Professional Documents
Culture Documents
حتقيق
تلك األهداف واختاذ القرارات وإتباع األساليب اليت يراها مناسبة وكذلك جدولة األنشطة اليت تقوم هبا سعيًا حنو أهدافه ،فإذا
انظم إليه شخص آخر أو أكثر للمشاركة يف إجناز العمل نشأ على الفور ضرورة إنشاء التنظيم حيث تنشأ احلاجة إىل أنواع
جديدة من القرارات اليت يتخذها الشخص الذي يعمل مبفرده وتعلق تلك القرارات اجلديدة بأمناط العالقات فيها بني األفراد
ومع وجود من األفراد لن يتحقق العمل املشرتك بصورة عفوية أو تلقائية البد أن نتدبر األساليب واألدوات اليت تضم إمتام
ذلك العمل املشرتك بشكل منسق وبفاعلية حتقق األهداف ،وأحد أهم هذه األدوات هو اهليكل التنظيمي والهيكل التنظيمي
هو اإلطار العام الذي يحدد من في التنظيم لديه سلطة على من؟
وبالتالي كيف يمكن اعتبار الهيكل التنظيمي كأساس للبناء اإلداري وتحقيق الكفاية والفاعلية
يعرف(اهليكل) لغة على أّنه :البناُء ا ْش ِر ف ،كما ورد تعريف اهليكل التنظيمّي يف قاموس املعجم الوسيط على أّنه :رسم ُيبنِّي ،
ُمل
أو ُيوِّض ح ا هاّم ،واملسؤولّيات ألجزاء الشركة ،وكيفّية اِّتصاهلا .أّم ا فيما يتعَّلق بتعريف اهليكل التنظيمّي اصطالحًا ،فقد وردت
َمل
عّد ة تعريفات على النحو اآليت:
عَّر فه ( )Max Weberعلى أّنه " :جمموعة من القواعد ،واللوائح البريوقراطّية اليت تعطي احلق لألفراد أن تصدر
عَّر فه (حممود سلمان العميان) على أّنه" :اآللّية الرمسّية اليت ميكن من خالهلا إدارة ا نَّظمة عرب حتديد خطوط الُّس لطة،
ُمل
واالِّتصال بني الرؤساء ،واملرؤوسني".
عَّر فه (قاموس أكسفورد) على أّنه :جسم ُمنَّظم ،أو تركيب من األجزاء ،أو العناصر ا عتِم دة على بعضها ،أو
ُمل
ا رتاِبطة بعالقات تباُدلّية ،أو تفاُعلّية".
ُمل
ومن هنا جند أّن اهليكل التنظيمّي يعين :بناء حُي ِّدد اإلدارات ،وأجزائها الداخلّية ،حبيث حيتوي على مستويات إدارّية ضمن
شكٍل هرمّي ،وهو يضمن تأمني اإلطار املالئم لعملّيات التشغيل ،واألداء ا توَّقع ،والسماح بتنسيق النشاطات ،والرقابة عليها؛
ُمل
هبدف اخِّت اذ القرار من ِقَبل اإلدارة.
خصائص الهيكل التنظيمي
التنسيق بني أعمال ا نَّظمة :حيث يهتّم بالتكامل بني األعمال ،والقضاء على التكرار ،واالزدواجّية .مراعاة ظروف
ُمل
البيئة :حبيث يهتّم بالبيئَتني :اخلارجّية ،والداخلّية ،وتأثرياهتما ،فيكون مرنًا من حيث استجابته هلا .االستفادة من
التخُّص ص :حيث ينجز املوَّظف مهاّم وظيفة واحدة ،أو قسم واحدّ ،مما يضمن سرعة اإلجناز ،واخنفاض التكلفة،
واإلتقان.
االهتمام باألنشطة املهّم ة للمنَّظمة -:حبيث يتّم ترتيبها حسب درجة أّمهيتها ،وأولوّيتها يف املستويات املالئمة هلا.
عدم اإلسراف :حبيث تتّم مراعاة التكاليف الالزمة الحتياجات اهليكل من وحدات ،وختُّص ص ،والتأكيد على
فعالّية الرقابة :حيث يفتح اجملال للرقابة الفّعالة ،حبيث أّن الوظيفة اليت يتّم تطبيق الرقابة عليها ال تكون مع املوَّظف
املركزّية :حيث ترتَّك ز الُّس لطة لدى جهة حُم َّددة يف ا نَّظمة ،وعلى الرغم من أّن هذا األمر يؤّدي إىل الُبطء يف اخِّت اذ
ُمل
القرارات ،إاّل أّنه حيِّقق درجة أفضل من الرقابة ،ويف الغالب تظهر هذه السمة يف اهليكل الوظائفّي .
