تشتمؿ حوسبة ىذه المنياج‪ ،‬عمى أف تشمؿ ىذه الخطة الميمات التالية‪:40‬‬
‫‪ .1‬استخداـ عدة أنواع مف البرامج التي سيتعرض الستخداميا كؿ مف المعمـ‬
‫والطالب‪ ،‬ومنيا‪:‬‬
‫‪ -‬البرامج المستخدمة في عممية تشغيؿ الموسيقى وتسجيميا واعادة االستماع‬
‫إلييا مرة أخرى مثؿ برنامج (‪ )Media Player‬و برنامج ( ‪Real‬‬
‫‪.)Player‬‬
‫‪ -‬البرامج المستخدمة في التدويف الموسيقي والتوزيع اآللي والصوتي لمختمؼ‬
‫اآلالت الموسيقية واألصوات البشرية مثؿ برامج (‪ )Sibelius‬والسونار‬
‫(‪.)Sonar‬‬
‫‪ -‬البرامج المستخدمة في تحويؿ الموسيقى مف الممفات المضغوطة مثؿ‬
‫اؿ(‪ )Mp3‬إلى ممفات عادية يمكف االستماع إلييا بواسطة جياز التسجيؿ‬
‫مثؿ ممفات الموجات (‪ )wave‬ومثؿ برامج اؿ (‪.)Mp3 Converter‬‬
‫المدرس‪،‬‬
‫‪ .2‬وضع مواد عمى أقراص ممغنطة (‪ )C.D’s‬لكي تكوف بحوزة الطالب و ّ‬
‫لبلستعانة بيا عند الحاجة‪ ،‬بحيث تكوف ىنالؾ أمثمة سمعية وبصرية لكؿ درس‬
‫حسب الحاجة‪.‬‬

‫‪ - 40‬رُ‌الزشاذ‌ثٕ‪ٛ‬د‌٘زٖ‌اٌخطخ‌ِٓ‌د‪ِ.‬حّذ‌غ‪ٛ‬أّٗ‌سئٍظ‌ٌدٕخ‌اإلششاف‌عٍى‌رأٌٍف‌ِٕ‪ٙ‬بج‌اٌّ‪ٛ‬عٍمى‌‪ٚ‬األٔبشٍذ‌فً‌األسدْ‪ٚ‌،‬لذ‌‪ٚ‬خذٔب٘ب‌ِٕبعجخ‌‬
‫‌‌‬
‫ٌزط‪ٌٛ‬ش ‌٘زا ‌إٌّ‪ٙ‬بج ‌ثّب ‌ٌزٕبعت ‌ِع ‌ِعطٍبد ‌اٌعظش‪‌ ،‬ال ‌عٍّب ‌ح‪ٛ‬عجز‪ٙ‬ب‪‌ ،‬أٔظش‪‌ :‬غ‪ٛ‬أّٗ‪ِ‌ ،‬حّذ‪‌ ،‬انتدربت األردَُت فٍ تأنُف يُاهح انتربُت‬
‫انًىسُقُت‪ِ‌،‬شخع‌عبثك‪‌،َ2011‌،‬ص‪‌ .180-179‬‬

‫‪119‬‬
‫‪ .3‬تعريؼ الطمبة بكيفية االستفادة مف شبكة المعمومات (اإلنترنت) في تحميؿ‬
‫البرامج الموسيقية واألغاني وطباعة المدونات الموسيقية‪ ،‬وكؿ ما يفيد في العزؼ‬
‫والغناء‪.‬‬
‫المدرس والطالب‪ ،‬لمتعرؼ عمى‬
‫ّ‬ ‫رمجيات خاصة يستعيف بيا كؿ مف‬
‫‪ .4‬إنشاء ب ّ‬
‫أنواع اآلالت الموسيقية‪ ،‬وأصواتيا‪ ،‬وكيفية العزؼ عمييا‪ ،‬وأنواع الفرؽ الموسيقية‬
‫الشرقية والغربية‪.‬‬
‫‪ .5‬إنشاء برمجيات خاصة بمحتوى مادة التاريخ الموسيقي العربي والغربي‪ ،‬تشتمؿ‬
‫عمى معمومات وصور خاصة بالمؤلفيف الموسيقييف ومؤلفاتيـ‪.‬‬
‫‪ .6‬إنشاء برمجيات خاصة بالقوالب الموسيقية المختمفة‪ ،‬الشرقية والغربية‪ ،‬بحيث‬
‫تقدـ شرحاً عف تحميؿ تمؾ القوالب وعرضاً لمحتواىا‪ ،‬باإلضافة إلى ربطيا بالمادة‬
‫السمعية والبصرية‪.‬‬
‫‪ .7‬إنشاء برمجيات خاصة بالتدريبات الصوتية لمحنجرة واألذف‪ ،‬تساعد الطالب‬
‫المدرس في التمريف دوف الحاجة إلى آلة موسيقية‪ ،‬وبالتالي التمكف مف التغمب‬
‫و ّ‬
‫عمى مشكمة توفير اآلالت الموسيقية البلزمة لتطبيؽ منياج الموسيقى واألناشيد في‬
‫المدارس‪.‬‬
‫‪ -9.3‬نموذج مقترح لدرس محوسب تم اختياره عشوائياً من بين الدروس في‬
‫منياج الموسيقى واألناشيد في األردن‪:‬‬
‫بالرجوع إلى الخطوط العريضة التي عرضناىا سابقاً والتي تتضمف خطة‬
‫لحوسبة منياج الموسيقى واألناشيد‪ ،‬فإننا قمنا باختيار درس مف الدروس فيذلؾ‬

‫المنياج كنموذج مقترح قمنا بحوسبتو بواسطة برنامج (‪ )PowerPoint‬متضمناً‬


‫(‪ ،)14 Slide‬جاءت عمى النحو اآلتي‪:‬‬

‫‪120‬‬
‫أوالً‪ :‬معمومات عن الدرس‪:‬‬
‫‪ -‬موقعو‪ :‬في منياج الصؼ الثاني األساسي‪.‬‬
‫‪ -‬رقم الوحدة‪ :‬الوحدة الثالثة "العبارات"‪.‬‬
‫‪ -‬رقم الدرس‪ :‬الدرس الرابع عشر "آلة العود وآلة الجيتار"‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬أىداف الدرس‪:‬‬
‫‪ .1‬أف يتعرؼ الطالب إلى شكؿ آلتي العود الجيتار‪.‬‬
‫‪ .2‬أف يميز الطالب الصوت الصادر عف آلتي العود والجيتار‪.‬‬
‫‪ .3‬أف يميز الطالب شكؿ آلتي العود والجيتار عف أشكاؿ اآلالت‬
‫الموسيقية األخرى‪.‬‬
‫‪ .4‬أف يميز الطالب الصوت الصادر مف آلتي العود والجيتار عف الصوت‬
‫الصادر مف اآلالت الموسيقية األخرى‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬الوسائل التعميمية‪:‬‬
‫‪ .1‬مختبر حاسوب‪.‬‬
‫‪ .2‬الدرس المحوسب‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬طريقة عرض الدرس‪:‬‬

‫‪ :Slide1‬يقوـ المعمـ بتشغيؿ صفحة العرض لمطمبة‪ ،‬لتظير ليـ الشريحة‬

‫األولى التي تتضمف اسـ الصؼ‪ ،‬ورقـ الوحدة‪ ،‬ورقـ الدرس وعنوانو‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫مجموعة مف الصور ذات العبلقة بمحتوى الدرس‪ ،‬كما ىو مبيف في الصورة التالية‪:‬‬