الالمركزّية :وهذا يعين أّن الُّس لطات تكون ُموَّزعة على املستويات كّلها يف اهليكل التنظيمّي ،وهذا األمر من شأّنه أن
ُيسِّر ع من عملّية اخِّت اذ القرارات ،إاّل أّنه ُيقِّلل من شّد ة الرقابة ،ويف الغالب تظهر هذه السمة يف اهليكل القطاعّي .
الرمسّية :حيث تعين وجود قواعد دقيقة لألعمال ،وهي مِس ة مهّم ة يف ا نَّظمات الكبرية؛ للتحُّك م فيها ،إاّل أّن هذا
ُمل
األمر يقِّلل من اإلبداع ،وُيبِّطئ من عملّية اخِّت اذ القرارات ،كما أّن احلّر ية اليت ُتعطى للموَّظفني تكون قليلة.
املرونة :حيث تعكس هذه الِّس مة مقدرة اهليكل التنظيمّي على التكُّيف مع التغرُّي ات الطارئة على البيئة اخلاّصة
با نَّظمة.
ُمل
الوضوح :حبيث تكون العناصر يف اهليكل التنظيمّي حُم َّددة بشكل دقيق.
املالئمة :حبيث يتناسب اهليكل التنظيمّي مع البيئة اخلاّصة با نَّظمةّ ،مما يعين تلبية احتياجاهتا
ُمل
المبادئ الهيكل التنظيمي
هناك عّد ة مبادئ يتّم أخذها بعني االعتبار عن بناء اهليكل التنظيمّي ،ومنها:
مبدأ تقسيم العمل :حبيث يكون كّل فرد مسؤوًال عن جزٍء من العمل.
مبدأ املرونة :ويعين القابلّية للتكُّيف مع التغرُّي ات اخلارجّية ،والداخلّية ،دون حاجة إىل تعديل جوهرٍّي فيه.
مبدأ وحدة اهلدف :ويعين اهلدف الذي يسعى إىل حتقيقه التنظيم.
مبدأ تساوي املسؤولّية مع الُّس لطة :حيث إّنه لكّل مسؤولّية وظيفّية ُس لطة تشرف على أدائها ،ومُت ِّك نه.
مبدأ قصر خّط الُّس لطة :حيث إّنه كّلما قّلت املستويات اإلدارّية ،تزداد الفعالّية اإلدارّية.
مبدأ وحدة الرئاسة :حبيث يكون لكِّل موَّظف رئيس واحد يأخُذ منه التعليمات ،واألوامر ،والتوجيهات.
بيان املستويات اإلدارّية ،ومسؤولّياهتا ،واختصاصاهتا على مؤِّشرات األداء ،وقياسها ،وحتسينها.
ترتيب العالقات ،وحتديدها ،باإلضافة إىل منح املسؤولني الصالحّيات الالزمة
بيان وتفصيل األقسام ،والدوائر ،واإلدارات ،وا سَّم يات ،وحتديد العالقة بني العملّيات ا ؤَّس سية ،وانسيابّيتها.
ُمل ُمل
حتديد مراكز التكلفة يف مراكز املسؤولّية ،وإجراءات حماسبة التكاليف ،مثل :إجراءات احملاسبة اإلدارّية ،وآلّية رفع
التقارير.
أنواع الهياكل التنظيمّية
الهيكل التنظيمي البسيط :وهو ما ُيسَّم ى باَهلَر مّي ،حيث يَّتصف بعدم التعقيد ،والبساطة ،ولالرمسية ،كما أّن الُّس لطة ترتّك ز
يف قّم ة اهلرم اإلدارّي ،ويشيع هذا النمط من اهلياكل يف ا نَّظمات يف مراحلها التأسيسّية األوىل ،وضمن وجود عدد قليل من
ُمل
ا وَّظفني ،باإلضافة إىل أّن الظروف تكون معروفة ،ويف بيئة مستِق َّر ة ميكن التحُّك م فيها.