‫‪121‬‬
‫‪ :Slide2‬بعد التعرؼ عمى محتويات الشريحة األولى‪ ،‬يطمب المعمـ مف‬

‫الطمبة الضغط عمى المسطرة الموجودة أماميـ عمى لوحة المفاتيح في الكمبيوتر‪،‬‬
‫مف أجؿ االنتقاؿ إلى عرض الشريحة التالية‪ ،‬والتي تتضمف صورة توضيحية لكؿ‬
‫مف آلة العود وآلة الجيتار‪ ،‬واليدؼ مف عرض ىاتيف الصورتيف‪ ،‬أف يتعرؼ الطمبة‬
‫إلى شكؿ اآللتيف (عنواف الدرس)‪ ،‬وذلؾ كما ىو مبيف في الصورة التالية‪:‬‬

‫‪122‬‬
‫‪ :Slide3‬بعد االنتياء مف عرض الشريحة السابقة‪ ،‬وتعرؼ الطمبة عمى‬

‫شكؿ آلتي العود والجيتار‪ ،‬يطمب المعمـ مف الطمبة الضغط مرة أخرى عمى‬
‫المسطرة الموجودة أماميـ عمى لوحة المفاتيح في الكمبيوتر‪ ،‬مف أجؿ االنتقاؿ إلى‬
‫عرض الشريحة التالية‪ ،‬والتي تتضمف صورة آللة العود‪ ،‬يرافقيا تسجيؿ صوتي‬
‫ألحد العازفيف عمى تمؾ اآللة‪ .‬ولسماع التسجيؿ الصوتي المرفؽ‪ ،‬يطمب المعمـ مف‬
‫الطمبة بالنقر عمى الشكؿ الذي يمثؿ (السماعة)‪ ،‬ليبدأ الجميع باالستماع إلى‬
‫التسجيؿ‪ .‬واليدؼ مف عرض ىذه الشريحة‪ ،‬أف يتعرؼ الطمبة إلى الصوت الصادر‬
‫مف آلة العود أثناء العزؼ‪ .‬وتالياً صورة توضيحية لما تتضمنو ىذه الشريحة‪:‬‬

‫‪123‬‬
‫‪ :Slide4‬بعد االنتياء مف عرض الشريحة السابقة‪ ،‬وتعرؼ الطمبة عمى‬

‫صوت آلة العود‪ ،‬يطمب المعمـ منيـ الضغط مرة أخرى عمى المسطرة الموجودة‬
‫أماميـ عمى لوحة المفاتيح في الكمبيوتر‪ ،‬مف أجؿ االنتقاؿ إلى عرض الشريحة‬
‫التالية‪ ،‬والتي تتضمف صورة آللة الجيتار‪ ،‬يرافقيا تسجيؿ صوتي ألحد العازفيف‬
‫عمى تمؾ اآللة‪ .‬ولسماع التسجيؿ الصوتي المرفؽ‪ ،‬يطمب المعمـ مف الطمبة بالنقر‬
‫عمى الشكؿ الذي يمثؿ (السماعة)‪ ،‬ليبدأ الجميع باالستماع إلى التسجيؿ‪ .‬واليدؼ‬
‫مف عرض ىذه الشريحة‪ ،‬أف يتعرؼ الطالب إلى الصوت الصادر مف آلة الجيتار‬
‫أثناء العزؼ‪ .‬وتالياً صورة توضيحية لما تتضمنو ىذه الشريحة‪:‬‬

‫‪124‬‬
‫‪ :Slide5‬بعد االنتياء مف عرض الشريحة السابقة‪ ،‬وتعرؼ الطمبة عمى‬

‫صوت آلة الجيتار‪ ،‬يطمب المعمـ منيـ الضغط مرة أخرى عمى المسطرة الموجودة‬
‫أماميـ عمى لوحة المفاتيح في الكمبيوتر‪ ،‬مف أجؿ االنتقاؿ إلى عرض الشريحة‬
‫التالية‪ ،‬والتي تتضمف فيديو مسجؿ يبيف طريقة العزؼ عمى آلة العود‪ .‬ولمشاىدة‬
‫ىذا الفيديو‪ ،‬يطمب المعمـ مف الطمبة بالنقر عمى المربع الذي يتوسط الشريحة‪ ،‬ليبدأ‬
‫الجميع بالمشاىدة‪ .‬واليدؼ مف عرض ىذه الشريحة‪ ،‬أف يتعرؼ الطالب إلى طريقة‬
‫العزؼ عمى آلة العود‪ ،‬وكيفية اإلمساؾ بيذه اآللة أثناء العزؼ‪ .‬وتالياً صورة‬
‫توضيحية لما تتضمنو ىذه الشريحة‪:‬‬

‫‪125‬‬
‫‪ :Slide6‬بعد االنتياء مف عرض الشريحة السابقة‪ ،‬وتعرؼ الطمبة عمى‬

‫طريقة العزؼ عمى آلة العود‪ ،‬يطمب المعمـ منيـ الضغط مرة أخرى عمى المسطرة‬

‫الموجودة أماميـ عمى لوحة المفاتيح في الكمبيوتر‪ ،‬مف أجؿ االنتقاؿ إلى عرض‬

‫الشريحة التالية‪ ،‬والتي تتضمف فيديو مسجؿ يبيف طريقة العزؼ عمى آلة الجيتار‪.‬‬

‫ولمشاىدة ىذا الفيديو‪ ،‬يطمب المعمـ مف الطمبة بالنقر عمى المربع الذي يتوسط‬

‫الشريحة‪ ،‬ليبدأ الجميع بالمشاىدة‪ .‬واليدؼ مف عرض ىذه الشريحة‪ ،‬أف يتعرؼ‬

‫‪126‬‬
‫الطمبة إلى طريقة العزؼ عمى آلة الجيتار‪ ،‬وكيفية اإلمساؾ بيذه اآللة أثناء العزؼ‪.‬‬

‫وتالياً صورة توضيحية لما تتضمنو ىذه الشريحة‪:‬‬

‫‪ :Slide7‬بعد االنتياء مف عرض الشريحة السابقة‪ ،‬وتعرؼ الطمبة عمى‬

‫طريقة العزؼ عمى آلة الجيتار‪ ،‬يطمب المعمـ منيـ الضغط مرة أخرى عمى‬

‫المسطرة الموجودة أماميـ عمى لوحة المفاتيح في الكمبيوتر‪ ،‬مف أجؿ االنتقاؿ إلى‬

‫عرض الشريحة التالية‪ ،‬والتي تتضمف فيديو مسجؿ يبيف العزؼ بطريقة المحاكاة‬

‫‪127‬‬
‫بيف آلة العود وآلة الجيتار‪ .‬ولمشاىدة ىذا الفيديو‪ ،‬يطمب المعمـ مف الطمبة بالنقر‬

‫عمى المربع الذي يتوسط الشريحة‪ ،‬ليبدأ الجميع بالمشاىدة‪ .‬واليدؼ مف عرض ىذه‬

‫الشريحة‪ ،‬أف يميز الطمبة بيف الصوت الصادر عف آلة العود وآلة الجيتار أثناء‬

‫العزؼ‪ ،‬والتمييز كذلؾ بيف طريقة إمساؾ كؿ آلة منيما أثناء العزؼ‪ .‬وتالياً صورة‬

‫توضيحية لما تتضمنو ىذه الشريحة‪:‬‬

‫‪128‬‬
‫‪ :Slide8‬بعد االنتياء مف عرض الشريحة السابقة‪ ،‬وتمييز الطمبة بيف‬

‫الصوت الصادر عف كؿ مف آلتي العود والجيتار أثناء العزؼ‪ ،‬وكذلؾ طريقة‬

‫إمساؾ ىاتيف اآللتيف أثناء العزؼ‪ ،‬يطمب المعمـ مف الطمبة الضغط مرة أخرى عمى‬

‫المسطرة الموجودة أماميـ عمى لوحة المفاتيح في الكمبيوتر‪ ،‬مف أجؿ االنتقاؿ إلى‬

‫عرض الشريحة التالية‪ ،‬والتي تتضمف فيديو مسجؿ يبيف عزؼ عمى آلة العود برفقة‬

‫آالت موسيقية أخرى ضمف فرقة موسيقية‪ ،‬وآلة العود ىي اآللة الرئيسية ضمف ىذه‬

‫الفرقة‪ .‬ولمشاىدة ىذا الفيديو‪ ،‬يطمب المعمـ مف الطمبة بالنقر عمى المربع الذي‬

‫يتوسط الشريحة‪ ،‬ليبدأ الجميع بالمشاىدة‪ .‬واليدؼ مف عرض ىذه الشريحة‪ ،‬أف‬

‫يتعرؼ الطالب إلى أىمية آلة العود‪ ،‬ودورىا في الفرقة الموسيقية‪ ،‬باإلضافة إلى‬

‫تمييز الصوت الصادر عف آلة العود أثناء العزؼ مف الصوت الصادر عف اآلالت‬

‫الموسيقية األخرى‪ .‬وتالياً صورة توضيحية لما تتضمنو ىذه الشريحة‪:‬‬

‫‪129‬‬
‫‪ :Slide9‬بعد االنتياء مف عرض الشريحة السابقة‪ ،‬يطمب المعمـ مف‬

‫الطمبة الضغط مرة أخرى عمى المسطرة الموجودة أماميـ عمى لوحة المفاتيح في‬

‫الكمبيوتر‪ ،‬مف أجؿ االنتقاؿ إلى عرض الشريحة التالية‪ ،‬والتي تتضمف فيديو‬

‫مسجؿ يبيف عزؼ عمى آلة الجيتار برفقة آالت موسيقية أخرى ضمف فرقة‬

‫موسيقية‪ ،‬وآلة الجيتار ىي اآللة الرئيسية ضمف ىذه الفرقة‪ .‬ولمشاىدة ىذا الفيديو‪،‬‬

‫يطمب المعمـ مف الطمبة بالنقر عمى المربع الذي يتوسط الشريحة‪ ،‬ليبدأ الجميع‬

‫‪130‬‬
‫بالمشاىدة‪ .‬واليدؼ مف عرض ىذه الشريحة‪ ،‬أف يتعرؼ الطالب إلى أىمية آلة‬

‫الجيتار‪ ،‬ودورىا في الفرقة الموسيقية‪ ،‬باإلضافة إلى تمييز الصوت الصادر عف آلة‬

‫الجيتار أثناء العزؼ مف الصوت الصادر عف اآلالت الموسيقية األخرى‪ .‬وتالياً‬

‫صورة توضيحية لما تتضمنو ىذه الشريحة‪:‬‬

‫‪131‬‬
‫‪ :Slide10‬بعد االنتياء مف عرض الشريحة السابقة‪ ،‬يطمب المعمـ مف‬

‫الطمبة الضغط مرة أخرى عمى المسطرة الموجودة أماميـ عمى لوحة المفاتيح في‬

‫الكمبيوتر‪ ،‬مف أجؿ االنتقاؿ إلى عرض الشريحة التالية‪ ،‬والتي تتضمف االختبار‬

‫التقييمي رقـ (‪ ،)1‬والذي جاء بعد عرض متكامؿ شمؿ ما أمكف كؿ ما يمزـ لتحقيؽ‬

‫أىداؼ الدرس الذي جاء تحت عنواف "آلة العود وآلة الجيتار"‪.‬‬

‫وتضمف ىذا االختبار‪ ،‬سؤاالً موجو لمطمبة يطمب إلييـ تمييز شكؿ آلة‬

‫العود مف بيف آالت موسيقية أخرى‪ ،‬ويختار الطالب اإلجابة مف خبلؿ النقر عمى‬

‫الصورة التي يراىا بأنيا تمثؿ صورة آلة العود‪ .‬وعند اختياره إجابة خاطئة يصدر‬

‫ينبيو بأف إجابتو خاطئة‪ ،‬وأف عميو إعادة النظر فييا‪ ،‬وفي حاؿ‬
‫صوت مسجؿ ّ‬

‫اختياره لئلجابة الصحيحة يصدر صوت مسجؿ يخبره بأف إجابتو صحيحة‪ ،‬لينتقؿ‬

‫بذلؾ وبشكؿ مبرمج إلى الشريحة التالية‪ ،‬دوف الحاجة إلى الضغط عمى المسطرة‬

‫الموجودة عمى لوحة المفاتيح في الكمبيوتر الخاص بكؿ طالب‪ .‬وتالياً صورة‬

‫توضيحية لمشريحة التي تمثؿ االختبار التقييمي رقـ (‪:)1‬‬

‫‪132‬‬
‫‪ :Slide11‬كما ذكرنا آنفاً‪ ،‬بأنو عند اختيار الطالب لئلجابة الصحيحة‬

‫عمى سؤاؿ االختبار التقييمي رقـ (‪ ،)1‬ينتقؿ مباشرة إلى الشريحة الثانية التي‬

‫تتضمف االختبار التقييمي رقـ (‪ ،)2‬دونما الحاجة إلى الضغط عمى المسطرة‬

‫الموجودة عمى لوحة المفاتيح في الكمبيوتر الخاص بكؿ طالب‪.‬‬

‫وقد تضمف االختبار التقييمي رقـ (‪ ،)2‬سؤاالً موجو لمطمبة يطمب إلييـ‬

‫تمييز شكؿ آلة الجيتار مف بيف آالت موسيقية أخرى‪ ،‬ويختار الطالب اإلجابة مف‬

‫‪133‬‬
‫خبلؿ النقر عمى الصورة التي يراىا بأنيا تمثؿ صورة آلة الجيتار‪ .‬وعند اختياره‬