ُمل
الهيكل الوظيفّي :وهو يتضَّم ن جتميع التخُّص ص الواحد يف إدارة واحدة ،كاإلدارة اهلندسّية مثًال ،وهذا النوع من اهلياكل
يَّتصف بكونه اقتصادّيًا ،كما يستفيد ا وَّظفون فيه من خربات زمالئهم؛ نظرًا لعملهم معًا يف اإلدارة نفسها ،إاّل أّنه من ناحية
ُمل
أخرى يشتمل على مساوئ عّد ة ،منها :كثرة املستويات اإلدارّية فيه ،وقّلة مرونته ،وسوء العالقة بني التخُّصصات.
الهيكل القطاعي :وهو نوع من اهلياكل يتّم فيه جتميع املوَّظفني اُملتخِّص صني يف خدمة حُم َّددة ،أو ُمنَتٍج حُم َّدد ،علمًا بأّنه قد يتّم
فيه االحتفاظ باملركزّية يف بعض اإلدارات.
الهيكل المصفوفي :ويف هذا النوع يتّم تصنيف املوَّظفني تبعًا للوظائف ،كما يتّم اختيار مسؤوٍل عن موَّظفني ضمن وظائف
خمتلفة ،حبيث يكون مسؤوًال عن ُمنَتٍج حُم َّدد أيضًا ،ومن اجلدير بالذكر أّنه قد يكون للموَّظف رئيسان يف هذا النوع من
اهلياكل؛ حيث يتبعه موَّظفون من إدارات خمتلفة ،باإلضافة إىل وجود رئيٍس لكٍّل منهم يف إدارته ،وهو نوٌع يشمل الِّس مات
نفسها يف األنواع السابقة ،إاّل أّن صعوبة تنظيم العمل بالنسبة للموَّظفني فيه؛ نظرًا لكوهنم يتبعون رئيَس ني ،هو أمٌر َيعيُبه.
الهيكل الميكانيكّي :ويَّتصف بأّن اهلرم الوظيفّي فيه مُم َتٌّد بشكل رأسّي ،وهذا يعين أّن املستويات اإلدارّية فيه ُمتعِّددة ،علمًا
بأّنه من األفضل اِّتباع هذا النوع إذا كانت ا ؤِّثرات اخلارجّية ُمستِق ّر ة ،ويف حال كانت األعمال روتينّية ال تتغرَّي رغم
ُمل
تكرارها ،وعلى الرغم من أّن هذا النوع يَّتصف بكثرة الرقابة ،وطبقات اهلرم الوظيفّي ا تعِّددة فيه ،باإلضافة إىل املركزّية،
ُمل
والرمسّية ،إال أّن اخِّت اذ القرارات فيه ُيَعُّد بطيئًا نسبّيًا ،كما أّنه ُيعترَب قليل املرونة.
الهيكل الحيوّي :أو ما ُيسَّم ى بالعضوّي ،أو ا سَّطح وتكون فيه املستويات اإلدارّية قليلة ،مبعىن أّن اهلرم الوظيفّي فيه يكون
ُمل
قصريًا ،وعلى الرغم من اِّتصاف هذا النوع باملرونة ،والالمركزّية ،والسرعة يف اخِّت اذ القرارات ،واليت تكون نامجًة عن التفويض
الكبري للمدراء ،والالرمسّية ،إاّل أّنه ُيقِّلل من الرقابة ،كما أّنه ُيؤّد ي إىل أن يصبح كّل مديٍر مسؤوًال عن عدٍد أكرب من
املوَّظفني ،علمًا بأّنه من األفضل اِّتباع هذا النوع يف حالة السرعة يف تغرُّي ا ؤِّثرات اخلارجّية ،ويف حال رغبة املنَّظمات يف أن
ُمل
تكون ُمنتجاهتا ُمتمِّيزة.
نماذج الهيكل التنظيمي
.1اهليكل التنفيذي :هو مستنبط من إدارة اجليوش احلديثة ،ومبين على السلطة املركزية املوجودة يف أعلى قمة املنظمة ،ويف
هذه احلالة يكون هناك رئيس أعلى واحد يتوىل اختاذ القرارات وإصدار األوامر إىل املرؤوسني املباشرين مث تتدرج السلطة
بطريقة منظمة من مستوى إىل آخر ،وميتاز هذا النموذج بالوضوح والبساطة وتسري السلطة فيه خبطوط مستقيمة من األعلى
إىل األسفل ،وتكون املسؤولية حمددة واعتماده على النظام و إطاعة األوامر والتعليمات الصادرة من الرؤساء إىل املرؤوسني ،أما
يهمل مبدأ التخصص (أي عدم الفصل بني الوظائف اإلدارية والفنية).
يبالغ يف أمهية الرؤساء اإلداريني مبنحهم سلطة كاملة يف التصرف يف املسائل الداخلة يف نطاق اختصاصهم.