‫ينبيو بأف إجابتو خاطئة‪ ،‬وأف عميو إعادة النظر‬


‫إجابة خاطئة يصدر صوت مسجؿ ّ‬

‫فييا‪ ،‬وفي حاؿ اختياره لئلجابة الصحيحة يصدر صوت مسجؿ يخبره بأف إجابتو‬

‫صحيحة‪ ،‬لينتقؿ بذلؾ وبشكؿ مبرمج إلى الشريحة التالية‪ .‬وتالياً صورة توضيحية‬

‫لمشريحة التي تمثؿ االختبار التقييمي رقـ (‪:)2‬‬

‫‪134‬‬
‫‪ :Slide12‬كما ذكرنا آنفاً‪ ،‬بأنو عند اختيار الطالب لئلجابة الصحيحة‬

‫عمى سؤاؿ االختبار التقييمي رقـ (‪ ،)2‬ينتقؿ مباشرة إلى الشريحة الثانية التي‬

‫تتضمف االختبار التقييمي رقـ (‪ ،)3‬دونما الحاجة إلى الضغط عمى المسطرة‬

‫الموجودة عمى لوحة المفاتيح في الكمبيوتر الخاص بكؿ طالب‪.‬‬

‫وقد تضمف االختبار التقييمي رقـ (‪ ،)3‬سؤاالً موجو لمطمبة يطمب إلييـ‬

‫تمييز صوت آلة العود مف بيف أصوات آالت موسيقية أخرى‪ .‬ومف أجؿ االستماع‬

‫إلى أصوات اآلالت الموسيقية‪ ،‬ينقر الطالب عمى الشكؿ الذي جاء عمى ىيئة‬

‫(سماعة) أسفؿ األرقاـ (‪ .)3،2،1‬وبعد استماعو إلى األصوات المسجمة لتمؾ‬

‫اآلالت التي مف ضمنيا صوت آلة العود‪ ،‬يختار الطالب اإلجابة التي تمثؿ صوت‬

‫آلة العود‪ ،‬وذلؾ مف خبلؿ النقر عمى أحد األرقاـ (أسفؿ الشريحة)‪ ،‬التي يرى‬

‫الطالب بأنيا تمثؿ صوت آلة العود‪ .‬وعند اختياره إجابة خاطئة يصدر صوت‬

‫مسجؿ ينبيو بأف إجابتو خاطئة‪ ،‬وأف عميو إعادة النظر فييا‪ ،‬وفي حاؿ اختياره‬

‫لئلجابة الصحيحة يصدر صوت مسجؿ يخبره بأف إجابتو صحيحة‪ ،‬لينتقؿ بذلؾ‬

‫وبشكؿ مبرمج إلى الشريحة التالية‪ .‬وتالياً صورة توضيحية لمشريحة التي تمثؿ‬

‫االختبار التقييمي رقـ (‪:)3‬‬

‫‪135‬‬
‫‪ :Slide13‬كما ذكرنا آنفاً‪ ،‬بأنو عند اختيار الطالب لئلجابة الصحيحة‬

‫عمى سؤاؿ االختبار التقييمي رقـ (‪ ،)3‬ينتقؿ مباشرة إلى الشريحة الثانية التي‬

‫تتضمف االختبار التقييمي رقـ (‪ ،)4‬دونما الحاجة إلى الضغط عمى المسطرة‬

‫الموجودة عمى لوحة المفاتيح في الكمبيوتر الخاص بكؿ طالب‪.‬‬

‫وقد تضمف االختبار التقييمي رقـ (‪ ،)4‬سؤاالً موجو لمطمبة يطمب إلييـ‬

‫تمييز صوت آلة الجيتار مف بيف أصوات آالت موسيقية أخرى‪ .‬ومف أجؿ‬

‫‪136‬‬
‫االستماع إلى أصوات اآلالت الموسيقية‪ ،‬ينقر الطالب عمى الشكؿ الي جاء عمى‬

‫ىيئة (سماعة) أسفؿ األرقاـ (‪ .)3،2،1‬وبعد استماعو إلى األصوات المسجمة لتمؾ‬

‫اآلالت التي مف ضمنيا صوت آلة الجيتار‪ ،‬يختار الطالب اإلجابة التي تمثؿ‬

‫صوت آلة الجيتار‪ ،‬وذلؾ مف خبلؿ النقر عمى أحد األرقاـ (أسفؿ الشريحة)‪ ،‬التي‬

‫يرى الطالب بأنيا تمثؿ صوت آلة الجيتار‪ .‬وعند اختياره إجابة خاطئة يصدر‬

‫صوت مسجؿ ينبيو بأف إجابتو خاطئة‪ ،‬وأف عميو إعادة النظر فييا‪ ،‬وفي حاؿ‬

‫اختياره لئلجابة الصحيحة يصدر صوت مسجؿ يخبره بأف إجابتو صحيحة‪ ،‬لينتقؿ‬

‫بذلؾ وبشكؿ مبرمج إلى الشريحة التالية التي تمثؿ نياية الدرس‪ .‬وتالياً صورة‬

‫توضيحية لمشريحة التي تمثؿ االختبار التقييمي رقـ (‪:)4‬‬

‫‪137‬‬
‫‪ :Slide14‬تنبو ىذه الشريحة الطالب‪ ،‬بأف الدرس قد انتيى‪.‬‬

‫‪ -.1.3‬آلية مقترحة لتفعيل تطبيق منياج الموسيقى واألناشيد في‬


‫مجمل مدارس األردن‬
‫في ضوء ما ذكرناه آنفاً عف عدـ تطبيؽ جدي لتدريس منياج الموسيقى‬
‫جدي في مجمؿ مدارس األردف‪ ،‬وفي ضوء ما توصمنا إليو مف‬
‫واألناشيد بشكؿ ّ‬
‫خبلؿ نتائج االستبياف‪ ،‬فإننا نقترح آلية لتفعيؿ ذلؾ المنياج في محاولة لتطبيقو في‬
‫مجمؿ مدارس األردف‪ ،‬حيث جاءت ىذه اآللية المقترحة عمى النحو اآلتي‪:‬‬

‫‪138‬‬
‫‪ .1‬تخصيص حصتيف في األسبوع بدالً مف حصة واحدة لتدريس منياج الموسيقى‬
‫واألناشيد‪ ،‬وذلؾ حتى يتسنى لكؿ طالب أف يأخذ حقو في ممارسة التماريف العممية‬
‫الواردة في الدرس‪.‬‬
‫‪ .2‬العمؿ عمى تعييف أكبر عدد ممكف مف معممي الموسيقى في المدارس‪ ،‬ممف‬
‫يحمموف شيادة البكالوريوس في الموسيقى‪ ،‬والعمؿ عمى استقطابيـ لمعمؿ في مجاؿ‬
‫التعميـ الموسيقي المدرسي‪ ،‬مف خبلؿ توفير الحوافز المادية والمعنوية البلزمة‪.‬‬
‫‪ .3‬العمؿ عمى تطوير أداء معممي ومعممات الموسيقى كافة ضمف برامج تدريبية‬
‫خاصة لرفع سويتيـ العممية والمينية‪ ،‬وذلؾ لجعميـ قادريف عمى تدريس منياج‬
‫الموسيقى واألناشيد عمى النحو األمثؿ‪.‬‬
‫‪ .4‬إيبلء معممي ومعممات الصفوؼ الثبلثة األولى العناية والرعاية الكافية‪،‬‬
‫وبخاصة في مجاؿ اإلعداد والتدريب‪.‬‬
‫‪ .5‬استحداث مركز تدريبي شامؿ ميمتو تطوير ورفع القدرات العممية والمينية‬
‫لممعمميف القائميف عمى تدريس منياج الموسيقى واألناشيد‪ ،‬وتزويدىـ بكؿ ما ىو‬
‫جديد في مجاؿ الموسيقى‪.‬‬
‫‪ .6‬زيادة عدد المساقات التي يتمقاىا طمبػة الموسػيقى فػي الجامعػة أو المعيػد‪ ،‬والتػي‬
‫تتعمؽ بأساليب تدريس الموسيقى‪ ،‬وكذلؾ تدريبيـ عمى اآلالت الموسػيقية التػي تخػدـ‬
‫منياج الموسيقى واألناشيد‪.‬‬
‫‪ .7‬إدراج مس ػ ػػاقات مح ػ ػػددة ف ػ ػػي التربي ػ ػػة الموس ػ ػػيقية لتخصػ ػ ػص معم ػ ػػـ الص ػ ػػؼ ف ػ ػػي‬
‫الجامعات األردنية‪ ،‬وذلؾ لتدعيـ قدرة ىؤالء المعمميف عمى تدريس منيػاج الموسػيقى‬
‫واألناشيد لمصفوؼ الثبلثة األولى عند تخرجيـ مػف الجامعػة‪ ،‬وقبػؿ التحػاقيـ بعمميػـ‬
‫في سمؾ التعميـ‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫‪ .8‬توسيع قاعدة التثقيؼ الموسيقي لمعمـ الموسيقى مف خبلؿ البرامج الموسيقية‬
‫المحوسبة‪.‬‬
‫‪ .9‬تأسػيس مكتبػػة موسػيقية مركزيػػة عمػى مسػػتوى و ازرة التربيػة والتعمػػيـ مقرىػا مديريػػة‬
‫المناىج في الو ازرة‪ ،‬بيدؼ تزويد مديريات التربية جميعيا بما تحتاجو مف تسػجيبلت‬
‫وم ػ ػػدونات وكت ػ ػػب ومػ ػ ػواد موس ػ ػػيقية متنوع ػ ػػة؛ لتك ػ ػػوف ى ػ ػػذه المكتب ػ ػػة بمثاب ػ ػػة مص ػ ػػدر‬
‫متخصص يسيـ بفاعمية في تدعيـ تطبيؽ منياج الموسيقى واألناشيد في المدارس‪.‬‬
‫‪ .10‬دع ػػـ المعمم ػػيف الق ػػائميف عم ػػى ت ػػدريس مني ػػاج الموس ػػيقى واألناش ػػيد بمص ػػادر‬
‫تعميمية أخرى إلى جانب دليؿ المعمـ تخدـ منياج الموسيقى واألناشيد‪ ،‬مثؿ‪:‬‬
‫أ‪ -‬كتب في مجاؿ النظريات الموسيقية‪.‬‬
‫ب‪ -‬كتب في مجاؿ التاريخ والتذوؽ الموسيقي‪.‬‬
‫ج‪ -‬كتب في مجاؿ القراءة والتدويف الموسيقي‪.‬‬
‫د‪ -‬كتب ثقافة موسيقية عامة‪.‬‬
‫‪ .11‬عدـ تكميؼ معمـ الموسيقى بتدريس التربية الفنية أو أي مباحث أخرى غير‬
‫منياج الموسيقى واألناشيد‪.‬‬
‫‪ .12‬العمؿ عمى إقامة ندوات أو ورش عمؿ سنوية تشارؾ فيو كافة الفعاليات‬
‫الموسيقية والتربوية‪ ،‬لمناقشة السبؿ الكفيمة بتطوير التعميـ الموسيقي المدرسي وحؿ‬
‫مشكبلتو‪.‬‬
‫‪ .13‬العمؿ عمى بناء كادر إشراؼ تربوي متخصص لمنياج الموسيقى واألناشيد‪،‬‬
‫يشمؿ كافة مديريات التربية والتعميـ في األردف‪ ،‬وأف يكوف ىذا الكادر عمى درجة‬
‫عالية مف المعرفة بأساليب وطرؽ تدريس محتوى ىذا المنياج‪.‬‬

‫‪140‬‬
‫‪ .14‬زيػ ػػادة التعػ ػػاوف بػػػيف كػ ػػادر اإلش ػ ػراؼ الترب ػػوي المتخص ػػص لمنيػ ػػاج الموسػ ػػيقى‬
‫واألناشػػيد والمعممػػيف القػػائميف عمػػى تػػدريس ذلػػؾ المنيػػاج لمػػا فيػػو مصػػمحة تطبيقػػو‬
‫بالصورة المرجوة‪.‬‬
‫‪ .15‬ضرورة احتساب عبلمة منياج الموسيقى واألناشيد في معدؿ الطالب‪ ،‬ألف‬
‫عدـ احتسابيا يتسبب في إحباط المعمـ وعزوؼ الطمبة عف دراسة المبحث‬
‫واالىتماـ بو‪.‬‬
‫‪ .16‬تجييػػز قاع ػػات لمموسػػيقى ف ػػي الم ػػدارس تحتػػوي عم ػػى كافػػة الوس ػػائؿ البلزم ػػة‬
‫لتدريس منياج الموسيقى واألناشيد‪ ،‬والعمؿ عمى توفير أكبر قػدر ممكػف مػف اآلالت‬
‫الموسيقية التي تمزـ تدريس ىذا المنياج‪.‬‬
‫‪ .17‬ضػػرورة ربػػط األنش ػطة الموسػػيقية المدرسػػية مػػا أمكػػف بالمنيػػاج‪ ،‬بحيػػث تكػػوف‬
‫األنشطة القائمة تطبيقاً لممنياج‪.‬‬
‫‪ .18‬ضػرورة تعػاوف مػػديري ومػديرات المػػدارس فػي تييئػة الظػػروؼ المناسػبة لتطبيػػؽ‬
‫مني ػػاج الموس ػػيقى واألناش ػػيد‪ ،‬وى ػػذا يتطم ػػب توعي ػػة إدارة المدرس ػػة بأىمي ػػة الموس ػػيقى‬
‫كجزء أساسي مف التربية العامة‪.‬‬
‫‪ .19‬زيادة توعية أولياء األمور والمجتمع بأىميػة منيػاج الموسػيقى واألناشػيد‪ ،‬وذلػؾ‬
‫مػػف أجػػؿ تفعيػػؿ دورىػػـ فػػي تحفيػػز أبنػػائيـ عمػػى االىتمػػاـ بد ارسػػة منيػػاج الموسػػيقى‬
‫واألناشػػيد‪ ،‬ممػػا يسػػيؿ عمػػى المعمػػـ أداء ميامػػو فػػي تػػدريس ىػػذا المنيػػاج‪ ،‬وذلػػؾ مػػف‬
‫خػػبلؿ إقامػػة الحفػػبلت الموسػػيقية المدرسػػية بحضػػور أوليػػاء أمػػور الطمبػػة‪ ،‬باإلضػػافة‬
‫إلػػى عقػػد النػػدوات والمحاضػرات الموسػػيقية المتخصصػػة فػػي مجػػاالت الموسػػيقى فػػي‬
‫مختمؼ المحافظات‪ ،‬مف أجؿ زيادة الوعي الثقافي الموسيقي في المجتمع األردني‪.‬‬

‫‪141‬‬
‫‪ .20‬تعميػػؽ الػػوعي لػػدى الطالػػب والمجتمػػع بػػأف الموسػػيقى تسػػيـ فػػي تقويػػة الصػػمة‬
‫بالقيـ اإلسبلمية‪ ،‬مف خبلؿ األناشيد الدينيػة والتربويػة واألىػازيج الوطنيػة التػي تعمػؿ‬
‫عمى رفع الروح المعنوية واالعتزاز بالوطف والعروبة‪.‬‬
‫المرجوة من تطبيق منياج الموسيقى واألناشيد في األردن‬
‫ّ‬ ‫‪ -...3‬النتائج‬
‫نأمؿ بأف منياج الموسيقى واألناشيد في األردف‪ ،‬بما مرت بو مف تجربة‪،‬‬
‫أف تتطور وتصؿ إلى تحقيؽ األىداؼ المرجوة التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬تمكػيف الطمبػػة مػف قػراءة الموسػيقى وتػػدوينيا والتػزود بالمفػػاىيـ والعمػوـ الموسػػيقية‬
‫األساسية‪.‬‬
‫‪ .2‬تػذوؽ الطمبػة لمموسػيقى والتفاعػؿ معيػا‪ ،‬والتػزود بحصػيمة مػف األغػاني واألناشػػيد‬
‫مختمفػػة األغ ػراض التربويػػة المفيػػدة فػػي العبلقػػات االجتماعيػػة‪ ،‬وفػػي تػػدعيـ المباحػػث‬
‫والمناىج الدراسية األخرى‪.‬‬
‫‪ .3‬تطػػوير عبلقػػة الطمبػػة بالبيئػػة المحيطػػة مػػف خػػبلؿ التنبػػو إلػػى أص ػواتيا المتنوعػػة‬
‫التي أودعيا اهلل فييا‪.‬‬
‫‪ .4‬اكتشاؼ المواىب الموسيقية لمطمبة‪ ،‬والعمؿ عمى تنميتيا‪.‬‬
‫‪ .5‬السػػعي عػػف طريػػؽ نمػػاذج العػػزؼ والغنػػاء إلػػى تنميػػة قػػدرات األعضػػاء الجسػػدية‬
‫عند الطمبة مثؿ الحنجرة‪ ،‬واألذف‪ ،‬واألطراؼ‪.‬‬
‫‪ .6‬غػػرس الص ػػفات الحميػػدة ف ػػي نفػػوس الطمب ػػة‪ ،‬كالمثػػابرة‪ ،‬والثق ػػة بػػالنفس‪ ،‬واحتػػراـ‬
‫عمؿ اآلخريف‪ ،‬وحسف التصرؼ في معاممتيـ‪ ،‬والتعػود عمػى النظػاـ‪ ،‬وتفيػـ الشػعوب‬
‫األخرى عف طريؽ الغناء والعزؼ الفردي والجماعي‪ ،‬واالستماع لمموسػيقى وحضػور‬
‫الحفبلت الموسيقية واالشتراؾ فييا‪.‬‬