حيمل كبار اإلداريني مسؤوليات تزيد عن طاقتهم ألهنم يتولون البت يف املسائل اإلدارية والفنية.
يتعذر حتديد اإلدارات واألقسام إال إذا فرضها إداري قوي.
.2اهليكل الوظيفي :استنبطه فريدريك تايلور حينما وضع اإلدارة العلمية وبني أن األعمال جيب أن ختضع إىل التخصص
وتقسيم العمل ،وأن األعمال ميكن تصنيفها إىل األعمال اليدوية واألعمال الذهنية وأعمال تنفيذية وأعمال فنية وأعمال
استشارية وأعمال منصبية ،ومعىن كل هذا أن العمل جيب أن يؤديه املتخصص فيه ،وأن التخصص هو القاعدة األساسية يف
اإلفادة من مبدأ التخصص داخل األقسام واإلدارات الوظيفية باستخدام اخلرباء واملختصني.
إمكان إجياد طبقة من العمال املدربني على تأدية املهام واألعمال.
إمكان تكوين طبقة من املالحظني تستطيع أن تقوم باإلشراف على األعمال.
حتقيق التعاون والتنسيق بني األفراد والرؤساء يف األقسام املختلفة واحلصول على معلومات من مصادرها املتخصصة.
متكني الرئيس اإلداري من احلصول على مساعدة إدارية وفنية متكنه من معاجلة قضايا املنظمة.
صعوبة فرض النظام يف املستويات الدنيا من التنظيم مما يؤدي إىل الفوضى اإلدارية.
امليل إىل التهرب من املسؤولية حيث أن السلطة مشاعية بني الرؤساء ،مبعىن عدم وضوح السلطة واملسؤولية نتيجة
.3اهليكل االستشاري :هذا النوع من التنظيم جيمع بني مزايا التنظيم التنفيذي من حيث استقامة سبل املسؤولية ،ومن حيث
السلطة املوحدة اليت تستخدم يف توجيه األعمال ،وبني مزايا التنظيم الوظيفي من حيث اإلفادة من التخصص واستخدام طبقة
اخلرباء الفنيني الذين يقومون مبساعدة الرؤساء اإلداريني يف املسائل اليت هلا طبيعة فنية واليت حتتاج إىل استشارة من حيث
تأديتها.
تقوية مركز الرؤساء اإلداريني بوجود مساعدين فنيني يف املسائل اليت هلا طبيعة متخصصة.
توفري معلومات فنية ملراكز اختاذ القرارات مما جيعلها قادرة على اختاذ قرارات أكثر.
زيادة خربة وجتارب طبقة اإلداريني نتيجة لآلراء الفنية مما يؤدي إىل تنمية طبقة الرؤساء اإلداريني الذين يتميزون
االحتكاك بني طبقة اإلداريني والفنيني ،إذًا أن مهمة الفنيني تقتصر على تقدمي النصح والتوجيه إىل التنفيذيني الذين
ميل الفنيني إىل ممارسة السلطة التنفيذية وهذا يؤدي إىل تداخل السلطة واضطراب يف تتابعها.
صعوبة حتديد جمال ومدى السلطة يف االستعانة خبربة الفنيني االستشاريني من قبل التنفيذيني.
.4اهليكل التنظيمي الشبكي :مبوجب هذا النموذج يتواجد تنظيم مركزي صغري يعتمد على منظمات أخرى غريه للقيام
ببعض األنشطة مثل الدراسات والبحوث واإلنتاج والتوزيع والتسويق والنقل وأي أعمال أخرى رئيسية وذلك على أساس
التعاقد ،وجوهر هذا النوع من التنظيم يتمثل يف جمموعة صغرية من املديرين التنفيذيني يرتكز عملهم يف اإلشراف على األعمال
اليت تؤدى داخل املنظمة ،وتنسيق العالقات مع املنظمات األخرى اليت تقوم باإلنتاج واملبيعات والتسويق والنقل أو أي أعمال
ومن مميزات هذا النموذج أنه يتيح لإلدارة إمكانية استخدام أي موارد خارجية قد حتتاج إليها املنظمة من موارد خام وعمالة
رخيصة تتوافر فقط خارج البالد ،أو قد تلجأ املنظمة إىل حتسني اجلودة من خالل استخدام خرباء فنيني متخصصني يف حتسني
اجلودة.