‫‪142‬‬
‫‪ .7‬زيػ ػادة الػ ػوعي ال ػػوطني ل ػػدى الطمب ػػة‪ ،‬وابػ ػراز ض ػػرورة ال ػػدفاع ع ػػف وط ػػنيـ‪ ،‬وع ػػف‬
‫مقدساتيـ‪ ،‬وحمايتيػا مػف األعػداء والطػامعيف‪ ،‬مػف خػبلؿ األغػاني واألناشػيد الوطنيػة‬
‫والدينية‪.‬‬
‫‪ .8‬الترفيػػو عػػف الطمبػػة وتحسػػيف الوضػػع النفسػػي ليػػـ‪ ،‬مػػف خػػبلؿ ممارس ػتيـ ىوايػػة‬
‫الموسيقى‪ ،‬مما يسيـ في إقباليـ عمػى المدرسػة بػروح مبتيجػة‪ ،‬ومػؿء فػراغيـ بيوايػة‬
‫ممتعة ومفيدة‪.‬‬
‫‪ .9‬اإللماـ بنبػذة عػف تػاريخ الموسػيقى المحميػة والعربيػة والعالميػة‪ ،‬والتػي مػف خبلليػا‬
‫يػ ػػتفيـ الطمبػ ػػة الشػ ػػعوب األخػ ػػرى‪ ،‬ويفيػ ػػدوا مػ ػػف خبراتيػ ػػا‪ ،‬وذلػ ػػؾ بػ ػػاعتزازىـ بت ػ ػراثيـ‬
‫الموسيقي المحمي (التقميدي) والعربي واحتراميـ التراث العالمي الموسيقي وتفيمو‪.‬‬
‫‪ .10‬اطػػبلع الطمبػػة عمػػى اآلالت الموسػػيقية وتعػريفيـ بأشػػكاليا‪ ،‬وتمييػزىـ أصػواتيا‪،‬‬
‫واعطائيـ نبذة عف تاريخيا وصنعيا‪.‬‬
‫‪ .11‬تنمي ػػة عبلق ػػات الطال ػػب بزمبلئ ػػو‪ ،‬وتحس ػػيف معاممت ػػو لي ػػـ‪ ،‬م ػػف خ ػػبلؿ ممارس ػػة‬
‫العزؼ والغناء الجماعييف‪.‬‬
‫‪ .12‬تقويػة عبلقػػات الطالػػب بمجتمعػػو‪ ،‬ودفعػػو إلػػى أف يحتػػرـ ويتغنػػى بجمػػاؿ طبيعػػة‬
‫ىذا المجتمع ومزايا أىمو‪ ،‬مف خبلؿ األغاني واألناشيد المبتكرة والتراثية‪.‬‬
‫‪ .13‬تمك ػػيف الطمب ػػة م ػػف المش ػػاركة ف ػػي غن ػػاء متع ػػدد األصػ ػوات والع ػػزؼ الجم ػػاعي‪،‬‬
‫وتمييز األصوات واألبعاد الموسيقية‪.‬‬
‫‪ .14‬خم ػػؽ روح المث ػػابرة ل ػػدى الطمب ػػة‪ ،‬ع ػػف طري ػػؽ اإلع ػػادة والتكػ ػرار والت ػػدريب الت ػػي‬
‫تؤدي إلى إتقاف العمؿ الموسيقي المطموب‪.‬‬

‫‪143‬‬
‫الخاتمة‬
‫تكتسب التربية الموسيقية دور ىاـ في تشكيؿ شخصية الطالب‪ ،‬وتعميؽ‬
‫ثقتو بنفسو‪ ،‬وتقوية صمتو بالقيـ الدينية‪ ،‬وزيادة قدرتو عمى المشاركة في العمؿ‬
‫الجماعي‪ ،‬باإلضافة إلى دورىا الياـ في إكساب الطمبة ميارات خاصة‪ ،‬كميارة‬
‫األداء واالستماع والنطؽ والقراءة والتحميؿ والتفكير الناقد‪ ،‬مما يسيـ في خمؽ بيئة‬
‫مناسبة لئلبداع‪ .‬والتربية الموسيقية في األردف شيداً تطو اًر ممحوظاً منذ نشأة الدولة‬
‫األردنية‪ ،‬إال أنيا أخذت بالتراجع شيئاً فشيئاً منذ ما يقارب العشر سنوات وحتى‬
‫يومنا ىذا؛ ويعود ذلؾ ألسباب عديدة منيا الفنية ومنيا اإلدارية‪.‬‬
‫وفي ضوء وجود منياج دراسية خاصة بالتربية الموسيقية في األردف‪ ،‬فإننا‬
‫نرى بأف مف الضرورة حث الجيات المسؤولة في و ازرة التربية والتعميـ األردني عمى‬
‫تطبيؽ ذلؾ المنياج في مجمؿ مدارس األردف‪ ،‬لما ليا مف وظائؼ تربوية ىامة‪.‬‬
‫ونقترح أنو وفي حاؿ تـ تطبيؽ المنياج المشار إليو‪ ،‬ال بد مف السعي إلى مراجعتو‬
‫بما يتناسب مع التطور اليائؿ الذي يحصؿ حالياً في كافة مناحي الحياة‪ ،‬ال سيما‬
‫القوة فيو قد‬
‫أنو مضى عمى تأليفو ما يزيد عمى الخمسة عشر عاماً‪ ،‬إذ أف مواطف ّ‬
‫حد سواء‪ .‬واف مواطف الضعؼ أو باألحرى الجوانب‬
‫أفادت األساتذة والطمبة عمى ّ‬
‫التي أظير اختبارىا ّأنيا بحاجة إلى إعادة نظر‪ ،‬كانت موضع تساؤؿ وتفكير في‬
‫كيفية تحسينيا أو تعديميا‪.‬‬
‫ّ‬
‫أما فيما يتعمؽ بالمعمـ الذي يقوـ عمى تدريس منياج الموسيقى واألناشيد في‬
‫األردف‪ ،‬في ػػو كب ػػاقي المعمم ػػيف ل ػػو احتياج ػػات‪ ،‬فق ػػد تواجي ػػو مش ػػاكؿ تتعم ػػؽ بظروف ػػو‬
‫االجتماعيػػة واالقتصػػادية‪ ،‬وقػػد تواجيػػو صػػعوبات فػػي تخصصػػو‪ ،‬منيػػا مػػا ىػػو عمػػى‬
‫المدرسػػيف‬
‫صػػعيد المنيػػاج‪ ،‬ومنيػػا مػػا ىػػو عمػػى صػػعيد الكفايػػات الواجػػب توافرىػػا فػػي ّ‬