ومن املآخذ الرئيسية على هذا النوع من التنظيم عدم وجود رقابة مباشرة ،فاإلدارة العليا ال متلك السيطرة املباشرة على مجيع
العمليات داخل املنظمة ،فهي تلجأ إىل العقود اخلارجية من أجل إلزام املنظمات األخرى بتنفيذ ما مت التعاقد عليه ،كذلك هذا
اهليكل التنظيمي يزيد من درجة املخاطرة على أعمال املنظمة من خالل عدم التزام املتعاقدين مع املنظمة بتنفيذ ما مت االتفاق
عليه.
المطلب األول:تصميم الهيكل التنظيمي Designing the Organizational Structure
يقصد باهليكل التنظيمي البناء أو اإلطار الذي حيدد اإلدارات أو األجزاء الداخلية فيها ،ويتخذ شكال هرميا وحيتوي على
يف قمته اإلدارة العليا مث اإلدارة الوسطى ويف أدناه اإلدارة املباشرة أو التنفيذية اليت تشرف على املنفذين مباشرة.
ومن املعروف أنه كلما ازداد عدد العاملني كلما احتاج األمر إىل زيادة يف عدد املستويات اإلدارية ,وعلى ذلك فإن اهلرم
واهليكل التنظيمي يبني التقسيمات التنظيمية والوحدات اليت تقوم باألعمال واألنشطة اليت يتطلبها حتقيق أهداف املؤسسة ،
كما أنه حيدد خطوط السلطة ومواقع اختاذ وتنفيذ القرارات اإلدارية.
والشكل التايل يبني منوذجا للهيكل التنظيمي لتنظيم إدارة املوارد البشرية يف منظمة كبرية احلجم:
وليس هناك هيكل مثايل صاحل للتطبيق على كل املؤسسات ،ألن ذلك يعتمد على أهداف املؤسسة وطبيعة عملها وظروفها
احمللية وقد بينت التجارب والدراسات امليدانية أن هناك العديد من العوامل اليت تؤثر على اختيار وتصميم اهليكل التنظيمي
املناسب .
العوامل المؤثرة في اختيار وتصميم الهيكل التنظيمي المناسب
هناك العديد من العوامل اليت تؤثر على اختيار وتصميم اهليكل التنظيمي املناسب ومن هذه العوامل :
إن من أكثر العوامل حتديدا للهيكل التنظيمي للمنظمة هو حجمها ,فحني يكون احلجم صغريا يصعب عادة القيام بتقسيم
واضح وحمدد للنشاطات اليت جيب القيام هبا .كما أن القدرات اإلنسانية املطلوبة للتعامل مع املشاكل العملية تتنوع ويصعب
إسناد املهام إىل فرد متخصص ألن التكلفة الزائدة غري مربرة ,يف حني أنة يف حال كون املؤسسة كبرية احلجم ,تكون
األنشطة أكثر تنوعا واتساعا يف جماالهتا حبيث يصبح التخصص أمرا واقعا ومربرا تزداد احلاجة فيه إىل التنسيق والرقابة .
متر املؤسسة يف دورة حياة شبيهة بدورة حياة الكائن احلي ,تبدأ مبرحلة الوالدة والنشوء مث الطفولة فالشباب ,فالنضج مث
الشيخوخة واهلرم اليت تستدعي إعادة التنظيم وإال مصريها الفناء .
وهكذا فإن الزمن يلعب دورا مهما يف التأثري على اهليكل التنظيمي للمؤسسة ,فإذا كانت حياة املؤسسة قصرية ومؤقتة فإن
هذا يتطلب هيكال تنظيميا بسيطا يف مكوناته وعالقته ,فبدال من استثمار جمموعة كاملة من التخصصني ألداء عمل معني
لفرتة قصرية ميكن أن يتم إسناد هذا العمل إىل خرباء خارجيني بعقود زمنية حمددة .
يؤثر عامل الزمن على اهليكل التنظيمي يف حال عمل املؤسسة لعدة ورديات ,مما يؤدي إىل تعقيده ,و يستدعي وجود
كما أن زيادة عدد الورديات يؤدي إىل زيادة يف تعقيد العالقات التنظيمية وهكذا .
كذلك يؤثر الزمن يف حاالت الطوارئ اليت تواجهها أعمال املؤسسة .
حبيث يصبح من الضروري جتاوز خطوط االتصال التقليدية وتقليل املستويات اإلدارية حىت يتمكن اهليكل التنظيمي من
االستجابة ألمهية عامل الزمن يف عمل املؤسسة كما هو احلال يف مؤسسة الطريان واملشايف .