‫‪144‬‬
‫الق ػػائميف عم ػػى ت ػػدريس مني ػػاج الموس ػػيقى واألناش ػػيد‪ ،‬ومني ػػا م ػػا يتعم ػػؽ باإلمكاني ػػات‬
‫والوسػػائؿ التعميميػػة البلزمػػة لمتعمػػيـ الموسػػيقي المدرسػػي‪ .‬ولِمػػا لمعمػػـ الموسػػيقى مػػف‬
‫شػأف كبيػر ودور سػاـ فػػي العمميػة التربويػة فإنػػو مػف الواجػب السػػعي إلػى تػوفير سػػبؿ‬
‫ال ارحػػة والحيػػاة الكريمػػة لػػو‪ ،‬والعمػػؿ عمػػى تحسػػيف أوضػػاعو الماديػػة‪ ،‬والتخفيػػؼ مػػف‬
‫أعبائو التدريسية‪ ،‬واحاطتو بالعناية والرعاية‪ ،‬واعطاءه مكانة اجتماعية مرموقة تميػؽ‬
‫بو‪ ،‬والعمؿ عمى تييئة ظروؼ العمػؿ المبلئمػة والمريحػة لػو‪ .‬فػذلؾ مػا يػؤدي بالتػالي‬
‫إلػػى زيػػادة فاعميتػو وكفايتػػو وتوجيػػو جيػػوده نحػػو تحقيػػؽ األىػػداؼ التربويػػة والتعميميػػة‬
‫دور‬
‫المرجػػوة‪ .‬فػػدور المعمػػـ القػػائـ عمػػى تػػدريس منيػػاج الموسػػيقى واألناشػػيد لػػـ يعػػد اً‬
‫تقميػػػدياً أي نػ ػػاقبلً لممعرفػ ػػة فقػ ػػط‪ ،‬وانمػ ػػا تعػ ػػدى ذلػ ػػؾ‪ ،‬فأصػ ػػبح الخبيػ ػػر أو المستشػ ػػار‬
‫الموسػػيقي لمطمبػػة‪ ،‬وىػػو المرشػػد ليػػـ فػػي الجوانػػب الفنيػػة‪ ،‬وعمػػى عاتقػػو تقػػع مسػػؤولية‬
‫إعداد األجياؿ المثقفة موسيقياً ورعايتيا وتدريبيا وتوجيييا‪.‬‬
‫أخير‪ ،‬يبقى كؿ ما تقدمنا بو مف مقترحات‪ ،‬عمينا جميعاً مواجيتيا مف‬
‫و اً‬
‫حافز لمؤلفات جديدة‬
‫اً‬ ‫خبلؿ التجربة‪ ،‬ألنيا خير حكـ عمى فاعميتيا‪ ،‬وىذا ما يشكؿ‬

‫ومتجددة في موضوع ىذا الكتاب‪ .‬ونأمؿ بأف تمقى محاولتنا وما نصبو إليو تجاوباً‬
‫ّ‬
‫مف قبؿ المعنييف بالتربية الموسيقية في األردف‪ ،‬والذيف تقع عمى عاتقيـ مسؤولية‬

‫االىتماـ بيا وتفعيميا‪ ،‬مف أجؿ أف تعود إلى ألقيا الذي كانت عميو في السابؽ‪.‬‬
‫وأعتذر عف أي تقصير في أي جانب مف جوانب ىذا المؤلَّؼ‪َّ ،‬‬
‫فجؿ مف‬
‫ال يسيو‪.‬‬