يؤثر مكان عمل املؤسسة على نوعية اهليكل التنظيمي ,فاملؤسسة اليت يتوزع نشاطها ويغطي مناطق جغرافية خمتلفة تتطلب
هيكال تنظيميا خمتلفا عن املؤسسة اليت يرتكز نشاطها يف منطقة واحدة .
إن مشاكل اإلشراف والتنسيق تقل كلما كان هناك تقارب وجتانس بني األنشطة ,ولكن حني تتباعد هذه األنشطة وتتنوع
يصبح من الضروري تفويض السلطة للوحدات القريبة من أماكن العمل الفعلية وذلك لتوفري الفعالية ألداء هذه الوحدات .
كلما كانت درجة التخصص املطلوبة يف العمل حمدودة كلما كان اهليكل التنظيمي بسيطا وإذا كانت درجة التخصص دقيقة
وكبرية تطلب األمر هيكال تنظيميا معقدا ’ كما أن املؤسسة اليت تنتج سلعا متشاهبة حتتاج إىل هيكل تنظيمي خيتلف عن
تؤثر كمية القدرات اإلنسانية ونوعيتها ,واليت حتتاج إليها املؤسسة على اختيار اهليكل التنظيمي املناسب هلا .
فكلما كانت القدرات اإلنسانية املطلوبة بسيطة من حيث اخلربة والتخصص كلما أمكن استخدام هيكل تنظيمي بسيط ينظم
عالقات هذه القدرات ,بينما يستدعي ازدياد نوعية القدرات اإلنسانية إىل تعقيد يف اهليكل التنظيمي وذلك حىت يتمكن من
أين يعكس الرتتيبات يف عالقات السلطة واملسؤولية بني هذه القدرات املتنوعة .
ونوع الوظائف اليت جيب تأديتها وعالقات العمل بني هذه الوظائف وكلما أزداد تعقيد التكنولوجيا املستخدمة كلما ازداد
إن نوعية البيئة تؤثر على اهليكل التنظيمي ,فاملؤسسة اليت تعمل يف بيئة مستقرة خيتلف هيكلها التنظيمي عن املؤسسة اليت
تعمل يف بيئة غري مستقرة ’ وبشكل عام كلما كانت البيئة أكثر استقرارا وجتانسا كلما قل تعقيد اهليكل التنظيمي والعكس
صحيح .
وكلما ازداد تغري عوامل البيئة االقتصادية واالجتماعية والثقافية كلما ازداد تعقيد اهليكل التنظيمي .
فمثال املؤسسة اليت تعمل يف بيئة صناعية متغرية يزداد هيكلها التنظيمي تعقيدا عن املؤسسة اليت تعمل يف بيئة أقل تصنيعا وأكثر
استقرارا .
الخاتمة:
وخامتة العمل البحثي هذا ،ال يسعنا أن نقول سوى أن أصبح يف خضم التطورات احلاصلة يف جمال املال واألعمال واملنظمات
العاملية الكبرية احلجم وتأثريات البيئة الداخلية أو اخلارجية ،إذ عدد هذه املنظمات إىل هيكل تنظيمي حتقق من خالله أهدافها
واهليكل التنظيمي مبختلف أنواعه كما سبق وأن طرح يسعى إىل اهلدف ،لكن احلكمة يف كيفية استعماله وحيوية العمل
-1املغريب كامل حممد ،اإلدارة والبيئة السياسية العامة ،ط ،1عمان2001 ،
-2فاتن أمحد أبو بكر ،نظم اإلدارة املفتوحة ،ط ،1مصر ،إشراك للنشر والتوزيع2000 ،
-3حممود سلمان العميان ،السلوك التنظيمي يف منظمات األعمال ،ط ،2األردن2004 ،
-4حممد فريد صحن وآخرون ،مبادئ اإلدارة ،اإلسكندرية ،الدار اجلامعية2001/2002 ،
-أ ب بوعرعارة صارة ( ،)2013تطور اهلياكل التنظيمية وعالقتها باحلوكمة ،اجلزائر -سعيدة :وزارة التعليم العايل والبحث
العلمي
-جامعة الدكتور الطاهر موالي ،صفحة .16-18بتصّر ف ^ .أ ب ت عدنان ماشي وايل ( ،)2012بناء اهلياكل
https://hrdiscussion.com/hr7945.html
-https://www.ar-science.com/2015/04/designing-organizational-
structure.html
-https://mawdoo3.com/مفهوم_الهيكل_التنظيمي