‫‪145‬‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬المراجع العربية‪:‬‬
‫‪ -‬أبو الرب‪ ،‬توفيؽ‪ ،‬دراسات في الفمكمور األردني‪ ،‬و ازرة الثقافة والشباب‪،‬‬
‫عماف‪ ،‬األردف‪.1980 ،‬‬
‫‪ -‬أبو النصر‪ ،‬جوليندا‪ ،‬ىيا نغني‪ ..‬أغاني‪ ،‬ارشادات‪ ،‬طريقة أورف‪،‬‬
‫استعمال اآلالت اإليقاعية‪ ،‬ط‪1987 ،1‬ـ‪.‬‬
‫‪ -‬بطاح وآخروف‪ ،‬التربية والتعميم‪ :‬واقع ومؤشرات‪ ،‬المركز الوطني لمبحث‬
‫والتطوير التربوي‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪1992 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ -‬بمعاوي‪ ،‬آماؿ‪ ،‬فاعمية برنامج مقترح لتنمية الميارات اإليقاعية الموسيقية‬
‫بنظام كارل أورف لدى طمبة المرحمة األساسية الدنيا في األردن‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير غير منشورة‪ ،‬كمية الفنوف الجميمة‪ ،‬جامعة اليرموؾ‪ ،‬إربد‪ ،‬األردف‪،‬‬
‫‪2013‬ـ‪.‬‬
‫‪ -‬توصيات مؤتمر الموسيقى العربية األوؿ‪ ،‬المطبعة األمريكية‪ ،‬القاىرة‪،‬‬
‫مصر‪1932 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ -‬حماـ‪ ،‬عبد الحميد‪ ،‬الحياة الموسيقية في األردن ثمانين عاماً (‪.91.‬م‪-‬‬
‫‪111.‬م)‪ ،‬منشورات و ازرة الثقافة‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪2008 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ -‬حماـ‪ ،‬عبد الحميد‪ ،‬الموسيقى واألناشيد وطرائق تدريسيا‪ ،‬ط‪ ،2‬منشورات‬
‫جامعة القدس المفتوحة‪1998 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ -‬حماـ‪ ،‬عبدالحميد‪ ،‬الموسيقى والمجتمع في األردن‪ ،‬مقاؿ منشور‪ ،‬مجمة‬
‫أفكار‪ ،‬العدد ‪ ،62‬و ازرة الثقافة‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪1983 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪146‬‬
‫‪ -‬حياصات وسويمـ‪ ،‬واقع المناىج الدراسية وتطويرىا في األردن‪ ،‬المنظمة‬
‫العربية لمتربية والثقافة والعموـ‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪1999 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ -‬خوري‪ ،‬سامي‪ ،‬الموسيقى والتربية الموسيقية‪ ،‬مقاؿ منشور‪ ،‬مجمة رسالة‬
‫المعمـ‪ ،‬المجمد ‪ ،17‬العدد ‪ ،4‬و ازرة التربية والتعميـ‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪،‬‬
‫‪1974‬ـ‪.‬‬
‫‪ -‬الزعبي‪ ،‬محمد‪ ،‬التربية الموسيقية والنشاط الموسيقي (دراسة تحميمية‬
‫لواقع الموسيقى في األردن)‪ ،‬بحث منشور‪ ،‬المجمة األردنية لمفنوف‪ ،‬المجمد‬
‫‪ ،6‬العدد ‪ ،4‬كمية الفنوف الجميمة‪ ،‬جامعة اليرموؾ‪ ،‬إربد‪ ،‬األردف‪2013 ،‬ـ‪،‬‬
‫ص‪.488-477‬‬
‫‪ -‬الشرقاوي‪ ،‬صبحي‪ ،‬فعالية توظيف األلحان في استيعاب المادة العممية‬
‫لمصفوف اإللزامية األولى في األردن‪ ،‬رسالة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬جامعة‬
‫حمواف‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪2003 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ -‬الشرماف‪ ،‬عمي‪ ،‬حتمية تكامل التعميم الموسيقي من أجل مخرجات نوعية‪،‬‬
‫بحث منشور‪ ،‬مجمة دراسات العموـ اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬المجمد ‪،34‬‬
‫العدد ‪ ،3‬عمادة البحث العممي‪ ،‬الجامعة األردنية‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪،‬‬
‫‪2007‬ـ‪ ،‬ص‪.463-452‬‬
‫‪ -‬عطية‪ ،‬خميؿ‪ ،‬أسس التربية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار البداية لمنشر والتوزيع‪ ،‬عماف‪،‬‬
‫األردف‪2010 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ -‬عمواف‪ ،‬رائده أحمد‪ ،‬الصعوبات التي تواجو معمم الموسيقى في األردن‪،‬‬
‫رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬كمية الفنوف الجميمة‪ ،‬جامعة اليرموؾ‪ ،‬إربد‪،‬‬
‫األردف‪2007 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪147‬‬
‫‪ -‬غوانمة‪ ،‬محمد‪ ،‬التجربة األردنية في تأليف مناىج التربية الموسيقية‪،‬‬
‫(ورقة عمؿ)‪ ،‬ندوة مناىج الميارات الموسيقية في ظؿ التطوير التربوي‪،‬‬
‫و ازرة التربية والتعميـ‪ ،‬مسقط‪ُ ،‬عماف‪2006 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ -‬غوانمة‪ ،‬محمد‪ ،‬التجربة األردنية في تأليف مناىج التربية الموسيقية‪،‬‬
‫بحث منشور‪ ،‬مؤتمر التربية الموسيقية في المدارس في الدوؿ العربية‪ ،‬كمية‬
‫الموسيقى‪ ،‬جامعة الروح القدس‪ ،‬الكسميؾ‪ ،‬لبناف‪2011 ،‬ـ‪ ،‬ص‪-151‬‬
‫‪.183‬‬
‫‪ -‬غوانمة‪ ،‬محمد‪ ،‬األىزوجة األردنية‪ ،‬ط‪ ،2‬منشورات و ازرة الثقافة‪ ،‬مطبعة‬
‫السفير‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪2009 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ -‬فاخوري‪ ،‬كفاح‪ ،‬التربية الموسيقية والتحديات التي تواجو الموسيقى‬
‫العربية‪ ،‬بحث منشور‪ ،‬مجمة البحث الموسيقي‪ ،‬المجمد ‪ ،6‬العدد ‪،1‬‬
‫عماف‪ ،‬األردف‪2007 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ -‬الفاروقي‪ ،‬لويس‪ ،‬مشاكل التعميم الموسيقي في الوطن العربي "الحمول‬
‫القديمة والحديثة"‪ ،‬بحث منشور‪ ،‬مجمة الحياة الموسيقية‪ ،‬العدد ‪ ،9‬الييئة‬
‫العامة السورية لمكتاب‪ ،‬و ازرة الثقافة‪ ،‬دمشؽ‪ ،‬سوريا‪1995 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ -‬المو‪ ،‬نبيؿ‪ ،‬أىم مناىج التربية الموسيقية في العالم‪ ،‬بحث منشور‪ ،‬مجمة‬
‫الحياة الموسيقية‪ ،‬العدد ‪ ،48‬و ازرة الثقافة‪ ،‬دمشؽ‪ ،‬سوريا‪2008 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ -‬مطر‪ ،‬إكراـ؛ فيمي‪ ،‬أميمو‪ ،‬تدريس الموسيقى‪ ،‬دار العمـ والثقافة‪ ،‬القاىرة‪،‬‬
‫مصر‪1986 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ -‬ممكاوي‪ ،‬أنس‪ ،‬آلة العود في األردن‪ ..‬تاريخيا ومراحل تطورىا‪ ،‬منشورات‬
‫وزرة الثقافة‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪.2009 ،‬‬
‫ا‬

‫‪148‬‬
‫‪ -‬ناصر‪ ،‬إبراىيـ‪ ،‬أسس التربية‪ ،‬ط‪ ،5‬دار عماف لمنشر والتوزيع‪ ،‬عماف‪،‬‬
‫األردف‪1999 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ -‬نصيرات‪ ،‬نضاؿ‪ ،‬أسس تربوية مقترحة لمتربية الموسيقية لطمبة المرحمة‬
‫األساسية في األردن‪ ،‬أطروحة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬كمية التربية‪ ،‬الجامعة‬
‫عماف‪2010 ،‬ـ‪.‬‬
‫األردنية‪ّ ،‬‬
‫‪ -‬منياج الموسيقى واألناشيد وخطوطو العريضة في مرحمة التعميم‬
‫األساسي‪ ،‬ط‪ ،1‬المديرية العامة لممناىج وتقنيات التعميـ‪ ،‬و ازرة التربية‬
‫والتعميـ‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪1991 ،‬ـ‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬المراجع األجنبية‪:‬‬
‫‪- Encyclopedia ، (1985). The International of Education‬‬
‫‪'' Research and Studies '' . v 6 ، M- O .‬‬
‫ثالثاً‪ :‬المواقع اإللكترونية‪:‬‬
‫‪ -‬وزيزة‪ ،‬عبد الكريـ‪ ،‬طريقة زولتاف كوداي في تدريس التربية الموسيقي‪ ،‬مقاؿ‬
‫اإلنترنت‪،‬‬ ‫شبكة‬ ‫عمى‬ ‫منشور‬
‫أطمع‬ ‫وقد‬ ‫(‪)http://www.doroob.com/archives/?p=36480‬‬
‫المؤلؼ عمى ىذا المقاؿ عمى شبكة اإلنترنت بتاريخ ‪2016/9/15‬ـ‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬المقابالت الشخصية‪:‬‬
‫‪ -‬حماـ‪ ،‬عبدالحميد‪ ،‬أستاذ في التأليؼ الموسيقي والعموـ الموسيقية‪ ،‬مقابمة‬
‫شخصية‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪.2016/10/7 ،‬‬
‫‪ -‬خوري‪ ،‬سامي‪ ،‬أحد الباحثيف في مجاؿ التربية الموسيقية في األردف‪،‬‬
‫عماف‪ ،‬األردف‪.2016/6/21 ،‬‬

‫‪149‬‬
‫‪ -‬الشرقاوي‪ ،‬نبيؿ‪ ،‬أحد أوائؿ خريجي شعبة الموسيقى مف معيد الفنوف‬
‫عماف‪ ،‬األردف‪.2016/3/22 ،‬‬
‫عماف ‪ ،‬مقابمة شخصية‪ّ ،‬‬
‫الجميمة في ّ‬
‫‪ -‬الطوباسي‪ ،‬عبدالرزاؽ‪ ،‬عضو لجنة تأليؼ منياج الموسيقى واألناشيد في‬
‫األردف‪ ،‬مسؤوؿ تربوي في مديرية المناىج‪ ،‬و ازرة التربية والتعميـ‪ ،‬مقابمة‬
‫شخصية‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪.2016/6/20 ،‬‬
‫‪ -‬غوانمة‪ ،‬محمد‪ ،‬خبير في منياج الموسيقى واألناشيد في األردف ورئيس‬
‫عماف‪ ،‬األردف‪،‬‬
‫ّ‬ ‫لجنة اإلشراؼ عمى تأليفيا‪ ،‬مقابمة شخصية‪،‬‬
‫‪.2016/3/25‬‬

‫‪150‬‬

You might also like